/

| رخ ١ج‏ جائزة دبي الدولية اطبئّ سكل سلسلة الدراسات القرآنية للقرآن الكريم لح جك 0(

ححكومعمةة د بش ةلاز ات ليدع اا كمع لان )>

وإعجاز القرآن الكريم

محمد رفعت أحمد زنجير عبدالنه احعد لكوي غضر الله له ولوالديه أباكك جل

ير غزاس لبر لزي

اام ل لكُللكككلأيوو وي وو ب وس

2

جائزة دبي الدولية سلسلة الدراسات القرآنية للقرآن الكريم 52

مباحث ‏ البلاغة وإعجاز القرآن الكريم

جامحة الكويت إدارة المكتبفث قسدم التبادل والاهدام 2 إفسسسداء 4

طبع على نفقة عبدالله أحمد الموسى غضر الله له ولوالديه

00 الم ابي هفل 7 عزاه يلالد

لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الطبعة الأولى 1١478‏ ه- 10١٠م‏

ما ورد 4 هذا الكتاب يُعبّر عن رأي صاحبه ولا يُعبر بالضرورة عن رأي الجائزة

31 سلسلة مُحَكّمَة تصدر عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم 11ل لاخ االشخ 011 /:171118101471101141.1101 آخظ نام ص.ب 45١47 ١‏ دبي - أ.ع.م. : هاتف : 15١ ١555‏ (5 الا3)ء فاكس : 28 55١٠١‏ (4 ١1/اهب)‏

موقع الإنترنت : 15391.0111211.807.36‏ البريد الإلكتروتي : 011182)4(6112.86

00 اجر ا

7 غزلس الوه

يقول الله تعالى في سورة الإسراء:

2 ص ساسا سا ىن بر صر و رم سعتره 5 # قل لَينِ أجَسَمَعَتِ الاش وَالْجِن علخ أن يأنوأ بِمثْل

ا عر ١‏ رج كسد 5 سس آهل 1208 وا اسءه هذًا اَلْفَرَانِ لا يأنون بِمِثْلِه ولو كان بعضهم لبَعْضٍ

ظهيرا » [الإسراء: 84] .

أبكة جل

7 عزاسل يراليه

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

روى علي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله يكل يقول: ألا إنها ستكون فتنة» فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكمء وخبر ما بعدكم. وحكم ما بينكم: وهو الفصل ليس بالهزل» من تركه من جبار قصمه الله» ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. وهو حبل الله المتينء وهو الذكر الحكيم.ء وهو الصراط المستقيم» هو الذي لا تزيغ به الأهواء» ولا تلتبس به الألسنة. ولا يشبع منه العلماء. ولا يخلق على كثرة الردء ولا تنقضي عجائبه. هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجباء يهدي إلى الرشد. من قال به صدق» ومن عمل به أَجِرْء ومن حكم به عدل. ومن دعا إليه مهُدِىَ إلى صراط مستقيم .

أورده الترمذي في كتاب فضائل القران عن رسول الله» باب ما جاء في فضل القرآن» رقم الحديث 7905

اهدر

7 عزاسل يراليه

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

هوم

لفسا ام

الحمد لله رب العالمين» والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله رحمة الله للعالمين» وعلى آله وصحبه أجمعين» ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين» وبعد:

فقد نزل القرآن على قلب رسول الله يَكِةِ بلفظه» ومعناهء ونطقه» وتجويده» وترتيبه» وتنظيمه» وقد تكفل الله بحفظ اياته وكلماته من التحريف والتغيير والتبديل فقال في سورة الحجر: # إِنَاححْنُ تَرَلَنَا ألذِكْرَوَإِن مظن جعله الله المعجزة الخالدة الباقية إلى يوم الدين» فأعجز البشر أن يأتوا بسورة من مثله فقال في سورة البقرة : «وَإن كس ف رَبْبِ مانا عَلَعَبْونا انوأ سور من مُتْلِوء وََدَعُوأ أشْهَدَآءُم ين دون أله إن كُشْرْ صَدِقِنَ6) وقد تناول العلماء هذا الكتاب العظيم بالدراسة والتمحيص» فاستخرجوا منه الكنوز الثمينة» وأسسوا في ظلال آياته قواعد علومهم» وقد أظهرت كثير من الاكتشافات العلمية المعاصرة حقائق مذهلة سبق القرآن إلى ذكرها أو الإشارة إليهاء ولابد من أن تجد التطابق بين ما قاله الله وما خلقه» ل : #سَْرِيهِمَ يننا فى الْأفَاقِ وف نمسم حَقٌ يب لَهُمَ أنه َنُ ألم يكف ررَيْكَ أنه عَكَ هل رقي قله سا ع للا ا سرس

القرآن العظيم» وتقدم إلى المكتبة الإسلامية سلسلة الدراسات القرآنية تعميماً

للثقافة القرآنية» وإن اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم لتقدم شكرها إلى مؤلف الكتاب وإلى كل من ساهم في إخراجه وطبعه ونشره وتوزيعه. سائلين المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل في صحيفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة» رئيس مجلس الوزراء» حاكم دبي. وراعي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم . وصلى الله على سيدنا محمد» والحمد لله رب العالمين.

اللجنة المنظمة لجائزة دبى الدولية للقرآن الكريم

5 ؤجهر|

0

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

المقدمة

الحمد لله الذي خلق الإنسان» ووهبه العقل واللسان. وعلمه البيان» وأرشده إلى فضل القراءة وطلب العلمء ونبذ الأمية والجهل» نحمده سبحانه فهووارب الأرباب» ومجري السحاب » وقاهر الأحزاب» وقوالدي أكرم 3 بهذا الكتاب» فقال : «الرححتّب أنرلتة| اسن 0 لبور

بِإِذْنِرَيَهِمٌ إل صِرَطٍِ ألَعَرير ا يميد [إبراهيم خصائص الكتاب الخالد:

ل د قال تعالى :8 ايد ل لحن للييك كنا يا مان لدي شير ينه جلوة أذ سَحْسَوَ كم م تلن لود هم وَومهُمْ إل كر مكلك هذى أنه جدق يود يلكا وسن شلل أ مم َم مِنْ هَادٍ» [الزمر :73 ].

ووصف كتابه بأنه يهدي إلى الرشد في أمور الدين والدنياء فقال اتعالى : © إِنَّهَدًا الْقَْانَ يَبَدِى لِلَى مت هوم وبيس الْمؤْمِنينَ ادن يعَمَلُونَ لصحت أن حرا كيرا 4 [الإسراء:ة] .

وجعل الفساد والهلاك الدنيوي والأخروي قرين من أعرض عن كتابه» قال تعالى : 9 وَمَنْ أعرّصٌ عن ِحكرى وَإنَ ممه ص وََهْمُه يَوْمَ لِْيمَةِ أَقَص * [طه::؟١١].‏

واد عد رات رت لما جيزم ا ااي لاي" باد لاسر مه من قومهء قال تعالى: 7# لوسك 5 نُونَ4 [الزخرف: 44] .

وقد جعل كتابه عربيء قال تعالى : ل إَآ أَرَلَهُ مما عَرَيا َلك تقلت »

8 : [يوسف‎

له

ل

وأشياق» لو رضيفة بتعا فهي لا تنفد قال تعالى: # وَلَوَأَد ار د ف فد سَبْعَةُ محر ما يَقِدَت كلمت لَه إن لَه عزيا 42 4 لقمن 001 : وبين عجز الخلق من إنس وجن أمام كتابه. فهو المعجزة الخالدة التي أنزلها من السماءء ولا يستطيع الخلق كلهم ولو اتحدوا جميعاً أن يأتوا بمثله» قال 7 ال إن لحتسنب الإقل والجن كل أن بأ ا بوذن هذا الشول ذاو متزبائلق نت بِعْضهُمٌ لِبَعضٍ ظَهيرا # [الإسراء : 88] .

التحدي بالقرآن:

قهرهم فتبجداهم أن يأتوا بمثله في مواضع كثيرة من كتابه فعجزواء قال تعالى : # ملقانا أن وأ يكتب ين عند لل هو أهدَط يمآ َه | ن كدر صسدقرت #4

0000 ره و

[القصص:144]ء وقال أيضاً: # انوأ يحَدِيثِ مُثْلِء إن كنوَأ صَدِقِي » [الطور: 84] . تحداهم بأن يأتوا بعشر سور من مثله فعجزواء فقال عز وجل: م

0 04 2 0 د عدر سم يقولوت أفترنه قل مَأَنوا أبِعَشْرٍ سور متيو مريت وَأَدْعوأْمَّنِ أسْتَطعَثُر : ع ثم صَدِقِنَ» [هود: 17] .

ثم تحداهم بسورة واحدة» فعجزواء قال تعالى يتحدى صناديد الحرب وأئمة البيان: #وَإِن كسم ف رَيْبٍ صِمَا ْنا عَلَ عَبْنَ كوأ شورق مَن مَثْلِهء وَأَدَعْوأ 0

سُهَدَآءَ من دُونِ أله إن كُشْرَصَدِون4 [البقرة: 77] . ل ل ا و 6 سمي ل ماص

في 7 قال تعالى : 5 إن لَمَ تَفْمَلُوأ ل تف اا ألَّارَ الى با كاسن وَلْجَارَة عدت لِلْكفْر4 [البقرة: 4؟] .

النبي أفصح الخلق : والصلاة والسلام على نبيه الكريم سيدنا ميحمد سراج البلغاء» وأسوة العلماء والأدياء. أفصح الخلق» وأنطقهم بالحق» كان رسول البيان لأهل ؟ 1١‏

لي غ 5 ما 3 5

اكه

غزاسلبرالو

البيان» وقد حث على تعلم القرآن وتعليمه» وجعله أشرف رسالة في الحياة» حيث قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه)”"'.

وقد أبدع في وصف كلام ربه» فكان مما قال في وصفه: (هو الذي لا تزيغ به الأهواءء ولا تلتبس به الألسنة. ولا يشبع منه العلماء. ولايخلق عن كثرة الردء ولا تنقضى عجائبه)29. وهذا هو الحق بعيئه» فإن عجائتب القرآن لا تنقضى » وإن وجوه جماله لا تنتهى» وإنه للعلماء كالماء الزلال للظامئ في الصحراء» فهو بحر العلم والفكر والجود والجمال والجلال والكمال والحكمة يعطياكة زيادة كلما ظلتت مله مغوقة اننا شن الا كما تال القناع 9 :

سمؤوتتزة وجويبهه كنا ش إذا مما زدته نظشرا

القرآن معجزة النبي يَكهِ :

أما بعد: فإن كتاب الله الخالدء» هو سراج العلم والهدى» وبشير الفرج والأملء وهو معجزة هذا النبي الأمي العربي محمد بن عبد الله كك » وهو باق إلى قدا السباعة موه زر تتدول وله تحريب يشهل على مواق البوة + كال تخالي” # إِنَاححنٌ تَرَلنَا ألذِكْرَ وَإِنَا َم لحَفِظُوتَ4 [الحجر:4] . نقول هذا مع تصديقنا الكامل بما ورد ذكره من معجزات أخرى للنبي عليه السلام» كالإسراء والمعراج» واستجابة الدعاء» وانشقاق القمرء وتسبيح الطعام بين يديه» ونبع الماء من أصابعه الشريفة» ونحو ذلك» وهى معجزات وقتية فى حينهاء زادت الذين آمئوا إيماناء .وآزرت صدق القران؛ بيد أن القرآن 1 الأظهر والأبقى من معجزاته َيِل .

)١(‏ رواه البخاري عن عثمان رضي الله عنهء انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي. بتحقيق الألباني» )101/١(‏ المكتب الإسلامي» دمشق» الطبعة الثالثة» بيروت.

(0) من حديث رواه الترمذي والدارمي عن علي رضي الله عنه» وقال الترمذي: إسناده مجهول» انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي» بتحقيق الألباني» (584/1 -5590).

0 البيت لأبي نواسء انظر معاهد التتصيص على شواهد التلخيص» للعباسي» تحقيق .

محمد 7 الدير» عبد الحميد» 562306 عالم الكتب» بيروت..

١

له

ل

أسلوب القرآن وأثره:

وقد جاء القرآن بلسان عربي خطاباً للعقل والقلب» مخالفاً لما يعرفه العرب من أساليب المنظوم والطقرن فكان وجوده سبباً لميلاد أمة دفنتها رمال الصحراء» وجهلتها كتب التاريخ» فأحياها الله بعد موتها وأحيا بها العالم» فكان هذا القرآن الباقي أعظم معجزة لأعظم نبي» يقول شوقي في هذا الصدد230: أخوكٌ عيسى دعا ميتاً فقامٌ له وأنتَ أحيِيتَ أجيالاً من الزّمهِ9© والعيك موث قن اميك مو فابعثٌ من الجهل أو فابعث من الوح 9

فلئن دكت عصا موسى عرش فرعون واحدء فقد دك هذا القرآن عروش فراعنة عصره من عرب وقياصرة وأكاسرة» ولئن كانت ناقة صالح سبب هلاك قومهء فقد كان القران سبب حياة العرب والعجم» ولئن ركب نوح في السفينة» فإن أتباع محمد ركبوا فجاج الأرض جميعاً. . فلقد أحدث الله بهذا القرآن أكبر عملية إصلاح في التاريخ البشري كله» فاحتارت بذلك عقول العلماء» واجتهد السلف والخلف منهم لمعرفة سبب تأثيره ووجوه إعجازه» وكثرت في ذلك المذاهب والأقوال» ووضعت الكتب والتصانيف, فكان هنالك رصيد ضخمء وكنز هائل من المعرفة» منها ما هو مكرر منقول عن السلف., ومنها ما هو جديد معتبر» والقرآن هو القرآن» يعطي للجميع من فيضه عبر القرون الطويلة رحيق الحياة» فلا تنقضي عجائبه» ولا تنتهي وجوه إعجازه. مع اتفاق جمهور أهل العلم على أن ميدان الفصاحة والبلاغة هو الوجه الأعظم من وجوه إعجازه» وقد استدعى هذا عناية أهل العلم باللسان العربي. ومعرفة خصائصه وقوانينه» ومن أجل ذلك تم تدوين اللغة ووضع علومهاء فكان النحو أولاء ثم جاءت البلاغة بعد ذلك» ولم تكن دراسة اللغة العربية مقضودة لذاتهاء وإنما كان

)١(‏ الشوقيات: شعر المرحوم أحمد شوقي. .)١١7 1١91/١(‏ دار الكتب العلمية» بيروت»ء هم كام

(0) الزمم: التفرق.

زفرفق الرجم : القبر.

و اباك همل غواهه

غناك بالود

صوناً لهذا الدين وكتابه» من أن يتطرق اللحن إلى الألسنة» والعجمة إلى الأساليب الفصيحة» والفساد إلى الأذواق السليمة .

سبب تأليفنا للكتاب :

ولما كثرت الأقوال والجهود فى هذا الباب» وكان فى الكتب المؤلفة فى هذا الباب تكرار وتطويل» وو ام أحببت أن ألخص ما قيل في هذا الباب» وأن أرتبه وأهذبه مراعياً المنهج التاريخي. وذلك ليكون ركيزة لمن أراد أن يضيف جديداً في باب البلاغة والإعجازء فلا جديد لمن لم يعرف القديم» إذ قد يقول المرء برأي يظنه جديداً وقد قيل قبله بألف عام أو يزيد» وعليه فمن أراد أن يبني جديداً في ميدان العلمء فلا بد له أن يلم بما قيل قبله أولاً» لكي لايقع في التقليد - من حيث لا يدري - وهو يظن نفسه قد أتى بجديد» مع تأكيدنا على أن ميدان التجديد في علم البلاغة عامة» وعلم معرفة وجوه الإعجاز خاصة» هو بحر زاخر» يستطيع المرء في كل زمان ومكان إذا أوتي آلات علم التفسير واللغة» وكانت لديه معرفة وإلمام ببقية العلوم» ورزقه الله الموهبة والصبرء يستطيع أن يأتي بالجديد النافع بإذن الله تعالى.

ولما كان تاريخ البلاغة مرتبطاً بالإعجاز كبقية علوم العربية من نحو ونقد وأدب» فقد رأيت دمج التاريخين في بحث واحدء أسوة بما فعله بعض الفضلاء في هذا الباب ومنهم الدكتور شوقي ضيف رحمه الله» وإنما فعلوا ذلك لأن تاريخ البلاغة والإعجاز واحدء وهو يدخل كله ضمن الحياة الثقافية للأمة الإسلامية» فقد كان علماء البلاغة من علماء الدين» ولم يكن ثمة فصل بين العلوم كما هو الحال في عصرنا . ونستطيع أن نميز أربع مراحل في هذا التاريخ» هي :

- البلاغة في مرحلة ما قبل التدوين» وتبدأ من العصر الجاهلي حتى نهاية

القرن الثاني الهجري . ١‏ - مرحلة التدوين والتأسيس والإبداع للبحث في البلاغة والإعجاز» وتبدأ من

القرن الثالث حتى نهاية القرن السادس الهجري .

1١6

يتس لاله

5 - مرحلة النهضة الحديثة» وتمتد من بداية القرن الثالث عشر الهجري حتى وما خطة البحث: سوف نبدأ موضوعنا بتمهيد حول بعض المصطلحات العلمية التي تتعلق بالبحث» وعن العلاقة بين البلاغة والإعجاز. ثم تكون تلك المراحل المذكورة آنفا موضوعاً لأربعة فصول., ثم نشفع ذلك بخاتمة للبحث» فمراجع البحث. ومن خصائص المنهج الذي اتبعناه ما يأتي :

١‏ - أنه منهج متكامل» يقوم على الجمع بين تاريخ البلاغة وإعجاز القرآن من جميع وجوهه في كتاب واحدء والمؤرخون الذين جمعوا بين البلاغة والإعجاز اقتصرت دراستهم على الإعجاز اللغوي أو البياني الذي يفل بالبلاغة فقطء دون بقية وجوه الإعجاز غالباً» وقد رأينا ذكر بقية الوجوه لأنها ذات صلة بعلم الإعجاز من جهةء وبعلم البلاغة من جهة أخرى» فلا يمكن الحديث عن الإعجاز 0 إذا لم تتقبله دلالة الأسلوب وطريقة السياق.

؟ - لم نقتصر على القرون الستة الأولى» أو التسعة الأولى دون سواهاء كما يفعل بعض الباحثين» وإنما تناولنا العصر الحديث أيضاًء وذكرنا ما فيه من إضافات .

٠“‏ - ميزنا بين الأعلام والمؤسسين لهذين العلمين ضمن مباحث خاصة» وسردنا جهود من أسهم معهم في هذا الباب ضمن مبحث واحد.

؟ - ربما نكون من أوائل المنوهين المعاصرين بجهود الإمام الطيبي في علمي تاريخ البلاغة والإعجازء فهو عَلم في الدراسات القرآنية والحديثية والبلاغية» نوه به العلامة ابن خلدونء وأهمل ذكره معظم الكتاب المعاصرين .

15

يتس لاله

ه ‏ اعتمدنا المنهج التاريخي في دراسة الأعلام» ونقدم دائماً دراسة الإعجاز أولآء ثم دراسة البلاغة عند الأعلام الذين شاركوا في العلمين: علم البلاغة وعلم الإعجاز» وتقديم الإعجاز لأنه كان هو الشسبب الباعث على تطوير البلاغة» ولم نخرج عن هذه القاعدة إلا في الفصل الأخير» حيث قدمنا المبحث الرابع المتعلق بالبلاغة على الخامس المتعلق بالإعجازء وذلك لأن دراسة الإعجاز قد تطورت». وجزء من تطورها يعود إلى تطور علم البلاغة في العصر الحديث نتيجة التواصل مع المعارف والعلوم الإنسانية لدى الأمم الأخرى» بل إن ثمة تطور كبير طرأ على علوم اللغة جميعاًء وقد استفاد من هذا علم الإعجازء كما دخلت في مباحث الإعجاز

أمور جديدة مثل الإعجاز العلمي» فجعلناه آخر الفصول» لأن تطوره قائم

على تطور البلاغة» و لنتوسع فيه حسب ما يقتضي البحث .

5 -اعتمدنا ترقيم الفقرات تسهيلاً للقارئ.

٠‏ - اعتمدنا الإيجاز في دراسة المصادر القديمة» والاكتفاء بنماذج منها بعيداً عن الإسهاب. فالكتب التي ألفها أهل العلم في هذا الباب متاح الاطلاع عليهاء وإنما نحن هنا ننوه بجهودهم» ونبين مقدار إضافاتهم في بناء صرح العلم» ولا نريد أن نكرر معظم ما قالوه هناء واللبيب تكفيه الإشارة .

رجعنا إلى مصادرعدة» ومراجع كثيرة» منها القديم» ومنها الجديدء وكان من أبرز مراجعنا التي انتفعنا بها كتب الدكتور شوقي ضيف. تغمده الله بوابل رحمته» فقد كان أمة من العلم تمشي على وجه الأرض! .

4 أبدينا رأينا في أمور عدة» منها ما يتعلق بتطوير البلاغة .

٠-كانت‏ الموضوعية والشفافية عمدتنا في البحث .

ومن الله نستمد العون والتوفيق

مدينئة عجمان

في يوم الخميس ١7‏ رمضان المبارك. 5757١ه.‏

والموافق ٠١‏ تشرين الأول. 5١١٠م.‏

المؤلف

1١/

0

00 اباك همل

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

الس لي يسك

نتناول فى هذا التمهيد مجموعة من الأمور ذات الصلة بموضوعنا من مصطلحات علمية نعرفهاء» وحديث عن صلة البلاغة بعلم التفسير مما يجدر أن يتنبه إليه الباحثون . أولاً: تعريف المعجزة:

في اللغة: عجز عن الشيء عجزاء وعجزاناً: ضعف ولم يقدر عليه

والمعجزة : أمر خارق للعادة يظهره الاعلىبيد تي تاييد! لتبولا” وما يعجز البشرءأنيأتوا بمفله”'..

وفي الاصطلاح» قال القرطبي : (المعجزة: واحدة معجزات الأنبياء الدالة على صدقهم صلوات الله عليهم ‏ وسميت معجزة لأن البشر يعجزون عن الاثيان بمكليا» وشرائطها خدسة فإن احتل منها شرظ لا تكون معجرة)1.

الشرط الأول: أن تكون مما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه. . كفلق البحر وانشقاق القمر.

الشرط الثانى : هو أن تخرق العادة» وإنما وجب اشتراط ذلك لأنه لو قال المدعي للرسالة : آيتي مجيء الليل بعد النهارء وطلوع الشمس من مشرقهاء لم يكن فيما ادعاه معجزة .

)000 انظر: المعجم الوسيط » مادة (عجر).

(؟) الجامع لأحكام القرآنء .)194/١(‏ تصحيح أحمد عبد العليم البردوني» الطبعة الثانية. مطبعة دار الكتب المصرية» "ال11ه/ 1905م.

19

يتس لاله

الشرط الثالث: هو أن يستشهد بها مدعي الرسالة على الله عز وجل» فيقول: آيتي أن يقلب الله سبحانه هذا الماء زيتاء أو يحرك الأرض عند قولي لها تزلزلي ؛ فإذا فعل الله سبحانه ذلك حصل المتحدّى به.

الشرط الرابع : هو أن تقع على وَفْقَ دعوى المتحدّي بهاء المستشهد بكونها معجزة لهء وإنما وجب اشتراط هذا الشرط لأنه لو قال المدعي للرسالة: آية نبوتي ودليل حجتي أن تنطق يديء» أو هذه الدابة. فنطقت يدهء أو الدابة بأن قالت: كذب وليس هو بنبي» فإن هذا الكلام الذي خلقه الله تعالى دال على كذب ذلك المدعي للرسالة .

الشرط الخامس : أن لا يأتي أحد بمثل ما أتى به المتحدّي على وجه المعارضة”2' . ثانياً: أنواع المعجزات :

قال القرطبي : «المعجزات على ضربين :

الأول: ما اشتهر نقله وانتقرض عصره بموت النبي يكل .

والثاني ما تواترت الأخبار بصحته وحصوله. واستفاضت بثبوته يا الثاً: علم الإعجاز وصلته بالبلاغة :

علم إعجاز القرآن هو أحد علوم التفسير» قال الحاج خليفة: «علم إعجاز القرآن: ذكره المولى أبو الخير من جملة فروع علم التفسير»ء وقال: صنف فيه جماعة» فذكر منهم : الخطابي والرماني والرازي»”” .

ويرتكز علم الإعجاز بشكل أساسي على علوم البلاغة» قال الرازي بعد أن ناقش جميع الاراء في الإعجاز وفندها: «ولما بطلت هذه المذاهب» ولا بد من أمر معقول حتى يصح التحدي به» ويعجز الغير عنه» ولم يبق وجه معقول في )١(‏ انظر: المصدر السابق» .)9721-597/1١(‏

() المصدر السابق». (١/؟9).‏ (0) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. .)25١١/١(‏ دار العلوم الحديثة» بيروت.

”؟٠‎

0 أبك همل غزا

غناك بالود

الإعجاز سوى الفصاحة؛ علمنا أن الوجه في كون القرآن معجزاً هو الفصاحة)20" .

وشأن علم الإعجاز في ارتكازه على علوم البلاغة شأن علم التفسيرء فالبلاغة قاعدة علمي التفسير والإعجاز كما سنوضح في الفقرة الآتية .

رابعاً: صلة علم التفسير بالبلاغة :

في البداية لا بد من تعريف علم التفسيرء 00 خليفة : «علم باحث عن معنى نظم القرآن بحسب الطاقة البشرية وبحسب ما تقتضيه تقتضيه القواعد العربية» ومياديه العلوم العربية. وأصول الكلام» وأصول الفقه. والجدل» وغير ذلك من العلوم 0

والتفسير أقدم العلوم الإسلامية نقأة» يقول'ابن عاشور : والتفسين أول العلوم الإسلامية ظهوراء إذ قد ظهر الخوض فيه في عصر النبي كله » إذ كان بعض أصحابه قد سأل عن بعض معانى القرآن» كما سأله عمر رضى الله عنه عن الكلالة» ثم اشتهر فيه بعد علي وابن عباس وهما أكثر الصحابة قولاً في التفسير» » وزيل د بن ثابت » وأبو ابن كعبهه وعيد الله بن مسعود» وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم. وكثر الخوض فيه. حين دخل في الإسلام من التابعين» وأشهرهم في ذلك مجاهد وابن جبير»ء وهو أيضاً أشرف العلوم الإسلامية ورأسها غلئ التتحفيق »7 «. . ثم تلاحق العلماء في تفسير القرآن» وسلك كل فريق مسلكاً يأوي إليه وذوقاً يعتمد عليه» فمنهم من سلك مسلك نقل ما يؤثر عن السلف. وأول من

(1) نهاية الإيجاز في دراية الإعجازء تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي» والدكتور محمد بركات أبو عليىء ص (71 - 4)75. دارالفكر للنشر والتوزيع» عمانء الأردن» 19486م.

0) انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» الحاج خليفة» .)471/١(‏

(0) تفسير التحرير والتنويرء »)2١54/١(‏ الدار التونسية للنشرء تونس» 1984م.

إلا

يتس لاله

صنف في هذا المعنى مالك بن أنس». وكذلك الداودي تلميذ السيوطي في لاك ال وذكره عياض في المدارك إجمالاً» وَأشهن أهل :هده الطزيقة فيما هو بأيدي الناس محمد بن جرير الطبري» ومنهم من سلك مسلك النظر كأبي إسحاق الزجاج» وأبي علي الفارسي. وشغف كثير بنقل القصص عن الإسرائيليات» فكثرث في كتبهم الموضوعات, إلى أن جاء في عصر واحد عالمان جليلان أحدهما بالمشرق» وهو العلامة أبو القاسم محمود الزمخشري. صاحبٌ الكشاف» والآخر بالمغرب بالأندلس وهو الشيخ عبد الحق بن عطية» فألف تفسيره المسمى بالمحرر الوجيزء وكلاهما يغوص على معاني الآيات» ويأني بشواهدها من كلام العرب» ويذكر كلام المفسرين» إلا أن منحى البلاغة والعربية بالزمخشري أخصء ومنحى الشريعة على ابن عطية أغلب» وكلاهما عضادتا الباب» ومرجع من بعدهما من أولي الألباب)0©. خامساً: علوم التفسير:

ويقودنا الحديث عن علم التفسير إلى الحديث عن أهم العلوم التي ينبغي أن يحيط بها المفسرء ويأتي في جملتها علوم البلاغة» فلا بد لمفسر القرآن من علوم يبرع بها ويتعاطاها. وقد حددها السيوطي بما يأتي :

علم اللغة» علم النحوء التصريف, الاشتقاق. المعاني» البيان» البديع» القراءات. أصول الدين» أصول الفقه» أسباب النزول» الناسخ والمنسوخ. الفقه. الأحاديث المبيئة لتفسير المجمل والمبهم» علم الموهبة'"' .

وفي العصر الحديث اشترط العلماء شروطاً جديدة للمفسرء منها ما ذكره السك مح تين رقنا وهي: علم أحوال البشرء والعلم بوجه هداية البشر كليخ بالف

.)١15/١( المرجع السابق»‎ )١(

(0) انظر: الإتقان في علوم القرآنء 77/0 -5؟). شركة مصطفى البابي الحلبي» مصرء الطبعة الرابعة» 154ه/ 98ا19م.

() انظر: تفسير المنار» 4625١ - /١(‏ الهيئة المصرية العامة للكتاب» 1917 م.

3

ل

ولو تأملنا في هذه العلوم وجدنا أن نصفها تقريباً يدور حول اللغة وعلومها. وهذا يؤكد على أهمية العربية في فهم القرآن وتفسيرهء فهي مفتاح القرآن بلا ريب» ولذلك جعل كثير من علماء المسلمين تعلم العربية فرضاً على المسلمين» ومنهم الإمام ابن تيمية حيث قال: «...وأيضاً فإن نفس اللغة العربية من الدين» ومعرفتها فرض واجب» فإن فهم الكتاب والسنة فرض » ولايفهم إلا بفهم اللغة العربية» وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)"'' . علم الإعجاز أيضاً لا بد منه للمفسرء وقد قام علم البلاغة خدمة لتفسير كتاب الله وبيان إعجازه» فالبلاغة قاعدة التفسير والإعجازء وعلم التفسير هو رأس العلوم ومنله تفرعت بقية العلوم الإسلامية» ولا عجب إذا وجدنا جمهور البلاغيين هم ممن يتعاطون التفسير» لأن البلاغة لم تكن علومها لتدون وتزدهر لولا التفسيرء فتاريخ البلاغة والتفسير مرتبطان ارتباطاً عضوياً لا يمكن أن تنفصم عراه أبداً. سادساً: معنى السورة والآية:

قال القرطبي: «معنى السورة في كلام العرب الإبانة لها من سورة أخرى وانفصالها عنهاء وسميت بذلك لأنه يرتفع فيها من منزلة إلى منزلة» قال النابغة : ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبيذبٌ

أي منزلة شرف ارتفعت إليها عن منزل الملوك .

وقيل: سميت بذلك لشرفها وارتفاعها كما يقال لما ارتفع من الأرض سور .

وقيل: سميت بذلك لأن قارئها يشرف على ما لم يكن عنده كسور البناء .

وقيل: سميت بذلك لأنها قطعت من القرآن على حدة» من قول العرب

)١(‏ اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم» تحقيق عصام حرستاني ومحمد إبراهيم الزعلي» ص (557).؛ دار الجيل» بيروت» الطبعة الأولىء /١51‏ 1997م.

1

0

0 أبك همل

للبقية: سؤر وجاء في أسأر الناس أي بقاياهم» فعلى هذا يكون الأصل سؤرة بالهمز» ثم خففت فأبدلت واواً لانضمام ما قبلها.

وقيل: سميت بذلك لتمامها وكمالهاء من قول العرب للناقة التامة: سورة.

وجمع سورة: سور بفتح الواو. وقال الشاعر:

*# سود المحاجر لا يق رأنَ بالسور *

ويجوز أن يجمع على سُورات وسُوّرات)27.

ويشتقف" ارظن شور معن الأ نواه لكيه فين العالافة مع أنهاعلامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها وانفصاله» أي هي بائنة من أختها ومنفردة. وتقول العرب: بيني وبين فلان آية» أي علامة. ومن ذلك قوله تعالى : # إِنَّءَايةَ مُلُحكيء» [البقرة: 154] . وقال النابغة : توهمثُ آياتٍ لها فعرفتها ‏ لستة أعوام وذا العام السابِعمٌ

وقيل: سميت آية لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه» كما يقال:

وقيل: سميت آية لأنها عجبٌ يعجز البشر عن التكلم بمثلها»”"' . سابعاً: تعريف الفصاحة والبلاغة:

الفصاحة لغة: البيان والظهورء قال الله تعالى : # وَأحى عَرُوبُ هو أَقْصَءُ مق لكانا» [القصص: 4”] .

وفي اصطلاح أهل المعاني: عبارة عن الألفاظ البينة الظاهرة» المتبادرة إلى الفهم. والمأنوسة الاستعمال بين الكتاب والشعراء» لمكان حسنها.

وهي تقع وصفاً للكلمة» والكلام» والمتكلم» حسبما يعتبر الكاتب اللفظة وحدهاء أو مسبوكة مع أخواتها.

والبلاغة في اللغة: الوصول والانتهاء» يقال: بلغ فللان مراده إذا وصل

.)55- 50 /١( الجامع لأحكام القرآن»‎ )١( .)55/1١( (؟) المصدر السابق»‎

1

ل

إليه» وبلغ الركب المدينة: إذا انتهى إليهاء ومبلغ الشيء منتهاه'"" .

وفي الاصطلاح : مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته”" . ثامناً: مراتب البلاغة :

ذكر الخطيب القزويني طرفي البلاغة» وما بينهما من مراتب» قال: «وللبلاغة طرفان: أعلى إليه تنتهي. وهو حد الإعجاز أو ما يقترب منهء وأسفل منه تبتدئ. وهو إذا ما غُير الكلام عنه إلى ما هو دونه التحق عند البلغاء

بأصوات الحيوانات» وإن كان صحيح الإعراب. وبين الطرفين مراتب كثيرة ف سع0) متفاوتة .

لا لالا

)١(‏ انظر: جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديعء ص١(‏ - لاء» .)1١‏ دار الفكرء بيروت» الطبعة الثانية عشرة» 5٠5١ه/‏ 1945م.

(؟) انظر: الإيضاح في علوم البلاغة» شرح د. محمد عبد المنعم خفاجي» »)8١/١(‏ دار الكتاب اللبتاني» بيروت» الطبعة الخامسة» 07٠4١ه/‏ 19187م.

0) الإيضاح في علوم البلاغة» /١(‏ 87).

>”

له

0

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

الفصل الأول البلاغة في مرحلة ما قبل التدوين

يدام البراعة من التصير النجاذي تي هاي القزن الثاني مسري ويتكون هذا الفصل من أربعة مباحث :

المبحث الأول: البلاغة في العصر الجاهلي المبحث الثاني: البلاغة في العصر الإسلامي المبحث الثالث: البلاغة في العصر الأموي المبحث الرابع: تطور البلاغة في العصر العباسي

يسَسعل

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

٠.

تمهيد

ونذكر فيه لمحة عن حياة العرب وأدبهم أولاً: العرب وموطنهم : العرب أمة سامية نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام؛ وقد سكنوا شبه الجزيرة العربية» ويحيط بها «من جهة الغرب بعض بادية الشام» حيث البلقاء إلى ايلة؛ ثم بحر القّلزم الآخذ من أيلة» حيث العقبة الموجودة بطريق حجاج مصر إلى الحجاز إلى أطراف اليمن» حيث طيئٌ وزبيد وما داناهما. ومن جهة الجنوب بحر الهند المتصل به بحر القلزم المتقدم ذكره من جهة الجنوب إلى عدن إلى أطراف اليمن» حيث بلاد مهرة من ظفار وما حولها. ومن جهة الشرق بحر فارس الخارج من بحر الهند إلى جهة الشمال إلى بلاد البحرين» ثم البصرة ثم الكوفة من بلاد العراق. ومن جهة الشمال الفرات إلى عانة إلى بالس من بلاد الجزيرة الفراتية» إلى البلقاء من برية الشام حيث وقع الابتداء»”'" .

وشبه الجزيرة العربية بالتعبير الجغرافي الحديث واقعة «إلى طرف الجنوب الغربي من آسياء ويحدها من الشمال سورية» ومن الشرق الفرات وجهة من المحيط الهندي» ومن الغرب البحر الأحمر»("2: ومن الجنوب خليج عدن وبحر العرب . ثانياً : طبقات العرب:

والعرب ثلاث طبقات :

)١(‏ بلوغ الأرب في معرفة أحوال العربء للألوسي» .)١1808 ١84/١(‏ دار الكتب

العلمية» بيروت» الطبعة الثانية . (؟) تاريخ الأدب العربي للزيات» ص (1) الطبعة الخامسة والعشرون.

>53

عزاسل يراليه

بائدة وهم الذين درست أخبارهم » وطمست آثارهم, مثل عاد وثمود وجديس وجرهم.

وعارية» وهم البسوت المشموة إلى يغرنابن قحطانة:

ومستعربة» وهم ولد إسماعيل عليه السلام في الحجاز .

ثالثاً: فضل الله عليهم : كان العرب أمة وثنية متخلفة على شتى الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . . فأراد الله أن يهديهم بالإسلام» وأن يغير حياتهم إلى الأفضل » قال تعالى : « وَأغتصم وأ بل لَه بجعا ولا كرف اكوأ يمت اق 0 و0 ميا حو و5 دم عل سكا قرو ين أَلّارِ فدح ينها لِك بسَين الم 11111001118 [آل عمران: ]٠١‏ .

و وه قال تعالى : # كحم 76 حَيْرَ أمَةِ أُحِجَتَ للثّاين # [آل عمران: شرف رسالته» والدعوة إليها إلى يوم الدين» قال تعالى: # وَإِنَّمُ ست 4 [الزخرف: 44] .

رابعاً: قيمة لغتهم وأدبهم :

اللغة العربية من أجل اللغات في حضارة الإنسانية قاطبة إن لم تكن أجلهاء نزل فيها وحي السماءء وحملت شجون الإنسانية وأحلامهاء وآمالها وآلامها عبر التاريخ كله وفي هذا الصدد يقول الأستاذ أحمد حسن الزيات: «والآداب العربية أغنى الآداب جمعاءء. لأنها آداب الخليقة منذ طفولة الإنسان إلى اضمحلال الحضارة العربية؛ فما كانت لغة مضر بعد الإسلام لغة أمة واحدة» وإنما كانت لغة لجميع الشعوب التي دخلت في دين الله أو في كنفهء أودعوها معانيهم وتصوراتهم» وأفضوا إليها بأسرار لغاتهم» ثم جايت أقطار الأرض تحمل الدين والأدب والحضارة والعلم» فصرعت كل لغة نازلتها»ء ووسعت . علوم الأولين وآداب الأقدمين من يونان وفرس ويهود وهنود وأحباش» واستمسكت على عرك الخطوب تلك القرون الطويلة» فشهدت مصارع اللغات

*

َس

حولهاء وهي مرفوعة الرأس رابطة الجأش» ترث نتاج القرائح وثمار العقول من كل أدب ونحلة» فكانت لغات الأمم على اختلافها كالجداول والأنهار» تتألف ثم تتشعباء ثم تتجمع » ثم تصب في محيط واحد هو اللغة العربية»”'" .

لا لا لا

دق المرجع السابق» ص .

و اباك همل

0

الميحث الأول البلاغة في العصر الجاهلي

يبدأ العصر الجاهلي باستقلال العدنانيين عن اليمنيين فى منتصف القرن الخامس للميلاد» وينتهي بظهور الإسلام سنة (777 م)277, وأهم ما نلحظه في ذلك العصر من أمور ذات صلة بالبلاغة الاتي : ١-العرب‏ أمة الفصاحة والبيان» يحبون الكلمة الجميلة والصوت الجميل والأداء الجميل» وار ال الجميلة » ويطربون للكلمة الشعرية» وهم قوم لُدّ قال تعالى: # وَإِنَّمَا َسَرَيهُ يإسَانلك لْتبَشَّرَ به يه الشتقي مَتدرَ و مما نك [مريم: ٠]‏ وهم أهل خصام وجدلء قال تعالى : « وَكَالْوَاألِمَكْكَاع مره ريه بل هُرْ قوم حتَصِمُونَ # [الزخرف:108] . وقد 97 القرآن فحاولوا أن ينسبوا ذلك التأثير إلى غير سببه الأصلي وهو أنه من عند الله . فزعموا أن بشراً أعجمياً يعلم محمداً القرآن» اه

عليها العرب فكيف برجل أعجمي ! قال تعالى : لوَلعَد لم نووت

يعَلَمهَ 0 لكان دع يد وك ين هذا لكان ررك مي ٍ 3

[النحل : ]٠١7‏ . ؟ - قامت حضارات عدة في اليمن وعمان وأطراف الجزيرة» ولكن لم يكن

للعرب دولة مركزية وسط الجزيرة» فقد كانوا يعيشون حياة بدائية لا شغل لهم

إلا تعاطى الشعر والتفاخر بالبيان» قال حمد بوشهاتس”»2

قبل الرسالة قل لي من هم العربٌ وأي مجد بنت أم لهمو

.)0( انظر: تاريخ الأدب العربي؛ للزيات؛ ص‎ )١( م‎ ١985 (؟) قصائد من الإمارات» ص (؟١)» اتحاد كتاب الإمارات» الشارقة.»‎

5

له

غزاسلبرالو

تعال فاستقرئ التاريخ أمشثلة تر الحقائق فيما تحمل الكتبٌ كان التفاخر بالأنساب رائدهم في كل ناد فماذا حقق النسبٌ هل استطاعوا به توحيد أمتهم كلا ففاقد أمر الشيء لا يهب

- اهتم العرب كثيراً بصناعة الشعرء يقول الدكتور شوقي ضيف: «من يرجعٌ إلى صناعة الشعر العربي في أقدم نماذجه يرى صعوبة هذه الصناعة» وأنها ليست عملاً غفلاً» بل هي عمل موسوم بتقاليد ومصطلحات كثيرة» وتلك آثار الشعر الجاهلي تتوفر فيها قيود ومراسيم متنوعة» ولعل ذلك ما جعل جويدي يقول: إن قصائد القرن السادس الميلادي الجديرة بالإعجاب تنبئّ بأنها ور لما ل

- كان لتلك المصطلحات دور كبير فى تطوير العملية الشعرية» وذلك لأن «هذه المصطلحات المختلفة التى كان يد بها الشاعر الجاهلى تجعلنا نؤمن بأنسالم يكرد عد ]فى داع جرم يصنقح كما بويا إن ريه كانت معطلة إلى حد ماء إذ كان يخضع لتقاليد تتناول ما يقوله» وكيف يقوله» تتناول ما ينظم فيه والطريقة التي ينظمه بهاء وبعبارة أحرى: تتناول الموضوعات التي يعالجهاء وما يتخذه فيها من طرق فنية في التعبير والموسيقى والتصوير)”"".

ه ‏ ويلخص الأستاذ حمادي صمود دور الملاحظات البلاغية والنقدية فى العصر الجاهلي في تكوين نواة البحث البلاغي عند العرب» فيقول: «وقد اعفظلة المصادن عهلة من الأخيار عن سناد الع كفن ملكا نمل رغم تواضعها اللبنة الأولى في العمل النقدي والبلاغي» وتشير إلى بداية الاهتمام بقضية الصياغة. وقد بدت لنا هذه الأخبار متفاوتة القيمة رغم انتمائها إلى عصر واحدء فرأينا أن نقسمها ثلاثة أقسام بحسب أهميتها في موضوع بحثناء ودرجة نضج الأحكام التي تضمنتها. يقوم القسم الأول منها في نطاق المفاضلة بين شاعر واخر على مجرد الانطباع» ويقوم التعليل فيها إن وجد على

000 الفن ومذاهبه في الشعر العربي» ص (1). دار المعارف» القاهرة. الطبعة العاشرة . (؟) المرجع السابق. ص .)١9(‏

لذن

0

0 أ هم

عناصر لا تتعلق بالشعر نفسه». وحتى إن تعلقت به فلا يعدو ذلك الصيغة اللغوية المستعملة بعيداً عن كل تصور للفن الشعري والصورة الأدبية. من ذلك ما تروي كتب الأدب عن أم جندب زوجة امرئ القيس حين عرض عليها أن تقضي بين زوجها وبين علقمة الفحل. فحكمت لعلقمة»ء وقالت لزوجها: علقمة أشعر منك. قال: كيف؟ قالت: لأنك قلت: فللسوط ألهوبٌ وللساق درةٌ وللزجر منه وقع أخرج مهذب

فجهدت فرسك بسوطك في زجرك» ومريته فأتعبته بساقك» وقال علقمة : فأدركهِر ثانياً هتكن غنناته يمر كمر الراشح المتحلب

فأدرك فرسه ثانياً من عنانه» ولم يضربه ولم يتعبه .

فواضح من هذه الرواية أن علقمة تفوق على امرئ القيس لا بفنه الشعري. وإنما بتعبيره أكثر عن طبيعة الحياة الجاهلية فوصف سرعة جواده طبق قوانين الأصالة عندهم. ويدخل في هذا الشعر ما يروى عن النابغة الذبياني» وقد نصبته العرب يحكم بين الشعراء لنباهته. .

أما القسم الثاني : فجملة أخبار تدل على تفطن الشعراء إلى ضرورة تعهد الصياغة الفنية» وتنقيح الشعر وتصنيفه» حتى يكون الكلام ذا طابع مميزء وفي هذا وعي غامض لا محالة بأهمية عنصر الاختيار في العمل الشعري» وتجاوز لمقولة الفطرة والسليقة في الأدب العربي» وإقرار ضمني بتفاضل الكلام في الفصاحة. وأول مظهر من مظاهر المعاناة في الأدب والفن» وتكاد تجمع المصادر على أن ذلك كان نزعة قادرة عند بعض الشعراء الجاهليين» ويبدو أن زهير بن أبى سلمى كان رأس هذا المذهب وزعيمه. يقول الجاحظ: (ومن شغراء العرب ركاذا ودع القصيذة تمكت عند حول" كريناً وزنيا طوياة ايرود فيها نظره ويجيل فيها عقله. ويقلب فيها رأيه اتهاماً لعقله وتتبعاً على نفسهء فيجعل عقله زماماً على رأيهء ورأيه عياراً على شعرهء إشفاقاً على أديه. وإحرازاً لما خوله الله تعالى من نعمته» وكانوا يسمون تلك القصائد: الحوليات والمقلدات » والمنقحات» والمحكماتء ليصير قائلها فحلا خنذيداً» وشاعراً مفلقاً) .

>23

له

غزاسلبرالو

وقد ذكر ذلك في أشعارهم» وهو لا شك يدل على درجة من الوعي متطورة بأن يجعل الشاعر الخوض في هذه القضية موضوع شعره. .

أما القسم الثالث من هذه الروايات: فهو أكثرها صراحة في الانتساب إلى المباحث البلاغية» وأعمقها دلالة على إدراكهم لخصائص الشعر التي تقوم أساساً على القدرة على صياغة الصورة الفنية» وإن كان ذلك لم يتجاوز في علمنا التشبيه» وهو أقرب درجات التصوير الفنى وأكثرها انتشاراً فى الشعر العرى جلك انفلك ال متنا م القاك يشضلى عي المقطن لها الأب حامة فين تلك الفترة المبكرة . /

من ذلك: ما كان من أمر زهير مع ابنه كعب» وإشفاقه عليه من قول الشعر صبياً» فلقد كان يمنعه من ذلك لأنه لم يكن متأكداً من قدرته عليه» فلما رآه يجيد الوصف ويدقق التشبيه ؟؛ سمح له بتعاطيه. وما يحكيه ابن قتيبة عن طرفة وكيف تفجرت قدرته على الوصف. وكان صبياً» أثناء رحلة صيد» فتوقع من معه نبوغه الشعري)0'' .

5 والخلاصة: أن عرب الجاهلية بلغوا «من حسن البيان مبلغاً رفيعاً. جعلهم يميزون بين صور الكلام» ويبدون بعض الملاحظات البسيطة عليه» ونمت هذه الملاحظات بعد ظهور الإسلام» بما نصبه القرآن الكريم والحديث النبوي أمامهم من مُثل أدبية رائعة. وسرعان ما استقروا في المدن والأمصارء وارتقت حياتهم العقلية» مما هيأ لملاحظات بيانية كثيرة عن الخطابة والخطباء والشعر والشعراء)7' .

/ا- يدل الشعر الجاهلى على (يقظة هائلة. وتنبه للبواعث الكبرى التى ساقت إلى قوله ودفعت إليه» والشعراء هم أمة من الناس يمثلون زبدة الجماعة وخلاصتهاء أو على الأقل أن ما بقي من الشعر لجماعة من الناس يقعون من

2320غ2 التفكير البلاغي عند العرب أسسه وتطوره إلى القرن السادس» مشروع قراءة» حمادي صمود» ص (2)559-50 منشورات الجامعة التونسية» ١4كام.‏

م

ل

أمتهم موقع الزعامة» وهم من أرستقراطيتها في الصميم والأوجء وهم من أصدق الناس شعوراً بما يكابدون لأنهم أنفسهم من أبطال ذلك الصراع)”3 .

4- لعبت أسواق العرب دوراً في ازدهار اللغة والحس البلاغي والنقدي لدى العرب» فقد كانوا «يقيمونها فى أشهر السنة للبياعات والتسوق» وينتقلون من بعضها إلى بعض» فتدعوهم طبيعة الاجتماع إلى المقارضة بالقول» والمفاوضة في الرأي. والمبادهة بالشعرء والمباهاة بالفصاحةء والمفاخرة بالمحامد وشرف الأصل. فكان من ذلك للعرب معونة على توحيد اللسان والعادة والدين والخلق ؛ إذ كان الشاعر أو الخطيب إنما يتوخى الألفاظ العامة والأساليب الشائعة قصداً إلى إفهام سامعيه» وطمعاً في تكثير مشايعيه» والرواة من ورائه يطيرون شعره بين القبائل» وينشرونه في الأنحاء» فتنتشر معه لهجته وطريقته وفكرته. وأشهر هذه الأسواق: عكاظ ومجنة وذو المجاز. وأولاهن أشهر فضلاً وأقوى أثراً في تهذيب العربية)”" .

1 حر‎ ٠

وج لهند واليمن ؛ فيبتاعها المكيون ا في 00 الشام ومصر. وكانت جواد مكة التجارية آمنة لحرمة البيت. ومكانة قريش» فكان تجارهم يخرجون بقوافلهم الموقرة وعيرهم الدثر أمنين» فينزلون الأسواق» ويهبطون الافاق» فيستفيدون بسطة في العلم ١‏ وقوة فى ي ألفهم . وثروة في المال» وخبرة بأمور الحياة» وهي مع ذلك متجرة للعرب ومثابة للناس يأتون إليها من كل فج عميق »2 رجالاً وعلى كل ضامر ليقضوا مناسكهم؛ ويشتروا مرافقهم وما تنتجه أو تجلبه» ذلك أن قريشاً أهلها وأمراءها كانوا لمكانتهم من الحضارة وزعامتهم في الحج. ورئاستهم 0 عكاظط, وإيلافهم رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى حوران» أشد الناس بالقبائل ارتباطاً» وأكثرهم بالشعوب اختلاطاً»

00( تاريخ الشعر العربي حتى آخر القرن الثالث الهجري » نجيب محمد البهبيتي » ص 60 دار الثقافة. الدار البيضاء » المغرب» 1587ام..

() تاريخ الأدب العربي» للزيات. ص .)١5-15(‏

75

َس

كانوا يختلطون بالحبشة في الجنوب. والفرس في الشرق» وبالروم في الشمال» ثم كانوا على أثارة من العلم بالكتب المنزلة : باليهودية في يثرب وما جاورها من أرض خيبر وتيماء» وبالنصرانية في الشام ونجران والحيرة» فتهيات لهم بذلك الوسائل لثقافة اللسان والفكرء ثم سمعوا المناطق المختلفة» وتدبروا المعانى الجديدةء ونقلوا الألفاظ المستحدثة» واختاروا لغتهم من أفصح اللغات» فكانت أعذبها لفظآء وأبلغها أسلوباء وأوسعها مادة» ثم أخذ الشعراء يؤثرونهاء وينشرونها حتى نزل بها القرآن الكريمء فأتم لها النبوغ والغلبة)7؟ ,

٠‏ - لعب الخطباء دوراً في تطوير العربية» وربما فضل العربٌ الخطيبَ على الشاعر» «والخطابة كالشعر لحمتها الخيال» وسداها البلاغة » وهى مظهر من مظاهر الحرية والفروسية» وسبيل من سبل التأثير والإقناع» تحتاج إلى ذلاقة اللسانء ونصاعة البيان» وأناقة اللهجة. وطلاقة البديهة» والعرب ذوو نفوس حساسة وإباء» وأولو غيرة ونجدة» فكان لهم فيها القدم السابقة والقدح المعلى» وقد دعاهم إليها ما دعا الأمم البدوية من الفخر بحسبها ونجارهاء والذود عن شرفها وذمارهاء وإصلاح ذات البين بين الحيين» والسفارة بين رؤوس القبائل وأقيالهم» أو بين الملوك وعمالهم . وكانوا يدربون فتيانهم عليها منل الحداثة» ويحرصون على أن يكون لكل قبيلة خطيب يشد أزرهاء وشاعر يرفع ذكرهاء وربما اجتمع الصفتان في واحدء أما أسلوبها فكان رائع اللفظ. خلاب العبارة» واضح المنهج. قصير السجعء كثير الأمثال» وهم إلى قصارها أميل . لتكون أعلق بالصدور وأذيع)”"' .

ل لا لا

.)١97-1١5( المرجع السابق» ص‎ )١(

يذنا

0

المبحث الثاني البلاغة في العصر الإسلامي

يبتدئّ هذا العصر منذ ظهور الإسلام إلى نهاية سنة (40 ه) حيث قتل آخر الخلفاء الراشدين على بن أبى طالب رضى الله عنه» فى رمضان من تلك السنة30 . ْ ١ ١ ١‏ يي » وقد أحدث القرآن أكبر ثورة فى حياة العرب الدينية والاجتماعية والسياسية» والسبب الأول لتأثيره فى العرب هو فصاحته وبلاغته» فقد جاء القرآن ا يِلسَانٍ عَرَهِ مبِينِ 4 [الشعراء: 195] . ونال الصفة العربية الملازمة له إلى يوم الدين» قال تعالى : # إِنَآأَرَلتَهُمْناعَريلَعَلَكم تَعقِنُورت4 [يوسف:؟] .

ومجيء القرآن باللغة العربية» جعل الدين الحنيف يعزز من مكانتهاء فصارت لغة ذات دين سماوي يتعبد بها ويتقرب إلى الله تعالى» ولا تصح الصلاة إلا بهاء قال القرطبي: ١لا‏ تجزئ صلاة من قرأ بالفارسية وهو يحسن العربية في قول الجمهورء وقال أبو حنيفة: تجزئه القراءة بالفارسية» وإن أحسن العربية لأن المقصود إصابة المعنى. قال ابن المنذر: لا يجزئه ذلك ؛ لأنه خلاف ما أمر الله به» وخلاف ما علم النبي تله وخلاف جماعات المسلمين» ولا نعلم أحداً وافقه على ما قال)”" .

وقد ظن بعض الناس أن القرآن وقف ضد الشعرء وهذا غير صحيح» )١(‏ انظر: تاريخ الأدب العربي» العصر الإسلامي» للدكتور شوقي ضيفء» ص(550). دار

المعارف. القاهرة»؛ الطبعة السادسة عشرة. (؟) الجامع لأحكام القرآنء تصحيح أحمد عبد العليم البردوني .)١175/١(‏

1

َس

فالقرآن أعطى دفعة قوية للبيان العربي» ونقله من المحلية إلى العالمية» فكانت رسالته دعماً للفن الصادق» فما هى حقيقة موقفه من الشعر والبيان؟

أولا: الموقف من الشعر:

حددت سورة الشعراء موقف الدين من الشعرء فهو مع الشعر بحسب مضمونه» فإن كان صالحاً أيده» وإن كان مضللاً فاسداً نبذه ورفضه» شأنه فى ذلك شأن النثر تمامآء قال تعالى : طوَالشْعَرَآة يَيمهُمْ القاؤة 09 متهم كل واد يَهِيمُونَ 9 وَأَمَهم يَفُولُوت مالا يَفْعَلت © إلا امن اموا وَعيلوا المالكنن كر الله نا هرا د كيم طبار ددا لبينَ ظَلموا أأَىّ مسقب يمون # 0 ففي الآيات ذم للشعراء» وفيها استثناءء وهذا الاستثناء يدخل فيه كل من حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وهم شعراء الرسول والمنافحون عن دولة المدينة» ويعم من سار على منوالهم . وقد وردت بعض الأحاديث في ذم الشعرء ووردت أخرى في استحسانه» وليس الذم مطلقك* ولا الفلح 'كذلك 6 وإنما سبي ما يحمله الشعر من مضهوفة: والكلمة الفصل في موقف الدين من الشعر هو قول النبي يكل : (الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام» وقبيحه كقبيح الكلام)”2. قال المناوي: «قال النووي: يعني الشعر كالنثر فإذا خلا عن محذور شرعي ؛ فهو مباح» وقد قال عمر: (نعم الهدية للرجل الشريف الأبيات يقدمها بين يدي حاجته» يستعطف

بهن الكريم» ويستذل بهن اللثيم). لكن التجرد له والاقتصار عليه مذموم كما في الأذكار 1

() أخرجه البخاري في الأدب والطبراني في الأوسطء انظر: الجامع الصغيرء (4/ .)١78‏

دار الفكر. () فيض القديرء (4/ه/9١),‏ دار الفكر.

>39

1 ينهم|

ل

عندما يحمل الحكمة التي ترشد الناس في دروب الحياة» فقال: (إن من البيان سحراًء وإن من الشعر حكماً)7" . تمثل النبي يك بالشعر :

وردت بعض الآثار تذكر تمثل النبي يك ببعض الشعر من غير قصدء من ذلك قول النبي عَكةِ :

(أنا النبي لا كذبء أنا ابن عبد المطلب)”" .

يقول المناوي في هذا الصدد دافعاً لشبهة أن يكون الرسول يَليةٍ قد قال الشعر قصداً إليه : «ولا يشكل ذا بحرمة الشعر عليه» لأن هذا إنما هو من جنس كلامه الذي كان يرمي به على السليقة من غير صنعة ولا تكلف. إلا أنه إذا اتفق ذلك بغير قصد كما يتفق في كثير من إنشاءات الناس في خطبهم ورسائلهم» وإذا فتشت في كل كلام عن نحو ذلك» وجدت الواقع في أوزان البحور غير عزيز» ومنه في القران كثيرء قال بعض شراح الشفاء: وذا عام في كل نبي» لما في الشعر من الغلوء قال الشافعي: الشعر يزري بالعلماء» فالنبوة أولى به)”” .

وقد ورد أيضاً أن النبي - وَكِيةِ - تمثل ببيت لأمية بن أبي الصلت :

(إن تغفر اللهم تغفر جماء وأي عبد لك لا ألما)”؟" .

قال المناوي: «وهذا بيت لأمية بن أبي الصلت تمثل به المصطفى َل . والمحرم عليه إنشاء الشعر لا إنشاده)” .

والخلاصة: أن طبع الرسول - يَلِِ - لاايسمح له بقول الشعرء وإنما قد يتمثل به أحياناً» لأنه عربي فصيح سليم الطباع وسيد من نطق بالضاد» وفي تمثله به دليل على أن الإسلام لا يذم الشعر مطلقاً ؛ وحاشا لمثله - َكِِةِ - أن يحرم

من حديث أخرجه أحمد وأبو داود عن ابن عباسء انظر: الجامع الصغيرء (014/5). )١(‏ أخرجه الشيخان وأحمد والنسائي عن البراءء انظر: الجامع الصغيرء (098/9.

(9) فيض القديرء (8/9”).

(5) أخرجه الترمذي والحاكم عن ابن عباس» انظر: الجامع الصغيرء (/5؟).

(5) فيض القديرء ("//59).

6

ل

الشعر مطلقاً» وهو يرى محبة العرب للشعر وولعهم به» ويرى ما تحمله بعض الأشعار من الحكمة والخير.

تفضيل الشعر بحسب مضمونه :

لقد فضل النبي - يَلةِ - الشعر بحسب ما يحمله من مضمون صالح» فقال: (أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شىء ما خلا الله باطل)7' . قال المكارى مين سمت تخد كين ليذ كان ها مرافاة «وإنما كان ذلك أصدق كلمة لتطابق العقل والنقل على حقيقتها والشهادة بهاء قال في الكشافف: والشعر كلام مقفى موزون يدل على معنى. انتهى'"؟2. وقد قدم الإجماع على حل قول الشعر إذا قل» وخلا عن هجو وكذبء. وإغراق في مدح» وتغزل فيما لايحل)”".

ثانياً: موقف الدين من البيان:

البيان من نعم الله تعالى على الإنسان» فلولاه لكان والبهائم سواءء قال تعالى : «البَمتَنٌ عَلَمَ الثزءان علق الإندن © عَلَمَهُ اليَادَ 4 [الرحمن: ]5-١‏ . وقد امتدح النبي ‏ عليه الصلاة والسلام ‏ بيان الرجل» وبين أنه هو الجمال الحقيقى فى الإنسان» لأنه يدل على أصالة عقله وجودة قريحته» فقال: (الجمال في الرجل اللسان)”*». قال المناوي : «أي فصاحة اللسان كما تفسره مرويات أخرء وهو معدود من جوامع الكلم» ولما أرسل المصطفى إلى الكافة أيد طبعه بالفصاحة من غير تكلف». لا كتكلف المتشدقين» وسجع

المتملقين المتصنعين)”* .

.)054/1( أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة» انظر: الجامع الصغيرء‎ )١(

(0) تفسير الكشاف». بتصحيح مصطفى حسين أحمد» (2575/5» طبعة دار الكتاب العربي» 5ه/1985م.

(9) فيض القديرء (055/1).

(5:) أخرجه الحاكم عن علي بن الحسين مرسلاً» انظر: الجامع الصغيرء (7801/9).

(4) فيض القديرء (9/ل/اه7).

١

0 أبك همل

”0 غزإس ل الي

فضل الكلام على الصمت:

ويؤيد ما ذكرته من فضيلة البيان قول النبي يَكةٍ : "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)270. فقد قدم قول الخير على الصمتء» قال المناوي : «وأفاد الخبر أن قول الخير خير من الصمت لتقديمه عليه» وأنه إنما أمر به عند عدم قول الخير»”” .

والخلاصةً في هذا الباب: أن الحمد والذم يكون بحسب المقام» وإِنْ كان الأآصل تفضيل الكلام» يقول الجاحظ : «وليس الصمت كله أفضل من الكلام كله؛ ولا الكلام كله أفضل من السكوت كله» بل قد علمنا أن عامة الكلام أفضل من عامة السكوت»”" . ذم زخرف الكلام عندما يخلو من الحقيقة :

عندما يكون البيان صناعة لفظية هدفها تضييع الحقوق وتزييف الحقائق فهو مذمومء وفي هذا الصدد يمكن أن نفهم المراد بقول النبي - يَكِِ - : «الحياء والعيُ شعبتان من الإيمان, والبذاء والبيان شعبتان من النفاق»”*؟“. قال المناوي في شرح هذا الحديث : الأي فصاحة اللسانء والمراد به هنا ما يكون فيه إثيٌ من الفصاحة كهجو أو مدح بغير حق . (شعبتان من النفاق): بمعنى أنهما خصلتان منشأهما النفاق» والبيان المذكور هو التعمق في النطق» والتفاصح. وإظهار التقدم فيه على الغير تيهاً وعجباً كما تقرر» قال القاضي : (لما كان الإيمان باعثاً على الحياء والتحفظ في الكلام والاحتياط فيه ؛ عد من الإيمان» وما يخالفهما من النفاق). وعليه فالمراد بالعي ما يكون بسبب التأمل في المقال والتحرز عن

() من حديث أخرجه الشيخان وأحمد والنسائي واين ماجه عن أبي شريح وعن أبي هريرة» انظر: الجامع الصغيرء .)51١/5(‏

(5) فيض القديرء (5/ .)5١١‏

(9) البيان والتبيين» تحقيق عبد السلام هارون(1/١/1؟),‏ مكتبة الخانجي بمصرء الطبعة الرابعة» 6ه/ 19105ام.

(54) أخرجه أحمد والترمذي والحاكم عن أبي أمامة» انظر: الجامع الصغيرء (/878).

د

ل

الوبال» لا لخلل في اللسان, والبيان ما يكون بسببه الاجتراء» وعدم المبالاة بالطغيان» والتحرز عن الزور والبهتان)”' .

وقد دفع الجاحظ ما يوهم التناقض بين هذا الحديث وما جاء في القرآن الكريم من مدح للبيان» فقال: «ونحن نعوذ بالله أن يكون القرآن يحثنا على البيان» ورسول الله - كَِِةِ - يحث على العي» ونعوذ بالله أن يجمع رسول الله - ييِِ - بين البذاء والبيان» وإنما وقع النهي على كل شيء جاوز المقدار» ووقع اسم العي عن كل شيء قصر على المقدارء فالعي علد والخطل مذموم, ودين الله بين المقصر والغالي»”" .

وكأن هذا الحديث مسوق لمن جعل البيان وسيلة لقلب الحقائق في هذه الحياة» والعجب أن نجد بعض نقادنا القدامى من يرى البلاغة في هذاء يقول أبو هلال العسكري: «وقال ابن المقفع : (البلاغة كشف ما أغمض من الحق» وتصوير الحق في صورة الباطل). والذي قاله أمر صحيح لا يخفى موضع الصواب فيه على أحد من أهل التمييز والتحصيل» وذلك أن الأمر الظاهر الصحيح الثابت المكشوف ؛ ينادي على نفسه بالصحة.» ولا يحوج إلى التكلف في صحته حتى يوجد المعنى فيه خطيباً. وإنما الشأن في تحسين ما ليس بحسن» وتصحيح ما ليس بصحيح بضرب من الاحتيال والتحيل»7.

وهنا لا بد أن نتساءل: ما هي وظيفة الأدب في الحياة؟ وهل يصح أن تكون هذه هي رسالة الأدباء والبلغاء في خخير أمة أخرجت للناس؟ . ذم ما يقع فيه بعض المتكلمين من العيوب :

كما يدم البيان إذا صار زخرفاً من القول غروراً» فكذلك يدم صاحبه إذا صار متشدقاً ثرثاراً يقول النبي - يك - : «... وشراركم الثرثارون المتفيهقون )١(‏ فيض القديرء (*/578). () البيان والتبيين» تحقيق عبد السلام هارون(١7/1١5).‏

(9) كتاب الصناعتين » لأبي هلال العسكري ء تحقيق د. مفيد قميحةء ص (14). دار الكتب العلمية » بيروت » الطبعة الأولى » ١1ه19418م.‏

5

َس

المتشدقون”''. قال المناوي في شرح هذا الحديث: «أي: الذين يكثرون بالكلام 3 تكلفاً وتشدقاًء والثرثرة : كثرة الكلام وترديده. المتفيهقون : 0 يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفوامّهم ويتفحصون به. المتشدقون: الذ يتكلمون بأشداقهم » ويتقعرون في مخاطباتهم)”© فالبيان وفق ما توحيه الأحاديث النبوية ليس صناعة لفظيةء ولا أصواتاً عالية» ولا صياحاً وتشادقاًء ولا زخرفاً وتمويهاً وتكسباًء وإنما هو رسالة فى لحياة قوامها التعبير عما يريده الإنسان بأسلوب يجلب له المودة والاحترام» وموقف النبي - كَلةِ- من النثر قريب من موقفه من الشعرء فهو موقف أخلاقي قبل كل شيء . ثالثاً : انفراد النبي ‏ عليه الصلاة والسلام ‏ بجوامع الكلم :

جوامع الكلم تشمل القرآن والحديث معاً. وإن كانت بلاغة القرآن أعلى فهي في مرتبة الإعجازء والحديث ليس كذلكء. ولكن كلاهما جامعان لأكثر النعائن بأقل الألفاظ بالنسبة لغيرهما. يقول النبي يل : «أعطيت جوامع الكلم» واختصر الكلام لي اختصاراً)”", يفسر المناوي قوله: (أعطيت جوامع اكد اكات الجرائتة اد الوق ترم «أي ملكة أقتدر بها على إيجاز اللفظ مع سعة المعنى. بنظم لطيفب لا تعقيد فيهء يعثر الفكر في طلبهء ولا التواء يحار الذهن في فهمه ‏ ها د ككل ببق كييمها إلى اده إلا وبتعناها أسنق ‏ النسن حي ميان لا أتكلم به كثير المعاني قليل الألفاظء وقوله: (اختصاراً) : مصدر مؤكد لما قبله» فهو الجامع لما تفرق قبله في الرسل من الكمال» المخصوص بما لم يعطه أحد منهم من المزايا والأفضالء فمما اختص به عليهم : الفصاحة والبلاغة)9؟ .

.)4589 /5( انظر: الجامع الصغير»‎ ٠ من حديث أخرجه البيهقي عن ابن عباس‎ )١(

(5) فيض القدير» (*/ 556).

(9) أخرجه أبو يعلى والبيهقي عن عمرء والدارقطني عن ابن عباس» انظر: الجامع الصغيرء ا ول لدهة).

(5) فيض القدير» /١(‏ 05).

:

| 1

0

رابعاً: قضية إعجاز القرآن الكريم :

إن أهم ما يميز العصر الإسلامي هو نزول القرآن الكريم كتاباً عربياً معجزاً

في أعلى مستويات البلاغة» فكان هذا نصراً للبيان العربي إلى يوم الدين» ولم يبحث المسلمون في عصر النبي - ويه - قضية الإعجاز» فقد كانوا «لا يطيلون النظر في دراسة مسائل الدين» ولا يثيرون قضاياه المتشابهة التي تبعث على الاختلاف في الرأي. . . وأمر المسلمون بعدم الخوض في بعض الأمور التي تثير الشبهات وتضعف الإيمان بإثارتها الشك عن طريق التفكير فيهاء فأطاعوا الأمر راغبين)”'2؛ وعلى الرغم من عدم بحث الإعجاز على وجه التفصيل» فقد اليرت ارا جكام قذي وام مال قزل عمر - رضي الله عنه ‏ مبهوراً ببلاغة القرآن : (ما أحسن هذا الكلام وأكرمه!). هذه الأحكام هي التي استحالت على أيدي البلاغيين إلى قواعد بلاغية قصد منها تكوين ور الأذبي الذي يستطيع أن يدرك وجه إعجاز القران البلاغي. ويخلق الكلام الجيدء ويفاضل بين كلام وكلام»”" . خامساً: الموقف من لغات الأمم الأخرى: في التصور الإسلامي أن اختلاف اللغات آية على قدرة الله» قال تعالى:

( ويس لي لق القتوب والأس رأخيقث انرسك والزيل ف يف ب لِلَعَلِِينَ © [الروم: ؟؟] . فكثرة اللغات واختلافها مظهر من مظاهر قدرة الله الذي أوجد التنوع في كل شيء ومن ذلك في تفكير البشر وثقافاتهم ولغاتهم وادابهم . وعليه فاللغات المتعددة بما تحويه من فكر وبيان ثروة معلوماتية للبشرية قاطبة .

وقد حث النبي - كَل - أحد أصحابه على تعلم اللغة السريانية» حيث قال

2)55( فكرة إعجاز القرآن من البعثئة النبوية حتى عصرنا الحاضرء نعيم الحمصي» ص‎ )١( .م١198٠‎ /ه١4٠٠ مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الثانيةق»‎

(0) الظر: قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربية» ص(795): عالم الكتب» بيروت» الطبعة الأولى. 506١ه/‏ 19488م.

0

َس

لزيد بن ثابت ‏ رضي الله عنه -: (أتحسن السريانية؟ فإنها تأتيني كتب). قلت: لا. قال:(فتعلمها). فتعلمتها في سبعة عشر يوماً. رواه أحمد والحاكم. وروى الحاكم في مستدركهء وأبو نعيم في الحلية» عن عمر بن قيس» قال: كان لابن الزبير رضي الله عنه مئة غلام» يتكلم كل غلام منهم بلغة أخرى» فكان ' ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته”'2» وقد أدى هذا الاهتمام بتعلم اللغات الأخرى فيما بعد إلى التماس بيان الأمم الأخرى» والاستفادة من قوانين اللغات الأخرى في تدوين العربية وعلومها. سادساً: ذخيرة لغوية وأدبية ضخمة للبلاغة :

ترك الخلفاء الراشدون وعامة الصحابة تراثاً كبيراً من الخطب والرسائل التى تعتبر آية في البلاغة العربية» ولقد كانت بلاغة الخلفاء الراشدين موضع اتفاق. وبلاغة عموم الصحابة كذلك. كما نجد في العصر الإسلامي شعراً كثيراً يصور الأحداث التى عاشتها الدعوة الإسلامية بمكة والمديئة وإيان الفتوحات الإسلامية بعد ذلك» وهو موجود في كتب السير والتاريخ والتراجم» وهذا الشعر مع النثر المرافق له في تلك الفترة يمثل ذخيرة لغوية وأدبية لنمو البحث البلاغي » وتطوره في العصور اللاحقة لعصر الدعوة الإسلامية .

والخلاصة: أن العصر الإسلامى شهد تطوراً كبيراً بسبب نزول القرآن الكريم أولاة. وسيم الحديف قري نانيا» رمه تبر البعدر اللكرة والأدبية فى تلك الفترة ثالثاً» وقد كان لذلك أثر كبير فيما بعد فى بلورة النظرية البافية والفلان عن لمر , ْ

ل لالا

)١(‏ انظر: منهج التربية النبوية للطفل» محمد نور سويدء ص (777)» مكتبة المنار الإسلامية» الكويت. الطبعة الثانية» 508١ه/1988م.‏ (0) انظر بحثنا: مسائل بديعية ونقدية في الحديث النبوي من خلال كتاب فيض القدير شرح : الجامع الصغير للمناوي» نشر في مجلة الحكمة الصادرة في مانشسترء العدد (9ا؟), جمادى الثانية 5475١ه.‏ الموافق آب 7٠٠7م.‏ وقد كان رافداً لنا في هذا المبحث.

ك:

اذهل

غزاسلبرالو

المبحث الثالث البلاغة في العصر الأموي

١‏ - فى البداية هذه نبذة تاريخية موجزة عن هذا العصر : يبدأ هذا العصر من ند 519 )2 وود الوييينة :1909 به )0 وهو طن الفتوحاته» و قباد نزاة الحضارة العربية الإسلامية. والخلفاء الذين حكموا هذه الدولة فرعان: الفرع السفياني والفرع المرواني» وأصبحت الخلافة وراثية في هذا البيت. وقد انتشرت الفرق الدينية فكان هنالك: السنةء والشيعة» والخوارج» والمرجكة. وامتزج العرب في هذا العصر بالأمم الأجنبية» وأطلق على من أسلم من غير العرب: الموالي» وأدى هذا الامتزاج إلى فشو اللحن» وضعف السلائق العربية . ولعب الاقتصاد وجباية الضرائب من الموالي دوراً في حياة تلك الدولة إلى أن حطّ عمرٌ بن عبد العزيز الضرائب عن كل من أسلموا من الموالي. وقد تأثر شعراء هذا العصر بالإسلام» وتطور الغزل مما هيأ لظهور الغزل العذري» وتحول المديح إلى تصوير الفضيلة الدينية للممدوح» وانتشر شعر الحماسة بتأثير الجهادء كما اشتد لهيب الهجاء بتأثير العصبيات القبلية . وكانت هنالك بعض الأحداث والفتن الداخلية» وأجلها معركة الحرة فى المدينة بقيادة مسلم بن عقبة المري سنة (517ه) . وقد تأثرت الحضارة ري الإسلامية بالحضارات الأجنبية» وبرز الترف في الحياة العامة» وأدى هذا إلى شيوع الغزل المادي الصريح في الحجاز. أما الثقافة فكانت روافدها ثلاثة: جاهلي وإسلامي وأجنبي . وانتشر الشعر في الحواضر الإسلامية وخاصة بمكة والمدينة ونجدء والكوفة والبصرة» وخراسان والشام ومصر وغيره""' .

() انظر: تاريخ الأدب العربي» العصر الإسلامي». للدكتور شوقي ضيفء ص .)5١5-١9(‏

/عا

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

" - ازدهرت في هذا العصر الخطابة ازدهاراً «لعل العرب لم يعرفوه في أي عصر من عصورهم القديمة» فقد كانوا أصحاب مواهب بيانية» وعملت بواعث كثيرة على أن تتوهج هذه المواهب في الخطابة حينئذ)”'" .

“' - اشتهر عدد من الخطباء في كل لون من ألوان الخطابة» ففي السياسة اشتهر : زياد والحجاج. وفي زياد يقول الشعبي : (ما سمعت متكلماً على منبر قط إلا أحببت أن يسكت خوفاً من أن يسىء. إلا زياداً فإنه كلما أكثر كان أجود كاذاما):"ومن خطباء الشيعة ازيل بن الحسن .ين على ركان لمنا جدلاً يعدب الناس بحلاوة لسانه وسهولة منطقه وعذوبته. ومن خطباء المحافل: سحبان وائل» وقد خطب بين يدي معاوية بخطبة باهرة سميت من حسنها باسم الشوهاءء أما خطباء الوعظ فقد بلغوا الغاية من روعة البيان» وفي مقدمتهم: غيلان الدمشقي. والحسن البصري؛. وواصل بن عطاء» ويقول الجاحظ: إن أدباء العصر العباسي كانوا يتحفظون كلام الحسن وغيلان» حتى يبلغوا

ما يريدون من المهارة البيانية7" .

- كثرت الملاحظات البيانية في هذا العصرء «وهي كثرة عملت فيها بواعث كثيرة» فقد تحضر العرب واستقروا فى المدن والأمصارء» ورقيت حياتهم العقلية» وأخذوا يتجادلون في جميع شؤونهم السياسية والعقدية» فكان هناك الخوارج والشيعة والزبيريون والأمويون» وكان هنالك المرجئة والجبرية والقدرية والمعتزلة» فكان طبيعياً أن ينمو النظر في بلاغة الكلام» وأن تكثر الملاحظات المتصلة بحسن البيان» لا فى مجال الخطابة والخطباء فحسبء» بل أيضاً في مجال الشعر والشعراء»2 . ١‏

© - وقامت في هذا العصر الأسواق الأدبية» فكان هنالك «سوق المرد» فى البصرة» وسوق الكُّناسة في الكوفة» مقام سوق عكاظ في الجاهلية» بل لقد )١(‏ المرجع السابق؛ ص(584).

زضف انظر: اليللاغة تطور وتاريخ. 5 شوقي ضيف ص .)١6- ١5(‏ زفرفق المرجع السابق» ص ١0(‏ 2152

5:4

ل

تحولا إلى ما يشبه مسرحين كبيرين» يغدو عليهما شعراء البلدتين ومن يفد عليهما من البادية» لينشدوا الناس خير ما صاغوه من أشعار» واستطاع جرير والفرزدق أن يتطورا في سوق المربد بفن الهجاء القديم» فإذا هو يصبح مناظرة واسعة في حقائق عشيرتي الشاعرين وحقائق قيس وتميم» ويحاكيهما كثير من الشعراء» ويتجمع لهم الناس يصفقون كلما مر بهم بيت نافذ الطعنة ويصيحون ويهتفون)27 .

١‏ - وازدهرت فى هذا العصر صناعة الترسل. وقد «كثرت كثرة مفرطة انال رتحافية الما جد و افد كام الذر ارين اللمتف رن يصون بالكتانة الديوانية» حتى كان سالم رئيس ديوان هشام بن عبد الملك» فإذا هو يتخذ فيها أسلوب خطباء الوعظ والقصص الدينى. . . وتبعه عبد الحميد الكاتب» فأوفى بالكتابة الديوانية على الغاية من غزارة المعاني وروعة الأسلوب» وإعطائه حقوقه من الجزالة والرونق والطلاوة» ومضى يدبج رسائل أدبية لا يقصد بها إلى سياسة. وإنما يقصد بها إلى الأدب من حيث هو فن جميل)”" .

لآ ونشير هنا إلى تشابه قواتين اللغاتء وتشاية الإدراكات البشرية» وكان لهذا أثره في تدوين البلاغة العربية» فقد قال أبو هلال العسكري: اومن عرف ترتيب المعاني» واستعمال الألفاظ على وجوهها بلغة من اللغات, ثم انتقل إلى لغة أخرى» تهيأ له فيها من صنعة الكلام مثل ما تهيأ له في الأولى» ألا ترى أن عبد الحميد الكاتب استخرج أمثلة الكتابة التي رسمها لمن بعده من اللسان الفارسي. فحولها إلى اللسان العربي» فلا يكمل لصناعة الكلام إلا من يكمل لإصابة المعنى» وتصحيح اللفظ. والمعرفة بوجوه الاستعمال»”". وقد تنبه العلماء بعد عبد الحميد إلى وحدة القوانين البلاغية بناء على وحدة الخلق. وذلك لأن الحس البلاغي قائم في نفوس البشر في كل زمان ومكانء قال ابن قتيبة : «ولم يقصر الله العلم والشعر والبلاغة على زمن دون زمن» ولا خص به

000( المرجع السابق» ص(5١).‏ (؟) تاريخ الأدب العربي» العصر الإسلامي؛ د. شوقي ضيف» ص(18408). 9) كتاب الصناعتين» تحقيق د. مفيد قميحة.» ص (85).

6

0 أبك همل غزا

غناك بالود

قوماً دون قوم» بل جعل ذلك مشتركاً مقسوماً بين عباده في كل دهر)”" .

4 - كان لبعض الخلفاء دور في تطوير الذوق البلاغي والنقدء من ذلك إرشادهم لمراعاة مقتضى الحال» فقد وقع في مخالفة مقتضى الحال شعراء كبار مثل جريرء روى المرزباني» أنه: «لما أنشد جرير عبد الملك :

أتصحو أم فؤادك غير صاح

قال: بل فؤادك يا بن اللخناء .

فلما بلغ إلى قوله : تشكت أم حزرة ثم قالت) رأيت الموردين ذوي لقاح”ا

قال: لا أروى الله عيمته9" )40 ,

وكان العرب يدركون بحسهم اللغوي وفطرتهم السليمة ضرورة مراعاة مقتضى الحال» ولا أدل على ذلك من خبر يسوقه المرزباني» قال: «قالت امرأة لكثير: أنت القائل : فماروضة بالحزن طيبة الشرى 2 يمج الندى جثجاثها وعرارها بأطيب من أردان عزة موهناً إذا أوقدت بالمندل الرطب نارها

قال: نعم. قالت: فض الله فاك» أرأيت لو أن ميمونة الزنجية بُخرت بمندل رطب. أما كانت تطيب؟ ألا قلت كما قال سيدك امرؤ القيس : ألم تر أني كلما جئت طارقا وجدثُ بها طيباً وإِنْ لم تُطيب

قال المبرد: الجتجاث : ريحانة طيبة الريح برية » والعرار: البهار البري»

)١(‏ الشعر والشعراء» راجعه محمد العريان» ص (79) دار إحياء العلوم» بيروت» الطبعة الرابعة» 517١ه/‏ ١194م.‏

(0) الموردون: أصحاب الإبل يوردونها الماء.

(*) العيمة: شدة العطش.

(4) الموشح» مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعرء تحقيق علي محمد البجاوي؛: ص ».202١5(‏ دار الفكر العربي» القاهرة.

ل ذه

ل

وهو حسن الصفرة طيب الريح» والمندل: العود» وقوله: موهناً: يقول بعد هدوء من الليل)7" .

فهذه المرأة لم يرق لها وصف كثير لرائحة محبوبته» والمثل أمامها شعر امرئ القيس» فأرشدت كثيراً إلى الطريقة السليمة في وصف رائحة المحبوبة» وذلك أن مقتضى الحال هنا يتطلب المبالغة» زالشعر قائة أساسا على الجبالقة والخيال» ومن هنا فقد أحسن امرئ القيس من حيث قصر صاحبه. فالطيب لايطيب المحبوبة بل هي التي تطيبه» وكأن المتنبي قد انتبه إلى هذا المعنى حين قال يمدح أبا الفضل الأنطاكي 9 : ْ الطيبٌ أنتَ إذا أصابك طيبه2 والماء أنتٌ إذا اغتسلت الغاسل

4 - بدأت الحركة العلمية تزدهر في العصر الأموي, فقد «ساعدت النهضة العلمية التي قامت في مدينتي البصرة ة والكوفة وما ظهر بينهما من اختلاف في الآراء اللغوية والنحوية» كما ساعد الخلاف في الرأي بين الفرق الإسلامية نفسها على إنهاض العقول من كبوتهاء وإثارة المناقشات في كل ما يتصل بحياة المسلمين العامة دينية وسياسية واجتماعية » ومنها مسألة إعجاز القرآن»)9" .

لا لالا

(1) المصدر السابقء ص .)5١7”(‏

(0) ديوان المتنبي بشرح العكبري» صححه مصطفى السقاء وإبراهيم الأبياري» وميه لظ شلبى»511/90)» دار الفكر.

(؟) فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حنى عصرنا الحاضرء نعيم الحمصي. ص(8).

يك

َس

المبحث الرايع تطور البلاغة فى العصر العباسي

أولاً: لمحة عن التطور الحضاري في العصر العباسي :

يبدأ هذا العصر من سنة ١757(‏ ه) ويمتد إلى سقوط بغداد سئة (555 ه) على يد التتارء وقد تميز بفترتين :

الأولى: وتمتد نحو قرن منذ نشوء الدولة العباسية» وكانت الدولة قوية سياسياً .

والفترة الثانية : تمتد أكثر من ثلاثة قرون ونيف» وفيها ضعفت الدولة » وظهرت حركات الانفصال عن الخلافة المركزية في بغداد.

وما يميز الفترتين هو وفرة النشاط العلمى ممثلاً بكثرة التأليف والترجمات» رقفو الفداريس و الجهالين كلمي 4 رتوريم السزايز مق الخلناء متجيهاً للعلماء والمبدعين» ونشوء مذاهب فكرية وعقدية وروحية متعددة» فكان هنالك: التصوفء. والدعوة إلى الزهد من جهة. ويقابل ذلك: الغناء واللهو والمجون في حياة الطبقة الثرية من جهة أخرى . وقد بقيت العربية لسان الحركة العلمية» ها كانت الدولة تقع تحت سيطرة الموالي من العجم والأتراك وغيرهم.

ويعد العصر العباسي عصر النهضة الثقافية والعلمية في تاريخ الإسلام» وماكان لحضارته أن تتهاوى تحت ضربات التثار الزاحفين من الشرق ؛؟ لولا تحلل الأخلاق وشيوع الترف والصراع المذهبي والعقائدي الذي انتهى بتواطؤ الوزير ابن العلقمي مع هولاكو لدك معقل الحضارة الإسلامية : بغداذ» واجتياح البلاد الإسلامية عقب ذلك .

6

اهن

ل

ثانياً: ازدهار الملاحظات البيانية في العصر العباسي :

مما يميز هذا العصر أن الملاحظات البيانية أخذت «تتسع وتدق في العصر العباسي الأول» حم التعمق في الحضارة» وفي الثقافات الأجنبية» وإتقان الموالي للعربية إتقانً جعلهم يكثرون من ملاحظاتهم على خصائصها البلاغية . ومضى كتاب الدواوين ينهضون بكتاباتهم ناثرين كثيراً من الأراء البيانية التي صدروا فيها عن ثقافاتهم وأذواقهم الحضارية المهذبة ومشاعرهم الدقيقة المرهفة. وبالمثل نهض الشعراء بشعرهم» موازنين موازنات كثيرة بين معانيهم ومعاني القدماءء وبين أساليبهم المولدة والأساليب الموروثة نافذين إلى ما سموه بالبديعء وهو ضروب من التجديدات التصويرية والمحسنات اللفظية والمعنوية. ونرى للغويين والنحاة في تضاعيف تعليمهم للشباب الأصول اللغوية والنحوية ورواية الشعر القديم يعنون بالتعرض لبعض الخصائص الأسلوبية والبيانية)”"2.

الثاً: دور اللغويين فى تدوين البلاغة :

وفي هذا العصر نرى «اللغويين والنحاة . وفي مقدمتهم ابن قتيبة والمبرد وثعلب» ينشطون على ضوء سا في تصنيف كتب يفسحول فيها بيهم للملاحظات البلاغية» غير انهم ل عقوا شنا موي71

رابعاً: دور المعتزلة فى تدوين البلاغة :

للمعتزلة دور كبير في تدوين البلاغة» ولا بد أن نعرف هذه المدرسة أولاً» فمدرسة المعتزلة مدرسة قامت بغرض الدفاع عن الدين» حيث (إِنَ كثيرين ممن دخلوا ون الوسلام بعد الفتح ‏ كانوا من ديانات مختلفة : يهودية ونصرانية

وزرداشتية وبراهمة وصابئة ودهريين وغيرهم» وكانوا قد نشؤوا على تعلم هذه الديانات وشبوا عليهاء وكان ممن أسلم علماء في هذه الديانات» فلما اطمأنوا

(؟) المرجع السابق» ص (559).

0

َس

وهدأت نفوسهم. واستقرت على الدين الجديد وهو الإسلام» أخذوا يفكرون الإسلام)”'". فكان دور المعتزلة هو في مواجهة هذه الأفكار الدخيلة على الإسلام ممن يعتنقه من أبناء الآأمم الأخرى» ثم راحوا يواجهون كل فكرة تناقض الإسلام بعد ذلك سواء أكانت رائجة على ألسنة من يعتنقون الإسلام من أبناء الشعوب الأخرى» أم كانت واردة على المجتمع الإسلامي من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم» أم تسربت من الفكر الإغريقي والفارسي عبر عملية الترجمة التي نشطت في العصر العباسي بسبب تشجيع الخلفاء عليها.

ورأس هذه الفرقة هو واصل بن عطاء كما هو معلوم» وكان في البداية من تلاميذ الحسن البصري ثم انشق عنهء وبدأ بتكوين هذه الفرقة» وكان لابد لهذه الفرقة من ركائز ترتكز إليها فى حماية فلسفتهاء حيث: «قد أراد المعتزلة أن يحوظوا عا لمهم الى يروتها ساد الأعتلام تشيلحرا لها بالأستلحة الى تادوة عن حياضهاء وتصون حرمهاء وكان أخطر هذه الأسلحة 5 سلاحين : الفلسفة واللغة»0" .

وكان دور المعتزلة أهم الأدوار في تدوين البلاغة» يقول الدكتور شوقي ضيف: «وأهم من اللغويين والنحاة المتكلمون» وخاصة المعتزلة» إذ أخذوا أنفسهم بتلقين ناشئتهم كيف يُفحمون خصومهم. وكيف يحسنون البيان ويصوغون الكلام 8 تستولي على قلوب السامعين وتخلب ألبابهم» وأقبلوا على دراسة كل ما خلفه العرب حتى عصرهم من ملاحظات بيانية مختلفة. وأيضاً على كل ما سقط إليهم من تلك الملاحظات عن الهنود والفرس والرومان واليونان» محاولين أن يضعوا من خلال ذلك كله أصولا دقيقة للبيان العربي على نحو ما تصور ذلك صحيفة بشر بن المعتمرء وفيها يتحدث عن المتكلم»

)٠(‏ ضحيى الإسلام. أحمد أمينء (7/9) لجنة التأليف والترجمة والنشرء /ا15ه/978١مء‏ الطبعة الثالثة .

(؟) منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه. د. مصطفى الصاوي الجويني» ص (19) دار المعارف» الطبعة الثالثة.

2:

َس

وما ينبغي أن يتوفر له من حسن الاستعداد للكلام» وما ينبغي أن يتوفر لكلامه من الجمال والإمتاعء وما ينبغي أن يسود من الملاءمة التامة بين الألفاظ والمعاني وبين الكلام وطبقات السامعين)”' .

ويضيف: «أما المتكلعود فظلوا ناشطين» وكانوا معتدلين» فهم يقبلون على ما عند العرب أولاً من ملاحظات بيانية» ثم يقبلون على ما عند الأجانب في احتياط» إذ يخضعون كل ما قرؤوه لهم للذوق العربي الأصيل)”" .

خامساً: دور الفلاسفة فى تدوين البلاغة :

للفلاسفة دور فى تدوين البلاغةء يقول الدكتور شوقى ضيف: «وأخذت تبرز في أواسط القرن الثالث الهجري بيئة جديدة في مجال البلاغة» هي بيئة

. المتفلسفة التي كانت تتخذ من فلسفة اليونان ومعاييرهم في البلاغة أساساً

تحتكم إليه في تقدير القيم البيانية للكلامء مما جعل البحتري يشكو منهم شكواه المعروفة» ووقف معه اللغويون المحافظون يُزرون على الفلسفة ومن يستظهر مصطلحاتها وخاصة من الكتاب». وكان من حسن حظ اللغويين أن انتصر لهم ابن المعتز بكتابه البديع الذي يرد فيه على المتفلسفة وأضرابهم من الشعوبيين الذين كانوا يخاصمون البلاغة العربية»9” .

ويضيف محدداً منهج الفلاسفة العرب الذي جمع بين الثقافة العربية واليونانية» ويبين تأثرهم بالترجمات لكتب أرسطوء قائلاً: «ومضى المتفلسفة يرددون ما عرفوه من قواعد البلاغة اليونانية» وأخذوا يكتبون خلاصات لكتابى الشعر والخطابة لأرسطوء ثم ترجموهما ترجمة كاملة. . . ولم يلبث قدامة بن جعفر أن حاول إخضاع البلاغة العربية لتلك الأصول فألف كتابه نقد الشعرء ومضى يستمد فيه من منطق أرسطو وفلسفتهء وكتابيه الخطابة والشعرء باذلاً في ذلك جهداً عنيفاًء وتم؛ تمثلاً دقيقاً ما وضعه الأصمعي والجاحظ وابن المعتز

() البلاغة تطور وتاريخ» ص (159-51554).

000 المرجع السابق » ص (59), زفق المرجع السابق» ص لشت 7142

600

َس

معاي اي اعد رامس أبعت نينا وجل المعر من مون

بديعية ثلائة عشرة فناً جديداً)7 .

ولم يقتصر تأثير الفلسفة على قدامة بن جعفرء بل امتد إلى أحد معاصريه أيضاً» وهو صاحب كتاب نقد النثر» يقول الدكتور شوقي ضيف: لوصنف معاصره إسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن وهب كتاب نقد النثرء أو بعبارة أدق كتاب البرهان في وجوه البيان» ونراه يوغل في التأثر بأرسطوء لا في كتابيه : الخطابة والشعر فحسبء بل أيضاً في مبحثيه: المنطق والجدلء إذ نقل عنهما فصولاً كاملة. ومضى يمزج مزجاً واسعاً بين عقيدته الشيعية ومعارفه الكلامية بفصول كتابه» واستعار من الجاحظ كثيراء غير أنه أشاع في الكتاب جفافاً منطقياً وفلسفياً وكلامياً جعل البلاغيين يعرضون عنه إعراضاً شديدأً»”" .

ومن الباحثين المعاصرين من يرفض فكرة تأثر البلاغة بالفلسفة اليونانية» ومنهم الدكتور فضل حسن عباس الذي يقول: ١ليس‏ هناك حاجة لتأكيد النفي عن بلاغتنا بأنها بلاغة غير متفلسفة» فقد طال بي وبك التطواف من أجل هذه القضية. أما فلسفة البلاغة فتلك التى يمكن أن تختلف فيها الاراء؛ وتتعدد عندها المواقف» فمن قبل عبد القاهر كانت هناك ملحوظات تحاول أن تشرح أشراق الجمال» وهي تعطي النفوس مجالها للتمتع في الصرح البياني الشامخ» فلما استوت البلاغة على سوقها بجهد عبد القاهر رحمه الله» رأينا فيما بعد هذا التشعب فى فلسفة البلاغة)7” .

سادساً : دور النقد في تطوير البلاغة :

وكان للنقد دور فى تطوير البحث البلاغى » حيث «نرى الكتابات النقدية تنشط في القرن الرابع الهجري» وكانت تخوض في مباحث البيان والبديع»

دق المرجع السايق» ص الفضة

هق المرجع السابق» 11

(6) البلاغة المفترى عليها بين الأصالة والتبعية» ص (749 - .»)70٠‏ دار النورء بيروت» الطبعة الأولى» ١٠1١اه/‏ 19894م.

امك

ل

وتدلي بنظرات فاحصة دقيقة؛ على نحو ما نرى في عيار الشعر لابن طباطباء وفيه عرض لكثير من مسائل البلاغة وخاصة التشبيه والتعريض والمبالغة وحسن المقطع والتخلصء ولا نبالغ إذا قلنا: إن كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري للامدي» تحول إلى دراسة تطبيقية للاستعارات والمحسنات البديعية في شعر الشاعرين» وبالمثل نرى علي بن عبد العزيز الجرجاني في كتابه الوساطة بين المتنبي وخصومه يتسع في الحديث عن البديع وفلونه وخاصة الجئاس والاستعارة والتشبيه البليغ» وعنوا جميعاً ببحث السرقات والموازنة بين معاني الشعراء موازنة دقيقة)217. سابعاً: بداية الحديث عن الإعجاز :

في العصر العباسي «بدأ الكلام في الإعجاز بصورة علمية منظمة في بداية القرن الثالث أو أواخر القرن الثاني. . . وفي هذا العصر ظهرت أكثر النظريات الرئيسة في الإعجازء صدرت عن أحرار الفكر والمعتزلة والمتكلمين» وكثر الكلام في الدين والنبوة» وبْحث في الإعجاز على أنه فرع لهماء نشأ ذلك لأن هذا العهد كان عهد الترجمة والاتصال بالثقافات الأجنبية ولا سيما اليونانية منهاء كما كان عهد حرية الفكر واختلاط أصحاب الأديان المختلفة بعضهم ببعض» فأدى تمازج هذه الثقافات وتصادم هذه الديانات إلى تطور في الأفكار, ونهضة علمية كان من نتاجها ازدهار العلم والأدب في هذا العصر)”؟" .

لا لا لا

(؟) فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر» نعيم الحمصيء ص (600).

لاه

فهر

0

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

الفصل الثاني مرحلة التدوين والتأسيس والإبداع للبحث في البلاغة والإعجاز

(وتبدأ من القرن الثالث حتى نهاية القرن السادس)

يتكون هذا الفصل من خمسة مباحث :

المبحث الأول : مدرسة الجاحظ المؤسس الأول للبيان والبلاغة والإعجاز. المبحث الثاني : مدرسة الباقلاني المؤسس الثاني للإعجاز .

المبحث الثالث : مدرسة الشيخ عبد القاهر المؤسس الثاني للبلاغة . المبحث الرابع : مدرسة التطبيق في البلاغة والإعجاز : الزمخشري .

المبحث الخامس : جهود مختلفة لأعلام في البلاغة والإعجاز .

64

اهن

0

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

هو

تمهيد

العصر العباسى هو عصر ازدهار الحضارة الإسلامية» أو هو عصر النهضة في الإسلام كما نعته آدم متز في كتابه: (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري). فقد تطورت الحياة بكافة أشكالها ونظمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية فى ذلك العصرء وما يعئينا هنا بشكل أساسى هو تطور الحياة العقلية» وأهم العوامل التي ساعدت على ذلك ما يلي :

١‏ -الامتزاج الجنسي واللغوي والثقافي.

؟ - الترجمة والنقل» فقد أقامت الدولة منذ عهد الرشيد لهذا الغرض دار الحكمة.

"٠"‏ - التعليم في دور العلم من الكتاتيب والمساجد والأسواق» مثل سوق المربدء ويتعلمون في هذه الأماكن الفقه والتفسير والحديث واللغة والشعر. .

5 - العطاء الجزيل من الولاة والحكام للعلماء والمؤلفين.

اضناعة الورق* التى بدات فن عضر الركبدء حيت أنكا مصعا للررق ببغداد.

١‏ - نشوء المكتبات الفردية والخاصةء كمكتبة إسحاق بن سليمان » ومكتبة

يحيى البرمكي » ومكتبة الواقدي . 1

- مجالس العلماء والوزراء والولاة التى حولوها لق ندوات علمية ومتاط راث ثقافية» كمتاظرة الكسائن وشيوية عند الرقنيل» وماظرانت الفلاسفة والمتكلمين من المعتزلة .

َس

مجانية التعليم وتوفره في كل مكان ولكل الطبقات .

4 - الاتصال بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى عن طريق المشافهة والنقل والترجمة”"' .

وقد انعكس تأثير هذا التطور في الحركة العلمية على سائر العلوم ومنها علوم العربية» وأدى هذا إلى تطور علم البلاغة الذي وضع أولى لبئاته الجاحظ كما سنبين في هذا الفصل .

ل لالا

- 897( انظر: تاريخ الأدب العربي: العصر العباسي الأول» د. شوقي ضيفء ص‎ )١(' . دار المعارف بمصر» الطبعة الثامنة‎ »7

5

له

عزاسل يراليه

المبحث الأول مدرسة الجاحظ المؤسس الأول للبيان والبلاغة والإعجاز ‏ -

يأتي الجاحظ”'2 في مقدمة العلماء والباحثين والكتاب الذين عنوا بتأسيس قراقلم انان والنافعة والاعشدات فقد وضع عدداً من الكتب التي تعد مراجع أساسية في تلك العلوم» وسوف نتناول جهود الجاحظ من خلال الأمور الآتية :

١-الجاحظ‏ ذو عبقرية نادرة» وهو رئيس فرقة في المعتزلة تنسب إليهء وأحد الكتاب في العصر العباسي» وكان على صلة بالوزير ابن الزيات. وهو من ركور الفكره وموسوعة علمية داقبه بيد دانهاه يشهد لذلك كثرة مؤلفاته في كل فن» وقد سرد أسماء بعضها في مقدمة كتاب الحيوان » وقد أسهمت جملة أمور في نضجه وصياغة مواقفه العلمية والأدبية.

- صرح الجاحظ بتفضيله للمعتزلة على ما سواها من فرق» وألف كتاباً في خلق القرآن» يقول في هذا الصدد موجهاً كلامه إلى أحدهم : «وعبتٌ كتابي في خلق القران» كما عبت كتابي في الرد على المشبهة؛ وعبت كتابي في القول في أصول الفتيا والأحكام» كما عبت كتابي في الاحتجاج لنظم القرآن وغريب تأليفه وبديع تركيبه» وعبت معارضتي للزيدية» وتفضيلي الاعتزال على كل نحلة» كما عبت كتابي في الوعد والوعيد» وكتابي على النصارى واليهود» ثم

)1١(‏ عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء. الليئي» أبو عثمان». الشهير بالجاحظ» كبير أكمة الأدب. ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة» مولده ووفاته بالبصرة» (*5600-15ه - 78٠١‏ 454م). انظر: الأعلام» للزركلي» (0075/5. دار العلم للملايين» بيروت» الطبعة السادسة» امم.

لذ

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

عبت جملة كتبي في المعرفة» والتمست تهجينها بكل حيلة)”" .

من أهم تصانيف الجاحظ الأدبية وذات الصلة المباشرة بالبلاغة والبيان والإعجاز: كتاب (نظم القرآن) وقد ألفه أولاً» وأشار إليه في مقدمة كتاب الحيوان. ثم ألف (كتاب الحيوان) بعد ذلك. ثم كتابه: (البيان والتبيين). وكتاب البيان ألفه بعد كتاب الحيوان يقيناً كما صرح بذلك الأستاذ عبد السلام هارون محقق الكتابين”؟. وقد ترك الجاحظ مجموعة كبيرة من المؤلفات بحدود ثلاثمئة وستين مؤلفاً في ألوان شتى من المعرفة”"» وقد ضاع معظمهاء ومما بقي ونشر منها: مجموع رسائل» واشتمل على أربع» هي: المعاد. والمعاش. وكتمان السرء وحفظ اللسان. والبخلاء» المحاسن والأضداد. البرصان والعرجان والعميان والحولان» الحنين إلى الأوطان (رسالة)» وغير ذلك.

؛ - وكتاب نظم القرآن لم يصلناء وعنه يقول الباقلاني: «وقد صنف الجاحظ في نظم القرآن كتاباً لم يزد فيه على ما قاله المتكلمون قبله» ولم يكشف عما يلتبس في أكثر هذا المعنى»”؟'» ويعقب الرافعي على كلام الباقلانى قائلاً: «وأومأ إلى كتاب الجاحظ بكلمتين لا خير فيهماء فكأنه هو ابتدأ بالتأليف في الإعجازء بما بسط في كتابه واتسع» وفي ذلك ما يثبت لنا أن عهد هذا التأليف لا يرد فى نشأته إلى غير الجاحظ»*2. وقد ذهب العلامة ميحمود تاكن إلى .اناهن اليه الرافعن درو أن التقاعط اوه مق اتنس لعل الإعجاز في كتابه (نظم القرآن)» يقول: «إن جميع من ألف في إعجاز القرآن ذكر لأبي عثمان كتاباً رد فيه على رأس المعتزلة أبي إسحاق النظام» وهو كتاب

)١(‏ انظر: كتاب الحيوان»؛ تحقيق عبد السلام محمد هارون» 2)9/١(‏ المجمع العلمي العربي الإسلامي» بيروث »2 الطبعة الثالئة» 19159م.

0) انظر: المصدر السابق». (مقدمة المحقق)(١/557‏ -/77).

*) انظر: المصدر السابق» (مقدمة المحقق)(١0/1).‏

(5) إعجاز القرآن» مقدمة التحقيق ص (5)» دار المعارف بمصرهء الطبعة الثالثة . 1514ام,.

5

له

غزاسلبرالو

ألفه قبل كتاب حجج النبوة » وقد وصفه الجاحظ نفسه في كتاب حجج النبوة فقال: (كتبت لك كتاباً أجهدت فيه نفسي» وبلغت فيه أقصى ما يمكن مثلي.. . فلم أدع فيه مسألة لرافضي ولا لحديثي ولا لحشوي... ولا لأصحاب النظام» ولمن نجم بعد النظام ممن يزعم أن القرآن حق» وليس تأليفه بحجة. وأنه تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة» فلما بلغت أقصى محبتك . . . أتاني كتابك تذكر أنك لم ترد الاحتجاج لنظم القرآن. وإنما أردت الاحتجاج لخلق القرآن» وهذا الكتاب هو: نظم القرآن وسلامته من الزيادة والنقصان). والجاحظ أول من ألف كتاباً فى شأن إعجاز القرآن. فكأن غياب لفظ الإعجاز في كلام أبي عثمان: هو الذي دعاه إلى تسميته نظم القرآن» والكتاب لم يصلناء ولو وصلنا لكان فيه نظر كثير»ء ولرأينا فيه لفظ التحدي محفوفاً أيضاً بلفظ العجز)”' .

ه - ينقل السيوطي عن الجاحظ نصاً طويلاً يبرهن فيه على إعجاز القرآن. وتقوم الفكرة فيه على أن الله قد تحدى العرب على أن يأتوا بسورة من مثل القرآنء ولم يستجيبوا له مع أنهم أهل الفصاحة واللسان. وعمدوا إلى الأسلوب الأصعب وهو مقاومة الدعوة الإسلامية بالسيف والسئان بدلا من الحجة والبرهان» وهو دليل ساطع على قيام حجة الله بالقرآن» وسموها فوق الشبهات» يقول: «قال الجاحظ : بعث الله محمداً - يَكِِةِ - أكثر ما كانت العرب شاعراً وخطيبآًء وأحكم ما كانت لغةء وأشد ما كانت عدة» فدعا أقصاها وأدناها إلى توحيد الله» وتصديق رسالته. فدعاهم بالحجة» فلما قطع العذر وأزال الشبهة» وصار الذي يمنعهم من الإقرار الهوى والحمية دون الجهل والحيرة» حملهم على حظهم بالسيف. فنصب لهم الحرب ونصبوا له» وقتل من عابتهم وأعلامهم راعانيم وني أعمامهج» .وهو فى ذلك يسع غلبهم بالقرآن» ويدعوهم صباح مساء إلى أن يعارضوه إن كان كاذباً بسورة واحدة أو بآيات يسيرة» فكلما ازداد تحدياً لهم بهاء وتقريعاً لعجزهم عنهاء تكشف عن

)١(‏ مداخخل إعجاز القرآن» ص (7؟ ‏ 738)» دار المدني بجدة. الطبعة الأولى. 15477ه/ آم

56

غزاسلبرالو

نقصهم ما كان مستوراًء وظهر منه ما كان خفيأء فحين لم يجدوا حيلة ولاحجةء قالوا له: أنت تعرف من أخبار الأمم ما لا نعرف» فلذلك يمكنك مالا يمكننا. قال: فهاتوها مفتريات. فلم يرم ذلك خطيبٌ» ولا طمع فيه شاعرٌ» ولا طبع فيه لتكلفه. ولو تكلفه لظهر ذلك؛» ولو ظهر لوجد من يستجيده ويحامي عليه ويكابر فيه ويزعمٌ أنه قد عارض وقابل وناقض. فدل ذلك لعاقل على عجز القوم مع كثرة كلامهم واستحالة لغتهم» وسهولة ذلك عليهم» وكثرة شعرائهم» وكثرة من هجاه منهم» وعارض شعراء أصحابه وخطباء أمتهء لأن سورة واحدة وآيات يسيرة» كانت أنقض لقوله وأفسد لأمره. وأبلغ في تكذيبه. وأسرع في تفريق أتباعه من بذل النفوس. والخروج من الأوطان» وإنفاق الأموال» وهذا من جليل التدبير الذي لا يخفى على من هو دون قريش والعرب في الرأي والعقل بطبقات» ولهم القصيد العجيب», والرجز الفاخرء والخطب الطوال البليغة» والقصار الموجزة» ولهم الأسجاع والمزدوج واللفظ المنثور ثم يتحدى به أقصاهم بعد أن أظهر عجز أدناهم: فمحال ‏ أكرمك الله أن يجتمع هؤلاء كلهم على الغلط في الأمر الظاهرء والخطأ المكشوف البين» مع التقريع بالنقص» والتوقيف على العجزء وهم أشدٌ الخلق أنفة» وأكثرهم مفاخرة» والكلام سيد عملهم ؛ وقد احتاجوا إليه » والحاجة تبعث على الحيلة في الأمر الغامض» فكيف بالظاهر الجليل المنفعة؟ وكما أنه محال أن يطبقوه ثلاثاً وعشرين سنة على الغلط في الأمر الجليل المنفعة» فكذلك محال أن يتركوه وهم يعرفونه» ويجدون السبيل إليه» وهم يبذلون أكثر منه . انتهى)7' .

5 في كتابه الحيوان تناول جملة من قضايا الأدب والبلاغة والنقد أيضاًء فتحدث ع الإطناب والإيجازء والفرق بين المولد والأعرابى فى الشعر» وعن الألفاظ وتناسبها مع الأغراضء واختيار الألفاظ. وعن اللمكل و المنطلى» والبيان وكونه ضرورياً للاجتماع» والبلاغة» والتشبيه » وقد فصل فيه الحديث فذكر تشبيه الإنسان بالشمس والقمر ونحوهماء وتشبيه عدد من الحيوانات بعضها ببعض» وتشبيه رماد الأثافي بالحمام» وما يشبه بالأسود. وتشبيه القدر

.)١5١/7( الإتقان في علوم القرآن»‎ )١(

55

ل

الضخمة بالنعامة» وتشبيه الغيو م بالنعام وتشبيه مشي الشيخ بمشي الرأل» وتشبيه الناقة بالظّلِيم» وتشبيه مسامير الدرع بحدق الجراد» وتشبيه وسط الفرس

بوسط الجرادة» والجيش بالدباء ومشي المرأة بمشي القطاء والمجاز والتشبيه في الأعن» و سيفب الارتيكو لاع العم اك وهر ذلك بج كبا عات عن الرثاء والرجز» وتحدث عن الشعر وتناول الكثير من قضاياه مثل: صعوبة ترجمة الشعر العربي» وحظوة الخلفاء والولاة بالشعر» وذكر ما قيل فى الحيوان من النهره وتصدت في القصر ال اكد 6 وترادو ا الشهر ة وقد اومان وأشعار النساء والأعراب» وتناول شتى موضوعات الشعرء وتحدث عن الشعراء أيضاً. وتحدث عن العرب وتخليدها لمآثرهاء ومخاطبتها فى القرآن» وتحدث عن القرآن: ألفاظه» ومخاطبته للعرب وبني إسرائيل» وأول عدداً من آياته» ورد على من يطعنون فيه . وتحدث عن القصص وعني بقصص الحيوان. وذكر الكتب وما ينبغي أن تكون عليه لغتها. وتكلم عن اللغز» واللغة وضرورة حقها للعالم والمتكلم» ولغة الكتب» والعلة في صعوبة بعض اللغات. وتحدث عن المثل والمجاز والتشبيه في الأكل» ومجاز الذوق» والمدح» ومن أراد أن يمدح فهجا. وتحدث عن المعاني» وتحدث عن المفسرين وبعض القضايا التي تناولوهاء مثل: سفينة نوح» ورأي النظام في طائفة منهم» وعن النار وتنويه القرآن بشأنهاء وشبه ما بين النار والإنسان» وعن النساء وأشعارهن» وإفساد العرب لنوادر المولدين » وغير ذلك مما هو مبئوث في ثنايا كتاب الحيوان”" .

- يرى أن الشعر العربي حديث الميلاد» وليس كما يُرعم وجوده من أيام الإغريق» وينفي أية صلة له بكتب الفلاسفة» يقول: «وأما الشعر فحديث الميلاد»ء صغير السن» أول من نهج سبيله؛ وسهل الطريق إليه : امرؤ القيس بن خجرهء ومُهلهل بن ربيعة» وكتب أرسطاليسء» ومعلمه أفلاطون» ثم بطليموس» وديمقراطس» وفلان وفلان» قبل بدء الشعر بالدهور قبل الدهورء والأحقاب قبل الأحقاب)”2' .

220 انظر: كتاب الحيوان» تحقيق عبد السلام محمد هارون» 575/0 مهمح). 0؟) المصدر السابق» (95/1).

17/

َس

8 - وإذا كان الجاحظ يرى في كتابه البيان والتبيين ‏ كما سيأتي - أن البديع مقصور على العرب» فهو في كتاب الحيوان يذهب إلى أن الشعر مقصور على العرب أيضاً! وقد نفى إمكانية ترجمة الشعرء يقول: «وفضيلة الشعر مقصورة على العرب» وعلى من تكلم بلسان العرب» والشعر لا يُستطاع أن يترجمء ولا يجوز عليه النقل» ومتى خول تقطع نظمه» وبطل وزنه» وذهب حسنهء وسقط موضع التعجبء لا كالكلام المنثور. والكلام المنثور المبتدأ على ذلك أحسن وأوقع من المنثور الذي تحول من موزون الشعر)”" .

4 - يرى أن الفصاحة موجودة في كل اللغات. :والإنسان فصيح وإن عبر عن نفسه بالفارسية أو بالهندية أو بالرومية» وليس العربي أسوأ فهماً لطْمْطمة الرومي» من الرومي لبيان لسان العربي. فكل إنسان من هذا الوجه يُقال له فصيح» فإذا قالوا: فصيح وأعجمء فهذا هو التأويل في قولهم: أعجم. وإذا قالوا: العرب والعجمء. ولم يلفظوا بفصيح وأعجمء فليس هذا المعنى يريدون» وإنما يعنون أنه لا يتكلم بالعربية» وأن العرب لا تفهم عنه»”" .

- تناول بعض القضايا النقدية ذات الصلة بالبلاغة فى كتاب الحيوان » من ذلك: قضية اللفظ والمعنىء وكان من أنصار اللفظء ب ان (وذهب الشيخ إلى استحسان المعنى» والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي والمدني» وإنما الشأن في إقامة الوزن» وتخير اللنظاء وسهولة التخرع :+ وكترة الباء وف تيده الطبع وجودة المتلك» فإنها الشعر صناعة» وضرب من النسجء. وجنس من التصوير»"©. ويلاحظ هنا تفضيله اللفظ على المعنى» وذكره للعلاقة بين الشعر والرسم» وذلك «حين قال: (فإنما الشعر صناعة وضرب من الصبغ وجنس من التصوير) فلو تخطى الجاحظ حدود التعريف لوجد نفسه في مجال المقارنة بين فنين الشعر والرسمء بل إن تعريفه لا يخرج عن قول هوراس: (الشعر هو الرسم). . . كل ما أراده )١(‏ المصدر السابق» (١/5ا-‏ 906).

9) المصدر السابق» (١/؟9).‏ 0) المصدر السابق» 19/9 _ 19).

14

َس

الجاحظ من هذا القول تأكيد نظريته في الشكل » وأن المعول في الشعر إنما يقع على (إقامة الوزن» وتخير اللفظء وسهولة المخرج» وكثرة الماء» وفي صحة الطبع وجودة السبك) وبهذا التحيز للشكل قلل الجاحظ من أهمية المحتوى» وقال قولته التي طال تردادها: (والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي))”''.

١‏ عرض الجاحظ لبحث الإيجاز والإطناب» يقول محرراً مفهوم الإيجاز والإطالة: «قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما لصّحار العبدي: ها الأنه او قاين ان سمي قا مقلرن وقول الاك عمل قال معاورة أو كذلك تقول! قال صحار: أقلنى يا أمير المؤمنين! لا تخطئْ ولا تبطئّ . فلو أن اكاك شالك أعح الا سان تقلا “ل مدر :وله قط و مده بلك كباله بن صفوان» لما عرف بالبديهة وعند أول وهلةء أن قولك: (لا تخطئ) متضمن بالقول. وقولك (لا تبطئّ) متضمن بالجواب. وهذا حديث كما ترى آثروه ورضوهء ولو أن قائلاً قال لبعضنا: ما الإيجاز؟ لظئنت أنه يقول: الاختصار. والإيجاز ليس يُعنى به قلة عدد الحروف واللفظ». وقد يكون الباب من الكلام من أتى عليه فيما يسع بطن طومار ‏ أي صحيفة ‏ فقد أوجزء وكذلك الإطالة» وإنما ينبغى له أن يحذف بقدر ما لا يكون سبياً لإغلاقه. ولا يردد وهو ولا يكتفي في الإفهام بشطره» فما فضل عن المقدار فهو الخطل)9".

وهو يرى أن للإطناب مواضعه كما للإيجاز مواضعه» ويحدد العلاقة بين الإطناب والإطالة» موضحاً متى يكون الإطناب ليس بإطالة ومتى يكون إطالة» يقول: «وقد بقيت - أبقاك الله - أبواب توجب الإطالة» وتحوج إلى الإطناب» وليس بإطالة ما لم يجاوز مقدار الحاجة» ووقف عند منتهى البغية» وإنما الألفاظ على أقدار المعاني» فكثيرها لكثيرهاء وقليلها لقليلهاء وشريفها لشريفهاء وسخيفها لسخيفهاء والمعاني المفردة» البائنة بصورها وجهاتهاء

)١(‏ تاريخ النقد الأدبي عند العرب» د. إحسان عباس» ص (48)» دار الثقافة» بيروت»

الطبعة الخامسة» 05٠5١ه/‏ 1945١م.‏ وانظر كتاب الحيوان (7/ .)٠١‏ زرف انظر كتاب الحيوان» تحقيق عبد السلام محمد هارون» ١١/ر‏ ١ه .)6١-‏

4

اهدر

غزاسلبرالو

تحتاج من الألفاظ إلى أقل مما تحتاجه إليه المعاني المشتركة» والجهات الملتيسة» ولو جهد جميع أهل البلاغة أن يخبروا من دونهم عن هذه المعاني» بكلام وجيز يغنى عن التفسير باللسان» والإشارة باليد والرأس لما قدروا ع0 ١‏

١‏ - وذكر الجاحظ بعض مواضع الإسهاب. فقال: «ووجدنا الناس إذا خطبوا في صلح بين العشائر أطالواء وإذا أنشدوا الشعر بين السماطين في مديح الملوك أطالواء وللإطالة موضع وليس ذلك بخطل» ولاوقلال موضع» وليبس ذلك هن د71 ,

4 - تحدث عن الإيجاز في القرآن الكريم» فقال: «ولي كتاب جمعت فيه آيات من القرآن» لتعرف بها فصل ما بين الإيجاز والحذف». وبين الزوائد ا و ل 0 بواجي لماي 0 الجنة : 0 4. وهاتان الكلمتان قد جمعتا جميع عيوب خمر أهل الدنيا. وقوله عز وجل حين ذكر فاكهة أهل الجنة» فقال : لَامَفَطْوَةَ وَلَا مَوعَةَ 4 [الواقعة : 5]. جمع بهاتين الكلمتين جميع تلك المعاني. وهذا كثير قد دللتك عليه» فإن أردته 3 م 1

6 أشار الجاحظ إلى مراعاة القرآن الكريم لمقتضى الحال في خطابه للعرب وأهل الكتابء يقول: «ورأينا الله تبارك وتعالى» إذا خاطب العرب والأعراب أخرج الكلام مخرجح الإشارة والوحي والحذف» وإذا خاطب بني إسرائيل أو حكى عنهم ؛ جعله مبسوطاً وزاد في الكلام» فأصوب العمل اتباع آثار العلماءء والاحتذاء على مثال القدماء» والأخذ بما عليه الجماعة)) .

() المصدر السابق» (1//5--8). (؟) المصدر السابق. 98/١(‏ "9). (*) المصدر السابق. (85/9). (5) المصدر السابق» .)94/1١(‏

َس

15 - تحدث عن البيان وأنه ضروري للاجتماعء فقال: (وهو البيان الذي بد ل ورفع الشبهة» ومداواة الحيرة» ولأن أكثر الناس عن الناس أفهم منهم عن الأشباح الماثلة» والأجسام الجامدة» والأجرام الساكنة» التي الثاقب اللطيف. وبالنظر التام النافذ» وبالأداة الكاملة» وبالأسباب الوافرة» والصبر على مكروه الفكرء والاحتراس من وجوه الخدع. والتحفظ من دواعي الهوى ولأن الشكل أفهم عن شكله. وأسكن إليه » وأصتٌ بهء وذلك موجود في أجناس البهائم» وضروب السباع» والصبي عن الصبي أفهم لهء وله آلف. وإليه أنزع» وكذلك العالم والعالم» والجاهل والجاهل» وقال الله عز وجل

ِ

لنبيه عليه الصلاة والسلام: لاوَلَوْ جَمَدنَُ ملكا لَجمَلَنَهُ يَجْلا 4 [الأنعام: 9], لأن الإنسان عن الإنسان أفهم» وطباعه بطباعه آنس» وعلى قدر ذلك يكون موقع ما يسمع منه)(.

١7‏ - تحدث عن وسائل البيان» فقال مضيقاً لما سبق : «ثم لم يرض لهم من البيان بصنف واحد. بل جمع ذلك ولم يفرق. وكثر ولم يقلل» وأظهر ولم يخف. وجعل آلة البيان التي بها يتعارفون معانيهم. والترجمان الذي إليه يرجعون عند اختلافهم. في أربعة أشياء» وفي خصلة خامسة» وإن نقصت عن بلوغ هذه الأربعة في جهاتهاء فقد تُبدل بجنسها الذي وُضعت لهء وصّرفت إليهء وهذه الخصال هى: اللفظء والخطء والإشارة» والعقد0”©. والخصلة الخامسة: ا اريم توصي لوانت وصدق الشهادة» ووضوح البرهانء في الأجرام الجامدة » والصامتة» والساكنة التي لا تتبين ولاتحسء» ولاتفهم ولا تتحركء إلا بداخل يدخل عليهاء أو عند ممسك خلىٌ عنهاء بعد أن كان كدولها 3 تبي الاسام وريب لوجاك وحص المرعردات ف

.)50 45 /١( المصدر السابق»‎ )١( (؟) العقد: الحساب دون اللفظ والخطء وقال البغدادي: نوع من الحساب يكون بأصابع‎ ,)7( الحاشية‎ )”* /١( اليدين. انظر: كتاب الحيوان‎

الا

0 أبك همل غزاهه

غناك بالود

اللفظ للسامع , وجعل الإشارة للناظر» وأشرك الناظر واللامس في معرفة العقد. إلا بما فضل الله به نصيب الناظر في ذلك على قدر نصيب اللامس» أعوانه» وجعله خازنا لما لا يأمن نسيانه » مما قد أحصاه وحفظه. وأتقنه وجمعه. وتكلف الإحاطة به» ولم يجعل للشَّامٌ والذائق نصيباً»" .

جدير بالذكر أن الخصلة الخامسة هي دلالة النصبة» وقد ذكرها في البيان والتبيين» فقال: «وجميع أصناف الدلالات على المعاني من لفظ وغير لفظء خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد» اولها : اللفظ. ثم الإشارة» ثم العقد. ثم الخط. ثم الحال التي تسمى نصبة, والتّصبة هي الحال الدالة» التي تقوم مقام تلك الأصئاف» ولا تة ٠‏ تلك الدلاللات)0" ,

فصر عن

6 - أشار إلى طريقة أهل العلم والأدب فى التشبيهء فقال: «وقد يشبه الشعراء والعلماء والبلغاء : الإنسانٌ بالشمس والقمر» وبالأسد والسيف». وبالحية وبالنجمء ولا يخرجونه بهذه المعاني إلى حد الإنسان. وإذا ذموا قالوا: هو الكلب والخنزير» وهو القرد والحمار» وهو الثور. وهو التيس» وهو الذيب» وهو العقرب. وهو الجَعَل» وهو القرنبى» ثم لا يدخلون هذه الأشياء في حدود الناس ولا أسمائهم» ولا يُخرجون بذلك الإنسان إلى هذه الحدود وهذه الأسماء. وسموا الحازية غزالاء وسموها أيضاً خشفاء ومهرة» وفاختة.» وحمامة. وزهرة» وقضيباٌ وخيزراناً» على ذلك المعنى» وصنعوا مثل ذلك بالبروج والكواكب. فذكروا الأسد والثورء والحمل والجدي» والعقرب والحوت» وسموها بالقؤسن واليشيلة والميدان) 7 : الجودة مقياساً دون التعصب لقديم أو جديدء يقول: «والقضية التي لا أحتشم منهاء ولا أهاب الخصومة فيها: أن عامة العرب والأعراب والبدو والحضر من )١(‏ المصدر السابق» 165/١١‏ -55).

0) المصدر السابق» (75/1). 5) المصدر السابقء (511/1).

؟/

و اباك همل غواهه

غناك بالود

ثئر العرب أشعر من عامة شعراء الأمصار والقرى. من المولدة والنابتة» وليس ذلك بواجب لهم في كل ما قالوه. وقد رأيت أناساً منهم يبهرجون أشعار المولدين» ويستسقطون من رواهاء ولم أر ذلك قط إلا في راوية للشعر غير بصير بجوهر ما يروي» ولو كان له بصر لعرف موضع الجيد ممن كانء وفي أي زمان كان. وأنا رأيت أبا عمرو الشيباني وقد بلغ من استجادته لهذين البيتين» ونحن في المسجد يوم الجمعة» أن كلف رجلا حتى أحضر دواة وقرطاساً حتى أدخل في الحكم بعض الفتك» لزعمت أن ابنه لا يقول شعراً أبداًء وهما قوله : لا تحسبنٌ الموت موث البلى فإنماالموثُ سوال الرجالٍ كلاهما موت ولكنّ ذا أفظعَ من ذاكَ لذل السوؤال”)

"١‏ - يرى الجاحظ التوقف عند أساليب العرب في المجاز» وعدم القياس عليهاء يقول: «ويروى عن النبي - يثة - أنه قال: «نعمت العمة لكم النخلة» خلقت من فضلة طينة آدم)”"' . وهذا الكلام صحيح المعنى» لا يعيبه إلا من لايعرف مجاز الكلام» وليس هذا مما يطرد لنا أن نقيسه» وإنما نقدم على ما أقدمواء ونحجم عما أحجمواء وننتهى إلى حيث انتهوا7” .

١‏ - وفي كتابه البيان والتبيين يتناول جملة من مسائل الأدب والبلاغة والنقد جاءت بشكل متناثر فى كتابه» فتحدث عن: لفظ أديب» وكلمة أدب» والازدواج» والإطناب» والألفاظء والحروف» والإيجاز» والبديع. والبلاغة. والبيان» والتبيين» والخطابة» والدعاء» والرجز. والرسائل» والسجعء. والشعر» والشعراء» والصمت» والعى» والفصاحة. والقصص».

.)177-30/9( المصدر السابق؛»‎ )١(

(0) الحديث عن علي بلفظ: (أكرموا عمتكم النخلة» فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم . .)2 وقد عزاه السيوطي في الجامع الصغير (؟/ 44 405) إلى أبي يعلى» وابن عدي في الكامل» والعقيلي في الضعفاءء وفي سنده ضعف وانقطاع كما ذكر المناوي. بل عده ابن الجوزي في الموضوعات, والله أعلم. '

() المصدر السابق» .)5١77/1(‏

07

0 أبك همل غزا

غناك بالود

والكلام» واللئغة. واللحن» واللغزى واللكنة» والمعاني» والتسيي 00 ويندرج تحت كل موضوع من الموضوعات السابقة عدد من الموضوعات الفرعية » ففي حديثه عن البلاغة تناول : تعريف البلاغة عند العتابى» وعمرو بن عبيد» وعند مختلف الأممء وتعريف صحار العبدي من عبد القيس » وبعض الأعراب» وبعض الحكماء» والأصمعي. وتقسيم البلاغة لابن المقفع» وتناول بلاغة الكتاب والمعتزلة» وحدود البلاغة» وسياسة البلاغة أشد من البلاغة» والرد على من زعم أن البلاغة : الإفهام, وليس كل بليغ يستطيع الشعرء ولفظ البليغ في الحديث» وقبح استعمال الغريب ونماذج منه » وذم تكلف البلاغة» واجتماع اللحن مع البلاغة» وكتب البلاغة الفارسية» وذكر طائتفة من البلغاء» وبلاغة ثمامة بن أشرس» ونماذج من أقوال من كانوا يدعون البلاغة» وغير ذلك . كما تناول في حديثه عن البيان: تعريفه» وأنواع الدلالات» والخلاف في آثر جمال المتكلم في السامعين» ومراعاة الحالة النفسية لدى السامعين» وأثر السخف والشرف» وكيف يختبر صاحب البيان بيانه» ومدح الكلام الموزون» ومذهب الوسطء وضرر الإكثار والإسهاب. وتشبيه الكلام ببرود العصب والحلل والوشى ونحوهاء وتأويل الحديث الذي يمدح العي ويذم البيان» وقلة كلام الأنبياء» وفضل النطق» ووصف اللسان» وبغض التشادقء وذكر طائفة من أهل البيان من النساك والزهاد والقصاص» وكل هذا مبغوث فى ثنايا كتابه .

؟" - كما ذكر في كتابه البيان والتبيين صحيفة بشر بن المعتمر»ء وهي صحيفة تحتوي على مسائل بلاغية عدة» وهذا هو نص الصحيفة :

«خذ من نفسك ساعة نشاطك وفراغ بالك» وإجابتها إياك» فإن قليل تلك الساعة أكرم جوهراًء وأشرف حسباً وأحسن في الأسماع» وأحلى في الصدورء وأسلم من فاحش الخطاءء وأجلب لكل عين وغرة» من لفظ شريف ومعنى بديعء وأعلم أن ذلك أجدى عليك مما يعطيك يومّك إلا طول» بالكد والمطاولة والمجاهدة. وبالتكلف والمعاودة. ومهما أخطأك لم يخطئك أن

0 البيان والتبيين» تحقيق عبد السلام هارون(5/ .)١١7- 3١5‏

7:

ل

يكون مقبولاً قصدآء وخفيفاً على اللسان سهلاً» وكما خرج من ينبوعه ونجم من معدنهء وإياك والتوعر فإن التوعر يسلمك إلى التعقيدء والتعقيد هو الذي يستهلك معانيك» ويشين ألفاظك». ومن أراغ معنى كريماً فليلتمس له لفظأً كريماًء فإن حق المعنى الشريف اللفظ الشريف» ومن حقهما أن تصونهما عما يفسدهما ويهجنهاء وعما تعود من أجله أسوأ حالاً منك قبل أن تلتمس إظهارهماء وترتهن نفسك بملابستهما وقضاء حقهماء فكن فى ثلاث منازل: فإ أوتن سارل كد هللاف ركيونا عنبا««وقهم] سريف ركو عاك ظاهراً مكشوفاًء وقريباً معروفاً» إما عند الخاصة إن كنت للخاصة قصدتث» وإما عند العامة إن كنت للعامة أردت. والمعنى ليس يشرف بأن يكون من معاني الخاصة؛ وكذلك ليس يتضع بأن يكون من معاني العامة» وإنما مدار الشرف على الصواب وإحراز المنفعة» مع موافقة الحال. وما يجب لكل مقام من المقال. وكذلك اللفظ العامي والخاصيء فإن أمكنك أن تبلغ من بيان لسانك» وبلاغة قلمك. ولطف مداخلك» واقتدارك على نفسك. إلى أن تفهم العامة معاني الخاصة» وتكسوها الألفاظ الواسطة التى لا تلطف عن الدهماءء ول سرع لكان فأنت البليغ التام» . ْ

ويستطرد الجاحظ في التعليق على ما سبق» ممتدحاً بلاغة الكتاب» ثم تستائف قائلاً: قال يشر 'قإن كانت المنولة الأول لا تواتك :ولا تعتريك ولا تسمح لك عند أول نظرك وفي أول تكلفك», وتجد اللفظة لم تقع موقعها ولم تصر إلى قرارها وإلى حقها من أماكنها المقسومة لهاء والقافية لم تحل في مركزها وفي نصابهاء ولم تصل بشكلهاء وكانت قلقة في مكانهاء نافرة من موضعهاء فلا تكرهها على اغتصاب الأماكن, والنزول في غير أوطانها فإنك إذا لم تتعاط قرض الشعر الموزون» ولم تتكلف اختيار الكلام المنثور» لم يعبك بترك ذلك أحد. فإن أنت تكلفتهما ولم تكن حاذقاً مطبواً ولا محكماً لشأنك» بصيراً بما عليك ومالك» عابك من أنت أقل عيباً منه» ورأى من هو دونك أنه فوقك. فإن ابتليت بأن تتكلف القول» وتتعاطى الصنعة؛ ولم تسمح لك الطباع في أول وهلةء وتعاصى عليك بعد إجالة الفكرة» فلا تعجل ولا تضجرء ودعه

خى2,

0 أبك همل

0

بياض يومك وسواد ليلك» وعاوده عند نشاطك وفراغ بالك ؛ فإنك لا تعدم الإجابة والمواتاة» إن كانت هناك طبيعة» أو جريت من الصناعة على عرق .

فإن تمنع عليك بعد ذلك من غير حادث شغل عرضء ومن غير طول إهمال» فالمنزلة الثالثة أن تتحول من هذه الصناعة إلى أشهى الصناعات إليك» وأخفها عليك ؛ فإنك لم تشتهه ولم تنازع إليه إلا وبينكما نسب» والشيء لايحن إلا إلى ما يشاكلهء وإن كانت المشاكلة قد تكون في طبقات ؛ لأن النفوس لا تجود بمكنونها مع الرغبة» ولا تسمح بمخزونها مع الرهبة» كما تجود به مع الشهوة والمحبة. فهذا هذا».

«وقال: ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني» ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين وبين أقدار الحالات» فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاماً» ولكل حالة من ذلك مقاما حتى يقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني» ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات» وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات. تإذهان العطب يتكلم نض الفاظ الدكلميق كه أنهرة عبن عن قن دين صناعة الكلام واصفاً أو مجيباً أو سائلاً» كان أولى الألفاظ به ألفاظ المتكلمين إذ كانوا لتلك العبارات أفهمء وإلى تلك الألفاظ أميل» وإليها أحن» وبها أشغف . ولأن كبار المتكلمين ورؤساء النظارين كانوا فوق أكثر الخطباء» وأبلغ من كثير من البلغاء. وهم تخيروا تلك الألفاظ لتلك المعاني» وهم اشتقوا لها من كلام العرب تلك الأسماءء وهم اصطلحوا على تسمية ما لم يكن له في لغة العرب اسم» فصاروا في ذلك سلفاً لكل خلف» وقدوة لكل تابع . ولذلك قالوا العرض والجوهرء وأيس وليس» وفرقوا بين البطلان والتلاشي» وذكروا الهذية والهوية والماهية وأشباه ذلك. وكما وضع الخليل بن أحمد لأوزان القصيد وقصار الأرجاز ألقاباً لم تكن العرب تتعارف تلك الأعاريض بتلك الألقاب» وتلك الأوزان بتلك الأسماءء كما ذكر الطويل والبسيط والمديد والوافر والكامل وأشباه ذلك . . .»206 ,

البيان والتبيين» تحقيق عبد السلام هارون(١/‏ ه"١‏ _ 179 ).

0/1

ل

وقد يتوقف الجاحظ أحياناً عند ذكر كلام بشر شارحاً أو ممثلاً أو مستطرداًء وقد تأثر بهذه الصحيفة, لذا «نراه يطيل الوقوف عند ما أثاره بشر بن المعتمر من

صفات الألفاظ والمعاني ووجوب مطابقة الكلام لسامعيه)(" . ولدى تحليل صحيفة بشر نجد أنها احتوت الكثير من الوصاياء منها الآتي :

أ- تأكيد العلاقة بين الزمن والإبداع .

ب حسن الاستعداد للكلام .

ج - التحذير من التوعر والتعقيد في الأسلوب .

دما ينبغي أن يتوفر في الكلام من الجمال والإمتاع .

ها ضرورة الملاءمة التامة بين الألفاظ والمعاني.

و - تحديد منازل ثلاث للمتكلمء وعلى البليغ أن يجد نفسه في واحدة منها. الأولى : منزلة البليغ التام. والثانية: المتكلف الذي يمكن أن يجيد مع التأني. والثالثة من يتكلف وهو لا يجيد وليس لديه موهبة» وعليه أن يتحول من صناعة الأدب إلى غيرها .

ز- التحذير من العناء والتكلف في تعاطي صنعة الكلام .

ح - وجوب أن تكون الصنعة عن موهبة وهواية في النفس .

ط ‏ ضرورة الملاءمة بين الكلام وطبقات السامعين وأحوالهم. وبالجملة فهذه الصحيفة احتوت أسس المسائل البلاغية» وعنها يقول

الدكتور شوقي ضيف : «إن خير ما أثر عن المعتزلة في البلاغة حتى أوائل القرن

الثالث صحيفة بشر)””" .

*3 - ذكر الجاحظ خصائص البيان النبوي» ولعله أول من عرض لهذا الموضوع في تراث العرب بهذه الدقة والتفصيل والتحليل» قال: «وأنا ذاكر بعد هذا فنا آخر من كلامه - يَكِِ - » وهو الكلام الذي قل عدد حروفه؛ وكثر عدد

)2( البلاغة تطور وتاريخ» ص (55). زه4 المرجع السابق. ص .)5١(‏ /ا/ا

ل

معانيه» وجل عن الصنعة» ونُّرّه عن التكلف, وكان كما قال الله تبارك وتعالى: قل يا محمد: #إوَمَآ أَنَاْ من ألتَكِقِينَ # [ص: 85]. فكيف وقد عاب التشديق» وجانب أصحاب التعقيب » واستعمل المبسوط في موضع البسطء. والمقصور في موضع القصرء وهجر الغريب الوحشيء ورغب عن الهجين السوقي» فلم ينطق إلا عن ميراث حكمة» ولم يتكلم إلا بكلام قد خف بالعصمة. بالتأييد» ويسر بالتوفيق» وهو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة» وغشّاه بالقبول» وجمع له بين المهابة والحلاوة» وبين حسن الإفهام. وقلة عدد الكلام» مع استغنائه عن إعادته» وقلة حاجة السامع إلى معاودته» لم تسقط له كلمة. ولا زلت به قدم. ولا بارت له حجة. ولم يقم له خصمء ولا أفحمه خطيب ٠‏ بل يبد الخطبّ الطوال بالكلم القصار» ولا يلتمس إسكاتٌ الخصم إلا بما يعرفه الخصمء ولا يحتج إلا بالصدق. ولا يطلب الفلج إلا بالحق» ولا يستعين بالخلابة» ولا يستعملٌ المواربة» ولا يهمز ولا يلمز» ولا يْبطئْ ولا يتعجل, ولا يُسهب ولا يحصرء ثم لم يسمع الناس بكلام قط أعمّ نفعاًء ولا أقصدّ لفظأء ولا أعدل وزناًء ولا أجمل مذهبا ولا أحسنّ موقعاً ولا أسهل مخرجاًٌ. ولا أفصح معنى» ولا أبِينَ في فحوى» من كلامه يَكَِدٍ كثير )237 ,

4 - يرى الجاحظ أن البديع خاص بلغة العرب» وهو سر تميزها وتفوقهاء يقول: «والبديع مقصور على العرب». ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة» وأربت على كل لسان» والراعي كثير البديع في شعره» وبشار حسن البديع» والعتابي يذهب في شعره في البديع مذهب بشار)”"2. ولا بد أن نميز مصطلح البديع هنا والمحسنات اللفظية والمعنوية» وإن كان لم يوضحها توضيحاً دقيقاً» ومع تعرضه لبعض أنواع البديع فإنه لم يحاول وضع تعريفات ومصطلحات لهاء لأن اهتمامه عند الكلام عنها كان بتقديم الأمثلة والنماذج لا بوضع القواعد)”" .

() البيان والتبيين» ١1//75(‏ -18). :(؟) المصدر السابق» (5-65087/5ه).

زضرف علم البديع » د. عبد العزيز عتيق » ص ,)١١(‏ دار النهضة العربية» بيروت» 4وام. ئ73ى72,

َس

5" وفي خبر عابر يسوقه الجاحظء يتبين من فحواه تأثير الحالة النفسية على جودة الشعرء قال: «قيل لأعرابي: مابالٌ المرائي أجودٌ أشعاركم؟ قال: لأنا نقول وأكبادٌنا تحترق!200.

5 أشار الجاحظ إلى ضرورة مراعاة الحالة النفسية لدى السامعين» فهو ينقل عن عبد الله بن مسعود قوله: «حدث الناس ما حدجوك بأبصارهم. وأذنوا لك بأسماعهم؛ ولحظوك بأبصارهمء وإذا رأيت منهم فترة فأمسك)92" .

ذكر الجاحظ أهمية تنقيح الشعرء فقال: «وكان زهير بن أبي سلمى» وهو أحد الثلاثة المتقدمين» يسمي كبار قصائده: الحوليات. وقال نوح بن جرير: خير الشعر الحولي المنقح)”" .

خص باباً لمزدوج الكلام» وذكر من أمثلته : قول النبي - يَكِةِ - في معاوية: (اللهم علمه الكتاب والحساب» وقهِ العذاب)”؟ .

8 ذم تكلف البلاغة» فقال: «وهم يذمون الحصرء ويؤنبون العيي» فإن تكلفا مع ذلك مقامات الخطباء» وتعاطيا مناظرة البلغاء؛ تضاعف عليهما الذم» وترادف عليهما التأنيب)20 .

أشار إلى طائفة من عيوب الكلام عند المتكلمين» ووازن بينهاء قال: «وليس اللجلاج» والتمتامء والألشغء والفأفاء» وذو الخحُبسة والخُكلة والؤتة2». وذو اللقف0© والعجلة. في سبيل الحصر في خطبته» والعيي في مناضلة خصومه» كما أن سبيل المفحم عند الشعراء» والبكيء عند الخطباء. خلاف سبيل المسهب الثرثارء والخطل المكثار. ثم اعلم ‏ أبقاك الله أن

)١(‏ البيان والتبيين» (؟/759).

(؟) المصدر السابق» .)٠١5/1(‏

(*) المصدر السابق» .)5١5/1(‏

(5:) المصدر السابق (؟57/5١١).‏

(0) المصدر السابق (١1/؟١).‏

(5) الحكلة: شبه العجمة. لا يبين صاحبها الكلام. والرتة: عجلة في الكلام وقلة أناة. 0) رجل ألف: أي بطيء الكلام» إذا تكلم ملأ لسانه فمه.

7/4

0

صاحب التشدق والتقعير والتقعيب من الخطباء والبلغاء» مع سماحة التكلف». وشنعة التزيد» أعذرٌ من عبي يتكلف الخطابة» ومن حصر يتعرض لأهل الاعتياد والدربة» ومدار اللائمة» ومستقر المذمة» حيث رأيت بلاغة يخالطها التكلف. وبياناً يمازجه التزيد. إلا أن تعاطي الحصر المنقوص مقام الدرب التام» أقبح من تعاطي الخطيب» وتشادق الأعرابي القح200" .

"١‏ - بين أن البلاغة تكون في إيفاء القصد وفق قواعد العرب» قال: «والعتابي حين زعم أن كل من أفهمك حاجته فهو بليغ» ميعن أن كفن أفهمنا من معاشر المولدين والبلديين» قصده ومعناهء بالكلام الملحونء والمعدول عن جهته. والمصروف عن حقه أنه محكوم بالبلاغة. . . فمن زعم أن البلاغة أن يكون السائل يفهم معنى القائل.» جعل الفصاحة» واللكنةء والخطأ.ء والصواب» والإغلاق والإبانة» والملحون والمعربء كله سواءء وكله بياناء وكيف يكون ذلك كله بيانً؟ ولولا طول مخالطة السامع للعجم وسماعه الفاسد من الكلام» لما عرفهء ونحن لم نفهم عنه إلا للنقص الذي فيناء وأهل هذه اللغة. وأرباب هذا البيان لا يستدلون على معاني هؤلاء بكلامهم». كما لا يعرفون رطانة الرومي والصّقلبِيء وإن كان هذا الاسم إنما يستحقونه» بأنا نفهم عنهم كثيراً من حوائجهم. فنحن قد نفهم بجَمحة الفرس كثيراً من حاجاته. ونفهم بضغاء السنور كثيراً من إرادته» وكذلك الكلب» والحمارء والصبي الرضيع. وإنما عنى العتابي إفهامك العربَ حاجتك على مجاري كلام العرب الفصحاء)”"' .

5" ولعل أهم ما فعله الجاحظ هو دفاعه عن البلاغة العربية والبيان العربي في دحضه شبهات الشعوبية ونقدها لتراث العرب» وهو يورد شبهاتهم ويناقشها ويدفعها بالحجة والبرهان» من ذلك ما نقله عنهم بصدد البلاغة والاداب: «قالوا ومن أحب أن يبلغ في صناعة البلاغة» ويعرف الغريب» ويتبحر في اللغة» فليقرأ كتاب كازوَّئْد» ومن احتاج إلى العقل والأدب» والعلم بالمراتب

2020 البيان والتبيين» (١/1--352ل0).‏ (0) المصدر السابق» .)١157-١50377/١(‏

اهدر

ل

والعبز .والمكلات».” والالفاظ : الكرينة: والمعائن +الشريفة فلينظن فى ميق الملوك. فهذه الفرس ورسائلهاء وخطبهاء وألفاظهاء ومعانيها. وهذه يونان ورسائلهاء وخطبهاء وعللها وحكمهاء وهذه كتبها في المنطق التي قد جعلتها الحكماء بها تعرف السقم من الصحة» والخطأ من الصوابء» وهذه كتب الهند في حكمها وأسرارهاء وسيّرها وعللهاء فمن قرأ هذه الكتب» وعرف غور تلك العقول» وغرائب تلك الحكمء عرف أين البيان والبلاغة» وأين تكاملت تلك الصناعة)27" ,

المستنيرة الواعية : «وجملة القول أنا لا نعرف الخطب إلا للعرب والفرس. فأما الهند فإنما لهم معان مدونة» وكتب مخلدةق.» لا تضاف إلى رجل معروف» ولا إلى عالم موصوف. وإنما هي كتب متوارثة» وآداب على وجه الدهر سائرة مذكورة. ولليونانيين فلسفة وصناعة منطق» وكان صاحب المنطق نفسه بكيّ اللسان» وغيرَ موصوف بالبيان» مع علمه بتعبير الكلام» وتفصيله ومعانيه» وبخصائصه». وهم يزعمون أن جالينوس كان أنطق. ولا يذكروه بالخطابة» ولا بهذا الجنس من البلاغة» وفي الفرس خطباءء إلا أن كل كلام للفرس» وكل معنى للعجم» فإنما هو عن طول فكرة» وعن اجتهاد رأي» وطول خلوة» وعن مشاورة ومعاونة» وعن طول التفكر ودراسة الكتب» وحكاية الثاني علم الأول» وزيادة الثالث في علم الثاني» حتى اجتمعت ثمار تلك الفكر عند آخرهم . وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال وكأنه إلهام؛ وليست هناك معاناة ولا مكابدة» ولا إجالة فكر ولا استعانة» وإنما هو أن يصرف وهمه إلى الكلام» وإلى رجز يوم الخصامء أو حين يمتح على رأس بثرء أو يحدو ببعير أو عند المقارعة أو المناقلة» أو عند صراع أو في حرب» فما هو إلا أن يصرف وهمه إلى جملة المذهبء وإلى العمود الذي إليه يقصدء فتأتيه المعاني أرسالاء وتنثال عليه الألفاظ انثيالاء ثم لا يقيده على نفسه؛ ولا يدرسه أحداً من ولدهء وكانوا أميين لا يكتبون» ومطبوعين لا يتكلفون» وكان الكلام الجيد

.)١ 4 البيان والتبيين»‎ )١(

م١‎

ل

عندهم أظهر وأكثرء وهم عليه أقدرء وله أقهرء وكل واحد في نفسه أنطق» ومكانه من البيان أرفع» وخطباؤهم للكلام أوجدء والكلام عليهم أسهل» وهو عليهم أيسر من أن يفتقروا إلى تحفظ» ويحتاجوا إلى تدارس» وليس هم كمن حفظ علم غيره» واحتذى على كلام من كان قبله» فلم يحفظوا إلا ما علق بقلوبهم ‏ والتحم بصدورهم» واتصل بعقولهم » من غير تكلف ولا قصدء ولاتحفظ ولا طلبء وإن شيئاً هذا الذي في أيدينا جزء منه» لبالمقدار الذي لايعلمه إلا من أحاط بقطر السحاب» وعدد التراب» وهو الله الذي يحيط بما كان» وعلام بما سيكون.

ونحن - أبقاك الله إذا ادعينا للعرب أصناف البلاغة» من القصيد والأرجازء ومن المنثور والأسجاع» ومن المزدوج وما لا يزدوجء فمعنا العلم أن ذلك لهم شاهد صادق من الديباجة الكريمة» والروئق العجيب» والسبك والئحتء. الذي لا يستطيع أشعر الناس اليوم» ولا أرفعهم في البيان» أن يقول مثل ذلك إلا البسير..والنبك القليل .+

ونحن لا نستطيع أن نعلم أن الرسائل التي بأيدي الناس للفرسء» أنها صحيحة غير مصنوعة» وقديمة غير مولدة. إذ كان مثل ابن المقفع ‏ وسهل بن هارون» وأبي عبيد الله» وعبد الحميدء وغيلان» يستطيعون أن يولدوا مثل تلك الرسائل» ويصنعوا مثل تلك السير.

وأخرى. أنك متى أخذت بيد الشعوبيء فأدخلته بلاد الأعراب الخلصء» ومعدن الفصاحة التامة» ووقفته على شاعر مفلق» أو خطيب مصقعء علم أن الذي قلت هو الحق. وأبصر الشاهد عياناً» فهذا فرق ما بيننا وبينهم)”" .

نلاحظ أن الجاحظ قد فند دعاوى الشعوبية» وبين الفرق بين بلاغة العرب وآدابها من جهة» وبين بلاغة الفرس والهند واليونان من جهة ثانية» وأقام منهجاً عمليا بدعوة الشعوبي إلى الجلوس مع العرب الخلص وجهاً لوجه» ليكتشف صدق ما ذهب إليه الجاحظ» وهذا منهج علمي تجريبي يمكن استخدامه في

.)79 ؟ا//9( المصدر السابقء‎ )١(

ذه

ل

العلوم النظرية» وربما يكون الجاحظ أول من سبق إليه.

*”- وقد أوجز الدكتور عبد العزيز العتيق قيمة كتاب البيان والتبيين البلاغية في قوله: «وقد حفظ لنا كتاب البيان والتبيين للجاحظ قدراً كبيراً من ملاحظات المقكر لة"السفيلة بالنادةة العريية» وهنم عد اسعتويها سق معدل و سما ٠‏ اليل ٠.‏ العربية» والثقافات الأجنبية التي شاعت في عصرهم واطلعوا عليها»”" .

وأجمل القول في دور الجاحظ في تأسيس علم البلاغة العربية» فقال: «ومجمل القول في الجاحظ من جهة البلاغة أنه ألم في كتبه بالأساليب البيانية من: تشبيه واستعارة وكناية وحقيقة ومجازء ولكنه لم يوردها في تعريفات اصطلاحية» وإنما جاء تعريفه لها والدلالة عليها عن طريق الأمثلة والنماذج» لاعن طريق القواعد البلاغية. والمقارنة بينه وبين من تقدموه تظهر أنه كان بلا شك أقدرهم على إدراك أسرار البلاغة» وأكثرهم اهتداء عن طريق النماذج إلى شتى العناصر أو الأساليب البيانية التي عرفت وحددت فيما بعد.» وأصبحت تؤلف مباحث البلاغة وموضوعاتهاء ولهذا يعد بحق مؤسس البلاغة العربية الأول؛ ومعبد الطريق أمام من أتى من بعده من رجالها»”" .

4 ويلخص الدكتور شوقي ضيف جهود الجاحظ وأهم إنجازاته فيقول: «وأكبر معتزلي عني بمسائل البيان والبلاغة: الجاحظ صاحب كتاب البيان والتسية» وتراه تخد مخ صحيفة بشرربن المعتمر منارة تهدية التخديث في أقواغيد البيان؛ سواء من حيث ملاعمة الكلام لمعانيه» ومن يوجه إليهم من طبقات الممعتعين : مكلفين أويدوا أو عافة: أوهة حت جمال الالقاظ ورضاتتها ورشاقتهاء مما جعله يطيل الكلام في مواطن الإيجاز والإطناب. وفي مخارج الحروف وتنافرها في الكلمات» وتنافر الكلمات في نفسها. ونراه في البيان والتبيين يشير إلى: السجع والازدواج والاقتباس والتقسيم واللغز والأسلوب الحكيم» والاحتراس ٠‏ والهزل يراد به الجد» والاعتراض والتعريض والكناية

دلق علم البيان» د. عبد العزيز عتيق » ص (9) دار النهضة العر بية» بيروتء 14ام. زفق المرجع السابق» ص .)١١(١‏

للد

ل

والاستعارة» ويمتلسى كتابه الحيوان بإشارات دقيقة إلى: الحقيقة والمجاز والتشبيه والاستعارة والمثل والكناية. وكرر الحديث عن البديع المستطرف»ء ونفذ إلى ما سماه المذهب الكلامي؛ وعرض للسرقات» وهو يعد بحق مؤسس البلاغة العربية)0© . 1

ه” - ويشير الأستاذ نعيم الحمصي إلى خلاصة موقف الجاحظ من مسألة الإعجاز» فيقول: «ونرى الجاحظ يعتقد بالإعجازء ويذكر أن العرب على بلاغتهم عجزوا عن معارضة القرآن أيام صاحب الرسالة» وذلك في كلام طويل يشرح فيه كيف قامت المشادة بين النبي والعرب بعد أن تحداهم الرسول - - أن يأتوا بمثل القرآن. ويذكر له ما يدل على أن إدراك العرب لبلاغة القرآن المعجزة وقصورهم عنها كان بالذوق والشعور النفسي الداخلي». وأن هذا القصور دليل على الإعجاز)”" .

تلك كانت معالم بارزة وقفنا عندها لدى دراسة الجاحظ. وهذا غيض من فيض »ء والإحاطة بما قدمه أبو عثمان للبيان العربي تحتاج إلى مجلدات» وما لا يدرك كله لا يترك فله .

)2000 اليلاغة تطور وتاريخ » ص (059),. (؟) فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضرء ص (00).

َس

المبحث الثانى مدرسة الباقلاني الموسس الثاني للاعجاز

الإمام الباقلاني من أعلام القرن الرابع الهجري» وقد أدرك بداية القرن الخامس الهجري» حيث كانت وفاته 5٠(‏ ه) 220 وهو علم الدراسات في إعجاز القرآن الكريم بلا منازع» وسنتناول جهوده من خلال الأمور الآتية :

-١‏ وضع الباقلاني قائمة كبيرة من الكتب. وأهمها كتاب (إعجاز القرآن) وعنه يقول محققه الأستاذ السيد أحمد صقر: «.. وهو أول كتب الباقلاني نشراء وأشهرها ذكراًء وهو أعظم كتاب ألف فى الإعجاز إلى اليوم ‏ وإن كره ذلك بعض المتعصبين على المعهد العتيق)”” .

؟ - مقدمة : ذكر فيها الحاجة إلى التأليف فى الإعجازء وقد جاء فيها: «ومن قواماء ولقاعدة توحيدهم عماداً تلام وعلى صدق نبيهم 2 برهاناء ولمعجزته ثبتاً وحجة» ولااسيما أن الجهل ممدود الرواق» شديد النفاق» مستول على الآفاق» والعلم إلى عقاء ودروس» وعلى خفاء وطموس» وأهله

)١(‏ هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفرء أبو بكرء قاض» من كبار علماء الكلام» انتهت إليه الرياسة في مذهب الأشاعرة» ولد بالبصرة وتوفى ببغداد. ”88(‏ - ١7" - 9‏ ١1م).‏ انظر: الأعلام» رتلا ١ .)١‏

(؟) إعجاز القرآن» مقدمة التحقيق ص (57).

() انظر: إعجاز القرآن» مقدمة التحقيق ص 51(‏ 88)» وفهرس موضوعات الكتاب ص رمم عونم

هم

ل

في جفوة الزمن البهيم» يقاسون من عبوسه لقاء الأسد الشتيم» حتى صار ما يكابدونه قاطعاً عن الواجب من سلوك مناهجهء والأخذ في سبله» فالناس

١ 5‏ مكدود في صنعته)” ّ

يلي المقدمة مجموعة من الفصول يتخللها باب واحدء وذلك وفق الآتي: في البدايةاذ كي تالت الصيرك »ار لات ممسعوعة مو الم فوع اك 0

- فصل : فى أن نبوة محمد - كَكِةٍ - معجزتها القرآن» وقد جاء فى مطلعه : الذي يوجب الاهتمام التام بمعرفة إعجاز القرآن» أن نبوة نبينا ‏ عليه السلام - بُنيت على هذه المعجزةء وإن كان قد أيد بمعجزات كثيرة» إلا أن تلك المعجزات قامت فى أوقات خاصة» وأحوال خاصة. . . فأما دلالة القرآن فهى عن معجزة عامة؛ عمت الثقلين» وبقيت بقاء العصرين» ولزوم الحجة بها في أول وقت ورودها إلى يوم القيامة على حد واحد)””" .

؛ - فصل : في بيان وجه الدلالة على كون القرآن معجزاً. ومما جاء فيه: (إنه تحداهم إلى أن يأتوا بمثله» وقرعهم على ترك الإتيان به» طول السنين التي رصنه ما لم ييز لقره وعد صل لالزندو الذي يدق عل هذا الاضل» اانا قد علمنا أن ذلك مذكور في القرآن في المواضع الكثيرة» كقوله: #وَإِن كنم في يب يما لا ع عبنا أو صورة ل 0000 ن دون أَللّم إن كُشْرَ صَدفِينَ 29 ) إن لم تَعَمَنُوأ ون تَفْعَلُوا مَاتَمُوا وأ كار لني و فودها ها ألنّاسُ ولِجَاره أَعِدَّتّ لكَفِرتَ 4 [البقرة: *74-5]. وكقوله: م يُعُونوَت فته كل كأنوا مسرن ار من آسْتَطعسُم ين دون لله إن كنثر صَيِقِينَ © َال مهما

ل 76 لَه إلَاهُوَ فَهَلْ أنثّم مُمْمِمُورح 4 [هود: ]١4-١1‏ فجعل عجزهم عن الإتيان بمثله دليلاً على أنه منه» ودليلاً على وحدانيته)؟' .

.)5 "( المصدر السابقء ص‎ )١(

(0) انظر: المصدر السابق» ص (8 - .)١55‏ (9) المصدر السايق.» ص (8).

(4) المصدر السابق. ص .)١9(‏

له

عزاسل يراليه

4 - فصل: في جملة وجوه إعجاز القرآن» وهي ثلاثة» قال الباقلاني: «ذكر أصحابنا وغيرهم في ذلك ثلاثة أوجه من الإعجاز: أحدها يتضمن الإخبار عن الغيوب» وذلك مما لا يقدر عليه البشرء ولا سبيل لهم إليه» فمن ذلك او لاا كاه عدم انه اكير تفي الاحياد »تراه ور رو

ل 1 90 5 28 ا 2 ا 0 0 و ده دودسم لح ليظهرم : ينل لك" ًّ ا

ل [التوبة: *7]ء ففعل ذلك)30" ,

5 - ينتقل بعد ذلك إلى الوجه من الإعجازء وهو يتعلق بأمية النبي تن . فكيف يتأتى لأمي أن يأتي بهذا الكتاب! يقول : «والوجه الثاني : أنه كان معلوماً من حال النبي 2 أنه كان أمياً لا يكتب. ولايحسن أن يقرأ. وكذلك كان رو ا أنه لم يكن يعرف شيئاً من كتب المتقدمين» وأقاصيصهم وأنبائهم وسيرهم» ثم أتى بجملة ما وقع وحدث من عظيمات الأمورء ومهمات السينء من حين خلق الله آدم عليه السلام إلى حين مبعثه ... ونحن نعلم ضرورة أن هذا مما لا سبيل إليه إلا عن تعلم» وإذا كان معروفاً أنه لم يكن ملابساً لأهل الآثار وحملة الأخبار» ولا متردداً إلى التعلم منهم. ولا كان ممن يقرا م فلم أنعالا.. يصل إلى علم ذلك إلا

بتأييد من جهة الوحي؛ ولذلك قال الله عز وجل : # وما 0 ا 0 الحمفد 0-0 8 ا ال ررض : 3 2 [العنكبوت :4غ ] . وقال: اك ا سَتَ ‏ [الأنعام: ]٠١5‏ » وقد بينا أن من كان

ماع لو جب علي ويشتغل بملابسة أهل صنعة» لم يخف على الناس

أمره» ولم يشتبه مذهبه)”" .

- وأهم الوجوه هو الوجه الثالث الذي يتعلق بالفصاحة والبلاغة والنظمء وقد ذكره العلماء جملة» ويحاول الباقلاني أن يفصل القول فيه» فيذكر عشرة معانٍ للإعجازء أولها خروج القرآن عن المعهود من أساليب العرب» يقول: () المصدر السابق» ص (7:9) . () المصدر السابق ص *54(‏ 8”).

اام

اكه

غزاسلبرالو

«والوجه الثالث: أنه بديع النظم» عجيب التأليف» متناه في البلاغة إلى الحد الذي يُعلم عجز الخلق عنه. والذي أطلقه العلماء هو على هذه الجملة» ونحن نفصل في ذلك بعض التفصيل» ونكشف الجملة التي أطلقوهاء فالذي يشتمل على بديع نظمهء المتضمن للإعجاز وجوه: منها: ما يرجع إلى الجملة» وذلك أن نظم القرآن على تصرف وجوهه.ء وتباين مذاهبه» خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم» ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم, وله أسلوب يختص به» ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد)”'" .

ثم يضيف الباقلاني: في ذكر بقية الوجوه. فيذكر خلو كلام العرب مما يوازي قدر القرآن بهذه الفصاحة» يقول: «ومنها أنه ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة» والتصرف البديع» والمعاني اللطيفة» والفوائد الغزيرة» والحكم الكثيرة» والتناسب في البلاغة» والتشابه في البراعة» على هذا الطول» وعلى هذا القدر)”'' .

ويشير الباقلاني إلى الانسجام في الأسلوب القرآني» يقول: «وفي ذلك معنى ثالث : وهو أن عجيب نظمه. وبديع تأليفه, لا يتفاوت ولا يتباين» على ما يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيهاء من ذكر قصص ومواعظ واحتجاج » وحكم وأحكام. ..)”".

ويذكر استمرار القرآن على نسق واحد من البلاغة في شتى الموضوعات والأحوال. يقول: «ومعنى رابع : وهو أن كلام الفصحاء يتفاوت تفاوتاً بيناً في الفصل والوصل» والعلو والنزول» والتقريب والتبعيد» وغير ذلك مما ينقسم إليه الخطاب عند النظم» ويتصرف فيه القول عند الضم والجمع. . . ونبين أن القرآن على اختلاف فنونه وما يتصرف فيه من الوجوه الكثيرة والطرق المختلفة»

.)950( المصدر السابقء» ص‎ )١(

(؟) المصدر السابقء» ص (935). (9) المصدر السابق نفسه.

4/4

اهدر

غزاسلبرالو

حد الأحادء وهذا أمر عجيب » للع وتظهر به البلاغةء ويخرج معه الكلام عن حد العادة ويتجاوز العرف)0' .

ويذكر خروج القرآن عن مقدرة الجن كما الإنس. يقول: «ومعنى خامس : وهو أن نظم القرآن وقع موقعاً في البلاغة يخرج عن عادة كلام الجن؛ كما يخرج عن عادة كلام الإنس. فهم يعجزون عن الإتيان بمثله كعجزناء ويقصرون دونه كقصورناء وقد قال الله عز وجل :

[الإسراء :

00000 ويوضح الباقلاني اشتمال القرآن على - جميع أنواع الخطاب» يقول : «ومعنى سادس : وهو أن الذي ينقسم عليه الخطاب» من البسط والاقتصار. 0 والتفريق» والاستعارة والتصريح. والتجوز والتحقيق» ونحو ذلك من الوجوه التي توجد في كلامهم, موجودة في القرآن. وكل ذلك مما يتجاوز حدود

كلامهم المعتاد بينهم. في الفصاحة والإبداع والبلاغة)0” .

ويذكر ابتكار القرآن لمعانٍ جديدة بألفاظ متخيرة» وهو أصعب من استعمال الألفاظ الدارجة لمعانٍ متداولة. يقول: ومعنى سابع : : وهو أن المعاني التي تضمنها في أصل وضع الشريعة والأحكامء والاحتجاجات في أصل الدين» والرد على الملحدين»: على تلك الألفاظ البديعة» وموافقة بعضها بعضاً في اللطف والبراعة» مما يتعذر على البشر ويمتنع» وذلك أنه قد علم أن تخير الألفاظ للمعاني المتداولة المألوفة» والأسباب الدائرة بين الناس» أسهل لام وروا مار را ري 1 0

.)*8( المصدر السابق» ص‎ )١( (؟) المصدر السابق نفسه.‎

65 المصدر السابق» ص (57). (4) المصدر السابق» ص (45).

1

| 1

0

الكلام» يقول : ااومعنى ثامن : وهو أن الكلام يتبين فضله ورجحان فصاحته. بأن تذكر منه الكلمة في تضاعيف الكلام» أو تقذف ما بين شعرء فتأخذها الأسماع» وتتشوف إليها النفوسء. ويرى وجه رونقها بادياً غامراً سائر ما تُقرن به» كالدرة التي ترى فى سلك من خرزء وكالياقوتة فى واسطة العقد» وأنت ترى الكلمة من القرآن يُتمثل بها في تضاعيف كلام كثير» وهي غرة جميعه, وواسطة عقده» والمنادي على نفسه بتميزه وتخصصه» برونقه وجماله. واعتراضه في حسنه ومائهء وهذا الفصل أيضاً مما يحتاج فيه إلى تفصيل وشرح ونص » ليتحقق ما ادعيناه منه)230,

ويوضح الإعجاز بالحروف المفتتح بها في أوائل السور» فيقول: «ومعنى تاسع وهو أن الحروف التي بني عليها كلام العرب تسعة وعشرون حرفاً» وعدد السور التي افتتح فيها بذكر الحروف ثمان وعشرون سورة» وجملة ما ذكر من هذه الحروف في أوائل السور من حروف المعجم نصف الجملة» وهو أربعة عشر حرفآء ليدل بالمذكور على غيره» وليعرفوا أن هذا الكلام منتظم من الحروف التي ينظمون بها كلامهم» والذي تنقسم إليه هذه الحروف على ما قسمه أهل العربية» وبنوا عليها وجوهها أقسامء نحن ذاكروها: فمن ذلك أنهم قسموها إلى حروف مهموسة. وأخرى مجهورة... وقد عرفنا أن نصف الحروف المهموسة مذكورة في جملة الحروف المذكورة في أوائل السورء وكذلك نصف المسهوزة على النواة» لآ زيادة ولا نقضان 0 ,

ويذكر سهولة الأسلوب القرآني وتوسطهء فيقول: «ومعنى عاشر: وهو أنه سهل سبيله» فهو خارج عن الوحشي المستكره » والغريب المستنكر» وعن الصنعة المتكلفة؛ وجعله قريباً إلى الأفهام» يبادر معناه لفظه إلى القلب» ويسابق المغزى منه عبارته إلى النفس ». وهو مع ذلك ممتنع المطلب» عسير

() المصدر السابق» ص (45 -87). (0) المصدر السابقء ص (44).

ل

المتناول» غير ممُطمع مع قربه في نفسهء ولا مُوهم مع دنوه في موقعه أن يُقدر عليهء أو يُظفر به)”"" .

بعد ذلك ينتقل الباقلاني إلى فصل جديد وهو:

6 فصل : في شرح ما بينا من وجوه الإعجاز المتقدمة» وفيه شرح الباقلاني الوجوه الثلاثة للإعجاز بإيجاز.

4 - فصل: في نفي الشعر من القرآن» وفيه يفند الباقلاني دعاوى من قال إن: في القرآن شعراً. لأن القرآن لو كان شعراً لبادروا لمعارضته؛ وما جاء على وزن بيت شعر لا يكون شعراً» وأقل الشعر بيتان فصاعداًء شريطة أن لا يختلف وزنهما وقافيتهما.

٠‏ فصل : في نفي السجع من القرآن إذ «لو كان القرآن سجعاًء لكان غير خارج عن أساليب كلامهم» ولو كان داخادٌ فيها لم يقع بذلك إعجاز)”" .

١‏ - فصل: في ذكر البديع من الكلام» وفي هذا الفصل يذكر الباقلاني أنواعاً من البديع في كلام العرب مع شواهد لها من القرآن الكريم» والبديع هنا يشتمل على: الاستعارة والتشبيه والغلو والإفراط في الصفة» والمماثلة أو التمثيل كما سماه قدامة» والمطابقة والفطمن» والسارة والمساواة» والإشارة والمبالغة والغلوء والإيغال والتوشيح.ء وصحة التقسيم وصحة التفسير» والتكميل والتتميم وغير ذلك. . . ليقرر في النهاية: «أنه لا سبيل إلى معرفة إعجاز القرآن من البديع الذي ادعوه في الشعر ووصفوه فيهء وذلك أن هذا الفن ليس فيه ما يخرق العادة» ويخرج عن العرف» بل يمكن استدراكه بالتعلم والتدرب به والتصنع له كقول الشعرء ورصف الخطب» وصناعة الرسالة» والحذق في البلاغة» وله طريق يُسلك» ووجه يقصدء وسلم يرتقى فيه إليه» ومثال قد يقع طالبه عليه»””" .

.)45( المصدر السابق» ص‎ )1١( المصدر السابق» ص (9ا60).‎ )*0( .)١١١( المصدر السابق.» ص‎ )*(

08١

"> عنس بلي

١١‏ فصل : في كيفية الوقوف على إعجاز القرآن» وهو هنا يتكلم بحسب أحوال الناسء فهناك العجمى الذي لا يعرف العربية» وهذا لا بد أن يقر بالإعجاز طالما أن العرب وهم أهل اللغة قد عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن . وهنالك العربي العامي الذي ليس على اطلاع لغوي وبلاغي» وليس لديه آلة . البحث والعلم والذوق» وهذا سبيله سبيل الأعجمي» فليس أمامه سوى الإقرار والإذعان. وهنالك أهل العلم والخبرة والمعرفة»ء وهؤلاء لا يخفى عليهم الإعجازء فهم يعرفون أقدار الكلام» ويميزون بين المعجز وغيرهء يقول الباقلاني في مطلع هذا الفصل : «قد بينا أنه لا يتهيأ لمن كان لسانه غير العربية» من العجم والترك وغيرهم» أن يعرفوا إعجاز القرآن إلا بأن يعلموا أن العرب قد عجزوا عن ذلك» فإذا عرفوا هذا بأن علموا أنهم قد تُحدوا إلى أن يأتوا بمثله» وفرضوا علىي تك الانيان يدكلة ولم يأتواء تبين ن أنهم عاجزون عنهء وإذا عجز أهل ذلك اللسانء. فهم عنه أعجز. وكذلك نقول: إن كان من أهل اللسان العربي» إلا أنه ليس يبلغ في الفصاحة الحد الذي يتناهى إلى معرفة أساليب الكلام؛ ووججوه تصرف اللغةء وما يعدونه فصيحاً بليغاً بارعاً من غيره» فهو كالأعجمي : في أنه لا يمكنه أن يعرف إعجاز القرآنء إلا بمثل ما بينا أن يعرف به الفارسى الذي بدأنا بذكره» وهو ومن ليس من أهل اللسان» سواء . فأما من كان كذ تناه فى معرزة اللسان العربي» ووقف على طرقها ومذاهبهاء فهو يعرف القدر الذي ينتهي إليه وسع المتكلم من الفصاحة؛ ويعرف ما يخرج عن الوسع» ويتجاوز حدود القدرة» فليس يخفى عليه إعجاز القرآن» كما يميز بين جنس الخطب والرسائل والشعرء وكما يميز بين الشعر الجيد والرديءء والفصيح والبديع» والنادر والبارع والغريب)”' .

وفي هذا الفصل يتناول الباقلاني مذاهب العرب في تفاضل البلغاء» ثم وبعض كتبهم وعهودهم» ويذكر شيئاً من ذلك لغيرهم من الصحابة» ويذكر )١(‏ المصدر السابقء» ص .)١١7(‏

045

َس

خطبة قس بن ساعدة وأخرى لأبي طالب» وذلك ليعرف القارئ الفرق بين هذه الأساليب النثرية من كلام الآدميين» وكلام رب العالمين المعجز» فإذا لم يعرف الفرق فلا بد له من التقليد في هذا الأمرء لأنه من جملة العامة التي لا تعرف أسرار العربية.

٠١‏ - بعد ذلك ينتقل الباقلاني إلى باب وحيد في كتابه جاء بعد الفصول السابقة» وهووتحت عنوان (باب)» وقد جاء هذا الباب فى بيان ما إذا كان الشعر أفصح من الخطب وأبرع من الرسائل» فيحتاج إلى الموازنة بين نظمه وبين القرآن» أو أن النثر يتأتى فيه من الفصاحة والبلاغة ما لا يتأتى في الشعرء ثم نقد بعض القصائد الكثيرة لبيان عظيم شأن القرآن”" .

54 - وهذا الباب ملىء بالقضايا النقدية والجدل» مما يمكن أن يكون موضع بحث وحوار» وسلورد بعض القضايا التي عرض لهاء في البداية كر كلاماً لمسيلمة» وقال: «وإنما نقلنا منه طرفاً ليتعجب القارئ» وليتبصر الناظر» فإنه على سخافته قد أضل » وعلى ركاكته قد أزل» وميدان الجهل واسعٌ» ومن نظر فيما نقلناه عنهء وفهم موضع جهلهء كان جديراً أن يحمد الله على ما رزقه من فهم» وآتاه من علم)”" .

أشاد بامرئ القيس». فقال: «وأنت لا تشك فى جودة شعر امرئ القيس» ولاترتاب في براعته» ولاتتوقف في فصاحته» وتعلم أنه قد أبدع في طرق الشعر أموراً اتبع فيها». ثم يقول: «ونظم القرآن جسنٌ متميز»ء وأسلوب متخصصء وقبِيلٌ عن النظير مُتخلصء فإذا شئت أن تعرف عظم شأنه» فتأمل ما نقوله في هذا الفصل لامرئ القيس في أجود أشعاره» وما نبين لك من عواره على التفصيل)7" .

.)554-١68( 'انظر: إعجاز القرآنء» ص‎ )١(

() المصدر السابق» ص .)١55(‏ (*) المصدر السابق» ص .)١59(‏

0

0

ويبدأ بعد هذا بذكر النماذج الشعرية وتحليلهاء ومن ذلك قول امرى القيس : كدأبكَ من أم الحويرث قبلها وجارتها أمٌ الرباب بمأسّل ذا :قاف فشر اسيك يها شع الذيا جدغابرة تمر

قال: «أنت لا تشك في أن البيت الأول قليل الفائدة» ليس له مع ذلك بهجة» فقد يكون الكلام مصنوع اللفظء وإن كان منزوع المعنى» وأما البيت الثانى فوجه التكلف فيه قوله : 1

إذا قامتا تضوع المسك منهما

ولو أراد أن يجود أفاد أن بهما طيباً على كل حال» فأما في حال القيام فقط فذلك تقصير!! ثم فيه خلل آخر: لأنه بعد أن شبه عرفها بالمسك» شبه ذلك تقدير المنقطع عن المصراع الأول» لم يصله به وضلّ مثله»"'" .

5 - ويمضى في نقده بعض أبيات المعلقة» ثم يقول: «وهذا القدر يكفي في كتابناء ولم نحب أن ننسخ لك ما سطره الأدباء في خطأ امرئ القيس في العروض والنحو والمعاني» وما عابوه عليه في أشعاره» وتكلموا به على ديوانه» لأن ذلك أيضاً خارج عن غرض كتابناء ومجانب لمقصوده . . . فأما نهج القرآن ونظمه. وتأليفه ورصفه» فإن العقول تتيه من جهته. وتحار في بحره» وتضل دون وصفه ونحن نذكر لك في تفصيل هذا ما تستدل به على الغرض» وتستولى به على الأمد» وتصل به إلى المقصد» وتتصور إعجازه كما تتصور الشمس » وتتيقن تناهي بلاغته كما تتيقن الفجر» وأقرب عليك العامقن 4 و اسيل لف العيمةة”” .

وبعد أن يذكر نماذج كثيرة من آيات القرآن الكريم» مقرراً ما فيها من إعجاز )١(‏ المصدر السابق.» ص(57١1-«157١).‏ (؟) المصدر السابق» ص .)١1845 - ١47(‏ 4

2 غزاس لالد

وجمال» يصرح يأن «الذي عارض القرآن بشعر امرئ القيس لأضل من حمار

باهلة. وأحمق من هبنقة)17 .

١‏ - وبين الباقلاني أن جنس الشعر عامة» رديئه وجيده» لا يصح موازنته بالقرآن» وأن تخلف شعر امرئ القيس عن ذلك يستلزم تخلف شعر غيره» وأن الجيد من الأشعار إنما يعدل بمثله» لا بالقرآن» وأن الشعراء يغير بعضهم على

وقد نقد الباقلاني لامية البحتري التي تعتبر أجود شعره. ومطلعها: أهادٌ بذلكم الخيال المقبل ‏ فعل الذي نهواه أم لم يفعل

وقال عن هذا البيت: «في قوله: (ذلكم الخيال) ثقل روح» وتطويل وحشوء وغيره أصلح له» وأخف منه قول الصنوبري : أعجللة تداك" الحرون محين رون شتس عدت فيفك الدوز

وعذوبة الشعر تذهب بزيادة حرف أو نقصان حرف, فيصير إلى الكزازة» وتعود ملاحته بذلك ملوحة» وفصاحته عياً وبراعته تكلفاًء وسلاسته تعسفكٌ وملاسته تلوياً وتعقداً)7" .

ويمضي فيحلل وينقد القصيدة» وقد قال بعد نقده لأبيات منها: «وإنما اقتصرنا على ذكر قصيدة البحتري» لأن الكتاب يفضلونه على أهل دهره. ويقدمونه على من في عصره. ومنهم من يدعي له الإعجاز غلواًء ويزعم أن يُناغي النجم في قدره علوأً» والملحدة تستظهر بشعره» وتتكثر بقوله» وترى كلامه من شبهاتهم» وعباراته مضافة إلى ما عندهم من تُرهاتهم» فبينا قدر درجته» وموضع مرتبته»ء وحد كلامهء» وهيهات أن يكون المطموع فيه كالمأيوس منهء وأن يكون الليل كالنهار, والباطل كالحق» وكلام رب العالمين كوم ال

.)5١١( المصدر السابق» ص‎ )١( .)55١( المصدر السابق» ص‎ )6( .)556( المصدر السابق. ص‎ )9(

40

:5 ا اي

عزاسل يراليه

4 - ويبين الباقلاني أن الغرض من تصنيفه هذا الكتاب هو الكشف عن إعجاز القرآن» وليس الرد على مطاعن الملاحدة» ويرد على من يزعم أن سلامة بعض الكلام من العيوب» وبلوغه الأمد في الفصاحة والنظم العجيب يقتضي إعجازه» وينقد أسلوب الجاحظ وطريقته» ويبين أن متأخري الكتاب مثل ابن العميد قد نازعه فيهاء وساواه أو تقدم عليه. ثم يقرر أن ليس بمقدور بشر معارضة القرآن بحال» يقول: «فلو كان فى مقدور البشر معارضة القرآن لهذا الفرضض رحد الككرت المعارقنات دانع" اليقافيات « كيت وغلاله دواع لا انتهاء لهاء وجوالب لا حد لكثرتهاء لأنهم لو كانوا عارضوه لتوصلوا على تكذيبه» ثم إلى قطع المحامين دونه عنه» أو تنفيرهم عليه» وإدخال الشبهات على قلوبهم». وكان القوم يكفون بذلك عن بذل النفوس» ونصب الأرواح» والإخطار بالأموال والذراري» في وجه عداوته» ويستغنون بكلام ‏ هو طبعهم وعادتهم وصناعتهم ‏ عن محاربته» وطول مناقشته ومجاذبته)”" .

9٠‏ - يعقب هذا الباب ذكر تسعة فصول تناولت مجموعة من الموضوعات””“. وفق الآتي: فصل: في الرد على من زعم أن عجز أهل عصر النبوة عن معارضة القرآن والإتيان بمثله لا يستلزم عجز أهل الأعصر التالية» ويقرر فى الإجابة طرقاًء منها: «أنا إذا علمنا أن أهل ذلك العصر كانوا عاجزين ع انان بمثله. فمن بعدهم أعجزء لأن فصاحة أولئك في وجوه ما كانوا يتفنون فيه من القول؛ مما لا يزيد عليه فصاحة من بعدهم»؛ وأحسن أحوالهم أن يقاربوهم أو يساووهم» فأما أن يتقدموهم ويسبقوهم فلا».

١‏ فصل: فى التحدي» وفيه يبين الباقلانى أن التحدي قد يكون ضرورياً ع كن افر ال وكد كوت مدلا وقد قال فى مقدمة الفصل : يجب أن تعلم أن من حكم المعجزات إذا ظهرت على الأنبياء» أن: يدعو فيها أنها دلالتهم وآياتهم» لأنه لا يصح بعثة النبي من غير أن يؤتى دلالة» ويؤيد )١(‏ المصدر السابق» ص (548 - .)١195‏

(0) انظر: إعجاز القرآن» ص (005600:"). 15

غزاسلبرالو

بآية» لأن النبى لا يتميز من الكاذب بصورته» ولا بقول نفسهء ولا بشىء آخر سوى البرهان الذي يظهر عليه؛ فيستدل بها على صدقه. فإذا ذكر لهم أن هذه آيتي» وكانوا عاجزين عنهاء صح له ما ادعاه)”'" .

5 - فصل: فى قدر المعجز من القرآن» وبيان الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في ذلك. وقد اختار الباقلاني مذهب:الأشعري» واستدل لهء ودفع ما يرد عليه» يقول الباقلاني: الذي ذهب إليه عامة أصحابناء وهو قول الشيخ أبى الحسن الأشعري في كتبه» أن أقل ما يعجز عنه من القرآن السورة» قصيرة امك ا سولف ار معان قفوي

قال هإذا كانت الآية بقدر حروف سور إن كانت سورة الكوثر فذللك

قال: ولم يقم دليل على عجزهم عن المعارضة في أقل من هذا القدر.

وذهبت المعتزلة إلى أن كل سورة برأسها فهي معجزة . وقد حُكي عنهم نحو قولناء إلا أن منهم من لم يشترط كون الآية بقدر السورة» بل شرط الايات الكثيرة .

وقد علمنا أنه تحداهم تحدياً إلى السور كلهاء ولم يخص. ولم يأتوا لشيء منها بمثل» فعلم أن جميع ذلك معجز)”" .

ثم بين الباقلاني أن زعم الملاحدة أنه لا يقع العجز عن الإتيان بسورة قصيرة أو آيات بقدرها يخالفه الواقع» ولا يستقيم مع زعمهم أن ليس في القرآن كله إعجاز.

- فصل : في أنه هل يعلم إعجاز القرآن ضرورة؟ يقول: «ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري إلى أن ظهور ذلك عن النبي - كَكِْةٍ - يُعلم ضرورة» وكونه معجزاً يُعلم باستدلال. وهذا المذهب محكي عن المخالفين» والذي نقوله في هذا إن الأعجمي لا يمكنه أن يعلم إعجازه إلا استدلالاً» وكذلك من لم يكن

.)55١( المصدر السابق» ص‎ )١( .)5505( (؟) المصدر السابقء» ص‎

/ا94

ل

بليغاًء فأما البليغ الذي قد أحاط بمذاهب العربية وغرائب الصنعة» فإنه يعلم من نفسه ضرورة عجزه عن الإتيان بمثله»”'" .

5 - فصل : فيما يتعلق به الإعجاز» يقول: إن قال قائل: بينوا لنا ما الذي وقع التحدي إليه؟ أهو الحروف المنظومة؟ أو الكلام القائم بالذات؟ أو غير ذلك؟ قيل: الذي تحداهم به: أن يأتوا بمثل الحروف التي هي نظم القرآن» منظومة كنظمهاء متتابعة كتتابعها » مطردة كاطرادهاء ولم يتحدهم إلى أن يأتوا

زرف بمثل الكلام القديم الذي لا مثل له)”'*.

6 فصل: في وصف وجوه من البلاغة. وهو في هذا الفصل ينقل عن الرمانى دون أن يسميه» فيقول: «ذكر بعض أهل الأدب والكلام» أن البلاغة على عشرة أقسام : الإيجاز. والتشبيه» والاستعارة. والتلاؤم» والفواصل » والتجاضى .:والتصرقةة والتضييق» والمبالقة: ون البنان 7

ويشرع بالتفصيل لهذه الوجوه من خلال القرآن» معتمداً على ما قاله الرماني» فيقول: «فأما الإيجاز» فإنما يحسن مع ترك الإخلال باللفظ والمعنى» فيأتي باللفظ القليل الشامل لأمور كثيرة» وبذلك ينقسم إلى حذف» وقصر: فالحذف: الإسقاط للتخفيف. كقوله: # وَسَحَلٍ الْمَرَيَةَ 4 [يوسف: ؟8]ء»

عه ممح عط 2< و وو

وقوله: # طاعَة و3 لصوو 4 [محمد: ]1١‏ بوجت الكرات كفوله : #وَلَ أن انا سورت يد لجال أ نه رض أو كل د الْمَوٌ * [الرعد: ]”١‏ . كأنه قيل: لكان هذا القرآن. والحذف أبلغ من الذكرء لآن النفس تذهب كل مذهب في القصد من الجواب .

والإيجاز بالقصر كقوله ل لكان الخخاض ره 4 [القرة : 179] . وقوله : سه 1-1 رةه 4 0 ا ييةء

2 53

)١(‏ المصدر السابقء» ص(59594). (2) المصدر السابق» ص (5575).

أي ؤجهر|

0

والإطناب فيه بلاغة» فأما التطويل ففيه عخ)20 .

والباقلاني يكتفي هنا بسرد الأمثلة من دون تحليل» وينقل عبارة الرماني بتصرف» وقد ختم هذا الفصل بما يصح أن يكون وجهاً للإعجاز من هذه الأقسام» فالمبالغة في المعنى» وتضمين المعاني» والفواصل» والتصرف في الاستعارة البديعة» والإيجاز والبسط. كل هذه يمكن أن يلتمس فيها الإعجازء وكل ما لا يضبط حده» ولا يقدر قدره. كالاستعارة والبيان» يتعلق الإعجاز به بخلاف المبالغة في اللفظ» وكل ما يمكن تعلمه» ويستدرك أخذهء كالسجعء والتجنيس والتطبيق» فلا يجب أن يطلب وقوع الإعجاز بها.

وختم حديثه بمناقشة مسألة تعلم البيان» ومناقشة قدر المعجز. وقضية الإعجازء وذكر هنا أنه لا يوجد شاعر أو ناثرء» جميع كلامه عجيب شاردء مخالف لمألوف الطبع» وغير معروف سببه في التفصيل» وإن اتفق وقوع شيء من ذلك في كلامه .

1 - فصل: في حقيقة المعجزء وفيه يذكر انفراد الله بالقدرة على المعجز الدال على صدق النبي. وأنه خارج عن عادة البشرء وينقل الباقلاني عن الأشاعرة أن الله تعالى يقدر على نظم هيئة أخرى تزيد على القرآن في الفصاحة» وينقل عن مخالفيهم أن بعض نظم القرآن يجوز أن يكون قد بلغ الرتبة التي لا مزيد عليهاء ورده على ذلك .

7" - فصل: في كلام النبي -كَةِ - وأمور تتصل بالإعجازء وهنا يبين الباقلاني أن القرآن ليس من نظم النبي» وإن كان قادراً في الفصاحة» على مقدار لا يبلغه سواه من البشر. ودفع ما اعترض به على ذلك ؛ من أن ابن مسعود اشتبه عليه الفصل بين المعوذتين وغيرهما من القرآن» كما اشتبه دعاء القنوت على أبي بن كعبء وبيان أن نحو ذلك إنما هو تخليط ملاحدة.

ثم يتعرض بعد ذلك للاختلاف في أول القرآن نزولاً وآخره» وأنه لا يلزم اختلاف أهل الملة في إعجاز القرآن عدم إعجازه. والرد على أبي هاشم

.)557 2 المصدر السابق» ص(555‎ )١(

44

اهدر

ل

الجبائي في أن إعجاز القرآن إنما تحقق بسبب أن جبريل أنزله. ثم يعرض إلى بيان المذاهب في أن التأليف له نهاية أم لا.

- فصل: (إن قيل: هل من شرط المعجز أن يعلم أنه أتى به من ظهر عليه؟ قيل لابد من ذلكء لأنا إن لم نعلم أن النبي - ظَلِ - » هو الذي أتى بالقرآن» وظهر ذلك من جهته» لم يمكن أن نستدل به على نبوته)""" .

48 فصل : وهو آخر فصول الكتاب» يبحث في بيان أن ما تقدم من الإبانة عن كون القرآن معجزاً كاف ومقنع مع وجازته» وأن الإسهاب في ذلك يكون نوعاً من العى الذي لا فائدة فيه. ويقول في هذا الفصل: «ولولا أن العقول تكيلفه و الأنياء مسابو واليعا زف ناه ل اقمع لين كلا » ولكن الناس يتفاوتون في المعرفة» ولو اتفقوا فيها لم يجز أن يتفقوا في معرفة هذا الفن» أو يجتمعوا في الهداية لهذا العلم» لاتصاله بأسباب خفية» وتعلقه بعلوم غامضة الغورهء بعيدة القعرء كثيرة المذاهبء. قليلة الطلاب» ضعيفة الأصحاب)0" .

٠‏ - بعد ذلك تأتي كلمة ختامية للباقلاني تضمنت وصف القرآن الكريم» وسرد أنواع البلاغة والبديع التي تحققت فيه» ثم وصف الشعرء والفرق بينهما. وقد ختم الباقلاني كتابه بقوله: «فاعلم ما عرفناك في كتابناء وفرغ له قلبك. واجمع عليه لبك» ثم اعتصم بالله يهدك» وتوكل عليه يعنك» واسترشده يرشدك» وهو حسبي ونعم الوكيل)”؟؟.

"١‏ ولا يسعنا هنا إلا أن نذكر رأي الرافعي في جهود الباقلاني» فقد قال عنه: «وجاء القاضي أبو بكر الباقلاني» فوضع كتابه المشهور (إعجاز القران) الذي أجمع المتأخرون بعده على أنه باب في الإعجاز على حدة)”* .

.)598( المصدر السابق. ص‎ )١(

(؟) المصدر السابق» ص(599).

) انظر: إعجاز القرآن» ص ”٠١(‏ 00:"). (5) المصدر السابقء ص (06").

(5) تاريخ آداب العرب» .)١157/5(‏

"> عراس ليله

ويضيف ناقداً لكتاب الباقلانى وتجربته : ١على‏ أن كتاب الباقلانى وإن كان فيه الجيد الكثير» وكان: الرجل قد هذه وصماه وتصتع الف إلا أنه لم يملك فيه بادرة عابها هو من غيره» ولم يتحاش وجهاً من التأليف لم يرضه هو من سواه وخرج كتابه كما قال هو في كتاب الجاحظ : (لم يكشف عما يلتبس في أكثر هذا المعنى). فإن مرجع الإعجاز فيه إلى الكلام» وإلى شيء من المعارضة البيانية بين جنس وجنس من القول» ونوع وآخر من فنونه» وقد حشر إليه أمثلة من كل قبيل من النظم والنثرء ذهبت بأكثره وغمرت جملته» وعدها في محاسنه وهي من عيوبه. وكان الباقلاني - رحمه الله وأثابه ‏ واسع الحيلة في العبارة» تتسواظط اللسان إلى مدى بعيد» يذهب فى ذلك مذهب الجاحظ. ومذهب مقلده ابن

العميد. على بصر وتمكن وحسن تصرف”22.

ولا يلبث الرافعى أن يعود للثناء على هذا الكتاب» فيقول: «على أن كتابه قد استيد بهذا الفرع من التصنيف في الإعجاز» واحتمل المؤنة فيه بجملتها من الكلام والعربية والبيان والنقد» ووفى بكثير مما قصد إليه من أمهات المسائل والأصول التي أوقع الكلام عليهاء حتى عدوه الكتاب وحدهء لا يشرك معه العلماء كتاباً آخر في خطره ومنزلته» وبعد غوره» وإحكام ترتيبه» وقوة حجته» وبسط عبارته» وتوثيق سرده» فانظر ما عسى أن يكون غيره مما سبقه أو تلهم)0” ,

وكأن نقد الرافعي للباقلاني كان لينوه بشكل غير مباشر بما سيضيفه هو في هذا الميدان» فقد قال عقب ذلك : «وبالجملة فقد وضع ما لم يكن يمكن أن يوضع أوفى منه في عصره» بيد أن القرآن كتاب كل عصرء وله في كل دهر دليل من الدهر على الإعجازء ونحن قد قلنا في غير الجهات التي كتب فيها من قبلناء وسيقول من بعدنا فيما يفتح الله به» إن ذلك على الله يسير)”" .

.)١168"-1١65؟/57( المرجع السابق»‎ )١( .)١67 /5( المرجع السابق»‎ (000 .)١65/5؟( المرجع السابق»‎ )9(

فهر

0

وهذا القول الذي ذكره فيه إنصاف للباقلاني» الذي يعد بحق المؤسس الثاني لعلم الإعجاز بعد الجاحظ» وواضع قواعده وأسسهء رحمه الله تعالى! وأجزل مثوبته في الآخرة! .

*" - ويقول الدكتور عبد العزيز عرفة ملخصاً جهود الباقلاني: «رفض بقوة أن تستقل ألوان البديع أو الوجوه البلاغية بالكشف عن وجه الإعجاز البياني» ورأى أن وجه إعجاز القرآن الكريم في نظمه؛ ولكنه فسره بمعنى الطريقة» وقد حاول جاهداً أن ينقل البحوث النقدية من النظرة الموضوعية الجزئية إلى النظرة الكلية الشاملة الواسعة)(' .

لا لالا

) قضية الإعجاز القرآنى وأثرها في تدوين البلاغة العربية» ص(801)» عالم الكتب» بيروت» الطبعة الأولى» 6ه/ 54868ام.

65

بلتكهز

عزاسل يراليه

الميحث الثالث مدرسة الشيخ عبد القاهر المؤسس الثاني للبلاغة

يعد الإمام الشيخ عبد القاهر الجرجاني''' علماً من أعلام الدراسات البلاغية والنحوية والقرآنية بلا منازع» وهو المؤسس الفعلي لعلمي المعاني والبيان» أحاط بمدرسة الجاحظ وتراثه العلمى» واستفاد من تراث العلماء قبله» واستوعبه وهذبه وأضاف عليه» وفي تابالق نبرز أهم ما عمله في ميدان البلاغة والإعجاز.

ع

أولاً: ألف الجرجاني كتابه (دلائل الإعجاز) والذي تشتمل غالبية محتوياته على ما سمي فيما بعد علم المعاني» فقد تناول فيه موضوعات شتى» منها ما يأتي :

بيان فضل العلم» علم الكلام وما لحقه من الضيمء فصل في الكلام على من زهد في رواية الشعر وحفظه. الدفاع عن الشعرء تفنيد كلام من زهد في النحو

والبلاغة» والنظم» وقاعدة التشبيه والتمثيل». وفصل فى الكناية والاستعارة والتمثيل» والقول في النظم وتفسيره.

وتحدث عن التقديم والتأخيرء والاستفهام, والحذف» وفروق فى الخبر» ديق هو عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني» أبو بكرء واضع أصول البلاغة»

من أئمة اللغة» من أهل جرجان. له شعر رقيق. توفي ١ه‏ - 1١78‏ م. انظر الأعلام» (غ:/58 -4ة:).

١

0 أبك همل 7 غزس ليزال

عزاس لجلالوه

والتعريف والتنكير» وعقد فصلاً لكلمة (الذي)» وتحدث عن جملة الحال» والفصل والوصل .

عقد بعد ذلك فصولاً شتى في أمر اللفظ والنظم» فيها شحذ للبصيرة» رربادة امعدعم حي[ ين التريرة نج تعدكا عن المجاز الجكدي روي در من كنول البللاغة :

ثم عقد فصلا في تفسير قوله تعالى : ا إِنَّفَ ذَلِكَ إَِِكَرَئ لِمَن كن لمكن # [ق: 177 وخطأ من فسر قوله: (قلب) أي عقل». وخطأ بعض من يتعاطى انين

ثم تحدث عن الكناية» وإن ومواقعهاء والقصر والاختصاصء ثم عاد للحديث عن النظم» واللفظ والمعنى .

تحدث بعد ذلك عن تحرير القول فى إعجاز القرآن» وفى الفصاحة والتلاعة ودك عن بطلان أن كوت الفصاحة فيه الفط دن عن هر لله ثم تحدث عن آفة وشبهة في مسألة التعبير عن المعنى بلفظين» أحدهما فصيح والآخر غير فصيح. وهذه شبهة للمعتزلة ورد هذه الشبهة .

ثم عقد فصلاً فيه تقرير يصلح أن يعقد للمناظرة» وناقش الاحتذاء والابتداء والنسق في إعجاز القرآن. وسهولة اللفظ وخفته في شأن إعجاز القرآن. ثم تأتي خاتمة الكتاب227

وعن سبب تأليف كتاب الدلائل يقول الشيخ عبد القاهر: «ثم إن التوق إلى أن تقر الأمور قرارهاء وتوضع الأشياء مواضعهاء والنزاع إلى يبان ما يشكل» وحل ما ينعقد. والكشف عما يخفى» وتلخيص الصفة حتى يزداد السامع ثقة بالحجة» واستظهاراً على الشبهة. واستبانة للدليل» شيء في سوس العقلء» وطباع النفس إذا كانت نفساً. ولم أزل منذ خدمت العلم أنظر فيما قاله العلماء في معنى الفصاحة والبلاغة» والبيان والبراعة» وفي بيان المغزى من هذه

دلق انظر: كتاب دلائل الإعجاز» تحقيق محمود محمد شاكر» ص (/51 0 2.)181 مكسة الخانجى» القاهرة.

6

َس

العبارات» وتفسير المراد بهاء فأجد ذلك كالرمز والإيماء» والإشارة فى خفاء» وكما يُفتح لك الطريق إلى المطلوب لتسلكه» وتُوضع لك القاعدة لتبني عليهاء ووجدت المعول على أن هاهنا نظماً وترتيباً» وتأليفاً وتركيباًء وصياغة عسوي أ ونسجا وتتحييرا وأن سبيل هذه المعاني في الكلام الذي هي مجاز فيه » سبيلها في الأشياء التي هي حقيقة فيهاء وأنه كما يفضلٌ هناك النظمٌ النظمّ» والتأليفٌ التأليفت» والنسجٌ النسجح. والعناف الفيافاء ثم يعظم الفضل وتكثر المزية» حتى يفوق الشىء نظيره » والمجانسنَّ له درجات كثيرة» وحتى تتفاوت القيمُ التفاوتَ الشديدَ. كذلك يفضلٌ بعض الكلام بعضاًء ويتقدم منه الشيءٌ الشيءَ» ثم يزداد فضله ذلك ويترقى منزلة فوق منزلة» ويعلو مرقباً بعد مرقب» ويُستأنف له غاية بعد غاية» حتى ينتهي إلى حيث تنقطع الأطماع» وتحسر الظنون» وتسقط القوى» وتستوي الأقدام في العجر)”'" .

وواضح من قول الشيخ عبد القاهر أنه كان يحس بضرورة وضع نظرية النظم من خلال هذا الكتاب في أطر منهجية محددةء حيث إن التفاوت في أقدار الكلام إنما يقع من خلال النظم» حتى يصل إلى درجة الإعجاز. وقد كانت كتابات من قبله موجزة في هذا الباب. فأراد أن يحلل ويرتب ويجمع أشتات هذا العلم» وأن يعطي للمصطلحات البلاغية والعبارات النقدية دلالة علمية ملموسة». فتجرد لهذا الأمرء فكان بحق هو الواضع الفعلي لقواعد علمي

انا : وفي كتابه (أسرار البلاغة) تحدث في غالبية محتوياته على ما سمي فيما وم البيان» وقد ا ما با اللفظ 0 واي والتمثيل والاستعارة» والاستعارة غير المفيدة 0 المفيدة» ثم ذكر ضروباً من الاستعارة» ثم تحدث عن حقيقة التشبيه والتمثيل» والشبه العقلي

070 - كثات دلائل الإعجازء تحقيق محمود محمد شاكرء ص(1”‎ ٠)1(

١6.6

5 ؤجهمرز|

ل

المنتزع من عدة أمورء وأسباب تأت ثير التمثيل في النفس » والفرق بين التمثيل الغامض والتعقيد المحوج إلى الفكرة» وسبب غرابة التشبيه» والتشبيه المتعدد والفرق بينه وبين ن المركب» وعكس التشبيه» والفرق بين الاستعارة والتمثيل» وانقسام المعاني إلى قسمين عقلي وتخييلي. » وأنواع من ادعاء الحقيقة في المجاز. وإسقاط ذكر المشبه في الاستعارة. والتجريدء والأخذ والسرقةء وحد الحقيقة في المفرد. وحد المجاز في المفرد. وحد الجملة في الحقيقة والمجاز» والإثبات والنفي» وحد المجاز العقلي» والمجاز العقلي في القرآن» والتفريط في تأويل القرآن. واللفظ المشترك والمنقول. والفرق بين المجاز والاستعارة» وانقسام المجاز إلى لغوي وعقلي» والحذف أهو مجاز أم لا وغير ذلك(" ,

وأما منهجه في البحث فقد ذكره في قوله: : «واعلم أن الذي يوجبه ظاهر الأمرء وما يسبق إلى الفكر أن يبدأ بجملة من القول في الحقيقة والممجازء ويتبع ذلك القول في التشبيه والتمثيل» » ثم ينسق ذكر الاستعارة عليهماء ويؤتى بها في أثرهماء وذلك أن المجاز ز أعم من الاستعارة» والواجب في قضايا المراتب أن يبدأ بالعام قبل الخاص» والتشبيه كالأصل في الاستعارة» وهي شبيه بالفرع له أو صورة مقتضبة من صورهء إلا أن هاهنا أموراً اقتضت أن تقع البداية بالاستعارة. وبيان صدر منهاء والتنبيه على طريق الانقسام فيهاء حتى إذا عرف بعض ما يكشف عن حالهاء ويقف على سعة مجالهاء عطف عنان الشرح إلى الفصلين الاخرين» فوفي حقوقهماء وبين فروقهماء ثم ينصرف إلى استقصاء الكلام في الاستعارة»”" .

وهو من خلال هذا المنهج جمع «فيه لأول مرة مباحث علم البيان بعضها إلى بعض » ورتبها من حيث الكلام عنها ترتيباً منطقياً منظماًء ا در الخاص » وبالأصل يتلوه الفرع. مع العناية بتوضيح ما بين التشبيه والتمثيل من

)١(‏ انظر: أسرار البلاغة» تحقيق ه. ريترء ص 1١(‏ -١0١)ء‏ دار المسيرة» بيروت» الطبعة الثالثة» اهم كقكام.

(0) أسرار البلاغة» تحقيق ه. ريتره ص (58). 1١5‏

1 هم

ل

فروق» وباستقصاء القول في الاستعارة»!" .

ثالثاً: وفي (الرسالة الشافية) وموضوعها في إعجاز القرآن تحدث عن مجمل القول في إعجاز القرآن» وأن الأصل والقدوة في إعجاز القرآن هم العرب» ومن عداهم تبع لهم والمتأخرون من الخطباء والبلغاء بعد زمن النبي - يَيِةِ- » وقول خالد بن صفوان والجاحظ أنهما لا يجاريان العرب الأول ولكن يحاكيانهم .

ثم تحدث عن دلائل أحوال العرب وأقوالهم حين نزل القرآن عليهم. ودلائل الأحوال الدالة على عجزهم حين تحدوا بالقرآن» والاحتجاج لدلالة هذه الأقوال والفعال على إعجاز القرآن.

ثم عقد فصلاً في شبهة من قال : (جرت العادة بأن يبقى في الزمان من يفوت أهله حتى يسلموا له» وحتى لا يطمع أحد في مداناته). والدليل على بطلان ذلك.

ثم تحدث عن أي الشعراء أشعر» وتقديم الشعراء وتفضيلهم على أي وجه يكون» وتحدث عن أن الشرط فيما ينقض العادة أن يعم الأزمان كلهاء وناقش قول الملحدة أنه كان في المتأخرين من البلغاء من استطاع معارضة القرآن» فترك ذلك خوفاً.

ثم ذكر فصلا في فن آخر من السؤال» وهو: من عادات الناس أن الواحد تواتيه العبارة في معنى» وتمتنع عليه في آخرء والقول في من غلب على معنى؛ فلم يبق لغيره مرام فيه. وذكر ما جاء على هذا الوجه من الكلام المنثورء وإبطال الحجج بمثل ذلك في إعجاز القرآن» وتفصيل القول في معنى التحدي .

وتحدث عن الصرفة» وفسادهاء وعقد فصلاً فى قول من قال: إنه يجوز أن يقدر الواحد من الناس بعد مضي وقت التحدي» على أذ يأتي يما يشبه القرآن؛ وهو قول أصحاب الصرفة.

000 علم البيان» د. عبد العزيز عتيق» ص (50).

١١ /ا‎

”0 غزإس ل الي

0 أبك همل

وختم الرسالة بالحديث عن أن تمييز الكلام بعضه من بعض لا تستطيع أن تفهمه فد اقلت سر لت 1

يبقى أن نشير إلى أن الشيخ عبد القاهر لم تقتصر جهوده في الإعجاز على ما سبق. فقد كتب شرحين على كتاب إعجاز القرآن للواسطى (705 ه) . الأول كبير» والثانى أصغر منه. وهما مفقودان» وستأتى الإشارة إليهما لاحقاً.

رابعاً: استطاع عبد القاهر أن يحلل معنى النظم الذي كان شائعاً قبله» وأن يقولبه في نظرية النظم التي ابتدعها وأجاد في عرضها وتحليلهاء وتدور حول ترتيب الكلام. فقد قال الشيخ عبد القاهر في هذا الصدد: «واعلم أنك إذا رجعت إلى نفسك علمت علماً لا يعترضه الشك. أن لا نظم في الكلم ولا ترتيب» حتى يعلق بعضها ببعض» ويبنى بعضها على بعض» وتُجعل هذه بسبب من تلك» هذا ما لا يجهله عاقل. ولا يخفى على أحد من الناس)”" .

ويحلل في موضع آخر فكرة النظم. ضارباً أمثلة تتعلق بالجملة الخبرية» وأخرى بالجملة الشرطية» وأخرى بالحال» ويتحدث عن الحروف التي تشترك في معنى » ويعالج مسائل شتى تتعلق بالموضوعء يقول: «اعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحوء وتعمل على قوانينه وأصوله. وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنهاء وتحفظ رسومه التي رسمتء فلا تخل بشيء منها. وذلك أنا لا نعلم شيئاً يبتغيه الناظم بنظمه غير أن ينظر في وجوه كل باب وفروقه» فينظر في الخبر على الوجوه التي تراها في قولك: زيد منطلق. وزيد ينطلق» وينطلق زيدء ومنطلق زيدء وزيد المنطلق» والمنطلق زيد» وزيد هو المنطلق» وزيد هو منطلق.

وفي الشرط والجزاء إلى الوجوه التي تراها في قولك: إن تخرج أخرج»

)1١('‏ انظر: الرسالة الشافية» مطبوعة مع كتاب دلائل الإعجازء تحقيق محمود محمد شاكرء ْ ص (*587 -3584). زفق كتاب دلائل الإعجازء تحقيق محمود محمد شاكر. ص (66).

١8

له

غزاسلبرالو

وإن خرجت خرجتء. وإن تخرج فأنا خارج» وأنا خارج إن خرجت. وأنا إن خرجت خارج.

وفي الحال إلى الوجوه التي تراها في قولك: جاءني زيد مسرعاً»ء وجاءني يسرع. وجاءني وهو مسرع» أو هو يسرع. وجاءني قد أسرع » وجاءني وقد أسرع .

فيعرف لكل من ذلك موضعه» ويجيء به حيث ينبغي له.

وينظر في الحروف التي تشترك في معنى» ثم ينفرد كل واحد منها بخصوصية في ذلك المعنى» فيضع كلاً من ذلك في خاص معناه» نحو أن يجىء ب: (ما) فى نفى الحال» ب: (لا) إذا أراد نفى الاستقبال» و ب: (إن) فيما مرحعهو ماكر أن لاكوفه ريه (إذا) فيما علم أنه كائن .

وينظر في الجمل التي تسردء فيعرف موقع الفصل فيها من موضع الوصل» ثم يعرف فيما حقه الوصل موضع (الواو) من موضع (الفاء)» وموضع (الفاء) من موضع (ثم)» وموضع (أو) من موضع (أم)» وموضع (لكن) من موضع (بل).

ويتصرف في التعريف والتنكير» والتقديم والتأخير» في الكلام كله. وفي الحذف والتكرارء والإضمار والإظهارء فيصيب بكل من ذلك مكانهء ويستعمله على الصحة وعلى ما ينبغي له.

هذا هو السبيل؛ فلستّ بواجد شيئاً» يرجع صوابه إن كان صواباًء وخطؤه إن كان خطأ إلى النظم. ويدخل تحت هذا الاسم» إلا وهو معنى من معاني النحو قد أصيب به موضعه» ووضع في حقه» أو عومل بخلاف هذه المعاملة» فأزيل عن موضعه. واستعمل فى غير ما ينبغى له. فلا ترى كلاماً قد وصف بصحة النظم أو اناده و وو ضيف بمزية وفضل فيه» إلا وأنت تجد مرجع تلك الصحة وذلك الفسادء وتلك المزية وذلك الفضل» إلى معانى النحو وأحكامه. ووجدته يدخل في أصل من أصوله» ويتصل بباب من براي 1 .

.)47 .م8١( المصدر السابق ص‎ )١(

يل

اهدر

ل

خامساً: يسوق عبد القاهر عدداً من الأمثلة لتقرير فكرة النظم وإثبات الإعجاز من خلاله» من ذلك ما يقوله عند آية تذكر سفينة نوح عليه السلام والطوفان: «وهل تشك إذا فكرت في قوله تعالى : # وَقِيِلَ يَتأَرَضُ أبْليى مك وَتنسَمَك أقلِى وَييصَ ْمَل وَْينىَ لامر وَأسْمَوَتْعَلَ لوي وَقْلَ بدا مور الطدِيَ4 [هود: 54] . فتجلى لك منها الإعجاز» وبهرك الذي ترى و تسمع» أنك لم تجد ما وجدت من المزية الظاهرة» والفضيلة القاهرة» إلا لأمر يرجع إلى ارتباط هذه الكلم بعضها ببعض» وأن لم يعرض لها الحسن والشرف إلا من حيث لاقت الأولى بالثانية» والثالئة بالرابعة» وهكذاء إلى أن تستقريها إلى آخرهاء وأن الفضل تَناتَجَّ ما بينهاء وحصل من مجموعها.

إن شككتء فتأمل: هل ترى لفظة منها بحيث لو أخذت من بين أخواتها وأفردت» لأدت من الفصاحة ما تؤديه وهي في مكانها من الآية؟ قل: (ابلعي) واعتبرها وعدي ون ان قن برها فلي و لفاك وكذلك فاعتبر سائر مايليها.

وكيف بالشك في ذلك» ومعلوم أن مبدأ العظمة في أن نوديت الأرض» ثم أمرت» ثم في أن كان النداء (بيا) دون (أي)» نحوديا أيتها الأرض)» ثم إضافة «الماء) إلى (الكاف) دون أن يقال (ابلعي الماء)» ثم أن أتبع نداء اللأرض وأمرها بما هو من شأنهاء نداءَ السماء وأمرها كذلك بما يخصهاء ثم أن قيل: و(وغيض الماء) فجاء على صيغة (فُعِلَ) الدالة على أنه لم يغض إلا بأمر آمر وقدرة قادرء ثم تأكيد ذلك و تقريره بقوله تعالى قضي الأمر)» ثم ذكر ما هو فائدة هذه الأمورء وهو (استوت على الجودي)» ثم إضمار(السفينة) قبل الذكرء كما هو شرط الفخامة والدلالة على عظم الشأن. ثم مقابلة (قيل) في الخاتمة (بقيل) فى الفاتحة أفترى لشىء من هذه الخصائص التى تملؤك بالإعجاز.روعة» 00 عند لطورقاامية تحيط بالنفس من أقطارهاء تعلقاً باللفظ من حيث هو صوت مسموع وحروف تتوالى في النطق أم كل ذلك لما بين معاني الألفاظ من الاتساق العجيب؟ .

فقد اتضح إذاً اتضاحاً لا يدع للشك مجالاً» أن الألفاظ لا تتفاضل من حيث

1١٠

له

غزاسلبرالو

هي ألفاظ مجردة» ولا من حيث هي كلم مفردة. وآن الفضيلة وخلافهاء في ملاءمة معنى اللفظة لمعنى التي تليهاء وما أشبه ذلك.» مما لا تعلق له بصريح اللنظ)20" ,

سادساً: ومع قدرة عبد القاهر على التنظير والتقعيد لمباحث علمي المعاني والبيان» فقد امتلك أسلوباً رائعاً في التحليل البلاغي الممتع» من ذلك تحليله الرائع لأبيات أبي نواس في صفة البازي» حيث يوردها ويعقب عليهاء يقول: «ومما حقه أن يكون على فرط الاستقصاء في التشبيه» وفضل العناية بتأكيذ ما بدئ به قول أبي نواس في صفة البازي : ك اد عينيه إذا ما أثأرا فصان قيضاً من عقيق أحمرا في هامةٍ علياءً تهدي منسرا كعطفةالجيم بكفٌ أعسرا

أراد أن يشبه المنقار بالجيم» والجيم خطانء» الأول الذي هو مبدؤه وهو الأعلى» والثاني وهو الذي يذهب إلى اليسارء وإذا لم توصل فلها تعريقٌ كما لايخفى. والمنقار إنما يُشبه الخطّ الأعلى فقطء فلما كان كذلك قال: (كعطفة الجيم)» ولم يقل (كالجيم)» ثم إنه دقق بأن جعلها بكف أعسرء لأن جيم الأعسر قالوا أشبه بالمنقار من جيم الأيمن» ثم أراد أن يؤكد أن الشبه مقصور على الخط الأعلى من شكل الجيم» فقال: يقول من فيها بعقلٍ فكرا لوزادهاعيناً إلى فاه ورا

فاتصلت بالجيم كانت جعفرا

فأراك عياناً أنه عمد في التشبيه إلى الخط الأول من الجيم دون تعريقهاء ودون الخط الأسفل» أما أمر التعريق وإخراجه من التشبيه فواضح. لأن الوصل يُسقط التعريق أصلاًء وأما الخط الثاني فهو وإن كان لابد منه مع الوصلء» فإنه إذا قال: (لو زادها عيناً إلى فاء ورا) ثم قال: (فاتصلت بالجيم) فقد بين أن هذا الخط الثاني خارج أيضاً من قصده في التشبيه» من حيث كانت زيادةٌ هذه الحروف ووصلها هي السبب في حدوثهء وينبغي أن يكون قوله (بالجيم) يعني

.)55- 15( كتاب دلائل الإعجازء تحقيق محمود محمد شاكرء ص‎ )١(

١1١

ل

بالعطفة المذكورة من الجيم» ولأجل هذه الدقة قال: (يقول من فيها بعقل دك هيك لما آزاد آنا كر ل» وتيةعلنى أن بالعسية عه إلى فصيل فك وأن يكون فكره فكرة من يراجع عقله. ويستعينه على تمام البيان)”" .

سابعاً: وهذه جملة من الأمور التي تناولها الشيخ عبد القاهر في كتبه:

١‏ - أعطى عبد القاهر كثيراً من المصطلحات تعريفات محددة. وميز بينها وبين المصطلحات الأخرى في البلاغة» وبين الصلة بين تلك المصطلحات» من ذلك حديثه عن صلة الاستعارة بالتشبيه» حيث قال: «أما الاستعارة فى ضرب من التشبيه» ونمط من التمثيل» والتشبيه قياس » والقياس يجري فيما تعيه القلوب. وتدركه العقول». وتُستفتى فيه الأفهام والأذهان» لا الأسماع والآذان)2 .

؟ - فرق عبد القاهر بين التشبيه والتمثيل» فقال: «.. فاعلم التشبيه عام والتمثيل أخص منه. فكل تمثيل تشبيه» وليس كل تشبيه تمثيلاً» فأنت تقول في قول قيس بن الخطيم : وقد لاح في الصبح الثريا لمن يرى كعنقود مُلاحيةٍ حين نوّرا

إنه تشبيه حسن » ولا تقول هو تمثيل)0" .

”‏ تحدث الشيخ عبد القاهر عن بلاغة المجاز والكناية» فقال: «قد أجمع الجميع على أن الكناية أبلغ من الإفصاح» وأن التعريض أوقع من التصريح» وأن للاستعارة مزية وفضلاً. وأن المجاز أبداً أبلغ من الحقيقة)170 .

5 - تحدث عن تفصيل التشبيه» فقال: «إنك متى زدت فى التشبيه على مراعاة وصفب واحدٍء أو جهةٍ واحدة» فقد دخلت فى التفصيل والتركيب»

.)154 - ١57( كتاب أسرار البلاغة.» ص‎ )١(

(؟) كتاب أسرار البلاغةء» ص .)5١(‏

(5) كتاب أسرار البلاغةء ص 84(‏ 88).

(؟:) كتاب دلائل الإعجازء تحقيق محمود محمد شاكرء ص .)70١(‏

١1١1

له

غزاسلبرالو

وفتحت باب التفاصيل» ثم تختلف المنازل في الفضل» بحسب الصورة في استنفادك قوة الاستقصاءء أو رضاك بالعفو دون الجهد)7' .

وكفى بتفصيل التشبيه مزية إثارته للفكر وهو النفحة الإلهية المقدسة» التي يتفاضل فيها الناس» وتتبين مهارتهم وفروقهم الفردية» وأما التشبيهات المجملة فتستوي فيها أفهام الناس» ويؤيد ذلك ما قاله الشيخ عبد القاهر في هذا الصدد: (إنا نعلم أن الجملة أبداً أسبق إلى النفوس من التفصيل» وإنك تجد الرؤية نفسها لا تصل بالبديهة إلى التفصيل» ولكنك ترى بالنظر الأول الوصف على الجملة» ثم ترى بالتفصيل عند إعادة النظر. . . وبإدراك التفصيل يقع التفاضل بين راءِ وراءء وسامع وسامع. وهكذاء فأما الجمل فتستوي فيها الأقدام. ثم تعلم أنك في إدراك تفصيل ما تراه وتسمعه أو تذوقه» كمن ينتقي الشىء من بين جملة؛ وكمن يميز الشىء مما قد اختلط به فإنك حين لا يهمّك الففسييل: "مرا عون لكر اللو قا بو رقا جو اذا اع بحة ال با ا ون الماهد وكا ستعرى مجرافاء امما يتاه الحامة »فالا :فى القلت كذتك: تجد الجمل أبداً همي الى سيف إلى الأوهام» وتقع في الخاطر ول + وتجد التفاصيل مغمورة فيما بينهاء وتراها لا تحضر إلا بعد إعمال للرويّة» واستعانةٍ بالتذكر» ويتفاوت الحال فى الحاجة إلى الفكر بحسب مكان الوصف. ومرتبته م نجل التعطالة وبيله لض »كلب فرغل فى التتسياب: كاذف اجاج إلى التوقف والتذكّر أكثر» والفقدُ إلى التأمل والتمهل أشد)»” .

© - ناقش الشيخ عبد القاهر ‏ رحمه الله قضية البيان والوضوح في الكلام» وما يثار حولها خير مناقشة» فكان مما قال: ١‏ فإنما أرادوا بقولهم: (ما كان معناه إلى قلبك أسبق من لفظه إلى سمعك) أن يجتهد المتكلم في ترتيب اللفظء وتهذيبه وصيانته من كل ما أخل بالدلالة» وعاق دون الإبانة» ولم يريدوا أن خير الكلام ما كان عُفْلاًء مثل ما يتراجعه الصبيان» ويتكلم به العامة في السوق!» هذا وليس إذا كان الكلام في غاية البيان» وعلى أبلغ ما يكون من

.)١55( كتاب أسرار البلاغة» ص‎ )١( .)١47(ص كتاب أسرار البلاغة»‎ )0(

١1

ل

الوضوحء أغناك ذاك عن الفكرة إذا كان المعنى لطيفاًء فإن المعاني الشريفة اللطيفة لا بد فيها من بناء ثانٍ على أول» ورد تال إلى سابق)7" .

ثامناً: تحدث عن الإعجازء وأقر بعجز العرب أمام تحدي القرآن لهمء فقال: « وهذه جمل من القول في بيان عجز العرب حين تُحدوا إلى معارضة القرآن» وإذعانهم وعلمهم أن الذي سمعوه فائت للقوى البشرية» ومتجاوز للذي يتسع له ذرع المخلوقين» وفيما يتصل بذلك مما له اختصاص بعلم أحوال الشعراء والبلغاء ومراتبهم. وبعلم الأدب جملةء قد تحريت فيها الإيضاح والتبيين» وحذوت الكلام حذواء هو بعرف علماء العربية أشبه» وفي طريقهم أذهب, وإلى الأفهام جملة أقرب)”"' .

وعمدة الإعجاز عنده يقوم على أدوات البيانء يقول الدكتور عبد العزيز عتيق : « وعبد القاهر ينظر إلى المجاز والاستعارة والتشبيه والكناية على أنها عمد الإعجاز وأركانه. والأقطاب التي تدور البلاغة عليهاء وعنها يقول: ولم يتعاط أحد من الناس القول في الإعجاز إلا ذكرهاء وجعلها العمد والأركان فيما يوجب الفضل والمزية» وخصوصاً الاستعارة والمجازء فإنك تراهم يجعلونها عنوان ما يذكرون» وأول ما يوردون»””)

تاسعاً : لم يضع عبد القاهر نظرية لعلم البديع» ويبدو أنه كان منشغلاً بقطبي النظم عما سواهماء وهما: علم المعاني وعلم البيان» يقول الدكتور عبد العزيز عتيق : «والمتصفح لكتابيه السابقين: الدلائل والأسرار يرى أنه لم يحاول فيهما وضع نظرية في علم البديع» كما فعل بالنسبة لعلمي المعاني والبيان» ولو أنه فعل لأعفى أصحاب البديع من توزع مباحثهم فيه توزعاً حال بينها وبين أن تصير علماً واضح المعالم والمباحث كالمعاني والبيان. ومع ذلك فقد تكلم في أسرار البلاغة عن ألوان من البديع هي : الجناس» والسجع» وحسن التعليل» مع الإشارة أحياناً إلى الطباق والمبالغة» وحديثه عن هذه المحسنات ليس

.)١1779- ١١5( المصدر السابقء» ص‎ )١( انظر: الرسالة الشافية» مطبوعة مع كتاب دلائل الإعجازء ص(07/0).‎ )0( .)55( علم البيانء ص‎ ١1

َس

0 بديعية بقدر ما هو لأغراض بيانية»7" .

را : يلخص الدكتور شوقي ضيف جهود عبد القاهر بقوله : «ولا يلبث عيد 5 الجرجاني أن يُذْكي جذوة المباحث البلاغية ويدفعها إلى التوهج بما وضع فيها من كتابيه : (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة)» ومضى في الكتاب الأول يفسر إعجاز القرآن البلاغي مهتدياً بفكرة عبد الجبار التى مرت بناء والتى تذهب إلى أن هذا الإعجاز يُرد إلى فصاحة الكلام؛ ولكن لا بمعنى حسن اللفظ والمعنى وما يتصل بذلك من الصور البيانية» وإنما بمعنى الأداء والنسب النحوية للكلام» وأحس بفطنته أن كلمة الفصاحة لا تدل دلالة دقيقة على هذا المعنى» فاختار بدلاً منها كلمة النظم التي كانت تشيع في بيئة الأشعرية» والتي بنى عليها الباقلاني كلامه في كتابه إعجاز القران . واسترسل يشرح هذا النظم وما يحوي من المعاني الإضافية الناشئة من تعلق الكلمات في العبارة» والعبارات بعضها ببعض » وصوغها حسب مجراها في النفس » بحيث تصبح لها كيفياتها الخاصة من التقديم والتأخير» والتعريف والتنكيرء والذكر والحذف, والإظهار والإضمارء والفصل والوصلء والتأكيد والقصرء ومضى يصور ذلك تصويراً رائعاً محلاكٌ لتلك المعاني الإضافية في الأسلوب والأداءء بحيث يعد مؤسس علم المعاني في العربية غير منازع ولا مدافع. وعرض في هذا الكتاب عرضاً مجمالً للصور البيانية» مكتشفاً لما سماه المجاز الحكمي أو العقلى» كما عرض للسرقات الشعرية نائراً كثيراً من الآراء الطريفة واللفتات البارعة» ثم يرى أن يكشف عن دقائق الصور البيانية فيؤلف فيها كتابه: (أسرار البلاغة) » وفيه يتجلى حسه الدقيق المرهف ودقته العقلية إلى أبعد حدود الدقة فى : تبين الفوارق بين هذه السرل ودلا انه لفيا ٠.‏ :اوبذك كلوتيضيع عبلة تاشر حلم لان سا اير قبل علم المعاني» وهما يُشفعان عنده بتحليلات نفسية وعقلية رائعة»”" . أحد عشر: يشيد سيد قطب بتجربة عبد القاهر البلاغية الفنية النقدية» وإن كانت لا تخلو من مأخذ حسب رأيه» يقول: «ومع أننا نختلف مع عبد القاهر في

200 علم البديع » د. عبد العزيز عتيق» ص (55). (0) البلاغة تطور وتاريخ. ص (38075- 39/97) .

١16

1 ينهم|

ل

كثير مما تحويه نظريته هذهء بسبب إغفاله التام لقيمة اللفظة الصوتية مفرداً ومجتمعاً مع غيره» وهو ما عبرنا عنه بالإيقاع الموسيقي» كما يغفل الظلال الخيالية في أحيان كثيرة» ولها عندنا قيمة كبرى في العمل الفني» مع هذا فإننا نعجب باستطاعته أن يقرر نظرية مهمة كهذه ‏ عليها الطابع العلمي ‏ دون أن يخل بنفاذ حسه الفني» في كثير من مواضع الكتاب . وأما كتابه (أسرار البلاغة) » فقد اتجه همه فيه على إقامة القواعد البلاغية على أسس نفسية» مع أنه لم يخل من آثار المنهج الفني» لذلك فسنتحدث عنه عند الكلام على المنهج النفسي)”" .

اثنا عشر: يقول الدكتور طه حسين عن تأثر عبد القاهر بالفلسفة وقيمة ما أسهم به في إقامة صرح البيان: «صنف عبد القاهر كتابين يعتبران بحق أنفس ما كتب فى البيان العربى» هما: (أسرار البلاغة) و (دلائل الإعجاز) . فعندما هرا أرلهما كاد حرم بأ المؤلف قرا التضل الذي عقدهءنابن ,سينا اللشارة) وأنه فكر فيه كثيراًء وحاول أن يدرسه دراسة نقد وتمحيص. .. ولا يسع من يقرأ (دلائل الإعجاز) إلا أن يعترف بما أنفق عبد القاهر» أنفق جهداً صادقاًء خصباًء في التأليف بين قواعد النحو العربي» وبين آراء أرسطو العامة في الجملة والأسلوب» والفصول. وقد وفق عبد القاهر فيما حاول توفيقاً يدعو إلى الإعجاب . وإذا كان الجاحظ هو واضع أساس البيان العربي حقاًء فعبد القاهر هو الذي رفع قواعده وأحكم بناءه)”" .

وهنالك من ينكر تأثر عبد القاهر بأرسطوء والإنسان ابن بيئته»ء وقد وصل تأثير الفلسفة في العصر العباسي إلى شتى العلوم العربية والدينية والإنسانية» وماذا على عبد القاهر لو تأثر به أو بغيره؟ طالما أنه لم يقف عند حدود التأثرء بل تجاوز ذلك إلى حد التأليف والإبداع؟ .

لا لالا

)١(‏ النقد الأدبى أصوله ومناهجه.ء ص .)١55(‏ دار الشروق» القاهرة. الطبعة الثامنة» 4 هم 1008م

(0؟) كتاب نقد النثر [تمهيد فى البيان العربى لطه حسين]ء ص »)7"٠ 79(‏ المكتبة العلمية» بيروت٠٠1١ه/‏ م ١‏

١15

اله

غزاسلبرالو

المبحث الرابع مدرسة التطبيق في البلاغة والإعجاز: الزمخشري

يعد الإمام جار الله الزمخشري /اه ه2200 أحد أبرز أعلام التفسيرء ويعد تفسيره (الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل» وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) من أهم التفاسير للقرآن الكريم»ء ويمكن إبراز أهميته في الأمور الآتية: أولاً: لاقى هذا التفسير رواجاً في عصره وما تلاه من عصور:

فهو أكثر التفاسير عناية بالبلاغة القرآنية» وهو أول من حاول تطبيق نظرية النظم للشيخ عبد القاهر الجرجاني من خلال تفسيره للقرآن الكريم . ثانياً: يمكن تحديد أهم المعالم المنهجية لهذا التفسير بأمرين اثنين :

١‏ عنايته بالبلاغة القرآنية ومبحث إعجاز القرآن» وهذا هو الذي رفع تفسير الكشاف إلى سماء المجل.

؟ - تأويل الآيات القرآنية بما يوافق مذهب المعتزلة» وهذا هو الذي شان تفسيره» وأنقص من قيمته العلمية» وهذا نموذج من تفسير الكشاف يظهر فيه أثر الاعتزال: قال الزمخشري عند الآية : #2 إنَّ َه لا يَمْفِر أن مرك يه ويَمْفر مَا مون دك لِمَن 4215 [النساء: 58] : «فإن قلت: قد ثبت أن الله عز وجل يغفر الشرك لمن تاب منهء وأنه لا يغفر ما دون الشرك من الكبائر إلا بالتوبة» فما وجه قول الله تعالى > 38 5 أله ليقف أن شرك يو تمق ماهو دَلِكَ لمن وكا 4: “قلت: الوجه أن

0

دلق هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري » جار الله» أبو القاسمء من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والآداب» ولد في زمخشر وتوفي بالجرجانية من قرى خوارزم. 5539(‏ 78هه. - هلا١٠ ‏ 54١1م).‏ انظر: الأعلام» (198/10).

١1ا/‎

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

يكون الفعل المنفي والمثبت جميعاً موجهين إلى قوله تعالى : # لِمَن 25 كأنه قيل: إن الله لا يغفر لمن يشاء الشرك» ويغفر لمن يشاء ما دون الشرك» على أن المراد بالأول من لم يتب. وبالثاني من تاب)”" .

وقد علق الشيخ محمد عليان على قول الزمخشري : «وأنه لا يغفر ما دون الشرك من الكبائر إلا بالتوبة». بقوله: «هذا عند المعتزلة» وأما عند أهل السنة فتغفر بها أي بالتوبة ‏ وبالشفاعة» وبمجرد الفضل)”'' . ثالثاً: عناية الزمخشرى بالبلاغة القرآنية :

عني الزمخشري بالبلاغة القرآنية أيما عناية» وجعل إدراكها هو المدخل الحقيقي لفهم معجزة النبي - يلك - المتمثلة بالقرآن الكريم» ولا أدل على هذه العناية من قوله في خطبة الكشاف: «ثم إن أملاً العلوم بما يغمر القرائح» وأنهضها بما يبهر الألباب القوارح» من غرائب نكت يلطف سلكهاء ومستودعات أسرار يدق سلكهاء علم التفسير الذي لا يتم لتعاطيه» وإجالة النظر فيه كل ذي علمء كما ذكر الجاحظ في كتاب (نظم القرآن) . فالفقيه وإن برز على الأقران في علم الفتاوى والأحكام» والمتكلم وإن بز أهل الدنيا في صناعة الكلام» وحافظ القصص والأخبار وإن كان من ابن القرية”" أحفظء والواعظ وإن كان من الحسن البصري أوعظ. والنحوي وإن كان أنحى من سيبويه» واللغوي وإن علك اللغات بقوة لحييه» لا يتصدى أحد منهم لسلوك تلك الطرائق» ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق» إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن» وهما علم المعاني وعلم البيان» وتمهل في ارتيادهما آونة» وتعب في التنقير عنهما أزمنة» وبعثته على تتبع مظانهما همة في معرفة

.)010- 5١19/١9 تفسير الكشاف للزمخشري» بتصحيح مصطفى حسين أحمد»‎ )١(

(؟) حاشية الشيخ محمد عليان المرزوقي على تفسير الكشاف». مطبوعة مع الكشاف (9/1١ه).‏

() هو أيوب بن زيد بن قيس بن زرارة الهلالي أحد بلغاء الدهرء خطيب يضرب به المثل» يقال: أبلغ من ابن القرية» والقرية أمه» قتله الحجاج في فتنة ابن الأشعث سنة (45 ه) انظر: الأعلام» للزركلي» (71//9) .

١18

له

غزاسلبرالو

لطائف حجة الله وحرص على استيضاح معجزة رسول الله بعد أن يكون آخذاً

من سائر العلوم بحظ. جامعاً بين أمرين: تحقيق وحفظء كثير المطالعات» طويل المراجعات» قد رجع زمانا ورّجع إليه» ورد ورد عليه فارساً في علم الإعراب» متقدماً في حملة الكتاب» وكان مع ذلك مسترسل الطبيعة منقادهاء مشتعل القريحة وقادهاء يقظان النفسء» دراكاً للمحة وإن لطف شأنهاء منتبهاً على الرمزة وإن خفي مكانهاء لا كزاً جاسياً» ولا غليظاً جافياًء متصرفاً ذا دراية بأساليب النظم والشر» مرتاضاً غير ريطن يتلقيح بئات الفكر» “وقد لم كيف يرتب الكلام ويؤلف». وكيف ينظم ويرصف» طالما دفع إلى مضايقه» ووقع في مداحضه ومزالقه)0 .

وبهذا وضح أن البلاغة ليست علماً مقحماً على النص القرآني» وإنما هي وسيلة إيضاح لهذا النص بعد أن تباعد الناس من عهد الرسالة» وانحرفت الملكات والأذواق. رابعاً: نماذج من تفسير الكشاف يظهر فيها الجانب البلاغي :

بعد أن قدمنا سابقاً نموذجاً من تة تفسير الزمخشري يبرز وجهة الاعتزال فى تفسيره» نود أن نعرض نماذج أخرى تبرز الناحية البلاغية في ذلك التفسير 0 وهذه هي :

- جاء في تفسير قوله تعالى : «الم © دَلِكَ الكتب لَارِب يِه هُدّى

2 [البقر: ١‏ - ”]: «ومحل (هدى للمتقين) الرفع , لأنه خبر مبتدأً محذوف» أو خبر مع (لا ريب فيه) لذلك» أو مبتداً إذا جعل الظرف المقدم خبراً عنه» ويجوز أن ينصب على الحال» والعامل فيه معنى الإشارة أو الظرف» والذي هو أرسخ عرقاً في البلاغة» أن يضرب عن هذه المحال صفحاًء وأن يقال: إن قوله (آلم) جملة برأسهاء أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها. و (ذلك الكتاب) جملة ثانية. و (لا ريب فيه) ثالثة. و (هدى للمتقين) رابعة. وقد أصيب بترتيبها مفصل البلاغة» وموجب حسن النظم. حيث جيء

)١(‏ تفسير الكشاف (١/ن ‏ س).

ايل

َس

بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق» وذلك لمجيئها متآخية آخذاً بعضها بعنق بعض » فالثانية متحدة بالأولئ معتنقة لهاء وهلم جرا إلى الثالثة والرابعة. بيان ذلك أنه نبه أولاً على أنه الكلام المتحدى به» ثم أشير إليه بأنه الكتاب المنعوت بغاية الكمال. فكان تقريراً لجهة التحدي» وشداً من أعضاده. ثم نفى عنه أن يتشبث به طرف من الريب» فكان شهادة وتسجيلاً بكماله» لأنه لا كمال أكمل مما للحق واليقين» ولا نقص أنقص مما للباطل والشبهة . وقيل لبعض العلماء: فيم لذتك؟ قال: في حجة تتبختر اتضاحاًء وفي شبهة تتضاءل افتضاحاً. ثم أخبر عنه بأنه (هدى للمتقين). فقرر بذلك كونه يقيناً لا يحوم الشك حولهء وحقا لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ثم لم تخل كل واحدة من الأربع» بعد أن رتبت هذا الترتيب الأنيق» ونظمت هذا النظم السري» من نكتة ذات جزالة» ففي الأولى الحذف والرمز إلى الغرض بألطف وجه وأرشقه. وفي الوصف الذي هو: (هاد)ء وإيراده منكراًء والإيجاز فى ذكر المتقين72' .

وهذا النص يبرز قدرة الزمخشري في التحليل والتذوق البلاغي» وسعيه إلى بيان التماسك والوحدة العضوية في نظم الايات القرآنية .

؟ ‏ وجاء حديث عن المحاز بقسميه : الاستعارة والتمثيل» وذلك في تفسير قوله تعالى: # حَتَمَ آلَهُ عَلَ ُلُوبهحَ وَعَلَ سَمْعِهِمٌ وَعَكَ أبَصَرِهِمٌ عِنتَوَهٌ وَلَهُمْ عَدَابُ عَظِيٌ 4 [البقرة: 7]» يقول: «الختم والكتم أخوان. لأن في الاستيثئاق من الشيء بضرب الخاتم عليه كتماً له وتغطيه» لثلا يتوصل إليه ولا يطلع عليه. والغشاوة: الغطاء» فعالة من غشاه إذا غطاه» وهذا البناء لما يشتمل على الشىء كالعصابة والعمامة.

فإن قلت: ما معنى الختم على القلوب والأسماع وتغشية الأبصار؟ .

قلتٌ: لا ختم ولا تغشية ثم على الحقيقة» وإنما هو من باب المجازء

.)7”37-75/١( تفسير الكشافء‎ )١(

١7

اله

غزاسلبرالو

ويحتمل أن يكون من كلا نوعيه وهما: الاستعارة والتمثيل. أما الاستعارة فأن تجعل قلوبهم لأن الحق لا ينفذ فيهاء ولا يخلص إلى ضمائرهاء من قبل إعراضهم عنه واستكبارهم عن قبوله واعتقاده» وأسماعهم لأنها تمجه وتنبو عن الإصغاء إليه وتعاف استماعه كأنها مستوثق منها بالختم» وأبصارهم لأنها لاتجتلى آيات الله المعروضة ودلائله المنصوبة كما تجتليها أعين المعتبرين المسقصرية» كأنما غطى عليها وحجبت» وحيل بينها وبين الإدراك .

وأما التمثيل: فأن تمثل حيث لم يستنفعوا بها في الأغراض الدينية التى كلفوها وخلقوا من أجلهاء بأشياء ضرب حجاب بينها وبين الاستنفاع بها بالختم لم10

ف له سا مه امم ددوة ما س2 صم

١‏ - وجاءت فى تفسير قوله تعالى : # أُوْلَيِكَ الَذِينَ أشَتروا لصَلََهَبالْهُدَئ هما 2 3 كاذ ميتلنك :4 7النقرة: 157] ,مسنائل ابلاغ هده مها الاستعارةء يقول الزمخشري: «ومعنى اشتراء الضلالة بالهدى: اختيارها عليه واستبدالها به» على سبيل الاستعارة» لأن الاشتراء فيه إعطاء بدل وأخذ آخر. ومنه : ال 0 الفح واينا اونا" 'ويكالقاها اتوافهمات الدزدرا ولالطول العشن عُمرا حيرا ٠‏ “كنا اتشرق السلم إذ تتصعرا

وعن وهب: قال الله عز وجل فيما يعيب به بني إسرائيل: (تفقهون لغير الذوو هلم لقيو المنول «وتحاطوك الدها سمل الأسرة ؛

فإن قلتّ: كيف اشتروا الضلالة بالهدى» وما كانوا على هدى؟ .

قلتُ: جعلوا لتمكنهم منه وإعراضه لهم كأنه في أيديهم. فإذا تركوه إلى الضلالة فقد عطلوهء واستبدلوها به» ولأن الدين القيم هو فطرة الله التي فطر الناس عليهاء فكل من ضل فهو مستبدل خلاف الفطرة)”" .

ويضيف ارجا مقرداك الآية. وذاكرا مااخيها القراءات» لعفل يعن ذلك

.)55- 58/١( المصدر السابق»‎ )١( .)7١-59/1١( (؟) المصدر السابق»‎

"> عنس بلي

إلى ذكر المجاز العقلى. ويسميه الإسناد المجازي» يقول: «والضلالة الجور عن القصد وفقد الاهتداء. يقال: ضل منزله» وضل دري ص”'"' نفقه» فاستعير للذهاب عن الصواب في الدين. والربح : الفضل على رأس المال» ولذلك سمي : الشف» من قولك: أشف بعض ولده على بعض. إذا فضله . ولهذا على هذا شف. والتجارة : صناعة التاجر» وهو الذي يبيع ويشتري للربح. وناقة تاجرة: كأنها من حسنها وسمنها تبيع نفسها.

فإن قلتّ: كيف أسند الخسران إلى التجارة» وهو لأصحابها؟ .

قلتٌ: هو من الإسناد المجازي . وهو أن يسند الفعل إلى شيء يتلبس بالذي هو في الحقيقة له. كما تلبست التجارة بالمشترين .

فإن قلتٌ: هل يصح : ربح عبدك وخسرت جاريتك» على الإسناد المجازي؟ .

قلتٌ: نعم إذا دلت الحال .

وكذلك الشرط في صحة: رأيت أسداً وأنت تريد المقدام » إن لم تقم حال دالة لم يصح)”"' .

ينتقل بعد ذلك إلى ذكر الترشيح في الاستعارة الواردة في هذه الآية وفائلته. يقول :

«فإن قلتَ: هب أن شراء الضلالة بالهدى وقع مجازاً في معنى الاستبدال» فما معنى ذكر الربح والتجارة؟ كأن ثم مبايعة على الحقيقة .

قلثٌ: هذا من الصنعة البديعة التي تبلغ بالمجاز الذروة العلياء وهو أن تساق كلمة مساق المجازء ثم تقفى بأشكال لها وأخواتء إذا تلاحقن لم تر )١(‏ الدرص: ولد الفأرة واليربوع وأشباه ذلك. (؟) المصدر السابق. .)7١/١(‏

حرا

ل

كلاماً أحسن منه ديباجة وأكثر ماء ورونقاًء وهو المجاز المرشح)”"' .

عيوب ال نا ابي موتكد 7 العرك» يقول: إودالك ونوك البو في البليد: كأن أذني قلبه خطلاً. وإن جعلوه كالحمارء ثم رشحوا ذلك روما لتحقيق البلادة» فادعوا لقلبه أذنين وادعوا لهما الخطل» ليمثلوا البلادة تمثيلا يلحقها ببلادة الحمار مشاهدة معاينة. ونحوه: ولبنا زأيبثة التسوعة أبن داية” :وعمس في وكريسَجَاش له :صدري

لما شبه الشيب بالنسرء والشعر الفاحم بالغراب» أتبعه ذكر التعشيش والوكر.

ونحوه قول بعض فتاكهم في أمه: فماآم الردين وإِنْ دلت يعالمَة نكا كان الكرّام ذا الشيطنان فصع في ناما كفنا بالغيل التصرام

أي إذا دخل الشيطان فى قفاهاء استخرجناه من نافقائه بالحبل المثنى المحكم. يريد: إذا حردت 5200 الخلق» اجتهدنا في إزالة غضبها وإماطة ما يسوء من خلقها. استعار التقصيع أولاء ثم ضم إليه التنفق» ثم الحبل التوام . فكذلك لما ذكر سبحانه الشراء» أتبعه ما يشاكله ويواخيه وما يكمل ويتم بانضمامه إليه» تمثيلاً لخسارهم وتصويراً لحقيقته)”"' .

؟ - وقال الزمخشري مبيناً فائدة الأمثال عند قوله تعالى: #مَكَلُهُمْ كَمَثَلٍ لَذِى أَسْتَومَدَ ترا هلد أَصََآءْتٌ مَاحوامُ دَهَبَ اله بوره وَرَكَهُمْ فى ظلْمت لَّا بْصِرُونَ 4 [البقرة: 1١7‏ : «لما جاء بحقيقة صفتهم. عقبها بضرب المثل» زيادة في الكشنء وتعميماً للبيانة» ولضرث:الغرب الأمثال» واستحضان العلماء المكل والنظائرء شأن ليس بالخفي في إبراز خبيات المعاني» ورفع الأستار عن الحقائق» حتى تريك المتخيل في صورة المحقق» والمتوهم في معرض المتيقن» والغائب كأنه مشاهدء وفيه تبكيت للخصم الألد» وقمع لسورة

:)١(‏ المضندر الشائق نفسه: (؟) تفسير الكشاف. 1٠١ /1١(‏ -971).

١77

له

ل

الجامح الأبي» ولأمر ما أكثر الله في كتابه المبين» وفي سائر كتبه أمثاله» وفشت في كلام رسول الله - يي - . وكلام ادنار والحكماء. قال الله تعالى: © وَيَزلك الامتل يها لان وما يَعَقَله إل الكلترنَ © [المكوت: ع ومن سور الاتتخيل سورة الأمقال»7. 0 وبعد تبيانه لفائدة الأمئال» يمضي فيحلل المثل في هذه الآآية» يقول :

«فإن قلتَ: ما معنى: 8مَبَنُهُحْ كُمَكَلٍِ ألَدِى اسْتَوْيّدَ ترا وما مثل المنافقين» ومثل #8 الَذِى أسْنَويدَ ناراك حتى شبه أحد المثلين بصاحبه؟ .

قلتٌّ: قد استعير المثل استعارة الأسد للمقدام» للحال أو الصفة أو القصة. إذا كان لها شأن وفيها غرابة» كأنه قيل: حالهم العجيبة الشأن كحال الذي استوقد ا

عقب ذلك يمضي في تفسير الآية وتحليلها لغوياً وبلاغياً» ويذكر بعض

«فإن قلتَ: فيم شبهت حالهم بحال المستوقد؟ .

قلتٌ: في أنهم غب الإضاءة خبطوا في ظلمة» وتورطوا في حيرة. فإن قلتَ: وأين الإضاءة في حال المنافق؟ وهل هو أبداً إلا حائر خابط فى ظلماء الكفر؟ .

قلتُ: المراد ما استضاؤوا به قليلاً من الانتفاع بالكلمة المجراة على

ألسنتهمء ووراء استضاءتهم بنور هذه الكلمة ظلمة النفاق الني ترمي بهم إلى ظلمة سخط الله. وظلمة العقاب السرمد. ويجوز أن يشبه بذهاب الله بنور

المستوقد اطلاع الله على أسرارهم» وما افتضحوا به ب بين المؤمنين » واتسموا به من سمة النفاق . والأوجه أن يراد الطبع ٠‏ لقوله : ط شيك ميت [البقرة: 18]. وفي الاية تفسير آخر: وهو أنهم لما وصفوا بأنهم اشتروا الضلالة بالهدى. )١(‏ المصدر السابق» .)9/7/١(‏ (؟) المصدر السابق» (١/؟/9).‏ نين

َس

عقب ذلك بهذا التمثيل» ليمثل هداهم الذي باعوه» بالنار المضيئة ما حول المستوقدء والضلالة التي اشتروها وطبع بها على قلوبهم. بذهاب الله بنورهم وتركه إياهم في الظلمات» وتنكير النار للتعظيم. كانت حواسهم سليمة» ولكن لما سدوا عن الإصاخة إلى الحق مسامعهمء وأبوا أن ينطقوا به ألسنتهم» وأن ينظروا ويتبصروا بعيونهم» جعلوا كأنما أيفت مشاعرهم» وانتفضت بناها التي بنيت عليها للإحساس والإدراك» كقوله: م إذا شمعيزا عير أكريثا هه" «وإن كرك شوو عددهم أذكوا ل يز تنا أصم عماس هه سميع أصم عن الشيء الذي لا أريدّةٌ وأَسسممٌ خلق الله حين أريدٌ لحن تنا

فأصممتٌ عفح حدر ا واففيفة عن الجود والفخر يوم الفخار”'»

ثم يعرض للفرق بين التشبيه والاستعارة» مقرراً أن الآية من باب التشبيه» وحاشداً لذلك أمثلة من النثر والشعر للتمييز بين التشبيه والاستعارة» يقول: «فإن قلتَّ: كيف طريقته عند علماء البيان؟ .

قلتُ: طريقة قولهم : (هم ليوث) للشجعان» وبحور للأسخياءء إلا أن هذا فى الصفات» وذاك فى الأسماء» وقد جاءت الاستعارة فى الأسماء والصفات والأقنال جيه تقول ترايت لبرنا» ولقيك هما عن الحر وما الأماكمء وأضاء الحق .

فإن قلتّ: هل يسمى ما في الآية استعارة؟ .

قلتٌّ: مختلف فيه . والمحققون على تسميته تشبيهاً بليغاً لا استعارة ؛ لأن المستعار له مذكور وهم المنافقون. والاستعارة إنما تطلق حيث يُطوى ذكر المستعار له» ويجعل الكلام خلواً عنه صالحاً لأن يُراد به المنقول عنه والمنقول إليه» لولا دلالة الحال أو فحوى الكلام» كقول زهير:

.)95-1ا8ه/١( تفسير الكشاف»‎ )١١

"> عنس يلي

ند اسن شاكي البلا ققدت . :لله كد العكصسارة م تقلع ومن ثم ترى | لمفلقين السحرة منهم» كأنهم يتناسون التشبيه» ويضربون عن

توهمه صفحاً» قال أبو تمام:

واصيلاة جني يلح السيكيوة . يدان سج فص قن اماد

وبعضهم :

لذ تحريوا أن أقو مالم رما نيه شخ ارين كمال قعل وليس لقائل أن يقول: طوى ذكرهم عن الجملة بحذف المبتدأء فأتسلق بذلك إلى تسميته استعارة» لأنه في حكم المنطوق به» نظيره قول من يخاطب أذ عنيق وش "الحووات ناي . ةمي مدو عقي المباكتن ومعنى (لا يرجعون) أنهم لا يعودون إلى الهدى بعد أن باعوه» أو عن الضلالة بعد أن اشتروهاء تسجيلاً عليهم بالطبع» أو أراد أنهم بمنزلة المتحيرين الذين بقوا جامدين في مكانهم لا يبرحون» ولا يدرون أيتقدمون أم يتأخرون؟

وكيف يرجعون إلى حيث ابتدؤوا منه؟)270 ,

هع وقال الزرمخشري عند الآية: ٍِ ود امرك أن كور لو جدة عن تل ْنَا تجو من َه هدو يهان حكن المت وآستاله الكهمله هسمه آَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيِهِ نال فَأَحَرَقَتَ كَدَلِك يُبَرْتْ ألَّهُ لَحكُم الآيتِ مَنَكْمَ تَتَفَكْرُوَ * [البقرة: 177] ما يأتى :

«فإن قلتَ: كيف قال: «جَنَهُ من نَخِلٍ وَأَعَْنَابٍ © ثم قال: اله كل التَمررّتِ 4 ؟ .

قلتُ: النخيل والأعناب لما كانا أكرم الشجرء وأكثرها منافعء خصهما بالذكرء وجعل الجنة منهما ‏ وإن كانت محتوية على سائر الأشجار ‏ تغليباً لهما على غيرهماء ثم أردفهما ذكر كل الثمرات”"". والبلاغيون يطلقون على هذه

فيها من

.)78- ا/5/١( تفسير الكشافء‎ )١(

(0) المصدر السابق. .)91١5/1١(‏

له

غزاسل يراليه

الطريقة من التعبيرين مصطلح (ذكر العام بعد الخاص) وذلك للعناية بشأن الخاص فكأنه ذكر مرتين» وهو من مباحث الإطناب .

سا ضيه

5 - قال عند قوله تعالى: « عد سيع لم سَ ةق اليرت َالو إن سد مقر وَعَن لبه سَتَكئْبُ ما قَالُوأ وَكَْلَهُمْ الأليية بِعَيْرٍ حَقّْ وَتَقُولُ ذُوَفُوا عَدَابت الْكَرِيقَ # [آل عمران: ]١18١‏ : «فإن قلتَ: كيف قال: (لقد سمع الله) ثم قال: (ستكتب) وهلا قيل: ولقد كتبنا؟ .

قلثُ: ذكر وجود السماع أولاً مؤكدا بالقسم. ؛ ثم قال: (سنكتب) على جهة الوعيدء بمعنى لن يفوتنا أبداً إثباته وتدوينه. 2 لن يفوتنا قتلهم الأنبياء» وجعل قتلهم الأنبياء قرينة له إيذاناً بأنهما في العظم أخوان. وبأن هذا ليس بأول ما ركبوه من العظائم» وأنهم أصلاء في الكفرء ولهم فيه سوابق» وأن من قتل الأنبياء لم يستبعد منه الاجتراء على مثل هذا القول)7" .

عم

- وقال الزمخشري عند الآبة: ا بسر الْمََفِقِينَ أن مَجَ حَدَاً آَلِيمًاك [النساء: ١*8‏ ]: «وضع (بشر) مكان (أخبر) تهكماً بهم)”" .

وهذا الأسلوب يعرف عند البلاغيين بالاستعارة التهكمية.

6 - وقال عند الآية: 8 يها الدرح ءَامَنُوا وهو َالْحُقُودٍ © [المائدة: ]١‏ : اليقال وفى بالعهد وأوفى بهء ومنه: # وَاَلْمُوورت يعَهْدِهِمْ © [البقرة: لالا1] . والعقد: العهد الموثق» شبه بعقد الحبل ونحوه»ء قال الحطيئة : قومٌ إذا عَقدوا عقداً لجارهم شددوا العناجَ وشدوا فوقَهُ الكرَبا9©

وهي عقود الله التي عقدها على عبادهء وألزمها إياهم من مواجب التكلية الك

وهذا الأسلوب يعرف بالاستعارة التصريحية عند البلاغيين حيث أطلق لفظ

.)849- 555/١( المصدر السابق»‎ )١( .)ةالال/١( المصدر السابق»‎ )0(

العناج: ككتاب. حبل يشد في أسفل الدلو. (4:) المصدر السابق» .)5960/١(‏

١7 /

له

غزاسلبرالو

العقد على العهد على سبيل الاستعارة» والاستعارة تقوم في الأصل على التشبيه» وقد تسامح الزمخشري في ذكر المصطلح البلاغي هنا .

وغام ديت عن الظياق :وناففةه الاسالوية ف تمي قؤله شالق 112 كلق ا فخ ف فصي لذن سك كي » زمرو حانةاقان: ووفرلة :رين لذن حَكِيم خَبيرٍ) صفة ثانية » ويجوز أن يكون خبراً بعد خبرء وأن يكون صلة لأحكمت وفصلت» أي من عنده إحكامها وتفصيلها. وفيه طباق حسن: لأنّ المعنى أحكمها حكيم وفصلها. أي: بينها وشرحها خبير عالم بكيفيات الأمور»(.

سس هو سه

* وقال الزمخشري عند الآية: # هُلْ إن كن لمن وَلَدُ مَأَنَأ وَل الْعيدبَ‎ - ٠ مبيئاً فائدة التمثيل والمبالغة في نفي الشريك والإطناب فيه:‎ 18١ [الزخرف:‎ كل إن كن لِليَّمَنِ ولد د 4 0 ذلك وثبت ببرهان صحيح توردونه وحجة‎ ١ واضحة تدلون بهاء (كََنَا أَوَلُ) من يعظم ذلك الولدء وأسبقكم إلى طاعته‎ والانقياد له» كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه» وهذا كلام وارد على‎ سبيل الفرض والتمثيل لغرض» وهو المبالغة في نفي الولد والإطناب فيهء وأن‎ لا يترك الناطق به شبهة إلا مضمحلة» مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب‎ التوحيد ؛ وذلك أنه علق العبادة بكيئونة الولد وهى محال فى نفسهاء فكان‎ المعلج:نها ميغالا مفليك: تو فى مدرو :إذا هك الكدرةة الما دف وق يعن‎ ْ شيهها على أبلم الرجوورو ا تؤاهاة.‎

ولكنه لا يلبث أن يقحم فكره الاعتزالي بالتفسير. مستفيداً من جو الآية في تقرير مذهب الاعتزال» وذلك في نفي أن يكون الله خالقاً للكفرء يقول: «ونظيره أن يقول العدلى للمجبر: إن كان الله تعالى خالقاً للكفر فى القلوب وكا لف ا مبرمد ا قأنااء لمي قوسل قيطا ارين ال قمع مدا الكلام وما وضع له أسلوبه ونظمه نفي أن يكون الله تعالى خالقاً للكفرء وتنزيهه عن ذلك وتقديسهء ولكن على طريق المبالغة فيه من الوجه الذي ذكرناء مع

)١(‏ تفسير الكشاف» (؟//0ا/ا*).

١78

يتس لاله

الدلالة على سماجة المذهب وضلالة الذاهب إليه» والشهادة القاطعة بإحالته والإفصاح عن نفسه بالبراءة منهء وغاية النفار والاشمئزاز من ارتكابه)0" .

كانت هذه مجرد نماذج » قدمناها» لتعطي صورة عن جهد الزمخشري وأسلوبه في عرض البلاغة القرآنية» والزمخشري لم يكن مطبقاً لقواعد البلاغة في تفسيره وحسب » وإنما كان يشرح تلك القواعد ويعلمها للقارئ » وقد كان يفصل في المباحث البلاغية في أول تفسيره» لأنه يريد أن يؤسس عليها في بقية الأجزاء. ومن أمثلة ذلك حديثه عن التشبيه والاستعارة وغيرها في تفسير مطلع ة البقرة7؟) ١‏ سورة البقرة '.

خامساً: الزمخشري والإعحاز:

صرح الزمخشري في تفسيره بإعجاز القرآن في مواضع كثيرة» من ذلك ما قاله عند تفسير قوله تعالى 0 مكلو وأذعوا سهد آءَكُم من دون ّم إن شر مسدو 4 [البقرة: 77] قال مصرحاً بأن القرآن معجزة النبي كله : «لما احتج عليهم بما يثبت الوحدانية ويحققهاء ويبطل الإشراك ويهدمه» وعلم الطريق إلى إثبات ذلك وتصحيحه» وعرفهم أن من أشرك فقد كابر عقله» وغطى على ما أنعم عليه من معرفته وتمييزهء عطف على ذلك ما هو الحجة في إثبات نبوة محمد - يَكِْةِ - » وما يدحض الشبهة في

كون القرآن معجزة» وأراهم كيف يتعرفون أهو من عند الله كما يدعي؟ أم هو

من عند نفسه كما يدعون؟ بإرشادهم إلى أن يجزروا أنفسهم. ويذوقوا طباعهم » وهم أبناء جنسه وأهل جلدته)20 ,

ويعلل الزمخشري سبب مجيء قوله تعالى: (نزلنا) دون أنزلناء ويجعله من علامات الإعجاز. يقول:

«فإن قلت : لم قيل : (مما نزلنا) على لفظ التنزيل دون الإنزال؟ . () انظر: المصدر السابق» 57”/1١(‏ -475).

(6) المصدر السابق (5/ 5506 -555). (9) المصدر السابق» .)457/1١(‏

١84

َس

قلتٌ: لأن المراد النزول على سبيل التدريج والتنجيم» وهو من مجازه لمكان التحدي» وذلك أنهم كانوا يقولون: لو كان هذا من عند الله مخالفاً لما يكون من عند الناس» لم ينزل هكذا نجوماً سورة بعد سورة» وآيات غب آيات» على حسب النوازل وكفاء الحوادث». وعلى سئن ما نرى عليه أهل الخطابة والشعرء من وجود ما يوجد منهم مفرقاً حيناً فحيناًء وشيئاً فشيئاً حسب ما يعن لهم من الأحوال المتجددة» والحاجات السانحةء لا يلقي الناظم ديوان شعره دفعة» اس سا اس ار ا ا ا العادة جملة واحدة» قال الله تعالى : # وَدَالَ الْذِينَ كُفروا لَوَلَا نزْلٌ عليه لفان جمد يِدَة * [الفرقان: *8]» فقيل: إن ارتبتم في هذا الذي وقع إنزاله هكذا على مهل وتدرج» فهاتوا أنتم نوبة واحدة من نوبه» وهلموا نجماً فرداً من نجومه: سورة من أصغر السورء أو آيات شتى مفتريات» وهذه غاية التبكيت» ومنتهى إزاحة العلل)0" .

ويضيف الزمخشري عند قوله تعالى : 8 فَإن لم تَفعَلُوا ون تَفعَلُوا ُو تَهُوا تار لّى وَُودُهَا أَلنَّاسٌ وَاطْجَارَة أهِدّتَ للْكَفرتَ» [البقرة: 5؟] : «لما 50 التي منها يعرفون أمر النبي كَِةِ » وما جاء به» حتى يعثروا على حقيقته وسره» انعا تقد اموا لدي قال لوم دإذا لى هر ريون وال يجيا اكلم بدا تقر وبان لكم أنه معجوز عنه. فقد صرح الحق عن محضه» ووجب التصديق» فآمنوا وخافوا العذاب المعد لمن كذب» وفيه دليلان على إثبات النبوة: صحة كون المتحدى به معجزاًء والإخبار بأنهم لن يفعلواء وهو غيب لا يعلمه إلا

ه70 ,

وعند قوله تعالى :‏ إذ أَوَحَينا ِلك أَمَكَ مَا يوحت © أن مضه في الَابوتِ فأَقذِفِهِ في

رع ره م رع عدو سح فى سرس سر د ع عل ع ساي و

لير مله البمالتلفل بأحذه مذو وعد آم وَألقيثُ عَلَيِك محَبّهَ مَقْ وَلنْصَنَم عَلٌ عَبِقَ # [طه: 8” - 89] قال: «والضمائر كلها راجعة إلى مو سى »2 روس بعصي إل

)١(‏ تفسير الكشاف» بتصحيح مصطفى حسين أحمد. 97/١(‏ - ا9). (؟) المصدر السايق» .)1١١/١(‏

6

اله

ل

المقذوف في البحر هو التابوت» وكذلك الملقى إلى الساحل. قلتٌ: ما ضرك الضمائرء فيتنافر عليك النظم الذي هو أم إعجاز القرآن» والقانون الذي وقع عليه التحدي» ومراعاته أهم ما يجب على المفسر)”"' .

وتحدث عن عجز العرب عن المجيء بمثل القرآن» وذلك عند أول آية من سورة البقرة» وهي قوله تعالى: #المر» . حيث اتخذ من عجزهم عن المجيء بمثل القرآن دليلاً على إعجاز القرآن وأنه من لدن حكيم خبير» فقال: «ولم تظهر معجزتهم عن أن يأتوا بمثله بعد المراجعات المتطاولة» وهم أمراء الكلام» وزعماء الحوار» وهم الحراص على التساجل في اقتضاب الخطب» والمتهالكون على الافتنان في القصيد والرجزء ولم يبلغ ‏ أي القرآن - من الجزالة وحسن النظم المبالغ التي بزت بلاغة كل ناطق» وشقت غبار كل سابق» ولم يتجاوز الحد الخارج من قوى الفصحاءء ولم يقع وراء مطامح أعين البصراء إلا لأنه ليس بكلام البشرء وأنه كلام خالق القوى والقدر)”©. سادساً: خلاصة جهود الزرمخشري :

وقبل أن نختم حديثنا عن الزمخشري نذكر كلمة للدكتور شوقي ضيف يلخص فيها جهود الزمخشري» يقول: «وعلى أضواء مباحث عبد القاهر وقواعده التي أصلها في علمي المعاني والبيان» مضى الزمخشري يفسر القرآن الكريم في كتابه الكشاف ء مطبقاً تطبيقاً دقيقاً على آياته كل ما استنبطه عبد القاهر من قواعد وأصول في العلمين جميعاً» إذ تمثل كتابيه الدلائل والأمتران فيدة راتفا نافد إلى استكمال كير من قحي المعالى الإفنافية: حتى ليمكن أن يقال إن علم المعاني تكامل عنده بكل تفاصيله ودقائقه . وبالمثل تكامل علم البيان» وأحكمت حدوده وصوره من الكناية والاستعارة بأنواعهاء من تصريحية ومكنية وتمثيلية» ومن مرشحة ومجردةء ورسم المجازين:

.)577/”( المصدر السابق»‎ )1١( .)؟1/١( تفسير الكشاف»‎ )(

١١

0

0 أبك همل

المرسل والعقلي بعلاقتهما وملابساتهما رسماً دقيقاً. ووقف مراراً عند طائفة بن صو التذيع المتعنوية + وهر في :هذا كله يروعيا كمااراعنا تيل القاهن بتعليلة وملكاته العقلية» مع الإحساس المرهف والذوق الدقيق» والبصر بأساليب العربية وأسرارها وخصائصها المعنوية والبيانية»7" . سابعاً : البلاغة بعد الزمخشري :

يبقى أن نشير إلى أن «العلماء الذين أتوا بعد عبد القاهر والزمخشري لم يحاولوا أن يضيفوا إلى البلاغة شيئاً يذكرء ولا أن يدرسوها كما هى» بل عمدوا إلى تلخيص بلاغة عبد القاهرء وأحياناً يضيفون إليها شيئاً من بلاغة الزمخشريء وانتهى بهم الأمر إلى تلخيص بلاغة السكاكي. وكانت هذه التلخيصات يشوبها الغموض ؛ فعمدوا إلى شرحها وعمل الحواشي والتقريرات عليهاء وأصبحت البلاغة في خدمة كتب البلاغة نفسهاء لا فى خدمة قضية الإعجاز)”” . ١‏ ْ

أخيراً تؤكدا أن الزمخشري أمة: وده فى ا'باب البلاغة والإعجان وكان ليك الدكعر موحد ب ميج جم اث وعم للد كبر زاة يعوا 1 (البادقه القرآنية في تفسير الزمخشري) وهي دراسة علمية جادة ممتعة لمن أراد أن يتفياً ظلال البلاغة القرانية» والدراسات حول الزمخشري كثيرة» وقد أكرمني الله

بالكتابة عنه في أكثر من بحث وكتاب”" .

ل لالا

,)920/4 البلاغة تطور وتاريخ» ص (5”/ا” د‎ )١(

(؟) قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربية» ص(7١ 8‏ 8407).

0 من ذلك يننا الذي استقدنا 'منه عناء. والموسوم ت+ «(البددية. فق منييجية الفشدين يتن الزمخشري وسيد قطب». دراسة تحليلية تطبيقية مقارنة)» المنشور فى مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية» مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت» العدد (45) ربيع الأول 7 هد يوتيق ١‏ م. ومن ذلك ترجمتنا له في كتاينا (الإمام الطيبي الإمام في التفسير والحديث والبلاغة العربية» حياته وجهوده العلمية)» وسيرد ذكره في الفصل التالي عند الحديث عن الإمام الطيبي.

7

0 ا ت ل-01

غزاسل الو

المبحث الخامس جهود مختلفة لأعلام في البلاغة والإعجاز

كان القرآن الكريم مرجع النحاة والأدباء والبلغاء في تاريخ الأمة» وقد قامت نهضة علمية حضارية بسببه ملأت الدنياء وانتفع بها الناس» ولم تدون علوم العربية إلا خدمة لهء وتقرباً إلى الله بحفظ علوم كتابه» واللسان المبين الذي نزل بهء وهذا مما يفسر لنا كثرة الكتب فى معانى القرآن» وازدياد أعدادها من جيل لآخر وشئف العلماة بالبحت عن إعتجاز الكتداب العزيزء وإقدامهم على التأليف في علوم البلاغة والنقد والإعجاز. . وفي تاريخ البلاغة وعلم إعجاز القرآن أعلام كثيرون يصعب الإحاطة بذكرهم جميعاًء لذا سوف نعرج على أشهرهم بإيجازء منوهين بجهودهم وفضلهم» وأما التفصيل فهو يحتاج إلى مجلدات, والإشارة قد تغني عن الكلام الطويل .

أولاً: الفراء:

١‏ وهو صاحب كتاب (معانى القرآن)20» وقد أملاه على تلاميذه إملاء”"'. وفيه ١لا‏ يفسر الذكر الحكيم بالطريقة المعروفة» وإنما يتخير من الآيات على ترتيب السور ما يدير حوله مباحثه اللغوية والنحوية» وبذلك يحل مشكلها ويوضح غامضهاء مدلياً دائماً بآراته النحوية» ومعبراً بما اختاره للنحو

)١(‏ يحيى بن زياد الديلمي» أبو زكرياء المعروف بالفراءء إمام الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب» ١54(‏ -لا٠٠ه‏ - ١5لا‏ 455م). انظر الأعلام» (8/ .)١50‏ (؟) انظر: معاني القرآن» )١/1(‏ عالم الكتب» بيروت.

رضن

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

من مصطلحات جديدة» نائراً من حي :إلين حين آراء أستاذه الكسائى» وآراء : 22202 النحويين البصريين»”"' .

؟ - عرض في هذا الكتاب لبعض مباحث البلاغة» (إذ عني فيه بشرح آي الذكر الحكيم شرحاً بسط فيه الكلام في التراكيب وتأويل العبارات» وتحدث فيه عن التقديم في الألفاظ والتأخيرء والإيجاز والإطناب والمعاني التي تخرج إليها بعض الأدوات كأداة الاستفهام. كما تحدث أو قل أشار إلى بعض الصور البيانية من مثل التشبيه والكناية والاستعارة)0"' .

عبيدة 00

«وترجح كفة الفراء على أبي عبيدة ببحثه الناحية الموسيقية لنظم القرآن. مما يجعل له أثراً موسيقياً فعالاً في النفوس. وذلك لما في النسق الصوتي والترابط بين الكلام» وانسجام النغم» وتوافق الفواصل في أواخر الآيات» 8 في قوله تعالى : # وَلِمَنْ حَافَ مَقَامَ ريم جتان # [الرحمن: 155 لا يوافق على التفسير الحرفي اللغوي للجنتين بمعنى البستانين» بل يرى أن هذه التثنية بمعنى الإفرادء وهو ما عدل إليه القرآن مراعاة للنظم»ء كما يراعى ذلك في الشعر لمراعاة الوزن والقافية)' .

5 - وهذه نماذج مما قال الفراء تدل على منهجه : يقول عند قوله تعالى: «الْحَمدُ يِنّهِ رب الْعتلمِيت 4 [الفائحة: ؟] : «اجتمع القراء على رفع الحمدء وأما أهل البدو فمنهم من يقول: الحمدّ لله

ومنهم من يقول: الحمد للهمء ومنهم من يقول: الحمدٌ لله فيرفع الدال اللا 0 2 8 5

)١(‏ المدارس النحويةء د. شوقي ضيف» ص ».)١94(‏ دار المعارف بمصرء الطبعة الرابعة. (0) البلاغة تطور وتاريخ» ص (59).

(9) المعاني في ضوء أساليب القرآن». د. عبد الفتاح لاشين»؛ ص .)١19-18(‏

(:) معاني القرآن» .)7/١(‏

1

َس

ثم يتأول قراءات البدو بعد ذلك» وهذه ميزة من ميزات كتابه الذي عني بوجوه القراءات وتأويلها والاستدلال لها. وأعلة قز لاجمل : #الم ل ذَلِكَ الكت لَاريب فد هُدَد يَنتَّقينَ4 [البقرة: ١‏ -1؟]يقول مبرراً الوقوف على ساكن في حروف الهجاء التي تبدأ بها بعض السور: «الهجاء موقوف في كل القرآنء وليس بجزم يسمى جزماًء وإنما هو كلام جزمه نية الوقوف على كل حرف منه: فافعل جزم ذلك بجميع الهجاء ء فيما قلأ ك7 وعناذ فقول تغالر:: لمَمَلْهُمْ كَمَثَلٍ آلِى أسْتَومدَ ترا ملم أضَآء اوه ده أله سورهم وَرَكَهُمْ في ظلْمدت لا يْصِرُونَ © [البقرة : ] قال مبيناً أن التشبيه للفعل لا لصاحبه: «فإنما ضرب المثل والله أعلم للفعل لا لأعيان الرجال» وإنما هو مثل للنفاق. فقال: #مَتَلْهُمَ كَمْثَلٍ 0 امار ”2 را # ولم يقل: الذين استوقدوا. وهو كما قال الله تعالى: « دوذ َع كلذك منت عله المت * 0 9] . وقوله: « ما حَلْقيْم ولا بَعَدُكُ إلا حكئفيٌ وَنِحِدَوَ 4 القمان: . فالمعنى والله أعلم : إلا كبعث نفس واحدةء ولو كان التشبيه للرجال 0 مجموعاًء كما قال: ل كَممَ حُشّبٌ مُسَنَدَهُ 4 [المنافقون: 4] أراد القيم 00 وقال: ٍعَب ََدُلٍحَاريَ4 [الحاقة: !] فكان مجموعا إذا أراد أعيان الرجال» فأجر الكلام على هذا)”" .

وهكذا نجد الفراء قد بذل جهوداً لغوية لإضاءة النص القرآني» وهي جهود

ميكرة ذات إيحاءات بلاغية لا لا لا )١(‏ المضدر السابق » .)4/1١(‏ (0) المصدر السابق . .)١١87/١(‏ تل

َس

ثانياً: أبو عبيدة معمر بن المثنى

١‏ -هو صاحب كتاب (مجاز القرآن)”'"» وقد قدم لهذا الكتاب الأستاذ أمين الخولي» وقال في تقدمته: «وهذا الكتاب يعد في الثقافة الإسلامية من كتب الطليعة الأولى» التي يحفل بها مؤرخو تلك الثقافة» ويرون في أضوائها تطور تلك الثقافة ومسالك نماتها)(" .

" - وظاهر عنوانه كما يقول الدكتور شوقي ضيف: «يوهم أنه صنفه في المجاز بالمعنى البلاغي الاصطلاحي. وحقيقة الأمر أن كلمة مجاز عنده تعنى الدلالة الدقيقة لصيغ التعبير القرآنية المختلفة00© . ْ

“"' - وأما عن سبب تأليفه» فقد قال الدكتور عبد العزيز عرفة:9.. كما ظهرت مشكلة وجود العجمي في القرآن الكريم. التي كانت وراءها دعوة مسمومة ترمي إلى الصد عن فهم كتاب الله» وبالتالي على الوقوف على أسرار إعجازه» فقام أبو عبيدة يعالج هذه المشاكل في كتابه مجاز القرآن . مقتدياً بابن عباس رضي الله عنه» وضارباً عرض الحائط بتهيب اللغويين والنحويين وتحرجهم من تفسير القرآن الكريم» من أمثال الأصمعي وأضرابه» كما قام بدراسة لللأدبس العربى فى كتابه النقائض بين جرير والفرزدق » وكانت محاولة لواف د ا أسس دراسة المقارنة بين الأدب العربى ومثله الأعلنةالآراك الكري ) كنابروت على بدي عضن الحضكاا ساك الاق والاراء البيانية التي كانت النواة الأولى في بناء صرح البلاغة التعليمية العربية» وسار

)١(‏ معمر بن المثنى التيمي بالولاء؛ البصري. أبو عبيدة النحوي» من أثمة العلم بالأدب واللغة» مولده ووفاته بالبصرة. (١١9-1١1ه‏ - 18لا 455م). انظر: الأعلامء 5077/0١‏ ).

(؟) مجاز القرآن» تحقيق د. محمد فؤاد سزكين» »)1/١(‏ مكتبة الخانجي» القاهرة.

(©) البلاغة تطور وتاريخ» ص (59).

احريل

ل

ات 00 على منهجه تقريباً الفراء في كتابه معاني القرآن 70''.

4 - وكان أبو عبيدة قد أشار إلى عربية القرآن في أول كتابه» فقال: «قالوا إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين» ومصداق ذلك في آية من القرآن» وفي آية أخرى: 9 وَمَآ أَرسَلنَا من رَسُولٍ إلا بِلِسَانٍ َرْمِهء 4 [إبراهيم: 4]. فلم يحتج السلف. ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي - يَكِِ - أن يسألوا عن معانيه» لأنهم كانوا عرب الألسن» فاستغنوا بعلمهم عن المسألة عن معانيه» وعما فيه مما في كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيصء وفي القرآن مثل ما في الكلام العربي من وجوه الإعراب ومن الغريب ومن المعاني)”" .

© ذكر بعض المصطلحات البلاغية» فقد أشار إلى تكرار التوكيد في قوله تعالى : « مَوم تَلَعَِ َو في كل وسَبْعةٍ د رجَعْتُمُ َك عَسَرَة كاصِلةٌ 4 [البقرة: 147] حيث قال: «العرب تؤكد الشيء وقد فرغ منه» فتعيده بلفظ غيره تفهيماً وتوكيده»”" .

وذكر الكناية عند قوله تعالى: 8 فَطَلتَ أَعْتَفَهُمْ لها حَضْعِينَ © [الشعراء: 14 » حيث قال: «وزعم يونس عن أبي عمرو أن خاضعين ليس من صفة الأعناق» وإنما هي من صفة الكناية عن القوم التي في آخر العناق» فكأنه في التمثيل فظلت أعناق القوم في موضع (هم) والعرب قد تترك الخبر عن الأول» وتجعل الخبر للاخر منهماء وقال: طول الليالي أسرعت في نقضي طوين طولي وطوينَ عرضي

فترك طول الليالي وحول الخبر إلى الليالي» فقال: أسرعت» ثم قال: طوين 906

#بتوكترا نااكاق سر ان مضي الآبة"متاضرة ألا لفط المعماد 6 فم قرلة )١(‏ قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربيةء ص(0798. (؟) مجاز القرآن» تحقيق د. محمد فؤاد سزكين» .)8/١(‏

(") المصدر السابق» .)07١/79(‏ (8) المصدر السابق» (88/9).

خرن

اهدر

غزاسلبرالو

تعالى: #وَونحكم نَن يُرَدُ ِلك أَرَدَلِ آلَحُمْرٍ 4 [الحج: 0] قال: ١‏ أرذل العمر مجازه أن يذهب العقل ويخرف».

وعند قوله تعالى : # وَأَنْبَتَتَ من كل روج بَهِيِج 4 [الحج : ] قال: )0 زوج بهيج : أي حسن قشيب جديد». 1

وعند قوله تعالى : 8 تاق عطق لِيضِلَّ عَن مَل لله 4 [الحج: 4] قال : اثاني عطفه ليضل : يقال جاءني فلان ثاني عطفه أي يتبختر من التكبر)”"' .

والخلاصة أن كتاب مجاز القرآن هو محاولة لتفسير غريب القرآنء وبيان مجازه في التعبير» ووجوه نظمه التي لا يوجد مثلها في بيان العرب .

لا لا لا

)1١(‏ المصدر السابق » (؟/52).

١78

مهد

7 عزاسل يراليه

ثالثاً: النظام

١‏ -النظام من رؤوس المعتزلة”'"» وقد ذهب إلى أن القرآن معجز بالصرفة» أي بأمر خارجي» وهو تدخل القدرة الإلهية بصرف العرب عن معارضته؛ لا بما فيه من الفصاحة والبلاغة» وقد بسط السيوطي الكلام عن رأي النظام في الإعجازء والرد على ما ذهب إليهء فقال: « ثم زعم النظام أن إعجازه بالصرفة : أي أن الله صرف العرب عن معارضته» وسلب عقولهم» وكان مقدوراً لهم لكن عاقهم أمر خارجي فصار كسائر المعجزات . وهذا قول فاسد بدليل: # قل إن اعنتن الؤض والح * الآية [الإسراء: 188 » فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهمء ولو سلبوا القدرة لم تبق فائدة لاجتماعهم» لمنزلته منزلة اجتماع الموتى» وليس عجز الموتى مما يحتفل بذكره» هذا مع أن الإجماع منعقد على إضافة الإعجاز إلى القرآن» فكيف يكون معجزاً وليس فيه صفة إعجاز؟ بل المعجز هو الله تعالى حيث سلبهم القدرة على الإتيان بمثله . وأيضاً فيلزم من القول بالصرفة زوال الإعجاز بزوال زمان التحدي» وخلو القرآن من الإعجازء وفي ذلك خرق لإجماع الآمة: أن معجزة الرسول العظمى باقية» ولا معجزة له يائية سنوف القوات:.

قال القاضي أبو بكر: ومما يبطل القول بالصرفة أنه لو كانت معارضته ممكنة» وإنما منع منها بالصرفة لم يكن الكلام معجزاء وإنما يكون بالمنع معجزاء فلا يتضمن الكلام فضيلة على غيره في نفسه . قال: وليس هذا بأعجب من قول فريق منهم : إن الكل قادرون على الإتيان بمثله» وإنما تأخروا عنه لعدم العلم بوجه ترتيب لو تعلموه لوصلوا إليه به. ولا بأعجب من قول آخرين أن

)١(‏ هو إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري» أبو إسحاق النظامء من أئمة المعتزلة. وفاته (1لا(ه) - (40هم). انظر: الأعلام» (47/1).

اخرري

ل

العجز وقع منهم» وأما من بعدهم ففي قدرته الإتيان بمثله» وكل هذا لا يعتد

"١‏ - كما عرض الرافعي رأي النظام ورد عليه» فقال: «فذهب شيطان المتكلمين أبو إسحاق إبراهيم النظام إلى أن الإعجاز كان بالصرفة. وهي أن الله صرف العرب عن معارضة القرآن» مع قدرتهم عليهاء فكان هذا الصرف خارقاً للعادة» قلنا وكأنه من هذا القبيل هو المعجزة لا القرآن)7" .

وبين الرافعي اشتهار النظام بالقول بالصرفة» واستعانته بمقدرته اللغوية والعلمية لترويج هذا القول» قال: «غير أن النظام هو الذي بالغ في القول بالصرفة» حتى عرفت به» وكان هذا الرجل من شياطين أهل الكلام» على بلاغة ولسن وحسن تصرفء» غير أنه شب في ناشئة الفتنة الكلامية» فلم ينتفع نا

“ولا ريب أن ما ذهب إليه النظام بعيد عن الحقء إلا أن يُقال إن الله صرف العرب عن معارضة القرآن» مع أن القرآن معجز بفصاحته وبلاغته أيضاًء وإنما كان الصرف لحكمة ماء قد تكون في عدم إضاعة وقت النبي عليه السلام في الجدل معهم في قضايا الفصاحةء أو قد تكون في سد باب الجدل في دين الله لكي لا يتطاول عليه الجهال والحاسدونء وقد قال عدد من العلماء بالجمع بين الصرفة والبلاغة» منهم الأصبهاني في تفسيرهء حيث قال: «اعلم أن إعجاز القرآن ذكر من وجهين : أحدهما إعجاز متعلق بنفسه . والثانى بصرف الناس عن معا رك #الار ل ما أن كماع مساح ول عم أن مان 3

لا لا لا

.)١5١/5( الإتقان في علوم القرآنء»‎ )١(

(0) تاريخ آداب العرب» للرافعي» (؟/ .)١55‏ د اقرف المرجع السابق» (؟7/ .)١46‏

(5) الإتقان في علوم القرآنء (؟/ .)١97‏

١6

0

رابعا: ابن قتيبة

١‏ - وضع ابن قتيبة”'2 كتابه (تأويل مشكل القرآن) للرد على الطاعنين فى بلاغة القرآن من الملحدين» فبين ما غمض من معناه؛ وفسر المشكل الذي ادعي على القرآن فساد النظم فيه» وهو يقصد ببلاغة القرآن: صحة التأليب الذي قطع أطماع الكائدين» وعجيب النظم الذي دحض حيل المتكلفين.

" - أفرد أبواباً تناولت بعض مباحث البلاغة» فهناك أبواب للمجاز والاستعارة والمقلوب والحذف والاختصار وتكرار الكلام والكئاية والتعريض ومخالفة ظاهر اللفظ معناه'''» كما لم يغفل الناحية اللغوية فتناول غريب لغة القرآن في - جميع السورء واللفظ الواحد للمعاني المختلفة» وحروف المعاني» ا

'"' - جاء في مقدمته: «الحمد لله الذي نهج لنا سبل الرشادء وهدانا بنور الكتاب ولم يجعل له عوجأ» بل نزله قيمأ مفصلا : < لام يان يدولا مِنّ حَلْفْه :- كيل من كيو يد * [فصلت: 147]ء وشرفه وكرمه ورفعه وعظمه. وسماه ولاخ ورحمة وشفاء وهدى لور وقطع منه بمعجز التأليف أطماع الكائدين» وأبانه بعجيب النظم عن حيل المتكلفين» وجعله متلواً لا يمل على طول لكاو ومسموعاً لا تمجه الأذان» وغضاً لا يخلق على كثرة الرد وعجيباً لا تنة تنقضي عجائبه » ومفيداً لا تنقضي فوائده. ونسخ به سالف الكتب»

)١(‏ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري» من أئمة الأدب» ومن المصنفين المكثرين» مولده ووفاته ببغداد» (517 -5لااه - 858 - 849م). انظر: الأعلام (10//4).

(0) انظر: تأويل مشكل القرآن» شرحه السيد أحمد صقرء ص ٠١9‏ -598).؛ دار التراث» القاهرة .

١:١

َس

و الكثير من معانيه فى القليل من لفظهء وذلك معنى قول رسول الله 0 ب - يِيةٍ - : أوتيت جوامع الكلم)”''.

4 - خصص باباً بعنوان: (باب ذكر العرب وما خصهم الله به من العارضة . والبيان واتساع المجاز). قال في مطلعه: «وإنما يعرف فضل القران من كثر نظره واتسع علمه» وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب» وما خص به لغتها دون جميع اللغات» فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتساع المجال ما أوتيته العرب خصيصى من الله؛ لما أرهصه في الرسولء وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب» فجعله علمه» كما جعل علم كل نبي من المرسلين من أشبه الأمور بما في زمانه المبعوث فيه فكان لموسى: فلق البحرء واليد والعصاء وتفجر الحجر في التيه بالماء الرواء» إلى سائر أعلامه زمن السحر.

وكاث» لعسى > إحياء المواتى + وععلق: الطين مرخ الطيق» وإبراء. الأكمة والأبرص. إلى سائر أعلامه زمن الطب .

وكان لمحمد - يَكِةٍ - الكتاب الذي لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لم يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرأء إلى سائر أعلامه زمن الينا01:

ه ‏ كانت له جهود كبيرة في خدمة اللغة والبيان والقرآن العظيم» وهو تلميذ الجاحظء إلا فى العقيدة» فهو سنى والجاحظ معتزلى» وقد «بادر فى صدر كتابه تأويل مشكل القرآن ببيان وجه الإعجاز القرآني » فقرر أنه معجز بتأليفه البديع ونظمه العجيب» يقول: وقطع منه بمعجز التأليف أطماع الكائدين؛ وأبانه بعجيب النظم عن حيل المتكلفين»”" . )١(‏ المصدر السابق» ص (3- 5).

' (؟) المصدر السابقء ص .)١5(‏ 629 قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربية» ص .)5١17(‏

١

"> عنس بلي

: تتجلى أسرار النظم القرآني عنده فيما يأتي‎ *

أ- ما فيه من الجمال التوقيعي الفريد والنسق الصوتي البديع» الناشئّ من تقسيم الحركة والسكون فيه تقسيماً عادلاً. . . يقول: «وجعله متلواً لا يمل على طول التلاوة» وغضاً ومسموعاً لا تمجه الآذان)» .

ب - ما فيه من معان خالدة» وما حواه من علوم خارجة عن متناول البشرء يقول: "لا يخلق على كثرة الردء وعجيباً لا تنقضي عجائبه» ومفيداً لا تنتقضي فوائده»). ْ ْ

اج - ما فيه من المعاني البلاغية التي تعتمد على دقة التعبير وإجادة التصوير بأسلوب يثير الخيال؛ ويحفز على العمل» وقد ذكر منها ابن قتيبة عقب رأيه هذا الإيجاز الذي هو التعبير عن المعاني الكثيرة ‏ بدقة وعمق - بألفاظ قليلة9' .

٠‏ - إضافة إلى ما سبق فلقد «اخطت المصطلحات البلاغية على يديه خطوة نحو التنظيم والتبويب» ودافع عن المجاز دفاعاً حاراً» موضحاً أنه ضرورة لغوية لا يستغني التعبير عنه)”" .

6 - ولابن قتيبة كتب كثيرة بث فيها نظرياته وآراءه البلاغية والنقدية» منها كتابه (الشعر والشعراء) حيث قال في مقدمته: «ولم أسلك فيما ذكرته من شعر كل شاعر مختاراً له سبيل من قلد أو استحسن باستحسان غيره» ولا نظرت إلى المتقدم منهم بعين الجلالة لتقدمه. وإلى المتأخر منهم بعين الاحتقار لتأخره» بل نظرت بعين العدل على الفريقين» وأعطيت كلا حظه. ووفرت عليه حقهء فإني رأيت من علمائنا من يستجيد الشعر السخيف لتقدم قائله» ويضعه في مُتخيره» ويُرذِل الشعر الرصين» ولا عيب عنده إلا أنه قيل في زمانه» أو أنه رأى قافله ولثم يعض الله العلم ووالشبعن والبلاعة على زم دون رمن »وله خض بيه قوماً دون قوم» بل جعل ذلك مشتركاً مقسوماً بين عباده في كل دهر»”” .

.)5١4 - 7١”(ص انظر: قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربية»‎

(0) المرجع السابق» ص(0/48. فرق الشعر والشعراء» راجعه محمد العريان» ص (595).

١7

ل

4 -ذكر أن القصيد ينبغي أن يبدأ بالنسيب ثم بالرحلة ومشاقهاء ثم المديح» وقال: «فالشاعر المجيد من سلك هذه الأساليب وعدل بين هذه القسام» فلم وبالنفوس ظمأ إلى مزيد)”'' .

4 أشار ابن قتيبة أن هناك أموراً تطرأ على الشاعر تثير خياله» وتحرك شاعريته » قال:

كيج وللشعر دواع تحث البطيء. وتبعث المتكلف» منها الطمع» ومنها الشوق» ومنها الشراب» ومئها الطرب» ومنها الغضب» وقيل للحطيئة: أي الناس أشعر؟ فأخرج لساناً دقيقاً كأنه لسان حيةء وقال: هذا إذا طمع!)”"'.

٠‏ -ذكر أن الشعر أربعة أضرب7©:

ضرب حسن لفظه وجاد معناه.

وضرب حسن لفظه وحلاء فإذا أنت فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى .

وضرب جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه .

وضرب تأخر معناه ولفظه .

١‏ تحدث عن عيوب الشعر» فذكر عيوب القوافي من الإقواء والإكفاء. والسناد» والإيطاء. والإجازة» والضرورات الشعرية» وقال عقب ذلك: «وهذا يكثر» وفيما ذكرت منه ما دلك على ما أردت من الختيارك» أخسن الرؤق) وأسهل الألفاظ»ء وأبعدها من التعقد. والاستكراهء وأقربها من أفهام العوام» وكذلك أختار للخطيب إذا خطب» والكاتب إذا كتب» فإنه يُقال: أسيدُ الشعر والكلام المطمع ؛ يراد الذي يُطمع في مثله من سمعه. وهو مكان النجم من يد المتناول)2' .

.)9١( المصدر السابقء» ص‎ )١(

زفهة الشعر والشعراء» راجعه محمد العريان» ص (071). () انظر: المصدر السابق» ص (755 -59؟). (4): المصدر السابق» عن (دة):

١

0

- وفى كتابه: (أدب الكاتب) جملة من المسائل البلاغية» فلقد أشار فى يفلوه إلى ما اعتر اومن الشيل بالكقاق والية ققال اذا عوقايات كاتبنا في كتابته أن يكون حسن الخط» قويم الحروفء وأعلى منازل أديبنا أن ردي حقو انماع كا أو وصف كأسء» وأرفع ديات 5 يطالع شيئاً من تقويم الكواكب» وينظر في شيء من القضاء وحد المنطق» ثم 0 الله بالطعن» وهو لا يعرف معناه» وعلى حديث رسول 5 بت - بالتكذيب وهو لا يدري من نقله)”"' .

وقد أشار في كتابه إلى جملة من الأمور ينبغي أن يلتزم بها الكاتب في نطاق الأسلوب والألفاظ. فقال: «ونستحب له أيضاً أن يدع في كلامه 0 والقعيدء 00 للم أن هالتا نه شكرها شرل أنشأتٌ تطّلها وتضهّلها)»2 .

ويضيف مؤكداً على ضرورة مراعاة الألفاظ لمقتضى الحال: «ونستحب له أيضاً: أن ينزل ألفاظه فى كتبه فيجعلها على قدر الكاتب والمكتوب إليه» وأن لا يعطي خسيس الناس رفيع الكلام» ولا رفيع الناس وضيع الكلام»”"©

١‏ - نقد وصية أَبْرَوِيز لكاتبه» وهي قوله: (واجمع الكثير مما تريد في القليل مما تقول). يريد الإيجازء قال ابن قتيبة: «وهذا ليس بمحمود في كل موضعء ولا بمختار في كل كتاب» بل لكل مقام مقال» ولو كان الإيجاز محموداً في كل الأحوال لجرده الله تعالى في القرآن» ولم يفعل الله ذلك» ولكنه أطال للتوكيد تارة» وحذف تارة للإيجازء وكرر تارة للإفهام)” .

والخلاصة أن ابن قتيبة من أبرز العلماء والباحثين بعد الجاحظ» وهو ممن

)١(‏ أدب الكاتب» حققه محمد محيى الدين عبد الحميدء» ص (” - ”")» دار المطبوعات الحديثة » بيروت. ١‏

() المصدر السابق. ص .)١17-1١5(‏

(9) المصدر السابق. ص .)١5(‏

(4) المصدر السابق» ص .)١97-1١5(‏

١ هع‎

َس

مهدوا الطريق أمام بروز علمي البلاغة والإعجاز بما ذكره من ملاحظات ومصطلحات بيانية وأدبية» وبما بذله من جهد في الذود عن بيان القرآن الكريم والحدية الوق الشريفه.

ل لالا

0 أبكة جل

خامساً: الميرد

-١‏ وهو صاحب كتاب (الكامل فى اللغة والاأدب)277, وفى بداية كتابه يحدد

«هذا كتاب ألفناه. يجمع ضروباً من الآداب ما بين كلام منثور» وشعر مرصوف». ومثل سائر» وموعظة بالغة. واختيار من خطبة شريفة» ورسالة بليغة» والنية فيه أن نفسر كل ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب» أو معنى مستغلق» وأن نشرح ما يعرض فيه من الإعراب شرحاً كافياً» حتى يكون هذا الكتاس بنفسه مكتفياً وعن أن يرجع إلى أحد فى تفسيره مستغنيا وبالله التوفيق)9' .

١‏ - أشار إلى أسلوبي: الإيجاز والإطناب في كلام العرب» وإلى ما يقع فيه البلغاء من ضرورات تضطرهم للخروج عن المنهج السوي الواضح في الكلام» وبين متى يكون ذلك موضع مؤاخذة» ومتى يمكن التغاضي عنه» يقول: «من كلام العرب الاختصار المفهم» والإطناب المُفخم» وقد يقع الإيماء إلى الشيء فيغني عند ذوي الألباب عن كشفه. كما قيل: لمحة دالة» وقد يُضطر الشاعر المُفلق والخطيبٌ المصفَعٌ والكاتب البليغ» فيقع في كلام أحدهم المعنى المُستغلقٌ» واللفظ المستكرّه. فإن انعطفث عليه جنبتا الكلام » غطتا على عواره» وسترتا من شينهء وإن شاء قائل أن يقول: بل الكلامٌ القبيحٌ في الكلام

)١(‏ هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي» أبو العباس» المعروف بالمبرد؛ إمام العربية في بغداد في زمنهء وأحد أئمة الأدب والأخبار» مولده بالبصرة ووفاته ببغداد» (145-710ه 4352 44هم). انظر: الأعلام» (7/ .)١55‏

(؟) الكامل في اللغة والأدب. (١/5؟)»:‏ مكتبة المعارف» بيروت.

١ 7/

له

غزاسلبرالو

الحسن أظهدث. ومجاورتة له أشهر» كان ذلك له ولكن يغتفر السيئْ للحسن» والبعيد للقريب)”"' .

'"'‏ ذكر نماذج للكلام الحسن» وأخرى للقبيح ) قال: «فمن ألفاظ العرب البينة القريبة المفهمة الحسنة الوصف,. الجميلة الرصف». قول الحطيئة :

وذاك فقى إن تأته في صنيعةٍ إلى ماله لا تأت بش فيع وكذلك قال عنترة :

يُخبِركِ من شهدّ الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم

... ومن أقبح الضرورة» وأهجن الألفاظ» وأبعد المعاني» قوله: وما مثلهٌ في الناس إلا مُملكاً أبوأمه حي أبوةٌ يقاربه

مدح بهذا الشعر إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم» وهو خال هشام بن عبد الملك» فقال: وما مثلهٌ في الناس إلا مُملكاًء يعني بالمملك هشاماً أبو أم ذلك المُملكِ أبو هذا الممدوح. ولو كان هذا الكلام على وجههء لكان قبيحاً» وكان يكون إذا وضع الكلام في موضعه أن يقول: وما مثلهٌ في الناس حي يقاريّه إلا مملك أبو آم هذا المُملك أبو هذا الممدوح» فدل على أنه خاله بهذا اللفظ البعيدء وهجنه بما أوقع فيه من التقديم والتأخير»””' .

؛ - وتحدث عن التشبيه» وأقسامه. فقال: «والتشبيه جارٍ كثير في كلام العرب» حتى لو قال قائل: هو أكثرُ كلامهم لم يُبعدا”". وجعله أربعة أقسامء قال: «والعرب تشبه على أربعةٍ أضرب : فتشبيه مفرط » وتشبيه مُصيب» وتشبيه مقارب» وتشبيه بعيد يحتاج إلى التفسيرء ولا يقوم بنفسه. وهو أخشن الكلام. فمن التشبيه المفرط المتجاوزء قولهم للسخي: هو كالبحرء وللشجاع هو كالأسدء وللشريف: سما حتى بلغ النجم . ثم زادوا فوق ذلك» فمن ذاك قول

.)١9/1١( المصدر السابق‎ )1١( .)18- ١ا/ل/١( (؟) المصدر السابق»‎ .)9/4/5( المصدر السابق»‎ )*(

"> عنس بلي

بعضهم وهو بكر النطاح لأبي دُلف القاسم بن عيسى : لَه همهملا منتهى لكبارها وهمته الصُغرى أجل من الدهر للراضة كا أو مسار وها ١‏ على الب مار أمدي مين السر ولو أنّ خلَقَ الله في مسكِ فارس2 وباررّه كان الخلئٌ من العم ”) ومن التشبيه المصيب : «قال امرؤ القيس : في طول الليل : كأن الشريا عُلقت في مَصامها بأمراس كنَّانٍ إلى صم جندل فهذا في ثبات الليل وإقامته»”" . والتشبيه المقارب عند المبرد هو التشبيه المقلوب» فقد قال: «ومن حلو التشبيه» وقريبه» وصريح الكلام» قول ذي الرمة: ورملٌ كأوراكِ العذارى قطعبّهُ وقد حلّلته المظلماتٌ الحناد؛ك الحندِسٌ : اشتداد الظلمة» وهو توكيد لها)”” . (وأما التشبيه البعيد الذي لا يقوم بنفسهء فكقوله: بل لورأني أخحث جيراننا إذأنا في الدار كأني حمارٌ فإنما أراد الصحة» فهذا بعيد لأن السامع إنما يستدل عليه بغيره»©' . ه ‏ تحدث المبرد عن الكناية» وهي تقع على ثلاثة أضرب”*: الضرب الأول: التعمية والتغطية» كقول النابغة الجعدي: أكني بغير اسمها وقد علم الله خفيات كل مُكتتم وقال ذو الرمة استراحة إلى التصريح من الكناية : ْ إلغن” المكان اقلق من اج أل عد الشت وتلبيهيطا مدن العزراب القانا ده الوص عاد للم عي لشو رلا بد لفان يماد

.)١١١/5( المصدر السابق»‎ )١( (؟) الكامل في اللغة والأدب. (؟/ /1/ا).‎ المصدر السابق» (؟8947/5).‎ )*( .)١١"/59( المصدر السابق»‎ ):4( .)6 5/؟( انظر: المصدر السابق»‎ )5(

١8

ل

فق فيرو قال تاكن ثيل لحك ليزه ابتار أرقت إل فسَآيكُم © [البقرة: /ا4ا]. وقال : # أو لَمسَم اليسَا4 [النساء ].

له

وقال الله تعالى في المسيح وأمه: كنا يََسكُلَانِ الصا 4 [المائدة: 5 » وإنما هو كناية عن قضاء الحاجة .

الضرب الثالث: للتعظيم والتفخيم» ومنه اشتقت الكنية» وهو أن يُعظم الرجل أن يُدعى باسمه .

5 يوجز الدكتور شوقى ضيف جهود المبرد بأن هناك «ملاحظات بيانية تتخلل كتابه الكامل من حين إلى حين» وهو يعرض فيه نماذج أدبية شعرية ونثرية كثيرة» متبعاً لها بالشرح اللغوي» ومشيراً أحياناً إلى ما في الكلام من استعارة أو التفات أو إيجاز أو إطناب أو تقديم أو تأخير»ء ويذكر أحياناً كلمة المجاز ولكن بالمعنى اللغوي» وقد وقف عند الكناية وجعلها على ثلاثة أوجه» فهي إما للتعمية والتغطية» وإما للرغبة عن اللفظ الخسيس المفحش إلى ما يدل على معناه من غيره» وإما للتفخيم والتعظيم. وفصل الحديث في التشبيه تفصيلاً لعله لم يُسبق إليه» ساق فيه أمثلة كثيرة» وقدبوزعة على اريفة انوع : تشبيه مفرط» وتشبيه مصيب» وتشبيه مقارب» وتشبيه بعيد. وربما كان أهم ما تركه للبلاغيين من بعده ملاحظته تنوع أضرب الخبر والمعنى واحد)”"" .

لا لا لا

.)5١- 50( البلاغة تطور وتاريخ» ص‎ )١(

١6

أي |

”0 غزإسل لاله

سادساً: ابن المعتز

١‏ - ابن المعتز هو واضع علم البديع”"'» يقول الدكتور عبد العزيز عتيق: «وإذا كان عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة 41١(‏ ه) وصاحب كتابي : (دلائل الإعجاز) و (أسرار البلاغة) هو واضع نظرية علم البيان وعلم المعاني» فإن عبد الله بن المعتز هو واضع علم البديع» كما يفهم ذلك من كتابه المسمى : كتاب البديع» الذي ألفه سنة (717/4) للهجرةء ويبدو أنه ألف هذا الكتاب رداً على من زعم من معاصريه أن بشار بن برد ومسلم بن الوليد وأبا نواس هم السابقون إلى استعمال البديع في شعرهم)”"' .

؟ - بين ابن المعتز أن البديع موجود في كلام العرب القدماء» وفي كتاب الله عز وجل وحديث نبيه عليه السلام» ليثبت أصالة هذا الفن في تراث العرب» وأن المحدثين لم يسبقوا إليه» وإنما أكثروا منهء وعن ذلك يقول في مقدمة كتابه: «قد قدمنا في أبواب كتاينا هذا بعض ما وجدنا في القرآن واللغة وأحاديث رسول الله - يَدلِةِ - » وكلام الصحابة والأعراب وغيرهم» وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون البديع. ليعلم أن بشاراً ومسلماً وأبا نواس من تقيلهم وسلك سبيلهم» لم يسبقوا إلى هذا الفن» ولكنه كثر في أشعارهم» فعرف في زمانهم» حتى سمي بهذا الاسم. فأعرب عنه ودل عليه ثم إن حبيب بن أوس الطائي من بعدهم شغف به» حتى غلب عليه وتفرع فيه. وأكثر منهء فأحسن في بعض ذلك وأساء في بعض وتلك عقبى الإفراط وثمرة الإسراف. وإنما كان يقول الشاعر من هذا الفن البيت والبيتين في القصيدة»

() عبد الله بن محمد المعتز بالله» بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد العباسي» أبو العباس» شاعر وخليفة» مولده ووفاته ببغداد» 0 -555ه - 1آكم - 004 ). انظر: الأعلام» .)١١9-571١8/4(‏

2 علم البديع » د. عبد العزيز عتيق» ص .)١5(‏

١6١

ل

وربما قُرئت من شعر أحدهم قصائد من غير أن يوجد فيها بيت بديع» وكان مسحسن منهم إذا أت نامر

" - وفنون البديع التي درسها في كتابه (البديع) خمسة: الاستعارة والجناس والمطابقة ورد أعجاز الكلام على ما تقدمهاء والمذهب الكلامي. ولا شك أنه مزج بين بعض مباحث علم البيان وعلم البديع لعدم وضوح حدود كل علم حينذاك» فالاستعارة أدخلها الشيخ عبد القاهر فيما بعد في مباحث علم البيان.

5 - ورغبة منه في أن تكثر فوائد كتابه للمتأدبين أتبع هذه الفنون الخمسة التي اعتمدها أصولاً لعلم البديع» بذكر ثلاثة عشر فناً بديعياً سماها (محاسن الكلام والشعر). وقد قال في مقدمة هذا القسم: «ونحن الآن نذكر بعض محاسن الكلام والشعرء ومحاستها كثيرة» لا ينبغي للعالم أن يدعي الإحاطة بهاء ويعلم الناظر أنا اقتصرنا بالبديع على الفنون الخمسة اختباراً من غير جهل بمحاسن الكلام)”"2. وهذه الفنون هي :

١_الالتفات.‏ ؟ - اعتراض كلام في كلام لم يتمم الشاعر معناه » ثم يعود إليه فيتممه في بيت واحد.

4 - حسن الخروج من معنى إلى معنى . © - تأكيد مدح بما يشبه الذم .

. تجاهل العارف‎

/ -هزل يراد به الجد.

8 - حسن التضمين .

4 التعريض والكناية .

)0غ( البديع » تحقيق كراتشكو فسكي . ص ().ء دار المسيرة» بيروت» الطبعة الغالئة» هم 1545ام.

له

0

15 دعسن التشبية: ١‏ -إعنات الشاعر نفسه في القوافي وتكلفه من ذلك ما ليس له» وهو ما عرف فيما بعد بلزوم ما لا يلزم من القوافي . حسن الابتداءات . ١‏ الإفراط في الصفة (المبالغة)”"". 5 وقيمة كتاب البديع تتجلى في أمرر الأول: التركيز على خصائص النص. وإهمال بعض الجوانب الأخرى التي كانت طرفاً مهما في النظرية البلاغية مثل المتكلم والسامع . الثاني : النظر إلى مسألة البديع من زاوية الصراع بين القدماء والمحدثين”"©

000 0 التفكير البلاغي عند ل أسسه 0 إن القرن العاديى؛ مشروع قراءة» حمادي صمود.ء ص (098).

١07

يسح

سايعاً: قدامة بن جعفر

١‏ - وضع قدامة كتاب (نقد الشعر)"'2» وتحدث في مقدمة كتابه موضحاً سبب تأليفه» فقال: «العلم بالشعر ينقسم أقساماً :

فقسم ينسب إلى علم عروضه ووزنه.

وقسم ينسب إلى علم قوافيه ومقاطعه .

وقسم ينسب إلى علم غريبه ولغته .

وقسم ينسب إلى علم معانيه والمقصد به.

وقسم ينسب إلى علم جيده ورديئه .

وقد عني الناس بوضع الكتب في القسم الأول وما يليه إلى الرابع عناية تامة... ولم أجد أحداً وضع في نقد الشعر وتخليص جيده من رديئه كتاباً» وكان الكلام عندي في هذا القسم أولى بالشعر من سائر الأقسام المعدودة»”"' .

ويضيف مبيناً جهل الناس بقواعد النقد الأدبي : «فأما علم جيد الشعر من رديئه فإن الناس يخبطون في ذلك منذ تفقهوا في العلوم» فقليلاً ما يصيبون» ولما وجدت الأمر على ذلك. وتبينت أن هذا الكلام في هذا الأمر أخص بالشعر من سائر الأسباب الأخرء وأن الناس قد قصروا في وضع كتاب فيه» رأيت أن أتكلم في ذلك بما يبلغه الوسع)”©.

)١(‏ قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي » أبو الفرج » كاتب من البلغاء الفصحاء المتقدمين في علم المنطق والفلسفة » توفي ببغداد (##90 ها - 958 م). انظر: الأعلام » .)١9١/6(‏

(0) نقد الشعرء تحقيق د. محمد عبد المنعم خفاجي» ص ))25١(‏ دار الكتب العلمية» بيروت .

(*) المصدر السابق.؛ ص(55).

0 ا 7

غزاسلبرالو

؟ - بعد ذلك ينتقل إلى الفصل الأول. وفيه عرف الشعر فقال: (إنه قول موزون مقفى يدل على معنى» . وقرر بأن الشعر صناعة» والغرض «في كل صناعة إجراء ما يصنع ويعمل على غاية التجويد والكمال» إذ كان جميع مايؤلف ويصنع على سبيل الصناعات والمهن فله طرفان» أحدهما غاية التحرذة عرولا حعزغانة الرداةة وحدووة كنيقا سين الوباظ 3

- ويقرر هنا حرية الشاعرء فيقول: «ومما يجب تقدمته وتوطيده قبل ماأريد أن أتكلم فيه؛ أن المعاني كلها معرضة للشاعر» وله أن يتكلم منها فيما أحب وآثرء من غير أن يُحظر عليه معنى يروم الكلام فيه)”" .

4 - ولا يرى بأساً من تناقض الشاعر مع نفسه. يقول: «ومما يجب تقديمه أيضاً أن مناقضة الشاعر نفسه في قصيدتين أو كلمتين» بأن يصف شيئاً واحداً وصفاً حسئاًء ثم يذمه بعد ذلك ذماً حسناء بيناً غير منكر عليه» ولا معيب من فعله» إذا أحسن المدح والذم» بل ذلك عندي يدل على قوة الشاعر في صناعته واقتداره عليها)””" .

ه ‏ ذكر أن المفردات التى يحيط بها حد الشعر أربعة: اللفظ والمعنى والوزن والتقفية. وهذه الأربعة ينتج من ائتلافها أربعة أخرى» وهي :

- ائتلاف اللفظ مع المعنى .

ائتلاف اللفظ مع الوزن.

ائتلاف المعنى مع الوزن.

- وائتلاف المعنى مع القافية .

ليقول بعد هذا: «وصارت أجناس الشعر ثمانية» وهى الأربعة المفردات البسائط التي يدل عليها حده؛ والأربعة المؤلفات منها. ولما كان لكل واحدة من هذه الثمانية صفات يمدح بهاء وأحوال يعاب من أجلهاء وجب أن يكون

درق المصدر السابق » ص(51). (07) المصدر السابق» ص(560). 29 المصدر السابقء ص (55).

١

ل

جيد ذلك ورديئه لاحقين للشعرء إذ كان لا يخرج شيء منه عنها»!" .

"‏ في الفصل الثاني : تناول نعوت عناصر الشعر الأربعة المفردات» ففي نعت اللفظ قرر «أن يكون سمحاًء سهل مخارج الحروف من مواضعهاء رونق الفصاحة. مع الخلو من البشاعة)”"' . ٠‏ وفي نعت الوزن: أن يكون سهل العروض» وتحدث عن الترصيع» (وهو أن يتوخى فيه تصيير مقاطع الأجزاء في البيت على سجع أو شبيه به» أو من جنس واحد في التصريف)7 .

وفي نعت القوافي: : «أن تكون عذبة الحرف سلسة المخرج» وأن تقصد لتصيير مقطع المصراع الأول في البيت الأول من القصيدة مثل قافيتها»؟' .

وفي المعنى قال: (وجماع الوصف لذلك أن يكون المعنى مواجهاً للغرض المقصود. غير عادل عن الأمر المطلوب)” 0 وقد قصر الحديث في المعنى على أهم الأغراض الشعرية» وهي : المديح والهجاء والنسيب والمرائي والوصف والتشبيه .

7 زوفي تعائيله عن نعت التشبية عرف التشبيه بقوله :اما أوقع بين الشيتين

شتراكهما في الصفات أكثر من انفرادهما فيهاء حتى يدني بهما إلى حال 0

6 بعد ذلك يذكر نعوتاً تعم جميع المعاني الشعرية» وهي على التوالي : صحة التقسيمء صحة المقابلة» صحة التفسيرء التتميم. المبالغة» التكافؤق الالتفات.

4 - بعد ذلك ينتقل ليتناول نعوت عناصر الشعر الأربعة المركبات» ففي

.)7/١(ص المصدر السابق.»‎ )١( زفق المصدر السابق. ص(75).‎ .)8١(ص المصدر السابق.ء‎ )0( المصدر السابق»ء ص(85).‎ )( .)9١2(١ص الك المصدر السابق؛‎ .)١؟8(ص المصدر السابق»ء‎ )5(

| 1

0

نعت اثتللاف اللفظ مع المعنى» يتحدث عن : المساواة» الإشارة» الإرداف» التمثيل» المطابق» المجانس .

ثم يتحدث عن ائتلاف اللفظ مع الوزن» وائتلاف المعنى مع الوزن»

٠‏ - وفي الفصل الثالث من كتابه عيوب الشعر تناول العيوب في العناصر الأربعة المفردة» والعناصر الأربعة المركبة.

قفي عيوب اللفظ تحدث عن المعاظلة. ثم تحدث عن عيوب الوزن» وعيوبت القوافى وهى : التجميع » الإقواء. الإيطاء. السناد. ثم عن عيوب المعاني في الأغراض الشعرية الست» ثم عن العيوب العامة للمعاني» وهي عنده: فساد الأقسام» فساد المقابلات» فساد التفسير» الاستحالة والتناقض» إيقاع الممتنع في المعاني في حال ما يجوز وقوعه» مخالفة العرف» أن ينسب إلى الشىء ما ليس له.

ثم تحدث عن العيوب التي ترجع إلى العناصر الأربعة المركبة :

فى عيوب اتتللاف اللفظ مع المعنى» تحدث عن الإخلال والتطويل لغير فائدة .

وفي عيوب ائتلاف اللفظ مع الوزن» تحدث عن الحشو والتثليم » والتذنيب والتغيير» والتعطيل.

وفي عيوب اثتلاف المعنى مع القافية» تحدث عن التكلف في طلب القافية» والإتيان بالقافية من أجل السجع .

-١‏ يبقى أن نشير إلى تأثر قدامة بالفلسفة اليونانية ومنهج أرسطوء وحول هذا الأمر» ومجمل ما أضافه قدامة. يقول الدكتور عبد الفتاح لاشين: «ألف قدامة كتابه نقد الشعر متأثراً فيه بالفكر اليونانى» وتعرض لمباحث عرفت بعد أنها من علم المعاني. وهي: التتميم. والإيغال» والمساواة»ء والإشارة» والإيجاز. كما تعرض لمباحث عرفت أنها من علم البيان» وهي: التشبيه »

١ /ا6‎

0 أبك همل

0

ويفيض فى بيان صوره وأقسامه. والاستعارة » والتمثيل» والإرداف» وعرف كل ذلك مع ضرب الشواهد لها. وقد عد قدامة وابن المعتز أول المخترعين للبديع والمدونين له» وقد وصف العلوي قدامة بأنه جواب البلاغة» ونقادها

البصيرء والمهيمن على معانيهاء وخرّيتها الخبير)”"2.

- وفي السياق ذاته يقول الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي: «على أن قدامة في كتابه يضع منهجاً نقدياً لنقد الشعرء متأثراً فيه بالثقافتين العربية الأصيلة والفلسفة اليونانية» ونهج قدامة في نقد الشعر نقد عقلي. فقد صور المثل الأعلى للشعر»ء وما يجب أن يكون عليه» وذلك ببيان عناصر الشعرء والأوصاف الجميلة لكل عنصرء ثم قال: إن هذا المثل الأعلى يرشدنا أولاً وبالذات إلى معرفة جيد الشعرء وثانياً وبالتبع إلى معرفة رديئه الذي هو ضد الجيد منه» وثالثاً معرفة درجة الرداءة بالنسبة إلى ما كان من الشعر بين الجودة والرداءة)0" .

ويضيف مقرراً أثر قدامة في تدوين البلاغة العربية: «على أن هذا النهج الذي نهجه قدامة كان أكبر خطوة جريئة لتدوين البلاغة العربية» وأصول النقد الأدبي» وحسبك أن ثلاثة من النقاد العرب احتذوا قدامة ونهجه في النقد احتذاء كاملاً» وأولهم أبو هلال العسكري (595 ه) في كتابه الصناعتين» وثانيهما ابن رشيق (16057ه) فى كتابه العمدة. وثالثهما ابن سنان الخفاجى (155 ه) فى كتابه سن الففيياضة »وقد تأثر غلماء البلاغة تائراً كتذيدا بقدامة وآزائه فى نقد الشعرء ومنهم عبد القاهر الجرجاني والسكاكي وسواهم)”" . 1

ل لالا

.)55 - 57( المعاني في ضوء أساليب القرآن» ص‎ )١( (؟) نقد الشعرء [تمهيد المحقق] ص (ل!0).‎ ' .)08( المصدر السابق» ص‎ )0

١م‎

له

عزاسل يراليه

ثامناً: إسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن وهب

١‏ - وهو صاحب كتاب (نقد النثر)""2» أو (البرهان في وجوه البيان) كما جزم بذلك الدكتور شوقي ضيف. معتمداً على مقال علي حسن عبد القادر (في سنة ١158/1758‏ بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق» يقول فيه : إن هذا الكاكد الدى طع بانتم تقد "لله اوقب بحسا لى قاط م الما عن دمن كتاب (البرهان في وجوه البيان) لإسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن وعب» عثر عليه في بعض المكتبات الأوروبية»'"". والمؤلف من أسرة كانت تخدم في الدواوين العباسية منذ عصر المأمون.

وكان الكتاب قد طبع منسوباً إلى قدامة بن جعفرء وقد جزم بذلك الأستاذ عبد الحميد عبادي”"؛ وما ذهب إليه الدكتور شوقي ضيف نقلاً عن علي حسن عبد القادر أقوى لأنه يعتمن على تسخة مخطوطة» وأما كلام العبادي فكان يعتمد على الموازنات بين نقد الشعر ونقد النثرء والاستقراء والاستنتاج.

ره رضخ فى الجلاايه مهد يقال : «وقد ذكرت في كتابي هذا جملا من أقسام البيانء وفقراً من آداب حكماء أهل اللسان» لم أسبق المتقدمين إليهاء ولكني شرحت في بعض أقوالي ما أجملوه؛ واختصرت في بعض ذلك ما أطالوه» وأوضحت في كثير منه ما أوعروه» وجمعت في مواضع منه مافرقوه. ليخف بالاختصار حفظه» ويقرب بالجمع والويضاح فهمه)7 2 .

- وكتاب (نقد النثر) يتناول موضوعات شتى من موضوعات البلاغة ؛ كالخبر والتشبيه والرمز والوحي والاستعارة والأمثال» واللغز والحذف

)1١(‏ لم يترجم له في الأعلام.

(؟) البلاغة تطور وتاريخ» ص (97).

(9) انظر: كتاب نقد النثرء ص )20١(‏ [مقدمة التحقيق]. (5) المصدر السابق» ص (0).

168

| 1

0

والمبالغة والتقديم والتأخير» وتأليف العبارة وغير ذلك. كما تحدث عن المنثور وما جاء فيه» فتناول الخطب والترسل» والعيوب التى تشين الألفاظ فى الخطابة» وتكلم عن حسن الخط في الكتابة» وأدب الجدل.

5 - تحدث عن وجوه البيان» وهى عنده أربعة» يقول: «والبيان على أربعة أوجه: فمنه بيان الأشياء بذواتهاء وإن لم تبن بلغاتهاء ومنه البيان الذي يحصل فى القلب عند إعمال الفكرة واللب» ومله البيان الذي هو نطق اللسان» ومنله البيان بالكتاب الذي يبلغ من بَعْد أو غاب)”'" .

© تحدث عن القياس . وقال: «والقياس فى اللغة التمثيل والتشبيه» وهما يقعان بين الأشياء في بعض معانيها لا في سائرهاء ولأنه لا يجوز أن يشبه شيء شيئاً في جميع صفاته ؟ ويكون غيره؛ والتشبيه لا يخلو من أن يكون تشبيهاً في حد أو وصف أو اسمء فالشبه في الحد هو الذي يحكم لشبهه بمثل حكمه إذا يحكم في بعض الأشياء» فيكون صادقاًء وفي بعضها فيكون كاذباً» والشبه في الاسم غير محكوم فيه بشيء إلا أن يكون الاسم مشتقاً من وصف)”©.

5 - وفى باب الخبر ذكر أن الخبر منه يقين ومنه تصديقء» فاليقين ثلاثة أقسام :

أحدها: خبر الاستفاضة والتواتر الذي يأتى على ألسن الجماعة المتباينة هممهم وإرادتهم وبلدانهم .

والثاني: خبر الرسل عليهم السلام» ومن جهر من الأئمة.

والثالث : ما تواترت أخبار الخاصة به مما لم تشهده العامة.

وأما خبر التصديق فهو الخبر الذي يأتي به الرجل والرجلان والأكثر فيما لا يوصل إلى معرفته من القياس والتؤاتر ولا أخبار المعصومين» ولا يُعلم من

(؟) المصدر السابق» ص (4). 0( المصدر السايق» ص (50).

ل

جهة الآحادء وذلك مثل الفتيا في حوادث الدين التي ابتلي بها قوم دون آخرين» فسألوا عنها فخحبروا بالواجب فيها”'' .

وتحدث في باب الاستعارة عن سبب وجودها في كلام العرب» فقال: «وأما الاستعارة فإنما احتيج إليها في كلام العرب لأن ألفاظهم أكثر من معانيهم» وليس هذا في لسان غير لسانهم» فهم يعبرون عن المعنى الواحد بعبارات كثيرة» ربما كانت مفردة له» وربما كانت مشتركة بينه ويبن غيره» وربما استعاروا بعض ذلك في موضع بعض على التوسع والمجازء فيقولون إذا سأل الرجلّ الرجلَّ شيئاً فبخل به عليه : (لقد بخله فلان). وهو لم يسأله ليبخل» وإنما سأله ليعطيه» ولكن البخل لما ظهر منه عند مسألته إياه» جاز في توسعهم ومجاز قولهم أن يُنسب ذلك إليه . ومنه قول الشاعر:

* فللموت ما تلد الوالدة *

والوالدة إننا تطلب: الولك للعشن: لأ لبعوت» ولك ليا كان جمصيرة إلى المت فاق أن يقال للمززنك ولدتة» ومفله قن قولة تغالى :39 ورا كرات العرءان جََلَابَكَ وين لس امن الآجْرَة حِجَابا سوا (2) وَسََلَا ع دلو َه أن بفْفَهُوْ وَفّ اداح قرا 4 [الإسراء: 40 -45]. وذلك أنهم كانوا عند تلاوة القرآن قد حجبوا قلوبهم عن تفهمهء وصدفوا بأسماعهم عن تدبره؛ فجاز أن يقال على المجاز والاستعارة: إن الذي تلا ذلك عليهم جعلهم كذلك» والدليل على ما قلناه» وأن حقيقة الأمر أنهم هم الفاعلون لذلك دون غيرهمء قول الله عز وجل في موضع آخر : لاوَإِنْ حلا وهم لَه لَه جَعَوَا حَيعَغْ في اذام وَأسْتَفْسَوا ابم وأصَرُواوَأَسَتَكبروأ أشمَكيانا4 [نوح: 7] . ومثل الأول قوله تعالى: وَل نِم مَنَ أَعْهَلْنَا قَلبَمّ عن وَوِْنَا 44 الآية [الكهف: 18؟] » لما غفل عن الذكر كان بمنزلة من بخل عند المسألة» فجاز أن يقال للذي أذكره قد أغفل قلبه» كما جاز أن يقال للذي سأل ذلك فبخل عليه قد بخله)”" .

() انظر: المصدر السابق» ص ١-540‏ (؟) المصدر السابق. ص 584(‏ 590).

١1١

"> عنس بلي

ونحن نلحظ عنده تداخل المصطلحات البلاغية» فهو يمزج بين المجاز العقلي والمجاز المرسل والاستعارة» والأمثلة التي ذكرها تندرج في المجاز العقلي ذي العلاقة السببية» أي نسبة الفعل لغير فاعله الحقيقي لوجود علاقة السببية» وأما قوله: «والوالدة إنما تطلب الولد ليعيش لا ليموت» ولكن لما كان مصيره إلى الموت جاز أن يقال: للموت ولدته» تعقيباً على قول الشاعر: (فللموت ما تلد الوالدة) فهذا مزاج مرسل باعتبار ما سيؤول إليه.

6 والخلاصة هي أن هذا الكتاب صعب الأسلوب» وامتزاج المصطلحات البيانية كثير فيه» وقد أقحمت في مباحثه موضوعات غير ذات صلة بالبيان» مثل الحديث عن الظن ضمن الحديث عن الخبرء حيث قال: «وقد يستنبط علم باطن الأشياء بوجه ثالث هو الظن والتخمين» لط رك ل سايم ولا يأتي فيه خبرء وفي الظن حق وباطل» ولذلك قال الله عز وجل : # إن بحص أن ك4 [العدرات 7]ء وقال في موضع آخر فأخرجه مخرج اليقين:

وعليرا أن ل ملكتا مِنَّ أ إِلَّا إليه4 [التوبة : 1114 . وظن كل امرئ على مقدار 0

أبواب العلمء قال تعالى : 0 ان ون لعلو لايل من َي ينا [النجم: 8؟] . وأما الآية الثانية التي استشهد بهاء فالظن فيها بمعنى اليقين.

لا لالا

.)"0( المصدر السابق» ص‎ )١(

١17

َس

تاسعاً: اين طباطيا

١‏ - وهو صاحب كتاب عيار الشعر”'؟» ويقول فى مقدمته: «فهمت ‏ حاطك انعا اسالت :]نا افق عدم القع بوالسني) اللاي يه ينهد" إلى اعمط وتقريب ذلك على فهمكء» والتأتى لتيسير ما عَسر منه عليك» وأنا مبين لك ما سألت منهء وفاتح ما يستغلق عليك منه إن شاء الله تعالى»9؟ .

؟ - وقد تناول في كتابه بعض مباحث البلاغة مثل: المعاني والألفاظء طريقة المولدين في التشبيهه وضروب التشبيهات» وأدوات التشبيهء والابتداءات» والتعريض الذي ينوب عن التصريح». وسنن العرب وتقاليدهاء والأبيات المتفاوتة النسج» والمعاني المشتركة» والشعر الحسن اللفظ» الواهي المعنى» والشعر الصحيح المعنى الرث الصياغة» والمعنى البارع في المعرض الحسن» التشبيهات البعيدة (الغلو)» والتخلصء وغير ذلك بحيث نستطيع أن نقول إن أكثر مباحث هذا الكتاب استندت إلى البلاغة .

*- في حديثه عن أدوات الشعر ذكر بعض مباحث البلاغة» قال: «والوقوف على مذاهب العرب في تأسيس الشعر» والتصرف في معانيه» في كل فن قالت العرية ون لون المستدلة منها وتعريضها وإطنابها وتقصيرهاء وإطالتها وإيجازهاء ولطفها وخلابتهاء وعذوبة ألفاظهاء وجزالة معانيهاء وحسن مبانيهاء وحلاوة مقاطعها»”" .

)١(‏ هو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطباء الحسني العلوي. شاعر مفلق وعالم بالأدب. مولده ووفاته بأصبهان. (55اه > 984م). انظر الأعلام للزركلى» (708/0).

(0) عيار الشغره مراجعة نعيم زرزورء ص(68). دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» 107١اه/‏ 1987م.

(9) المصدر السابق» ص .)٠١(‏

١57

ل

5 - أما الطريقة التي اتبعها المؤلف فهي الاستكثار من الأمثلة مع قلة التحليل أو انعدامه في كثير من الأحيان» فمثلاً أنت لا تجد له فى حديثه عن الأبيات التى أغرق: قاقلوها في منعاتها :وهو رقع 3خ( )متي إلا خمية انط 607 .رفاك يي

قال عند بيت النابغة : وإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

«وإنما قال: (كالليل الذي هو مدركي) ولم يقل كالصبح» لأنه وصفه في حال سخطهء فشبهه بالليل وهو له» فهي كلمة جامعة لمعانٍ كثيرة)”'" .

وقال عند قول الفرزدق : لقد خفت حتى لو رأى الموت مقبلاً ليأخذني والموتٌ يُكره زائرة لكان من الحجاج أهون روعة إذا هو أغفى وهو سام نواظره

افانظر إلى لطفه في قوله : (إذا هو أغفى) ليكون أشد مبالغة في الوصف إذا وصفه عند إغفاله بالموت» فما ظنك به ناظراً متأملا يقظاً ثم نزهه عن الإغفاءء فقال: (وهو سام نواظره)»9” .

- والمؤلف غالبا ما يكتفي بذكر عنوان موضوعه وأسطر قليلة في تعريف الموضوعء ثم يسرد الأمثلة» ولم يشذ عن هذا إلا مقدمات كتابه التي تناولت الشعر وأدواته» وصناعة الشعرء والمعانى والألفاظء وشعر المولدين» وطريقة الغرث في القشبيه» والمثل الأحلؤقية عند العرب:وبتاء المديت والهجاء عليهاء وعيار الشعرء فهي موضوعات تناولها بأسلوب نثري » واعتمد في جلها على ما قيل قبله في هذا الصدد.

1 - من مباحثه البلاغية كلامه عن ضروب التشبيهات» حيث قال: «والتشبيهات على ضروب مختلفة» فمنها تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة» )١‏ انظر: المصدر السابق» ص (١1ه‏ -14).

زفق المصدر السابق. ص زمه). 9) المصدر السابق نفسه.

1

0 أبك همل

0

ومنها تشبيهه به معنى» ومنها تشبيهه به حركة» وبطئاً وسرعة» ومنها تشبيهه به لونآء ومنها تشبيهه به صوتاء وربما امتزجت هذه المعاني بعضها ببعضء فإذا اتفق في الشيء المشبه بالشيء معنيان أو ثلاثة معان من هذه الأوصاف قوي اكيت توتاكد الفيدى فيوخت الكهر ب اللشاغن الكديرة المورةة لي نفأما تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة» فكقول امرئ القيس : كأن قلوبٌ الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العنابٌ والحشففٌ البالي وكقوله: كأن عيونَ الوحش حول خبائنا وأرحلنا الجزعٌ الذي لم يُتقب”"© ويستمر في سرد الأمثلة لهذا القسم وبقية الأقسام . وأما فى مبحث أدوات التشبيه» فيقول: «فما كان من التشبيه صادقاً. قلت ىوصق كانت إل ككة اله ونا قارب الصيذق فلك له دراه ار يفال إر كاد فمن التشبيه الصادق قول امرئ القيس : نظرتٌ إليها والنجومٌ كأنها مصابيحٌ رهيانٍ تسب لقمّال فشبه النجوم بمصابيح رهبان لفرط ضيائها وتعهد الرهبان لمصابيحهمء وقيامهم عليها لتزهر إلى الصبح» فكذلك النجوم زاهرة طول الليل» وتتضاءل للصباح كتضاؤل المصابيح له. وقال: (تشب لقفال) لأن أحياء العرب بالبادية إذا قفلت إلى مواضعها التي تأوي إليها من مصيف إلى مشتى» ومن مشتى إلى مربع» أوقدت نيراناً على قدر كثرة منازلها وقلتهاء ليُهتدى بهاء فشبه النجوم ومواقعها من السماء بتفرق تلك النيران واجتماعها في مكان بعد مكان على حسب منازل القفال من أحياء العرب. ويُهتدى بالنجوم كما يهتدي القفال بالنيران الموقدة لهم)”"'. وعلى الرغم من جودة هذا التحليل» فإن تأكيد التشبيه من عدمه يندرج عند البلاغيين بمراعاة مقتضى الحال» وهم حين يتحدثون عن أدوات التشبيه

دلق المصدر السابق» ص 595). () المصدر السابقء ص (57 -58).

0

يقسمونها إلى حروف وأسماء وأفعال» وهو تقسيم أكثر علمية مما ذهب إليه المؤلف. حيث اعتبر البلاغيون الوضع اللغوي. بينما اعتبر ابن طباطبا الوضع الدلالي للتشبيه»ء من حيث مطابقة الوضع الخارجي الذي من خلال مطابقته يكون نعت الصدق وما اقترب منهء وعليه يمكن تحديد الأداة.

7 - والخلاصة أن كتاب عيار الشعر لابن طباطبا قد استفاد من مباحث البلاغة قبله» ونوه بهاء وهو يعتبر حلقة هامة ضمن سلسلة الكتب التي عنيت بالبحث البلاغي في تراث العرب .

ل لالا

1١31

و اباك همل

0

١‏ الآمدي هو من كبار النقاد العرب في القرن الرابع الهجري. والذي شهد ناقداً آخر لا يقل أهمية عن الامدي» وهو القاضى الجرجانى الذي سنتحدث عنه كد كارا + افق هد الغرن الفا كارك سوم قنقة مين انصار الت ومن تانج واي تمع مواناف؟ ريه الف الأمدي ايه رانمر رشي الطا نو الذي يعد أول كتاب في النقد عند العرب بمعناه العلمي الدقيق» فلما تقدم هذا القرن ظهرت الخصومة القوية أيضاً بين أنصار المتنبي وخصومه. فألف القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني كتابه القيم : (الوساطة بين المتنبي وخصومه)ء وقد استفاد الأمدي والجرجاني بالمقاييس البلاغية في الحكم في هاتين الخصومتين» كما كان الأسلوب البياني للقرآن الكريم هو الفيصل في كل مسألة اشتدت الخصومة حولها)”"' .

*"'- وقيمة الكتاب ليست في الموازنة بقدر ما هي في المنهج الذي رسمه الآمدي» يقول: «ولست أحب أن أطلق القول بأيهما أشعر عندي؟ ولا أرى أن يفعل ذلك فيستهدفٌ لذم أحد الفريقين» لآن الناس لم يتفقوا على أي الأربعة أشعر؟ في امرئ القيس وزهير والنابغة والأعشى» ولافي جرير والفرزدق والأخطل» ولا فى بشار ومروان والسيد. ولافى أبى نواس وأبى العتاهية ومسلم والعباس بن الكسف لالسلاف ارام الناس في الشعر شان مذهبهم فيه . فإن كنت أدام الله سلامتك ممن يفضل سهل الكلام وقريبه» ويؤثر صحة السبك. وحسن العبارة» وحلو اللفظء وكثرة الماء والرونق» فالبحتري أشعر

(1) هو الحسن بن بشر بن يحيى الآمديء أبو القاسم» عالم بالأدب». وراوية» وهو من الكتاب» أصله من آمد» ومولده ووفاته بالبصرة. (٠لالاه‏ - ٠58م).‏ انظر: الأعلامء (186/5).

(؟) قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربية» ص(159- .)8٠0١‏

١ 71/

ل

عندك ضرورة. وإن كنت تميل إلى الصنعة» والمعاني الغامضة» التي تستخرج بالغوص والفكرة» ولا تلوي على ما سوى ذلك» فأبو تمام عندك أشعر لا محالة.

فأما أنا فلا أفصح بتفضيل أحدهما على الآخر. ولكني أوازن بين قصيدة وقصيدة من شعرهما إذا اتفقتا في الوزن والقافية وإعراب القافية» وبين معنى ومعنى» ثم أقول: أيهما أشعر في تلك القصيدة» وفي ذلك المعنى؟ ثم احكم أنت حينتذ إن شئت على جملة ما لكل واحد منهماء إن أحطت علماً بالجيد والرديء)”"' . ومن تحليل ما تقدم نجد الموازنة «في الواقع دراسة تطبيقية للصورة والمحسنات في شعر الشاعرين)”".

*- حدد الآمدي كيفية عرض المادة العلمية فى كتابهء فقال: «وأنا أبتدئ بذكر ما سمعته من احتجاج كل فرقة من أصحاب هذين الشاعرين على الفرقة الأخرى» عند تخاصمهم في تفضيل أحدهما على الآخرء وما ينعاه بعض على بعض» لنتأمل ذلك» وتزداد بصيرة وقوة في حكمك إن شكت أن تحكمء واعتقادك فيما لعل أن تعتقده)”” .

5 - وعن قيمة كتاب الموازنة يقول السيد أحمد صقر : «والحق الذي لا مرية فيه أن كتاب الموازنة خليق بإعجاب القراء» جدير بإكبارهم» ولا أحسب أن أحداً منهم بعد قراءته له في هذه الطبعة سينكر عليّ قولي : إن الآمدي أعظم نقاد الأدب العربي» وإمامهم الذي لا يضارع» ولا يجارى» وإنه في تاريخ النقد أمة وحدهء فى دقة منهجه. وأصالة رأيهء وعمق فكره.» وحسن عرضهء ونصاعة أسلوبه» وشدة إخلاصه للمهمة الشاقة التي جرد عزمه لهاء وانتدب نفسه للنهوض بهاء وصبّرها على تحمل أعبائهاء حتى خرج الكتاب من بين يديه

-

مستحصداً قويما» وافياً بالغرض الذي أراغ له» جامعاً لأشتات المعاني» ملماً

)١(‏ الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري» تحقيق السيد أحمد صقرء(١/0‏ - 5 )»دار المعارف» القاهرة» الطبعة الرابعة.

(؟) علم البيان» د. عبد العزيز عتيق» ص .)١5(‏

9) الموازنة, (5/1).

1١78

له

غزاسلبرالو

بأطراف الحديث التي يتطلبها مثل هذا البحث الكبير»(؟. © - عرض الآمدي بعض المسائل النقدية من وجهة بلاغية» وجعلها في

أبواب أو فقرات رئيسة» من ذلك :

- ما غلط فيه أبو تمام من المعاني والألفاظ .

- الرذل من ألفاظ أبي تمام والساقط من معانيه والقبيع من استعاراته والمستكره المتعقد من نظمه ونسجه .

- ما جاء في شعر أبي تمام من قبيح التجنيس والمطابقة .

باب في سوء نسجه» وتعقيده» ووحشي ألفاظه .

باب فيما كثر في شعره من الزحاف واضطراب الوزن .

- سرقات البحتري .

ما ادعى فيه أبو الضياء السرقة على البحتري من أبي تمام» وليس بمسروق» لشهرة معناه وابتذاله .

ما جاء به أبو الضياء على أنه مسروق من أبي تمام» والمعنيان مختلفان ليس بينهما اتفاق ولا تناسق .

ما ادعى فيه أبو الضياء على البحتري السرقة من أبي تمام وهو غير مسروق» لأن الاتفاق بينهما إنما هو في الألفاظ التي ليست بمحظورة على أحد.

أخطاء البحتري في المعاني.

اضطراب أوزان البحتري . * - ولو عدنا إلى موضوع القبيح من استعارات أبي تمام» نجده يذكر هنا من قبيحها قول أبي تمام:

ويذكر بعده (57) بيتاً» ليقول بعدها: «وأشباه هذا مما إذا تتبعته فى شعره وجدته كثيراً» فجعل كما ترى مع غثاثة هذه الألفاظ للدهر أخدعاًء ويداً تقطع )١(‏ المصدر السابقء ١5 ١/١١‏ من مقدمة المحقق).

١6

5 ؤجهمرز|

ل

من الزندء وكأنه يصرع» وجعله يشرق بالكرام» ويفكر ويبتسم. والأيام بنون له. . . وهذه استعارات في غاية القباحة والهجانة والغثاثة والبعد من الصواب» وإنما استعارت العرب المعيى اليا لينين عو له ]ذا كان يقاربه» أو يناسبه» أو يشبهه في بعض أحواله» أو كان سبباً من أسبابه» فتكون اللفظة المستعارة حينئذ لائقة بالشوء الذي استعيرت له)”0" .

فالعمدة في قبول الاستعارة وغيرها من فنون القول عند الآمدي أن توافق طريقة العرب في كلامهاء فهو متمسك بعمود الشعر العربي””“. ولهذا كان يؤثر طريقة البحتري

وكذلك لو عدنا إلى باب (سوء نسج أبي تمام وتعقيده ووحشي ألفاظه) وجدنا الآمدي متمسكاً بطريقة العرب في كلامهاء ناعياً على ع تمام الاستنكاف عنهاء فقد قال في مقدمته : «وما أكثر ما تراه من ذلك» وتجده في شعره. وأظنه سمع بما روي عن عمر بن الخطاب ب رضي الله عنه في زهير بن أبي تيلم الما كال فيد : (كان لا يُعاظل بين الكلام» ولا يتتبع حُوشيهء ولا يمدح 0 . فلم يرتض ما قاله عمر. وأحب أن يستكثر مما ذمه وعابه)29»)

7 بالخ مز دب احا ولق ورف كل ع لس بلاغية » والامدي هنا يمارس تطبيق قواعد البلاغة بشكل فعال على شعر تمام والبحتري» وهو تطبيق صارم قد لا نتفق معه بكل تفاصيله. م يتعلق بالاستعارة» وذلك لأن «أخطر ما في هذا الاحتكام إلى طريقة العرب» هو ما يصيب الاستعارة» لأن تعقب الاستعارة يعني التدخل في التشخيص» والقدرة الخيالية للشاعر»2 .

6 - ومن أهم ماذكره الآمدي كيفية إجادة صناعة الشعرء ويصرح أن

.)؟55-7556/1١( الموازنةء‎ )١(

(0) انظر: المصدر السابق؛ »)5/١(‏ 177).

9) المصدر السابق». (9/1؟),

(5) تاريخ النقد الأدبي عند العرب» د. إحسان عباس. ص .)١158(‏

١/6

1 هم

0

البحتري قد استخدمهاء قال: «وليس الشعر عند أهل العلم به إلا حسن التأتي» وقرب المأخذء» واختيار الكلام» ووضع الألفاظ في مواضعهاء وأن يورد المعنى باللفظ المعتاد فيه» المستعمل فى مثلهء» وأن تكون الاستعارات والتمثيلات لائقة بما استعيرت لهء وغير منافرة لمعناه» فإن الكلام لا يكتسي البهاء والرونق إلا إذا كان بهذا الوصف» وتلك طريقة البحتري)”"' .

ويضيف ذاكراً طريقة شاملة للإجادة في شتى الصناعات والعلوم» فيقول: «وأنا أجمع لك معاني هذا الباب في كلمات سمعتها من شيوخ أهل العلم بالشعرء زعموا أن صناعة الشعر وغيرها من سائر الصناعات لا تجود وتستحكم إلا بأربعة أشياءء وهى: جودة الآلة» وإصابة الغرض المقصودء وصحة التأليقة» و الاتتهاء إلى تنام المسيخة بين غير تقض فيه ولا زيادة عليها : وهذه الخلال الأربعة ليست في الصناعات وحدهاء بل هي موجودة في جميع الحيوان والنبات)20 ,

فكأن الآمدي قد أراد أن يرسم منهجاً علمياً ليس للشعر والأدب فحسب» بل للعلوم والاداب قاطبة» ولعله يريد من وراء ذلك كله تثبيت منهجه النقدي في الموازنة» وإثبات أستاذيته في المنهجية العلمية» والتي هي عنده متقدمة على زمانها بكثير.

لا لالا

.)177/١( الموازنة»‎ )١( .)555/١( (؟) المصدر السابق».‎

١/١

0

أحد عشر: الرماني

١‏ -الرماني هو صاحب رسالة (النكت في إعجاز القرآن)”''2: وقد تكلم عن البلاغة» وهى عنده ثلاث طبقات» يقول: «فأما البلاغة فهى على ثلاث طبقات : منها ما هو في أعلى طبقة» ومنها ما هو في أدنى طبقة» ومنها ما هو في الوسائط بين أعلى طبقة وأدنى طبقة» فما كان في أعلاها طبقة فهو معجز وهو بلاغة القرآن» وما كان منها دون ذلك فهو ممكن كبلاغة البلغاء من الناس)”0" .

؟ - عرف البلاغة بأنها «إيصال المعنى إلى القلب فى أحسن صورة من اللفظ)”". وجعلها عشرة أقسامء حيث قال: «والبلاغة على عشرة أقسام : الإيجاز » والتشبيهء والاستعارة» والتلاؤم» والفواصلء. والتجانس» والتصريف» والتضمينء» والمبالغة» وحسن البيان» ونحن نفسرها باباً باباً إن شاء الله تعالى)7*؟ .

وراح يفصل الحديث فى كل قسم من هذه الأقسامء معرفاً له وذاكراً أقسامه. وممثلاً له ببعض الآيات القرآنية» وأول قسم بدأ به هو الإيجاز.

" - ويرى أيضاً أن القرآن معجز «من سبع جهات: ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة والتحدي للكافة» والصرفة والبلاغة والأخبار الصادقة

)١(‏ هو علي بن عيسىء» أبو الحسن الرماني» باحث معتزلي مفسر من كبار النحاة» مولده. ووفاته ببغداد» 793 884ه - 94048 144م). انظر: الأعلام (8107/4).

(؟) ثلاث رسائل في إعجاز القرآن (النكت فى إعجاز القرآن)» ص (0/)» تحقيق محمد لق 41 ,«والذككون مكمه اقول تلاق دان «التعارنا . رتضيزه الظيعة الثانية؛ لا اهم 154م.

(*”) المصدر السابق نفسه.

(4) ثلاث رسائل في إعجاز القرآنء ص (75).

1١و‎

ل

عن الأمور المستقبلة» ونقض العادة» وقياسه بكل معجزة)7' .

قال: «وأما نقض العادة: فإن العادة كانت جارية بضروب من أنواع الكلام المعروفة» منها الشعر» ومنها السجعء ومنها الخطب» ومنها الرسائل» ومنها المنثور الذي يدور بين الناس فى الحديث. فأتى القرآن بطريقة مفردة» خارجة عن العادة» لها منزلة في الحسن تفوق به كل طريقة» ولولا أن الوزن يحسن في

الشعر» لنقصت ام نقصانا م0 وهو معجز أيضاً بألفاظه وأسلوبه ونظمه وأ ذ في النفوس » والقرآن معجز للعرب والعجم على حد موا :

؟ عاذكر كتير مود القن يعاق تزكر ها لهمي :

- الإيجاز: «تقليل الكلام من غير إخلال بالمعنى . وإذا كان المعنى يمكن أن يعبر عنه بألفاظ كثيرة» ويمكن أن يعبر عنه بألفاظ قليلة» فالألفاظ القليلة إيجاز. والإيجاز على وجهين: حذف وقصر. فالحذف : إسقاط كلمة للاجتزاء عنها بدلالة غيرها من الحال» أو فجوى الكلام . والقصر: الك ايم تقليل اللفظ وتكثير المعنى من غير حذف» فمن الحذف: « وَنْتَ ل الغارية * [يوسف: 87]. ومنه: # وَلكنَ ألْيرَ من أَتََحُ © [البقرة: 0014 .. وأما الإيجاز بالقصر دون حذف فهو أغمض من الحذفء. وإن كان الحذف غامضاًء للحاجة إلى العلم بالمواضع التي يصلح فيها من المواضع التي لا بضاح؛ فمن ذلك: 0 وَلَكُمْ في الْقِصَاصِ حَيَْةٌ # [البقرة: 01174 ومنه: #8 َسَبُونَ كل ضيح سايم : [المنافقون: 24]5.

- التشبيه : هو العقد على أن أحد الشيئين يسد مسد الآخر في حس أو عقل .

- الاستعارة: تعليق العبارة على غير ما وضعت له فى أصل اللغة على جهة النقل للإبانة» والفرق بين الاستعارة والتشبيه ؟ أن ما كان من التشبيه بأداة التشبيه في الكلام فهو على أصلهء لم يغير عنه في الاستعمال» وليس كذلك

.)9268( المصدر السابق» ص‎ )١( .)١١١( (؟) المصدر السابق.» ص‎

١

َس

الاستعارة. لأن مخرج الاستعارة مخرج ما العبارة ليست له في أصل اللغة. - التلاؤم : نقيض التنافر» والتلاؤم تعديل الحروف في التأليف . - التجانس: تجانس البلاغة هو بيان بأنواع الكلام الذي يجمعه أصل واحد فى اللغة . - التصريف : تصريف المعنى فى المعانى المختلفة» كتصريفه فى الدلاللات - التضمين : تضمين الكلام هو حصول معنى فيه من غير ذكر له باسم أو صفة هي عبارة عنه .

- المبالغة: هي الدلالة على كبر المعنى على جهة التغيير عن أصل اللغة لتلك الإبانة .

.-البيان: هو الإحضار لما يظهر به تميز الشىء عن غيره فى الإدراك27.

ه تحدث عن الاستعارة في قوله تعالى : # مريت عَلَم الله أن مَاتَُمُوا إلا يحَبْلٍ مِنَ اله وَحَبْلٍ من الاين # [آل عمران: ؟١١]‏ فقال: «حقيقته حصلت عليهم الذلة» والاستعارة أبلغ لما فيه من الدلالة على تثبيت ما حصل عليهم من الذلة كما يثبت الشيء بالضرب» لأن التمكين به محسوس » والضرب مع ذلك ينبئ عن الإذلال والنقص» وفي ذلك شدة الزجر لهمء والتنفير من حالهم)”" .

ونحن نلمح من هذا الكلام قدرة الرماني على تحليل الآيات القرآنية تحليلاً بديعاً» يظهر فيه ذوقه البلاغي ومقدرته البيانية .

5 - يقول الدكتور شوقي ضيف منوهاً بجهود الرماني البلاغية: «وواضح أنه أضاف في حديثه عن البلاغة إضافات جديدة إلى من سبقوه» فقد حدد بعض

(1) ١-انظر:‏ المصدر السابق. ص(5لا ‏ لالا, على هلم _ كلض عق لاق 43494 كن3ق : ل 54 .)1١501‏ (0) المصدر السابق» ص .)4١-90(‏

,7 ع

0

0 أبك همل

فنونها تحديداً نهائياً» ورسم لها أقسامها رسماً دقيقاً7.

- ويثنى الدكتور فتحى عامر على دراسة الرمانى ويصفها بأنها «أول دراسة فنية ذات وحدة متماسكة. فتحت الباب بعد ذلك لدراسات أوسع وأشمل وأعمق)0 © .

لا لالا

00 السقة لطر رقا ريه دوا (؟) بلاغة القرآن بين الفن والتاريخ» دراسة تاريخية فنية مقارئةء ص »)١١17(‏ دار المعارف بالإسكندرية.

1١ا/‎

له

عزاسل يراليه

اثنا عشر: المرزباني

١‏ - المرزباني هو صاحب كتاب (الموشح: مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر)"2» وقد وضح سبب تأليف كتابه» ومنهجه فيه فقال: اشالت ب حرس الله النعمة عليك» وأسبغ الموهبة لديك ‏ أن أذكر لك طرفاً مما أنكر على الشعراء في أشعارهم من العيوب» التي سبيل أهل عصرنا هذا ومن بعدهم أن يجتنبوها ويعدلوا عنهاء فأجبتك إلى ما سألت» وعملت فيه بما أحببت» وأودعت في هذا الكتاب ما سهل وجوده.ء وأمكن جمعه. وقرب متناوله» من ذكر عيوب الشعراء التي نبه عليها أهل العلم» وأوضحوا الغلط فيها من اللحن» والسنادء والإيطاء» والإقواءء والإكفاء. والتضمين» والكسرء والإحالة» والتناقض» واختلاف اللفظء وغير ذلك من سائر ما عيب على الشعراء قديمهم ومحدثهم في أشعارهم خاصة)”"' .

؟ - تناولت الدراسة: الشعراء الجاهليين أولاً» والإسلاميين ثانياً» ثم الشعراء المحدثين ثالثاً. وتناول فيها دراسة )١٠١١(‏ من الشعراء بشكل مباشرء إضافة إلى أن هنالك عدد آخر مر على ذكرهم بشكل عرضي» وابتدأ يباب في البيان عن السناد والإقواء والإكفاء والإيطاءء وختم الكتاب بباب تناول ما جاء من ذم الشعر الرديء.

'" - ذكر المرزباني مجموعة كبيرة من عيوب الشعر» وقسمها بحسب العصورء وهذه العيوب يتصل بعضها بالبلاغة» فقد ذكر من عيوب الشعر عند

)١(‏ محمد بن عمران بن موسى أبو عبيد الله المرزباني» إخباري مؤرخ أديب» أصله من خراسانء ومولده ووفاته ببغداد 1917 885”*ه - 4٠١‏ 445م). انظر الأعلام» (5/ 9 ؟؟).

(؟) الموشح مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعرء تحقيق علي محمد البجاوي.؛ ص .)١١(‏

١ك‎

اذهل

غزاسلبرالو

الجاهليين: فساد القسم. التكريرء دخول أحد القسمين تحت الآخرء فساد المقابلات» التشبيهات البعيدة» الغلوء الأبيات المستكرهة الألفاظ القلقة القوافى. والشعر البعيد الغلق .

ما ليس له والإخلال» والحشوء والتثليم» والتذنيب» والتغيير» وأن يؤتى بالقافية لتكون نظيرة لأخواتها في السجع. والإغراق في المعاني.

التوحش وغير ذلك”' .

- تأثر المرزباني بآراء ابن سلام الجمحي في كتابه (طبقات فحول

الشعراء) » وابن قتيبة في كتابه (الشعر والشعراء»)» وثعلب في كتابه (قواعد الشعر) » وقدامة بن جعفر في كتابه (نقد الشعر) . وابن طباطبا في كتابه (عيار الشعر) » والآمدي في (الموازنة) » وهذه الكتب كما يقول عنها الأستاذ على البجاوي محقق الموشح: «قل أن تجد صفحة من الكتاب لا يشير فيها المؤلف إلى رأي من آراء هؤلاء الناقدين)”" .

© - ومن القضايا التي أثارها : ا القدماء الذي كان محل إنكارٍ من العلماء» قال المَرزّباني : «احدثني أ بو الحسنٍ علي بن هارونٌ المُنَجُم» » قال: حضر أحمدٌ بنُ أبي طاهر مَجْلِسَ جدّي أبي الحسن علي بن يحبى يوما بعد أن أخلّ به أياماًء فعاتبَةٌ أبو الحسن على انقطاعه عنهُ» فقال أحمدٌ: كُنتُ متشاغلاً باختيارٍ شِعْرٍ امرئ القيس . فنك عليه أبو الحسن قولَهُ هذاء وقال : أما سبحي مِنْ هذا القول» وأيُ مرذول في شِعْرٍ امرئ القيس حتى تحتاج إلى اختياره! وت لتر اج يها ني انه إلى أن قال أبي . 0 لانن

.)595 - 459( المصدر السابقء ص‎ )١( .)9 المصدر السابقء ص‎ )0

١ اا‎

َس

ما يفقئل بعضة بعضا :قال فأصيك أبن عسوي © - وهذه نماذج مما ذكره في كتابه : ذكر المرزباني نماذج للتقصير عن تحقيق الغرض الشعري» قال: «ومن الأبيات التي قصر فيها أصحابها عن الغايات التي أجروا إليهاء ولم يسدوا الخلل الواقع فيها معنى لا لفظاًء قول امرئ القيس: فللسوطٍ ألهُوبٌ وللساق درةٌ وللزجر منه وقع أخرجّ مهذب فقيل له: إن فرساً يحتاج أن يُستعان عليه بهذه الأشياء لغير جواد)”"' . وعاب على امرئ القيس تشبيهاً لناصية جواده بسعف النخلة» قال: «وقول امرى القيس : وأركنب في السروع عفشافة ٠‏ كا وميم يف عر شبه ناصيتها بسعف النخلة» وإذا غطى الشعر العين لم يكن كريما”" . وتحدث عن فساد التفسيرء وذكر أمثلة له» قال: «ومن عيوب الشعر فساد التفسير» مثل قول بعض المحدثين : فيا أيها الحيرانُ في ظلم الدجى ومن خاف أَنْ يلقاهُ بغئٌ من العدى تعال إليه تلق من نور وجهه ضياءً ومن كفيه بحرا من الندى والعيب في هذين البيتين ؛ أن هذا الشاعر لما قدم في البيت الأول الظلم وبغي العدى, كان الجيدٌ أن يفسرَ هذينٍ المعنبين في البيت الثاني بما يليق بهماء فأتى بإزاء الإظلام بالضياء» وذلك صواب» وكان يجب أن يأتي بإزاء بغي العدى بالنصرة أو بالعصمة أو بالوزرء أو بما جانس ذلك مما يحتمي به الإنسان من أعدائه» فلم يأت بذلك» وجعل مكانه ذكر الندى» ولو كان ذكر في البيت الأول الفقر أو العغدم لكان ما أتى به صواباً)”' .

.)448 - انظر: المصدر السابق» ص (لا؟‎ )١( .)١١9( (9؟) المصدر السابق.» ص‎ .)١7١( المصدر السابق» ص‎ )9( .)594( المصدر السابق» ص‎ )4(

18

فهر

0

وهذه المأخذ وغيرها مما ذكره المرزباني -وإن تكن تنطوي تحت علم النقد فإن معظمها يرتكز فى أحكامه على أبواب البلاغة» فقد كانت هى الأداة المباشرة لمساعدة النقاد» وكان كتاب المرزباني من أهم الكتب التي جمعت

قدراً هائلاً من تلك الملاحظات البيانية» والتي مهدت لبلورة علم البلاغة فيما بعد على يد الشيخ عبد القاهر الجرجاني .

00

خن

و أبكة همل 0 لود

غناك جلو

ثلاثة عشر: الخطابى

١‏ - هو صاحب رسالة (بيان إعجاز القرآن)”'2» وقد «ألف فى الإعجاز رسالته الآنفة الذكرء والتى تبدو من أولها أنه قد قرأ كل ما كتب حول إعجاز القرآن الكريم» وفهمه فهماً عميقاً» فأصدر رأيه فيه صريحاً واضحاًء قال: وقد أكثر الناس الكلام في هذا الباب قديماً وحديثاًء وذهبوا فيه كل مذهب من القول» وما وجدناهم بعد صدروا عن رأي» وذلك لتعذر معرفة وجه الإعجاز فى القرآن» ومعرفة الأمر فى الوقوف على كيفيته)0' .

؟ - يرى أن هنالك درجات متفاوتة من الكلام البليغ» قد حازها القرآن جميعاًء فحاز بذلك جميع صفات البلاغة» والأسلوب البليغ» يقول: «فدل النظرء وشاهد العبرء على أن السبب لهء والعلة فيه: أن أجناس الكلام مختلفة» ومراتبها فى نسبة التبيان متفاوتة» ودرجاتها فى البلاغة متباينة» فمنها البليغ الرصين الجزل» ومنها الفصيح القريب السهل» ومنها الجائز المطلق الرسل» وهذه أقسام الكلام الفاضل المحمود» دون النوع الهجين المذموم الذي لا يوجد فى القرآن منه شيء البتة .

فالقسم الأول: أعلى طبقات الكلام وأرفعه.

والقسم الثاني : أوسطه وأقصده.

والقسم الثالث: أدناه وأقربه.

فحازت بلاغات القرآن من كل قسم من هذه الأقسام حصة» وأخذت من كل 2000 هو جمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي» أبو سليمان» فقيه محدث» من أهل

بست من بلاد كابل» من نسل زيد بن الخطاب. 519(‏ 848اه - 471١‏ 454م).

انظر: الأعلام» (؟/ 917/8) . (؟) انظر: قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربية» ص(07"90-789.

ليلل

له

ل

نوع من أنواعها شعبة» فانتظم لها بامتزاج هذه الأوصاف نمط من الكلام يجمع صفتي الفخامة والعذوبة» وهما على الانفراد في نعومتها كالمتضادين» لأن العذوبة نتاج السهولة» والجزالة والمتانة في الكلام تعالجان نوعاً من الوعورة» فكان اجتماع الأمرين في نظمه مع نبو كل واحد منهما على الآخر فضيلة خص بها القرآن؛ يسرها الله بلطف قدرته من أمره» ليكون آبة بينة لنبيه» ودلالة على

صحة ما دعا إليه من أمر دينه)0" .

- يرى أن إعجاز القرآن يعود إلى بلاغته الراجعة إلى جمال لفظه؛ وحسن نظمه» وسمو معانيه. يقول: «وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور فى غاية الشرف والفضيلة» حتى لا نرى شيئاً من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه. ولا ترى نظماً أحسن تأليفاً» وأشد تلاؤماً وتشاكلاً من نظمه» وأما المعاني فلا خفاء على ذي عقل أنها هي التي تشهد لها العقول بالتقدم في أبوابهاء والترقي إلى أعلى درجات الفضل من نعوتها وصفاتهاء وقد توجد هذه الفضائل الثلاث على التفرق في أنواع الكلام» فأما أن توجد مجموعة في نوع واحد منه ؛ فلم توجد إلا في كلام العليم القدير الذي أحاط بكل شيء علماًء وأحصى كل شيء عدداًء فتفهم الآن واعلم أن القرآن إنما صار معجزاً لأنه جاء بأحسن الألفاظ » مضمناً أصح المعاني)”"' .

؛ - وتحدث عن تأثير القرآن في النفوس. فقال: «إن الذي يوجد لهذا الكلام من العذوبة في حس السامع»ء والهشاشة في نفسه» وما يتحلى به من الرونق والبهجة التي يباين بها سائر الكلام؛ حتى يكون له هذا الصنيع في القلوب. والتأثير في النفوس» فتصطلح من أجله الألسن على أنه كلام لا يشبهه كلام» وتحصر الأقوال عن معارضته» وتنقطع به الأطماع عنهاء أمر لا بد له من سبب» بوجوده» يجب له هذا الحكم» وبحصوله يستحق هذا الوصف"”” .

وقد بين أن هذا الوجه من إضافاته» يقول: «قلت في إعجاز القرآن وجهاً )١(‏ ثلاث رسائل في إعجاز القرآن (بيان إعجاز القرآن) ص :.)55(‏

(0) المضدر السابق» ص (597). (9) المصدر السابق» ص (550-756).

م8١‎

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

آخرء ذهب عنه الناس» فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من أحادهم» وذلك صنيعه في القلوب» وتأثيره في النفوسء فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً ولا منثوراً إذا قرع السمع» خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال)”" .

ه ‏ يحدد الدكتور شوقى ضيف خلاصة رأي الخطابى في إعجاز القرآن» وجهوده التي بذلها في دراسة بلاغة القرآن» فيذكر أن الإعجاز عنده: «إنما يرجع إلى بلاغته» وأخذ في وصفها مقرراً أن أساليب الكلام الجيد منها البليغ الرصين» ومنها الفصيح السهل» ومنها الجائز الطلق» وبلاغة القران تجمع بين كل هذه الأساليب جمعاً لا يتاح للبشر مثله» لقصور معرفتهم بأسماء اللغة ومواصفاتهاء وبتنزيل المعاني عليهاء وصبها في القوالب اللفظية الدقيقة» وينقض بعض مطاعن المعترضين على أسلوب القرآن» وفي تضاعيف ذلك يحلل بعض النصوص القرآنية تحليلاً جيداً»”” . 1

لا لالا

.)7١(ص المصدر السابق»‎ )١( .)١٠١73( زم المصدر السابق » ص‎

185

"> عنس بلي

أربعة عشر: القاضي الجرجاني

١‏ - القاضي الجرجاني من علماء القرن الرابع الهجري”"©. وكان في النصف الثاني من هذا القرن قد شهد خصومة قوية بين أنصار المتنبى وعفتوف» تالت القاضى كاله ( الوساطة يق الى ارحصو ان الكرن بمكابة حكم بين المتخاضمين: حول المتنبي6 وقد قال في مقدمته ميا منبب تأليف كتابه» ومنتقداً مواقف الناس من المتنبي: «وما زلت أرى أهل الأدب - . منذ ألحقتني الرغبة بجملتهم؛ ووصلت العناية بيني وبينهم - في أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي فئتين: من مطنب في تقريظه» منقطع إليه بجملته» منحط في هواه بلسانه وقلبه. يلتقي مناقبه إذا ذكرت بالتعظيم» ويُشيع محاسنه إذا كيت بالتفخيم» ويُعجب ويعيد ويكررء ويميل على من عابه بالزراية والتقصيرء ويتناول من ينقصه بالاستحقار والتجهيل» فإن عثر على بيت مختل النظامء أو نَبه على لفظ ناقص عن التمامء التزم من تُصرة خطئه. وتحسين رَلَلهء ما يُريله عن موقف المعتذر. ويتجاوز به مقام المنتصر. وعائب يروم إزالته عن رتبته» فلم يسلم له فضله» ويحاول حطه عن منزلة بوأه إياها أدبه فهو يجتهد في إخفاء فضائله. وإظهار معايبه » وتتبع سقطاته. وإذاعة غفلاته .

وكلا الفريقين إما ظالم لهء أو للأدب فيه» وكما أن الانتصار جانب من العدل لا يسده الاعتذارء فكذلك الاعتذار جانب هو أولى به من الانتصار» ومن لم يفرق بينهماء وقفت به الملامة بين تفريط المقصرء وإسراف المفرط. وقد

)1١(‏ هو علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني» أبو الحسنء» قاض من العلماء بالأدب» وله شعر حسن » ولد بجرجان» وتوفي بئيسابور» (54مد ؟١٠1م).‏ انظر: الأعلام» 100/5

1١م7‎

0 أبك همل غزاسه

غناك بالود

جعل الله لكل شيء قدراًء وأقام بين كل حديث فصلا" .

- ويضيف القاضي محدداً منهج الحكم الأدبي» مبيناً فضل المتقدمين» والتماس الأعذار لهم بسبب تقدمهم» وأن هذا ينبغي أن يكون منهجاً متبعاً مع كل المبدعين من الشعراء في أي عصر كانواء يقول: «وللفضل آثار ظاهرة» وللتقدم شواهد صادقة» فمتى وجدت تلك الآثارء وشهدت هذه الشواهد. فصاحبها فاضل متقدم» فإن عثر له من بعد على زلة» ووجدت له بعقب الإحسان هفوة» انتحل له عذر صادق» أو رخصة سائغة» فإن أعوز قيل: زلة عالم. وقل من خلا منهاء وأي الرجال مهذب! ولولا هذه الحكومة لبطل التفضيل» ولزال الجرح» ولم يكن لقولنا: (فاضل). معنى يوجد أبداء ولم نسم به إذا أردنا حقيقة أحداء وأي عالم سمعت به ولم يزل ويغلط! أو شاعر انتهى إليك ذكره ولم يهف ويسقط! ودونك هذه الدواوين الجاهلية والإسلامية فانظرء هل تجد فيها قصيدة أو بيتاً أو أكثر لا يمكن لعائب القدح فيه إما في لفظه ونظمه. أو ترتيبه وتقسيمهء أو معناه» أو إعرابه» ولولا أن أهل الجاهلية جدّوا بالتقدم» واعتقد الناس فيهم أنهم القدوة» والأعلام والحجة» لوجدت كثيراً من أشعارهم معيبة مسترذلة» ومردودة منفية» لكن هذا الظن الجميل» والاعتقاد الحسن ستر عليهم» ونفى الظنة عنهم» فذهبت الخواطر في الذب عنهم كل مذهب» وقامت في الاحتجاج لهم كل مقام»”"' .

* - تحدث عن الأسلوب الوسط الذي يختاره؛ وهو أسلوب يختلف باختلاف الغرض الشعري» وله سماته فى الشعر كما له سماته في النثرء وله الألفاظ التى تناسب كل غالة أن 0 يذ عه لت ع رج حي للم ات أسلوب واحد لجميع الأغراض الشعرية والفنون الأدبية» يقول: «فلا تظنن أني أريد بالسمح السهل الضعيف الركيك» ولا باللطيف الرشيق الخنث المؤنث» بل أريد النمط الأوسطء ما ارتفع عن الساقط السوقي» وانحط عن البدوي

)١(‏ الوساطة بين المتنبي وخصومهء تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم: وعلي محمد البجاوي.» ص ”(‏ 5)» مطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر. (0) المصدر السابق» ص (5).

124:

اهن

ل

الوحشيء» وما جاوز سفسفة نصر ونظرائه» ولم يبلغ تعجرف هيمان بن قحافة وأضرابه» نعم ولاآمرك بإجراء أنواع الشعر كله مجرى واحداًء ولا أن تذهب بجميعه مذهب بعضه» بل أرى لك أن تقسم الألفاظ على رتب المعاني» فلا يكن غزلك كافتخارك. ولا مديحك كوعيدك» ولا هجاؤك كاستبطائك» ولاهزلك بمنزلة جدكء. ولا تعريضك مثل تصريحكء بل ترتب كلا على مرتبته» وتوفيه حقهء فتلطف إذا تغزلت» وتُفَخم إذا افتخرت» وتتصرف للمديح تصرف مواقعهء فإن المدح بالشجاعة والبأس يتميز عن المدح باللباقة والظرفء ووصف الحرب والسلاح ليس كوصف المجلس والمدام. فلكل واحد من الأمرين نهج هو أملك به وطريق لا يشاركه الآخر فيه. وليس مارسمته لك فى هذا الباب بمقصور على الشعر دون الكتابة» ولا بمختص بالنظم دون النثرء بل يجب أن يكون كتابك في الفتح أو الوعيد خلافٌ كتابك في التشوق والتهنئة» واقتضاء المواصلة» وخطابك إذا حذرت وزجرت أفخم منه إذا وعدت ومنيت]7"؟ . |

5 - تناول عدداً من المسائل البلاغية» مثل الاستعارة» وقد فرق بينها وبين التشبيه البليغ» يقول: «وربما جاء من هذا الباب ما يظنه الناس استعارة» وهو تشبيه أو مثل» فقد رأيت بعض أهل الأدب ذكر أنواعاً من الاستعارة» عد فيها قول أبي نواس : والحتبٌ ظهة أنت راكيّهةٌ فإذا صرفت عنانه انصرفا

ولست أرى هذا وما أشبهه استعارة» وإنما معنى البيت أن الحب مثل ظهرء أو الحب كظهر تُديره كيف شئتَ» إذا ملكت عنانه» فهو إما ضرب مثل» أو تشبيه شيء ا وإنما الاستعارة ما اكتفي فيها بالاسم المستعار عن الأصل» ونقلت العبارة فجعلت مكان غيرهاء وملاكها تقريب الشبه» ومناسبة المستعار له للمستعار منه» وامتزاج اللفظ بالمعنى» حتى لا يوجد بينهما منافرة»

عم : فق ولا يتبين في أحدهما إعراض عن الاخر»' ''. )١(‏ المصدر السابقء ص (55). (0) المصدر السابق.؛ ص .)11١(‏ 186

فهر

0

وتحدث عن جمال الاستعارة وقيمتها الأسلوبية» يقول: «فأما الاستعارة فهي أحد أعمدة الكلام» وعليها المعول في التوسع والتصرف» وبها يتوصل إلى تزيين اللفظا» وتحسين ين النظم والنثرء وقد قدمنا عند ذكرنا البديع نبذاً منهاء مثلنا بها المستحسن والمستقبح . وفصلنا بين المقتصد والمفرط». وقد كانت الشعراء تجري على نهج منها قريب من الاقتصاد» حتى استرسل فيه أبو تمام ومال إلى الرخصة» فأخرجه إلى التعدي. وتبعه أكثر المحدثين بعده. فوقفوا عند مراتبهم من الإحسان والإساءة» والتقصير والإصابة)”'".

لدب ص بور ل راك ليارب ج01 الواحدن وودالك فى عاذك تقد لها اؤيلت لها في البيت بعد البيت على غير تعمد وقصد. فلما أفضى الشعر إلى المحدثين» ورأوا موقع تلك الأبيات من الغرابة والحسن» وتميزها عن أخواتها في الرشاقة واللطف. تكلفوا الاحتذاء عليها فسموه البديع» فمن محسن ومسيء. ومحمود ومذموم. ومقتصد و

" - تناول موضوعات كثيرة ذات صلة بالبلاغة والأدب» فتكلم عن اختلاف القصيدة الواحدة» وعن السهل الممتنع عند البحتري» وعن الحشوء والاستعارة الحسنة» والاستعارة الببفةء والتجنيس » والمطابقة» والتقسيم » والاستهلال » والتخلص » والخاتمة» واللحن» والعلاقة بين الدين والشعر» وحسن الابتداء» والتعقيد والمستكره» والسرقات الشعرية» والمعانى المشتركة والمتداولة» والتفاضل في الشعر المتداول» ومناقضة الشعراء» وغلو القدامى» والإفراط في الاستعارة”" .

* - يقيم الأستاذ سيد قطب جهود الآمدي والجرجاني النقدية ويفاضل

.)5559- 558( المصدر السابق» ص‎ )١(

فم الوساطة بين المتنبي وخصومه.» ص (955). (9) انظر: المصدر السابق» ص (860: - *"*ىة).

كما

َس

بينهماء فيقول: «.. ولكن الرجلين على العموم لا يتجاوزان موازنة بيت شت أو معنى بمعنى» أو تشبيه بتشبيه» لا يتجاوزان هذا إلى الأحكام الشاملة إلا قليلاً» واعتمادهما على الذوق ‏ الذي قد يخطئ عندهما ‏ وعلى المأثور من استحسان الأوائل» واستهجانهم للمعاني وطرق التعبير» ولكنهما على أية حال قد خطوا خطوة واسعة بالنقد الأدبي على المنهج الفني» وإذا لم يكن بد أن نفاضل بينهماء فإننا نقرر أن أبا الحسن كان ذوقه أصفى وتعبيره أجمل » والروح

الأدبية فيه واضحة عميقة)20 .

لا لالا

.)١50( النقد الأدبى أصوله ومناهجه. ص‎ )١(

١ /1م‎

0

خمسة عشر: أبو هلال العسكري

١‏ ألف أبو هلال العسكري (كتاب الصناعتين : الكتابة والشعر)”'"» وقد ابتدأه محدداً الوظيفة الدينية لعلم البلاغة» يقول: «إن أحق العلوم بالتعلم» وأولاها بالتحفظء بعد المعرفة بالله جل ثناؤه علم البلاغة» ومعرفة الفصاحة» الذي يعرف به إعجاز كتاب الله تعالى» الناطق بالحق» الهادي إلى سبيل الرشد»ء المدلول به على صدق الرسالة» وصحة النبوة» التي رفعت أعلام الحق. وأقامت منار الدين» وأزالت شبه الكفر ببراهينهاء وهتكت حجب الك بيقينها»”؟' .

؟ - ذكر أن هنالك لبساً في التمييز بين الجيد والرديء من المنظوم والمنثور لدى كثير من العلماء» ومنهم الأصمعي» فقرر أن يضع كتابه ليسد هذه الئغرة» مستفيداً مما كتبه الجاحظ قبله. بيد أن جهد الجاحظ لم يكن منهجياً مرتباً» يقول: «فلما رأيت تخليط هؤلاء الأعلام فيما راموه من اختيار الكلام» ووقفت على موقع هذا العلم من الفضل» ومكانه من الشرف والنبل» ووجدت الحاجة إليه ماسة» والكتب المصنفة فيه قليلة» وكان أكبرها وأشهرها كتاب (البيان والتبيين) لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ء وهو لعمري كثير الفوائد» جمع المنافع. . . إلا أن الإبانة عن حدود البلاغة» وأقسام البيان والفصاحة» مبئوثة في تضاعيفه» ومنتشرة في أثنائه» فهي ضالة بين الأمثلة» لا توجد إلا بالتأمل الطويل» والتصفح الكثيره فرأيت أن أعمل كتابي هذا مشتملاً على جميع

)00( هو الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري» أبو هلال» عالم بالأدب» له شعرء نسبته | إلى عسكر مُكرم من كور الأهواز. وفاته بعد (445ه - 5١٠١٠م).‏ انظر: الأعلام» (؟/195). زف كتاب الصناعتين » ص (9).

14

اك

ار

0 2 غزاده

4

2 77 المثلر

الك

0

1

ما يحتاج إليه في صنعة الكلام نثره ونظمه» ويستعمل في محلوله ومعقوده» من غير تقصير وإخلال» وإسهاب وإهذارء وأجعله فى عشرة أبواب مشتملة على

ثلاثة و: ١‏ 3 كع230 , - أما الأبواب العشرة التى يتكون منها الكتاب فهى تدور حول المباحث الآتية :

١‏ -الإبانة عن موضوع البللاغة (ثلاثة فصول). ؟ - تمييز الكلام جيده من رديئه (فصلان).

في معرفة صنعة الكلام (فصلان) .

4" البيان عو ين السك وجودة الرضف الافضل والخن):

ه-الإيجاز والإطناب (فصلان) .

5 في حسن الأخذ وقبحه» وجودته ورداءته ( فصلان) .

- القول في التشبيه (فصلان) .

4- السجع والازدواج (فصلان).

4 - في شرح البديع والإبانة عن وجوهه؛ وحصر أبوابه وفنونه (خمسة وثلاثون فصل) ,

٠‏ - ذكر مقاطع الكلام ومبادئه» والقول في الإساءة في ذلك والإحسان فيه (ثلاثة فصول)2" ,

ولدى التأمل في الأبواب والفصول ندرك أننا أمام كتاب منهجي في البلاغة» يتناولها بشكل منظمء وتوزيع الفصول على الأبواب متناسب فيما عدا الباب التاسع الذي اقتضت طبيعته أن يكون أكبر الأبواب» ولعل ذلك قد تم بتأثير البيئة الأدبية في ذلك العصر الذي أولع شعراؤه وأدباؤه بألوان البديع .

"- في الإبانة عن موضوع البلاغة في اللغة» يقول أبو هلال معرفاً البلاغة: . «البلاغة من قولهم : بلغت الغاية إذا انتهيت إليهاء وبلغتها غيري. ومبلغ الشيء

() انظر: المصدر السابق» ص .)١5 - ١7(‏

١/09

0

0 أ هم

قياف والمبالعةال الك مره الأتنهاء إل غاهة. يفيت التلاعة يلاغ لأنها أما الفصاحة فهي «من قولهم: أفصح فلان عما في نفسهء إذا أظهره. والشاهد على أنها هي الإظهار قول العرب: أفصح الصبح إذا أضاء. وأفصح اللبن إذا انجلت عنه رغوته ؛ فظهر وفصح أيضاً. وأفصح الأعجمي إذا أبان بعد أن لم يكن يفصح ويبين)”"' . ويوازن أبو هلال بين مصطلحي: الفصاحة والبلاغة» فيقول: «وإذا كان الأمر على هذاء فالفصاحة والبلاغة ترجعان إلى معنى واحدء وإن اختلف أصلاهماء لأن كل واحد منهما إنما هو الإبانة عن المعنى والإظهار له. وقال بعض علمائنا: الفصاحة تمام آلة البيان».

ولكن أبا هلال لا يلبث أن يفرق بين المصطلحين» ويجعل الفصاحة للفظء والبلاغة للمعنىء يقول: «ومن الدليل على أن الفصاحة تتضمن اللفظء والبلاغة تتناول المعنى» أن الببغاء يسمى فصيحاً ولا يسمى بليغاً إذ هو مقيم الحروفء. وليس له قصد إلى المعنى الذي يؤديه» وقد يجوز مع هذا أن يسمى الكلام الواحد فصيحاً بليغاً إذا كان واضح المعنى» سهل اللفظء جيد السبك. غير مستكره فج. ولا متكلف وخمء ولا يمنعه من أحد الاسمين شيء؛ كلما فيه من إيضاح المعنى» وتقويم الحروف»”".

5 - ومن مباحث البلاغة التي بحثها أبو هلال مبحث التشبيه» وقد حاول أن يبرز لنا طرائق الشعراء» ومناهجهم في التشبيه وفق أغراضهم بشكل عام» فقال: «وأما الطريقة المسلوكة في التشبيه» والنهج القاصد في التمثيل» عند القدماء والمحدثين. فتشبيه الجواد بالبخر والمطرء والشجاع بالأسدء والحسن بالشمس والقمرء والشهم الماضي بالسيف. والعالي الرتبة بالنجم» والحليم

.)١8( المصدر السابق. ص‎ )١( .)١5( (؟) المصدر السابق» ص‎

"> عنس بلي

الرزين بالجبل» والحبي بالبكرء والفايت بالحلمء ثم تشبيه اللثيم بالكلب» والجبان بالصّفْرِد0), والطايش بالفراش» والذليل بالنقد والنعل امَف والوتدء والقاسي بالحديد والصخرء والبليد بالجماد.

وشهر قوم بخصال محمودة فصاروا فيها أعلاماً. فجروا مجرى ما قدمناف كالسموءل في الوفاء» وحاتم في السخاءء والأحنف في الحلم» وسحبان في البلاغة» وقّس في الخطابة» ولقمان في الحكمة وشهر آخرون بأضداد هذه الخصال» فشبه بهم في حال الذمء اكبابل, في العيّ» وهبئّقة في الحمق» والكْسَعِيٌ في الندامة» والمنزوف ضرطا في الجبن» ومادر في البخل)0©.

يوجز الدكتور عبد العزيز عتيق أهم ما صنعه أبو هلال» فيقول: «ومن كتب الدراسات النقدية التي قامت على أسس بلاغية» وإن كانت أكثر تخصصاً من سابقتها (كتاب الصناعتين : الكتابة والشعر) لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري المتوفى سنة (790) للهجرة» فأبو هلال في كتاب الصناعتين يدرس البلاغة دراسة دقيقة هي مزيج من علمه الخاص بهاء وعلم من سبقوه إليهاء مع الإكثار من الأمثلة مثلة والشواهد. وهو يعني بالصناعتين: الكتابة والشعرء فالكتاب ينبئّ من عنوانه عن موضوعه الذي يبحث بحثاً مستفيضاً في

أصول هاتين الصناعتين» وأدواتهما التي تتضافر على صنع الكاتب والشا لاا عر

لالا لا

2020 الصّفْرِد : طائر جبان. زهعة القع : البيضاء ء الرّخُوة من الكَمْأق ويقال للذليل هو( أذل من قَقَعِ بقَرْقرَة). لأنه لا يمتنع

على من اجتناه» ا لأنه يوطأ بالأرجل . زفرةف كتاب الصناعتين » ص (5560).

(5) علم البيان» ص .)١9-18(‏

84١

| 1

0

ستة عشر: الشريف الرضي

١‏ - هو صاحب كتاب (تلخيص البيان فى مجازات القرآن)”'2» وهو كتاب جليل القدرء في موضوع غاية في الأهمية؛ بالنسبة للبحث البلاغي من جهة» وللكتاب العزيز من جهة أخرى .

١‏ - قال في مقدمته يحدد منهجه العلمي» وسبب مجيء ء المجاز فى القرآن الكريم : «أما بعدء فإن بعض الإخوان جاراني» وذكر ما يشتمل عليه القرآن من عجائب الاستعارات» وغرائب المجازات؛. التي هي أحسن من الحقائق معرضاً وأنفع للعلة معنى ولفظاًء وإن اللفظة التي وقعت مستعارة لو أوقعت في موقعها لفظة الحقيقة لكان موضعها نبياً بهاء ونصابها قلقاً بمركبهاء إذ كان الحكيم سبحانه» لم يورد ألفاظ المجازات لضيق العبارة عليه» ولكن لأنها أحلى في أسماع السامعين» وأشبه بلغة المخاطبين» وسألني أن أجرد جميع ما في القرآن في ذلك على ترتيب السورء ليكون اجتماعه أجل موقعاً وأعم نفع وليكون في ذلك أيضاً فائدة أخرى» وهو أن الخطيب البليغ » والشاعر المطبوع» إذا رأى ما في هذا الكتاب العزيز الذي شال ميزان كل كلام» وخرج عن مقدورات الأنام» من الاستعارات العجيبة والإشارات اللطيفة» شجع على استعمال مثل ذلك» فيما يسمعه. ويجعله سلفاً يتبعه» ومما أسرع بي إلى ذلك أني لم أجد أحداً ممن تقدم جرى على هذا الغرض» وأجرى إلى هذا الأمدء بل هو ذروة ما افترعت)9 .

)١(‏ محمد بن الحسين بن موسىء» أبو الحسنء الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين» مولده ووفاته ببغداد. انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والدف 709(‏ 605هاح 416 16 ١1م).‏ انظر: الأعلام» (2)49/5

() تلخيص البيان في مجازات القرآن. تحقيق الدكتور: على محمود مقلدء ص (70 - 5) دار مكتبة الحياة؛ بيروت» كقؤام. ١‏

١45

َس

“'- ونورد أمئلة ميا ذكره؛ فعلد قوله تعالى: « أهدنا افرط لْمتَقِيمٌ © صو ال أنْصْتَ لم4 [الفاتسة: 5-/] . قال: «(وهذه استعارة على أحد التأويلين» لأن الصراط في أصل اللغة: اسم للطريق» وهو هاهنا كناية عن الدين» لأن الدين مؤد إلى استيجاب الثواب واستدفاع العقاب» فهو كالنهج المسلوك إلى مظنة النجاة والسلامة» ودار الأمن والإقامة» ولما جعل سبحانه الدين» كالطريق القاصد. والمنهج الواضح. أقام إرشاده إليهء ودلالته عليه» مقام الدليل يدل على السمت» والهادي الذي يهدي إلى القصد. فقال سبحانه : (اهْدِنَا الصّرَاطً الْمُسْتَقِيم) .

والتأويل الثاني ف فى الصراط: يخرج الكلام عن حير الاستعارة» وهو أن كوت اديه المجان المسلرة. إلى الحنة ولاق طلن ما جارف يه لحان ش فكأنهم سألوه سبحانه توفيقهم منجاته؛ ومأمنه. والعدول بهم عن مشاقه)207

و1 مم

وعند قوله تعالى: 8 ف قُلُويهم تَرَسٌ فَرَادَهُمُ أَلَهُ مَرَضا 4 [البقرة: 21٠١‏ يقول: «فالمرض في الأجسام حقيقة» وفى القلوب استعارة» لأنه فساد فى القلوب كما أنه فساد في الجسومء وإن اختلفت جهتا الفساد في الموضعين» وقد قيل أيضاً: إنما سمي ما في قلوبهم من اعتقاد الكفر مرضاً لخروجهم عن صحة الدين ؛ كما أن المرض يخرج الأجسام عن حال صحتهاء وينقلها عن سلامة تركيبها وبنيتها»”" .

وعند قوله تعالى: # يمَيِ َم قد ألا عل لاسا وى سَوْءيكُم ريطا ولاس لتقو دَلِكَ حير [الأعراف: 1؟] . يقول: «وقد قرئ: (ورياشاً)؛ وهما جميعاً

ابشعازة اام أن« الهراد “نينا :تلام “سكين الليادن ينا ووياقا ليها

بريش الطائر الذي يستر جملته. ومن كلام العرب: أعطيته رجلا بريشه. أي : الغورة لآن مثر الغورة مرخ أسنات التقوئ . -وقرئ (ولبافن التقوق) نصبا بأدركنا

(0) المصدر السابق» ص (59).

١9

َس

عليكم» والرفع فيه على معنى الابتداء» ويكون خير خبراً له» فيكون المعنى: ولباس التقوى المشار إليه خيرء وهذا أسد القولين في هذا المعنى)”" .

نلحظ أن المؤلف يسوق رأيه أولء ورأي المفسرين بعد ذلك» ثم يذكر القراءات بعد ذلك» ويرجح بينها.

وأسلوب المؤلف سهل مباشر» يميل إلى الإيجاز» بعيداً عن التكلف» وكتابه حلقة فى سلسلة الكتب التى عنيت بالبلاغة القرآنية .

لا لالا

20 المصدر السابق» ص (59).

١04:

0

سبعة عشر: القاضي عبد الجبار

١‏ - هو صاحب كتاب (المغني في أبواب التوحيد والعدل)7 2 وقد خصص الجزء السادس عشر منه للحديث عن إعجاز القرآن» وتناول فيه موضوعات شتى تتعلق بالقرآن والإعجازء وقد جعل كتابه فصولاً» ابتدأ الفصل الأول بذكر صفة الخبر الواقع عن الجماعة» الذي يمكن أن يستدل به على صحته. وكان آخر فصل في بيان من يلزم شريعته ودخل في دعوته» وما يتصل بذلك. وبينهما فصول كثيرة» نذكر ما تناولته بعضها مما يتصل بالبلاغة والإعجاز بشكل وثيق .

فقد خصص فصولاً تحدث فيها عن : الفصاحة التي فيها يفضل بعض الكلام على بعض . والوجه الذي به يقع التفاضل في فصاحة الكلام. والسبب الذي يصح له الكلام في التفاضل في الفصاحة. والعلوم التي معها يصح الكلام الفصيح لا تكون إلا ضرورية. بيان صحة التحدي بالكلام الفصيح . بيان الوجه الذي عليه يصح كون القرآن معجزاً في أنه - يَلِةِ - تحدى بالقرآن» وجعله دلالة على نبوته . وبيان الدلالة بأن القرآن معجز. وبيان أن معارضة القرآن وإيراد فعله لم تقع. وتعذر المعارضة عليهم. واختصاص القرآن بمزية في رتبة الفصاحة خارجة عن العادة. ووجوه إعجاز القرآن. والجواب عن مطاعن المخالفين في القرآن. وذكر جملة من مطاعنهم في القرآن. ومن حق الكلام أن يكون دليلاً . وفوائد القرآن ومعانيه يصح أن تعرف. وأن مراد الله تعالى بالقرآن لا يختص

)١(‏ عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني الأسد آبادي؛ أبو الحسين» قاض أصولي» وكان شيخ المعتزلة في عصرهء وهم يلقبونه قاضي القضاة» ولا يطلقون هذا اللقب على غيرهء ولي القضاء بالريء ومات فيها (6١4ه‏ - 5١٠م).‏ انظر: الأعلام» لظ 62

١536

0 أبك همل

0

بمعرفة الرسول ولا السلف. وإثبات سائر معجزات الرسول وأنه مبعوث إلى الناس كافة”22 .

والقاضي يستخدم صيغة الحوار الافتراضية مع الغائب» بلفظ فإن قال. . . قيل له. . . فهو حريص على سد شبهات الخصم ودفع حيرته وتساؤلاته.

؟ - ذكر فى فصل <أن مراد الله تعالى بالقرآن لا يختص بمعرفة الرسول ولا السلف) ويك على أسية المعرفة اللغوية» وأنها وسيلة التفاضل بين العلماء» فقال: «وإنما يتقدم البعض على البعض من حيث يتقدم في معرفة اللغة ويبرز فيهاء فيكون بهذه الطريقة أعرف)”"' .

*- بين أن عجز العرب عن معارضة القرآن هو عجز للعجم» ويكفي للعجم أن يسلموا بذلك دون محاولة معرفة السر في العجز والإعجازء قال (إن الجميع من العجم يعرف حال القرآن» وما يختص به من المزية في الجملة بعجز العرب عن معارضته» مع توفر الدواعي. وذلك مما لا يحتاج في معرفته إلى طريقة التفصيل» فلا يمتنع منهم أن يعرفوا ذلك» يبين ما ذكرنا: أنهم لو علموا أن بعض الأنبياء» أنه حمل جسماً ثقيلاً» وتعذر على غيره لعلموا أنه معجز. وإن لم يعلم تفصيله. فكذلك يعلمون أنه أتى بكلام مخصوص من جنس كلامهم» وتعذر عليهم» وهذا القدر يكفيهم» وذلك يتم لهم»”".

5 - ينقل كلاماً عن شيخه أبي هاشم يدور فحواه حول اللفظ والمعنى» فقد قال شيخه أبو هاشم: (إنما يكون الكلام فصيحاً لجزالة لفظه وحسن معناهء ولابد من اعتبار الأمرين» لأنه لو كان جزل اللفظء ركيك المعنى» لم يُعد فصيحاً» فإذا يجب أن يكون جامعاً لهذين الأمرين» وليس فصاحة الكلام بأن يكون له نظم مخصوص., لأن الخطيب عندهم قد يكون أفصح من الشاعرء والنظم مختلف» إذا أريد بالنظم اختلاف الطريقة» وقد يكون النظم واحدا

»)556 ١97/1١5( انظر: المغنى فى أبواب التوحيد والعدل. تحقيق أمين الخولى»‎ )١( نشر وزارة الثقافة والإرشاد القومي» الطبعة الأولى. ١٠8١ه/ 1950م.‎

0) المصدر السابق؛ .)"51١7/١5(‏

(9) المصدر السابق» .)596/1١5(‏

١045

اهدر

غزاسلبرالو

وتقع المزية في الفصاحة. فالمعتبر ما ذكرناه» لأنه الذي يتبين في كل نظم وكل طريقة» وإنما يختص النظم بأن يقع لبعض الفصحاء: يسبق إليه» ثم يساويه فيه غيره من الفصحاءء فيساويه في ذلك النظم» ومن يفضل عليه يفضله في ذلك النظم0”" .

ويعقب الدكتور شوقي ضيف على الكلام السابق قائلاً : «وكلام أبي هاشم صريح في أن النظم لا يصلح أن يكون مفسراً لفصاحة الكلام» لأن النظم قد يكون واحداء ويفضل أديب صاحبه فيه» وكأنه يرد بذلك على الجاحظ وأمثاله الذين يرجعون إعجاز القرآن إلى نظمه وطريقته» ويقول إنه لا يوجد في الكلام إلا اللفظ والمعنى ولا ثالث لهماء وإذاً فلا بد أن تكون الفصاحة راجعة إليهماء بحيث يكون اللفظ جزلاً والمعنى حسناً»”" .

؛ - ومحور جهود القاضي عبد الجبار أن النظم بمعنى الطريقة لا يتعلق به الإعجاز إلا إذا انضاف إليه الوجه الذي ذكرهء وملخصه أن الكلمة مفردة لا تتعلق بها الفصاحة. وكذلك المعنى العام» ولكن تظهر الفصاحة بالضم على طريق مخصوصة., يقول: «اعلم أن الفصاحة لا تظهر في أفراد الكلام» وإنما تظهر في الكلام بالضم على طريقة مخصوصة. ولا بد مع الضم من أن يكون لكل كلمة صفة» وقد يجوز فى هذه الصفة أن تكون بالمواضعة التى تتناول الضمء وقد تكون بالإعراب الذي له مدخل فيه» وقد تكون بالموقع» وليس لهذه الأقسام الثلاثة رابع» لأنه إما أن تُعتبر فيه الكلمةء أو حركاتهاء أو موقعهاء ولا بد من هذا الاعتبار في كل كلمةء ثم لا بد من اعتبار مثله في الكلمات» إذا انضم بعضها إلى بعضء لأنه قد يكون لها عند الانضمام صفة» وكذلك لكيفية إعرابها وحركاتها وموقعها. فعلى هذا الوجه الذي ذكرناه إنما تظهر مزية الفصاحة بهذه الوجوه دون ما عداها)”” .

5 أشار إلى أن الفصاحة مرتبطة بحسن المعنى وجزالة اللفظ» يقول: )١(‏ المصدر السابق» .)١99/1١5(‏

زه6 البلاغة تطور وتاريخ؛ ص .)١١5-1١١5(‏ (9) المغني في أبواب التوحيد والعدل؛ )199/١15(‏

١ /ا‎

ل

«ولا يكون الكلام فصيحاً إلا بحسن معناه وموقعه واستقامته» كما لا يكون فصيحاً إلا بجزالة لفظه)20 .

5 أشاز لعن أن الأديب عليه: «أن يعلم أفراد الكلمات وكيفية ضمها وتركيبها ومواقعهاء فبحسب هذه العلوم والتفاضل فيها يتفاضل ما يصح منهم من رتب الكلام الفصيح0”" .

- والخلاصة أن آراء عبد الجبار مهدت الطريق أمام عبد القاهر لوضع نظرية النظم ؟ كما ذكر عدد من الباحثين في تاريخ البلاغة .

لا لالا

.)”هال/١5( المصدر السابق»‎ )١( .)508/15( المصدر السابق»‎ )0

١548

0

ثمانية عشر: أبو منصور الثعالبي

١‏ - ألف الثعالبي كتاب: (الإعجاز والإيجاز)”"2. وقال فى مقدمته: (وأخرجته في عشرة أبؤات: فالياب الأول: في بعض ما نطق به القراة من الكلام الموجز المعجر. والباب الثاني : في جوامع الكلام عن النبي - وَل - . والباب الثالث: فيما صدر منها عن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين. والباب الرابع : فيما نقل منها عن ملوك الجاهلية. والباب الخامس: في روائع ملوك الإسلام وأمرائه. والباب السادس: في لطائف كلام الوزراء. والباب

السابع : في بدائع كلام الكتاب والبلغاء. والباب الثامن: في ظرائف الفلاسفة والزهاد والحكماء والعلماء. والباب التاسع: في ملح الظرفاء ونوادرهم. والباب العاشر : في وسائط قلائد الشعراء»”" .

؟ - وذكر في الباب الأول: رادي يعض يما تطويه القرآن عن الكلام الموجز المعجز) عدداً من الآيات القرانية» وقام بتحليلها مبيناً روعة الإيجاز وعظمة الإعجاز. يقول: «من أراد أن يعرف جوا مع الكلمء ويتنبه على فضل الإعجاز والاختصارء ويحيط ببلاغة الإيماء» ويفطن لكفاية الإيجاز» فليتدبر القرآن» وليتأمل علوه ا سي فمن ذلك قوله عز ذكره : «إذايىت اليا ين أَنَهُ ثُمَّ أسْتَْمُوا #4 [فصلت: ]٠‏ استقاموا كلمة واحدة تفصح عن الطاعات كلها في الائتمار والانزجارء وذلك لو أن إنساناً أطاع الله سبحانه مئة سنة» ثم سرق حبة واحدة» لخرج بسرقتها عن حد الاستقامة. ومن ذلك قوله

)١(‏ عبد الملك بن محمد بن إسماعيل » أبو منصور التعالبي» من أئمة اللغة والأدب» من أهل نيسابورء صنف الكتب الكثيرة الممتعق, 8٠0٠(‏ 5159ه - ١5هؤ‏ _ مم ٠م).‏ انظر: الأعلام» (5”/5).

(0) الإعجاز والإيجاز, ص(8 - 2)4 دار الرائد العربى» بيروت,. الطبعة الثانية» 1 اه/ 1987م.

ك1

1 ينهم|

ل

وج مج سير

عز وجل : # لَاحَوْفٌ عَلبهِمَ وَلَاهُمْ يَحرت4 [يونس: 57] . فقد أدرج فيه ذكر إقبال كل محبوب عليهم» وزوال كل مكروه عنهم» ولا شيء أضر بالإنسان من الحزن والخوف, لأن الحزن يتولد من مكروه ماض أو حاضرء والخوف يتولد من مكروه مستقبل» فإذا اجتمعا على امرئ لم ينتفع بعيشه» بل يتبرم بحياته» والحزن والخوف أقوى أسباب مرض النفس كما أن السرور والمن أقوى أسباب صحتهاء فالحزن والخوف موضوعان بإزاء كل محنة وبلية» والسرور والمنٍ موضوعان بإزاء كل صحة ونعمة هنية. ومن ذلك قوله عز اسمه: # طَتمْ الَْمَنُ وَهُم مُهَْمَدُونَ 4 [الأنعام: 147 . فالأمن كلمة واحدة تنبئّ عن خلوص سرورهم من الشوائب كلهاء لأن الأمن إنما هو السلامة من الخوف,» والحزن: المكروه الأعظم كما تقدم ذكره. فإذا نالوا الأمن بالإطلاق» ارتفع الخوف عنهمء وارتفع بارتفاعه المكروه» وحصل السرور المحبوب. ومن ذلك قوله تعالى: * أَوْفُاْ بألْمْقُودٍ * [المائدة: .]١‏ فهما كلمتان جمعتا ما عقده الله على خلقه لنفسه. وتعاقده الناس فيما بينهم)”' .

* - وعرض بعد ذلك إلى ما سماه: (فصل فيما يجري مجرى المثل من ألفاظ القرآن» ويجمع الإعجاب والإعجاز والإيجاز). وذكر من أمثلته : ولا حيق الْمَكرٌ لتو إلا يامو » [فاطر: 47] ٠‏ لإا ميك عل عَى شيم » [يونس: 9؟] ٠‏ « كل تي يما كته هن 4 [المدثر: *] . 8 كل مَنْ علا مان # الع 1 «( كني كيقة الت 4 [آل عمران: 186] . # لِكُلْ بر مُسَتَقر# [الأنعام : 30] . # قُلَكُنٌ يْمَلْعَلَ سَاوليِ 4 [الإسراء : 84] )20 .

؛ - ولا ريب أن هذا الكتاب يمكن أن يندرج تحت كتب البلاغة» وإن كان قد كتب بأسلوب أدبي سهل وميسره ولم يتناول من قضايا البلاغة غير الإيجاز.

لا لالا

.)١١-5١١(ص‎ ». المصدر السابق‎ )١( .)١5(ص‎ . المصدر السابق‎ )0(

َس

تسعة عشر: ابن رشيق القيرواني

١‏ -ابن رشيق هو صاحب كتاب (العمدة فى صناعة الشعر ونقده)(2» وهو يعد امو البوابانه لمشي عزن اسن لقي :

" في البداية تحدث عن الشعر» وقال: «. . ووجدت الناس مختلفين فيه» متخلفين عن كثير منه» يقدمون ويؤخرون» ويقلون ويكثرون» قد بوبوه أبواباً مبهمة» ولقبوه ألقاباً متهمةء» وكل واحد منهم قد ضرب في جهة» وانتحل مذهباً هو فيه إمام نفسه وشاهد دعواه» فجمعت أحسن ما قاله كل واحد منهم في كتابه» ليكون العمدة فى محاسن الشعر وآدابه» إن شاء الله تعالى» وعولت فى أكثره على قريحة نفسي» ونتيجة خاطري خوف التكرار» ورجاء الاختصار. .00" .

*‏ وقد تناول ابن رشيق في (العمدة) معظم أبواب البلاغة» وذكر بعض المصطلحات البلاغية» مما يمكن أن يجعل كتابه مندرجاً ضمن كتب البلاغة العربية والنقد الأدبي؛ ولكنه لم يُقسم البلاغة علوماً» بل اتبع طريقة ابن المعتز في سرد أبوابها ممتزجة مع أبواب الأدب». يدرس كل باب على حدة .

5 - أشاد بالعرب وبالشعر العربي» فقال: «العرب أفضل الأمم» وحكمتها أشرف الحكم» كفضل اللسان على اليد والبعد عن امتهان الجسدء إذ خروج الحكمة عن الذات» بمشاركة الالات» إذ لا بد للإنسان من أن يكون تولى ذلك

)١(‏ هو الحسن بن رشيق القيرواني» أبو علي» أديب» نقادء» باحث. ولد بالمسيلة بالمغرب» وتوفي بمدينة مازر بجزيرة صقلية. 790(‏ 4517ه - ١١١١‏ الا ١1م).‏ انظر: الأعلام (191/5).

(6) علم البيان» د. عبد العزيز عتيق» ص .)١5(‏

(0) العمدة فى صناعة الشعر ونقده. تحقيق د. مفيد قميحة» »)١5/١(‏ دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» 50 اهم 1947م.

له

ل

بنفسهء أو احتاج فيه إلى آلة معين من جنسهء وكلام العرب نوعان: منظوم ومتثورء لكل منهما ثلاث طبقات: جيدة ومتوسطة ورديئة» فإذا اتفق الطبقتان في القدر وتساوتا في القيمة» ولم يكن لإحداهما فضل على الأخرى» كان الحكم للشعر ظاهراً في التسمية» لأن كل منظوم أحسن من كل منثور في جنسه في معترف العادة»”" .

ه - تحدث عن اللفظ والمعنىء فقال: «اللفظ جسم وروحه المعنى» وارتباطه به كارتباط الروح بالجسم. يضعف بضعفه ويقوى بقوته» فإذا سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصاً للشعر» وهجنة عليه» كما يعرض لبعض الأجسام من العرج والشلل والعور وما أشبه ذلك» من غير أن تذهب الروح» وكذلك إن ضعف المعنى واختل بعضه كان للفظ من ذلك أوفر حظء كالذي يعرض للأجسام من مرض بمرض الأرواح»”"' .

5 - وفي باب البلاغة يقول: «تكلم رجل عند النبي - كِةِ - » فقال له النبي - يي - : «كم دون لسانك من حجاب» . قال: شفتاي وأسناني. فقال له: «إن الله يكره الانبعاق في الكلام؛ فنضر الله وجه رجل أوجز في كلامه. واقتصر على حاجته». وسئل النبي - كله - : فيم الجمال فقال: «في اللسان». يريد البيان. وقال أصحاب المنطق: حد الإنسان الحي الناطق» فمن كان فى المنطق أعلى رتبة» كان بالإنسائية أولى . وقالوا: الروح عماد الجسمء والعلم عماد الروح: والبيان عماد العلم. وسئل بعض البلغاء : ما البلاغة؟ فقال: قليل يُفهمء وكثير لا يُسأم. وقال آخر: البلاغة إجاعة اللفظ وإشباع المعنى. وقيل لأحدهم: ما البلاغة؟ فقال: إصابة المعنى وحسن الإيجاز. وسئل بعض الأعراب: من أبلغ الناس؟ فقال: أسهلهم لفظآء وأحسنهم بديهة)”” .

- وفي باب التشبيه يعرفه قائلاً : «التشبيه صفة الشىء بما قاربه أو شاكله دن جيه راحدة لاس حهاها مزه لالااز تاهيه مات كله كانه زاك اله

.)١85/١( المصدر السابق».‎ )١( .)4١/١( المصدر السابق»‎ )0( .)١158/١( المصدر السابق».‎ )0(

و اباك همل غواهه

غناك بالود

ترى أن قولهم خد كالورد إنما أرادوا حمرة أوراق الورد وطراوتها لا ما سوى ذلك من صفرة وسطه وخضرة كمائمه)”"' .

4 وتحدث عن المطابقة والخلاف فيها بين قدامة وغيره» فقال: «المطابقة في الكلام أن يأتلف في معناه ما يضاد في فحواه. المطابقة عند جميع الناس جمعك بين الضدين في الكلام» أؤ بيت شعر» إلا قدامة. ومن اتبعه » فإنهم يجعلون اجتماع المعنيين في لفظة واحدة مكررة طباقاً» وقد تقدم الكلام في باب التجنيس » وسمى قدامة هذا النوع الذي هو المطابقة عندنا التكافؤ» لين بطباق عنده إلا ما قدمت ذكرهء ولم يسم التكافؤ أحد غيره وغير النحاس من جميع من علمته) .١‏

4 - وأغلب الكتاب نقول لكلام من قبله. ففي باب الإيجاز يستهله بقوله: «الإيجاز عند الرمانى على ضربين . . . 00" .

وفي باب البيان يقول: «قال أبو الحسن الرماني: البيان هو إحضار المعنى للنفس بسرعة إدراك)7 .

وفي باب النظم يقول: «قال أبو عثمان الجاحظ: أجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء» سهل المخارج» فتعلم بذلك أنه أفرغ إفراغاً واحداًء وسبك سبكاً واحداًء فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان. وإذا كان الكلام على هذا الأسلوب الذي ذكره الجاحظ» لذ سماعه» وخف محتمله» وقرب فهمهء وعذب النطق بهء وحلي في فم سامعهء فإذا كان متنافراً متبايناً عسر حفظه. وثقل على لسان الناطق بهء ومجته المسامعٌ» فلم يستقر فيها منه شيء2”” .

هكذا نجده ينقل عن أعلام الأدب» وقد يعقب نقوله تعليقات يسيرة أحياناً.

,)١1994/١( المصدر السابق»‎ .)555/١( المصدر السابق»‎ )( .)1١9/9/1١( المصدر السابق»‎ )( .)١7/5/١( المصدر السابق»‎ )5( .)١ 972868 - ١الال/١( المصدر السابق»‎ )©(

الا

فهر

0

والخلاصة أن كتاب العمدة » غزير المادة العلمية» استوعب معظم ما قيل قبله من مسائل البلاغة والنقد والأدب» وهو يتناولها بأسلوب سهل» مع بعض الشرح والتعليق إذا اقتتضت الضرورة ذلك .

لا لالا

0 أبكة جل

0

عشرون: ابن سنان الخفاجي

١‏ - وهو صاحب كتاب (سر الفصاحة)( 2١‏ وقد وضح ابن سئان منهجه في كتابه» فقال: «أما بعدء فإنى لما رأيت الناس مختلفين فى ماهية الفصاحة وحقيقتهاء أودعت كتابي هذا طرفاً من شأنهاء وجملة من بيانهاء وقربت ذلك على الناظرء وأوضحته للمتأمل» ولم أمل بالاختصار إلى الإخلال» ولا مع الإسهاب إلى الإملال»”" .

؟ - بين ثمرة معرفة الفصاحة, وفائدتها لتقع الرغبة فيهاء فقال: «أما العلوم الأدبية فالأمر في تأثير هذا العلم فيها واضح. لأنها الزبدة منهاء والنكتة نظم الكلام على اختلاف تأليفه» ونقده ومعرفة ما يُُختار منه مما يُكرهء وكلا الأمرين متعلق بالفصاحة» بل هو مقصور على المعرفة بهاء فلا غنى للمنتحل الأدب عما نوضحه ونشرحه في هذا الباب. وأما العلوم الشرعية فالمعجز الدال على نبوة محمد نبينا - يك - هو القرآن» والخلاف الظاهر فيما به كان معجزاً على قولين:

أحدهما: أنه خرق العادة بفصاحته» وجرى ذلك مجرى قلب العصا حية» وليس للذاهب إلى هذا المذهب مندوحة عن بيان ما الفصاحة التي وقع التزايد فيها موقعاً خرج عن مقدور البشر.

والقول الثاني : أن وجه الإعجاز في القرآن: صرف العرب عن المعارضة» فع أن فاح الترآن كانت فى مقلدور لولة المترف«وامر القائل بهذا يجي

)١(‏ هو عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان» أبو محمد الخفاجي الحلبي» شاعرء أخذ الأدب عن أبي العلاء وغيره» وكانت له ولاية بقلعة عزاز بأعمال حلب. (477 - لم١‏ “/١1م).‏ انظر: الأعلام» (4/؟17).

(0) سر الفصاحةء. ص (5١).؛‏ دار الكتب العلمية. بيروت» الطبعة الأولى» 19875م.

م

0 أبك همل غزا

غناك بالود

مجرى الأول في الحاجة إلى تحقق الفصاحة ما هي ليقطع على أنها كانت في مقدورهمء ومن جنس فصاحتهم» » ونعلم أن مُسيلمة وغيره لم يأت بمعارضة على الحقيقة» لأن أسلوب الكلام الذي أورده خال من الفصاحة التي وقع التحدي بها في الأسلوب المخصوصء وإذا ثبت بما ذكرناه الغرض بهذا “" - تناول جملة من الموضوعات فى كتابهء فقد تحدث ابن سنان عن: تعريف الأصوات» والحروفء والكلام» واللغة» والفصاحة والبلاغة والفرق بينهماء وتكلم عن الألفاظ المؤلفة» والمعاني المفردة» وعقد فصلا في ذكر الأقوال الفاسدة فى التفضيل بين المتقدمين والمحدثين» وفصلاً آخر: فى ذكر الفرق بين المنظوم والمنثورء وما يقال في تفضيل أحدهما على الآخرء وعقد آخر فصل من كتابه إلى ما يحتاج مؤلف الكلام إلى معرفته)”” . ؛ ‏ عرف ابن سنان الفصاحة» فقال: «الفصاحة: الظهور والبيان» ومنها: أفصح اللبن إذا انجلت رغوته» وفَصّح فهو فصيح . قال الشاعر: ومئحت الرغوة اللسيين الفصيحٌ ويقال: أفصحٌ الصبح إذا بدا ضوءه» وأفصح كل سي إذا وضح» وفي الكتاب العزيز : « وَلَنى هَرُوبٌ هر أَخْصَحٌ بق لسكانا فَأَرَسِلْهُ مَىَ 4 [القصص:

4"]. وفصح النصارى: عيدهم. . . وسمي الكلام الفصيح فصيحاً » كما أنهم سموه بياناً لإعرابه عما عُبر به عنه» وإظهاره له إظهاراً جلياً»9” .

ه ‏ فرق ابن سنان بين الفصاحة والبلاغة» فقال: «الفرق بين الفصاحة

والبلاغة أن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ» والبلاغة لا تكون إلا وصفاً

() المصدر السابق» ص .)١5(‏ (؟) المصدر السابق. ص(595 -598). 9) المصدر السابق» ص (09-658).

َس

للألفاظ مع المعاني» لا يقال في كلمة واحدة لا تدل على معنى يفضل عن مثلها كالذي يقع فيه الإسهاب في غير موضعه)”" .

5 - اشترط ابن سنان في فصاحة اللفظة المفردة ثمانية أشياء”" :

الأول : أن يكون تأليف تلك اللفظة من حروف متباعدة المخارج .

والثانى: أن تجد لتأليف اللفظة في السمع خسنا ومزية على غيرهاء وإن تساويا في التأليف من الحروف المتباعدة.

والثالث: أن تكون الكلمة ‏ كما قال أبو عثمان الجاحظ ‏ غير متوعرة وحشية » كقول أبي تمام :

فإن كهلاٌ هاهنا من غريب اللغة .

والرابع : أن تكون غير ساقطة عامية» كما قال أبو عثمان أيضاً.

والخامس: أن تكون الكلمة جارية على العرف العربي الصحيح غير شاذة» ويدخل في هذا القسم كل ما ينكره أهل اللغة» ويرده علماء النحو من التصرف الفاسد في الكلمة» وقد يكون ذلك لأجل أن اللفظة بعينها غير عربية» كما وجناح مقصوص تحيف ريشه ريبٌ الزنمان تحيف المقراض

وقالوا: ليس المقراض من كلام العرب .

والسادس : أن لا تكون الكلمة قد عبر بها عن أمر آخر يكره ذكرهء فإذا أوردت وهي غير مقصودة بها ذلك المعنى» قبحت وإن كملت فيها الصفات التي بيناهاء ومثال هذا قول عروة بن الورد العبسي : قلت لقوم في الكنيف تروّحوا عشية بتناعند ماوان ررّح

.)569( المصدر السابقء» ص‎ )١( .)9757-55( (؟) المصدر السابق.» ص‎

ولا

0 أبك همل

0

والكنيف أصله الساترء ومنه قيل للترس كنيف» غير أنه قد استعمل فى الأناو الى سه الحدت» وقير نيان فانا أكرهه فى شدي عرو 8 .وإ كان ورد موود صحيضا» لمواققة هذا العرف الطارف.

والسابع : أن تكون الكلمة معتدلة غير كثيرة الحروف. فإنها متى زادت على الأمثلة المعتادة المعروفة قبحت» وخرجت عن وجه من وجوه الفصاحة» ومن ذلك قول أبي نصر بن ثُباتة :

فإياكمُ أن تكشفوا عن رؤوسكم ألا إن مغناطيسهن الذوائبٌ فمغناطيسهن كلمة غير مرضية لما ذكرته .

والثامن: أن تكون الكلمة مصغرة في موضع عبر بها فيه عن شيء لطيف أو خفي» أو قليل» أو ما يجري مجرى ذلك. فإنى أراها تحسن به.

- اشترط ابن سنان في فصاحة تأليف الكلام بعض ما اشترطه في فصاحة الكلمة المفردة» لهذا هو يكٌ على الشروط الثمانية التى ذكرها ويحاول تطبيقها على الكلام؛ ثم يضيف شروطاً أخرى عليهاء ونبدأ بالشروط الثمانية" : الشرط الأول: أن يجتنب الناظم تكرار الحروف المتقاربة في تأليف الكلام» مثل :

وكيك سين لشي كيت كي +كنا كدون ولككن ذالك و يكين وليس يحتاج إلى دليل على قبحه للتكرار أكثر من سماعه.

والشرط الثاني: أن تجد للفظة في السمع حُسناً ومزية على غيرهاء لا من أجل تباعد الحروف فقط» بل لأمر يقع في التأليف. ويعرض في المزاج» كما يتفق في بعض النقوش على ما بيناه فيما تقدم. فإن هذا إنما يكون في التأليف إذا ترادفت الكلمات المختارة» فيوجد فيه الحسن أكثر.

الثالث والرابع من الأقسام: أن تكون الكلمة غير وحشية ولا عامية» وهذين

.)584 - 95( انظر: سر الفصاحةء» ص‎ )١(

لا

اله

ل

القسمين لا علاقة للتأليف بهماء وإنما يقبح إذا كثر فيه الكلام الوحشي أو العامي» على حد ما يحسن إذا كثر فيه الكلام المختار.

والخامس : أن تكون الكلمة جارية على العرف العربي الصحيح.» فللتأليف بهذا القسم عُلقة وكيدة» لأن إعراب اللفظ تبع لتأليفها في الكلام» وعلى حكم الوضع الذي وردت فيه .

والسادس : أن لا تكون الكلمة قد عبر بها عن أمر آخر يكره ذكره» فللتأليف فيه تعلق بحسب إضافة الكلمة إلى غيرهاء فإن القبح يختلف بحسب ذلك .

وأما السابع والثامن من شروط الفصاحة في الكلمة المفردة فلا علاقة للتأليف بها.

بعد ذلك ينتقل إلى ما يختص بالتأليف وينفرد له» فيذكر من ذلك :

- وضع الألفاظ موضعها حقيقة أو مجازاً» لا ينكره الاستعمال» ولا يبعد فهمه.

- ومن وضع الألفاظ موضعها حسن الاستعارة .

- ومن وضع الألفاظ موضعها ألا تقع الكلمة حشواً» وأصل الحشو أن يكون المقصد بها إصلاح الوزن أو تناسب القوافي وحرف الروي إن كان الكلام منظوماً» وقصد السجع وتأليف الفصول إن كان منثوراً.

- ومن وضع الألفاظ موضعها ألا يكون الكلام شديد المداخلة يركب بعضه بعضاًء وهذا هو المعاظلة التى وصف عمر بن الخطاب ‏ رضى الله عنه ‏ زهير ابن أبي سلمى بتجنبها فقال: (كان لا يعاظل في الكلام). لأن المعاظلة المداخلة .

- ومن وضع الألفاظ موضعها ألا يعبر عن المدح بالألفاظ المستعملة في الذم» ولا في الذم بالألفاظ المعروفة للمدح» بل يستعمل في جميع الأغراض الألفاظ اللائقة بذلك الغرض. ومن هذا الجنس عما يجب أن يُكنى عنه فى الموضع الذي لا يحسن فيه التصريح . ْ

- ومن وضع الألفاظ موضعها ألا يستعمل في الشعر والنثر ألفاظ المتكلمين

1

اله

غزاسلبرالو

والنحويين والمهندسين ومعانيهمء والألفاظ التي تختص بها أهل المهن والعلوم.

اجتناب عيوب القوافى.

الإيجاز والاختصار وحذف فضول الكلام .

حا ا ل 0

ع ورك نا مسابو بعتن

8 - صرح ابن سنان الخفاجي باعتقاده بمذهب الصرفة في الإعجاز» يقول: «وإذا عدنا إلى التحقيق وجدنا وجه إعجاز القران صرف العرب عن معارضته» بأن سلبوا العلوم التي بها كانوا يتمكنون من المعارضة في وقت مرامهم ذلك)2"©20 ,

وفي هذا الصدد يقول الأستاذ نعيم الحمصي : «وخلاصة ما أتى به الخفاجي أنه لا يرى فصاحة القرآن كافية للبرهان على إعجازه. ويقول بالصرفة على طريقة المرتضى» ويرى أن بعض القرآن أفصح من بعض)”" .

ل لالا

.)٠١١( المصدر السابق » ص‎ )١( .)85-40( فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضرء ».ص‎ )9(

51

َس

واحد وعشرون: محمد بن حيدر اليغدادي

١‏ - ألف البغدادي كتابه : (قانون البلاغة في نقد النثر والشعر)”''؛ وقد قال في مقدمته : «سألتَ ‏ أطال الله مدتك» وأدام نعمتك» وحرس دولتك ‏ عن البلاغة» والبلاغة ليست ألفاظاً فقط. ولا معاني فحسب. بل هي ألفاظ يعبر بها عن معان» ولكن ليس كما اتفق» ولا كيفما وقع. لأن ذلك لو جرى هذا المجرى. لكان أكثر الناس بليغاً» إذ كان أكثرهم يؤدي عن المعاني التي يولدها بألفاظٍ تدل عليهاء لكنهم يخرجون عن طريق البلاغة» ومنهاج الكتابة من وجهينء أحدهما: أن تكون الألفاظ مستكرهة مُستوخمة» غير مرصوفة ولا منتظمة .

والثاني: أن تكون كثيرة يغني عنها بعضهاء ويمكن أن يُعبر عن المعنى الدالٌ عليها بأقل منها»”"' .

؟ - وتحدث عن الإيجاز والإطناب» وأن البليغ يحتاج إلى كل منهما بحسب الموضع» ثم استدرك قائلاً : «إلا أن أكثر ما هو عليه الناس في البلاغة أنها الاختصار وتقريب المعنى بالألفاظ القصار. حتى إذا سئل بعض الناس عن البلاغة فقال: هي لمحة دالة. وهذا مذهب العرب وعادتهم في العبارة» فإنهم يشيرون إلى المعاني بأوحى إشارة» ويستحبون أن تكون الألفاظ أقل من العانن في المتقاور الكدرة 0

“- والكتاب قسمان:

القسم الأول: في بلاغة النثر ونقده» وفيه تحدث عن تعريف البلاغة»

)١(‏ محمد بن حيدر البغدادي» أبو طاهرء فخر الدين» شاعر رقيق» من بلغاء الكتاب» توفي (١1ده‏ -77١1م).‏ انظر: الأعلام» .)١1١/5(‏

(؟) قانون البلاغة في نقد النثر والشعر» تحقيق الدكتور محسن غياض عجيل» ص (؟57١)2‏ مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الأولى» ١50١ه/‏ ١194م.‏

(*) المصدر السابقء ص (55).

51١

ل

وألفاظ الكتاب. ونعوت الألفاظ.ء ونعوت المعانى» ومذاهب البلاغة» وتعريفات: الصوت» والفكر والبيان» والمعانى والبلاغة .

والقسم الثاني : فى بلاغة الشعر ونقده» تحدث فيه عن الشعر والبديع» ثم ذكر أقسام البديع ابتداء من الطباق والتجنيس» وانتهاء بالاستعارة والمبالغة» ثم

تحدث عن صناعة الشعرء ومشاكلة الألفاظ للمعاني؛ ودواعي الشعر» والطبع والتكلف» والنقد والنقاد.

ىت ويقول فى الخاتمة : «وهذه الرسالة تقتضى الإقناع . ولا تحتمل الإشباع» وإنما نبذت إليك نبذاء وعرضت عليك لُمعاًء حتى لا تحكم من غير

-

تت » ولا تقضي من غير تبين؟ .

وفعلاً فإن حجم الكتاب مقارنة مع الموضوعات التي طرحها يدل على أنه ليس أكثر من فهرس لهاء مع شرح موجزء وهو يستقي معلوماته من الجاحظ وابن قتيبة» وابن المعتز» وقدامة» وأبي هلال العسكري وغيرهم .

© - ومن التعريفات التى ذكرها27:

الصوت: هو آلة اللفظ. والذي به يبلغ السامع ما يدركه الفكر.

الفكر : هو مستنبط الحكمة» ومستشار الصوت» ومستوضح غوامض الأدلة» وكاشف ضباب الغفلة عن الأفئدة.

البيان: هو اسم لكل شيء كشف لك قناع المعنى» وهتك حجب الضمير» وأبدى مكنونه .

المعانى : هى الحادثة بالذكر» المتصورة للعقل » الجائلة فى الفكر» وهى بعيدة وحشية » معدومة فى الحال» موجودة فى أخرى» ممتدة على غير غاية» مبسوطة إلى غير نهاية .

)١(‏ المصدر السابق.» ص (ه975-41).

0

البلاغة: هي أن يبلغ السامع أقصى نهاية المعنى الخاطر بقلبك» فتصوره لك كتصوره عندك,ء بالإبانة عنهء والإفصاح به.

وقيل : الفصاحة لمحة دالة.

وقال بعضهم: البلاغة التقرب من المعنى البعيد» والتباعد من حشو الكلام» ودنو المأخذء وإيجاز في صواب» وقصد إلى الحجة» وحسن الاستعارة.

وهو غالباً يذكر اللون البياني» ويعرفه ويسرد بعض الأمثلة القليلة» وربما ذكر النوع البياني من دون 50 أو شرح الأمثلة» كما هو الحال عند مبحث المثل السائر» والتشبيه''»» وعلى العمؤم فالكتاب سهل ميسر»ء وكتب بلغة أدبية سهلة» بعيداً عن التعقيد والإسهاب.

لا لالا

.)١50- ١75( المصدر السابق» ص‎ )١(

51

و اباك همل

0

اثثان وعشرون: ضداء الدين ابن الأثير

١‏ - هو صاحب كتاب (المثل السائر فى صناعة الكاتب والشاعر)”؟» وقد أشار فيه إلى أن هنالك آلات لعلم البيان» وفي مقدمتها الطبع - أي الموهبة - يقول: «اعلم أن صناعة تأليف الكلام من المنظوم والمنثور ته تفتقر إلى آللات كثيرة » وقد قيل: ينبغي للكاتب أن يتعلق بكل علمء حتى قيل: كل ذي علم يسوغ له أن ينسب نفسه إليه. فيقول: فلان النحوي وفلان الفقيه وفلان المتكلم. ولا يسوغ له أن ينسب نفسه إلى الكتابة» فيقول: فلان الكاتب. وذلك لما يفتقر إليه من الخوض في كل فن» وملاك هذا كله الطبع ؛ فإنه إذا لم يكن ثم طبع ؛ فإنه لا تغني تلك الآلات شيئاًء ومثال ذلك كمثل النار الكامنة في الزناد» والحديدة التي يقدح بهاء الو اتا لو لو تلك الحديدة شيئاً)”"' .

؟ - أشار إلى آلات لعلم البيان الثمانية» وقرر أنه ينبغي على الأديب معرفتهاء وهي:

«النوع الأول: معرفة علم العربية من النحو والتصريف .

النوع الثاني: معرفة ما يحتاج إليه من اللغة» وهو المتداول المألوف استعماله في فصيح الكلام» غير الوحشي الغريب ولا المستكره المعيب.

النوع الثالث : معرفة أمثال العرب وأيامهم»ء ومعرفة الوقائع التي جاءت في

)١(‏ هو نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني» الجزري» أبو الفتح. ضياء الدين؛ المعروف بابن الأثير الكاتب» وزيرء من العلماء الكتاب المترسلين. ولد بالموصل ومات يبغداد. (208 - لالاته - 115 1794م). انظر: الأعلام» .)”١‏

0) المثل السائر فى صناعة الكاتب والشاعرء تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد 4237/1 المكتبة العصرية؛ بيروت» ١151١ه/1990م. ١‏

51

َس

حوادث خاصة بأقوام ؛ فإن ذلك جرى مجرى الأمثال أيضاً.

النوع الرابع: الاطلاع على تأليفات من تقدمه من أرباب هذه الصناعة المنظومة منه والمنثورة» والتحفظ للكثير منه .

النوع الخامس : معرفة الأحكام السلطانية الإمامة والإمارة والقضاء والحسبة وغير ذلك .

النوع السادس: حفظ القرآن الكريم» والتدرب باستعماله وإدراجه في مطاوي كلامه .

النوع السابع: حفظ ما يحتاج إليه من الأخبار الواردة عن النبي - يلل - . والسلوك بها مسلك القرآن الكريم في الاستعمال. والقوافي الذي يقام به ميزان الشعر)”" .

*- تحدث عن السجع» وقيمته البيانية» وعن السبب في عدم كون القرآن كله مسجوعاً فقال:

«فإن قيل: فإذا كان السجع أعلى درجات الكلام على ما ذهبت إليه ؛ فكان ينبغي أن يأتي القرآن كله مسجوعاً. وليس الأمر كذلك» بل منه المسجوع ومنه

قلث في الجواب: إن أكثر القرآن مسجوع» حتى إن السورة لتأتي جميعها مسجوعة 2 وما منع أن يأتي القرآن كله مسجوعاً إلا أنه سلك به مسلك الإيجاز والاختصار» والسجع لا يؤاتي في كل موضع من الكلام على حد الإيجاز والاختصارء فترك استعماله في جميع القرآن لهذا السبب.

وهاهنا وجه آخر: هو أقوى من الأول» ولذلك ثبت أن المسجوع من الكلام أفضل من غير المسجوعء وإنما تضمن القرآن غير المسجوع ؛ لأن ورود غير

.)59/1( المثل السائرء‎ )١(

ا

0

0 أبك همل

المسجوع ؛ معجزاً أبلغ في باب الإعجاز من ورود المسجوع. ومن أجل ذلك تضمن القرآن القسمين جميعاً»7' .

5 - تحدث عن الفصاحة والبلاغة» وبين أنهما أشرف العلوم» لافتخار النبي - عليه الصلاة والسلام ‏ بهما من جهة» ولأنهما أساس الإعجاز في كتاب الله تعالى من جهة ثانية» وكان مجيء القرآن نثراً سبب لتفضيله المنثور على المنظوم» معلل ذلك بكثرة الشعراء وقلة الكتاب؛ وحاجة الدول إلى الكتاب أكثر من حاجتها إلى الشعراء» يقول: «وإذ فرغت من تصنيف هذا الكتاب» وحررت القول في تفصيل أقسام الفصاحة والبلاغة والكشف عن دقائقهما وحقائقهماء فينبغي أن أختمه بذكر فضليهما فأقول: اعلم أن هذا الفن هو أشرف الفضائل وأعلاها درجة». ولولا ذلك لما فخر به رسول الله - يَكةِ - فى عدة مواقف. فقال تارة: «أنا أفصح من نطق بالضاد». وقال تارة: (أقطت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ؛ كان كل نبي يبعث في قومه. وبعثت إلى كل أحمر وأسودء وأحلت لي الغنائم»ء وجعلت لي الأرض طيبة وطهوراً. ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهرء وأوتيت جوامع الكلم». وما سمع بأن رسول الله - يَلِةِ - افتخر بشيء من العلوم سوى علم الفصاحة والبلاغة» فلم يقل أنه أفقه الناس» ولا أعلم الناس بالحساب ولا بالطبء ولا بغير ذلك» كما قال أنا

وأيضاً فلو لم تكن هذه الفضيلة من أعلى الفضائل درجة» لما اتصل الإعجاز بها دون غيرهاء فإن كتاب الله تعالى نزل عليهاء ولم ينزل بمعجز من مسائل الفقه ولا من مسائل الحساب ولا من مسائل الطب» ولا غير ذلك من العلوم.

ولما كانت هذه الفضيلة بهذه المكانة صارت فى الدرجة العالية» والمنثور منها أشرف من المنظوم لأسباب» من جملتها: ‏ -

أن الإعجاز لم يتصل بالمنظوم وإنما اتصل بالمنثور.

الآخر أن أسباب النظم أكثر» ولهذا نجد المجيدين منهم أكثر من المجيدين

.)١494/1١( المصدر السابق»‎ )١(

اهن

0

من الكتاب» بل لا نسبة لهؤلاء إلى هؤلاء» ولو شئت أن تحصي أرباب الكتابة من أو الذولة الاسلاة إلى الأن لما ويت من من ولبتجدن رس الكادت عشرة» وإذا أحصيت الشعراء في تلك المدة وجدتهم عدداً كثيرأً» حتى لقد كان يجتمع منهم في العصر الواحد جماعة كثيرة كل منهم شاعر مفلق. وهذا لانجده فى الكتاب» بل ريما ندر الفرد الواحد في الزمن الطويل» وليس ذلك إلةالوغوزة المجلك ف الس ويه نتاله: ْ

والكاتب هو أحد دعامتي الدولة» فإن كل دولة لا تقوم إلا على دعامتين من السيف والقلم» وربما لا يفتقر الملك في ملكه إلى السيف إلا مرة أو مرتين» وأما القلم فإنه يفتقر إليه على الأيام , وكثير ا ها تشتف يعن السيف 77 ,

ه ‏ تحدث عن التشبيه المقلوب» وسماه الطرد والعكس» فقال: «واعلم أن من التشبيه ضرباً يسمى الطرد والعكس ». وهو أن يجعل المشبه به مشبهاًء والمشبه مشبهاً به وبعضهم يسميه: غلبة الفروع على الأصولء ولا تجد شيئاً من ذلك إلا والغرض به المبالغة» فمما جاء من ذلك قول ذي الرمة :

ورمل كأرداف العذارى قطعته إذا ألبسته المظلماتٌ الحنادسُ

ألا ترى إلى ذي الرمة كيف جعل الأصل فرعاً والفرع أصلاً. وذاك أن العادة والعرف فى هذا أن تشبه أعجاز النساء بكثبان الأنقاء وهو مطرد في بابه» فعكس ذو الرمة القصة فى ذلك» فشبه كثبان الأنقاء بأعجاز النساء» وإنما فعل ذلك مبالغة» أي قد ثبت هذا الموضع وهذا المعنى لأعجاز النساءء وصار كأنه الأصل حتى شبهت به كثبان الأنقاء»”" .

5 تحدث عن المجاز» وبين أن أصل كل مجاز هو الحقيقة» وأن المجاز أكثر بلاغة من الحقيقة» فقال: «واعلم أن كل مجاز فله حقيقة ؛ لأنه لم يصح أن يطلق عليه اسم المجاز إلا لنقله عن حقيقة موضوعة له ؛ إذ المجاز هو اسم

.097-17941/5( المصدر السابق»‎ )١( .)5 07 /١( (؟) المثل السائرء‎

ا

ار

ام 2

و2

عزله ل جلالو

ا

للموضع الذي ينتقل فيه من مكان إلى مكان» فجعل ذلك لنقل الألفاظ من الحقيقة إلى غيرها .

وإذا كان كل مجاز لا بد له من حقيقة نقل عنها إلى حالته المجازية» فكذلك ليس من ضرورة كل حقيقة أن يكون لها مجاز ؛ فإن من الأسماء ما لا مجاز له كأسماء الأعلام لأنها وضعت للفرق بين الذوات لا للفرق بين الصفات .

وكذلك فاعلم أن المجاز أولى بالاستعمال من الحقيقة في باب الفصاحة والبلاغة» لأنه لو لم يكن كذلك لكانت الحقيقة التي هي الأصل أولى منه؛ حيث هو فرع عليها وليبس الأمر كذلك» لأنه قد ثبت وتحقق أن فائدة الكلام الخطابي هو إثبات الغرض المقصود في نفس السامع بالتخييل والتصوير حتى يكاد ينظر إليه عياناً ؛ ألا ترى أن حقيقة قولنا: زيد أسدء. هي قولنا: زيد شجاع. لكن فرق بين القولين في التصوير والتخييل وإثبات الغرض المقصود في نفس السماع)”2" .

١7‏ تحدث عن موضوع علم البيان» فقال: «موضوع كل علم هو الشيء الذي يسأل فيه عن أحواله التي تعرض لذاته» فموضوع الفقه هو: أفعال المكلفين» والفقيه يسأل عن أحوالها التي تعرض لها من الفرض والنفل والحلال والحرام والندب والمباح وغير ذلك. وموضوع الطب هو: بدن الإنسانء والطبيب يسأل عن أحواله التى تعرض له من صحته وسقمه. وموضوع الحساب هو: الأعداد» والحاسب يسأل عن أحوالها التي تعرض لها من الضرب والقسمة والنسبة وغير ذلك. وموضوع النحو هو: الألفاظ والمعاني» والنحوي يسأل عن أحوالهما في الدلالة من جهة الأوضاع اللغوية وكذلك يجري الحكم في كل علم من العلوم» وبهذا الضابط انفرد كل علم رأسه ولم يختلط بغيره» وعلى هذا فموضوع علم البيان هو: الفصاحة والبلاغة» وصاحبه يسأل عن أحوالهما اللفظية والمعنوية» وهو والنحوي يشتركان في أن النحوي ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من جهة الوضع

.00/8/1( المصدر السابقء‎ )١(

518

له

غزاسلبرالو

اللغوي» وتلك دلالة عامة. وصاحب علم البيان ينظر في فضيلة تلك الدلالة» وهي دلالة خاصة. والمراد بها أن يكون على هيئة مخصوصة من الحسن» وذلك أمر وراء النحو والإعراب». ألا ترى أن النحوي يفهم معنى الكلام المنظوم والمنثورء ويعلم مواقع إعرابه» ومع ذلك فإنه لا يفهم ما فيه من الفصاحة والبلاغة؟ ومن هاهنا غلط مفسرو الأشعار في اقتصارهم على شرح المعنى وما فيها من الكلمات اللغوية» وتبيين مواضع الإعراب منهاء دون شرح ما تضمنته من أسرار الفصاحة والبلاغة)27 .

8 - يوجز الدكتور عبد الفتاح لاشين جهود ابن الأثير في كتابه المثل السائر في صناعة الكاتب والشاعر » فيقول: «جعل كلمة البيان تشمل مباحث علمي المعاني والبديع » متتبعاً أصل الفكرة من عصر الجاحظ ومن تبعه» وعلى الرغم من أنه يصرح بأنه لم يستفد في كتابه إلا من كتاب الموازنة للآمدي» وسر الفصاحة للخفاجي» ولكن المطلع على كتابه يرى أنه قد استفاد من جل من سبقه.ء وقد ادعى أنه لم يطلع على كتابي عبد القاهرء وهذا ادعاء يخالفه الواقع»”" .

ل لالا

.)55/1( المثل السائر‎ )١( .)0”0 - 75( (؟) المعاني في ضوء أساليب القرآن» د. عبد الفتاح لاشين» ص‎

51

0

ثلاثة وعشرون: أسامة بن منقذ

١‏ - هو صاحب كتاب (البديع في نقد الشعر)”'"» ويقول الدكتور عبد العزيز عتيق في التعريف بأسامة بن منقذ بأنه: «من أكابر بني منقذ وشجعانهم. . . وقد ذكرنا من مصنفات ابن منقذ كتاب البديع في نقد الشعر» وهو يشتمل على خمسة وتسعين بابأ» ذكر فيه كثيراً من المحسنات البديعية)0' .

؟ - وقد ذكر أسامة بن منقذ فى مقدمة الكتاب منهجه ومصادره. فقال: «هذا كتاب جمعت فيه ما تفرق في كتب العلماء المتقدمين المصنفة في نقد الشعرء وذكر محاسنه وعيوبه» فلهم فضيلة الابتداع» ولي فضيلة الاتباع» والذي وقفت عليه : كتاب البديع لابن المعتزء وكتاب الحالي للحاتمي». وكتاب المحاضرة للخاتمي» وكتاب الصناعتين للعسكري» وكتاب اللمع للعجمي» وكتاب العمدة لابن رشيق» فجمعت من ذلك أحسن أبوابه.» وذكرت منه أحسن مثالاته» ليكون كتابي مغنياً عن هذه الكتب» لتضمنه أحسن ما فيهاء وما توفيقى الابالة» عليه توكلك وإليه أنبسب 9 1

- في العادة يذكر المؤلفٌ الباب ثم يقوم بتعريف اللون البلاغي الذي يتناوله» ثم يسرد الأمثلة» والتحليل قليل عنده؛ وفي الغالب لا يكون هنالك تحليل» وهنالك أبواب ليس فيها تعريف للون البلاغي ولا أي تحليل للأبيات»

)١(‏ هو أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشيزري» أبو المظفرء مؤيد الدولةء أمير ومن العلماء الشجعانء وله تصانيف في الأدب والتاريخ. (44؛ ‏ 4هده - ١٠١90‏ 14لام). انظر: الأعلام» (191/1).

(؟) علم البديعء ص (091).

(9) البديع في نقد الشعرء تحقيق: الدكتور أحمد بدويء والدكتور حامد عبد المجيدء مراجعة الأستاذ إبراهيم مصطفى» ص (8)» نشر وزارة الثقافة والإرشاد القومي» الإدارة العامة للثقافةء القاهرةء ١٠178ه/1950م.‏

5

0 أماسث جميز |

غزاسلبرالو

فهو يسرد عنوان الباب» ويعقبه بالأمثلة» من ذلك : باب الهدم» وباب التكرير» وباب التثقيل والتخفيف. وغيرها. 4 - من العجيب أن يطلق لفظ المعجز على بيتين من الشعرء ففي باب التجنيس المركب قال : «ولبعضهم وهو من المعجز الذي ليس مثله : إن ترمتك الشريبة في مشر تضافروا فيك على بغضهم فدارهمٌ مادمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضه.”©) ولا ريب أن مصطلح الإعجاز لا ينبغي إطلاقه على الشعرء وإطلاقه هنا من الباب التجوز لا غير. © ابتدأ كتابه بباب التجنيس المغايرء وقال: «اعلم أن التجنيس ثمانية أجناس» فمنها التجنيس المغايرء وهو أن تكون الكلمتان اسماً وفعلاً» مثل قوله تعالى حكاية عن بلقيس: لوَأَسْلَمَتُ مَمَسُلَيََنَ يِه وت الْصَلمينَ 4 [النمل: 4. وقوله عز وجل :لغ تروك لين لعي [الروم : ”4]. وقوله تعالى: « باَب فيه أ ال ل يُصَدرٌ * [النور: ”]. وقوله سبحانه : # قَالَ ِف ل 1 من الْعَالينَ © [الشعراء: .]١54‏ وقوله تعالى. حكاية عن يعقوب: «( عاتن عن وكف > ارسق ! 4. وقوله جل جلاله : ا أَرْفْتٍ اذَه 4 [النجم: 0]. 8 إِفِ وَجَهْتُ وَجَهِىَ4 [الأنعام: 74]. وقول ذي الرمة : كأنَ البرى والعاجَّ عيجث متونّةٌ على عُشْرٍ نهّى به السيلّ أبطمٌ وقول جرير بن الخطفيّ : كأنك لم تسؤ ببلاد نجمد ولم تنظز بناظرة الخياما وقول بعض العرب في صفة فوارس: (إنها لخيل تختال))0" . ونلحظ أنه كثير الاستشهاد بالآيات القرآنية» وهو يتبعها بالشعرء وأقوال العرب» وقد ابتدأ بالجناس تأثراً ببيئة عصره التي كانت تُعنى بألوان البديع» فقد كان الشعراء يتنافسون فيه لما له من أثر جميل في البيان العربي .

() المصدر السابقء» ص ””(0‏ 9754). (؟) المصدر السابق. ص .)١1"-5١5(‏

َس

* - وفي باب التجنيس الممائل» قال: «اعلم أن التجئيس 000 تكون الكلمتان اسمين أو فعلين» كما قال الله عز وجل: # ديح وَرَكَانَ # [الواقعة: 89]. وقال تعالى : # وَبَىَ الْجَتَتيدَانِ» [الرحمن: 55].

وقال النبى - و - 8 «الظلم ظلمات يوم القيامة» . وقال عَِةٍ (ذو الوجهين

لايكون وجيهاً يوم القيامة». الانتظا 0

ونلاحظ أنه يبتدئ دائماً بكلام الله تعالى» ثم بالحديث النبوي إن وجدء ثم

يشرع بذكر بقية الأمثلة من المنظوم والمأثور.

- أما آخر أبواب الكتاب فكان باب التهذيب والترتيب”"» وفيه نصائح للشاعر ابتدأت بقوله: «ومن التهذيب أن يخلص المعنى قبل السبك للفظ. والقوافي قبل الأبيات». واختتمه بقوله: «واستفتح بذكر الله فقد كانت العرب تسمي الخطبة التي لا تستفتح بالحمد: البتراء.ء والتي لا توشح بالحمد: الشوهاء).

وهو بين الوصيتين يعرض كثيراً من مسائل البلاغة» منها قوله: «واعلم أن الألفاظ أجسادء والمعاني أرواح» فإذا قويت الألفاظ فلتقو المعاني» ليحمل بعضها بعضاً) .

ويقول: «واعلم أن محاسن الشعر ثلاثة : التطبيق والتجنيس والمقابلة. ومحاسن المعاني ثلاثة : الاستعارة» والتشبيه» والمثل» فاقصد إليهاء واعتمد عليها» . ش

ونحن نلحظ مما سبق» ومن استعراض مباحث كتابه البديع » أن الكتاب

(؟) المصدر السابقء» ص (599-596).

َس

اعتمد المباحث البلاغية منطلقاً له في الحديث عن نقد الشعر.

وقبل ختام المبحث يبقى أن نشير أخيراً أن ثمة كتب كثيرة تناولت موضوعات ذات صلة بالبلاغة والإعجازء وليس الاستقصاء هنا موضعه هنا بطبيعة الحال» ولكن لا بد من الإشارة إلى أبرزهاء وأول من نبدأ به من أصحاب تلك الكتب : إمام النحو والنحاة سيبويه رحمه الله تعالى .

-١‏ سيبويه:

لصون ١‏ بده جيه الله تعالى - دراسات لمباحث ذات صلة بعلم البلاغة» يقول الدكتور عبد الفتاح لاشين: «نجد سيبويه في كتابه ( الكتاب) يمزج بحوث النحو بالبلاغة» فيعرض لبعض الخصائص الأسلوبية التي عني بها فيما بعد علم المعاني» مثل: التقديم والتأخيرء والتعريف والتنكيرء والحذفء فيقول مثلاً في سر بلاغة التقديم عند جواز تقديم المفعول على الفاعل : كأنهم إنما يقدمون الذي بيانه أهم لهمء وهم ببيانه أعنى» وإن كانا جميعاً يهمانهم ويعنيانهم . كما تكلم عن المجاز تعليقاً على قول الخنساء : تترعى إذا نسيث حتى إذا ادكرث فإنماهي إقبالٌ وإدبار

فقال: جعلت الإقبال والإدبار مجازاً على سعة الكلام. كما تكلم عن التشبيه في باب ما يكون من الأسماء صفة لمفرد وليس بفاعل» ولا صفة تشبه الفاعل» وأورد له أمثلة» مثل قولك : مررت برجل مثل الأسدء إذا كنت تشبهه. ولكن لم يعرفه».

" - علي بن حمزة الكسائي :

للكسائي كتاب (معاني القرآن)”"2. وهو يلمس فيه بعض مسائل البلاغة»

)1١(‏ هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارئي بالولاء» أبو بشرء الملقب سيبويه» إمام النحاة وأول من بسط علم النحوء ١54(‏ ٠١18١ه)‏ - (50لا ‏ 5لام). انظر: الأعلام

.)48١/0( المكتبة الأموية؛ الطبعة الرابعة»‎ .)١7- ١6( (؟) المعاني في ضوء أساليب القرآنء ص‎ 4و1ام.‎ - (؟) علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاءء الكوفي» أبو الحسن الكسائيء إمام في‎

ارقن

اكه

غزاسلبرالو

والكسائي هو إمام مدرسة الكوفة في النحوء وهو «ينشط لا في تأليف كتب تتصل بالقرآن الكريم وقراءته ومعانيه فحسب» بل يؤلف أيضاً في النحو كتابين هما: مختصر النحو و كتاب الحدود في النحو » وألف في أغلاط العامة كتاباً سماه ما تلحن به العوام وهو مطبوع)""".

© الأخفش الأوسط:

وله تفسير معاني القرآن وهو مخطوطء وللأخفش”" معاني الشعر'". نوفا ناته أر لهم أمليل غريس كل نكسن العسس تي 5 أبو عبيد القاسم بن سلام :

له: (غريب القرآن» معاني القرآن)””2. وهو من تلاميذ الكسائي» «وقد جمع من إملاءاته كثيراً فى كتابه معاني القرآن » وصور قراءته في كتابه عن القراءات» وكانت له عناية شديدة باللغة ورواية غريبها على نحو ما هو معروف في كتابه الغريب المصنف )20 . 1

ه_عبد الله محمد بن زيد الواسطى :

للواسطي كتاب في الإعجاز شرحه الشيخ عبد القاهرء يقول الحاج خليفة :

اللغة والنحو والقراءة من أهل الكوفة. ‏ ت (494١ه‏ - 06١4م).‏ انظر: الأعلام» (:/587).

)١(‏ المدارس النحويةء د. شوقي ضيفء. ص »)1١7/08(‏ دار المعارف بمصرهء الطبعة الرابعة.

)"نيد بن مسعدة التقائسي: بالولاةة اللي ثم البصري» ابو الصينء المعروف بالأخفش الأوسطء نحوي عالم باللغة والأدب من أهل بلخ» توفي (0١1ه‏ - 850م). انظر: الأعلام» ك١‏ 0).

(*) سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاءء البلخي ثم البصري» أبو الحسنء المعروف بالأخفش الأوسط» نحوي عالم باللغة والأدب من أهل بلخ» توفي (16١1ه‏ - ٠45م).‏ انظر: الأعلام, .)1١١/79(‏

(5) المدارس النحوية» د. شوقي ضيفء ص (45).

(5) أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي» من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقهء من أهل هراق؛ ١69(‏ - 5؟؟ه - 4لالا - 858م). انظر: الأعلام (10957/6).

(5) المدارس النحوية» د. شوقي ضيف. ص (185).

374

مهد

غزاسلبرالو

الإعجاز القرآن لأبي عبد الله محمد بن زيد الواسطي» المتوفى سنة ست وثلاثمعة)”207)

. وقد شرحه الشيخ عبد القاهر الجرجاني شرحين كبيراً وسماه المقتضب» وشرحا أصغر منة: «وليسن. للكتات: ولا لشرحيه أثن فى أيذينا»”'" 6«والرافعىي يرى أنه أول كتاب وضع لشرح الإعجاز وبسط القول فيه على طريقتهم في التأليف. وأنه بناه «على ما ابتدأه الجاحظ» كما بنى عبد القاهر فى دلائل الإعجاز على الواسطي)”" .

5 - أبو سعيد السيرافى :

وله: (صنعة الشعرء والبلاغة)”*“2. قال عنه الدكتور شوقي ضيف: «وبالسيرافي تنتهي مدرسة البصرة» وتصل إلى غايتها من تأصيل القواعد ومد الفروع المتشابكة»”*' .

7 - وفي التراث كتب كثيرةء فقد كتب أبو حاتم السجستاني كتاب

الفصاحة”"2» وللنضر بن شميل كتاب (معاني القرآن)» ولقطرب كتاب في نفس العنوان©, كماكمت الشريف المرتضى كتاباً في الإعجاز ضاع”". والكتب في

.)١11١ /1١( انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» الحاج خليفة»‎

(؟) انظر: بلاغة القرآن بين الفن والتاريخ» دراسة تاريخية فنية مقارنة» د. فتحي أحمد عامرء ص (487).

(0) انظر: تاريخ آداب العرب» للرافعي» (7/ .)١6«‏

(5) الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي» أبو سعيد» نحوي عالم بالأدب» أصله من سيراف من بلاد فارس تفقه فى عمان وسكن بغداد وتوفى فيهاء (14854 -7858ه - 810 904وم). انظر: الأعلامء (190/9) ١‏

(5) المدارس النحويةء ص .)١6١(‏

(7) سهل بن محمد بن عثمان الجشمى السجستاني» من كبار العلماء باللغة والشعر من أهل البصرةءات (144؟ه - 455م). انظر الأعلام» 5 011).

(0) انظر: بلاغة القرآن بين الفن والتاريخ؛ د. فتحي أحمد عامرء حاشية ص (179).

(4) انظر: فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر»ء نعيم الحمصي» ص (59).

درا

له

ل

هذا الباب لا تكاد تحصرء ولم نقصد في بحثنا الإحصاء بقدر ما نقصد به الإضاءة» والتوقف عند أبرز الأعلام في الدرس البلاغى» ودرس إعجاز القرآن الكريم .

لا لا لا

دده

"> عنس بلي

الفصل الثالث مرحلة الحمود والصدى

ويتكون هذا الفصل من خمسة مباحث :

المبحث الأول : مدرسة السكاكي التقعيدية .

المبحث الثاني : مدرسة الخطيب القزويني الاتباعية . المبحث الثالث: مدرسة الإمام الطيبي الإحيائية .

المبحث الرابع : مدرسة السيوطي الجامعة .

المبحث الخامس : جهود مختلفة لأعلام في البلاغة والإعجاز .

اهدر

7 عزاسل يراليه

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

-

تمهنسد

أهم ملامح هذه المرحلة ما يأتي :

١‏ - تمتد مرحلة الجمود والصدى - أي التكرار- من بداية القرن السابع حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري» وأهم ما يميزها سياسياً هو دخول التتار بغداد» وقتلهم أهلهاء والخليفة» والقضاء على دولة بنى العباس» على يدل هولاكو خان”2: وذلك سنة (7655ه).

؟ -انتهاء الحكم الأموي في الأندلس سنة (/89ه).

“" - زوال حكم المماليك ودخول مصر والشام تحت حكم الأتراك سنة (0؟وه).

- وأما من الناحية العلمية؛ فقد فشا الجمود والتكرار في العلوم عامة» ونخلق؟ الفوكية' لغة ,رسئية للدؤلة دلا د العريةة ودخل العالم العربي في مرحلة سبات فكري عميق» وفي المقابل على جهة الشمال من المتوسط» بدأت يقظة الغرب» وراح ينهض ويطور نفسه. واكتشف قارتي أمريكا وإسترالياء ثم رسم خريطة العالم كما يريد! .

-أما في البلاغة على وجه الخصوصء فقد اعتبر التلخيص صفوة ما ألف شرحه للتلخيص: «أما بعد: فإن تلخيص المفتاح في علم البلاغة وتوابعها - بإجماع من وقف عليه» واتفاق من صرف العناية إليه ‏ أنفع كتاب في هذا العلم

)١(‏ انظر: البداية والنهاية»ء لابن كثيرء تحقيق دكتور أحمد أبو ملحم مع آخرين» 533/8 25). دار الكتب العلمية» بيروت.» الطبعة الثالئة» /1401١ه/‏ /1941م.

56

0 أبك همل

0

صنف » وأجمع مختصر على مقدار حجمه ألف»"" .

الجمود والتكرار: «يتناولون المعنى الواحد بالطرق المختلفة. ويتناوبون المشكل والواضح على أسلوب واحد كلهم قد ألفه. لا يخالف المتأخر منهم المتقدم إلا بتغيير العبارة» ولا يجد له على حل ما أشكل على غيره أو استشكال ما اتضح جسارة»ء ولا يطمع أن يذوق ما في الاستدراك من اللذة؛ ولا تطمح نفسه لأن يقال برز على من سبقه وبذه» بل يسري خلف من تقدمه حتى في الكلمة الفذة» ويسير إثره حذو القذة بالقذّة. . . ولا يزيد في شرح عبارة المصنف على الإيضاح زيناً وجد فيه أم شيناً» فلو نطق التلخيص لتلا: ما جئتم به هذه بضاعتنا ردت إلينا»7" .

لا لالا

)220 شروح التلخيص» (حاشية السبكي) »)1/١(‏ دار السرور» بيروت . (؟) المصدر السابق» .)5/١1(‏

برض

"> عراس بلي

المبحث الأول: مدرسة السكاكي التقعيدية

أولاً: ألف الإمام أبو يعقوب السكاكي”' من علماء القرن السابع الهجري كتاباً سماه: (مفتاح العلوم) » ذكر في مقدمته أنه جمعه بناء على إلحاح أهل زمانه عليه» في أن يصنف لهم مختصراً يحظيهم بأوفر حظ منهء فصنفه وقال: «صنفت هذا وضمنت لمن أتقنه أن ينفتح عليه جميع المطالب العلمية؛ ' وسميته: (مفتاح العلوم) . وجعلت هذا الكتاب ثلاثة أقسام» القسم الأول في علم الصرف» القسم الثاني في علم النحوء القسم الثالث في علمي المعاني والبيان»7" . وقد أتبع السكاكي علم المعاني بملحقات وتتمات تكلم فيها عن

انياً: لقي كتاب مفتاح العلوم رواجاً» وخاصة القسم الثالث منه الذي يتعلق بعلم المعاني والبيان» وقد عرف علم المعاني بقوله: «و تتبع خواص تراكيب الكلام في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره ليحترز من الوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره» .

وأما علم البيان» فهو: «معرفة إيراد المعنى الواحدء في طرق مختلفة بالزيادة في وضوح الدلالة عليه» وبالنقصان ليحترز بالوقوف على ذلك عن الخطأ في مطابقة الكلام لتمام المراد منه)”” .

)١(‏ هو يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوارزمي الحنفي» أبو يعقوب» سراج الدين» عالم بالعربية والأدب» مولده ووفاته بخوارزم (64045 - 1١590‏ 69م). انظر: الأعلام» (/ 7

(؟) مفتاح العلومء ص (”7 - 5)» المكتبة العلمية الجديدة» بيروت.

ع المصدر السابق» ص (877) .

أخرض

0 باه 7 غزس ليزال

عزاس لجلالوه

الثاً: لم يجعل البديع علماً مستقلاً» وإنما قال عقب حديثه عن علم البيان: «وإذ قد تقرر أن البلاغة بمرجعيهاء وأن الفصاحة بنوعيهاء مما يكسو الكلام حلة التزيين» ويرقيه أعلى درجات التحسين» فهاهنا وجوه مخصوصة كثيراً ما يصار إليها لقصد تحسين الكلام» فلا علينا أن نشير إلى الأعرف منهاء وهي قسمان: قسم يرجع إلى المعنى» وقسم يرجع إلى اللفظ»"'. وشرع بذكر أنواع البديع عقب ذلك .

رابعاً: تكلم عن الإعجازء وهو عنده يدرك بالذوق ولا يوصف» حيث قال: «واعلم أن شأن الإعجاز عجيب» يدرك ولا يمكن وصفهء كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفهاء وكالملاحة» ومدرك الإعجاز عندي هو الذوق ليس إلا وطريق اكتساب الذوق طول خدمة هذين العلمين» نعم للبلاغة وجوه ملتثمة ربما تيسرت إماطة اللثام عنها لتجلى عليك» أما نفس وجه الإعجاز فلك)0؟ ,

خامساً: وفي تعقيبه على الآية القزآنة + #2 وَعْيِلَ ارط الى مأل ومنسماه لج وَغِيصَ المآ وَحَقَى لامر وَاشترك عل لْلْوَوِيٌ وق بعَدَا يَلعَوْرِ أَلطَلِمِينَ4 [هود: 44] يقول: «والنظر في هذه الآية من أربع جهات: من جهة علم البيانء ومن جهة علم المعاني» وهما مرجعا البلاغة» ومن جهة الفصاحة المعنوية» ومن جهة الفصاحة اللفظية .

أما النظر فيها من جهة علم البيان» وهو النظر فيما فيها من المجاز والاستعارة والكناية وما يتصل بهاء فنقول: إنه عز سلطانه لما أراد أن يبين معنى أردنا أن نرد ما انفجر من الأرض إلى بطنها فارتدء وأن نقطع طوفان السماء فانقطع » وأن نغيض الماء النازل من السماء فغاض» وأن نقضي أمر نوح وهو إنجاز ما كنا وعدنا من إغراق قومه فقضيء. وأن نسوي السفينة على الجودي فاستوت» وأبقينا الظلمة غرقى بنى الكلام على تشيييه المزاه بالمامون الذي

.)502١( المصدر السابق» ص‎ )١( .)١95( (؟) المصدر السابق» ص‎ تفرم‎

أيأ |

”0 غزاسل لاله

لا يتأتى منه لكمال هيبته العصيان» وتشبيه تكوين المراد بالأمر الجزم النافذ في تكون المقصود تصويراً لاقتداره العظيم» وأن السموات والأرض وهذه الأجرام العظام » تابعة لإرادته إيجاداً وإعداماًء ولمشيئته فيها تغييراً وتبديلاً» كأنهما عقلاء مميزون» قد عرفوه حق معرفته» وأحاطوا علماً بوجوب الانقياد لأمره. والإذعان لحكمه.» وتحتم بذل المجهود عليهم في تحصيل مراده» وتصوروا مزيد اقتداره» فعظمت مهابته في نفوسهم. وضربت سرادقها في أفنية ضمائرهم» فكما يلوح لهم إشارته كان المشار إليه مقدماًء وكما يرد عليهم أمره» كان المأمور به متمماً» لا تلقى لإشارته بغير الإمضاء والانقياد» ولا لأمره بغير الإذعان والامتثال» ثم بنى على تشبيه هذا نظم الكلام» فقال جل وعلا: (قيل) على سبيل المجاز عن الإرادة الواقع بسببها قول القائل» وجعل قرينة المجاز الخطاب للجماد» وهو: (يا أرض . .. ويا سماء). ثم قال كما ترى: (يا أرض . . . ويا سماء) مخاطباً هلما على سبيل الاستعارة للشبه المذكور» ثم استعار لغؤور الماء في الأرض البلع الذي هو إعمال الجاذبة في المطعوم للشبه بينهما ؛ وهو الذهاب إلى مقر خفي. ثم استعار الماء للغذاء استعارة بالكناية تشبيهاً له بالغذاء لقوى الأرض بالماء في الإنبات للزروع والأشجارء تقوي الاكل بالطعام» وجعل قرينة الاستعارة لفظة: (ابلعي) لكونها موضوعة للاستعمال في الغذاء دون الماء ثم أمر على سبيل الاستعارة المشبه المقدم ذكره وخاطب في الأمر ترشحاً لاستعارة النداء» ثم قال: ماءك بإضافة الماء إلى الأرض على سبيل المجاز» تشبيهاً لاتصال الماء بالأرض باتصال الملك بالمالك» واختار ضمير الخطاب لأجل الترشيح» ثم اختار لاحتباس المطر الإقلاع» الذي هو ترك الفاعل الفعل للشبه بينهما في عدم ما كان ثم أمر على سبيل الاستعارة» وخاطب في الأمر قاتلا : (أقلعي) لمثل ما تقدم في (ابلعي) .

ثم قال : ل وَيفِصَ الْمَآه وَصيِىَ الأَمرُ وَآسْوَتَ عَكَ للْوْوِيٍ وَل عدا فلم يصرح بمن غاض الماء» ولا بمن قضى الأمرء وسوى السفينة» وقال: (بعداً) كما لم يصرح بقائل با لمن ويا بجاء في و سلوكاً في كل واحد من ذلك سبيل الكناية» أن تلك الأمور العظام لا تأتي إلا من ذي قدرة لا يكتنه» قهار

لا يُغالب» فلا مجال على ذهاب الوهم إلى أن يكون غيره جلت عظمته قائل:

القرما

0

و أبك همل

يا أرض ويا سماء» ولاغائض مثل ما غاضء» ولا قاضى مثل ذلك الأمر الهائل» أو أن تكون تسوية السفينة وإقرارها بتسوية غيره وإقراره. ثم ختم الكلام بالتعريض تنبيهاً لسالكي مسلكهم في تكذيب الرسل ظلماً لأنفسهم لا غيرء ختم إظهار لمكان السخط ولجهة استحقاقهم إياه» وأن قيمة الطوفان وتلك الصورة الهائلة» ما كانت إلا لظلمهم .

وأما النظر فيها من حيث علم المعاني وهو النظر في فائدة كل كلمة منهاء وجهة كل تقديم وتأخير في ما بين جملهاء فذلك أنه اختير (يا) دون سائر أخواتها لكونها أكثر في الاستعمال» وأنها دالة على بعد المنادى الذي يستدعيه مقام إظهار العظمة» وإبداء شأن العزة والجبروت» وهو تبعيد المنادى المؤذن بالتهاون بهء ولم يقل: (يا أرض) بالكسر لإمداد التهاون» ولم يقل: يا أيتها الأرض لقصد الاختصارء مع الاحتراز في أيتها من تكلف التنبيه غير المناسب بالمقام» واختير لفظ الأرض دون سائر أسمائها لكونها أخف وأدورء واختير لفظ السماء لمثل ما تقدم في الأرض مع قصد المطابقة وستعرفهاء واختير لفظ ابلعي على ابتلعي لكونه أخصرء ولمجيء خط التجانس بينه وبين أقلعي أوفرء وقيل: ماءك بالإفراد دون الجمع لما كان في الجمع من صورة الاستكثار المتأبي عنها مقام إظهار الكبرياء والجبروت. وهو الوجه في إفراد الأرض والسماء. وإنما لم يقل ابلعي بدون المفعول أن لا يستلزم تركه ما ليس بمراد من تعميم الابتلاع للجبال والتلال والبحار وساكنات الماء بأسرهن» نظراً إلى مقام ورود الأمر الذي هو مقام عظمة وكبرياء» ثم إذا بين المراد اختصر الكلام مع أقلعي احترازاً عن الحشو المستغنى عنهء وهو الوجه في أن لم يقل: قيل يا أرض ابلعي ماءك فبلعت» ويا سماء أقلعى» فأقلعت. واختير غيض على عقن نقد لكر نه مسد رق )1 اناد درق أش قا هاء طرفاق .ليما وكذا الأمر دون أن يقال أمر نوح ؛ وهو إنجاز ما كان الله وعد نوحاً من إهلاك قومه لقصد الاختصار والاستغناء بحرف التعريف عن ذلك» ولم يقل: سويت على الجودي» بمعنى أقرت. على نحو: قيل وغيض وقضي في البناء للمفعول, اعتبار البناء الفعل للفاعل مع السفينة في قوله: #وَيى يَرِى بهم في

7”

له

غزاسلبرالو

مَوَج4 [هود: 47]. مع قصد الاختصار في اللفظ. ثم قيل : (بعداً للقوم) دون أن يقال: ليبعد القوم طلباً للتأكيد مع الاختصارء وهو نزول بعداً منزلة ليبعدوا بعد مع فائدة أخرى. :وهو استعمال اللام مع بعداً الدال على معنى أن البعد حق لهمء ثم أطلق الظلم ليتناول كل نوعء حتى يدخل فيه ظلمهم أنفسهمء لزيادة التنبيه على فظاعة سوء اختيارهم في تكذيب الرسل» هذا من حيث النظر إلى تركيب الكلم.

وأما من حيث النظر إلى ترتيب الجمل. فذاك أنه قد قدم النداء على الأمرء فقيل: (يا أرض ابلعي. . . ويا سماء أقلعي) دون أن يقال: ابلعي يا أرض» وأقلعي يا سماء. جرياً على مقتضى اللازم فيمن كان مأموراً حقيقة من تقديم التنبيه ليتمكن الأمر الوارد عقيبه في نفس المنادى قصداً بذلك لمعنى الترشيح» ثم قدم أمر الأرض على أمر السماءء وابتدئ به لابتداء الطوفان منهاء ونزلها لذلك في القصة منزلة الأصل» والأصل بالتقديم أولى» ثم أتبعهما قوله: (وغيض الماء) لاتصاله بقصة الماء» وأخذه بحجزتهاء ألا ترى أصل الكلام: (قيل يا أرض ابلعى ماءك) فبلعت ماءهاء (ويا سماء أقلعي) عن إرسال الماء فأقلعت عن إرساله» (وغيض الماء) النازل من السماء فغاضء ثم أتبعه ما هو المقصود من القصة» وهو قوله: (وقضي الأمر) أي أنجز الموعودء من إهلاك الكفرة. وإنجاء نوح ومن معه في السفينة» ثم أتبعه حديث السفينة» وهو قوله: (واستوت على الجودي). ثم ختمت القصة بما ختمت. هذا كله نظر في الآية من جانبي البلاغة .

وأما النظر فيها من جانب الفصاحة المعنوية» فهي كما ترى نظم للمعاني لطيف» وتأدية لها ملخصة مبيئة» لا تعقيد يعثر الفكر فى طلب المراد» ولا التواء يشيك الطريق إلى المرتاد» بل إذا جربت نفسك عند استماعهاء وجدت ألفاظها تسابق معانيهاء ومعانيها تسابق ألفاظها. فما من لفظة في تركيب الاية ونظمها تسبق إلى أذنك إلا ومعناها أسبق إلى قلبك .

وأما النظر فيها من جانب الفصاحة اللفظية فألفاظها على ما ترى عربية مستعملة. جارية على قوانين اللغة. سليمة عن التنافر» بعيدة عن البشاعة»

مو

00 أبك همل

”0 غزإس ل الي

عذبة على العذبات» سليسة على الإسلاسات» كل منها كالماء فى السلاسة» وكالعسل في الحلاوة» وكالنسيم في الرقة)”"©. ونحن نلحظ من خلال تعقيب السكاكي على الآية القرآنية الآتي :

١‏ لقد قدم هذه الآية نموذجاً لآيات الإعجازء وهو بهذا يقتفى منهج عبد القاهر الذي كان سبقه إلى تحليلهاء وبيان جمال نظمها.

- طبق على هذه الآية قواعد البلاغة التى قئنها فى كتابه» مبتدثاً بالبيان فالمعاق فالقصاصة الشهرية فاللفظية كينها كانت هذه المراخت ممترها يعطها ببعض خلال تناول عبد القاهر للاية كما سبق أن ذكرناه. -

- في شرح السكاكي لهذه الآية إسهاب وتفصيل لم نجده عند عبد القاهر الذي أجمل وأوجز.

- ذهب السكاكى إلى أن الأمر (ابلعى) و (أقلعى) من باب المجاز» والحقيقة في هذا الباب أولى وأبلغ» وذلك أن الإنسان إذا تحدث إلى الجمادات كان مجازاً لأنه لا يفهم لغتها. وأما الله عز وجل فكلامه لها أولى أن يكون من باب الحقيقة فهو الذي أنطق كل شيءء وهو الذي يسبح له كل شيء» ولكن لا نفقه تسبيحهم .

سادساً: يشيد بسعة معاني القرآن» وبدور علم البلاغة في الكشف عن الإعجازء يقول: «ولله در التنزيل لا يتأمل العالم آية من آياته إلا أدرك لطائف لاتسع الحصرء ولا تظئن أن الآية مقصورة على ما ذكرت؛ فلعل ما تركت أكثر مما ذكرت» لأن المقصود لم يكن إلا مجرد الإرشاد لكيفية اجتناء ثمرات علمي المعاني والبيان» وأن لا علم في باب التفسير بعد علم الأصول أقرأ منهما على المرء لمراد الله تعالى من كلامه. ولا أعون على تعاطى تأويل مشتبهاته؛ ولا أنفع في درك لطائف نكته وأسراره؛ ولا أكشف للقناع عن وجه إعجازه» هو

درق المصدر السابق» ص (97ا9١ .)1١1948-‏

خرص

اله

غزاسلبرالو

الذي يوفي كلام رب العزة من البلاغة حقه» ويصون له في مظان التأويل ماءه ورونقه)""' .

سابعاً: أشار السكاكى إلى تقصير العلماء والباحثين فى دراسة البلاغة» وكان بحس بأنه هو الرجل الذي سيتدارك هذا التقصير بحق هذا العلم» ويقوم بضبطه وتنظيمه» يقول: «ثم مع ما لهذا العلم من الشرف الظاهرء والفضل الباهرء لا ترى علماً لقي من الضيم ما لقي» ولا مني بسوم الخسف بما مني» أين الذي مهد له قواعد» ورتب له شواهد» وبين له حدوداً يرجع إليهاء وعين له رسوماً يعرج عليهاء وجمع له حججاً وبراهين» وشمر لضبط متفرقاته وذيله» واستنهض في استخلاصها من الأيدي رجله وخيله علم ترآه أيادي ا فجزء حوته الدبور» وجزء حوته الصبا. . . ولكن الله جلت حكمته إذ وفق لتحريك القلم فيه» عسى أن يعطي القوس باريهاء بحول منه عز سلطانه وقوته» فما الحول والقوة إلا به)”” .

ثامناً: تناول السكاكي من مباحث علم المعاني: الخبر» والإسناد الخبزي» والمسند إليه والمسند. والفعل وما يتعلق به» والفصل والوصل والإويجاز والإطناب والقصرء والطلب وأبوابه الخمسة: التمني» الاستفهام» الأمرء النهي» النداء .

وتناول مباحث علم البيادت ضمن: التشبيه» والمجاز» والكناية» وفصل القول في المجاز اللغوي والعقلي والمرسل» وذكر أنواع مختلفة للاستعارة» ووضع ذلك ضمن قوانين وفنون وفصول وأبواب”؟ .

وتناول من مباحث علم البديع : المطابقة» والمقابلة» والمشاكلة. ومراعاة

.)١99( المصدر السابيق. ص‎ )١(

(؟) أيادي سبأ: أي متبدداً متفرقاً» وفي المثل: (تفرقوا أيادي سبأ). ضرب المثل بهم لأنه لما غرق مكانهمء وذهبت جناتهم» تبددوا في البلاد. انظر: القاموس المحيط. مادة (سيأ) .

(؟) مفتاح العلومء ص .)50١-199(‏

(:) انظر: المصدر السابقء» ص (5817).

يضرف

"> عنس بلي

النظير» والمزاوجة» واللف والنشرء والجمعء والتفريق» والتقسيم» والجمع مع التفريق» والجمع مع التقسيم» وتأكيد المدح بما يشبه الذمء والتوجيهء والاعتراض» والاستتباع » وتقليل اللفظ. وعدم تقليله. والتجنيس» ورد العجز إلى الصدر. والقلب» والفواصل القرآنية» والترصيع”'©.

وعلى الرغم من جهد السكاكي فقد كانت الحاجة ماسة إلى اختصار مفتاح العلوم وبخاصة القسم البلاغي منهء وإعادة ترتيبه وتهذيبه لما فيه من التداخل والصعوبات» مما هيأ لظهور تلخيص القزويني كما سنذكر في ما بعد.

تاسعاً: وقد عني العلماء بكتاب: (مفتاح العلوم) للسكاكي شرحاً وتلخيصا”"'» فممن عنوا بشرح المفتاح :

١-حسام‏ الدين المؤذني الخوارزمي» قيل: هو أول من شرحه.

؟ - قطب الدين محمود الشيرازي ١٠/اه)‏ . شرحه في كتاب سماه: (مفتاح المفتاح) . ١‏

“7- سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني» ١9لا‏ ه) .

؛ - محمد بن مظفر الخلخالي 45/ ه) شرحه في كتاب سماه: (شرح

المفتاح) . ابن الشيخ عونية (عوينة) علي بن الحسين الموصلي الشافعي» (تدهلاه).

؟ - ميحمد بن أحمد الشريشى» (ت59لاه).

7 - السيد الشريف الجرجانى (ت-5١48/ه)‏ . شرح القسم الثالث من المفتاح . 0

4 -ابن كمال باشا 45٠‏ ه) . ألف شرح المفتاح .

4-المولى أحمد بن مصطفى المعروف بطاش كبري زاده» (ت؟هوذه). )١‏ انظر: المصدر السابق.» ص .)5١5- 5٠١(‏ ؟) انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون». الحاج خليفة» (؟5/ ١/57‏ -1958).

كرف

له

ل

٠‏ - المولى محيي الدين بن محمد بن مصطفى المحشي المعروف بشيخ زاده» (ت١9651ه).‏

عاشراً: وممن عنوا بتلخيص كتاب : (مفتاح العلوم) :

١‏ بدر الدين محمد بن محمد بن مالك 558 ه). اختصره في كتاب سماه (المصباح في اختصار المفتاح) وطبع بعنوان: (المصباح في علوم المعاني والبديع والبيان) . ثم شرح تلخيصه في كتابه: (ضوء المصباح على

؟ - الخطيب القزويني 194 ه) في: (تلخيص المفتاح). وهو أشهر من نار على علم .

* - عبد الرحمن الشيرازي 7/55 ه) وسمى تلخيصه: (الفوائد الغيائية في علوم المعاني والبيان والبديع».

2 المولى حسن المعروف بالمعانيجى (ت١٠99ه).‏ ورتبه أحسن ترتيب . ش

أحد عشر: يقول الدكتور شوقي ضيف في وصفه للدراسات التي جاءت بعد السكاكي: «وتظهر بعد السكاكي دراسات جانبية انحرف بها أصحابها عن طريقه أو ساروا فيها سيراً غير دقيق» نذكر منهم :

ابن الزملكانى الذي حاول تلخيص «دلائل الإعجاز) لعبد القاهر وهو تلخيص غير دقيق . للسكاكي وضمن تلخيصه شيئا من الترتيب» غير أنه ينتقصه تحرير المسائل .

ومنهم التنوخي وهو يطلق البيان على كل فنون البلاغة مثل ضياء الدين بن الأثير»ء وقد استضاء به دائماً مضيفاً دراسات منطقية ونحوية كثيرة .

ومنهم ابن قيم الجوزية» وعمله أدنى إلى الجمع غير المنظم لمباحث ابن الأثير وأصحاب البديع .

الخوفا

له

غزاسلبرالو

ومنهم يحيى بن حمزة العلوي الذي استلهم الفخر الرازي وضياء الدين بن الأثير» وبدر الدين بن مالك. وبعض علماء الأصول» مما جعله يضطرب بين مناهج مختلفة اضطراباً أفقده دقة التصنيف .

وخير من هؤلاء جميعاً ضياء الدين ابن الأثير في كتابه المثل السائر » وهو يهتدي فيه بابن سنان الخفاجي والآمدي» وله لفتات طريفة» غير أن تصوره لكثير من مسائل علمي المعاني وَالبئان مضظرت اضطراياً شديذ7:

اثنا عشر: يقول الدكتور عبد العزيز عتيق في تقويمه لعمل السكاكي: «استطاع السكاكي تحقيق أمرين :

أحدهما: أن ينفذ إلى عمل ملخص دقيق لما نثره أولئك البلاغيون في كتبهم من آراءء وكذلك لما توصل إليه من أفكار.

وثانيهما: أن يصوغ كل ذلك في صيغ مضبوطة محكمة. مستعيئاً فيها بقدرته المنطقية في التعليل والتعريف والتقسيم والتفريع والتشعيب.

وبهذا تحولت البلاغة في مفهومه أولاً» وفي تلخيصه ثانياً» إلى علم بأدق المعاني لكلمة علم» فهي عنده قوانين وقواعد صبت في قوالب منطقية جافة» باعدت بينها وبين وظيفتها الأساسية من إمتاع النفس» وإرهاف الحس» وتنمية الذوق» والتمكين لذوي المواهب الأدبية من القدرة على الخلق والإبداع»”" .

وعلى الرغم من كل ما يقال عن السكاكي وكتابه (مفتاح العلوم) فمن المؤكد أنه ترك بصماته على هذا العلم إلى يومنا هذاء وما كانت بصماته لتبقى لو لم يكن قد أحسن وأفاد أكثر بكثير مما يؤخذ عليه من انتقاد» وكفى بالمرء نبلاً أن تعل معايبه .

لا لالا

.)776( البلاغة تطور وتاريخ» ص‎ )١( علم المعاني» ص (58) . دار النهضة العربية» بيروت» 405١ه- 1984م.‎ )0(

53

فهر

0

الميحث الثاني: مدرسة الخطيب القزويني الاتباعية أولاً: من آثار مدرسة السكاكي نشوء مدرسة الخطيب القزويني”"» فقد قام الأخير بتلخيص كتاب : (مفتاح العلوم) للسكاكي. وقال في مقدمة تلخيصه: «أما بعد: فلما كان علم البلاغة وتوابعها من أجل العلوم قدراء وأدقها سراء إذ به تعرف دقائق العربية وأسرارهاء وتُكشف عن وجوه الإعجاز في نظم القرآن أستارهاء وكان القسم الثالث من (مفتاح العلوم) الذي صنفه الفاضل العلامة أبو يعقوب السكاكي: أعظم ما صنف فيه من الكتب المشهورة نفعاء لكونه أحسنها ترتيباً» وأتمها تحريراً» وأكثرها للأصول جمعاًء ولكن كان غير مصون عن الحشو والتطويل والتعقيدء قابلاً للاختصارء مفتقراً إلى الإيضاح والتجريد» ألفثٌ مختصراً يتضمن ما فيه من القواعد» ويشتمل على ما يُحتاج إليه من الأمثلة والشواهد» ولم آل جهداً في تحقيقه وتهذيبه» ورتبته ترتيباً أقرب متناولاً من ترتيبه» ولم أبالغ في اختصار لفظه تقريباً لتعاطيه» وطلباً لتسهيل فهمه على طالبيه» وأضفت إلى ذلك فوائد عثرت في بعض كتب القوم عليهاء وزوائد لم أظفر في كلام أحد بالتصريح بها ولا الإشارة إليهاء وسميته: (تلخيص المفتاح)0”" . ثانياً: ويعد تلخيص الخطيب القزويني أفضل تلخيصات كتاب (مفتاح

)١(‏ هو محمد بن عيد الرحمن بن عمرء أبو المعالي» جلال الدين القزويني الشافعي ؛ المعروف بخطيب دمشق. قاض من أدباء الفقهاء. مولده بالموصل» ووفاته بدمشق. 555(‏ ثلالاه -18؟١‏ -11848م). انظر: الأعلام» (155/5).

(0) التلخيص في علوم البلاغة» شرحه عبد الرحمن البرقوقي» ص(١ 5‏ 257)» دار الفكر العربى .

5

اك

ار

0 2 غزاده

4

2 77 المثلر

الك

0

1

العلوم) وأشهرهاء فهو«خير من تأثر بالسكاكى» ونحا منحاه فى تلخيص قواعد البلاغة» هذا المنحى الذي أدى الالتزام به» والاسترسال فيه فيما بعد إلى جفاف الدراسات البلاغية وجمودهاء وكما أقبل القزويني على مفتاح السكاكي تلخيصاً وتوضيحاًء أقبل كذلك كثيرون من رجال البلاغة شرقاً وغرباً على تلخيص القزويني درساً وحفظاً وتلخيصاً وشرحاً ونظماء كأنهم رأوا فيه خير مرجع لقواعد البلاغة)”"'. |

ثالفاً: ولم يكن القزويني مجرد ملخص لمفتاح السكاكي» بل كانت له لمسات وإضافات» يقول الدكتور شوقي ضيف: «وأهم من نزعوا عن قوس السكاكى الخطيب القزوينى» فإنه صنف تلخيصاً دقيقاً لمباحثه البلاغية فى المفتاح » ذلل فيه صعوبته تذليلاً» مع الاستضاءة بتلخيص بدر الدين بن مالك وبآراء عبد القاهر والزمخشريء» وهو يناقش الآخرين كثيراًء أما السكاكي فيخصه بكثير من الاعتراضات على تعاريفه وبعض آرائه» ورأى في هذا التلخيص إجمالاً أكثر مما ينبغي فصنف كتابه: (الإيضاح) يبسط فيه معانيه المجملة وقضاياه المشكلة)”' .

رابعاً: وقد تنوع اهتمام العلماء يالت لتلخيص 5 فمنهم من شرحه ومن نظمه ون عملت 0 الحديث عنه فى نهاية هذا المبحث.

١‏ - محمد بن مظفر الخلخالي 7/540 ه) » وضع له شرحاً سماه: (مفتاح

*- أحمد بن على بن عبد الكاني السبكي والملقب بهاء الدين ”الالاه) » وضع له شرحاً سماه (عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح) . )١(‏ علم البيان» د. عبد العزيز عتيق» ص (07).

(؟) البلاغة تطور وتاريخ» ص (7”175). (5) انظر: كشف الظنون عن أسامي.الكتب والفنون» الحاج خليفة» 477/١(‏ -879).

57

”0 غزإس ل الي

0 أبك همل

شرحه: (شرح ت تلخيص القزويني). © محمد البايرتي 5 ه) وسمى شرحه: (شرح تلخيص المفتاح

0 5- شمس الدين القونوي (ت88/اه) وسمى شرحه: (شرح تلخيص

1- سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني» 917/اه) وضع له شرحين: الشرح الكبير وسماه: (المطول). والشرح الصغير للتلخيص وسماه: (المختصر). والحواشي على المطول كثيرة» وعنه يقول الدكتور شوقي ضيف: «(وعد القدماء هذا الشرح مير شروح التلخيص. وعني كثيرون بوضع الحواشي عليه وفي مقدمتهم تلميذه السيد الشريف الجرجاني المتوفى سنة (81 ه)ء وهو يعنى في حاشيته بإيراد اعتراضات كثيرة على كلام أستاذه» مع التغلغل في المباحث المنطقية والفلسفية والكلامية. . . ومن حواشي المطول حاشية محمد بن حمزة الفناري المتوفى سنة (4875 ه). وهو من علماء الأناضول» وحاشية عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي الهندي المتوفى سنة (لا5١١اه)ء‏ وهي مطبوعة في الاستانة» وعمد التفتازاني إلى وضع مختصر لشرحه المطول» وللشيخ محمد الدسوقي المصري المتوفى سنة (0١١1ه)‏ حاشية مطولة عليه)2“7.

وتعتبر حاشية الدسوقي”'' على السعد التفتازاني من الحواشي المتأخرة» وقد طبعت مع شروح التلخيص الشهيرة.

4 - عبد الرحيم بن أحمد العباسي. (ت95 ه) وقد شرح شواهد

التلخيص في كتاب سماه: (معاهد التنصيص على شواهد التلخيص) 2

دق البلاغة تطور وتاريخ» ص 017" /اة") .

(؟) هو محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكى» من علماء العربية» من أهل دسوق بمصر» تعلم وأقام وتوفي بالقاهرة سنة (70١١اه‏ - 6لىام). انظر: الأعلام» // ا ).

7

اهدر

ل

9 - عصام الدين بن إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفراييني المتوفى بسمرقند حوالى منتصف القرن العاشر الهجري» وقد «سماه: (الأطول)» وهو حقاً أطول من :مطول النقاء الي وقر اه فى بمقدمته يتوه والإبيعة! التفقا ران نويا ليسي يريف الجرجاني لا في حاشيته فقط على المطولء بل أيضاً في شرحه للمفتاح)”" .

٠‏ -ابن يعقوب المغربي ١١١١ه)‏ وضع له شرحاً سماه: (مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح) .

وممن نظموه شعراً:

١‏ - زين الدين بن أبى العز طاهر بن حسن الحلبى» (ت8١86/ه)‏ وسماه (التخليص في نظم التلخيص) . ْ

؟ - زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر المعروف بالعيني» 897 ه) .

“‏ السيوطي 4١١‏ ه)» وسمى نظمه: (عقود الجمان في المعاني والبيان)» ثم عاد وشرحه في كتاب سماه (حل عقود الجمان) .

- عبد الرحمن الأخضري» وسمى نظمه: (الجوهر المكنون في الثلاثة فنون). 000

وممن قام باختصاره:

١‏ - شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بالصاحب» (ت328لاه)» وسماه: (لطيف المعاني).

* -المولى لطف الله بن حسن التوقانى المتوفى شهيداً (400 ه) » وسماه: تالش لحف ْ

©-عز الدين بن جماعة (ت9١8)‏ » وسماه: (تلخيص التلخيص).

5 - زين الدين عبد الرحمن بن أبى بكر المعروف بالعينيى؛: 8917 ه) 2 ونا ركفة النهاي للم الحفا فق ْ

*- أبرويز الرومي (رت94817ه) » وسماه: (تلخيص التلخيص) أيضاً.

.)5701( البلاغة تطور وتاريخ.» ص‎ )١(

53

0

00 أبك همل

١‏ - خضر بن محمد مفتى أماسية بعد هاه وسمى تلخيصه: (أنبوب البلاغة) » ثم شرحه وسماه: (الإفاضة لأنبوب البلاغة) .

5 - زكريا الأنصاري.

خامساً: وعن قيمة هذه الأعمال التى قامت حول التلخيص يقول الدكتور عبد العزيز عتيق: «وتلك الشروح والتلخيصات والمنظومات» إن دلت على شيء فعلى جمود الفكر البلاغي وعقمه منذ عصر السكاكي» نقول ذلك لأن كل ما ظهر من شروح وتلخيصات لكتاب: (المفتاح) لا تخرج عن كونها ترديداً وتكراراً لمادته» ومحاولات قصد بها الإيضاح بالشرح أو التقريب والتبسيط, عن طريق الإيجاز والتلخيص والنظم» وإذا هي من. حيث لا يريد ولا يدري أصحابها قد زادت المفتاح صعوبة على صعوبة» وإنه ليخيل لمن يقرأ هذه الشروح والمتون أن واضعيها لم يكونوا علماء في البلاغة بقدر ما كانوا معلمين لهاء يذكرون الكلمة أو العبارة من الأصل» ثم يتبعونها بشرح المراد منهاء ولا يتجاوزون ذلك» كلهم في ذلك سواء»”"'.

سادساً: ويقول الدكتور شوقي ضيف عن جمود البلاغة بعد القزويني: «وواضح من كل ذلك أن العصور المتأخرة» منذ عصر الفخر الرازي والسكاكي» لم تستطع أن تضيف إلى مباحث البلاغة مباحث جديدة» من شأنها أن تبقى لها على ازدهارها الذي رأيناه عند عبد القاهر والزمخشري» لسبب طبيعن وهو ما ساد فى مده المصور من التحدوف» الا'في البلاقة ا فحسي يل أيضاً في الشعر والنثرء وحقاً صاغ السكاكي قواعد الزمخشري وعبد القاهر صياغة علمية» ولكن هذه الصياغة نفسها كانت من أهم الأسباب التي أشاعت الجمود بل العقم في البلاغة» إذ تحولت إلى قواعد متحجرة» وأصبح عمل البلغاء بعد ذلك : شرحهاء أو تلخيصهاء ثم شرح التلخيص»ء مع العودة أحياناً إلى عبد القاهر والزمخشري لتحرير بعض المسائل» ومع التغلغل في مباحث فلسفية ومنطقية وكلامية وأصولية» وهي مباحث ظلت تتسلق على شجرة

25 غلم التتعاني .صن (080:

0

00 أبك همل

البلاغة حتى خنقتها خنقاً. وحتى أصبحنا لا نجد إلا كلاماً معاداً مكرراًء لا ينمى ذوقاً ولا يربى ملكة)(3 .

سابعاً: وقد تنوعت بلدان الشارحين» مما يدل على انتشار التلخيص في المشرق والمغرب» وعلى الرغم من جمود تلك الشروح فلا يخلو بعضها من إضافات كما هو الحال عند السبكى والتفتازانى» يقول الدكتور شوقى ضيف: «وأقبل شراح مختلفون على التلخيص يشرحونه» بين مصري وإيراني ومغربي» ومن أهمهم : السبكى المصري» وسعد الدين التفتازانى» وابن عرب شاه الشريف الجرجاني» والشيخ محمد الدسوقي» وجميعها تخوض في مباحث منطقية وفلسفية وكلامية» وأصولية ونحوية» ومناقشات لفظية» وكل يعيد

ما قاله سالفه إعادة تصور ما ساد في المباحث البلاغية من عقم وجمود)”"'.

ثامناً: وثمة تطور أحدثه المتأخرون في علم البديع» وعنه يقول الدكتور شوقي ضيف: «ومضى أصحاب البديع منذ عصر ابن المعتزء يحاولون أن يضيفوا إلى فنونه التي اكتشفها وسجلها فنوناً جديدة» حتى إذا كنا في القرن السابع الهجري وجدناهم يحصون منها نحو مئة وخمسة وعشرين فناً» حاشدين بينها الصور البيانية وكثيراً من صور علم المعاني» ومضيفين كثيراً من الصيغ التى لا يمكن أن تُسلك فى المحسنات البديعية» وكأن المسألة تحولت إلى تكائر ارقا ولع يليك أطحات البديعيات النبوية أن ظهرواء مصورين في كل بيت من أبياتها فناً من فنون البديع» وبلغوا أكثر من مئة وخمسين فناًء واحتاجت هذه البديعيات إلى الشروح لتفك رموزها وتوضح دلالاتهاء وتكاثرت الشروح دون جدوى حقيقية تعود على البديع» فقد عم العقم والجمود» ولم يعد هناك من يستطيع أن يبدي ملاحظة قيمة في أي شأن من شؤون البديع والبلاغة»”" .

.)"08( البلاغة تطور وتاريخ» ص‎ )١( .)7965( المرجع السابق» ص‎ )0( .0795- ”0( المرجع السابق» ص‎ )*(

565

"> عنس بلي

تاسعاً: نعود إلى شرح الخطيب القزويني للتلخيص» والمسمى: (إيضاح التلخيص) » ونوجز الحديث عنه بما يأتي :

١‏ - قال في مقدمته موضحاً منهجه ومصادرهء وما أضافه فيه من آرائه ونظراته : «فهذا كتاب في علم البلاغة وتوابعهاء ترجمته ب: (الإيضاح) » وجعلته على ترتيب مختصري الذي سميته: (تلخيص المفتاح) » وبسطت القول فيه» ليكون كالشرح له فأوضحت مواضعه المشكلة» وفصلت معانيه المجملة» وعمدت إلى ما خلا عنه المختصرء مما تضمنه : (مفتاح العلوم) ‏ وإلى ما خلا عنه المفتاح من كلام الشيخ الإمام عبد القاهر الجرجاني رحمه الله» في كتابيه : (دلائل الإعجاز) و (أسرار البلاغة) » وإلى ما تيسر النظر فيه من كلام غيرهماء فاستخرجت زبدة ذلك كله. وهذبتها وكيا حتى استقر كل ' شيء منها في محلهء وأضفت إلى ذلك ما أدى إليه فكري» ولم أجده لغيري» فجاء بحمد الله جامعاً لأشتات هذا العلم» وإليه أرغب في أن يجعله نافعاً لمن نظر فيه من أولي الفهم)”" .

؟ -ناقشَ القزوينينٌ آراء السكاكي في كثير من المواضع» من ذلك :

- تعريف علم المعاني: فقد عرفه الخطيب بأنه: «علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يُطابق مقتضى الحال». ونقل تعريف السكاكي» وهو: (تتبع خواص تراكيب الكلام في الإفادة» وما يتصل بها من الاستحسان وغيره» ليحترز بالوقوف عليها من الخطأء في تطبيق الكلام على ما تقتضي الحال ذكره).

ويعلق الخطيب القزويني على هذا التعريف قائلاً : «وفيه نظرء إذ التتبع ليس بعلم» ولا صادق عليه فلا يصح تعريف شيء من العلوم به.

ثم قال - أي السكاكي -: (وأعني بالتراكيب تراكيب البلغاء) .

ولا شك أن معرفة البليغ» من حيث هو بليغ متوقفة على معرفة البلاغة وقد

)22( الإيضاح في علوم البلاغة» شرح د. محمد عبد المنعم خفاجي» (1/ ٠ن‏ كل/).

/ا5

َس

عرفها في كتابه بقوله: (البلاغة هي: بلوغ المتكلم في تأدية المعنى حداً له اختصاص بتوفية خواص التراكيب حقهاء وإيراد أنواع التشبيه والمجاز والكناية على وجهها).

فإن أراد بالتراكيب فى حد البلاغة تراكيب البلغاء ‏ وهو الظاهر ‏ فقد جاء

الدورء وإن أراد غيرها فلم يبينه. على أن قوله: (وغيره) مبهم لم يبين اد 00 3 2 كن ٠.‏

- وناقشَ السكاكي فى إنكاره للمجاز العقلىء فقال بعد أن عرف المجاز العقليء وذكر أمثلته: «وأنكر السكاكي وجود المجاز العقلي في الكلام» وقال: (الذي عندي نظمه في سلك الاستعارة بالكنايةء» بجعل الربيع استعارة بالكناية عن الفاعل الحقيقي بواسطة المبالغة في التشبيه ‏ على ما عليه مبنى الاستعارة كما سيأتي ‏ وجِعْل نسبة الإثبات إليه قرينة للاستعارة» وبجعل الأمير المدبر لأسباب هزيمة العدو استعارة بالكناية عن الجند الهازم””"', وجعل نسبة الهزم إليه قرينة للاستعارة))”" .

ويناقش ما ذكره السكاكىء مدعماً رأيه بالشواهد القرآنية والأمثلة البلاغية» ليضل :إلى تفنيده وتقيهه.يفول: ااوفيما ذهب إليه نظر». لأله يشترم أن.يكون المراد ب: (عيشة) فى قوله تعالى : # فَهُوَ فى عِسَّةٍ رَاضِيَةَ # [الحاقة: ١؟]‏ صاحب العيشة» لا العيشة» ما رن تعالى : 3 خِْقٌ من ما افق # [الطارق : 4 فاعل الدقق» لآ القتوه الماسياي من تقتبيره الامتعارة بالكناءة .

وأن لا تصح الإضافة في نحو قولهم : (فلان نهاره صائم وليله قائم). لأن المراد بالنهار على هذا فلان نفسه. وإضافة الشيء إلى نفسه لاا تصح . )١(‏ المصدر السابق» 84/١١‏ - 486).

(؟) المراد هنا المثل الذي أورده السكاكي: (هزم الأمير الجند) . (9) المصدر السابق» (١1//ا١1).‏

"8

”0 غزإس ل الي

0 أبك همل

وأن لا يكون الأمر بالإيقاد على الطين في إحدى الآيتين - وبالبناء - فيهما لهامان» مع أن النداء له”" .

وأن يتوقف جواز التركيب في نحو قولهم: (أنبت الربيع البقل» وسرني رؤيتك) على الإذن الشرعيء لأن أسماء الله تعالى توقيفية.

وكل ذلك منتف ظاهر الانتفاء)27

ويستأنف تفنيده رأي السكاكي مدعماً رأيه بمزيد من الأمثلة والتحليل: ١ثم‏ ما ذكره منقوض بنحو قولهم: (فلان نهاره صائم) فإن الإسناد فيه مجازء ولايجوز أن يكون النهار استعارة بالكناية عن فلان ؛ لأن ذكر طرفي التشبيه يمنع من حمل الكلام على الاشتعارة» ويونجت خمله غلى النشبيةء. ولهذا عُدُ نحو قولهم : (رأيت بفلان أسداء ولقيني منه أسد) تشبيهاً لا استعارة» كما صرح السكاكي أيضاً بذلك في كتابه»”" .

ويبين في النهاية أنه خالف السكاكي في وضع المجاز العقلي أيضاًء فالسكاكي ساقه في مباحث علم البيان» والخطيب القزويني ساقه ضمن مباحث علم المعاني» لأنه يتعلق بالإسناد» والإسناد من مباحث علم المعاني» يقول: ااتنبيه : إنما لم نورد الكلام في الحقيقة والمجاز العقليين في علم البيان» كما فعل السكاكي ومن تبعه» لدخوله في تعريف علم المعاني» دون تعريف علم البيان)0؟؟ .

- وخصص الخطيب القزوينى فصلاً لمناقشة آراء السكاكى في الحقيقة والمجازء بدأه بقوله: «اعلم أن كلام السكاكي في هذا الباب ‏ أعني باب

.]78 يقصد بالآيتين قوله تعالى: :الهأف يمسو عل لظي تك لإ سَرْسَا4ِ [القصص:‎ وقوله: « عَقَلَ وو يسح آبن لي سَزَا لم بلع الأننتدب سَْببَ» [غافر: 75]. فالأمر لهامان‎ لأنه الفاعل مجازاًء والفاعل الحقيقي هم العمال.‎

(؟) المصدر السابق» (١/ل/ا١١ .)1١8-‏

(”) المصدر السابق» .)١٠١8/1١(‏

(5:) المصدر السابق» .)1١8/1(‏

>54

1 ؤجهرز|

0

الحقيقة والمجاز ‏ والفصل الذي يليه ؛ مخالف لمواضع مما ذكرناء فلا بد من التعرض لهاء ولبيان ما فيها»”'" .

ومن الأمور التي ناقشه فيها: تقسيم المجازء قال: «ومنها: أنه قسم المجاز إلى الاستعارة وغيرهاء وعرف الاستعارة: ب: (أن تذكر أحدَ طرفي التشبيه وتريد به الطرف الآخرء مدعياً دخول المشبه في جنس المشبه به). وقسم الاستعارة إلى المصرح بهاء والمكني عنهاء وعنى بالمصرح بها: أن يكون المذكور .من طرفي التشبيه هو المشبه به. وجعلها ثلاثة أضرب: تحقيقية» ةا وي للتحقيق والتخييل» وفسر التحقيقية بما مرء وعد التمثيل على سبيل الاستعارة منها .

وفيه نظر ؛ لأن التمئيل على سبيل الاستعارة لا يكون إلا مركباً كما سبق» فكيف يكون قسماً من المجاز المفرد؟! ولو لم يقيد الاستعارة بالإفراد» وعرفها بالمجاز الذي أريد به ما شَيّهِ بمعناه الأصلنٍ مبالغة في التشبيه» دخل كل من التحقيقية والتمثيل في تعريف الاستعارة)”" .

وهذه الأمثلة تؤكد مقدرة الخطيب البلاغية» فلم يكن مجرد ناقل لآراء السكاكي» بل كان معقباً ومحققاً لمساتل البلاغة» لا يقل شأنه في ذلك عن شأن من سبقوه . ظ

- استفاد القزويني من المادة العلمية لدى السكاكي» وقام بتهذيبها وترتيبها.

فمن ذلك: أنه استطاع أن يرتب مباحث علم المعاني بيسر وسهولة» وأن يعلل حصرها بثمانية» يقول: «ثم المقصود من علم المعاني منحصر في ثمانية أبواب :

أولها: أحوال الإسناد الخبري.

وثانيها: أحوال المسند إليه.

)١(‏ المصدر السابقء (5؟549/5). (؟) المصدر السابقء (؟518/7).

530

و أ مز[

0

وثالثها: أحوال المسند.

ورابعها: أحوال متعلقات الفعل . وخامسها: القصر.

وسادسها: الإنشاء.

وسابعها: الفصل والوصل .

وثامنها: الإيجاز والإطناب والمساواة.

ووجه الحصر: أن الكلام إما خبر أو إنشاءء لأنه إما أن يكون لنسبته خارج

ثم الخبر لا بد له من إسناد ومستد إليه ومسند» وأحوال هذه الثلاثة هي الأبواب الثلاثة الأولى» ثم المسند قد يكون له متعلقات إذا كان فعلاٌ» أو متصلاً به. أو في معناه. كاسم الفاعل ونحوه» وهذا هو الباب الرابع . ثم الإسناد والتعلق كل واحد منهما يكون إما بقصر أو بغير قصرء وهذا هو الباب الخامس . والإنشاء هو الباب السادس . ثم الجملة إذا قرنت بأخرى فتكون الثانية إما معطوفة على الأولى» أو غير معطوفة» وهذا هو الباب السابع. ولفظ الكلام البليغ إما زائد على أصل المراد لفائدة» أو غير زائدة عليه» وهذا هو الباب الثامن)7' .

4 جعل علم البديع علماً مستقلاً قائماً بذاته» وعرفه بأنه: «علم يعرف به وجوه تحسين الكلام» بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال» ووضوح الدلالة»0"” .

وهو هنا يطور ما فعله السكاكي الذي عرض مبحث البديع بعد أن فرغ من خصصه للمعاني والبيان» واعتبر فيه علم المعاني أصلاً لعلم البيان» حيث قال: «ولما كان علم البيان شعبة من علم المعاني» لا تنفصل غنه» إلا بزيادة اعتبار»

.)86/1١( المصدر الشسابق»‎ )١( .)879/١( (؟) المصدر السابق» (؟//ا/59)»: وانظر أيضاً:‎

50١

"> عنس يلي

جرى منه مجرى المركب من المفردء لا جرم أننا آثرنا تأخيره»”'". وقال عند خاتمة علم البيان: «وإذ قد تقرر أن البلاغة بمرجعيهاء وأن الفصاحة بنوعيهاء مما يكسو الكلام حلة التزيين» ويرقيه أعلى درجات التحسين» فهاهنا وجوه مخصوصة كثيراً ما يصار إليها لقصد تحسين الكلام» فلا علينا أن نشير إلى . الأعرف منهاء وهي قسمان: قسم يرجع إلى المعنى» وقسم يرجع إلى اللفظء فمن القسم الأول: المطابقة»”" .

© - وعن قيمة هذا الكتاب يقول شارحه د. محمد عبد المنعم خفاجي: «وكتاب الإيضاح عمل جليل في البلاغة» سواء في ترتيبه وتقسيمه وتنظيم بحوثه» أم في استيعابه واستقصائه وتحليله» أم في جمعه واستمداده من شتى المصادر والمراجع» أم في أسلوبه الآدبي وروحه وكثرة تطبيقاته البلاغية» وهو أهم كتاب دراسي في البلاغة في العصر الحاضر)”" .

لا لا لا

09 المصدن امايق ص85 :

50

اذهل

0

الميحث الثالث: مدرسة الإمام الطيبى الإحيائية

الإمام الطيبي أحد أعلام القرن الثامن الهجري”''. وهو عالم مشارك في البلاغة والتفسير والحديث والحساب وغير ذلك» ويمكن إيجاز أهم ما تمتاز به شخصيته العلمية» وأبرز جهوده وإسهاماته في علمي البلاغة وإعجاز القرآن بما أنى؛ ي علمي

١‏ -أوتي الطيبي موهبة فائقة في تحليل النصوصء. وذوقاً سليماً رائعاً؛ حتى وصفه الحافظ ابن حجر بأنه كان: «مقبلاً على نشر العلم» آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن» شرح الكشاف شرحاً كبيراًء وأجاب عما خالف مذهب السنة أحسن جواب» يعرف فضله من طالعه» وصنف في المعاني والبيان: (التبيان)» وشرحه»ء وأمر بعض تلامذته باختصار المصابيح على طريقة نهجها لهن وسماه المشكاة» وشرحها هو شرحاً حافلاً» ثم شرع في جمع كتاب في التفضيرع27:

؟ - للطيبي كتاب في البلاغة سماه: (التبيان في البيان) تقدمت الإشارة إليه» وقد رتبه على فنين: فن البلاغة ودرس فيه علم المعاني وعلم البيان» وعلم البديع . وفن الفصاحة». وتناول فيه فصاحة الألفاظ وفصاحة التراكيب» وقد

تحدث في مقدمته عن أهمية علم البلاغة» فهي السبيل إلى معرفة إعجاز

)١(‏ الحسين بن محمد بن عبد الله شرف الدين الطيبي» من علماء الحديث والتفسير والبيان. ت(475لاه - 15875م). انظر: الأعلام, (59531/7).

(؟) الدرر الكامنة فى أعيان المئة الثامنة»ء تحقيق محمد سيد جاد الحق» (؟/9057١)»‏ دار الكتب الحديثة» الطبعة الثانية» ماهم 15م,

*0؟

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الوه

0

1

القرآن» يقول: «أما بعدء فإن أولى ما أعملت فيه القرائح» وعلقت به الأفكار اللواقح» وصرفت إليه الهمم العالية» وصدقت فيه العزائم الماضية: الفحص عن أسرار التنزيل» أو الكشف عن أسرار التأويل» إذ به تَشَعبُ الطرائق إلى إدراك الحقائق. وبه تقوم المعالم» وتثبت الدعائم» وتتقدم المنازل» وتتحيز به : الأماثل» والعلوم المعزوة إليه كثيرة» وعوائد كل منها غزيرة» لكن لا يغوص على حقائقه.ء ولا يفوز بشيء من دقائقه»ء إلا رجل بحث عن فوائد المعاني» ونظر في اختلاف دلالات تلك المعاني» واجتلى من سماء محاسن البديع أنجماً زهراً» واجتنى من أفانين البلاغة ثمراً وزهراً. نعم هي التي توفي كلام رب العزة في مؤونة التفسير حقهء وتصون له في مظان التأويل ماءه ورونقه» فالويل كل الويل لمن يتعاطاها وهو فيها راجل» وعن دون مغزاها راحل)7'' .

*- وقد تحدث عن مصادره» وذكر مجمل ما تميز به كتابه» فقال: «وإن كتابي إذا تركت المراء» واتبعت الهدى» قلت: هو بديع في إعرابه» وإذا رمقت بعين الرضا وجانبت الهوى. خلته مفرداً في بابه» لما ضمنته من مباحث المفتاح ما كان أصولهاء ومن منافث الكشاف ما آخخرّ محصولهاء ورشحته بما فى المصياع الإتغفاح من التزاكرة “ور فح بزيدة النكارة: بر لفل الساررء وعقلت ما شذ على بعضهم من الأوابدء فانقيد للأزمة تلك القواعد الشوارد» ونظمت فيه من عيون فرائد النثر ودرره» ومختار قلائد النظم ومحبره» ولم ال جهداً في الترصيف. والتنقيح» والتوفير.من المباحث مع التوضيح» وأدرجت في تضاعيف ذلك مما هداني الله إليه من لطائف ما لم تكن مبتدعة» ومنحني منها ما لم تجد فيها مودعة» ومع هذا لا آمن فيما أوردته من سلق اللسان وسبقه. وطغيان اليراع وخرقه)”"".

. ذكر المحقق الدكتور هادى الهلالى فى مقدمة تحقيقه للتبيان أن الطيبى‎ :

لم يكن مجرد ناقل عن الرمخشري والسكاكي» وذلك «لأن جهوده واضحة

)١(‏ كتاب التبيان في علم المعاني والبديع والبيان» تحقيق الدكتور هادي عطية مطر الهلالي» ص (55)»: عالم الكتب» بيروت» الطبعة الأولى» 501١ه/‏ 1984م. (؟) المصدر السابق» ص 55(‏ 50).

5"

"> عنس يلي

بيلة» وأنه علق ما شذ عن بعضهم الأوابد» ونظم فيه من عيون فرائد النثر مقتطعاً

ذلك من خطب العرب» وأمثلتهاء ومن رسائل الكتاب والبلغاء» وقد أحسن الاختيار كما أحسن رصفها وتنقيحها)7' .

© - من المباحث البديعية التي ذكرها: الترقي» قال: «وهو أن نذكر معنى» ثم يردف بما هو أبلغ منهء» كقولك: فلان نحرير » وشجاع باسل» وجواد فياض . وقوله تعالى : ## هْوَأسَّهُ أَلْحَلِقُ أَلبَار: عم ألْمُصَوَرٌ 4 [الحشر : 4 أي قدر ما يوجدء ثم ميزه» ثم مثّله. وقوله تعالى: لأوَإن يض عَنكَ المُودُ وَلَا أَلتصَرَئ * [البقرة: ]1٠١‏ أي لا يرضى عنك من هو أقرب مودة وهو النصارى» فكيف من هو أبعدء وهم اليهود؟ وقوله تعالى : « لا تَأَحْدُمٌ َه وَلَا م4 [البقرة: 00؟] كان القياس أن يقال: نوم ولا سنةء لاا لا ا وكات ار المراد لا يوجد السنة والنوم أولى على طريقة يقة : ## قلا تَكُل طَمَا أَفِْ ولا تَهَرَهُمَا # [الإسراء: *1] أي لا تقل عند الضجر أفء. فضلاً عما يزيد عليهء ثم قال: (وَلا تَنْهَرْهُمَا ) تأكيداً للمنفي ضمناً. وقال أبو العلاء: سرى برق المعرة بعد وهنٍ فياتَ برامةٍ يصفٌ الكلالا شبّا ركباً وأفراسا وإبلاً وزاد فكاءً أن يشجوالوحالا

وأما قوله تعالى: « أبن لتحم » [الفاتحة: ١‏ -] فمن باب التتميم للمبالغة» فإنه تعالى لما ذكر جلائل النعم وعظائمهاء أراد المبالغة فتمم بمادق منهاء أو التكميل» لأنه مركوز في الجبلة : أن عظائم النعم ليست إلا منه» فلو اقتصر على الرحمن لاحتّشِم أن يُطلب منه الشيء اليسير» فكمّل بالرحيم . قال: (يا موسى سلني حتى ملح قِذَرك) .

0 لتكت اميت أن ار كنا رول الميكة َلْعَرَبونَ 4 [النساء: 1376] لا يفيد الترقي» فيه أفضلية الملائكة كما ذهب إليه 0 الكشاف. لأن النصارى لا يقولون بتفضيلهم عليه» وإنما ينتهض الحجة عليهم إذا قالوا به» بل يفيد أنهم في الإتيان نحو أرق العادات أقدر منه»

.)5١ - 1١9( المصدر السابق» ص‎ )١(

مه"

َس

أو أنهم وجدوا من غير أب وأم يدل على ذلك السياق» ويحتمل التعمد أيضاً(2 .

نلاحظ أن منهج الطيبي ‏ من خلال المثال هنا يعتمد الإكثار من إيراد الآيات القرآنية» وهو يذكر خلال ذلك شاهداً من النظم» ويشرح ويحلل»

5 - وقد اهتم الطيبي في كتابه التبيان بذكر نماذج من الحديث النبوي» فبلغ مجموع الأحاديث التي استشهد بها في كتابه (1/7) حديغ20 وقد ختم كتابه بحديث معاذ بن جبل الذي سأل فيه رسول الله - يي - عن عمل يجلب له سعادة الدارين» وقد أظهر الطيبي في شرح هذا الحديث موهبته البلاغية وقدرته على التحليل والتذوق الأدبى» يقول: «وإذ قد وقفت على البلاغة» وأتواعهاء وجمعت الفصاحة بأقطارهاء فلنذكر الآن حديثاً صادراً عن صدر النبوة» ومنبع الرسالة» ليكون كالإجمال لهذا التفصيل» وكالفهرس لهذه الفنون» وعوناً للمتصدي في وضع كل مقامه. وتمرناً له إذا اتتصب لاعتمامهء فتقول وبالله التوفيق : قال معاذ: قلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال يَِِ : «لقد سألتني عن عظيمء وإنه ليسير على من يسره الله» تعبد الله» ولا تشرك به شيئاًء وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة» وتصوم رمضان. وتحج الك 1

وهو يذكر الحديث كاملا ثم يقول مخرجاً له ومبيناً منهجه في تناول هذا الحديث: «هذا رواية جامع الأصول عن الترمذي» والنظر فيه من أربع جهات: من جهة المعاني» ومن جهة البيان» ومن جهة البديع» ومن جهة الفصاحة» وقد حلل هذا الحديث بجزئياته تحليلاً علمياً دقيقاً مفصلاً فى )١0(‏ صفحةء وهو تحليل لم يُسبق إليه ‏ في حدود علمنا بهذه المنهجية العلمية التي جمعت بين التقعيد البلاغى والتذوق الأدبى» وقد ختم نظراته المنهجية التحليلية لهذا

.) 48م"‎ -781١( المصدر السابقء ص‎ )١(

زفق انظر: المصدر السابق.» ص 575(‏ 78ة). (6) المصدر السابق. ص .)5١-1١9(‏

"905

0

الحديث بقوله: «وأما النظر من جهة الفصاحة فنشير إليه مجملاً حذراً من السآمة» وهو كما ترى كل كلمات الحديث سلسة على الأسلات» عذية على العذبات. سليمة عن التنافر والتعاظل» معراة عن الغرابة والتعقيد. جارية كالماء في السلاسة» خالصة كالنسيم في الرقةء ألفاظها تابعة معانيهاء معانيها سابقة ألفاظهاء وكل ما صدر عنه ‏ صلوات الله عليه وآله ‏ وارد على هذا المنهج» لكن لا يهجمُ على مكامنه إلا جَنانٌ الشهم» ولا يفوز بمحاسنه إلا من دق فهمه حتى جل عن دقة الوهمء سبحان من أيده بأعلى مراتب البلاغة: وخصه بأشرف درجات الفصاحة» ومن تأمل في هذا الكلام المرتجل» علم أنه - صلوات الله وسلامه عليه أوتي كنوز الحكمة» ومُنح فصل الخطاب)"''.

- نشير إلى أن الطيبي قد شرح كتابه التبيان في كتاب سماه: (حدائق البيان في شرح التبيان). ولم يطبع بعد.

6 - وللطيبي شرح على تفسير الكشاف للزمخشري» سماه (فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب) » وهذا الشرح كما عده ابن خلدون”"» أو الحاشية كما عدها الحاج خليفة» هو أفضل الشروح والحواشي التي كتبت على الكشاف قاطبة كما صرح بذلك عدد من العلماء» فقد قال طاش كبري زاده: «ومن لطائف التفسير: تفسير الطيبي وحاشية الكشاف للطيبي»”". وقال الحاج خليفة عن حاشية الطيبى فى حديثئه عن حواشى الكشاف : «وهى أجل حواشيه فى ستة مجلدات ضخمات»0”*؟2. وذكر الحاج خليفة أن الطيبي قال في مقدمة حاشيته : | و«رأيت النبي - يلي - قبيل الشروعء أنه ناولني قدحاً من اللبن» وأشار إليّ فأصبتٌ منه» ثم ناولته عليه الصلاة والسلام فأصاب منه) .

.)05٠0(ص المصدر السابق»‎ )١(

(؟) ستأتى كلمة ابن خلدون فى الفقرة التالية.

فرش مفتاح السعادة ومصباح دان السيادة في موضوعات العلوم. أحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبري زاده» تحقيق كامل بكرةء وعبد الوهاب أبو النورء (؟5/١١25»‏ دار الكتب الحديثة» مصر.

(:) كشف الظنونء .)١578/75(‏

/اه ؟

"> عنس بلي

4 - وإذا كان الزمخشري قد حرص على توجيه الآيات بما يوافق مذهب المعتزلة» مستخدماً مقدرته البلاغية» حتى عاب عليه العلماء ذلك» فإن الطيبى قد حرص على توجيه البلاغة في تفسير الآيات بما يتوافق مع اعتقاد أهل السنة» وقد نجح في ذلك, ونال ثناء ابن خلدون وغيره من العلماء» وهذه أعظم خدمة أسداها الطيبي لكتاب الله العظيم» وهنا تكمن أهمية جهوده البلاغية التي استحقت كداء ابن خلدون» وكاق قد أتى أولا على الكشاف :بضورة غامة» وأخز على الزمخشري تأييده للاعتزال» ثم ذكر الطيبي بعد ذلك» ورأى في منهج الطيبي أكثر علمية وسلامة في الدين مع إجادته وإمتاعه في فنون البلاغة» يقول رحمه الله تعالى: «ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسير - يقصد التفاسير اللغوية ‏ كتاب الكشاف للزمخشريء من أهل خوارزم العراق» إلا أن مؤلفه من أهل الاعتزال في العقائدء فيأتي بالحجاج على مذاهبهم الفاسدة» حيث تعرض له في آي القرآن من طرق البلاغة» فصار بذلك للمحققين من أهل السنة انحراف عنه» وتحذير للجمهور من مكامنه» مع إقرارهم برسوخ قدمه فيما يتعلق باللسان والبلاغة» وإذا كان الناظر فيه واقفاً مع ذلك على المذاهب السنية» محسناً للحجاج عنهاء فلا جرم أنه مأمون من غوائله» فلتغتنم مطالعته لغرابة فنونه في اللسان. ولقد وصل إلينا في هذه العصور تأليف لبعض العراقيين» وهو شرف الدين الطيبي من أهل توريز من عراق العجم» شرح فيه كتاب الزمخشري هذاء وتتبع ألفاظه. وتعرض لمذاهبه في الاعتزال بأدلة تزيفهاء وتبين أن البلاغة إنما تقع في الآية على ما يراه أهل السنة» لا على مايراه

المعتزلة» فأحسن في ذلك ما شاءء مع إمتاعه في سائر فنون البلاغة» وفوق كل

ذي علم عليم]7؟.

٠‏ -وللطيبي كتاب اسمه (الكاشف عن حقائق السنن) » وهو شرح لكتاب مشكاة المصابيح الذي ألفه الخطيب التبريزي» وموضوع المشكاة في الحديث

النبوي» وهي تحتوي على (5785) حديثاً نبوي""'. موزعة على أبواب )١(‏ مقدمة ابن خلدون» ص )55٠0(‏ دار القلم» بيروت» الطبعة الخامسة» :/اة١‏ م. (0) انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي» بتحقيق الألباني» (”/ الالا١).‏

54

ل

العبادات والعلم والترغيب والترهيب والفقه والأحكام وغير ذلك» وقد ألف التبريزي كتاب المشكاة بتوجيه من شيخه الطيبي الذي كان يريد كتاباً بخصائص علمية معينة في الحديث. ليقوم بشرحه وفق قواعد البلاغة» فيكون قد خدم السنة كما خدم القرآن من قبل عندما ألف حاشيته على الكشاف» «فعمد التبريزي إلى كتاب مصابيح السنة للبغوي ‏ وهو كتاب ذائع الصيت في الحديث النبوي ‏ وقام بتنقيحه والإضافة عليه» فزاد عليه )١15١1١(‏ حديثاً كما ذكروا)”'', فلما أتم التبريزي تأليف كتاب المشكاة » قام الطيبي بوضع شرح لهاء وكان أول من شرحها شرحاً حافلاًٌ اعتمد فيه البلاغة العربية قاعدة لفهم الحديث» يقول الطيبى فى مقدمة الكاشف مبيئاً سبب تأليفه وقصة تأليف كتاب المشكاة هام قل ظليك انا كان مت فق الل ساني إداف ا رجه منائقه للق أن وُفقت للاستسعاد بسعادة الخوض في الكشف عن قناع الكشاف؛ توسلا بة إلى تحقيق دقائق كلام الله المجيد» الذي بالطل ون ان يديه لاعن حلي

> عر

َزِيلٌ ين َك حِيدِ4 [فصلت: 145 » ويسر بمنه إتمامه» كان الخاطر مشغولاً بأن أشفع ذلك بإبراز بعض معاني أحاديث سيد المرسلين» وخاتم النبيين» وإمام المتقين» وقائد الغر المحجلين» وحبيب رب العالمين» صلوات الله وسلامه عليه» وكنت من قبل قد استشرت الأخ في الدين» المسهم في اليقين» بقية الأولياءء قطب الصلحاءء شرف الزهاد والعباد» ولى الدين محمد بن عبد الله الخطيب» دامت بركته» بجمع أصل من الأحاديث امسطيرة على صاحبها أفضل التحية والسلام» فاتفق رأينا على تكملة المصابيح» وتهذيبه» وتشذيبهء وتعيين روايته» ونسبة الأحاديث إلى الأئمة المتقنين» فما قصر فيما أشرت عليه من جمعهء فبذل وسعه واستفرغ طاقته فيما رمت منه» فلما فرغ من إتمامه. شمرت عن ساق الجد في شرح معضله»ء وحل مشكله. وتلخيص عويصه. 'وإبراز نكاته ولطفهء على ما تستدعيه غرائب اللغة والنحوء ويقتضيه علما المعاني والبيان)”")

.)ح/١( المصدر السابق» [مقدمة التحقيق]‎ )1١( - (؟) الكاشف عن حقائق السننء تحقيق المفتي عبد الغفار مع آخرين(1/ 2275 إدارة القرآن‎ 5

َس

جدير بالذكر أن كتاب الطيبي هذا كان مرجعاً لشراح كتب السنة في الناحية البلاغية والأسلوبية» وقد استفاد منه كبار العلماء واتخذوه مصدراً لهم في شروحهم من أمثال: الحافظ ابن حجر العسقلاني الذي نقل عنه كثيراً في فتح الباري» وكذلك البدر العيني صاحب كتاب عمدة القاري . والقسطلاني في إرشاد الساري» والمباركفوري في تحفة الأحوذي» وأ بي الطيب أبادي في عون المعبود» والقاري في مرقاة المفاتيح» والكاندهلوي في التعليق الصبيح» وابن عاشور في التحرير والتنوير» وغيرهم كثير”"".

١١‏ وهذا نموذج يدل على مخ منهج الطيبي البلاغي في شرحه للحديث النبوي. يقول النبي - عفد 00 ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسطٌ ويرفعه» يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهارء وعمل النهار قبل عمل الليل» » حجابه النورء لو كشفه لأحرقث سُبِحاتٌ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)”'2. عرض الطيبي ما ذكره الشارحون من نكات بلاغية في هذا الحديث» ثم أضاف نكاتاً جديدة؛ حيث قال: «وهاهنا وجوه متعلقة بلطائف المعاني»

أحدها : أن قوله: (ولا ينبغي له أن ينام) جملة معترضة واردة على التتميم ؛ صوناً للكلام عن المكروهء فإن قوله: (لا ينام) لا ينفي جواز النوم كما قال الأشرف» فعقب به لدفع ذلك التجوزء قال أبو الطيب شعراً: وتحتقر الدنيا احتقارٌ معجرب2 يرى كل مافيها وحاشاك فانيا

فإن إخانياف) قوم ديه غاية الحسن » ومعنى (لا ينبغي) : لا يصح ء ولا يستقيم النوم » لآنه مناف لحال رب العالمين.

والعلوم الإسلامية» باكستان» الطبعة الأولى» 7١١41١ه.‏

)١(‏ انظر كتابنا: الإمام الطيبي الإمام في التفسير والحديث والبلاغة العربية» حياته وجهوده العلمية. ص (لا١ 1 .)١١١‏ نشر,8118 51211 1711726 اشلخ8 ماليزياء الطبعة الأولى» 1998م.

0) رواه مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه. انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي» بتحقيق الألباني» (1/ 0730 .

ال

َس

وثانيها: (يخفض. . . ويرفع) و(عمل الليل » وعمل النهار) من باب التضاد والمطابقة .

وثالثها: (لو كشفه) الجملة من الشرط والاستئناف مبينة للكلام السابق » كأنه لما قيل : إن (حجابه النور) وعرف الخبر المفيد للتخصيص » اتجه لسائل أن يقول: لم خص الحجاب بالنور؟ أجيب بأنه لو كان من غيره لاحترق .

ورابعها: الجمل الفعلية في النفي والإثبات كلها واردة على صيغ المضارع» لإرادة الاستمرارء والمنفيتان فيها تدلان على الدوام من غير انقطاع» والأربعة المثبتة على التجدد مع الاستمرار» وأما الجملة الاسمية فدلالتها على سبيل الثبات والدوام في هذا العالم» والشرطية منبئة عن ذلك» لما دلت أنها مخالفة للنور المتعارف. فإذا انقلبت إلى النور لم يكن كذلك .

وخامسها: أن معنى الحديث بأسره مسبوك من معنى آية الكرسي (الآيةهه؟ من سورة البقرة)» فإن قوله سبحانه وتعالى: # أنّهُ 7 ِلَهَ إِلَا هو > إلى قولة: #مَن دا ألَذِى يَنْهَمُ عْدَهُه# مشعر بصفة الإكرام» ومنه إلى الخاتمة» يشير إلى صفة الجلال. لما فيه من المنع عن الشفاعة إلا بالإذن» ومن ذكر الكرسي الذي هو سرير الملك» وهو مناسب لحديث الحجاب .

كذلك الحديث إلى قوله: (حجابه النور) منبئ عن صفة الإكرام» ومنه إلى آخره عن صفة الجلال» فتكون صفة الجلال محتجبة بصفة الإكرام» فلو كشف حجاب الإكرام لتلاشت الأشياء» الا ع الكائنات » # وبق

و محللا

ديك كل والوكار 4 ارين 9 وفق انتباء "ان الى وميقائه العطليى :انور الوه ل ع1 اشرق

الْدرّضُ بِمْوَرِ ريباك [الزمر : 14]ء وبيائه أن قوله : ا لَاتَأَحْدُمْ سن 4 مقرر للكلام السابق. (الكشاف): (وهو تأكيد للقيوم» لأن من جاز عليه ذلك» استحال أن كرون و1 وهو مثل قوله : (لاينام؛ ولا ينبغي له أن ينام). وقوله: # لَمُ ما السَمُوتِ وَمَافي الأرض* كالتعليل لمعنى القيومية» أي : كيف ينام وهو مالك

زدر4ق تفسير الكشاف» صححه مصطفى حسين أي ٠١/1)‏

55١

| 5

”0 غزاسل لاله

ما في السموات والأرض» ومربيهم » ومدبر أمور معاشهم ومعادهم؟ وإلى الأول الإشارة بقوله: (يخفض القسط ويرفعه). وإلى الثاني بقوله: (يرفع إليه عمل الليل). . . إلى آخره.

فإن قلت: فأين معنى قوله تعالى : يعْلَم مَابَيْنَ أيِْيهِمٌ 4 الآية في الحديث؟ قلت: تخصيص ذكر البصر هو نوع من طريق العلم ملوح إليه» فما أجمعه من كلمات» وما أفصحه من عبارات» ولعمرك إن هذا الحديث سيد الأحاديث» كجازات آنه الكارسن سني لاا الأثير في البلاغة العربية» وهو منهج يعتمد الذوق والتحليل للنصوص الأدبية» وقد امتلك الطيبي ناصية البلاغة والبيان» وتأثر بالزمخشري كثيراًء فصرح بالاعتماد على كشافه فى مقدمة التبيان» واعتمد غلى كتابه الفائق فى غريب الحديث في كتابه الكاشف. وقام وضع حاشية كبيرة على الكشاف» وناقش الزمخشري في مسائل الاعتزال» وهو يمثل بحق الوجه السني للبلاغة العربية .

لالالا

)١(‏ الكاشف عن حقائق السئن . (9/1"؟ .)55١-‏ وانظر: كتابنا : الإمام الطيبي الإمام في التفسور والحديث والبلاغة العربية» حياته وجهوده العلمية» ص (15 -لاة).

3717

ظ

0

الميحث الرابيع: مدرسة السيوطي الجامعة

الإمام السيوطي ١١4ه)"''‏ هو دائرة معارف عصره» وعالم موسوعي مشارك في شتى العلوم ومن بينها البلاغة والبيان والإعجازء ويمكن إبراز أهم إسهاماته في علمي البلاغة وإعجاز القرآن بما يأتي :

أولاً: جهوده البلاغية: قام السيوطي بنظم تلخيص الخطيب القزويني شعراً كما تقدم.» وسمى نظمه: (عقود الجمان في المعاني والبيان) » ثم عاد وشرحه في كتاب سماه: (حل عقود الجمان) وقد طبع كتابه باسم: (شرح عقود الجمان في المعاني والبيان) » وقد قال في مقدمته : «هذا تعليق لطيف علقته» لينتفع به في حل أرجوزتي التي نظمتها في علم المعاني والبيان وسميتها: (عقود الجمان)؛ إذ لم يتسع وقتي لكتابة شرح عليه كما أرتضيه» مع إلحاح قارئيه علي في ذلك» فنجزت لهم هذه العجالة لتعينهم على فهم مقاصدها)”" . وهو يسير فيه على خطى من قبله من أصحاب الشروح والحواشي على كتاب التلخيص » فلا إضافة ولا جديد”" .

ثانياً: جهوده في الإعجاز: وضع السيوطي كتاباً خاصاً بإعجاز القرآن سماه: (معترك الآقران في إعجاز القرآن) جمع فيه جل ما قيل في هذا

)١(‏ هو عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي». جلال الدين» إمام حافظ مؤرخ أديب. له نحو ٠‏ مصنف. (8549 -١١1ذ9ه‏ - ١445‏ 8١16م).‏ انظر: الأعلام» (701/9).

(0) شرح الأرجوزة المسماة بعقود الجمان في المعاني والبيان»ء ص (75)» مطبعة مصطفى البابى الحلبى» مصر» هم 4ام.

فرق انظر: البلاغة تطور وتاريخ » ص (لاهة” ا كره*3),

507

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

المضمارء وضمن فيه كلام الزركشي على وجه الخصوص.ء وقد ذكر خمسة

وثلاثين وجهاً من وجوه الإعجاز» هي على التوالي :

الوجه الأول من وجوه إعجازه : العلوم المستنبطة منه .

الوجه الثاني من وجوه إعجازه : كونه محفوظاً عن الزيادة والنقصان.

الوجه الثالث مْن وجوه إعجازه: حسن تأليفه .

الوجه الرابع من وجوه إعجازه : مناسبة آياته وسوره وارتباط بعضها ببعض .

الوجه الخامس من وجوه إعجازه : افتتاح السور وخواتمها.

الوجه السادس من وجوه إعجازه : مشتبهات آياته .

الوجه السابع من وجوه إعجازه: ورود مشكله حتى يوهم التعارض بين الآآيات .

الوجه الثامن من وجوه إعجازه: وقوع ناسخه ومنسوخه .

الوجه التاسع من وجوه إعجازه : انقسامه إلى محكم ومتشابه .

الوجه العاشر من وجوه إعجازه: اختلاف ألفاظه في الحروف وكيفيتها.

الوجه الحادي عشر من وجوه إعجازه: تقديم بعض ألفاظه وتأخيرها في مواضع .

الوجه الثاني عشر من وجوه إعجازه : إفادة حصره واختصاصه .

الوجه الثالث عشر من وجوه إعجازه: احتواؤه على جميع لغات العرب وبلغة غيرهم من الفرس والروم والحبشة وغيرهم.

الوجه الرابع عشر من وجوه إعجازه: عموم بعض آياته وخصوصها.

الوجه الخامس عشر من وجوه إعجازه: ورود بعض آياته مجملة وبعضها مبينة .

الوجه السادس عشر من وجوه إعجازه : الاستدلال.بمنطوقه ومفهومه .

الوجه السابع عشر من وجوه إعجازه: وجوه مخاطباته.

الوجه الثامن عشر من وجوه إعجازه : ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات .

15

ل

الوجه التاسع عشر من وجوه إعجازه : إخباره بأحوال القرون السالفة .

الوجه العشرون من وجوه إعجازه: روعته وهيبته .

الوجه الحادي والعشرون من وجوه إعجازه: أن سامعه لا يمجه.

الوجه الثاني والعشرون من وجوه إعجازه: تيسيره تعالى حفظه وتقريبه على

الوجه الثالث والعشرون من وجوه إعجازه: وقوع الحقائق والمجاز فيه.

الوجه الرابع والعشرون من وجوه إعجازه : تشبيهه واستعاراته .

الوجه الخامس والعشرون من وجوه إعجازه: وقوع الكناية والتعريض .

الوجه السادس والعشرون من وجوه إعجازه: إيجازه وإطنابه .

الوجه السابع والعشرون من وجوه إعجازه: وقوع البدائع البليغة فيه.

الوجه الثامن والعشرون من وجوه إعجازه: احتواؤه على الخبر والإنشاء

الوجه التاسع والعشرون من وجوه إعجازه: إقسامه تعالى في مواضع لإقامة الحجة وتأكيدها.

الوجه الثلاثون من وجوه إعجازه : اشتماله على جميع أنواع البراهين والأدلة.

الوجه الحادي والثلاثون من وجوه إعجازه: ضرب الأمثال فيه .

الوجه الثانى والثلاثون من وجوه إعجازه: ما فيه من الآيات الجامعة للرجاء ورتم

الوجه الثالث والثلاثون من وجوه إعجازه : ورود آيات مبهمة يحير العقل فيها.

الوجه الرابع والثلاثون من وجوه إعجازه: احتواؤه على أسماء الأشياء والملاتكة والكنى والألقاب» وأسماء القبائل والبلاد والجبال والكواكب. |

الوجه الخامس والثلائون من وجوه إعجازه: ألفاظه المشتركة”"' .

”41١/١( انظر: معترك الأقران فى إعجاز القرآن» صححه أحمد شمس الدينء‎ )١( دار الكتت العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» اهم 44وام.‎ 44 ا‎

له

ل

ولدى التأمل في هذه الوجوه نجده قد أدخل كل مباحث علوم القرآن في الإعجازء واعتبر كل شيء في القرآن معجزاً.

ثالثاً: ذكر أن وجوه الإعجاز لا حصر لهاء فقال: «وقد أفرد علماؤنا -رضى لله عنهم - بتصنيف إعجاز القرآن. وخاضوا في وجوه إعجازه كثيرا» منهم : الخطابي. والرماني» والزملكاني» والإمام الرازي» وابن سراقة» والقاضي أبو بكر الباقلاني» وأنهى بعضهم وجوه إعجازه إلى ثمانين» والصواب أنه لا نهاية لوجوه إعجازه كما قال السكاكي في المفتاح: (اعلم أن إعجاز القرآن يدرك ولا يمكن وصفه. كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفهاء وكالملاحة. وكما يدرك طيب النغم العارض لهذا الصوت. ولا يدرك تحصيله لغير ذوي الفطر السليمة» إلا بإتقان علمي المعاني والبيان» والتمرين فيهما)»( .

رابعاً: يشير السيوطي إلى أنه يجمع ما قيل قبله» وأن بعض الوجوه التي ذكرها قد لا تدخل في الإعجاز. يقول: «فإذا علمت عجز الخلق عن تحصيل وجوه إعجازه. فما فائدة ذكرها؟ لكنا نذكر بعضها تطفلاً على من سبق» فإن كنت ممن لا أجول في ميدانهم. ولا أعد من فرسانهم» لعمرك إن دار كريم أيناء الدنيا تتحمل من تطفل عليه» فكيف بأكرم الكرمين وأرحم الراحمين؟ وإن كانت بعض الأوجه لا تعد عن إعجازه» فإنما ذكرتها للاطلاع على بعض معانيه» فيئلج له صدرك» وتبتهج نفسك. فإن وجدت له حلاوة فلا تنس أخاك الغريق بدعوة أن يتفضل عليه سبحانه في دار كرامته بخلق سمع وقوة حتى يدرك به كلامه القديم)”" .

خامساً: يقول عند الوجه الرابع من وجوه إعجازه: (مناسبة آياته وسوره وارتباط بعضها ببعض» حتى تكون الكلمة الواحدة متسقة المعانى» منتظمة المبانى. وقد ألف علماؤنا في أسرارها تواليف كثيرة» منهم العلامة أبو جعفر بن الزبير شيخ أبي حيان في كتاب سماه: (البرهان في مناسبة ترتيب )١(‏ المصدر السابق. »)8/1١(‏ وكلام السكاكي قد تقدم. والسيوطي هنا ينقله بتصرف . (؟) المصدر السابق. .)١١/1١(‏

امسر

0 أبك همل غزا

غناك بالود

سور القرآن) . ومن أهل العصر: الشيخ برهان الدين البقاعي”2 في كتاب

سماه: (نظم الدرر في تناسب الآي والسور) » وكتابي الذي صنفته في أسرار التنزيل كافل بذلك» جامع لمناسبة السور والآيات» مع ما تضمنه. مرتباً من جميع وجوه الإعجازء وأساليب البلاغة» وقد لخصت منه مناسبات السور خاصة في جزء لطيف. سميته: (تناسق الدرر في تناسب السور)» وعلم المناسبة علم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته» وممن أكثر منه الإمام فخر الدين» وقال في تفسيره: (أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط). وأول من سبق إلى هذا العلم الشيخ أبو بكر النيسابوري» وكان كثير العلم في الشريعة والأدب» وكان يقول على الكرسي إذا قرئت عليه الاية: لم ججعلت هذه الآية إلى جنب هذه؟ وما الحكمة فى جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وكا يوري عل طتناء ينداده تعنم علمهم بالساتتهة 11 ,

والسيوطي ‏ في منهجه ‏ يستوفي الموضوع من كافة زواياه وتشعباته؛ ففي هذا الوضوع تكلم عن المناسبة في اللغة» وفائدتهاء والارتباط الظاهر بين الجمل» وحالة عدم الارتباط» والعطف, وعدمه؛ والقرائن المعنوية التي تؤذن بالربطء مثل: النظير والمضادة والاستطرادء» ويقرب من الاستطراد حسن التخلص» وقد أنكره أبو العلاء بن غانم لما فيه من التكلف. ورد عليه السيوطى» وقال: «وليس كما قال» ففيه من التخلصات العجيبة ما يحير لفون وذكر الفرق بين التخلص والاستطراد. وذكر قاعدة في علم المناسبات» وعرض للايات التي أشكلت مناسبتهاء وتكلم عن المناسبات بين السورء وذكر أسباباً تؤكد أن ترتيب السور في القرآن توقيفي صادر عن حكيم» وتكلم عن الحروف المقطعة في أوائل السورء ويكاد ألا يغادر شيئاً في

)١(‏ هو إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بطر البقاعي» أبو الحسن» برهان

الدين» مؤرخ» أديب» أصله من البقاع , سكن دمشق». ورحل إلى بيت المقدس 2

والقاهرة» وتوفي بدمشق2» (9١م ‏ 488ه - ١5١5‏ 15408م). انظر الأعلام» 65/1).

(؟) معترك الأقران في إعجاز القرآنء صححه أحمد شمس الدين» 4”/١(‏ 44).

(9) المصدر السابق» .)49//١(‏

ولجنا

فهر

عزاسل يراليه

الموضوع إلا ذكره؛ وهذا هو منهجه في عموم كتابه (معترك الأقران) » بل وفي معظم كتبهء وهو يكثر ضرب الأمثلة» ويكثر النقول» ويدلي برأيه في بعض الأحيان» مما يجعله بحق مدرسة جامعة لتراث السلف, مع التهذيب والتحقيق

34

والإضافة أحياناً.

وقد ضرب السيوطي لموضوع المناسبة أمثلة كثيرة» قال: «من هذا النوع مناسبة السورء وقد أفردت فيه جزءاً لطيفاً سميته: (مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع)» وانظر إلى سورة القصص كيف بدئت بأمر موسى ونصرته» - # فَلَنَ أكرّت طَهيًا لْلسْجَرِمِينَ 4 [القصص: 2117 وخروجه من وطنهء

ختمت بأمر النبي - وَليِ - بألا يكون ظهيراً للكافرين» وتسليته عن إخراجه من 0 لقوله في أول السورة : # إِنَ روه للق [القصص: ]. قال الزمخشري: (وقد جعل الله فاتحة سورة المؤمنون: فد أَقدَمَ المؤمثور © [المؤمنون:١1]»‏ وأورد في خاتمتها: إِنَم لا يفخ َفْرونَ 4# [المؤمنون: .1]1١١1‏ فشتان بين الفاتحة والخاتمة)0© . وذكر الكرمانى فى العجائب مثلهء وقال: في سورة ص : بدأ بالذكرء وختمها بقوله: 8 إن مُوَِ دك لَحَِنَ 4 [صنّ: 47]. وفي سورة (ن) بدأها بقوله: مآ أنتَ بيعم مَيْكَ

ممع

بِسَجَُونِ # [القلم : ؟]. وخ هابقوله: : 9# ويقولون إنَه لجنو 4 [القلم : م70 ,

سادساً : تحدث في الوجه الخامس من وجوه إعجاز القرآن حول افتتاح السور وخواتمهاء فقال عن البلاغة القرآنية في افتتاح السور: «وهو من أحسن البلاغة عند البيانيين» وهو أن يتأنق في أول الكلام» لأنه أول ما يقرع السمع» فإن كان محرراً قبل السمع قبل الكلام ووعاهء وإلا أعرض عنه» وإن كان في

نهاية الحسنء» فينبغى أن يُؤتى فيه بأعذب اللفظ وأرقهء وأجزله وأسلسه..

وأحسنه نظماً وسبكاء وأصحه معنى وأوضحه.» وأخلاه من التعقيد والتفديم والتأخير المّلبس» أو الذي لا يناسب . قالوا: وقد أتت فواتح جميع السور على

للق تفسير الكشاف» صححه مصطفى حسين أحمدء ). [بتصرف]. (؟) معترك الأقران في إعجاز القرآن. صححه أحمد شمس الدينء -51١/1١(‏ 05).

5538

َس

أحسن الوجوه وأكملها كالتحميدات. وحروف النداء» والهجاء و ذلك)23202 ,

وأشار إلى نوع خاص من الافتتاح الجميل» وإلى سر افتتاح القرآن بالفاتحة» فقال: «ومن النوع الحسن نوع أخص منه. يسمى : براعة الاستهلال» وهو أن يشتمل أول الكلام على ما يناسب الحال المتكلم فيه» ويشير إلى ما سبق الكلام لأجلهء والعّلم الأسنى في ذلك سورة الفاتحة» التي هي مطلع القرآن» فإنها مشتملة على جميع مقاصده.ء لأنه افتتح فيها فنبه في الفاتحة على جميع مقاصد القرآن» وهذا هو الغاية في براعة الاستهلال» مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة» والمقاطع المستحسنة» وأنواع البلاغة»”" .

وتحدث عن حسن الخاتمة في السور القرآنية» فقال: «وخواتم السور مثل الفواتح في الحسن» فلهذا جاءت متضمنة للمعاني البديعة» مع إيذان السامع بأنتهاء الكلام»: سحن :لا يقي :معة للتنوس:تشوّق إلى .ما يذكر بعده الأنها نين أدعية» ووصاياء وفرائض. وتحميد وتهليل ومواعظ» ووعد ووعيدء إلى غير ذلك» كتفصيل جملة المطلوب في خاتمة الفاتحة 6 تحة» إذ المطلوب الأعلى الإيمان لمر ل سي لمعي القار ل 0لة ففصل جملة ذلك بقوله: 2 لذت صمت عَلنَهِمَ 4 [الفاتحة: 7] . والمراد المؤمنون»ء ولذلك أطلق الونعام ولم يقيده. ليتناول كل إنعام. لأن من أنعم الله عليه بنعمة ة الإيمان فقد

أنعم عليه بكل نعمة» ال سدع الوه اوعدي تر عر |

النفيوك ب عَلبهمْ ولا الصا 4 [الفاتحة : يعن أنهم تيعو ال المطلفة - ركى حم الإيماناد ريق الناطنا من عضي انه والضلال المتسببين

عن معاصيه وتعدي حدوذه)00 :

وأشار إلين عدد من الأمثلة فى هد هذا الصددء. فقال: اومن أوضح ما آذن

0 ا وات س # الآية [إبراهيم: ؟0] . ومثلها خاتمة |

.)08/١( المصدر السابق»‎ )١( .)08/١( المصدر السابق»‎ )0( .)094-28248/١( المصدر السابق»‎ )0(

558

يسَسعل

الأحقاف. وكذلك خاتمة الحجر: و راض يك لكر 4 [الحجر: 9 » وهو مفسر بالموت» وهو في غاية البراعة. وانظر إلى سورة الزلزلة كيف

فنك بأخواك. القياقة ‏ وخنمت يقوله” 9 همن يعمل متمال درو حيرا فد * الآية . [الزلزلة: 7] ٠.‏ وانظر إلى براعة آخر آية نزلت» وهي قوله: # وَأَتَعُوا يوم ش مر فط إِلَّ أو 4 [البقرة: »]781١‏ وما فيه من الإشعار بالآخرية المستلزمة للوفاة» وكذا آخر سورة نزلت» وهي سورة النصرء فيها الإشعار بالوفاة كما قال ابن عباس » كأنه قال له: ٍإِدَاجَءضَرَاسَه وله : تح [النصر: ]١‏ فذلك علامة

أجلك » «ت معيو رسكن إِنَّمٌ كان دابا 4# [النصر: 7] » ووافقه مو لل ا

سابعاً: كما أنه تحدث عن الإعجاز أيضاً في كتابه: (الإتقان في علوم القرآن) » وكان كلامه في الإتقان مختصراً من كتابه الأول» وأكثر منهجية ودقة» حيث لخص ما ذكره في كتابه (معترك الأقران) وذكر خلاصة الآراء في الافجان :وحثل بين تطلوم: القرآنا و عار القراة فميعيكا الأعجا د جر من مباحث علوم القرآن» وليس العكس”" .

في البداية يعرف المعجزة. ويفرق بين معجزة نبينا ‏ عليه الصلاة والسلام - ومعجزات من سبقه من المرسلين عليهم السلام» موضحاً تميز المعجزة القرآنية وانفرادها عما سواهاء يقول: «اعلم أن المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة» وهي إما حسية وإما عقلية» وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لبلادتهم وقلة بصيرتهم» وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفطنة ذكائهم وكمال أفهامهم» ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة»؛ خصت بالمعجزة العقلية الباهرة ليراها ذوو البصائر كما قال النبي - يَلِةٍ - : «ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر» وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي : ان أكون أكثرهم تابعاً» أخرجه

.)097/١( المصدر السابق»‎ )١( .)15١ ١58/5( (؟) انظر: الإتقان في علوم القرآن»‎

حص

َس

البخاري"'". قيل إن معناه: إن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم. فلم يشاهدها إلا من حضرهاء ومعجزة القران مستمرة على يوم القيامة» وخرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات» فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شىء مما أخبر أنه سيكون يدل على صحة دعواه. وقيل: الدع أن الاتهدر ات الوافيكة اجا من كانت بعري فسا بالاهنا و كانة صالح وعصا موسى» ومعجزات القرآن تشاهد بالبصيرةء فيكون من يتبعه لأجلها أكثرء لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده.» والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمراً. قال في فتح الباري: ويمكن نظم القولين في كلام واحدء فإن محصلهما لا ينافي بعضه ع0

ويتحدث السيوطي عن عجز العرب عن. معارضة القرآن» ويسرد الأدلة لذلك» ثم ينتقل إلى فصل يبحث فيه عن وجه الإعجاز» فيقول: «وقد خاض فيه الناس كثي رأ فبين محسن ومسيء2 2 مبتدئاً بالحديث عمن زعموا أن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات» ويرده «لأن مالا يمكن الوقوف عليه لا يتصور التحدي به» والصواب ما قاله الجمهور: أنه وقع بالدال على القديم وهو الألفاظء ثم زعم النظام أن إعجازه بالصرفة: أي أن الله صرف العرب عن معارضته» وسلب عقولهم وكان مقدوراً لهم لكن عاقهم أمر خارجي فصار كسائر المعجزات. وهذا قول فاسد بدليل: قل لَْنِ أبتَمَعَتِ الاضس وَالْجِن * الآية. [الإسراء: 214 فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهم » ولو سلبوا القدرة لم تبق فائدة لاجتماعهم. لمنزلته منزلة اجتماع الموتى» وليس عجز الموتى مما يحتفل بذكره»”" .

)١(‏ في صحيح البخاري :)١400/5(‏ (أكثرهم تابعاً يوم القيامة)؛ انظر: صحيح البخاري» تحقيق د. مصطفى ديب البغاء دار ابن كثير» واليمامة» بيروت». الطبعة الثالثة» هم 1947ام. والحديث متفق عليه عن أبي هريرة» انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي» بتحقيق الأليانى (/ )١1701‏ الحديث (019/55).

(؟) الإتقان في علوم القرآن» ١48/7(‏ -144).

(9) المصدر السابق» (5؟7/5١81١).‏

خض

َس

ويسرد السيوطي أقوال العلماء ء في الإعجاز. إلى أن يصل إلى رأي القاضي عياضء الذي يرى أن وجوه الإعجاز كثيرة» وضبطها في أربعة وجوه:

أولها : حسن تأليفه» والتئام كلمه وفصاحته» ووجوه إيجازه وبلاغته الخارقة عادة العرب الذين هم فرسان الكلام وأرباب هذا الشأن.

والثاني: صورة نظمه العجيب» والأسلوب الغريب المخالف لأساليب العرب. 1

والثالث: ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات» وما لم يكن فوجد كما ورد. 5 | والرابع: ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة» والشرائع الدائرة ؟ مما كان لا يعلم القصة الواحدة منه إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك" .

بعد ذلك يورد تسعة تنبيهات حول أمور ذات صلة في الإعجازء وهي تدور حول مناقشة الآتي : قدر المعجز من القرآن» وهل يعلم إعجاز القرآن ضرورة؟ وتفاوت القرآن في مراتب الفصاحة بعد اتفاقهم على أنه في أعلى مراتب البلاغة» وحكمة تنزيه القرآن عن الشعر الموزون مع أن الموزون من الكلام رتبته فوق رتبة غيره» والتحدي للإنس والجن أم للإنس فقط؟ ونفي الاختلاف

عن القرآن» وهل كلام الله في التوراة والإنجيل معجز؟ والقرآن أحسن الحديث وأفصحه وإن كان مشتملاً على الفصيح والأفصح والمليح والأملح. والتحدي قائم في قصار السور مثل طوالها.

ثامناً: يتناول في الإتقان الحديث عن جملة موضوعات ذات صلة بالبلاغة القرانية 'والإعجان دون.. ان .يدرسها تحت مم الاعهان .لبدرين اديه والاستعارة والكناية والتعريض والفرق. بين الكناية والتعريض» والحصر والاختصاص. والإيجاز والإطناب؛ والخبر والإنشاءء وبدائع القرآنء وفواصل الآي» وفواتح السور.ء وخواتمهاء ومهناسبة الآيات» ومناسبات

.)١05-51667/5( المصدر السابق.‎ )١(

8

1 ينهم|

ل

الآيات» والعلوم المستنبطة من القرآن» وأمثال القرآن» وأقسام القرآنء وجدل القرآن» ومفردات القرآن وغير ذلك”'2» والسيوطى يضمن فى هذا كله مادة قد ذكرها في كتابه: (معترك الأقران) وكان قد ألفه قبل الإتقان» ولكن مع تصرف في العبارة أحياناً» ولا يخلو الأمر من زيادة أو نقصان.

والسيوطي عمدة المتأخرين في علوم البلاغة والإعجاز» ولم يأت بعده -فيما نعلم ‏ من أضاف شيئاً معتبراً في هذه العلوم إلى بداية العصر الحديث» فرحمه الله تعالى» وأجزل مثوبته يوم الدين.

لا لالا

.)558/5( » المصدر السابق‎ )١(

رغف

"> عنس بلي

المبحث الخامس: جهود مختلفة لأعلام في البلاغة والإعجاز

أولا: جهود الرازي العلمية في البلاغة والتفسير

١‏ -كتب فخر الدين الرازي”'' كتابه (نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز) » وهو كتاب في البلاغة لخص فيه كتابي الشيخ عبد القاهي: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز. يقول في مقدمته: «ولما وفقني الله لمطالعة هذين الكتابين ؛ التقطت منهما معاقد فوائدهماء ومقاصد فرائدهماء وراعيت الترتيب مع التهذيب» والتحرير مع التقريرء وضبطت أوابد الإجمالات في كل باب بالتقسيمات اليقينية» وجمعت متفرقات الكلم في الضوابط العقلية» مع الاجتناب عن الإطناب الممل» والاحتراز عن الاختصار المخل)”' .

١‏ - وجاء أول مبحث فيه بعنوان: (الفصل الأول: في أن القرآن معجزء وأن الإعجاز في فصاحته)» ويقول تحت العنوان السابق: «الدليل على كون القرآن معجزاً أن العرب تحدوا إلى معارضته» ولم يأتوا بهاء ولولا عجزهم عنها لكان محالاً أن يتركوهاء ويتعرضوا لشبا الأسنة» ويقتحموا موارد الموت :وآما وتخة كونه معجزاً فللناس فيه أربعة مذاهب :

« قال النظام: الله تعالى ما أنزل القرآن ليكون حجة على النبوة» بل هو

)١(‏ محمد بن عمر التيمي البكري أبو عبد الله الإمام المفسرء أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل» وهو قرشي النسبء ويقال له: ابن خطيب الري» (484ه - كآك'اه - 1١١6١6‏ ٠11م).‏ انظر: الأعلام» ا

(9) نهاية الإيجاز في دراية الإعجازء تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي؛ والدكتور محمد بركات أبو علي» ص (58).» دار الفكر للنشر والتوزيعء عمان» الأردن» 6ام.

0

ييلعلا

كسائر الكتب المنزلة لبيان الأحكام من الحلال والحرام» والعرب إنما لم يعارضوه لأن الله تعالى صرفهم عن ذلك» وسلب علومهم به.

ويدل على فساد ذلك من وجوه ثلاثة :

الأول: أن عجز العرب عن المعارضة» لو كان لأن الله أعجزهم عنها بعد أن كانوا قادرين عليها ؛ لما كانوا مستعظمين لفصاحة القرآن» بل كان يجب أن يكون تعجبهم من تعذر ذلك عليهم بعد أن كان مقدوراً عليه لهم » كما أن نبياً لو قال: معجزتي أن أضع يدي على رأسي هذه الساعة ويكون ذلك متعذراً عليكم؛ ويكون الأمر كما زعمء لم يكن تعجب القوم من وضعه يده على رأسهء بل من تعذر ذلك عليهم» ولما علمنا بالضرورة أن تعجب العرب كان من فصاحة القرآن نفسهاء بطل ما قاله النظام .

الثاني : وهو أنه لو كان كلامهم مقارباً في الفصاحة قبل التحدي لفصاحة القرآن ؛ لوجب أن يعارضوه بذلك» ولكان الفرق بين كلامهم بعد التحدي وكلامهم قبله» كالفرق بين كلامهم بعد التحدي وكلامهم قبله وبين القران» ولمالم يكن كذلك بطل ذلك .

الثالث: أن نسيان الصيغ المعلومة في مدة يسيرة يدل على زوال العقل» ومعلوم أن العرب ما زالت عقولهم بعد التحدي» فبطل ما قاله النظام .

» ومن الناس من جعل الإعجاز في أن أسلوبه مخالف لأسلوب الشعر والخطب والرسائل» لا سيما في مقاطع الآيات. مثل : يعلمون ويؤمنون» وهو

الأول: لو كان الابتداء بالأسلوب معجزاء لكان الابتداء بأسلوب الشعر

الثاني : أن الابتداء بأسلوب لا يمنع الغير من الإتيان بمثله .

الثالث: يلزم أن الذي تعاطاه مسيلمة» من الحماقة في: (إنا أعطيناك الجماهرء فصل لربك وجاهر). وكذلك: (والطاحنات طحناً). فى أعلى مراتب الفصاحة .

532

و اباك همل

0

الرابع: أنه لما فاضلنا بين قوله تعالى: ا وَلَكُمْ في الْقِصَاص حَيَوه © [البقرة: هلال]الء وبين قولهم: القتل أنفى للقتل. لم تكن المفاضلة بسبب الوزن . “الا عنها رد انبا وعد نما يورت النضياة:

الخامس: وهو أن وصف بعض العرب القرآن» بأن له لحلاوة» وأن عليه لطلاوة» لا يليق بالأسلوب .

« ومنهم من جعل الإعجاز في أنه ليس فيه اختلاف وتناقض» وهو أيضاً

باطل» لأن التحدي كما وقع بالقرآن كلهء فقد وقع بالسورة» وقد يوجد في 3 خطبهم ما مقداره مقدار سورة الكوثر» ولا يكون فيه اختلاف وتناقض .

© ومنهم من قصر وجه الإعجاز على اشتماله على الغيوب» وهو باطل لأن التحدي قد وقع بكل سورة» والإخبار عن الغيوب لم يوجد في كل سورة. ولما بطلت هذه المذاهب. ولا بد من أمر معقول حتى يصح التحدي به ويعجز الغير عنهء ولم يبق وجه معقول في الإعجاز سوى الفصاحةء علمنا أن الوجه في كون العران عمد اهو ال 0

"- وفي التفسير الكبير للفخر الرازي مسائل بلاغية ونقدية متعددة» وأخرى تتعلق بالإعجاز» وقد عرض لتلك المسائل خلال شرحه لآيات القرآن الكريم» ففي تعليقه على قوله تعالى : لاوَبتعَون سا يرهم وَلَا يَتَعهُم ولد عحَِمُوا َمَنِ أسَيهُ ما لَوُ فى الْآَخِرَةَ مِن عَلَقْ 4 [البقرة: 11٠١١‏ » ذكر فيه مسائل» تناول خلالها الاستعارة» قال: «المسألة الأولى: إنما ذكر لفظ الشراء على سبيل الاستعارة لوجوه. أحدها: أنهم لما نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وأقبلوا على التمسك بما تتلو الشياطين» فكأنهم قد اشتروا ذلك السحر بكتاب الله . وثانيها : أن الملكين إنما قصدا بتعليم السحر الاحتراز عنه ليصل بذلك الاحتراز إلى منافع الآخرة» فلما استعمل السحر ؛ فكأنه اشترى بمنافع الآخرة منافع الدنيا. وثالئها أنه لما استعمل السحر ؛ علمنا أنه إنما تحمل المشقة ليتمكن من ذلك

() المصدر السابق» ص ””0‏ 7"5).

نل

َس

الاستعمال». فكأنه اشترى بالمحن التى تحملها قدرته على ذلك الاستعمال90؟ ,

هكذا يشكل الرازي مدرسة علمية قائمة بذاتهاء لما بذله من جهود كبيرة في شتى العلوم من جملتها التفسير والبلاغة.

لالالا

/ه١57؟ دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الولىء»‎ »2356١/( التفسير الكبيرء‎ )١( آم‎

يفنا

0

ثانيا: جهود ابن أبي الإصبع المصري

١‏ - لابن أبي الإصبع”'2 جهود حسنة في ميدان البلاغة والإغجاز» فقد ألف كتابه: (تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القران) بغرض خدمة علمي البلاغة والإعجازء ثم اختصره في كتاب (بديع القرآن) لبيان ما جاء من الألوان البديعية في آيات الذكر الحكيم» وعنه يقول الدكتور حفني شرف: «وقد أتى فيه المؤلف بالعجب العجاب ؛ ليدلل على أن الأنواع البلاغية غير مقصورة على شعر الشعراء؛ ونثر الكتاب. بل هي موجودة في القرآن أيضاً»”" .

" - يذكر في كتابه (تحرير التحبير) تأسيس علم البديع» ثم ما اعتراه من تطور» فيقول: «فإني رأيت ألقاب محاسن الكلام التي نعتت بالبديع قد انتهت إلى عدد منه أصول وفروع» فأصوله ما أشار إليها ابن المعتز في بديعه» وقدامة في نقدهء لأنهما أول من عني بتأليف ذلك»)”.

وذكر أن مجموع الأصول عند ابن المعتز وقدامة ثلاثين بابآً» ثم إن الناس قد «فرعوا من الجميع أبواباً أخرى» وركبوا منها تراكيب شتى» واستنبطوا غيرها بالاستقراء من الكلام والشعرء حتى كثرت الفوائد» ورأوا ابن المعتز قد

)١(‏ عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن أبي الإصبع العدواني» البغدادي ثم المصري» شاعر» من العلماء بالأدب» مولده ووفاته بمصرء له تصانيف حسنة, (0906- 5014ه - 54---1155م). انظر: الأعلام» (070/4.

() تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآنء تحقيق الدكتور حفني شرف.» ص(20) [مقدمة التحقيق]ء» المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية» القاهرة. اها

() المصدر السابق» ص(88).

لمكم

له

غزاسلبرالو

علج ة اسه التديع على اندم الكيدا نين ؛ فسمى كتابه : (البديع). . وهو جامع لهما مع فاقتدوا به» لأنه المخترع الأول للتصنيف)”" .

*- ذكر أنه وقف هو على أربعين كتاباً فى هذا الشأن ذكرهاء يقول: «ولقد وقفت من هذا العلم على أربعين كتابء منها ما هو منفرد بهء وما هذا العلم أو بعضه داخل في بعضه. كنقدي قدامة» وبديع ابن المعتزء وحلية المحاضرة» وكشفت عن (الحالي والعاطل) الذي ذكره الحاتمي في الحلية فلم أجد من يعترف بوقوفه عليه سوى اين منقذ في بديعه» وكالصناعتين للعسكري» والعمدة لابن رشيق» وليف نقذ قدامة له ورمتالة ابن كبر الأمدئ الع برد بها على قدامة» وكشف الظلامة للموفق البغدادي» والتكت في الإعجاز للرماني» والجامع الكبير في التفسير له» والتعريف والإعلام للسهيلي» ودرة التنزيل ' وغرة التأويل للخطيب» وإعجاز القرآن للباقلاني» والكشاف للزمخشري» وإعجاز الجرجاني المسمى بدلائل الإعجاز» وأسرار البلاغة له» ونظم القرآن للجاحظ» والبيان والتبيين له. وإعجاز ابن الخطيب» ورسالة الصولي التي قدمها على شعر أبي نواس» ورسالته في أخبار أبي تمام» ورسالة ابن أفلح» وشروح أبي العلاء الثلاثة» وهي: ذكرى حبيب» وعبث الوليد» ومعجز أحمدء والمنصف لابن وكيعء والموازنة للامدي». والوساطة للجرجاني» والغرر والدرر للمرتضى» وكتاب الصرفة له والمجاز لآأخيه الرضي» وشرح حديث أم زرع للقاضي عياض - رحمه الله - وما لخصه في آخره من بديع الحديث» والحديقة للحجاري براء مهملة صاحب المسهب في أخبار المغرب. وبديع التبريزي» وسر الفصاحة لابن سنان الخفاجي» والمثل السائر لابن الأثير الجزري» والإقناع للصاحب بن عباد» وبديع أبي إسحاق الأجدابي» وبديع الات اح رول كاري للد ارح اساي لي وجمع مالم يجمعه غيره؛ لولا مواضع نقلها كما وجدهاء ولم ينعم النظر فيهاء وبعض الأبواب التي تداخلت عليه . وإذا وصلت إلى بديع ابن منقذ وصلت إلى الخبط والفساد العظيم» والجمع من أشتات الخطأ وأنواعه من التوارد والتداخل»

() المصدر السابق» ص (87).

5/0

َس

وضم غير البديع والمحاسن إلى البديع؛ كأنواع من العيوب» وأصناف من السرقات» ومخالفة الشواهد للتراجم» وفنون من الزلل والخلل يعرف صحتها من وقف على كتابهء وأنعم النظر فيه؛ لا جرم أني لم أعتد بكتابه في عدة ما وقفت عليه من ذلك» وإن كنت قلما رأيت منها كتاباً خلا عن موضع نقدء بحسب منزلة واضعه من العلم والدراية» فمن قليل ومن كثير» وكل أحد مأخوذ من قوله ومتروك إلا من عصمه الله من أنبيائه» صلوات الله عليهم وسلامه)""' . هد النصض يتنا في أمور متها : ١‏ - معرفة الكتب المؤلفة في البلاغة وعلم الإعجاز حتى القرن السابع الهجري . ؟ - معرفة ما كان موجوداً حتى ذلك العصرء مثل كتاب نظم القرآن للجاحظ والذي فقد فيما بعد. * - نقد ابن أبي الإصبع للتراث العلمي العربي» إذ لا يخلو كتاب من خطأ أو خلل. 5 - نقده لأسامة بن منقذ وعدم الاعتداد بكتابه» وهذا موقف نقدي ينبغي أن يدرس . - تقريره أن العصمة للأنبياء عليهم السلام» فلا أحد فوق المراجعة والنقدء وهذه قاعدة ذهبية في المنهج العلمي الموضوعي الذي يقدم الحق على الرجال» فالرجال يعرفون بالحق» ولا يعرف الحق بالرجال. ؛ - وقد جاء هو فأضاف إلى أبواب البديع إلى أن وصل بها إلى مئة وثلاثة وعشرين باباً «سوى ما انشعب من أبواب الائتلاف من الجناس والطباق والتصندي 606 4 - وعن موقفه من الإعجاز يقول الدكتور حفنى شرف : «ويرى أن القرآن معجز لقاع" وامسلوية #دواكيه ارزع مق الهوين الشرية» بويخالك عبد القاهن الجرجاني» -والبائلاتي» في رآيهما الذي يقولان به من أن :وجو

.)41١ - 89( المصدر السابق» ص‎ )١( .)460( المصدر السابق» ص‎ )9( >34:

"> عنس بلي

الأنواع البديعية في القرآن غير دال على إعجازه»ء ويؤيد ذلك جمعه الأنواع البديعية التي عرفت إلى عهده. وجديده الذي اخترعه في كتابه (تحرير التحبير) واستشهد لهذه الألوان بآيات من القرآن؛ مخرجاً تلك الآيات على الوجوه البلاغية» مبيناً في دراسته لهذه الشواهد سلامة نظم القرآن وسلاسة أسلوبه. وبلاغة معانيه. وفصاحة ألفاظه» ثم يقارن هذه الشواهد بأمثالها من الشعر والنثر من كلام البشرء ليثبت بلاغة القرآنء وإعجاز البشر عن الإتيان بمغله)0؟ ,

3 - وهذا نموذج مما كتبه ابن أبي الإصبع» ففي باب الترديد» قال معرفاً له وذاكراً لأمثلته : «(وهو أن يعلق المتكلم لفظة من الكلام بمعنى »2 م كردم بعينها» ويعلقها بمعنى آخرء كقوله سبحانه وتعالى: # حي نُؤْقَ مل مآ أوق مُسُل أله أنه ايد دل رت 4 [الأنعام : 4 . فالجلالة الأولى مضاف إليهاء ل جا ما ٠‏ وقوله : © ولكنَ أ كُثر الئاس لا بعلمو ( يعدو 0 هرا من فيد لديا [الروم : 7-5]. وكقوله عز وجل: # لَمَمَعِدٌ 1 لتقو مِنَ ليوو أَحَقُ أن صَقُومْ فِية فِيِهِ رِجَالٌ بوت أن به 2 ث4 [التوبة: .]1١١4‏

ومن الترديد نوع يُسمى الترديد المتعدد» وهو أن يتردد حرف من حروف المعاني» إما مرة أو مراراء وهو الذي يتغير فيه مفهوم المسمى لتغير الاسم: إما لتغاير الاتصال. أو تغاير ما يتعلق بالاسمء ومثال هذا النوع قوله تعالى: # وَمَن ا ا 0١‏ ا الو لابين عند 0 دام

وفى باب الإغراق يقول: «الإغراق فوق المبالغة» ودون الغلوء ولا يقع مقروناً بما مُخرجه من باب الاستحالة» ويدخله في باب الإمكان» مثل كاد

)١(‏ المصذر السابق» ص (/7اة - 54) [مقدمة التحقيق]. (؟) المصدر السابق» ص (587).

"8

أيأ |

”0 غزاسل لاله

فنا علبينا ل السين يخاطينا فطارت بها أيدٍ سراعٌ وأرجل مومع اراق قن اليد قوله اه 300

ولو لم يقل: ع اس سم ا الاستعارة كأنها حقيقة)0”' .

اكول امسر ري انول راو ار في كتابه : (تحرير التحبير) بحصي فيه مئة وخمسة وعشرين محسنداً بديعياء وفي كتابه (بديع القرآن) يجمع من أنواع البديع التي وردت في القرآن» ويصل بها إلى مئة نوع وتسعة أنواع» والملاحظ أنه كان يجمع كل مباحث البلاغة

تحت اسم البديع» ودراسة البلاغة عنده تعتمد على تحليل النصوص القرآنية .

والأدبية» والكشف عما فيها من مواطن البلاغة والجمال» من غير احتفال بالتعاريف والخلافات والأقيسة المنطقية)20 .

/ - ويرى الرافعي في جهود المتأخرين ومنهم ابن أبي الإصبع تكراراً لكلام من تقدمهمء يقول: «وممن ألفوا في الإعجاز أيضاً على وجوه مختلفة من البلاغة والكلام وما إليهما: الإمام الخطابي المتوفى سنة (78/4)» وفخر الدين الرازي المتوفى سنة (505)» والأديب البليغ ابن أبي الإصبع المتوفى سنة (2595» والزملكاني المتوفى سنة (771)» وهي كتب بعضها من بعض)29 .

لا لالا

.)01( المصدر السابق» ص‎ )١( .)”0( (؟) المعاني في ضوء أساليب القرآن» د. عبد الفتاح لاشين» ص‎ .)١55 انظر: تاريخ آداب العرب» للرافعي؛ (؟/‎

58

| 1

0

1 ١

ثالثا: عز الدين بن عبد السلام

ألف الإمام العز بن عبد السلام''2 (كتاب الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز) مسهماً فى إثراء الثراث العلمى» وقد قال فى مقدمته : «الحمد لله الذي بعك نبينا - وك - بجوامع الكلم ,واختصر التحدّيت له اختضارآء ليكون أسرع إلى فهم الفاهمين» وضبط الضابطين» وتناول المتناولين » فكل كلمة يسيرة جمعت معاني كثيرة فهي من جوامع الكلم» والاختصار هو الاقتصار على ما يدل على الغرض» مع حذف أو إضمارء والعرب لا يحذفون ما لا دلالة عليه ولا وصلة إليه» لأن حذف ما لا دلالة عليه مناف لغرض وضع الكلام من الإفادة والإفهام» وفائدة الحذف تقليل الكلام» وتقريب معانيه على الأفهام؛ والحذف أنواع» أحدها: حذف المضافات» وله أمثلة كثيرة» منها نسبة 'التحليل والتحريم» والكراهة والإيجاب والاستحباب إلى الأعيان» فهذا من مجاز الحذف. إذ لا يتصور تعلق الطلب بالأجرام» وإنما تطلب أفعال يتعلق بهاء فتحريم الميتة تحريم لأكلهاء وتحريم الخمر تحريم لشربهاء وتحريم الحرير تحريم لاستعماله)”".

ونلحظ من المقدمة» وقراءة الكتاب ما يأتي :

١‏ - دخل المؤلف في الموضوع مباشرة دون أن يذكر لنا منهجه أو مراجعهء أو غرضه من تأليف كتابه .

)١(‏ عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي» عز الدين» الملقب بسلطان العلماءء فقيه شافعي بلغ رتبة الاجتهاد» ولد بدمشق» وتوفي بالقاهرة» (/لاه ‏ ماه - 1١١41‏ 17517م). انظر: الأعلام» .)5١/5(‏

(؟) كتاب الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز» ص (27» دار المعرفة» بيروت.

ردنا

"> عنس ليله

؟ - تناول معظم موضوعات البلاغة تحت عنوان كتابه» فتحدث عن الحذف بجميع أقسامه» ثم انتقل إلى باب المجازء فتحدث عن العلاقة بين المجاز والحقيقة» والخلاف بالتعبير عن جميع أنواع المجاز بالاستعارة» وجمع اللفظة الواحدة لمدلولي الحقيقة والمجازء والتجوز بالحروف» واعتبر التشبيه من المجازء ففي حديثئه عن التجوز بعلى وعسى قال: «وكلاهما مجاز تشبيه أو 0-6 وتحدث عن التجوز بالأفعال» من ذلك: التعبير بالماضي عن المستقبل» تشبيهاً له في التحقق. والتعبير بالمستقبل عن الماضي. والتجوز بالخبر عن الأمرء والتجوز بلفظ الخبر عن النهيء والتجوز بالنهي لمن لا يصح نهيه. . .

*- وذكر أنواعاً أخرى من المجاز تدخل تحت أبواب من البلاغة» فذكر التجوز بالسيب عن المسبيب». والمسبب عن السبب» ولفظ البعض عن الكل» والكل عن البعض» وتسمية الشيء بما يؤول إليه» وهذا مما يدخل تحت المجاز المرسل» والتجوز في نسبة الفعل إلى سببه» وإلى سبب سببهء وإلى الآمر بهء وهو ما يدخل تحت المجاز العقلي .

؛ - خصص الفصل الثاني والأربعون لمجاز اللزوم: وذكر في النوع السادس عشر منه الكنايات» كما جاء في قول إحدى النسوة في حديث أم زرع: (زوجي رفيع العماد» طويل النجاد» عظيم الرماد » قريب البيت من النار) . كنّت برفعة عماده عن شرفه ومنزلته ؛ لأن رفع العماد يلازم الشرف غالباًء وكنت عن طول قامته بطول نجاد سيفه ؛ لأن من طالت قامته طال نجاد سيفه» وكنت بعظم رماده عن كثرة ضيافته وإطعامه ؛ لأن الرماد لا يعظم إلا عن كثرة الطبخ والإحراق للحطب الكثيرء وكنت بقرب بيته من المجلس عن كرمه ؛ لأن البخلاء كانوا يبعدون بيوتهم عن المجلس كيلا يستتبعون الأضياف منهء وكانوا ينزلون في المواضع المنخفضة كيلا يراهم الضيفان» فيأتونهم» ولذلك قال طرفة: ولسث بحلال التلاع مخافة ولكن متى يسترفد القوم أرفد والتلاع جمع تلعة» وهي من الأضدادء يطلق على الارتفاع والانخفاض»

2

0 أبك همل 7 غنزإس ل يلال

عزاس لجلالوه

والظاهر أن الكناية ليست من المجاز» لأنها استعملت اللفظ فيما وضع له وأرادت به الدلالة على غيره» ولم تخرجه عن أن يكون مستعملاً فيما وضع 230 ,

ه ‏ خصص الفصل الرابع والأربعين لمجاز التشبيه» وقال: «العرب إذا شبهوا 7 جرماً بجرم» أو معنى بمعنى» أو معنى بجرمء فإن أتوا بأداة التشبيه كان ذلك تشبيهاً حقيقياً» وإن أسقطوا أداة التشبيه كان ذلك تشبيهاً مجازياً: ولذلك أمثلةء منها قوله: # وَأَُويجك أُمَهنيُمٌ 4 [الأحزاب: 5]. أي مثل أمهاتهم في الحرمة وتحريم النكاح. ومنها قوله: وما جَعَلَ كك َنَاءَمْم 4 [الأحزاب: 4]. أي مثل أبنائكم في تحريم حلائلكم . ومنها قوله: #أَو تَخِدَمُ وَلدَا» [يرسف: .]7١‏ أي مثل ولد. ومنها قوله في الدعي: زيد بن محمدء ومنها قول النبي - يك - للمغيرة: «يا بني! ما ينصبك منه». أي من الدجال. وكذلك قولك للأجنبي: يا بني . معناه يا نظير بني في الشفقة

شف

والرحمة»”"*. وهو فى هذا المذهب ينحو منحى ابن الأثير الذي عد التشبيه

البليغ نوعاً من المجازء وتبعه فى هذا عدد من البلاغيين.

5 - خصص الفصل السادس والأربعين للحديث عن مجاز المجازء «وهو أن يجعل المجاز المأخوذ عن الحقيقة بمثابة الحقيقة بالنسبة إلى مجاز آخرء فتجوز بالمجاز الأول عن الثاني ؟ لعلاقة بينه وبين الثاني» مثال ذلك قوله: وَلكن لَا وَاعِدُوهُنَ برا [البقرة: 7"5؟]. فإنه مجاز عن مجازء فإن الوطء يتجوز عنه بالسرء لأنه لا يقع غالباً إلا في السر» فلما لازم السر في الغالب سمي مجازاًء ويتجوز بالسر عن العقد لأنه سبب فيه» فالمصحح للمجاز الأول: الملازمة» والمصحح للمجاز الثاني: التعبير باسم المسبب الذي هو السر عن العقد الذي هو سبب» كما سمي عقد النكاح نكاحاً لكونه سبباً في التكاح» وكذلك سمي العقد سراً لأنه سبب في السر الذي هو النكاح»

.)57( المصدر السابق ص‎ )١( .)54( المصدر السابق 2 ص‎ )0( >34

0

14

4

84

فهذا مجاز عن مجاز مع اختلاف المصحح)”©

- خصص الفصل الثامن والأربعين في ذكر أمثلة من حذف المضافات على

تزتيت السو والاناك» عدا عن سورة القرة حتى سورة الدين.

- فى الكتاب استشهادات كثيرة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية» وهذا مما

ولجتهاء وسر خلود هذه اللغة إلى يوم الدين.

- في الكتاب موضوعات مقحمة لا علاقة لها بعنوانه» مثل : فصل في الوعظ

والتذكير بالموت ليستعد العباد للمعاد» فصل فى ضرب الأمثال فى القرآن حثاً على الطاعات وزجراً للمخالفات: فصل في بيان اللغات التي نزل فيها القرآن وفي معنى الأحرف السبعة. .

٠‏ - خصص فصلا لإعجاز القرآن قال فيه: «وهو الإيجاز والبلاغة # وَكَكُْ في

200 زرف

ل الرح سير

لْقِصَاصٍ حَيوَةٌ © [البقرة: 0 . أو البيان والفصاحة ‏ فَأصََمٌ يما نَوَمَرَ # [الحجر: 44] . 3 فَلَما أَسَيّسَسُوأ نه حَنْسُا ييا 4 [يوسف: 6]. وهو رصفه الذي اخرجة قفدتي في النظم والنثرء والخطب والشعرء والرجز والسجع. والمزدوجء مع أن ألفاظه مستعملة في كلامهم» أو هو أن قارئه لا يمله» أو ازدياد حلاوته مع كثرة تلاوته» بخلاف غيره» فإنه يمل إذ أكثر منهء أو هو إخباره بما مضى كقصة أهل الكهف وذي القرنين» وموسى والخضرء وجميع قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو هو إخباره عما يكون» كقوله: # وَإن لم تعْصَلُوا ون تَْعَُوا© [البقرة: 14] . ل وَلَن يَكَمََوه با [البقرة: 948] . أو اشتماله على العلوم التي لم تكن فيها آلتهاء ولا تعرفها العرب ولا يحيط بها أحد من الأمم» أو صرفهم عن القدرة على معارضته» أو صرفهم عن معارضته مع قدرتهم عليهاء وحرصهم على إبطاله» أو إعجازه بجميع ذلك لاشتماله على جميعه)”" .

يلاحظ أن المؤلف ذكر ملخصاً لما قيل قبله في باب الإعجازء وقد أضاف

المصدر السابق . ص .)١١7(‏ المصدر السابق » ص .)75١860(‏

الميلنا

َس

الصرفة مع عدم القددرة أصلاء ولم يفسر وجوه الإعجاز» ولم يعرض إلا

شواهد قليلة من الايات القرآنية» وهذا ما يتناغم مع منهجه الذي يقوم على

الجمع والسردء بعيداً عن التحليل والتذوق الأدبي.

والخلاصة أن كتاب: (الإشارة إلى الإيجاز) غزير المادة العلمية» ولكن يعوزه مزيد من التدقيق والتحقيق في مصطلحاته البلاغية والعلمية.

لا لالا

ام

0

رابعا: الإمام القرطبي

١‏ - يعد كتاب (الجامع لأحكام القرآن) لمحمد بن أحمد القرطبي'''. من كتب التفسير التى عنيت بالإعجاز. فقد تحدث فى مقدمة تفسيره عن الإعجاز» وجاء ذلك تحت عنوان: (باب ذكر نكت فى إعجاز القرآن» وشرائط المعجزة وحقيقتها) . ش

- لخص القرطبي وجوه الإعجاز في القرآن الكريم» والتي ذكرها من قبله من العلماء. حيث قال : «ووجوه إعجاز القرآن الكريم عشرة :

منها: النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب وفي غيرهاء لأن نظمه ليس من نظم الشعر في شيء» وكذلك قال رب العزة الذي تولى نظمه : أ وَمَاعَلَمََهُ ألمَعْرَ وَمَايَت لَهُد)ه [يس: 14]. وفي صحيح مسلم أن أنيساً أخا أبا ذر قال لأبي ذر: لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله . قلت: الشعراء» قال أليس: لقد سمعت قول الكهنة» فما هو بقولهم» ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر ‏ أي أنواعه وطرقه وبحوره وأنحاؤه_-فلم يلتكم على لسان أحد بعدي أنه شعرء والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون. وكذلك أقر عتبة بن ربيعة أنه ليس بسحر» ولاشعر» لما قرأ عليه رسول الله - يَكِةِ - : (حم) فصلت» على ما يأتي بيانه هنالك» فإذا اعترف عتبة ‏ على موضعه من اللسان وموضعه من الفصاحة والبلاغة ‏ بأنه ما سمع مثل القرآن قط. كان في هذا القول مقراً بإعجاز

)١(‏ محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي الأندلسيء أبو عبد الله القرطبي: من كبار المفسرين» صالح متعبد» من أهل قرطبة؛ رحل إلى الشرق واستقر بمنية ابن خصيب في شمالي أسيوطء. بمصرء ومات فيها سنة (١1لاها‏ - 171/9م). انظر: الأعلام» (ه/ 0"

584

له

غزاسلبرالو

القرآن له ولضربائه» من المتحققين بالفصاحة» والقدرة على التكلم بجميع أجناس القول وأنواعه.

ومنها: الأسلوب المخالف لجميع أساليب العرب .

ومنها: الجزالة التي لا تصح من مخلوق بحال» وتأمل ذلك في سورة اق لان لمعيو 1::3[*4] إلى اخرهاء وقو له سكاته ؟ « والارض بجي 0

يَوْمّ الَْيَنَمَةَ * [الزمر: 50] إلى ااصرة وكذلك قوله سبحانه: 525 انه ول ل ب 1 ب * [إبراهيم: ؟4] إلى آخر السورة. قال ابن اللعطار د لين نفك انز الا سجاه وتقانى عو اليضء علم أن مثل هذه الجزالة لا تصح في خطاب غيره» ولا يصح في أعظم ملوك الدنيا أن يقول: ل لِمَنِ لمك ار > [غافر : 7هء ولا أن يقول : # وَبِرَسِلُ الصَّوعِقَ فيْصِِبُ يهنا | مَنَيِضَاء4 [الرعد: ]١‏ .

قال ابن الحصار: وهذه الثلاثة من النظم والأسلوب والجزالة» لازمة كل سورة» بل هي لازمة كل آية» وبمجموع هذه الثلاثة يتميز مسموع كل اية» وكل سورة عن سائر كلام البشرء وبها وقع التحدي والتعجيز» ومع هذا فكل سورة تنفرد بهذه الثلاثة» من غير أن ينضاف إليها أمر آخر من الوجوه العشرة» فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات قصارء وهى أقصر سورة فى القرآن» وقد تضمنت الإخبار عن مُغْيبين: 1 1

أحدهما: الإخبار عن الكوثر وعظمه وسعته وكثرة أوانيه» وذلك يدل على أن المصدقين به أكثر من أتباع سائر الرسل .

والثاني: الإخبار عن الوليد بن المغيرة» وقد كان عند نزول الآية ذا مال وولدء على ما يقتضيه قوله الحق: © دَرَفِ وَمَنَ حَلَقَتُ مدا مَجَعَلَتْ لم مالا َمَدُودًا © وَبنبنَ سْبُودًا 6 وَمَهَّدتٌ لم نهدا © [المدثر: 1١‏ - 14]» ثم أهلك الله - سبحانه ‏ ماله وولدهء وانقطع نسله.

ومنها: التصرف في لسان العرب على وجه لا يستقل به عربي» حتى يقع منهم الاتفاق من جميعهم على إصابته في وضع كل كلمة وحرف موضعه. 114

َس

ومنها: الإخبار عن الآمور التي تقدمت في أول الدنيا إلى وقت نزوله من أمي ما كان يتلو من قبله من كتاب» ولا يخطه بيمينه» فأخبر بما كان من قصص الأنبياء مع أممهاء والقرون الخالية في دهرهاء وذكر ما سأله أهل الكتاب عنه» وتحدوه به من قصة أهل الكهف» وشأن موسى والخضر عليهما السلام؛ وحال ذي القرنين ؛ فجاءهم ‏ وهو أمي من أمة أمية ليس لها بذلك علم بما عرفوا من الكتب السالفة صحته. فتحققوا صدقه. قال القاضي ابن الطيب: . . ونحن نعلم ضرورة أن هذا مما لا سبيل إليه إلا عن تعلم» وإذا كان معروفاً أنه لم يكن ملابساً لأهل الآثارء وحملة الأخبارء ولا متردداً إلى المتعلم منهم» ولا كان ممن يقرأ فيجوز أن يقع إليه كتاب فيأخذ منه» عُلم أنه لا يصل إلى علم ذلك إلا بتأييد من جهة الوحي

ومنها: الوفاء بالوعدء المدرك بالحس فى العيان» فى كل ما وعد الله تتسالاء' ويشيتم إلى الخجاره المطلقة». كوهد بلصن#ؤسرله: عليه السلاف وإخراج الذين أخرجوه من وطنه . وإلى وعد مقيد بشرط» كقوله: # ومن سَوكلٌ عل أنه هو ل : *1] 8 وَمَن يُوِْنْ يمد قَلبَمٌ4 [التخاين : ]١١‏ ومن َنَّقِ لَه جع لَهُ عا [الطلاق : ؟] ا إن يكن يسك عِدْرُودَ صَدرُونَ لبوأ أتَن4 [الأنفال: 0 ذلك.

ومنها: الإخبار عن المغيبات في المستقبل التي لا يطلع عليها إلا بالوحي» فمن ذلك: اويا الل ل لماحم لان سور وها قا 1 ضور ا در ارفك ارسل ‏ سْولمٌ ينهد وَدِمِن أَلْحَيّ 4 [التوبة : ] الآية» ففعل ذلك. وكان أبو بكر - رضي الله عنه - إذا أغزى جيوشه عرفهم ما وعدهم الله في إظهار دينه» ليثقوا بالنصرء وليستفتحوا بالنّجح, وكان عمر يفعل ذلك» 0 يزل الفتح يتوالى شرقاً وغربء برا وبحرأء قال الله تعالى : 8 وَعَدَ َه لذن َأميْوا سكا ل 015 0 [اقوره 08 وؤثال : #العد م تك انرس سوه ليا يآْحََ نامسد لحم إن سَآءَ أنّهُ اميت 4 [الفتح : 77] وقال 3 وذ يك أذ إِحَدَى الطايمَئينٍ ا لَكُم 4

[الأتفال: 07] وقال: «الد 2) عت اروم () ف أَدْنَّ الْدَرضٍ وَهُم يَنْ بعد عَبِهِرَ

"4

َس

سَيَعْلِبوستَ 4 [الروم: ١‏ -7]. فهذه كلها أخبار عن الغيوب» التي لا يقف عليها إلا رب العالمين» أو من أوقفه عليها رب العالمين» فدل على أن الله تعالى قد أوقف عليها رسوله لتكون دلالة على صدقه .

ومنها: ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام» في الحلال والحرام وسائر الأحكام .

ومنها: الحكم البالغة التي لم تجر العادة بأن تصدر في كثرتها وشرفها من أدمى . الله تعالى : ا وَلَوَ كَانَمِنْ عند عَيْرِ أله لَوَجَدُوأْهِ يدا كَيْر» [النساء: 47].

قلت : فهذه عشرة أوجه ذكرها علماؤنا رحمة الله عليهم» ووجه حادي عشر قاله النظام وبعض القدرية: أن وجه الإعجاز هو المنع من معارضته. والصرفة عند التحدي بمثله» وأن المنع والصرفة هو المعجزة دون ذات القرآن» وذلك أن الله تعالى صرف هممهم عن معارضته» مع تحديهم بأن يأتوا بسورة من مثله . وهذا فاسد» لأن إجماع الأمة قبل حدوث المخالف: أن القرآن هو المعجز, فلو قلنا إن المنع والصرفة هو المعجز لخرج القرآن عن أن يكون معجزاًء وذلك خلاف الإجماع» وإذا كان كذلك عَلم أن نفس القرآن هو المعجزء لأن فصاحته وبلاغته أمر خارق للعادة» إذ لم يوجد قط كلام على هذا الوجه. فلما لم يكن ذلك الكلام مألوفاً معتاداً منهم . دل على أن المنع والصرفة لم يكن معجزاً»7" .

'"' - وينقل عن ابن عطية تحليله لمقولة الصرفة ورفضه لهاء يقول: «قال ابن عطية: ووجه التحدي في القرآن: إنما هو بنظمه وصحة معانيه» وتوالي فصاحة ألفاظه . ووجه إعجازه: أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علماًء وأحاط بالكلام كله علماء فعلم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى» وتبين المعنى بعد المعنى » ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره. والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول». ومعلوم ضرورة أن بشراً لم يكن محيطاً قط. فبهذا جاء نظم القرآن

.008 -09/١( الجامع لأحكام القرآنء»‎ )١(

50١

0

0 أبك همل

في الغاية القصوى من الفصاحة» وبهذا يبطل قول من قال: إن العرب كان في قدرتها أن تأتي بمثل القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة» فلما جاء محمد - يكدْةِ - صرفوا عن ذلك. وعجزوا عنه. والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين» ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح متهم يضع اخطبة أو قصيدة+ يستفرع فيها جهده» “ثم لا يزال ينقحها حولاً كاملا » ثم تعطى لآخر بعدهء فيأخذها بقريحة جامة» فيبدل فيها وينقح. ثم لا تزال بعد ذلك فيها مواضع للنظر والبدل» وكتاب الله لو تُرعت منه لفظة» ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد)”" .

؟ - ويذكر أمثلة للبلاغة القرآنية» يقول: «ومن فصاحة القرآن أن الله تعالى جل ذكرهء ذكر في آية واحدة أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين» وهو قوله تعالى : © وكا إل أو مومكت أن ضعي 4 الآية. وكذلك فاتحة سورة المائدة: أمر بالوفاء ونهي عن التكث. وحلل تحليلاً عاماء ثم استثنى استثناء بعد استثناء» ثم أخبر عن حكمته وقدرته» وذلك مما لا يقدر عليه إلا الله ما

- وأشار إلى عجز قريش عن الإتيان بمثل القرآن» قال: «فلما عجزت قريش عن الوتيان بمثله , وقالت: إن النبي - علد - تقوله» أنزل الله تعالى آم و بل لَّاؤْموتَ )ودبت مَتَلِوء إن كا سيقت »4 [الطور: 5-8 7] لس 1 رويك أنه فل قا تر سر لي مَفدَريُتٍ # [هود: 1]. فلما عجزوا حطهم عن هذا المقدار» إلى مثل سورة من 0 القصارء فقال جل ذكره: (قإد كد رن فِتَرََا علَع) كوأ ورد من مثْلِدء © [البقرة: 7]. فأفحموا عن الجواب» وتقطعت بهم الأسباب» وعدلوا إلى الحروب والعناد» وآثروا سبي الحريم والأولاد» ولو قدروا على المعارضة لكان أهون كثيراٌ وأبلغ في الحجة وأشيد كاسزا» هذا

.)/5/١( المصدر السابق»‎ )١( .)975/١( المصدر السابق.‎ )0(

5045

له

عزاسل يراليه

مع كونهم أرباب البلاغة واللحن» وعنهم تؤخذ الفصاحة واللسن)”' .

- ويوازن القرطبي بعد ذلك ب بين أسلوب القرآن وأسلوب النبي - ونه - مبيناً ما بينهما من فرق هائل» يقول : «فبلاغة القرآن في أعلى طبقات الإحسان» وأرفع درجات الإيجاز والبيان» بل تجاوزت حد الإحسان والإجادة إلى حيز الإرباء والزيادة» هذا رسول الله - يَلِيِ - مع ما أوتي من جوا مع الكلم» واختص به من غرائب الحجكمء إذا تأملت قوله - كد - في صفة الجنان»ء وإن كان في نهاية الإحسان»'وجدته منحطاً عن رتبة القرآن» وذلك في قوله عليه السلام : «فيها ما لا عين رأت» ولا أذن سمعت» ولا خطر على قلب بشر). فأين ذلك من قوله عز وجل : لوَفهَامَا تيه الْأنضْ وَبَكدُ الك # [الزخرف: .]7١‏ وقوله : « كلاتعلم تل تا فى َنم تن فر 4 [السجدة : .]3١‏ هذا أعدل وزناًء وأحسن تركيبآً» وأعذب لفظأء وأقل حروفاً» على أنه لا يعتبر إلا فى مقدار سورة أو أطول آية» لأن الكلام كلما طال اتسع فيه مجال العوم تل وضاق المقال على القاصر المتكلف» وبهذا قامت الحجة على العرب» إذ كانوا أرباب الفصاحة. ومظنة المعارضة» كما قامت الحجة في معجزة عيسى - عليه السلام - على الأطباء» ومعجزة موسى - عليه السلام ‏ على السحرة» فإن الله سبحانه إنما جعل معجزات الأنبياء - عليهم السلام ‏ بالوجه الشهير أبرع ما يكون في زمان النبي الذي أراد إظهاره» فكان السحر في زمان موسى ‏ عليه السلام ‏ ة انتهى إلى غايته» وكذلك الطب في زمن عيسى - عليه السلام » والفصاحة في رمن سح ا

لا لا لا

.)الال/١( المصدر السابق.‎ )١( المصدر السابق » (١/لالا - 4ل9).‎ )0(

57

َس

خامسا: جهود حازم القرطاجني

١‏ ديعل كتاب (منهاج البلغاء وسراج الأدباء) لحازم القرطاجنى7) من الكتب الهامة التي عنيت بمسائل البلاغة والنقد» وقد وقع فيه مؤلفه تحت تأثير الفلسفة اليونانية» يقول عنه الدكتور إحسان عباس : «ريما كانت آخر صلة بين كتاب أرسطو والنقد العربي متمثلة في كتاب حازم القرطاجني : (منهاج البلغاء وسراج الأدباء)» وحازم ينتمي إلى شرق الأندلس» غير أنه غادر وطنه حين سقط بلده في يد الروم - أو قبيل ذلك - وعاش في ظل الدولة الحفصية» وفي مهاجره الجديد كتب كتابه المذكور»”” .

؟ - من الموضوعات البلاغية التي عرض لها موضوع الحذف». حيث قال: الإنما يحسن الحذف لقوة الدلالة عليه» أو يقصد به تعديد أشياء ؛ فيكون فى لذ ادها طول وي أب 4 ديعل ف رو كتانى يد لا له |الجطال اوت لك )لشي تقول فى الأشياء المكتفى بالحال عن ذكرها. قال: ولهذا القصد يؤثر في المواضع التي يراد بها التعجب والتهويل على النفوس» ومنه قوله فى وصف أهل الجنة : حي إن جاقوك اعت ونوك [الين + ون معدت الجواب إذ كان وفك ما يجدونه ويلقونه عند ذلك لا يتناهى ؛ فجعل الحذف دليلاً على ضيق الكلام عن وصف ما يشاهدونه» وتركت النفوس تقدر ما شاءته» ولا تبلغ مع ذلك كنه ما هنالك)7” ,

)١(‏ حازم بن محمد بن حسنء ابن حازم القرطاجني» أبو الحسن» أديب من العلماء له شعرء من أهل قرطاجنة بشرقي الأندلس»ء (508 - 585ه - 151١‏ - 11868مء انظر: الأعلام. .)١159/5(‏

(؟) تاريخ النقد الأدبي عند العرب» د. إحسان عباس». ص (079).

(9) الإتقان في علوم القران. (5/ 98).

نا

َس

"' - تعرض لموضوع الإعجاز» فقال: «إن الإعجاز في القرآن من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائها في جميعه استمراراً لا يوجد له فترة» ولا يقدر عليه أحد من البشرء دم لور لل يي 1 بيقر الفصاحة والبلاغة في جميع أنحائها في العالي منه إلا في الشيء اليسير المعدود» ثم تعرض الفترات الإنسانية فتقطع طيب الكلام ورونقه» فلا تستمر لذلك الفصاحة في جميعه» بل توجد في تفاريق وأجزاء منه. والفترات في الفصاحة تقع للفصيح إما بسهو يعرض له في الشيء من غير أن يكون جاهلاٌ به أو من جهل به أو من سآمة تعتري فكره» أو من هوى النفس يغلب عليها فيما يحوش خاطره؛ من اقتناص المعاني سمينئاً كان أو غثاً» فهذه آفات لا يخلو منها الإنسان الفاضل الطبع لم0

؛ - بين أهمية معرفة أغراض الشعر في صناعة المعنى الجميل» وهو بهذا يربط بين البلاغة والأدب» يقول: «يجب على من أراد جودة التصرف في المعاني» وحسن المذهب في اجتلابهاء والحذق بتأليف بعضها إلى بعض ؟ أن اعرد ١ب‏ لشي لطر افا أل لي ل علاطي نول اشع رد ار مودت عنها تأثيرات وانفعالات للنفوس)”"' .

- تحدث عن المحاكاة وبين أن شرطها هو التأثير في النفس في حالتي السلب والإيجاب» يقول: (ويشترط في المحاكاة التى يقصد بها تحريك النفس إلى طلب الشىء أو الهرب منهء أن كو اف اليه المقصود إمالة شوق تلحو مها تفيل الشين لدان يكوه ساسع كن يه ال ا اضر اي التقيى غنة فنا تنفر النفيين غنه أيضا »27 1

5 وكتاب حازم غني بمادته البلاغية والنقدية. وهو يستخدم تعبير معلم

)١(‏ منهاج البلغاء وسراج الأدباء» تحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة؛ ص (89" - 8"10)ء دار الغرب الإسلامي» بيروت» الطبعة الثانية» ١194م.‏

() المصدر السابقء» ص (9).

م2 المصدر السابق. ص .)١١*(‏

506

َس

ومعرف وإضاءة وتنوير بديلاً عن مصطلحات: كتاب أو باب وفصل» ويدور كتابه حول الشعر ونظمهء والمعاني والأسلوب». وهو يعتبر من إضافة أهل الأندلس فى ميدان البلاغة .

لا لالا

50

0

سادسا: القاضي البيضاوي

١‏ - ألف القاضي البيضاوي'' كتاباً بالتفسير سماه: (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) ويعرف بتفسير البيضاوي» وهو تفسير غني بمادته النحوية والبلاغية؛ وجاء في مقدمته إشارة إلى إعجاز القرآن» يقول: «الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً» فتحدى بأقصر سورة من سوره مصاقع الخطباء من العرب العرباء فلم يجد به قديراً» وأفحم من تصدى لمعارضته من فصحاء عدنان وبلغاء قحطان حتى حسبوا أنهم سحروا تسحيراً» ثم بين للناس ما نزل إليهم حسبما عن لهم من مصالحهم ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب تذكيرا فكشف لهم قناع الانغلاق عن آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات هى رموز الخطاب تأويلاً وتفسيراً» وأبرز غوامض الحقائق ولطائف الدقائق ليتجلى لهم خفايا الملك والملكوت وخبايا قدس الجبروت ليتفكروا فيها تفكيراً» ومهد لهم قواعد الأحكام وأوضاعها من نصوص الآيات وألماعها ليذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً فمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فهو في الدارين حميد وسعيدء ومن لم يرفع إليه رأسه وأطفأ نبراسه مك ها ول م 0

- بين شرف علم التفسير» وقيامه على جملة علوم من بينها علوم العربية؛ وأنه قد حازهاء وسينقل عن العلماء ويضيف» يقول: «وبعد فإن أعظم العلوم

)١(‏ عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي» أبو سعيدء أبو الخيرء ناصر الدين البيضاوي. قاض ومفسر وعلامة» ولد بمدينة البيضاء بفارس» وتوفي بتبريز سلة (44ه -1585م). انظر: الأعلام» (5/ .)١1١‏

(9) تفسير البيضاوي المسمى أنوار التنزيل وأسرار التأويل» ”/١(‏ -8 ) . دار الفكرء بيروت. 5١41١اه/‏ 1945م.

5 /

"> عنس يلي

مقدارلٌ وأرفعها شرفاً ومناراًء علم التفسير الذي هو: : رئيس العلوم الدينية ورأسهاء ومبنى قواعد الشرع وأساسهاء لا يليق لتعاطيه والتصدي للتكلم فيه إلا من برع في العلوم الدينية كلها ؛ أصولها وفروعهاء وفاق في الصناعات العربية والفنون الأدبية بأنواعهاء ولطالما أحدث نفسي بأن أصنف في هذا الفن كتاباً يحتوي على صفوة ة ما بلغني من عظماء الصحابة» وعلماء ع التابعين ومن دونهم من السلف الصالحين» ويلنطوي على نكت بارعة ولطائف رائعة» استنبطتها أنا ومن قبلي من أفاضل المتأخرين وأمائل المحققين» ويعرب عن وجوه القراءات المشهورة المعزوة إلى الأئمة الثمانية المشهورين » والشواذ المروية عن القراء المعتبرين» إلا أن قصور بضاعتي يثبطني عن الإقدام , ويمنعني عن الانتصاب في هذا المقام» حتى سنح لي بعد الاستخارة ما صمم به عزمني على الشروع فيما أردته والإتيان بما قصدته. ناوياً أن أسميه بعد أن انمه ب «أنوار التنزيل وأسرار التأويل))7"' .

اب نا إلى إعجاز القرآن بفصاحته. فقد قال عند تفسير آية التحدي في سورة البقرة» وهي قوله تعالى : «وَإِن كسمم ف رَيْبٍ ينادلا عَلْعَبْنا كوأ بورق من مُتَلِهء وأَدْعُوأ 0 سُهَدَآءَكُم ين دون أَشَّ إن كُسْرْ صَدِقينَ © [البقرة: *؟] ما نصه : الما قرر وحدانيته تعالى» وبين الطريق الموصل إلى العلم بها ؛ ذكر عقيبه ما هو الحجة على نبوة محمد - كَلِةِ - . وهو القرآن المعجز بفصاحته التي بذت فصاحة كل منطق» وإفحامه من طولب بمعارضته من مصاقع الخطباء من العرب العرباء»ء مع كثرتهم وإفراطهم في المضادة والمضارة» وتهالكهم على المعازة والمعارة» وعرف ما يتعرف به إعجازه. ويتيقن أنه من عند الله كما يدعيه. ل ا مك جحي ارت يورو اررض اهل الشعر:

والخطابة مما يرييهم كما حكى الله عنهم فقال: < وَهَالَ أن كَمَروأوَلَا مل

عَليّهِ الْقَنَانُ جمد ونِحِدَد # [الفرقان: ”*] فكان الواجب تحديهم على هذا الوجه

.)١١- 94/١١ المصدر السابق»‎ )١(

5538

1 ينهم|

ل

إزاحة للشبهة» وإلزاماً للحجة. وأضاف العبد إلى نفسه تعالى تنويهاً بذكره وتنبيهاً على أنه مختص به منقاد لحكمه تعالى » وقرئ (عبادنا) يريد محمداً - يي - وأمته. والسورة: الطائفة من القرآن المترجمة التي أقلها ثلاث آيات» وهي إن جعلت واوها أصلية منقولة من سور المدينة ؛ لأنها محيطة بطائفة من القرآن مفرزة محوزة على حيالهاء أو محتوية على أنواع من العلم احتواء سور المدينة على ما فيها. أو من السورة التي هي الرتبة. . . لأن السور كالمنازل والمراتب يترقى فيها القارئ» أو لأنها مراتب في الطول والقصرء. والفضل والشرف» وثواب القراءة. وإن جعلت مبدلة من الهمزة فمن السورة التي هي البقية والقطعة من الشيء والحكمة في تقطيع القرآن سوراًء إفراد الأنواع وتلاحق الأشكال» وتجاوب النظم وتنشيط القارئ وتسهيل الحفظ والترغيب فيه؛ فإنه إذا ختم سورة نفس ذلك عنه ؛ كالمسافر إذا علم أنه قطع ميلاً أو طوى بريداً. والحافظ متى حذقها اعتقد أنه أخذ من القرآن حظاً تاماً وفاز بطائفة محدودة مستقلة بنفسها ؟؛ فعظم ذلك عنده » وابتهج به إلى غير ذلك من الفواف3 , : ش ويضيف مفسراً المراد بالمثل في آية التحدي» وأن المرجح بالضمير في (مثله) أن يعود على القرآن» لا على النبي - محمد 5ة-. يقول : #١‏ من مَنَّلِهء © صفة سورة أي بسورة كائنة من مثله والضمير لما نزلنا ومن للتبعيض أو للتبيين وزائدة عند الأخفش. أي بسورة مماثلة للقرآن العظيم في البلاغة وحسن النظم. أو لعبدناء ومن للابتداء أي بسورة كائنة ممن هو على حاله ‏ عليه الصلاة والسلام ‏ من كونه بشراً أمياً لم يقرأ الكتب ولم يتعلم العلوم أو صلة. (فأتوا): والضمير للعبد» والرد إلى المنزل أوجه لأنه المطابق لقوله تعالى: 9 كَأَنُوا بسُورَوَ مِّن يِه * ولسائر آيات التحديء ولأن الكلام فيه لا في المنزل عليهء فحقه أن لا ينفك عنه ليتسق الترتيب والنظم» ولأن مخاطبة الجم الغفير بأن يأتوا بمثل ما أتى به واحد من أبناء جلدتهم أبلغ في التحدي من أن يقال ل ليأت بنحو ما أوتي به هذا آخر مثله. ولأنه معجز في نفسه لا بالنسبة إليه

.)48- 95/١( وانظر تفسير الكشاف»‎ .)571١- 70/١( المصدر السابق»‎ )١(

0

"> عنس ليله

ود ا

لمثلفه 0 اه ل رذه 0 دن يوهم 5 0 يكن على صفته ؛ ولا يلائمه قوله تعالى: وَأدعُوأ سُّهدَآءكُ من دون نّم“ فإنه أمر بأن يستعينوا بكل من ينصرهم ويعينهم» .

ويمضي شارحاً معنى الشهداءء فيقول: «والشهداء جمع شهيد» بمعنى : الحاضر. أو القائم بالشهادة أو الناصر أو الإمام. وكأنه سمي به لأنه يحضر النوادي وتبرم بمحضره الأمور ؛ إذ التركيب للحضور إما بالذات أو بالتصور ؛ ومنه قيل للمقتول في سبيل الله شهيد لأنه حضر ما كان يرجوه. أو الملائكة حضروه ومعنى (دون): أدنى مكان من الشىء ومنه تدوين الكتب ؛ لأنه إدناء البعض من البعض . ودونك هذاء أي: كدف إن مكان منك. ثم استعير للرتب» فقيل: زيد دون عمرو أي في الشرف» ومنه الشيء الدون ثم اتسع فيه فاستعمل في كل تجاوز حد إلى جد وتخطي أمر إلى آخرء قال تعالى: 8 لَايَخِذٍ لْمؤْميوَ الْكَرنَ أو ون دون الْمؤْمِنينٌ [آل عمران: 14] . أي : لا يتجاوزوا ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين. . . والمعنى : (وادعوا) للمعارضة من حضركم أو رجوتم معونته من إنسكم وجنكم وآلهتكم غير الله سبحانه وتعالى» فإنه لا يقدر على أن يأتي بمثله إلا الله أو (وادعوا) من دون الله شهداء يشهدون لكم بأن ما أتيتم به مثله» ولا تستشهدوا بالله» فإنه من ديدن المبهوت العاجز عن إقامة الحجة. أو ب: شهدائكم أي الذين اتخذتموهم من دون الله أولياء وآلهة. وزعمتم أنها تشهد لكم يوم القيامة أو الذين يشهدون لكم بين يدي الله تعالى على عي

وله ع أ وَامَتأ مآ

ولحل عبس نو نولي فَإن لَمْ تَفصَلُوأ وآن تَفْمَلُوأ دَأتَعوأ آلنَارَ الى رفو قا ناكل وباط عدت يِلْكيْرينَ # * [البقرة: 4 مقرراً ما في الآية من دعوة إلى الإيمان لعجزهم أمام تحدي القرآن لهم: «لما بين لهم ما يتعرفون به أمر الرسول» وما جاء به وميز لهم الحق عن الباطل رتب عليه ما هو كالفذلكة له

(0) المصدر السابق» (١/١”578؟‏ _ 3"8),

له

غزاسلبرالو

وهو أنكم إذا اجتهدتم في معارضته وعجزتم جميعاً عن الإتيان بما يساويه أو يدانيه ؛ ظهر أنه معجزء والتصديق به واجب» فآمنوا به واتقوا العذاب المعد لمن كذب. فعبر عن الإتيان المكيف بالفعل الذي يعم الإتيان وغيره إيجازاًء ونزل لازم الجزاء منزلته على سبيل الكناية» تقريراً للمكنى عنهء وتهويلاً لشأن العناد وتصريحاً بالوعيد مع الإيجاز» وصدر الشرطية بإن التي للشك» والحال يقتضي (إذا) الذي للوجوب ؛ فإن القائل سبحانه وتعالى لم يكن شاكاً في عجزهم ولذلك نفى إتيانهم معترضاً بين الشرط والجزاء تهكماً بهم: وخطاباً معهم على حسب ظنهم ؛ فإن العجز قبل التأمل لم يكن محققاً عندهى)”'" .

ونحن نجد من خلال كلام البيضاوي إقراره بالإعجاز من جهة الفصاحة والبلاغة» مع ذكره لمسائل ذات صلة باللغة والبلاغة والقراءات من خلال تفسيره» وهو يعتمد في جل ما يقوله على الزمخشري؛ ويتصرف بكلامه كما هو التعال عند هذه الآية*21+ ولكن يقى فقن تفسير ما يدل على شيعة علمة وقلارقة غلى النفاذ لأغوار النض القرآني» واستخراج كنوزه للعيان:

لا لالا

)١(‏ المصدر السابق» 585/١١‏ -_-0ا؟),. (؟) انظر تفسير الكشاف» .)٠١١١-957/1١(‏

8

3 أباكة همل 7 غزلس ليزال

سابعا: جهود محمد بن على الجرجاني

١‏ محمد بن على الجرجانى”'؟ صاحب كتاب (الإشارات والتنبيهات فى علم البلاغة)ء وقد بين شرف علم البلاغة» وأنه طريق إلى إثبات إعجاز القرآن. فقال: «أما بعدء فإن علم البلاغة علم شريف عظيم الشأن. لكونها كمال الإنسان وأصل البيان» لأن أحكام الشرع تتوقف على صدق السنة والقرآن» وصدق القرآن يتوقف على أنه منزل من عند الرحمنء. وذلك يتوقف على غير مقدور للبشر للبلاغة والبيان» وإلا لوجد مثله قبل التحدي به أو بعده» في بعض الأزمان» ولو صرفهم الله عن المعارضة لتعجبوا من العجز بعد قدرتهم على الإتيان» وقد خاض في تقرير قواعدها كثير من العلماء والأعيان» لكن لم يخل كلامهم الذي بلغني منه عن الزيغ والسهو والنسيان» ولذلك صرفت عنان عزمي فى هذه الإشارات والتنبيهات إلى هذا الميدان» وركبت متن جواد الفكر وسقته سوط توفيق الا المنان» إلى تسقيق) تقزين قواعك العداعةه» بورنقاك أقرال هل البلاغة والفرسان مع قلة البضاعة. وكثرة الشواغل المنافية للاستطاعة والحدثان» فإن أصبت فيها فمن الله الهادي» وإلا فمني ومن الشيطان»”"' .

؟ - وعن منهجه يقول الدكتور عبد القادر حسين: «تميز الجرجاني بالاستقصاءء فلم يترك شاردة ولا واردة إلا عرضها عرضاً مفصلاً دقيقاً» وملماً فيها بكل الآراء؛ء سواء كانت التى كانت فى عصره أو قبل عصره» ممن عرض لها من علماء البلاغة الأفذاذ» زم كف بهذا اعرف فى التارت قنائق شو

)١(‏ هو محمد بن علي بن محمد الجرجاني» الاسترابادي منشأ ومولداً» الحلي الغروي مسكناً. كان عالماً وأصولياً ومتكلماً 9 الاه). ولم يترجم له في الأعلام.

() الإشارات والتنبيهات فى علم البلاغة. تحقيق الدكتور عبد القادر حسينء» ص 0١١‏ -5؟)2» دار نهضة مصرء القاهرة .

7

ل

وإنما ذيل كل مسألة من مسائل البلاغة التي يجد فيها عوجاً أو خللاً» فأبرز الوهم الذي وقع فيه غيره» وناقشه مناقشة العارف البصير المتعمق في فهم البلاغة بقواعدها وأهدافها)0"' . “* - ذكر أوهام كثير من علماء البلاغة» وردهاء ومن هؤلاء الخطيب القزويني» ويدعوه المعاصر» والسكاكي والزمخشري وعبد القاهر وغيرهب”) لمن ذللكها ذكره في موضوع الإطناتء قال: «جعل المعاصر نحو قوله تعالى : « قَالَ رب آَشَ لي صَديف وَمَيْرَ لي أمْرِى # [طه: 65 -15] من باب الوبهام والتفسير وليس منه. وجعل نحو قوله تعالى: رت بس جهو صَاب اميد لِك وَأصْلَحواأ رَبك بح العفو 4 [النحل 7 ]. 0 # شر إركق دلقت لارية ها جروا من توما واوا كر كوا صسبروأ إلك رَيلكََ مِنْ بَعَدِها لَعَفُورٌ تَحِمرٌ 4 [النحل: ]٠١١‏ لمجرد طول لكلام» ولم يجعله من الباب» فأدخل ما ليس منهء وأخرج ما هو منهء وذلك وهم منه .

أما الأول: فلأن استيفاء الفعل متعلقاته ليس من باب الإطناب» وإلا لكانت وإذا تركت كان الفعل مبهماً» وإذا ذكرت كان مفسراً بهاء لكن ليس فليس .

وأما الثاني : فلأنه توهم أن الجار والمجرور في الآيتين - وهو للذين -متعلق بغفور رحيم. وجعل (إن ربك) الثانية تكراراً يطول به الكلام» وليس كذلك» بل الجار والمجرور فيهما متعلق بمحذوف. أي: إن ربك حاصل لهمء كما يقال: أنا لك. والأمير لي. ثم لما كان ذلك مبهماً فسرهء وأعاد إن واسمهاء

وجعل خبر الثانية تفسيراً للخبر الأول» فإن علة كون الرب لهم» بعد كونه غفوراً

00000

)١(‏ المصدر السابقء ص (ل) [مقدمة المحقق]. () المصدر السابق» ص (ز ‏ [) [مقدمة المحقق]. (9) المصدر السابق. ص .)١86 -1١65(‏

َس

4 - وفي موضوع القصر (بإنما) يفند رأي السكاكي والقزويني بأن إنما يراد بها القصرء يقول: «قال علي بن عيسى الربعي: الدليل على كون إنما موضوعة للقصرء أنه لما كانت إِنْ فرصي لتأكيد الاستتاة ثم اتصلت بها ما المؤكدة» ناسب أن تضمن معنى القصرء لأن القصر ليس إلا تأكيداً على تأكيد. فإن قولك: زيد جاء لا عمروء لمن يتردد في المجيء الواقع بينهماء مفيداً إثباته لزيد فى الابتداء صريحاًء وفى الأخير ضمناً. واستحسن هذا الوجه السكاكى 1 والمعاصرء واس كن مس بك ات أن عله المقدمات. أي كون ما فى إنما للتأكيد» وكون القصر تأكيداً على تأكيدء» وكون زو حا ارو للضي واددديقيد العا كيد كلها تجوعة.

وأقوى منه قول من قال من الأصوليين: أن (إن) للإثبات» و(ما) للنفي» ومن المحال تواردهما على شيء واحدء فتكون إن لإثبات المذكورء وما لنفي كا ع3 اع وهو الفقدر زر نعاناا لذ قال رن سات لأنا نمنع كون ما هنا للنفي» وعلى تقدير كونها للنفي نمنع أنه يرجع إلى ما عدا المذكورء لإمكان توارد النفي والإثبات على الحكم المذكورء إذا اختل شرط من شرائط التناقض)”217' .

5 - وفي التشبيه المقلوب ينفي أن يكون موجوداً في القرآن الكريم «لأن كلامه على وجه التحقيق ؛ لا على وجه المبالغة التي تشبه الكذب» وقد توهم المعاصر وجمع من أرباب البلاغة وجوده فيه» ومثلوا بقوله: # أَهْمَن يلق كَمَن اذك 4 اعدو احا قالواة: لأن الخطاب اللذين كتهو امه لا كلق سند يخلق . والجواب : المنع من أن الكفار شبهواء بل عبدوا من لا يخلق مكان من يخلق» وليس ذلك بتشبيه» أما الباري تعالى فقد سلب التشبيه» لأنه استفهم على وجه الإنكار الذي هو في قوة السلب. وفرق بين التشبيه وسلبهء فإن التشبيه مشروط بكون وجه الشبه أظهر بالمشيه به من المشبه» وسلبه لا يستلزم ذلك. لأنه ليس فيه شبهء حتى يكون أظهر وأخفى» وحينئذ لا فرق بين التقديم

.)97 4؟( المصدر السابقء ص‎ )١(

له

غزاسلبرالو

والقاعيز فى سيلب النشبية» وإنما قام اتن يتكلق»الشرفة فقط :

ومثلوا له أيضاً بقوله حكاية : ل إِتّمَا الهم مكل أرْيَذاً4 [البقرة: 0؟] والأصل تمثيل الربا بالبيع. والجواب: أنه ليس من كلامه تعالى» وإنما هو كلام مستحلي الرباء ولا ريب أن الربا أظهر عندهم في الحل من البيع» فجعلوه مشبهاً بهء لحصول شرطه فيه دون البيع» والحكاية يجب أن تطابق المك 1

والخلاصة أن هذا الكتاب فيه تحقيق علمى لكثير من مسائل البلاغة» وَتَكقب الأوهاء عانيائهاء: وهل لآ يمك الاشتقاء عنه هي 'قزاء اسع النلاقق وتقويمهء وتحليله واستيعابه.

لا لاذلا

.)١95-1١9١( المصدر السابق . ص‎ )١(

م

1 أبكة جل

0

امنا: جهود يحيى بن حمزة العلوي

١‏ - يحيى بن حمزة العلوي“'؟ صاحب (كتاب الطرازالمتضمن لأسرار البلاغة» وعلوم حقائق الإعجاز).

؟ - تحدث عن شرف علم البيان بين سائر العلوم» فقال: «. . فإن العلوم الأدبية وإن عظم في الشرف شأنهاء وعلا على أوج الشمس قدرها ومكانهاء خلا أن علم البيان هو أمير جنودهاء وواسطة عقودهاء وفلكها المحيط الدائر» وقمرها السامر الزاهرء وهو أبو عذرتهاء وإنسان مقلتهاء وشعلة مصباحهاء وياقوتة وشاحهاء ولولاه لم تر لساناً يحرك الوشي من خُلل الكلام » وينفثُ السحر مُفتر الأكمامء وكيف لا وهو المطلع على أسرار الإعجاز» والمستولى على حقائق علم المجاز)”" .

*“‏ ذكر الكتب التي اطلع عليها في علم البيان» فقال: «ولم أطلع من الدواوين المؤلفة فيه مع قلتها إلا أكتبة أربعة. أولها كتاب: (المثل السائر) للشيخ أبي الفتح نصر بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير. وثانيها كتاب: (التبيان) للشيخ عبد الكريم [ابن الزملكاني]. وثالثها: كتاب : (النهاية) لابن الخطيب الرازي . ورابعها كتاب: (المصباح) لابن سراج المالكي»© .

- ذكر أول من أسس علم البيان وأثنى عليهء فقال: «وأول من أسس من

200 يحبى بن حمزة العلوي الطالبي من أكابر أئمة الزيدية وعلمائهم في اليمن» تلقب بالمؤيد بالله» 1519(‏ 45لا ه)- ١١170(‏ 1844م). انظر: الأعلام» ١48/4(‏ - 05

() كتاب الطراز المتضمن لأسرار البلاغة» وعلوم حقائق الإعجازء )5/١(‏ دار الكتب العلمية» بيروت. 407١ه/‏ 1947م.

(0) المصدر السابق. ”/١(‏ 54).

ل

0 أبك همل غزاهه

غناك بالود

هذا العلم قواعدهء وأوضح براهينه » وأظهر فوائده» ورتب أفانينه» الشيخ العالم النحريرء علم المحققين عبد القاهر الجرجاني» فلقد فك قيد الغرائب بالتقييد» وهدّ من سور المشكلات بالتسوير المشيد» وفتح أزهاره من أكمامهاء وفتح أزراره بعد استغلاقها واستبهامهاء فجزه الله عن الإسلام أفضل الجزاء)27 ,

© - بين سبب تأليفه لكتاب الطراز » فقال: «ثم إن الباعث على تأليف هذا الكتاب هو أن جماعة من الإخوان. شرعوا علىّ فى قراءة كتاب (الكشاف) تفسير الشيخ العالم المحقق» أستاذ المفسرين محمود بن عمر الزمخشريء فإنه أسسه على قواعد هذا العلم» فاتضح عند ذلك وجه الإعجاز من التنزيل» وعغرف من أجله وجه الفرقة يبن المستقيم والمعوج من التأويل» وتحققوا أنه لا سبيل إلى الاطلاع على حقائق إعجاز القرآن إلا بإدراكه» والوقوف على أسراره وأغواره» ومن أجل هذا الوجه كان متميزاً عن سائر التفاسيرء لأني لم أعلم تفسيراً مؤسساً على علمي المعاني والبيان سواه. فسألني بعضهم أن أملي فيه كتاباً يشتمل على التهذيب والتحقيق» فالتهذيب يرجع إلى اللفظ. والتحقيق يرجع إلى المعاني» إذ لا مندوحة لأحدهما عن الثاني)”" .

1 ذكر ما تميز به كتابه عن سائر الكتب من حيث الترتيب والمنهج» فقال: «وأرجو أن يكون كتابي هذا متميزاً عن سائر الكتب المصنفة في هذا العلم بأمرين» أحدهما: اختصاصه بالترتيب العجيب. والتلفيق الأنيق» الذي يُطلع الناظر من أول وهلة على مقاصد العلمء ويفيده الاحتواء على أسراره. وثانيهما: اشتماله على التسهيل والتيسير» والإيضاح والتقريب»”".

٠‏ - تحدث عن مقصد علم البيان» فقال: «واعلم أنه يراد لمقصدين: المقصد الأول منها مقصد ديني» وهو الاطلاع على معرفة إعجاز كتاب الله» ومعرفة معجزة رسول الله - يلِةٍ - . إذ لا يمكن الوقوف على ذلك إلا بإحراز (1) المصدر السابق» .)4/١(‏

؟) المصدر السابق» .)0/١1(‏ (*) المصدر السايق» (5/1).

0

علم البيان» والاطلاع على غوره» فإن هذا العلم لمن أشرف العلوم في المثقبة» وأعلاها في المرتبة)”" .

-أما ترتيب الكتاب فقد جعله في ثلاثة فنون”" :

الفن الأول: «مرسوم المقدمات السابقة نذكر فيها تفسير علم البيان» ونشير فيها إلى بيان ماهيته وموضوعه. ومنزلته من العلوم الأدبية» والطريق إلى الوصول إليه» وبيان ثمرته» وما يتعلق بذلك من بيان ماهية البلاغة والفصاحة» والتفرقة بينهماء ونشير إلى معاني الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهماء إلى غير ذلك مما يكون تمهيداً وقاعدة لجا دمن سنامدة.

الفن الثاني: «ونشير فيه إلى علم ما يتعلق بالمباحث المتعلقة بالمعاني وعلومهاء ونردفه بالمباحث المتعلقة بعلوم البيان وأقسامهاء ونشرح فيه ما يتعلق من المباحث بعلم البديع» .

الفن الثالث: «نذكر فيه ما يكون جارياً مجرى التتمة والتكملة لهذه العلوم الثلاثة» نذكر فيه فصاحة القرآن العظيم» وأنه قد وصل إلى الغاية التي لا غاية فوقهاء وأن شيئاً من الكلام وإن عظم دخوله في البيان والفصاحة» فإنه لايدانيه» ولايماثله» ونذكر كونه معجزاً للخلق لا يأتى أحد بمثله» ونذكر وجه إعجازه» ونذكر أقاويل العلماء في ذلك». ونظهر الوجه المختار فيه» إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة» والنكت الغزيرة) .

4 ذكر أكثر من تعريف لعلم البيان» فقد حدد طريقتين للتعريف :

الأولى : تعريف كل من علم البيان وعلم المعاني كل واحد منهما على انفراده .

وعليه عرف علم المعاني: «هو العلم بأحوال الألفاظ العربية المطابقة لمقتضى الحال» من الأمور الإنشائية والأمور الطلبية وغيرهما».

.)"”7/١( المصدر السابق»‎ )١( .)97-57/١( (؟) المصدر السابق.‎

0

وعرف علم البيان: الإيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه ؛ كالاستعارة والكناية والتشبيه وغيرها».

والثانية : الجمع بينهما في ماهية واحدة» وهنا يذكر ثلاثة تعريفات :

التعريف الأول: «هو العلم بجواهر الكلم المفردة والمركبة» ودلائل الألفاظ المركبة» لا من جهة وضعها وإعرابها».

التعريف الثاني: «هو العلم بما يعرض للكلم المفردة والمركبة» من الفصاحة» ويعرض للكلم المركبة من البلاغة على وجه الخصوص».

التعريف الثالث: «هو العلم الذي يمكن معه الوقرف على معرفة أحوال الإعجاز)”'' .

٠‏ - عرض لمسألة الإعجاز التي عني بها في كتابه» وهو يرى أن القرآن معجز بثلاث خصائص امتلكهاء هي :

«الخاصة الأولى: الفصاحة فى ألفاظه على معنى أنها بريئة عن التعقيد والثقل» خفيفة على الألسنة» تجري عليها كأنها السلسال» رقة وصفاء وعذوبة وحلاوة.

الخاصة الثانية : البلاغة في المعاني» بالإضافة إلى مضرب كل مثل» ومساق كل قصة وخبرء وفي الأوامر والنواهي» وأنواع الوعيد» ومحاسن المواعظ. وغير ذلك مما اشتملت عليه العلوم القرآنية» فإنها مسوقة على أبلغ سياق .

الخاصة الثالثة : جودة النظم وحسن السياق» فإنك تراه فيما ذكرناه من هذه

41 2 8 5 ع 1 ع ب(

العلوم منظوماً على أتم نظام وأحسنه وأكمله)”" .

١‏ وأخيراً نوجز الحديث عن العلوي بما ذكره الدكتور شوقي ضيف عن منهجه وقيمة كتابه» حيث قال: «ويتضح من عرضنا لهذا الكتاب أنه مزاوجة بين مباحث ابن الأثيرء ومدرسة الفخر الرازي والسكاكي» وهي مزاوجة

.)١7-11١/1١( انظر: المصدر السابق»‎ )١( .)4٠08 2٠5 /#( المصدر السابق»‎ )6(

ا

ل

تنقصها الدقة والنظرة الفاحصة. حتى ليتحول بها الكتاب إلى خليط من الاتجاهات والآراء» وهو خليط صُبغْ بصبغة علم أصول الفقه. لا بما أدخله في بعض جوانبه من مباحث الأصوليين فحسب, بل أيضاً بما أردف فصوله من تنبيهات وإشارات ودقائق» وبما دار فيه من كلمة أحكامء. وكأننا بإزاء أحكام فقهية. وكرر كثيراً من الموضوعات» وبذلك كله يفقد الكتاب دقة التصنيف البلاغي» وقد أكثر فيه من النصوص وتحليلهاء غير أن تحليله تنقصه الحيوية 0 الذوق وحدة الإحساس. مما ينزل به درجات عن عبد القاهر والزمخشري» وأيضاً عن ابن الأثير في كتابه المثل السائر)”!' .

لا لالا

)220 البلاغة تطور وتاريخ» ص (0777).

0

فهر

0

تاسعا: جهود أبي حيان الأندلسي

١‏ - كتب أبو حيان الأندلسي"'': (تفسير البحر المحيط)» وذكر أنه بدأ تصنيف الكتاب سنة سبع وخمسين من عمره» وقال: «فعكفت على تصنيف هذا الكتاب» وانتخاب الصفو واللباب» وأجيل الفكر في ما وضع الناس في تصانيفهم» وأنعم النظر في ما اقترحوه من تآليفهم» فألخص مطولهاء وأحل مشكلهاء وأقيد مطلقهاء وأفتح مغلقهاء وأجدد مبددهاء وأخلص منقدهاء وأضيف إلى ذلك ما استخرجته القوة المفكرة لطا ام الا المطلع على إعجاز القرآن» ومن دقائق علم الإعراب المغرب في الوجود أي إغراب» المقتنص في الأعمار الطويلة من لسان العربء وبيان الآدب» فكم حوى من لطيفة فكري مستخرجهاء ومن غريبة ذهني منتجهاء تحصلت بالعكوف على علم العربية» والنظر في التراكيب النحوية» والتصرف في أساليب النظم والنثر» والتقلب في أفانين الخطب والشعرء لم يهتد إلى إثارتها ذهن» ولا صاب بريقها 1

- أشاد بكتاب سيبويه» مما يدل على عنايته بالنحو واللغة» وهى عناية تنبع من بيئته الأندلسية» حيث قال: «فجدير لمن تاقت نفسه إلى علم التفسير» وترقت إلى التحقيق فيه والتحريرء أن يعتكف على كتاب سيبويه؛ فهو في هذا الفن المعول عليه» والمستند في حل المشكلات إليه» ولم ألق في هذا الفن من

00 محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي» الأندلسي» الجياني» التّمري» أثير الدين» أبو حيان» من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات» ولد في إحدى جهات غرناطة» ورحل إلى مالقة» وتنقل إلى أن أقام بالقاهرة. وتوفي فيها. 505(‏ 0ؤلاه - ١١905‏ 1144م). انظر الأعلام» (9/؟15).

(5) تفسير البحر المحيط. »27/١(‏ دار الفكرء الطبعة الثانية. 507١هء/‏ 19487م.

51١

َس

يقارب أهل قطرنا الأندلسي فضلاً عن المماثلة» ولا من يناضلهم فيداني في المناضلة)(2' .

"‏ ذكر في منهجه أنه سيتحدث عن البيان والبديع» حيث قال: (ثم أختتم كلقني فى تقل نير الأراك قر عردو قدا وج كبيا» ها لاعرو افيه من عدم الجادواليديم ملخصاء ثم أتبع آخر الآيات بكلام منثور أشرح به مضمون تلك الآيات على ما أختاره من تلك المعاني» ملخصاً مجملها في أحسن تلخيص» وقد ينجر معها ذكر معان لم تتقدم في التفسيرء وصار ذلك أنموذجاً لمن يريد أن يسلك ذلك فيما بقي من سائر القرآن)”" .

ذكر ما يحتاج إليه علم التفسير من العلوم» وأحسن الموضوعات الكتب - التي في تلك العلوم» وعدد سبعة وجوه للتفسير» هي :

الوجه الأول: علم اللغة اسماً وفعلاً وحرفا» وأحسن الموضوعات فيه كتاب ابن سيده » ومن الكتب المطولة فيه: كتاب الأزهري ٠‏ والموعب لابن التياني» والمحكم لابن سيده» وكتاب الجامع لأبي عبد الله محمد بن جعفر التميمي» والصحاح للجوهريء والبارع للقالي .

الوجه الثاني : معرفة الأحكام التي للكلم العربية من جهة إفرادها ومن جهة تركيبها ويؤخذ ذلك من علم النحو. وأحسن موضوع فيه كتاب سيبويه » وأحسن ماوضع المتأخرون كتاب تسهيل الفوائكد لمحمد بن مالك» وأحسن ما وضع في التصريف كتاب الممتع لابن عصفور .

الوجه الثالث : كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح» ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع ‏ وأجمعهما ما جمعه شيخه محمد بن سليمان النقيب في مجلدين في مقدمة تفسيره » وكتاب منهاج البلغاء و سراج الأدياء لحازم القرطاجني .

)0( ارسي السابق» .)77/١(‏ (0) المصدر السابق» .)0/١(‏

ديا

َس

الوجه الرايع: تعيين مبهم» وتبيين مجمل. وسبب نزول ونسخ». ويؤخذ ذلك من النقل الصحيح عن رسول الله - يَايةٍ - وذلك من علم الحديث» وقد داود» والنسائى» وابن ماجه» والشافعى. ..

الوجه الخامس: معرفة الإجمال والتبيين» والعموم والخصوصء والإطلاق والتقييدء ودلالة الأمر والنهى وما أشبه هذاء ويختص أكثر هذا الوجه بجزء الأحكام من القرآن» ويؤخذ هنا من أصول الفقه» ومعظمه في الحقيقة راجع إلى علم اللغة. . . ومن أجمع ما في هذا الفن كتاب المحصول للرازي» والإشارة للباجي. .

الوجه السادس : الكلام فيما يجوز على الله تعالى» وما يجب له» وما يستحيل عليه؛ والنظر فى النبوة» ويختص هذا الوجه بالايات التى تضمنت النظر فى النارى عالق ».وني الاسياف ولي إعجاز التراة. ويؤغة عدا من غلم الكلام ٠»‏

الوجه السابع : اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقصء أو تغيير حركة» أو إتيان لفظ بدل لفظء وذلك بتواتر وآحادء ويؤخذ هذا الوجه من علم القراءات» وأحسن الموضوعات في القراءات السبع كتاب الإقناع لأبي جعفر بن الباذش» وفي القراءات العشر المصباح للشهرزوري”"'.

8 بين حاجة علم التفسير إلى علم البلاغة» وأثنى على الزمخشري وابن عطيةء حيث قال: «إن علم التفسير ليس متوقفاً على علم النحو» فقط كما يظنه بعض الناس» بل أكثر أئمة العربية هم بمعزل عن التصرف في الفصاحة والتفنن في البلاغة» ولذلك قلت تصانيفهم في علم التفسير» وقل أن ترى نحوياً بارعاً في النظم والنثرء كما قل أن ترى بارعاً في الفصاحة يتوغل في علم النحوء وقد رأينا من ينسب للإمامة في علم النحو وهو لا يحسن أن ينطق بأبيات من أشعار العرب» فضلاً عن أن يعرف مدلولهاء أو يتكلم على ما انطوت عليه من علم البلاغة والبيان» فأنى لمثل هذا أن يتعاطى علم التفسير؟! وله در أبي القاسم

.)97-657/١( المصدر السابق»‎ )١(

تددن

"> عنس يلي

الزمخشري حيث قال في خطبة كتابه في التفسير ما نصه: ثم إن أملاً العلوم بما يغمر القرائح» وأنهضها بما يبهر الألباب القوارح» من غرائب نكت يلطف مسلكهاء ومستودعات أسرار يدق سلكهاء علم التفسير الذي لا يتم لتعاطيه» وإجالة النظر فيه كل ذي علم» كما ذكر الجاحظ في كتاب نظم القرآن » فالفقيه وإن برز على الأقران في علم الفتاوى والأحكامء والمتكلم وإن بزَّ أهل الدنيا في صناعة الكلام» وحافظ القصص والأخبار وإن كان من ابن القرية أحفظ. والواعظ وإن كان من الحسن البصري أوعظء والنحوي وإن كان أنحى من سيبويه. واللغوي وإن علك اللغات بقوة لحييه» لا يتصدى أحد منهم لسلوك تلك الطرائق» ولا يغوص على شيء من تلك الحقائ ئق» إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن» وهما: علم المعاني والبيان» وتمهل في ارتيادهما آونة» وتعب في التنقير عنهما أزمنة» وبعثته على تتبع مظانهما همة في معرفة لطائف حجة الله وحرص على استيضاح معجزة رسول الله» ويعد أن يكون آخذاً من سائر العلوم بحظ» جامعاً , بين أمرين تحقيق وحفظ. كثير المطالعات» طويل المراجعات» قدر رجع زمانا ورجع إليه. ورّد ورد عليه» فارساً في علم الإعراب» مقدماً في جملة الكتاب» وكان مع ذلك مسترسل الطبيعة منقادهاء

مشتعل القريحة وقادهاء يقظان النفس. دراكاً للمحجة وإن لطف شأنها. منتبهاً

على الرمزة وإن خفي مكانهاء لا كزاً جاسياً» ولا غليظاً جافياً» متصرفاً ذا دربة بأساليب النظم والنثر» مرتاضاً غير ريض بتلقيح نبات الفكرء وقد علم كيف يرتب الكلام ويؤلف. وكيف ينظم ويرصفء, طالما دفع إلى مضايقه. ووقع في مداحضه ومزالقه. انتهى كلام الزمخشري في وصف متعاطي تفسير القرآن0©, وأنت ترى هذا الكلام وما احتوى عليه من الترصيف الذي يبهر بجنسه الأدباء» ويقهر بفصاحته البلغاءء وهو شاهد له بأهليته للنظر في تفسير القرآن» واستخراج رقائق الفرقان)”” .

)000 تقدم هذا ا 0 الزمخشري بالبلاغة القرآنية» وهاهنا وقع اختلاف 00 انظر: تفسير البحر الي (4/5).

51

1 ينهم|

ل

ويضيف مثنياً على الزمخشري وابن عطية: «وهذا أبو القاسم محمود بن عمر المشرقي الخوارزمي الزمخشريء» وأبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي المغربي الغرناطي». أجل من صنف في علم التفسير» وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير» وقد اشتهرا كاشتهار الشمس. وخلدا في الأحياء وإن هدا في الرمسء وكلامهما فيه يدل على تقدم في العلوم» من منثور ومنظوم» ومنقول ومفهوم» وتقلب في فنون الآداب» وتمكن من علمي المعاني والإعراب» وفي خطبتي كتابيهماء وفي غضون كتاب الزمخشريء ما يدل على نكما تاره امد نل اوضتارتها ناهر /0:

والحق أن تفسير البحر المحيط اسم على مسمى. فهو يعد من أهم التفاسير عناية بالبلاغة القرانية» والنحو القراني بعد تفسير الزمخشري .

لا لا لا

.)٠١-97/١( » المصدر السابق‎ )١(

16

"> عراس بلي

عاشرا: جهود الزركشي

الإمام الزركشي7© ممن أسهم في الحديث عن إعجاز القرآن في كتابه القيم: (البرهان في علوم القرآن) . وقد استفاد منه السيوطي كثيراً في كتابيه : (معترك الأقران في إعجاز القرآن) » و (الإتقان في علوم القرآن) » ويمكن إيجاز عمله بالأمور الاتية خصص النوع الثامن والثلاثين من علوم القرآن لموضوع الإعجازء وقال في بدايته : «وقد اعتنى بذلك الآئمة وأفردوه بالتصنيف منهم القاضي أبو بكر بن الباقلاني» قال ابن العربي : ولم يصنف مثله. وكتاب الخطابي» والرماني» والبرهان لعزبزي» وغيرهم . وهو علم جليل عظيم القدر لأن نبوة النبي - يَكلِةِ - معجزتها الباقية القرآن ؟ وهو يوجب العلمام بمعرفة الإعجازء قال تعالى: « كنب أَرَلْنَه إنتِكَ لشي لاسي الطلدب إن الور يردن رقية إل متيل المرق ليق 4 [إيزافي + 61١‏ قال 'سيحاته ون عدم اللشكريت ركم ع م 4 [التوبة: 1] » فلولا أن سماعه إياه حجة عليه ؛ ا وحور شح الوه معددرة وقال تعالى: © وفَالوا لوي أرق عقو لها ل م يدث © د يخود 3 أرنا عي السهنت بتل متو المعو : ١ه‏ 0 ١‏ فأخبر أن الكتاب آية من آياته» وأنه كاف في الدلالة» قائم مقام 00 غيره» وآيات سواه من الأنبياء»0' .

)١(‏ محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي» أبو عبد اللهء بدر الدين» عالم بفقه الشافعية»

والأصول. تركي الأصلء مصري المولد والوفاة» له تصانيف كثيرة في عدة فنون. (5:0/!ا - 5هلاه - 4 -17395م). انظر: الأعلام» (50/ ت6).

زفق البرهان في علوم القرآن» للزركشي» خرج أحاديثه مصطفى عبد القادر عطاء (؟7/5١1١١1)-‏ دكن

له

غزاسلبرالو

- ذكر في البداية وجهين للإعجاز فقال: «وإعجاز القرآن ذكر من وجهين : اعدقها عجار يعطق يقي والنائق يضيرف اناس عو يتما ره

- ويضيف مناقشاً فكرة التحدي بالكلام القديم ؛ ليقرر رفضها بعد ذلك» يقول: «ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله معجزء واختلفوا فى إعجازه» فقيل: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات» وات لعزت كلت في ذلك مالا تطيق» وفيه وقع عجزها. والجمهور على أنه: إنه إنما وقع بالدال على القديم؛ وهو الألفاظ» فإذا ثبت ذلك فاعلم أنه لا يصح التحدي بشيء مع جهل المخاطب بالجهة التي وقع بها التحديء ولا يتجه قول القائل لمثله: إن صنعت خاتماً كنت قادراً على أن تصنع مثله إلا بعد أن يمكنه من الجهة التي تدعي عجز المخاطب عنها)”' .

5 - ناقش فكرة أن يكون الإعجاز راجعاً إلى الإعراب والتأليف المجردء ورفضها. يقول: «ولو كان الإعجاز راجعاً في الإعراب والتأليف المجرد لم يعجز صغيرهم عن تأليف ألفاظ معربة» فضلاً عن كبيرهم» ولا جائز أن يقع بالنسبة إلى المعاني فقط ؛ لأنها ليست من صنيع البشرء وليس لهم قدرة على إظهارها من غير ما يدل عليهاء ولا جائز أن تر الى المجيرع كيين بطلانه بالنسبة إلى كل واحد ؛ فيتعين أن يكون الإعجاز لأمر خارج غير ذلك)20 ,

ه ‏ خصص فقرة لعرض الأقوال المختلفة فى وجوه الإعجاز» فقال: «وقد اختلف فيه على أقوال: أحدهما وهو قول النظام: إن الله صرف العرب عن معارضته» وسلب عقولهم» وكان مقدوراً لهم» » لكن عاقهم أمر خارجي» فصار كسائر المعجزات» وهو قول فاسد يل قوله تعالى: وق إن عتمت اليش لجن عل أن بأنوا يمن علذا العريان لايأنون يشرو وَلَوّ كرت َعْصُهٌ لبَعْضٍ ظهيرا # [الإسراء: 88] فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهم .

- دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» هم 1948م. )١(‏ المصدر السابق» (؟/"١٠).‏ (؟) المصدر السابق» .)١١4/95(‏

717/

َس

وأيضاً يلزم من القول بالصرفة فساد آخر ؛ وهو زوال الإعجاز بزوال زمان التحدي» وخلو القرآن من الإعجازء وفي ذلك خرق لإجماع الأمةء فإنهم أجمعوا على بقاء معجزة الرسول العظمى » ولا معجزة له باقية سوى القرآن» وخلوه من الإعجاز يبطل كونه معجزة" .

«الثاني أن وجه الإعجاز راجع إلى التأليف الخاص بهء لا مطلق التأليف» وهو بأن اعتدلت مفرداته تركيباً وزنة» وعلت مركباته معنى» بأن يوقع كل فن في مرتبته العليا في اللفظ والمعنى» واختاره ابن الزملكاني ف في البرهان».

«الثالث ما فيه من الإخبار عن الغيوب المستقبلة» ولم يكن ذلك من شأن العرب»ء 3 ٠:‏ #كل بََمحَلِينَ ٠‏ منّ ارا # [الفتح : 17]» وقوله في أهل بدر 7 و سر ميرم أ م وعواة وَيوَلُونَ دير 4 [القمر : م6غ]) 1

«(الراب بع ما تضمن من إخباره عن قصص الأولين» وسائر المتقدمين» حكاية من شاهدها وحضرهاء كالح ع سكين انق ادق قدا | كك ةا كن كته نت وَلَامَرْمُكَمِن يبل هذا [هود: 2]44 .

التخامس اخازه عر سما من عير أن يلير دللقا امهو رفوك أو فعل» كقوله: # إِد هَمَّت طَايِقَتَانِ كم أن تَفْسَلَاُ 4 [آل عمران: 21١17‏ وقوله: ل ا لَه ويَفلُونَ ف نضح لوَْا يمرن مد [المجادلة : 4] . وقوله: ## وَإِدَ يَعِدكمٌ ألدَّهُ إِعَدَى لعي الك وتودوت . . . # الآية [الأنفال: لس و ا 0

«السادس وصححه ابن عطية وقال: إنه الذي عليه الجمهور والحذاق» وهو الصحيح في نفسه. وأن التحدي إنما وقع بنظمه» وصحة معانيه» وتوالي

فصاحة ألفاظهء ووجه إعجازه أن الله أحاط بكل شيء علماًء وأحاط بالكلام

كله علماًء فإذا ترتبت اللفظة من القرآن» علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى» ويتبين المعنى بعد المعنى» ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره» والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول» ومعلوم بالضرورة أن أحداً من البشر لا يحيط بذلك» وبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة» وبهذا النطق

ل

َس

يبطل قول من قال: إن العرب كان في قدرتها الإتيان بمثله» فلما جاءهم النبي - يد - صرفوا عن ذلك» وعبجزوا عنهء والصحيح: أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ؛ ؛ ولهذا ترى البليغ ينقح الخطبة أو القصيدة عو لا ثم ينظر فيها فيغير فيهاء وهلم جراء وكتاب الله سبحانه لو نزعت منه لفظة ؛ ثم أدبر لسان العرب على لفظة أحسن منهاء ؛ لم توجد؟ .

ويضيف: «ونحن تتبين لنا البراعة في أكثره. ويخفى وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام» وقامت الحجة على العالم بالعرب ؛ إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة» .

«السابع أن وجه الإعجاز : الفصاحة؛ وغرابة الأسلوب» والسلامة من جميع العيوب» وغير ذلك مقترناً بالتحدي. واختاره الإمام فخر الدين» وهو قريب مما سبق وقد قال تعالى : فل لَيْنِ أَحَسَمَعَتِ الإنيٌ وَاَلْجِنُ ع أ لوانتل هذا لان لَايأنونَ يِفَل 4 [الإسراء : 84] . والمراد: بمثل نظمه ؛ بدليل قوله تعالى: # كَأنوأ سور من مَمْلِهء 4 [البقرة: 17 » وقول من قال: إن الضمير في: (من مثله) عائد على الله ضعيف بقوله: وسور تدرو » [هزة: ]٠‏ والسياق واحد).

«الثامن ما فيه من النظم والتأليف والترصيف» وأنه خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد في كلام العرب» ومباين لأساليب خطاباتهم. واختاره القاضي أبو بكر قال: ولهذا لم يمكنهم معارضته».

«التاسع أنه شيء لا يمكن التعبير عنه وهو اختيار السكاكي».

«العاشر وهو قول حازم في ( منهاج البلاغة ) إن الإعجاز فيه من حيث

استمرت الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائهاء في جميعه» استمراراً

لا توجد له فترة» ولا يقدر عليه أحد من البشر . . . وهو قريب مما ذكره ابن الزملكاني وابن عطية)0 .

2000 تقدم ذكر كلام حازم في الإعجاز عند الحديث عن حازم» فلم تكرره هنا

516

َس

«الحادي عشر قال الخطابى فى كتابه: وإليه ذهب الأكثرون من علماء النظر: إن وجه الإعجاز فيه من جهة البلاغة» لكن لما صعب عليهم تفصيلها

«الثاني عشر وهو قول أهل التحقيق: إن الإعجاز وقع بجميع ما سبق من الأقوال» لا بكل واحد عن انفراده. فإنه جمع كلهء فلا معنى لنسبته إلى واحد منها بمفرده مع اشتماله على الجميع» بل وغير ذلك مما لم يسبق» فمئلها: إن سامعه إن كان مؤمناً به ؛ بداخله روعة في أول سماعه)”" .

. حصو نضا في هدر المشيزيمن القراد” وآخر لمناقشة كلمة مفتريات في قوله تعالى: # آم يَقُولوتَ 1 أفترئة كَل مَأَنوأ بمَشَرِ سور مَنَ: - مُفاريئتٍ وَأَدْعُوأ من امتطعسي كن دون أنه إن كت موقت ازوف 1 .]١‏ معنن أن هبتك إعجاز القرآن ضرورة؟ وفصلاً في تنزيه الله القرآنَ عن أن يكون شعراًء وفصادً في اشتمال القرآن على أعلى أنواع الإعجاز”” .

- خصص فصلا في اختلاف المقامات» ووضع كل شيء في موضع وذكر في كل موضع ما يلائمه» ووضع الألفاظ في كل موضع ما يليق به. وإن كانت مترادفة» حتى لو أبدل واحد منها بالاخر ذهبت تلك الطلاوة» وفاتت تلك الحلاوة. فمن ذلك: أن لفظ الأرض لم ترد في التنزيل إلا مفردة» وإذا ذكرت والسماء مجموعة لن يؤت بها معها إلا مفردة» ولما أريد الإتيان بها مجموعة قال: #8 وَيِنَ الْأَرْضٍ مَلَهُنَ #4 [الطلاق: ؟١]‏ تفادياً من جمعها. ولفظ البقعة لم تستعمل فيه إلا مفردة» كقوله تعالى: # ف الْفَعَةَ الْمَحكدَ حَدَ # [القصص: .]"١‏ فإن جمعت حسن ذلك ورودها مضافة» كقولهم : بعاع الأرض . وكذلك لفظ اللب مراداً به العقل. كقوله تعالى: ا« وتحك رن ادل

() المصدر السابق؛ (5/ .)١١180- 51١5‏ (؟) المصدر السابق» (99-1157/9؟١).‏ مرولا

َس

لْدَْببٍ * [غافر: 04] » ## نكر لوي ْلب » [الزمر: ١؟]‏ فإنه يعذب دون الإفراد)”" .

والخلاصة أن الزركشي ‏ رحمه الله - ببحثه عن الإعجاز» مهد الطريق أمام الباحثين في علوم القرآن» مما جعلهم يهتمون بدراسة الإعجاز في كتبهم .

لا لالا

.)١75/5( المصدر السابق»‎ )١(

مضنا

0

أحد عشر: جهود أبي السعود العمادي

١‏ - أشاد أبو السعود”'' في مقدمة تفسيره: (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) بتفسير الزمخشري وتفسير البيضاوي ؛ لعنايتهما باللغة والبيان» فقال: (ولقد تصدى لتفسير غوامض مشكلاته أساطين أئمة التفسير في كل عصر من الأعصار» وتولى لتيسير عويصات معضلاته سلاطين أسرة التقرير والتحرير في كل قطر من الأقطارء فغاصوا فى لججه. وخاضوا فى ثبجه» فنظموا فرائده في سلك التحرير» وأبرزوا فوائده في معرض التقرير» وصنفوا كتباً جليلة الأقدارء وألفوا زبراً جميلة الأثار. أما المتقدمون فاقتصروا على تمهيد المعانى» وتشييد المبانى» وتبيين المرام» وترتيب الأحكامء حسبما بلغهم من سيد الأنام؛ عليه شرائف التحية والسلام. وأما المتأخرون المدققون ؛ فراموا مع ذلك إظهار مزاياه الرائقة» وإبداء خفاياه الفاتقة» ليعاين الناس دلائل إعجازه» ويشاهدوا شواهد فضله وامتيازه» عن سائر الكتب الكريمة الربانية» والزبر العظيمة السبحانية» فدونوا أسفاراً بارعة» جامعة لفنون المحاسن الرائعة» يتضمن كل منها فوائد شريفة» تقر بها عيون الأعيان» وعوائد لطيفة» يتشنف بها آذان الأذهان» لا سيما الكشاف وأنوار التنزيل المتفردان بالشأن الجليل» والنعت الجميل» فإن كلا منهما قد أحرز قصب السبق أي إحراز» كأنه مرأة لاجتلاء وجه الإعجازء صحائفهما مرايا المزايا الحسان» وسطورهما عقود الجمان وقلائد العقيان» ولقد كان في سوابق الأيام وسوالف الدهور والأعوام أوان اشتغالي بمطالعتهما وممارستهماء وزمان انتصابي لمفاوضتهما ومدارستهماء يدور في خلدي على استمرار آناء الليل وأطراف النهار ؛ أن أنظم

200 0 بن محمد بن مصطفى العمادي» المولى أبو السعود. مفسرء شاعرء من علماء الترك المستعربينء 494(‏ 985ه) - ١455(‏ 05ا16م). انظر: الأعلام» (09/97).

فيضن

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

دوز فراتدهما فى سمط دقيق» وآرتب غرر فرائذهما على ترتيك أنيق» وأضيف إليهما ما ألفيته في تضاعيف الكتب الفاخرة من جواهر الحقائق» وصادفته فى أصداف العوالم الزاخرة من زواهر الدقائق» وأسلك خلالها بطريق الترصيع نظمه الجليل» ما سنح الفكر العليل بالعناية الربانية» وسمح به النظر الكليل بالهداية السبحانية» من عوارف معارف يمتد إليها أعناق الهمم من كل ماهر لبيب» وغرائب رغائب ترنو إليها أحداق الأمم من كل نحرير أريب» وتحقيقات رصينة تقيل عثرات الأفهام في مداحض الأقدام» وتدقيقات متيئة تزيل خطرات الأوهام من خواطر الأنام» في معارك أفكار يشتبه فيها الشؤون» ومدارك أنظار يختلط فيها الظنون» وأبرز من وراء أستار الكمون» من دقائق السر المخزون» في خزائن الكتاب المكنون» ما تطمئن إليه النفوس. وتقر به العيون» من خحفايا الرموز وخبايا الكنوز)0"" .

؟ - جاء في تفسير قوله تعالى: #الم 4 [البقرة:١]‏ ذكر لوجوه كثيرة» وقد رجح أنها أسماء للسورء وأنها دليل على الإعجاز؛ء حيث قال: «ولكن الذي عليه التعويل : إما كونها أسماء للسور المصدرة بهاء وعليه إجماع الأكثرء وإليه ذهب الخليل وسيبويه» قالوا: سميت بها إيذاناً بأنها كلمات عربية» معروفة التركيب» من مسميات هذه الألفاظ ؛ فيكون فيه إيماء إلى الإعجاز والتحدي على سبيل الإيقاظء فلولا أنه وحي من الله عز وجل لما عجزوا عن معارضته)”"' .

- وجاء في تفسير قوله تعالى : 9 أو كَصَيْبٍ بن مَك فو لمت ورد وررقُ يحل َه يه ادنم مِنَ لصَوعِيٍ حدَرَ ألمت وان حيط يألْكَفرنَ4 [البقرة: 14] ذكر للتمثيل وفائدتهء قال: «(أو كصيب) تمثيل لحالهم إثر تمثيل ؛ ليعم البيان منها كل دقيق وجليل» ويوفي حقها من التفظيع والتهويل» فإن تفننهم في فنون )١(‏ إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريمء 5/١(‏ ©5)» دار إحياء التراث العربي»

بيروث .

(؟) المصدر السابق» .)5١7/1١(‏

إوفضن

ل

الكفر والضلال» وتنقلهم فيها من حال الى حال» حقيق بأن يضرب في شأنه الأمثال» ويرخي في حلبته أعنة المقال» ويمد لشرحه إطناب الإطئاب» ويعقد لأجله فصول وأبواب ؛ لما أن كل كلام له حظ من البلاغة» وقسط من الجزالة والبراعة ؛ لا بد أن يوفى فيه حق كل من مقامي : الإطناب والإيجازء فما ظنك بما في ذروة الإعجاز من التنزيل الجليل؟ ولقد نعى عليهم في هذا التمثيل تفاصيل جناياتهم» وهو عطف على الأول على حذف المضاف, لما سيأتي من الضمائر المستدعية لذلك»: أي كمثل ذوي صيبء, وكلمة أو للإيذان بتساوي القصتين في الاستقلال بوجه التشبيه وبصحة التمثيل بكل واحدة منهما وبهما معاًء والصيب فيعل من الصوب» وهو النزول الذي له وقع وتأثير» يطلق على المطر وعلى السحاب» قال الشماخ :

عفاآية نسج الجنوب مع الصبا2 وأسحم دان صادق الوعد صيب

ولعل الأول هو المراد هاهناء لاستلزامه الثاني» وتنكيره لما أنه أريد به نوع منه شديد هاتل» كالنار فى التمثيل الأول» وأمد به ما فيه من المبالغات من جهة مادته الأولى التى هى عاد المستعلية» والياء المشددة» والباء الشديدة» ومادته الثانية أعني : الصوب المنبيع عن شدة الانسكاب» ومن جهة بنائه الدال على الثبات)7 ,

3 - وجاء في تفسير قوله تعالى #٠‏ حَوَإِايَممَِب لشيس وَسَدهَا رب ف َي تر و سس ان الي ا ا َأ نحشا )هلمن ظٌ ا ا ول رو 113 وان و رع شاي 1 جاه اللنن وَسَتَقُولُ لَمُ من أَمَرنا شرا # [الكهف: 45 48] ذكر للأسلوب الحكيم» قال: «والجواب من باب الأسلوب الحكيم ؛ لأن الظاهر التخيير بينهماء وهم كفار. فقال: أما الكافر فيراعى في حقه قوة الإسلام» وأما المؤمن فلا يتعرض له إلا بما يجب. ويجوز أن تكون إماء وإما للتوزيع دون التخيبرء أي وليكن شأنك

)١(‏ المصدر السابق» (١/؟0‏ - 07). وانظر: تفسير الكشاف». 8١/١(‏ وما بعدها).

50

َس

إما التعذيب» وإما الإحسان فالأول لمن بقى على حاله» والثانى لمن تاىت200:

ل 0 إتعالى : « إن كلم كان بُوَذى ألبّنَّ مَسَسْنَخ منحكُم وَآنَّهُلاسَتَي. من لحن 4 [الأحزاب : ”0] ذكر للمشاكلة» قال: (# وَأنَّهُ -_ 0

تعالى» 0 بالخروجء ام بعدم الاستحياء للمشاكلة)7' .

'والخلاصة: أن تفسير أبى السعود غنى بمادته البلاغية» وقد ضمن معظمها من الزمخشري والبيضاوي» وقدم مادة علمية انتفع بها الناس» وتدل على أنه من الراسخين فى البحث والتحقيق .

وقبل ختام هذا المبحث» نشير بإيجاز إلى جهود بعض العلماء في موضوع البلاغة والإعجاز» فمن هؤلاء:

١‏ - محمد بن عمرو التنوخي (ت1/49ه) صاحب كتاب (الأقصى القريب في علم البيان) . «وهو يتبع طريقة ابن الأثير التي تعد البلاغة وحدة عضوية مترابطة» ثم هو بعد ذلك يخالف ابن الأثير في طريقة البحث والمعالجة» فإذا كان ابن الأثير يعتمد في بحثه على الذوق الأدبي» فإن التنوخي يعتمد على

العفو و المفطة ”7

- شهاب الدين الاسيوي” صاحب كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف) » وهو من كتب الأدب التي تنوه بالإعجاز بشكل عام» دون تحليل

)١(‏ المصدر السابق» (147/6؟).

(؟) المصدر السابق» (90//,؟١١).‏

قرف علم البديعء د. عبد العزيز عتيق» ص (0هة).

(:) محمد بن أحمد بن منصور الأبشيهي المحلي» بهاء الدين» أبو الفتح» نسبة إلى أبشريه من قرى الغربية بمصرء (40لا ‏ 867) - ١"88(‏ - 1148م). انظر: الأعلام» ما تضسةة

706

َس

وتفصيل» فقد قال في حديثه عن القرآن: «أنزله الله تعالى على سيد الأنام» وخاتم الأنبياء الكرام» عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام» فكان من أعظم معجزاته أن أعجز الله الفصحاء ء عن معارضته وعن الإتيان بآية من مثله» قال تعالى : 8 فَأْنواْ سُورَةَ مِن مِثَلِهء 4 [البقرة: *9] . وقال تعالى : قل لَنِ أَجْسَمَعَتِ الجن وَالْحن عل أن يأو بقل هذا القن لايأنوت بقلو ولو نت بعطهم صمح لبَعْضٍ ظهيرا 4 [الإسراء: 484]. فهو النور المبين» والحق المستبين»لا أسطع من أعلامه» ولا أصدع من أحكامه» ولا أفصح من بلاغته؛ ولا أرجح من فصاحته» ولا أكثر من إفادته» ولا ألذ من تلاوته)7 .

والأبشيهي مثال لأصحاب كتب الأدب ؛ الذين ينوهون بالإعجاز من دون تحليل» ولا ته تتبع له في القرآن الكريم .

لا لالا

للف المستطرف في كل فن مستظرف» ص (2)58 دار مكتبة الحياة» بيروتء اول ٠5م‏

امردوا

َس

الفصل الرابع مرحلة النهضة الحديثة

وتمتد تقريباً من القرن الثالث عشر الهجري. حتى يومنا هذا. ويتكون هذا الفصل من خمسة مباحث:

المبحث الأول: مدرسة الرافعي المؤسس الثالث لعلم الإعجاز المبحث الثاني : مدرسة الذوق والبلاغة: محمد الطاهر بن عاشور المبحث الثالث: مدرسة الأدب والتصوير الفني: سيد قطب المبحث الرايع : اتجاهات جديدة في البلاغة

المبحث الخامس : جهود واتجاهات متعددة في الإعجاز

يحدنا

0 أ همل

0

قم امم

0 : اسن مل 7 عرس ليلو

و

تمهيد

نوجز أهم عوامل النهضة في العصر الحديث, وأبرز الأحداث التاريخية :

» انتقلت الخلافة العباسية إلى مصر بعد سقوط بغداد سئة (505ه)‎ ١ وقامت الدولة الأيوبية في مصر والشام» ثم صارتا إلى المماليك» ثم دخلتا‎ تحت حكم الأتراك العثمانيين سنة (9451ه). وصارت عاصمة الإسلام‎ القسطنطينية لا القاهرة» واللغة الرسمية التركية لا العربية.‎

؟" -غزا نابليون مصر سئة (17/44١ه)‏ » فأرسلت الدولة العثمانية محمد علي باشا سنة )١1801(‏ لإخراجه؛ واستطاع أن يستولي على مصر سنة (55٠18م)‏ .

علم محمد علي رأس الأسرة الخديوية أن ما في الغرب من حضارة وعمران ؛ إنما أساسه العلم» فأخذ في تعليم المصريين» وأنشأ المدارس» وبعث بمن أنجبت تلك المدارس إلى فرنسا ليستفيدواء وذلك سنة (1875م) . ثم توالت البعوث» وكلهم كانوا من الأزهر الشريف .

5 - فتحت فى القاهرة مدرسة الألسن» ودار الترجمة» وأقيمت المطبعة المصرية على أنقاض المطبعة الأهلية التي جاء بها الفرنسيون» وأنشئت الوقائع المصرية وهي أول صحيفة عربية في الشرق .

© -انتشر تأثير حركة التنوير فى مصر إلى البلاد الأخرى» ومنها لبنان» حيث حذا الأمير بشير الشهابي حذو محمد علي بمصرء وأقيمت المدارس والمطابع والمجللات.

؟ - كانت أهم وسائل النهضة الأدبية الحديثة ما يأتي : المدارس» والجامعة

516

اك

ار

ام 2

م

عزله الو

1

الأزهرية» والجامعات الأخرى». مثل: الجامعة المصرية التى فتحت سنة (140 م)» ثم سميت بجامعة القاهرة؛ وانتشار الطباعة والمطابع» وانتشار الصحافة» ووجود المسارح» وإرسال البعثات العلمية» وقيام المجامع الأدبية» وكان السوريون أول من أقام المجامع العلمية حيث أنشأ المجمع العلمي بدمشق سنة (1917م)» برعاية محمد كرد علي وزير المعارف السورية”"' .

٠7‏ - وكان من ثمار هذا: قيام ثلائة مدارس أدبية: كلاسيكية قديمة» ومعاصرة حديثئة» وثالثة وسط تسمى : مدرسة الأصالة والمعاصرة.

6- وقد انعكس تأثير التطور الحديث على التراث العلمى العربى» والشريعة وعلومهاء فظهرت اتجاهات جديدة فى إعجاز القرآن» وكذلك امتد التأثير إلى العربية وعلومهاء ومن ذلك البلاغة» وهو ما نحاول تلمسه خلال هذا الفصل .

ل لالا

() انظر: تاريخ الأدب العربي للزيات» ص .)47٠- 5١6(‏ ترون

فهر

0

المبحث الأول: مدرسة الرافعي المؤسس الثالث لعلم الإعجاز

١‏ ألف مصطفى صادق الرافعي''' كتابه (تاريخ آداب العرب) » وقد جعل القسم الثاني منه خاصاً بإعجاز القرآن والبلاغة النبوية» ونشر مستقلاٌ في بعض طبعاته؛ وهو كتاب جامع حافل بمنهج عصري جديدء ولا نبالغ إذا قلنا لم يصنف مثله من قبل» وحسبك بقيمة هذا الكتاب شهادة السيد محمد رشيد رضا ؛ حيث قال في عرض الكتاب بعد الثناء على كتب عبد القاهر والباقلاني: «فإن كان ذلك قد وفى بحاجة الأزمنة التى صنعت فيها تلك الكتب» فهو لا يفى بتحاجة هذا الزمان» إذ عي داغية إلى قول ألجهع وببان أزميع». ؤيرهات أنضع في أسلوب أجذب للقلب» وأخلب للب» وأصغى للأسماع»؛ وأدنى إلى الإقناع .

استوى إلى هذا وانتدب له الأديب الأروعء والشاعر الناثر المبدع»ء صاحب الذوق الرقيق» والفهم الدقيق» الغواص على جواهر المعاني» الضارب على أوتار مثالثها والمثانى» صديقنا الأستاذ مصطفى صادق الرافعى. فصنف فى إعجان القر آذ يقرا لا كالأسقاو» اتى قد وهو الاير زمانه ‏ يملع نضا به الأوائل» فكان مصداقاً للمثل السائر: (كم ترك الأول للآاخر!). ناهيك بمنثور لآلئه في نظم القرآن العجيب» وأسلوبه المباين لجميع الأساليب» فلا هو مرسل طلق العنان كالنوق المراسيل» يتعصى على ترسل التجويد ونغمات الترتيل» ولا هو مسجوع كسجع الكهان» ولا شعر تلتزم فيه القوافي الأوزان» ومن آياته )١(‏ مصطفى صادق بن عبد الرزاق الرافعي» عالم بالأدب» شاعرء من كبار الكتاب» أصله

من طرابلس الشام. وفاته بطنطالء 188١ - ها١”560 -1١59(‏ - /9371ام). الظر: الأعلام» (/ااره؟5).

رضنا

0 أ هم

0

القصار ذات الكلمة المفردة والكلمتين والكلمات» والوسطى المؤلفة من جمل مثنى وثلاث ورباع. والطولى منها لا تتجاوز سطورها جمع القلة» وأطولها اية الدين؛ فقد تجاوزت مئة كلمة» وكل نوع يؤدى بالترتيل اللائق به المعين على تدبره) . ش

ويضيف مثنياً على الكتاب» ومتمنياً على المؤلف لو بسط الكلام فيه أكثر : «وإني على شهادتي للرافعي بأنه جاء في هذا المقام بما تجلت به مباين الإعجاز ومواضحهء. وأضاءت لوائح الحق فيه وملامحهء وددت لو مد هذا البحث مد الأديمء, بل أمد بحيرات نيله بجداول الغيث العميم » فعم فيضانه الفروق بين نظم الآيات في طولها وقصرهاء وقوافيها وفواصلهاء ومناسبة كل منها لمواضيع الكلام» واختلاف تأثيره في القلوب والأحلام)7" .

- درس في القسم الثاني الذي خصصه لإعجاز القرآن والبلاغة النبوية جملة من العلوم القرآنء هي: تاريخ القرآن» والقراءة وطرق الأداءء والقراءء ووجوه القراءة» وقراءة التلحين» ولغة القرآن. والأحرف السبعة» ومفردات القرآن» وتأثير القرآن في اللغة. والجنسية العربية في القرآن» وآداب القرآن» والقرآن والعلوم» وسرائر القرآن.

كما تناول جملة من قضايا الإعجازء فتحدث عن: معنى الإعجازء والأقوال في الإعجازء ومؤلفاتهم في الإعجازء وحقيقة الإعجازء والتحدي والمعارضة» وأسلوب القرآن» ونظم القرآن وإعجاز تأليفه» وتناول في نظم القرآن: الحروف وأصواتهاء والكلمات وحروفهاء والجمل-وكلماتهاء وغرابة أوضاعه التركيبية» والبلاغة في القرآن. والطريقة النفسية في الطريقة اللسانية» وإحكام السياسة المنطقية على طريقة البلاغة . /

صفته - عله - . وإحكام َ منطقه - عله - . واجتماع كلامه وقلته - وَل -‏ ونفي

.)7١- تاريخ آداب العرب»ء للرافعي» (؟/‎ )١( حرس‎

َس

الشعر عنه - يَكِةِ - . وتأثيره في اللغة - يَكِةِ - . ونسق البلاغة النبوية» ودعائم البلاغة النبوية7" .

وقد اندرج تحت كل مبحث من المباحث السابقة مجموعة من العناوين الفرعية ذات الصلة به .

*- تتمثل قيمة كتاب الرافعى فى أمور ثلاثة :

الأول: طرح الموضوعات القديمة بأسلوب حديث» وطريقة جديدة.

الثانى : طرقه لموضوعات جديدة .

الثالث: أنه أول من تناول الحديث عن البلاغة النبوية بهذا التفصيل فى والتبيين » فكان أول من أنار شمعة فى هذا الطريق .

5 - تحدث عن القرآن بأسلوب أدبي رفيع» فقال: «آيات منزلة من حول العرش» فالأرض بها سماء هى منها كواكب» بل الجند الإلهى قد نشر له من الفضيلة علم» وانضوت إليه من الأرواح مواكب» أغلقت دونه القلوب ؛ فاقتحم أقفالهاء وامتنعت عله (أعراف) الضمائر فابتز (أنفالها). وكم صدوا عن سبيله صداًء ومن ذا يدافع السيل إذا هدر؟ واعترضوه بالألسنة رد ولعمري من يرد على الله القدر؟ وتخاطروا له بسفهائهم كما تخاطرت الفحول بأذناب» وفتحوا عليه من الحوادث كل شدق, فيه من كل داهية ناب» فما كان إلا نور الشمس : لا يزال الجاهل يطمع في سرابه» ثم لا يضع منه قطرة في سقائه. .

ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة» وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الاخرة» تذكر الدنيا فمنها عمادها ونظامهاء وتصف الآخرة فمنها جنتها وصرامها. ومتى وعدت من كرم الله جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوب» وإن أوعدت بعذاب الله جعلت الألسن ترعد من حمى القلوب .

.0700 0 347 انظر: المرجع السابق» (؟/‎ )١( انفرضنا‎

"> عنس يلي

الجنان» ونور تبصر به فى مرآة الإيمان وجه الأمان)20 .

في حديثه عن القرآن والعلوم قال: «وللقرآن وجه اجتماعي من حيث تأثيره في العقل الإنساني» وهو معجزة التاريخ العربي خاصة» ثم هو بآثاره النامية معجزة أصيلة في تاريخ العلم كله على بسيط هذه الأرض. . . وليس يرتاب عاقل ‏ ممن يتدبرون تاريخ العلم الحديث» ويستقصون في أسباب نشأته, ويتشبئون عند الخاطر من ذلك إذا أقدموا عليه» وعند الرأي إذا قطعوا به - أنه لو لم يكن القرآن الكريم» لكان العالمٌ اليومَ غيرَ ما هو في كل ما يستطيل به» وفي تقدمة وانبساط ظل العقل فيه» وقيامه على أرجائه» وفي نموه والطبار مانس« تإدما كان القرآن اصن التيفية الإسلاسة :«وهكه كانت عل التحقيق هي الوسيلة في استبقاء علوم الأولين وتهذيبها وتصفيتهاء وإطلاق العقل فيما شاء أن يرتع منهاء وأخذه على ذلك بالبحث والنظر والاستدلال والاستنباط» وتوفير مادة الروية عليه بما كان سبباً في طلب العلم للعمل» ومزاولة هذا لذاك» إلى صفات أخرى ليس هذا موضع بسطها ‏ وإن لها لموضعاً متى انتهينا إلى بابها من الكتاب ‏ وهذا كله كان أساس التاريخ العلمي في أوروبة. فما من موضع في هذا الأساس القائم إلا وأنت واجد من دونه قطعة من الآداب الإسلامية » أو العقول الإسلامية» أو الحضارة الإسلامية» فالقرآن من هذا الوجه إنما هو الباب الذي خرج منه العقل الإنساني المسترحلٌ» بعد أن قطع الدهر في طفولةٍ وشباب»”" .

١‏ - عرض لقوله تعالى : # وَلَقَدْ حَلَقََا لوس ين سُللَة ين طِنٍ © م جَمَلَهُ نمه فى وار مَكينٍ © نم حلفا للْمَه علق مَسَلَقدا المَلقَهَ مضه مَكَكَقََا الْمضْعَةَ [المؤمنون: ]١5 - ١١‏ تحت عنوان (تفسير آية)» وقد نقل تفسيرها عن داود الأنطاكي 8١٠1٠ه)‏ الذي «فتح عليه به»ء وهو أضعف الأزمنة» وأشدها

.07١0 - المرجع السابقء (؟/59‎ )١( .)ل١6-‎ ١١5/١ زفق المرجع السابق»‎

رول

ل

انحطاطاً وفقراً من الوسائل العلمية)0' .

وقد نقل عن داود الأنطاكي تفسيره للاية بما يتوافق تماماً مع معطيات العلم الحديث في هذا الموضوعء ونحن نذكر بعضه لأنه يختص بدقائق الأسلوب القرآني» يقول :

«وفي هذه الآية دقائق :

الأولى : عبر في الأول بخلقنا لصدقه على الاختراع» والثاني بجعلنا لصدقه على تحويل المادة» ثم عبر في الثالثة وما بعدها كالأول ؛ لأنه أيضاً إيجاد لم

الثانية : مطابقة هذه المراتب لأيام الكواكب المذكورة ومقتضياتها للمناسبة الظاهرة» وحكمة الربط الواقع بين العوالم.

الثالثة: قوله (فكسونا) ؛ وهي إشارة إلى أن اللحم ليس من أصل الخلقة اللازمة للصورةء بل كالثياب المتخذة للزينة والجمال. وأن الاعتماد على الأعضاء والنفس خاصة .

الرابعة: قوله تعالى: (ثم أنشأناه) سماه بعد نفخ الروح إنشاءء لأنه حيتئذ قد تحقق بالصورة الجامعة.

الخامسة : قوله (خلقاً) ولم يقل إنساناًء ولا آدمياً» ولا بشراء لأن النظر فيه حينئذ لما سّيفاض عليه من خلع الأسرار الإلهية» فقد آن خروجه من السجنء وإلباسه المواهب». فقد يتخلق بالملكيات فيكون خلقاً ملكياً قدسياً. أو بالبهيمية فيكون كذلك . أو بالحجرية إلى غير ذلك . فلذلك أبهمّ الأمرء وأحاله على اخختياره» وأمره بتنزيهه على هذا الأمر الذي لا يشاركه فيه غيره.

وفى هذه الآية من العجائب ما لا يمكن بسطه هناء وكذلك سائر آيات هذا الكتاب الأقدس» ينبغي أن تُفهم على هذا النمط» انتهى كلام الحكيم المفسر.

وأنت لو عرضت ألفاظ هذه الآية على ما انتهى إليه علماء تكوين الأجنة»

.)١4 المرجع السابق» (؟/‎ )١(

رضن

0

0 أ هم

وعلماء التشريح. وعلماء الوراثة النفسية» ؛ لرأيت فيها دقائق علومهم؛ كأن هذه الألفاظ إنما خرجت من هذه العلوم نفسهاء وكأن كل علم وضع في الآية كلمته الصادقة. فلا تملك بعد هذا أن تجد ختام الآية إلا ما ختمت هي به من هذا

التسبيح العظيم (فتبارك الله) !300" ,

1 في حديثه عن إعجاز القرآن قال: «وإنما الإعجاز شيئان: ضعف القدرة الإنسانية في محاولة المعجزة» ومزاولته على شدة الإنسان واتصال عنايته» ثم استمرار هذا الضعف على تراخي الزمن وتقدمه؛ فكأنّ العالم كله في العجز إنسان واحدء ليس له غير مدته المحدودة, بالغة ما بلغت» فيصير من الأمر المعجز إلى ما يشبه في الرأي مقابلة أطول الناس عمراً بالدهر على مداه كله فإن المعمر دهر صغيرء وإن لكليهما مدة ذ في العمر هي من جنس الأخرى» غير أن واحدة منهما قد استغرقت الثاني ؛ فإن شاركتها الصغرى إلى حد» فما عسى أن يشركهما فيما بقي»”" .

4 - رفض الرافعي القول بالصرفة» وبين أثره السلبي في الأمةء حيث تقاعس جمهور العلماء ء عن بيان وجوه الإعجاز في القرآن الكريم» يقول: «على أن القول بالصرفة هو المذهب الفاشي من لدن قال به النظامء يصوبه فيه قومء ويشايعه عليه آخرون» ولولا احتجاج هذا البليغ لصحته» وقيامه عليه» وتقلده أمره» لكان لنا اليوم كتب ممتعة في بلاغة القرآن» وأسلويه. وإعجازه اللغوي. وما إلى ذلك. ولكن القوم ‏ عفا الله عنهم ‏ أخرجوا أنفسهم من هذا كله وكفوها مؤنته بكلمة واحدة تعلقوا عليهاء فكانوا فيها جميعاً كقول الشاعر الظريف الذي يقول: كناشها والحساء مكو جورف قوم جلوسٌ حولهم ماء

. . وعلى الجملة فإن القول بالصرفة لا يختلف عن قول العرب فيه : # إن هد د [المدثر: 4؟] وهذا زعم رده الله على أهله. وأكذبهم فيه

)2000 المرجع السابق» (5/ لا١‏ -1"8). (؟) انظر: المرجع السابق» .)١78/5(‏

اموضنا

1 ينهم|

ل

وجعل القول به ضرباً من العمى #أفسِحر هذا اَم تسر لا بُصرُوت 4 [الطور: 6]. فاعتبر ذلك بعضه ببعض فهو كالشىء ا

4 تناول الحديث عن حقيقة الإعجازء فقال: (إن القرآن معجز بالمعنى الذي يُفهم من لفظ الإعجاز على إطلاقه. حين ينفى الإمكان بالعجز عن غير الممكن» فهو أمر لا تبلغ منه الفطرة الإنسانية مبلغاً» وليس إلى ذلك مأتى ولاجهة وإنما هو أثر كغيره من الاثار الإلهية» يشاركها في إعجاز الصنعة» وهيئة الوضع» وينفرد عنها بأن له مادة من الألفاظ كأنها مفرغة إفراغاً من ذؤْب تلك المواد كلها. وما نظنه إلا الصورة الروحية للإنسان. إذا كان الإنسان في تركيبه هو الصورة الروحية للعالم كله . فالقرآن معجز في تاريخه دون سائر الكتب. ومعجز في أثره الإنساني»

وح كلت ل حنانتهة وهو تر قات سفانت النطرة لاني ذن شع 4دنهن بأققد ريا بتيكدطارقه أدرنا الكاافن ينفل التسرن المتعدبة على أنها ليست من غرضنا في هذا الباب» وإنما غرضنا في بيان إعجازه في نفسه من حيث هو كلام عربيء» لأننا إنما نكتب في هذه الجهة من تاريخ الأدب» دون جهة التأويل والتفسير»”"' .

٠‏ - أشار إلى أن القرآن الكريم «أفصح كلام وأبلغه لفظاً وأسلوباً ومعنى «وقد عجز العرب عن الإتيان بمثل القرآن» حيث لم تقم للعرب قائمة بعد أن الذي هو سيد عملهم» بل تصدعوا عنه وهم أهل البسالة والبأس» وهم مساعير الحروب ومغاويرهاء وهم كالحصى عدداً وكثرة» وليس لرسول الله - عَللِةِ - نفسه ») وإلا نفر قليل معه» لم يستجيبوا له ولم يبذلوا مفادّتهم ونصرهم إلا بعد أن سمعوا القرآن. ورأوا منه ما استهواهم وكاثرهم» وغلبهم على أنفسهمء فكانت الكلمة منه تقع من أحدهم وإن لها ما يكون للخطبة الطويلة» والقصيدة

2000 المرجع السابق» 55/9 ). 220 المرجع السابق» (؟/ 65١31-_/8إ6١).‏

يخرضنا

َس

العجيبة في قبيلة بأجمعهاء ولهذا قام كل فرد منهم في نصرة النبي - كَِِ - وكأنه في نفسه قبيلة في مقدار حميتها وحفاظها ونجدتها»7' .

١‏ - تحدث الرافعي عن الطريقة التي سلكها القرآن في التحدي» وهي «أن التحدي كان مقصوراً على طلب المعارضة بمثل القرآن» ثم بعشر سور مفتريات لا يلتزمون فيها الحكمة ولا الحقيقة» وليس إلا النظم والأسلوب» وهم أهل الله» ولن تضيق أساطيرهم وعلومهم أن تسعها عشر سورء ثم قرن التحدي بالتأنيب والتقريع» ثم استفزهم بعد ذلك بجملة واحدة كما ينفج الرماد الهامدء فقال: #وَإنَ ححُدمُم في رَيْبٍ صَمَا لا عل عبن هأنوأ سُورَةَ من صَغْيو- وَادعْوأسْهَدَآءَكم ين دون أل إن "كْسْرْ صَددٍوِينَ 9 فِإن لم تفمَنُوأ ون تَفمَُوأ سوأ لتر ألَى وَُودَُا أَلنَّاسُ وَلطجَارَةٌ عدت كرس 4 [البقرة: 7 -74] . فقطع أنهم لن يفعلواء وهي كلمة يستحيل أن تكون إلا من الله. ولا يقولها عربي في العرب أبداًء وقد سمعوها واستقرت فيهم ودارت على الألسنة» وعرفوا أنها تنفي عنهم الدهر نفيً» وتعجزهم آخر الأبدء فما فعلواء ولا طمعوا قط أن يفعلوا»' .

١‏ - تحدث عن الإعجاز في أسلوب القرآن» وقال: «وهذا الأسلوب فإنما هو مادة الإعجاز العربي في كلام العرب كلهء ليس من ذلك شيء إلا وهو معجز» وليس من هذا شيء يمكن أن يكون معجزأًء وهو الذي قطع العرب دون المعارضة» واعتقلهم عن الكلام فيها» .

ويضيف: (ولما كان مرجع تقدير الكلام في بلاغته وفصاحته إلى الإحساس وحده ‏ وخاصة في أولئك العرب الذين من أين تأملتهم ورأيتهم كأنما خُلقوا خلقاً لغوياً» وكان القرآن الكريم قد جمع في أسلوبه أرقى ما تحس به الفطرة اللغوية من أوضاع البيان» ومذاهب النفس إليه ‏ فقد أحسوا بعجزهم عما امتنع مما قبله» وكان كل امرئ منهم كأنما يحمل في قرارة نفسه برهان الإعجازء وإن حمل كل إفك وزور على لسانه)”" . .)١(‏ المرجع السابق» .)١51/5(‏

(0) المرجع السابق. ,)١7١-159/5(‏ فرق المرجع السابقء 191/0 -19657).

رونا

و اباك همل غواهه

غناك بالود

1 - وتحدث عن التكرار فى أسلوب القرآن» فقال: «وهاهنا معنى دقيق فى الخد نط العزي إلا وفك الغرامقه عيها :وهو التكرار الدى يتدى ءاقن بعض أآيات القرآن» فتختلف فى طرق الأداء» وأصيل المعق واخد في العبازات الستعلفة ‏ #الذمكنكون تن بيقن افيه لعرقه الجر اوالوعيد» نيط الموعظة وتثبيت الججة ونحوهاء أو في بعض عباراته لتحقيق النعمة وترديد المئة» والتذكير بالنعم واقتضاء شكره؛ إلى ما يكون هذا الباب. وهو مذهب للعرب معروف» ولكنهم لا يذهبون إليه إلا في ضروب من خطابهم : للتهويل والتوكيد» والتخويف والتفجع» وما يجري مجراها من الأمور العظيمة» وكل ذلك مأثور عنهم. منصوص عليه في كثير من كتب الأدب والبلاغة. بيد أن وروده في القرآن مما حقق للعرب عجزهم بالفطرة عن معارضته» وأنهم يُخلون عنه لقوة غريبة فيه» لم يكونوا يعرفونها إلا توهماًء ولضعف غريب في أنفسهم » لم يعرفوه إلا بهذه القوة» لأن المعنى الواحد يتردد في أسلوبه بصورتين أو صورء كل منها غير الأخرى وجهاً أو عبارة» وهم على ذلك عاجزون عن الصورة الواحدة» ومستمرون على العجزء لا يطيقون ولا ينطقون. فهذا لعمرك أبلغ في الإعجاز وأشد عليهم في التحدي» إذ هو دليل على مجاوزتهم مقدارٌ العجز النفسى الذي قد تمكن معه الاستطاعة» أو تتهيأ المعاريض حيناً بعد حين» إلى العجز الفطري الذي لا يتأول فيه المتأول» ولا يعتذر منه المعتذرون ولا يجري الأمر فيه على المسامحة)”"' .

5 - وأشار الرافعى إلى انفراد أسلوب القرآن بالإعجاز دون سائر أساليب البشرء فقال: «وفي القرآن مظهر غريب لإعجازه المستمر» لا يحتاج في تعرفه إلى روية ولا إعنات» وما هو إلا أن يراه من اعترض شيئاً من أساليب الناس» حتى يقع في نفسه معنى إعجازه ؛ لأنه أمر يغلب على الطبع» وينفرد به فيبين عن نفسه بنفسهء كالصوت المطرب البالغ في التطريب» لا يحتاج امرؤ في معرفته وتمييزه إلى أكثر من سماعه .

ذلك هو: وجه تركيبهء أو هو أسلوبه» فإنه مباين بنفسه لكل ما عرف من

.)144 - 198/7( المرجع السابق»‎ )١( كرون‎

اهدر

ل

أساليب البلغاء في ترتيب خطابهم وتنزيل كلامهم» وعلى أنه يواتي بعضه بعضاًٌ. وتناسب كل آية منه كل آية أخرى في النظم والطريقة» على اختلاف المعاني وتباين الأغراض» سواء فى ذلك ما كان مبتدأ به من معانيه وأخباره. وما كان متكرراً فيه» فكأنه قطعة واحدةء على خلاف ما أنت واجده في كلام كل بليغ» من التفات باختلاف الوجوه التي يصرفه إليهاء والعلو في موضع والنزول في موضعء ثم ما يكون من فترة الطبع ومسحة النفس في جهة بعث عليها الملل» أو جهة استؤنف لها النشاط» ثم ما لابد منه من الإجادة في بعض الأغراض والتقصير في بعضهاء مما يختلف البلغاء في علمه والإحاطة به» أو التأتي والانطباع عليه» وهذا كله معروف متظاهر في الناس لا يمتري فيه

) 0

٠‏ - أشار إلى عجز الخلق إلى يوم القيامة أمام تحدي القرآن لهمء مبيناً سبب ذلك» فقال :#وماذاضة؛ فوة الخلن ليسهاض قدرة المتخار قاء فليس في قدرة بشر معارضة هذا الأسلوب ما دامت الأرض أرضاء وهذا هو الصريح من معنى قوله تعالى : #قل لين أجْسممَتٍ لاوش وَآلْحِنُ عل أن نوأ يِل هَدَا لقان لا ينون بِِنْلِه وَلَوَ كات بَعْصُمُمْ لِيَعْضِ ظهيرا # [الإسراء: 88]. وبعد: فأنت تعرف أن أفصح الكلام وأبلغهء وأسراه وأجمعه» لحر اللفظ ونادر المعنى» وأخلقه أن يكون منه الأسلوب الذي يحسم مادة الطبع في معارضته» هو ذلك الذي تريده كلاماً فتراه نفساً حية» كأنها تُلقى عليك ما تقرؤه قور عع الراك مختلفة» وأضواك تدخل علق تيك إن كدكا بصيرا بالصباعة متقدما شهات ك4 مدعل : ولا تدع فيها إحساساً إلا أثارته» ولا إعجاباً إلا استخرجته» فلا يعدو الكلام أن يكون وجهاً من الخطاب بين نفسك ونفس كاتبه» وتقرؤه كأنك تسمعه» ثم لايلجٌ إلى فؤادك حتى تصير كأنك أنت المتكلم به» وكأنه معنى في نفسك ما يبرح مختلجاًء ولا ينفك ماثلاً من قديم ؛ مع أنك لم تعرفه إلا ساعتك» ولم تجهد فيه» ولا اعتملت له وذلك بما جوده صاحبه» وبما نفث فيه من روحه.

وما بالغ في تصفيته وتهذيبه» وما اتسع في تأليفه وتركيبه» حتى خرج مطبوعاً

.)5١0١/5( المرجع السابق»‎ )١( 3

َس

من أثر مزاجه وأثر نفسه جميعاًء فكأنه مادة روحية منه) 20 .

5 - تحدث عن خصائص عدة لأسلوب القرآن» من ذلك: الغرابة والسهولة حيث قال: «وهل ترى فيه من الغرابة التي يكسوها البلغاء كلامهم في تجويد رصفه وحبكه, إلا أن غرابته في كونه منسجماً لا غرابة فيه؟ وهل عندك أغرب من هذه السهولة التي يسيل بها القرآن» وهي في كثير من الكلام» وكثير

من أغراضه تقتضي الابتذال» وفي ي القرآن كله على تنوع أغراضه لا تقتضي إلا الإعجاز) .

ومن خصائص أسلوب القرآن الرهبة» قال: «وتأمل» هل تصيب فى القرآن كله مما بين الدفتين إلا رهبة ظاهرة» لا تمويه في شيء منهاء وإلا أثراً من التمكن يصف له منزلة المخلوق من أمر الخالق» وإلا روحاً أكبر من أن يكون نفساً إنسانة» أو أثراً من آثار تلك النفس» ثم هل تجد في أغراضه إلا ما كان في وضعه مادة لتلك الرهبة ولذلك الأثر» ولذلك الروح».

وأشار الرافعي إلى غزارة معاني القرآن» فقال: «هذا على أن فيه من المعاني الكثيرة» اب 0 الإنسانية لا محالة).

وذكر من أساليب القرآن اللين والمطاوعة على التقليب «بحيث لا يصادم الآراء الكثيرة المتقابلة» التي تخرج بها طبائع العصور المختلفة» فهو يفسر في كل عصر بنقص من المعنى وزيادة فيه» واختلاف وتمحيص)”"' .

١١/‏ - وفي حديثه عن نظم القرآن» فقال: «والكلام بالطبع يتركب من ثلاثة حروف هي من الأصوات» وكلمات هي من الحروف» وجمل هي من الكلمء وقد رأينا سر الإعجاز في نظم القرآن يتناول هذه كلهاء بحيث خرجت من جميعها تلك الطريقة المعجزة التي قامت به ؛ فليس لنا بد في صفته من الكلام في ثلاثتها جميعاً) .

() تاريخ آداب العرب» (؟/5١5).‏ 2 المرجع السابق» ١/١‏ 05

َس

ويضيف محدداً الفروق بين أنواع البلاغة في القرآن وبين هذه الأنواع في كلام البلغاء» بأن «نظم القرآن يقتضي كل ما فيه منها اقتضاء طبيعياً» بحيث يُبنى هو عليها ؛ لأنها في أصل تركيبه» ولا تبنى هي عليه ؛ فليست فيها استعارة ولا مجاز ولا كناية» ولا شيء من مثل هذا يصح في الجوازء أو فيما يسعه الإمكان أن يصلح غيره في موضعه إذا تبدلته منهء فضلاً عن أن يفي به وفضا عن أن يربي عليه» ولو أدرت اللغة كلها على هذا الموضع . فكأن البلاغة فيه إنما هي وجه من نظم حروفه ؛ بخلاف ما أنت واجد من كلام البلغاء» فإن بلاغته إنما تصنع لموضعها وتبنى عليه» فربما وفت وربما أخلفت ... فالحرف الواحد من القرآن معجز في موضعه. لأنه يمسك الكلمة التي هو فيها ؛ ليمسك بها الآيقء والآيات الكثيرة» وهذا هو السر في إعجاز جملته إعجازاً أبدياً» فهو أمر فوق الطبيعة الإنسانية» وفوق ما يتسبب إليه الإنسان إذ هو يشبه الخلق الحي تمام المشابهة» وما أنزله إلا الذي يعلم السر في السموات ل

- تحدث عن غرابة الأوضاع التركيبية في القرآن» فقال: «وهاهنا أمر دقيق لابد لنا من طلب وجههء لأنه شطر الإعجاز في القرآن الكريمء وسائر ماقدمناه شطر مثله ؛ وذلك أنك حين تنظر فى تركيبه ؛ لا ترى كيفما أخذت عينك منهء إلا وضعا غريباً في تأليف الكلمات» وفي مساق العبارة» وبحيث تبادرك غرابته من نفسها وطابعهاء بما تقطع أن هذا الوضع وهذا التركيب ليس في طبع الإنسان» ولا يمكن أن يتهيأ له ابتداء واختراعاً دون تقديره على وضع يشبهه. أو احتذاء لبعض أمثلة تقابله» لا تحتاج في ذلك إلى اعتبار ولا مقايسة» وليس إلا أن تنظر فتعلم .

خطبائهم » وحكمة حكمائهم» وسجع كهانهمء من مضى منهم ومن غبر» على أن تجد ألفاظاً فى غرابة تركيبها ‏ التى هى صفة الوحى - كألفاظ القرآن» وعلى )١(‏ المرجع السابق. (5/ .)5١١- 51١١‏

>33:

ل

أن ترى لها معاني كهذه المعاني الإلهية التي تكسب الكلام غرابة أخرى» يحس بها طبع المخلوق» ويعتريه لها من الروعة ما يعتري من الفرق بين شيء إلهي وشيء إنساني» لما أصبت في كل ذلك مما تختاره إلا لغة وأوضاعاً ومعانى إنسانيةك عناتيا دون هدك الذي أردت» ولا ترضاها للتمقيل والمقابلة: ولا تراها تحل مع القرآن إلا في محل نافرء ولا تنزل منه إلا في قاصية شاردة ؛ ثم لوجدت فرق الغرابة الإلهية بين اثنينهما في الكلام عيِّنَ ما تعرفه من الفرق بين الماء في سحابه» والماء في ترابه)”"" .

4 - وفي فصل: (البلاغة في القرآن)» أشار إلى أن ما ورد فى القرآن من فرق العلدم مدعل من الكلف» وتقد ما اذعن إل العلداء من ذكر تون البلاقة التي وقع بها الإعجازء وفضل أن يقال: إن إعجاز القرآن كان لأن الفطرة والعقل لا يبلغان مبلغه في سياستي البيان والمنطق بهذه اللغة» يقول: «ولسنا فونه إن القران خا بالاستسارة انمد لمكا زة» أن بالجهاة أنه ماف أز بالكناية لأنها كناية» أو ما يطرد مع هذه الأسماء والمصطلحات. إنما أريدَ به وضع معجز في نسق ألفاظه. وارتباط معانيه على وجوه السياستين من البيان والمنطق. فجرى على أصولهما في أرقى ما تبلغه الفطرة اللغوية على إطلاقها في هذه العربية» فهو يستعير حيث يستعيرء ويتجوز حيث يتجوزء ويطنب» ويوجزء ويؤكد» ويعترضء» ويكرر إلى آخر ما أحصي في البلاغة ومذاهبها ؛ لأنه لو خرج عن ذلك لخرج من أن يكون معجزاً في جهة من جهاته» ولاستبان فيه ثمة نقصء» يمكن أن يكون في موضعه ما هو أكمل منه وأبلغ في القصد والامشفاء,

فالعلماء يقولون: إن كل ذلك فنون من البلاغة وقع بها الإعجازء لأنهم اصطلحوا على هذه التسمية التي حدثت بعد العرب, ولو قالوا إن القرآان معجز في العربية لأن الفطرة والعقل لا يبلغان مبلغه في سياستي البيان والمنطق بهذه اللغة» لكان ذلك أصوب في الحقيقة» وأبلغ في حقيقة الصوابء وأمكن في

.)56٠0 /5( تاريخ آداب العرب»‎ )١(

رون

0 أبك همل

0

معنى الإعجازء وأتم في هذا الباب كله» مادام في لسان الدهر حرف من العرسة» 7

76 - وتحدث في فصل عن (الطريقة النفسية في الطريقة يقة اللسانية)» فقال: «والقرآن وإن كان لم يخرج عن أعلى طبقات اللغة» ولا برز عن وجوه العادة في تصريفهاء غير أنه أنى بذلك من وراء النفس لا من وراء اللسان» فجعل من نظمه طريقة نفسية فى الطريقة اللسانية» وأدار المعانى على سئن ووجوه ؛ تجعل الألماكك عاديا نسي .هذه المكائ: تفي التقيق» فلن إلذ أن تقر الاي على العرتي 6 أو ماعو د كمف يلاح سحن تارهي قن ننس مدهيهنا: لاتق ولا تتخلف. على حين أن أكثر المعانى الإنسانية يجىء من النقص فى السياسة البيانية» بحيث ترى نفس السامع أو القارئ هي التي تذهب فيه فتأخذه إلى جهة» وتعدل عن جهة» وتصعد في ناحية وتستبطن في ناحية أخرى» ولا يكون من شأنها أن تنقاد وتذعن. ولكن أن تكابر وتأبى» أو تتصفح وتستدرك» أو تستحسن وتزدري ؟ لأن المعنى قد ألقي إليها في ألفاظ تقصر بحقيقته النفسية في تركيبها ونظمهاء أو تضعف هذه الحقيقة» أو تلبسها بغيرهاء أو تهمل عورها لزيا عن الالوانه أن قمر معاي لعو ميد اكاة» مها لأيتلة البق في تصورها والتنبيه عليها»”"' .

والرافعى هنا يطور ما ذكره عبد القاهر فى أسرار البلاغة من جعل سر البلاغة فو التأثير في 'النفسء قالبلاغة ليست :وضع لغويا لاصلة له بالنفس» .بل إن التأثير النفسي هو قاعدة البلاغة» والأديب البارع ليس هو الذي ينطلق من اللغة إلى النفس ليعبر عنهاء ولكن هو الذي ينطلق من النفس إلى اللغة ليختار منها ما يلام أحوال النفس البشرية من فنون القول .

-١‏ تحدث في آخر فصل عن (إحكام السياسة المنطقية على طريقة البلاغة) فقال: «اوبقي سر من أسرار هذه البلاغة المعجزة نختم به الباب» وهو شيء )١(‏ المرجع السابق» (7561//5 - 5958). فم المرجع السابق» (؟/؟55).

4

َس

لا نراه يتفق إلا في القليل من كلام النوابغ المعدودين الذين يكون الواحد منهم تاريخ عصر من عصور أمته» أو يكون عصراً من تاريخهاء وهو إحكام السياسة المنطقية على طريقة البلاغة لا على طريقة المنطق» فإن الفرق بين الطريقتين : أن هذه المنطقية منها تأتي على أوضاع وأقيسة معروفة مكررة» يسترسل بعضها إلى بعض» ويراد بها إلزام المخاطب ليتحقق المعنى الذي قام به الخطاب» إلزاماً بالعقل لا بالشعور» وبطبيعة السياق لا بطبيعة المعنى» ومن أجل ذلك تدخلها المكابرة» وتتسع لها المغالطة» وتنتدح فيها أشياء من مثل ذلك ؛ فراراً من الإلزام ودفعاً لحجته وإن كان المعنى في نفسه واضحاً مكشوفاً» والبرهان طبيعة قائمة معروفاً.

بيد أن طريقة البلاغة إنما يراد بها تحقيق المعنى» واستبراء غايته» وامتلاخ الشبهة منه» وأخذ الوجوه والمذاهب عن النفس من أجزائه التي يتألف منهاء بعد أن يُستوفى على جهتها في الكلام استيفاء يقابل ما يمكن أن تشعر به النفس من هذه الأجزاء» حتى لا تصدف عنهء ولا تجد لها مذهباً» ولا وجهاً غير القصد إليه ؛ فيكون من ذلك الإلزام البياني الذي توحيه طبيعة المعنى البليغ» وكان ختما مي

- أشار فى الخاتمة إلى أن كل ما قاله فى كتابه حول إعجاز القرآن إنما كان سهماة لقص وان اكنى دعر اورفك لين كاله أنه امنبر يرون كل وجه على أصل المعنى دون مثاله» وذلك أن «القرآن الكريم ليس كتاباً يُتخير منه» فيستجاد بعضه ويُصفح عن بعضهء إنما هو طريق مستبصرء من أين أخذت منه نفذت» ومن حيث تأديت به تهديت» وهو فى كل معنى قدمناه سئنه القائم » ومثاله الدائم)»”". ْ

9" - تحدث عن البلاغة النبوية فقال: «هذه هي البلاغة الإنسانية التي سجدت الأفكار لآياتها» وحسرت العقول دون غاياتهاء لم تُصنع وهي من

.)5317 5760 /5( تاريخ آداب العرب»‎ )١( .)574/5( (؟) المرجع السابق»‎

56

"> عنس بلي

الإحكام كأنها مصنوعة, ولم يُتكلف لها وهي على السهولة بعيدة ممنوعة .

ألفاظ النبوة يعمرها قلب متصل بجلال خالقه» ويصقلها لسان نزل عليه الوحي بحقائقه؛ فهي إن لم تكن من الوحيء ولكنها جاءت من سبيله» وإن لم يكن لها منه دليل» فقد كانت هي من دليله» مُحكمة الفصولء حتى ليس فيها عروة مفصولة» محذوفة الفضول. حتى ليس فيها كلمة مفضولة. وكأنما هي في اختصارها وإفادتها نبض قلب يتكلم» وإنما هي في سموها وإجادتها مظهر من خواطره ويد .

إن خرجت في الموعظة قلت أنين من فؤاد مقروح» وإن راعت بالحكمة قلت صورة بشرية من الروح» في منزع يلين فينفر بالدموع» ويشتد فينزو بالدماء» وإذا أراك القرآن أنه خطاب السماء للأرض» أراك هذا أنه كلام الأرض بعد السماء)7"؟ .

وهذا الوصف للبيان النبوي مما يُحتسب للرافعي رحمه الله فلا نعلم أحداً احتفل لبيان النبي محمد - ذَلةِ - بمثل هذه الكلماتء إلا أن يكون الجاحظ الذي كان أول من فتح الباب على مصراعيه في هذا الباب؛ ولذلك نجد الرافعي يضمن كلام الجاحظ في حديثه عن البلاغة النبوية0"؟2 وكنا قد ذكرناه في حديثنا عن الجاحظ .

4 - وفي حديثه عن البلاغة النبوية أشار إلى الفرقان بين أسلوب القرآن وفلوف الي عليه الصلاة والسلام» فقال: «على أن أعجب شيء أنك إذا قرنت كلمة من تلك البلاغة إلى مثلها مما في القرآن» رأيت الفرق بينهما في ظاهره» كالفرق بين المعجز وغير المعجز سواء. ورأيت كلامه - يَِةِ - في تلك الحال خاصة مما يطمع في مثله» وأحسست أن بين نفسك وبينه صلة تطوع لك القدرة عليه» وتمد لك أسباب المطمعة فيه» بخلاف القرآن» فإنك تستيئس من جملته» ولا ترى لنفسك إليه طريقاً ألبتة» إذ لا تحس منه نفساً إنسانية» ولا أثراً

.)979/5( المرجع السابق»‎ )١( .)787-547/5( انظر: تاريخ آداب العرب»‎ )0(

مدا

و أ مز[

0

من آثار هذه النفس» ولا حالة من حالاتها حتى تأنس إلى ذلك على التوهم. ثم تتوهم الطمع والمعارضة من هذه الأنسة. فتمضي عزمك وتقطع برأيك» وتبت القول فيه» كما يكون لك قراءة الكلام الإنساني» فإن جميع هذا الكلام الآدمي منهاج» ولجملته طريق ؟ وحدود البلاغة التي تفصل بعضه عن بعض كلها مما يوقف عليه بالحس والعيان» ويقدر فرق ما بين بعضها إلى بعض» مهما بلغ من تفاوتها واختلافها في السبك والصنعة والغرابة»”'' .

0 - يبقى أن نشير إلى أن الرافعى الذي نذر نفسه لخدمة القرآن والبيان العربي» كن مفاوراشة اول نيا البلاغة القرآنية تحت عنوان (أسرار الإعجاز) ولكن المنية عاجلته قبل أن يتم الكتاب”" .

لا لالا

.)777/5( » المرجع السابق‎ )١( الحاشية. و174١ الحاشية أيضاً).‎ - ١5 /١( » (؟) انظر: المرجع السابق‎

57

0

الميحث الثاني: مدرسة الذوق والبلاغة: محمد الطاهر بن عاشور

لعل من أعظم كتب التفسير في هذا الغصر الأخير»ء بل وفي كل العصورء تفسير (التحرير والتنوير) للعلامة الإمام محمد الطاهر بن عاشور طيب الله ثراه”''» فهو تفسير حافل جامع في بابه» عني على وجه الخصوص بالبلاغة القرآنية والإعجاز» ويمكن إبراز أهم معالمه المنهجية بالأمور الآتية:

أولاً : أشار العلامة ابن عاشور في مقدمة تفسيره إلى خطورة هذا العلم» وإقدامه عليهء وحدد منهجه. وبين أنه ليس مجرد ناقل» بل هو مضيف ومجددء قال: «أقدمت على هذا المهم إقدام الشجاع على وادي السباعء متوسطاً في معترك أنظار الناظرين» وزائراً بين ضباح الزائرين”"2؛ فجعلت حقاً علي أن أبدي في تفسير القرآن نكتاً لم أر.من سبقني إليهاء وأن أقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين ؛ تارة لهاء وآونة عليهاء فإن الاقتصار على الحديث المعاد» تعطيل لفيض القرآن الذي ما له من نفاد»9" .

ثانياً: بين اختلاف مناهج الناس من التراث العلمي» فقال: «ولقد رأيت الناس حول كلام الأقدمين أحد رجلين: رجل معتكف فيما شاده الأقدمون» واخر اخذ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون» وفي كلتا الحالتين ضر كثير»

00 محمد الطاهر بن عاشورء رئيس المفتين المالكيين بتونس» وشيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونسء مولده ووفاته ودراسته بهاء وهو من أعضاء المجمعين العربيين في دمشق والقاهرة» (95؟١‏ - 741١ه‏ - ١41/4‏ 191/5م). انظر: الأعلام» (1074/5).

(9) الزائرين هنا: اسم فاعل من زأر.

© تفسير التحرير والتنويرء (7/1 - 07» الدار التونسية للنشرء تونس» 984١م.‏

516

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

وهنالك حالة أخرى ينجبر بها الجناح الكسيرء وهي أن نعمد إلى ما شاده الأقدمون فنهذبه ونزيده» وحاشا أن ننقصه أو نبيده» عالماً بأن غمض فضلهم كفران للنعمة» وجحد مزايا سلفها ليس من خصال حميد الأمة» فالحمد لله الذي صدق الأمل» ويسر إلى هذا الخير ودل)”7 .

الثاً: وتحدث عن أهم التفاسير التي اعتمد عليهاء فرتبها بحسب أهميتها عندهء فقال: «والتفاسير وإن كانت كثيرة ؛ فإنك لا تجد الكثير منها إلا عالة على كلام سابق» بحيث لاحظ لمؤلفه إلا الجمع على تفاوت بين اختصار وتطويل» وإن أهم التفاسير: تفسير الكشاف» والمحرر الوجيز لابن عطية» ومفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي» وتفسير البيضاوي الملخص من الكشاف ومن مفاتيح الغيب بتحقيق بديع» وتفسير الشهاب الألوسي» وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتازاني على الكشاف» وما كتبه الخفاجي على تفسير البيضاوي» وتفسير أبي السعود» وتفسير القرطبي» والموجود من تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي من تقييد تلميذه الأبي» وهو بكونه تعليقاً على تفسير ابن عطية أشبه منه بالتفسيرء لذلك لا يأتي على جميع آي القرآن وتفاسير الأحكام» وتفسير الإمام محمد بن جريز الطبري» وكتاب درة التنزيل المنسوب لفخر الدين الرازي» وربما ينسب للراغب الأصفهاني. ولقصد الاختصار أعرض عن العزو إليهاء وقد ميزت ما يفتح الله لي من فهم في معاني كتابهء وما أجلبه من المسائل العلمية» مما لا يذكره المفسرون» وإنما حسبي في ذلك عدم عثوري عليه فيما بين يدي من التفاسير في تلك الآية خاصة» ولست أدعي انفرادي به في نفس الأمر» فكم من كلام تنشئه تجدك قد سبقك إليه متكلم» وكم من فهم تستظهره وقد تقدمك إليه متفهم» وقديماً قيل :

هل غادر الشعصزاء فين مووي

رابعاً: وأشار العلامة ابن عاشور إلى مزية تفسيره البلاغية» فقال: (إن

معاني القرآن ومقاصده ذات أفانين كثيرة» بعيدة المدى مترامية الأطراف»

.07/١( المرجع السابق»‎ )١( .)8-1/١( المرجع السابق»‎ )0(

58

0

موزعة على آياتهء فالأحكام مبينة في آيات الأحكام. والآداب في آياتهاء والقصص في مواقعهاء وربما اشتملت الآية الواحدة على فنين من ذلك أو أكثر» وقد نحا كثير من المفسرين بعض تلك الأفنان» ولكن فنا من فنون القرآن لا تخلو عن دقائقه ونكته آية من آيات القرآن» وهو فن دقائق البلاغة » هو الذي لم يخصه أحد من المفسرين بكتاب كما خصوا الأفانين الأخرى» من أجل ذلك التزمت أن لا أغفل التنبيه على ما يلوح لي من هذا الفن العظيم في آية من آي القرآن» كلما ألهمته بحسب مبلغ الفهم وطاقة التدبر)”" .

خامساً: كما ذكر عنايته ببيان وجوه الإعجازء وأساليب الاستعمال» وذكر الترابط بين الآيات. فقال: «وقد اهتممت في تفسيري هذا ببيان وجوه الإعجاز» ونكت البلاغة العربية» وأساليب الاستعمال» واهتممت أيضاً ببيان تناسب اتصال الأي بعضها ببعض» وهو منزع جليل قد عني به فخر الدين الرازي» وألف فيه برهان الدين البقاعي كتابه المسمى: نظم الدرر في تناسب الآي والسورء إلا أنهما لم يأتيا في كثير من الآي بما فيه مقنع» فلم تزل أنظار المتأملين لفصل القول تتطلع» أما البحث عن تناسب مواقع السور بعضها إثر بعض ؛ فلا أراه حقاً على المفسر)”" .

سادساً : وأشار إلى أنه تحدث عن السورة بشكل عام مع عنايته بالجزئيات» فكان منهجه شاملاً» قال: «ولم أغادر سورة إلا بينت ما أحيط به من أغراضهاء لئلا يكون الناظر في تفسير القرآن مقصوراً على بيان مفرداته ومعاني جمله كأنها فقر متفرقة تصرفه عن روعة انسجامه» وتحجب عنه روائع جماله»” .

سابعاً : وأشار إلى ما تميز به تفسيره من شرح الغريب والضبط»ء وبيان نكت المعانى ؟ بحيث صار صفوة للتفاسير ومتفرداً بينها بالفرائد» قال: (واهتممت

منه قواميس اللغة» وعسى أن يجد فيه المطالع تحقيق مراده ويكناز هته قواقك

.)8/١( المرجع السابق»‎ .)8/١( زع المرجع السابق»‎ .)م/١( زفرة المرجع السابق»‎

م

ا

ار

0 2 غزاده

4

2 7 المثلر

الوه

0

ا

ونكتاً على قدر استعداده» فإني بذلت الجهد في الكشف عن نكت من معاني القرآن وإعجازه خلت عنها التفاسير» ومن أساليب الاستعمال الفصيح ما تصبو إليه همم النحارير» بحيث ساوى هذا التفسير على اختصاره مطولاات القماطير» ففيه أحسن ما في التفاسير» وفيه أحسن مما في التفاسير»”" .

ثامناً: بعد مقدمة الكتاب» يذكر عشر مقدمات هى بمثابة التمهيد لتفسيره » تناولت: التفسير والتأويل وكون التفسير علماء واستمداد علم التفسير» وصحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفبيير زالرآائ ونحوه» وما يحق أن يكون غرض الكقسير نو أسينات: النزول» والقراءات» وقصص القرآن» واسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائهاء والمعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بهاء وإعجاز القرآن””"' .

تاسعاً: حدد روافد علم التفسيرء وهي لا تتجاوز عنده الستة» يتفرع منها علوم. وفي مقدمة هذه العلوم علم اللغة العربية» يقول حول استمداد علم التفسير :

(«فاستمداد علم التفسير للمفسر العربي والمولد. من المجموع الملتئم من علم العربية» وعلم الأنان ومن أخبار العرب» وأصول الفقهء قيل : قيل: وعلم الكلام وعلم القراءات .

أما العربية» فالمراد منها: معرفة مقاصد العرب من كلامهم وأدب لختهم. سواء حصلت تلك المعرفة بالسجية والسليقة» كالمعرفة الحاصلة للعرب الذين نزل القرآن بين ظهرانيهم؛. أم حصلت بالتلقي والتعلم كالمعرفة الحاصلة للمولدين الذين شافهوا بقية العرب ومارسوهم»ء والمولدين الذين درسوا علوم اللسان ودونوها. إن القرآن كلام عربي فكانت قواعد العربية طريقاً لفهم معائيه » وبدون ذلك يقع الغلط وسوء الفهمء لمن ليس بعربي بالسليقة» ونعني بقواعد العربية مجموع علوم اللسان العربى» وهى: متن اللغة؛ والتصريف»

.)8/١( تفسير التحرير والتنويرء‎ )1١( .)175١-5١/1١( (؟) المرجع السابق»‎

ييلعلا

والنحو. والمعاني والبيان. ومن وراء ذلك استعمال العرب المتبع من أساليبهم في خطبهم وأشعارهم وتراكيب بلغائهم. ويدخل في ذلك ما يجري مجرى التمثيل والاستئناس للتفسير من أفهام أهل اللسان أنفسهم لمعاني آيات غير واضحة الدلالة عند المولدين"'2. ثم يفصل بعد ذلك في الحديث عن بقية العلوم .

عاشراً: وفي المقدمة السادسة حول القراءات ؛ يطرح تساؤلاً يتعلق ببلاغة القراءات» ولعله أول من أثار مثل هذا الموضوعء يقول: «فإن قلت : هل يفضي ترجيح بعض القراءات على بعض إلى أن تكون الراجحة أبلغ من المرجوحة» فيفضي إلى أن المرجوحة أضعف في الإعجاز؟ قلت: حد الإعجاز مطابقة الكلام لجميع مقتضى الحال» وهو لا يقبل التفاوت» ويجوز مع ذلك أن يكون بعض الكلام ع ب ل ساي ب كي ا 1 كالجناس والمبالغة» أو تتعلق بزيادة الفصاحة» أو بالتفنن مثل: # أمَ مَكَلْهُمَ

000

4 2000

حَيَْا فَكرَاج رَيَِكَ حَيْر# [المؤمنون: ؟7] )

أحد عشر: ويشير أيضاً في المقدمة السادسة إلى مقدار المعجز من القرآن فيقول: «وأما الإعجاز ؛ فلا يلزم أن يتحقق في كل آية من آي القرآن. لأن التحدي إنما وقع بسورة مثل سور القرآنء وأقصر سورة ثلاث آيات». فكل مقدار ينتظم من ثلاث آيات من القرآن يجب أن يكون مجموعه معجزاً)»”" .

اثنا عشر: وتحدث في المقدمة السابعة عن قصص القرآن» فذكر فائدة تكرير الكلام ضمن حديثه عن تكرار القصص ؛ وهي عنده : بيان قدرة البليغ على صياغة المعانى بألفاظ مختلفة» ويضيف محدداً فوائد أخرى تتعلق بتثبيت الكلام في أذهان السامعين» وظهور البلاغة والإعجازء يقول: «ثم تحصل معه مقاصد أخرىء أحدها: رسوخها فى الأذهان بتكريرها. الثانى: ظهور البلاغة» فإن تكرير الكلام في الغرض الواحد من شأنه أن يثقل على البليغ» فإذا جاء )١(‏ المرجع السابقء .)١8/1(‏

2 تفسير التحرير والتنوير» 57/1١‏ ”0 8 «المرح اسلو 8/10

550

| 5

”0 غزاسل لاله

اللاحق منه إثر السابق» مع تفنن في المعاني باختلاف طرق أدائها من مجاز أو استعارات أو كناية» وتفنن الألفاظ وتراكيبهاء بما تقتضيه الفصاحة وسعة اللغة باستعمال المترادفات» مثل: ولئن رددت» ولئن رَجَعتٌ , وتفئن المحسنات البديعية المعنوية واللفظية ونحو ذلكء» كان ذلك من الحدود القصوى في البلاغة» فذلك وجه من وجوه الإعجاز)”" . ْ

ثلاثة عشر: والمقدمة العاشرة (فى إعجاز القرآن) نود أن نفصل الحديث فيها لأهميتها وصلتها بموضوعناء ولعل أهم ما تناولته هذه المقدمة الآني :

١‏ يربط بين البلاغة والإعجازء ويذكر قصور الباحثين في هذا المجال» نيول «البز أن غرصا تتاضليت له سهام الأفهام» ولا غاية تسابقت إلنها حياد | الهمم» فرجعت دونها حسرىء واقتنعت بما بلغته من صُبابة نزراً» مثل الخوض في وجوه إعجاز القرآن ؛ فإنه لم يزل شغل أهل البلاغة الشاغل» وموردها للمعلول والناهل؛ ومُغلى سبائها للنديم والواغل» ولقد سبق أن ألف علم البلاغة مشتملاً على نماذج من وجوه إعجازهء والتفرقة بين حقيقته ومجازه. إلا أنه باحث عن كل خصائص الكلام العربي البليغ ليكون معياراً للنقد أو آلة للصنع» ثم ليظهر من جراء ذلك كيف تفوق القرآن على كل كلام بليغ» بما توفر فيه من الخصائص التي لا تجتمع في كلام اخر للبلغاء» حتى عجز السابقون واللاحقون منهم عن الإتيان بمثله»”" .

؟ -يبين أنه أضاف أصولاً غفل عنها الأئمة المتقدمون» يقول: «ولعلك تجد في هذه المقدمة أصولاً ونكتاً أغفلها من تقدموا ؛ ممن تكلموا في إعجاز القراناة مل البافلاى والرعاتن-وعيد القامن والشطائن وعياض واكاك كرنوا كني بالموضات واقلو] عنها كما يشان ع انار الرساف رن تعاةقة عد المقلائة اشير هن مس القرانة ال جود تقينينه الجطائ القرآن ابالما عد الكمال في غرضه ؛ ما لم يكن مشتملاً على بيان دقائق من وجوه البلاغة» في آيه

.)58/1١( المرجع السابق»‎ )١( .)١٠١١/١( ؟) تفسير التحرير والتنوير»‎

سد

0

المفسرة» بمقدار ما تسمو إليه الهمة من تطويل واختصار)( .

"' - يتعجب من خلو معظم التفاسير من مبحث الإعجاز» ويستثني بعضهاء يقول: «فمن أعجب ما نراه خلو معظم التفاسير عن الاهتمام بالوصول إلى هذا الغرض الأسمى» إلا عيون التفاسير» فمن مقل مثل : معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج» والمحرر الوجيز للشيخ عبد الحق بن عطية الأندلسي» ومن مكثر مثل الكشاف)” .

؛ - يبين أهمية بحث الإعجاز في إثبات النبوة» يقول: ثم إن العناية بما نحن بصدده من بيان وجوه إعجاز القرآن ؛ إنما نبعت من مختزن أصل كبير من أصول الإسلام» وهو كونه المعجزة الكبرى للنبي - َل - » وكونه المعجزة الباقية» وهو المعجزة التي تحدى بها الرسول معانديه تحدياً صريحاً» 2 .

© - يبين تواتر الإقرار بالعجز عند جميع من تحداهم القرآن» يقول: «فعجز جميع المتحدّين عن الإتيان بمثل القرآن ؛ أمر متواتر بتواتر هذه الآيات بينهم» وسكوتهم عن المعارضة مع توفر دواعيهم عليها)*'.

5 - يذكر مذاهب العلماء في الإعجاز. ويؤكد على الإعجاز البلاغي» ويذكر أن سبب بقاء الآيات المنسوخة في الكتاب لما فيها من الإعجاز والتحدي» يقول: «وقد اختلف العلماء في تعليل عجزهم عن ذلك». فذهبت طائفة قليلة إلى تعليله بأن الله صرفهم عن معارضة القرآن» فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي» لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب» ويعرف هذا القول بالصرفة . . . وأما الذي عليه أهل العلم والتحقيق» واقتصر عليه أئمة الأشعرية وإمام الحرمين» وعليه الجاحظ وأهل العربية كما في المواقف» فالتعليل لعجز المتحدّين به: بأنه بلوغ القرآن من درجات البلاغة والفصاحة مبلغاً تعجز عنه قدرة بلغاء العرب عن الإتيان بمثله» وهو الذي نعتمده ونسير

.)٠١؟-3١١/١( المرجع السابق»‎ )١( .)٠١7”/١( (؟) تفسير التحرير والتنوير»‎ .)1١7/١( المرجع السابق»‎ )*( .)١٠١*/1( المرجع السابق»‎ )5(

>30

ا

ار

0 2 غزاده

4 2 3

الو“

0

ا

عليه في هذه المقدمة العاشرة» وقد بدا لي دليلٌ قوي على هذا ؛ وهو بقاء الايات التي نسخ حكمهاء وبقيت متلوة من القرآن» ومكتوبة في المصاحف». فإنها لما نسخ حكمها لم يبق وجه لبقاء تلاوتها وكتبها في المصاحف إلا ما في مقدار مجموعها من البلاغة» بحيث يلتئم منها مقدار ثلاث آيات متحدى بالإتيان بمثلهاء مثال ذلك آية الوصية في سورة العقود)”'' .

- يذكر الوجه بالتحدي بالسورة دون بعض الآيات» فيقول: «وإنما وقع التحدي بسورة ‏ أي وإن كانت قصيرة ‏ دون أن يتحداهم بعدد من الآيات ؛ لأن من أفانين البلاغة ما مرجعه إلى مجموع نظم الكلام وصوغه ؛ بسبب الغرض الذي سيق فيه من فواتح الكلام وخواتمه» وانتقال الأغراضء والرجوع إلى الغرض» وفنون الفصل» والإيجاز والإطناب» والاستطراد والاعتراض» وقد جعل شرف الدين الطيبي هذا هو الوجه لإيقاع التحدي بسورة» دون أن يجعل بعدد من الآيات»)0" .

يلخص وجوه الإعجاز عند العلماء» فيقول: (وإذا قد كان تفصيل وجوه الإعجاز لا يحصره المتأمل ؛ كان علينا أن نضبط معاقدها التي هي ملاكهاء فنرى ملاك وجوه الإعجاز راجعاً إلى ثلاث جهات : ١‏

الجهة الأولى: بلوغه الغاية القصوى مما يمكن أن يبلغه الكلام العربي البليغ ؛ من حصول كيفيات في نظمه؛ مفيدة معاني دقيقة» ونكتاً من أغراض الخاصة من بلغاء العرب ؛ مما لا يفيده أصل وضع اللغة ؛ بحيث يكثر فيه ذلك كثرة لا يدانيها شيء من كلام البلغاء من شعرائهم وخطبائهم .

الجهة الثانية: ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام ؛ مما لم يكن معهوداً في أساليب العرب» ولكنه غير خارج عما تسمح به اللغة.

الجهة الثالثة: ما أودع فيه من المعاني الحكمية» والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية» مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القران» وفي )١(‏ تفسير التحرير والتنويرء .)١٠١5/١1(‏ (؟) المرجع السابق» .)1١4/١(‏

هه"

”0 غزإس ل لالد

1 اباك همل

عصور بعده متفاوتة» وهذه الجهة أغفلها المتكلمون فى إعجاز القرآن من علمائناء مثل : أبي بكر الباقلانى والقاضى عياض .

وقد عد كثير من العلماء من وجوه إعجاز القرآن ما يعد جهة رابعة» هي : ماانطوى عليه من الأخبار عن المغيبات» مما دل على أنه منزل من علام الغيوب» وقد يدخل في هذه الجهة ما عده عياض في الشفاء وجهاً رابعاً من وجوه إعجاز القرآنء وهو ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة» مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب» فهذا معجز للعرب الأميين خاصة» وليس معجزاً لأهل الكتاب. وخاص ثبوت إعجازه بأهل الإنصاف من الناظرين في نشأة الرسول - يَكِِ - وأحواله . وليس معجزاً للمكابرين ؛ فقد قالوا إنما يعلمه بشر)”2.

4 - يناقش الجهتين الأولى والثانية المذكورتين آنفاً» ويبين أن عجز العرب هو عجز لمن سواهم» يقول: «فإعجاز القرآن من الجهتين : الأولى والثانية» متوجه للعرب. إذ هو معجز لفصحائهم وخطبائهم وشعرائهم مباشرة» ومعجز لعامتهم بواسطة إدراكهم أن عجز مقارعيه عن معارضته ‏ مع توفر الدواعي عليه هو برهان ساطع على أنه تجاوز طاقة جميعهم» ثم هو بذلك دليل على

صدق المنزّل عليه لدى بقية البشرء الذين بلغ إليهم صدى عجز العرب بلوغاً

لا يستطاع إنكاره لمعاصريه بتواتر الأخبار» ولمن جاء بعدهم بشواهد التاريخ» الل 6 اساسا بعر ا 0

أئمة البلاغة الفريةى ضاف امور ادا

٠١‏ - والجهة الثالثة من الإعجاز عنده متوجهة إلى الناس - جميعاًء ويستطيع

أن يلمسها بنفسه العربي والعجمي» يقول: «والقرآن معجز من الجهة الثالثة لللشوقاطة ؟ إعجازاً سعمر ا على سمن العصووة :هذا من حنملة هذا كله قوق

20 تفسير التحرير والتنوير» (5/1 ٠٠١‏ ه6١1‏ ). فق المرجع السابق؛ .)٠١8/١1(‏

ك0"

َس

أئمة الدين : إن القرآن هو المعجزة المستمرة على تعاقب السنين» لأنه قد يدرك إعجازه العقلاء من غير الأمة العربية؛ بواسطة ترجمة معانيه التشريعية والحكمية والعلمية والأخلاقية» وهو دليل تفصيلي لأهل تلك المعاني وإجمالي لمن تبلغه شهادتهم بذلك)”" .

١‏ ويبين أن الجهة الرابعة من الإعجاز تشمل المعاصرين للرسالة» ومن جاء بعدهم. يقول: «وهو من الجهة الرابعة ‏ عند الذين اعتبروها زائدة عن الجهات الثلاث ‏ معجز لأهل عصر نزوله إعجازاً تفصيلياً» ومعجز لمن يجىء بعدهم ممن يبلغه ذلك ؛ بسبب تواتر نقل القرآن» وتعين صرف الآيات البكتفماة عل هذا الأخيان) لى جا اريك م7

وتحدث ضمن المقدمة العاشرة عن مبتكرات القرآن» وفى مقدمتها أسلوبهء يقول: «هذا وللقرآن مبتكرات تميز بها نظمه عن بقية كلام العرب» فمنها: أنه جاء على أسلوب يخالف الشعر لا محالة» وقد نبه عليه العلماء المتقدمون. وأنا أضم إلى ذلك: أن أسلوبه يخالف أسلوب الخطابة بعض المخالفة» بل جاء بطريقة كتاب يُقصد حفظه وتلاوته» وذلك من وجوه إعجازه. إذ كان نظمه على طريقة يقة مبتكرة ؛ ليس فيها اتباع لطرائقها القديمة في الكلام. وأعد من ذلك: أنه جاء بالجمل الدالة على معان مفيدة محررة شأن الجمل العلمية والقواعد التشريعية» فلم يأت بعمومات شأنها التخصيص غير مخصوصة. و سات سد لحيل ار عتيدة ع اكوا كاد عله قرت 2137 اكترائهم بالأحوال القليلة والأفراد النادرة)0" .

١‏ - ومن مبتكرات القرآن طريقة توزيعه وتقسيمه» يقول: «ومنها أن جاء على أسلوب التقسيم والتسوير ؛ وهي سنة جديدة في الكلام العربي» أدخل بها عليه طريقة التبويب والتصنيف. وقد أومأ إليها فى الكشاف إيماء) © .

.)١١5/١1( المرجع السابق»‎ )١( .)1٠١6/١( (؟) المرجع السابق»‎ .)1٠١6/١( المرجع السابق»‎ )9( .)١7١/1١( (؟) تفسير التحرير والتنوير»‎

لا

َس

54 - ومن مبتكرات القرآن: «الأسلوب القصصي في حكاية أحوال النعيم والعذاب في الآخرة» وفي تمثيل الأحوال» وقد كان لذلك تأثير عظيم على نفوس العرب» إذ كان فن القصص مفقوداً من أدب العربية إلا نادراً)”' .

© - وذكر طريقة القرآن في سرد أقوال معانديه من العرب وغير العرب» وأقوال الأنبياء والمرسلين عليهم السلامء وكيف ينقلها من سياقها العادي إلى سياق معجز ؛ بما يلبسها من حلل صياغته» يقول: «ومما يتبع هذا أن القرآن يتصرف في حكاية أقوال المحكي عنهم ؛ فيصوغها على ما يقتضيه أسلوب إعجازه ؛ لا على الصيغة التي صدرت فيها. فهو إذا حكى أقوالاً غير عربية صاغ مدلولها في صيغة تبلغ حد الإعجاز في العربية» وإذا حكى أقوالاً عربية تصرف فيها تصرفاً يناسب أسلوب المعبر» مثل ما يحكيه عن العرب» فإنه لا يلتزم حكاية ألفاظهم بل يحكي حاصل كلامهم» وللعرب في حكاية الأقوال اتساع ؛ مداره على الإحاطة بالمعنى دون التزام الألفاظء فالإعجاز الثابت للأقوال المحكية في القرآن هو إعجاز للقرآن» لا للأقوال المحكية»”" .

وأتبع ذلك بالحديث عن تصرف القرآن بالأسماء» فقال: «ومن هذا القبيل حكاية الأسماء 3 في التمعن» فإن ار يغيرها إلى متايه حسة تارح أبي اراقع جه إل 90

وأتبع ذلك بالحديث عن تصرف القرآن بالأمثال المتداولة» فقال: «وكذلك التمثيل» فقد كان فى أدب العرب الأمثال ؛ وهى حكاية أحوال مرموز لهاء كناك اله #التلفة الى فيلا نه آو دف لي > السيكاة بالأمتال كانت تلك الجمل مشيرة إلى تلك الأحوال. إلا أنها لما تداولتها الألسن في الاستعمال» وطال عليها الأمد» نُسيت تلك الأحوال التي وردت فيهاء ولم يبق

.)١؟١/1( المرجع السابق»‎ )١( .)١1١- 1١١ /١( المرجع السابق.‎ )0( .)١5١/١( المرجع السابق»‎ )9(

504

َس

للأذهان عند النطق بها إلا الشعور بمغازيها التي تقال لأجلها . أما القرآن: فقد أوضح الأمثال وأبع تركيبهاء كقولة الى - اثَدَل لسرت روا برتهر أعمتلهر كماد َسْتَدّتٌ يه لي في يور عَاصِفِ 4 [إبراهيم : .]1١4‏ وقوله: #وَمَن 0 لس اس رد ليح في مَكَانٍ سَحِقٍ ‏ [الحج: ]"١‏ . وقوله: # ون حكفرا أعَمَلْهُمْ كراب يميه لتقا إلى قوله: 9 ]4١‏ . وقوله : # وَالَدتَ يدَعْونَ من دونو لا

وه

متواوة أ رتولا لبط كه إن الماء لِيِلْماه ومَاهْوَ يله [الرعد: 14] 2300 ,

5 - أشار العلامة ابن عاشور إلى تنوع الأساليب القرآنية» فقال: «لم يلتزم القرآن أسلوباً واحداًء واختلفت سوره وتفننت» فتكاد تكون لكل سورة لهجة خاصة» فإن بعضها بني على فواصل» وبعضها ليس كذلك. وكذلك فواتحها ٠‏ منها ما افتتح بالاحتفال كالحمدء ويا أيها الذين آمنواء وآلم ذلك الكتاب» وهي قريب مما نعبر عنه في صناعة الإنشاء بالمقدمات . ومنها ما افت: حم لبجو على الغرض من أول الأمر نحو: « الي اوناع سيل ال س5 عَمْلَهُمَ # [محمد: ]١‏ و ## برا من أله وَرَسُولِيك 4 [التوبة: 1] 206 ,

١‏ - وتحدث عن أسلوب الإيجاز في القرآن» فقال: (ومن أبدع الأساليب في كلام العرب: الإيجاز» وهو متنافسهم, وغاية تتبارى إليها فصحاؤهم» وقد جاء القرآن بأبدعه. إذ كان مع ما فيه من الإيجاز المبين في علم المعاني ؛ فيه إيجاز عظيم آخرء وهو صلوحية معظم آياته لآن تؤخذ منها معان متعددة ؛ كلها تصلح لها العبارة باحتمالات لا ينافيها اللفظ)”" .

- وتحدث عما هو جار مجرى المثل من كلام القرآن» فقال: «ومن هذا الباب ما اشتمل عليه من الجمل الجارية مجرى الأمثال» وهذا باب من أبواب البلاغة نادر في كلام البلغاء العرب» وهو الذي لأجله عدت قصيدة زهير في المعلقات» فجاء في القر انما قوق للق قر لمهالن :+ :حكن عدن كن

.,)١5١/1١( تفسير التحرير والتنوير»‎ )1١( .)1 1/1١ زفق المرجع السابق»‎ .)١5١7/1١( تفسير التحرير والتنوير»‎ )9(

252320

اكه

غزاسلبرالو

مَك * [الإسراء: 84] وقوله: #طَاعَةٌ مَعْرُوكَةٌ # [التور: 07] وقوله: 9 آدَقَمٌ

3

ىه أَحْسَنُ4 [المؤمنون : +4] 376 .

4 - وذكر ما تميز به أسلوب الإطناب فى القرآن» فقال: «وسلك القرآن مسلك الإطناب ؛ لأغراض من البلاغة» ومن أهم مقامات الإطناب: مقام توصيف الأحوال التي يراد بتفصيل وصفها: إدخال الروع في قلب السامعء وهذه طريقة عربية في مثل هذا كقول ابن زيّابة : تعتبيت, عوتحبر | فسسازر ا رأستحية في سِنةوّيُوعدأخحوالة

فمن آيات القرآن في مثله : قوله تعالى : 9 كله د بدت الاق (7) وَقِلَ من ناف ©

0220 عن ع عرصي

ون أنه راف () ولتت ساف لسّاقٍ » [القيامة : 7 -14؟] . وقوله: #قَلَوَلَا إذَا بَلَعَتِ

0

خُلْمُوم ) وَآسْرٌ جيذ تطروت » [الواقعة: 4 84] . وقوله: #مُهْطِعِيَ مقنى موسو بردتم طهر [إبراهيم : ]0 .

٠‏ وتحدث عن المشترك وكيف أغفله المفسرون» فقال: (ومن أساليب القرآن المنفرد بها التى أغفل المفسرون اعتبارها أنه يرد فيه استعمال اللفظ الدسرك فى مسمين أا قات ذا ملت المقاء يت اللقه المرية لإرانةننا يصلح منهاء واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي إذا صلح المقام لإرادتهماء وبذلك تكثر معاني الكلام مع الإيجازء وهذا من آثار كونه معجزة خارقة لعادة كلام البشرء ودال على أنه منزل من لدن العليم بكل شيء والقدير عله )9 ,

١‏ وتحدث عن اختلاف الألفاظ والمعانى باختلاف حروف الألفاظء تقال تومن ناليد الاقاة الالفاظ الى مكترب انها باعلاب حروفية أو اختلاف حركات خروفهاء وهو من أسباب اختلاف كثير من القراءات» مكل: « مَجَمَلوأ المكيكةَ اَن هُمْ حِبَدُ لمن إِتََا 4 [الزخرف: 14] قرئ عند دون

.)177/1( المرجع السابق»‎ )١( .)178/١( (؟) المرجع السابق»‎ .)١177/١( تفسير التحرير والتنويرء‎ 2)

8

و اباك همل ا غزاسه

غناك بالود

ألف. وقرى عباد بالموحدة وألف بعدها» ومثل : إِدَاهوَمُلَكَ عِنْهُ يصِدُوت 4 [الزخرف: 01] بضم الصاد وكسرها)”'" .

7 - وختم حديثه - رحمه الله - بالحديث عن أسلوبي: الجزالة والرقة في القرآن الكريمء فقال: «واعلم أن مما يندرج تحت جهة الأسلوب» ما سماه أئمة نقد الأدب بالجزالة» وما سموه بالرقة» وبينوا لكل منهما مقاماته. وهما راجعتان إلى معاني الكلام» ولا تخلو سورة من القرآن من تكرر هذين الأسلوبين. وكل منهما بالغ غايته في موقعه» فبينما تسمعه يقول: « # قل ادف لذن اح ذالى لشي لالظ ع دعاصتي رم

شو العقور يحم 4 [الزمر: *5] . ويقول : « بريد أ لجحفدَ عَسَك وَجْيقَ اوسن ضَعِيفًا» [النساء : 18] ؛ إذ تسمعه يقول: 8 فَإِنْ أعرضوأ فَقُلْ أندركة هك فل صَعِفَةٍ عَادِ وَتَمُودَ ‏ [فصلت: 17] . قال عياض في الشفا: إن عتبة بن ربيعة لما سمع هذه الآية أمسك بيده على فم النبي - يَلِ - وقال له: ناشدتك الله والرحم إلاما كففت)7" .

تلك كانت أهم معالم تفسير ابن عاشورء وقد عني كما رأينا بالبلاغة والإعجاز» وكان في هذا الميدان فارس هذا العصرء »؛ فسقى الله تربة ضمها جدثه على حسن ما قدم وأفاد» في زمن ندر فيه العارفون بالبلاغة والإعجاز.

لا لالا

)١(‏ المرجع السابق» (17/1 -8؟17). (5) المرجع السابق» (١4/1؟١).‏

دنا

له

0

الميحث الثالث: مدرسة الأدب والتصوير الفنى: سيد قطب

من أهم التفاسير في هذا العصر تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب7",. وسنحدد الحذيث عنه بالأمور الآتية: -

« أولاً: منهج سيذ قطب في تفسير الظلال

إن منهج سيد قطب يتميز بأمرين اثنين:

الأول: اعتماده على اللغة والأدب». وساعده في ذلك موهبته وتمرسه في الكتابة والصحافة والتأليف نثراً وشعراً.

والثاني: السلفية» والمقصود بها اتباع مناهج المفسرين من أهل السنةء ورفض إقحام الإسرائيليات» أو ليّ أعناق النصوص ؛ كما فعل المعتزلة في تفاسيرهم لايات الصفات ونحوها.

« ثانياً: الموقف من التفسير العلمي

ذكر الدكتور فهد الرومي أن سيد قطب رفض التفسير العلمي”''. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن سيد قطب لم يرفض التفسير العلمي على إطلاقه. وإنما رفض إخضاع آيات القرآن التي جاءت هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان لقوانين ونظريات لم يقطع العلم بصحتهاء أو ربما أقر بها اليوم وأنكرها غداًء

00 سيد بن قطب بن إبراهيم» مفكر إسلامي مصري» من مواليد قرية موشا في أسيوطء (4؟؟1 - لماه - 1١9١05‏ ككؤام). انظر الأعلام» .)١144- ١407/9(‏

(0) انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشرء .206١0١ 4948/(‏ الطبعة الأولى» /141ه/1985م.

دون

0 أيا

0

4 2 03

الو“

0

1

فكتاب الله أسمى من تتلاعب به أهواء البشرء وهو فوق الشبهات» وليس بحاجة إلى النظريات العلمية التي تثبته وتسائدهء لأن النظريات والحقائق العلمية هي الى يؤيدها الذين :لتقيف :ولنين المتكدن + لأناصتخة النين قطعية التبوس عند المؤمنين به من الجيل الأول من الصحابة وإلى قيام الساعة.

« ثالثاً: سيد قطب والبلاغيون القدماء

عرف سيد قطب البلاغيين القدماءء ودرسهم في كتابه (النقد الأدبي أصوله 'ومناهجه) وجعل إهداءه فى كتابه النقد الأدبى موجهاً إلى الشيخ عبد القاهر الجرجاني . فما هي خلاصة آراء سيد قطب في هذا الصدد ؟

ويقال في جواب السؤال السابق ما يأتي : كان موقفه سلبياً من الباحثين في البلاغة والإعجازء حيث ذكر «بأنهم شغلوا أنفسهم بمباحث عقيمة حول اللفظ والمعنى. أيهما تكمن فيه البلاغة» ومنهم من غلبت عليه روح القواعد البلاغية ؛ فأفسد الجمال الكلي المنسق» أو انصرف عنه إلى التقسيم والتبويب» ووصلوا فى هذا وذلك فى بعض الأحيان إلى درجة من الإسفاف لا تطاق)7" .

يستثني سيد قطب من موقفه السابق رجلين من رجال البلاغة» الأول: وهو الشيخ عبد القاهر الجرجاني» وقد عده سيد قطب أفضل من اشتغلوا في البلاغة والنقد قديماً وحديئاًء وأشاد بنظرية النظم التي حسمت الخلاف في مسألة اللفظ والمعنى» وقد استغرقت من النقاد ما استغرقت منذ أثارها الجاحظ . واعترف بفضله وقال: «ولو خطا خطوة واحدة في التعبير الحاسم عنها لبلغ الذروة في النقد الف" :

والرجل الثاني : هو الزمخشريء ففي حديثه عن المفسرين الذين أهملوا البحث عن الجانب الفني في القرآن» استثنى الزمخشري من هذا الحكم حيث

)١(‏ التصوير الفني في القرآنء ص (59).» دار الشروق» الطبعة الثامنق» 8407١ه/‏ 19417م. زفق المرجع السابق. ص (8؟).

يدون

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

لكان يقع له بين الحين والحين شيء من التوفيق في إدراك بعض مواضع الجمال الفنى فى القرآن200 .

« رابعاً: مراحل فهم القرآن

قسم سيد قطب مراحل فهم القرآن إلى ثلاث :

الأولى : مرحلة التذوق الفطري للفنون» وتشمل المعاصرين لفترة الوحي .

والثانية: مرحلة الإدراك لمواضع الجمال المتفرقة» وتعليل كل موضع منها تعليلاً مفرداً» وتمتد من عهد الصحابة إلى العصر الحديث .

والثالثة: هي مرحلة إدراك الخصائص العامة للجمال الفنى فى القرآن» وهي مرحلة لم يصلوا إليها أبداً لا في الأدب ولا في القرآن”" .

وهذه المرحلة كما يقول الدكتور صلاح الخالدي: «لم يمثلها إلا سيك قطب. وهذه الدراسة لم يقم بها إلا سيد قطب. على هدي هذا الهدف أرسى أسس بحوثه في مكتبة القرآن الجديدة» وقد وفق إلى كشف الطريقة العامة للتعبير القرآني» والقاعدة الكبيرة فيه» وهي التصوير الفني» ووفق في بيان سمات هذه الطريقة وألوانها»”” . القرآن عند سيد قطب, فما هو التصوير الفنى الذي اكتشفه سيد قطب ؟

يقول سيد قطب في تعريف التصوير الفني: «التصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن» فهو يعبر بالصورة المحسة المتخيلة عن المعنى الذهني» والحالة النفسية » وعن الحادث المحسوس والمشهد المنظور. وعن النموذج الإنسانى» والطبيعة البشرية. ثم يرتقي بالصورة التي يرسمها فيمنحها الحياة الشاخصة؛, أو الحركة المتجددة» فإذا المعنى الذهنى هيئة أو حركة» وإذا

() المرجع السابق» ص (58).

(9) المرجع السابق» ص 50(‏ 75).

(*) د. صلاح الخالديء نظرية التصوير الفني عند سيد قطب. ص »)١51١(‏ دار الفرقان» عمان؛ الطبعة الأولى» 07٠1اها/‏ 1947م.

ان

0 أبك همل

0

الحالة النفسية لوحة أو مشهدء وإذا النموذج الإنساني شاخص حيء. وإذا الطبيعة البشرية مجسمة مرئية» فأما الحوادث والمشاهد» والقصص والمناظرء فيردها شاخصة حاضرة:» فيها الحياة» وفيها الحركة» فإذا أضاف إليها الحوار فقد استوت لها كل عناصر التخييل)7" .

ويؤكد سيد قطب أنه هو الذي اكتشف نظرية التصوير الفنى» يقول: «لقد كان القرآن جميلاً في نفسي نعم. ولكن جماله كان أجزاء وتفاريق» أما اليوم فهو عندي جملة واحدة. تقوم على قاعدة خاصة. قاعدة. فيها من التناسق العجيب ما لم أكن أحلم به من قبل» ومالا أظن أحداً تصوره)7"' .

«خامساً: سيد قطب والمصطلحات البلاغية :

يرى الدكتور صلاح الخالدي أن سيد قطب «عرض المصطلحات البلاغية عرضاً جديداًء لم يشغل نفسه في تعريفها وتقعيدها وتبويبهاء وإنما عدها مباحث من فن القول. ولابد من توافرها في أي أسلوب أدبي بليغ»” . وما قاله الدكتور الخالدي يحتاج إلى تفصيل دقيق فنقول:

أما أن سيد قطب لم يشغل نفسه في تعريف المصطلحات وتقعيدها ؛ فهذا

وأما قوله: (عرض المصطلحات البلاغية عرضاً جديدا)» فهنا يجب أن نلحظ أربعة أمور:

الأول: أن المصطلحات البلاغية قليلة جداً عند سيد قطب مقارنة بغيره من المفسرين» وهو يميل إلى التحرر من وضع اصطلاحات جديدة© .

الثاني : أن بعض المصطلحات القديمة حافظ عليهاء ولم يجدد فيهاء ومن

1099 التصوير الفني »ل دم

زم المرجع السابق» ص .)٠١(‏

2 نظرية التصوير الفني عند سيد قطب . ص (0/5م). (5) انظر: التصوير الفني في القرآن ء ص .)١14 - ١١7(‏

لل

0 أبك همل غزاهه

غناك بالود

أمثلة ذلك قوله عند الآية: # نآو عَرثٌ لك كأنوا 572 أنَّ شِع 4 [البقرة: ل ا 1 كي 50-0 ات 1 وأدق ما فيه هو ذلك التشابه بين صلة الزارع بحرثهء وصلة الزوج بزوجه في هذا المجال الخاص : وبين ذلك النبت الذي يخرجه الحرث» وذلك النبت الذي تخرجه الزوجء وما في كليهما من تكثير وعمران وفلاح. وكل هذه الصور تنطوي تحت استعارة في بضع كلمات)”" . فهو في هذا النص استعمل من مصطلحات البلاغة: (الكنايةء التشابه» الاستعارة) في موقعها الصحيح ولم يغير فَيِها. الثالث: أنه عدل مدلولات بعض المصطلحات القديمة إلى مدلو لات جديدةء فقد قال عند الآية: 8 إنَّ لذت ,ِبَايمُوبَكَ إِنَمَا يبايضُورت أله يَدُ أل وق يديم # [الفتح : ]٠‏ : «فالصورة صورة مبايعة بالأيدي» ولتنسيق الجو كلهء جعل يد الله فوق أيديهمء واستخدم هذا التجسيم في موضع التجريد المطلق والتنزيه الخالص» وعلماء البلاغة يسمون مثل هذا مراعاة النظيرء ويعنون منه الجانب اللفظي» لأنهم لم يحاولوا أن يلحظوا جانب التصويرء ونحن تأخذ تعبيرهم نفسهء ونعني به جانب التناسق الفني في الصورة» للمحافظة على وحدة الرسم وعلى جو المشهد وعلى الانسجام العام»”" . الرابع: أنه عرض مضمون بعض المصطلحات القديمة دون لفظ الطاع» من ذلك موقفه عند الآيات: #وَإٌ َعَم هسم الْموَاعِدَ من ليت ل 0 ِنَكَ أنتَ ألسَمِيعٌ علي 9 ربا وَاجْعَلََا مُمْلِمينِ َك وَمِن دُرِيََة ل ا د لتحم (©) رَبَنَا وَآبَعَتٌ ضِهِمْ نكم يَتلوا عَلَهِمْ َايلِكَ وَيُمَلْسَهُمْ الكتتب ولليكمة ويركية إِنّكَ أنت عرو ل 17 -179] حيث قال: «قد انتهى الغا وانتهى المشهد وأسدل الستار. هنا حركة عجيبة في الانتقال من الخبر إلى الدعاع» هي التي

.)41( المرجع السابق . ص‎ )١( .)١51؟( المرجع السابق . ص‎ )9(

لون

بلتكهز

عزاسل يراليه

أحيت المشهد وردته حاضراًء فالخبر: #وَإدْ إذ رقم ِزَهِعْمٌ الْمَوَاعِدَ من ليت وَِسْمَعِِلُ 4 كان كأنما هو الإشارة برفع الستار ليظهر المشهد: البيت وإبراهيم وإسماعيل» يدعوان هذا الدعاء الطويل. وكم في الانتقال هنا من الحكاية إلى الدعاء من إعجاز فني بارز» يزيد وضوحاً لو فرضت استمرار الحكاية؛» ورأيت كم كانت الصورة تنقص لو قيل : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل بكرا ريا ابارت إلهاافي هد الصورة كايا وفي الصورة القرآنية حياة. وهذا هو الفارق الكبير. إن الحياة فى النص لتثب متحركة حاضرة. وسر الحركة كله في حذف لفظة واحدة. . . وذلك هو الإعجاز»© .

وما ذكره سيد قطب هو ما يطلق عليه في البلاغة القديمة مصطلح الالتفات» وقد أشار إليه الزمخشري في مطلع تفسيره» وذلك عند قوله تعالى : © إِيَّاكَ هدو ناك تيزف > لفان 0] فقالة : «فإن قلت: لم عدل من لفظ الغيبة إلى الخطاب؟ قلت: هذا يسمى الالتفات في علم البيان » وقد يكون من الغيبة إلى الخطاب . ومن الخطاب إلى الغيبة » ومن الغيبة إلى التكلم. . وذلك على عادة افتنانهم في الكلام وتصرفهم فيهء ولأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع» وإيقاظاً للإصغاء إليهء من إجرائه على أسلوب واحد»"” .

« سادساً: الموقف من الإعجاز

يرى سيد قطب أن القرآن معجز بنظمهء حيث قال في تفسير الآية: #الم [البقرة: :]١‏ «وقد وردت فى تفسيرها وجوه كثيرة. نختار منها أنها إشارة للتنبيه» إلى أن هذا الكتاب وولقوسة خف م الأحرف» وهى فى متناول المخاطبين به من العرب» ولكنه مع هذا هو ذلك الكتاب المعجزء الذي لايملك أن يصوغوا من تلك الحروف مثله»”” ,

للق المرجع السابق» حَن (اة).

(0) تفسير الكشاف. .)١5-1/١(‏

0) في ظلال القرآن. (١/لا ‏ 8”)». دار الشروق» بيروت»ه الطبعة الثانية» 6هم/ 1905ام.

يكن

يسَسعل

ويرى سيد قطب أن سر الإعجاز لا يعلمه إلا الله يقول: «والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً وهو مثل صنع الله في كل شيء» وصنع الناس» إن هذه التربة الأرضية مؤلفة من ذرات معلومة الصفات». فإذا أخذ الناس هذه الذرات» فقصارى ما يصوغونه منها لبنة أو أجرةء أو آنية أو أسطوانة» أو هيكلاً أو جهازاً» كائناً في وقته ما يكون. . ولكن الله المبدع يجعل من تلك الذرات حياةء حياة نابضة خافقة» تنطوي على ذلك السر الإلهي المعجزء سر الحياة» ذلك السر الذي لا يستطيعه بشرء ولا يعرف سره بشرء وهكذا القرآن»ء حروف وكلمات يصوغ منها البشر كلاماً وأوزاناً» ويجعل منها الله قرآناً وفرقاناً» والفرق بين صنع البشر وصنع الله من هذه الحروف والكلمات» هو الفرق ما بين الجسد الخامد والروح النابض., هو الفرق بين صورة الحياة وحقيقة الحياة)”".

يبقى أن نشير إلى أن إضافة سيد قطب هنا تتمثل في شيئين :

الأول: إشارته إلى الإعجاز التشريعي» وعنه يقول: «أما الإعجاز القرآني فيتجلى فى أن هذه التوجيهات» وهذه الأسس التى جاء بها القرآن لكى ينشىء الجماعة المطلمة الأول هى هي مااتزال التوجيهات والايس الضرورية لقيام الجماعة المسلمة في كل زمان ومكان» وأن المعركة التي خاضها القرآن ضد أعدائها هي ذاتها المعركة التى يمكن أن يخوضها فى كل زمان ومكانء لا. بل إن أغذاءها التقليديين الذين كان يواجههم 50 دسائسهم وكيدهم ومكرهم. هم همء ووسائلهم هي هي. . . تتغير أشكالها بتغير الملابسات» وتبقى حقيقتها وطبيعتهاء وتحتاج الأمة المسلمة في كفاحها وتوقيها إلى توجيهات هذا القرآن حاجة الجماعة المسلمة الأولى. كما تحتاج في بناء تصورها الصحيح» وإدراك موقفها من الكون والناس إلى ذات النصوص وذات التوجيهات» وتجد فيها معالم طريقها واضحة كما لا تجدها في أي مصدر آخر من مضادر المعرفة والتوجيه» ويظل القرآن كتاب هذه الأمة العامل في حياتهاء

.)09"8/1( المرجع السابق»‎ )١(

71

ل

وقائدها الحقيقي في طريقها الواقعي. ودستورها الشامل الكامل» الذي تستمد مله منهج الحياة» ونظام المجتمع . وقواعد التعامل الدولي» والسلوك الأخلاقى والعملى» وهذا هو الإعجاز)”"' .

الثاني : إشارته إلى الإعجاز في نظم آيات التشريع» وأنه لا يقل جمالاً عن غيره» بل هو أقوى. يقول عند آية المداينة (457؟) من سورة البقرة: (إن الإعجاز في صياغة آيات التشريع هنا لهو الإعجاز في صياغة آيات الإيحاء والتوجيه. بل هو أوضح وأقوى. لأن الغرض هنا دقيق يحرفه لفظ واحدء ولا ينوب فيه لفظ عن لفظء ولولا الإعجاز ما حقق الدقة التشريعية المطلقة» والجمال الفني المطلق على هذا النحو الفريد)»”" .

2 وهذا القول له أهميته القصوى. لآن إبراز سحر البلاغة وعظمة الإعجاز فى

آيات التشريع ؛ يتغافل عنه الكثيرون بسبب صعوبته» فهو لا يمنحك معرفته إلا بعد كد وجهد» وليس الأمر كذلك في الايات التى تعنى بالكون والقصص وغير ذلكة "زهو أم ركان الناقلاي قد أشاق إليه بإيهان فى ديه خن تزجره اعجار القرآن فقال: (إن المعاني التي تضمنها في أصل وضع الشريعة» والأحكام والاحتجاجات في أصل الدين» والرد على الملحدين على تلك الألفاظ البديعة» وموافقة بعضها بعضاً في اللطف والبراعة مما يتعذر على البشر ويمتنع»”"". بيد أن دراسة هذا الجانب من وجوه إعجاز القرآن لم تلق حقها من الدراسة كما لقيته عند سيد قطب هنا .

.)١175/١( المرجع السابق»‎ )١(

(؟) المرجع السابق» .)0775/1١(‏

(9) إعجاز القرآنء تحقيق السيد صقرء ص (15).

(:) انظر بحثنا: (التجديد في منهجية التفسير بين الزمخشري وسيد قطبء دراسة تحليلية تطبيقية مقارنة) المنشور في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية» مجلس النشر العلمى بجامعة الكويت» العدد (405) ربيع الأول 17ه/يونيو ١0٠7م.‏ وهو أحد فضنا درن هنا.

184

ل

ه سابعاً: نموذج من الظلال حول قصة آدم في سورة البقرة

ذكر سيد قطب في قصة آدم [الآيات 74-1٠‏ من سورة البقرة] كلاماً نفيساً

نثبت بعضه ؛ لأنه يعطي صورة عن جهوده في التفسير وفي بيان القصص القرآني» بأسلوب ميسر قريب من نفس القارئ» يقول :

يرد القصص في القرآن في مواضع ومناسبات . وهذه المناسبات التي يساق القصص من أجلها هي التي تحدد مساق القصة» والحلقة التي تعرض منهاء والصورة التي تأتي عليهاء والطريقة التي تؤدى بها. تنسيقاً للجو الروحي والفكري والفني الذي تعرض فيه. وبذلك تؤدي دورها الموضوعي» وتحقق غايتها النفسية» وتلقي إيقاعها المطلوب .

ويحيلت ل ل القرآني» لأن القصة الواحدة قد يتكرر عرضها في سور شتى . ولكن النظرة الفاحصة تؤكد أنه ما من قصةء أو حلقة من قصة قد تكررت فى صورة واحدة» من ناحية القدر الذي يساق» وطريقة الآداء فى :البيياق« أن جما تكرورت بجدلقة كاذتهتالك بعديه توك

ينفى حقيقة التكرار. ال + بمعنى التزويق الذي لا يتقيد بواقع كن ل

كل من ينظر في هذا القرآن» وهو مستقيم الفطرة» مفتوح البصيرة» هو أن المناسية الموضوعية هي التي تحدد القدر الذي يعرض من القصة فى كل موضع » كما تحدد طريقة العرض وخصائص الأداء . والقرآن كتاب صو ودستور نظام» ومنهج حياة» لا كتاب رواية ولا تسلية ولا تاريخ. وفي سياق الدعوة يجيء القصص المختارء بالقدر وبالطريقة التي تناسب الجو والسياق» وتحقق الجمال الفني الصادق» الذي لا يعتمد على الخلق والتزويق» ولكن يعتمد على إبداع العرض» وقوة الحق. وجمال الآداء.

وقصص الأنبياء ة في القرآن يمثل موكب الإيمان في طريقه الممتد الواصل الطويل. ويعرض قصة الدعوة إلى الله واستجابة البشرية لها جيلاً بعد جيل ؛

ا

ييلعلا

كما يعرض طبيعة الإيمان في نفوس هذه النخبة المختارة من البشرء وطبيعة تصورهم للعلاقة بينهم وبين ربهم الذي خصهم بهذا الفضل العظيم . ٠‏ وتتبع هذا الموكب الكريم في طريقه اللاحب يفيض على القلب رضا ونوراً وشفافية » ويشعره بنفاسة هذا العنصر العزيز عنصر الإيمان ‏ وأصالته في الوجود. كذلك يكشف عن حقيقة التصور الإيمانى» ويميزه فى الحس من سائر التصورات الدخيلة . . ومن ثم كان القصص شطراً كبيراً من كتاب الدعوة الكريم .

فلننظر الآن في قصة آدم ‏ كما جاءت هنا في ضوء هذه الإيضاحات .

إن السياق ‏ فيما سبق يستعرض موكب الحياة» بل موكب الوجود كله . ثم يتحدث عن الأرض - في معرض آلاء الله على الناس - فيقرر أن الله خلق كل مافيها لهم . . فهنا في هذا الجو تجيء قصة استخلاف آدم في الأرض» ومنحه مقاليدهاء على عهد من الله وشرطء وإعطائه المعرفة التي يعالج بها هذه الخلافة. كما أنها تمهد للحديث عن استخلاف بنى إسرائيل فى اللأرض بعهد من الله ؛ ثم عزلهم عن هذه الخلافة» وتسليم مقاليدها للأمة المسلمة الوافية بعهد الله [ كما سيجيء ] فتتسق القصة مع الجو الذي تساق فيه كل الاتساق.

فلنعش لحظات مع قصة البشرية الأولى وما وراءها من إيحاءات أصيلة :

ع فين

ها نحن أولاء ‏ بعين البصيرة فى ومضات الاستشراف ‏ فى ساحة الملا الأعلى ؛ وها نحن أولاء نسمع ونرى قصة البشرية الأولى :

# وَإِدْكَالَرَبْلك لِلْسَبِكَة إن جَاعِلُ ف الْأَرضٍ حَلِيمَةٌ) .

وإذاً فهي المشيئة العليا تريد أن تسلم لهذا الكائن الجديد في الوجودء زمام هذه اللأرض» وتطلق فيها يده» وتكل إليه إبراز مشيئة الخالق في الإبداع والتكوين» والتحليل والتركيب» والتحوير والتبديل » وكشف ما في هذه الأرض من قوى وطاقات» وكنوز وخامات» وتسخير هذا كله بإذن الله فى المهمة الضخمة التى وكلها الله إليه .

وإذاً فقد وهب هذا الكائن الجديد من الطاقات الكامنة» والاستعدادات

ل

المذخورة كفاء ما في هذه الأرض من قوى وطاقات» وكنوز وخامات ؛ ووهب ون القرى لكيه حكن اسلو الاليية

وإذاً فهنالك وحدة أو تناسق بين النواميس التي تحكم الأرض - وتحكم الكون كله والنواميس التي تحكم هذا المخلوق وقواه وطاقاته» كي لا يقع التصادم بين هذه النواميس وتلك ؛ وكي لا تتحطم طاقة الإنسان على صخرة الكون الضخمة!

وإذاً فهي منزلة عظيمة» منزلة هذا الإنسان» في نظام الوجود على هذه الأرض الفسيحة . وهو التكريم الذي شاءه له خالقه الكريم .

هذا كله بعض إيحاء التعبير العلوي الجليل : « إن لالض طَلِيكَة» حين نتملاه اليوم بالحس اليقظ والبصيرة المفتوحة» ورؤية ما تم في الأرض على يد هذا الكائن المستخلف في هذا الملك العريض!

. لكَالوَا تحمَلُ دبا مَن يُنْيِدُ نيا وَيَسْفِكَ الدْمكَ وَتَنُ ُِيَحُ بحَدْدِكَ وَُقَدِسُ لك» .

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال» أو من تجارب سابقة في الأرض»ء أو من إلهام البصيرة» ما يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق» أو من مقتضيات حياته على الأرض ؛ وما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون أنه سيفسد في الأرض» وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق» وإلا السلام الشامل ‏ يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له. هو وحده الغاية المطلقة للوجود. وهو وحده العلة الأولى للخلق » وهو متحقق بوجودهم هم» يسبحون بحمد الله ويقدسون له ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته!

لقد خفيت عليهم حكمة المشيئة العلياء في بناء هذه الأرض وعمارتهاء وفي تنمية الحياة وتنويعهاء وفي تحقيق إرادة الخالق وناموس الوجود في تطويرها وترقيتها وتعديلهاء على يد خليفة الله في أرضه. هذا الذي قد يفسد أحياناً» وقد يسفك الدماء أحياناً» ليتم من وراء هذا الشر الجزئي الظاهر خير

ون

ل

أكبر وأشمل. خير النمو الدائم» والرقي الدائم. خير الحركة الهادمة البانية. خير المحاولة التى لا تكف». والتطلع الذي لا يقف. والتغيير والتطوير في هذا الملك الكبير .

عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء» والخبير بمصائر الأمور:

و

© قَالَ اق عَلَّمُ مالا كَلَمُونَ4

وَعَلم ادم الأنهاء لها مم عَرَصَهُم َل الْمكتكَة ققَالَ لون سه هلول إن كت دقن 9 َالو سبِحَمَك لاعلم لنا إلا مَاعَلَمتَ إِنَكَ أنَتَ ألمْلِيمْ الحكيم 2 َال ادم الْبنهُم بأنعآبوم كلما أنأهم أتمتبوم كَل ألم أل لَكُم إِفْ ألم عَيْبَ الات وَالأَرض

و عْلَممَابُدُونَ وَمَا كُتُم تَكنمُوَ 4

ها نحن أولاء ‏ بعين البصيرة في ومضات الاستشراف - نشهد ما شهده الملائكة فى الملا الأعلى . . ها نحن أولاء نشهد طرفاً من ذلك السر الإلهى العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري» رقع اانا لو ال 1 القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات. سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها ‏ وهى ألفاظ منطوقة ‏ رموزاً لتلك الأشخاص والأشياء المسوشة .رهن قدرة ذات فبمة كبرى فى بحياة الإلسنان غلن الأرمن . تراه قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى» لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات» والمشقة في التفاهم والتعامل» حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

فأما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية» لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم. فلما علم الله آدم هذا السرء وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء. لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء

إنفننا

َس

والشخوص 3 وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم. والاعتراف بعجزهم. والإقرار ببيحدود علمهم . وهو ما علمهم فم ب وعرف آدم 5 ١‏ ثم كان هذا م

#قَلَ أَلَمْ أكل لَكُمْ إِنّ أعَلَمُ عَيْبَ السَمَوبٍ وَالأَرَضٍ وَأَعْلمْ مَا يُدُونَ وَمَا كنم

تكنبون ف .

2 وَإِدْنَالْملَهِكَرَ 7 ع دو لدم مسجذو# .

إنه التكريم في أعلى صوره. لهذا المخلوق الذي يفسد في الأرض ويسفك المعرفةء كما وهب سر الإرادة المستقلة التي تختار الطريق . . إن ازدواج طبيعته» وقدرته على تحكيم إرادته في شق طريقه. واضطلاعه بأمانة الهداية إلى الله بمحاولته الخاصة . . إن هذا كله بعض أسرار تكريمه .

كد سوا م لَه بيس أ وَاسَتّكرٌ

من الكفست 4 .

معرفة الفضل لأهله . والعزة بالإثم . والاستغلاق عن الفهم .

ويوحي السياق أن إبليس لم يكن من جنس الملائكة؛ إنما كان معهم . فلو كان منهم ما عصى . وصفتهم الأولى أنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . والاستثناء هنا لا يدل على أنه من جنسهم. فكونه معهم يجيز هذا الاستثناء؛ كما تقول: جاء بنو فلان إلا أحمد . وليس منهم إنما هو عشيرهم وإبليس من الجن بنص القرآن» والله خلق الجان من مارج من نار . وهذا يقطع بأنه ليس من الملائكة .

والآن . لقد انكشف ميدان المعركة الخالدة . المعركة بين خليقة الشر فى إبليس» و خليفة الله في الأرض . المعركة الخالدة فى ذخ ضمير الإنسان. المعركة التى ينتصر فيها الخير بمقدار ما يستعصم الإنسان بإرادته وعهذه فع ربه»

امم

َس

# وها كَادَمْ سكن أت وَرَوْجْكَ لَه وكا نهنا رَعَدَاحِدَتٌ ْنَا وكا قربا زو الشّجرة ون الري» .

اكد امت الها كل :تفال الحدة رذن :الاشدرة .راسد وزيا كانت ترمز للمحظور الذي لا بد منه فى حياة الأرض . فبغير محظور لا تنبت الإرادة» ولا يتميز الإنسان المريد من الحيوان المسوق». ولا يمتحن صبر الإنسان على الوفاء بالعهد والتقيد بالشرط . فالإرادة هي مفرق الطريق . والذين يستمتعون بلا إرادة هم من عالم البهيمة. ولو بدوا في شكل الادميين!

«َدَلَهُمَا لطن عه فأجَهُمَا مكنا فد 4 .

ويا للتعبير المصور: (أزلهما) . . إنه لفظ يرسم صورة الحركة التي يعبر . عنها. وإنك لتكاد تلمح الشيطان وهو يزحزحهما عن الجنة» ويدفع بأقدامهما فتزل وتهوي!

عندئذ تمت التجربة : نسي آدم عهده وضعف أمام الغواية 5 وعندئذ حقت كلمة الله وصرح قضاؤه:

رمم صء ‏ 3 وله وو سظء ارم ع قد لله سم وو سعط رس ةع 1

وقلنا أهيطوا بِعم يلبعض عَد و ولكر ف ا لأرضٍ مسَئم رومع إل جين #

وكان هذا إيذاناً بانطلاق المعركة في مجالها المقدر لها . بين الشيطان والإنسان . إلى آخر الزمان .

ونهض آدم من عثرته» بما ركب في فطرتهء وأدركته رحمة ربه التى تدركه دائماً عندما يثوب إليها ويلوذ بها .

علق ءامن ويد كلح كاب عََةْ يهو الاب التي

وتمت كلمة الله الأخيرة» وعهده الدائم مع آدم وذريته . عهد الاستخلاف في هذه الأرض» وشرط الفلاح فيها أو البوار.

ودسصء 51 وس س اي نر قر يسع سد روس مسا لوس ع يس به ف دي و يمره أ قُلْنَا آَهِيطوأ متها ججِيعَافَإِمَايَتِيَتَكُم مق هُدَى هْمَن يَِمَ هُدَاىَ فََاحَوَفُ عَلنِم وَلَاهُمْ

كرود( وَاَلَدِينَ كرا وَكَذَوأ اما وليك أَحْحَبْ الثَارِ هم فيا خَلِدُونَ» وانتقلت المعركة الخالدة إلى ميدانها الأصيل» وانطلقت من عقالها ما تهدأ

من

0 ا 0

غزاسلبرالو

لحظة وما تفتر. وعرف الإنسان فى فجر البشرية كيف ينتصر إذا شاء الانتصار» وكيف ينكسر إذا اختار لنفسه الخسار . .

دروس واستنباطات من قصة آدم :

وبعد فلا بد من عودة إلى مطالع القصة . قصة البشرية الأولى .

لقد قال الله تعالى للملائكة: 9 إِفٍْ جَاعِلُ في الْأَرَضٍ حَلِيمَة 4. . وإذاً فآدم مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى . ففيم إذاً كانت تلك الشجرة المحرمة ؟ وفيم إذاً كان بلاء آدم ؟ وفيم إذاً كان الهبوط إلى الأرضء» وهو مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى؟ .

لعلني ألمح أن هذه التجربة كانت تربية لهذا الخليفة وإعداداً. كانت إيقاظاً للقوى المذخورة فى كيانه . كانت تدريباً له على تلقى الغواية» وتذوق العاقبة» وتجرع الندامة» ومعرفة العدو» والالتجاء بعد ذلك إلى الملاذ الأمين.

إن قصة الشجرة المحرمة» ووسوسة الشيطان باللذةء» ونسيان العهد بالمعصية» والصحوة من بعد السكرة» والندم وطلب المغفرة 5 إنها هى تجربة البشرية المتجددة المكرورة!

لقد اقتتضت رحمة الله بهذا المخلوق أن يهبط إلى مقر خلافته» مزوداً بهذه التجربة التي سيتعرض لمثلها طويلاً. استعداداً للمعركة الدائبة وموعظة وتحذيرا .

وبعد . . مرة أخرى . . فأين كان هذا الذي كان ؟ وما الجنة التى عاش فيها آدم وزوجه حيناً من الزمان ؟ ومن هم الملائكة ؟ ومن هو إبليس . . كيف قال الله تعالى لهم وكيف أجابوه؟ . . . ذا وأمثاله في القرآن الكريم غيب من الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه ؛ وعلم بحكمته أن لا جدوى للبشر في معرفة كنهه وطبيعته» فلم يهب لهم القدرة على إدراكه والإحاطة بهء بالأداة التي وهبهم إياها لخلافة الأرض» وليس من مستلزمات الخلافة أن نطلع على

م

له

غزاسلبرالو

هذا الغيب . وبقدر ما سخر الله للإنسان من النواميس الكونية وعرفه بأسرارهاء الإنسان مثلاً على الرغم من كل ما فتح له من الأسرار الكونية يجهل ما وراء اللحظة الحاضرة جهلاً مطلقاً. ولا يملك بأي أداة من أدوات المعرفة المتاحة له أن يعرف ماذا سيحدث له بعد لحظة. وهل النفس الذي خرج من فمه عائد أم هو آخر أنفاسه ؟ وهذا مثل من الغيب المحجوب عن البشرء لأنه لا يدخل فى مقتضيات الخلافة ٠.‏ بل ربما كان معوقاً لها لو كشف للإنسان عنه! وهنالك ألوان من مثل هذه الأسرار المحجوبة عن الإنسان» في طي الغيب الذي لا يعلمه إلا الله .

ومن ثم لم يعد للعقل البشري أن يخوض فيهء لأنه لا يملك الوسيلة للوصول إلى شيء من أمره. وكل جهد يبذل في هذه المحاولة هو جهد ضائع» ذاهب سدى» بلا ثمرة ولا جدوى.

وإذا كان العقل البشري لم يوهب الوسيلة للاطلاع على هذا الغيب المحجوب ؛ فليس سبيله إذاً أن يتبجح فيتكر . . فالإنكار حكم يحتاج إلى المعرفة. والمعرفة هنا ليست من طبيعة العقل. وليست في طوق وسائله. ولااهي ضرورية له في وظيفته!

إن الاستسلام للوهم والخرافة شديد الضرر بالغ الخطورة. ولكن أضر منه وأخطرء التتكر للمجهول كله وإنكاره؛ واستبعاد الغيب لمجرد عدم القدرة على الإحاطة به . . إنها تكون نكسة إلى عالم الحيوان الذي يعيش في المحسوس وحده. ولا ينفذ من أسواره إلى الوجود الطليق.

فلندع هذا الغيب إذاً لصاحبه. وحسبنا ما يقص لنا عنه. بالقدر الذي يصلح لنا في حياتناء ويصلح سرائرنا ومعاشنا. ولنأخذ من القصة ما تشير إليه من حقائق كونية وإنسانية» ومن تصور للوجود وارتباطاته؛ ومن إيحاء بطبيعة الإنسان وقيمه وموازينه . . فذلك وحده أنفع للبشرية وأهدى. وفي اختصار يناسب ظلال القرآن سنحاول أن نمر بهذه الإيحاءات والتصورات والحقائق مروراً مجملاٌ سريعاً.

يفن

ل

إن أبرز إيحاءات قصة آدم ‏ كما وردت في هذا الموضع هو القيمة الكبرى التي يعطيها التصور الإسلامي للإنسان ولدوره في الأرض» ولمكانه في نظام الوجودء وللقيم التي يوزن بها. ثم لحقيقة ارتباطه بعهد الله وحقيقة هذا العهد الذي قامت خلافته على أساسه. . وتتبدى تلك القيمة الكبرى التي يعطيها 0 الإسلامي للإنسان في الإعلان العلوي الجليل في الملا الأعلى الكريم»

أنه مخلوق ليكون خليفة في الأرض ؛ كما تتبدى في أمر الملائكة بالسجود له. وفي طرد إبليس الذي استكبر وأبى» وفي رعاية الله له أولاً وأخيراً.

ومن هذه النظرة للإنسان تنبثق جملة اعتبارات ذات قيمة كبيرة في عالم التصور وفي عالم الواقع على السواء .

وأول اعتبار من هذه الاعتبارات: هو أن الإنسان سيد هذه الأرض» ومن أجله خلق كل شيء فيها ‏ كما تقدم ذلك نصاً ‏ فهو إذاً أعز وأكرم وأغلى من كل شيء مادي» ومن كل قيمة مادية في هذه الأرض جميعاً. ولا يجوز إذاً أن تيد ار ايك انهاه فرفين قشم ماده ان ال ادي ٠‏ . لا يجوز أن يعتدي على أي مقوم من مقومات إنسانيته الكريمة» ولا أن تهدر أية قيمة من قيمه لقاء تحقيق أى كتبياهادىق» أو إنتاج أي شيء مادي» أو تكثير أي عنصر مادي : فهذه الماديات كلها مخلوقة ‏ أو مصنوعة ‏ من أجله . من أجل تحقيق إنسانيته

من أجل تقرير وجوده الإنساني. فلا يجوز إذاً أن يكون ثمنها هو سلب قيمة من قيمه الإنسانية: أو نقص مقوم من مقومات كرامته .

والاعتبار الثاني : هو أن دور الإنسان في الأرض هو الدور الأول. فهو الذي يغير ويبدل في أشكالها وفي ارتباطاتها ؛ وهو الذي يقود اتجاهاتها ورحلاتها. وليست وسائل الإنتاج ولا توزيع الإنتاج» هي التي تقود الإنسان وراءها ذليلاً فيليا كنا تصتووة المذاهب المادية التي تحقر من دور الإنسان وتصغرء بقدر ما تعظم في دور الآلة وتكبر!

إن النظرة القرآنية تجعل هذا الإنسان بخلافته في الأرض» عاملاً مهماً في نظام الكون» ملحوظاً في هذا النظام . فخلافته في الأرض تتعلق بارتباطات شتى مع السموات ومع الرياح ومع الأمطارء ومع الشموس والكواكب .

ل

1 هم

ل

وكلها ملحوظ في تصميمها وهندستها إمكان قيام الحياة على الأرضء. وإمكان قيام هذا الإنسان بالخلافة . . فأين هذا المكان الملحوظ من ذلك الدور الذليل الصغير الذي تخصصه له المذاهب المادية» ولا تسمح له أن يتعداه؟!

وما من شك أن كلاً من نظرة الإسلام هذه ونظرة المادية للإنسان تؤثر في طبيعة النظام الذي تقيمه هذه وتلك للإنسان ؟؛ وطبيعة احترام المقومات الإنسانية أو إهدارها ؛ وطبيعة تكريم هذا الإنسان أو تحقيره . . وليس ما نراه في العالم المادي من إهدار كل حريات الإنسان وحرماته ومقوماته في سبيل توفير الإنتاج المادي وتكثيره» إلا أثراً من آثار تلك النظرة إلى حقيقة الإنسان» وحقيقة دوره في هذه الأرض !

كذلك ينشأ عن نظرة الإسلام الرفيعة إلى حقيقة الإنسان ووظيفته إعلاء القيم الأدبية في وزنه وتقديره» وإعلاء قيمة الفضائل الخلقية» وتكبير قيم الإيمان والصلاح والإخلاص في حياته. فهذه هي القيم التي يقوم عليها عهد استخلافه : فإما يأتيتكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . . . وهذه القيم أعلى وأكرم من جميع القيم المادية هذا مع أن من مفهوم الخلافة تحقيق هذه القيم المادية» ولكن بحيث لا تصبح هي الأصل ولا تطغى على تلك القيم العليا - ولهذا وزنه في توجيه القلب البشري إلى الطهارة والارتفاع والنظافة في حياته. بخلاف ما توحيه المذاهب المادية من استهزاء بكل القيم الروحيةء وإهدار لكل القيم الأدبية» في سبيل الاهتمام المجرد بالإنتاج والسلع ومطالب البطون كالحيوان!' |

وفي التصور الإسلامي إعلاء من شأن الإرادة في الإنسان فهي مناط العهد مع اللهء وهي مناط التكليف والجزاء . . إنه يملك الارتفاع على مقام الملائكة بحفظ عهده مع ربه عن طريق تحكيم إرادته» وعدم الخضوع لشهواته, والاستعلاء على الغواية التي توجه إليه. بينما يملك أن يشقي نفسه ويهبط من عليائه» بتغليب الشهوة على الإرادة» والغواية على الهداية» ونسيان العهد الذي يرفعه إلى مولاه. وفي هذا مظهر من مظاهر التكريم لا شك فيه؛ يضاف إلى عناصر التكريم الأخرى. كما أن فيه تذكيراً دائماً بمفرق الطريق بين السعادة

خض

0 أ هم

0

والشقاوة» والرفعة والهبوط» ومقام الإنسان المريد ودرك الحيوان المسوق!

وفي أحداث المعركة التي تصورها القصة ب ل ار بطبيعة المعركة. إنها بين عهد الله وغواية الشيطان بين الإيمان والكفر. بين الحق والباطل . بين الهدى والضلال . . والإنسان هو نفسه ميدان ام : وهو نفسه الكاسب أو الخاسر فيها. وفي هذا إيحاء دائم له باليقظة ؛ وتوجيه دائم له بأنه جندي في ميدان ؛ وأنه هو صاحب الغنيمة أو السلب في هذا الميدان!

وأخيراً تجيء فكرة الإسلام عن الخطيئة والتوبة . . إن الخطيئة فردية والتوبة فردية. في تصور واضح بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض . . ليست هنالك خطيئة مفروضة على الإنسان قبل مولده ‏ كما تقول نظرية الكنيسة - وليس هنالك تكفير لاهوتي» كالذي تقول الكنيسة إن عيسى - عليه السلام - [ابن الله بزعمهم] قام به بصلبه» تخليصاً لبني آدم من خطيئة آدم ! . . كلا ! خطيئة آدم كانت خطيئته الشخصية» والخلاص منها كان بالتوبة المباشرة في يسر وبساطة. وخطيئة كل ولد من أولاده خطيئة كذلك شخصية والطريى مفتوح للتوبة في يسر وبساطة . . تصور مريح صريح . يحمل كل إنسان وزره» ويوحي إلى كل إنسان بالجهد والمحاولة وعدم اليأس والقنوط . . إنَ أله نم4

هذا طرف من إيحاءات قصة آدم ‏ في هذا الموضع - نكتفي به في ظلال القرآن . وهو وحده ثروة من الحقائق والتصورات القويمة ؛ وثروة من الإويحاءات والتوجيهات الكريمة ؛ وثروة من اللأسس التي يقوم عليها تصور اجتماعي وأوضاع اجتماعية» يحكمها الخلق والخير والفضيلة. ومن هذا الطرف نستطيع أن ندرك أهمية القصص القرآني في تركيز قواعد التصور الإسلامي ؛ وإيضاح القيم التي يرتكز عليها. وهي القيم التي تليق بعالم صادر عن الله» متجه إلى الله» صائر إلى الله فى نهاية المطاف . . عقد الاستخلاف فيه قائم على تلقي الهدى من الله» والتقيد بمنهجه في الحياة . ومفرق الطريق فيه أن يسمع الإنسان ويطيع لما يتلقاه من الله أو أن يسمع الإنسان ويطيع لما

لكا

ييلعلا

يدله غليه الشيطانة: .وليس هناك ظريق "ثالف. .3 إنا الله وما القيطان - إنا الهدى وإما الضلال . إما الحق وإما الباطل . إما الفلاح وإما الخسران . وهذه الحقيقة هي التى يعبر عنها القرآن كلهء بوصفها الحقيقة الأولى» التى تقوم عليها سائر التصورات» وسائر الأوضاع في عالم الإنسان)”" .

ونحن نلحظ من هذا النص الاتى :

١‏ - حدد سيد قطب وظيفة القصص القرآنى» فهو يرد في مواضع ومناسبات» وهذه المناسبات هى التى تحدد مساق القصة» والحلقة التى تعرض منهاء والصورة التي تأتي عليهاء وبذلك تؤدي دورها الموضوعي. وتحقق غايتها النفسية .

" - يفند فكرة التكرار في القصص القرانى» لأنه حيثما تكررت القصة كان هنالك جديد تؤديه» ينفي حقيقة التكرار.

" - رفض فكرة مخالفة القصص القرآني للواقع بقصد الفن والتزويق ؛ لأن العرض » وقوة الحق» وجمال الأداء.

4 - تلخص قصص الأنبياء رحلة موكب الإيمان عبر تاريخ البشرجيلاٌ بعد جيل ؛ كما يعرض طبيعة الإيمان في نفوس هذه النخية المختارة من البشر.

4 -يرى أن سياق قصة آدم ب يستعرض موكب الحياة» بل موكب الوجود كله .

5 - آدم مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى» وكان بلاء آدم وهبوطه إلى الأرضء» تربية لهذا الخليفة وإعداداً. كانت تدريباً له على تلقى الغواية» وتذوق العاقبة» وتجرع الندامة» ومعرفة العدو. والالتجاء بعد ذلك إلى الملاذ الأمين . 1

7- إن قصة آدم بما فيها من أحداث وابتلاءات هى تجربة البشرية المتجددة المكرورة!

.)5١- 58 /١( في ظلال القرآن»‎ )1١(

57

ل

4 لقد اقتضت رحمة الله بهذا المخلوقٌ أن يهبط إلى مقر خلافته» مزوداً بهذه التجربة التى سيتعرض لمثلها طويلاً: استعداداً للمعركة الداتبة» وموعظة وتحذيراً .

4 في قصص القرآن الكريم غيب استآأثر الله تعالى بعلمه ؛ وعلم بحكمته أن لا جدوى للبشر في معرفة كنهه وطبيعته» كالسؤال عن الجنة التي عاش فيها

٠‏ - إن أبرز إيحاءات قصة آدم هو القيمة الكبرى التي يعطيها التصور الإسلامي للإنسان ولدوره في الأرض» ولمكانه في نظام الوجودء وللقيم التي يوزن بها. ثم لحقيقة ارتباطه بعهد الله» وحقيقة هذا العهد الذي قامت خلافته على أساسه .

١-الإنسان‏ سيد هذه الأرض» فهو خليفة» ومن أجله خلق كل شىء فيهاء

. -يعلي الإسلام القيم الأدبية والفضائل الخلقية‎ ١١

١‏ - وفى التصور الإسلامى إعلاء من شأن الإرادة فى الإنسان ؛ فهى مناط

4 - في التصور الإسلامى تذكير دائماً بمفرق الطريق بين السعادة والشقاوة.

© - هناك معركة دائمة بين عهد الله وغواية الشيطان» والإنسان هو نفسه

7 فكرة الإسلام عن الخطيئة والتوبة أن الخطيئة فردية والتوبة فردية» وليست هنالك خطيئة مفروضة على الإنسان قبل مولده كما تقول نظرية الكئنسة .

- في قصة آدم ثروة من الحقائق والتصورات القويمة» ومن الإيحاءات والتوجيهات الكريمة» وثروة من الأسس الاجتماعية» وهنا تكمن أهمية القصص القرآني في تركيز قواعد التصور الإسلامي. ا

له

غزاسلبرالو

هكذا يعالج سيد قطب القصص القرآني» ويتناول الآيات القرآنية بأسلوب أدبي رائق» بعيداً عن الإسرائيليات والمباحث الكلامية والفلسفية» وبلغة سهلة محببة إلى النفس» استطاع من خلالها أن ينقل معاني القرآن إلى نفوس أبنائه» وكأنه يتنزل بينهم» وليس قبل أربعة عشر قرناً» وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء»

وهو ذو الفضل العظيم .

ل لا لا

نان

َس

المبحث الرايع:

اتجاهات جديدة في البلاغة

أولاً: دراسات كلاسيكية فى حلة جديدة

هنالك كثير من الكتب التي تدور في فلك البلاغة القديمة بأسلوب ميسر

١‏ -جواهر البلاغة لأحمد الهاشمي”2

وقد جاء في مقدمته: «وبعد: فإن العلوم أرفع المطالب» وأنفع المآرب» وعلم البلاغة من بينها أجلها شأناً وأبينها تبياناً» إذ هو الكفيل بإيضاح حقائق التنزيل» وإفصاح دقاتق التأويل» وإظهار دلائل الإعجازء ورفع معالم الإيجازء ولاشتغالي بتدريس البيان بالمدارس الثانوية» كانت البواعث داعية إلى تأليف كتاب جواهر البلاغة» جامعاً للمهمات من القواعد والتطبيقات)”"' . والبيان والبديع بأسلوب مبسط» وفي ذيل كل مبحث تطبيقات مع الإجابة عليهاء ولم يخرج عن قواعد البلاغة القديمة.

)١(‏ أحمد بن إبراهيم الهاشمي» أديب » معلم مصري.» من تلاميذ الشيخ محمد عبذه» (94؟١ 1‏ اثتلااه - غلاما ‏ 1947م). انظر: الأعلام (90/1).

(؟) جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع» ص(”7).

328

له

عزاسل يراليه

" - علوم البلاغة للمراغي”!2

ألف أحمد مصطفى المراغي - أستاذ العربية بكلية دار العلوم ‏ كتابه : (علوم البلاغة : البيان المعاني البديع) » وقال في مقدمته: (وبعد فإن موضع علوم البيان من علوم العربية موضع الرأس من الإنسان. أو اليتيمة من قلائد العقيان» فهي مستودع سرهاء ومظهر جلالهاء فلا فضيلة لكلام على كلام» إلا بما يحويه من لطائفهاء ويودع فيه من مزاياها وخصائصهاء ولا تبريز لمتكلم على آخر إلا بما يحوكه من وشيهاء ويلفظه من درهاء وينفثه من سحرهاء ويجنيه من يانع ثمرهاء إلى أن بها نعرف وجه إعجاز القرآن» وندرك ما فيه من خصائص البيان»ء ونفهم براعة أسلوبهء وانسجام تأليفه.ء وسهولة نظمه وسلامتهء وعذوبته وجزالته» إلى تلك المحاسن التي أسالت على العرب الوادي عجزاً حتى حارت عقولهم: وقصرت عن بلوغ شأوه جهابذتهم وفحولهم»9 .

وقد بدأ الكتاب بنبذة في تاريخ علوم البيان أو علوم النقد أو علوم البلاغة» اليه ترح المطياحة رالاد يه لخ رامد اويا زه اول مر صويعات علم المعاني والبيان والبديع ضمن أبواب ومباحث» وغالباً ما يذكر تدريبات مصحوبة بالإجابة عقب كل مبحث. ولم يخرج عن قواعد البلاغة القديمة.

“- البلاغة الواضحة لعلي الجارم”"© ومصطفى أمين

وقد جاء في مقدمة الكتاب: «فهذا كتاب وضعناه في البلاغة» واتجهنا فيه كثيراً إلى الأدب» رجاء أن يجتلي الطلاب فيه محاسن العربية» ويلمحوا ما في سا لبها ع علذال وحمال: ويدرسوا أفانين القول وضروب التعبير» ما يهب

)١(‏ أحمد بن مصطفى المراغيء مفسر مصريء من العلماء» تخرج بدار العلوم سنة توفي بالقاهرة (19/1١ه/‏ 1967م). انظر: الأعلام» (508/1).

(؟) علوم البلاغة» ص (02) دار القلم» بيروت» الطبعة الثانية» 19815م.

إفرف على بن سبال الحاو أديب مصري من رجال التعليم» له شعر ونظم كثير» كان من أعضاء المجمع اللغوي» ١599(‏ 758١ه‏ - 1481 1954م). انظر: الأعلام 5/5 ).

كا

َس

لهم نعمة الذوق السليم» ويربي فيه ملكة النقد الصحيح»”" .

والكتاب موضوع لتلاميذ المدارس الثانوية» يبدأ بعلم البيان» فالمعاني» فالبديع وهو كتاب مبسط فيه كثير من التدريبات مع حلهاء ولا يخرج عن قواعد البلاغة القديمة .

؛ ‏ معجم البلاغة العربية» للدكتور بدوي طبانة

حاول فيه تصنيف موضوعات البلاغة القديمة وفق حروف المعجم» وقد قال في مقدمته - للطبعة الثانية ‏ مبيناً ما أصاب البلاغة من خمولء وكأنه كان يشر بأهميية إنجازه في تجلية وجه البلاغة من جديد: «فما أبعد الفراق بين بلاغة الأمس ؛ تذبٌ عن القرآن» وتنبه إلى وجوه الإعجاز البياني فيهء وتحكم في الآداب. وتوجهها إلى حيث ينبغي أن تكونء وبلاغة اليوم ؛ وهي في أحسن أحوالها عند نابتة هذا الزمان حدود تذكرء وأقسام تحصرء وشواهد تستظهر» وهيهات لبلاغة تصير إلى هذا المصير أن تنبه خاملاً» أو توقظ غافلاً» أو تنشط ملكة بيان» أو تحل معقود لسان» أو تعين على نقد أو تمييز! ولا تتحمل البلاغة وحدها هذا الوزرهء فإن البلاغة معرفة مستنيرة بفنون الأأدب» وأصولها ومظاهر الإبداع فيهاء ترفدها أذواق النخبة الواعية من ذوي البصيرة بالفن الأدبي» وقد أصاب البلاغة ما أصاب غيرها من معارف هذه الأمةء ومقوماتها الأصيلة في العلم والفكر والفن» وهي تحاول الآن أن تنفض عن نفسها غبار اللأحداث)92 ,

ويذكر في مقدمة الطبعة الأولى أهمية ما قام به حفاظاً على التراث» يقول: "ومن الحق أن أقرر صادقاً أن الإقدام على تأليف كتاب أو معجم جامع لفنون تلك الثقافة البلاغية عند العرب» كان عبئاً ثقيلاً» وكنت أول من يحس بفداحة

() البلاغة الواضحة» ص (”) دار المعارف بمصرء الطبعة الحادية والعشرون. 789١ه/‏

8) عم العندطة الحزييةة ف 83)ه دان اللمارة» جندة» الطحة القاقف 41 عر 1588م.

لكين

له

غزاسلبرالو

هذا العبء» وبعد أثره في الحفاظ على هذا التراث)”" .

ويضيف مبيناً كثرة مصادره وشمولها: «ولا بد من الإشارة إلى أنني استعنت في تأليف هذا المعجم» بجميع ما استطعت الوصول إليه من أصول البلاغة ومراجعها المعتمدة» منذ بدأ التفكير والتدوين فيهاء ثم تابعت الاثار المختلفة التي سجل فيها الأسلاف من علماء هذا الفن خلاصة جهدهم. وثمرات تتبعهم» في سبيل تنميته وازدهاره» حتى نضج واستوى على سوقه» وأصبحت البلاغة على أيديهم علماً متكاملاً » وما أكثر المراجع والمصنفات التي خلفوهاء وبذلوا فيها ما لا يقدره إلا أهل الخبرة والممارسة)(" .

ولا شك أن هذا المعجم هو خطوة عصرية لتقريب مباحث البلاغة للباحثين والذارشين على د سواء.

ثانياً: دراسات بلاغية وفق منهج جديد

١‏ - ومنها دراسة لم تكتمل كان ينوي الرافعي أن يتناول فيها البلاغة القرآنية تحت عنوان: (أسرار الإعجاز) , ولكن المنية عاجلته قبل أن يتم الكتاب» وكنا قد أشرنا إلى ذلك في الحديث عن الرافعي .

" - ومنها دراسة الأستاذ الدكتور أحمد موسى (البلاغة التطبيقية) » حيث عرف علم البيان بأنه: (علم يبحث فيه عن التشبيه والمجاز والكناية)» ورفض أن يكون مبحث الدلالة وأنواعها بسبب من علم البيان” .

" - ومنها كتاب (من بلاغة القرآن) للأستاذ الدكتور أحمد بدوي» وقد ١بدأه‏ بمقدمة ؛ رسم فيها المنهج الذي يجب أن يكون لدراسة النص الأدبي دراسة كاملة ملخصة: أن تدرس مفردات النص أولاً دراسة فنية» لتبين مدى الإصابة في اختيارهاء ومدى تمكنها من موضعها من جملتهاء وقوة ربطها بأخواتها. ثم

.)١17( المرجع السابق» ص‎ )١(

2 المرجع السابق» ص .)١9(«‏

9) انظر: قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربية» للدكتور عبد العزيز عرفة» ص(759). 1

لام

0

تدرس الجملة في النص ؛ لإدراك سر قوتها وجمالهاء ويقول: إن المجال فسيح هنا أمام علوم البلاغة الاصطلاحية التي تدرس أسباب الجمال في تكوين الجملة العربية» فتبحث لم قدم هذا الجزء ء من الجملة ؟ ولم أخر ذاك ؟ ولماذا حذف هناء وأثبت هناك ؟ ولم جاء هنا التعريف ؟ وهناك التتكير ؟ ولمّ استخدم الخبر في موضع الإنشاء... إلى غير ذلك من أبحاث تتصل بالجملة والجملتين. ثم يدرس النص برمته» فينظر إليه على أنه وحدة متصلة الأجزاء. فيرى مدى ارتباط بعضه ببعض» ومدى تضافر أجزائه على رسم الصورة التي يريد النص توضيحهاء ومدى الإصابة في ترتيب الأجزاء كي يؤدي سابقها إلى لاحقهاء حتى إذا ‏ تم النص صارت فكرته واضحة في النفس» » جلية مؤثرة» ولا بد من دراسة المعانى التى حواها النص» » لمعرفة القوي منها والضعيف,. وما له فخ ف كرو السروف ونا عوجر وكنه تقس تمل المطالن رقف حتى التأمت وحدة تنبض بالحياة»7© . |

4 - ومنها دراسة للدكتورة عائشة عبد الرحمن» بعنوان: (التفسير البياني للقران الكريم)» وهي حريصة في منهجها على إقامة الصلة بين علوم العربية وعلوم الدين» وبالعكس» تقول: «فإذا كنت في دروسي الجامعية بقسم اللغة العربية بمصرء قد حرصت على توثيق علوم العربية بالبيان القرآني» فإني في دراساتي القرانية بجامعة القرويين» حريصة على توثيق علوم الإسلام بالعربية لغة وبيانآء من حيث لا يصح لدارس فقه الإسلام دون رسوخ في علوم العربية» كما لا يصح له رسوخ في العربية دون دراية بعلوم القرآن والإسلام»”" .

وعن منهجها الجديد تقول: «والأصل في منهج التفسير ‏ كما تلقيته عن أستاذي - هو التناول الموضوعي الذي يفرغ لدراسة الموضوع الواحد فيهء فيجمع كل ما في القرآن منه. ويهتدي بمألوف استعماله للألفاظ والأساليب» بعد تحديد الدلالة اللغوية لكل ذاك» وهو منهج يختلف والطريقة المعروفة في تفسير القرآن سورة سورةء يؤخذ اللفظ أو الآية» مقتطعاً من سياقه العام في

() انظر: المرجع السابقء» ص(85/! -0785). (؟) التفسير البياني للقرآن الكريمء :»)2١١/١(‏ دار المعارف. القاهرة» الطبعة السادسة. 84

َس

القرآن كله؛ مما لا سبيل معه إلى الاهتداء إلى الدلالة القرآنية لألفاظه» أو لمح ظاهره الأسلوبية وخصائصه البيانية)20© .

ولنأخذ كمثال على جهودها ما ذكرته في تفسير قوله تعالى : : # وَوَجَدَكَ عابلا عفني +11 حيق اتشيت بن الول عوسن آياضا القرآن 4 والتعقر ايعان النبي - مَكِِةِ - قبل البعئة وبعدهاء وقبل الهجرة ويعدهاء أن الغنى في الآية هو غتى اللفسن »تقول: #الجئلة فى اللحة :*الفاقة والحوق يقال #عالى الع ف إذا أعوزني. ومنه قالوا للرجل : عائل» إذا كثر عياله لأنهم عالة. ونْحظ فيه مع كثرة العيال ثقل العبء ؛ مما يُظن معه الضيقٌ المادي والعّوزء ومن ثم قيل: عال» بمعنى افتقر .

ولم ترد المادة في القرآن إلا مرتين : آية الضحى» وآية التوبة 74: #وَإِنَّ

> وس سس سار د سح ماه ل

ختتوعةه فسوق منيكم الله من تطنات» إن سآ 4 [التوبة 08 ].

وهى فى 0 كلتيهما: مقابلة الغنى. فما الغنى ؟ أخذه المفسرون بمعنى الإثراء» وهو المعنى القريب المتبادر» ففسروا آية الضحى بأن الله تعالى: (أغناه فى صباه بتربية أبى طالب». ولما اختلت أحواله ؛ أغناه بمال خديجة» ولماا اخخل "ذلك + أغناه' بعال أب .بكر ولمااختل ذلك + أمره بالهجرة» وأغناه بإعانة الأنصار» ثم أمره بالجهاد ؛ وأغناه بالغنائم) .

واختصر الشيخ محمد عبده هذه السلسلة من الاختلال والإغناء» مكتفياً بربح التجارة» ومال السيدة خديجة» قال: (وكان الرسول فقيراًء لم يترك له والده من الميراث إلا ناقة وجاريةء فأغناه الله بما ربحه فى التجارة» ومما وهبت له خديجة من مالها) . ْ

وأحسبه بهذا الاكتفاءء إنما أراد أن ينفى المشكلة الزمنية التى أحوجت مفسرين إلى تأول بعيد» فالسورة مكية مبكرة بلا خلاف» وهذا الغنى بالأنصار والغنائم كان بعد الهجرة» ومن ثم قالوا: (إن هذا كله كان من معلوم الله» وهو كالواقع» فيكون من قبيل الإخبار بالغيب» وقد وقع بعد ذلك» فيكون معجزا) .

دلق المرجع السابق» ١972/1١(‏ -18).

احان

َس

على أنهم ذكروا مع غنى المال» احتمال أن يكون الغنى هو القناعة» وغنى القلب» والصبر» والكفاف.

وجعل (الراغب) الغنى ضروباً: فهو عدم الحاجاتء. وليس ذلك إلا لله وهو غنى النفس ١»‏ وكثرة المقتنيات» والتعفف.

وأول ما نلحظه حين نحتكم إلى القرآن» أن الغنى فيه غير مرادف للثراء الذي لم يستعمله القرآن قطاء وأسند الغنى إلى غير المال في مثل آيات :

مآ أَغَقّ عَسَكْ جَمَة45 [الأعراف : 18] » ومعها الأنفال [19].

«٠همآأغْنت‏ عَنْهُم همهم أل يَدعُونَمن ذون وين شيو [هود: ]1١١‏ .

وَمَا يع هر لطن إِنَالطَنَّ لاهن مِنَّ َي شَينًا 4 [يونس : <"] .

ولا يمكن أن يفسر الإغناء في موضع منها بالإثراء» وجاء الغنى بمعنى الاستغناء فى آيات :

«< مكدأ وليك4 [التخاين : *].

ا أمَامنِ أسسَى () كلت لَوْصَذَّئْ4 [عبس : 0].

وإن يكن القرآن استعمل الغنى للمال فى مثل آيات: (النساء:5. 237٠‏ 5 وآل عمران: »18١‏ والتوبة: 47». والحشر: ؟) فلسنا نعرف أن الرسول - كك - قد أثرى بعد المبعث أو اقتنى مالاً» بل لا نعرف أن مستوى حياته قد تغير مادياً. . . وإنما أغناه الله بالتعفف وسد الحاجة» فلم يذله فقر المال» كما لم يكسر اليتم نفسهء بل وقاه الله وقاية نفسية معنوية من آثار اليتم والفقر والضلال» وليست وقاية مادية ترد إليه أباه الذي مات قبل مولده» وتملاً خزائنه بالمال» وتهيئ له رغد العيش . واليتم مظنة الضياع والقهر: # وَلْيَحْش الْدِيرت لَوْتَكوُأمِنَ حَلْفِهم دُرَيدَ ضِعَفَا حَافأَعَليَهِمٌ 4 [النساء: ]. |

والفقر مظنئة الذل والعوز. وقد وجد الله محمداً يشما عائادٌ» فأعفاه سبحانه» منذ كان» من تلك الآثار البغيضة» وسلم جوهره من الآفات التي كان معرضاً لها بحكم يمه وعيلته» وبذلك تم فيه الاستعداد النفسي لتلقي الرسالة

8

له

غزاسلبرالو

الكبرى التي بُعث بها ليقي الناس من المذلة والهوان والضلال)”2 .

وتشير الكاتبة إلى سر استعمال الفعل وجد دون غيره» تقول : (واستعمل الاح الات الإدث اخ رعد ا ولمريقل متلة: وتهيأت ا الطمأنينة الوجدانية لتلقي الآيات الكويية0 .

وقد عرضت لبيان سبب حذف المفعول به في ثلاثة مواضع من رؤوس الآيات» فقالت: «وفي حذف كاف الخطاب من: (فآوى» فهدى. فأغنى) قال مفسرون بالحذف لرعاية الفواصل» وهو ما لا نرى البيان العالي يتعلق به وأولى منه قول من قالوا بالحذف لدلالة صريح السياق فم مشا ونضيف إليها فائدة الإطلاق. فتحتمل: فآواك وآوى برسالتك اليتامى والمستضعفين» فهداك وهدى بك أمتك» فأغناك وأغناها بك)”” ,

ولا ريب أن للكاتبة قدرة فائقة على التحليل والترجيح بين الأقوال» ونقد بعض الاراء» فكانت جهودها لبنة في عرض البلاغة القرآنية بأسلوب جديد.

ثالثاً: جدل حول مآخذ على درس البلاغة العربية

وجزئي» مقارنة بالبلاغة الأوروبية حسب تصور الدكتور شوقي ضيف» وفي هذا السياق يقول: «من يقرن مباحث البلاغة العربية إلى مباحث البلاغة الغربية ؛ يلاحظ توا أن الغربيين عنوا في بلاغتهم بدراسة الأساليب والفنون الأدبية» بينما لم يكد يعنى بهذه الجوانب أسلافناء إذ صبوا عنايتهم على الكلمة والجملة والصورة» وفي رأينا أن ذلك يرجع من بعض الوجوه إلى أنهم قصدوا بقواعدهم البلاغية: تعليل بلاغة العبارة القرآنية» وما تحمل من خصائص تعبيرية وصور بيانية» واستوفوا تصوير ذلك تصويراً دقيقاً رائعاًء وأيضاً من )١(‏ التفسير البياني للقرآن الكريمء 47/١(‏ 01).

إفة المرجع السابق» .)6١/1١(‏ 22 المرجع السابق» .)61١7/١١(‏

لحن

َس

الأسباب التي دفعتهم في هذا الاتجاه طبيعة شعرنا القديم» إذ كان في جملته وجدانياً غنائيًء يجري في أسلوب عام واحدء سواء في معانيه» أو في صوره وأخيلته» وصيغ تعبيره . 'وتعارف الشعراء على أن كل بيت في القصيدة وحدة مستقلة» وهذه الوحدة هي أساس البلاغة والجمال الفني» وبذلك لم توجد في محيط الشعراء» ولا فى محيط البلاغيين» نظرة شاملة عامة للقصيدة» بل ظلت لظرتهع تضنها على الجؤنيات وأفراد الأبيات والعبارات)7' .

ويبين سبب قصور البحث البلاغي في الشعر والنثر على حد سواءء» وهو يعود إلى طبيعة الشعر من جهة» وعدم تنوع موضوعات النثر من جهة أخرى» يقول: "لم يهيئ الشعر إذاً لأسلافنا أن يبحثوا في تفاوت الأساليب الشعرية» فظلت أبحائهم البلاغية محصورة في البيت» وما يتصل به من العبارات الجزئية» ونفس هذه الملاحظة يمكن تعميمها في التثرء فإن أسلافنا لم ينوعوا في موضوعاته. بحيث تتضح فيه فكرة الفنون النثرية» إذ كادوا يقفون به عند الرسائل الديوانية السياسية . . . وبذلك أصبح الموقف في النثر كالموقف في الشعرء فليس هناك إلا فن واحد هو فن الرسائل» وليس هناك إلا أسلوب السجع وما يُطوى فيه من صور بيانية وبديعية» وبذلك أصبحت السجعة هي الوحدة البلاغية في النثرء كما كان البيت هو الوحدة البلاغية في الشعرء وهي واعوة اد و سلف اليف ا إذ قد تصبح كلمة أو كلمتين» وعل هذا النحو لم تتفاوت أساليب النثر عند أسلافناء ولا تعددت فنونهء وكذلك الشأن في الشعرء مما جعلهم يحصرون بلاغتهم في المفردات والجمل» والصور البيانية والبديعية»”"9. |

ويرى الأستاذ أحمد الشايب علمَ البلاغة قاصراً في الأساليب ؛ كما هو قاصر في قسم الفنون الأدبية» إلا فقرات مفرقة أو فصول درست لأغراض غير أدبية» كما في آداب البحث والمناظرة» ويوازن بين البلاغة كما هي في الكتب» وكما ينبغي أن تكون عليه ليقرر النتائج الآنية :

دلق البلاغة تطور وتاريخ» ص (90/5). فق المرجع السابق» ص “646 كن

0

١‏ - إن نصف البلاغة النظرية مفقود في اللغة» أكثره في قسم الفنون الأدبية وباقيه في الأسلوب, على أن ما ترجم من خطابة أرسطو وشعره ؛ إنما نقل على أنه فلسفة لا أدب» وكذلك كانت الترجمة قاصرة فلم تفد كثيراً.

-إن شطراً من الأسلوب قد درس تحت عنوان المعاني؟ رالبياك والديعه وهو شطر على خطورته يعوزه التنسيق» ولا حاجة بنا الآن إلى هذه الأسماء التى تسمي علوماً خاصة ؛ لأنها فصول بلاغية يسيرة . ْ

”إن البلاغة العربية في حاجة إلى وضع علمي جاديد: يشمل هذه الأبواب والفنون التي أشرنا إليهاء ويصل بينها وبين الطبيعة الإنسانية لملابساتها الزمانية والمكانية» حتى يخدم الأدب. وذلك كله غير البحث التاريخي الذي يفرد له درس خاص .

5 - إن الأدباء هم أولى الناس بدرس البلاغة ؛ حتى يخلصوها من أساليب الفلاسفة ومذاهبهم. وألغازهم. فذلك هو الذي أفسد علينا بلاغتناء وحولها بحوثاً لفظية عقيمة أشبه بالرياضة والكيمياء'" .

ويرى الأستاذ أمين الخولى”'؟ وجوت أن تكون غايات البلاغة للحياة ليبس إلاء يقول: «غايات البلاغة اليوم غايات لا تلتمس لغيرها من أغراض أخرى وراءهاء دينية كانت أو سواهاء بل تلتمس وفاء بحاجة الحياة التى يحياها الفرد والجماعة» وسعياً إلى ترقية مستوى هذه الحياة» وإفساح آفاقها المعنوية على ما رأيت أنه غاية الحياة الجادة اليوم في مختلف صورها)”" .

وقد دعا الخولى إلى استبدال (فن القول) بالبلاغة» فقد عرف البلاغة بأنها : أقئة الول وانه ديت ركوو عير ا عن عسنانى القاذال #التجمان + لينيت ينا

)١(‏ انظر: الأسلوبء ص(8” - 9")» مكتبة النهضة المصرية» القاهرة». الطبعة الثامنة» ٠5م‏

(0) أمين الخولي» من أعضاء المجمع اللغوي بمصرء عين أستاذاً في الجامعة المصرية» ومديراً للثقافة العامة بوزراة التربية والتعليم إلى سنة 19455١م.‏ توفي بالقاهرة. ١737(‏ - - 1496 ب 550ام). انظر: الأعلام» (17/5).

(؟) فن القول» ص ».)١51(‏ دار الفكر العربي» القاهرة. 55١١ه/‏ 19417م.

نذضن

له

غزاسلبرالو

حاجة في الرسم إلى أن أكثر من أن البلاغة هي فن القول»7©. ويقول الأستاذ رجاء عيدء ناعياً على البلاغة وقوفها عند الجملة دون الجملة» يدورون حولها بلا عياء - ولا نقول بلا حياء - وظلت الجملة وظل

الإسناد ولواحقه محور البلاغة)”"' . ونستطيع أن نلخص مما سبق أهم المآخذ على البلاغة لدى مجموعة من الباحثين » وهى :

. قصور البحث البلاغي على الجملة أو البيت من الشعر دون النص‎ - ١ . ؟ -إن البلاغة القديمة لا تغطي مباحث علم الأسلوب‎ . أدخلت غايات على البلاغة خارجة عن وظيفتها الأساسية‎ -“ . امتزاج البلاغة بالمباحث الفلسفية‎ - 5

دفاع عن البلاغة :

وهناك فريق من الباحثين يفندون الدعاوى السابقة بحق البلاغة» فمثلاً رد الدكتور فضل حسن عباس فكرة وقوف البلاغة عند الجملة» حيث قال في هذا الصدد: «ودعوى وقوف البيانيين عند الجملة وحدها دعوى ظالمة» أخذت دون روي أو تمحيصء روج لها شوقي ضيف في كثير من كتبه»ء فتلقفها الكثيرون)22 .

ثم تساءل عن الهدف من الهجوم على البلاغة» ورجح أسباباً عدة وراء ذلك» حيث قال:«لماذا هذه الحملة على البلاغة العربية وحدها؟ وعلى رجالها ؟ مع أن البلاغة في كل أمة لم تنشأ بعيداً عن تلك المؤثرات المتعددة كما قلنا من قبل ؟ ترى ألأنها بلاغة قرآنية» أمدها القرآن بهذه الروافد الحية ؟ أم لعوامل الضعف التي لحقت بهذه الأمة» وما ذاك إلا لتنكرها لذاتيتها ؟ أم لأن

فق المرجع السابق. ص .)١7(‏

(0) فلسفة البلاغة بين التقنية والتطورء ص »)١(‏ منشأة المعارف». الإسكندرية. () البلاغة المفترى عليها بين الأصالة والتبعية» ص (558).

520

0 أبك همل غزاسه

غناك بالود

بعض المنتسبين لهذه الأمة أمسى أذناً لكل ما يلقيه أعداء هذه الأمة من شبهات ؟ أم لتلك الأسباب جميعا ؟ وهذا ما نرجحه)”"' .

على أن الدكتور فضل حسن عباس لم يرفض مصطلح: (فن القول)» فقد قال في مقدمة أحد كتبه: «فهذه مباحث في البلاغة العربية (فن القول) أرجو أن تكون دانية القطوف» سهلة المنال» وارفة الظلال»2© .

موقفنا من الفريقين

والموقف العلمي السليم أن ننظر إلى العلوم بعامة» ومنها البلاغة» على أنها تنمو وتتطور عبر التاريخ» فلا نقدس التراث كما يعمل سدنته. ولا نرميه في البحر كما يريد أعداؤه» ولكن ننظر إليه بعين فاحصة» ونعطي للأوائل حقهم من السبق والتأسيس والتمهيد للعلوم. ونسمح للمتأخرين بتطوير ما شيده الأوائل» وإكماله لا هدمهء فالبلاغة حين التفتت للجملة ولم تهتم بالنص كما زعموا ؛ كانت بنت عصرهاء ويمكن أن تُدَوّسَ هذا اليوم دراسة تاريخية مستقلة كعلم قائم بذاته للطلبة المتخصصين باللغة العربية» ويمكن أن تدرس مباحثها ضمن علم الأسلوب للطلبة بشكل عامء ويضاف إليها بقية مباحث علم

ونحن نؤمن بتطور العلوم عبر التاريخ» ونرفض نظرية الصراع بين القديم والجديد في تاريخ العلوم» كما نؤمن بوحدة الثقافة الإنسانية والتراث الإنساني» فلا ضير من التأثير والتأثرء شريطة أن لا نجور في أحكامنا النقدية» فنعزو كل إبداع إلى التأثر بالآخرين» متناسين دور العبقرية الإنسانية في التوليد والتجديد والاختراع .

رابعاً: كيف نطور مباحث البلاغة العربية ؟ هنالك دعوات كثيرة لتطوير البلاغة» لعل من أهمها ما ذكره الشايب 020 المرجع السابق » ص .)١75(‏ (0) البلاغة فنونها وأفنانهاء ص .)١(‏ دار الفرقان؛. عمانء الطبعة الأولى» ٠ه(‏ هوام

306

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

والخولي في هذا الصدد. لأنهما يريدان استبدالها بالأسلوبية» وسنقف عند دهوات أخرق كانه ال عرأة واكك موضوغية:

-١‏ يحدد الأستاذ أحمد الشايب معالم المنهج الجديد لدراسة البلاغة» فيقول: إن علم البلاغة يجب أن يوضع وضعاً جديداً» يلائم ما انتهت إليه الحركة الأدبية في ناحيتيها العلمية والإنشائية» ورأينا أن يدخل علم البلاغة في بابين» أو كتابين :

الأول" بالك الأسلزث. أو كتانة :وباو ل تدوافنة الحووق: والكلجات: والجمل والصورء والفقرات والعبارات» على أن تدرس درساً مفصلاً دقيقاً يعتمد على علوم الصوت, والنفسء» والموسيقى» وما إليها مما يقوم الأسلوب على أنه صورة فنية أدبية» وفي هذا الباب أو الكتاب تدخل موضوعات: المعاني والبيان والبديع» لا على أنها علوم مستقلة» ٠‏ بل على أنها فصول في باب الأسلوب» يتناول بحوثهاء كما يتناول غيرها.

أما الباب أو الكتاب الثاني : فيدرس الفنون الأدبية وقوانينها شعراً أو نثرأًء اومن أصو م الفقالة ٠‏ ,والخطابة والرشالة ٠‏ والجد 4 والررصة والوتاده والقصة. والملحمة» والتمثيلية» والتاريخ» والتأليف. إلى غيرها من الفنون الأدبية التي زخرت بها الاداب العالمية» وشرعت قواعدهاء ولم تحظ في بلاغتنا النظرية إلا بإشارات خاطفة لا تغني شيئاًء ولعل هذا ما دعا قدماءنا إلى القول بأن البلاغة علم لم ينضج. ولم يحترق كغيره . هذا المنهج يرد عليك مجملاٌ في هذا الكتاب حين أعجلني الزمن عن تفصيله)7" .

؟ - ودعا أمين الخولى إلى : ١‏ -إبعاد الملاحظات والاعتبارات التي در على أساسها بحثهم. وإبطال

غير الصحيح 0 )١(‏ الأسلوبء ص(” - 5 مكتبة النهضة المصرية» القاهرة» الطبعة الثامنة» ٠199م.‏ (0) انظر: فن القول» ص .)١85(‏ العا

1 ينهم|

ل

" - إلغاء تقسيم البلاغة إلى ثلاثة علوه”" .

3 توسعة دائرة البحث» فلا يقتصر على الجملة ؛ وإنما يمتد إلى الفقرة الأدبية والقطعة الكاملة0"' .

4 -إفراد مكان من هذه الدائرة الفسيحة لبحث المعاني الأدبية” .

© - تخصيص مكان من هذه الدائرة لبحث الفنون الأدبية .

-إبعاد الأبحاث التي أقحمها في البلاغة اضطراب المنهج» مثل: الصدق والكذبء وأنواع الدلالات» وأنواع الجامع في الفصل والوصل .

/ا-استبدال (فن القول) بمصطلح البلاغة كما تقدم, وهو يشيد بفن القول» فيقول: «فن القول: كلمتان خفيفتان على اللسان» فعولان فى الوجدان» تمثلان أمامي شاخصتين, كأنهما العلم الذي يركزه الرائد» حيث ينتهي به الارتياد» يثبت به أصوله» ويبسط به سلطان أمتهء» وكذلك هاتان الكلمتان الخفاقتان. الرفافتان» هما العلم الذي ثبت بعد ارتياد دام بضعة عشر عاماًء لهذه المنطقة من الدرس الأدبي في العربية)”* .

4-جعل مباحث (فن القول) مقسمة إلى : مبادئ ومقدمات وأبحاث» وراح فالمبادى : التعريف بفن القول. وغايته.» وصلته بغيره من الدراسات. 5 والمقدمات: ذكر فيها: المقدمة الفنية» والمقدمة النفسية . والأبحاث: تكون في الكلمة» والجملة» والفقرة» وصور التعبير» والقطعة الأدبية» والأساليب2©9.

.)185( المرجع السابق» ص‎ )١(

(0) المرجع السابق.» ص .)١85(‏

(9) المرجع السابقء ص .)١85(‏

(5) المرجع السابقء ص .)١198 ١95(‏ (5) المرجع السابق.ء ص (0)7.

() المرجع السابقء ص .)5١5(‏

/

0

4-دعا إلى تمصير البلاغة» فقال: «إنما تقصد إلى القول الصراح في غير مواربة» بأن العربية في مصر ليست إلا عربية مصرية» إن لم تتميز مفرداتها وصيغها عن العربية المراكشية أو العربية العراقية» أو غير هاتين» فلا بد أن يتميز ذوقها ومزاجها الفني عن كل أولئك اللهجات» تميزاً جلياً لا يصح الإغضاء غنه فى دراسة فنية» قوامها الذوق» وميزانها الحس الأدبى» كدراسة هذه البلاغة التي نحن بصددها»”"' .

٠‏ -دعا إلى أن نحرر دراستنا من آثار الدراسة القديمة الضيقة الأفق» وأن لا نلزم دراستنا الطابع الديني» وأن نثق في الثقافة العلمية والفنية لهذا العصر» وأن نزود ثقافتنا الأدبية بما يجدي عليها من دراسات فنية لها اليوم تقدمها”"' .

ولاشك أن دعوة الخولي للتطوير تحمل في طياتها معول هدم لأهم علم من علوم المسلمين» وهو علم الإعجاز بل هو يدعو صراحة إلى فصل البلاغة عن علم الإعجاز» ويدعو دعوة جاهلية عنصرية إلى تمصير البلاغة» ترى لو طال به الزمن! ورأى الوحدة الأوروبية» وكيف يتوحد العالم» بينما يتشرذم العالم العربي ‏ وليس تشرذمه السياسي إلا تبع لتشرذمه الثقافي ‏ ترى هل كان الخولي سيدعو إلى وحدة الأمة؟! أم يستمر في دعوته إلى التمزيق والتفريق؟!

"'- ؤيرى الدكتور شفيع السيد في كتابه : (التعبير البياني) ضرورة مزج علم المعاني بعلم النحوء لينشأ منهماً نحو جديدء ويرى أيضاً أن دراسة علم البيان وفق المناهج القديمة تجمد حاسة الذوق الأدبي» ولذلك مزج بحث المجاز بالدراسات اللغوية المعاصرة» ومرج دراسة البللاغة بالنقد» فتحدث عن

الصورة وعلاقتها بعلم البيان» يقول: «إن أسلم ابتداء بأن أحد علوم البلاغة ٠‏

التقليدية»؛ وهو ما يعرف بعلم المعاني» ينبغي أن يمتزج بالدراسة النحوية

22 المرجع السابق. ص .)١5١(١‏ زف المرجع السابق» ص .)51١1(‏

اانا

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

مفردات الجملة» إلى دراسة جوهرهاء المتمثل في أسرارها البلاغية» وهو ما عناه عبد القاهر قديماً باسم النظمء وما يقوم على أساسه علم الأسلوب في الدراسات الحديثة. أما فيما يتصل بعلم البيان» وهو العلم الثاني من علوم البلاغة» فإن دراسته بأسلوب التقعيد الذي أشار إليه البلاغيون المتأخرون»

وكثير من الباحثين المحدثين» من شأنه أن يجمد حاسة التذوق الأدبي» ويمكن الانفصال بين النقد الأدبي الذي زاد عطاؤه» وأثرى ثراء عظيماً في العصر الحديث» وبين الدراسة البلاغية التي جمدت في موقفها أمداً طويلاً» من أجل هذا آثرت في هذا الكتاب أن أصل ما انقطع» وأن أعود إلى البحث البلاغي في منابعه الأولى» لأعانج موضوعات علم البيان» فإن عرجت على كتابات المتأخرين فإنني أستصفي منها ما أراه يمثل جوهر الموضوع ولبابه وأغضي عما أحسبه لا ينمي حساً أدبياً أو يضيف جديداًء وكان من نتيجة ذلك أنني تخففت من تقسيماتهم الكثيرة وتفريعاتهم المتنوعة» التي ين ينسى آخرها أولهاء ويشعر القارئ الذي يحاول استيعابها بخراع تعيك دفي الحهانة يها اود ننس وأتعب ذاكرته .

على أن ذلك لا يعني أنني وقفت عند مجرد تحرير المفاهيم البلاغية القديمة. فقد كان تمحيص هذه المفاهيم» ومناقشتها بما تتنمعخض عنه المناقشة من قبول أو رفض» خطاً أساسياً في المنهج الذي اتبعته .

ولما كان المجاز قضية لغوية بالدرجة الأولى» فقد أفدت فى دراسته من الدراسات اللغوية الحديئة» كما أفدت منها في بعض المواطن الأخرى .

وإيماناً منى بضرورة الارتباط بين البحث البلاغي والنقد الأدبى» جعلت التبحث الغالت من هذا الكتاب لدراسة الصورة وعلانتها بأسالنيا البيان»» وى علاقة جد وثيقة» على نحو ما سيرى القارئ فيما بعد(" . 1

؛ - ويدعو الدكتور عبد العزيز عرفة إلى غربلة التراث كخطوة أولى لتجديد

2000 التعبير البيانى. رؤية بلاغية نقدية. ص (5-5). دار الفكر العربى» الطبعة الثانية» اهم 187م.

لك

1 هم

ل

البلاغة» يقول: «والحق أننا إذا أردنا تجديد بلاغتناء لا بد لنا من العودة إلى تراثناء نأخذ منه النافع ونطرح منه الضارء ونستفيد من المراحل التي مرت بها البلاغة العربية مع قضية الإعجاز القرآني. . . إذا قمنا بهذا نستطيع أن نقيم دعائم بلاغتنا العربية على أساس قوي متين» وندرك الكثير من أسرار النظم القرآني» ونظم الكلام بوجه عام»”" .

ويضيف محدداً طريقة الأخذ من التراث القديم» وأن تكون النصوص الأذبية التق إيزاد.من خلالها ثثمية الحين اللاغن .من عصضور مختلفة > ولا ين أن نعود إلى تراثنا البلاغي» تأخذ منه النافع ونطرح الضارء نأخذ من البلاغة السكاكية دقة الحصر والتنظيم» ونأخذ من البلاغة المزدهرة طريقة تذوق النصوص الأدبية الرائعة وتحليلهاء لا لنكرره على مسامعنا فحسب ونقتصر عليه» بل لنجعله الأساس الذي نبني عليه» فنحن فى أشد الحاجة إلى دراسة البيان العربي بوجه عام دراسة متذوقة ومؤثرة ونافعة» حتى نخلق في دارس البلاغة حاسة التذوق للأدب العربي ونصوصه... ويجب أن تكون هذه النصوص على الأقل تمثل غرضاً تامآء ومن عيون الشعر العربي في عصوره المختلفة» ومرتبطة بالنتاج الأدبي المعاصر)”" .

© - ويحذر الدكتور بكري شيخ أمين في كتابه: (البلاغة العربية في ثوبها الجديد) من الدعوة إلى إلغاء علم البلاغة» ليحل محلها علم الأسلوب» ويعزو هذه الدعوة إلى حقد دفين على تراث هذه الأمة ودينهاء وفي المقابل فهو يحبذ تنقية علم البلاغة مما لحق به من مباحث الفلسفة» وضرورة وضعه بين أيدي الدارسين بصورة تناسب هذا العصر وتطوره» يقول: «وتختلف نظرة العلماء المعاصرين إلى البلاغة العربية باختلاف ثقافاتهم واتجاهاتهم وميولهم الفكرية والاجتماعية. فريق يسعى إلى إلغاء دور البلاغة العربية إلغاء تامأًء وإحلال علم النقد أو علم الأسلوب محلهاء لأنه يزعم أن القدماء وقفوا في بلاغتهم عند حدود الشاهد المجتزأ المبتورء فأظهروا ما فيه من تشبيه أو استعارة أو سوى

(0) قضية الإعجاز القرآني وأثرها في تدوين البلاغة العربية» ص (807). زهق المرجع السابيق» ص /45(‏ 7/97), ٠‏

0 أبك همل غذاه

غناك بالود

ذلك. ولم يتجاوزوا تلك الحدودء وهم - وأعني هذا الفريق - يريدون أن يتخطوا الحدود ويكسروا القيودء لينطلقوا إلى آفاق الصورة الفنية الكاملة» ذات الأطر والأبعاد والظلال والأنداءء والبلاغة العربية عاجزة بنفسها وبرجالها المعاصرين والغابرين عن بلوغ هذا الهدف الرفيع. هذا الفريق يدس السم في الدسمء يظهر شيئاً ويبطن أشياءء يتظاهر بالغيرة على الصورة الفنية» ويبطن شعوبية سوداءء أولها عداوة لكتاب الله؛ ولكل علم يخدم كتاب الله» أو يدور في فلكه. والبلاغة من خدم القرآن وحراسه. تسعى في المقام الأول إلى بيان إعجازه» ومن ثم تتجه إلى النصوص الأدبية التي أبدعها الناس. ولئن اهتمت البلاغة العربية بالشاهد الفردء فأظهرت وجوه البيان أو البديع فيه. . إنها لم تهمل النظرة الكلية الجامعة» والتعبير البيانى» والأثر النفسىء والظلال والأفياء الات ركعي غيل القامر عكر كلا رهما وك آنا الفرون الثانن نمن العناء: فينظر إلى هذا العلم نظرة محبة وتقدير» شدي جاه اموا عه اد آراء واجتهادات» ويطالب بوضعها بين أيدي الدارسين والمتعلمين» لآنها جزء من حضارة هذه الأمة» وعنوان مشرف على إبداعها وسمو تفكيرهاء ومع هذاء فإنه يطالب بالتطوير والتحديث» ويلح على اقتلاع ما علق بالبلاغة من أوشاب المنطق والفلسفة» وآثار التحجر والجمود» وربطها بمعطيات العلوم الأخرى. ومقارنتها ببلاغة الأمم الحية» ثم إعادة صوغها ببيان مشرق ناصع عربي ل

والخلاصة أن تطوير البحث البلاغي مطلوب. ومراعاة أحوال الطلبة في جامعاتنا ومعاهدنا العلمية واجبة» وعليه نقترح الآني : ١‏

١‏ - التخفيف من التقسيمات الكثيرة» والمصطلحات العقيمة» فيكفينا في بحث الاستعارة مثلاً ما كان عليه اللغويون والمفسرون الأوائل» وهو أن نطلق مصطلح الاستعارة دون الدخول في التقسيمات الكثيرة» وهي تقسيمات لاتسمن ولا تغني» بل هي ترهق ذهن الطالب» وتفسد حسه الفني أحياناً»

)١(‏ البلاغة العربية في ثوبها الجديدء 5/١(‏ 7). دار العلم للملايين» بيروت» الطبعة الثامنق» “١1م‏

ل

ولا سيما مسألة إجراء الاستعارة. وكدلكتمشيع الاستعارة إل اصلية وتبعيةة بحسب اللفظ المستعمل فيها إذا كان جامداً أو مشتقاً هو من مباحث المتعلقة باللغة والصرف» ولا علاقة له ألبتة بالأدب والموهبة والبلاغة والإبداع .

- ربط علم البلاغة بالكتاب والسنة» من أجل تشجيع الطلبة على دراسته .

- الاستفادة من البحث البلاغى لدى الأوروبيين» فالحكمة ضالة المؤمن» وقد أشاد الرافعى بالأدب والنقد الأمريكى . ؟ - ربط البلاغة بالواقع باستخدام أمثلة معاصرة» بدلاً من الأمثلة القديمة المستهلكة .

ه ‏ الفصل بين البلاغة والمباحث اللغوية والفلسفية المقحمة على علم البلاغة .

5 من إعادة النظر قي كدر م يبرا عقا روغ مقمناة اخري البلاشيون الإنشاء غير الطلبي من مباحث البلاغة» والذي يتضمن صيغ المدح والذم» والعقود. والترجي والقسم من دراستهم» علماً أن هذه الصيغ وردت في القرآن الذي قرط يور البلاغة » فمن صيغ المدح قوله تعالى : «وَوَعَبْنا داو نَم َلْعَبْدُ إِنَّهَ م وب 4 : .]١‏ ومن صيغ الذم قوله تعالى: بترا ايد ككرن امتريى الوزن لْمرَفُوَدُ © [هود: 994] وض صخ العترد: بعت واشتريت ووهبت. قال تعالى: ## وَسَرَوَه يشمن حيس دَرهم م مَعُدُودُةَ وَحكَانوا فيد ِمِنَ أدبت * [يوسف: ]٠١‏ . وقال تعالى : لاوَوََبنَاهم ين يع وجل لِسَانَ صِدَقٍ علا [مريم : 100 » ومن الترجي قوله تعالى : « ممََكَبعٌ قنك

عل انهم # [الكهف : 5] . ومن القسم قوله تعالى: © قَالُوا تأنّم لَعَد عَلِمثُم ما كلكا سيدق الك ونا كا سرف 4 ابوس : *37] » ومن استعمال كم الخبرية قوله تعالن + < كر كاين حدق وَقثون 14[التسانة 80]: .+ والشواهد كثيرة فلا بد أن يدرس مبحث الإنشاء بقسميه الطلبي وغير الطلبي في درس البلاغة» بل لقد عرض له البلاغيون دون أن يشعرواء فدرسوا القسم في مؤكدات الخبر» ودرسوا الترجي في بحث النداء» وفرقوا بينه وبين النداء. . وعليه فلا بد من

0

َس

إعادة النظر في بعض المسلماتء, كما أن مبحث الإسناد ينبغي أن يعم الجمل الخبرية والإنشائية» وليس الأولى فقط كما فعل بعض البلاغيين» لأن جميع الجمل ينطبق عليها مبحث الإسناد.

لا لا لا

0 أبكة جل

0

الميحث الخامس: جهود واتجاهات متعددة فى الإعجار

ويتكون هذا المبحث من أربعة أقسام :

القسم الأول: علماء مفكرون أولاً: محمد عبد العظيم الزرقاني”'2 في كتابه: (مناهل العرفان في علوم القرآن) .

ه١-خصص‏ الزرقاني المبحث لطاع عشر من كتابه المذكور لموضوع

إعجاز القرآن. وما يتعلق به» فذكر أربعة عشر وجهاً من وجوه الإعجاز هي على العوالن:

١-لغته‏ وأسلوبه.

. طريقة تأليفه‎ ١

علو مها ننه

أدوكار تجاجاتك اشر

4 موقف القرآن الكريم من العلوم الكونية .

سياسته في الإصلاح .

. أنباء الغيب فيه‎ -١/

)١(‏ محمد عيد العظيم الزرقاني» من علماء الأزهر بمصر» تخرج بكلية أصول الدين» وعمل بها مدرساً لعلوم القرآن والحديث» وتوفي بالقاهرة» (1519ه/1958م). انظر: الأعلام (ك/ .)5١١‏

لك

يسَسعل

آيات العتاب .

4-ما نزل بعد طول انتظار.

. مظهر النبي عند نزول الوحي عليه‎ ٠

. اآية المباهلة‎ ١

اي رلا

الآيات التي تجرد الرسول من نسبة القرآن إليه .

5 تأثير القرآن ونجاحه”"' .

١ «‏ - بعد ذلك ناقش شبهة القول بالصرفة ودفعهاء ثم ناقش سبعاً من

الشبهات» ليقول في النهاية : «والخلاصة أن القرآن من أي ناحية أتيته» لا ترى فيه إلا أنواراً متبلجة» وأدلة ساطعة على أنه كلام الله» ولا يمكن أن تجد فيه نكتة من كذب, ولا وصمة من زورء ولا لطخة من جهل» وإني لأقضي العجب من هؤلاء الذين أغمضوا أعينهم عن هذه الأنوار» وطوعت لهم أنفسهم اتهام محمد وَلِهْ ‏ بالكذب» وزعموا أن القرآن من تأليفه هو لا من تأليف ربه» مع أن الكاذب لا بد أن تكشف عن خبيئته الأيام» والمضلل لا مناص له من أن

يفتضح أمره ويتهتك ستره”" . ثانياً: د. محمد عبد الله دراز" فى كتابه : (النبأ العظيم نظرات جديدة ذ 9 زار فى كار 0 هئ القرآن) .

١ ©‏ -يتكون الكتاب من بحثين :

)١(‏ انظر: مناهل العرفان في علوم القرآن. (7731/7 - 40774 دار الفكر.

(؟) المرجع السابق» ص (7/ 83785).

() محمد بن عبد الله درازء فقيه متأدب مصري أزهري». كان من هيئة كبار العلماءء وفاته (11/0ه/1908م). انظر: الأعلام» (75©. وجاء في النباً العظيم؛ ص (1) [دار القلم» الكويت» الطبعة الرابعة» 791١ه/‏ //191م]: أن مولده (1844م). وأنه سافر إلى فرنسا في بعثة أزهرية عام 1975م2. فكتب رسالتين عن (التعريف بالقرآن) وعن: (الأخلاق في القرآن) نال بهما دكتوراة الدولة من السربون» بمرتبة الشرف الممتازة» عام 41م.

6

له

غزاسلبرالو

البحث الأول: في تحديد القرآن» فذكر المعنى اللغوي والاشتقاقى لكلمتى قرآن.وكناف»' وامسر التصطية بالاسمين جميعاً وسر اختصاص القرآن بالخلود وعدم التحريف دون الكتب السابقة» وهل يمكن تحديد القرآن منطقياًء والتفرقة بين القرآن» وبين الأحاديث النبوية» والأحاديث القدسية .

البحث الثانى: في بيان مصدر القرآن» وناقش فى بدايته أموراً عدة. منها: تمده النفرى عداتمع اللسومو القرا ننه كان دن يسن يقد الصو ال يعوزها برهان وراءهاء ونسبة القرآن إلى الله لا يمكن أن تكون احتيالاً» وسيرة الرسول ‏ يَلٍ ‏ تأبى عليه نقيصة الختل والخداع» وطرف من سيرة الرسول بإزاء القرآن» ومخالفة القرآن لطبع الرسول وعتابه الشديد له» وموقف الرسول من النص القرآني موقف المفسرء إلى غير ذلك من المباحث .

«"' - ثم ينتقل إلى المرحلة الأولى من البحثء وفيها يذكر أن القرآن لا يمكن أن يكون إيحاء ذاتياً من محمدء وطبيعة المعانى القرآنية ليست مما يدرك بالذكاك وصددق: الفوا نشوا ناف لاقي" لا سيل لبها الخابالنلفي اندر امف والحقائق الدينية القيية لأسيل للعقل إلبها؛ والنبوءات القرانية» 0000

© ”ثم يتتقل إلى المرحلة الثانية من البحث» وفيها يدرس أموراً منها : بيان أن محمداً لا بد أن يكون أخذ القرآن عن معلم» والبحث في الأوساط البشرية عن ذلك المعلم» وينفي أن يكون معلمه من الأميين أو من أهل العلم؛ وموقف محمد من العلماء موقف المصحح لما حرفواء الكاشف لما كتمواء ويذكر حيرة المعاندين واضطرابهم في الجدل قديماً وحديثاً.

© ؛ ‏ ثم ينتقل إلى المرحلة الثالثة من البحث» وهي البحث في ظروف الوحي وملابساته الخاصة عن مصدر القرآن.» وظاهرة الوحي وتحليل « *-ثم ينتقل إلى المرحلة الرابعة من البحث وهي البحث في جوهر القرآن نفسه عن حقيقة مصدرهء وهذه المرحلة أهم مراحل الكتاب» وفيها يناقش

5

0 أبك همل

0

النواحي الثلاث للإعجاز: وهي الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي والإعجاز التشريعي .

يبدأ الحديث عن القرآن معجزة لغوية» ويستقصي في البداية الشبه حول هذه القضية ليمحوها واحدة واحدة» ثم ينتقل لل عر أسرار الإعجاز» فيبداً بالحديث عن نظرتين فى القشرة السطحية للفظ القرآن. فيلاحظ الجمال التوقيعي في توزيع ركاه وسكناته ومداته وغناته» والجمال التنسيقي في رصف حروفه وتأليفها في مجموعات مؤتلفة مختلفة . ثم ينتقل لنظرات في لب البيان القرآني. وخصائصه التي امتاز بها عن سائر الكلام» سواء في الفقرة التي تتناول شأناً واحداٌ أو في السورة التي تتناول شؤوناً شتى» أو في ما بين سورة وسورة» أو في القرآن جملة . ْ

ففي دراسة القرآن في فقرة فقرة منهء يذكر أن أسلوب القرآن هو ملتقى تقايات النصيلة المافة: ملل قاعد ينا ببق أطرافها ف" القمد فى اللقظد والرقاء بحق المعنى» وخطاب العامة وخطاب الخاصةء وإقناع العقل وإمتاع الوجدان» والبيان والإجمال» ويعمل تطبيقاً على آية كريمة» ثم يذكر أن القرآن إيجاز كله ويفصل في الموضوع .

وفي دراسة القرآن سورة سورة منه: الوحدة في الكثرة» ذكر أن صنعة البيان في الانتقال من معنى إلى معنى أشق منها في التنقل بين أجزاء المعنى الواحدء و أن جمع الأحاديث المختلفة الفعاني المتباعدة الأزمنةء المتنوعة الملاسات فى حديث واحد مسترسل» هو مظنة التفكك والاقتضاب» ومظنة المقارقه والتفاويك.

والمعضلة الإنسانية الكبرى في الاهتداء إلى تحديد وضع كل جزء من أجزاء المركب قبل تمام أجزائه. بل قبل معرفة طبيعة تلك الأجزاء. ليتحدث عقب هذا عن اجتماع هذه الأسباب كلها في كل سورة متفرقة النجوم. دون أن تغيض من إحكام وحدتهاء ولا استقامة وزنهاء وهو بالتحقيق معجزة المعجزات .

وتناول السياسة الرشيدة في دراسة النسق القرآني» وقام بعرض نموذج من

ا

ل

هذه الدراسة في أطول سورة من القرآن» فدرس نظام عقد المعاني في سورة القزة عمال وي

6#" ويختم حديثه عقب دراسة سورة البقرة بهذه الكلمات: «١لعمري‏ لئن كانت للقرآن فى بلاغة تعبيره معجزات» وفى أساليب ترتيبه معجزات» وفى نبوءاته الصادقة معجزات» وفى تشريعاته الخالدة معجزات» وفى كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية معجزات ومعجزات» فلعمري إنه في ترتيب آيه على هذا الوجه لهو معجزة المعجزات)”" .

© 07- يقول الأستاذ نعيم الحمصي مبيناً ما تميز به المنهج العلمي للدكتور دراز: «وللمؤلف ميزتان وهو يذكر هذه الوجوه: الأولى حسن عرضهاء وتفصيل أجزائهاء ومناقشتهاء وجودة تقسيمهاء وترتيبها علمياً» بين إعجاز أسلوبي» وإعجاز علمي» وإعجاز تأثيري» ثم تفصيل كل منها وفق ترابط منطقي . والميزة الثانية : هي كثرة الشواهد القرآنية فى كل فكر من أفكاره» مهما دق حتى ليكاد يستوفي هذه الشواهد» مع غزارة العلم وحرارة الدفاع عن الوايا: ولا يعيب الكتاب لهاتين المزيتين أن تكون أفكاره فى أصولها مسبوقاً إليهاء لأنه يفصل فيها تفصيلاً يجعلها ملائمة لعصرنا: كجعله النظريات العلمية الحديئة وجهاً من وجوه الإعجاز القرآني: ثم تفصيله في حسن تأليف القرآن» في الاية منه؛ وفي السورة» وفي عدة سور فيما بينهاء وفي القرآن كله)”" .

ثالثا: أمين الخولي

للشيخ أمين الخولي جهود في البلاغة والإعجاز» وكنا قد عرضنا لبعضها سابقاًء وسنذكر هنا بعض آرائه في مسألة الإعجاز .

١‏ في بحث (البلاغة العربية وأثر الفلسفة فيها) يرى «أن الإعجاز يدرك

.)5١5-17١7( انظر: النبأ العظيم» ص‎ )١( .)5١١( زفف المرجع السابق» ص‎ .)785( فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضرء ص‎ )9(

8

ل

بالذوق وطول الممارسة لعلوم الأدب ؛ وبخاصة البلاغة» وأن هذا الإدراك وهذا الذوق يحتاجان إلى استعداد خاص في النفس» ويستحسن الأستاذ الخولي رأي السكاكي هذا في أن يكون طريق معرفة الإعجاز تكوين الذوق الفنئي» ودرس البلاغة على ما تقضي به أصول التربية الفنية الصحيحة» ولا يرى ضرراً حينئذ من قصر البلاغة على بيان الإعجاز قصراً فنيًء ويقول بأن قواعد البلاغة الجافة التي نجدها في شرح السعد التفتازاني لا تفيد في تربية هذا الذوق الأدبى» وبأن الاقتصار عليها خطأ فنى بل تقصير دينى» لأنها لا تفيد شيئاً فى فهم الأجارء بل ترين خلى البطيترة وتضحقت قرة الإ ئة1 © ْ

؟ - ويتكر الخولي الإعجاز العلمي في بحثه : (التفسير معالم حياته ومنهجه اليوم)؛ ويرى «أنه يكفي في الدلالة على عدم مناقضة الدين للعلم ؛ ألا يوجد نص صريح يخالف الحقائق العلمية»!" .

- ويقول الخولي بالإعجاز النفسي وذلك في مقالته: (البلاغة وعلم النفس). وهو ايضرب المثل على الإعجاز النفسى بالتكرار» وما قال القدماء فيه» ثم بيان ما قرره علماء النفس حديثاً فيه» من أنه أقوى طرق الإقناعء وخير وسائط تقوية الرأي والعقيدة في النفس البشرية على هيئة وفي تؤدة»

دون استثارة لمخالفيها بالجدل والمشادة في نظم البرهان» والتعرض البادي

للاستدلال» إلى آخر ما يسوق علماء النفس على ذلك من شواهد ومثل

عملية تُغني عن اختراع الوجوه في تعليل التكرار القرآني» وجعله مثار الجدل .

والاختلاف. وينتهي من هذا إلى ضرورة تفسير القرآن تفسيراً نفسياً ؛ ولو لم ننه إلى اتخاذ الطريق النفسي في فهم الإعجاز ومحاولة دركه. لأن هذا الفن القراني» وهذا الموضوع الاعتقادي جانبان من جوانب الحياة الود 702

)١(‏ فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق» نعيم الحمصي» ص (ففرفرة

(؟) المرجع السابق. ص (798).

(6) المرجع السابقء ص (98" 0 780).

1

ل

رابعاً: محمود محمد شاكر فى كتابه : (مداخل إعجاز القرآن) :

١‏ العلامة محمود محمد شاكر علم من أعلام اللغة والأدب والتحقيق العلمي» أسهم في تحقيق عدد من كتب التراث منها: (طبقات فحول الشعراء) لابن سلام الجمحي» و (أسرار البلاغة) و (دلائل الإعجاز) و (الرسالة الشافية في وجوه الإعجاز) للشيخ عبد القاهر الجرجاني .

- ألف العلامة محمود محمد شاكر كتابه: (مداخل إعجاز القرآن) » وقد

حلل محتوياته ولده الأستاذ فهر في مقدمته لكتاب أبيه» فقال: «فهذا الكتاب إذاً

ذو وجهين: الأول تاريخ لعلم إعجاز القرآن كما وضعه علماؤنا قديماً. والثاني عن الإعجاز. يعتمد على تحليل الكلام وتحليل التاريخ تحليلاً يهدف لتأسيس علم خاص وهو علم إعجاز القرآن» يضارع علم البلاغة» الذي استدعى نشأته ا ا ل ا ده

ة كلمة إعجاز القرآن هو الأساس الأول الذي يصل بنا إلى تأسيس علم إعجاز القرآن» وهكذا جاء هذا الكتاب نمطا فريداٌ فهو لم يعن كسابقيه ببيان وجه الإعجاز» بل كانت جل عنايته منصرفة إلى تأسيس علم لإعجاز القرآن» مستمدة أصوله من مباحث السلف)200 ,

- وعن تقسيم الكتاب يقول الأستاذ فهر: «والكتاب مقسم إلى ثلاثة مداخل ؛ كل منها يقص تاريخ إعجاز القرآن كما نشأت صورته عند الأستاذ شاكرء كل مدخل منها ينظر إلى هذا تاريخ الإعجاز من وجه غير الأول» لكنها وقد نشر المدخلان الثاني والثالث منفصلين عن الأول؛ أما الثالث فقد نشر فى كتاب مستقل بعنوان: (قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام) . وأما الثاني فقد كان مقدمة لكتاب: (الظاهرة القرآنية) لمالك بن نبي» لذا فقد آثرت ضم

/ه١477 دار المدني بجدة؛ الطبعة الأولىء‎ 5( مداخل إعجاز القرآنء ص‎ )١( ,مآ٠١‎

٠

ييلعلا

المدخلين الأول والثاني في كتاب واحد ؛ لتكون الفائدة بهما أجدى270

؟ - ويضيف مبيئاً نقص المدخل الأول وسبب ذلك : اوهنا أمر أخير لا بد من الإشارة إليه.ء وهو أن المدخلين الثانى والثالث قد جاءا تامين» أما الأول وهو أحدثهن كتابة كما ذكر الأستاذ شاكر لم يتمه» إذ وقف عند الفصل العشرين بادثاً فيه» ثم لم يكمله» ولو كان فعل لكان فتحاً وخيراً كثيراً جاءناء لكن قضاء الأجل كان قد وافاه قبل أن يكمل المدخل الأول)”" .

5 يرى العلامة محمود شاكر أن «إعجاز القرآن لفظ وضع في أواخر القرن الثالث للهجرة» ولم يكد حتى أحدث تاريخاً مستفيضاً رائعاً: شارك فيه أكبر علماء الأمة فى اللغة والبيان» والتفسير وعلوم القرآنء وعلم الكلام» وسيظل هذا اللفظ باقياً يحدث تاريخاً لا ينقطع» تشارك فيه أقلام العلماء والكتاب إلا سد والباحين 5

5 - يشير إلى أن ألفاظ : الإعجاز والمعجزة والتحدي الفا محدثة. وجدت فى القرن الثالث الهجري وما بعده» «ولفظ التحدي الذي نجده منذ أواخر القرن الثالث» ثم الرابع إلى يومنا هذاء مقترناً بلفظي: الإعجاز والمعجزة. هو فيما أستظهر أسبق الثلاثة وجوداً في لغة المتكلمين؛: وهم أصحاب علم الكلام كالمعتزلة وأشباههم» فالجاحظ ‏ وهو خطيب الاعتزال» وأحد رؤوس فرق المعتزلة» وأقدمهم» وأكثرهم كتباً وصلت إلى أيدينا - أتى بلفظ التحدي على ندرة في رسائله وكتبه» ولا سيما كتاب : (حجج النبوة)» ثم لم يأت به إلا منفرداً» وهو أيضاً لم يذكر قط لفظ الإعجازء ولا لفظ المعجزة. فهذا الانفراد» وغياب هذين اللفظين عن كتبه ورسائله غياباً ظاهراً مشهوداء يدل دلالة قاطعة حاسمة على أن لفظ التحدي من بين الألفاظ الثلاثة المقترنة أبدا في كلام من جاء بعده» هو أشتقهن توليذا ووضها وامشعيالةية 2

() المرجع السابق. ص (08). فق المرجع السابق» ص (5). قرف المرجع السابق. ص (8). 2 المرجع السابق» ص ”75(‏ 55).

0

1- يشير إلى أن الإعجاز كان ثمرة التحدي. يقول : "جاء التحدي بمثل قوله تعالى : (أمْ يَقُولُونَ افْترَاهُ قل كَأَنُوا بِسُورَةٍ مثْله وَادْعُوا م من اسْتَطغتُمْ مِنْ دُونٍ الله إن كنم صَاوِقِينَ (يونس:78)» فلما انقضت ثلاث وعشرون سنة» ولم يأت احدامن مشركي العزي يما اطوليوا يه كان تركهي: الإتبان بسورة مكلة تحر ا مرخ مشركى العرب عن معارضة القرآن بسورة من مثله»ء فكان ظاهراً جداً أن يقال: إن 17 التحدي قد أعجزهم إعجازاً. أي: كشف عجزهمء أو أوقعهم في العجز عن معارضة هذا القرآن. فاستخرج المتكلمون لفظ الإعجاز للدلالة على هذا المعنى المقارن للتحديء» وكان نتيجة له وهو عجزهم عن فعل ما تحداهم به !)30 ,

6 يميز بين العجز والإبلاس أمام معجزات الأنبياء» يقول: «وبعد الحيرة المشتتة» انتهيت إلى أن آيات الرسل جميعاً» حاشا القرآن العظيم» العجز فيها ليس عجزاً عن فعل طولبت بفعله» أو الإتيان بمثله» فظهر عجزهم عنه وقد حاولوا فعله» بل هو تسليم مبتدأ تسليماً محضاً بأن الذي رأوه أو سمعوا به داخل دخولاً مبيناً في قدرة الخلاق العظيم وحدهء وخارج خروجاً مبيناً عن

قدرة جميع الخلائق التي خلقها سبحانه» ومعنى ذلك أن هذا الذي سموه عجراً

من الخلائق» ليس على الحقيقة عجزاً منهم عن شيء طولبوا بفعله. . . بل هو إيلاس محض من جميع الخلائق» ودهش وسكوتء ووجوم وإطراق» أحدثته مباغتة الآية عند المعاينة» ثم تسليم قاطع تستيقنه النفوس» بأنها فعل ممتنع أصلاً على هذا النبي وعلى جميعهمء بلا ريب يخامرها في ذلك» وإذن فالشرط الذي وضعه المتكلمون وهو: مدار الاية على عجز الخليقة. شرط فاسد السو غين ذال عل عفيفة عه والشرط الصحيح هو أن نقول: مدار الآية غلى ‏ بانس الخليقة لبس غيزغ0»»

4 - يستعرض تاريخ نشوء علم الإعجازء يقول: لجاء بعد أبي عثمان

.)7١-٠( المرجع السابق» ص‎ )١( .)55 454( (؟) المرجع السابقء ص‎

َس

الجاحظ المتوفى سنة (505) أبو عبد الله محمد بن يزيد الواسطي المتكلم المعتزلي» المتوفى سنة (0707» وهو أول من نعلم أنه أنشأ كتاباً يحمل عنوانه لفظ إعجاز القرآن» وهو اللفظ الذي كان دانياً في كلام أبي عثمان الجاحظ ثم تجاوزه كما قلت آنفاً» واستخرجه استخراجاً من كتب أبى عثمان» ولاسيما كتابه الاحتجاج لنظم القرآن» وإذا كان قد فعل ذلكء فإنه من القريب الذي لا يكاد يدفع» أنه هو نفسه الذي استخرج لفظ المعجزة» وهو يريد بها آية النبي التي يستدل بها على نبوته»"' .

٠‏ ذكر أنه لم يدرس الإعجاز بحد ذاته» حيث إن «مسألة إعجاز القرآن قد بقيت خارج هذا الكتاب» وهي عندي أعقد مشكلة يمكن أن يعانيها العقل الحديث ‏ كما يسمونه - حتى بعد أن يتمكن من إرساء كل دعامة يقوم عليها إيمانه بصدق نبوة رسول الله - كه - وبصدق الوحي. وبصدق التنزيل... ومعرفة معنى إعجاز القرآن ما هو؟ وكيف كان؟ أمر لا غنى عنه لمسلم ولا لدارس» وشأنه أعظم من أن يتكلم فيه امرؤ بغير تثبت من معناه. وتمكن من تاريخه» وتتبع للايات الدالة على حقيقته)”" .

١-ذكر‏ أموراً «لا غنى للدارس عن معرفتها:

الأول : أن قليل القرآن وكثيره في شأن الإعجاز سواء .

الثاني : أن الإعجاز كائن في رصف القرآن وبيانه ونظمه» ومباينة خصائصه للمعهود من خصائص كل نظم وبيان في لغة العرب. ثم في سائر لغات البشرء ثم في بيان الثقلين جميعاً إنسهم وجنهم ظاهرين .

الثالث: أن الذين تحداهم بهذا القرآن. قد أوتوا القدرة على الفصل بين الذي هو من كلام البشرء والذي هو ليس من كلامهم .

الرابع : أن الذين تحداهم به كانوا يدركون أن ما طولبوا به من الإتيان

.0907/( المرجع السابقء ص‎ )١( .)١155( المرجع السابق.» ص‎ )6(

داح

0

بمثله» أو بعشر سور مثله مفتريات» هو هذا الضرب من البيان» الذي يجدون في أنفسهم أنه خارج من جنس بيان البشر.

الخامس : أن هذا التحديء. لم يقصد الإتيان بمثله مطابقاً لمعانيه. بل أن يأتوا بما يستطيعون افتراءه واختلاقه من كل معنى أو غرضء مما يعتلج في نفوس البشر.

السادس: أن هذا التحدي للثقلين جميعاً ؛ إنسهم وجنهم متظاهرين» تحد مستمر قائم إلى يوم الدين.

السابع: أن ما في القرآن من مكنون الغيب» ومن دقائق التشريع. ومن عجائب آيات الله في خلقه.ء كل ذلك بمعزل عن هذا التحدي المفضي إلى الإعجاز» وإن كان ما فيه من ذلك يعد دليلاً على أنه من عند الله تعالى. ولكنه لايدل على أن نظمه وبيانه مباين لنظم كلام البشر وبيانهم» وأنه بهذه المباينة كلام رب العالمين؛ لا كلام بشر مثلهم)”'" .

١١‏ - ويختم العلامة محمود شاكر حديثه بالتأكيد على أهمية البيان» فيقول: «ورحم الله مالك بن أنس إذ يقول: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها). فإذا كان أولها لم يصلح إلا بالبيان» فآخرها كذلك لن يصلح إلا به وإن امرأ يقتل لغته وبيانهاء وآخر يقثل نفسهء لمثلان» والثاني أعقل الرجلين)7" . خامساً: بنت الشاطئ والإعجاز البياني :

١‏ - ألفت الدكتورة عائشة عبد الرحمن» والملقبة ببنت الشاطىء؛ كتابها:

(الإعجاز البياني للقرآن» ومسائل ابن الأزرق» دراسة قرآنية ولغوية وبيانية)»

. 5 1 5 سو * والكتاب مكون من جزأين» ودرست فيهما ما يأتي”" :

)0غ( المرجع السابق» ص 590 5#

(0؟) المرجع السابقء» ص .)١9١(‏

(6) انظر: الإعجاز البياني للقرآن» ومسائل ابن الأزرقء دراسة قرآنية ولغوية وبيانية» ص (0)6515-51:65 دار المعارف بمصرء الطبعة الثالثة.

4

00 اباك همل غواهه

غناك بالود

في الجزء الأول (الإعجاز البياني) جاء فيه الحديث وفق الآني :

المبحث الأول تحدثت فيه عن المعجزة. والجدل والتحدي» ووجوه الإعجاز والبيان القرآني» وعلماء السلف والإعجاز البياني. فواتح السور وسر الحرف» ودلالات الألفاظ, وسر الكلمة.

وقد ذكرت عن هذا الجزء بأنه يجمع خلاصة مما لمحت من أسرار الإعجاز البييانى الباهرة» في دراسات منشورة من قبل» وبحوث قدمتها إلى 5 6020 مؤتمرات”''.

وأما الجزء الثاني : فتناولت فيه مسائل ابن الأزرق تحقيقاً ودراسة» وذكرت بأنه «محاولة تطبيقية لمنهج الدرس الاستقرائي للنص القرآنى» بدراسة نحو مئتي مسألة في كلمات قرآنية» سأل فيها نافعٌ بن الأزرق» عبد الله بن عباس رضي الله عنهماء وطلب إليه في تفسير كل مسألة منها: أن يأتى بشاهد له من كلام العرب)”" .

؟ - أشارت إلى إعجاز القرآن في مواضع عدة» كما في قولها: «وكانت '

المعجزة الكبرى الشاهدة على نبوة هذا البشر الرسول» كتاباً عربياً مبيناً» يعيى

العرب أن يأتوا بمثله» لكي يصدقوا بنبوته ويتبعوه» وهو يقودهم برسالته إلى

عصر الإنسان الذي لا يقر بالعبودية لغير خالقه) 9 .

" - أكدت على أهمية الإعجاز البلاغي» فهو «الذي ذهب إليه الأكثرون من علماء أهل النظرء وسيطر على مباحث المتكلمين فى الإعجاز» سواء منهم من جعلوه الوجة الذي يصح به التحدي بالسورة الواحدة من القرآن» ويفسر موقف العرب عصر المبعث من المعجزة» والذين ذكروا مع إعجازه البلاغي غيره من

2000 انظر: المرجع السابق» 0 (؟1).

(؟) نفسه.

زفرة المرجع السابق» ص (65).

00 اباك همل غواهه

غناك بالود

وجوه الإعجاز الأخرى التى لا مشاحة فيهاء وإنما الخلاف أن تنفصل عن إعجاز نظمه وبلاغته)20. .

5 - بينت صلة الإعجاز بالبحث البلاغي عند المؤلفين الأوائل» فقالت: اوالواقع أن المصنفات الأولى في الإعجازء على اختلاف مذاهب أصحابهاء جاءت أشبه بمباحث بلاغية ؛ مما قدروا أن إعجاز القرآن يُعرف بهاء وإن استوعبت أقوال المتكلمين وجوه الإعجاز» فرسائل الخطابي السني» والرماني المعتزلي» والباقلاني الأشعري» تأخذ مكانها في المكتبة البلاغية. وبعد أن استقلت البلاغة بالتأليف والتصنيف؛ وُجهت إلى خدمة الإعجاز البلاغي» الجرجاني يضع كتابه في النظم والبلاغة» ويقدمه باسم: (دلائل الإعجاز). وأبو هلال العسكري يضع علم الفصاحة والبلاغة تالياً لعلم التوحيد)”"؟.

رفضت الإعجاز العلمى؛ وقالت فى هذا السياق: «لا أحد يحجر على تناد أشيقت التراه كنا يعاء هررلكن العيكة أن رولك فيه من لبس امن هل الاختضاص» وتروج في البيئة الإسلامية أقاويل وتأويلات مقحمة على القرآن نصاً وروحآء لا يعرف لها فقهاء العربية والإسلام والمتخصصون في القرآن» سنداً ولا دليلاً» وإنما تستند إلى ملتقطات من معارف المحدثين» فى التتويي :وغل الأبكا بويا اك النالك: وبر لوجيا قمر الكت لرعياء و...غء ولا شيء من هذا إن صح في أي خبر أن الرسول ‏ عليه الصلاة والسلام ‏ قاله لتلاميذه الصحابة» لكي يفهموا هذا الإعجاز العلمي» فضلاً عن أن وقوه للناس 1

5 - وللدكتورة أيضاً كتاب (التفسير البياني) [وقد أشرنا إليه من قبل]» وهو يقع في جزأين :

تناولت في الجزء الأول تفسير السور الآتية: الضحى. الشرح» الزلزلة» العاديات» النازعات. الزلزلة» التكاثر.

أ أ

.)45( الإعجاز البياني للقرآن. ومسائل ابن الأزرق: ص‎ )١( .)95( إفرة المرجع السايق) ص‎

0

وتناولت في الجزء الثاني تفسير السور الآتية: العلق» القلم» العصرء الليل» الفجر. الهمزة» الماعون.

- قالت عن منهجها في التفسير البياني : «والمنهج المتبع هناء هو الذي خضعت له فيما قدمت من قبل» بضوابطه الصارمة» التي تأخذنا باستقراء اللفظ القرآني في كل مواضع وروده. للوصول إلى دلالته. وعرض الظاهرة الأسلوبية على كل نظائرها في الكتاب المحكم» وتدبر سياقها الخاص في الآية والسورة» ثم سياقها العام في المصحف كله, التماساً لسرها البياني70" .

سادساً: محمد متولي الشعراوي في كتابه: (معجزة القرآن) .

- لا بد أن ننوه بالبداية بأن الشيخ الشعراوي من أبرز من عنوا بالبلاغة والإعجاز على المستوى الإعلامي الجماهيري في هذا العصرء وقد حقق في هذا المجال نجاحاً عظيماً» ولكن ما كتبه في هذا الباب قليل» وأكثره مجموع مما قاله عبر وسائل الإعلام .

" - وفى كتابه (معجزة القرآن) تحدث عما تفردت به المعجزة القرآنية عما سواها 50 الرسل السابقين» يقول: «معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين في كثير من زوايا الإعجاز» وفي القرآن إعجاز لا يتنبه اليه العدل: إلا يعد أن -ستسظ توركنق السفور عه يه تانق ق الكون

وار

*'- تحدث عن دقة اللفظ القرآنى» وعلاقته بالإعجازء فقال: (إذا أردنا أن نتحدث عن معجزة القرآن وبلاغته» فإننا لا بد أن نتناول دقة اللفظ ودقة التعبير في القرآن الكريم» وكلام الله سبحانه وتعالى يجب أن يكون في غاية الدقة» )١(‏ التفسير البياني للقرآن الكريم» (؟/07.

() معجزة القرآن» ضمن سلسلة كتاب اليوم رقم 21١54‏ ص (77) تصدر عن أخبار اليوم» القاهرة .

يسَسعل

بحيث يعبر عن الشىء تعبيراً كاملا » فلا تجد حرفاً زائداً بلا معنى » ولا كلمة مترادفة؛ إلى آخر ما يقال عن القرآن الكريم»”' .

؛ - والقرآن معجز لأنه كلام الله وليس العكسء فقد ذكر في حديثه عن المعجزة اللغوية للقرآن ما يأتى : «القرآن كلام الله سبحانه وتعالى» ومادام كلام الله فيجب أن يكون معجزاًء لأن قائله هو الله سبحانه وتعالى ليس كمثله 3 000 سي ٠.‏

© - دحض فكرة وجود تناقض في القرآن الكريم» بل الاختلاف بين الآيات كما يراه هو أحد دعائم الإعجاز في القرآن الكريم» ولا يفطن لهذا إلا أهل العلم الصادقون. يقول: «السؤال الذي شغل بال المستشرقين» وكل من يريد أن يحارب هذا الدين» هو الادعاء بأن هناك تناقضاً في القرآن الكريم» ولو بذل هؤلاء الناس لفهم القرآن الكريم نفس الجهد الذي بذلوه في محاولة ما أسموه بالتناقض في القرآن الكريم» لاستطاعوا أن يصلوا إلى عظمة القرآن»”" .

5 - ويلخص الأستاذ نعيم الحمصي جهود الشعراوي فيقول: «جعل أكثر اهتمامه في الكتاب بالإعجاز العلمي والغيبي» واكتفى بالإشارة إلى الإعجاز البللاغي العو وببعض لعاف خاطفةة رزاق أل#تيجمم دن العرض القين والفائدة والسهولة. وموضوع الإعجاز العلمي ليس جديداًء ولكن المؤلف أضاف بعض اللفتات واللمسات الجديدة إلى الحقائق العلمية الواردة فى القرآن التي تحدث عنها العلماء والأدباء قبله» ومنها: أن عادر اندي توفن الو ا هي في الوقت نفسه منهجه. عكس الأنبياء الآخرين الذين كانت معجزتهم غير منهجهم. فمنهج موسى على سبيل المثال الثوراة» ومعجزته العصا.

ومنها: أن غير المسلمين يشاركون في حفظ القرآن برسمه وطباعته» وفى ككف عاوايي عو عقا عرية تحدكة ما قنك لصرضى القر ان 4 وةللكا لقرلة

دلق المرجع السابق» ص(/17). زفق المرجع السابق.ء ص(570) . إفرف المرجع السابق» ص(56).

3 اباك همل 7 غزلس ليزال

عزاس لجلالوه

يوه

تعالى: # 0 ل خط الفح 1

ومنها: أن القرآن هنك حجاب النفس البشرية ؛ حين كشف عما يعتلج في نفوس الكافرين والمنافقين زمن النبي .

متها" : أن الباحثين في العلوم قد يتبعون أهواءهم قشلا الناس 6 مما بيه قوله تعالى : ٠١‏ © 15 أديَدتُم حَلقَ اتوت وَالْارْضِ وَلَاسَلَنَ أشي وَمَا كت مد ش لْمَضِزْينَ عضرا [الكهف: ]5١‏ .

ومنها دفاعه في آية المغيبات الخمس عن قوله تعالى : #وَيَسْلَد مَافى الْدَرْحَارٌ * [لقمان : 5 7] بناحيتين :

الأولى: أن ما في هذه الآية ليس من الضروري أن يقصد بها الذكورة والأنوثة» وهناك معان أخر تفيدهاء مثل: الذكاء والغباء» والجهل والعلمء والطول والقصر. . . إلخ

والثانية : دفاعه عن قوله تعالى : # وَالْأرْصَ مَدَدْنََهًا# [الحجر: 19] بأن من كانوا في عصر النبي» وقبل أن تُعرف كروية الأرضء كانوا يفسرون المد على مستوى إدراكهم» وإذا فسرنا معنى المد الآن» انتهينا إلى أن الأرض كروية .

ونراه يستخرج من دفاعيه هذين حقيقة جديرة بالاهتمام» وهي أن الاختلاف بين القرآن وحقيقة علمية» إما أن يرجع إلى خطأ في الحقيقة العلمية» أو إلى خطأ في فهم الحقيقة القرآنية. ويستنتج من ذلك أيضاً: أن القرآن يستعمل

الألفاظ استعمالاً معجزاً» بحيث نرى اللفظ يفسر فى كل بيئة وكل زمان تفسيراً

يلائم مستوى المفسرين في بيئتهم وزمانهم»"" . ٠‏ - وأهم ما يحسب للشيخ الشعراوي أنه حيب العامة والخاصة على حد اء بعلمي البلاغة والإعجاز» ونجح في ذلك بشكل منقطع النظير» رحم الله الشيخ الشعراوي ونفع بعلمه المسلمين. لا لالا

. 707 _ "١5( فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضرء ص‎ )١(

احادف

َس

سابعاً : د. محمد سعيد رمضان البوطى فى كتابه: (من روائع القرآن تأملات علمية وأدبية فى كتاب الله عز وجل) .

١-_الكتاب‏ قسمان:

تناول في القسم الأول : خلاصة لتاريخ القرآن وعلومه.

وتناول في القسم الثاني : دراسة موجزة لمنهجه وأسلوبه» درس فيها:

أسلوب القرآن. إعجاز القرآن.» موضوعات القرآن وطريقة عرضه لهاء التصوير في القرآن» الأمثال في القرآن. القصة في القرآن أغراضها وخصائصهاء المنهج التربوي في القرآن» النزعة الإنسانية في القرآن» وهل من الممكن ترجمة القرآن.

١‏ وفى حديثه عن خصائص أسلوب القرآن حدد هذه الخصائص بما

,)١( :' يأتي‎

الخاصة الأولى: جريانه على نسق بديع خارج عن المألوف . الخاصة الثانية : جريانه على مستوى رفيع واحد على الرغم من تنوع المعاني

الخاصة الثالثة: صلاحية صياغته لمخاطبة الناس عامة على اختلاف ثقافاتهم وعصورهم.

الخاصة الرابعة: ظاهرة التكرار للألفاظ والمعانى.

الخاصة الخامسة : تداخل بحوثه وموضوعاته» ويقول فى هذه الخاصية : «فأنت لا تجد فيه ما تجده فى عامة المؤلفات والكتب الأخرى من التنسيق والتبويب حسب الموضوعات... والحقيقة أن هذه الخاصة فى القرآن هى )١(‏ انظر: من روائع القرآن تأملات علمية وأدبية في كتاب الله عز وجل. ص )١1١١-1١١١(‏

مكتبة الفارابي» دمشق .

حرف

0

0 أ هم

مظهر من مظاهر تفرده» واستقلاله عن كل مألوف ومعروف من طرائق البحث والتأليف».

'- وفى حديئه عن إعجاز القرآن قال: «الحديث عن إعجاز القرآن من أهم البحوث المتعلقة بالقرآن وآدابه وعلومهء وهو لبها وجوهرها وأساسها وعمدتها70' .

ويذكر أربعة نواحي للإعجاز”"2. هي :

أولاً: الإعجاز اللفظي أو البلاغي .

ثانياً: الإعجاز بالغيبيات .

الثاً: الإعجاز بالتشريع .

رابعاً: مظهر جلال الربوبية» ويقول فيه: «ومما لا ريب فيه أن أكثر الناس الذين يقرؤون كتاب الله تعالى» وقد وقر في أنفسهم أن هذا الكلام لا يمكن أن ينطق به بشر من الناس . . . وهو ما أسميناه: مظهر جلال الربوبية في القرآن» .

؛ - ويفصل الحديث عن الإعجاز البلاغي» ويرى أنه يتجسد في مظهرين :

المظهر الأول: الكلمة القرآنية «فهي الك اول ون القع لس وأعماقه وسائر صوره وخصائصه. . . وهي ثانياً: تمتاز عن سائر مرادقاتها اللغوية بتطابق أتم مع المعنى المراد»”” .

المظهر الثاني : الجملة القرآنية «ويتلخص مظهر الإعجاز فى الجملة القرآنية في الأمور الثلاثة التالية: ١‏ -الاتساق اللفظي والإيقاع الداخلي. " -دلالتها بأقصر عبارة على أوسع معنى . )١(‏ المرجع السابق» ص .)١5١(‏

لفق المرجع السابق.» ص .)١5١- ١7”8(‏ إشرف المرجع السابق» ص .)١7*9(‏

0

إخراجها المجرد في مظهر المحسوس”2 . والخلاصة أن البوطي بذل جهداً في تقريب الإعجاز إلى المعاصرين بلغة سهلةء وحاول إخراج ما قاله القدماء بحلة جديدة.

لا لالا

دلق المرجع السابق» ص .)١55(‏

5

0

القسم الثاني : كتاب وباحثون أكاديميون

هنالك عدد كبير من الكتاب والباحثين ممن تناولوا موضوع الإعجاز في العصر الحديث» وسوف نعرض لبعض الدراسات التي وقفنا عليها بإيجاز, ونذكرها مرتبة معجمياً وفق عناوينهاء بعد أن تعذر عرضها بحسب تاريخ تأليفها أو نشرهاء لخلو بعضها من بعض البيانات في هذا الصدد. أولا: عبد الكريم الخطيب في كتابه: (إعجاز القرآن ‏ الإعجاز فى دراسات السابقين ‏ دراسة كاشفة لخصائص البلاغة العربية ومعاييرها). ١‏ - تكون الكتاب من مقدمة ومدخل إلى البحث وأربعة أبواب: الباب الأول: كلمات الله وكلام الناس . الباب الثاني : المعجزة في زمانها ومكانها. الباب الثالث : آراء ومباحث الإعجاز. الباب الرابع : شبهات ودعاوى ومفتريات. ؟ - بين المؤلف غايته من البحث ومنهجه فيه» فقال: «من أجل هذا كان هذا البحث الذي لا يعدو أن يكون وجهات نظرات في كتاب الله» تتمثل فيها مفاهيم المشلمين: للقران الكريم على اختلاف وجهات نظرهم» وتغاير أزمانهم وثقافاتهم» وقد استقبلنا هذه النظرات جميعاً بنظر خاص لناء أجريناه معهاء وعملناه في حسابهاء راجين أن يزداد به العلم» الذي تستبين به معالم الطريق إلى الله وإلى تدبر آياته؛ وفهمها فهماً يقيم في كيان المسلم إيماناً راسخاً بهاء ووازعاً قوياً منهماً»7"' .

)١(‏ إعجاز القرآن - الإعجاز في دراسات السابقين ‏ دراسة كاشفة لخصائص البلاغة العربية ومعايبرهاء ص »)١5- ١0(‏ دار المعرفة» بيروت. الطبعة الثانية» 90١ه/‏ 19108م.

وفة

0 أيا

0

4 2 03

الو“

0

1

انيا: د. حفني شرف في كتابه: (إعجاز القران الكريم البياني بين

النظرية والتطبيق).

١‏ - قال يذكر غرضه من الدراسة: «وكان هدفى من هذه الدراسة: توجيه أنظار الباحثين والدارسين والعلماء إلى الرجوع إلى ذل انرا والتأسي بهاء باعتبارها المنار الذي يهدينا في دراستنا البلاغية» ويضع أيدينا في سهولة ويسر على ما نصبوا إليه من سمو وجمال في لغتنا العربية حرسها الله)”"" .

" -يقع الكتاب في مبحثين :

المبحث الأول: الدراسة النظرية لتطور فكرة الإعجاز البيانى» وقد درس عالق ...اكد مهن أي ووه مسورية المنتوةه لنياف والد كتور مسيظ ون محمود. ْ

المبحث الثاني : الدراسة التطبيقية لأسرار إعجاز القرآن الكريم» وتكون من خمسة فصول تناولت : ألفاظ القرآن» البلاغة والقرآن» معاني القرانء التصوير البياني في القرآن» نظم القرآن» ثم خاتمة . |

'“‏ قال فى خاتمة كتابه» مبيناً ما توصل إليه من الربط بين دراسة البلاغة والاعجان عبد علياء الأعجاف» #اتبيع هن هذا كلد إلن أن فكرة الاعيهاة عامة» اهتم بها علماء كثيرون؛ وأكثر من اهتم بإعجازه البياني: المتكلمون والمفسرون والأدباء» الذين كانت لهم اليد الأولى في توضيح هذه الفكرة. . والذي لاحظته أثناء هذا التطواف» وتلك المقابلات» أن أكثر علماء الإعجاز درسوا العربية» وأرخوا لهاء وطوروا دراستهاء لأنهم كانوا مؤمنين بأن دراسة البلاغة وسيلة لغاية أسمى» وهي إعجاز القرآن البياني)”" .

)١(‏ إعجاز القرآن الكريم البياني بين النظرية والتطبيق» ص (")» المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. الكتاب الرابع» القاهرة. ٠19١ه/‏ ١1910م.‏

زفق المرجع السابقء ص (57/868).

0

اك

ار

0 2 غزاده

4

2 77 المثلر

الك

0

1

ثلثا: د. محمد أحمد يوسف قاسم في كتابه: (الإعجاز البياني في ترتيب ايات القران الكريم وسوره).

١‏ -بين المؤلف فائدة دراسة علم المناسبات» فقال: «وإن الباحث المنصف في مناسبات القرآن» إذا أعمل فكره في ربط الاي بعضها ببعض» ثم في ربط أجزاء السورة بعضها ببعض» ثم في ربط السور بعضها ببعض كذلكء. مطبقاً القاعدة العامة في استخراج المناسبات» ظهرت له وجوه من الحكم في ترتيب القرآن الكريمء وبرزت له ناحية جليلة من نواحي إعجازه» فينتهي إلى نتيجة هي : أن القرآن ليس من صنع البشرء بل إن الله أوحاه إلى نبيه كوه وبلغه عنه كما هوء لم يقدم منه مؤخراًء ولا أخر منه مقدماً)”١'.‏

١‏ - والكتاب في الأصل أطروحة دكتوراة في تفسير القرآن الكريم بكلية أصول الدين في الأزهرء ويتكون من:

مقدمة. تناولت ثلاثة بحوث: كيفية إنزال القرآن الكريم» ونزوله منجماً حسب الحاجة وعلى مقتضى البيئة في العهدين المكي والمدني» وترتيب المصحف ليس على ترتيب النزول.

ثم تأتي أربعة أبواب مقسمة إلى فصولء تناول الباب الأول: تاريخ علم المناسبات» والثاني: ترتيب القرآن الكريم» والثالث: أنواع المناسبات» والرابع : الشبهات الواردة على ترتيب القرآن» وناقش فيه شبهات عدة لإحدى الفرق الإسلامية» وأخرى للمستشرقين .

* - ويقول في الختام: «بعون الله توصلنا إلى مدى أهمية هذا النوع من )١‏ الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن الكريم وسورهء ص (5)»: دار المطبوعات

الدوليةء الطبعة الأولى» 1599ه//19174م.

0

اك

ار

ادم 3 3 غزه لبرالوه

1

التفسيرء ومكانته في إبراز نواحي إعجاز القرآن الكريم. لم تظفر بمثل هذا الاهتمام الذي حظيت به تلك النواحي أخرى» ورأينا أن شبه أعداء الدين فيه من هذه الناحية ناحية ترتيبه وحسن تنسيقه لا تقوم على أساس علمي)”" .

لا لالا

ديق المرجع السابق. ص (570؟0).

احرحة

0

رابعا: د. محمد الأمين الخضري في كتابه: (الإعجاز البياني فى صيغ الألفاظ دراسة تحليلية للإفراد والتئنية والجمع في القران).

١‏ بين فى البداية غرضه من تأليف كتابه» فقال: «هذا الفن من فنون المجازء وهذا الضرب من ضروب الإيجازء وذلك اللون من ألوان الخروج على خلاف ظاهر الأحوال» أين حظه فى حقل الدراسات البلاغية ؟ وهذا الفيض من أسرار الإعجازء ما نصيبه من الدراسات القرآنية ؟ ذلك ما تجيب عنه هذه الدراسة من خلال تتبع ما خالف الظاهر من صيغ الإفراد والجمع في القرآن الكريم» والكشف عن أسرار الإعجاز فيه)”2" .

؟ - ناقش في كتابه : وضع المفرد موضع الجمع. ووضع الجمع موضع المفرد» وتعاور الجموع مواقعهاء وتناسق الصيغ في مشتبه النظم .

* - ونسوق مثالاً عن جهوده مما ذكره في حديثه عن وضع الجمع موضع المفردء قال: «ومن العجيب أن يستعمل القرآن من مرادفات العقل: (النهى) ولا يستعمله إلا جمعاً كذلك» عازفاً عن مفرده (نهية) ؟؛ لنفس السبب من عذوبة الجمع وحسنه» كما يشهد به الذوق» وينطق به الحس» وقد ورد هذا الجمع مرتين» في سورة طه : « هوأ وروا مَك إِنَّ فى دَلِكَ أت لول الت 4 [طه : 4] ل أْقلَم يبو ل كم ملكا مَلَهُم من القن يَُونَ في مسَكْ إِنَّ في دَلِكَ أت دول التهن 4 اطي 001 وكا وراء:إنعاره على الأليات والقلوب ما تيل في أصل مادته من النهي عن قبيح الفعال وذميمهاء وهو الملائم لسياق الموضعين» ففي الموضع الأول: دعوة إلى العقل أن يتدبر آثار المنعم فيما بين أيدي الناس من نعمهء وينهى صاحبه عن التمرد على من أنعم عليه. وفي

)١(‏ الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ. دراسة تحليلية للإفراد والتثنية والجمع في القرآن» ص (58)» مطبعة الحسين الإسلامية» القاهرة» الطبعة الأولى؛ 41١1١ه/‏ 1991م.

ا

ييلعلا

الثاني : دعوة إلى التفكر في تاريخ الأمم وآثار الهالكين» وتحذير من الوقوع في مغية ما أدى بهذه الأمم إلى الهلاك. وفي ذلك ما يهيب بالعقول أن تنهى أصحابها عن الاستمرار فيما يدفع بهم إلى مصير هذه الأمم0" .

لا لا لا

)00( المرجع السابق» ص (4:ة_هة).

6

و اباك همل

0

خامسا: محمود السيد حسن مصطفى في كتابه: (الإعجاز اللغوي في القصة القرانية).

١‏ ذكر في مقدمته أن الباحثين لم يتطرقوا لموضوع: الإعجاز اللغوي في القصة القرآنية» وأن «هذا اللون القرآنى يتطلب اهتماماً واعياً من جانب الباحثين باستجلاء الحقائق» والأسرار الباهرة الكامنة في تراكيبه اللغوية)”" . الوصفي» الذي يقوم على تقديم صورة جلية أمام القارئ» للجانب اللغوي في صوره المتعددة» وأسراره الباهرة» وكنت حريصاً على نقل القارئ إلى استنباط الحقائق» وإظهار الآثار اللغوية الناجمة عن طريقة القرآن في عرض قصصه وتقديم أبحائه»”" .

؟ - والكتاب في الأصل أطروحة مأجستير» وقد جاء فى ثمانية فصول :

الفصل الأول: أسلوب القصة الأدبية عند العرب.

الفصل الثانى: أسلوب القصة فى الكتب المقدسة.

الفصل الثالث: الخصائص التعبيرية اللغوية لأسلوب القصة القرآنية .

الفصل الرابع : التكرار وأثره في لغة القصة القرآنية .

الفصل الخامس : من صور التركيب الإسنادي في القصص القرآني (الجملة الخبرية فى القصة القرانية) .

الفصل السادس : الجملة الطلبية فى القصة القراآنية .

)١(‏ الإعجاز اللغوي في القصة القرآنية» ص .)١(‏ مؤسسة شباب الجامعة» الإسكندرية»

الطبعة الأولى» ١198م.‏ زف المرجع السابق» ص (9؟).

ا

0 أ هم

0

الفصل السابع : أسلوباً الاستفهام والنهي في قصص القرآن الكريم .

الفصل الثامن: أثر بعض الظواهر اللغوية للقصة القرآنية في الدراسة البلاغية0' , ا

"' - وقد خحتم الكتاب بذكر النتائج التي توصل إليها ولخصها في سبع عشرة نتيجة» يقول في النتيجة الخامسة: «هناك اختلاف جوهري في طريقة العرض والأسلوب والمضمون فى قصص الكتاب المقدس- التوراة والإنجيل عنها في قصص القرآن الكريم» فكثيراً ما تظهر المبالغات والمزايدات في ذكر الخوارق والعجائب في قصص الكتاب المقدس» ويتضح معه الإسهاب في العرض والتفصيل ؛ مما يؤثر على الأسلوب ذاته» فيصير ركيكاً بعض الشيء. ويحدث معه الخلل في العبارات» بخلاف قصص القرآن الكريم» التي تسم بالإيجاز الشديدء بما يعطي المعنى الصائب البعيد عن المبالغة والخيال» كما أنها تدور في نطاق الحقيقة المطلقة التي يخضع لها العقل الإنساني» وكثيراً ما تغفل القصة القرآنية التصريح بذكر الشخصياتء زيادة في الإيجاز» فالشخصية ليست مقصودة لذاتها كما هو الحال في قصص الكتاب المقدس التي تسلط الأضواء على الشخصية» لغرض إبرازها والتنويه بها»”" .

4 - ويقول في النتيجة السادسة عشرة: «النظم في قصص القرآن الكريم مجاله البلاغة النحوية في كثير من الصور التي أشرت إليها ؛ كالحذف والتكرار وما يشتبه الزيادة والنقصان» والخروج والاقتصاص وغيرها من الصور والظواهر اللغوية التي توثق الصلة بالدراسة البلاغية. ويكثر الحذف بالنسبة للحروف والكلمات في كثير من قصص القرآن الكريم» وفي الحذف علة ترتبط بأن الزمان قد يتقاصر عن الإتيان بالمحذوف» وهذا يعني ضرورة الحذف

ببعض المواضع» لأن الاشتغال بذكره يحدث الخلل في العبارات» ويقضي إلى

0020 المرجع السابق» ص للخت اضر ,0 المرجع السابق» ص زمه ؟).

ررك

00 10

0

الك

4 2

7 لمق

ا

تفويت الغرض المطلوب. وقد تبينت أن الحذف يحسن في بعض المواضع لقوة الدلالة عليه» وحتى يترك للنفس أن تتشوق إلى حقيقة المحذوف الذي يفهم غالباً من خلال السياق القصصي للقرآن)”" .

لا لالا

0020 المرجع السابق » ص (55” 513

أو

و اباك همل

0

سادسا: د. فتحي أحمد عامر فى كتابه: (بلاغة القران بين الفن والتاريخ» دراسة تاريخية فنية مقارنة).

١‏ - قسم كتابه خمسة فصولء تناول فيها جملة موضوعات كالاتي:

في الفصل الأول: النظرات الأولى: درس مجاز القرآن لأبي عبيدة» ومعانى القرآن للفغراء .

وفي الفصل الثاني : المتكلمون» درس فيه درس فيه جهود الجاحظ وابن قتيبة والواسطي والرماني والباقلاني وعبد القاهر.

وفي الفصل الثالث: المحدثون والمفسرون». درس فيه جهود الخطابي

رشيد رضا في المنار.

وفي الفصل الرابع: الأدباء»ء ودرس فيه جهود الشريف الرضيء وابن الزملكاني؛ وابن أبي الإصبعء والعلوي صاحب الطراز.

وفي الفصل الخامس : تجارب أخرى» درس جهود الدكتور أحمد بدوي

؟" - ختم كتابه بالإشادة بكتب سيد قطب الثلاثة: (التصوير الفني في القرآن)». و (مشاهد القيامة فى القرآن)» و (فى ظلال القرآن)» وأبدى إعجابه بطريقة التصوير الفنى » حيث قال: «تلك الطريقة الرائدة التى ندعو إلى أن

يتمثلها دارسو القرآن؛ لما لها من أثر نفسي بعيدء يغذي قوى النفس» ويلهمها مسارها الرشيد لعقيدة التوحيدء إنها طريقة جديدة رائدة» ما فى ذلك ريب»

)١(‏ انظر: بلاغة القرآن بين الفن والتاريخ» دراسة تاريخية فنية مقارنة» د. فتحي أحمد عامرء ص (59068 -7"95),

رةه

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

وإن كنا نرى عبد القاهر الجرجاني وتلميذه الزمخشري منها على بعد خطوات» وولي التوفيق هو الله)”" .

- وللدكتور فتحى عامر كتاب بعنوان: (المعانى الثانية فى الأسلوب القرآني)» وقد حدد المراد بالمعاني الثانية عند العلماء قبل عبد القاهرء ثم قال: «وبقيت فكرة المعانى الثانية منتشرة فى تضاعيف هذه الدراسات» من غير

تحديد لسماتها الفنية» حتى جاء عبد القاهر الجرجاني ففسر نظرية النظم تفسيراً

ردها فيه إلى تلك المعاني التي تلتمس في ترتيب الكلام حسب مضامينه ودلالاته في النفس» » وهي معان ترجع إلى الإسناد» وإلى خصائص مختلفة في المسند إليه» والمسئند» وفي أضرب الخبر» وفي متعلقات الفعل من مفعولات وأحوال» وفي الفصل بين الجمل والوصل» وفي القصر» وفي الإيجاز والإطناب» وهي نفسها الأبواب التي ألف منها من خلفوه علم المعاني. فهو أول من فسر نظرية النظم في اتساع وقدرة» وأول من قصد إلى المعاني الثانية قصداً من وراء ذ فكرة النظم)”" .

ويضيف : (ومن ثم كانت دراستنا للمعاني الثانية ضرورية» إذ هى تضيف جديداً إلى حقل الدراسات القرآنية هو فى حاجة إليه»ء وتكشف عن ألوان من الأرحب حول النظر في كتاب الله» وتضع ركيزة هامة لعمل جديد في عمق التأمل لما يوحي به تركيب القرآن من دلائل)””" .

5 -وتكون الكتاب من مقدمة» وتمهيد» وثلاثة فصول» وخاتمة .

في المقدمة: إشارات عابرة لتاريخ فكرة المعاني الثانية في نظم القرآن.

وفي التمهيد: عرض لبحث مسألة الخلاف في وقوع المجاز.

دق المرجع السابق» ص (92). (؟) المعاني الثانية في الأسلوب القرآني» ص (7): منشأة المعارف» الإسكندرية» //191م.

ضرف المرجع السابق» ص (9).

روفرف

َس

يأتي بعد ذلك فصول ثلاثة كما ذكرت:

الفصل الأول: معاني القرآن. درس فيه ما يدل ظاهر لفظه على معناه» وما يدل على خلافه لامر اللفظ »«والمعااى الظامرة والمحائن النخضةة. و العتقيقة ومعناظاء :والتورية والأسساليب الخبرية » والأسالبي الأثقائية » والذكر والسدف وأنواع المجاز.

الفصل الثاني : المعاني الثانية فى القرآن. درس فيه المعانى الثوانى دراسة تطبيقية من خلال عكر رضوعات هى: التوحيد» الحياة الدنياء الحياة الآخرة العتادانثة والنبعاملاهي المتقنايف الإسراء والمعراج» قصص القرآن» نماذج إنسانية» نماذج فلسفية نفسية» صور ومواقف.

الفصل الثالث: بلاغة المعاني الثوانى في أسلوب القرآن. درس فيه موإظوعاك: يق متهاة: الألقاظ المتعدلفة المعان وتجمعها دلالة ولسدةء والجمل الخبرية تفتتح بها ثلاث وعشرون سورة» ولأسلوب المجاز أكثر من إيحاء» وأساليب في الكناية» ونماذج من التشبيهء وجولات لابن قتيبة في هذا الباب» والمثل» وموقف الجاحظ وغيره من قضية السجع القرآني.

لا لالا

وت

ل

سابعا: د. صلاح عبد الفتاح الخالدي فى كتابه: (البيان فى إعجاز القران)

: -جاء كتابه فى أربعة فصول‎ ١

الفصل الأول: مقدمات لدراسة إعجاز القرآن» وفيه تسعة مباحث درس فيها: كلمة إعجاز فى اشتقاقاتها واستعمالاتها. كلمات قرانية قريبة من معنى معجزة. البدايات الأولى للمعجزة والإعجاز. مادة العجز في القرآن الكريم . بين معجزات محمد - عَلَِة - ومعجزات الأنبياء السابقين عليهم السلام . آايات التحدي في القران. مستوى العرب البياني. المعاجزة والعجز والإعجاز. مكمن الإعجاز ووسائتل إدراكه.

الفصل الثاني : مع فكرة الإعجاز في مسيرتها التاريخية. درس فيه الإعجاز من عصر النبوة إلى العصر الحديث» وكان آخر من توقف عنده سيد قطب .

الفصل الثالث: الإعجاز فى الأسلوب القرآنى. ودرس فيه سر الحرف» وسر الكلمة» وسر التعبير» ومزايا الأداء الفنى عند سيد قطب,» ونظرية التصوير

الفصل الرابع: الإعجاز في المضمون القرآني» ودرس فيه وجوه الإعجاز الأخرى» فدرس فيه الإعجاز الموضوعي» والإعجاز الغيبي» والإعجاز العلمى» والإعجاز التشريعى» والإعجاز النفسى.

ويندرج تحت كل مبحث مجموعة متشعبة من الموضوعات”"' .

؟ - يؤكد على الإعجاز البياني» وأنه هو المراد به التحدي دون سواهء يقول: «لقد أجمعوا على القول بالإعجاز البيانى» وأن القرآن معجز ببيانه وفصاحته وبلاغته وأسلوبه. وأجمعوا على اعتبار هذا الوجه هو أبرز وأظهر

.)507 - 589( المرجع السابق» ص‎ )١(

6

0 أ

0

4 2 03

الو“

0

1

وأشهر وجوه الإعجازء وأنه بهذا يقدم شهادة للمسألة الأساسية» وهي إثبات أن القرآن كلام الله .

واكتفى علماء محققون بالإعجاز البياني» واعتبروه هو الوجه الوحيد لإعجاز القرآن. وأن القرآن به تحدى الستكرية الجاحدين» وطالبهم بالإتيان بسور مثل القران في بيانه وبلاغته وفصاحته. فعجزوا عن ذلك البيان القرآني. واعتبر هؤلاء المحققون. ما يقدمه غيرهم من العلماء الآخرين من وجوه أخرى للإعجازء ليست وجوهاً للإعجازء وأنها ليس فيها تحدء وأن القرآن لم يطالب الجاحدين الإتيان بها أو بمثلها ؛ لكنهم لم ينكروهاء ولم يرفضوهاء بل اعتبروها أدلة تدل على مصدر القرآن الرباني» وأنه كلام الله» وأن وجودها في القرآن وتوفرها فيه» يجعل من المستحيل الاعتقاد أنه كلام بشرء وأن تلك الوجوه عند المحققين من العلماء دارسي الإعجاز. تقف أدلة على مصدر القرآن بجانب الإعجازء أكبر الأدلة وأعظمها وأوضحهاء وليست وجوهاً للإعجاز تندرج تحته. من العلماء الذين على هذا الرأي: رائد الإعجاز عبد القاهر الجرجاني». ومن المعاصرين: الأساتذة: محمود شاكرء والدكتور عدنان زرزورء والدكتور محمد لطفي الصباغ. وأنا مع هؤلاء في فهم الإعجازذ)”" .

" - ويشير إلى تطور قضية الإعجاز لتصبح علماً مستقلاً» نتج عنه مدارس واتجاهات. وكانت هناك جهود علمية متعددة» منها الأصيل ومنها المكررء يقول: «وقد تطورت مسألة الإعجاز من كون الإعجاز دليلاً على النبوة» وشاهداً على مصدر القرآن الرباني» ليتحول إعجاز القرآن إلى علم مستقل» قائم بذاته» يُدرس كما يدرس أي علم من علوم العربية» وتعددت المدارس والاتجهات في دراسة إعجاز القران»ء فظهرت: مدرسة المعتزلة» ومدرسة: المتكلمين» ومدرسة المفسرين» ومدرسة الأدباء» وتنوعت النظرات واختلفت التحليلات» وتباينت الآراء» وتوسعت مسألة إعجاز القرآن توسعاً كبيرً» وظهرت الكتب

/ه١5١" البيان في إعجاز القرآنء ص 2)». دار عمارء عَمَانَء الطبعة الثالئة»‎ )١( 17م.‎

ك7

ل

الكثيرة - القديمة والمعاصرة ‏ التي بحثت في الإعجازء وقدم أصحابها أفكاراً وآراء ونظرات» وأضافوا على من سبقوهم إضافات كثيرة نافعة» كما وقع كثير ممن بحثوا في الإعجاز في التاريخ الإسلامي في التكرارء وإعادة كلام من سبقوهم في الإعجاز)”"' .

وبين أن من أهدافه من الكتاب: اهدف أكاديمي تعليمي تدريسي» ليجد فيه طلبة الجامعات وكليات المجتمع ما يحتاجون إليه أثناء دراسة المادة)”" .

؛ - تحدث عن التناسق العددي في القرآن الكريم» وجعله تابعاً للإعجاز البياني» يقول: «لسنا مع من يقول بالإعجاز العددي. ولا مع من يسمي التناسق العددي الإعجاز العددي. إن من يسمي هذا التناسق الإعجاز العددي يعتبره وجهاً مستقلاً من وجوه إعجاز القرآن» ويعتبر القرآن متحدياً بأعداده المعجزة الناسَء فهل التحدي قائم بالأعداد القرآنية؟ وهل طالب القرآن الجاحدين تأليف كلام تتساوى أعداد حروفه وكلماته مع الأعداد القرآنية ؟ ومن هم الذين تحداهم الله بذلك ؟ أهم الكفار في عصر التنزيل ؟ أم الناس في القرن العشرين ؟ . . . إن التناسق العددي تابع للوعجاز البياني» ومظهر من مظاهره. إن وجوده في القرآن ليس هدفاً مقصوداً لذاته» بل هو من لوازم استخدام القرآن لحروفه وكلماته المعجزة)(" .

وقد أشاد بجهود عبد الرزاق نوفل في كتابه (الإعجاز العددي في القرآن الكريم )+ في .تين زقضن. جهود الدكتور محمد وشاه خخايفة ا« يقول فن هذا الصدد: إن معظم كلام المرحوم نوفل عن الموضوع صحيح.ء ومعظم أرقامه وحساباته صادقة» ومعظم نتائجه طيبة» وإن كنا لا نوافقه على تسمية التناسق العددي بالإعجاز العددي» لما سبق أن بيناه.

أما الفريق الثاني صاحب الكلام الباطل» والحسابات الخاطتئة» والبحث )١(‏ البيان في إعجاز القرآنء ص (5).

زم المرجع السابق» ص .)٠6١-9(‏ فرق المرجع السابق» ص (؟5ه).,

وخر

0 أبك همل غذاه

غناك بالود

المزاجى . والأرقام الباطلة» والهدف الباطنى الخبيث» فيمثلهم الدكتور محمد رشاد خليفة» صاحب أكذوبة : (الإعجاز العددي : عليها تسعة عشر) المعتنق للديانة البهاتية الكافرة)2"0 ,

5 - في حديثه عن الإعجاز العلمي قال: «اعتبر الباحثون الإسلاميون المعاصرون ‏ أنصار هذا الفهم للإعجاز أن الإعجاز العلمي في القرآن هو أبرز وجوه الإعجاز لأهل هذا الزمان» يفوق الوجوه الأخرى» بسبب التقدم العلمي المذهل... ومن أشهر من عرف بالاهتمام بهذا الجانب والتخصص فيه: المفسر طنطاوي جوهري في تفسيره: (الجواهر في تفسير القرآن) ومنهم الدكتور محمد أحمد الغمراوي» والدكتور محمد جمال الدين الفندي. وعبد الرزاق نوفل» والشيخ عبد المجيد الزنداني» والشيخ محمد متولي الشعراوي»' .

"- تحدث عن استمرار التحدي فقال: (إذا تحدى القوي خصمه» فأضعفه وأعجزه. فإن عجزه وضعفه ينسحب على الآخرين الذين أقل منه في قوته» فيكون بذلك المنتصر غالباً للاخرين» معجزاً لهم» لأنهم أضعف وأعجز من صاحبهم المهزوم. . . وهكذا الأمر في تحدي القرآن للكافرين» وتعجيزه لهم . إن التحدي موجه للمتقدمين في الفصاحة والبيان» وهم العرب المعاصرون لنزوله؛ وإنهم قد عجزوا عن معارضته» وضعفوا عن الإتيان بما تحداهم به وبما أنهم قد عجزوا وهم الأقوياء المتقدمون المتفوقون» كان غيرهم من الناس -الذين أقل منهم في الفصاحة» وأدناهم في البلاغة» وأضعف منهم في البيان- أضعف وأعجز. حيث ينسحب عليهم ذلك العجز والضعف. ولذلك نحكم على الأجيال العربية التالية» في العصور الإسلامية المختلفة» وحتى عصرنا الحاضرء بأنها ضعيفة عاجزة» لأنها أقل بدرجات من أولئك العرب السابقين» ولذلك يكون القرآن معجزاً لهم» كما كان معجزاً لأسلافهم)”” .

)١(‏ المرجع السابق» ص 8”05(‏ /1ه9).

(0) المرجع السابق» ص .)55١-570(‏ (9) المرجع السابق» ص (5/ا ‏ /الا).

6

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

- ذكر أن النظر فى إعجاز القرآن ودراسته ليس هدفاً بحد ذاته » وإنما هو كله وسيلة إلى غاية» إذ الهدف منه إثبات مصدر القرآن» وأنه كلام الله» وليس من كلام محمد يكِةِ . وكم أخطأ من عكس هذه الحقيقة ؟! وقال: «القرآن معجز لأنه كلام الله. إذ الأصل إثبات أنه معجزء فإذا ثبت إعجازه؛ ثبت أنه كلام الله. أما أن نحيل مصدره الرباني إثباتاً لإعجازه. فهذا خطأ في البحث. يضعف قضية الإعجاز»”'" .

والخلاصة أن الخالدي أضاف إضافة حسنة إلى مكتبة الإعجاز تتمثل بكتابه القيم» وهو لا يألو في إمداد المكتبة الإسلامية بجهوده الطيبة .

لا لالا

الخو

0

امنا: د. حسن عتر فى كتابه: (بينات المعجزة الخالدة)

. -تناول في المقدمة دور القرآن في العرب والعربية والإنسانية‎ ١

وجاء الباب الأول تحت عنوان: (المعجزة في القرآن الكريم)» تناول فيه خصائص المعجزة وتميزهاء ومعجزات رسولنا محمد كَل » وإنكار المستشرقين ومقلدتهم معجزات سيد المرسلين .

الباية القاق 5 (دلاالالمعدرة العطض) دعر فيه :أن الفران مخدزة الرسول العظمى» وشهادة العالم بإعجاز القرآن.

الباب الثالث: (بيان إعجاز القرآن الكريم) » وهو أكبر أبواب الكتاب تحدث في الفصل الأول منه عن مصدر إعجاز القرآن الكريم ومذهب الصرفة .

وفي الفصل الثاني عن: الإعجاز الذاتي للقرآن الكريم» وتحدث فيه عن أوجه إعجاز القرآن الكريم» وهي عنده:

الوجه الأول: أسلوب القرآن المعجز. ويتمثل بفصاحة الألفاظ القرآنية وروعتهاء وفصاحة جمل القرآن وتراكيبه» وبلاغة القرآن المعجرة.

الوجه الثاني : الإخبار عن الغيب في القرآن.

الوجه الثالث : الوفاء بكل ما وعد الله في القرآن.

الوجه الرابع : سمو التشريع القراني.

الوجه الخامس : إعجاز القرآن الخلقي والاجتماعي .

الوجه السادس : الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .

الوجه السابع : اتساق نظريات القرآن وأحكامه.

الوجه الثامن : الإعجاز النفسي في القرآن العظيم .

وتناول الفصل الثالث : نقض مزاعم المستشرقين .

5

و أباكة همل

0

ودرس في الفصل الرابع: آثار القرآن المجيد في اللغة والأدب والبلاغة والنقد. ١‏ 0

ثم تأتي الخاتمة وذكر فيها مجمل إعجاز القرآن الكريه”" .

؟ - والكتاب جاء بشكل منهجي علمي مختصرء ففي حديثه عن الوجه الرابع: (سمو التشريع القرآني) قال: «إن تشريع القرآن العظيم يشمل كل جوانب الحياة الإنسانية ومشاكلهاء ويعم الناس جميعاً أبيضهم وأسودهمء عربهم وعجمهم» في زمن الرسول وَل ومن بعدهم إلى أبد الذهرء وقد جاء التشريع القرآني معجزاً للبشر في سموه ورفعته وعدالته. ولاغرو» فقد تناولت أحكام القرآن جوانب الحياة جميعاً» بما فيه صلاح البشرية وسعادتهاء فكان منها ما يتعلق: بالفرد والأسرة» والمجتمع ونظام حكم الدولة» والعلاقات الدولية في حالتي السلم والحرب » وكل ما يخطر بالبال من نواحي الحياة»”"' .

وفي حديثه عن الوجه الخامس : (إعجاز القرآن الخلقي والاجتماعي) قال: إن نظرة عابرة على أخلاق الجاهلية» تعطيك صورة واضحة عن البون الشاسع بينها وبين ذروة النهضة الأخلاقية التي بلغها القرآن بأصحاب وأتباع رسول الله يك » وتظفر بالتالي بلوحة جمالية واقعية للتكوين الخلقى الذي أداه القرآن فى الأمة الإسلامية»””©. ١‏ ش

وفي حديثه عن الوجه الثامن : (الإعجاز النفسي في القرآن العظيم) قال: «إن تأثير القرآن في القلوب قد بلغ مبلغاً عظيماً لم يُعرف قبله ولا بعده لكلام قطء إذ تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم روعة وخشية» وتعتريهم هيبته؛ وتهيمن عليهم عظمتهء وترى آثاره على الجاحدين أبلغ وأظهرء إذ يقرعهم على ضلالهم» ويقيم عليهم حججاً لامعقب لهاء فيستثقلون سماعه. ويتولون عنه

)١(‏ انظر: بينات المعجزة الخالدة» ص (579 - ١58).؛‏ دار النصرء حلبء الطبعة الأولى» 6هم/ ام.

زع بينات المعجزة الخالدة» ص 550

فرق المرجع السابق» ص (559) .

0 أبك همل غزا

غناك بالود

بنفور مدبرين» كما أخبر الله تعالى عنهم: لوَلْقَدَ َرَنا فى هذ لان يكوا يدم إلا ورا 4 [الإسراء : ١؛].‏ وقال: لود كرت رَيّكَ فى اران وَحْدَوٌ وَأ عل برهو فوا 4 [الإسراء : 147 . وقد شعر بعض زعماء الشرك أن القرآن قد تملك قلوبهم» وأحسوا ذ في اتيك هر وررعة ... فأوصوا أتباعهم أن يحولوا بينه وبين أنفسهم)” .

والخلاصة أن كتاب (بينات المعجزة ة الخالدة) قد لخص ما قيل في التراث ؛ بأسلوب ميسرء وأضاف جوانب جديدة مثل الحديث عن الإعجاز التشريعي والخلقي ؛ بيد أنه بحاجة إلى مزيد من الأمثلة ة والتحليل لخطورة القضايا التي يطرحها.

انالا

)2غ( المرجع السابق » ص (80).

اباك همل

عزاسل يراليه

تاسعا: نعيم الحمصي في كتابه: (فكرة إعجاز القران منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق)

- كتاب (فكرة إعجاز القرآن. . ) مرجع قيم في هذا الباب» قدم له العلامة محمد بهجة البيطارء فقال: «هذا ويود كل باحث فى أسرار القرآن ومقاصده» أن لو جمع ما دونه البلغاء في كنه هذا الإعجاز على تراخي العصورء واتساع دائرة العلوم» فانتدب لهذا الأستاذ نعيم الحمصي» فلخص ما سطرته الأقلام» مما جادت به القرائح والأفهامء, وجمعها في كتاب واحدء مناه ارج فكنة إعجاز القرآن» من بعد ما نشره مقالات في مجلة المجمع العلمي بدمشق)27 .

والكتاب في الأصل مجموعة مقالات» يقول عنها المؤلف: ١كنت‏ نشرتها نجوماً في مجلة المجمع العلمي العربي» بعنوان: (تاريخ فكرة إعجاز القرآن) وهو عنوان أكبر مما يستحقه جهدي». ولعل تسميتها ب: (محاولة في تاريخ فكرة الإعجاز) كانت أكثر موافقة للحق وانطباقاً للواقع»”" .

؟ - بين منهجه» فقال: «وقد عرضت فيه الآراء عرضاً تاريخياًء 0 ما استطعت أن يكون حيادياًء لا ثناء فيه على ما أستحسنهء ولا ذم لما لا أرضاه»ء وقد أعتقد الرأي» 5 مع ذلك حجة من جاء بهء إن كانت قاصرة ضعيفة» أو لم يوفق في عرضها)”" .

'" - وقد تتبع المؤلف بتقص كبير فكرة الإعجاز من عهد النبوة ا الحديث» متبعاً المنهج التاريخي حسب القرون» ومرتباً للعلماء وفياتهم» وكتابه مرجع حافل في هذا البابء ذكر فيه مذاهب العلماء المختلفة

)١(‏ فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق» نعيم الحمصي » ص (ب» ج). (*) المصدر السابق نفسه.

ود

ييلعلا

في الإعجازء سواء أكانوا من أهل التفسير أم من أهل البلاغة» كما عرض لذكر من اتهموا بالمعارضة ؛ كابن المقفع والمتنبي والمعري» وذكر رد الرافعي عنهم هذا الاتهام؛ وعرض لمن أنكروا الإعجاز ؛ مثل ابن الراوندي وغيره من الزنادقة .

؛ - وننوه بأن كتاب المؤلف كان أحد مراجعنا في هذه الدراسة» ورغم التقصى والجهد الكبير المبذول فى الكتاب» فقد فاته ذكر جهود بعضص العلماء ؟ مثل : القرطبي». والطيبى» وأبى حيان الأندلسى» وغيرهم .

ل لالا

0 أبكة همل

0

عاشرا: د. عبد العزيز عبد المعطي عرفة في كتابه: (قضية الإعجاز القراني وأثرها في تدوين البلاغة العربية).

١‏ - تناول في التمهيد: لفظ القرآن في عرف اللغة والاصطلاح» وامتياز القرآن بوصوله إلينا خالياً من التحريف والتبديل والزيادة والنقصء وتحقيق الإعجاز. ووجه إعجاز القرآن الكريم في صدر الإسلام .

" في الباب الأول: (قضية الإعجاز القرآني ونشأة البلاغة العربية) » درس في الفصل الأول: المحافظة على سلامة الذوق العربى ليظل القرآن مفهوماً. ودرس في هذا الصدد جهود أبى عبيدة معمر بن. المثنى المتوفى سنة (١1٠ه)ء‏ وجهود أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء» المتوفى سنة (7017 ه) .

وفي الفصل الثاني : الدفاع عن النظام القرآني والأدب العربي بوجه عامء وتناول في هذا الصدد دراسة جهود الجاخظ» وجهود ابن قتيبة» وجهود ابن المعتز .

* - وفي الباب الثانى: (قضية الإعجاز القرآنى وازدهار الدراسات البلاغية) » تناول في الفصل الأول: المحسنات البديعية أو وجوه البلاغة فى القرن الرابع الهجري. ومحاولة تعليل وجه الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم بهاء ودرس في هذا الصدد جهود الرماني؛ وجهود أبي هلال العسكري .

وفي الفصل الثاني: رفض استقلال ألوان البديع أو وجوه البلاغة بالكشف عن إعجاز القرآن البلاغي» والتمهيد لنظرية النظم .

وفي الفصل الثالث: نظرية النظم وثراء البلاغة العربية» ودرس فيه جهود الإمام عبد القاهرء وجهود الزمخشري.

5 - وفي الباب الثالث: (قضية الإعجاز القرآنى والبلاغة العربية بعد الإمامين عبد القاهر والزمخشري) . درس في الفصل الأول: تعقد البلاغة وجمودها.

ه؛

20 باه 7 غزس ليزال

عزاس لجلالوه

ثم أشفع ذلك بالخلاصة؛ وبمصادر البحث7' .

ل لالا

.)877 - 27١( انظر: قضية الإعجاز القراني وأثرها فى تدوين البلاغة العربية » ص‎ )١(

5

له

عزاسل يراليه

أحد عشر: الدكتور مصطفى مسلم, في كتابه: (مباحث في إعجاز القران).

١‏ -ابتدأ الكتاب بمقدمة» وعقبها مبحثان:

الأول تناول المعجزة: تعريفها وشروطها وإمكان وقوعهاء ووجه الدلالة على صدق الرسول.

والثانى: معجزات الأنبياء السابقين»ء ومعجزات خاتمهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

" - عقب ذلك يأتي القسم الأول» 550 التاريخي في إعجاز

القرآن» وهو مقسم لثلاثة فصول ؛ درس فيها الإعجاز عند المعتزلة» وأهل السنة» وفى دراسات المعاصرين.

القسم الثاني: الجانب الموضوعي لإعجاز القرآن» وهو ثلاثة فصول '

والإعجاز الغيبي.

أعقب ذلك الخاتمة» وذيلها بخمسة فهارس تناولت: الآيات القرآنية

والأحاديث النبوية» والأعلام والمراجع والموضوعات” .

"' - من أهم ما توصل إليه أن قيام علم البلاغة ؛ كان سببه: البحث عن الإعجاز» يقول: «كانت هذه جولاات سريعة مع آي الذكر الحكيم في الآفاق و لأس حارلا أن تلكي:فها سوام على جود: اسلف فى رار جنار فر

)١(‏ انظر: مباحث في إعجاز القرآنء ص 797(‏ 545؟) دار المنارة» جدة» الطبعة الأولى» هم 48ؤام.

/اء

1 هم

ل

النظم القرآني» بعد أن ابتدع المعتزلة القول بالصرفة» وتصدى لمقولتهم علماء المسلمين» فكان سبباً لقيام صرح علم البلاغة)” .

؟ - كما أكد على الإعجاز العلمى. وأنه باق إلى قيام الساعة. يقول: «ولما كانت المعجزة قرينة الرسالة» ولما كان القرآن الكريم معجزة الرسالة الخالدة» فلا بد أن تقام الحجة بالقرآن الكريم على كل جيل من الأجيال» ليذعن أهل الإنكار والجحود في كل عصر لعظمة منزلته» ويوقنوا في قرارة تفوسهم أنه كلام الذي أحاط بكل شيء علماء الذي يعلم السر في السموات والأرض» وكلما تقدمت الوسائل العلمية» وتوسعت دائرة المعارف البشرية ؛ ستفتح آفاق جديدة أمام الباحثين في إعجاز القرآن الكريم»”" .

ل لا لا

(1) المرجع السابق » ص (510). (5) المرجع السابق » ص (5156).

غ2

و اباك همل 7 غزلس ليزال

عزاس لجلالوه

اننا عشر: د. رشاد محمد سالم في كتابه: (مع القران الكريم في إعجازه اللغوي, لطائف وأسرار). ش

كال عن دزاستهه 9 من هنا فلين عتجيياً أن شمر الم لفاكت لاقتطاف الثمرات من كلام الله مباشرة» أو استخراج الحكم والفوائد من كتب

السابقين عن القرآن الكريم» أو توضح ما غمض من أقوالهم» أو تقريب ما غرب من علومهم. أو استدراك ما ند عنهم. وهو ما طمحت إليه نفسي» فاستخرت الله فرزقني هذا الشرف» واستعنت به سيحانه» فهدانى إلى التنقيب في بطون الكتب أجمع ) أتذوق. ثم وفقني للعرض والتحليل والمناقشة ؟؛ فكانت هذه اللمحات التى ترى منها كيف كان القرآن معجزاًء ونتبصر منها نواحي إعجازه: وما آنا بمستقص دلائل الإعجاز في آحاد الآيات. والسورء فذلك له مصنفاته)7' .

؟ - درس في كتابه الموضوعات الآتية: القرآن معجزة الإسلام الخالدة» حالة العرب اللغوية عند نزول القران» القران معجزة لغوية» الإعجاز والتحدي» المفرد القرآني ودوره في الإعجازء الأسلوب القرآني» الإيجاز والإعجازء الفاصلة القرآنية والإعجاز» من صور الإعجاز : نماذج تطبيقية .

“" - ونذكر نموذجاً مما ذكره في كتابه تتعلق بالإعجاز اللغوي». يقول:

١وتأمل‏ في قول الله تعالى في سورة الإسراء: #وَإِدَا مَسَحُمْ أل في الْبَحْرِ صَلَّ مّن َدَعُوتَ لذ 42 [الإسراء : 317] كيف أتى بإذا هاهنا لما كان مس الضر في'البحر لهم محققا. ل اي سر « لَّامَمْ الإضسنُ ين وعَاء لْحَيْرٍ إن هَسَّهُ لش فَُمِيُوسٌ قَمُوط” 4 [فصلت: 49] . فإنه لم يقيد مس الشر هناء بل أطلقهء ولما قيده بالبحر الذي هو متحقق فيه ذلك أتى بأداة إذا. وتأمل فى في

)١(‏ مع القرآن الكريم في إعجازه اللغوي» لطائف وأسرارء ص .2١ ١79‏ دار المنار» القاهرة» الطبعة الأولى؛ 515١ه/‏ 1995م.

ا

َس

0100

قوله تعالى في سورة الإسراء : # وَإِذَا ١‏ أمَمَناعَلَ لضن عرض وَنََاجَانِةوَإِدَامَنَّهُ ألَّرْ كن يوسا [الإسراء : ”18 . كيف أتى هنا بإذا المشعرة بتحقيق الوقوع المستلزم لليأس ؛ فإن اليأس إنما حصل عندما تحقق مس الشر له ؛ فكان الإتيان بإذا هاهنا أدل على المعنى المقصود من إن». بخلاف قوله : # وَإن مَسَّهُ شد فَِيُوسُ قَنُومكُ # فإنه بقلة صبره وضعف احتماله» متى توقع الشر أعرض وأطال في الدعاء» فإذا تحقق وقوعه كان يعوساً) 2" .

5 - وقال في خاتمة كتابه متحدثاً عن إحكام البناء القرآني : «فلقد علا القرآن هذا العلو الشامخ» وارتفع ذلك الارتفاع البعيد عن متناول البلغاء والفصحاءء بهذا الإحكام المعجز في تصميم بنائه» وفي وضع كل حرفء وكل كلمة» وكل عبارة» مكانها الذي لا يمكن أن يكون غيرها قائماً مقامها فيه» والذي إن

زُحزحت عنه تغير وجه الكلام» وربما فسد نظامه » وانفرط عقده)”" .

لا لالا

000( المرجع السابق» ص (1ل١‏ - .)١09275‏ 0( المرجع السابق» ص .)5١7(‏

للف

َس

ثلاثة عشر: د. محمود السيد شيخون, في كتابه: (الإعجاز في نظم القران).

١‏ قال في المقدمة: «.. فهذه دراسات حول النظم القرآني » أردت أن أوضح من ورائها بعض ما ينطوي عليه هذا الكتاب المبين من روعة البيان وإعجازه» وكيف أنه أعجز أساطين البيان من العرب» مع أنه منظوم من نفس الحروف والكلمات التي ينظمون منها كلامهم؛ وكيف أنه بنظمه الفريد قد أثر فيهم تأثيراً بليغاً ؛ فطار بألبابهم واستولى على أحاسيسهم ومشاعرهم . . . ولم أقصد من وراء هذه الدراسات إلى الاستقراء والاستقصاءء فمثلي يستعصي عليهم مثل ذلك في هذا الميدان)”' .

؟ -يلي المقدمة خمسة فصول تناول فيها:

الإعجاز نشأته وتطوره ووجوهه .

- والذين كتبوا في الإعجاز.

- ومظاهر الإعجاز في نظم القرآن. درس فيه ثلاثة مظاهر: الأول يتناول الخصائص المتعلقة بأسلوبه. والثانى: المفردة القرآنية. والثالث: الجملة القرآنية وصياغتها . 1

- والإعجاز والبلاغة. درس فيه نماذج من روائع التشبيه والاستعارة والكناية في القرآن الكريم .

- والإعجاز في نغم القرآن.

*- تحدث عن الإعجاز في نغم القرآن» فقال: «إنك إذا قرأت القرآن قراءة سليمة» وتلوته تلاوة صحيحة؛, أدركت أنه يمتاز بأسلوب إيقاعي» ينبعث منه

)١(‏ الإعجاز في نظم القرآنء ص (08)» مكتبة الكليات الأزهرية» القاهرة؛ الطبعة الأولى» هم 151م.

:ه١‎

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

نغم جميل ساحر يبهر الألباب» ويسترق الأسماعء ويسيل الدموع من العيون» ويستولي على الأحاسيس والمشاعر)7" .

ومثل بأمثلة كثيرة للإعجاز في نغم القرآن» نقتطف منها قوله: «وحين تسنمع عضن النمين المكررة كاد شف تعونة ظلهاء » مثلما تستريح إلى خفة وقعها في قوله تعالى : سس 0 )لصح إِذَا نفس 4 [التكوير : 1 -ما]. بينما تقع الرهبة في صدرك وأنت تسمع لاهئاً مكروباً صوت الدال المنئذرة المتوعدة مسبوقة بالياء المشبعة المديدة في لفظة (تحيد) بدلا من تنحرف» في قوله تعالى : #اوَجَكَتَ سَكره ألْمَوْتٍ َلَقَّ لِك ما تمه قَيدْ4 : 2900819

4 - وفي خاتمة كتابه ذكر موضوعاً هاماً يتعلق بشروط يجب توافرها في الناعق عن إعجاذ القر 81 ححك قال لالض وفى اديت مرا هلب اللياسد العجلى في رحاب القرآن الكريم» أحب أن أقرر أنه لا يستطيع أن يدرك الإعجاز في نظم القرآن إلا من وفق لاكتساب أمور عدة» هي :

١‏ ذهن صافء وقلب سليم من الأمراض» نقي من الآفات» مملوء بحب الله وحب رسوله كلاو .

؟" ‏ إحاطة تامة بعلم التجويد ؛ تمكنه نه من تلاوة كتاب الله تلاوة صحيحة سليمة.

- حفظ كتاب الله عز وجل» والمداومة على تلاوته في تدبر وتأمل وخشوع.

؛ - ذوق رقيق وطبع سليم» وطول معاشرة لأساليب اللغة العربية شعراً

2 56

ونثرا.

ديق المرجع السابق» ص .)١١5(‏ زفة المرجع السابق. ص .)١١6(‏

َس

0 بصيرة نافذة حكيمة» وحس مرهف ؟ يدرك ما احتجب من الآسرار خلف الأستار)7"؟ .

وهذه الشروط في التعامل مع بحث الإعجاز هي شروط موضوعية مقئئنة نافعة» إذ لا يمكن لأي باحث أن يلج في هذا العلم» وإنه ليسير على من يسره الله عليه» وأحسب أن المؤلف أول من عني بذكرها في موضوع الإعجازء فجزاه الله خيراً.

ل لالا

.)١١9( المرجع السابق» ص‎ )١( ودف‎

0

أربعة عشر: أ. د. صلاح الدين محمد عبد التواب» في كتابه: (النقد الأدبي دراسات نقدية وأدبية حول إعجاز القران ).

١‏ - ذكر في الجزء الأول من هذا الكتاب آراء الأقدمين في بيان الإعجازء والأصول التي قامت عليها. وجعله فصلين:

الفصل الأول: الأقوال السابقة في إعجاز القرآن. درس فيه معنى إعجاز القرآنء وموقف النظام والجاحظ وابن قتيبة من الإعجاز .

الفصل الثاني : منهج الأقدمين في بيان الإعجاز» ودرس فيه جهود كل من :

؟ - بين أن سر الإعجاز لا يمكن إدراكه على الرغم من كثرة الدراسات حول هذا الموضوعء يقول: «ومع كل ما حفلت به الدراسات القرآنية من ذلك الحشد الكبير من العلماء والأدباء الذين بذلوا الجهود الرائعة في طوافهم حول القرآن وظواهر إعجازه» فما أحاطوا بها جميعاً؛ ولن يحيطوا بها علماً؛ إلا إذا أدرك الناس سر الروح التي أضفاها الله على الكلم فحركتها وصورتها. . وذلك أمر بعيد المنال)30" .

#دوقال شدداً ستيتحه” «وعنيت أؤلا بدراسة الاتجاهات الأدبية والنقدية التي دارت حول قضية الإعجاز القرآني» وتتبع هذه الاتجاهات لدى القدماء والمحدثين . . . كما عنيت ثانياً بدراسة المقاييس الجمالية والفنية التى توصل إليها أولئك العلماء» والكشف عن مدى أهميته وما تركته من أثر بالغ في دراسات الأدب والنقد كثمرة طيبة لجهود العلماء في دراساتهم التي قاموا بها حول قضية الإعجاز في القرآن الكريم»”" .

)١(‏ النقد الأدبي دراسات نقدية وأدبية حول إعجاز القرآن. ص (7)»: دار الكتاب الحديث» القاهرة, اهم كم زفرف المرجع السابق» ص (4).

2

ا

ار

0 2 غزاده

4 2 3

الو“

0

ا

وهنالك جزء آخر من الدراسة ذكر أنه سيطبع عقب الجزء الأول» ولم نطلع عليه» ولا ندري أطبع أم لا؟

يبقى أن نشير إلى أن ربط النقد الأدبي بالقرآن الكريم بحث جديد قد طرقه المؤلف؛ ونحن نؤيد ما ذهب إليه» لأننا نرى ضرورة أن تنطلق العلوم جميعاً من القرآنء وأن تعود إليه» فهو القطب والمحك لكل علمء وهو الهادي والموجه للعلماء جميعاًء فلا بد أن يكون مرجعاً للعلوم كافة» ولا بد لهذه العلوم أن تخضع بين يديه» فهو المهيمن عليها جميعاً» وهذه هي نظرية أسلمة المعرفة التي يسعى إليها الراسخون من أهل البحث والتحقيق العلمي.

لا لالا

هه

0

خمسة عشر: د. عودة الله منيع القيسى في كتابه: (سر الإعجاز في تنوع الصيغ المشتقة من أصل لغوي واحد).

١‏ - قال فى مقدمته مشيراً إلى أهمية موضوعه وصلته بالإعجاز: «لقد وجدت صيغاً كثيرة ؛ ترجع كل اثنتين إلى خمس إلى أصل لغوي واحدء فكان هذا مثيرا للتساؤل: لماذا استعمل القرآن مثلاً: أنبأ ‏ ونبأ» مبين - ومستبين» حب - ومحبة. . . إلخ» ولم يكتف بواحدة من كل اثنتين منها؟ أليس ذلك دلالة على أن كلاً من الصيغتين المشتقتين من أصل لغوي واحد ذات خصوصية في المعنى والاستعمال؟ لأنه لا يكون من كتاب معجز أن يستعمل صيغتين لمعنى واحد. لأن استعمال صيغتين لمعنى واحد نقص فى التعبير يتبرأ منه القرآن. إذ عند حصول الثقة بأن الصيغة تؤدي المعنى أداء تامأء لا يكون العدول عنها إلى غيرها حكيساء والقران حكمة بالنة00 .

؟ - تكون الكتاب من :

تمهيد: في إعجاز القرآن البياني .

الفصل الأول: تنوع صيغ الأفعال المشتقة من أصل لغوي واحد.

الفصل الثاني : تنوع صيغ المشتقات الراجعة إلى أصل لغوي واحد.

الفصل الثالث: تنوع صيغ المصادر المشتقة من أصل لغوي واحد.

ثم تعقب ذلك الخاتمة.

لا لالا

)١(‏ سر الإعجاز في تنوع الصيغ المشتقة من أصل لغوي واحدء ص 207 دار البشير» عمانء ومؤسسة الرسالة»ء بيروت» الطبعة الأولى» 1417ه/19945م.

اهن

عزاسل يراليه

ستة عشر: الطبيب الشيخ محمد أبو اليسر عابدين في كتابه: (الإيجاز في ايات الإعجاز).

١‏ سنقتطف نبذة عن هذا الكتاب مما ذكر محققه الشيخ محمد كريم راجح في تقديمه للكتاب» فقد ذكر أن الشيخ محمد بن عابدين ابتدأ كتابه : (الإيجاز في آيات الإعجاز) بتقديم ذكر فيه شيئاً عن حياته» ثم ذكر شيئاً عن عظمة القرآن.

ثم أعقب ذلك بمقدمة تناول فيها تعريف التأويل والتفسيرء وتحدث عن بيان القرآن» وبيان السنة» وبيان الصحابة» ثم بين أن التفسير يكون بأحد أمورء 3 ١‏ - النقل عن النبي كَل . ؟ -الآخذ بقول الصحابي. *'_الأخذ بمطلق اللغة.

4 - التفسير بالمقتضى من معاني الكلام» والمقتضب من قوة الشرع .

ثم تكلم عن التفسير بالرأي. فبين الصواب ودحض الخطأ. ثم تكلم عن الإعجاز. والدلالات» والمعاني الإشارية» والتفاسيرء وغير ذلك. ثم عرض لناحيتين :

الأولى : أنه لا يجوز استخدام القرآن لتأييد الفرق والخلافات بينها.

والثانية: استخراج ما في القرآن من المعجزات الكونية» والتي استطاع العصر الحديث أن يدرك الإشارة منها فى القرآن. وذكر أن كتابه حاو للايات التي تصمات الإعجان العلمي ف غير غلو.

؟ - بعد ذلك هنالك تسعة فصول:

الفصل الأول: في أحوال الآخرة» وذلك أن أحوال الآخرة غائبة عناء وأنه

ا

0 أبك همل

0

سبحانه هو العليم بها وحده. ا

الفصل الثاني : ما تحدى به كل من سواه تعالى» مثل : # حَلَقَ ألسَموتِ بير لات ا ا ل دنا عن كرما اننا فيا من حكُنٍ وَوَج كير () هنذا عن أن فاك 5 2 لين من دونه بل لطَيلِمُونَ في صَكَلٍ بن © [لقمان: 1س١].‏

الفصل الثالث: ما أخبر الله به رسوله عليه الصلاة والسلام من نوايا الأعداء التي كانوا يبطنونهاء ومن نجواهم في السرء فهو من المعجزات الغيبية .

الفصل الرابع : ما في القرآن العظيم من الإخبار في بالغيب» وفى بءة

-

بعضه أن

لو كان كيف يكون. وذلك كقوله تعالى. # و حَيَّخْأ كر اوم إلا 9 ا ملدكم عو نكم الْفِننَةَ وف و سَسَعون 431 [العوبة : /41] .

الفصل الخامس : : في ذكر الأمم السابقة» وما جرى معهمء وغيبوبة التاريخ عن ذكر أحوالهم. ثم اختباط المؤرخين والادمهم بعدد سني أيامهم , ومدة الأعمار السابقة التي أثبتت الآثار الجيولوجية أنها فوق ما ذكروه بكثير وكثير» عات د اي ار سورة رليم « يكم وا الست من ة 5 َوْمِ نج وَحََادٍ وَتَُمودٌ والدريك من كن بحَدِهِمْ لا يحَلَمْهُمَ إِلَا الله 0 20-5 َالْسَيِستٍ [إبراهيم : 9] .

الفصل السادس : : آيات التهديد للأمم العاصية» ومايحل بهم من العذاب إن خالفوا أوامر أنبيائهم . وحصول تلك الكوارث كما وعدهم الله على لسان أنبيائهم .

الفصل السابع : آيات الأحكام الشرعية التي أتت موافقة لكل عصر وزمان.

الفصل الثامن: القواعد التي سنها الله سبحانه لعباده من مكارم الأخلاق» وهذه عددها يفوق الحصر ؛ لاستنتاجها من جميع كلام الله سبحانه. 00 أمهات آياتها مثل قول الله : © إن مه يَأمَْم أن تُوَمُوا الكت لج أَملِهَا وَإدًا حك بَيْنَ ألنانس أن تَحَكْموأ يالْعَر ل [النساء : .

4

أبك همل

غزاسلبرالو

الفصل التاسع: احتمال الآيات معاني متعددة يأخذ السامع والتالي منها حسب فهمه واستعداده ؛ ابتلاء من الله تعالى لمن يتبع دينه ولمن يضل » وهذا الفصل تحدث فيه عن أربعة أنواع:

النوع الأول: المتشابه.

النوع الثاني : آيات الأحكام الشرعية» وما استنتج منها علماء الأصول

0 النوع الثالث: ما استخرج منها علماء التصوف. ما دق من المعاني على حسب الإشارة لا العبارة .

النوع الرابع : الذي عليه مدار بحث هذا الكتاب» حيث أخذ يتكلم عن آيات الإعجاز التي هي غرضه ومقصوده""' .

" - ومن أمثلة آيات الإعجاز قوله تعالى: 9 وَأَرْسَلَنَا أَلرَينحَ لوم اننا ين سم مَأ رسكو ومكآ انشع لم عقون #4 [الحجر: 7؟] فقد قال غدل هذه الآية: «هذه الآية من آيات الإعجاز التي لا يمكن لبشر أن 2 بمثلها في حين نزولهاء ولا يمكن لأي كان أن يتكلم بها بدون علم ولا روية» وما هي إلا من وحي علام الغيوب» وما يدري البشر أن الرياح تنقل أعضاء التذكير من النبات والأشجارء إلى مكان يتعذر أو يتعسر لقاحهاء فيتزاوج عالم النبات» والأشجار العاليات» بما تسفيه الرياح» وبما تقربه من رؤوس الأشجار لبعضهاء كما تشاهد في الحور والدلب والصفصاف والسرو وغيرها وبما يتطاير في الهواء)”" .

؛ - وعن علم المؤلف محمد بن عابدين ؛ يقول محمد كريم راجح: «إنك في هذا الكتاب (الإيجاز في آيات الإعجاز) ستقرأ الشيخ عالماً باحثاً ناظراً

02

)١‏ انظر: الإيجاز في آيات الإعجاز. بتحقيق الشيخ محمد كريم راجح.» ص (ه ‏ ط من مقدمة التحقيق)» دار البشائر» دمشق» الطبعة الثانية» 419١ه/‏ 1999م. زفق المرجع السايق» ص من مقدمة المحقق).

4ظظ

ل

مدققاء وسترى الشيخ من العلماء الأوائل الذين لا يقلون عن الغزالي والنووي وابن عابدين. فإنه على شاكلتهم رحمهم الله في العلم والعمل والتقوى؛0

لالالا

درق المرجع السابق» ص من مقدمة المحقق) .

2

0

سبعة عشر: وقد رأينا أن نلحق بالكتب السابقة أحد كتب الثقافة الإسلامية, وهو كتاب ذائيع الصيت» واسسع الانتشار, للأستاذ عفيف طبارة؛ وعنوانه: (روح الدين الإسلامي).

١‏ بسط القول في الإعجازء إذ تحدث عن تحدي القرآن للعرب» وعن القرآن معجزة إلهية» وعن إعجاز القرآن» وقال: «ووجوه الإعجاز القرآن وافرة» إلا أنها تحتاج إلى تحليل وإسهاب واستدلال عليها بالآيات القرآنية» وهذه الأمور تستغزق عدة مجلدات». ونحن مضطرون فى هذا البحث إلى الإيجاز والاكتفاء بلمحة عن بعض نواحى إعجاز القرآن التى تشهد أنه وحى إلمي + ليكرن لدى القارئ ذكرة مجملة عن إعها زهي" ١‏ ْ

" - وقد تناول فى بداية مبحث الإعجاز: (أسلوب القرآن وخصائصه البلاغية) فقال: «كتب كثير من علماء البلاغة فى أسلوب القرآن» وما اختص به من افنون'البلاقة هما لز اتتع هيداه ميد لصاق بنا الميجال :ولك استقصر الكلام هنا على بعض خصائص أسلوب القرآن. وما احتواه من تشبيهء واستعارة» وإيجازء وضرب للأمثال. كي نعطي القارى صورة مجملة عن بلاغته» فيكون عي تالاؤثة مكلوقا ميض يان وروعة اويا

- ثم تحدث عن (اختلاف أسلوب القرآن عن الحديث النبوي)» فقال: (وهناك ناحية جديرة بإمعان النظر» تشهد بأن القرآن وحى إلهىء. وهى أننا نرى أسلوب القرآن مخالفاً لأسلوب كلام النبي يَف فإذا رجعنا إلى كتب الأحاديث الشريفة التي جمعت أقوال النبي بَكِْةِ وقارناها بالقرآن» رأينا الفرق واضحاً في كل شيء: في أسلوب التعبير» وفي الموضوعات. فالحديث النبوي تتجلى فيه

)00 رفح الدين الإسلامي» ص 0 دار العلم للملايين» نيروات »2 الطبعة الثانية والثلاثون» ١١70م.‏ (05 المرجع النذابق» تعن 00/0

65

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

لغة المحادثة والتفهيم والتعليم» والخطابة في صورها ومناهجها المألوفة لدى العرب بإيجاز في القول. بخلاف أسلوب القرآن الذي لا يُعرف له شبيه في أساليب كلام العرب)70 ,

5 - وتحدث عن (أسلوب القرآن وجماله الصوتي) فقال: (ويتميز أسلوب القرآن بذلك الجمال الصوتى الناشئّ من تخير الألفاظ العذبة» وتآلف حروفها في النغم» واطراد الفاصلة» أو تغيرها في نسق معين» فهو حلو النغم» قريب الوقع على النفوسء لا تتعثر فيه الألسنة لسلاسته»”" .

© - وانتقل للحديث عن التشبيه في القرآن» والتشبيه: «هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر في معنى يجمعهماء وقد احتوى القرآن على أنواع من التشبيه البليغة تكسب المعاني روعةء وتجعلها أكثر تأثيراً في النفس». فمن تظابيه الغرآن: إيضاح:الأقور المعنوية بالصتون المرقية المحسوضة» فهو اميل يشبه ضعف ما اعتمد عليه المشركون في عبادتهم لغير الله» وما يبذلونه من جهد يظنونه مثمرأء ولكنه لا يجدي لهم نفعاًء يشبههم بالعدكبوت» تلك الحشرة الصغيرة التي تجهد نفسها في البناء» وهي لا تبني سوى أوهن البيوت» قال تعالى : # مَثَلُ ألدرت عدوا هن دوين أنه ولاه كن الْحَنكيوت ادن وذ المرت القع لك المعكون 3 كاذ يتلترت 4 [العنكبوت: .»]4١‏

" - تناول بعد ذلك مبحث الاستعارة فى القرآن». فقال: ١هى‏ استعارة الكلمة من معناها المعروف بهاء إلى معنى جديد لم تُعرف به في أصل اللغةء وذلك بعد أن تتوفر بينهما علاقة المشابهة» وحكمة ذلك: إظهار الخفي» وإيضاح الظاهر الذي ليس بجلي » بصورة أجلى وأوضح . وقد احتوى القرآن على صنوف من الاستعارة تُظهر بلاغة القرآن وعلو منزلته في التعبير. هذا والاستعارة تؤدي بألفاظ قليلة ما تؤديه شروح كثيرة» من ذلك ما جاء في

.)55( المرجع السابق» ص‎ )١( .)59( ؟) المرجع السابق» ص‎

ة

ماهر

ل

القران : # واشكعل اراس ميا » [تريو 4 8] قاتتغل استعارة 4 لآن الاشتعال للنار» ولما كان الشيب يأخذ في الرأس» ويسعى فيه شيئاً فشيئاً حتى يشمله» كان بمنزلة النار التي تدب في الفحم مبطئة في دأب واستمرار» حتى تأتي عليه» والعلاقة واضحة بين ضوء النار وبياض الشيب» .

7- ثم تناول بعد ذلك مباحث: الإيجاز في القرآن» والأمثال في القرآن» وتكرار معانيه بأساليب شتى .

6 - انتقل بعد ذلك إلى عنوان: (من وجوه إغجاز القرآن) وناقش فيه: فصاحة القرآن في كل المواضيع» وفرة بلاغة القرآن» سلامة القرآن من التناقض والخطأ. غزارة معاني القرآن» اشتماله على أنباء غيبية» القصص فى القرآن» وهي من جملة الأنباء الغيبية عنده» روح القرآن أي روحانيته التي جاء ذكرها حين خاطب الله رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام بقوله: #وَكَدَيِكَ أَوْيْنَاإليَكَ للخاي ام 3 وقرها الل وار رن اله لوك لاو

30

عبَادِنَاوَإنّكَ لََدَى إل صر مُسْتَّقيمٍ 4 [الشورى: 07] .

4 عقد بعد ذلك فصلاً لمعجزات القرآن العلمية» ذكر فيه عدداً من المعجزات العلمية تتعلق بوحدة الكون وسر الحياة» ونشأة الكون» وتمدد الكون وسعته» ومراحل نمو الجنين» وكيفية تكون الذكر والأنثى» وأغشية الجنين» ونقص الأوكسجين في الارتفاعات» وتقسيم الذرة» والزوجية في كل شيء» واهتزاز الأرض بسبب المطرء وتوازن العناصر الكونية» الأمواج الداخلية والسطحية» وتنبؤات عن وسائل النقل الحديئة» واختلاف بصمات الإنسان» ومن مظاهر القيامة» وانكماش الأرض”7" .

وهذا الفصل هو أهم مبحث عرض لهء فقد رتبه ترتيباً جيداً مختصراً ونقتبس منه مثالين :

3

6 52 سه و سوساج ء لسر سيط رام اعرو اح ابي ا مو م ساء ع لع سال #2 2 لَه أن يِهِدِيَهَ سرح صدر سل ومن يَرِدُ أن يضام عل صدرمٍ صَيّفًا حرم

6

درق انظر: روح الدين الإسلامي» ص (59؟ -05).

ردح

كما كد فى العم 4 [الأنعام : 06 وقد قال عقب ذكره للآية: ارتياد الطبقات الجوية العليا بواسطة الطائرات وغيرهاء استطعنا أن 0 ظاهرة طبيعية تنتج عن نقص أوكسجين الهواء في تلك الطبقات» إذ يشعر الصاعد في هذا العلو ببعض الصعوبة في التنفس وبحس بالضيق» والاية القرآنية صرحت بأن من يرتفع في السماء يشعر بعوارض الضيق» وقد لفتت هذه الظاهرة نظر هواة التسلق حتى قبل ارتياد الطبقات الجوية العلياء فضادٌ عن أن الآية لم تعبر عن لفظ الصعود في الجبال. بل عبرت عن الصعود في السماء» ونضيف أن بلاد العرب ذات سطح منبسط». وجبالها قليلة الارتفاع» لا يأخذ الساكن فيها فكرة عن تسلق الجبال العالية» وما يشعر المتسلق فيها من الضيق » وهنا نسجل اتفاقاً رائعاً للآية القرآنية مع الواقع العلمي)”" .

المثال الثاني : تقسيم الذرة» قال الله تعالى : “9# وَمَايحَرْبُ عن رَيكَ مِن مَنْقَالِ دَرَوْ ف الْأَيضٍ وَلاف السّمَهِ وَل أَصَمَرٌ من دّلِكَ و57 كر إل كتب مين » 1" وقد قال عقب ذكره للاية: «إن أصغر جزء يمكن أن يوجد في عنصر ؛ ما يسمى : الذرة. وقد ظل الاعتقاد السائد إلى القرن التاسع عشر: أن الذرة غير قابلة للتجزئةء وخلال عشرات السنين الماضية حول كثير من رجال الطبيعة اهتمامهم إلى مشكلة تقسيم الذرة التي لا تتجزأء فوفقوا أخيراً إلى تجزتتهاء ووجدوها تحتوي على الدقاتق التالية:

الالبروتون د القتوونة ٠”‏ بالالكترون:

فكلمة (أصغر) من الذرة في الآية القرآنية ؛ تصريح جلي بإمكان تجزتتها. وفي قوله تعالى : (ولا في السماء) بيان بأن خواص الذرات التي في الأرض هي نفس خواص الذرات الموجودة في الشمس والنجوم والكواكب» أي أنها محتوية على الأجزاء التي ذكرناها»”" .

وخلاصة القول هي: أن الأستاذ عفيف طبارة لم يأل جهداً في تثبيت إعجاز

دلق المرجع السابق» ص (١ة).‏ فرق المرجع السابق» ص .)6١(‏

000

َس

القرآن لدى قارئه» لأنه قاعدة النبوة وأساس الإسلام» ولذلك جعله المبحث الثانى من بابه الأول الذي سماه (حجة الله على خلقه)» وتناول فيه أموراً أربعة

هى : معنى الإسلام » والقرآن الكريم وبعض وجوه إعجازه» ومعجزات القرآن العلمية» والدلائل على صدق نبوة محمد عليه السلام. وكان أسلوبه علمياً

ومختصراء مما جعل لكتابه أثراً علمياً كبيراً لدى عامة القراء في العالم العربي .

ل لالا

6

فهر

عزاسل يراليه

القسم الثالث: دراسات في الإعجاز العلمي

هنالك جهود كبيرة لمدرسة الإعجاز العلمي في هذا العصر ‏ عصر العلوم والتكتولؤجيا - تركث النا كنا كر كنوه يذكر أسماء ما وأيتاء متهاء سين الترتيب المعجمي » وبعد توزيعها إلى مجموعات:

فمنها ما يتعلق بالحساب والأعداد» مثل :

- معجزة الأرقام والترقيم في القرآن الكريم» عبد الرزاق نوفل» دار الكتاب العربى. بيروتك»6 4 ١ه/1988م.‏

- معجزة القرآن العددية» صدقي البيك» مؤسسة علوم القرآن» دمشق» الطبعة الأولى» ١‏ هم 198م. (يقع في ١١7‏ صفحة من القطع المتوسطء وهو متأثر بالدكتور رشاد خليفة) .

- موسوعة معجزة القرآن الكريم الرياضية» أرد. عبد الله محمد البلتاجي. مكتبة بستان المعرفة؛ الإسكندرية» وتضم السلسلة )١9(‏ عدداًء صدر منها أربعة» وتشمل دراسات لموضوعات وسور مختلفة من القرآنء والأعداد الصادرة هى : ١‏ - القرآن يتحدى. ؟ ‏ معجزة مثل آدم وعيسى . 7 سر الوجود والرقم 19. 5 مقدمة في الإعجاز الرياضي للقرآن الكريم .

ومنها ما يتعلق بالجغرافية :

- إعجاز القرآن في العلوم الجخزافية 6 3 محمد متغتار غرفات» قار أقراء دمشقء» الطبعة الأولى» اهم ”١٠10م‏

- من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في ضوء الدراسات الجغرافية الفلكية والطبيعية» أ. د. حسن أبو العينين» مكتبة العبيكان» الرياض» الطبعة الأولى» 5415١ه/‏ 1995م.

كك

0 أ هم

0

ومنها ما يتعلق بالطب:

الإعجاز الطبى فى القرآن الكريم» د. محمود دياب» مطبعة دار الشعب» القاهرة» 04٠5١ه/1988م.‏ (مطبوع بالعربية والإنكليزية» ويقع الكتاب في 4 صفحة بالعربي و0٠05‏ صفحة بالإنكليزي).

الإعجاز الطبى فى القرآن والأحاديث النبوية» الرطب والنخلة» د. عبد الله عبد الرزاق السعيد, الدار السعودية» الطبعة الأولى» 5٠5‏ ١اه/‏ 1985م.

- إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام» كريم نجيب الأعزء دار المعرفة» بيروت .

- خلق الإنسان بين الطب والقرآن» د. محمد علي البار» الدار السعودية» الطبعة السادسة» 15هم/1985م.

ومنها ما يتعلق بالكون والعلوم :

- الطبيعيات والإعجاز العلمي للقرآن الكريم» د. عبد العليم خضرء الدار السعودية» الطبعة الأولى» 505١ه/1985م.‏

من آيات الإعجاز العلمي في القرآن» د. زغلول نجار» مكتبة الشروق الدولية» الطبعة الثامنة» 5176 ١ه/ ٠٠١4‏ م. وهو في ستة أجزاء .

- موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم» عبد الرحيم مارديني» دار آية بيروت» ودار المحبة» دمشق. الطبعة اللأولى» 06اهم/ 5٠٠10م.‏

ونحن نؤيد مبحث الإعجاز العلمي بشرطين :

الأول: أن يكون ما ينسب إلى العلم حقيقة» علمية وليس فرضية أو نظرية قابلة للنقض. ثم نفسر الآيات على أساسها .

الثانى: أن يحتمل اللفظ القرآنى والمعنى الدلالى للاية هذه الحقيقة دون تكلف» أو تحميل القرآن ما لا يحتمل .

ولا عبرة لرأي من نفى الإعجاز العلمي» فالقرآن كتاب مفتوح لكل العصور. ولا تنقضى عجائبه» ولسنا ملزمين بفهمه على طريقة السلف إلا فى

لا

ل

مسائل العقيدة والعبادات والتشريع» وفيما سوى ذلك لنا أن ننظر فيه ونجتهد» ولا عبرة لمن قال: إن الصحابة لم يعرفوا هذاء فقد قال تعالى: ## وَلنَعَلَمُنَّ َأَمُ

دحي 0 :86 ١‏ _وقال أيضآً: لا سَرِْبِهم َف الْآهَاق وف أَنضِمَ حَقٌَّ

م

ينين ا ا 76 عَلَ كَل شَىْءِ شَوِيدٌ# [فصلت ة].

وإنه لمن أعظم أسباب الإعجاز أن ينطق العلم بحقائق ذكرها القرآن قبل خمسة عشر قرناً» ولو كانت مثل هذه المعجزات تظهر لكتاب غيره لاحتفلت به الأمم؛ وجعلوا يوم ظهورها عيداًء فلماذا يرفضه البعض وفيه تثبيت لنبوة محمد -يَكةِ- في عصر صار العلم فتنة للناس» وحديثهم الشاغل في كل بقاع الأرض على حد سواء!

لا لالا

7

َس

القسم الرابع: دراسات في وجوه مختلفة من الإعجاز

هنالك جهود كبيرة لدراسة الإعجاز من جوانب مختلفة» ولنوه بذكر أسماء بعض الكتب في هذا الصددء فمن ذلك :

١‏ - الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم» د. على أحمد محمد بابكرء ما ا الضريم الإسلامي. : رت 0 القرآني د كل الأحوال على مرور الزمن» والموازنة بين المصالح. وبين التشريع القراني وغيره» والتشريع القرآني صالح لكل الأزمنة .

-الإعجاز الفكري في القرآن» د. السيد الجميلى» مكتبة الثقافة الدينية .

ناقش فيه: القرآن والعلم. الخلق والإبداع والسببية» الفلسفة والوجودء فلسفة الكلام؛ النفس. الأخلاق» وبعض جوانب الإيمان» ومشتبه آيات القرآن من أروع إعجازه. والتعريف والتنكير» وغيرها.

- إعجاز القرآن الكريم وصدق السنة في العلوم القانونية والاجتماعية:

والاقتصادية والسياسية والفلسفة» د. محمد عبد الحليم .

قال في المقدمة: «ولقد أظهرت لي دراستي المقارنة التي دامت عدة سنوات. أن الفقه الإسلامي مستقل تمام الاستقلال عن الفقه الأوروبي والأمريكي الحديثء كما أنه مستقل أيضاً وبعيد كل البعد عن القانون الروماني

16

1 ينهم|

ل

وعن الشرائع القديمة كافة» مثل شريعة حامورابي وغيرها)”"'.

5 - تيسير البيان عن إعجاز القرآن» د. محمود أحمد الزين» دار البحوث واللذوانكاك" الإتوةيتنة ,اعباء القسراض» عنى "الطحة الأولدية 67 اهم 7١٠1م.‏ (يقع في 0١‏ صفحة من القطع الصا وتحدث فيه عن الإعجاز التشريعي والآدبي والطبي).

© القرآن الكريم: هدايته» وإعجازه في أقوال المفسرين. محمد الصادق إبراهيم عرجون» دار القلم» دمشقء الطبعة الثانية.» ١٠١5١ه/‏ 48امم.

5 الكتب المقدسة على ضوء المعارف الحديثة» البروفسور موريس بوكاي» دار المعارف بمصرء 9/7١م.‏

4 - كشف الأسرار النورائية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية» محمد بن أحمد الإسكندراني الدمشق» ركابي للنشرء القاهرة. (وهو كتاب قديم أعيد نشره حديئاً) .

لا لا لا

)١(‏ إعجاز القرآن الكريم وصدق السنة في العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفلسفة » ص ("”) » الطبعة الثالئة » ١944‏ ه/ 191/4 م. فاس . المغرب. ص ٍ ع “قاس َ

ا

1 ؤجهر|

0

الخاتئمة

ونوجزها بالآتي : ١‏ -جاءهذا البحث في أربعة فصول تناولت تاريخ البلاغة والإعجاز في آن واحد. شْ

- وقفنا عند جهود أبرز العلماء في هذا الباب. فدرسنا بمباحث مستقلة جهود عدد منهم» من أمثال: الجاحظ والباقلاني وعبد القاهر الجرجاني والزمخشريء. والسكاكي والقزويني والطيبي» والسيوطي. والرافعي» وابن عاشورء وسيد قطب.

- كما تناولنا جهود عدد آخر من العلماء القدامى والمعاصرين بشكل موجز.

4 - وقد عرضنا لنشأة علوم البلاغة» وعرضنا إلى أهم وجوه الإعجاز عند القدماء؛ وهي : الوجه الأول : الإعجاز بالصرفة.

الوجه الثاني : الإعجاز اللغوي والبياني.

الوجه الثالث : الإعجاز بالإخبار عن الغيوب .

الوجه الرابع : الإعجاز العلمي.

الوجه الخامس: وجوه أخرى من الإعجازء مثل الإعجاز الخلقي والتشريعي والنفسي والصوتي والقصصي ونحو ذلك .

© - وذكرنا أهم المآخذ على علم البلاغة العربية» وعرضنا بعض آراء المعاصرين في تطوير البلاغة .

اع

00 اباك همل غزا

غناك بالود

وقد توصلنا من خلال هذه الدراسة إلى ما يأتي :

١‏ أن علم البلاغة قام لخدمة علم إعجاز القرآن» وقام العلمان معاً- أساساً - خدمة لعلم التفسير» فهذان العلمان نشأتهما بسبب الدين» كما هو حال بقية علوم الالات.

" - هنالك جهود كبيرة بذلتها الفرق الإسلامية ؛ من المعتزلة والسنة وغيرهما من أجل خدمة البلاغة والإعجاز.

كان هنالك ضبابية في المنهجية العلمية خلال تناول هذه العلوم لدى بعضهم ١‏ ونحن ندعو إلى منهجية علمية محددة في دراسة مثل هذه العلوم» تكون بعيدة عن العصبية للرأي والمذهبء» وتتميز بالشفافية ؛ فتنتصر للحق» وتبتعد عن المزاجية والهوى» والنظرة الجزئية للعلوم.

5 مرت هذه العلوم بمراحل متعددة من الازدهار والجمود عبر التاريخ الإسلامي .

ه ‏ لا بد من بذل مزيد من الجهود خدمة لهذين العلمين: البلاغة والإعجازء في العصر الحديث .

؟ ‏ يحسن الاستفادة مما توصلت إليه العلوم الإنسانية والطبيعية لدى الأمم الأخرى» في تطوير مباحث البلاغة وعلم الإعجاز .

7 - إن الحفاظ على عقيدة الأمة وهويتها مرتبط بالحفاظ على علوم اللغة والدين» ومن جملتها هذين العلمين الجليلين.

4 - ينبغي تبسيط مباحث هذين العلمين للطلبة والناشئين ؛ حتى يقبلوا على تعلمها.

والله نسأل مزيداً من العون والتوفيق» وهو حسبنا ونعم الوكيل

به

0

00 اباك همل

المصادر والمراجع''

أولاً: الكتب:

- اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشرة د. فهد الرومىء الطبعة الأولى» /1اه/1987م.

"- الإتقان في علوم القرآن» للسيوطى » شركة مصطفى البابى الحلبى» مصرء الطبعة الرابعة» 794١ه/‏ 191/8م.

أدب الكاتب» لابن قتيبة» حققه محمد محبي الدين عبد الحميد» دار لمعيه ويه - إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم. لأبى السعودء دار إحياء التراث 0 » بيروت .

6 أسرار البلاغة» للجرجاني» تحقيق ه. ٠‏ ريتر» دار المسيرة» بيروت» الطبعة الثالغق» 1807ه/ 1947م.

5 الأسلوب. أحمد الشايب» مكتبة النهضة المصرية» القاهرة» الطبعة الثامنة» ام.

الدكتور عبد القادر حسين» دار نهضة مصر» القاهرة.

ديق اكتفينا بذكر المصادر والمراجع التي عزونا إليها مباشرة » دون تلك التي نوهنا بها ولم ندرسها ء أو ذكرناها ولم نقتبس منها نصاً معيناً » ولاتلك التي استفدنا منها بصورة غير ماشرة با بير 8+

لاع

5 جم

ل

- الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره. د. محمد أحمد

يوسف قاسم» دار المطبوعات الدولية» الطبعة الأولى؛ 849ه/1905م. 3 - الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ, دراسة تحليلية للإفراد والتثنية والجمع في

. القرآنء د. محمد الأمين الخضري. مطبعة الحسين الإسلامية» القاهرة»

الطبعة الأولى. 1417١ه/‏ 11م.

١١‏ الإعجاز البياني للقرآن» ومسائل ابن الزرق» دراسة قرآنية ولغوية وبيانية: د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ). دار المعارف بمصرء الطبعة الثالثة . ١‏ الإعجاز في نظم القرآنء د. محمود السيد شيخون. مكتبة الكليات

الأزهرية» القاهرة؛ الطبعة الأولى. 194ه/ 1م.

؟١_إعحاز‏ القرآن. للباقلانى» تحقيق السيد صقرء دار المعارف بمصرء الطبعة الخامسة. ٠‏

١‏ إعجاز القرآن - الإعجاز في دراسات السابقين ‏ دراسة كاشفة لخصائص البلاغة العربية ومعاييرهاء عيبد الكريم الخطيب» دار المعرفة. بيروت» الطبعة الثانية. 198١ه/‏ 191/8م. 000

4‏ إعجاز القرآن الكريم البياني بين النظرية والتطبيق» د. حفني شرف»ء المجلس الأعلى د الإسلامية؛, الكتاب الرابعء» القاهرةء هم 19070م.

١6‏ إعجاز القرآن الكريم وصدق السنة في العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفلسفة. د. محمل عبد الحليمء الطبعة الثالثة» 89هم/ 1904م. فاس» المغرب

7 الإعجاز اللغوي في القصة القرآنية» محمود السيد حسن مصطفى» مؤسسة شباب الجامعة» الإسكندرية» الطبعة الأولى» ام

الإعجاز والإيجازء للثعالبي» دار الرائد العربى» بيروت»ء الطبعة الثانية» اهم 198م.

اع

1 هم

ل

الأعلام للزركلي» دار العلم للملايين» بيروت» الطبعة الثامنة» 1946 م.

4 اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم» ابن تيمية» تحقيق عصام حرستاني ومحمد إبراهيم الزعلي» دار الجيل» بيروت» الطبعة الأولى» /١517‏ 1991م.

الإمام الطيبي الإمام في التفسير والحديث والبلاغة العربية» حياته وجهوده العلمية» د. محمد رفعت زنجير»ء نشر,8812 5211 16تاءآنآ #هله8 ماليزياء الطبعة الأولى» 1554م 00

١‏ الإيجاز في آيات الإعجازء محمد أبو اليسر عابدين» تحقيق الشيخ محمد كريم راجح » دار البشائر» دمشق» الطبعة الثانية» 8اهم/ 6ام.

د الريضاح في علوم البلاغة , للقزويني» شرح د. محمد عبد المنعم خفاجى» دار الكتاب اللبنانى» بيروت» الطبعة الخامسة» “٠5١ه/‏ 158ام.

7 البداية والنهاية» لابن كثير» تحقيق دكتور أحمد أبو ملحم مع آخرين» دار الكتب العلمية» بيروتء الطبعة الثالثة» /ا1٠5١ه/‏ 19/1 م.

5 1 البديع» ابن المعتز» تحقيق كراتشكوفسكي» دار المسيرة» بيروت» الطبعة الغالثة» 5٠5١ه/‏ 1987م.

البديع في نقد الشعرء. أسامة بن منقذ» تحقيق: الدكتور أحمد بدوي» والدكتور حامد عبد المجيد» مراجعة الأستاذ إبراهيم مصطفى» نشر وزارة الثقافة والإرشاد القومىء الإدارة العامة للثقافة»ء القاهرة» هم 1950م. :

5" البرهان في علوم القرآن. للزركشي. خرج أحاديثه مصطفى عبد القادر عطاء دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» 504 ١ه/‏ 1988م.

7" البلاغة تطور وتاريخ » 5 شوقى ضيف» دار المعارف» القاهرة» الطبعة السادسة.

00 أ

5 “7 غزاه يلوه

0

1

8 البلاغة العربية في ثوبها الجديد. د. بكري شيخ أمين» دار العلم للملايين» بيروت. الطبعة الثامنة» آم

84 البلاغة فنونها وأفنانهاء د. فضل حسن عباس» دار الفرقان» عمان» الطبعة اللأولى» هم 1985م.

البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري» د. محمد أبو موسى» مكتبة وهبة» الطبعة الثانية» 155048١ه//‏ 198/8م.

"١‏ بلاغة القرآن بين الفن والتاريخ» دراسة تاريخية فنية مقارنة» د. فتحى أحمد عامر» دار المعارف بالإسكندرية.

7 البلاغة المفترى عليها بين الأصالة والتبعية» د. فضل حسن عباسء دار النور» بيروت» الطبعة الأولى» ١٠5١ه/‏ 1989م.

9" البلاغة الواضحة. على الجارم ومصطفى أمين » دار المعارف بمصر. الطبعة الحادية والعشرون». 789١ه/‏ 1959م.

4" بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب؛. للألوسي» دار الكتب العلمية» بيروت.» الطبعة الثانية .

5 البيان فى إعجاز القرآن» 8 صلاح عبد الفتاح خالدي» دار عمارء عَمَّان الطبعة الثالئة» “1417١ه/‏ 19947م.

5" البيان والتبيين» للجاحظ. تحقيق عبد السلام هارونء مكتبة الخانجي بمصر» الطبعة الرابعة» 6 هم 5ا19ام,

7" بينات المعجزة الخالدة. د. حسن عترء دار النصرء حلب» الطبعة الأولى» 06هم/ 1905ام.

8 تاريخ آداب العرب» للرافعي» دار الكتاب العربي» بيروت» الطبعة الثانية » هم/ 4ام.

4“ تاريخ الأدب العربي» العصر الإسلامى» للدكتور شوقى ضيف» دار

المعارف» القاهرة. الطبعة السادسة عشر.

كلا

1 هم

ل

4- تاريخ الأدب العربي» العصر العباسي الأول» د. شوقي ضيفء دار المعارف بمصرء الطبعة الثامنة .

١‏ تاريخ الشعر العربى حتى آخر القرن الثالث الهجري» نجيب محمد البهبيتى ١‏ دار الثقافة» الدار البيضاء»ء المغرب» 185ام.

47- تاريخ النقد الأدبي عند العرب؛. د. إحسان عباس. دار الثقافة» بيروت» الطبعة الخامسة» 5٠5١ه/‏ 145ام.

“5- تأويل مشكل القرآن. ابن قتيبة» شرحه السيد أحمد صقرء دار التراث» القاهرة.

45 تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن. تحقيق الدكتور

حفني شرفء, المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية» القاهرة» 1787ه.

5 التصوير الفني في القرآن.ء سيد قطبء. دار الشروق» الطبعة الثامنة» 10 اه/ 1987م. ش

45 التعبير البيانى » رؤية بلاغية نقدية » 5 شفيع السيد» دار الفكر العربى. الطبعة الثانية» 05٠5١ه/‏ 1987م.

41- تفسير البحر المحيط. لأبى حيان الأندلسىء دار الفكر»ء الطبعة الثانية» 07 اهء/ 1987م.

التفسير البياني للقرآن الكريم» د. عائشة عبد الرحمنء دار المعارف» القاهرة» الطبعة السادسة .

4 تفسير البيضاوي المسمى أنوار التنزيل وأسرار التأويل» دار الفكرء سروت ٠»‏ هم 65ام.

٠‏ التفسير الكبيرء للرازي» دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» هم ١٠16م‏

١‏ تفسير الكشاف. للزمخشري» بتصحيح مصطفى حسين أحمدء طبعة دار الكتاب العربي» 15ه/1545م.

الا

اك

ار

١ 2 غزاده‎

4 د 03

الو“

0

1

0 تفسير المنار» ميحمد رشيد رضا.ء الهيئة المصرية العامة للكتاب» /191ام.

التفكير البلاغي عند العرب أمسسه وتطوره إلى القرن السادس» مشروع قراءة» حمادي صمود» منشورات الجامعة التونسية» ١114م.‏

4 تلخيص البيان فى مجازات القرآن» للشريف الرضى» تحقيق الدكتور: على محمود مقلد» دار مكتبة الحياة» بيروت» 5ام.

66 ل التلخيص فى علوم البلاغة, للخطيب القزوينى» شرحه عبد الرحمن البرقوقي» دار الفكر العربي . | ْ

7 ثلاث رسائل فى إعجاز القرآن. تحقيق محمد خلف الله والدكتور محمد زغلول سلام» دار المعارف بمصر» الطبعة الثانية» /اه/ 1154م.

/ ا الجامع لأحكام القرآن» للقرطبى » تصحيح أَحِيد عبد العليم البردونى» الطبعة الثانية»؛ مطبعة دار الكتب المصرية» 7/ا11ه/ 14ام.

الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير. للسيوطي» دار الفكر.

4 جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع . للهاشمى» دار الفكر» بيروت» الطيعة الثانية عشرة» 105'هم/ لخكام.

حاشية الشيخ محمد عليان المرزوقي على تفسير الكشاف» مطبوعة مع الكشاف.

١‏ الدرر الكامنة فى أعيان المئة الثامنة» ابن حجر العسقلانى» تحقيق محمد سيد جاد الحق. دار الكتب الحديثة»؛ الطبعة الثانية» 86 ؟١1ه/‏ 1515م. 5" ديوان المتنبى بشرح العكبرى,» صححه مصطفى السقاء وإبراهيم البياري»

وعبد الحفيظ شلبىء دار الفكر. 61 الرسالة الشافية» للجرجانى » تحقيق محمود محمد شاكر» مكتبة الخانجى » القاهرة . (مطبوعة مع كتاب دلائل الإعجاز) .

4

0 أ

0

4 2 03

الو“

0

1

21 روح الدين الإسلامي, عفيف عيد الفتاح طيارة» دار العلم للملايين» بيروت. الطبعة الثانية والثلاثون. ١١٠6آم.‏ 65 سر الإعجاز في تنوع الصيغ المشتقة من أصل لغوي واحدء د. عودة الله منيع القيسي» دار البشير» عمان.» ومؤسسة الرسالة. بيروت» الطبعة الى 114111

5" سر الفصاحة. للخفاجي» دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» اد ١ه/1985م.‏

/اك- شرح الأرجوزة المسماة ة بعقود الحمان في المعاني والبيان» للسيوطي» مطبعة مصطفى البابي الحلبي» مصر. هم امم.

7 شروح التلخيص. دار السرور. بيروت» (مصورة عن طبعة مصطفى البابي العلي).

3-5 الشعر والشعراء. ابن قتيبة» راجعه محمد العريان» دار إحياء العلوم بيروت. الطبعة الرابعة» اهم 14ام.

ىال الشوقيات» شعر المرحوم أحمد شوقي » دار الكتب العلمية» بيروت » هم ا

١لا‏ صحيح البخاري, تحقيق د. مصطفى ديب البغاء دار ابن كثيرء واليمامة» بيروت. الطبعة الثالثة. اهم /41وام.

"لا ضحى الإسلام» جمد أمين» لجنة التأليف والترجمة والنشرء اهام الطبعة الثالثة .

كاد القاموس المحيط. الفيروز آبادي , مؤسسة د بيروت .. الطبعة الثانية» 04 5١ه/1980م.‏

4 الكاشف عن حقائتي السنن» للطيبي» تحقيق المفتي عبد الخفار مع اخري ا"

إدارة القرآن والعلوم الإسلامية» باكستان» الطبعة الأولى. 417١ه.‏

ا

1 هم

ل

كتاب الحيوان» للجاحظ. تحقيق عبد السلام محمد هاروث» المجمع العلمي العربي الإسلامي» بيروت.» الطبعة الثالئة» 1959م.

57 كتاب الصناعتين. للعسكري. تحقيق د. مفيد قميحة» دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» ١0٠5١ه/‏ ١198م.‏

كتاب الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجازء للعلويء دار الكتب العلمية» بيروتث» اهم 685ام.

كشف الظنئون عن أسامي الكتب والفنون» الحاج خليفة» دار العلوم الحديثة» بيروت .

9 علم البديع » د. عبد العزيز عتيق » دار النهضة العربية» بيروت» 34و1ام.

٠‏ علم البيان» 26 عبد العزيز عتيق » دار النهخ لنهضة العربية» بيروت» 1ام.

١‏ - علم المعاني» د. عبد العزيز عتيق» دار النهضة العربية» بيروت» ه/ 1984م.

4 البلاغة. اغي » دار القلم» بيروت.» الطبعة الثانية» 9/8265١م.‏

م الب غي بير ٍ ِ م

"3 العمدة في صناعة الشعر ونقده» ابن رشيق القيرواني» تحقيق د. مفيك قميحة» دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» 7٠5١اه/‏ 1947م. 5 - عيار الشعر» مراجعة نعيم زرزور» دار الكتب العلمية» بير وت » الطبعة

الأولى» ”٠5١اه/‏ 1987م.

6 - فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق» ١ :‏ » موّسسة الرسالة» تء الطبعة الثانيةء» ٠٠5١ه/‏ معيم يي مق 1 7 9 1م.

5 9 فن القول. أمين الخولى» دار الفكر العربى» القاهرة» 755١ه/‏ 117ام.

/ا/ المدارس النحوية. 5 شوقي ضيف » دار المعارف بمصر » الطبعة الرابعة .

1

اهن

ل

معجم البلاغة العربية» د. بدوي طبانة» دار المنارة» جدة» الطبعة الثالئة» هم 4848ام.

4 - فلسنة البلاغة 7 التقنية والتطور. رجاء عيد» منشأة المعارف»

الإسكدوية

_الفن ومذاهبه فى الشعر العربى» 3 شوقى ضيف » دار المعارف» القاهرة» الطبعة العاشرة .

١‏ فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير» للمناوي» دار الفكر.

47 في ظلال القرآنء سيد قطب,. دار الشروق» بيروت» الطبعة الثانية» 6ه/ 191/0م.

3 قانون البلاغة فى نقد النثر والشعر. محمد بن حيدر البغدادي» تحقيق الدكتور محسن غياض عجيل » مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الأولى» هم ١1ام.‏

4 قصائد من الإمارات» اتحاد كتاب الإمارات» الشارقة» 1985م.

6 قضية الإعجاز القرآني وأثرها فى تدوين البلاغة العربية» د. عبد العزيز عبد المعطي عرفة؛ عالم الكتب» بيروت. الطبعة الأولى» 505١ها/‏ 1986م.

47 الكامل في اللغة والأدب. للمبرد» مكتبة المعارف» بيروت.

417 كتاب الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز. عز الدين بن عبد السلام, دار المعرفة. بيروت .

ل كتاب التبيان فى علم المعانى والبديع والبيان» للطيبى» تحقيق الدكتور هادي عطية مطر الهلالى» عالم الكتب» بيروتء. الطبعة الأولى» /ا5١هم/‏ 4ام.

4 كتاب دلائل الإعجاز. للجرجانى» تحقيق محمود محمد شاكر» مكتبة الخانجى. القاهرة.

م4

0 00

0

4 2 03

الو“

0

1

٠‏ كتاب الصناعتين » للعسكري . تحقيق مفيد قميحة» دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» ١٠15١ه/‏ ١198١م.‏

٠١‏ كتاب نقد النثر. المنسوب لقدامة بن جعفر» المكتبة العلمية» بيروت اهم 58ام.

٠‏ مباحث في إعجاز القرآن» د. مصطفى مسلمء دار المنارة» جدة» الطبعة الأولى» 504١ه/‏ 19848م.

٠*‏ المثل السائر فى صناعة الكاتب والشاعر. تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد» المكتبة العصرية» بيروت» ١1١15١ه/١1941١م.‏

4- مجاز القرآن» لأبى عبيدة معمر بن المثنى» تحقيق د. محمد فؤاد سزكين » مكتبة الخانجىء القاهرة.

6 مداخل إعجاز القرآن. محمود محمد شاكرء دار المدنى بجدة» الطبعة الأولى» 477اه/ 17١٠1م.‏

5 المستطرف فى كل فن مستظرف» للأبشيهى » دار مكتبة الحياة» بيروت» 5٠آم.‏

-٠١/‏ مشكاة المصابيح للتبريزي» بتحقيق الألباني» المكتب الإسلامي» دمشقى. الطبعة الثالئة» بيروت.

معانى القرآن» للفراء» عالم الكتب» بيروت .

4 المعانى الثانية فى الأسلوب القرآنى» الدكتور فتحى أحمد عامر» منشأة المعارف, الإسكندرية, 191/17م.

٠‏ مع القرآن الكريم في إعجازه اللغوي» لطائف وأسرارء د. رشاد محمد سالمء دار المنار» القاهرة» الطبعة الأولى» 5415١ه/‏ 19197م.

١‏ المعاني في ضوء أساليب القرآن. د. عبد الفتاح لاشين» المكتبة الأموية» الطبعة الرابعة» 19817م.

284

اهن

غزاسلبرالو

١‏ معاهد التنصيص على شواهد التلخيص» للعباسي » تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد» عالم الكتب»ء بيروت.

1١‏ معترك الأقران في إعجاز القرآن» للسيوطي» صححه أحمد شمس الدين» دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى» 104١ه/‏ 158م. 65 معجرة القرآن» محمد متولي الشعراوي» ضمن سلسلة كتاب اليوم رقم 5 » تصدر عن أخبار اليوم» القاهرة.

5 المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم. وضعه محمد فؤاد عبد الباقى» المكتبة الإسلامية» إستانبول» 65ام.

57 المعجم الوسيط. إبراهيم مصطفى مع آخرين» نشر إدارة إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر.

١7‏ المغني في أبواب التوحيد والعدل. القاضي عبد الجبار» تحقيق أمين الخوليء نشر وزارة الثقافة والإرشاد القوميء الطبعة الأولى» هم 1550م.

1١8‏ مفتاح السعادة ومصباح دار السيادة فى موضوعات العلوم , أحمد ص

مصطفى الشهير بطاش كبري زادمء تحقيق كامل كامل بكرة» وعبد الوهاب أبو النورء دار الكتب الحديثة» مصر .

١6‏ مفتاح العلوم . للسكاكى» المكتبة العلمية الجديدة» بيروت. ١٠‏ مقدمة ابن خلدون. دار القلم. بيروت. الطبعة الخامسة» 4ام. ١‏ مناهل العرفان في علوم القرآن. للزرقانيء دار الفكر.

١١١‏ من روائع القرآن» تأملات علمية وأدبية في كتاب الله عز وجل؛ د. محمد سعيد رمضان البوطى » مكتبة الفارابى» دمشق .

1717 منهاج البلغاء وسراج الأدباء حازم القرطاجنى» تحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة» دار الغرب الإسلامى» بيروت. الطبعة الثانية» ١154ام.‏

1

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

4 منهج التربية النبوية للطفل. محمد نور سويدء مكتبة المنار الإسلامية» الكويتء الطبعة الثانية» 54٠04‏ ١ه/‏ 1984م.

6 منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه. د. مصطفى الصاوي الجويني» دار المعارف» الطبعة الثالثة .

57 الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري» للآمدي. تحقيق السيد أحمد صقرء دار المعارف» القاهرة» الطبعة الرابعة.

7 الموشح مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعرء للمرزباني» تحقيق علي محمد البجاوي, دار الفكر العربي» القاهرة.

576 النباً العظيم. د. محمد عبد الله درازء دار القلم» الكويت» الطبعة الرابعة» /1191ه/ /ا/191م.

6 نظرية التصوير الفني عند سيد قطب». د. صلاح الخالدي» دار الفرقان» عمانء الطبعة الأولى» 5407١ه/‏ 197م.

النقد الأدبى أصوله ومناهجه. سيد قطب. دار الشروق» القاهرة» الطبعة الثامنةء 5008م

١‏ النقد الأدبي دراسات نقدية وأدبية حول إعجاز القرآن» أ. د. صلاح الدين محمد عبد التواب». دار الكتاب الحديث» القاهرةء» 577١ه/‏

7آم. ١"‏ نقد الشعرء تحفيق د. محمد عبد المنعم خفاجى . دار الكتب العلمية» بيروت .

نهاية الإيجاز في دراية الإعجازء تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي» والدكتور محمد بركات أبو علي» دارالفكر للنشر والتوزيع؛ عمانء الأردن» 6مم.

4- الوساطة بين المتنبي وخصومهء للقاضي الجرجاني» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» وعلي محمد البجاوي» مطبعة عيسى البابي الحلبي

2

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

للد

1

ثانياً: الدوريات ١‏ التجديد في منهجية التفسير بين الزمخشري وسيد قطبء دراسة تحليلية تطبيقية مقارنة» د. محمد رفعت زنجيرء مجلة الشريعة والدراسات

الإسلامية. مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت» العدد (15) ربيع الأول 7 هم يونيو ١‏ ١٠7م.‏

؟ - مسائل بديعية ونقدية في الحديث النبوي من خلال كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي؛ د. محمد رفعت زنجير» نشر في مجلة الحكمة الصادرة فى مانشستر»ء العدد (0» جمادى الثانية 5 147١ه.‏ الموافق آب ام ١‏

00 أبكة همل ا غزاسه

غزاه بالود

كع

1 2 ا ذءث ابر غزؤلس ل طلالوم

من اثار المؤلف

أولاً: الكتب المطبوعة

ه١1409.ةكمب أهمية الإيمان وآثاره في بناء الفرد والمجتمع. مكتبة الثقافة‎ ١ 848مم . وقد قدم له الشيخ السيد سابق» والدكتور عبد الله علوان.‎ /

؟- في ظلال اليرموك؛ مسرحية ضمن سلسلة مسرحيات تاريخية هادفة» قرظها الدكقولن عرض وال الفاروق» بوتوفت بي وصحلة التسد يد مالا ريده إسلامية المعرفة “(أمريكا»)ء ومجلة الأدب الإسلامى بالرياض . ماليزيا م. وصدرت الطبعة الثانية» عن دار المنار بدمشق» ودار القرآن الكريم بيروت 5١٠١١‏ م.

- الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي» ضمن سالسلة مسرحيات تاريخية هادفة» وقرظها الأستاذ الدكتور مجاهد مصطفى بهجت» ونوهت بها مجلة التجديد (ماليزيا)» ومجلة إسلامية المعرفة (أمريكا)» ومجلة الأدب الإسلامي بالرياض . ماليزيا /19141م. وصدرت الطبعة الثانية» عن دار المنار بدمشق» ودار القرآن الكريم بيروت ١١٠7م.‏

4- الإمام الطيبي حياته وجهوده العلمية» نشر دار (5080.8110 0لاتانانا #دتدع) ماليزيا 1494م. وقدم له الشيخ علي الطنطاويء والأستاذ الدكتور عبد اللطيف خليف نائب مدير جامعة الأزهر الشريف . |

5 فتح الجليل للعبد الذليل» للسبوطي, (تحقيق) نشر دار («05(/.811/اتاءآنا 8هله5) ماليزيا 9944١م.‏ وقرظه الأستاذ الدكتور عبد القهار العاني» رئيس قسم الدراسات القرانية والحديثية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزياء وتم طبعه للمرة الثانية بدار اقرأدمشق» 7١٠7م.‏

وذنم

0 أ هم

0

1 اتحاهات تجديدية متطرفة فى الفكر الإسلامى المعاصر. عن دار المثار بدمشق» ودار القرآن الكريم بيروت» الطبعة الأولى» ١57١ه/‏ ١١٠5م.‏ فن التشبيه فى الشعر العباسى . دراسة تحليلية للعوامل المؤثرة فى صور التشبيه في العصر العباسي» وتطور تلك الصور وقيمتها الأسلوبية من خلال

مختارات البارودي» (رسالة الدكتوراة) دار اقرأء دمشق. ودار الأمان» أبو ظبي» الطبعة الأولى» 577١ه/‏ ”١١1م.‏ 4 سلسلة دراسات حضارية استراتيجية» صدر منها (8) خمسة أجزاء عن دار اقرأ ودار التوفيق بدمشق وبيروت 7١٠7م.‏ وهي : الجزء الأول: في ظلال السنة . الجزء الثاني: القيم الحضارية العليا في الدعوة الإسلامية (في الأصل بحث محكم). الجزء الثالث: منهجية القرآن في التعامل مع آراء معارضيه (في الأصل الجزء الرابع : قراءة موضوعية في جذور العلاقات التاريخية بين الإسلام واليهودية (في الأصل بحث محكم) . 4 الاتجاه المعاكس في الأدب العربي. دار قتيبة» دمشق» 7١١1م.‏

. -من وحي الحياة» دار اقرأء ودار التوفيق» دمشق1١٠5م. (تحت الطبع)‎ ٠ ب- البحوث المحكمة فى المحلات المحكمة‎

١-من‏ الأصول المنهجية فى تحقيق التراث الإسلامى». دراسة تطبيقية على تحقيقات كتاب التبيان في البيان للإمام الطيبي وتحقيقاته الثلاثة المختلفة» تحقيق التراث البلاغى» حولية الجامعة الإسلامية العالمية بباكستان» العدد السابع» لعام 996١م.‏ إسلام آباد باكستان 5١1(‏ -578).

؟" - قضايا علمية حول تحقيق كتاب الكاشف عن حقائق السنن للإمام الطيسي» تحقيق التراث» مجلة عالم الكتب» العددين الثاني والثالث من المجلد

0 أ هم

0

(050). يناير وفبراير ومارس وأبريل» ١٠٠٠م.‏ الرياض السعودية (1860- 44)

'- ضوابط إسلامية في الأغراض الشعرية» النقد الأدبى. مجلة إسلامية المعرفة» المعهد العالمى للفكر الإسلامى بواشنطن» العدد ١7‏ السنة الثالثة» 5194-1514١1ه-1948م,‏ واشنطن ‏ أمريكاء )١١54-1975(‏

؛ ‏ التجديد في منهجية التفسير بين الزمخشري وسيد قطبء دراسة تحليلية تطبيفية بقار اللفسين البلاضى و مقملة الشريفة #والبر اناك اساي جامعة الكويت؛ العدد (55)» يونيو» 00١‏ 5م. الكويت (88-11).

5 أضواء على الأدب الإسلامي؛ (بحث مقدم إلى ندوة الإسلامية في اللغة العربية وأدابهاء الجامعة الإسلامية. العالمية بماليزياء وذلك في يوم 4 ١٠/1947م)‏ النقد الأدبي والأدب الإسلامي. مجلة التاريخ العربي يصدرها اتحاد المؤرخين المغاربة, نشر في العدد 07”/ صيف كام الرباط ‏ المغرب (59-0؟).

5- القيم الحضارية العليا في الدعوة الإسلامية. فلسفة الحضارة. مجلة دراسات» اتحاد كتاب الإمارات» العدد ١‏ لسنة ٠٠م‏ . الشارقة الإمارات (5 ٠‏ 5).

قراءة موضوعية فى جذور العلاقات التاريخية بين الإسلام واليهودية. تفسير التاريخ , مجلة التاريخ العربى» يصدرها اتحاد المؤرخين المغارية» نشر فى العدد /١4‏ صيف ١١٠7م.‏ الرباط ‏ المغرب (/59/7 91*) .

4-شبهات معاصرة حول المصادر الأساسية للتشريع الإسلامي» الفكر الوسلامي» مجلة الحكمة» نشر في العدد فا الصادر في شهر لا من عام 7هاه. ليدز ‏ بريطانيا 9100_7591 *) ,

4 منهجية القرآن في التعامل مع آراء معارضيه. الدراسات القرآنية الأدبية» مجلة دراسات؛ اتحاد كتاب الإمارات. العدد ١5‏ لعام ١١٠٠م.‏ الشارقة» الإمارات .)180-181١(‏

1)

210 بهم 7 غزس ليزال

غزاس ل الوه

-٠‏ الشعر السياسي المعارض في العصرين الأموي والعباسي (قراءة نقدية) النقد الأدبي. بجلة التاريخ الغريلة يصدرها اتحاد المؤدخيق المغارية» نشر في العدد ١؟‏ أبريل 7 ١١١م.‏ الرباط المغرب .)١59-691(‏

١-مسائل‏ بلاغية ونقدية في شرح السهيلي لسيرة ابن هشام» الدراسات البلاغية» مجلة علوم الشريعة واللغة العربية وآدابهاء جامعة أم القرى» في المجلد ١5‏ العدد 4 ؟ شهر ”" لعام 1477١هء‏ أيار 7١٠٠م.‏ مكة السعودية (9ه .)١ 581-1١١‏

-الرسل والأنبياء ضحايا الظلم والعدوان. الدراسات القرآنية الأدبية» مجلة الحكمة» نشر في العدد ١0‏ شهر رجب 5575١ه/سبتمبر‏ ؟١٠٠م.‏ مانشستر ‏ بريطانيا (/5347-3751).

١١‏ -عيوب الكلام في تراث العرب». رشح لندوة عيوب اللغة والنطق والمقامة في الجامعة الأردنية 4 ؟ ‏ 70 نيسان 7 ١٠7م.‏ البلاغة والنقد» مجلة التاريخ العربي يصدرها اتحاد المؤرخين المغاربة العدد 5 ؟ خريف 7١٠5م.‏ الرباط -المغرب .)5١-59(‏

5 التحديات التى تواجه اللغة العربية فى العصر الحديث؛» الظاهرة اللغوية مجلة التاريخ العربى» يصدرها اتحاد المؤرخين المغارية العدد 50 شتاء *0٠آم.‏ الرباط ‏ المغرب .)717/١-1759(‏

٠١‏ -_مسائل علم المعاني في كتاب (فيض القدير شرح الجامع الصغير) للمناوي. الدراسات البلاغية» مجلة علوم الشريعة واللغة العربية وآدابها جامعة أم القرى نشر في المجلد ١5‏ العدد 717 جمادى الثانية 5 57١م.‏ مكة -السعودية (850-1/801).

7 -مسائل بديعية ونقدية في الحديث النبوي من خلال كتاب (فيض القدير شرح الجامع الصغير) للمناوى. الدراسات البلاغية والنقدية» مجلة الحكمة العدد /1؟. جمادى الثانية 41715١ه/‏ آب "١50م.‏ مانشستر ‏ بريطانيا 585١(‏ -0575)

5

0

0 أ هم

١١‏ مسائل علم البيان في كتاب (فيض القدير شرح الجامع الصغير) للمناوي. الدراسات البلاغية» مجلة علوم الشريعة واللغة العربية وآدابهاء جامعة أم القرى نشر في المجلد ١١‏ العدد 578 شوال ١575‏ ه. مكة ‏ السعودية (9هلا-_-8654).

البعد المعرفي في دولة الإمارات العربية المتحدة. الدراسات المعرفية والأدبية. مجلة التاريخ العربي. يصدرها اتحاد المؤرخين المغاربة العدد خريف ”7١٠5م.‏ الرباط ‏ المغرب (3750-757) .

9 -لغة الجسد في الشعر العربي. الدراسات الأدبية والبلاغية: مجلة التاريخ العربي. يصدرها اتحاد المؤرخين المغاربة العدد 19 شتاءة ١٠٠م»‏ الرباط -المغرب .4350-١١‏

٠"-العلاقات‏ التاريخية والاستراتيجية بين الإسلام والمسيحية. تفسير التاريخ. مجلة التاريخ العربي. يصدرها اتحاد المؤرخين المغاربة» العدد 67 ربيع ١٠5م.‏ الرباط ‏ المغرب .

١‏ معركة القرآن مع الجمود والتخلف. الدراسات القرآنية الحضارية» مجلة الحكمة؛ العدد ١‏ محرم 1577١ه.‏ بريطانيا /ا401 -0848 .

5 -مراعاة مقتضى الحال في القرآن الكريم إحدى وجوه إعجازه: الدراسات القرآنية البلاغية» مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية» جامعة الكويت». العدد 54 شهر كانون الأول» 5٠١5‏ الكويت /إ١‏ -485.

”'‏ قراءة معرفية للدعوة السلفية النحدية . تفسير التاريخ ‏ التاريخ العربى» المغرب .١١5-5١‏

45 الجهود المبذولة فى خدمة متن الحديث الشريف بلاغياً ونقدياً. البلاغة النبوية» جامعة الشارقة » بحث مقدم لندوة الجهود المبذولة فى خدمة السنة والمنعقدة 5 - 70٠١50-20‏ الشارقة» 7١‏ صفحة.

اك

ار

0 2 غزاده

4 2 03

الو“

0

1

والمقالات الأخرى المنشورة في مجلة منار الإسلام وتراث وصحيفة الخليج والاتحاد وأخبار العرب» وعلى المواقع الالكترونية مثل إيلاف وناشري وغير ذلك.

لا لالا

4

”0 غزإس ل لالد

1 أبكة جل

التحدي بالقرآن. 1100

النبي أفصح الخلق انيه توا اموه و ا لا القرآن معجزة النبي مَك + السام ستو وود اخ لا ا اصيك لقراد وأثره بد تامع وسار بج ا ا ا

ارا الاب يف عل قو لد وعد قد موه هه القااحه ‏ جفرا و بجع لهم امو كوا بع وبر 8 وت حل كلاد ابل لل سي

أو سريت الستحرة اا 0000 ثانياً: أنواع المعجزات 55 1/171/] ثالثاً : علم الإعجاز وصلته بالبلاغة ا رابعاً: صلة علم التفسير بالبلاغة 50 خامساً: علوم التفسير 000 000 مناسا "مع السورة والاية 00000 اس نك افع ا ا ا ا 7 ثامناً: مراتب البلاغة ا 000

1 ينهم|

7 غزلس ل بالوه

الفصل الأول: البلاغة في مرحلة ما قبل التدوين 1 تمهيد لح ا لقو ا ات اتج بوم مم و بم ا ل ا أولا: العرب وموطنهم ع وتاي للحيو تروها ب سمطو ب أبس ورت ا ثانياً: طبقات العرب اب او العم ف ا ا 0

ثالثاً: فضل الله عليهم 1 م 2

زاانعاً: قيمة لغتهم وأدبهم ا ا 00 المبحث الأول : البلاغة في العصر الجاهلي 00000

المبحث الثانى : البلاغة فى العصر الإسلامى ما

أولا: الموقف من الشعر 0008 اا 00 ب تمثل النبي مَل بالشعر صن جح لخدي ع اد د لان جد ري 1 المتماة ا اي 1

تفضيل الشعر بحسب مضمونه 00 عد نكاد وم ونبو الك ثانياً: موقف الدين من البيان ا 0 فضل الكلام على الصمت يي 0 ذم زخرف الكلام عندما يخلو من الحقيقة 0

ذم ما يقع فيه بعض المتكلمين من العيوب اواو ا ثالثاً: انفراد النبي َه بجوامع الكلم 0 انعا قضية إعجاز القرآن الكريم 0 خامساً: الموقف من لغات الأمم الأخرى ا ا سادساً: ذخيرة لغوية وأدبية ضخمة للبلاغة ا 000

المبحث الثالث: البلاغة في العصر الأموي 000١‏ المبحث الرابع : تطور البلاغة في العصر العباسي 111111[ 1 ز1ز1 3111111

أولاً: لمحة عن التطور الحضاري في العصر العباسي 0 ثانياً: ازدهار الملاحظات البيانية ف لقي العبانين 00 ثالثاً: دور اللغويين في تدوين البلاغة ب اي ا رابعاً: دور المعتزلة في تدوين البلاغة 010

اك

”0 غزإس ل الي

0 أبك همل

خامساً: دور الفلاسفة فى تدوين البلاغة مكو تويبو امد نل بق بام 56

سادساً: دور النقد فى تطوير البلاغة ا 0-6 سابعاً: بداية العنيف عن الأععاة اه الفصل الثاني: مرحلة التدوين والتأسيس والإبداع للبحث في البلاغة والإعجاز رو و ا ام ا ١‏ جمدت بم 0 تمهيد: ا ا ا ا المبحث الأول : مدرسة الجاحظ المؤسس الأول للبيان والبلاغة والإعجاز + المبحث الثاني : مدرسة الباقلاني المؤسس الثاني للإعجاز 0 المبحث الثالث : مدرسة الشيخ عبد القاهر المؤسس الثاني للبلاغة ١٠#‏ المبحث الرابع : مدرسة التطبيق في البلاغة والإعجاز : الزمخشري ١‏ أولاً : لاقن هذا المفسي زواج فى عضرو ونا قلذه من صصيور اس ثانياً: يمكن تحديد أهم المعالم المنهجية لهذا التفسير بأمرين اثنين .. ١١17‏ ثالثاً: عناية الزمخشري بالبلاغة القرآنية و وم موق م اا رابعاً: : نماذج من تفسير الكشاف يظهر فيها الجانب البلاغي ع ا خامساً: الزمخشري والإعجاز ا ل ا سادساً: خلاصة جهود الزمخشري 1 1[ ز ز ز 0 اا سابعاً: البلاغة بعد الزمخشري ال و ا المبحث الخامس : جهود مختلفة لأعلام في البلاغة والإعجاز ا أولا القراء ا ثانياً: أبو عبيدة معمر بن المثنى مد ا و الثاً: النظام او ل ب ا ا ا رابعاً: ابن قتيبة بع و ا م امف ذا خامساً: المبرد اا ا 00 سادساً: ابن المعتز ا ا او ا سابعاً: قدامة بن جعفر او جدنع سول جاو لش ل و و جو 1 نا 6

1 ينهم|

ل

ستة عشر: الشريف الرضى م ارق م ب م سبعة عشر : القاضي عبد الجبار مدعف بض بج رب ل

تسعة عشر : ابن رشيق القيرواني امو رن الس وج وو ا عشرون: ابن سنان الخفاجي 00000000 واحد وعشرون : محمد بن حيدر البغدادي للع اق لم اأتان وعشور رذ اعياء الذي ابن الكنيو 0001 ثلاثة وعشرون: أسامة بن منقذ 010000000000

المبحث الأول : مدرسة السكاكي التقعيدية المبحث الثاني : مدرسة الخطيب القزويني الاتباعية المبحث الغالث : مدرسة الإمام الطيبي الإحيائية المبحث الرابع : مدرسة السيوطي الجامعة المبحث الخامس : جهود مختلفة لأعلام في البلاغة والإعجاز

أولاً: جهود الرازي العلمية في البلاغة والتفسير 000 .]6

"> عنس يلي

ثانياً: جهود ابن أبي الإضبع المصري 0 ثالثاً: عز الدين بن عبد السلام 0

رابعاً: الإمام القرطبي م ا تخافساً: جهود حازم الفقرطاجني ولي قو تافل نا ابقل كفا الخ اق ا سادساً: القاضي البيضاوي لاسي لد مس اماو سابعاً: جهود محمد بن علي الجرجاني ا 5

ثامتاء جهود يحيى بن حمزة العلوي : تعدا امع عجو مووحجة خا تاسعاً: جهود أبى حيان الأندلسى 5 بج 15 1 انو روطن وات ف جاه اسك 0

الفصل الرابع: مرحلة النهضة الحديئة و ا د تموناك » لجريح ارجم حاب الو الو ا 27 المبحث الأول: مدرسة الرافعي المؤسس الثالث لعلم الإعجاز ا المبحث الثاني : مدرسة الذوق والبلاغة: محمد الطاهر بن عاشور 5300 المبحث الثالث : مدرسة الأدب والتصوير الفني: سيد قطب 5000

أولاً: منهج سيد قطب في تفسير الظلال 00

ثانياً: الموقف من التفسير العلمى 010 ثالئاً: سيد قطب والبلاغيون القدماء 100

رابعاً: مراحل فهم القرآن 9 31 خامساً: سيد قطب والمصطلحات البلاغية ل

سادساً: الموقف من الإعجاز ا 0 سابعاً: نموذج من الظلال حول قصة آدم في سورة البقرة ا المبحث الر ابع : اتجاهات جديدة في البلاغة 000 أولا: دراسات كلاسيكية فى حلة جديدة ا

١‏ -جواهر البلاغة ليد الهاشمي ل اي

ل

"علوم البلاغة للمراغي دمع ا وام طسب ا

200000 البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين‎ ٠

5 - معنجم البلاغة العربية للدكتور بدوي طبانة 00000 ثانياً: دراسات بلاغية وفق منهج جديد لاسو و اف اا ثالثاً: جدول حول مآخذ على درس البلاغة العربية م تو دفاع عن البلاغة 00 ااا 00 موقفنا من الفريقين ل ال 0 رابعاً: كيف نطور مباحث البلاغة العربية؟ ع ا المبحث الخامس : جهود واتجاهات متعددة في الإعجاز 2 القسم الأول: علماء ومفكرون اوساو كه

أولاً: محمد عبد العظيم الزرقاني في كتابه: (مناهل العرفان في علوم القرآن) 1

في القرآن ) بز[ 1011 ثالثاً: أمين الخولي تيون لاقو سمط نخاسو رابعاً: محمود محمد شاكر في كتابه: (مداخل إعجاز القرآن) .... 4٠١‏ خامساً: بنت الشاطئ والإعجاز البيانى بج امامل ا 1 ننادسا مكمه رن الشعرزارى فى كانه :نعم ارات الاق سبابعا :5 .مهل 0 مطاف وطن في كتابه: (من روائع

القرآن) و اا ا

القسم الثاني : كتاب وباحثون أكاديميون 00 00000000 أولاً: عبد الكريم الخطيب في كتابه: (إعجاز القرآن) 00

ثانياً: د. حنفي شرف في كتابه: (إعجاز القرآن الكريم البياني) .. 475 ثالثاً: د. محمد أحمد يوسف قاسم في كتابه: (الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره) رمو ف 144

ل

رابعاً: د. محمد الأمين الخضري فى كتابه: (الإعجاز البيانى فى صيغ الألفاظ) ا ل ل 0 افيا محمود السيد حسن مصطفى فى كتابه : (الإعجاز اللغوي فى القصة القرانية) معد و م سادساً: د. فتحى أحمد عامر فى كتابه: (بلاغة القرآن بين الفن

والتاريخ) ل 0 مناريعاً: د. صلاح عبد الفتاح الخالدي في كتابه: (البيان في إعجاز القران) ار ل ا ثامناً: د. حسن عتر في كتابه: (بينات المعجزة الخالدة) 00

تاسعاً: نعيم الحمصي في كتابه : (فكرة إعجاز القرآن) 12 عاشراً: د. عبد العزيز عبد المعطي عرفة في كتابه: (قضية الإعجاز القراني) . 0..... لأ د عو و ا ا م أحد عشر: الدكتور مصطفى مسلم في كتابه: (مباحث في إعجاز القرآن) . ا 00000 اثنا عشر: د. رشاد محمد سالم في كتابه: (مع القرآن الكريم في إعجازه اللغوي) . . 1 بان باجو نوه لا ار 0 ثلاثة عشر: د. محمود السيد شيخون في كتابه : (الإعجاز في نظم القران) . 0000000 ش1 أربعة عشر: أ. د. صلاح الدين محمد عبد التواب في كتابه: (النقد الأدبي دراسات نقدية وأدبية حول إعجاز القرآن) . . خمسة عشر: د. عودة الله منيع القيسي في كتابه: (سر الإعجاز في تنويع الصيغ المشتقة من أصل لغوي واحد ) . 00 ستة عشر: الطبيب الشيخ محمد أبو اليسر عابدين في كتابه:

(الإيجاز فى آيات الإعجاز) 000 سبعة عشر : عفيف طبارة في كتابه : (روح الدين الإسلامي) 2000 ظظ

اح

2

0 أبك همل

0

القسم الثالث : دراسات في الإعجاز العلمي 00000

القسم الرابع: دراسات في وجوه مختلفة من الإعجاز 54 الخاتمة ل ا ا ل المصادر والمراجع ا و 5 أولاً: الكتب و ا ل ثانياً: الدوريات ال وا ا اما مرا كستنوحس ب تو من آثار المؤلف ال ب سا ا و ات ا ام فهرس الموضوعات الا ا ا ل ا 1

7 غزس الوه

السصسسيرة الذاتية) للدكتور محمد رفعت زنجير الموقع على شبكة الأنترنت: «رمء.2 117.50 ااا

البريد الإلكتروني: م».[(ة 2010131246 ص ب: 21474 عجمان. متحرك 7316939

أولا: معلومات عامة

الا : محمد رفعت أحمد زنجير

التخصص العطلسام: اللغة العربية,

التخصص العلمي الدقيق : البلاغة والنقد.

الدرجة الكمية الدكتوراة. (أستاذ مشارك)

المهنة الحلايمة: أستاذ جامعي.

تاريخ الميله: 1959-11-1م,

مكان المبيلاد: حلب الشهباء؛ سورية,

الجنسية الأصال ية: سورية.,

الحالة الاجتماعية: متزوجء ولدي أربعة أولاد هم زينة الحياة الدنيا.

ثانيا: المراحل التعاليسيية:

1- الثانوية العامة من سورياء القسم العلمي» 1977م.

2- البكالوريوس في اللغة العربية» قسم الأدبء من جامعة أم القرى بمكة المكرمة: 1985م:

3- الماجستير في اللغة العربية» قسم البلاغة والنقده من جامعة أم القرىء 1990م

4- الدكتوراة في اللغة العربية؛ قسم البلاغة والنقد» من جامعة أم القرى» 1995م.

ثالثاء الل رات

1- مدرس في مدارس جدة الخاصة للبنين» مدة سنتين: ( 1993-1992 م) .

2- أستاذ مساعد في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا(1996م - 1998م).

3- أستاذ مساعد في شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا (1998م - 2002م).

4- أستاذ مشارك في نفس الجامعة من 2002/2/3م حتى اليوم.

رابعا: الأأنطلة العلمية

1- محاضر بقسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لمرحلتي البكالوريوس

والماجستير.

2 مشرف ومناقش لثلائة رسائل ماجستير بالقسم المذكور.

3- منسق قسم اللغة العربية» في جامعة عجمان» مقر أبو ظبي حتى 2004م.

4- وكيل بالنيابة عن كلية التربية وكلية الإعلام في بعض الأوقات.

5- نشر 13 كتاباء و24 بحثا محكما.

6- نشر أكثر من 100 بحث ومقال في الصحف والمجلات» وبعض المواقع الإلكترونية.

7- يكتب الشعر والقصة والمسرح والبحوث الفكرية والاجتماعية أيضا

8- حضر 8 مؤتمرات علمية.

خامسا: المعرفون والمزكون والمقدمون للكتب المطبوعة: ا علي الطنطاويء أ . السيد سابق» د. عبد الله علوان» أ. د. عبد اللطيف خليف نائب مدير جامعة الأزهر الشريفه أ. د. مجاهد مصطفى بهجت» أ. د. أحمد شيخ عبد السلام. أ. د. عبد القهار العاني. أ. د. حسن باجودة. دء عوض الله الداروتي.

0 ياس جميز |

غزاسلبرالو

هذا الكتاب ولما كثرتالأقوال والجهود ف هذا الباب: وكان ف الكتب المؤلفة ب هذا الباب تكرار وتطويل؛: وحشو وتداخل: أحبيبت أن ألخص ما قيل # هذا البابء وأن أرتبه وأهذبه مراعياً المنهج التاريخي:؛ ولك ليكون ركيزة لمن أراد أن يضيف جديداً 2 باب البلا غة والإعجاز فلا جديد لمن لم يعرف القديم؛إذ قد يقولالمرء برأي يظنه جديدا وقد قيل قبله بألف عام أو يزيد, وعليه فمن أراد أن يبني جديدا شغ ميدان لعلم: فلا بد له أن يلم بما قيل قبله أولا: ... ولما كان تاريخ البلاغة مرتبطأ بالإعجاز كبقية علوم العربية من نحو ونقد وأدب» فقد رأيت دمج التاريخين ‏ بحث واحد.