Skip to main content

Full text of "النور السافر عن أخبار القرن العاشر"

See other formats


صہ هاه 


عن اخبار اښ 


یی ری ای ری 


(A1۸ = A۸) 


يم 0 مرا ور رهد f‏ مت .و 
حَففهُ وصَبط صوص ة ضع ماهو وليه 
اک 0 
ال وراچ رماو 


واوو ٠‏ ازى 


طاو طاطر 
عرو دس 


جميع الحقوقحَفوظِة 


الطيحّة الأول 
2001 


. جميع الحقوق محفوظة . لا يسمح يإعادة إصدار الكتاب أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو 
. نقله بأي شكل كان أو بواسطة وسائل إلكترونية أو كهروستاتية » أو أشرطة مغنطة » أو وسائل 
. ميكانيكية » أو الاستنساخ الفوتوغراني » أو التسجيل وغيره دون إذن خطي من الناشر. 





تأسست منة ١8417"‏ 


1 بیروت › لبنان‎ ٠ ص .ب‎ 
© DAR SADER Publishers 
P.O.B. 10 Beirut, Lebanon 


Fax: (961) 4.910270 
e-mail: dsp@darsader.corm 
http: www.darsader.com 


Al-Nür al-Safir (10th century AH) 
) ' Abd al-Qadir al-“ Aydarûs) 
P. 664 -s.17.5x25cm 


ISBN 9953-13-007-8 





الإهداء 


إلى علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر 


تقديراً لجهوده العظيمة في إحياء تراث الأمة 


المحققون 








شم ام لتقل عط ير 
مقدمة التحقيق 


الحمد لله وحده » والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحله لا شريك له » وأشهد أن محمداً عبده 
ورسوله . 

وبعد : فحینما شرعت بتحقيق كتاب « شذرات الذهب في أخبار من 
ذهب » لابن العماد الحنبلى سنة (54١ه)‏ بإشراف والدي وأستاذي المحدّث 
المحقق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله » ونشرته دار ابن كثير بدمشق 
وبيروت» تبين لي أن هذا الكتاب « الور الافر عن أخبار القرن العاشر » 
للعيدروس من أهم المصادر التى نقل عنها صاحب «الشذرات» فى تأريخه 
لأحداث وتراجم القرن العاشر الهجري . وكان لابد لي من العودة للطبعة 
المتوافرة منه في حينه0"© » فشعرت إِبّانها بضرورة إخراج الكتاب في طبعة 
جديدة محققة لكثرة ما حصل من الخطأ في تلك الطبعة » وهكذا بدأت رحلتيى 
مع البحث عن أصل خطي للكتاب للاعتماد عليه في تحقيقه الكتاب وإخراجه 
إخراجا جديدا يتفق مع ما تعارف عليه المشتغلون المتقنون في إحياء التراث 
العربي الإسلامي في هذا العصر . 
)00( وهي التي اعتنى بها ( محمد رشيد أفندي الصفّار ) ونشرتها المكتبة العربية ببغداد لصاحبها 


( نعمان الأعظمي ) سنة o)‏ _ 146م( . انظر « ذخائر التراث العربي الإسلامى » 
للأستاذ عبد الجبار عبد الرحمن ص ( 7١8‏ ) . 


وأعادت طبعه بالاعتماد على الطبعة المذكورة ‏ دار الكتب العلمية ببيروت بالاشتراك مع 
مكتبة عباس أحمد الباز بمكة المكرمة . 








وحين زرت مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبى سنة ( 515١ه‏ 
46م( ) وقفت على مصورة إحدى مخطوطاته الهامة“ » فطلبت تصوير 
نسخة منها في عداد قائمة من مصورات المخطوطات التي طلبت تصويرها من 
المركز المذكور » وحين عدت إلى دمشق قمت بتظهير نسخة ورقية من 
المصورة المذكورة وعزمت على إخراج الكتاب للباحثين وطلبة العلم . ولما 
كانت أوقاتي مزدحمة بأعمال مختلفة ومهمات متعددة » فقد ترجّح عندي أمر 
الاستعانة ببعض الأصدقاء للإسراع في تحقيق الكتاب »> فعرضت فكرة المشاركة 
في تحقيقه على صديقي الفاضل الدكتور أحمد حالو مدرّس الأدب العربي بجامعة 
دمشق في حینه" ) وعلى صديقي الفاضل الأستاذ أكرم البوشي المتمرس في 
شؤون التحقيق » فوافقا على المشاركة » فقمت بوضع الخطة التي قام تحقيق 
الكتاب وإخراجه على أساسها » وقام كل طرف منا بخدمة الكتاب بما يتصل 
باختصاصه » وقد تمثلت خطواتنا في تحقيقه وإخراجه بالاتي : 


١‏ مقابلة المطبوع القديم» وقد رمزنا له بحرف (ط) » على مصورة الأصل 
الخطي المعتمد في التحقيق والذي آل بالتصوير إلى خزانة مركز جمعة الماجد 
للثقافة والتراث بدبي من معهد المخطوطات العربية بالكويت الذي حصل على 
مصورة عنه من مكتبة الأحقاف باليمن عام ( 7٠5١ه‏ = ۱۹۸۲م ) إِبّان إدارة 
صديقي الفاضل الأستاذ الدكتور خالد عبد الكريم جمعة له › وقد رمزنا لها 
بحرف (م) » للتأكد من سلامة المطبوع والوقوف على حسنات المخطوط أو 
المطبوع إن وجدت » فتبين لنا من خلال ذلك أن كلا الأصلين فيه من الحسنات 
والأخطاء ما ليس في الآحر » الأمر الذي عاد على تحقيق الكتاب بالخير 





)0( وتقع في ( 144 ) ورقة كبيرة » وسيأتي الكلام عليها عند الكلام على عملنا في تحقيق 
الكتاب والخطوات التي اتبعت فيه . 

)۲( وكان ذلك أثناء إحدى زياراته لي في مكتب ابن عساكر لتحقيق وتصحيح كتب التراث » الذي 
أسسته بدمشق وأدرت العمل به بين عامي ( ۱٤۱٩-۱٤۱۱‏ ه ۱۹۹٥-۱۹۹۱‏ م ) رغبة مني 
في حثه على عمل بخدمة مصنفات الأسلاف من علماء الأمة : 


۸ 





والفائدة » وانتهينا بذلك إلى إخراج نص مضبوط بشكل جيد إن شاء الله › 
شرن إلى اروق الجر ين لأسي في اموا »کم شرن إلى ما 
ترجيحه من كلا الأصلين أيضاً عقب المقابلة والمقارنة . 

3 سمل ترص وترقيمها وضبط ما احتاج إلى الضبط بالحركات منها. 

تخريج الآيات والأحاديث الواردة في نصوص الكتاب : 

5- الإشارة إلى مصادر التراجم التي أوردها المؤلف في الكتاب ما بین 
ذلك . 

التعريف ببعض الأعلام والأماكن الواردة في ثنايا النصوص وضمن 
سياق التراجم 

1- التعليق على بعض المواطن من الكتاب مما رأينا بأن التعليق عليها أو 
التعقيب عليها أمر ضروري , كتلك التي احتوت على مخالفات شرعية لا تتفق 
ومناهج المحققين من علماء الأمة . 

۷ إعداد فهارس للكتاب تفتح مغاليقه للباحثين والقراء . 

۸ - التعريف بمؤلف الكتاب » وذلك بالاكتفاء بترجمته المعذة ةل« موسو 
أعلام الأمة في أربع مئة عام ۲ > ومن أراد التوسع في ترجمته فليرجع 7 
مصادرها ويقف على تفاصيل أخباره فيهاء وإلى ترجمته المطولة لنفسه في هذا 
الكتاب" ْ 

وقد كشف لنا عملنا في تحقيق الكتاب عن أهميته البالغة لاحتوائه على مجموعة 
كبرة من الأحداث والتراجم التي تكمل صورة القرن العاشر الهجري وتوضح مدى 
تأثر أهله بمناهج المتصوفة وعدم إنكارهم ما كانوا عليه من مخالفات لنصوص 





)١(‏ التي أقوم بإعدادها منز عشر سنوات وتضم تراجم أعلام المسلمين في جميع أقطار العالم 
الإسلامي بجميع مناحي الحياة » ويشاركنى كني العمل في إعدادها بعض الأصدقاء من الأساتذة 
لأفاضل » بغية وضع ارفج عن تاجمها ين أبدي الدارسين من الزملاء المحقين ورامم ٠.‏ 

(0) انظر ص )٤٥۳_٤٤٤(‏ 








صريحة واضحة معروفة للمسلمين عامة وللعلماء المحققين منهم خاصة !. 
وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب يحتوي على تراجم مطولة وهامة جداً » وتراجم 
أقل أهمية » وتراجم مختصرة إلى حد بعيد . 
وقد تبين لنا بأن المؤلف فرغ من تأليف الكتاب سنة (۲١١٠ه).‏ 
ذلك ما قمنا به لتحقيق هذا الكتاب وإخراجه وتم بيانه بإختصار » فإن 
أحسنا فذلك ما عملنا له مخلصين » وإن سهونا وأخطأنا وغفلنا فذلك شأن 
البشر في كل زمان ومكان » والمأمول من أهل العلم من المحققين لفت أنظارنا 
إلى ما قد يقع لهم من خطأ أو وهم صاحب عملنا في تحقيق الكتاب وإخراجه 
لنتداركه في طبعات الكتاب القادمة إن شاء الله تعالئ » فقد كانت رحلتنا مع 
إخراج نصوصه وضبطها عسيرة إلى حد بعيد. 
وخير ما أختم به كلامي ذكر ما جاء في كتاب الله العزيز على لسان سليمان 
عليه السلام قوله : « رن آوزع ۍن اکر يتك آل أشنت عل وص ودف وان اعم 
ملكا رده وى رَحْمَيك في وباو الصيلديت4'" والحمد لله ربٌ العالمين . 
دمشق الشام في الرابع عشر من شهر ذي الحيّة لعام ١157ه‏ الموافق 
للعشرين من شهر آذار لعام ١٠٠5م‏ . 
خادم تراث الأسلاف 
محمود الأرناؤوط 


FF $‏ ان 





(۱) ولا بد لنا من التنويه إلى أن العامة محمد بن أبي بكر بن أحمد الحُسيني الشيلي » المتوفى 
برية ١۹۴‏ ه) قد صتّف تكملة ل « تاريخ النور السافر » سمّاها « السنا الباهر في تكميل 
النور السافر في أخبار القرن العاشر » ذكر فيه ما فات العيدروس ذكره من حوادث وتراجم 
القرن العاشر » ولا زال مخطوطاً إلى الآن فيما نعلم » ومنه نسخة خطية يحتفظ بها المتحف 
البريطاني بلندن » وهو جدير بالتحقيق والنشر لأنه يكمل الفائدة المرجوة من هذا الكتاب ٠‏ 
انظر « مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني » للأستاذ الدكتور حسين عبد الله العمري 
ص( ٩٩‏ و۷٩‏ ) طبع دار المختار بدمشق عام ( 0٠4١-1985م)‏ . 

(۲) سورة النمل: الآية )١9(‏ . 





ترجمة الموكّف (*) 


هو عبد القادر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدَرُوس الحسينيئ 
الحضرّمي اليَمَنَ الهنديّ . 

ولد بمدينة أحمد آباد من الهند عشية يوم الخميس العشرين من شهر ربيع 
الأول سنة ( ٩۹۷۸‏ )هاء وقرأ القرآن العظيم وطرفاً من العلم على عدد من 
العلماء » وحفظ عدة متون › وشارك في كثير من الفنون » ولبس خرقة 
التصوف > وتصدر لنشر العلوم ٠‏ وعني باقتناء الكتب وبالغ في طلبها من أقطار 
مختلفة » وأخذ عنه كثير من أعلام عصره » ونال تقدير الملوك والرؤساء في 
معظم البلدان الإسلامية ٠‏ وكاتبه كثيرون منهم وأتحفوه بصلاتهم الجميلة 
وهباتهم الجزيلة ‏ وأخذ عنه غير واحد من الأعلام » وكان مغرماً بالمتصوفة 
وتتبع أخبارهم ؛ مع حرص على الإنصاف لهم ولسواهم مما مرّ وعبر من أعلام 
الزمان » وصنف مصتفات كثيرة غير كتابه الهام « تاريخ النور السافر » تدل على 
بعد غوره » وسّعَة اطلاعه » وحُسن تدوينه » وجمال عبارته » منها : 


١-إتحاف‏ الحضرة العزيزة بعيون السيرة الوجيزة . 





00 ترجمته في  :‏ خلاصة الأثر ‏ ( 45٠/1‏ ) و« ملحق البدر الطالع » ( 198/9 ) و « نزهة 
الخواطر » ( ۲١١/١‏ ) وه تاريخ الأدب العربي » (۹/ ۲٠۹‏ ) و * أعلام العرب في العلوم 
والفنون ' ( ۹۲/۲ ) و «هدية العارفين » ( 00/١‏ ) و « الأعلام » ( 84/4) و« علا 
العرب في شبه القارة الهندية ؛ ص( ٤٠_٤١‏ ) و معجم المؤلفين ٩‏ ( 1۸۸/۲ ) و 
؛ عبرت المؤلفات ۴ ( ۷۴/١‏ ) وه ذخائر التراث العربي الإسلامي 6( )۷١۸/۲‏ و 9 مسجم 
المفسّرين »( ۲۹۳/١‏ ) وه إتحاف القاري » ص( 50 )١‏ . 





. أسباب النجاة والنجاح في أذكار المساء والصباح‎ ١ 

الأنموذج اللطيف في أهل بدر الشريف : 

5- تعريف الأحياء بفضائل الإحياء ( أي إحياء علوم الدين للغزالي ) وقد 
طبع في مصر سنة (1١171ه)‏ على هامش ١‏ إتحاف السادة المتقين بشرح 
إحياء علوم الدّين » للمرتضى الزبيدي » وبها أيضاً سنة ( ٠١١۸‏ )ه على 
هامش « إحياء علوم الدّين » للغزالي . 

ه_ الحدائق الخضرة فى سيرة النبي ل وأصحابه العشرة . 

1 الحواشي الرشيقة على العروة الوثيقة . 

7 الدّر الثمين في بيان المهم من علوم الدين . 

4 الروض الفاخر فيمن اسمه ( عبد القادر ) من أهل القرنين التاسع 
والعاشر » منه نسخة خطية في برلين . 

4 صدق الوفاء بحق الإخاء . وهو في سيرة أحمد بن محمد الحضرمي › 

٠_عقد‏ اللآل بفضل الآل . 

. المنتخب المصفى بأخبار مولد المصطفى‎ ١ 

. المنهاج إلى معرفة المعراج‎ ١ 

وله نظم وشعر حسن جمعه في « ديوان » سمّاه « الروض الأريض والفيض 
المستفيض ٠‏ منه : نسخة خطية فى مكتبة الامبروزيانا ويقع في خمسين ورقة . 

وأما كتابه « النور السافر عن أخبار القرن العاشر » فهو واسطة العقد 
من مؤلفاته » وسبب شهرته وانتشار ذكره » وقد رتبه على السنوات من سنة 
واحد وتسعمئة إلى سنة ألف للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات 
والتحية » وأورد فيه حوادث وتراجم كثيرة تخص تلك السنوات المباركات في 


1۲ 





عدد كبير من أقطار الأمة الإسلامية > واعتنى بذكر دقائق الأمور المتصلة بنفسه 
وبأسرته وأخبارها ؛ وقد نقل عنه كثير من أصحاب كتب التراجم » وفي الطليعة 
منهم ابن العماد الحنبلي ؛ والشوكاني ٠‏ والزركلي » وكخالة » وغيرهم . 

توفي بمدينة أحمد اباد الهندية سنة ( ٠١78‏ ) ه ودفن فيها » رحمه الله 
برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه . 


ا 
عر 9 
كناب انرا لسافرعواخبارالقرن 


Lid‏ الل بانلا 


تاليف ليرا لشف لكام انيف 
العلا نج ولاربريجبدالقادر 1 


0 
0 ٤ 


cC اها‎ 
f Mu yr, ر‎ 
5 کت م‎ E 


5 





ية المعتمدة فى تحقية 
لخطة المعتمد في تحقيق الكتاب 


1٤ 


ال 
ا 
بسب ما الج زا ايحم وبه تعن 
تمد دہ رب الما مين مالعا ق لتقن ولاعد دا نعي 
الظا مين والصلوة والسلامعلوسيد نا مد سيد! لزي ر 
الببييب معلواد رصب اجعين. ‏ فعد|اغوحاطة 
دخان ريف ذكرت فيه ديات من خلطيت پتا ف 
د فاب من مات في هذا لعزت الذي اول سنا حدعيا, 
وتستوارة ت اکم رز سیا برا لعلىاء والصلد| و المضاة واي 
لای ا عيا ن مم اکا نا ونا میاجا زیا كان او منیا 
يوسأ أو هيد ا مشر اوم ب و دتمت الى و كك وكربعض 
اواد ثوا لماحرات كايا تالعبي: ولل الزب ويا 
جدمك ل خعرمت نادرة جرت له من اللخباى وشعرنظمه 
من اکا نیا نعارعلی وحبه اا ختصا روما عص برهن الاعّا.ه ون 
د رمن وال _ 
اداع راشان احا دی كدلنه 5رعائْرجسّامن الرهم 
فقد عاشكللرصمزكازعاك كرما حلمافا اللو لعي 
ولم استوع بكلا دت في مذ ۱١‏ لون مزال ;لوار “لعن 
اع جلما و! ان کارا ا تول ر ا ان" رہ 
ترز ھا تك مایک یم کی ل يدانت أله يان مامد 


1 
٠‏ سرا پا بترا واج انس .. هد نت ت با تجرخ 


4 
١‏ 
ا 
ل 


3 وان ود مه د 3 | 


صورة الصفحة الأولى من النسخة الخطية المعتمدة في تحقيق الكتاب 








' لك بفضلاه 
انه ا یروا لر وپ۰۰ 
: نمالغ -زتایف مذالتارع اللميش ار 
نچا ازمر کات بإجداباد 
وکاڑزیر' ولاح ل لافرة ألاباسها 


للم وتنم نها لام وده 


صورة الصفحة الأخيرة من النسخة الخطية المعتمدة في تحقيق الكتاب 





اص رال ر اکر تک ال 
وبه نستعين 


الحمد لله رب العالمين » والعاقبة للمتقين » ولا عدوان إلاً على 
الطالمين . 

والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد سيد المرسلين > وخاتم النبيين › 
وعلى آله وصحبه أجمعين . 

وبعد : هذا أنموذج لطيف » وعنوان شريف » ذكرت فيه وفيات من ظفرت 
بتاريخ وفاته ممن مات في هذا القرن » الذي أوله سنة إحدى وتسعمائة » ختم 
بالحُسنى › > من سائر العلماء » والصلحاء » والقضاة » والأدباء » والملوك » 
والأعيان ؛ مصرياً كان أو شامياً » حجازياً كان أو يمنياً » رومياً أو هندياً › 
مشرقياً أو مغربياً . وضممت إلى ذلك ذكر بعض الحوادث والمجريات 
والحكايات العجيبة » والملح الغريبة » ولا يعدم كل شخص من نادرة جرت له 
من الأخبار » وشعر نظمه من الأشعار » على وجه الاختصار وما يحصل من 
الاعتبار . 

ولله درٌ من قال : [من الطويل]: 
إذا عَرَفٌ الإنسان أخبارٌ مَن مَضى تخيّلته قد عاش حيئاً مِنَ الدَّهْرٍ 
فقد عاش كلّ الدَّهِرٍ من كان عالماً كرِيماً حَلِيماً فاغتنم أطول. العْمرٍ 


هذا ولم أستوعب كل ما وقع في هذا القرن من الحوادث لعدم اطلاعي 
عليها » وإِنّما ذكزتٌ ما انتهى إليه علمي منها > وربما أن الذي تركته يكون أكثر 


۱۷ 








مما ذكرته » ولكن إذا كانت الغايات لا تدرك > فاليسير منها لا يترك » وأرجو 
أن يكون هذا الكتاث كتات حديث وفقه وتاريخ وأدب » وسميته : 


« الثُور السافر عن أخبار القرن العاشر ) 


ولنذكر قبل الشروع في المقصود نبذة شريفة من أوصاف سيّد المرسلين 
وأفضل الأولين والآخرين » تيمناً بذكره » واستشعاراً لعظيم قدره » عسى أن 
أسعد بشفاعته » وأحشر في زمرته » لحبي إيَاه »> والتجائي إلى شريف 
علياه » يلك » وشرّف » وكرم » ومجد » وعظم . 

اعلم أ أن الله سبحانه لما أراد إيجاد خلقه أبرز الحقيقة المحمدية من أنواره 
الصمدية في حضرته الأحدية" » ثم سلخ منها العوالم كلها » علوها 
وسفلها » على ما اقتضاه كمال حكمته وسبق في إرادته وعلمه "© » ثم أعلمه 
تعالى بكماله ونبوته › وبشره بعموم دعوته ورسالته » وبأنه نبي الأنبياء » 
وواسطة جميع الأصفياء › وأبوه آدم بين الرّوح والجسد . ثم انبجست منه 
عيون الأرواح ٠‏ فظهر ممداً لها في عالمها المتقدم على عالم الأشباح » وكان 
هو الجنس العالي على جميع الأجناس » والأب الأكبر لجميع الموجودات 
والناس » فهو وإن تأخر وجود جسمه ‏ متميز على العوالم كلها برفعته 
وتقدمه » إذ هو خزانة الس الصَّمّداني » ومحتد تفرد الأمداد الرّحماني . 

وصح في « مسلم » : أنه لاء قال : « إن الله تعالى كىب مَقَادِيرَ الخلق" 
قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة » وكان عرشه على 
الماء )290 . 





(1) في ( ط) ١:‏ الأحمدية» . 

(۲) في ( ط) : « في علمه وإرادته ٩‏ . 

)۳( في « صحيح مسلم ٩‏ : « الخلائق » . 

2( رواه مسلم رقم ( ©7701 ) في القدر : باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام من حديث 
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه . 


1۸ 


ومن جملة ما كتب في الذكر وهو أمّ الكتاب : « أن محمداً خاتم 
النبيين » » وصح أيضاً : « إني عند الله“ لخاتم النبيين » وإن آدم لمنجدل في 
طينته 76") ٠‏ أي طريخ”” ملقى قبل تفخ الزوح فيه : 


وصح أيضاً : يا رسول الله متى كنت نبياً؟ قال : « وآدم بين الوح 
والجسد 1126 . ويروى  :‏ كينت من الكتابة ۳ وخب : ١‏ كنت نبي وآدم بين 
الماء والطين “"“ . قال بعض الحُفَّاظ : لم نقف عليه بهذا اللفظ . 


وحسّن الترمذي خبر : «يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ؟ قال : وآدم 
بيسن الروح والجسد "2 . ومعنى وجوب النبوة وكتابتها : ثبوتها 





. » في م »وه ط» : « إني عبد الله © وهو خطأ والتصحيح من « كنز العمال‎ )١( 

020( ذكره المتقي الهندي في « كنز العمال ٩‏ رقم )7١97١(‏ و( )75١١4‏ وعزاه لأحمد في 
« المسند » والطبراني والحاكم ولأبي نعيم في حلية الأولياء » وللبيهقي في « شعب 
الإيمان ؛ من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه » وانظر « ذكر مولد رسول الله لا 
ورضاعه ‏ لابن كثير ص ( ۲۳ ) طبع دار ابن كثير بدمشق . 

(۳) في( ط) ١:‏ لطريح » 

)£( رواه أحمد في « المسند » ( 04/6 ) واب بن أبي عاصم في « السنة » رقم ( 4٠١‏ ) والحاكم في 
« المستدرك ٠ ٠۰۸/۲ (٩‏ ) وهو حديث صحيح » وانظر بقية تخريجه في « مجالس في سيرة 
النبي 5 ؛ لابن رجب ص ( ۱۹ ) طبع دار ابن كثير بدمشق . 

(5) قال ابن رجب الحنبلي في مجالس في سيرة النبي يك ؛ ص ( 7١‏ ) : قال الإمام أحمد بن 
حنبل في رواية مهنا : وبعضهم يرويه : ١‏ متى كنت نبياً ؛ من الكتابة » فإن صخت هذه 
الرواية » حملت مع حديث العرباض بن سارية على وجوب نبوته وثبوتها ر ني 
مج م إن الا إنما تسول فيما مو واجب ؛ إما شرعاً كقوله تعالى : # تايها الذي 

کيب يڪم ليام | كنات عل اليرت ون 1 كم ملک َون [البقرة : : ۲ أو 
قدراً كقولة تعالى : ڪب کے لمك آنا ورش ت اله رى ر4 [المجادلة : ]1١‏ . 

(0) ذكره السخاوي في المقاصد الحسنة » رقم 8411 ) والسبوطي في 8 دور المنتثرة » 
ص( ٠١١‏ ) وقال فيه : لا أصل له بهذا اللفظ » ولكن ف في « الترمذي ؛ : « متى كنت نبياً؟ 
قال : وآدم بين الروح والجسد » وانظر بقية كلام عنه هناك » وانظر أيضاً ما قاله السخاوي 
في تعليقه على الحديث رقم ( ۸۳۷ ) فهو هام ونافع إن شاء الله تعالى . 

)۷( رواه الترمذي رقم ( 111) في المناقب : باب ما جاء في فضل النبي ڳلا من حديث أبي = 


14 





وظهورها في الخارج نحو : كتب الله لأغلبن » كتب عليكم الصيام » والمراد 
ظهورها للملائكة » وروحه ء ب ٠‏ في عالم الأرواح ٠‏ إعلاماً بعظيم شرفه'") 
وتميزه على بقية الأنبياء » وخخص الإظهار بحالة كون آدم بين الوح والجسد »› 
لأنه أوان دخول الأرواح إلى عالم الأجساد والتمايز حينئذ أتمّ وأظهر »› 
فاختصي ٠‏ بلا » بزيادة إظهار شرفه حينئذ ليتميز على غيره تميزاً أعظم وأتم . 

وأجاب الغزالي عن وصفه نفسه بالتبوة قبل وجود ذاته وعن خبر : « أنا أول 
الأنبياء خلقاً وآخرهم بعثاً » » بأن المراد بالخلق هنا التقدير لا الإيجاد › فإنه 
قبل أن تحمل به أمه لم يكن مخلوقاً موجوداً » ولكن الغايات والكمالات سابقة 
في التقدير لاحقة في الوجود . فقوله [يَلِِ] : « كنت نبياً » أي في التقدير قبل 
تمام خلقه آدم [عليه السلام] » إذ لم ينشأ إلا لينتزع من ذريته محمد ييه . 
وتحقيقه أن للدار في ذهن المهندس وجوداً ذهنياً سبباً للوجود الخارجي › 
وسابقاً عليه » فالله تعالى يقدّر ثم يوجد على وفق تقدير بانيها . انتهى 


L4 


ملخصا . 

وذهب السبكي إلى ما هو أحسن وأبين » وهو أنه جاء أن الأرواح خلقت 
قبل الأجساد » فالإشارة : ب « كنت نبياً » إلى روحه الشريفة أو حقيقة من 
حقائقه لا يعلمها إلا الله ومن حباه الاطلاع عليها » ثم إنه تعالى يؤتي كل حقيقة 
عهد”'" ما شاء في أي وقت شاء » فحقيقته ييه قد تكون من حين خلق آدم عليه 
السلام » آتاها الله ذلك الوصف بأن خلقها متهيئة له » وأفاضه عليها من ذلك 
الوقت » فصار نبياً وكتب اسمه على العرش ليعلم ملائكته وغيرهم كرامته 
عنده » فحقيقته موجودة من ذلك الوقت وإن تأخر جسده الشريف المتصف 
بها . فنحو إيتائه النبوة والحكمة وسائر أوصاف حقيقته وكمالاتها مُعَجَل 


= هريرة رضي الله عنه . وقال : هذا حديث حسن صحيح . وانظر « جامع الأصول » 
)0/۸( . 


. وهو خطأ‎ ٩ بعظيم شوقه‎ ١ : » في « ط‎ )١( 
. ) منها » والعهد هنا الزمان » وانظر  لسان العرب » ( عهد‎  : » مكانها في « ط‎ (۲) 


۲۰ 


لا تأخر فيه » وإنما المتأخر تكونه وتنقله في الأصلاب والأرحام الطاهرة إلى 
أ شمر ٠‏ ومن ثر ذلك بعل اله بأنه سيصير نبي لم يصل لهذا المع ۽ 


أن يهم منه أنه أمر ثبت له فيه »ولا لم يختص بان : . نبي ؛ إذ الأنبياء كلهم 


حرج ابن سعدا عن الشعبي : تی استثت يا رسول اله؟ قال : ٠‏ ونم 

بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق » » وهو يدل على أن آدم عليه السلام 
لما صوّر طيناً استخرج منه ب » ونْبىء وأخيز(" ' منه الميثاق ثم أعيد إلى ظهره 
ليخرج أوان وجوده » فهو أولهم خلقاً > وخلق آدم السابق كان مواتاً لا روح 
فيه » وهو » ب ٠‏ كان حياً حين استخرج وتُبّىء وأخخذ منه الميثاق » ولا ينافي 
هذا أن استخراج ذرية آدم إنما كان بعد نفخ الروح فيه . لأنه يَكهِ حص من بين 
بني آدم بذلك الاستخراج الأول . 


وفي تس امسا بن كر عن علي وين عباس رضي ال عنم . في 
قوله تعالى : ولد اح الله مبلق اَن الآية [آل عمران : ١‏ ا أن الله لم بيعت 
نبياً إلا أذ عله العهد في محمد کي ٿن بعت وهو حي ليؤمنن به وليتصره . 
ويأخذ العهد بذلك على قومه(؟» 

وأخذ السبكي من الآية : أ أنه على تقدير مجيئه في زمانهم مرسل إل 
فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلائق من آدم إلى يوم القيامة › كن 
الأنبياء وأممهم كلهم من أمته . فقوله : « وبعثت إلى الناس كافة »!© يتناول 





. )1548/١(» الطبقات‎ ١ في‎ )1( 

(۲) في ١‏ ط » : ١‏ ونبي أخذ » وهوخطأ . 

)۳( انظر « تفسير القرآن العظيم » لابن كثير ( ۳۸١/١‏ ) طبعة دار المعرفة » بيروت » وقد نقل 
المؤلف عنه بتصرف . ` 

(4) تحرفت في « ط » إلى « قوله » . 

(6) قطعة من حديث رواه البخاري رقم ( 776) باب رقم )١(‏ ومسلم رقم 51١‏ ) في = 


۲١ 








من قبل زمانه أيضاً . وبه يتبين معنى : « كنت نبياً وآدم بين الرّوح والجسد )230 . 
وحكمة كون الأنبياء فى الآخرة تحت لوائه وصلاته بهم ليلة الإسراء . 

وروى عبد الرزاق بسنده : أن النبي ب قال : « إن الله خلقّ نور محمّد قبل 
الأشياء من نوره ¢ فجعل ذلك الُور يدور في القدرة'"؟ حيث شاء الله 2 ولم يكن 
في ذلك الوقت اوځ رلا 60 _ الحديث يطول . 


ص من قوله اه : « قذر الله مقادير الكل قبل اذ يخلقٌ السموات والأرض 
بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء 0 


وصح  :‏ أول ما خلق الله القلم » فقال له : اكتب . قال : ربّي وما أكتب؟ 
قال : اكتب مقادير كل شيء » . لکن صح في حديث مرفوع : « أن الماء خلق 
قبل العرش » فعلم أن أول الأشياء على الإطلاق التور المحمدي » ثم الماء » ثم 
العرش » ثم القلم » لما علمت من حديث : « أول ما خنلق الله القلم » مع ما قبله 
الدالين على أن التقدير وقع بعد العرش ٠‏ والتقدير ٠‏ مع عند خلق القلم » فذكر 
الأولية فيه بالنسبة لما بعده . 


وورد : لما خلق الله آدم جعل ذلك النورَ في صلبه » فكان يلمع في جبينه 2 
ولما توفي كان ولده شيث وصيّه › فوصى ولله بما وضّاه به أبوه » أن لا يوضع 
هذا النور إلا في المطهّرات من النساء » ولم يزل العمل بهذه الوصية إلى أن 





= المساجد : في فاتحته » من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه » وانظر بقية تخريجه في 
« عمدة الأحكام » رقم( ٤١‏ ) . 

(1) تقدم ص (۱۹) . 

(۲) في 2 ط» : ١‏ بالقدرة ؛ . 

(۳) رواه عبد الرزاق في « المصنف »© . 

0( رواه الترمني رقم ( ۲٠١۷‏ ) في القدر : باب ( ۱۹ ) وقال : هذا حديث حسن صحيح 
غريب . وعزاه المتقي الهندي في « كنز العمال » ( 1794/١‏ ) لأحمد والترمذي والطبراني › 
من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما . 


۲۲ 


وصل ذلك النور إلى عبد الله مطهّراً من سقاح الجاهلية » كما أخبر ية عن ذلك 
فى عدة أحاديث . 
وكانت ولادته ‏ عليه الصلاة والسلام ‏ يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من 
الأول [بعد الفيل ](0) في زمن الملك أنوشروان" » وبُعِث إلى الأسود والأحمر 
والإنس والجن » وكان له أربعون سنة . وقيل : ويوم . وكان بعد عشرين سنة 
من ملك أبرويز"'' » وأقام بعد البعثة في مكة ثلاث عشرة سنة على الأصح » 
وقيل : خمس عشرة » وقيل : عشراً . 
ثم هاجر إلى المدينة ودخلها ضحوة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة حلت من 
ففي السنة الأولى من المحرم : بنى مسجده ومسكنه؟2 » وآخى بين 
المهاجرين والأنصار > وشرع الأذان“ . ْ 
وفي السنة الثانية منها : في صلاة العصر من نصف شعبان » حولت القبلة من 
بيت المقدس إلى الكعبة » فدار بيه في ركوع الركعة الثانية » ودارت الصفوف 
خلفه إلى الكعبة في مسجد بني سلمة » فسمي مسجد القبلتين" . 





. ) ما بینهما سقط من (ط‎ )١( 

(۲) هو أنوشروان بن قباذ بن فيروز » انظر « المحبّر ٩‏ ص ( ۳١١۲‏ ) و« المعارف » ص ( 547 ) 
و" تاريخ الطبري 4١/1 (٩‏ ) وانظر الفهارس الخاصة به . 

فرق انظر « المحبّر ‏ ص ( ۸ ) وه المعارف » ص ( 144 ) وه تاريخ الطبري » ( ۳٠١/١‏ ) وانظر 
الفهارس الخاصة به . 

(4) في ( ط )2 وسكنه » . 

() انظر قصة الأذان وما يتصل بها في التعليق على « شذرات الذهب 199/١ (٩‏ ) . 

() وذلك حين نزل قوله تعالى « هَدَ ری تقب جوک في شاه تويك فا مھا روهدت 
َظرَ امشچ الاو و ما کشم ولوأ ووک متطروٌ واد ال أوثوا الككب تلو أن لحن من 
يهم وما لَه َل عم ْمَل 4 [البقرة : ]١45‏ وكان ذلك بعد وصوله ية إلى المديئة المنورة 
بستة عشر شهراً › كما ثبت ذلك في الصحيحين وغيرهما » من حديث البراء بن عازب = 


۳ 


OT‏ > و ay‏ ا 
وفي شعبان منها : فُرض صوم رمضان"“ . وفيها : فرضت صدقة الفطر"" . 
وفي رمضان هذا كانت غزوة بدر”" . وفي شوال منها : بنى بعائشة رضي الله 


وفي السنة الثالثة منها : : غزوة اد يوم السبت السابع من شوال©) ٠‏ ثم غزوة 


بدر الصّغرى”*» في هلال ذي القعدة . وفيها : غزوة بني التضير" . وحُرمت 


الخ( . بعد غزوة ألحد . 





)1( 
قف 


قرف 


افق 


(0) 


(0 


(۷) 


رضي الله عنه . انظر « جامع الأصول (٩‏ ۲/ ١٠۔۲٠‏ ) وه زاد المعاد »( 1۹-11/۳١‏ ) . 
انظر تفاصيل ذلك في التعليق على « شذرات الذهب »( ١١5/١‏ ) . 
انظر « جوامع السيرة النبوية » لابن حزم ص( 4۷ ) » و« عيون الأثر» لابن سيد الناس 
وه الفصول ف سیر الرسول ىل 159 ) وق فين كير : ١‏ وفُرضَ صوم 
رمضان وفرضت لأجله زكاة الفطر قبيله بيوم » 
انظر « شذرات الذهب .)1١١5-1١١4/١ (٩‏ 
قال ابن العماد الحنبلى : والصواب أنها فى الرابعة « شذرات: الذهب »© ( ١1١١/١‏ ) وانظر 
التعليق عليه .000 ١‏ 
انظر ‏ تاريخ خليفة ؛ بن خياط » ( 1۷ ) و« شذرات الذهم 4 11١/١(‏ ) وما بعدها فقد ذكر 
فيه من استشهد في هذه الموقعة . 
وتسمى ( بدر الثالثة ) وتسمى ( بدر الموعد ) انظر « جوامع السيرة » لابن حزم ( ١84‏ ) 
و« الاكتفا في مغازي رسول الله والثلاثة ثة الخلفا » للكلاعي ( ؟/ ٠١١‏ ) . 
وذلك حين نزل قوله تعالى : ااال َي اموا نما لتر نيتيم وَالْانصَب الام رج ين عمل ليطن 
بحيو لملم ملحو [المائدة : ]4٠‏ وانظر تفسير أبن كثير ( ۲/ ٠٠١-44‏ ) . والأحاديث 

في تحريم الخمر كثيرة منها قوله يل الذي رواه مسلم رقم ( 7٠١‏ ) وأبو داود رقم ( ۳۹۳۹ ) 
والترمذي رقم ( 1877 ) والنسائي في « المجتبى » ( ۲۹۷/۸ ) وابن ماجه رقم ( 529٠0‏ ) 
وأحمد في « المسند» ( ۱٦/۲‏ و۲۹ وا" و6١٠١‏ و٤۱۳‏ و۱۳۷ ) من حديث عبد الله بن 
عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ل : « كل مسكر خمر » وكل مسكر 
حرام » ولقوله ڳل الذي رواه أبو داود رقم ( ۳۹۸۱ ) والترمذي رقم 1811 ) من حديث 
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : « ما أسكر كثيره فقليله حرام ٩‏ 

قال ابن القيم : « فأما تحريم بيع الخمر » فيدخل فيه تحريم بيع كل مسكر » مائعاً كان أو 
جامداً » عصيراً » أو مطبوخا » فيدخل فيه عصير العنب » وخمر الزبيب » والتمر » والذرة › 
والشعير » والعسل › والحنطة » واللقمة الملعونة » لقمة الفسق والقلب › التي = 


۲٤ 


< 


وفي السنة الرابعة منها : غزوة الخندق » وتُسمّى الأحزاب“ وحاصروا 


المدينة خمسة عشر يوماً » ثم هزمهم الله تعالى وحده . وفيها : قُصِرَت الصلاة 


ونزل التيمم . 


وفي السنة الخامسة منها : غزوة ذات الرّقاع أول المحرم"“ . وفيها : 
في عز 3 ۴ 





(00 


(۲) 


تحرك القلب الساكن إلى أخبث الأماكن » فإن هذا كله خمرٌ بنص رسول الله ية الصحيح . 
الصريح الذي لا مطعن في سنده » ولا إجمال في متنه » إذصح عنه قوله : « كل مسكر خمر » 
وصح عن أصحابه رضي الله عنهم الذين هم أعلم الأمة بخطابه ومراده : أن الخمر ما خامر 
العقل » فدخول هذه الأنواع تحت اسم الخمر > كدخول جميع أنواع الذهب والفضة » والبْرٌ 
بابرٌ » والشعير بالشعير » والتمر بالتمر » والملح بالملح إلا مثلاً بمثل » فكما لا يجوز إخراج 


. صنف من هذه الأصناف عن تناول اسمه له » فهكذا لا يجوز إخراج صنف من أصناف المسكر 


عن اسم الخمر » فإنه يتضمن محذورين : 

أحدهما : أن يخرج من كلامه ما قصد دخوله فيه . 

والثاني : أن يشرع لذلك النوع الذي أخرج حكم غير حكمه » فيكون تغييراً لألفاظ الشارع 
ومعانيه » فإنه إذا سى ذلك النوع بغير الاسم الذي سكاه به الشارع » أزال عنه حكم ذلك 
المسمّى » وأعطاه حكماً آخر . 

ولما علم النبي ب أن من أمته من يُبتلى بهذا » كما قال : « ليشربنٌ ناس من أمتي الخمر 
يسمونها بغير اسمها ٠‏ قضى قضية كلية عامة لا يتطرق إليها إجمال ‏ ولا احتمال » بل هي 
شافية كافية » فقال : ١‏ كل مسكر خمر » ١‏ زاد المعاد » ( ۷٤۷/٥‏ . 9/58 ) . 
وذكر بعضهم أنها كانت في السنة الخامسة » انظر على سبيل المثال « تاريخ الطبري » 
0۸١-٤ /۲ (‏ ) ولكن الصحيح ما ذكره المؤلف › وذكره غير واحدٍ من المؤرخين لما ورد 
في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « عُرضت على النبي َة يوم أحد ٠‏ وأنا ابن 
أربع عشرة سنة » فلم يجزني - يعني للقتال ‏ وعُرضت عليه يوم الخندق » وأنا ابن خمس 
عشرة » فأجازني » . ۰ 

قلت : وكانت غزوة أحد في السنة الثالثة بإجماع المؤرخين وأهل السيرة » وعلى ذلك » 
ونزولا على ما تقدم من النص الحديثي » فإن الخندق كانت في الرابعة . 
وعن بعضهم في السنة الرابعة » انظر « تاريخ الطبري » ( 7/ 050 ) قال ابن هشام في « السيرة 
النبوية » ( ۲٠١/۲‏ ) : وإنما قيل لها غزوة الرقاع لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويُّقال ذات الرقاع : 
شجرة بذلك الموضع يقال لها : ذات الرقاع . 

قال السهيلي في « الروض الأنف » (147-541/7) بعد أن ذكر كلام ابن هشام = 


”60 


صلى صلاة الخوف" » وفيها : غزوة دومة الجندل7 وغزوة بني قريظة . 


وفى السنة السادسة منها : غزوة الحديبية ¢ وبيعة الرضوان ¢ وغزوة بني 


المصطلق . 


وفي السنة السابعة منها : غزوة خيبر . 
وفى السنة الثامنة منها : غزوة مؤتة » وذات السلاسل » وفتح مكة في 


رمضان ¢ وغزوة حنين والطائف . 


وفى السئة التاسعة منها : غزوة تبوك » وتتابعت الوفود ¢ ودخل الناس في 


دين الله أفواجاً . 


وفى السنة العاشرة لها : حجّة الوداع””) » ووفاة ابراه( 





)۱( 
() 


(۳) 


(€) 


المتقدم : « وذكر غيره أنها أرض فيها بقع سود وبقع بيض كأنها مرقعة برقاع مختلفة » فسميت 
ذات الرقاع لذلك » وكانوا قد نزلوا فيها في تلك الغزاة » وأصح من هذه الأقوال كلها ما رواه 
البخاري من طريق أبي موسى الأشعري قال : خرجنا مع النبي ية في غزاة » ونحن ستة نفر بيئنا 
بعير نعتقبه » فنقبت أقدامنا ونقبت قدماي » وسقطت أظفاري › فكنا نلف على أرجلنا 
الخرق » فسميت غزوة ذات الرقاع » لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا فحدث أبو موسى 
بهذا » ثم كره ذلك » فقال ما كنت أصنع بأن أذكره » كأنه كره أن يكون شيئاً من عمله 
أفشاه » 

وعند بعضهم أنها في الرابعة » انظر ‏ السيرة النبوية (٩‏ 704/1 ) . 

دومة الجندل : على سبع مراحل من دمشق بينها وبين المدينة المنورة » وسميت دومة الجندل 
لأن حصنها مبني بالجندل وهو الحجارة » انظر « معجم البلدان »( ۲/ 5894-51 ) و« المغانم 
المطابة في معالم طابة .)١57- ٠١۹ ( ٩‏ 

نما سميت ححّة الوداع لأنَّ الرسول بيا خطب فيها خطباً كثيرة » كأنه ودّع المسلمين بها » 
ومات بعدها بفترة وجيزة » ولم يحج يك بعدما فُرض الحج سواها » انظر تفاصيل ذلك في 
« السيرة النبوية ٠٠1-101/٤ ( ٠‏ ) و« جوامع السيرة 4 ص( ۲٠١‏ ) وما بعدها و« جامع 
الأصول ؛ )0 

وذكر بعضهم بان الشمسّ كُسِفَتْ يوم موته . انظر على سبيل المثال « شذرات الذهب » 
(۱/ ۰ ) وهو وه ین ذكرة بهذا المعنى » لقوله ية « إِنَّ الشمسَ والقمر آيتان من 
آيات الله » يخوف الله بهما عباده » وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته » فإذا 
رأيتم منها شيئاً » فصلوا وادعواالله حتى ينكشف ما بكم ٠‏ وهو عند البخاري رقم = 


775 


وتوفي يي ضحوة ة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة 
إحدى عشرة من الهجرة » ومدة مرضه الذي توفي منه اثنا عشر يوماً » وقيل : 
أربعة عشر يوماً . وكان عمره عليه الصلاة والسلام ‏ ثلاثاً وستين سنة . 


ومن أعظم معجزاته ية القرآن كلام الله » المتلو آناء الليل والنهار » وقد 
عجز الجن والإنس لا يقدرون على أن يأتوا بسورة مثله ع بل ولا بآية ٠‏ وکل 


مات یا ی ا ا ا انشق القمر 
كما نطق به القرآن » وصح من طرق . وكلمه الشب » كما رواء الحاكم في 
( صحيحه ) . 


وأخبر أن خزائن كسرى تنفقها أمتي في سبيل الله » وأن ملك كسرى والروم 
يفتح » فكان كذلك»؛ وأن المسلمين يقاتلون قوماً صغار الأعين عراض الوجوه » 
ذلف الأنوف أي ( فُظسها ) . وأن الشام واليمن يفتحان . وأن أمته تفتح مصر : 
أرض يُذْكدُ فيها القيراط . وأن أويس القرني يقدم في إمداد اليمن » وكان به برص 
فبرىء إلا قدر درهم . وهاجت ريح شديدة فقال : « هذه الريح لموت منافق » . 


قال جابر فقدمنا فوجدنا عظيماً من المنافقين قد مات . وأكل من شاة لقمة » 
ثم قال : « هذه تخبرني بأنها أخذت بغير إذن أهلها » . فإذا هو كما قال . 
وتحرك الجبل » فقال : « اسكن فإنما عليك نبى أو صدّيق أو شهيدان » » 
فسكن » وكان هو » وأبو بكر » وعمر » وعثمان , عل“ . 





( 1011 )و( 100۷ )و(٤› 7١‏ ) وعند مسلم رقم ( ٩۱۱‏ ) واللفظ له . 

)١(‏ جاء الحديث بهذا اللفظ في « كنز العمال ٩‏ رقم ( ۳۳٠۹١‏ ) وعزاه للطبراني من حديث 
سعيد بن زيد رضي الله عنه . وأوله : ١‏ اسكنْ حراء. ۰ ورقم ( ۳۳۰۹۸ ) وعزاه لمسلم 
والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ٠‏ ولابن عساكر من حديث أبي الدرداء رضي الله 
عنه » والمشهور ر على ألسنة الناس » وعند أهل العلم قوله يك : « اسكن أحد ‏ أظنه ضربه 
برجله ‏ - فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان » رواه البخاري رقم ( 7599 ) . 


يف 





وفي 2« صحيح مسلم) : « أن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها 
ومغاربها بها » وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها » . 


وفي « البخاري » : نبع الماء من بين أصابعه بالحديبية فتوضؤوا وشربوا وهم 
خمس عشرة مائة » ومرة أخرى وهم ثلاثمائة » ومرة وهم ما بين السبعين إلى 
الثمانين . وحديث المزادتين . قال عمر : إن شربنا منهما ونحن نحو الأربعين 
فلم تنقصا . وسبّح في كقّه الحصئ . وكذلك الطعام كان يسمع تسبيحه وهو 
يؤكل . وسلم عليه الحجر . وشهد الذئب بنبوته . ومر في سفره ببعير يستقى 
عليه الماء فلما رآه جرجر”" أي صوّت » فقال : إنه شكى كثرة العمل وقلة 
العلف . ومر ببعير آخر في حائط » فلما راه حنّ وذرفت عيناه » فقال لصاحبه : 
إنك تجيعه . وشكى له بعيران عجز صاحبهما عن شدتهما . وجاءت شجرة تشق 
الأرض حتى قامت عنده وهو نائم فسلمت عليه . وأمر شجرتين فاجتمعتا حتى 
قضى حاجته خلفهما ثم أمرهما فتفرقتا . ودعا عذقاً فنزل من جذعه حتى سقط في 
الأرض فجعل ينز" في الأرض حتى أتاه » ثم قال له : ارجع » فرجع مكانه . 
وأمر بنحر ست بدنات فجعلن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ . وأصيبت عين قتادة بن 
النعمان يوم اد حتى وقعت على وجنته فردها ل بيده » فكانت أصح عينيه 
وأحدّهما » فكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى . وتفل في عين علي رضي الله عنه 
يوم خخيبر » وكان أرمد فبرىء من ساعته » وأتاه وهو شاك فدعا له فما اشتكى 
وجعه ذلك . وكرت رجل عبد الله بن عتيك فمسحها وَل بيده فبرئت من وقته . 

وأخبر أنه يقتلٌ أُمِيةَ بن خلف فكان كما قال . وأخبر بمصارع المشركين 
ببدر : هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله » فلم يعد واحدٌ منهم مصرعه الذي 
00( : « الطير ؛ . 
)1( ر و رر . وصوابه من : « ط » . وجرجر » معناه : ضجّ وصَّاحَ » والجرجرة : 

صوت البعير عند الضجر » اللسان ( جرجر ) . 


(۳) نَقَرََينْقّر وينقز : وثبَ صدا » اللسان ( نقز) . 


۲۸ 


سماه . وأن طوائف من أمته يركبون البحر غزاة في سبيل الله كالملوك على 
الأسرّة » وأن أمّ حرام خالة أنس بن مالك منهم فكان كذلك . وأخبر أن عثمان 
رضي الله عنه تصيبه بلوى فقتل صابراً . وقال للحسن رضي الله عنه : إن ابني هذا 
سيّد وسيصاح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين » فسلّم الأمر لمعاوية . 
وأخبر بقتل الأسود العنسي الكذاب ليلة مقتله”'' وبمن قتله وهو بصنعاء من اليمن 
فجاء كما قال . وأخبر بمثل هذا عن كسرى فكان كذلك . وقال لرجل يدعي 
الإسلام وهو في القتال معه : إنه من أهل النار » فصدّق الله تعالى قوله بأن نحر 
نفسه . وشكي إليه قحط المطر وهو على المنبر » فدعا الله وما في السّماءِ قزعة - 
أ قطعة ‏ سحاب فثار سحاب أمثال الجبال » فمطروا إلى الجمعة الأخرى › 
فشكي إليه كثرة المطر » فدعا الله فرفعه في الحال . وأطعم أهل الخندق وهم 
آلف من صاع شعير . وأطعم جماعة من تمر يسير لم يملأ كفيه . وأطعم في منزل 
بي طلحة ثمانين رجلاً من أقراص شعير جعلها أنس تحت إبطه حتى شبعوا وبقي 
كما هو . 


وأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يزو أربعمائة راكب من تمر قليل › 
فزودهم وبقي كأنه لم ينتتقص . وأطعم الجيش من مزود أبي هريرة رضي الله عنه 
حتى شبعوا ثم رد ما بقي منه وكان وضعه في يده ودعا له فأكل منه مدة حياة 
النني َة وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم 2 فلما قتل عثمان ذهب وحمل 
منه نحو ثمانين وسقاً في سبيل الله . وأطعم في بنائه بزينب بنت جحش رضي الله 
عنها من قصعة أهدتها له آم سُليِم خَلقاً كثيراً » ثم رُفِعتْ وهي كما هي . صلى الله 
عليه وسلم كلما ذكره الذاكرون » وغفل عن ذكره الغافلون . 

ولبعض فضلاء العصر قصيدة عظيمة في مدح النبي ب ٠‏ أحببت أن آني بها 
هنا بكمالها لينقطع بها ما أردناه في المقدمة من الكلام > ولتكون لهذا التاريخ 
مسك الختام وهي : [من الكامل]: 





(1) في « م٩‏ : ١‏ مطلحه » وهو خطأ وصوابه من« ط 4 . 


۲۹ 


إِنّي أرى في النّوم أنّي في الكرى 
لم يسر لي إلا خيال خيالهم 
ولقد جرى كالتّهر سائل مدمعي 
أوقفت دمع العين [يجري في الهرى]7”) 

يا صا قم ودع التواني واصطيح | 
هي قهوةٌ بَِة قشريقِةٌ 
فاشرث شراب الصّالحين ولا تقل 


VI 7a‏ )اد +2 مل 


سَمَرِثْ فكائث والبُدورٌ طوالعٌ 
حَطرث فقام الغصنٌ يلثم إثرها 
ولقد نظت إلى الرّياض ووجههًا 





)١(‏ صدره في م6 
0 ما بينهما غير مقروء في ٠م‏ 
)۳( في م 


واصّلته يارب حقّقْ ماجَّرّى 
ماذا على طيْف الأحبّة لو سَرّى 
آتری دَرَى ذاك الوَقِيبُ بما جَرَى'") 
أنا لاأسائل هل درى أو ما درى 
من بنت قشر بالجواهر تشتر 

في طَيبةٍ تجلى وفي آم القرى““ 
أور الرُجاجة فالنَّسِيمٌ قد انبرى 
والنّجم قد صرف العنان عن السّرَى!*) 
منها يكادٌ الماءٌ أن يتقطرا“ 
فيه الغزال تصيدٌ آساد الشّرى“ 
منها ومن شمس الظَهِيرَةٍ أنورا 
ورَنَتْ فظل لبي منها أخورا 
فرأيِتٌ طلعتّها البهيّة أنضرا 


: د ولقد جرئ دمعي دما في وجنتي ۽ . 


ان العذول لقهوة ؛ وقد أثتت بخط مغاير . 


)€( طيبة » بالفتح › م کون ؛ اسم لمديئة وسول ال »يقال لها لبه وة من الب وهي 


الرائحة الحسنة » وقيل : لطيبها لساكنيها ولأمنهم ودعتهم فيها 
طاب العيشنٌ إذا وافق » وقال صِوّمة الأنصاري : 
فلما أتانا أظهر الله دينه 


وأصبح مسروراً بطيبة راضيا 


( معجم البلدان ) ( ٥۳/٤‏ ) . وم القرى : من أسماء مكة وسميت أم القرى لأنها أقدم 
القرى التي في جزيرة العرب ١‏ وقيل لأنها توسطت الأرض 2 وقيل لأن مجمعٌ القرى إليها › 
يل سميت أ القرى لأنها فص من كل أرض وق . ( معجم البلدان ) ( 1( . 


؛ : ١‏ يتفطرا » وهو تصحيف وأثبتنا لفظ « ط » . 


»( في 3 م 


)¥۷( الشّرى : موضع بعينه تأوي إليه الأسْدٌ » اللسان ( شري ) . 


أندى على الأكباد من قطر النّدى 
وعَبَايُها''' أشهى إِلَيَ منّ المُنى 
ولقد حَمَتْ عنّي سلافة ريقها 
مَنْ قال إن سلاف فيك محر 
رامت تصيد حشاشتي قلت لها 


شهرت سيوف لحاظها تبغى؟؟ الحشا 


- 


يالفظهايائئرهاياتخرها 
ساومتٌ مبْسمّهًا بد( مدامعي 
لكنْ رأيت الدّهرَّغيرَ اعد 





إن قرت ذاك اللي لي قرا 
وألذ في الأجفان من سنة الكرى 
ظنَابأني لا أحث المُْكرا 
يامئّتي ما قال إلا مُئكرا 
فالصّيد كل الصَّيْدٍ في جوف القَرا“ 
فسعى إليهابالدماءِ مُشهرا 
ما كان صك لي حديثاً يُمُترى 
فتشفتها ودرى الفؤاد بما درى 
قد فاق كل الطب حتّى العَثبِرا 
ياريقهاماآنت إلا كوثرا 
ما أنت ياذا العقد إلا جَوْهرا 
أن يشتري درا فهذا المشترى 
وريت منه مالعقلي أبْيَرا 


00 اباب - كما في ( ط  )‏ من العَبٌّ : شرب الماء من غير مص ٠»‏ وقيل أن يشرب الماء ولا 





00 


زفرف 


(4) 
(0) 


يتنفس » وفي ( م ) : « عيابها » بالياء » جمع عَيْيَهِ : موضع سر الرجل ٠‏ والعرب تكني بهذه 
الكلمة عن الصدور والقلوب ‏ اللسان ( عيب ) وما ورد في ( ط ) هو المناسب لسياق النص . 
الشّلافة : أول كلّ شيء عُصر ٠‏ والسّلافة من الخمر : أخاصّها وأفضلُها » وذلك إذا تحلّبَ من 
العنب بلا عصر ولا مث » اللسان ( سلف ) . 

هو مثل قاله الي و حين استأذن أبو سفيان عليه » فحجب قليلاً ثم دن له » فلما دخل عليه 
قال : « ما كدت تأذن لي حتئ تأذن لحجارة الجلهتين » فقال يي هذا القول يتألفه على 
الإسلام » والجلهة : ناحية الوادي ٠‏ « البيان والتبيين » ( 17/7 ) وانظر « الحيوان » 
(20). . و مجمع الأمثال 9 ۱۳۹٣/۲‏ 

في « ط «٩‏ تنعي ٤‏ وهو خطا . 

في 8 ط ١ : ٩‏ بدراً » وهو خط والصواب ما جاء في « م » والسّوْم : عرض السلعة على البيع ٤‏ 
وساومت : غاليت ٠‏ اللسان ( سوم ) . ۰ 


۳١ 


صبراً لهذا الدّهر في تصريفه 
إني لأصبز والخطوب جليلة 
وإذا عزني في الأمور ملمَة 

طه أجل الأنبياء إمامهم 
الحامة المحموة ا 
وله الوسيلة وهي ا رتبة 
كل الخلائق تحت ظلّ لوائه 


8 و 
للعرض باتواوالوجوه منيرة 


إن مسّهم ظما"“ فحوضُ المصطفى 
ياأَتَةالمُختار شُدَفُمْ به 
فالحمدالله الذي قد خصّنا 
هو أحمد ومحمّدٌ وله لوا 
نحو السماوات العُلَّى لئِلاً على 
ولقد رأى رب العباهد بعينه 
من حيث لاجهة ولا أين وقد 
أؤحى إليه الله ما أوحى وقد 
الله أكبر يالّهمامن رُتبة 

الله أكبريالهامن بر 
فليهُِه ما قد رأى منْ ريه 





. مرا » أصله المراء : المماراة والجدل‎ )١( 


صبراً على ما في فؤادي أسْعَرا 
وعلى العظائم كلها لنْ يصبرا 
أو كرْبةٌ مالي سوى خير الورى 
مَنْ فاق كلّ المسلمين بلا مرا 
وهو المشفّع إذ يروم المخشرا 
فصل القضا وأجل منه وأكبرا 
وله الوا أعظم بذلك مَفْخَرا 
أكرم بعسكره المكرّم عشكرا 
كلا تره مُهََلاً ومُكثرا 
يردون منه في القيامة كوؤثرا 
وعَلوئوُ أمما وكثتم أخيّرا 
بيه وحبيبه خير الورى 
ء الحيْدٍ محمود المقام وقد سَرَى 
ظهْر البُراق فنال مالم يُخصرا 
تاش ماهذا حديث يُفترى 
جاء الحديث بصذق ذلك مُخبرا 
وافى لمضجعه وقد حمّد السّرى 
ما نالهاأحد سوه إذا ترى 
قد حَصّها المولى الحبيت الأكبرًا 
وليّهننا من فضله ماقد ترى 


)۲( في م ٠‏ و هط ١»‏ ظماء » وهو خطأ والصواب ما أثبتناه . 
(۳) مِرّة : من المرٌّ : الفضل › ويقال : هذاشيء لهي على هذا أي فضل » اللسان ( مز » ٠‏ 
(4) في « ط » : « فليهنأ » وهو ممالا يستقيم به الوزن » وصوابه في« م ٩‏ . 


۳۲ 


لله أكرمه بوحي مُلْرّل 
فدعا إلى سبل التجاة مبشّراً 
حَتَمَتْ شريعته الشرائع كلها 
كم مُعجزات مُكم آياتها 
إني إذا مارستٌ مذح المصطفى 
وإذا تّمت قلائداً في مَدجه 
أو ما رأئِتَ المشك وهو مضرّجٌ 
ها قد وجدت حَلاوة في مَطعمي20) 
وكذاك في شمٌّي وجدت طلاوة 
وكذاك في سئعي وجذث لذاذة 
وكذاك في بصري رأيتٌ بصيرةً 
وكذاك في لمسي شَهِدْتٌ تفاوتاً 
هذي الظَواهِبٌ والبواطنٌ مثلها 
في جنب مدحته وفضل جنابه 
ولسوف يُعطي في القيامة مثل ما 
يارب بالمختار طه مذ لنا 


فبه توسّلنا إليك ومن يكن 





فأتاه جبريل الأمينُ على جر 
وعن الغواية قد نهانا مُئْذرا 
إِذْ كان في أمٌ الكتاب مصدًرا 
كم بيناتٍ باهراتٍ للورى 
أفرم به مُرَمَلاًمُدَثرا 
فأنا الخطيبٌ وقد عَلَوْتٌ المثبرا 
تاش مانظفث إلا جوهرا 
لما أتيتَ بمايفوق العَْبرا 
ذوقوا فمي تجدوا حلاءُ سكّرا 
عرفا تأرْجُة يفوق العَبهرا0» 
لمَساسمعت حديثه مستبشرا 
لما نقاب الحُجب عنّي أسْفرا 
مذ لامست كفايّ هاتيك الثّرى 
إن شاء ري قط لا يستكثرا 
ذا هين والله يعطي أكثرا 
أعطاه في الدّنيا وما لم يُخصرا 
بالحفو منك وهب لنا خير القرى9©) 
ُه وسيلته فقد نال الكرا“ 


)١(‏ جرا » أراد جرّاء : بالكسر » والتخفيف » والمدٌ : جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال » وهو 
معروف » وكان النبي وَل › قبل أن يأتيه الوحي يتعبد في غار من هذا الجبل »> معجم البلدان 


. (T/۲) 
. مطمعي » وهو خطا‎ ١ :.) (؟) في ( ط‎ 


(€) 
(0) 


۲ ه النور السافر 


۳۳ 


في ( ط ) : « القوى » بالواو ¢ وهو خخطأ لاختلاف الروي . والقرى : الضيافة . 
أراد : الكرّامة » فحذف › وذلك جائز للضرورة 3 ونحوه قول لبيد : « رَس المَنًا يمتالع = 





و 03 
ياسد الشفعاء دينك ملتى 


وأجيب عنه بفضل ربّي ثا ثانياً 


ياسيّدي فاشفغ لعب مُذنب 
وأطال في ليل الجهالة 1 
أضحى ولا عمّلٌ لديه ولا له 
فعليك صل ال ما وَدْقٌّ مَمَى 
وعليك سلم كلما حج الورى 
وكذاك الك والصحابة كلهم 


7 ر و 2 
أو يكم السّارون نخوك طلبا 


وفدوا وقد حطوا بشوجك رخلهم 
يارب صل على الحبيب واله 
وكذا الشلام عليه ثم عليهم 
لا سيّما الصَّدَّيقٌ ثاني اثنين مَنْ 
وكذلك الفاروق من أردى العدى 
وكذاك ذو التُورئْن عثمان الذي 





)1( في ( ط )« ركضّة » . 
(۲) الوَدْقُ : المطر شديده وهيّنه . 
اللسان ( ودق ) و( همي ) و( شري ) . 


8 ٠. 
. وهمی . صب‎ 


وعليه أرجو أن أوسد في الثرى 
وعليه أرجو أن قوم وأخشرا 
ركب الذُنوب مفرّطاً ومُقَصّرا 
حتى إذا صَبِْمحٌ م الحقيقة أسْفْرا 
7 يرجّيه إذا خَطبٌ عَرَا 
فهو التجاة له إذا قْصِمَتْ عُرَى 
وعليك صلی الله ما برق شَرَى'" 
أو أك الزوار من أمٌ القرى 
ما أَمَكَ العافون أو ركبٌ سرى“ 
سَهِدُوا وقد وافوك يلتمسوا الكرى!*) 
فَقَبلْتَ زؤرتهم وفازُوا بالقرى ١‏ 
والصحب ما صَبِحٌ السّعادةٍ أسفرا 
كرّزه ماأحلى ثنه مكرّرا 
بالصدق والتّصديق قد بهر الورى 
والدَّينٌُ نال بعزه زه أوج الذُرى 
يتور المحراث منه إذا قرا 


فأبانٍ » أراد : المنازل وانظر ( ضرائر الشعر ) ص( ١57‏ ) . 


وشري البرقٌ واستشر ى إذا تتابع لمعانه » 


(۳) العافون : الأضياف وطلاب المعروف ٠‏ وقيل : هم الذين يَعْفونك أي يأتونك يطلبون 


ما عندك » اللسان ( عفا ) . 


)0 يلتمسوا ؛ الأصل : يلتمسون » حذف علامة الرفع للضرورة الشعرية. » ونحوه قول أيمن بن 


خُريم : وإذا يغصبوا النا 
الأجر والثواب . 
(o۲‏ السُوح : جمع ساحة . 


سّ أموالهم » وانظر « ضرائر الشعر ٠‏ ص( ٠٠١‏ ) » والكرى : 


وكذا أبو السّبطين صنو" المصطفى بعل الول ومن يسئى حَيْدَرا 

وكذاك كل الال والأصحاب وال أزواج أكرمُ بالقرابة مَعْشّرا 

وكذاك تابعهم وتاب تابع بالخير يقفو الْأئْرَ حتّى المخشرا 

يارب واخهم لي بخير إنَّبِي مُتَوَسّلٌ بالمصطفى خير الوّرَى 
ولنرجع إلى ما نحن بصدده من التاريخ فنقول”" وبالله التوفيق : 


لابب ب ب ب سي 


)1( في ( ط ) : « صِنُوا ٤‏ وهوخطأ » وصوابه من( م ) . 
زفق في ( ط ) : « فنول ٩‏ وهو خطأً . 


سنة إحدى وتسعمائة 


© توفي الشيخ عبد الرحمن بن علي بن صالح ١‏ أبو زيد » المكودي' 
نسباً » الفاسي » المكي » شارح ١‏ الأجرومية » . 

© وفيها : عند غروب الشمس يوم الأحد سابع عشر ذي القعدة توفي 
سلطان الديار المصرية الملك قايتباي" الجركسي المحمودي الأشرفي ثم 
الظاهري » وصلي عليه يوم الاثنين » وكان له مشهد عظيم » ولم يخلفه مثله 
في الجراكسة » بل قيل : إنه لم يمك أحدّ في المملكة قدر مدته » فكانت 
قريب ثلاثين سنة » وصلي عليه في المساجد”" الثلاثة » وختم له فيها بعدة 
ربعات . أحد ملوك الديار المصرية » والحادي والأربعون من ملوك الترك 
البهية » بقية الملوك العظام » وخاتمة النظام » ولد تقريباً سنة بضع وعشرين 
وثمانمائة » وقدم مع تاجره محمد بن رستم في سنة تسع وثلاثين » فاشتراه 
الأشرف برسباي » ثم صار إلى الملك الظاهر فأعتقه » ولم يزل عنده يترقى من 
مرتبة ( إلى مرتبة )^ إلى أن صار الملك » وذلك في سنة اثنتين وسبعين . 
وكان بعض أولياء الله تعالى قد أشار إلى ملكه قبل أن يفضي إليه الملك بزمان › 
فقال له في واقعة : قم أنت أيها الملك الأشرف قايتباي . وحكي مثل ذلك عن 


)١(‏ ترجمته وأخباره في « الضوء اللامع » (۹۷/۲) وه بغية الوعاة» ( 88/1 ) و نيل 
الابتهاج > ص( 159-1548 ) و« الكواكب السائرة» (١/04؟)‏ و« شذرات الذهب » 
4/٠١ (‏ ) و« معجم المؤلفين (٩‏ /167 ) و« الأعلام (٩‏ 18/7" ) . 

(۲) ترجمته وأخباره في « الضوء اللامع » ( /١70-١١؟)‏ وه بغية الوعاة» (؟77/5؟١)‏ 
و« الكواكب السائرة » ( ۳۰۰-۲۹۷/۱ ) و« شذرات الذهب »( ٠٤-١١/٠١‏ ) و« الأعلام » 
)1۸44/0( . 

(۳) في ( ط )  :‏ المسجد » وصوابه من ( م) . 

“4) ما بينهما سقط من( ط) . 


۳٦ 


آخر » بل أرشل إليه مع بعض خاصته بالبشارة بذلك » فخشي صاحب الترجمة 
أن يناله بسوء من المتولي إذ ذاك بسبب هذا الإيعاد"“ » واستبعد وقوع هذا 
الأمر غاية الاستبعاد . 

ورأى بعضهم كأن شجرة رمان ليس بها سوى حبة واحدة » وأن صاحب 
الترجمة بادر قطعها > فتأوله الرائي بأخذه للملك للملك وأعلمه بذلك » فأمره بإخفاء 
هذا المنام لذلك أيضاً . ولما استقر في المملكة أخذ في الحل والعقد والعزل 
والعهد » ولم يكن في زمنه منازع ولا مدافع . وطالت أيام دولته السعيدة › 
وسار في الناس السيرة الحميدة » واجتهد في بناء المشاعر العظام بحيث وقع له 
من ذلك ما لم يتفق لغيره من ملوك الإسلام » كعمارة مسجد الخيف بمنى › 
وحفر بنمرة صهريجاً ذرعه عشرون ذراعاً » وعمّر بركة خليص ٠‏ وأجرى العين 
الطيبة إليها » بل أصلح المسجد الذي هناك بحيث عم الانتفاع بكله للقاطن 
والسالك » وعمّر عين عرفة بعد انقطاعها أزيد من قرن » وعمّر سقاية سيدنا 
العباس ٠‏ وأصلح بثر زمزم والمقام » وجهز في سنة تسع وسبعين للمسجد 
منبراً عظيماً ونصه(؟ ' في ذي القعدة » وكان يرسل للكعبة الشريفة بكسوة فائقة 
جداً في كل سنة » وأنشأ بجانب المسجد الحرام عند باب السلام مدرسة 
عظيمة » بها صوفية وتدريس ٠»‏ وفقراء > وخزانة للربعات وكتب العلم . 
وبجانبها رباط للفقراء والطلبة مع إجراء القوت لهم في كل يوم » وسبيل عظيم 
للخاص والعام » ومكتب للأيتام » وكذا أنشأ بالمدينة النبوية مدرسة بديعة 
بهية ٠‏ بل بنئ المسجد الشريف بعد الحريق » وجدد المنبر والحجرة والمصلى 
النبوي إلى غيرها من المحراب العثماني والمنارة الرئيسية بدءاً على عود » بل 
رتب لأهل السنة من أهلها » والقادمين عليها » من كبير وصغير » وغني 
وفقير » ورضيع وفطيم » وخادم وخديم ما يكفيه من البر » ومن الدشيشة9») 





6 في ( ط ) : ١‏ الإبعاد » بالباء » وهو خطأ » وصوابه من ( م ) . 
(۲) أراد : وضعه وأقامه ٠‏ والنّصْ : رفعك الشيء وإظهاره اللسان ( نصص ) . 
)۳( الدشيشة : لغة في الجَشِيشة » وقيل : لكنة . والجشيشٌ والجشيشة : الحبٌ حين يُدق = 


¥ 


والخبز ما تيسر » وعمل أيضاً ببيت المقدس مدرسة كبيرة » بها شيخ وصوفية 
ودرسة" » وغير ذلك مما يطول ذكره . 

قال السخاوي : وبالجملة : فلم يجتمع لملك ممن أدركناه ما اجتمع له » 
ولا حوى من الحذق والذّكاء والمحاسن مجمل ما اشتمل عليه ولا مفضله . 
وربما مدحه الشعراء ولا يلتفت إلى ذلك ٠‏ ويقول : لو اشتغل بالمديح النبوي 
كان أعظم من هذه المسالك . وترجمته تحتمل مجلدات . 

قال : وله تهجد وتعبد » وأوراد وأذكار » وتعفف وبكاء من خشية الله 
تعالى » وميل لذوي الهيئات الحسنة والصفات ٠»‏ وتلاوة ومطالعة في كتب 
العلم والرقائق”"2 وسير الخلفاء والملوك » بحيث يسأل القضاة وغيرهم الأسئلة 
الجيدة » وربما أفادهم في بعض الأحيان » والاعتراف من نفسه بالتقصير 
والاعتقاد فيمن يثبت عنده صلاحه من الصلحاء والعلماء 

قال : وتكرر توجه”" لبيت المقدس » والخليل » وثغور دمياط 
واسكندرية » ورشيد » وأزال كثيراً من الظلامات الحادثات » وزار من هناك 
من السادات . بل حج في طائفة قليلة سنة أربع وثمانين » ووهب وتصدّق › 
وأظهر من تواضعه وخشوعه في طوافه وعبادته ما عَدَّ من حسناته . 

قال : وبلغني عن بعض الصالحين أنه أخبر برؤية النبي به في المنام تلك 
الأيام » وأخبر بأنه من الفرقة الناجية . قال : وقد حجّ قبل ترقيه في زمن 
الظاهر › وذلك في سنة سبع وأربعين » وكذا أنفق أموالاً عظيمة في غزو“ 





= ويُطْحنٌ » وقيل : حينَ يُطبخ ويُلْقى عليه اللحم أو التمر » فهذا الجشيش » ويُقال لها 
دشيشة » وانظر ١‏ اللسان » ( دشش » جشش ) . 

)١(‏ الدُرْسَةٌ : الرياضة والمدارسة وتعهد الشيء › « اللسان » ( درس ) وأراد تهذيب النفس 
وتطويعها للخير . 

0( في ( ط ) : « والدقائق » وهوخطأ . 

(۳) في (ط):« وجهه؛. 

. في ( ط )« غزوة » وهوخطأ‎ )٤( 


۸ 


الكفار » ورباط الثغور » وحفظ الأمصار . رحمه الله تعالى . 

© وفيها : قَلِمَ إلى مدينة زَّبيد » بكتاب ١‏ فتح الباري شرح البخاري » 
للحافظ شهاب الدين ابن حجر" من البلد الحرام » وهو أول دخول اليمن . 
وكان السلطان عامر أرسل لاشترائه فاشتراه بمال جزيل » ثم قدم به الرسول إلى 
مدينة زبيد ٠‏ ثم توجه به إلى باب السلطان ٠‏ فواجهه به في مدينة ١‏ تعز» . 
وهذا الكتاب من آيات الله الكبرى . 

© وفيها : حصل طوفان عظيم من ناحية بحر الهند غرق منه في بندر 
الديو'"' عشرة مراكب » وفي الباحة أربعة مراكب » وتلف فيها من الأموال 
ما لا ينحصر › وتغيرت أربعة مراكب ٠»‏ وانکسرت أدقالهم”" . ورموا من 
حملهم أكثر من النصف . ولا حول ولا قوة إلا بالله . 





)١(‏ قلت : واسمه الكامل : « فتح الباري بشرح صحيح البخاري » وهو من خيرة الشروح 
لحديث رسول الله ية حتى قيل فيه  :‏ لا هجرة بعد الفتح » أي لا شرح لصحيح البخاري 
بعد شرح الحافظ ابن حجر » وقد طبع عدة طبعات : أفضلها التي رقمها الأستاذ محمد فؤاد 
عبد الباقي ‏ وأشرف على تصحيحها وتدقيقها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ء 
ونشرتها المكتبة السّلفية بالقاهرة لصاحبها الأستاذ محب الدين الخطيب » ثم أعادت طبعها 
مصورة دار المعرفة ببيروت » وتقع في ثلاثة عشر مجلداً إضافة إلى مجلد لمقدمته الجليلة 
القدر » وهو المعتمد في التخريج لأحاديث ٠‏ صحيح البخاري » ولكنه بأمس الحاجة إلى 
إعادة إخراجه في طبعة جديدة محققة ومخرجة ومفهرسة . 

000( الديو (ناذ8) : جزيرة صغيرة طولها سبعة أميال » تقع قرابة شاطىء الهند عند جيجرات › 
استولى عليها البرتغاليون سنة ٠١۳١‏ م ( ۹٤١‏ ه ) عن « غاية الأماني » ( ؟/ 77 حاشية 


المحقق ) . 
(۳) الأدقال جمع الدّقل ؛ وهو خشبة طويلة تشد في وسط السفيئة يُمَدُ عليها الشّراع . ( اللسان ) 
( دقل ) . 


۳۹ 


سئة اثنتير: بعل | لسعمائة 


© وفي يوم الأحد وقت العصر الثامن والعشرين من شهر شعبان : توفي 
الشيخ العلامة الؤحلة الحافظ › أبو عبد الله » شمس الدين محمد بن عبد 
الرحمن بن محمد بن أبى بكر بن عثمان بن محمد السخاوي"“ الأصل › 
القاهري » الشافعي » بالمديئة الشريفة » حال مجاورته الأخيرة بها » وعمره 
إحدى وسبعون سنة » وصّلي عليه بعد صلاة الصبح يوم الاثنين ثاني تاريخه 
بالوّوضة الشريفة » ووقف بنعشه تجاه الحجرة الشريفة » ودفن بالبقيع بجوار 
مشهد الإمام مالك » وكانت جنازته حافلة » ولم يخلفه بعد مثله في مجموع 
فنونه . وكانت ولادته في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة » وحفظ 
القرآن العظيم وهو صغير وجوّده » ثم حفظ ١‏ المنهاج الأصلي » » و ١‏ ألفية 
ابن مالك » » و١‏ النخبة » » و« ألفية العراقي » » و ١‏ شرح النخبة » » 
وغالب « الشاطبية » » و « مقدمة الشاوي » في العروض ٠»‏ وكلما انتهى حفظه 
لكتاب عرضه على شیوخ عصره . 

وبرع في الفقه والعربية والقراءات"“ وغيرها » وشارك في الفرائض 
والحساب والميقات وأصول الفقه والتفسير وغيرهاء وأما مقروءاته 
ومسموعاته فكثيرة جداً لا تكاد تنحصر . وأخذ عن جماعة لا يحصون » حتى 
بلغت عدة من أخذ عنه زيادة على أربعمائة نفس . وأذن له غير واحد بالإفتاء 
والتدريس والإملاء . 





لق ترجمته لنفسه في كتابه « الضوء اللامع » ( ۸/ ۳۲-۲ ) وهي ترجمة مطولة › وله ترجمة في 
« نظم العقيان ٠٠١١_٠١۲ (٩‏ ) » و « الكواكب السائرة ٥۳/١ (٩‏ ) » و« شذرات الذهب » 
۲١-۲۳/۱۰ (‏ ) » و البدر الطالع » ( ۱۸۷-۱۸٤/۲‏ ) و« معجمالمؤلفين» 
( 10۰/1۰ )»و الأعلام )۱۹٤/٨( ٩‏ . 

(۲) في( ط) «١:‏ القراءة ؛ . 


وسمع الكثير من الحديث على شيخه إمام الأئمة الشهاب بن حجر » وأقبل 
عليه بكليته إقبالاً يزيد على الوصف حتى حمل عنه علماً جمّاً » واختص به كثيراً 
بحيث كان من أكثر الآخذين عنه » وأعانه على ذلك قرب منزله منه » وكان 
لا يفوته مما يقرأ عليه إلا النادر . وقرأ عليه الاصطلاح بتمامه » وسمع عليه 
جل كتبه « كالألفيّة » و « شرجها » مراراً » و « علوم الحديث » إلا اليسير من 
أوائله لابن الصلاح » وأكثر تصانيفه في الرجال وغيرها « كالتقريب » » وثلاثة 
أرباع أصله » و « اللسان» بتمامه » و١‏ مشتبه النسبة ٠‏ » و« تخريج 
الزاهر » » و١‏ تلخيص مسند الفردوس» . و« المقدمة». و« أماليه 
الحلبية ١‏ » و«الدمشقية مشقية » » وغالب ١‏ فتح الباري ». و« تخريج 
المصابيح ٠‏ » و١‏ ابن الحاجب الأصل » » و « تعليق التعليق » » و« مقدمة 
الإصابة ٠‏ » وجملة يطول تعدادها . وفي بعضه ما سمعه أكثر من مرة » ولم 
يفارقه إلى أن مات . وأذن له في الإقراء والإفادة والتصنيف » وتدرب به في 
معرفة العالي والنازل » والكشف عن التراجم والمتون » وسائر الاصطلاح › 
وغير ذلك . 

وجاب البلاد وجال » وجدّ في الرحلة » وارتحل إلى حلب ودمشق › 
وبيت المقدس ٠‏ والخليل » ونابلس » والرملة » وحماه » وبعلبك » 
وحمص . بخيث أن الذي سمع عنهم يكونون قريب مائة نفر » بل زاد عدد من 
أخذ عنه من الأعلى والدُون والمساوي على ألف ومائتين » والأماكن التي 
تحمل فيها من البلاد والقرى على الثمانين . شْ 

واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف ١‏ وهي تتنوع 


أنواعاً تنيف على العشر حسبما ذكره مستوفى في ترجمته من « تاريخه )237 . 
وأعلى ما عنده من المروي ما بينه وبين الرسول بي بالسند المتماسك”"؟ ؛ فيه 





)0( انظر ‏ الضوء اللامع »( ۳۲-۲ ) . 
(؟) في( ط ١)‏ المتماسكة » . 


٤١ 


عشرة أنفس وأكثر منه . وأصح ما بين شيوخه وبين النبي ييه فيه العدد 
المذكور . واتصلت له الكتب الستة » وكذا حديث كلّ من الشافعي › 
وأحمد » والدارمي بثمانية وسائط » وفي بعض الكتب الستة كأبي داود من 
طريق آخر » وأبواب في النسائي ما هو سبعة -بتقديم المهملة - واتصل له 
حديث مالك وأبي حنيفة بتسعة ‏ بتقديم المثناق ٠:‏ 


وحجٌ بعد وفاة شيخه ابن حجر مع والدیه › ولقى جماعة من العلماء » 
السعادات ابن ظهيرة » وخلائق . ثم زار المدينة الشريفة » ورجع إلى القاهرة 
ملازماً للسماع والقراءة والتخريج ٠‏ والاستفادة من الشيوخ والأقران من غير 
فتور عن ذلك » ولم يزل يجتهد في السماع ويرحل إلى الأقطار حتى وصل إلى 
ما وصل إليه . 


وخصّه بعض شيوخه على عقد مجلس الإملاء » فامتثل إشارته فأملى حتى 
أكمل تسعة وخمسين مجلساً » ثم توجه إلى الحج في سنة سبعين فحج 
وجاور » وحدث هناك بأشياء من تصانيفه وغيرها » وأقرأ ألفية الحديث 
تقسيماً » وغالب شرحها لناظمها » والنخبة وشرحها » وأملى مجالس 
بالمسجد الحرام . 


ولما رجع إلى القاهرة شرع في إملاء تكملة تخريج شيخه للأذكار » ثم 
إملاء تخريج أربعين النووي » ثم غيرها » بحيث بلغت مجالس الإملاء 
ستماية مجلس فأكثر . وكذا حج في سنة خمس وثمانين › وجاور سنة 
ست » ثم سنة سبع » وأقام منها ثلاثة أشهر بالمدينة النبوية » ثم في سنة 
اثنتين وتسعين » وجاور سنة ثلاث › ثم سنة أربع » ثم في سنة ست 
وتسعين > وجاور إلى أثناء سنة ثمان فتوجه إلى المدينة النبوية » فأقام بها 
شهراً › وصام رمضان بها » ثم عاد في شوالها إلى مكة . ومكث بها 
ما شاء الله » ثم رجع إلى المدينة وجاور بها إلى أن مات . وحمل الناس 


a 


من أهلهما والقادمين عليهما عنه الكثير جداً رواية ودراية » وحصلوا من 
تصانيفه > مع ملازمة الناس في منزله للقراءة دراية ورواية في تصانيفه 
وغيرها بحيث ختم عليه ما يفوق الوصف من ذلك » وأخذ عنه من الخلائق 
ما لا يحصى كثرة . 

وشرع في التصنيف والتخريج قبيل الخمسين » وهلم جرا“ . وتصانيفه 
إليها النهاية في الشهادة له لمزيد علوه وفخره . ومن تصانيفه « فتح”"© المغيث 
بشرح ألفية الحديث 76" » وهو مع اختصاره في مجلد ضخم وسبك المتن فيه 
على وجه بديع لا يعلم في هذا الفن أجمع منه ولا أكثر تحقيقاً لمن تدبّره » 
وتوضيح لها“ حاذى به المتن بدون الإفصاح  .‏ والمقاصد الحسنة في بيان 
كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة »”*2 » وهو كتاب جليل لم يسبق إلى 
مثله » مفيد في بابه جداً . و١‏ القول البديع في الصلاة على الحبيب 
الشفيع »" وهو في غاية الحسن . و الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 6" . 
يكون ست مجلدات . و١‏ عمدة المحتج في حكم الشطرنج » . و١‏ المنهل 
العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي » . و الجواهر والدرر في 
ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر » في مجلد ضخم”" » وربما يكتب في 





)00 َم : كلمةٌ يراد بها الأعاء إلى الشيء ك ( تعال ) فتكون لازمة » وقد تستعمل متعدية نحو 
( هَلمَ شْهَدَاءكُمْ ) أي : أحضِروهُم » وهي من أسماء الأفعال . والجوٌ مصدر » ومعناه : 
الجذب ٠‏ ونصب جرَاً على المصدر أو الحال . 

زفق في ( ط ) « فسح » وهو خطأ وصوابه من( م ) . 

(۳) انظر حاشية الشذرات رقم 54/٠١ )١(‏ . 

)€( في ( م )و ( ط )7 توضح له » وهو خطأ وصوابه ما أثبتناه . 

(0) انظر : حاشية الشذرات رقم ( 7) 54/٠١‏ . 

(7) انظر حاشية الشذرات رقم ( 0 ) 584/٠١‏ . 

(۷) انظر حاشية الشذرات رقم (؟) 54/٠١‏ . 

(A)‏ حققه ( إبراهيم باجس عبد المجيد ) ونشرته دار ابن حزم ببيروت في ثلاث مجلدات سنة 
8ه-1999م. 


۳ 


مجلدين » و « التاريخ المحيط » وهو في نحو ثلاثمائة ورقة على حروف 
المعجم » لا يعلم من سبقه إليه . و « تلخيص تاريخ اليمن » . و ١‏ منتقى من 
تاريخ مكة » للفاسي . و « الفوائد الجلية في الأسماء النبوية » . و« الفخر 
العلوي في المولد النبوي » . و ١‏ ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي 
الشرف » . و«الإيناس بمناقب العباس » . و« رجحان الكفة في بيان أهل 
الصفة » و « الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل؟ . 
و « القول المتين في تحسين الظن بالمخلوقين » » وغير ذلك" . 

وق أشياء من تصانيفه غير واحد من أئمة المذهب » كالحافظ ابن 
حجر » والجلال المحلّي » والعلم البلقيني » والشرف المناوي » والتقي 
الحصني » والعيني » والكافياجي » وتناقلها الناس إلى كثير من البلدان 
والقرى » وكتب الأكابر بعضها بخطوطهم حتى قال بعضهم : إن لم تكن 
التصانيف هكذا وإلا فلا . 


© فائدة : 


وكان شيخه شيخ الإسلام ابن حجر يُحبه ويثني عليه » وينوّه بذكره ؛ 





)١(‏ ومن مؤلفاته الهامة أيضاً كتابه « الذيل التام على دول الإسلام » الذي ذيّل فيه على « دول 
الإسلام » للذهبي » وبدأ به بحوادث وتراجم سنة ( 740 ) وانتهى به إلى سنة ( ٠ ١‏ )هاء 
وهي السنة التي سبقت سنة وفاته » وقد قام بتحقيقه ( حسن إسماعيل مَرْوَة ) وراجعه وقدّم له 
( محمود الأرناؤوط ) ونشرته فى ثلاث مجلدات مكتبة دار العروبة بالكويت » ودار ابن 
العماد ببيروت بين عامي ( ١418-1417‏ ه- 1948-1447 م ) وقامت مؤسسة الرسالة 
بإصدار طبعة أخرى ناقصة منه بعنوان « وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام »© سنة 
(1411 ها ۱۹۹١‏ م ) اعتمد في إخراج معظمها على المجلد الأول من الطبعة الأولى 
الصادرة عن دار العروبة ودار ابن العماد » وسقط منها مقدار مجلد كامل » وتولى العمل بها 
(د . بشار عواد معروف ) وبعض من يعمل معه » ولتمام الفائدة راجع مقدمات الأجزاء 
الأول والثاني والثالث التي كتبها ( محمود الأرناؤوط ) للطبعة الأولى منه . 

(۲( في ( ط ) « قرض » والمثبت من ( م ) وفي اللسان ( قرظ ) أن التقارض في الخير والشر » 
وأن التقارظ في المدح والخير خاصة » وهو الموافق لسياق النص . 


٤ 


ويعترف بعلو فخره » ويُرجحه على سائر جماعته المنسوبين إلى الحديث 
وصناعته » وكان من دعواته له قوله : « والله المسؤول أن يعينه على الوصول 
إلى الحصول حتى يتعجب السابق من اللاحق » . 

ومما وصفه به بعض الحمّاظ بعد كلام تقدم : « وهو والله بقيةٌ من رأيت من 
المشايخ ٠‏ وأنا وجميع طلبة الحديث بالبلاد الشامية والبلاد المصرية وسائر 
بلاد الإسلام عيال عليه » والله ما أعلم في الوجود له نظيراً » . 

وقال غيره : « هو الآن من الأفراد في علم الحديث الذي اشتهر فيه فضله › 
وليس بعد شيخ الإسلام ابن حجر فيه مثله » . 

وقال غيره : « واسطة عقدها » من انعقد'' الإجماع على أنه أمسى 
كالجوهر الفرد » وأصبح في وجه الدهر كالغرة » حتى صارت الغرر مع 
جواهره كالذرة > بل جواد جوده شهد له جريانه بالسبق في ميدان الفرسان › 
وحكم له بأنه هو الفرع الذي فاق أصله البديع بالمعاني فلا حاجة للبيان . أضاء 
هذا الشمس فاختفت منه كواكب الدراري » كيف لا » وقد جاده الفيض بفتح 
الباري . فهو نخبة العصر والدهر » وعين القلادة في طبقة الجود لأنه عين 
السخاء وزيادة » فبدايته إليها النهاية » ومنهاجه أوضح ارق“ إلى الغاية › 
وهو الخادم للستة الشريفة ء والحاوي لمحاسن الاصطلاح والنكت المنيقة ؛ 
فبهجته زهت بروضها » وروضته زهت ببهجتها » . 

وقال آخر : « هو الذي انعقد على تفْودِه بالحديث النّبوي الإجماعٌ > وأنه 
في كثرة اطلاعه وتحقيقه لفنونه9») بلغ ما لا يستطاع . ودُوّنت تصانيفه 
واشتهرت » وثبتت سيادته في هذا القن النفيس وت رت . ولم يخالف أحدٌ من 
العقلاء في جلالته » ووفور ثقته وديانته وأمانته . بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو 





)000( في ( ط ) « العقد ؛ وصوابه من ( م ) . 
)۲( في ( م ) و( ط ) « طرق ٩‏ . 
)۳( في ( ط ) « لفتوته ٩‏ وصوابه من ( م ) . 


المرجوع إليه في التعديل والتجريح »> والتحسين والتصحيح بعد شيخه شيخ 
مشايخ الإسلام ابن حجر حامل راية العلوم والأثر » . 

وقال آخر : « لقد أجاد النقل من كلامي الله ورسوله القديم والحديث › 
وسارت بفضله الركبان وبالغت في السير الحثيث © . ش 


ومدحه آخر بهذه الأبيات وهي : [من الكامل]: 
ياسيّداً أضحى فريدَ زمانِه ودليلٌ ما قد تقلت ةالإجمائٌ 
عندي حديثٌ مسندٌ ومسل يرويه ذو الإتقان لا الوضَّاء"') 
ما في الزَّمانِ سواك يُلفى عالماً صكحث بذاك إجازةٌ وسماع 
الخيرٌ فيك تواترّث أخبِارةٌ وهوالصّحيحٌ وليس فيه يْزاعٌ 
يامَنْ إذا ماقد أتاه ممرّضٌ 2 يشكو يزول الصو والأوجاء" 

ورئي بعد موته على هيئة حسنة › فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال : 
حاسبني وغفر لي وحشرني مع العلماء . 

وترجمته في تاريخه ثلاثة كراريس على القطع الكامل . ش 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله عقب تلك الترجمة : ١‏ إن شيخنا 
صاحب الترجمة حقيق بما ذكره لنفسه من الأوصاف الحسنة » ولقد والله 
العظيم لم أر في الحفاظ المتأخرين مثله » ويعلم ذلك كل من اطلع على مؤلفاته 
أو شاهده » وهو عارف فقيه منصف في تراجمه » ورحم الله جدي حيث قال 
في ترجمته : إنه انفرد بفنه » فطار اسمه في الافاق » وكثرت مصنفاته فيه وفي 
غيره » طار صيته شرقاً وغرباً » شاماً ويمناً » ولا أعلم الآن من يعرف علوم 
الحديث مثله » ولا أكثر تصنيفاً ولا أحسن » ولذلك أخذها عنه علماء الافاق 
من المشايخ والطلبة والرفاق › وله اليد الطولى في المعرفة بالعلل » وأسماء 
الرجال » وأحوال الرواة » والجرح والتعديل » وإليه يُشار في ذلك . ولهذا 





. نرويه بالإتقان لا الوضاع ؛‎ ١) عجز البيت في ( م ) و ( ط‎ )1١( 
. في( م )و( ط)« يشكوزوال... » وهو مما لا يستقيم به المعنى ويصيبه الإقواء أيضاً‎ )۲( 


65 


قال بعض العلماء : لم يأتٍ بعد الحافظ الذهبي أحدٌ سلك هذه المسالك » 
ولقد مات فنٌ الحديث من بعده » وأسف النَّاُ على فقَدِهٍ » ولم يُخْلِقْ بعده 
مثله » انتهى . 

وولي تدريسس الحديث في مواضع متعددة » وعُرِضَ عليه قضاءً مصر فلم 
يقبله » رحمه الله تعالى . 

© وفيها : في شهر ذي القعدة توفي الفقيه الصالح جمال الدين محمد 
المقبول""“ بن أبي بكر الزيلعي » صاحب قرية اللّحيّةا"© » نفع الله به . 

© وفيها : أمر السلطان عامر بن عبد الوهاب بتقييد رئيس الإسماعيلية 
سليمان بن حسن بمديئة تعز » وأودعه دار الأدب » وكان يتحدث بما لا يعنيه 
من المغيبات المستقبلات » وكان عالم الإسماعيلية . وأمر بإحضار كتبه 
وإتلافها » فأتلفت”" » والحمد لله . 





(1) لم نعثر على ترجمة له فيما بين أيدينا من المصادر . 

0( اللحية - تصغير لحية الرجل ‏ موضع في شمال اليمن . انظر « غاية الأماني في أخبار القطر 
اليماني 4 559/5 2 514 . 

)۳( الخبر بتمامه في « شذرات الذهب 6( 7١/٠١‏ ) . 


۷ 





سنة ثلاث بعد التسعمائة 


© وفي ربيع الأول توفي الفقيه""'“ العالم العارف بالله الجليل الرَبّاني 
محمد بن أحمد باجرفيل الدّوعاني رحمه الله بغيل أبي وزير من أعمال 
الشّحرا” . و« جرفيل » بجيم ثم راء ثم فاء . وكان مولده في يوم الإثنين ثاني 
عشر ربيع الأول سنة عشرين بعد الثمانمائة . غلب عليه التصوف » فخاضَ 
غمارّه وحقق أسرارّه » وصارٌ من كبار مشايخ الطريقة » وأعلام رجال أئمة 
الحقيقة › يُقتدى بآثاره » ويُهْتدى بأنواره . 

وحكي عنه أنه قال : لم أصحب مع كثرة من صحبته من العارفين بالله مثال 
الشيخ علي بن أبي بكر » فلازمته أربعة أشهر على أن يقول لي : أنت منا أهل 
البيت » كما قال ذلك النبي ية لسلمان الفارسي رضي الله عنه(" . فلم يجبني 
إلى ذلك » فلما ألححت عليه وتحقق صدق ودي ومحبتي لأهل البيت . 
فقال : يا فقية إنَّ الدّينَ التَصيحةٌ » لا يجيِبُكَ إلى مقصودلة هذا إلا الشيخ أبو 
بكر بن عبد الله » فإنّه القطبُ الوارث للقطبية من صغره بعد موت أبيه الشيخ 
عبد الله بن أبي بكر » ونحن نكتبُ لك إليه أن يجيبك إلى مرادك . قال : 
والشيخ أبو بكر يومئذ باليمن » فكتب الشيحٌ علي إليه » وكتبت أنا أيضاً إليه . 
فأتانا منه بحمد الله الجواب بالقصد والمراد . 





)١(‏ لمترد في( ط). 

0( في ( ط ) « الشحن » وهو خطأ وصوابه في ( م ) . والشَّحْرُ بكسر أوله وسكون ثانيه الشّط » 
وهو صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن » بين عدن وعَْمَان « معجم البلدان ٠‏ 
ع . 

)۳( قطعة من حديث ذكره الهيثمي في « مجمع الزوائد » ( 1١7//4‏ ) وعزاه لأبي يعلى » وقال : 
وفيه النضر بن حميد الكندي وهو متروك . وانظر « مجمع الزوائد ۱١۱۸/۹ (٩‏ ) . 


قال العلامة بحرّق : ولقد كنت أستشكل أشياءَ تصدرٌ من الشيخ”'' أبي بكر 
العيدروسي ٠‏ قدّسَ الله روححه » تقصر عنه عقول أمثالنا القاصرة » ولكني كت 
بتوفيق الله أعرضها على أرباب البصائر , فما منهم إلا ويأمرني بالتسليم . 
ويشهد عندي بعلو مقام سيدي ٠‏ وان نه على هدى من ربه العليم . منها : أني 
عرضتُ على الفقيه محمد بن أحمد باجرفيل تصرفات مالية يباشر سيدي في 
قبضها وصرفها › > في ظاهر الأمر في غير مصارفها . فقال لي : آنا أشهد أنه 
أمير المؤمنين المالك للتولية والعزل والحل والعقد » والتصرفات كلها . 
وأشهد أنه أفضل أهل الأرض ظاهراً وباطناً . فقلت له : أما الباطن » فبصائرنا 
عنه قاصرة » وأما الظاهر فما وجهه ؟ فقال : وجهه أن أهلّ البيت أفضل من 
سائر الاس ‏ وال باعلوي اليوم أفضل من سائر أهل البيت باتباعهم السّنة ولما 

شتهر لهم من العبادة والزهادة والكرم وحسن الأخلاق » والشيخ أبو بكر أفضل 
لا ماو الاق ی ا 


© وفيها : في يوم السبت خامس عشر شوال توفي الفقيه المنور المتفق على 
جلالة قدره علماً وعملاً وورعاً » جمال الدين محمد بن أحمد بن عبد الله بن 
محمد الشهير بابن علي بافضل السعدي - نسبة إلى سعد العشيرة- الحضرمي» 
ثم العدني ‏ رحمه الله بعدن > وحزن الناس عليه » وكثر تأسفهم على فقده 


رحمه الله ٠.‏ 


وكان مولده في حضرموت بتريم سنة أربعين وثمانمائة › ثم ارتحل في 
طلب العلم إلى عدن » وأخذ عن الإمامين الفاضلين محمد بن مسعود 
اش ل ومست بن سعد تيش » وج في الطب وداب حل برع في 
العلوم وانتصب للتدريس والفتوى » وصار من أعلام الدين والتقوى 
ماما كبيرً عالماً عامل محققاً ورعا زاهدا سجتودا عابنا ملاعل أنه رك 





)0 في ( ط ١)‏ من سيد الشيخ » . 
(؟) ترجمته في : شذرات الذهب (٩‏ ۲۹-۲۸/۱۰) . 


۹ 





لما لا يعنيه » ذا مقامات وأحوال وكرامات . وكان حسن التعليم » لين 
الجانب » متواضعاً » صبوراً » مثابراً على السئّة » معظماً لأهل العلم . 

وكان هو وصاحبه العلامة عفيف الدين عبد الله بن أحمد با مَخْرَّمة مة“ عمدة 
الفتوى بعدن » وكان بينهما من التوادد والتناصف ما هو مشهور » حتى كأنهما 
روحان في جسد . 

وكان يعظم الشيخ أبا بكر العيدروسي . قال العلامة بحرّق : كان سيدي 
ايخ أبو بكر قدّسَ اله روحة ‏ إذا قدم من بعض أسفاره من الجبال إلى عدن 
قدم قبله قاصداً يُعْلمُ أكابر الاس بقدومه يوم كذا ويأمرهم بالخروج لملاقاه ؛ 
فقلت للفقيه محمد بن أحمد بافضل : لأي شيء يفعل الشيخ هذا ؟ فقال : 
ليوصل الاس إلى رحمة الله » ويوصل رحمة الله إليهم بالنظر إليه » والحضور 
بين يديه ولو لحظة واحدة . ثم يخرج يتلقاه مع الاس . ا 

وكان كثيرٌ السّعي في حوائج المسلمين عند الملوك وغيرهم . وكان محبباً 
للناس » مُعْتَقّداً عند الخاص والعام » معظّماً عند الملوك والأمراء » لا تكاد 
تَر له شفاعة . وكان الشيخ عامر بن عبد الوهاب كثير التعظيم له . 

وبالجملة : فمناقبه وفضائله ومحاسئه أكثر من أن تحصر » وأشهر من أن 
تذكر . وأفرد له ولده الفقيه عبد الله ترجمة . 

وهذه القصيدة المسماة ١‏ بالوابل الصيّب والنرجس الطيّب » » نظم سيدنا 
ومولانا الشريف الولي الصالح سراج الدين عمر بن عبد الرحمن با علوي 
المقبور بتعز في السيد الإمام شيخ الإسلام أوحد العلماء الأعلام جمال الدنيا 
والدين محمد بن أحمد أبي الفضل » رحمهماالله تعالى » ونفع بهما 
وبعلومهما » وأعاد علينا من أسرارهما ومعارفهما » آمين » آمين » وهي هذه 
القصيدة : [من الطويل]: 


إلى اشر أشكو حر نيران مُرْقَةٍ لها في فؤادي مثل طَعْنٍ الذوابل 


زفق في ( ط ) « با محزمة » وهو تصحيف . 


راساله جمعاً بوضل محج 
عسى بعد هذا البعد يجمع م شملنا 
سقى الله أوقاتاً لنا في ربوعهة 
وزاد اشتياقي للحبيب وقزبه 
سلامٌ على شخص به « عَدَن » رهت 


جمال لدين الله خادم شرْعِهِ 


نواوئٌ هذا الوقتٍ شمس رّمانه 
فحن مُنْكَرٍ ناه وبالعوف آمل 
حليم سليم دائم م البشر والرضا 
له منظز بالقلب يعلى فهية 
وتدريشه في کل فن موسر 
ويرفق بالقاري البليد كأنة 
فيهنا جرام اسوك مسكنهبه 
لأنظره في كل يوم وليلةٍ 
فنظرته تسلي الهموم جميعها 
حَباالله ذاك الوجه نوراً وبهجة 
كبحر خِضّم* في العلوم قد امتلا 





. » في( ط)« أخطرت‎ )١( 
2 . وأنشد ولا أخشى.‎ ١) زفق في ( م‎ 


عن الجاهلين الغافلين الأسافل 
بهرينا معطي منى كل آمل 
إذا خَطَرَثْ20 بالبال هاجت بَلابلي 
وأنشد لا أخشى ملام العَواذل!") 
« أبا فضل » المشهور زين الشمائل 
دليل طريق اللهربَذْرٌ المُحافل 
بهي الما جَايعٌ للفضائل 
ومقمعةٌ للشالمين الأراذل . 
لكل ولا يخشى عتا" القبائل 
صَبِورٌ وَقورٌ عند وقع النوازل 
ولو كان فذما““ أبكماً غير عَاقل 
بتعليله يا صاحبي والذلائل 
له 3 ثدي مشفقاً بالمسائل 
وتدريسهياليت ثم مَنازلي 
وأسأله عن كل حى وباطل 
ولفظته غيثٌ 3 لمُضْعٍ بقائل 
جمالاً وعقلاً ظاهراً غيرٌ خامل 
وفاضَ على الجنبات فوق السّواحل 


(۳) في ( ط  )‏ عناة 4 » والعتاة جمع العاتي : الجبار الشديد الدُخول في الفساد المُتَمَدَدُ الذي 


لا يقبل موعظة » اللسان ( عتا ) . 


فق القذم من الناس : الي عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم ۰ وجمعه قِدَام 2 


« اللسان »( فدم ) . 


)0( في ( م ) « كبحر خصيم » ولا معنى له . والمخِضّمٌ : البحر لكثرة مائه وخيره » والخْضَهٌ- 





فإن شعت تفسيراً له اسأل فإنّه 
وإن شئت في علم الحديث لقيته 
وإن شنت 3 شعت في فقه الإمام ابن شافع 


ہار كبُستان حوّى كل طيّب 
في علم التَّصوْفي والصّفًا 
17 ليا ا ان متواضعاً 
في علم الَّاتٍ ونحوها 
Ee‏ والبيان وغيرها 
فيا من يريد العلم فارحلْ ولا تقف 
هو الشيخ والأستاذ والنورٌ والهُدَى 
إمامي وأستاذي وشيخي وسيّدي 
فيا لائمي حل الملام فإِنّني 
تفكر بقلب مُنْصفٍ هَلْ ترى له 
غزيرٌ اليا كل الحِجًا حار والصّفا 
إذا ماأتت منه إلينارسائل 
إمامٌله حلق حميدٌ وسِيرةٌ 
زكيئٌ تقيئٌّ مخلصن صادق صَفا 


11م 


عام 


م و 
أيضاً : الجمع الكثير . اللسان ( خضم ) . 
(۱) في ( م )« تابعاً » . 
)۲( في ( م ) « الرسايل » . 
)۳( 


2 


o۲ 


كمَّعْدِنٍ تبر ماله من معادل 
کر له خاف عن السّهو عاطل 

ه کَلَیْٹ في المعارك جايل 
وفيه بيوتٌ عالياتٌ المنازل 
تراهٌ إماماً عارفاً غير جاهبل 
عن المي السرحمن ليس بغافل 
وتصريفها أيضاً وكا” الوسائل 65 
تراه لها اهلا شفى كل سائل 
إلى عالم بالعلم لله عامل 
وخيرٌ مُجيب عن جميع المسائل 
ومحبوب قلبي صادقاً غير هازل 
حَبْبْتُ وحيداً ماله من مُمائِل 
شبيهاً فإنلم تَلقَّدُ لا تجادل 
مليح الحلا شيخ الشيوخ الأفاضل 
فللّه ريي دؤها ين رسال 
وتَجْذِب أحوالاً حوالي المناهل 
سمت فاق بالأوصاف كل الأماثل < 
مِنّ الغشٌ والبغضا وكل الدغائا > 
له يا أخي زادت على قول قائل 


الأمائل : الأفاضل ؛ يُقال : فلان أمثلٌ من فلان أي أفضل . اللسان ( مثل ) . 
الدغائل » من الدّغل » بالتحريك : الفساد . 


وأستغفِر الله العظيم يِن الخطا ومن جُمَح الأهوا وكل الرذائل”© 

وتگث بحمد الله ريي وعَوْنه وصلى إلهي في الضحى والأصائل 

وسَلّم تسليماً كثيراً ودائهاً على المصطفى المختار للحُسن كامل 
وله تصانيف نافعة منها : « مختصر الأنوار » المسمى « نور الأبصار » › 

وهو في غاية الحسن » وكأنما عناه المتنبي بقوله : [من الطويل]: 

فجاءث بنا إنسان عين رَمانِه وحَلث بَياضاً خَلْقّها وماقي“ 


وشرح تراجم البخاري » واختصر قواعد الزركشي وشرحه » وكتاب 
« العدة والسلاح لمتولي عقود النكاح » » وهو مشهور انتفع به الناس . وشرح 
« المدخل » وشرح « البرماوية » » وغير ذلك من الكتب النافعة فى فنون 
متعددة . 

ومن شعره : [من البسيط]: 
إن العيادةً يوماً بيسن يومين واجلس قليلاً كلحظ العين بالعين 
لا تبرمنّ مريضاً في مُساءلة يكفيك من ذاك تسآل بحرفيِْنِ 

© وفيها : في ليلة الإثنين سلخ ذي القعدة الحرام » توفي الشريف الفقيه 
الصوفي الأديب الحافظ المحدث البارع في أشتات العلوم بدر الدين الحسين بن 
الصديق بن الحسين بن عبد الرحمن الأهدل“ » قدس الله أرواحهم » سئدر 
عدن ودفن بها . وكان مولده في ربيع الثاني سنة خمس وثمانمائة بأبيات 
حسين » ونشأ بنواحيها » واشتغل بها في الفقه على الفقيهين أبي بكر بن قعيص 





)01( جُمَح : الفعل منه جمّح : ركب هواه » وفي اللسان ( جمح ) ٠‏ الجَمُوِحٌ من الرجال : الذي 
يركب هواه فلا يمكن ردّه » . والأهوا › أراد : الأهواء » فحذف لضرورة الشعر » ومفرد 
الأهواء : الهوى ٠‏ وأراد هوى النفس وشهواتها . 

(۳) ديوان المتنبي بشرح البرقوقي : ٤۲٤/٤‏ . 

)۳( ترجمته في « شذرات الذهب ۳٠-۲۹/۱۰ ( ٩‏ ) و« غاية الأماني في أخبار القطر اليماني » 
( 555/5 )وه البدر الطالع ٠٤١-۱٤٤/۳ (٩‏ ) . 


or 





وأبي القاسم بن عمر بن مطير""“ وغيرهما » وفي النحو على أولهما وغيره . ثم 
انتقل إلى بلاد المراوغة”'؟ » واشتغل بها على الفقيه إبراهيم بن أبي القاسم 
جعمان وغيره . ثم دخل زبيد في سنة ثمان وستين » فاشتغل بها في الفقه على 
عمر الفتى وغيره » وفي الأدب على ابن الزين الشرجي . ثم حج سنة اثنتين 
وسبعين وجاور التي تليها » وحضر مجالس البرهان والمحيوي”" قاضيها › 
وأذن له البرهان وغيره . وزار النبي ية > وسمع بها“ من أبي الفرج 
المراغي » ثم عاد لبلاده » وأخذ عن يحيى العامري » وبحث عليه 
« المنهاج » . 

ذكره السخاوي في « ضوئه »”*2 قال : ولازمني في المجاورة الثالثة بمكة › 
فقرأ علي أشياء من تصانيفي بعد أن كتبها بخطه » وكذا سمع من لفظي وعليّ 
أشياء . قال : وهو فاضل بارع في فنون » ناظم مفيد » حسن القراءة 
والضبط » لطيف العشرة » متودد قانع عفيف ١‏ أقرأ الطلبة بناحيته » وقرأ 
الحديث على العامة سيما « القول البديع » ونحوه . مدحني بقصبدة أنشدنيها 
بحضرة الجماعة » وكتبت له إجازة حافلة » ورأيت النجم ابن فبد كتب عنه من 
نظمه كثيراً وترجمه . انتهى . 

وذكره العلامة بحرّق في كتابه « موهب القدوس في مناقب ابن العيدروس » 
وقال : إِنْي قلْتُ مرة له : إِنَّ أحوالَ سيدي الشيخ أبي بكر أشكلت علينا . 
فقال : دعها تحت حجابها مستورة بسحابها » فلو أشرقت شمسه لأحرقت 
الوجودّ كلّه » أما ترانا نقف على أبوابه » ونكتفى بتقبيل أعتابه ؟ قال : وهكذا 
كان رحمه الله يقبّلّ العتبةَ وينصرف . ٠‏ 


. » وأبي القاسم بن مطير‎ ٠» في « شذرات الذهب » : « أبي بكر بن قصيص‎ )١( 
. ) 505/7 ( (؟) المراوغة : قرية باليمن . انظر « غاية الأماني ؛‎ 

(۳) في ( ط ) « المجيوي » وصوابه في ( م ) . 

. الضمير عائد على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام‎ )٤( 
. ) ١54 / (» انظر « الضوء اللامع‎ )0( 


6 


ورأيت كأنه ورد عليه مرة حال » فأخذ بيدي وهو كالذاهل فقال لي : ترید 


أن أريك القطب ؟ فقلت : نعم . فمشى حتى أتينا إلى سيّدي الشيخ أبي بكر 
فقال : هذا هو القطب 2 وانصرف . ولم يلبث أن امتدح سيدي الشيخ بقصيدته 


التي أوّلها : [من مجزوء الرجز] 
من الحسان الخرّدِ / قد صادني غرير / يرمي بقوس حاجب 
وأنشده إياها > فلما بلغ المنشد قوله : 
يا عيدروس الأوليا / يا حايز الكمال / القطب أنت الأكمل 


كان الشريف الحسين ينظر ينظر إليّ ثم يشير بيده إلى سيدي الشيخ » ويقول : 
القطب أنت الأكمل ٠‏ القطب أنت الأكمل . يكررها ليحقق ما كان قاله لي في 





المنام في حالة ذهوله . 
ومن شعره : [من المجتث]: 
ياميّدي ياإلهي إنلم تكن لي فَمَنْ لي 


منه : [من السريع]: 
أما لهذاالهمٌ من منتى 
أما لهذا الضّيق من فارج 
أما لهذ العُسْر من دافم 
. بلى بلى مهلاً فكن وائقاً 





أمالهذًا الح رْنٍ من آخر 
أما لناب الخّطب من كاف © 
باليسر عن هذا الشّجي العاثِر 
بالواحد القَزد العلى القاور“ 


)غ0( في « شذرات الذهب » : ١‏ كاسر » وقوله : « كاشر» أي كاشف من قولهم : کشر عن 
أستانه : أي أبدى وكشف » اللسان ( كشر ) . 
(؟) الأبيات في « شذرات الذهب )70/1٠١ (٩‏ . 


606 


ومنه هذه الوسيلة العظيمة وهي : [من الرمل]: 


يا رسولاللم غوئ]'' ومَدّد 
يارسولالله في جاهك ما 
يارسول الله مالي عت 
يارسول قرم أوَدي 
يارسول اهل من نظسرة 
يارسول الل هل من جَذْبة 
يارسولَالثرهل من عَطفة 
يارسول اهل من تفحة 
يارسول الل كُنْ لي شافعاً 
يارسول اش هل تشسْمعُني 
أنا بالله وبالوجه الذي 
سّدالؤسل ختام الأنبيا 
أصل مبدا الكونٍ بل غايته 
رحمة الله التي عم بها 
صفوة اله من احق معا 
الذي قدحصهە ال بما 
كل مافي الأنبيامن شرف 
ولقَد زيد عليهم شرفاً 
مَنْ ليوم الجنع إلا أحمد 
ينتقذ التاس بسجدات له 


أتم الوالد والعبِدٌ ولد 
يبلغ القاصدُ أقصى ما قَصَدْ 
غير حبّيك ويانعة ال١٠‏ 
فلكم قرّمت بالدين أوَدْ 
تَضْلحٌ القلبّ سريعاً وَالجَسَدٌ 
تجذث العبد إلى النهج الجدذ 
تعطف العبد إلى طرق الرَشَّدْ 
منك تأتي ومن المَرْدٍ الصَمَدْ 
أت والله شفيعمٌ لا ترد 
إي وربي تسمع القول وذ" 
قال ذو العرش له اسْبجد فَسَجَدْ 
صاحب السّجدة وا'قّول الأسدٌ 
حجة اله على كلّأحذ 
كل مَخْلوق على مر الأبد 
فهوالجومّر والكَلْقُ زَبَدْ 
يعجز العد فلا يحصى عَدَدْ 
ضم فيه بعد أن كان بَدَدْ 
واختصاصات بمعناها الْفْرَدْ 
يوم لا والد يغني عن وَلَدْ 
من مُموم وكروب وشدذ 


(1) في ( ط )« عونا » ثم إنه أسقط الواو بين الكلمتين « عوناً مدد » ولا يستقيم به الوزن . 


)۲( العَتَدٌ : اي ما يَصْلِحُ لكل ما يقع من الأمور . 


(۳) للمؤلف تعليق على هذا البيت سيأتي في آخر هذه القصيدة . 


يامُجَني الكرب السُوه أغِثْ 
يا مليحّ الوَّجْهِيِاخَيْرَ الوَرَى 
ياعظيم الجاه والفضل ويا 
مدحتي نحوك قد أهديتها 
واسأل الرّحمنَ لي من فضله 
رب جنبنا بجه المصطفى 
واقض حاجاتي وأضْلِخ عملي 
وكذاك الآل والأصحاب من 
وصلاةٌ اه مغ تسليميه 
وكذاك الال والأصحاث من 
ببقااء اله قى وعلى ال 
بقااء اش قى دائماياً 
قلت : ولعله يشير بقوله : 


مارآك الكرب إلا ورذ 
أكرم الخلق إليكٌ المُسْتَتَدْ 
فأجرني بقبول ومَدَدْ 
العفو والعُفران والرزق الرَعَدْ 
كل كدّوبلاءٍ وتككد 
و واخقع العُْثْرٌ بخير إِنْ نقذ 
قَدْدّنَا ينهم إلينا وابتعدٌ 
لرسول اين غير أمَذ 
قام للدّين بنصر واجتهد 
آل والصّخب فيم آل الوَشَدْ 


وعلى الال فم آل الوَشَدْ 


إلى أنه هه تبلغه صلاة المصلين عليه « ومح المادحين لجنابه العلي ١‏ 
للأحاديث الصحيحة كقوله يلا : « ما مِنْ أحدٍ يُسَلَّمُ علي إلا ر الله عليّ روحي 
حتى أردٌّ عليه السّلام » . وكقوله بي : « إن الله وكّلَ بقبري مَلكاً أعطاه أسماء 
الخلائق فلا يُصلي علي أحدّ إلى يوم القيامة إلا بلغني باسمه واسم أبيه : هذا 


فلان بن فلان قد صلى عليك 206 . 


وقد يتشرف بعض الأولياء فيسمع 





الجواب من النبي بي كما وقع للناظم - 


و4 ذكره الهيثمي في « مجمع الزوائد » ( يل ) وعزاه للبزار وقال : وفيه ابن الحميري » 
واسمه عمران » قال البخاري لا يتابع على حديثه 2 وقال صاحب « الميزان ٠‏ : لايعرف › 
ونعيم بن ضمضم ضعفه بعضهم ١‏ وبقية رجاله رجال الصحيح . 





رحمه الله من أنه لما زار النبي ية ووقف على القبر الشريف وأنشد قصيدة 
يقول فيها : [من مخلع البسيط]: 
إأقيل ثرئمبماترجنهم ياهِيِدَالرَسْ ل مانقول 
فسمع الجواب من الحجرة الشريفة : 
فُولوا رَجَّعسا بكلٌ قَضل واجتمع الفزع والأصولٌ 
© وفيها : في يوم السبت حادي عشرين المحرم توفي الإمام العلامة مفتي 
مديئنة عدن ومدرسها وخاتمة العلماء بها » صاحب الفتاوى المفيدة › 
والتصانيف العديدة الفقيه عبد الله بن أحمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم با 
مخرمة الجميري الشيباني الهجراني الحضرمي العدني الشافعي''' بعدن » ودفن 
قريباً من قبر شيخه أبي شكيل داخل قبة الشيخ جوهر في القبر الذي دفن فيه 
شيخ مشايخ الإسلام مفتي اليمن القاضي جمال الدين محمد بن سعيد بن 
الطبري . وكان مولده ليلة الأربعاء ثانى عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين 
وثمانماثة بالهجرين » وحفظ القرآن بها » ثم ارتحل لطلب العلم إلى عدن » 
وتفقه بالإمامين محمد بن مسعود باشكيل ومحمد بن أحمد باحميش » واجتهد 
في الطلب ودأب » وواكب على الاشتغال ليلاً ونهاراً . 
وكان فقيراً لا يملك شيئاً » وقاسى في أيام طلبه من الجوع والمكابدة ما هو 
مشهور عنه . | 
وبرع في سائر العلوم » وحقق الفنون » وساد الأقران » وسارت بفضله 
الركبان » ووقع على تقدمه الإجماع › وابتهجت بذكره النواظر والأسماع 
وصار عمدة يرجع إلى قوله وفتواه في زمان مشايخه » فلما رأى شيخه أبو 
شكيل ما آل إليه أمره اغتبط به وأحبه » وخطبه لنكاح ابنته » وزوجه إياها › 
ورزق منها أولاداً فضلاء نجباء » سيأتي ذكر بعضهم . 


(۱) ترجمته في « الضوء اللامع ۹۸/٥ (٩‏ ) و« شذرات الذهب ۳٠١/٠١ (٩‏ ) . 


0۸ 


وكان عالماً بالفقه » والأصلين » والفرائض . والحساب » والتفسير » 
والحديث . والنحو » والتصريف ٠‏ واللغة » وعلم المعاني » والبيان › 
والهيئة » والفلك » وغيرها من العلوم المشهورة » والفنون المذكورة » وكان 
من العلوم بحيث يقضى له في كل فن بالجميع . 

وكان مهاباً حتى أن العلامة الصالح عفيف الدين عبد الله بن عبسين كان 
يقول : إني لا أخاف ولا أهاب أحداً من العلماء إلا الفقيه عبد الله با مخرمة » 
فإني أكاد أرعد من هيبته . وكان الملوك في زمانه بخضعون له ويخافونه . 

وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر › لا يراعى أحداً فى دين الله » ولا 
يخاف في الله لومة لائم . ۰ ٠‏ 

وكان صاحبه الإمام الولي جمال الدين محمد بن أحمد با فضل كثير التعظيم 
له » وبلغني أن الفقيه رحمه الله سئل أي أعلم أنت آم الفقيه محمد؟ فقال : أنا 
أعلم منه وهو أورع مني أو قال : أدين مني . 

وكان الشيخ علي بن طاهر ‏ أول ملوك اليمن من بني طاهر - كثير التعظيم 
له » والاغتباط به » والامتثال لأمره ٠‏ والانقياد له » والتأدب معه » ولم يزل به 
حتى ولاه القضاء بعدن على كره منه بعد أن شرط عليه شروطاً وفى له بها . 
فباشر الوظيفة بنزاهة تامة » وصدع بالحق » وإقامة العدل » واجتهاد في إيصال 
الحقوق » وإغلاظ للظلمة من الأمراء والوزراء وغيرهم » وقمعهم عن الظلم › 
وتحكيم الشرع فيهم . فمكث على ذلك نحو سنتين أو سنة ونصف » ثم هرب 
من البلد على حين غفلة من أهلها » وركب البحر إلى الشّحر » ثم إلى بلده 
الهجرين فراراً من القضاء » وحذراً من فتنته » فعفاه السلطان منه » وعوّل عليه 
في الرجوع مكرما من غير قضاء » فرجع . 

ذكره السخاوي في «تاريخه» . قال : وكان برع في الفقه وأصوله › 
والعربية » والحديث » والتفسير . وكان من شيوخه في الفقه با حميش ٠»‏ وفي 
غيره با شكيل محمد بن مسعود قاضي عدن » وغيرهم كأبي هرمز الحضرمي » 


63 


وهو من أصلح شيوخه . قلت : ولبس منه خرقة التصوف . قال : ودرس 
وأفتى وكلفه علي بن ظاهر قضاء عدن » فدام قريب أربعة أشهر ١‏ ثم ترك 
وتوجه لنفع الطلبة خاصة » مع علو همة وشرف نفس . 

وعمل على « جامع المختصرات » نكتاً في مجلدة › وكذا على ١‏ ألفية 
النحو» في كراريس مفيدة » وشرح « الملحة » للحريري شرحاً حسناً » 
ولخص « شرح ابن الهايم » على هايميته » إلى غير ذلك » مثل الرسائل في 
علم الهندسة وغيرها » وفتاواه جيد”(١2‏ وعبارته محكمة . انتهى كلام 
السخاوي . 

وله كتاب « الفتاوى » » وهو كتاب جليل عظيم الفائدة . 

وممن تخرج به من الأئمة الأعيان : الفقيه العلامة الصالح عفيف الدين 
عبد الله بن عبد الرحمن فضل المعروف بابن الحاج » والإمام العلامة جمال 
الدين محمد بن عمر با قضام » والفقيه العلامة عثمان بن محمد العمودي › 
والقاضي الإمام البارع محمد بن عمر بحرق . 

ورأيت بخط الفقيه عبد الله [بن الحاج]" فضل ‏ رحمه الله في آخر جواب 
له على مسألة اختلف فيها فقهاء عصره ما لفظه : وقد أفتى بذلك سيدنا وشيخنا 
الفقيه العلامة عبد الله بن أحمد مخرمة رحمه الله » وأخذه من مقتضى كلام 
الأصحاب » وهو أحق من أن يقلد . انتهى . 

وبالجملة : فإنه كان بقية العلماء العاملين » ليس له نظير في زمانه » ولم 
يخلفه بعده مثله » رحمه الله تعالى . وكان بعض الأولياء يقول في حقه : إنه 
من الأربعة الأوتاد الذين يحفظ الله بهم البلاد والعباد › ويغيث بهم الحاضر 
والباد . وكان رحمه الله يقول : عمري سبعون سنة . فكان كذلك . 


)١(‏ في( ط): ١‏ مجيدة؟. 
(۲) []زيادة في ( ط ) . 


ومن أولاده الفقيه الصوفي عمر » وكان تصوف بعد أن برع في العلم › 
وكان شيخه في التصوف الشيخ عبد الرحمن با هرمز » وله معه حكاية طويلة . 
ومن شعره : [من مجزوء الكامل]: 
أعصسط المضِّة حقّها والخقظ له خر الأدث 
وام بأنك علده في ككل حال وهورت 
ونظمه كثير جداً» فهو مشتمل على كثير من إشارات الصوفية 
واصطلاحاتهم » ومسائلهم الدقيقة » وعليه حلاوة » وفيه طلاوة » ولأجل 
هذا يحفظه أهل تلك الجهة كثيراً ويتمه ن به » ويستعملونه غالباً في مغانيهم › 
ويعتنون به أشد العناية حتى العوا م» وهو سلس الألفاظ » قريب المعاني » 
يفهمه كل أحد بحسب حاله في المحبة المجازية » ونحو ذلك . وهو مع ذلك 
مشتمل على كثير من الأمثال المتداولة بينهم » ومنه هذه الوسيلة العظيمة » التي 
اشتملت على ذكر كثير من أولياء الله » رضي الله عنهم » وهي : آمن الكامل]: 
يا رټ بالشّيِخ الجُنيَدٍ وخاله وشقيت والشبلي وشهرة حاله 
وحبیسب العَجَمئْ وداودٍ فى طني وبصريٌ وطيب وصاله 
وبتَسْتَريٌ الدَارٍ سَهْلٍ وما سَرَى بسراءٌ في الأسرار من سِلساله 
0 د إبراهيم صَفوة أذهم وفضيل الضافي على أفضصالِه 
'؟ كرمان وبابن خفيفهم متحمّل الأثقالٍ من أثقاله 
رق رب ا الذي بحفاه لم يحتج لحَضْف نِعَالِهِ 
والوّاسطيّ جمال أرباب الصفا جالي صفا أسرارهم بصقالِه 
وجليل جيلان الذي قد تُوّجت 2 تيجانٌ فخرٍ من عظيم جَلالِه 
مولاي عبد القادر المنعوت في ال ملكوت بالبازي لبُعْدٍ حَلاله 





00 في ( ط) : « وبشارة » وهو خطأ صوابه في (م) › وهو شاه الكرماني توفي قبل 
الثلاثمائة » ترجمته في « طبقات الصوفية » للسلمي » ص( 191 ) . 


5١ 


والشاذلي المدعو أبو الحسن الذي 
وسفيره المرسي وعيبة”" سره 
وأئمة الإسلام أعلام اليفُدى 
سفيان"" القوريّ وابن عيينة 
ظلمَ الجهالة والمملك مالك 
وبأحمد المحمود صفوة حَنْبِلِ 
وبفخر شيراز أبي إسحاقها 
وبسورّه المسرور في تنبيهه 
وبحجّة الإسلام مرشد أهله 
ببسيطله ووسيطه ووجيزه 
وضيا جواهره وما أبداه في 
ياالله ياربَاهٌياغَوْئاةٌيا 
فرج علي وأجل عن قلبي الصّدا 
وأزخ عُيوم الم عنه ونځه 
وأذقة برد الأنس مما يختشي 
وَاجمَلْ صلاتك والسّلام يحنّها 


سر الوجود محمد وأميسره 


(1) في( م ) و( ط ) :2 خفقت قبول. . ٩‏ . 


حَمَقَتْ قلوث القرب من إقبالء“ 
ومنيل من ولاه خير نواله 
وحماة علم الشرع كافي كمالِه 
وأبو حنيفة من جلا بجمالِه 
والشافعيّ وحزبه ورجالِه 
إذذاك لم بشخ على يواه 
وصلاحه المصيون عن إخلاله 
وبها مهذّبه وزهو جمالِه 
سبل الصّواب بصائبات مقَالِهِ 
وبما حكى الإحياءٌ من أحوالو 
ينهاجه من عين عذب زُلالوا”) 
من لا يصون السّؤل عن سؤالِه 
إني مؤمل طلق عقي عقالو 
وأرحه يامولاي من أغُلاله 
وأَنْلْهُ مايرجوه من آماله 


أبداً على خير الأنام وآله 
ومنيره بمقاله وفع اله 


عيبة الرجل : موضع سره » على المثل . وفي الحديث : الأنصار كرشي وعيبتي » أي 


( البسيط ) و( الوسيط ) و( الوجيز ) و( إحياء علوم الدين ) بعضٌ من مؤلفات الإمام حجة 
الإسلام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي ( ٠٠١‏ ه ) رحمه الله تعالى . ش 


زفق 

خاصتي وموضع سري » اللسان ( عيب ) . 
(۳) في( ط) : « سفيانها » وما أثبتناه عن ( م ) . 
)٤(‏ 
)0( 


جواهره ومنهاجه . أراد : ( جواهر القرآن ) و( منهاج العابدين ) من مؤلفات الإمام الغزالي 
رحمه الله تعالى ٠.‏ 


1Y 


ومنه أيضاً هذه الوسيلة التي نظم بها أكثر مشايخ الرسالة نفع الله بهم . 


وهي : [من الكامل]: 
يامَنْ لقلب بالصّبابة ممتلي 
من ذا لما بي كاشفاً إِلأكَ يا 
يالله يامّن لاإلهنؤمه 
ياحيٌ ياقيوم تبني وگن 
يا من هو الله العظيم ومّنْ له ال 
أَنَعِمْ علي فأنت أكرمٌ نیم 
وتوفني لك مُنْلماً وصَلّماً 
وبآية الكرسيّ أعظم آية 
وبح خَيْرٍ العالمينَ محمد 
وبحسق إسسرافيلٌ بل ورفيقه 
وبحقٌ ميكائيل خازن رِزقنا 
وبحرمة الصَّدّيق والفاروق يَلْ 
وبحق فاطمة البتول وإبنها 
وبجعفر الطيّار َل وبحمسزة 
والتابعينَ لهم بإحسان ومن 
بيقين زَيِنٍ العابدين وباقر 
وبكظم موسى والملقب بالوّضى 
بالياسَ والخضر النقيب ومن مضى 


بالشيخ سَهْل الشْمْتَري إمامنا 





وأضالع بلظى القّطيعة تَصُطلي 
من قد مددت له أكفٌ توسّلي 
إلا هو انظرني بعين تَفَضلٍ 
باللُطفٍ ۽ والتدبير لي أبداً ولي 
عَزش العظيم ومَنْ عليه توكلي 
وَاغْفِر نوبي واعف واكف وجمُّل 
مع أولياك بحقٌّ حمقّك ياعلي 
وبسرٌآيات الكتاب المنرّل 
هادي الأنام وغوث كل مِؤَّمّلٍ 
جبريل قيدوم'"'' الفريق الأول 
وبقابضٍ الأرواح غير ممهل 
وبحق عثمان وسيدنا علي 
حسن وبالشاني حسين افضل"“ 
وبجشع أصحاب النبسيٌ الكل 
والاكَ من أهل المحلٌ المُعْتلي 
وبجعفر ذي الصدق والفخر الجلي 
زاكي الأصول علي المتبشل 
معن تصرف في مدى الزّمن اللي 
وأخيه معروفي فأبلغ مأملي" 


000 قيدوم » أراد : دام نقيض وراء » وهي أيضا ( القيْدم والقَيدُوم ) اللسان ( قدم ) . 
(۲( في ( ط ) : ١‏ حسين الأفضل ٠‏ وما أثبتناه عن ( م ) . 


)۳( في ( ط ) . 


. أبلغني مأملي ؟ وهو مما لا يستقيم به الوزن . 








بسري بالشّيخ الجِتَيِدِ بحارث 
وبإبن أدهم كد ثم بالطائيٰ وبال 
بفضائل ايخ الفضيل وبا 

بأبي سليمان وإبن مباركٍ 
وبأحمد بن أبي الحواري ثم من 
بأبي تراب وابن مسروق وبال 
برويم وابن خفيف والحداد وال 
وبإبن خَضْرويه وبالثُوريٌ والدَّ 
وبإبن الاعرابيّ وابن نصيره 

2 

بمحمد الرّقي وشيخ زماييه 
بالرازي الأواب عبد الله واب 
وبشيخنا ابن خفيف بل بعل ال 


(1) في ( م ) : « برويم وابن خفيق. . 


» وفي ( ط ) : : ۵ برويم وابن جنيتي . . 


بشقيق البلخي بذي التُونٍ الولي 
سحافي الفقير الزّاهد المتتصّل 
وبحال طَيْفور الذي منه ملي 
وبحاتم والواسطي الفَيَصَلٍ 
سصور بن عمّار الذليل المموصل 
شبليٌ وابن معاذٍ يحيى الأنبَل 
صاب ثم نجيدٍ المتبذل 
قاق والمكيّ عمرو الأعدل 
حيري وبابن الفضل کن يا رب لي 
والوَفُي إبراهيم المتبيهل 
أستاذنا السار والمتأوّل 
ن نجيدٍ والبوشنجي المت © 


سخصرك ی تجاوز واه مح ذنبي واقبل 


٩‏ وهو تحريف 


في الاسم الثاني منهما › ؛ وصوابه (اپن خفيف ) كما تناه ؛ وهو من رجالاتهم  :‏ صحب 
رويحاً والجريري وأبا عمرو الدمشقي » ولقي الحسين بن منصور » وكان عالماً بعلوم الظاهر 
وعلوم الحقائق. . مات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ؛» « طبقات الصوفية » ( ١:‏ ) . 
وكذلك وقع التحريف في اسم « نجيد » فهو في ( م ) « بجير » وفي ( ط  )‏ نحير ؛ وصوابه 
كما أثبتناه » وهو من رجالاتهم » قال اللي « أبو عمرو إسماعيل بن نُجيد.. لقي 
الجنيد » وكان من أكبر مشايخ وقته. 
الصوفية 4( 105 ) . 

(0) في( ط):« . والبوشيخي المتجمّل » وما أثبتناه عن ( م ) وهو أبو الحسن علي بن أحمد 
البوشنجي » أحد رجالاتهم » توفي سنة ثمان وأربعين وثلائمائة « طبقات الصوفية 6 
( 60۸ ) . 

(۳) في (م) « الخضري. .. ٠‏ وهو تحريف » وفي ( ط ) « يعلى - الخضري. . 
تحريف أيضاً وصوابه كما أثبتناه » وهو أبو الحسن علي بن إبراهيم الحْصري . 


. مات سنة ست وستين وثلائمائة ) « طبقات 


.6 وهو آستاذ= 


5 


وبشيخ نْضْرّ اباذ عالمها وبد 
بنزيل دِيْنَوَرٍ أبي العباس واب 
وإمامنا الدَّقَاقٍ وَالسُلَمِيٌ وال 
بالعابد الخشاب ثم دريدي 
بالأسود الاوي بديلور وملا 
بأبي سعييا“ إمام مالين ومَنْ 
وبزين الاسلام القشيري الذي 
يامَن يغيث المستغيث بِقَوْيِهٍ 
فبحقٌ من سمَّيِتٌ في قولي أَقِلْ 
وتوليِي وتولٌ من واليته 
واقْمَعْ ودمّر من أراد بنا أذى 
ومتى دعوتك يا إلهي راغباً 
قل هاك ياعبدي فها أنا واقف 





سدار وشيخ في طَمَسْتَان ابتلي0) 
ن عطا من رودّبار0) المنجلي 
قضاب ثم الصيرفي الأمئَلٍ 
وبابن جهضم هضم كل معطل 
سصور الذي في الغرب”” كان بمنزل 
قد ساح منهم أو أقام بمحفل 
قد ذاق في التوحيد أعذب مَنْهَل 
هذا التوسّل بعد بذل تحيّلي 
وأنلني المأمول منك و 

واحلل بأعدائي سَقَامَكَ“ و اخذل 
واعكس رجاه وځذه أخحذ سكل 
أو راهباً من عاجل ومو جل 


0 


3 


العراقيين » وبه تأدب من تأدب منهم » صحب أبا بكر الشبلي وغيره من المشايخ . مات 


ببغداد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة » « طبقات الصوفية 6 ). 


)1١(‏ في (م) ‏ ... نضر 


اباد » وفي ( ط ) « مضر أباد » وهو تحريف في الحالين » وصوابه 


( نَضْر اباذ ) كما أثبتناه » ومعناه بالفارسية عمارة نصر : محلة بنيسابور » ينسب إليه جماعة 
من العلماء » 2 معجم البلدان » ( ۲۸۷/١‏ ) وكذلك وقم التحريف فى ( ط ) فى قوله 


( طمسنان ) أثبتاها بالنون 


قبل الأخير » وهي تاء » كما أثبتناها » مدينة بقارس نسب إليها 


قوم من الرواة » « معجم البلدان 4١/4 (٠‏ ) . 


)۲( 
فيه 
هق 


في ( ط ) : روذباد » وهو تحريف . 
في ( ط ) : « في العذب. . » . 
كذا في (م) و(ط): 


أحمد بن محمد الماليني الصوفي ) « معجم البلدان » ( 5/ 44 ) وفيه « مالين في موضعين 
أحدهما كورة ذات قرى مجتمعة على فرسخين من هراة يقال لجميعها مالين. . وإليها ينسب 


أبو سعد. .. 6 . 


)2( في ( ط ) : « انتقامك » وفي ( م ) : « . . إسقامك » . 


۳ # النور السافر 


50 





حاشاك أن تغني الملوكُ وفودها وترذني يامن عليه معوّلي 
أبداً وصلّ على التي محتدٍ زين الوجوه ونور كل مهلل 
وعلى صحابته الكرام وآله أهل الفضائل والقخار الأكمل 

وإنما ذكرت هاتين القصيدتين تيمناً بذكر من فيهما من أولياء الله تعالى 
الذين تنزل الرحمة عند ذكرهم » لثلا يخلو هذا الكتاب عن شيء من نفس هذا 
السيد العظيم » والولي الكبير » عارف زمانه » ذي القدم الراسخة في 
التصوف » أعاد الله علينا من بركاته في الدارين آمين . وما وقفت على تاريخ 
وفاته » فلهذا لم أترجم له بالاستقلال » وإلا فهو جدير بذلك . 

© وفيها : توفي الفقيه الصالح العلامة جمال الدين محمد بن إبراهيم 
المَكَدِش”' بفتح الميم > وسكون الكاف » وكسر الدال المهملة » وآخره شين 
معجمة . فقيه اللامية ومفتيها ببلدة سامر . وكان له بها مشهد عظيم 
رحمه الله . 

قلت : وبنو المكدش هؤلاء أخيار صالحون » شهر منهم جماعة بالولاية 
التامة » وظهور الكرامات ٠‏ وقريتهم يقال لها: الأنفة » وهي بفتح الهمزة بعد 
الألف واللام وفتح النون والفاء أيضاً وآخره تاء تأنيث بجهة وادي سهام وهي 
مجللة”'2 مقصودة للزيارة والتبرك » ونسبهم في الغنيميين » وهم قبيلة من قبائل 
عك" بن عدنان » ومسكنهم فيما بين الوادي سهام والوادي سردد . 

ومن مشاهيرهم يوسف بن أبي بكر الكش » كان من كبار الأولياء » وله 
كرامات خارقة . ذكره الشرجي في الطبقات““ » وأثنى عليه » وذكر شيئاً من 
أحواله > وتاريخ وفاته لم أطلع عليه > غير أنه كان معاصراً لصاحبّي عواجة 





(۱) ترجمته في « شذرات الذهب 6( )71/1١‏ . 

0( في « طبقات الخواص » للشرجي ( ۲۹۴ ) ( وهي مجلة محترمة بالفقهاء ) 
(۳) في(م) : « معد 4 وما أثبتناه عن ( ط ) و « طبقات الخواص »( ۲۷ و وه9؟). 
 )4(‏ طبقات الخواص 59(9”) . 


15 


الشيخ الحكمي . والفقيه البجلي » وهما كانا على رأس الستمائة . ومنهم 
الصالحين . ذكره الشرجي أيضاً في طبقاته“ » وحكى بعض كراماته » وكانت 
وفاته سنة ثمان وتسعين وسبعمائة . 

© وفيها : في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر المحرم توفي 
الشريف محمد بن بركات”'؟ صاحب مكة بوادي الأبيار خارجاً عن مكة . 
وحمل إليها ودفن بها يوم الأربعاء في حوشه رحمه الله . 

© وفقيها : في ذي القعدة توفي الفقيه محمد بن عبد الرحمن بن محمد 
باصهي بشبام . 


© وفيها : في سحر ليلة الأربعاء السادس عشر من جمادى الأولى توفي 
الفقيه المفتي القاضي الشيخ العلامة جمال الدين مفتي المسلمين محمد بن 
حسين بن محمد بن حسين القماط الزبيدي بمدينة زَّبيد » ودفن ضحى 
يومها » وكان له مشهد عظيم » ولم يخلف بعده مثله رحمه الله » وكان مولده 
ببلدة بيد في شهر صفر سنة ثمان وعشرين وثمانمائة » ونشأ بها واشتغل فيها 
بالعلم > ولازم القاضي العلامة الطيب الناشري صاحب « الإيضاح ¢« 
والعلامة عمراً الفتى » والفقيه كمال الدين موسى الضجاعى عي » وغيرهم من 
علماء عصره . وبرع في الفقه » ودرّس ٠‏ وأفتى » وكان لا يمل الأشغال » 
والاشتغال » وحصل بيده كتباً جمة » وولي قضاء عدن سنة ثلاث وثمانين › 
ولم يزل قاضياً بها إلى سنة تسع وتسعين » فعزل بالقاضي العلامة شهاب الدين 
أحمد بن عمر المزجد > ورجع إلى وطنه زبيد » وأقام بها على التدريس 
والفتوى ونشر العلم » وتخرج به جماعة من الفضلاء » وانتفع الناس بعلمه ١‏ 





. )۲۹٤ المصدر نفسه(‎ )١( 
.) 5 ۰٩ ( » غاية الأماني في أخبار القطر اليماني‎ ١ أخباره في‎ (¥) 
, ) ۳۲/۱۰ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )۳( 


1Y 


ولم يزل على ذلك إلى أن توفي . وكان كثير الاستحضار للفروع » جيد 
الاستنباط » ولم يكن له يد في غير الفقه رحمه الله . 

© وفيها : في يوم الإثنين الثاني من شهر ربيع الآخر توفي الفقيه الصالح 
المعمر جمال الدين محمد النور بن عمر الجبرتي" » من بقية أصحاب الشيخ 
إسماعيل بن أبي بكر الجبرتي » عن خمس وثمانين سنة ودفن ضحى يومها 
قريباً من ضريح شيخه رحمه الله . 

© وفيها : في عشية يوم الخميس الثالث من جمادى الأولى توفي الفقيه 
العلامة المتقن المتفنن رضي الدين الصديق" بن محمد الحكمي الشهير 
بالوزيغي”" بمدينة زبيد » ودفن ليلة الجمعة بعد صلاة المغرب بتربة القضاة 
الناشريين بعنابة القاضي جمال الدين محمد بن عبد السلام الناشري 
رحمه الله . 

© وفيها : في يوم الأحد الثاني عشر من جمادى الآخرة توفي الشيخ شمس 
الدين علي بن عبد الله الرّجاجي الصوفي بزبيد » ودفن بعد العصر رحمه الله . 


. ) ۳۲/۱١ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 

(۲) في ( ط) رضي الدين بن الصديق » وما أثبتناه عن (م) و شذرات الذهب» 
(۳۲/۱۰). 

(۳) في ( م ) : « الشهير بالوريفي » وفي ( ط ) : « الشهير بالوزيفي » وما أثبتناه عن « شذرات 
الذهب ۳۲/٠١ (١‏ ) » وثمة ترجمته . 


TA 


سنة أربع بعد التسعمائة 


© وفي عشية يوم الأحد الرابع من شهر محرم : توفي العلآمة الكبير 
المعمر شيخ الإسلام نجم الدين يوسف المقري بن يحبى الجبائي إلى رحمة الله 
تعالى بمدينة زبيد » ودفن بعد صلاة المغرب من ليلة الإثنين إلى جنب سيدي 
الشيخ أحمد الصياد ملاصقاً له داخل المشهد من جانب اليمن بوصية منه › 
وكان له مشهد عظيم لم تر العيون مثله » وصلي عليه بجامع زبيد رحمه الله 
ونقع به . 

وجباء : ناحية مشهورة غربي مديئة تعز . 

كان إماماً عالماً محققاً مطلعاً . قوي الإدراك » جيد الفطنة » حسن 
الاستنباط › وتفقه بعلماء قطره ٠‏ ثم ارتحل إلى عدن » وأخذ عن إمامها 
القاضي العلامة محمد بن سعيد كبن » وبرع وتميز وساد الأقران وصار واحد 
الزمان » وولي قضاء الأقضية في قطر اليمن » وارتحل إليه الطلبة من كل جهة 
من جهات اليمن ٠‏ وانتفعوا به كثيراً » وسادوا وتميزوا » منهم : الإمام العلامة 
موسى بن زين العابدين الرداد » والقاضي العلامة شهاب الدين أحمد بن عمر 
المزجد وغيرهما . وكان له رحمه الله ثروة عظيمة » وأتباع ورئاسة تشبه رئاسة 
الملوك ٠‏ وكان عمدة وقته في الفتاوى » ومن وقف على كلامه » ورأى ما فيه 
من عظم البلاغة » وحسن استنباطه » واقتداره على تحرير المواضع المشكلة 
وحلها وتقريرها على أحسن الوجوه » علم جلالة الرجل وعلو مقامه . ولم يزل 
على الحال المرضي إلى أن توفي بزبيد رحمه الله تعالى . 

© وفيها : في منتصف ربيع الأول قتل سلطان الديار المصرية الملك 
الناصر بن قايتباي(١'‏ رحمه الله . 





. ) 7/9 (٠ و « متعة الأذهان‎ ) 78/٠١ ١2» ترجمته في 1 شذرات الذهب‎ )١( 


34 


© وفي عشية يوم الأربعاء من شهر ربيع الأول توفيت السيدة الصالحة 
صالحة عابدة » قارئة القرآن » تقرأ التفسير وكتب الحديث » وتسمع النساء 
وتعظهن وتؤدبهن » وكان لقولها وقع في القلوب ٠‏ وربما كتبت الشفاعات إلى 
السلطان والقاضي والأمير › فتقبل شفاعتها ولا ترد . وصلي عليها بعد صلاة 


© وفيها : في ليلة السبت السادس والعشرين من الشهر المذكور توفي 
الفقيه العلامة الخطيب كمال الدين موسى بن عبد المنعم الضجاعي"" » إلى 
رحمة الله تعالى بعد طول مرضه » ودفن إلى جانب قبر جده الصالح الفقيه 
علي بن قاسم الحكمي”" رحمه الله تعالى . 


© وفيها : في ليلة الأربعاء سلخ الشهر المذكور توفي الفقيه العلامة كمال 
الدين موسى بن أحمد الداولي المعروف بالمكشكش”*' قرب مدينة تعز » وقد 
خرج به منها مريضاً إلى مدينة زبيد فرد إلى مدينة تعز » وغسل وكفن وصلي 
عليه بها » ثم دفن بمقبرتها الاجيناد قريباً من قبر الفقيه نفيس الدين سليمان بن 
إبراهيم العلوي » رحم الله غربته وأسكنه جنته . 


© وفيها : حصل برق عظيم ١‏ أصاب رجلاً يحرث على ثورين له خارج 
مدينة زبيد قريباً من تربة الفقيه أبي بكر الحداد بمجنة باب القَرْتب“ فأحرق 


. ) زيادة من( ط‎ )١( 

(۲) ترجمته فى ١‏ شذرات الذهب ۳٣٦/٠١ (٩‏ ) . 

فر ترجمته في « شذرات الذهب (٩‏ ۳۹/۱۰ ) . 

)€( ترجمته في « طبقات الخواص ۲٠۷(٩‏ ) . 

)0( في ( ط ) (القربت) تحريف» وصوابه في ( م ) و« طبقات الخواص » ( ۲۸ ) وقد نص على= 


Ve 


الثورين بآلتهما » وسلم الرجل بعد أن أصابه منه لفح كاد أن يهلكه > فسبحان 
القادر على كل شيء! 





ضبطها » قال : 2 بضم القاف وسكون الراء وبعدها مثناة من فوق مضمومة وباء موحدة : 
قرية من أقدم قرى الوادي زبيد © . 


© وفي يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر صفر سنة خمس توفي القاضي 
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إسحاق » ناظر مدينة عدن . وكان ثقة مأمونا لم 
تعلم له خيانة . تولي نظر الثخر المحروس في الدولة المجاهدية الطاهرية » ثم 
المنصورية » ثم الظاهرة » ولم يتهم بخيانة رحمه الله . 

© وفيها : ظهرت على الشمس هالة عظيمة من ضحوة النهار إلى ما بين 
الظهر والعصر » ثم اضمحلت . 

© وفيها : في سحر ليلة السبت الثاني من شهر ربيع الآخر توفي القاضي 
شرف الدين أبو القاسم بن محمد الحداد مستوفي مدينة زبيد وناظرها » ونعم 
الرجل كان ديناً وأمانة وعفة وصيانة » وصلي عليه في جامع زبيد » ودفن 
ضحى يومها بمشهد سيدي الشيخ أحمد الصياد مجاوراً له داخل المشهد › 
وحضر دفنه جميع أهل البلد » ولم يتخلف منهم إلا من حبسه عذر . 

© وفيها : في يوم الإثنين الثاني عشر من جمادى الأولى توفي قاضي تعز 
الفقيه العلامة سراج الدين أبو بكر بن علي بن عمران » وصلي عليه بجامع زبيد 
يوم الثلاثاء”'" الثالث عشر منه . 

© وفيها : طلع من مشرق نجد نجم ذو ذؤابة »> وكان طلوعه من برج 
الحمل وذؤابته في اليمن وسيره في الشام » فسبحان القادر على ما يشاء! 

© وفيها : انقض كوكب عظيم من المشرق في المغرب وأضاءت له 
الدنيا » ووقف ساعة » ثم أضاء السماء » فأضاء المكان الذي أصابه منها 


)00( في ( م ) و ( ط )( الجمعة ) وهو خطأ . 


V۲ 





إضاءة عظيمة » ثم سقط في جهة المغرب › وبقي ساعة ظاهراً في الموضع 
الذي أصايه ساعة طويلة ثم اضمحل . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي 
العظيم . 

© وفيها : دفع مطر وادي زبيد بسيل عظيم لم يعهد مثله » وسال بخلق 
ودواب » وأخرب فرية مزارع » وجاء بشيء من هدم البيرت لا يعلم من أين 
هو ؛ فسبحان العليم الحكيم! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 

© وفيها : وقع مطر بمدينة زبيد وما حواليها › وكان جمع من الرعاة في 
البادية خارج باب الشبارق(“ فلما وقع عليهم المطر لجأوا إلى المعقد الكبير 
الذي هو غربي دار الطويلع قبالة بستان حائط لبيق › واكتنُوا عندهم جماعةً من 
الناس الذين كانوا بالحائط وغيرهم ٠‏ فبينا هم كذلك إذ رأوا الغنم تجول بعضها 
في بعض وتتساقط ميتة › حتى سقط منها نحو ستة رؤوس ٠»‏ ثم سكنت بعد 
ذلك » فنظروا فإذا ثعبان عظيم تحت أرجلها ميتاً . وقد وطئت إحداهن بظلفها 
رأسه فقتلته » ودفع الله شره » فسبحان القادر على ما يشاء! 

© وفيها : في ضحى يوم الإثنين الثالث والعشرين من شهر شوال ١‏ توفي 
الشيخ الصالح شيخ الشيوخ جمال الدين محمد المعروف بابن إسماعيل 
الصوفي › وصلي عليه بعد صلاة العصر بمسجد الأشاعر » ودفن في قبر والده 
داخل قبة جده الشيخ الكبير إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي" » وكان له مشهد 
عظيم لم تر العيون مثله » وكثر الأسف عليه رحمه الله ونفع به . 





)1( في ( ط ) ( الشيارق ) وهو تصحيف ٠‏ وصوابه في ( م ) وفي « طبقات الخواص » ( ۳۲ ) 
وفيه : أنه من القرى العليا لوادي زبيد . 
(؟) ترجمته في « طبقات الخواص 1١81١١١١»‏ ) . 


A3 





سنة ست بعد التسعمائة 


© وفي ليلة الإثنين الثامن والعشرين من المحرم سنة ست توفي قاضي 
الشريعة بزبيد الإمام العلآمة جمال الدين محمد بن عبد السلام الناشري'“ 
رحمه الله تعالى » وصلي عليه بعد صلاة الصبح بجامع زبيد » وكان له مشهد 
عظيم لم تر العيون مثله » وكان المذكور من عباد الله الصالحين » والعلماء 
العاملين » وهو خاتمة القضاة الناشريين بزبيد رحمه الله ونفع به . 

© وفيها : في يوم الخميس خامس عشر جمادى الأولى » توفي شيخ 
الإسلام كمال الدين محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن 
رضوان بن أبي شريف المري” بالمهملة » المقدسي الشافعي بالقدس ٠‏ وكان 
مولده في يوم السبت خامس ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة . 

أخذ العلم عن جماعة منهم : شيخ الإسلام ابن حجر » والعلامة ابن الهايم 
ومن في طبقتهم . ومن محفوظاته : « الشاطبية ٠‏ › و« المنهاج الفرعي ) 
و « ألفية الحديث » » و « مختصر ابن الحاجب » في النحو » وعرض هذه الكتب 
على الشيوخ فأجازوه . وجوّد القرآن العظيم بعد حفظه » وأخذ عن بعضهم علم 
الحديث والأصول والعروض والقافية والمنطق وغيرها » وتفقه بابن شرف 
وجماعة » وأخذ عن بعضهم خرقة التصوف سندها إلى الشيخ عبد القادر 
الكيلاني » وأذن له غير واحد في الإقراء > وحج وجاور في سنة ثلاث 
وخمسين . وسمع على الشرف أبي الفتح المراغي » والتقي بن فهد » والبرهان 
الزمزمي » وأبي البقاء بن الضياء بمكة » وعلي المطري وغيره بالمدينة . 





. ) ٤۷/٠١ (٩ ترجمته فى « شذرات الذهب‎ )١( 
وليس فيه « مسعود بن رضوان » من أجداد‎ . ) 48/1١ ( » ترجمته في « شذرات الذهب‎ (۲) 


7: 


ترجم له البقاعي » ووصفه بالذهن الثاقب » والحافظة الضابطة » والقريحة 
الوقادة > والفكر القويم » والنظر المستقيم » وسرعة الفهم » وكمال 
المروءة » مع عقل وافر » وأدب ظاهر » وخفة روح » ومجد على سمته 
يلوح » وأنه شديد الانقباض عن الناس غير أصحابه . 

قال السخاوي : ودرّس وأفتى وحدث ونظم ونثر» وذكر من تصانيفه 
حاشية على « شرح جمع الجوامع » للمحلي » وأخرى على ١‏ تفسير 
البيضاوي » » وشرحاً على ١‏ الإرشاد » لابن المقري » و١‏ فصول ابن 
الهمام » » و « مختصر الشفاء » وغير ذلك . قال : وبالجملة ؛ فهو علامة 
متين التحقيق حسن الفكر والتأمل » وكتابه أمتن من تقريره » ورويته أحسن من . 
بديهته » مع صيانة وديانة » وقلة كلام وعدم ذكره للناس » ولكنه ينسب لمزيد 
بأو » وإمساك مع الثروة › وتجدد الربح من التجارة » والكمال لله . وعاش © 
صاحب الترجمة بعد السخاوي أربع سنين . وذكره مؤرخ دمشق » وذكر بعض 
أوصافه الحسنة باختصار وقال : إنه خلف دنيا طائلة رحمه الله تعالى . 

© وفيها : حصل بمدينة زبيد مرض عظيم » ومات بسببه خلائق 
لا يحصون » وكثر الوباء » واستمر الدعاء لذلك في الصلاة والخطب » ودام 
ذلك إلى شهر ذي القعدة » واشتد في آخر شعبان ورمضان فبلغ الموتى فيه 
بزبيد في كل يوم فوق ستين نفساً » وكان غالبه في النساء والأطفال » وانتقل 
إلى بوادي زبيد وحيس وموزع وغيرها » ولا حول ولا قوة إلا بالله [العلي 
العظيم]“ . 


© وفيها : قدم قاصد صاحب مصر السلطان جان بلاط" بهدية عظيمة إلى 





)1( في ( م )و ( ط) : « وعاشر » وهو تحريف وصوابه كما أثبتناه . 

0( ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 

م في ( م ) و( ط ) ( حنبلاط ) وهو تحريف ٠‏ والتصحيح من « شذرات الذهب »( 4١/1١‏ ) 
و« الكواكب السائرة 4( ١/١/١‏ ) وثمة ترجمته . 


Vo 


السلطان عامر بن عبد الوهاب من جملتها فانوس بلور قدر قامة الإنسان › 
وصندوقان من بلور » وسيوف عظيمة » وأشياء نفيسة . ويقال : إنه رأى في 
منامه منامات صالحة للسلطان المذكور » فكتب إليه بذلك . 

© وفيها : في سحر ليلة الثلاثاء من رمضان توفي الشيخ أبو بكر 
المزجاجي › ودفن ضحى يومها رحمه الله . 

© وفيها : في ضحى يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر شوال توفي 
الشيخ الصالح وجيه الدين بن عبد الرحمن بن محبي الدين الجبرتي''2 » ودفن 
بعد عصر ذلك اليوم رحمه الله . 

© وفيها : في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة توفي نجم الصعدي بقية فقراء 
الشيخ إسماعيل بن أبي بكر الجبرتي 





(۱)( ثمة ترجمة للمشايخ ب بني الجبرتي في « طبقات الخواص (٩‏ 555 ) . 


۷٦1 


© وفي سنة سبع : توفي الفقيه العلامة الصالح محمد بن الفقيه عبد الله بن 
عبد الرحمن الحاج بافضل الحضرمي بالشّحر . 

وفيها : لأربع خلت من شهر ربيع الثاني توفي الشيخ الإمام العلامة الولي 
الصالح الورع الزاهد بقية السلف وعمدة الخلف القاضي الفقيه عبد الله بن 
محمد بن حسن بن محمد بن أحمد بن عبسين”" الشافعي بالشّحر » ودفن في 
تربة الشيخ فضل » وحزن الناس بفقده وتأسفوا عليه كثيراً . 

نشأ من صغره ه في الطاعة والعبادة > وظهرت عليه من حينئذ لوائح 
السعادة ٠‏ وإشتفل بالعلم ٠‏ فبرع وسلك طريق التدقيق » فلحق من قبله وقات 
من بعده » وتصدر في الشخر للفتوى والتدريس . وتخرج به الطلبة وانتفعوا به 
كثيراً . وكان سيداً شريف النفس كريماً سخياً مفضالاً وصولاً للطلبة كثير 
الإحسان إليهم » وكان يجتهد في جمعهم وترغيبهم للطلب » ويسعى لهم في 
الف ا هم ف ٠‏ سن امام ٠‏ ابن الجانب في غاية التواضع > وكان 
على الملوك والأمراء [فمن دوتیم ساميً في قضاء سر تج المسلمين ولا 
تأر بردٌ من ره » ولا يكون ذلك منفرا له عن العود إلى الشفاعة مرة أخرى . 

ومن فضائله المشهورة ومناقبه المذكورة سعيه في إخراج وقف الجامع 
الذي على المدرس والمدرسة وغيرهم من يد الدولة بعد أن استولوا عليه مدة . 
وكاد أن ن ينطمس ويندرس . ومن ذلك أنه كان السّبب في وصول الفقيه العلامة 





(۱) في( ط) : ( عسين ) وصوابه في (م ) . 
() زيادة من (ط). 


44 


عفيف الدين عبد الله بن الحاج فضل إلى الشخر » وترتيبه مدرساً في الجامع › 
وانتفاع الناس به . 

وبالجملة : ففضائله ومناقبه أكثر من أن تحصر . وكان رحمه الله يعلم 
الصبيان القرآن » وحفظ القرآن عليه خلق كثير » وكان ينسخ المصاحف 
ويجتهد في ضبطها وتصحيح رسمها » وكتب نحو خمسين مصحفاً . 

وحكي أنه كان لا يأكل إلا من كسب يده » وكان حسن الخط » وأهل تلك 
الجهة يضربون بخطه المثل » وكان مع هذا كله متولياً القضاء بالشّخْر » وكان 
من قضاة العدل المشكورين » وأئمة الفضل المشهورين . واشتهر بذلك 
ذكره » وطار صيته » وضربت به الأمثال » ولم يكن يأخذ لنفسه من معلوم 
القضاء شيئاً » بل كان يخص بعض المحتاجين من الفقهاء والدرسة . ولم يزل في 
جميع مدة ولايته القضاء وغيرها مستمراً على جميع ما ذكرناه عنه من التعليم › 
ونسخ المصاحف » والسعي في حوائج المسلمين » والشفاعات لهم إلى الملوك 
فمن دونهم » والقيام بالأمر بالمعروف » والنهي عن المنكر » وعدم المداهنة › 
والمراعاة في الأحكام > والإغلاظ للظلمة » وعدم الاحتفال بأهل الدنيا وأرباب 
الجاهات والمناصب » والتقشف فى الملبس حتى أنه كان يعصر المداد بعمامته › 
وقد لا يكون له إلا ثوب واحد يتزر ببعضه ويجعل بعضه على عاتقه » ويمشي 
كذلك في الأسواق وغيرها غير مكترث بأحد ولا مستحي من أحد . 

وقضيته مع السلطان عبد الله بن جعفر الكثيري صاحب الشّحْرٍ 
مشهورة » وذلك أن السلطان المذكور اشترى حصاناً من بعض الناس ثم 
بعد ذلك أراد رده » وادعى فيه عيبا › وامتنع من تسليم الثمن للبائع › 
فاشتكى عليه إلى القاضي المذكور » فكتب إليه أن احضر إلى الشرع 
الشَّريف ٠‏ ولم يراع السلطان ولا تساهل لأجله ولا حاباه بكلمة واحدة . 
ولله دره! ولقد أبقى فخراً وغنم أجراً » وامتطى ذروة [السّماك] » ورقي 


VA 


فوق أوج الأفلاك . شعر [من الكامل]: 
هيهات أن يأتي الرَّمانٌ بمثله إنَّ الزَّمانَ بمثله لايَسِمَحُ 

وكان آية في العلم والفقه ‏ ويكفي في ذلك أنه اختلف هو والفقيه الإمام 
محمد بن عمر بحرق في مسألة في الفقه » وطال النزاع بينهما حتى اشتهر بين 
الناس » فجاء صاحب الترجمة إلى الفقيه بحرق ومعه كتاب الروضة للنووي » 
فأوقفه على المسألة » فرجع إلى قوله . ثم إن الفقيه بحرق صعد المنبر وخطب 
وقال : ألا إِنَّ المسألة التي اختلفت فيها أنا والقاضي ابن عبسين وجدت الحق 
فيها معه . ولا يخفى ما في هذه الحكاية من المنقبة العظيمة له التي تشهد 
بغزارة علمه وكثرة اطلاعه » وفيها ما يدل على تواضع الفقيه بحرق وإنصافه من 
نفسه » واعترافه بالحق ورجوعه إليه » وهذا عزيز إلا على من وفقه الله تعالى 
وعصمه من الهوى ورزقه الإخلاص في العلم . ولله دڙهما وهكذا فلتكن 
العزائم > وهذه والله هي المناقب ٠‏ ولمثلها فليعمل العاملون » وفيها فليتنافس 
المتنافسون . 

© وفيها : في أوائل شهر رجب توفي القاضي عفيف الدّين عبد الله بن أبي 
الفضل ظهيرة بمكة المشرفة رحمه الله تعالى . 

© وفي ليلة الاثنين توفي العلامة جمال الدين أبو المكارم بن الرافعي بن 
ظهيرة بمكة المشرفة أيضاً رحمه الله . 

© وفي ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين منه توفي الفقيه المقرىء الصالح 
المعمر جمال الدّين محمد بن أبي بكر بن بدير"“ عن تسعين سنة » ممتعاً 
بسمعه وبصره وعقله , وكانت إليه النهاية في علم القراءات السبع رحمه الله 
تعالى . 

© وفي ليلة الأربعاء الثامن عشر من شهر شوال توفي الفقيه العلامة جمال 
ساس 


(1) ترجمته في « شذرات الذهب 2( )01/١١‏ . 


۷۹ 








الدّين محمد بن على الطّيب“ إمام مقام الحنفية بجامع زبيد » وصلي عليه 
بالجامع المذكور بعد صلاة الصبح › ودفن إلى جنب أبيه وأخيه بمقبرة باب 

© وفي آخر يوم الخميس التاسع عشر من الشهر المذكور : توفي الفقيه 
العلامة أبو بكر بن عبد الله قعيس"“ » الشافعى » وصلي عليه بالجامع بزبيد 
بعد صلاة الصبح » ودفن بتربة الشيخ أحمد المزجاجي رحمه الله ونفع به . 

© وفي صبح يوم الجمعة الخامس من شهر ذي الحجة الحرام توفي الفقيه 
النبيه الصالح المعمر عفيف الدين عبد العليم بن أبي القاسم بن عثمان إقبال 
القرتبي؟ الحنفي بمدينة زبيد » وصلي عليه بالجامع بعد صلاة الجمعة › 
ودفن بمجنة باب القرتب غربى مشهد الفقيه أبي بكر الحداد نفع الله بهما › 
وكان له مشهد عظيم . ومولده في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة رحمه الله ونفع 
به . 

© وفي الشهر المذكور كتب الشريف بركات إلى واليه بجزيرة المد(“ 
يأمره بتغريق القاضى أبى السعود وأن لا يراجعه فى ذلك » فأخرجه من 
الجزيرة في السُتْبُوق”"2 وغوّقه في البحر يوم الأربعاء”“ الثاني من شهر ذي 





(۱) ترجمته في « شذرات الذهب 0٩1/٠١ (٩‏ ) . 

(۲( ترجمته في « شذرات الذهب 484/٠١ (٩‏ ) وهو فيه : ( فعيس ) . 

(۳) ترجمته فى « شذرات الذهب ©( 0١0/١٠١‏ ) . 

(٤(‏ هو الشريف بركات بن محمد والي مكة » انظر خبره ونزاعه مع أخوته أحمد وهزاع حول 
ولاية مكة في « غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ) CTY «e YAT /Y‏ . 

(0) القٌنْمُدة » بإهمال الدال : قرية بسواحل مكة ( تاج العروس ) ( قنفد ) وانظر ( قنفذ ) وفيه : 
« وهى الآن قرية عامرة على البحر » وصوبه الزّبيدي قال « والمشهور بإهمال الدال » . 
)030( هو أبو السعود إبراهيم بن ظهيرة » وسبب فتك الشريف بركات بن محمد به أنه أعان أخاه 

أحمد الجازاني على ولاية مكة » قاله في « غاية الأماني » ( 178/7 ) . 
)۷( لبوق : زورق صغير « المعجم الوسيط 57٠/١0»‏ ) . 
(۸) في ( ط )( الأحد ) وما أثبتناه عن ( م ) . 


A* 





الحجة الحرام » وأولاده وعياله ينظرون إليه رحمة الله عليه . 

© وفي سحر ليلة الثلاثاء سلخ السنة المذكورة توفي الفقيه القاضي العلامة 
الصالح مفتي المسلمين أحمد بن العلامة الولي المقرب جمال الدين محمد 
الطاهر بن أحمد جعمان”١'‏ قاضي مدينة حيس" إلى رحمة الله في بيته من مدينة 
زبيد » وغسل وكفن بها » وصلي عليه بجامعها » وحملت جنازته على أعناق 
الرجال إلى حلدر العرق ظاهر مدينة زبيد » وحمل في محمل على جمل إلى 
بيت الفقيه ابن عجيل » ودفن بها آخر ذلك اليوم إلى قبر أبيه وجده ‏ نفع الله 
بهم - بوصية منه رحمه الله تعالى . وكان له مشهد عظيم » ولم يخلف بعده مثله 
في بني جعمان في العلم والمعرفة رحمه الله تعالى . 





)0( ترجمته في « شذرات الذهب » ( 20/٠١‏ ) وترجمة والده أحمد بن عمر بن جعمان فى 
« طبقات الخواص © ( ۸۸ ) وفيه « وبنو جعمان هؤلاء بيت علم وصلاح » شهرتهم تغني عن 
التعريف بحالهم » . 

فق في ( ط ) ( جبس ) وصوابه في ( م ) و شذرات الذهب ٠٠/٠١ (٩‏ ) وهي « بلد وكورة من 
نواحي زبيد باليمن » بينها وبين زبيد نحو يوم للمُجدٌ. . ١»‏ معجم البلدان (٩‏ 77/5 ) . 


۸١ 








سنة ثمان بعد التسعمائة 


© وفي ليلة الاثنين سنة ثمان توفي الحافظ العلامة عثمان بن محمد بن 
عثمان بن ناصر الفخر أبو عمرو”' الدّيّمِي''' بالمهملة المكسورة ثم تحتانية 
مفتوحة بعدها ميم ثم ياء ‏ نسبة إلى ديمة › ٠‏ وهي بلد والده ‏ القاهري الأزهري 
الشافعي . ولد في المحرم سنة إحدى وعشرين وثمانمائة » فحفظ القرآن 
العظيم » ثم حفظ ١‏ العمدة» » و« ألفية الحديث » » و« الألفية في 
النحو » > و« منهاج الفقه والأصل » »> وجوّد القرآن على بعضهم › وأخذ 
الفقه عن جماعة . وكذا في العربية عند بعضهم » ولازم الشهاب الهيتمي وأكثر 
معه من مطالعة « شرح مسلم » للنووي » فعلق بذهنه الكثير منه » وصار يستعير 
منه ما كان عنده من الإكمال » لابن ماكولا [فيدرس]7" فيه بحيث يأتي على 
الورقة منه سرداً » وقرأ نصف البخاري على الشمس محمد بن عمر البرزنجيهي 
الأزهري خادم المؤيدية وقال : إنه انتفع بصحبتهما » وذهب إلى النور 
الشلواني نزيل الأقمر فجلس معه يسيراً » وسمع منه » وأول ما سمع العشرة 
الأولى من عشاريات الزين على العز بن أبي التائب 

ثم أكثر من القراءة في حدود سنة تسع وأربعين وما بعدها على عدة من 
المسندين » ولازم الرشيدي والصالحي حتى كاد يستوفي مسموعهما » وزاد 
حتى قرأ على ثانيهما « المسند » لأحمد بتمامه وقرأ أيضاً على آخرين » وكذا 
قرأ على الشيخ الإمام ابن حجر العسقلاني « مسند الشهاب » وغالب النسائي 
الصغير » وسمع عليه أشياء . وحجّ في سنة ثلاث وخمسين صحبة الركب 


زفق في ( ط ) ( عمر ) وما أثبتناه عن ( م ) ومصادر ترجمته . 
(؟) ترجمته في « الضوء اللامع » ( 0/ ١4٠‏ )و « الكواكب السائرة (٩‏ ١/09؟)‏ . 
زقرف ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 


AY 


الرجبي ٠‏ فزار في جملته"' أولاً في المدينة وأخذ بها يسيراً من المحب 
المطري » وأبي الفرج الكازروني وغيرهم » وقرأ وهو هناك الصحيح بتمامه 
في الروضة الشريفة في أربعة أيام » وسمع « الشفا » من لفظ البدر البغدادي 
قاضي الحنابلة » ثم أخذ عليه اليسير أيضاً » وعن أبي الفتح المراغي والزين 
الأميوطي وكان أخذ عنه أيضاً بالقاهرة » وعلى التقي بن فهد » والبرهان 
الزمزمي”"' ورجع إلى القاهرة » وأقام بها على عادته . 

وكان قد اشتهر بين الناس بحفظ الرجال > وعينه شيخه العبادي لإسماع 
الحديث بالمقام الأحمدي بطنتدا » فتوجه إليه مرة بعد أخرى » فانتشر صيته 
بمعرفة الرجال فصار يجتمع عنده جماعة للقراءة عليه » وأكثر بعضهم التنويه 
بذكره فعرف به جماعة من الأمراء . 

وبالجملة : فكان مستحضراً لجملة من مشاهير الرجال » وكذا المتون مع 
كثير من الغريب والمبهم . وهو أحد التسعة الذين أوصى إليهم شيخ الإسلام 
ابن حجر » ووصفهم بكونهم أهل الحديث . هذا ملخص ما ذكره السخاوي 

قال الشيخ جار الله بن فهد المكي : أقول : وبعد المؤلف انفرد بالرواية » 
وازدحم عليه الطلبة » وصار له ذكر عند الخاصة والعامة مع عدم معرفته 
بتخريج الإسناد؛ لكن الناس انتفعوا بتقريره » واستمر كذلك إلى أن لقي الله عز 
وجل » رحمه الله تعالى . 

© وفيها : في ليلة الخميس ثامن عشر جمادى الثانية توفي الشيخ الكبير 
والولي الشهير العارف بالله تعالى برهان الدين أبو الطيب إبراهيم بن محمود بن 
أحمد بن حسن الأقصرائي الأصل”" ٠‏ القاهري الحنفي الشافعي المواهبي نسبة 





)00( في ( ط ) ( وقرأ في رحلته ) وما أثبتناه عن ( م ) . 
زفق في ( ط ) ( الزمزي ) وهو تحريف » وصوابه في ( م ) . 
زفرف ترجمته في 7 الكواكب السائرة » ( ١١5/١‏ ) وه الطبقات السنية » ( 754١/١‏ ) و« شذرات= 


AY 


لتلمذة”'2 لأبي المواهب بن رغدان » ودفن في صبح يوم الجمعة قبل صلاة 
الظهر بزاويته بالقاهرة . 

قرأ طرفاً من العلم على شيوخ عصره كالسخاوي وغيره » وصحب الشيخ 
الكامل محمداً أبا الفتوح الشهير بابن المغربي » وأخذ عنه التصوف » ثم أخذ 
بإذنه من الولى الكبير محمد أبى المواهب التونسى فعادت عليه بركات 
عوارفه ۰ وانهلت على أرض قلبه أمطار زوارفه" » وفتح الله له على يديه › 
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . ذكره السخاوي باختصار . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : وقد جاور صاحب الترجمة 
بمكة سنة أربع وتسعمائة وأقام بها ثلاث سنين » وألف بها شرحاً على الحكم 
لابن عطاء الله سماه « أحكام الحكم لشرح الحكم » » وشرح رسالته المسماة 
« أصول مقدمات الأصول » » وشرح كلمات علي بن محمد وفا المعروف 
يا مولانا يا واحد يا أحد سماه « شرح التمويل في بیان مشاهد يا مولانا يا واحد 
يا أحد » » وشرح الرسالة السنوسية في أصول الدين » وله ديوان نظم » وعدة 
رسائل » وسبعة أحزاب » ومؤلفات في الزيارة النبوية وغير ذلك . أخذ الناس 
عنه في التصوف . 

وحكي عنه أنه قال : أفادني أستاذي أبو المواهب : [أن من أدل دليل على خلافة 
أبي بكر الصديق رضي الله عنه قوله ية : « ما فضلكم أبو بكر بصوم ولا صلاة ولكن 
بشيء وَقَرَ في صدره »20 . أي فبذلك الشيء الذي وََرَ في صدره يستحق الخلافة . 
ثم انتقل فانتقلت تلك الوراثة إلى عمر » ثم إلى عثمان » ثم إلى علي » ثم إلى 
الحسن رضي الله عنهم أجمعين] وبذلك كمال خلافتهم ظاهراً وباطناً . 


الذهب .)05/١٠١ (٩‏ 
)١(‏ في« شذرات الذهب 085/٠١ (١‏ ) : ( نسبة لتلميذه ) . 
)۲( في ( ط )( وارفه ) » وصوابه في ( م) . 
(۳) ذكره المرتضى الزبيدي في « إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ۳۲٤ /۱(٩‏ ) . 
() ما بين حاصرتين جاء نصه في ( م ) على النحو الآتي : ( أن أول الأقطاب سيّدنا الحسن بن- 


A٤ 


© وفيها : احترق من مدينة عدن جانب عظيم من نصف الليل إلى قرب 
الفجر » وتلفت فيه بيوت كثيرة من بيوت التجار كأبي الليل » وأحمد بن عبد 
السلام » وأحمد الدملولي والحوايجي”'' ٠‏ وإسماعيل بن عبد الأول 
الناشري » وجانب من السوق الكبير إلى بيت أبي شكيل » وجانب من حافة 
اليهود » وحافة الحبوش بأسرها » وأحدقت النار بالمدرسة السفيانية » وتلفت 
فيها أموال جليلة . ويقال : إنه بلغ عدد البيوت المحترقة تسعمائة بيت » ولا 
حول ولا قوة إلا بالله . 

© وفيها : حصل بمدينة زبيد ونواحيها زلازل » وتواترت ليلاً ونهاراً . 
- وأشفق الناس منها » ولا حول ولا قوة إلا بالله . 

© وفي منتصف ليلة الأربعاء التاسع عشر من رجب منها توفي الفقيه العلامة 
[الصالح]" سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن يحيى الجهمي صاحب قرية 
المصباح من أصاب ببلده » وكان معتمد أهل أصاب > ومرجعهم وحاكمهم 
وعالمهم . قرأ على الفقيه أبي بكر البليما » والفقيه محمد بن أحمد مفضل 
الواسطي ٠‏ والقاضي جمال الدين محمد بن حسن القماط » والفقيه موسى بن 
زين العابدين الرداد » وانتفع به كثيراً رحمه الله . 

© وفي يوم الجمعة السابع والعشرين من شعبان توفي الإمام محمد بن ناصر 
صاحب صنعاء رحمه الله . 

© وفي ليلة الأربعاء الثالث من شهر شوال توفي الفقيه رضي الدين أبو 
بكر بن عمر البليما » وكان عارفاً بعلم اللغة والعربية برّبيد » ودفن صبيحتها 
عند أخواله بني الناشري رحمه الله . 





5 علي وأن أول من تلقى ذلك فاطمة الزهراء مدة حياتها ثم انتقلت فانتقلت إلى السيد الكبير 
أبي بكر ثم إلى عمر ثم إلى عثمان ثم إلى علي » ثم الحسن رضي الله عنهم أجمعين ) . 

)0( في ( ط ) : ( الدهلوي ) وما أثبتناه عن ( م ) . 

(۲) في ( ط) : ( الحوامحي ) وما أثبتناه عن ( م ) . 

2 ما بين قوسين زيادة من ( ط ) . 





© وفيها : حصل بمدينة زبيد ونواحيها وبمدينة عدن والجبال مرض يعرف 
وى f Dirt.‏ . ^ > شيوده أ 
بشمندله7١‏ وهو ريح يأخذ المفاصل والاعضاء » ويمنع من الحركة ثلاثة أيام ٠‏ 
يكون معه حمى ثم تزول وهو سليم » ولاحول ولا قوة إلا بالله . 


(1) في حاشية ( م ) بخط مغاير : « والله أعلم أنه الذي يُقال له النديغو بلغة حضرموت »© . 


A1 


سنة تسع بعد التسعمائة 


© وفي سنة تسع : كان يتراءى للناس في ما بين حائط دار الشجرة ومسجد 
الحمًا رجل طويل يزيد طوله على منارة جامع الملاح » أسود اللون ذو وفرة › 
الخطوة الواحدة منه مقدار ثلاثين ذراعاً » وكان يراه بعض الناس دون بعض » 
وربما رؤي بطريق النخل ما بين مسجد الزيد ودار الشجرة . 

© وفيها : في يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر رمضان توفي الفقيه 
العلامة الصالح عفيف الدين عبد المجيد بن عبد العليم إقبال المعروف 
بالقرتبي"'' بمدينة زبيد » وهو يومئذ رأس المفتين بها على مذهب الإمام أبي 
حنيفة رضي الله عنه » ودفن صبح يوم الثلاثاء ثاني يوم موته بمجنة باب القرتب 
إلى جانب والده قريباً من مشهد الفقيه أبي بكر الحداد رحمهم الله تعالى . 

© وفيها : استمر دعاء الخطيب على المنبر » وارتفع تضرعه في كشف 
ما حل بالناس من الحبوب المعروقة بالنار الفارسي » وكان قد كثر ببلاد اليمن 
وزاد » وذهب عن الناس وعاد » واستمر معهم من أوائل سنة ست وتسعمائة 
فما بعدها » وحرجت منه الصدور » وضاقت النفوس . 


مسبم سس بر سس ل 


(۱) ترجمته في « شذرات الذهب ©( 531/٠١‏ ) وفيه : ( القربتي ) . 


AV 


© وفي يوم الأحد سلخ المحرم سنة عشر توفي السلطان العادل المشهور 
بأفعال الخير وإقامة الشرع عبد الله بن جعفر الكثيري”''' بالشّحر » وكانت سيرته 
في رعيته سيرة حسنة محمودة رحمه الله . 

© وفيها : حصل بمدينة بيد زلزلة عظيمة » وزلزلت تلك الليلة مدينة زيلع 
زلزالاً عظيماً شديداً أوقع بعض بيوتها » وخرج أهل البيوت إلى الساحل ولم 
يرجعوا إلى منازلهم إلا صباحاً » ولا حول ولا قوة إلا بال . 

© وفيها : انقضٌ كوكب عظيم وقت العشاء من اليمن في الشام عرض 
مدينة رُبيد » وتشظى منه شظايا عظيمة » ثم حصلت بعده هزة .عظيمة » ولا 
حول ولا قوة إلا بالله . 

© وفيها : وجد كنز ذهب بقرية هقده ما بين مدينتي عدن موزع » کان بها 
مسجد قد خرب » فأراد رجل تجديد عمارته › فوجد الحفارون في, الأساس 
كنز ذهب شخوصاً مضروباً عليها بسكة لا تشبه سكة الإسلام » الوزن لكل 
شخص منها ربع أوقية كل أربعة منه أوقية ذهب . وكان قبل ذلك وجد أيضاً 
بمدينة عدن كنز آخر في أساس مسجد لكنه دون هذا . 

© وفيها : كانت الواقعة المشهورة بين السلطان عامر بن عبد الوهاب 
والأمير محمد بن الحسين البهّال صاحب صعدة على باب صنعاء » فانهزم فيها 
البهال وعساكره هزيمة عظيمة ما سمع بمثلها قط . وأسر فيها إمام الزيدية 
محمد بن علي الوشلي إمام أهل البدعة ورئيسهم في جمع عظيم » وقتل منهم 


. ) 51/٠١ (4 ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 


AA 


جمعٌ لا يُحصى 2 ونهبهم الناس 2 وكانوا يأتون بهم وبخيلهم واحداً واثنين 2 

© وفي يوم الجمعة رابع عشر من شهر ذي القعدة الحرام توفي إمام الزيدية 
محمد بن علي الوشلي”' أسيراً بمدينة صنعاء إلى رحمة الله تعالى » وصلي 
عليه بجامعها ودفن بها رحمه الله . 

© وفي ضحى يوم الخميس العشرين من الشهر المذكور توفي الفقيه 
الصالح تقي الدين عبد السلام بن القاضي محمد بن عبد السلام الناشري”' إلى 
رحمة الله تعالى بمدينة زبيد » وصلى عليه بعد صلاة العصر بمسجد الأشاعر » 
ودفن إلى جنب قبر والده رحمه الله تعالى . 





. )۷۱/۱١(٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 
. )0١/١١ (2> (؟) ترجمته في « شذرات الذهب‎ 


۸۹ 





سنة إحدى عشرة بعد التسعمائة 


© وفي يوم الجمعة وقت العصر تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى 
عشرة توفي الشيخ العلامة الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن كمال 
الدين أبي”'' بكر بن [محمد بن أبي بكر]”" بن عثمان بن محمد بن خضر بن 
أيوب بن محمد بن الشيخ الهمام الخضيري السيوطي”" المصري الشافعي › 
وصلي عليه بجامع الأفاريقي تحت القلعة » ودفن بشرقي باب القرافة » ومرض 
ثلاثة أيام . والخضيري : نسبة إلى محلة الخضيرية ببغداد » ووجد بخطه 
رحمه الله أنه سمع ممن يثق به أنه سمع والده يذكر أن جده الأعلى كان أعجمياً 
أو من المشرق » فلا يبعد أن النسبة إلى المحلة المذكورة . وأمه أم ولد 
تركية . 

وكان مولده بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين 
وثمانمائة بالقاهرة » وكان يلقب بابن الكتب ؛ لأن أباه كان من أهل العلم 
واحتاج إلى مطالعة كتاب » فأمر أمه أن تأتيه بالكتاب من بين كتبه » فذهبت 
لتأتي به » فأجاءها المخاض وهي بين الكتب » فوضعته . وسماه والده بعد 
الأسبوع عبد الرحمن » ولقبه جلال الدين » وكناه شيخه قاضي القضاة عز 
الدين أحمد بن إبراهيم الكناني لما عرض عليه وقال له : ما كنيتك؟ قال : 
لا كنية لي . فقال : أبو الفضل ٠»‏ وكتبه بخطه . وتوفي والده ليلة الاثنين 


. ) في ( ط )( أبو ) وصوابه في( م‎ )١( 

)۲( ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 

(۳) ترجمته في « الضوء اللامع » 1١-50 /٤(‏ ) و« الكواكب السائرة؛ )1771-175/١(‏ 
و« شذرات الذهب )۷۹-۷٤/١١( ٠‏ و«متعة الأذهان» الورقة ( 554 ) و« مفاكهة 
الخلان ۲۹٤/۱ ( ٩‏ ) و« البدر الطالع )770-778/١( ٩‏ و« جامع كرامات الأولياء © 
( 51/1 )و الأعلام (٩‏ ۳۰۲-۳۰۱/۳ ) و « معجم المؤلفين ۱۳١-۱۲۸/١ (٩‏ ) . 


۹۰ 


خامس صفر سنة حمس وستين وثمانماثة » وجعل الشبخ كمال الدين بن الهمام 
وصياً عليه »› > فلحظه بنظره ورعايته(١‏ ' . وختم القرآن وسِنّه دون ثماني سنين › 
ثم حفظ « عمدة الأحكام » » و« منهاج النووي » » و« ألفية ابن مالك » › 
و « منهاج البيضاوي » وعرضها وهو دون البلوغ على مشايخ عصره » وأحضره 
والده وعمره ثلاث سنين مجلس شيخ الإسلام ابن حجر مرة واحدة » وحضر 
وهو صغير مجلس الشيخ المحدث زين الدين رضوان العقبي » ودرس الشيخ 
سراج الدين عمر الوردي ٠‏ ثم اشتغل بالعلم على عدة مشايخ . وحج سنة تسع 
وستين وثمانمائة » وشرب من ماء زمزم لأمور منها : أن يصل في الفقه إلى رتبة 
الشيخ سراج الدين البلقيني » وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر . 
ووصلت مصنفاته نحو الستمائة مصنف سوى ما رجع عنه وغسله . وولي 
المشيخة في مواضع متعددة من القاهرة » ثم أنه زهد في جميع ذلك » وانقطع 
إلى الله بالروضة . وكانت له كرامات » وعظم غالبها بعد وفاته . 

وحكى الشيخ العلآمة زكريا بن الشيخ العلآمة محمد المحلي الشافعي : أنه 
عرض له مهم في بعض أوقاته قال : فسألته أن يكتب إلى بعض تلامذته بالوصية 
علي فامتنع » وأطلعني على ورقة بخطه وفيها أنه اجتمع بالنبي ية في اليقظة 
مرات تزيد على سبعين مرة » وقال له كلاماً حاصله : أن من كان بهذه المثابة 
لا يحتاج إلى مدد وإعانة من أحد . رحمه الله . 

وحكي عنه أنه قال : رأيت في المنام كأني بين يدي النبي يل » فذكرت له 
كتاباً شرعت في تأليفه في الحديث وهو ١‏ « جمع الجوامع » » فقلت له : أقرأ 
عليكم شيئاً منه؟ فقال لي : هات يا شيخ الحديث . قال : هذه البشرى عندي 
أعظم من الدنيا بحذافيرها . 

ومن تصانيفه : « الدر المنثور في التفسير بالمأثور » » اثني عشر مجلداً . 
و « تناسق الذرر في تناسب السور » » و« حاشية على البيضاوي » إلى 





)1( في ( م ) و( ط ) ( ودعايته ) وهو تحريف . 


٩۱ 








«الإسراء » » و« الأزهار الفائحة على الفاتحة » » و ١‏ المعاني الدقيقة في 
إدراك الحقيقة » » و ١‏ إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة) ». 
و« الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج » » و« كشف الغطا في شرح 
الموطا » » و تنوير الحوالك على موطأ مالك » » و البدور السافرة عن 
أمور الآخرة » » و١‏ نتيجة الفكر فى الجهر بالذكر » » و تزبين الآرائك في 
إرساله ية إلى الملائك » > و « مسالك الحنفا في إسلام والدي المصطفى » » ١‏ 
و « نشر العلمين المنيفين في إحياء الأبوين الشريفين » » و « ذم القضاء » وذم 
زيارة الأمراء » » و « التنفيس عن ترك الإفتاء والتدريس » » و« الأحاديث 
الحسان في فضل الطيلسان » » و « طي اللسان عن ذم الطيلسان » › 
و « التضلع في معنى التقنع » » و « عين الإصابة في ما استدركته عائشة على 
الصحابة » » و « الاحتفال بالأطفال » » و « ما رواه الأساطين في عدم المجيء 
إلى السلاطين » › و« الأوج في خبر عوج » »› و الوديك في الديك » › 
و« الطرثوث في فوائد البرغوث » » وله « مختصر نهاية ابن ع الأثير "٤‏ › 
و ١‏ الينبوع فيما زاد على الروضة من الفروع » › و« مختصر الخادم » › 
و« مختصر الأحكام السلطانية » » و« شرح الروض » لابن المقري › 
و « شرح التنبيه » مختصر » و ١‏ البهجة المرضية في شرح الألفية ؛ ممزوج › 
و « المسائل الوفية في نكت الحاجبتين والألفية » » على منوال التحرير للشيخ 
ولي الدين العراقي على الكتب الثلاثة في الفقه جامع لكل ما يرد [عليه]"“ على 
عبارتها » وما ناقضوه في غيرها من مصنفاتهم مع ما أمكن من الجواب"" . . 
ومن تصانيفه : « السيف الصقيل في نكت شرح الألفية لابن عقيل » › 
و « الفتح القريب على مغني اللبيب » » و « جمع الجوامع » في العربية وشرحه 
« همع الهوامع » ٠‏ و« المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية »» و ٠‏ شرح 


. ) في حاشية ( م ) بخط مغاير : ( سماه الدر النثير مختصر نهاية ابن الأثير‎ )١( 
. ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط‎ (۲) 
. ) في( م ) : ( الجوانب ) وما أثبتناه عن ( ط‎ )۳( 


۹۲ 





الشاطبية » ممزوج » و١‏ نظم جمع الجوامع في الأصول» و« شرحه» › 
و « الطب النبوي » » و« طبقات الحفاظ » » و« طبقات الشافعية», 
و« طبقات النحاة» » و « أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب » » 
و « الحجج المبينة في التفضيل بين مكة والمدينة » » و « الإكليل في استنباط 
التنزيل » » و « فتح الإله في التفصيل بين الطواف والصلاة » » و « البارع في 
إقطاع الشارع » » و « كشف الصبابة في مسألة الاستنابة 4 » و « حسن المقصد 
في عمل المولد » » و « تنشيف الأركان في ليس في الإمكان أبدع مما كان» » 
و« فجر الدياجي في الأحاجي » . و « نزهة الجلساء في أشعار النساء » » 
و « شرح الصدور بشرح أحوال القبور » ٠‏ وله تعليق لطيف على البخاري » وله 
غير ذلك » لكن كثيراً من مؤلفاته هذه المذكورة صغير » وبعضها في كراس 
وكراسين . 

ومن شعره مضمناً لمصراع من البردة وهو مما كتب به إلى الحافظ 
السخاوي متحاملاً عليه ومعرضاً به : [من البسيط]: 
قل للسّخاويٌ إِنْ تروك مُشكلة علمي كبخر من الأمواج مُلتطم 
والحافظ الدَيّمي غَيْثُ الزمان فحُذ « غرفاً من البحرٍ أو رشفاً من اليم » 
ا قال بعض الفضلاء : والحق أنَّ كلةً من الثلاثة كان فرداً في فنه مع المشاركة 
في [فنٌ] غيره ؛ فالسخاوي تفرد بمعرفة علل الحديث » والديّمي بأسماء 
الرجال » والسيوطي بحفظ المتن » والله أعلم . وكان بينه وبين الحافظ 
السخاوي منافرة كما يكون بين الأكابر . 

[لطيفة]'“ : ذكر الجلال السيوطي في « المقامة السندسية » له عند الكلام 
على إحياء أبوي النبي ية » فقال : وهل يُسْتَبِعَد على من أنجى الله به الثقلين 
أن ينجي به الأبوين؟ فإن استبعد هو ذلك » فليست الشدة عندي بأرجح من 





)0 ما بين الخاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 


۳ 








الرخاء » وإن استكثر ذلك . فإنه لبخيل حيث شح لأجمل الأمرين وهو 
السخاء . [شعر] : [من البسيط]: 
شح السَخاويٌ بالإنجاء يذكره عن والديْ سيّد الأبناء والأمم"" 
إن عر أن يبلغ البحرّ الخضةً روى يا ليته"“ يستقي من وابل الدّيم 
وله أيضاً فيما يسن قبوله من الأشياء : [من الطويل]: 
عن المُصطفى سبْعٌّ يسن قبولها إذا مابها قد أتحف المرء لان 
فحلوٌ وألبِانُ وده وسّادةٌ ورزفٌ لمحتاج وطيبٌ وريُحان 
وله أيضاً في من كان يفتي من الصحابة زمن النبي مهه : [من الطويل]: 
وقد كان في عضر النبِيَّ جماعة يقومون بالإفتاء قَوْمة قانت 
فأربعةٌ أهل الخلافة مئهم ماد أَبِيٌ وابنُ عوف بن ثابت 
وأسيوط : مدينة في غربي النيل من نواحي الصعيد في مستوى » كثيرة 
الخيرات » أعجوبة المتنزهات » وعجائب عماراتها وسورها مما لا يذكر . 
ولما صورت الدنيا للرشيد لم يستحسن غير كورة أسيوط لكثرة ما بها من 
الخيرات والمتنزهات » ومن عجائبها أن بها يكش”(" ألف فدان ينشر ماؤها في 
جميعها لاستواء سطح أرضها » ويسير الماء في أقطارها . قاله القزويني . ۰ 
© وفيها : في يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة توفي عالم المدينة الإمام 
القدوة والمفنن » الحجة الشريف ذو التصانيف الشهيرة نور الدين“ أبو الحسن 


: في ( ط) : « شيخ... » ولا يناسب المعنى » وصوابه في ( م ) وفيه أيضاً في ( م)‎ )١( 
. ) الأنبياء. . » وبه يكسر الوزن وصوابه في ( ط‎ . .. « 

00 في ( ط ) : بالتّيه » والمثبت من ( م ) . 

(۳) كذا الأصل » والعبارة غير واضحة » وهي في ( م ) و ( ط ) غير واضحة المعنى » وذكرها 
ياقوت على نحو آخخر » قال « وبها ثلاثون ألف فدان فى استواء من الأرض لو وقعت فيها 
قطرة ماء لانتشرت في جميعها. . . ١»‏ معجم البلدان »( 195/١‏ ) . 

)٤(‏ ترجمته في « الضوء اللامع » ( 0/ 758-7540 ) و « شذرات الذهب » ( ۷۳/٠١‏ ) و« البدر 
الطالع 411-417١ /١( ٩‏ ) و « معجم المؤلفين »(1/ 10-119 ) . 


4 





الروح عيسى بن أبي عبد الله محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى بن جلال 
الدين أبي العلياء بن أبي الفضل جعفر بن علي بن أبي الطاهر بن الحسن بن 
محمد بن سليمان بن داود بن الحسن [المُئنى بن الحسن]”"' الأكبر بن علي بن 
أبي طالب الحسني . ويعرف بالسّمْهودي . نزيل المدينة الشريفة وعالمها 
ومفتيها ومدرّسها ومؤرخها . 

ترجمه الحافظان : العز بن فهد » والشمس السخاوي » وساق أولهما نسبه 
كما ذكرته » وقالا ما مختصره : إنه ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة 
بسمهود9؟ » ونشأ بها » فحفظ القرآن ١‏ و« المنهاج الفرعى » .2 وكتباً . 
ولازم والده حتى قرأ عليه المنهاج بحثاً مع شرحه للجلال المحلي » و« شرح 
البهجة » نصفه سماعاً » و« جمع الجوامع » » وغالب « ألفية ابن مالك » » 
وسمع عليه بعض كتب الحديث » وقدم القاهرة معه [وبمفرده]“ غير مرة » 
أولها سنة ثلاث وخمسين ولازم أولاً الشمس الجوجري في الفقه وأصول 
العربية » وعلى الجلال المحلي بعض شرحيه على ١‏ المنهاج » و« جمع 
الجوامع » » مع سماع دروسه من الروضة بالمؤيدية » وأكثر من ملازمة الشرف 
المناوي › وقسم عليه « المنهاج » مرتين » و« التنبيه » و« الحاوي » › 
و « البهجة » وجانباً من شرحهما » وشرح « جمع الجوامع » كلاهما لشيخه 
الولي العراقي وغيرهما من مؤلفاته » وجملة في فنون ٠‏ وألبسه خرقة 
التصوف . 





(1) ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 

00( ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 

(؟) ذكره ياقوت بالطاء مكان الدال » قال : « سَمْهُوط : بفتح أوله » وسكون ثانيه » ويقال 
بالدال المهملة مكان الطاء : قرية كبيرة على شاطىء غربي النيل بالصعيد دون فرْشوط » 
9 معجم البلدان ۲٠۵ /۳ (٩‏ ) . ۰ 

)€( ما بين حاصرتين ورد في ( ط ) ولم يرد في ( م ) . 


0 


وقرأ على النجم بن قاضي عجلون تصحيحه « للمنهاج » وعلى الشمس 
البامي « تقاسم المنهاج » وغيره » وعلى الشيخ زكريا في الفقه والفرائض › 
وعلى الشمس الشرواني في] « شرح عقائد النسفي » » وغالب « شرح 
الطوالع » للأصبهاني » وسمع عليه الإلهيات » وقطعة من ١‏ الكشاف » » ومن 
المختصر » والمطول » وللعضدي › و « شرح المنهاج الأصلي » للغزي وغير 
ذلك . 

وحضر عند العلم البلقيني » وكذا الكمال إمام الكاملية“ وألبسه 
الخرقة » ولقنه الذكر . وقرأ « عمدة الأحكام » بحثاً على السعد الديري”") 
وأذن له في التدريس هو والبامي والجوجري ٠‏ وفيه في الإفتاء الشهاب 
الشارمساحي”" بعد امتحانه بمسائل » وفيه أيضاً زكريا والمحلي 
والمناوي » وعظم اختصاصه بالأخيرين وتزايد مع المناوي » وقرره في عدة 
وظائف » وعرض عليه النيابة فأباها مع قضاة بلده » وأمر نوابها . وكان 
يتوجه لزيارة أهله أحياناً . 

قال السخاوي : وسمع مني مصنفي ١‏ الابتهاج » وغيره » وكان على خير 
كثير » وقطن بالمدينة من سئة ثلاث وسبعين ٠‏ ولازم فيها الشهاب الأبشيطي › 
وحضر درسه في ١‏ المنهاج » › وجانباً من « تفسير البيضاوي » و ١‏ شرح 
البهجة » للعراقي » و « التوضيم 4(6) لابن هشام > بل قرأ عليه تصانيفه ‏ 


(1) في( ط) : (الكمالية ) . 

(۲) في( م ) : ( الدري ) وصوابه في ( ط ) و « شذرات الذهب 77/٠١ (٩‏ ) . 

(۳) في ( ط )  :‏ السارحي »؛ والمثبت من ( م) . 

)2 في ( م ) و( ط ) : « التوشيح » وهو تحريف ٠‏ والصواب ما أثبتناه » وأراد ‏ التوضيح على 
ألفية ابن مالك » وهو من تصانيف ابن هشام المشهورة » ويعرف ب « أوضح المسالك إلى 
ألفية ابن مالك » مطبوع في مصر بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد › 
وشرحه الشيخ خالد الأزهري باسم « التصريح على التوضيح » . وانظر « المنهج الأحمّد ٠‏ 
للعليمي ( 0/ ٠٠١‏ ) و « المدارس النحوية » للدكتور شوقي ضيف ( 757 ) . 

(5) الضمير في هذه الكلمة عائد إلى ( الشهاب الأبشيطي ) وعليه قرأ المترجم له تصانيفه والكتبد 


11 


وأذن له في التدريس › وأكثر من السماع هناك على أبي الفرج المراغي ٠‏ وقرأ 
على عبد الله بن صالح » وألبسه خرقة التصوف بلباسه من عمر العراقي . 
وكان سمع بمكة على كمالية بنت النجم المرجاني » وشقيقها الكمال أبي 
الفضل » والنجم عمر بن فهد في آخرين » وبالقاهرة على جماعة سوى من 
تقدم . 

وأجاز له جماعة » والتمس من النجم عمر بن فهد تخريج مشيخة له ففعلها 
وعظمه في خطبتها » ومات قبل إكمالها » فتممها ولده العز عبد العزيز وبيضها 
له وحدث بما فيها . وانتفع به جماعة من الطلبة في الحرمين . وألف عدة 
تآليف منها : « جواهر العقدين في فضل الشرفين 02" و« اقتفاء الوفا بأخبار دار 
المصطفى 6" احترق قبل إكماله » و مختصر خلاصة الوفا لما يجب لحضرة 
المصطفى » في تنظيف الحجرة من الحريق » وغيرها في مسائل واقعة فيها › 
وحاشية على ١‏ الإيضاح في مناسك الحج » للإمام النووي وسماها 
« الإفصاح » . وكذا على « الروضة » أيضاً سماها ١‏ أمنية المعتنين بروضة 
الطالبين » › وصل فيها إلى باب الربا > وجمع فتاويه في مجلد وهي مفيدة 
جداً . وحصل كتباً نفيسة احترقت جميعها وهو بمكة في سنة ست وثمانين . 
وسافر في موسمها إلى القاهرة فلقي سلطانها الأشرف قايتباي » فأحسن إليه 





5 الأخرى المشار إليها » وهو الذي أذن له بالتدريس أيضاً . 

00( في ( ط) : ( العرابي ) وهو تحريف . وصوابه في ( م ) وكان ذكره في هذه الترجمة أكثر 
من مرة . 

() في ( ط) : (الشريفين ) وهو تحريف » وصوابه في (م) وأراد بالشرفين : العلم 
والنسب » ذكره العلامة الزركلي ٠‏ قال : « رأيت نسخة منه في مغنيسا ( الرقم 184 ) كتبت 
سنة ٩١‏ ومنه نسخ كثيرة متفرقة » وأورد صورة من مخطوطة هذا الكتاب من مخطوطات 
« أياصوفيا كتبخانة سي » الرقم ۳۱۷١‏ باستامبول » « الأعلام 1( 7017//4) . 

› ذكره العلامة الزركلي باسم « وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ؛ وقال : مطبوع في مجلدين‎ ١ 
. ) ۳٠۷/٤ (٩ الأعلام‎ « 

)4( في ( ط ) : ( المقتنين ) وما أثبتناه عن ( م ) . 


4 » النور السافر 4۷ 


بمرتب على الذخيرة وغيره » وأوقف كتباً بالمدينة وجعله ناظرها . وزار بيت 
المقدس » وعاد إلى المدينة مستوطناً » وتزوج بها عدة زوجات ثم اقتصر على 
السراري » وملك الدور وعمرها . 

قال السخاوي : قلّ أن يكون أحد من أهلها لم يقرأ عليه » واستقر في النظر 
على المجمع 2١”‏ لمدرسة الأشرف وما به من الكتب في مصارف المدرسة المزهرية 
مع الصرف من الصدقات كالقضاة . وتقرر في التدريس مع مارتبه له ملك 
الروم . وانقاد له الأمير داود بن عمر في صدقاته حين حج وبعدها وكذا ابن 
جب" لما تقرر عندهم من علمه وتدينه مع التكسب بالبيع والشراء والمعاملة . 

وبالجملة : فهو فاضل مفنن » متميز في الأصلين والفقه » مديم العلم 
والجمع والتأليف » متوجه للعبادة بالمباحثة والمناظرة » قوي الجلادة » طلق 
العبارة مع قوة يقين”" » وربما أداه البحث إلى مخاشنة”؟' مع المبحوث معه . 
وعلى كل حال فهو فريد في مجموعه . ْ 

ومن شعره : [من البسيط]: 
تحكّم الحبٌ مني كيف أكتمُه؟ أُمْ كيف أخفي الهوى والدمعٌ يظهره؟ 
أَهُوى لقاه ويَيْوى سيّدي تلفي «ما کل ما يتمنى المرء يدركة » 

© وفيها : في عشية الجمعة عاشر جمادى الآخرة توفي الفقيه أحمد بن 
العلامة الفقيه عبد الله بن أحمد با مخرمة*؟ » وكانت ولادته بعدن وقت طلوع 
الفجر يوم الأربعاء أول يوم من صفر سنة ست وستين وثمانمائة » وأخذ عن 
والده » وبرع في الفقه وغيره من العلوم ولا سيما في الفرائض والحساب وإنه 
لم يكن له فيهما نظير حتى أن والده مع تمكنه في هذين الفنين كان يقول : هو 


)١(‏ في( ط):(الجمع). 

(۲) في ( ط) ١:‏ ابن خير » وما أثبتناه عن ( م ) . 

(۳) في ( ط)  :‏ تفنن » وما أثبتناه عن ( م ) وهو الأقرب للصواب . 
(4) في ( ط) : ١‏ محاسنة ٩‏ تحريف وصوابه في ( م ) . 

'4) ترجمته في « شذرات الذهب )911/1٠١ (٩‏ . 


۹۸ 


أمهر مني فيهما : وكان يحفظ ١‏ جامع المختصرات » في الفقه . وممن أخذ 
عنه من الأئمة الأعيان الفقيه العلامة محمد بن عمر با قضام » وانتفع به كثيراً . 

© وفيها : حصلت بمدينة زبيد وسائر جهاتها ريح شديدة » واقتلعت 
أشجاراً كثيرة وكسرتها » وهدمت بعض البيوت بزبيد » ولا حول ولا قوة إلا 
بالله العلي العظيم . 

© وفي سحر ليلة السبت الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ 
الصالح نجم الدين طلحة العباس الهتار بمدينة زبيد » ودفن بعد عصر ذلك 
اليوم بقبة جده الشيخ طلحة بن عيسى الهتار . وكان له مشهد عظيم حضره 
الأمير والقاضي وغيرهم » رحمه الله ونفع به . 

© وفي يوم الثلاثاء من شهر رجب توفي الشيخ الصالح عفيف الدين 
عثمان بن أبي القاسم بن أبي الأفلح بقرية الزريبة '» ودفنَ بها » رحمه الله 
تعالى . 

© وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من شهر ذي القعدة الحرام توفي الفقيه 
الصالح إبراهيم بن محمد بن علي الحداد صاحب الذراع”2 من بلاد صهبان 
ببلده » وكان رجلاً مباركاً مشهوراً بإطعام الطعام وفعل الخير » رحمه الله 
تعالى . 

© وفيها : دفع وادي زبيد بسيل عظيم لم يُعهد مثله يقال : إنه ارتفع في 
الهواء مقدار خمسة أبواع » وأخرج جملة من الأراضي التراكي » وسال ببيوت 
وزروع وطعام كثير وبني آدم » وعسر الانتفاع به » وأخرب المعقم الظاهري , 
ولا حول ولا قوة إلا بالله . 





00 في ( م) : « الرزبية » وفي ( ط ) : ١‏ الزبيد ٠‏ وكلاهما تحريف » وصوابه في « طبقات 
الخواص »© ( ٠١‏ ) قال : « الزريبة : من القرى العليا من وادي زبيد » . ٠‏ 

(( في ( ط ) : « الدراع * وهو تصحيف ٠‏ وصوابه في ( م ) و « طبقات الخواص » (19 › 
7" ) وهي قرية بجهة صهبان . 


14 





سنة اثنتى عشرة بعد التسعمائة 


© وفي ليلة السبت الخامس من صفر سنة اثنتي عشرة توفي الشيخ 
الصديق بن محمد المزجاجى 2١7‏ صاحب الظاهرة بمدينة زَّبيد » وصلي عليه بعد 
صلاة الصبح بمسجد الأشاعر . ودفن إلى جنب والده بتربة بني المزجاجي › 
وكان له مشهد عظيم » وحضر يوم ثالث موته للقراءة جمع عظيم رحمه الله . 
العجل الحنفى » رحمه الله بمديئة رّبيد . 

© وفيها : في عشية الثلاثاء العشرين من شهر شوال توفي الفقيه العلامة 
مفتى مديئة تعز الشرف بن وهيب”'' عن أربع وسبعين سنة رحمه الله . 


+ لحا فنا 


000( في ( ط ) : « الزجاجي » وهو تحريف »› وصوابه في ( م ) . وبنو المزجاجي : « جماعة 
كثيرون. . . وهم من الأشاعرة ٠‏ القبيلة المشهورة › وانتقل جد هؤلاء إلى قرية المزجاجة › 
فنسب إليها » . « طبقات الخواص "١ (٩‏ ) . 

00 ترجمته ف « شذرات الذهب »( 8/١٠١‏ ) . 


١١و‎ 


سنة ثلاث عشرة بعد التسعمائة 


وفي سنة ثلاث عشرة : توفي الفقيه الأجل نجم الدين طلحة بن محمد بن 
يحبى الجهمي صاحب المصباح ببلده من صاب ¢ ودفن هنالك بجوار جده 
الفقيه الصالح يحيى بن أحمد الجهمي » وكثر عليه الأسف . رحمه الله 
تغالى . 

© وفيها : غلب الإفرنج على مديئة هرموز”"؟ وأخذوها . 

© وفي يوم الأربعاء العشرين من شهر ذي القعدة توفي السيد الشريف الإمام 
شهاب الدين أحمد بن الناصر بمدينة تعز » وصلي عليه بعد صلاة العصر بجامع 
ذي عدينة » ودفن بمقابرها الاجتياد » وكان له مشهد عظيم رحمه الله تعالى . 


3 
E 





)00 أصاب : بضم الهمزة : اسم جبل يحاذي ربيد باليمن « معجم البلدان ۳۷۸/٥ (٩‏ ) و « تاج 
العروس » ( وصب ) وانظر « طبقات الخواص » ( ۲ ) و« معجم المدن والقبائل اليمنية » 
ص (1560). ۰ 00 

زفق انظر « شذرات الذهب 85/٠١ (٩‏ ) وهرموز : فرضة كرمان » ذكره ياقوت قال : وهرمز : 
مدينة في البحر. . . ومن الناس من يسميها هُرْموز بزيادة الواو « معجم البلدان »( 107/0 ) 
و« تقويم البلدان ٩‏ ص (۲۳) . 


سنة أربع عشرة بعد التسعمائة 


© وفي ليلة الإثنين رابع عشر المحرم سنة أربع عشرة توفي الشيخ عبد 
الرحمن بن عمر با هرمز الشبامي بهيئن بلاد من أرض حضرموت . وهُرْمُز : 
بضم الهاء والميم وسكون الراء وآخره زاي . وهو شيخ الفقيه الصوفي عمر بن 
عبد الله با مخرمة » وكان كبير الشأن » وله أحوال غريبة وكرامات خارقة . 
رحمه الله تعالى امین . 

وحُكي أنه - نفع الله به - كان عندما يرد عليه الحال يطلب النساء الحسان من 
ذوات الجمال فيغنين بين يديه ويرقصن » فكان هذا دأبه في أكثر الأوقات . 
وكان الفقيه عمر با مخرمة على طريقة الفقهاء » فسمع بذلك » فقصد الإنكار 
على الشيخ » ومنعه من ذلك . فسافر من بلده [إليه]''2 بهذه النية » فلما وصل 
إلى أثناء الطريق بدا له أن يرجع » فرجع إلى بلده . ثم سمع عنه أيضاً أمثال هذه 
الأشياء التي ظاهرها مخالفة الشرع » فما أمكنه الصبر عن ذلك » فسار إليه ثانياً 
ودخل عليه » فلما وقع بصره على الشيخ كاشفه وقال له : عمر ( عاد وقتك 
ما جاء ) فرجع كذلك إلى بلده . وامتثل ولم يحصل منه إنكار على الشيخ لما 
سبق له من الفتح على يديه . ثم سار إليه ثالئاً » فلما دخل عليه أمر الشيخ 
- نفع الله به بعضّ النساء الحسانٍ ممن كانت ترقص عنده أن تعتنقه » فما هو 
إلا أن فعل به ذلك خر مغشياً عليه » فلما أفاق تلمذ للشيخ » وحكمه في ذلك 
الوقت » وفتح الله عليه ببركة الشيخ » وصار من كبار العارفين المربين . 
وقيل : إن الفقيه لما طلب التحكيم من الشيخ قال له : صل ركعتين إلى 
الشرق » فامتثل » فلما أحرم رأى الكعبة تجاه وجهه . 





وروي عن الفقيه عمر نفع الله به أنه قال : وقفت بين يدي سيدي 
وشيخي عبد الرحمن بن عمر با هرمز رضي الله عنه وأسعفني بطلبتي » وأجابني 
إلى مسألتي عشية يوم الاثنين ثاني شهر رجب سنة تسعمائة وثلاث عشرة . 
ووقفت بين يديه ليلة قبل ذلك وقلت له : يا سيدي حكمنى وألبسنى الخرقة 
فقال : أنت الحاكم المحكم [أنت الحاكم المحكم] ١‏ قلت : فألبسني 
الخرقة على قاعدة الصوفية › فقال : ما هي قاعدتي أو كلاماً هذا معناه . 
قلت : أنا أحب ذلك . قال : أنا خرقتك وأنت نائب عني ‏ قلت : فلا تغفل 
عني في أموري » فقال : والله إني معك في صائب وغير صائب » وإني لك مثل 
روحك » ونحن على ساق واحدة . ومرة قال لي : أنت أنا » وقد أشار إلى 
ذلك الفقيه بقوله على لسان حال شيخه > وأنت أنا والطريقة واحدة 
والتمذهاب9" . 

ثم قال الفقيه : قلت له : لقني شيئاً من الأذكار . قال : قل في كل [صباح 
وفي كل]" مساء : سبحان الله وبحمده مائة مرة ؛ فإنه لا يكتب عليك ذنب . 
وقل في كل مساء : يا لطيف مائة مرة » ثم قل : يا حفيظ مائة مرة » ثم قل : 
یا كريم مائة مرة » ثم قل : يا كريم تكرّم علينا بكرمك ثلاث مرات » ثم قل : 
يا لطيف لاطفنا بلطفك ثلاث مرات » ثم قل : يا حفيظ احفظنا بحفظك ثلاث 
مرات . قلت : إن لي ورداً من آية الكرسي أقرأها كل يوم ثلاثمائة وثلاث 
عشرة مرة . قال : هذا كثير . قلت : هو سهل على . قال : كثير . قلت : هو 
سهل عليّ . قال : ابق عليه وقرأها . وقال : اقرأها هكذا . وإذا صمت وداع 
رمضان » فاجعل قراءتها سراً بالقلب فقط . قلت : لي ورد من الله لا إله إلا هو 
الحي القيوم فقط وهو ألف مرة . قال : ابق عليه وإن زدت فهو خير لك 





لفق ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 
(۲) لعله أراد التمذهب . 
قرف ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 


1١٠١ 








وأبشر » فإنهم معطوك أكثر مما توهم ما غير ما يجيبك إلا في العرض من غير 
تأمل . قلت : فلا تغفل عني ٠‏ فإني مخلط »› كثير”'" التخليط . قال : والله لو 
تلبس المعتب إن غير عليك عندنا شىء » وأنا شيخك فعليك بكتاب الله تعالى 
وسئّة رسول الله ييه . وأنا شيخك فيهما وفي علوم [تفاض على القلوب 
الطاهرة عند تصفيتها بتزكيتها » قلت : وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى # وَالْذِينَ 
هدوا َِا ديهم شلا ن هلمم لمحن ) [العتكبوت : 19] وبقوله ل ( من 
عمل بما علم ورّئه الله [عِلْم] ما لم يعلم )"© . وبقوله ب « لقد كان فيما 
قبلكم من الأمم محدثون وإن يكن فى أمتى أحد فإنه عمر »" . محدثون : 
ملهمون . انتهى » رجعنا إلى القصة](*) 
وقد أشار الفقيه إلى ذلك أيضاً حيث قال مشيراً إلى شيخه : 
ثم قال على لسان حال شيخه : 
إن لو تلبس المعتب وتسهى وتنساب 
لا ولا الرديا أبا مخرمة عنك ينجاب 
أنت منا ونحن منك فيما خطأ أو صاب 
ثم قال له شيخه : اجعل على نت نفسك ورداً من قراءة القرآن إما غيباً وإما نظراً 
في ا لمصحف . قلت له : أدخل أربعينية . قال : لا وإنما أرب بعينيتك أن ڌ تحفظ 
لسانك وعينك وأذنك من المحرمات أربعين يوماً » وأما الأربعينية المعروفة فلا 
تدخلها . انتهى . 





. ) في ( م ) :( أكثر ) وما أثبتناه عن( ط‎ )1١( 

00( ذكره ملا علي القاري في « الأسرار المرفوعة » ص ( 7١7‏ ) ولم ينسبه لأحد . 

)۳( رواه البخاري رقم ( 7549 ) ومسلم رقم ( 7794 ) . 

05( ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وبديله ثمة : ( تستفاد منهما ) وما أثبتناه عن ( م ) فقط . 


© تنه : 


قلت : ربما أنه يشكل ما صدر منهم في مثل ذلك على بعض الأغبياء ميل 
أكثر الناس بالطبع إلى الفسق والفجور » وينظرون إلى هنات وقعت من بعض 
من ينسب إلى العلم ٠‏ أو ما وقع لبعض أهل الله تعالى » كأحمد الغزالي » 
والشيخ [القطب أبي بكر بن عبد الله العيدروس والشيخ]“ . العارف علي 
وفاء , والشيخ [أحمد بن الحسين العيدروس والشيخ]”" العارف عبد الرحمن 
با هرمز » وتلميذه الفقيه عمر با مخرمة ٠‏ [والسيد الأستاذ حاتم بن أحمد 
الأهدل]" والشيخ جبرائيل الهتار وغيرهم نفع الله بهم » فيظنون أن الأمر سواء 
وليس كذلك › فما كان يقع من ذلك للناس فهو شقوة في حقهم » وأكثرهم 
لا يكترث بما يصدر منه من العصيان ولا يندم على ذلك . وما كان يقع ممن 
ينسب إلى العلم فهو دعوة › لأن المقام لا يعطي ذلك وهو أيضاً لا يرتضي بهذه 
الحالة » وإنما تكون وقعت منه هفوة كعقوق الوالدين » أو التكبر على خلق الله 
تعالى » والنظر إليهم بعين الاحتقار والعياذ بالله » فعوقب بمثل ذلك . وما كان 
نسب من ذلك إلى بعض أهل الله » فهو إنما هو لصيانتهم أهل العصيان › 
وذلك لكمال شفقتهم على خلق الله تعالى كما هو معلوم » وقد يكون لله مراد 
في حق شخص معين منهم من يريد الله أن ينقله من تلك الحالة ويرقيه إلى 
مراتب الأولياء > وربما غلب على ذلك الولي بعض الأحوال القوية ٠‏ فخشي 
على عقله أن يذهب أو جسمه أن يتلف » فأراد تعديل لطافة الحال بكثافتهم › 
والله أعلم . 

© ولا بد ما نذكر نبذة تتعلق بقطر حضرموت وحله » ووجه تسميته › 
وأقوال العلماء في ذلك » وما اختص به من العجائب والفضائل خصوصاً بلدة 





)0 ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 
إفة ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 
مم ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 


1۰0 


تريم تيمنآ بذكرها وتتميماً للفائدة إذ كثير ممن ذكر في هذا التاريخ مات بهذه 
البلدة المباركة » وبعضهم مات بغيرها مثل : شبام ودوعان من بلاد 
حضرموت . 

فنقول : حَضْرَّمَوت » بفتح الحاء والميم وسكون المعجمة » بلد باليمن . 

قيل : إن صالحاً لما هلك قومه جاء بمن معه من المؤمنين » فلما وصل إليه 
مات » فقيل : حضرموت . 

وذكر المبرد أنه لقب عامر جد اليمانية كان لا يحضر حرباً إلاً كثر فيه 
القتلى » فقال عنه من رآه : حضر موت بتحريك الضاد » ثم كثر ذلك فشكن . 
كذا ذكره الحافظ السيوطي في حاشيته على صحيح مسلم . 

وقال الإمام أبو بكر بن عبد الرحمن بن شراحيل الشبامي الحضرمي في 
كتابه « مفتاح السئّة » : حضرموت بلاد مشهورة متسعة من بلاد اليمن » تجمع 
أودية كثيرة » وهو بضم ميمها . وقد اختص بهذا الاسم وادي ابن راشد طوله 
نحو مرحلتين أو ثلاث إلى قبر هود عليه السلام » ويطلق على بلاد كثيرة › 
وساحلها العين وبروم إلى الشّحر ونواحيها » ويحدها"' من جردان ونواحيها 
إلى تريم إلى قبر هود عليه السلام وما وراء ذلك بلاد مهرة » والأحقاف بلاد 
عاد جمع حقف ‏ هو كثيب الرمل . ذكره الواحدي في ١‏ البسيط » في تفسير 
الأحقاف . 

قال ابن عباس رضى الله عنهما : الأحقاف » واد بين عمان ومهرة . وفي 
سيرة ابن هشام : بلاد عاد بين حضرموت وعمان . وقيل : الأحقاف رملة 
الشّحر » وليس بشيء إلا أن يراد بالرملة ما وراء جبل الشّحر الذي عند ظفار 
الحبوضي » فثم رملة متصلة بطرف عمان [والإحساء]”'' والله سبحانه وتعالى 


أعلم . انتهى . 





(1) في ( ط ) : « ونجدها» . 
0( ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط ٠.‏ 


۱۰٦ 


وقال القزويني في « عجائب البلدان » : حضرموت : ناحية باليمن مشتملة 
على مدينتين يقال لأحدهما شبام » وللأخرى تريم » وهي بقرب البحر وشرقي 
عدن [وأنهار]''' وأنها بلاد قديمة . 

حكى رجل من أهل حضرموت قال : وجدنا بها فخاراً فيه سنبلة حنطة 
[وامتلاً]*"' الظرف" منها وزنها كانت مناً وكل حبة منها كبيض دجاجة » وكان 
في ذلك الوقت شيخ له خمسمائة سنة » وله ولد له أربعمائة سنة » وولد ولد له 
ثلاثمائة سنة » فذهبنا إلى ابن الابن قلنا إنه أقرب إلى الفهم والعقل ٠‏ فوجدناه 
مبلداً لا يعرف الخير والشر ء فقلنا : إذا كان هذا حال ولد الولد فكيف حال 
الأب والجد؟ ! فذهبنا إلى صاحب أربعمائة [سنة]“ فوجدناه أقرب إلى الفهم 
من ولده » فذهبنا إلى صاحب خمسمائة سنة » فوجدناه سليم العقل والفهم 
فسألناه عن حال ولد ولده » فقال : إنه كانت له زوجة سيئة الخلق لا توافقه في 
شيء أصلاً » فأثر فيه ضيق خُلقها ودوام الغم بمقاساتها » وأما ولدي فكانت له 
زوجة توافقه مرة وتخالفه أخرى . وهذا هو أقرب إلى الفهم منه . وأما أا فلي 
زوجة موافقة في جميع الأمور مساعدة . فلذلك سلم فهمي وعقلي . فسألناه 
عن السنبلة » فقال : هذا زرع قوم من الأمم الماضية » كانت ملوكهم عادلة » 
وعلماؤهم أمناء » وأغنياؤهم أسخياء » وعوامهم منصفة . 

وذكر القزويني أيضاً : أنَّ بها القصر المشيد الذي ذكره الله تعالى فى كتابه 
العزيز » بناه رجل يقال له : صد بن عاد ؛ وذلك أنه لما رأى ما نزل بقوم عاد 
من الريح العقيم بنى قصراً لا يكون للريح عليه سلطان من شدة إحكامه . 
وانتقل إليه هو وأهله » وكان له من القوة ما كان يأخذ الشجرة بيده فيقلعها 
بعروقها من الأرض ٠‏ ويأكل من الطعام مأكول عشرين رجلاً من قومه » وكان 





)00( ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 
)۲( ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 
فرق في ( ط) : « الطرف » . 

. وردت في ( م ) فقط‎ (٤) 











مغرماً بالنساء » تزوج أكثر من سبعمائة عذراء » وولد له من كل واحدة ذكر 
وأنثى » فلما كثر أولاده طغى وبغى ٠»‏ وكان يقعد في أعالي قصره مع نسائه 
لا يمر به أحد إلا قتله كائناً من كان حتى كثر قتلاه » فأهلكه الله تعالى مع قومه 
بصيحة من السماء وبقي القصر خراباً لا يجسر أحد على] دخوله لأنه ظهر فيه 
شجاع عظيم وكان من داخله أنين كأنين المرضى . وقد أخبر الله تعالى 
ا أمثالهم بتر : « هكين ين َة اکتا وى طَالِمَةٌ می 
ويه كل عروش ها وير معط اة وَقَضْرٍ شيا [الحج : 0؛] والبئر المعطلة كانت 

بعدن . 
: ثم ذكر : أن بحضرموت قبر هود النبي عليه السلام » قال كعب الأحبار : 
كنت في مسجد رسول الله لاز في خلافة عثمان رضي الله عنه ٠‏ فإذا رجل قد 
رمقه الناس لطوله » فقال : أيكم ابن عم محمد يي ؟ قالوا : أي ابن عمه؟ 
قال : ذلك الذي آمن به صغيراً » فأتوال'؟ إلى علي رضي الله عنه . قال علي : 
ممن الرجل ؟ قال : من اليمن من بلاد حضرموت » فقال : أتعرف موضع 
الأراك والسدرة الحمراء التي يقطر من أوراقها ماء في حمرة الدم؟ فقال 
الرجل : كأنك سألتني عن قبر هود عليه السلام . فقال علي : عنه سألتك 
حدثني » فقال : مضيت في أيام شبابي في عدة من شباب الحي » نريد قبره » 
فسرنا إلى جبل شامخ فيه كهوف ومعنا رجل عارف بقبره » حتى دخلنا كهفاً » 
فإذا نحن بحجرين عظيمين قد أطبق أحدهما على الآخر » وبينهما فرجة يدخلها 
رجل نحيف » وكنت أنا أنحفهم » فدخلت بر بين الحجرين » فسرت حتى 
وصلت إلى فضاء واسع » فإذا أنا بسرير عليه ميت » وعليه أكفان كأنها 
ي ا الحد لل اللي وإ ا حجر حاب شكل لو 
سع الجبهة أسيل الخد طويل اللحية » وإذا عند رأسه حجر على شكل لوج 
مه عليه : ١‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله « ولا قرا أل إن كان َة 


وسا سيبلا 4 [الإسراء : [rr‏ . أنا هود بن الجلود بن عاد 2 رسول الله إلى بنى 





. في (م):«فأوموا»‎ )١( 





عاد بن عوص بن سام بن نوح › جئتهم بالرسالة وبقيت فيهم مدة عمري 
فكذبوني » تأخذهم لله بالريع المقيم )أ > فلم يبق منهم أحد » وسيجيء بعدي 
صالح بن كالوج 2١7)‏ فكذبه قومه » فأخذتهم الصيحة . فقال له علي رضي الله 
عنه : صدقت » هكذا قبر هود على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام . 
ثم ذكر القزويني : أن بها أي بحضرموت - بر برهوت”" وهي التي قال 

النبي ي : « أن فيها أرواح الكفار والمنافقين » . وهي بئر عادية قديمة عميقة 
في فلاة وواد مظلم . 

وعن علي رضي الله عنه : أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت 
بحضرموت ٠‏ فيه بثر ماؤه أسود منتن » تأوي إليه أرواح الكفار . 

وذكر الأصمعي عن رجل حضرمي قال : إنا نجد من ناحية برهوت رائحة 
منتنة فظيعة [جدأ]”" ٠‏ فيأتينا الخبر أن عظيماً من عظماء الكفار مات . 
يا دومة » يا دومة . فذكرت ذلك لبعض أهل العلم » فقال : إن الملك الموكل 
بأرواح الكفار اسمه دومة . انتهى . 

وقال ابن الوردي في كتابه « خريدة العجائب » : حضرموت وهي شرقي 
اليمن » وبها بلاد أصحاب الرس › وكانت لهم مدينة تسمى « الرس » سميت 
بذلك باسم نهرها . ومن أرض حضرموت المشهورة سبأ التي ذكرها الله تعالى 

فى القرآن العظيم › وكانت مدينة [عظيمة وكان بها طوائف من أهل اليمن 
وعمان وتسمى مديئة]! “ مأرب وهو اسم تلك البلاد » وبهذه المدينة كان السد 
الذي أرسل عليه سيل العرم . انتهى 





)0 في ( ط ) : ٠‏ كابوح » وصوابه في( م ) . 

(۲) ذكره في « عجائب المخلوقات (٩‏ ۱۱۸/۲) . 

فرق ما بين قوسين زيادة في ( ط ) . 

ع ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 


۱۰۹ 





وقال القزويني : سبأ : مدينة كانت بينها وبين صنعاء ثلاثة أيام » بناها 
سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان » كانت مدينة حصينة كثيرة [الأهل طيبة 
الهوى عذبة الماء كثيرة]“ الأشجار لذيذة الثمار كثيرة أنواع ار .وهي 
التي ذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز بقوله : لد کان سما في مسكدهم 
َي جتان ڪن يمن شا كوأ من رق ري ک وأفكروا کم ب E‏ 
[سبا: ه ا ا ا رضن لا شيء س الهوام كاي 
والعقرب ونحوها » وقد اجتمعت في ذلك الموضع مياه كثيرة من السيول 
فتمشي بين جبلين » فبنوا بين الجبلين سداً من الصخر والقار » ونزل الماء 
العظيم خارج السد » وجعلت في السد مشاعب أعلى وأوسط وأسفل ليأخذوا 
من الماء كلما احتاجوا إليه »> فحرث داخل السد ودام سقيها » فعمرها الناس 
وبنوا وغرسوا وزرعوا » فصارت أحسن بلاد الله وأكثرها خيراً » كما قال 
تعالى : بئان عن يمن وشمالٍ) 1سا : 16 » وكان أهلها إخوة وبني عم جير 
وكهلان » فبعث الله تعالى إليهم ثلاثة ئة عشر نبياً » فكذبوهم » فسلط الله تعالى 
الجرذ على بلدهم . انتهى 


وقال في موضع آخر : مأرب : كورة بين حضرموت وصنعاء لم يبق بها 
العامر إلا ثلاث قرى يسمونها الدروب » كل قرية منسوبة إلى قبيلة من اليمن › 
وهم يزرعونها على الماء الذي جاء من ناحية السد » يسقون أرضهم سقية 
واحدة » ويزرعون عليه ثلاث مرات في كل عام » ويكون بين زرع الشعير 
وحصاده في ذلك الموضع نحو شهرين › وكان بها سيل العرم الذي جرى ذكره 
في سبأ » فغرقت البلاد حتى لم يبق إلا ما كان على رؤوس الجبال » وذهبت 
الحدائق والجنان والضياع والدور > وجاء السيل بالرمل فطمّها » وهي على 
ذلك إلى اليوم كما أخبر الله تعالى : « فجعاتهم لاوت درفتم عل مر 
اسبا: 61 . والعرم : المسناة » بنتها ملوك اليمن بالصخر والقار حاجزاً بين 


(۱( ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 


11۰ 


السيول والضياع » ففجرته فأرة فيكون أظهر في الأعجوبة . 

قال ابن الوردي : وكان من حديثه أن امرأة كانت رأت في منامها أن سحابة 
غشيت أرضهم فأرعدت وأبرقت ثم أصعقت » فأحرقت كل ما وقعت عليه » 
فأخبرت زوجها بذلك ٠‏ وكان يسمى عمرو بن عامر » فذهب إلى سد مأرب » 
فوجد الجرذ وهو الفأر يقلب برجليه حجر لا يقلبه إلا خمسون رجلاً » فراعه 

ما رأى وعلم أنه لا بد من كائنة تنزل بتلك القرية » فرح NG‏ 
بمأرب وخرج هو وزوجته وولده منها » وأرسل الله تعالى الجرذ على ذلك 
الم الي يحول ينهم وين الماء ضرقي »وهو سيل العم هده ال 
وخرج إلى تلك الأرض فأغرقها كلها » وهو السد الذي بناه لقمان الأكبر بن 


عاد » یناه بالصخر والرصاص فرسخ في فرسخ س وبين الماء » 
وجعل فيه أبواباً ليأخذوا من مائه ما يحتاجون إليه . 


وذكر القزويني في جاب البلدان ؛ ما يقرب من ذلك قال + إن اد 
اليمن كانت [لولد حميّر ولولد کهلان]“ » وكان كبيرهم عمران بن عامر » 
وكان جواداً عاقلاً » وكان له ولأقاربه من الحدائق مالم يكن لأحد من ولد 
قحطان › وكانت عندهم كاهنة اسمها « طريفة » قالت لعمران : والظلمة 
والضياء والأرض والسماء ليقبلن إل الماء كالبحر إذا طما فيدع أرضكم 
خلاء » يسفي عليها الصبا » فقالوا لها : فجعتينا بأموالنا فبيّي لنا مقالتك › 
فقالت : انطلقوا إلى رأس الوادي لترون الجرذ العادي يجر كل صخرة صبحاء 
بأنياب حداد وأظفار شداد . فانطلق عمران في نفر من قومه حتى أشرفوا على 
السد » فإذا هم بجرذ أحمر يقلع الحجر الذي لا يستقله رجال ويدفعه بمخاليب 
رجايه إلى ما يلي البحر ليفتح السد » فلما رأى عمران ذلك علم صدق قول 
الكاهنة وقال لأهله : اكتموا هذا القول من بني عمكم حمير لعلنا نبيع حدائقنا 
منهم ونرحل عن هذه الأرض ٠‏ ثم قال لابن أخيه حارثة : إذا كان الغد واجتمع 





)00( ما بين القوسين زيادة من ( ط ) . 











الناس أقول لك قولاً خالفني » وإذا شتمتك ردها علىّ » وإذا ضربتك فاضربني 
مثله » فقال : يا عم كيف ذلك ؟ فقال عمران : لا تخالف » فإن مصلحتنا في 


هذا . 


فلما كان الغد واجتمع عند عمران أشراف قومه وعظماء حمير ووجوه 
رعيته » أمر حارثة أمراً فعصاه » فضربه بمخصرة كانت بيده » فوثب عليه 
حارئة فلطمه » فأظهر عمران الغضب وأمر بقتل ابن أخيه » فوقع في حقه 
الشفاعات » فلما أمسك عن قتله حلف أن لا يقيم في أرض امتهن بها » وقال 
وجوه قومه : ولا نقيم بعدك يوماً » فعرضوا ضياعهم على البيع » فاشتراها 
بنوحمير بأغلى الأثمان » فارتحل عن أرض اليمن » فجاء السيل بعد رحيلهم 
بمدة يسيرة » فخربت البلاد كما قال تعالى : « فَأعَرضُواأ اراتا عليم سيل الْعرم 


9 ر ا عرص مريت‎ 25 2 lr 
. 


ود انيم جتن دوا آ ڪي حمل وٿل سىء من در قليل € [سبا : ]1١‏ . 
فتفرقوا في البلاد » ويضرب بهم المثل يقال : « تفرقوا أيادي سبأ 2١)‏ . 
وكانوا عشرة أبطن : ستة تيامنوا » وهم : كندة والأشعريون والأزد ومذحج 
وأنمار وحمير » وأربعة تشاموا » وهم : عامرة وجذام ولخم وغسان . وكانت 


هذه الواقعة بين مبعث عيسى ونبينا يل . انتهى . 


وذكر صاحب كتاب « المستبصر » في الكلام على سد مأرب : أن أهل 
شداد وعاد سدّت بين منفذ جبلين بالحجر والرصاص 2 وصعدوا في ارتفاعه 
إلى أن حاذى الحائط ذروة الجبلين » فصارت السيول تقلب فيه الماء ليستجمع 
إلى أن رجع مسدوداً » وكانوا يسقون منه أراضيهم وأنعامهم » ويقال : إنهم 
كانوا يسقون منه إلى قرب الشام بساتين ذات أعناب ونخيل وزرع وقرى متصلة 
بعضها ببعض » وبقي الإقليم عامراً إلى أن أخربه الله » وكان الموجب لذلك 
ما ذكره الداري » قال : خرجت قافلة من الشام وإذا بفأرٍ قفز من الأرض 
وركب ظهر جمل من بعض الجمال التي في القافلة » ولا زال ينتقل من جمل 





. ) 5178/١ ( » مثلٌ مشهور . ذكره الميداني في « مجمع الأمثال‎ )١( 


11۲ 


إلى جمل ويعبر منزلاً بعد منزل إلى أن وصل مدينة مأرب » فقفز الفأر من 
الجمل ودخل السد وصار يعمل فيه عمله . 

ويقال : إن النعمان بن المنذر خرج يوماً في طلب الصيد » فحصل في طرد 
الصيد » فوجد الفأر بأنياب حديد يحفر السد » فلما رجع إلى أبيه المنذر قص 
عليه حكاية الفأر وصفة أنيابه أنها من حديد يحفر بها السد . فقال المنذر : صخ 
يا بني ما وجدناه في الكتب أن ما يخرب سد مأرب إلا فأر أنيابه من حديد » 
وأريد منك إذا دخلنا يوم الأحد إلى الدير والكنائس والناس فيه مجتمعون قم 
إليّ وشاكلني في أمر من الأمور وطوّل » وها أنا أشاقك عليك » فإذا رأيت 
الأمر قد طال قم الطمني براحة كفك على خدي . قال النعمان : وكيف يمكن 
ذلك؟ قال : يا بني افعل ما أمرتك به لأن لى فيه رأياً » ولك فيه مصلحة » 
ففعل الولد ما أمره به والده » فلما لطم الشيخ غضب من الحين وسمي 
المظلوم » فقام الشيخ إلى الجميع وقال : يا وجوه العرب ما بقي لي معكم 
سكن . قالوا له الجميع : وَلِمَ؟ قال : وكيف أقيم وصبي كسر حشمتي بينكم 
وحرمتي ؟! ومن ساعته نادى على السد فتألبت والتأمت قبائل العرب في شرائه 
قالوا : بكم؟ قال : تغمدوا سيفي هذا » وغرس ذباب سيفه على الأرض » 
وصارت العرب تنقل الذهب والفضة والمصاغ إليه » ولا زالوا على حالهم 
يصبون الذهب إلى أن غمد سيفه بالذهب » فأخذ الشيخ المال وصعد الجبل 
وسكن مقابل السد ‏ والجبل يسمى ١‏ حفاً  »‏ هو وأهله ينتظرون خراب السد 
ولما تمكن الفأر من السد وخرقه أخر به وخرج السيل . 

ثم قال : حدثني سلامة بن محمد بن حجاج قال : لما وقع السد أخذ الماء 
في جملة ما أخذ ألف صبي أمرد على ألف حصان أبلق غير البيض والشقر 
والاهم والخضر » وقال الشاعر : [من الطويل]: 
تهدّمَ سد المأربين وقَذ مَضَى زمانٌ ومو بلقا حيث قاد 

وإلى مأرب أربع فراسخ » وتسمى الحضين . ومن هذا البلد نقلت الجن 
عرش بلقيس إلى أرض فارس في زمن سليمان بن داود عليهما الصلاة 


11۳ 


رر ےو ل اه 


والسلام » كما قال الله عز وجل أهنكدا عرش قات تم هو € [النمل : ]٤١‏ فلما 
اندق السد أخذه في جملة ما أخذ› فلما زال شر الماء دارت الخلق على 
موضعين سليمين منه سوران يسمى أحدهما درب الأعلى » والثاني درب 
الأسفل . 

ثم قال : ويقال إِنَّ مدينة مأرب بناها سبأ بن يشجّب بن يعرب بن قحطان » 
ويقال : عابر وهو هود عليه الصلاة والسلام » ويقال : إنما سمي سد مأرب 
لأن قوم عاد لما سلط الله عليهم الريح العقيم » وكان يقف على السد كل يوم 
كذا وكذا من رجل''' ليردوا عن أصحابهم البلاء » وكانت الريح تضرب 
بعضهم على بعض كما قال عز وجل امَائَدَدُ من می أن عل ااانه ليمير 4 
[الذاريات : ]٤١‏ فبنوا السد ليرد عنهم قوة الماء › فلما غدت تلك الأمة اجتمع 
السيول فيه وكثرت المياه فبقي جرياً للماء » فبنى عليه قرى وعمارات وزراعات 
إلى حدود الشام » وكان يسقي منه جميع ذلك » فقتل ولد لحصيص بن حصين 
في مأرب » وأمسى علمه في حضرموت مسيرة ثمانية أيام ؛ لأن كل ناطور زرع 
كان يخبر صاحبه الخبر حتى اتصل بحضرموت يعني في مقدار يوم في ذلك من 
عمارة البلاد وكثرة العباد . انتهى . 


قال ابن الوردي في « الخريدة » : وكانت أرض مأرب من بلاد اليمن مسيرة 
ستة أشهر متصلة العمائر والبساتين » وكانوا يقبسون النار بعضهم من بعض › 
وإذا أرادت المرأة الثمار وضعت مكتلها على رأسها وخرجت تمشي بين 
الأشجار وهي تغزل الصوف . فلا ترجع إلا والمكتل ملآن من الثمار التي 
بخاطرها من غير أن تمس شيئاً بيدها البتة » وكانت أرضهم خالية من الهوام 
والحشرات وغيرها » فلا توجد فيها حية ولا عقرب ولا بعوض ولا ذباب ولا 
قمل ولا براغيث » وإذا دخل الغريب أرضهم وعليه في ثيابه شيء من القمل 
والبراغيث هلكوا في الوقت والحين » وذهب ما كان في ثيابه من ذلك بقدرة 





فق في ( ط ) : « مجله » وصوابه في ( م ) . 


11٤ 


قادر » وأذهب الله جميع ما كان فيها ولم يبق من أرضهم إلا الخمط''؟ والأثل 
وهو ls‏ والأر اك" وشيء من سدر”*؟ قليل » قال الله عز وجل « ذلك 
جرب يهم يما کفروا و هل جر إِلَّا الْكَفُورٌ 4 [سبا : 1] وسبأ الآن خراب » وكان بها 
قصر مر یمان بن داود عليهما الصلاة والسلام » وقصر بلقيس زوجته وهي ملكة 
تلك الأرض التي تزوجها سليمان » وقصتها مشهورة . وبأرضها جبل منيع 
صعب المرتقى لا يصعد إلى أعلاه إلا بالجهد العظيم » وفي أعلاه قرى عظيمة 
عامرة » وبساتين وفواكه ونخل مثمر وخصب كثير » وبهذا الجبل أحجار 
العقيق وأحجار الجثئب”*2 وأحجار الجزع » وهي مغشاة بأغشية ترابية لا يعرفها 
إلا طالبها » ولهم في معرفتها علامات » فتصقل فيظهر حسنها . انتهى والله 
أعلم . 

قال القزويني : إرم ذات العماد : بين صنعاء وحضرموت من بناء شداد بن 
عاد , 

روي أن شداد بن عاد كان جباراً من الجبابرة لما سمع بالجنة وما وعد الله 
فيها أولياءء من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار 
والغرف التي فوقها غرف قال : إني متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة › 
فوكل بذلك ماثة رجل من وكلائه تحت كل وكيل ألف من الأعوان وأمره ”© 
أن يطلبوا أفضل فلاة [من الأرض]“ من أرض اليمن ويختاروا أطيبها تربة › 


)000( الخبط ٠‏ الم » قال الزجاج : يقال لكل نبت قد أذ طعماً من مرارة حيث لا يمكن أكله 
حَمْطُ "( اللسان ) ( خمط ) . 

(؟) الطرفاء من الحمض ٠‏ وقد تتحمض بها الإبل | إذا لم تجد حمضاً غيره ( اللسان ) ( طرف ) . 

(۳) الأراك : شجر السّواك . 

. السدر : شجر له شوك‎ )٤( 

)0( في ( ط ) : « الجثيب »؛ وما أثبتناه عن( م ) . 

(7) في ( ط) : ١‏ عامر » وهو خطأ وصوابه عن ( م ) والآتي من النص . 

)¥( في ( ط ) : « ولغيرهم ٩‏ وصوابه في ( م) . 

(۸) ما بين القوسين زيادة من ( ط ) . 


110 





ومكنهم من الأموال » ومثل لهم كيفية بنائها » وكتب إلى عماله في سائر 
البلدان أن يجمعوا جميع ما في عددهم من الذهب والفضة والجواهر » فجمعوا 
منها صبراً مغل الجبال » فأمر باتخاذ اللبن من الذهب والفضة » وبنى المدينة 
بها » وأمر أن يفصص حيطانها بجواهر الدر والياقوت والزبرجد » وجعل فيها 
غرفاً فوقها غرف أساطينها من الزبرجد والجزع والياقوت . 

ثم أجرى إليها نهر ساقه إليها من أربعين فرسخاً تحت الأرض » وظهر في 
المدينة » فأجرى من ذلك النهر السواقي في السكك والشوارع » وأمر بحافتي 
النهر والسواقي فطليت بالذهب الأحمر » وجعل حصباه أنواع الجواهر الأحمر 
والأخضر والأصفر » ونصب على حافتي السواقي والنهر أشجاراً من الذهب » 
وجعل ثمارها من اليواقيت والجواهر » وجعل طول المدينة اثني عشر فرسخاً 
وعرضها مثل ذلك » وصيّر سورها عالياً مشرفاً » وبنى فيها ثلاثمائة قصر 
مفصصاً بواطنها وظواهرها بأصناف الجواهر . 

ثم بنى لنفسه على ذلك النهر قصراً منيفاً عالياً يشرف على تلك القصور 
كلها » وجعل ماءها يشرع إلى واد رجب » ونصب عليه مصراعين من ذهب 
مفصص بأنواع [الجواهر]'“ واليواقيت » وجعل ارتفاع البيوت والسور ثلاثمائة 
فرع ٠‏ وجعل تراب المدينة من المسك والزعفران » وجعل خارج المدينة مان 
ألف قنطرة أيضاً رصعت بالذهب والفضة لينزلها جنوده » ومكث في بنائها 
خمسماث عام » فبعث الله تعالى هود عليه الصلاة والسلام » فدعاه إلى ا 
تعالى » فتمادى فى الكفر والطغيان » وكان إذ ذاك تم على ملكه سبعمائة 
سنة » فأنذره هود بعذاب الله تعالى » وخرّفه بزوال ملكه › فلم يرتدع عما كان 
عليه . وعند ذلك وافاه الموكلون ببناء المدينة وأخبروه بالفراغ منها » فعزم 


. ) ما بين القوسين زيادة فى ( ط‎ )١( 

(۲) لا يخفى على القارىء ما فى هذه الرواية من مبالغات وخرافات لا تصدّق » فذهب الأرض 
جميعاً لا يكفي لمثل هذه الأعمال ناهيك عن المسك والزعفران اللذين جعلا تراباً للمدينة : 
ولم يسمع أحد عن بيوت ارتفاعها ثلاثمئة ذراع . 


5 


على الخروج إليها في جنوده وخرج في ثلاثمائة ألف رجل من أهل بيته › 
وخلف على ملكه مرئد بن شداد ابنه » وكان مرثد - فيما يقال مؤمناً بهود عليه 
الصلاة والسلام » فلما انتهى شداد إلى قرب المدينة بمرحلة جاءت صيحة من 
السماء مات هو وأصحابه وجميع من كان في أمر المدينة من القهارمة والصناع 
والفعلة » وبقيت لا أنيس بها » فأخفاها الله تعالى لم يدخلها بعد ذلك إلارجل 
واحد أيام معاوية رضي الله عنه يقال له عبد الله بن قلابة''2 فإنه ذكر في قصة 
طويلة تلخيصها : 

أنه خرج من صنعاء في طلب إبل ضلت » فأفضى به السير إلى مدينة صفتها 
ما ذكرناه » فأخذ منها شيئاً من المسك والكافور وشيئاً من الياقرت » وقصد 
الشام وأخبر معاوية بالمدينة » وعرض عليه ما أخذه من الجواهر » وكانت قد 
تغيرت بطول الزمان » فأحضر معاوية كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال : هذه 
إرم ذات العماد التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز » بناها شداد بن عاد » 
لا سبيل إلى دخولها ولا يدخلها إلا رجل واحد وصفته كذا وكذا » وكانت تلك 
الصفة صفة عبد الله بن قلابة فقال له معاوية : أما أنت يا عبد الله » فأحسنت 
النصح ولكن لا سبيل إليها » وأمر له بجائزة . 

وحكي أنهم عرفوا قبر شداد بن عاد بحضرموت وذلك أنهم وقعوا في 
حفيرة وهي بيت في جبل منقور”"' مائة ذراع في أربعين ذراعاً » وفي صدره 
سرير عظيم من ذهب عليه رجل عظيم الجسم وعند رأسه لوح فيه مكتوب 
شعر : [من مجزوء الرمل]: 

اعتبر ياآأيتهماالمغف رور بالعمر المديد 

أناشدادبن عاو صاحب القصر المشيد 

وأحسوالقوٌةوالبأٌ سا والمللك الحشيد 


. ) قدامة » وما أثبتناه عن ( م‎ ١ : ) في ( ط‎ )1١( 
. ) تنور » وهو خطأ وصوابه في ( م‎ ١) في ( ط‎ )۲( 


11۷ 


دان أمل الأرض طراً [لي] من خوف وعيدي() 
فأتىهودوكنا في ضلال قبل هود 
فدعانالوقبنا :إلى الأمرالرشيد 
فعصينه ونادي ناألاهل من مجيد 
فاتتناصيحة ته وي من الأفق البعيد 
شوينا شل زرع وسط بيداء حصيسد 
وكفى حضرموت من الشرف العظيم » والمجد الفخيم » والفخر الذي 
لا يبلى ويبيد » بل ينمو ويزيد » أن الإمام شيخ الإسلام مجتهد زمانه الشيخ أبا 
الحسن”" البكري الصديقي ذكر في تفسيره عند قوله تعالى 8 وَإِن کر إلا 
ارا الآية [مريم : ]/١‏ . بستني من ذلك أهل حضرموت لأنهم أهل ضنك في 
المعغة" . 
وروي عن الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي » رضي الله عنه » أنه أرسل 
ولده عبد الرحمن من مكة المشرفة إلى حضرموت لزيارتها » فله. عاد إليه سأله 
عنهم » فقال له : رأيتهم لا يحصون كثرة » ورأيت أنوارهم ..شرقة كالشمس 
وأنشد : [من الطويل]: 
مررتٌ بوادي حضرموت مُسَلّماً فألفيته بالبشر مُبْتسماً رَحْباً 
وألفيتٌ فيها من جهابذة اللا أكابر لايُلَقَوْنَ شَرْقاً ولا غَرْباً 
وأما « تريم » التي قدرها كوزنها عظيم - وهي بتاء مثناة فوقية ثم راء 
مكسورة ثم ياء تحتية بعدها ميم بلدة بحضرموت » وهي أعدل أرض الله هواء 


. ما بين قوسين زيادة من ( ط ) ولا بد منها لإقامة الوزن‎ )١( 

(؟) في ( م ) : « والشيخ أبو الحسن » وهو خطأ . 

)۳( لا دليل للشيخ - فيما نعلم ‏ على استثناء أهل حضرموت من الورود الذي ذكره الله سبحانه 
وتعالى في الآية الكريمة ربما أن هذا الورود ليس بضار للمتقين من أهل حضرموت وغيرهم 
لقوله عز وجل عقب الآية السابقة ثم ّى لذن أتَقواََْدَرُ لقا لظلورت فاج [مريم : 77] . 


11۸ 


وأصحها تربة » وأعذبها ماء » وهي قديمة يقال إنها كانت في قديم الأيام عامرة 
جداً » وأما الآن فهي ضعيفة إلى الغاية » ولأجل ضنك المعيشة بها وقع من 
الشيخ أبي الحسن البكري ذلك القول في حق أهلها » وهذا لعمري من جملة 
سحاسنها ٠‏ لف لون بها اما كأنهم في ريافة » ولهذا يفتح على كثير منوم 
بأدنى توجه وإقبال على الله . فزوى الله عنهم أسباب البطر والأشر من حيث 
لا يشعرون » ومن العصمة أن لا تقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون . والظاهر 
أن سبب خرابها سيل العرم الذي أرسله الله تعالى على سبأ » فانقطعت عنها 
المياه التي كان يزرع عليها » فسبحان من يقلب الأمور ٠‏ ولم يتغير بتغير 
الدهور » وام يوجد الأن بها من الفواكه غير التمر » وهو كثير عندهم بحيث أنه 
غالب قوت البلد » وعلى أنواع مختلفة » فهي باعتبار كثرة النخيل بها كأنها 
جنة . شعر : [من الطويل]: 
كأنّ النَخيلَ الباسقات وقّد عَدَثْ مناظدها سنا قباب زبزجد 
وقد عَلِقَتْ من قَبنِها زيتةٌ لها قناديل ياقوت بأمراش عجر 

وقيل : إنه كان بها عيون كثيرة » والذي سدها معن بن زائدة الشيباني 
الجواد » فعد ذلك من سيئاته . وسبب ذلك فيما ذكروا » أن أخاه كان والياً 
عليها وكان فاسقاً » فقتله أهلها بسبب ذلك » فغضب معن لذلك » وأمر بسد 
العيون التي كانت فيها » فسدت بالرصاص »› وحكم على أهلها بكشف 
الرؤوس ولبس السواد »› فمن ثم جرت عادتهم بذلك › > بل صار اليوم لبس 
السواد عندهم من جملة الزينة » حتى إن أهل الورع يُحَذّرونَ منه . 

وحكي أن بعض المغاربة جاء إلى حضرموت في زمن السلطان بدر 
الكثيري ٠‏ وأراد أن يفتح فيها بعض العيون » ثم أن السلطان خاف أن يطمع 
فيها الأروام إذا قويت » فترك ذلك بعد أن كان عزم عليه » وبناها تريم بن 





)0( في ( ط) : ۰ من قبتها 0 وصوابه في ( م ) وأراد حملها المجتمع على نفسه . 
والأمراش السايل : والعسجد : الذهب . اللسان( قبن » مرش ) . 


1۱1۹ 








حضرموت » فسميت باسمه » وقيل : أسعد الكامل . 


الحب قصيدة في صفتها وخواصها منها [من الوافر]: 


وطبْعٌ بيارها في الصَّيِف برد 
تعادّل حرّها وَالبَرْدُ فيها 

وطبِعٌ الود فيها فيه لصف 
وحوٌ الشَّمْس فيها ليس يُوْذي 
بلا طاب مَسْكَبُهَا وَطَابَتْ 


وطْلِعٌ الجوٌ فيها مُسْتقيم 
وأتام الشّتاء هي الحميم 
فلا حر يض ,_ٌٍ ولا سمومٌ 
ورد شات ا أبداسَلِيِم 
شارك لها رټ رحيم 


لقالواجنَة الدنيا«تريم» 


وسماها الشيخ القطب عمر المحضار”'' ابن الشيخ عبد الرحمن السقاف في 
بعض قصائده بلاد الطب . قال بعضهم : شملت هذه الكلمة من الشيخ عمر - 
رضي الله عنه ‏ الطبين جميعاً طب القلوب » وطب الأبدان . 


ولي : [ترى صاحبي أفوز بزورة من تريم » وأظفر بالمنا قال لي تبلغ 


ما ترم سيدي 


الرجر]: 

أرضا عَدَتْ تُفاخ؛ السّماء 
أرضاً ينال كن من آم لها 
وتربها غدا يُضاهي المشكي 
قَدْأَشْرَقَتْ مِنْ سائر التواحي 


وما أحسن قول الشيخ عبد المعطي با كثير - رحمه الله - 


في صفتها : [من 


كذا حصاها فاخر الجوزاء 
كرامة فوق الذي أتلها 
للرغقران الجتوي يككي 
على الملا بنورها الوضاحي 


وهي معشر الأولياء ومعدنهم 0 ومنشأ العلماء وموطنهم 0 وهي مسكن 
السادة الأشراف آل با علوي » فإن جدهم أحمد بن عيسى لما قدم إلى 


(۱) في( ط) : ٠‏ المخضار » بالخاء » وما أثبتناه عن ( م ) . 





حضرموت سكن قارة بني" جشير ‏ بكسر الجيم والشين المعجمة وبعدها ياء 
مثناة من تحت ساكنة ثم راء ‏ يعرف اليوم ببيت بني جشيب بالباء الموحدة » 
على نصف مرحلة من تريم . ثم انتقل منها إلى الحُسّيسة ‏ بضم الحاء المهملة 
وفتح السين وياء مثناة من تحت بينهما مشددة مكسورة ‏ قريب منها » واشترى 
بها عقاراً كثيراً » وبها توفي ودفن في شعبها الشرقي . 

ثم إن ولده الشيخ عبد الله انتقل إلى سمل - بضم السين المهملة وفتح 
الميم - وسكنها مدة زمان » واشترى بها أموالاً كثيرة » وهي على نحو ستة 
أميال من تريم » وحكي أن وفاته كانت بها » ثم انتقل أولاده منها إلى بيت جُيَيِر . 
- بضم الجيم وفتح الباء الموحدة وإسكان الياء المثناة من تحت وراء بعدها ‏ 
قريب منها فسكنوها مدة » ثم انتقلوا إلى تريم وسكنوا بها وتوطنوها من سنة 
إحدى وستين وخمسمائة إلى يومنا هذا » فازدادت بهم شرفاً وفخراً إلى 
فخرها » وازدهت بهم أقطارها » واخضرّت أشجارها » وأشرقت بدورها » 
وفاح عبيرها » وأنشد قائلها : [من البسيط]: 
أشي منك نسيماً لست أعرفه ماضويٌ لمياء جدَّث فيك أذيالا 

[غيره]" : [من البسيط]: 
تحيا بهم كل أزض ينزلون بها كأنهم لخراب الأرض عُمَارٌ 

ولما كانت خير بلاد الله بعد الحرمين الشريفين وبيت المقدس أكرمها الله 
تعالى بخير عباده » وأكرمهم عليه الذين زينهم باتباع السنة الغراء » مع صحة 
نسبهم المتصل بالسيدة الزهراء » الذي عز وجود نظيره في غيرهم » فكاد 
لا يوجد الشريف السّني إلا نادراً . هذا مع ما خصوا به واشتهر عنهم [من 
العبادة » والعلم والتواضع والزهد » فأدناهم والمقصر منهم]”" في أموره هو 





(1) في ( ط) : ١‏ فابتنى » وما أثبتناه عن ( م ) . 
(۲) ما بین قوسين زيادة من ( ط ) . 
2 ما بين القوسين زيادة من ( ط ) . 


1۲1 








لشريف الني رضي اله عنهم وفع بهم أبين + ول در من ل :ناكا 
تَخْتال رَهْواً ف في الوراص لخستھا* يحول لمي نها لا لفق 
أضحَتٌ تريم بهم عَدُوساً 00 تركو عبيراً نَشْدْهُ يتردد 
يا تع لمي رحا دت ملي علينك سدى الؤّسان شرك 
واحد من العلماء اء الذين بلغو ب الإفناء ثلاثمائة جل وأ س تھا جماعة 
ممن شهد بدراً مع رسول الله ية وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم » وأن 
عددهم سبعون نفراً . وكان الشيخ عبد الرحمن السقاف رضي الله عنه ‏ إذا زار 
تال : في ترب آل با علوي ثمانوف قط كلهم اتراي ل 
الأحمر والجيل الأحمر ؟ فقال له : نعم ٠‏ فقا : إن تحته روضة من رياض 
الجنة . 

وروي عن الشيخ فضل بن عبد الله أنه قال : ثلاث ترب محمولات بترابهم 
إلى الجنة » تربة تريم » وتربة الهجرين » وتربة غيل أبي سودان . 

ويقال : إِنَّ أبا بكر الصديق ‏ رضى الله عنه ‏ دعا لها بثلاث دعوات : أن 
يكثر بها الصالحون » وأن يبارك الله فيما بها » وأن لا تطفأ بها نار إلى يوم 
القيامة . ومعناه : أن لا تزال عامرة إلى يوم القيامة . وذلك حين بلغه أن أهلها 
لم يرتدوا كغيرهم من العرب الذين ارتدوا بعد موت رسول الله َي > ولذا قيل 
لها مدينة أبي بكر الصديق رضي الله عنه . 


وروي أنَّ الفقيه محمد ب بن أبي بكر عباد ‏ رحمه الله - كان يقول : إذا كان 


. في ( ط) :« تذكر. . . » وهوخطأ‎ )١( 


يوم القيامة أخذ أبو بكر الصديق ‏ رضي الله عنه ‏ أهل تريم كلهم قبضة في يده 


ورمى بهم في الجنة ٠.‏ 


وبها مساجد كثيرة مشهورة البركة » منها المسجد المعروف بمسجد آل با 


علوي . 


وقد نظم السبعة الذين يعتقد أهل زبيد أن من زارهم سبعة أيام متوالية 
قضيت حاجته » الشيخ علي بن أبي بكر في معرض الثناء عليهم » ثم التعريف 
بأن في بلدة تريم الجم الغفير ممن هم بهذا الوصف الخطير » فقال رحمه الله 
ورضي عنه وعن سائر الصالحين وعنا بهم آمين : من الطويل]: 


بباب سهام سَبْعةٌ مِنْ مشايخ 
فيونس إبراهيم مرزوق جبرتي 
زيارتهم تج لكل حوائج 
[تريم بها منهم ألوف عديدة 
زيارةٌ كل منهمٌ صخ أنها 
وإِنْ قل ترياقٌ ببغدادٌ جربا 
وياحَبّذا ذاك القريط وظله 
فكم معْدنٍ كم زرد كم معظم 
وبلبل قلبي نفح مِشك بزنبل”" 
وكم جبهة فيها بنوا كدراتها 





)1١(‏ في( ط) :2 فَخر). 
(۲) هذا البيت زيادة من ( ط) . 
(۳) في( م ) : « مسك برسل ٩‏ . 


ِقاصِيهم د غو وكثرٌ لمظلل 

وأفلح صياد كذا ابن الوّضي الولي 
وفي الخُلد سكنى للذي زار مقبل 
بساحة بشار شموس الهدى قل ٩]‏ 
لما شئت من جَلْب وكفم مُحَضصْلٍ 


ففي ربع بشار شفا كل مضل 
نگم قد حوى من كامل الس منهل 


وكم حبر 3 تحقيتي وشيخ مدلل 
بها من كنوز الس كم من مجلّل 
بهم ينزل الله الغيوتٌ لممحل”*) 


2 


(:) رواية الشطر الأول في ( ط ١)‏ وكم جهبذ فيها بنوا كدّرٌ بها ؛ ومعناه غير واضح وما أثبتناه عن 


( م ) ما عدا الكلمة الأخيرة فصورتها ثمة 2.. 


الصواب ما أثبتناه ۰ 


كدرتها » ولا يستقيم بها الوزن » ولعل 





إن 


فلا تَحْقِرَنْها رب أَشْمَثْ خامل سماسرّه فضلاً على كل مُفْضِلٍ 
© وفيها : في ليلة الثلاثاء رابع عشر شوال توفي الشيخ الكبير والعلم 
الشهير والقطب الربّاني شمس الشموس الشيخ أبو بكر بن عبد الله العيدروس با 
علوي بعدن » فصارت به على الحقيقة عدناً » وأكرمها الله به حياً وميتاً 
وسكوناً وسكناً كما قيل : [من الخفيف]: 
صارٌ دال اسمها كما كان فيها ساكناً ساكناً قدامٌ الُزول 
به النْفْي والجهاتٌ جميعاً عَمّهاالثُور والبّها والقبول 
فابْشروا أيُها النزول «بعَدذنٍ» بسلاممن ربكم لايزول 
وقبره بها أشهر من الشمس الضاحية » يقصد للزيارة والتبرك من الأماكن 
البعيدة . ش 
وقد ضمّن صاحبنا الفقيه عبد الله بن أحمد بن فلاح تاريخ عام وفاته في 
بيتين فقال : [من المتقارب]: 


قى جاتراه وفيا بعام وفاة الولي القُطب صاحب عَدْن 
أبي بكر العيدروس الذي بدالله أعلي مَنارالسنن 

وكان مولده بتريم سنة إحدى وخمسين وثمانمائة » ومدة إقامته بعدن نحو 
خمس وعشرين سنة » وكان من أكابر الأولياء » بل هو القطب في زمانه كما 
شهد به العارفون بالله سبحانه وتعالى شرقاً وغرباً » ولم يمتر في ذلك ذو بصيرة 
من أهل الطريق » وكان في الجود آية من آيات الله تعالى » وكان يذبح في 
سماطه كل يوم في رمضان ثلاثون كبشاً » ولذلك بلغت ديونه مائتي ألف 
دينار » فقضاها عنه الأمير الموفق ناصر الدين [بن]7' عبد الله با حلوان في 
حياته قبيل موته بمدة يسيرة حتى قرت بذلك عينه . وكان يقول : إل الله وعدني 


(۱) ترجمته في « الكواكب السائرة » ( ۱۱٤-۱۱۳/۱‏ ) وه شذرات الذهب »© ( ٩۳-۹۱/۱۰‏ ) 
« معجم المؤلفين (٩‏ ۳/ 50 ) وه الأعلام »( 55/17 ) . 
(۲( ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 


۲٤ 


أن لا أخرج من الدنيا إلا وقد أدّى عني ديني . 

ومن مشايخه في العلم عمه الشيخ [علي]”" » والفقيه العلامة محمد بن 
أحمد با فضل [والفقيه العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الحاج با فضل]“ 
ومقروءاته كثيرة لا تنحصر » وله إجازات متعددة من علماء الافاق كالشيخ 
العلامة الحافظ السخاوي ٠‏ والشيخ العلامة المحدث يحيى العامري اليمني › 
والشيخ الإمام العلامة المزجد الزّبيدي وغيرهم . وعده الشيخ جار الله بن فهد 
في معجمه من شيوخه في الحديث » واجتمع على إثبات ولايته وعظيم 
خصوصيته من كان في زمانه من الأولياء العارفين » واعترف بعلو منزلته من 
عاصره من أكابر علماء الدين . 

وقد ذكر الفقيه العلامة محمد بن عمر بحرّق ‏ رحمه الله في كتابه الموسوم 
« بمواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس » من ذلك جملة شافية مقنعة كافية 
تنشرح بمطالعتها الصدور » ويزداد المحب بسماعها نوراً على نور » منها : أن 
عمه الشيخ علياً رضي الله عنه شهد له بالقطبية في حكاية » وقد تقدم ذكرها في 
ترجمة الفقيه الصالح محمد بن أحمد با جرفيل”" » وكذا شهد له بها من أهل 
عصره الشريف حسين بن الصديق الأهدل9؟؟ . 

قلت : وقد مر كلامه فيه أيضاً مستوفى في ترجمته . قال : وسألت بعضهم 
عنه فقال : الذي نعتقده وندين الله به أنه صاحب الوقت . وذكر أيضاً أنه سأل 
الفقيه الصالح [محمد]”' بن أحمد با فضل عنه » فأجاب بجواب يتضمن 
المدح والثناء عليه . وقد مر أيضاً في ترجمته" . 





فق ما بين القوسين زيادة في ( ط ) . 

00 ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 

(9) تقدم ذكر ذلك ضمن أحداث سنة ( 907 ه ) . 
(4) تقدم ذكر ذلك ضمن أحداث سنة ( 907 ه ) . 
(6) ما بين القوسين زيادة في ( ط ) . 

(9) تقدم ذكر ذلك ضمن أحداث سنة ( 407 ه ) . 


1Yo 


قلت : وحكي عن بعض الثقات أنه قال : حججت سنة سبع وتسعمائة 
فبينما أنا أطوف إذ برجل عليه هيئة أهل الصلاح أخذ بيدي وقال لي : أنت فلان 
وبلادك كذا » وأخبرني بأشياء جرت لي » وأنا لم أعرفه قبل ذلك . ثم قال : 
أتدري من غوث الأولياء اليوم؟ فقلت : لا . فقال : غوثهم الشريف أبو 
بكر بن عبد الله العيدروس الذي بعدن . 


فقال : منذ سنتين . 


فقلت له : منذ كم هو في القطبية؟ 


ومدحه العلامة أحمد بن عمر المُرّجّد الزّبيدي20 مصنف العباب بهذه 


الأبيات : من الطويل]: 

سلامٌ كرؤض باكَرَّنه غمائمه 
وأغغشبَ واخحضرَت أفانين دؤحة 
سلامٌ يباري. المندل .الطب نَشْْهُ 
على السيّد السّامي إلى ذُرْوّة العُلى 
أبي بكر الصديق أكرم بنبعةٍ 
له من كتاب الله أعذب منهل 
ومن تهج أشياخ الطريقة منهج 
ولا عرو إذ خير النْبِيِِنَ جده 
أتاني كتاب منه يرعَى عهوده 
فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحباً 
عفى الله عن هذا الزّمانٍ فإنّه 


وفتحَ عَنْ زهر الأقاحي كمائمة 
فتعبق مِن تلك الوُبُوع مَعَالِمُه 
وليس له في مثلها مَنْ يُزاحمة 
مته ققد نيط عليه تمائمُة 
وليس إلى إحراز ماهر طاعِمُة 
ومن سنة المُختار شرب يِلائِمَه 
تقَهْقَر عنه عُرْبَهُ وأعاجمة 
ومنه خوافي ريشه وقوادمُة 
وإنّي على العَهْدٍ الذي هو عالمُة 
وفْضَتٌْ جيوشٌ الغمّ إذ فض خاتمُة 
يُحارينا دأباً ونحن تُسالمة 


)١(‏ وانظر ترجمته في « شذرات الذهب » ( ۱۰/ ۲۳۹-۲۳۵ ) و « الأعلام (٩‏ ۱۸۸/۱ ) وستأتي 


في أحداث سنة ( ۰ ه) . 


(؟) هوه العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب » في الفقه الشافعي » انظر صفته 
وتقريظه في ترجمة المؤلف « شذرات الذهب »( 7385/٠١‏ ) . 





يفارق ما بين الخليلين عَنْرَةَ ومن كان أقوى منك كيف تحاكي:(١)‏ 
ويلحم فيناغارة بعد غارة وتفجأنافي كل يوم ملاجِمُة 
سلامٌ على الشيخ الكبير الذي غت كراماته معروفة ومَكارمُة 
لكل زمان قائم في صروفه وهذا زمانٌ أنت لا شلك قائيُة 
فلا تخلني من دغوة مُسْتجابة فأنت وسيم البو جم مراجِمُة 

فهؤلاء العلماء الذين عاصروه » وبكل فضل وصفوه » ولم نذكر منهم إلا 
اليسير إذ هم جم غفير » وجمع كثير » ولو ذكرت الكلّ مفصلاً لطال هذا 
الباب » وخرجنا عما التزمناه من الإيجاز إلى الإسهاب . 

وحكي من مجاهداته أنه هجر النوم بالليل أكثر من ثلاثين سنة . 

وأما كراماته فكثيرة كقطر السحاب » لا تدرك بِعَدٌ ولا حساب » ولكن أذكر 
منها على سبيل الإجمال دون التفاصيل ثلاث حكايات تكون كالعنوان على 
باقيها بالدلالة والتمثيل » منها : أنه لما رجع من الحج دخل رَيْلع”'؟ وكان 
الحاكم بها يومئذ محمد بن عتيق » فاتفق أنه ماتت أم [ولد]"“ للحاكم 
المذكور » وكان مشغوفاً بها » فكاد عقله يذهب لموتها » فدخل عليه سيدي 
لما بلغه عنه من شدة الجزع ليعزيه ويأمره بالصبر والرضا بالقضاء > وهي 
مسجاة بين يدي الحاكم بثوب » فعزاه وصبره » فلم يفد فيه ذلك » وأكبٌ على 
قدم سيدي الشيخ يقبلها » وقال : يا سيدي إن لم يحي الله هذه مث آنا أيضاً . 
ولم تبق لي عقيدة في أحد . فكشف سيدي عن وجهها وناداها باسمها فأجابته 
لبيك » ورد الله روحها » وخرج الحاضرون ولم يخرج سيدي الشيخ حتى 
أكلت مع سيدها الهريسة وعاشت مدة طويلة9©؟ . 





(۱) في ( م ) : ١‏ كيف تحالمه » . 

(۲) زيلع ٠‏ بالعين المهملة » قرية على ساحل البحر من ناحية الحبش ( معجم البلدان ) 
٠١١/۳ (‏ ) والمراد : البحر الأحمر . 

قرف ما بين قوسين زيادة من ( ط ) . 

(5) هذه من المبالغات التي لا يقرها عاقل فضلاً عن أن يقرها الشرع الحنيف » وما أكثر ما يورده= 


¥ 


وعن الأمير مرجان أنه قال : كنت في نفر من أصحابي في محطة صنعاء الأولى › 
فحمل عليها العدو » فتفرق عني أصحابي » وسقط بي فرسي لكثرة ما أثخن من 
الجراحات » فدار بي العدو حينئذ من كل جانب » فهتفت بالصالحين » ثم ذكرت 
الشيخ أبا بكر رضي الله عنه » وهتفت به فإذا هو قائم » فوالله العظيم لقد رأيته نهاراً 
وعاينته جهاراً آخذاً بناصيتي وناصية فرسي ونشلني من بينهم حتى أوصلني المحطة » 
فحينئذ مات الفرس ونجوت أنا ببركته رضي الله عنه ونفع به . 

وعن المريد الصادق نعمان بن محمد المهري(" أنه قال : بينما نحن 
سائرون في سفينة إلى الهند إذ وقع فيها خرق عظيم فأيقنوا بالهلاك » وضج كلّ 
بالدعاء والتضرع إلى الله [تعالى] وهتف كل بشيخه » وهتفت آنا بشيخي أبي 
بكر العيدروس رضي الله عنه » فأخذتني سِبَهٌ » فرأيته داخل السفينة وبيده 
منديلٌ أبيضٌ وهو قاصد نحو الخرق » فانتبهت فرحاً مسروراً وناديت بأعلى 
صوتي : أن ابشروا يا أهل السفينة فقد جاء الفرج » فقالوا : ماذا رأيت؟ 
فأخبرتهم » فتفقدوا الخرق » فوجدوه مسدوداً بمنديل أبيض كما رأيت › 
فنجونا ببركته رضي الله عنه ونفع به . 


© فائدة : 

اعلم أنَّ كرامات الأولياء حق » والدليل على وقوعها موجود من المنقول 
والمعقول . أما المنقول فهو ما ثبت في القرآن العزيز وص عن النبي بيه من 
قصة مريم وجريج '"' وغيرهم من الذين ليسوا أنبياء ووقعت على أيديهم » وما 
روي عن الصديق - رضي الله عنه - وكان أخبر عند موته [أنّ](" امرأته تلد بنتاً 
وكانت إذ ذاك حاملاً ' وعن الفاروق - رضي الله عنه ‏ في قصة سارية 


= المؤرخون وأصحاب كتب السير من أمثال هذه القصة التي آفتها فيها واضحة . 
)١(‏ في ( ط) : ١‏ المهدي » بالدال المهملة » وما أثبتناه عن ( م ) . 
(۲) في ( ط) : « جريح ؛ بالحاء المهملة » وما أثبتناه عن ( م ) . 
(۳) لم ترد هذه الكلمة في ( ط ) ووردت في ( م ) فقط . 


۸ 


المشهورة » وعن ذي النورين رضي الله عنه في الرّجل الذي دخل عليه وقد نظر 
إلى امرأة أجنبية فكاشفه بذلك » وعن المرتضئ رضي الله عنه في الأسود الذي 
قطع يده ثم ردّها مكانها فعادت كما كانت . وأما ما نقل من ذلك عن أولياء الله 
تعالى فكثير جداً » من ذلك ما وقع لبعض الأولياء وهو على جبل فقال : إِنَّ من 
أولياء الله مَنْ إذا قال لهذا الجبل تحرك لتحرك > فتحرك الجبل من قوله » فقال 
له : اسكن إنما ضربت بك مثلاً . وكما قال ذو النون المصري للسرير : طف 
بالبيت فطاف ثم عاد إلى مكانه » وكان هناك شاب فصاح الشاب حتى مات . 

وأما المعقول فذكر صاحب تفسير النيسابوري هو أن الرب حبيب العبد » 
والعبد حبيب الرب لقوله # بم وبول 4 [المائدة : 54] فإذا بلغ العبد في طاعته 
مع عجزه إلى حيث يفعل ما أمره الله . فأي بعد في أن يفعل الرب مع غاية 
قدرته مرة واحدة ما يريد العبد ؟ وأيضاً لو امتنعت الكرامة > فإما لأجل أن الله 
ليس أهلاً.له وذلك قدح في قدرته > وإما لأن المؤمن ليس أهلاً له وذلك بعيد 
لأن معرفة الله والتوفيق عليه أشرف العطايا وأجزلها » وإذ لم يبخل الفياض 
بالأشرف فلن لا يبخل بالأدون أولى . ومن هنا قالت الحكماء : إن النفسَّ إذا 
قويت بحسب قوتها العلمية والعملية تصرفت في أجسام العالم السفلي كما 
تتصرف في جسده . 


قلت : وذلك لأنَّ النّمَسَ نورٌ ولا يزال يتزايد نوريته وإشراقه بالمواظبة على 
العلم والعمل » وفيضان الأنوار الإلهية عليه حتى تنبسط وتقوى على إشراق 
غيره والتصرف فيه » والوصول إلى مثل هذا المقام هو المعني بقول علي بن 
أبي طالب رضي الله عنه : ( ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولكن بقوة 
ربانية ) . وقال الشيخ داود [بن]"“ با خلا الشاذلي الإسكندري : ولا تستبعد 
هذه الأشياء ‏ يعني الكرامات ‏ على أولياء الله تعالى » فإ الله تعالى جعل هذا 
العالم كله خادماً لبني آدم مؤمنهم وكافرهم طائعهم وعاصيهم » ومكنهم في 





)0( ما بين القوسين زيادة في ( ط ) . 


© » النور السافر ۱۲۹ 


المملكة » وطوع لهم حيواناتها ونباتاتها ومياهها وأشجارها وسحابها 
وأمطارها وهم لغيره عابدون وبه كافرون » فكيف لا يسخر لأوليائه المقربين 
وعباده المتقين نوعاً آخر من التسخير وهو [الفاعل لكلّ شيء وهو" على 
ما يشاء قدير . انتهى . 
ولسيدي الشيخ أبي بكر العيدروس من الكمالات والخوارق ما يعجز عنه 
اللسان ولا يحصره البيان » ولله درٌ من قال : [من الطويل]: 
له كل قَلْبٍ بالولاية شاهيد وكلٌُ فوؤادٍ من محبته ملسي 
فلله ماأعلى مراتب فضله وأجزلٌ ماأعطى وأسمّح ماوَلي 
فنِعُم الفتى لا شك في عُظم حاله فما شئت في الفضل الذي ناله قل 
[وكان متمسكاً بالكتاب والسئّة حتى أنه كثيراً ما يقول إذا جرى ذكر التفضيل 
بين الصحابة رضي الله عنهم : والله العظيم لو بعث الله والدي الشيخ عبد الله 
وأستاذي الشيخ سعد وذكرا لي أن سيدنا علياً أفضل عند الله من سيدنا أبي بكر 
رضى الله عنهما ‏ ما رجعت عن معتقد أهل السئّة والجماعة من أن أبا بكر وعمر 
وعثمان أفضل من علي رضي الله عنهم أجمعين)"“ . 
ومناقبه أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر : [من البسيط]: 
إذا تَعدَكَلَ نكر المرء في طرفو من مَجْدِهِ غرقت فيه حَواطزه 
وشهرته تغني عن ترجمته : [من الطويل]: 
وليس يزيد الشمس قدراً ورفعة إطالة ذي وف وإكثار مادح 
وني أصِفْهُ وهو فوقّ ما وصّفْته » وغالبُ ظني بل يقيني أني ما أنصفته . آمن 
البسيط]: 


إل الذي قلت بعضٌ من مَناقبه مازدثٌ إلا لَعَلّي زدثُ نقصاناً 





)000( ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 
قف ما بين قوسين زيادة في ( ط ) . 


وما ذكرته من أحواله ومقاماته دون ما تركته بكثير » وقد صنف فيها غير 
واحد من العلماء الأعلام » كالشيخ الإمام العلامة جمال الدين محمد بن عمر 
بحرق الحضرمي ٠‏ فإنه جمع فيها مؤلفاً سماه « مواهب القدوس في مناقب ابن 
العيدروس » أجاد فيه كل الإجادة ولم يترك لغيره محلاً للزيادة » والشيخ 
الفاضل عبد اللطيف با وزير رحمه الله في مقدمة الديوان » مع علمي أنَّ كلأ 
منهما غير موف بالمقصود › ولا مؤدٌ للأحوال على حقيقتها › إما لعدم 
استيعاب اطلاعه » أو لقصور عبارته وضيق باعه » وإلا فمناقب بني العيدروس 
أكثر من أن تحيط بها الطروس 2 أو يضبطها قلم أو دروس ؛ فلقد كانوا زهرة 
الأيام وبهجة الأنام » > سموا في المعالي إلى أعلى مقام » وبنوا من جميل الذكر 
ما خلدته في الصحف الأقلام » فهم كما قال المعري : [من البسيط]: 
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهّم بعد الممات جمال الكتب والسَّيَرٍ 
وكما قال الآخر : [من الكامل]: 
قوم محاسن جُودهم مبشوئة تبلى الرّمان وؤذكرها مد 
[وما أحسن قول صاحبنا الشيخ العلامة الفقيه أحمد بن الفقيه محمد با جابر 
حيث يقول] : [من الخفيف]: 
كلهم في الورى شريف ميف لكن العيدروس أعلى وأعلم 
وبهذاالدليل قد قال قومٌ قولهم في الورى أقوى وأقوم 
فاعتم ذه ولا تيل سواه إن شت تسلى ونل 
وبالجملة : فإنه كان نسيج وحده » ليس له نظير في زمانه » ولم يخلفه 
بعده مثله » وكان كما قيل : [من المسرح]: ش 
قطبٌ الورَّى غوثها وجايعُها زين طريتٍ الرّجال سيّدها 





00( ما بين القوسين زيادة في ( ط ) . 
0( هكذا الأصل » والشطر الثاني من البيت مكسور الوزن . 


١ 





قطبٌ رحاها رئيس مجلسها جملة تفصيلها وأوحدها 
شمس ضحاها هلال ليلتها درّمقاصيرهازبرجدها 

ومن تصانيفه تصنيف شريف واف شاف سماه « الجزء اللطيف في علم 
التحكيم الشريف » أتى فيه بالعجب العجاب » وأغنى بما فيه من الإيجاز عن 
الأطناب . ذكر فيه ما ورد في إلباس الخرقة الصوفية من الأخبار والآثار » 
وصفة التحكيم الوارد عن المشايخ > وعدد مشايخه الذين أخذ منهم اليد 
والإذن في إلباس الخرقة الشريفة » وانقسام الخرقة الموجودة في سائر الأقطار 
إلى خمسة مشايخ . وله ثلاثة أوراد : بسيط » ووسيط » ووجيز . وديوان 
شعر . 

ومن شعره هذه الوسيلة المباركة وهي : [من الوافر]: 
ببسمالله مولاناابتدأنا ونحمده على نعمهه فينا 
توسأنابه في كل أمر غياث الحَلق رب العالمينا 
وبالأسماء ماوردت بنصٌ ومافي العَيِب مخزوناً مَصونا 
بكلٌ كتاب أنزله تعالى وقرآنٍ شفاللمؤومنينا 
بكلّ طوائف الأملاك ندعو بمافي غيب ربّي أجمعينا 
وبالهادي توسًّلناولذناا وكل الأنبيا والمرسلينا 
وآلهم مع الأصحاب جمعاً | توسًّاناوكل التابعينا 
وبالعلما بأمرالله طراً وك ل الأوليا والصَالحينا 
أخصنٌ به الإمام القطبَ حقَاً وجي هالدّين تاج العارفينا 
رقى في رتبة التمكين مرقى وقدجّمَعَ الشريعة واليقينا 
وذكر العيدروس القطب أجلا عن القلب الصّدا للصادقينا 
عفيف الدّين محيي الدّين حقاً له تحكيمنا وبهاقْتَدَيْنَا 
٠لا‏ سى كمال الدين سعداً عظيم الحالٍ تاج العابدينا 


۱۳۲ 


بهم ندعو إلى المولى تعاللى 

ولطف شامل ودوام ستر 

ونختمها بتحصين عظيم 

وسشر الله مَسْبولٌ علينا 

ونختم بالصّلاة على محمد 
ومنه : [من مجزوء البسيط]: 

فاي شم سأنا ولكّنْ 

كفاني العيدروس فخراً 
ومنه ٠‏ [من البسيط]: 

ولو تَدَيّنْتُ ملء الأرض من ذَمَب 
ومنه : 

أنا الجوادٌ ابن عبد الله إن عَرَضَتْ 

وإنيّ العيدروس ابن البتول إذا 

أما ترى أنني قضيت دين أبي 

مجدي قديم أخير لايسايره 
ومنه : [من البسيط]: 

يا صاح من مثلنا فيما ترى أحد 

نحن ارام بدو القوم الكرام إذا 

لنا السّماح الذي عم الأنام معاً 

لو أن للبحر أعياناً تشاهدنا 





« : في (م)‎ )1١( 
. ) فذهب : « اللسان » ( غيض‎ 


.. النبض بالخجل ؛ وما أثبتناه عن ( ط ) وغاض الماء : 


بغفران يعم الحاضرينا 
وغفران لكل الُذنبينا 
بحو الله لا يقير علينا 
وعين الله ناظرةٌ إلينا 
إمسام الكل خير الشافعينا 


حَتَمٌ على المي لاتراني 
وسيفه في العدى كفاني 


ما بات عندي منه عشر أعشاري 


للجود مَكرمة إني لها الشّاري 
حر تسلسل مسن أصلاب أطهار 
وكان ذاك ثلاثين الف دينار 
مجد لما حُزت من صَبْرٍ وإيشار 


ممن يسيرٌ ومن يعلو على الإبل 
جذنا عدلنا بصوب العارض الهطل 
كم أبدلت راحة خصباً من المحل 
عند السّماح اعتراةٌ الخْئيضٌ بالج ”1 


نقص أو غار 





لِجَدّنا من إله العرش منزلة كقاب قوسَيْن لم تدرك ولم تمل 
وجَدُنا نظر الباري القوي ولم يسبق إلى مثله قطعاً من الوُسّلٍ 
صلّى عليه إِلّه العرش ماصدحت وزقٌ على كن بالبشْرٍ ذي ميل 
والآل والصّحب والأتباع عن طرق وناصريه بحدٌ البيض والأسل 

© وفيها : توفي الشيخ أحمد بن محمد بالجفار بأحور وهي بلد بين الشحر 
وعدن على الساحل . ش 

وحكي عنه أنه قال : كان في مكة رجل يسلب من دخل عليه من الأولياء عن 
مقامهم فيأخذه من ذلك المقام . قال : فدخلت عليه بغفلة مني » فسألني عن 
مقامى » فتضرعت بباطنى إلى الذي يجيب المضطر إذا دعاه » فألهمني أن قلت : 
مقام الافتقار إليه » فصاح وقال : ما أحد نال مني إلا أنت » أو كما قال . 

قلت : وقريب من هذا ما ذكره الشيخ العلامة عز الدين بن غانم بن عبد 
السلام المقدسي في كتابه ٠‏ شرح حال الأولياء ومناقب الأصفياء » أن الشيحّ أبا 
يزيد البسطامي ‏ رضي الله عنه - رُئيَ بعد موته في النوم فقيل له : ما فعل الله 
بك يا أبا يزيد؟ فقال : أوقفني بين يديه وقال لي : بم جتتني يا أبا يزيد؟ 
فقلت : يا رب جئتك بما ليس فى خزائنك منه شىء . فقال : وما هو الذي 
ليس في خزائني منه شيء ؟ . قلت : يا رب الفقر والإفلاس ٠‏ فقال : يا أبا 
يزيد جئتني بكل شيء . 

ومن كلام سيدي أحمد الرفاعي نفع الله به : سلكت كلّ الطرق الموصلة 
فما رأيت أقرب ولا أسهل ولا أصلح من الافتقار والذل والانكسار . فقيل له : : 
يا سيدي فكيف يكون ؟ قال : يعظم أمر الله ويشفق على خلق الله » ويقتدي 
بسئة رسول الله ي . 

وما أحسن قول الشيخ عبد الهادي السودي قدس الله روحه في المعنى : [من 
: الخفيف] 


واجل اقفر شافعاً لك بُْنى حب ذا الافتقاهديناًوميلة 


۳٤ 


© وفيها : احترق من مديئة عدن طائفة عظيمة من المدرسة السفيانية إلى 
حافة اليهود وما هنالك » واحترق فيها من الآدميين نحو ثلاثين نفساً » وتلف 
من الأموال والبيوت ما لا يحصى . 

© وفيها : ارتفعت الأسعار بمدينة زبيد وأعمالها » فبلغ طعام الذرة الثمن 
بعشرة دراهم » والدخن بأحد عشر درهماً » والسمسم بستة دنانير » والسمن 
خمسة أواق وأقل بدرهم صغير » وكاد الدّر“ أن يعدم وقلَّ وجوده في 
الدواب » وماتت أكثر البهائم جوعاً » ولم يحصل في الصيف“ مطرء 
وضاقت الأحوال وعدمت المكاسب . 

© وفيها : حصل ببندر مدينة عدن ريح عظيمة ودامت إلى الصباح » وزاد 
البحر زيادة عظيمة وطلع الماء فوق درجات [باب]0" المدينة » وكثر الموج »› 
وغرقت في البحر سفينة مقبلة من جهة ميط وعكبري والناس ينظرون إليها › 
وكاد ما في البندر من السفن جميعاً أن يغرق » فسلم الله تعالى ولله الحمد . 


0 
E 
2 





)0 في ( ط ) ( اللبن ) وما أثبتناء عن ( م ) . 
)۲( في ( ط ) ( الشتاء ) وما أثبتناه عن ( م ) وذلك أن اليمن أمطارها صيفية . 
(۳) ما بين الخاصرتين من ( م ) فقط . 





سنة خمس عشرة بعد التسعمائة 


© وفي عشية يوم الاثنين خامس شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة توفي 
الفقيه العلامة الحبر الفهامة المتقن المدقق جمال الدين محمد الطيب بن 
إسماعيل مبارز إلى رحمة الله تعالى » وصلي عليه بعد صلاة العصر بمسجد 
الأشاعر » ودفن في عصر ذلك اليوم » وكان له مشهد عظيم » رحمه الله ونفع 
به آمين . 

© وفي ذلك اليوم توفي فقيه بيت الفقيه ابن حشيبر الفقيه عبد الله بن 
الخطيب أحمد بن حشيبر ببلده » رحمه اش . 

© وفي السابع من شهر رجب الفرد الحرام توفي الإمام البطل الجواد أمير 
الجوف”" الشريف محمد بن الحسين البهال الحسينى رحمهما الله بصعدة”" . 

© وفيها : زلزلت مدينة زبيد » وسمع على السطوح حركات شديدة ٠‏ 
وتقلبت الآنية في الرفوف ٠‏ ولا حول ولا قوة إلا بالله . | 

© وفيها : ظهر في السماء في آخر الليل من مطلع العقرب على هيئة قوس 
قزح أبيض له شعاع وهو أزج له رأس مائل نحو مطلع سهيل » واستدام يطلع 
كل ليلة في الوقت المذكور نحو ثلاث عشرة ليلة » ثم اضمحل . 


4 ا 4 
تا نت 2 


للق ترجمته في 2 شذرات الذهب 4( ۹۹/۱۰ ) . 

(۲) في ( ط ) ( الجوق ) وهو تصحيف » وما أثبتناه عن ( م ) والجوف : مواضع عدة منها واد 
في أرض اليمن » « معجم البلدان (٩‏ ۱۸۷/۲ ) . 

(۳) صعدة : مخلاف باليمن بينه وبين صنعاء ستون فرسخاً « معجم البلدان ٤٨1/۳ (٩‏ ) . 


۱۳٢ 


سنة ستة عشر بعد التسعمائة 


© وفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر المحرم سنة ست عشرة توفي 
القاضي العلامة الصالح شهاب الدين أحمد بن محمد الفرغاني بمدينة تعز › 
ودفن بعد صلاة الظهر من ذلك اليوم رحمه الله تعالى“ . 

© وفيها : هاجت ريح شديدة وأظلمت الدنيا » ثم انكشفت بإذن الله 
تعالى . 

© وفيها : في آخر يوم [الأحد]”'' ثاني رمضان توفي السلطان العادل 
المحاهد أبو الفتح محمود" ر بن محمد صاحب كجرات”؟' بأحمد آباد » ودفن 
بها . 

' ذكره السخاوي في «ضوئه» وقال : ولد سنة ثمان وأربعين تقريباً . أسلم 

جذه مظفر على يد محمد شاه صاحب دلي » وكان عاملاً له على فتن من 
كجرات [فلما وقفت الفتن في مملكة دلي وتقسمت البلاد كان الذي خص 
مظفراً کجرات] , ثم وثب عليه ابنه وسجنه » ولم يلبث أن استفحل أمر 
الأب بحيث قتل ولده » ثم بعد سنين انتصر أحمد لأبيه وقتل جده واستقر في 
كجرات » وخلفه ابنه غياث الدين » ثم ابنه قطب الدين » * ثم أخوه داود » فلم 





)00( ترجمته في « شذرات الذهب .)١١5/١٠١ (٩‏ 

زفف ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 

(۳) فى «الشذرات » : ( 0( ) «أحمد» وانظر ترجمته أيضاً فى « الضوء الل 
ي تر في مع ) 
( ۹1/۲ و £4( . 

)€( كجرات من بلاد الهند » انظر « الشذرات » ( 10/1۰( . 

(0) ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) وه الشذرات » ( ٠‏ )عن 2 الضوء 
اللامع ) . 

6 


١ 


يلبث سوى أيام وخلع » واستقر أخوهم محمود شاه صاحب الترجمة وذلك في 
سنة ثلاث وستين حين كان ابن حمس عشرةً سنةً » ودام في المملكة إلى الان › 
وأخذ من الكفار قلعة الشابانير”'2 فابتناها مدينةً » وسماها محمد آباد . ومن 
جملة ممالكه كبناية . 

وقال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : وعمّر بمكة رباطاً مجاور 
باب الدربية"“ عرف بالكبنابتية » وقرر به جماعة ودروساً وغير ذلك » وكان 
يرسل لهم مع أهل الحرمين عدة صدقات ٠‏ ثم قطعها لما بلغه استيلاء النظار 
عليها » واستمر على ولايته حتى مات في التاريخ السابق رحمه الله تعالى . 

© وفيها : ارتفعت الأسعار لقلة الأمطار » وبلغ ثمن الطعام عشرة 
دراهم . 

© وفي ليلة الاثنين الخامس من شهر جمادى الأولى توفي الفقيه شمس 
الدين علي بن موسى المشرع" عجيل بمدينة ربيد » ودفن صبح يومها 
رحمه الله تعالى . 

© وفيها : انقض كوكب عظيم من نصف الليل آخذاً في الشام » وأضاءت 
الدنيا كذلك إضاءة عظيمة » حتى لو أن الإنسان حاول رؤية الذر بذلك لم يمتنع 
عليه » ثم غاب في الجهة الشامية » وبقي أثره في السماء ساعة طويلة . 

© وفيها : حصل بمدينة عدن ولحج وأبين والمسيلة وتلك النواحي مطر 
عظيم لم يعهد مثله من نصف الليل إلى عصر يوم الأربعاء » وامتلأت الصهاريج 
كلها حتى تفجرت » وزاد الماء زيادة عظيمة حتى سال إلى البحر من نصف 
الليل إلى آخر النهار » واشتد حتى أشفق الناس وخافوا » وسقطت بعدن ولحج 
بيوت كثيرة » وسقط بيت بها على أهله فهلك منهم تحت الردم خمس نسوة 
)١(‏ في « الضوء اللامع » : ( الشيابانية ) . 
(۲) في ( ط ) : ( المدينة ) وصوابه في ( م ) و« الشذرات » . 


)۳( ترجمته في « الشذرات » ( 41°( . 


۳۸ 


وعبد » وسال بولد ليوسف البهيشي”'' . فلم يوجد إلا في البحر في البرج 
الذي ترسي عنده المراكب وقد مات . وكان بلحج وأبين وتلك النواحي أعظم 
مما بعدن » وسقطت البيوت وسال السيل بالإبل والبقر والغنم وأكثر الزرع . 
ولم يبق مكان إلا عمّه المطر » وسقى الأراضي وسال إلى البحر ولل الحمد . 

© وفيها : زلزلت مدينة زبيد زلزالاً شديداً » ثم زلزلت مرة أخرى » ثم 
زلزلت الثالثة ٠‏ وانقض في عصر ذلك اليوم كوكب عظيم من جهة الشرق آخذاً 
في جهة الشام ورؤي نهاراً , وحصل عقبه رجفة عظيمة كالرعد الشديد › 
وزلزلت مدينة موزع ونواحيها زلزالاً عظيماً ما سمع بمثله » واستمرت تتردد 

ليلا ونهاراً زلازل صغار وزلازل كبار » وقد أضرت بأهل الجهة أضراراً عظيمة 
حتى تصدعت البيوت الضعيفة البناء » وما سلم بيت من تشعب ٠‏ وتشققت 
الأرض المعدة للزراعة » وتهدمت القبور واختلطت جملة من الآبار . 

© وفي عصر يوم الثلاثاء الثامن عشر من ذي الحجة توفي الفقيه رضي الدين 
الصديق بن عبد العليم إقبال“ القرتبي » ودفن في آخر ذلك اليوم عند ولده 
بمجنة باب القرتب بجوار مشهد الفقيه أبي بكر بن علي الحداد . وكان له مشهد 


كت س 


00( في ( ط ) : ١‏ البرينشي ؛ وما أثبتناه عن ( م ) . 
(۳) ترجمته في الشذرات (٩‏ ١١1//ا١١1).‏ 


۳۹ 








سنة سبع عشرة بعد التسعمائة 


© وفي سادس عشر المحرم سنة سبع عشرة توفي السيد الشريف البارع في 
العلم والعمل والجود والكرم الشيخ الحسين بن عبد الله العيدروس"'' بتريم › 
ودفن بها عند أبيه » وكان مولده سئة إحدى وستين وثمانمائة » وكان عالماً 
بالكتاب والسئّة » حافظاً لكتاب الله » مواظباً على تلاوته ليلاً ونهاراً » قائماً بما 
جرى عليه سلفه من الأوراد والأذكار » وإكرام الوافدين والفقراء والمساكين › 
وبذل الجاه في الشفاعات للمسلمين وإصلاح ذات بينهم > ولله در من قال : 


[من الكامل]: : 
إن الحسينَ تواترث أخبازه في قَضْله عن ساد فضلاء 
عَبْٿ يسمٌ على العفاة سحابه ‏ سخا إذا شخت يد الأآنواء 


تال لآثار النبئ محمد مستمسك بالسئة البَيِضِاءِ 
وَرِتَ المكارم والعُلَى عن سادة ورثواعن الآباء فالآباء 

وروي عن الشيخ عبد العيدروس أنه كان يقول : كنت كثير الدعاء في 
سجودي أن يرزقني الله ولداً عالماً سنياً وأرجو أن يكون هو الحسين . 

وروي عن أخيه الشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس أنه كان يقول : الشيخ 
الحسين أكرم مني » فقيل له في ذلك › فقال : ينفق عن ضيق لكونه 
بحضرموت » ونحن ننفق عن سعة » فهو بذلك أكرم مني . 

وكان مشاركاً في جميع العلوم المنطوق منها والمفهوم . ومن مشايخه : 
الفقيه عبد الله بن أحمد با كثير » والقاضي إبراهيم بن ظهيرة » والفقيه 
محمد بن عبد الرحيم الأسقع » والفقيه العلامة عبد الهادي السودي قبل أن 


(۱) ترجمته في « الشذرات »( ۳/۱( . 


ينجذب . وكانت له اليد الطولى في علم الفلك > وكان يحقق قراءة الشيخين 2 
وكان الشيخ”'' عبد الله بن أحمد با مخرمة يقول : ما رأيت أعقل منه . وجاور 
بمكة المشرفة سنتين » وزار [قبر]!"' جده المصطفى يي مرتين . 

ومن كراماته : حكى عبد الرحيم الخطيب قال : صليت وراء السيد حسين 
رضي الله عنه صبح يوم الجمعة › فقرأ السجدة » فأصابتنى حقنة وهممت 


بمفارقته › فقرأ في الثانية سورة الإخلاص وأسرع ة فعجبت لذلك » وظننت أن 
له حاجة أيضاً » فلم يزل في مصلاه حتى طلعت الشمس كعادته . 


ومن شعره : هذه الأبيات الحسان التي أشار فيها إلى التعرض لنفحات 


الرحمن : [من البسيط]: 

ترج فضلاً بدا في الوقت وارتقب 
وكنْ مع العالم القدسي منقطعاً 
واشهذ محيّا جمالٍ والجلال وقّلٌ 
وانظر إلى وجهه الواضحٌ بلا حجب 
وامعن إلى حسنه السّاري مكافحة 
واعكف على الغاية المطلوب منه وقل 
وعش وطِبْ وبشرب الذّكر ذوق له 
هذا صفا العيش إن كنت اللبيب به 
واسلّك سبيلَ طريق الله أجمعها 
واعمل إلى عالم اللآهوت منطوياً 
وجاهد النفسَ واعمل. ما يخلصها 





دق في ( ط ) : ( الفقيه ) وما أثبتناه عن ( م 
زفق ما بين قوسين زيادة من ( ط ) . 


.) 


فريّمانفحت الله تقتشرب 
وغِبْ عن الكؤن والأغيارٍ واستلب 
حسبي وقسمك في المطلوب والطلب 
يأتيك من فضله متا بلا تعب 
وانظره نظرٌ ابتهاج غير مضطرب 
هذا هو الحنٌ والمعنى بلا رب 
من لا يطيب بذكر الله لم يطب 
سرا تقرّب فهو من أفضل القرب 
محبّة وتان غاية الأدب 
على الفرار من الآفاتِ واللّعبٍ 
وانظؤ لما قال أهل الهلم والكتب 





فإنَ عر أولي الذارين قد جمعت في طاعة الله لا في المال والنْسّب 
ثم الصلاءٌ على المحمود مرتقياً مقام قوسينٍ عال عاليّ الؤتب 

© وفيها : توفي العلامة الفقيه محمد بن عبد الرحمن الأسقع با علوي 
بتريم في شوال » وكان من الفقهاء البارعين والعلماء المتفننين . أخذ أنواع 
العلوم وبرع وتفئن ولزم الجد والاجتهاد في العلم والعمل » وأقبل على نفع 
الناس إقراء وإفتاء مع الدين المتين » وترك ما لا يعنيه وشدة الورع والزهد 
والعبادة والخمول » وكان حسن التقرير في تدريسه » وأخذ عنه غير واحد . 

ومن مشايخه : خاله الفقيه الصالح محمد بن أحمد بن عبد الله با فضل › 
وكان جل انتفاعه عليه » ومنهم الشيخ علي بن أبي بكر با علوي » والقاضي 
إبراهيم بن ظهيرة القرشي ٠‏ والفقيه عبد الله بن عبد الرحمن با فضل › 
والحافظ السخاوي وله منه إجازة » ومكث في مكة مدة لطلب العلم . ومن 
محفوظاته « الحاوي » في الفقه » و« منظومة البرماوي » في الأصول › 
و ١‏ ألفية بن مالك » في النحو ومقرراته كثيرة جداً » وحكي أنه قرأ « الإحياء » 
أربع مرات . ومن كلامه  :‏ كُلْ قرصك والزم خلصك » . إشارة إلى القناعة 
والعزلة . ورآه بعضهم في المنام بعد موته فسأله عن حاله فقال : « في مقع 
دَق عند ميك فر [القمر : ] . 

ومن كراماته : أن بعض خدامه سُرقٌ داره فقال له : اذهب إلى المكان 
الفلاني تجد فيه ما أخذ منك » ففعل فوجد سرقته في ذلك المكان الذي عينه 
رحمه الله . ٠‏ 

© وفيها : في ضحى يوم الخميس الرابع من شهر محرم الحرام توفي الفقيه 
العالم الصالح وجيه الدين عبد الرحمن بن القاضي صفي الدين أحمد بن عمر 
المُرّجّدا"؟ إلى رحمة الله تعالى » وصلي عليه بعد صلاة العصر بمسجد 


. ) ۱۲۱/۱۰ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 
= وثمة : 2 المزجد الى » ولعله تحريف من‎ ) 1١7/٠١ ( » ترجمته في « شذرات الذهب‎ )۲( 


1۲ 





الأشاعر › ودفن بجوار الشيخ علي المرتضى بمقبرة باب سهام » وأسف عليه 
والده أسفاً كثيراً » وصبر واحتسب » وكان له مشهد عظيم » وكان قد نجب 
ودرس وأفتى رحمه الله . 

© وفيها : ولدت مولودة بقرية النويدرة › وطلب لها من يؤذن لها في 
أذنها » فحين بلغ « أشهد أن محمداً رسول الله » سمع الطفلة عند ذلك 
تقول : الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر . ثلاث مرات . 

© وفي فجر يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر ربيع الأول توفي الشيخ 
الصالح علي بن إسماعيل المشرع إلى رحمة الله » ودفن ضحى ذلك اليوم إلى 
جنب والده . 

© وفي ليلة الأحد العشرين من شهر جمادى الآخرة توفي الفقيه الصالح أبو 
القاسم بن علي بن موسى المشرع"'' شهيداً بمرجام . حصل له في ليلة الجمعة 
الحادي عشر من الشهر المذكور وهو قاعد بين الناس في بيته لقراءة مولد 
النبي ية . [مَنْ ضربه على رأسه] فانكسر رأسه » وأقام تسعة أيام ثم مات 
رحمه الله تعالى وعوضه الجنة » ولم يعرف قاتله » ودفن إلى جنب أبيه 
وجذده . ْ 


© وفي يوم الخميس الثالث عشر من شهر رمضان توفي الشيخ العالم 
الصالح جمال الدين محمد بن إسماعيل المشرع عجيل" بمدينة رّبيد ضحى » 
وصلي عليه بمسجد الأشاعر بعد صلاة العصر › ودفن إلى جنب أبيه قبلي تربة 
الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي » رحمه الله وعوضه الجنة آمين . 

© وفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين من ذي الحجة الحرام توفي الشيخ 
الصالح أبو القاسم الجنيد أحمد بن موسى المشرع عجيل بمكة المشرفة » وكان 





= الناسخ عن قوله ( المزجد إلى رحمة الله) . ٠‏ 
٠ )1(‏ شذرات الذهب ©( ٠٠١/٠١‏ ) وما بين الحاصرتين خلال الترجمة زيادة منه . 
١ )۲(‏ شذرات الذهب .)1١7١/٠١(»‏ 


1١7 











قد انقطع للمجاورة بالحرمين الشريفين » فكان يقيم بمكة أياماً وبالمدينة 
أياماً > وصلي عليه بالحرم الشريف بعد صلاة العصر من ذلك اليوم » وشيّعه 
جمع عظيم ١‏ وحملت جنازته على الرؤوس » ودفن بالمعلاة » رحمه الله 
تعالى ونفع به . 

© وفيها : خسف بفيل السلطان عامر بن عبد الوهاب المسمى مرزوق بقرية 
يقال لها « الركز » من زوايا الشيخ شهاب الدين قطب زمانه وواسطة عقد أقرانه 
أحمد بن علوان نفع الله به قريباً من قرية يفرس » وكان قد أدخله بيت بعض 
فقراء الشيخ كرهاً وسألهم ما لا طاقة لهم بتسليمه » فلم يشعروا حتى غاب أكثر 
الفيل في الأرض » وكانت من القفا من قبل رجليه » فصرخ صرخات ومات . 
ألا“ رحم الله سائسه » فكان عبرة لمن رآه . ولم يقدر أحد على إخراج شيء 
منه من موضع الخسف . 

© وفيها : كان دخول الإفرنج عدن » وقتل كبيرهم المسمى عين البقر على 
يد الأمير مرجان » وهذا مرجان هو الذي عمّر قبة العيدروس بعدن » ودفن معه 


.)1١١١/١١ (» في( م ) : ( لا ) وما أثبتناه عن ( ط ) . وانظر « الشذرات‎ )1١( 


١ 





سنة ثمانى عشرة بعد التسعمائة 


© وفي سنة ثماني عشرة توفي الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ أبي 
بكر بن الشيخ عبد الله العيدروس با علوي“ بتريم » [وقبر بمشهد جده الشيخ 
عبد الله العيدروس]" وكان مشاركاً في العلوم . قرأ المنهاج » في الفقه › 
وكان من محفوظاته « الإرشاد » للمقري و١‏ ملحة الإعراب » . 

© وفيها : يوم الأحد وقت العصر خامس شهر رمضان توفي الشيخ الإمام 
العلامة الصالح الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر با فضل الحاج 
الحضرمي”'' بالشحر » وكان له مشهد عظيم » ودفن في طرف البلد بالشحر من 
ودفن الناس إلى جانبه حتى صارت مقبرة كبيرة » وعُمِلَ على قبره بنيان وصار 
مزاراً مشهوداً يطلب للتبرك عنده . وكان أوحد وقته علماً وعملاً وورعاً . 

ومولده سنة خسمين وثمانمائة9؟ . وارتحل لطلب العلم إلى عدن 
مخرمة » ولازم الثاني وتخرج به وانتفع به كثيراً . وحجّ سنة خمس عشرة 
وتسعمائة » وأخذ أيضاً عن قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة » وأبي الفتح 
المراغي وغيرهما » ودأب فى الطلب وأكبّ على الاشتغال حتى برع وتميز 
واشتهر ذكره وبَعْدَ صيته وأثنى عليه الأئمة من مشايخه وغيرهم » وكان شيخه 





. )۱۲۸/١١ (٩ شذرات الذهب‎  )۱( 

زفق ما بين قوسين زيادة فى ( ط ) . 

(۳) «شذرات الذهب »(١٠6/1؟1).‏ 

(4) في ( م ) بجانبه بخط مغاير 2 عمره/ 58 » . 


أبو مخرمة كثير الثناء عليه » ولعمري إِنّه كان بذلك حقيقاً » وبكل نعت حميد 
خليقاً » وكان عالماً عاملاً فاضلاً عابداً ناسكاً ورعاً زاهداً » شريف النفس 
كريماً سخياً مفضالاً > كثير الصدقة » حسن الطريقة » لين الجانب » صبوراً 
على تعليم العلم » متواضعاً حسن الخلق لطيف الطباع » آمراً بالمعروف ناهياً 
عن المنكر » حسن التوصل لنفع الطلبة وغيرهم » كثير السعي في حوائج 
المسلمين ومصالحهم » فكانت له حرمة وافرة عند الملوك وغيرهم » وكان 
كثير التوسط بين سلاطين حضرموت وقبائلها » وكان حافظاً أوقاته لا یری إلا 
في تدريس علم » أو مطالعة كتاب » أو اشتغال بعبادة أو ذكر » وولي التدريس 
بجامع الشحر وانتصب فيها للاشتغال والفتوى » وصار عمدة القطر » وانتهت 
إليه رئاسة الفقه في جميع تلك النواحي » وانتفع به الناس كثيراً من وجوه 
كثيرة » ولم يزل على ذلك حتى توفي على الحال المرضي . وكان عمدة أهل 
زمنه في الفتوى والتدريس » وتصدى لنفع الأنام » وانتفع به غير واحد من 
العلماء الأعلام » ومنهم الفقيه الصالح العلامة عبد الله بن محمد باقشير » وقد 
ذكره في إجازته لوالدي من جملة شيوخه الذين أحذ عنهم ١‏ ومدحه فيها 
وأطنب فيه غاية الإطناب . 

وله جملة من التصانيف منها « المختصر في علم الفقه » وهو المشهور بين 
الناس » اقتصر فيه على ربع العبادات » وانتفع به الطلبة والمتدينون . وقد 
اعتنى شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي بشرحه فشرحه شرحاً فائقاً » وأراد أن 
يكمله إلى آخر أبواب الفقه › فبلغ فيه مع الشرح إلى باب الفرائض وأدركته 
الوفاة . وله أيضاً مختصر آخر في الفقه أصغر منه » وقد شرحه العلامة الشيخ 
محمد الرملي المصري الشافعي . ومنها « لوامع الأنوار وهدايا الأسرار وودائع 
الأبرار في فضل القائم بالأسحار » . ومنها « الحجج القواطع في معرفة الواصل 
والقاطع » . ومنها « مؤلف لطيف في أذكار الحج » . ومنها « وصية نافعة 
ورسالة صغيرة في علم الفلك » . 


وروي أن السيد الجليل إبراهيم الخواص رضي الله عنه ونفع به قال : دواء 


١.5 


القلب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر » وخلاء البطن » وقيام الليل . 
والتضرُعٌ عند السحر ء ومجالسة الصالحين . فنظم هذا صاحب الترجمة 
فقال : [من الطويل]: 
تدبّر قران وبجُجوع تهبجّد جلو أولي التقوى دعاءٌ مم السحَر 
في المنام وهو يقول : من حضر جنازة الفقيه عبد الله الحاج با فضل غفر له » أو 
كما قال دخل الجنة . 

© وفيها : في يوم السبت ثامن من المحرم توفي الشيخ الصالح عفيف 
الدين عبد الله بن عبد الرزاق الجبرتي بالمدينة بعد الحج والزيارة » رحمه الله 
تعالى . 

© وفي يوم الخميس الخامس من شهر صفر » توفي الفقيه شهاب الدين 
اکم ن تدر مزعي دين تيد تالا من ايع ؛ ركان فاضا علا 
ولي قضاء المقرانة”"“ ثم مَوْرْع '' » فصل عنها فحج ومات عقب ذلك في 
لتاريخ المذكور » ودفن مج اب القر )ر . 

© وفيها : : في يو م الاثنين سابع الشهر المذكور توفي الشيخ الصالح شمس 
الدين علي بن محمد السدح ببلده من أصاب ودفن بها » رحمه الله . 

© وفيها : في ليلة الاثنين السادس عشر من الشهر المذكور توفي القاضي 
عفيف الدين عبد العليم بن القاضي جمال الدين محمد بن حسين القماط" بعد 
طول مرض بمدينة بيد » وكان قد قدم إليها في السنة التي قبلها من مدينة 
« أب » متوعكاً بعد طلوع ولده الفقيه عفيف الدين عبد الله إليه » فجعله نائاً 





دق المقرانة حصن باليمن " معجم البلدان 0( 
ودار می البلدان 1006 2000 
فرق ترجمته في ١‏ شذرات الذهب ۱۳١/۱۰١ (٩‏ ) . 


1۷ 








له » وقدم إلى مدينة زبيد فلم يزل بها مريضاً حتى قبل موته بأيام » وصل ابنه 
عبد الله باستدعائه إليه فمات بعد قدومه بأيام في التاريخ المذكور رحمه الله . 
ونعم الرجل كان فقهاً وصلاحاً وديناً وأمانة وعفة وصيانة » وصلي عليه بعد 
صلاة الصبح يوم الاثنين بمسجد الأشاعر » وشيّعه خلق كثير » ودفن إلى 
جانب والده بمجنة باب سهام » رحمه الله . 

© وفيها : في يوم الأربعاء الثالث عشر من جمادى الأولى توفي الفقيه 
شهاب الدين أحمد بن حسن الصباحي مفتي مدينة تعز . 

© وفيها : في عشية يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر جمادى الآخرة توفي 
الفقيه الصالح شهاب الدين أحمد بن علي الواحدي المقرىء بمدينة زَبيد › 
ودُفِن قبل غروب الشمس من اليوم غربي مشهد الشيخ أحمد الصياد » وكان 
رجلاً مباركاً » له قرب من السلطان » بل كان يؤمه غالب الأوقات › 
رحمه الله . 

© وفيها : كثر الموت بمدينة بيد وعم الوباء » وبلغت الموتى فيها كل يوم 
إلى قريب مائة نفس » ومات بسببه من الأعيان وغيرهم خلائق لا يحصون . 

© وفيها : توفي الشيخ موسى بن أبي الغيث الخاص صاحب المرثاة"" بها 
يوم الاثنين سلخ شهر رجب . 

© وفيها : توفي الفقيه الصالح حسين بن محمد بن نور الدين يوم السبت 
ثاني عشر شعبان . 


. ) الموثاة » وما أثبتناه عن ( م‎ ١ : في ( ط)‎ )١( 


١ 





سنة تسع عشرة بعد التسعمائة 


© وفي المحرم أول سنة تسع عشرة توفي جد والدي الشيخ الإمام والصدّيق 
الهمام الشريف شيخ بن الشيخ عبد الله العيدروس'2 » وكان من أعيان 
الصالحين وعباد الله المقربين » حسن الأخلاق والشيم » جميل الأوصاف 
معروفاً بالمعروف والكرم » سليم الصدر » رفيع القدر » صحبٌ غير واحد من 
الأكابر كأبيه الشيخ عبد الله العيدروس » وعمه الشيخ علي » وعمه الشيخ 
أحمد › وأخيه الشيخ أبي بكر ء ومن في طبقتهم » وأخذ عنهم » وتخرج 
بهم » وتلقى منهم » ودخل من بابهم » وصار وحيد عصره ومن المشار إليهم 
في قطره . ومحاسنه كثيرة وبحار فضائله غزيرة ولا" سبيل إلى حصرها 
والأولى الان طيها دون نشرها » رحمه الله . 

وفيه يقول حفيده وسميه سيدي الشيخ الوالد قدس الله روحه شعر : [من 
الوافر]: | 
وفي شيخ بنٍ عبد الله جدّي معاشرة بحسن الق بدي 
لَه ولب منيب ذو صفاء سليم الصذر بالاتفاق بدي 
له في الأوليا حسم اعتقاد كريم الأصل ذو فَخْرٍ ومد 
ترئى بالولي القُطب حقّاً أبوه العيدروس الخير يدي 


وله در الشيخ عبد المعطي حيث يقول فيه من قصيدة امتدح بها سيدي الوالد 
التزم فيها ذكر آبائه إلى النبي بل : [من الخفيف]: 





() ترجمته في « شذرات الذهب (٩‏ ۱۳۱/۱۰ ) . 
00 في ( م ) « إلي ؛ وصوابه في ( ط ) . 


1۹ 





ابن شَيْخ الذي يُضاهي أباه في المّعالي رفعة وارتقاءً 

© وفيها : توفي العلامة محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسن بن 
جلال الدين بن فتح الدين بن وجيه الدين المصري المالكي'١‏ » ويعرف كسلفه 
بابن سويد بأحمد آباد من كجرات » ودفن بها » وكان مولده في سادس شهر 
شعبان سنة ست وخمسين وثمانمائة . 

أمه أم ولد » ونشأ في كنف أبيه » فحفظ القرآن » « وابن الحاجب » 
الفرعي والأصلي › و « ألفية النحو » وغيرها » وعرض على خلق واشتغل 
قليلاً عند أبيه » وورث عنه شيئاً كثيراً » فأتلفه في أسرع وقت , ثم أملق وذهب 
إلى الصعيد » ثم إلى مكة » وقرأ هناك على الحافظ شمس الدين السّخَاوي 
« الموطأ » و « مسند الشافعي » و « سنن الترمذي » و « ابن ماجه » وسمع عليه 
« شرحه للألفية >" وغير ذلك من تصانيفه » ولازمه مدة . 

ذكر السخاوي في تاريخه قال : وكان صاحب ذكاء وفضيلة في الجملة 
والاستخصار" و تشد تشدق في الكلام » وكانت سيرته غير مرضبة » م أنه توجه إلى 
اليمن » ودخل زيلع ودرس وحدث ٠»‏ ثم توجه إلى كنباية”' وأقبل عليه 
صاحبها . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : وقد عظم صاحب الترجمة في بلاد 


)۱( ترجمته في « شذرات الذهب »( ۱۳١-۱۳١ /١١‏ ) . 

فق واسمه « فتح المغيث بشرح ألفية الحديث » قال في ١‏ الشذرات » ( ۰ «لایعلم 
أجمع منه ولا أكثر تحقيقاً لمن تدبره» . ( وهو مطبوع في ثلاث مجلدات منذ سنوات 
طويلة » وأعادت إصداره دار الكتب العلمية ببيروت مصوراً قبل سنوات قليلة . ثم نشر نشرة 
جيدة في الهند في أربعة أجزاء بتحقيق الشيخ علي حسن علي ) عن حاشية ‏ الشذرات ؟ . 

۳( في ( ط ) : ( واستحقار ) وفي « الشذرات » نقلاً عن كتابنا ( واستحضار ) والمثبت عن 
(م). 

ادق في ( ط )  :‏ كيناية ؛ تحريف » وصوابه في ( م ) و« شذرات الذهب » ( 171/٠١‏ ) وهي 
من بلاد الهند » وقد سبق الحديث عنها . 


١6 





الهند ». وتقرب من سلطانها محمود شاه » ولقبه بملك المحدثين لما هو 
مشتمل عليه من معرفة الحديث والفصاحة » وهو أول من لقب بها » وعظم 
بذلك في بلاده » وانقاد له الأكابر في مراده » وصار منزله مأوى لمن طلبه › 
وصلاته واصلة لأهل الحرمين الشريفين » واستمر كذلك مدة حياة السلطان 
المذكور » ولما تولى ولده السلطان مظفر شاه أخرج بعض وظائفه عنه بسبب 
معاداة بعض الوزراء له فتأخر عن خدمته إلى أن مات . قال : ولم يخلف 
ذكراً » بل تبنى ولداً على قاعدة الهند » فورثه مع زوجته ٠‏ ولم يحصل لابنته 
التي بالقاهرة شيء من ميراڻه لغيبتها » رحمه الله تعالى . 


سنة العشرين بعد التسعمائة 


© وفي سنة العشرين حصل مطر عظيم في مدينة زُبيد وما حواليها » حتى 
اشتبه وقت صلاة الجمعة على الناس » وفاتت صلاة الجمعة معظمهم من المطر 
وعدم رؤية الشمس » وكانت صلاة من صلى منهم ذلك اليوم بالاجتهاد . 

© وفيها أيضاً بعد أيام : حصلت بمدينة زبيد مطرة عظيمة جداً كأفواه 
القرب . وعقبتها ريح شديدة كادت تقلع البيوت » وأشفق الناس من ذلك › 
ونفس الوادي نفساً عظيماً » وسقى أكثر الأرض وأخرب منها كثيراً حتى قيل : 
إن بعض الردم الذي بناه السلطان الملك الظافر من أسفل قرية مسلب ويمانيها 
شعثه السيل » وسال بخلق كثير يزيدون على المائة » ومات أكثرهم » وسال 
بدواب كثيرة تنيف على ألف دابة من الإبل والبقر والغنم والحمير مات 
أكثرها » وحصل بَرْدٌ مات به جماعة وسلم منه جماعة بعد أن أصابهم لفح منه › 
ولانت الأسعار » ووجد الطعام بعدما كاد يعدم . 

© وفي ليلة السبت الحادي عشر من شهر ربيع الأول » توفي الفقيه العلامة 
جمال الدين محمد بن الصدّيق الصايغ''' إلى رحمة الله بمدينة زّبيد » وصلي 
عليه بعد صلاة الصبح بمسجد الأشاعر › ودفن غربي مشهد الشيخ أحمد 
الصياد رحمه الله » وحضر القراءة له ثلاثة أيام والعزاء به جماعة كثيرة » وحضر 
من أعيان الدولة الفقيه عبد الحق النظاري”" » والشرف الموزعي ٠‏ وقاضي 
الشريعة أحمد بن عمر المزْجّد وغيرهم . 


)١(‏ في ( ط) :( الصانع ) وما أثبتناه عن ( م ) وه شذرات الذهب » ( ٠٠١/٠١‏ ) وثمة مصادر 


(؟) في ( ط ) : ( النطاري ) بالطاء المهملة › وما أثبتناه عن( م ) . 


1o۲ 


© وفي مستهل شهر رجب الفرد الحرام توفي الشيخ شمس الدين علي بن 
الشجاع العنسي برداع العرش › ودفن هنالك رحمه الله تعالى › ونعم الرجل 
كان عقلاً ورجاحة وديناً وأمانة . 

© وفي يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر شوال توفي الفقيه الصالح عمر بن 
معوضة الشرعبي”''' » وصلي عليه بعد صلاة العصر بمسجد الأشاعر » ودفن 
بمجنة باب سهام قريباً من مسجد الشيخ إسماعيل الجبرتي من جهة القبلة بوصية 
منه » رحمه الله . 

© وفيها : حجّ ولد سلطان الديار المصرية الملك الأشرف قانصوه الغوري 
وامرأته > وتصدقا بمال عظيم » وفعلا من البر والمعروف والإحسان في 
الحرمين الشريفين ما يجل عن الوصف ٠‏ ولما رجعا إلى الديار المصرية بعد 
الحج والزيارة تجهز معهما أمير الحجاز الشريف بركات بن محمد بن بركات 
باختياره ورضاه » وتوجه صحبتهما إلى باب السلطان » فقابله بالإحسان 
الجزيل والبر العريض الطويل » وأكرم نزله » وأعلى محله » ولم يزل عنده 
مجللاً محترماً مقضي الحوائج أول داخل وآخر خارج إلى أن رجع إلى الحجاز 
متولياً أمورها ليس لأحد معه كلام » والحمد لله . 


مط ةم 


. )150/1١ (» ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 


1١6 








سنة إحدى وعشرين بعد التسعمائة 


© وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة إحدى 
وعشرين توفي الفقيه الأجل جمال الدين محمد بن محمد النظاري'' رحمه الله 
تعالى بمدينة « أب » بعد أن طلع إليها متوعكاً بنحو شهر » وترك ولده الفقيه 
عبد الحق عوضاً عنه بزبيد » ووصل العلم بوفاته إلى مدينة زبيد يوم السبت 
الرابع والعشرين من الشهر المذكور » وصلي عليه بمسجد الأشاعر بها › 
وقرىء له ثلاثة أيام بالمسجد المذكور » وحضر القراءة له خلق كثير 
لا يحصون . وحضر عبد الوهاب بن السلطان عامر القراءة يوم الثالث » 
وتصدق عنه أولاده بصدقة عظيمة » رحمه الله تعالى وأسكنه جنته » فنعم 
الرجل كان عقلاً وصيانة وديناً وأمانة » باذلاً للمعروف » كافاً للأذى » معيناً 
للملهوف » له صدقات جليلة سراً وعلانية . وكان [قطب]“ رحى المملكة 
السلطانية الظافرية » وعين الأعيان في الجهة اليمانية . ومن آثاره المخلدة 
لذكره بناء الجامع ببيت الفقيه عجيل » عمره عمارة متقنة إلى الغاية » ومدرسة 
بمدينة أب ؛ ووقف عليها وقفاً جليلاً وجملة من الكتب النفيسة » وله من الآثار 
الحسنة ما يجل عن الوصف . 


دلق ترجمته في « شذرات الذهب »( 1/۰( . 
(۲) مابين فوسين زيادة في ( ط ) . 


١6 





سنة اثنتين وعشرين بعد التسعمائة 


وفي سلخ المحرم أول سنة اثنتين وعشرين توفي الشيخ أحمد بن الشيخ أبي 
بكر العيدروسر7١)‏ بعدن » ودفن بها في قبة أبيه وعمره يومئذ أربعون سنة 
تقريباً » وأمه بهية بنت الشيخ علي بن أبي بكر بن الشيخ عبد الرحمن السقاف » 
وأمها فاطمة بنت الشيخ عمر المحضار ابن الشيخ عبد الرحمن السقاف » فولده 
الشيخ عمر من الجهتين كما ولده أيضاً الشيخ أبو بكر بن عبد الرحمن السقاف 
مرتين » وقد تميز بهذا عن غيره من بني عمه » كما أشار إليه العلامة بحرق 
رحمه الله حيث يقول : [من المتقارب]: 

أصيل السّيادة لايتمسى إلى جد الاهرالگر°“ 
لفن شاركته بنو العيدروس بفخر هو الشمس لا يُجَحَدُ 
وى سرّجَدّيهومنأمه فطاب ل هالفَزعٌ وَالمَحْقِدُ 


2 


فهو الوارث لأبيه وجده » وحامل الراية من بعده وولي عهده . فقد قام 
بالمقام أتم قيام » ونهض بما نهض به آباؤه الكرام » فساد وجاد » وبنى معاقل 
المجد وشاد » وأحيى الرواتب التي أسسها أبوه والأوراد » وواظب على إطعام 
الطعام وصلة الأرحام والإحسان إلى الفقراء والأيتام » باذلاً جاهه وماله في 
إيصال النفع إلى آهل الإسلام . وكان رأى بعد موت أبيه كأنه حمل أباه على 
كتف وجذه على كتف › وتوقف في تأويلها » فكان تأويلها قيامه بمقام أبيه 
بعدن » وبمقام جده بحضرموت . 





(۱) ترجمته في « شذرات الذهب .)1١9590/٠١ (٩‏ 
ف في ( ط):«أصل... © ولايستقيم به الوزن » وفيه أيضاً ٠‏ حد » تحريف . 


١66 


وكان فى مدة أيامه السعيدة وطول حياته العزيزة الحميدة مجرياً النفقة التامة 
الوافرة والكسوة الفاخرة لمن كان أبوه مجرياً له من زوجة وخادمة ونحوها » 
قائماً بكفاية الفقراء نفقة وكساء صيفاً وشتاء » حتى إن ثمن الكسوة التي اشتراها 
في آخر ختمته لرمضان صلاها بلغ خمسة آلاف دينار فأكثر . 

وحكي أن خبز مطبخه إذا ركموه يبلغ إلى سطح الدار ودورٌ عدن عالية جداً 
بحيث أنها تكون على ثلاثة قصور غالباً . قال الراوي : فعجبت فقلت : 
ما كان بعدن إذ ذاك سائل ؟ قالوا : لا ما كان في زمن الشيخ أبي بكر وولده 
الشيخ أحمد يوجد في عدن سائل أصلاً . ومحاسنه رضي الله عنه أكثر من أن 
تحصر وأشهر من أن تذكر . 

ومن كراماته : حكى الشريف محمد بن عبد الرحمن كريشه با علوي [أنه 
مرض مرة بزيلع وهو عند الشريف علوي]”'' بن إسماعيل وأصابه وجع 
البطن » وكان علوي المذكور وكيلاً للسيد أحمد بن أبي بكر وهو إذ ذاك بها » 
فعنّ له الرجوع إلى عدن » فقال له : يا سيدي إن كريشه مبطون فكيف أعمل 
به ؟ فقال : رح اقذف له » وكان له حسن ظن كامل في الشيخ وعقيدة ثابتة » 
فلم يتمالك أن جاء إليه ووضع بطنه على بطنه وتقيأ شيئاً كثيراً . ثم قال 
محمد : فما هو إلا أن قام عني وقمت وكأنه لم يكن بي شيء » وسارا في تلك 
الليلة . 

وللعلامة محمد بن عمر بحرّق فيه مرثية في غاية الحسن وهي : [من الوافر]: 
لِمَنْ تى مَشيدات القصورٍ وأتام الحياة إلى قُصورٍ 
وحنّام التهالك والتفاني على الحَدَاعَة الدنياالعرور 
فمايغتۇبالنيالبيب ولوأبدت لهوجةالسُرورٍ 
فغاية صَفْوها كَدَرٌ وأقصى حلاوتها إلى الكأس المَريرٍ 


. ) ما بين القوسين زيادة في ( ط‎ )١( 


ألم تر كيف هدت ركن مجل 

وروّعت الأنام بفقدٍ شخص 

شهاب ثاقبٌ من نور بدر 
و وه 


فأظلمَ بعدهم دشت المعالي 
فوا أسفا على أطواد حلم 
وواحزناً على تيار جود 
ويالهفاً على أخلاق لطف 


لفن ذهبوا فقد أبقوا فخاراً 


ففاقواالناسَ أحياءً وفاقت 
فلا يأتي الرّمان لهم بمشل 
على تلك الوجوه سلامٌ رثك 


وصَلٌ على أجل الخلق قذرآ 


ومن والاه من آل وصحب 
© وفيها 


: زالت دولة الجراكسة على عهد الغوري” 


وغاضت” بحر مكرمة زخور 
رزتة على بشر كثير 
تبقى مسن شمسوس مسن بَدور 
غياث للورّى فز شهير 
تغب تحت أطباق الصُخور 
وأكمّف قطرهم بعد الزُهورٍ 
إذا اشتلت" ملمّات الأمور 
يضوق الزّهر في الروض التضيرٌ 
يضيق لحصره صدر السّطورٍ 
ضرائحُهم على أهل العَبِورٍ 
وهل للشمس ويححَكٌ من نظير 
رحيم غافربرٌ شكور 
فإِنكٌ جابرٌ العَظم الكسير 
محمد البشيرٍ لناالتذير 
على مر الأصائل والبُكور 
'' وهو آخر ملوكهم › 


ُقِدَ في حرب السلطان سليم ولم يظهر له خبر . 


© وفيها : في يوم الخميس الثاني من شهر صفر توفي الفقيه العالم الفاضل 
جمال الدين محمد بن الفقيه موسى بن عبد المنعم الضجاعي”؟؟ أحد المدرسين 





(1) 
(۲) 
(۳ 
(€) 


في ( ط ) : 3 وفاضت . ر 


.)١ ١60/6٠٠ ( » الشذرات‎ ١ ترجمته في‎ 


\o¥ 


انظر تفصيل ذلك فيه شنوات الذمب ٠١‏ 0۰( . 








بمدينة رّبيد › ودفن بها بعد صلاة العصر من ذلك اليوم عند أبيه وجده بعد أن 
صلي عليه بمسجد الأشاعر › وكان له مشهد عظيم . 


© وفيها : في عصر يوم الثلاثاء خامس شعبان توفي العلامة إبراهيم بن عبد 
الرحمن بن محمد بن إسماعيل ٠»‏ البرهان أبو الوفاء بن الزين المقري أبي 
هريرة بن الشمس بن المجد » الكركى الأصل › القاهري المولد والدار › 
الحنفي ٠»‏ إمام السلطان » ويعرف بابن الكر كي“ غريقاً شهيداً في بركة الفيل 
تحت منزله بها . وكان مولده وقت الزوال من يوم الجمعة تاسع رمضان سنة 
خمس وثلاثين وثمانماثة بالقاهرة » وأمه أم ولد جركسية » فحفظ القرآن › 
و« أربعين النووي » » و« الشاطبية » » و« مختصر القدوري » » وه ألفية ابن 
مالك » وغيرها . وعرض على أئمة"“ عصره كالشهاب ابن حجر » والعلم 
البُلقيني » والعلمين القلقشندي واللؤلؤي السقطي › وسعد الدين بن الديري » 
وابن الهُمّام » وجماعة آخرين وكتبوا كلهم له . وسمع « صحيح مسلم » أو 
أكثره على الزين الزركشي ٠‏ وتلا القرآن على بعضهم » وجوّد القراءة مع 
رؤسائها » وأكثر من ملازمة الشافعي والليث وغيرهما من المشاهد الجليلة 
وعادت بركة أربابها وزوارها عليه » و[هو] في غضون ذلك مقبل على العلم. 
وتحصيله متوجه لمنقوله ومعقوله » فأخذ الميقات عن البدر القيمري" › 
والفقه والعربية عن الشمس إمام الشيخونية“ » وكذا أخذ عن النجم الغزي 
قاضي العسكر » بل والعز عبد السلام البغدادي » وسمع عليه « الشفاء » ملفقاً 
بقراءة قارئين » وقرأ « الصحيحين » على الشهاب أحمد بن [محمد بن“ 
صالح الحلبي الحنفي بن العطار > وحضر دروسه »بل حضر دروس الكمال بن 


(۱) ترجمته ف « شذرات الذهب )۱٤۹-۱٤۷/۱۰( ٩‏ . 
(۲) في( ط) ١:‏ علماء» . 

)۳( في ( م ) : ١‏ المقيمري » وما أثبتناه عن ( ط ) . 
(4) في ( ط ) : « الشيخوخة » . 

(6) ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 


10۸ 


الهمام » ولازم التقي الحصني » وكذا التقي الشّمُئ والكافياجي » وعظم 
اختصاصه بهم . ش 

ومما أخذ عن الشُّمُئي التفسير » وعلوم الحديث ٠»‏ والفقه > والأصلين » 
والعربية » والمعاني ٠‏ والبيان » والمنطق وغيرها » بقراءته ومرة غيره › 
تحقيقاً ودراية » وبقراءته أيضاً ‏ الشفاء » و« البخاري » » ودخل معهم في كثير 
من مشكلات كتب هذه الفنون وغيرها » وأذنوا له في إقرائها . 

ولما سافر قايتباي في أيام إمارته قبل أن يصير إليه الملك إلى بعض البلاد 
استصحبه إماماً » ثم لم يلبث إلى أن ارتقى إلى السلطنة » فقرّبه وأدناه » وأحبه 
فبلغه مناه » واختص به عمن عداه » وخوله مزيد النعم » وشمله فيما يلتمسه 
بنعم » وأعطاه قراءة « البخاري »© بالقلعة » وولاه تدريس أماكن متعددة » 
ومشيخة الصوفية في بعضها » وخطابة بعض المدارس ٠‏ وإقطاع » ورتب له 
في كل يوم ديناراً وجوالي وعدة وظائف كانت معه ومع أبيه بجامع طولون من 
رئاسة وغيرها بحيث قيل : إِنَّ المستقر في متحصله اليومي من جهاته شيء 
كثير » سوى ما يساق إليه من الهدايا والعطايا كإعطائه في جهاز ابئة له فيما قيل 
ألف دينار من السلطان ومن الدوادار مثلها بل أزيد » ونوه به في قضاء 
الحنفية » وكان شأنه أعلى من ذلك » إذ كان القضاة وغيرهم من الأعيان ممن 
يتردد لبابه ويتلذذ بخطابه » بل مال الفضلاء من الغرباء وغيرهم إلى الاستفادة 
منه » وسماع مباحثه » والانتفاع بتنويهه ومساعدته » وبمساعدته استقر شيخه 
الحصني في مشيخة الشافعي » ولم يزل يزيد اختصاصه بالسلطان بحيث لم 
يختلف عنه في أسفاره » حتى أنه دخل معه الشام وحلب وبيت المقدس ومكة 
والمدينة . 

قال السخاوي : إنه تمنى بحضرته الموت » فانزعج من ذلك وقال : بل أنا 
أتمناه لتقرأ عليّ عند قبري وتزورني ونحو ذلك » ولذا لم يجب سؤاله في 
مشيخة مدرسته المكنية . قال : وقد صنف وأفتى » وحدث وروى » ونظم 
ونثر » ونقّب وتعقب » وخطب ووعظ » وقطع ووصل › وقدّم وأخر . 


١68 


ومن تصانيفه في الفقه : فتاوى مبوبة في مجلدين » و« حاشية على 
توضيح ابن هشام » هذا كله مع الفصاحة والبلاغة » وحسن العبارة المقتضية 
للانتظام والربط والانسجام والضبط . وجودة الخط » ولطف العشرة 
والظرف ٠‏ والميل إلى النادرة واللطف » ومزيد الذكاء والتفنن وسرعة البديهة 
التي يتضح بها التبيين » وطراوة النغمة » واالاعتراف بالنعمة » والطبع 
المستقيم الذي لا يميل به غالباً لدني ولا لئيم . ولم يزل في ازدياد من الترقي 
حتى بلغ مبلغاً عظيماً إلى أن كان في أواخر جمادى الآخرة سنة ست وثمانين 
تنكد خاطر السلطان من جهته » فمنعه من الحضور في حضرته » فتوجه للؤقراء 
في بيته لفنون العلم والفتيا » إلى أن كان في مستهل ذي القعدة سنة ثمان 
وتسعين عاد للإمامة على عادته » ثمّ أعيد لكل من قراءة الحديث ومشيخة 
الأشرفية في السنة التي تليها . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : وبعد المؤلف في زمان 
الناصر ابن الأشرف قايتباي تولى قضاء الحنفية بالقاهرة مستهل المحرم عام 
ثلاث وتسعمائة » ثم عزل عن القضاء في سنة ست وتسعمائة » واستمر 
مفصولا حتى عرض عليه القضاء شرف الغوري ٠‏ فلم يقبله » فاستحسن الملك 
منه ذلك » وصار مبجلاً معظماً حتى مات رحمه الله . 

© وفيها : في ليلة الثلاثاء عاشر جمادى الأولى توفي الشيخ العالم الفاضل 
الجمال أبو الفتح إبراهيم بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن 
إسماعيل بن علي القلقشندي الأصل › القاهري المولد والدار الشافعي 
بالقاهرة"“ . وكان مولده فى حادي عشر سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة 
بالقاهرة » ونشأ بها » فحفظ القرآن و « الشاطبيتين » » وعرض على خلق كثير 
كالبساطي » والمحب ابن نصر الله » والحافظ ابن حجر العسقلاني » وسمع 


)١(‏ ترجمته في ١‏ متعة الأذهان » الورقة ( 55 ) و« الكواكب السائرة » ( 1١8/١‏ ) و شذرات 
الذهب )۱٤۸/١١ (٩‏ . 


عن الآخرين وأبيه''2 وجده » والتاج السرابيسي » والناقوسي » والزركشي › 
وابن ناظر الصلاحية » وابن الطحان » وابن بردس » وعائشة الحنبلية › 
والواسطي في آخرين . وقرأ بنفسه الكثير على غير واحد من المسندين » بل قرأ 
في « محاسن الاصطلاح » على ابن ابن المولد العلم البلقيني . وأجاز له خلق 
نهم العلاء البخاري ‏ وقرأ على ابن في التقاسيم والحديث وغير ذلك » وكذا 

قرأ على المحلي « شرح المنهاج » و « جمع الجوامع » و « شرح البردة » وما 
كتبه من التفسير وغيرها > وعلى الشرواني ف في « التوسط » وغيره . وحم في 
حياة أبيه » وكان دخوله بمكة في رجب سنة إحدى وخمسين » وسمع بها على 
المراغي › والأسيوطي › وابن هند وغيرهم . ثم أخذ بالمدينة في سنة سبع 
وخمسين عن عبد الله بن فرحون لقراءته » ثم حج ثالثة في سنة تسع وثمانين . 
واستقر في مشيخة الدوادارية وخزانة الكتب الأشرفية برسباي وغيرها بعد أبيه » 
وكذا في تدريس الحديث بجامع طولون مشاركاً لعمه » ثم استقل به بعد موته 
مع المباشرة به » وفي تدريس التفسير بالجمالية برغبة عبد البر بن الشحنة » 
وفي الفقه بالسكرية بمصر » ودرس بعض الطلبة » بل حدث باليسير » هذا مع 
ما ذكر وزائد » قاله السخاوي . 


قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله تعالى : أقول : وبعد المؤلف عمر 
حتى انفرد بعلو الإسناد » وتزاحم عليه الطلبة من العباد » وخرج لنفسه أربعين 
حديثاً عشارية الإسناد » [وبعض طلبته أربعين حديثاً عشارية الإسناد]”" وبعض 
طلبته أربعين أخرى عالية فرغب الطلبة”" في أحدهما مع غالب مروياته في 
معرفة العالي والنازل وأسماء الرواة » واعتناء بالحديث“ واعتقاد فى 
الصوفية » وصدقات مع جلالة وعظمة » ولذلك ولي قضاء الشافعية بالقاهرة 





)0010( في ( م ) : ( وآخيه ) وما اثبتناه عن ( ط ) وهو مناسب للسياق الذي سيرد بعد قليل . 
(۲) ما بي قوسين زيادة من ( ط ) . 

(۳) في ( م )« بالطلبة » ما أثبتناه عن ( ط ) . 

)4( في ( ط ) « بالتحديث » وما أثبتناه عن ( م ) . 


۱ النور السافر‎ » ٦ 


مرة بعد أخرى » أولها سنة إحدى عشرة وتسعمائة » وثانيها في سنة ثلاث 
عشرة » واجتمعث به في أيام ولايته فيها فقرأت عليه أشياء » ثم عَزِل في السنة 
التي تليها فضعفت بنيته » وقلت حركته لاستيلاء البلغم عليه » وقل ما بيده 
واستمر مفصولا حتى مات رحمه الله تعالى . 

© وفيها : في يوم الأحد رابع عشر ذي القعدة توفي الفاضل برهان الدين 
إبراهيم بن موسى بن أبي بكر بن الشيخ علي الطرابلسي الحنفي"''2 نزيل الريدية 
من القاهرة بمدرسته بالقاهرة » وصلي عليه فيها » ودفن بالقرافة . وكان مولده 
في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بطرابلس . وأخذ بدمشق عن جماعة منهم 
الشرف بن عبد وقدم معه القاهرة حين طلب لقضائها » فلازم الصلاح 
الطرابلسي ورغب له عن تصوفها بالريدية لما أخذ مشيخة الأشرف . وأخذ عن 
الريمي « شرح ألفية العراقي » للناظم » وعن الشيباني أشياء » وكذا سمع على 
الحافظ السخاوي « شرح معاني الاثار ؛ و« الاثار » لمحمد بن الحسن 
وغيرهما » وعلق عنه بعض التأليف » بل سمع على أبي السعود القرآن والرضي 
الأوجافي . 

قال السخاوي : وهو فاضل ساكن دين » ممن حضر بعد في أثناء سنة أربع 
وتسعين مع الحنفية بالقبة الدوادارية بين يدي السلطان » وعلم بحاله وفضله 
فأنعم عليه بأشياء » ثم قرره في الجوالي المصرية عن الكوراني . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله أقول : وبعد المؤلف صار من أكابر 
الحنفية » وتولى مشيخة المدرسة القحماسية » وفصل كل قضية لإجماعهم 
على علمه وخيره وصلاحه › وألف عدة مؤلفات منها « الإسعاف في حكم 
الأوقاف » . وجاور بمكة وأقر في سنة خمس عشرة وتسعماية » ثم عاد إلى 
القاهرة رحمه الله تعالى . 


') ترجمته في الكواكب السائرة ١١5/١ ( ٩‏ ) و« شذرات الذهب ٠١١/٠١ (٩‏ ) . 


۱1۲ 


سنة ثلاث وعشرين بعد التسعمائة 


© وفي المحرم سنة ثلاث وعشرين توفي الشيخ الكبير العارف بالل تعالى 
عبد الرحمن بن الشيخ علي بن أبي بكر“ رضي الله عنهم « بتريم » ودفن بها › 
وكان مولده سنة خمسين وثمانمائة » وكان من الأولياء العارفين والمشايخ 
الصالحين » زاهداً عابداً . 


وحكي من مجاهداته أنه كان وهو صغير يخرج هو وابن عمه الشيخ أبو بكر 
العيدروس إلى شِعْبٍ من شِعَابٍ « تريم » يقال له التعير بعد مضي نصف الليل » 
فينفرد كل منهما يقرأ عشرة أجزاء في صلاة ثم يرجعان إلى منازلهما قبل 
الفجر . وقرأ « الإحياء » على والده أربعين مرة . وبلغنى أنه كان يغتسل لكل 
فرض . ومن مشايخه أبوه الشيخ علي » والفقيه محمد بن أحمد با فضل 
العدني » والفقيه عبد الله بن عبد الرحمن باالحاج با فضل ٠»‏ والفقيه 
الدوسري . وكان يحفظ « الحاوي » فى الفقه للقزوينى » و« الوردية » في 
النحو . واجتمع بالشيخ العلامة الصالح يحيى العامري » وله منه إجازة . 

وحكي أنه لما اجتمع بالشيخ العامري وكان معه ابن عمه الشيخ أبو بكر 
العيدروس فالتمسا منه أن يريهما موضع الأصابع النبوية من ظهره » فكشف 
لهماعنها » فرأوها بالعيان . 

وقريب من هذا ما أخبرنا به صاحبنا الشيخ العلامة البسكري قال : كان 
عندنا رجل من أهل الغرب”'" يعلم القرآن » وكان يغطي إحدى يديه فلا يكشفها 





)۱( ترجمته في « شذرات الذهب (٩‏ ۱۷۳/۱۰ ) . 
(۲) نسب ابن العماد الحنبلي هذه القصة إلى المترجم له . انظر « شذرات الذهب » 
( ۷۳/1۰9( . 


11۳ 


لأحد » فسأله بعضهم عن السبب في ذلك فأبى أن يخبره به » فألحّ عليه في 
ذلك فقال : كنت شاعراً وامتدحت النبي بي بجملة قصائد » ثم اتفق أن قلت 
قصيدة امتدحت بها بعض آهل الدنيا » فرأيت النبي ية في النوم وهو يعاتبني 
على ذلك » ثم أمر بقطع يدي فقطعت › فشفع فيّ الصديق رضي الله عنه 
فشفعه » والتحمت فعادت كما كانت » فانتبهت والعلامة ظاهرة في يدي » ثم 
كشف له عن يده فإذا محل القطع نور يتلألاً . 

وممن أخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن علي من كبار العلماء الفقية 
عبد الله بن محمد بن سهل با قشير » والفقيه عمر با شيبان . 

وكان مشاركاً في جميع العلوم لكن غلب عليه علم التصوف ٠‏ وكان يقرأ 
لأبي عمرو ونافع ويقرأ لعاصم برواية حفص . 

ومن كراماته ما حكاه بعضهم أنه قال : كنت جالساً عنده بمسجد با مروان 
بتريم » فسمعت شيئاً سقط في جانب المسجد » فقال : قم هات الذي سقط › 
فقمت فلقيت ورقة مغرية فجئت بها إليه » فحملها وقرأها » ثم أخذ بياضاً 
وكتب ورقة وقال لي : خذ هذه الورقة واطرحها في مكان الورقة التي 
وجدتها » فأخذتها وطرحتها مكان تلك الورقة التي وجدتها وبقيت ألتفت إلى 
الورقة » فإذا طائر قد جاء وأخذ الورقة » فأخبرته بذلك وسألته عن الطائر › 
فقال : إن الشيخ أبا عباد بيننا وبينه معرفة » وكتب لنا ورقة وردّينا جوابها . 

© وفيها : في ليلة الجمعة سابع المحرم توفي العلامة الحافظ أحمد بن 
محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن أحمد [بن محمد بن محمد]"''' بن 
حسين بن علي القسطلاني المصري'" الشافعي بالقاهرة » وصلي عليه بعد 
صلاة الجمعة بجامع الأزهر » ودفن بالمدرسة العينية جوار منزله . 


. » الضوء اللامع » و« القبس الحاوي‎ ١ ما بين الحاصرتين مستدرك من‎ )١( 
الكواكب‎ 2 )١95/١( ٩ و« القبس الحاوي‎ ) ٠١/7 ( ٩ (؟) ترجمته في « الضوء اللامع‎ 
.)1١ا91-1١59/1٠١‎ (٩ و « شذرات الذهب‎ ) ۱۲۷-۱۲۲/۱ ( ٩ السائرة‎ 


11٤ 


ذكره السخاوي في ١‏ ضوئه » » وأن مولده ثاني عشر ذي القعدة سنة إحدى 
وخمسين وثمانمائة بمصر ونشأ بها » وحفظ القرآن وتلا للسبع › 
« الشاطبية » و ١‏ الجزرية » و« الوردية » وغير ذلك » وذكر له عدة مشايخ 
منهم الشيخ خالد الأزهري النحوي » والفخر المقسمي » والجلال البكري 
وغيرهم » وأنه قرأ« صحيح البخاري » في خمسة مجالس على الشَّاوي » وأنه 
تلمذ له أيضاً وقرأ عليه بعض مؤلفاته ‏ أعني السخاوي » وأنه حج غير مرة » 
وجاور سنة أربع وثمانين وسنة أربع وتسعين » وأنه أخذ بمكة عن جماعة منهم 
النجم بن فهد › وأنه ولي مشيخة مقام سيدي الشيخ أحمد بن أبي العباس 
الحرار بالقرافة الصغرى » وأنه عمل تأليفاً في مناقب الشيخ المذكور وسماه 
« نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرار » » وأنه كان يعظ بالجامع 
العمري وغيره » ويجتمع عنده الجم الغفير » وأنه لم يكن له نظير في الوعظ » 
وأنه كتب بخطه شيئاً كثيراً لنفسه ولغيره » وأقرأ الطلبة » وأنه تعاطى الشهادة › 
ثم انجمع وأقبل على التأليف . 

وذكر من تصانيفه : « العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية » في علم 
التجويد » و« الكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز» » وشرحاً على 
« الشاطبية » زاد فيه زيادات ابن الجزري مع فوائد غريبة لا توجد في شرح 
غيره » وشرحاً على البردة » سماه « الأنوار المضيئة » » وكتاب « نفائس 
الأنفاس في الصحبة واللباس » و « الروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد 
القادر " و « تحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري » ورسائل في العمل 
بالربع المجيب . انتهى ما ذكره السخاوي ملخصاً . 

قلت : وارتفع شأنه بعد ذلك فأعطي السعد في قلمه وكلمه » وصنف 
التصانيف المقبولة التي سارت بها الركبان في حياته » ومن أجلها ٠‏ شرحه على 
صحيح البخاري » مزجاً في عشرة أسفار كبار لعله أحسن شروحه وأجمعها 
وألخصها . ومنها ١‏ المواهب اللدنية بالمنح المحمدية » وهو كتاب جليل 
المقدار » عظيم الوقع » كثير النفع » ليس له نظير في بابه . 


110 





ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغض منه » ويزعم أنه يأخذ من كتبه › 
ويستمد منها ولا ينسب النقل إليها » وأنه اذعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام 
زكريا » فألزمه ببيان مدعاه » فعدد عليه مواضع قال : إنه نقل فيها عن البيهقي 
وقال : إن للبيهقي عدة مؤلفات فليذكر لنا ما ذكر في أي مؤلفاته ليعلم أنه نقل عن 
البيهقي » ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك النقل عن البيهقي فنقله برمته » وكان 
الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن البيهقي . وحكى الشيخ جار الله بن فهد 
رحمه الله أن الشيخ رحمه الله تعالى قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي » 
فمشى من القاهرة إلى الروضة » وكان الجلال السيوطي معتزلاً عن الناس 
بالروضة » فوصل صاحب الترجمة إلى باب السيوطي ودق الباب . فقال له : من 
أنت؟ فقال : أنا القسطلانى جئت إليك حافياً مكشوف الرأس ليطيب خاطرك 
علي » فقال له : قد طاب خاطري عليك » ولم يفتح له الباب » ولم يقابله . 

وبالجملة : فإنه كان إماماً حافظاً متقناً » جليل القدر » حسن التقرير 
والتحرير » لطيف الإشارة » بليغ العبارة »> حسن الجمع والتأليف ٠‏ لطيف 
الترتيب والترصيف . كان زينةً أهل عصره » ونقاوة ذوي دهره . ولا يقدح فيه 
تحامل معاصريه عليه » فلا زالت الأكابر على هذا في كل عصر رحمهم الله . 

© وفيها : في شهر المحرم توفي فقيه مدينة تعز ومفتيها ومدرسها الفقيه 
عفيف الدين عبد الباري بن سليمان الطويل . 


© وفيها : في عصر يوم الجمعة التاسع والعشرين من الشهر المذكور توفي 
العلامة الكبير مفتي مدينة رّبيد وعالمها شيخ الإسلام مفيد الطالبين » كمال 
الدين موسى بن زين العابدين بن أحمد بن أبي بكر الرداد البكري الصديقي 
الشافعي”") الجهبذ المحقق المصقع" المدقق » شافعي زمانه » ورئيس أقرانه 
علماً وعملاً . 


. ) ١ا/ال-١95/١١‎ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 
. ) المرتفع » وما أثبتناه عن ( ط‎ ١: ) في( م‎ )۲( 


١17 


كان رحمه الله تعالى ‏ بحراً من بحار العلم » وجبلاً من جبال الدين » له 
القدم الراسخ في المذهب والباع الطويل في كل مشرب نهد إليه الطالبون » 
ورغب في الأخذ عنه الراغبون . تفقه بالقاضي العلامة شيخ مشايخ الإسلام 
الطيب الناشري » وصدر العلماء المبرزين عمر الفتى » والشمس علي بن 
محمد الشرعبي( > ونجم الدين يوسف المقري الجبائي . 

وى فته الشافمي من طرق العراقين والمراوزة عن الإمام علي بن عطيف 
نزيل مكة وأهل طبقته » ودرّس وأفتى » وانتشر صيته في معرفة الخلاف 
والوفاق » وطار طائر فضله في جميع الآفاق > واعترف له الأكابر بالإمامة »› 
وقصد للفتوى من كل نجد وتهامة » وتفقه به الجلة » منهم : ابنه المحقق 
علامة دهره ونادرة عصر عصره الشيخ فخر الدين أبو بكر » وأبو العباس الطنبداوي » 
والفقيه عمر.بن الوجيه الدؤالي ٠‏ والزين الناشري » ويوسف بن الناصر › 
وعيسى بن عطيفة وغيرهم . 

وله الجوابات الرائقة والبحوثات الفائقة » والتفقهات الخارقة › 
والمصنفات المقبولة » والشروح المتداولة المنقولة » فمنها « الكوكب الوقاد 
شرح الإرشاد » في نحو أربع وعشرين مجلداً » كتاب جليل لم يصنف مثله في 
كثرة الجمع والفوائد . وله شرح صغير على ١‏ الإرشاد » أيضاً لكنه لم يظهر . 
لكن قال الفقيه العلامة أبو المكارم مفتي الإسلام أحمد بن محمد الجابري 
الزّبيدي رحم الله روحه : وقفت على بعض منه في ناحية الجبل جهة 
المخلاف . انتهى . وكثيراً ما ينقل عنه ولده فخر الدين فيقول : قال شيخنا في 
« شرح الإرشاد الصغير » ورأيت بخط الشيخ العلامة عبد السلام بن 3 
الإسلام عبد الرحمن بن زياد أن المراد بالشرح الصغير مسودة الكبير . | 

وله أيضاً فتاوى جمعها ولده المذكور » ورتبها ترتيباً حسناً » وزاد عليها 
بزيادة لا غنى عنها . 





(1) في ( ط) : « الشرعي » وما أثبتناه عن ( م ) . 


11¥ 





قال العلامة مفتي الوقت أحمد بن عبد الرحمن الناشري أبقاه الله تعالى : 
اتفق لصاحب الترجمة ما لم يتفق لأحد قبله بمحارث الوادي رّبيد » وذلك أنه 
زرع البو في أرضه واستغله وحرث غيره » فلم يتم له ذلك » وكان قوته في 
غالب الأحوال اللوز والعسل . قال : ومن جسام نعم الله عليه أنه مكث أربعين 
سنة ما رزىء في أحد من بيته » ولم يخرج من بيته بجنازة » بلَّ الله ثراه بوابل 
الغفران والرضوان . 

© وفيها : في ليلة الجمعة ثاني عشر شهر ربيع الاخر توفي الفقيه الكبير 
الصالح تقي الدين عمر بن محمد بن أبي بكر جعمان ببيت الفقيه ابن عجيل . 

© وفيها : في يوم السبت ثاني عشر ذي الحجة توفي الشهاب أحمد بن 
أحمد بن محمد بن عبد الله بن زهير الرملي ثم الدمشقي'١'‏ الشافعي المقرىء 
الشاعر› إمام مقصورة جامع بني أمية بدمشق» ودفن بباب الصغير» وكان مولده 
في شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثمانمائة بالرملة » ونشأ بها ثم تحول 
إلى دمشق » وحفظ « المنهاج » و« ألفية » النحو والحديث و« الشاطبيتين » 
و« الدرة في القراءات الثلاث » لابن الجزري”"' وعرض على جماعة . وممن 
أخذ عنه أبو زرعة المقدسى » واب عِمْرانَ » وخطاب”" » وعمر الطيبى » 
والزين الهيتمي”*' » وجعفر بالقاهرة ودمشق وتميز فيها » وولي مشيخة الإقراء 
بجامع بني أمية » وبدار الحديث الأشرفية وبتربة الأشرفية بعد خطاب » وبتربة 
أم الصالح بعد البقاعي » وكان لازمه حين إقامته بدمشق حتى أخذ عنه في ألفية 
الحديث وغيرها ¢ وعادى أهل بلده أو الكثير منهم بسببه . وكذا لازم خطابا ۰ 
في الفقه والعربية والعروض وغيرها قراءة وسماعاً » والشمس بن حامد في 
الفقه وأطراه فيه » والنجم ابن قاضي عجلون في آخرين كالعبادي 


(۱) ترجمته في ( الكواكب السائرة )( ۱۳۱/۱ ) و« شذرات الذهب .)١59-1548/١١ (٩‏ 
)۲( في ( م ) : « الجوزي » تحريف . 

)۳( في « الشذرات ١‏ : « والزين خطاب 4 . 

. ) في« الشذرات » : « النور الهيئمي » وفي حاشيته : ( صاحب مجمع الزوائد‎ )٤( 


1۸ 


والبكري بالقاهرة » وأخذ « المختصر » قراءة و« المطول » سماعاً عن ملا زاده 
السمرقندي . وكذا أخذ عنه العقائد وبعض شرح المواقف . وتكرر قدومه 
القاهرة . 

كذا ذكره السخاوي في ترجمته قال: وقصدني في بعض قدماته» وأخذ عني» 
وأنشدني قصيدة من نظمه امتدح بها الخضيري وكان نائبه في إمامة مقصورة 
الجامع الأموي» ثم ناب في القضاء. قال: وبالجملة: فهو خفيف مع فضيلة . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : وبعد المؤلف استمر نائباً في 
القضاء والإمامة » وعليه أبهة ومهابة » وحصلت له محنة مع قضاة بلده طلبوا 
إلى القاهرة لأجلها » ونالهم التعب بسببها لإنكارهم على كاتب سرها الأسلمي 
سلامة لبقا" على ضريح وليها الشيخ رسلان » وهجاه بأبيات سمعتها منه مع 
تكلم غيرها في رحلتي لدمشق عام اثنين وعشرين . 

© وفبها : تغيرت دولة الجراكسة بالعثمانية » ففوضوا إليه"“ قضاء 
الشافعية في البلاد الشامية » فانفرد بذلك 0 فانتفع به جماعة من 
الأصحاب » وأنا ممن لاحظني بنظره › وحصل لي حجة على يده فعدت 
بعدها”*' [إلى بلدي) رحمه الله . 

© وفيها : في يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر استشهد 
السلطان الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب“ سلطان اليمن » وكان على 
جانب عظيم من الدين والتقوى والمشي في طاعة الله تعالى » ٠‏ لا تعلم له 
صبوة » وكان ملازماً للطهارة والتلاوة والأذكار ولا يفتر عن ذلك آناء الليل 





)1( في ( ط ) : « الله تعالى » وما أثبتناه عن ( م ) . وهي في الحالين غير واضحة . 
)۲( أي إلى الشهاب الرملي . 

(۳) كذا في (م) و(ط) . 

)4( في ( م  )‏ بها ؛ تحريف » وما ائبتناه عن ( ط ) . 

)0( ما بين القوسين زيادة من ( ط ) . 

0) ترجمته في ١‏ شذرات الذهب »( ١9/7/١١‏ ) . 


۱۹ 





وأطراف النهار » كثير الصدقات وفعل المبرات . 

ومن مآثره المخلدة لذكره على الدوام والموجبة لحلوله دار السلام في جوار 
الملك العلام عمارة الجامع الأعظم بمدينة زبيد » لم يسبق إلى مثلها ٠‏ أنفق في 
ذلك جملة مستكثرة من أمواله وخالص حلاله » وعمارة مدرسة من جنوبه الدار 
الكبير بمدينة بيد » وعمارةٌ مدرسة الشيخ الكبير إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي 
بها » وعمارةٌ مشهد الفقيه أبي بكر الحداد خارج باب القرتب بظاهر مدينة 
زبيد » ومدرستين بمدينة تعز وإجراء العين بها » والجامع الكبير بالمقرانة › 
ومسجد القبة بها » ومدرسة عظيمة برداع العرش . ومسجد بداخل عدن › 
وإجراء المياه بظاهر باب البر منها » وصهريج عظيم بها لم يسبق إلى مثله › 
وآخر بقرية عسيب » وما لا يحصى من المساجد والصهاريج والآبار والأسداد 
في الأماكن المحتاج إليها » والمواضع المنقطعة . وهو الذي أجرى التلاج إلى 
مدينة عدن من أماكن بعيدة » وأنفق فى ذلك أموالاً عديدة » وله من أعمال البر 
ما لا يحصى كثرة » ضاعف الله تعالى له الثواب وأحسن له المرجع والمآب . 
وكانت مدة ملكه إلى انقضاء دولته تسعاً وعشرين سنة إلا أياماً . 

وللعلامة الديبع رحمه الله فيه : [من الطويل]: 
أخلأي ضع الدّينُ من بعد عامر وبعد أخيه"'“ عادةٌ النَاسُ في النّاس 
قَْذْنقِِدا والله وال إننا منّالأمن والسّلوانٍ في غاية الياس 

وله فيه : [من الطويل]: 
تحطم من ركن الصّلاح مشيده وقوّض من بنيانه كل عامر 
فما من صلاح فيه بعد صلاحه ولا عامر والله من بعد عامر 


1 
ع ¥ كن 


(1) في( ط) :< . . عاد الناس. . » وبه يكسر الوزن . 


32 


سنة أربع وعشرين بعد التسعمائة 


© وفي سنة أربع وعشرين توفي الشريف الفاضل العالم العامل محمد بن 
علوي بن الفقيه الصالح الولي محمد بن على صاحب عيديد . 

اشتغل بالعلم حتى برع فيه » تفقه بالفقيه أحمد بن يحبى رشيد بعدن » 
ونقل كتاب ١‏ الإرشاد » للمقري » وسمع « البخاري » على غيره » وكان جيد 
الفهم › وكان شيخه الشيخ القطب عبد الرحمن بن علي - نفعنا الله ببركاته - 
يثني عليه ويقول : استفدت منه حال قراءته علي أشياء » وكان على قدم من 
الصلاح والزهد والخمول » كثير التلاوة لكتاب الله تعالى . 

وكانت وفاته بعدن رحمه الله تعالى . وجده الفقيه محمد بن علي صاحب 
عيديد ‏ نفعنا الله ببركاته - من كبار الأولياء › وعمه الشريف الصالح العالم 
عبد الله . وهو الذي جمع كلام الأستاذ الأعظم الشيخ عبد الله العيدروس في 
كتاب » فله بذلك علينا المنة معاشر الأصحاب . 

© وفيها : مات السلطان سليم سلطان الروء“ »> وولي بعده ولده السلطان 
سليمان » وفي أيامه زال ملك الجراكسة واعتبار خلفاء بني العباس ٠‏ فسبحان 
من لا يزول ملكه! 


U 
# FR  #% 





. يعني أنه سلطان الدولة العثمانية » آخر دولة للمسلمين جمعت مشرق بلادهم مع مغربها‎ )١( 
ضمن وفيات سنة‎ )7٠١ -198/٠١( ٩ شذرات الذهب‎ ١ انظر ترجمته ومصادرها في‎ 
(95)ه.‎ 


1۷1 


سنة خمس وعشرين بعد التسعمائة 


العلامة شيخ الإسلام قاضى القضاة زين الذين زكريا بن محمد بن أحمد بن 
زكريا الأنصاري“ السنيكي ثم القاهري الأزهري الشافعي بالقاهرة » ودفن 
بالقرافة بالقرب من الإمام الشافعي » وحزن [الناس]“ عليه كثيراً لمحاسنه 
الكثيرة وأوصافه الشهيرة » ورثاه جماعة من تلامذته بعدة مراثى مطولات . 
وكان مولده في سنة ست وعشرين وثمانمائة بسنيكة من الشرقية » ونشأ 
بها » وحفظ القرآن عند الفقيهين محمد بن ربيع والبرهان الفاقوسي البلبيسي 
« وعمدة الأحكام » وبعض ١‏ مختصر التبريزي » في الفقه » ثم تحول إلى 
القاهرة في سنة إحدى وأربعين » فقطنَ جامع الأزهر » وأكمل حفظ 
« المختصر » ثم حفظ « المنهاج » الفرعي و« الألفية النحوية » و« الشاطبية » 
و« الرائية » وبعض « المنهاج الأصلي » ونحو النصف من « ألفية الحديث » 
ومن ١‏ التسهيل » إلى « كاد » وبعض ذلك بعد هذا الأوان » وأقام بعد مجيئة 
القاهرة بها يسيراً ثم عاد إلى بلده » ثم رجع وداوم الاشتغال وجدّ فيه . فكان 
ممن أخذ عنهم الفقه القاياتي » والعلم البلقيني ؛ أخذ عنهما بقراءة ١‏ شرح 
البهجة » ملفقاً » بل وأخذ عنهما في الفقه غير ذلك » والشرف السبكي”" 


)١(‏ ترجمته في «الضوء اللامع» ( ۳/ ۲۳۹-۲۳۲ ) و « متعة الأذهان (٩‏ ق 10-794 ) و «الكواكب 
السائرة» ( ۲۰۷-۱۹٦/۱‏ ) و « شذرات الذهب .)1١88187/١١(»‏ 

(۲) ما بين قوسين زيادة من ( ط ) . 

(۳) في ( ط ) : « السنيكي » وما أثبناه عن ( م ) وانظر « الشذرات 187/١١ (٩‏ ) . 


1Y۲ 


النسابة » والزين البُوشنجي » بل وعن شيخ الإسلام ابن حجر » والزين رضوان 
في آخرين . 

وحضر دروس الشرف المناوي وغيره ١‏ وأصول فقه القاياتي والمحيوي 
الكافياجي » قرأ عليهما « العضد » ملفقاً » والعز عبد السلام البغدادي » 
والكمال نزيل زاوية الشيخ نصر الله قرأ عليه العبري « شرح الطوالع » للآمدي 
وغيرهم . 

وعن كل مشايخه في أصول الدين أخذ النحو » بل وأخذه أيضاً عن ابن 
المجدي وابن بن الهمام والشمني » والصرف عن العز عبد السلام والشرواني › 
وكذا عن محمد بن أحمد"' الكيلاني قرأ عليه شرح « تصريف المقري » 
للتفتازاني وطائفة » والمعاني والبيان والبديع عن القاياتي أخذ عنه « المطول » 
ما بين قراءة وسماع » والشمس البخاري المذكور فقرأ عليه « المختصر » 
والكافياجي والشرواني » وعن ما عداه أخذ المنطق » وكذا عن ابن الهمام 
والآمدي والزين جعفر - نزيل المؤيدية - قرأ عليه « شرح الشمسية » وغالب 
« حاشية للسيد الجرجاني » والتقي الحصني أخذ عنه ظناً القطبي وحاشيته 3 
أخذ عن القاياتي في اللغة » كذا أخذ عنه وعن الكافياجي وشيخ الإسلام 
الحافظ ابن حجر العسقلاني في التفسير » أخذ علم الهيئة والهندسة والميقات 
والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغيرها عن ابن المجدي”” » وقرأ عليه 
من تصانيفه أشياء؟؟ , الفرائض والحساب أيضاً عن الشمس الحجازي 
والبوشنجي . كذا عن أبى الجود الليثي « المجموع » و « الفصول الحكمية » 

عن الشرواني وجعفر المذكور الطب » عن الشرف بن الخشاب العروض » عن 





000( في ( ط ) : « حمد » وما أثبتناه عن ( م ) . 
00( في ( ط ) : « العزي » وما أثبتناه عن ( م ) . 
)۳( في ( م ) : « المحمدي » . 

(4) في( ط ) : ٠‏ أشباه » وما أثبتناه عن (م) . 





السراج الورودي » علم الحرف عن محمد بن قرقمان"' الحنفي » والتصوف 
عن جماعة منهم أبو عبد الله الغمري »> والشهاب أحمد الأذكاوي ومحمد 
الفومي وكلاهما من أصحاب أبي إسحاق الأذكاوي » عن السراج عمر البلقيني 
والزين عبد الرحمن الجليلي » وتلقن منهم ومن الفقيه أحمد بن الفقيه علي بن 
محمد بن حميد الدمياطي ‏ عرف بالزلباني ‏ الذكر . تلا بالسبع على كل من 
النور البلقيني إمام الأزهر » والزين الرضوان > والشهاب القلقيلي السكندرني 
بعد تدريسه في ذلك لبعض طلبتهم . وبالثلاث الزائدة عليها مماتضمنته 
مصنفات [ابن]" الجزري في ١‏ النشر » و التقريب » » و الطيبية » على الزين 
طاهر المالكي بالعشر لكن إلى المفلحون » فقط » عن الزين ابن عياش المكي 
أخذ رسوم الخط » عن الزين رضوان سمع عليه في البحث من ١‏ شرح 
الشاطبية » للجعبري » وحمل عنه كتباً جمة في القراءات والحديث وغيرهما 
كجملة من « شرح ألفية الحديث » للعراقي » عن ابن الهمام أخذ هذا الشرح 
بتمامه سماعاً وبعضه قراءة » وعن القاياتى بعضه » أخذ عن شيخنا الكثير منه 
ومن ابن الصلاح وجميع ١‏ شرح النخبة » له »> وقرأ عليه و« السيرة النبوية ٠‏ 
لابن سيد الناس ومعظم « السئن » لابن ماجه وأشياء غيرها > وسمع في 
( صحيح مسلم » على الزين الرركشى » كذا سمع على العز بن الفرات 
« البعث » لابن أبي داود وغيره » على سارة ابنة ابن جماعة في « المعجم 
الكبير » للطبراني بقرائتي وعلى البرهان الصالحي والرشيدي وكثير ممن تقدم 
كالزين رضوان » واشتدت عنايته بملازمته له في ذلك حتى قرأ عليه مسلم 
والنسائي » والبوشنجي » والبلقيني . وبمكة سنة خمسين حين حج على 
الشرف أبي الفتح المراغي والتقي ابن فهد والقاضيين أبي اليمن النويري وأبي 
السعادات ابن ظهيرة فى آخرين بالقاهرة وغيرها » كتب له أسانيد في جزء 
وأجاز له في ذلك بعض من ذكر من جميع شيوخه في أخذه عنه أكثر من بعض . 


. ) قرقماز » وما أثبتناه عن ( م‎ ١ : في ( ط)‎ )١( 
. ) ما بین قوسين زيادة من ( ط‎ )۲( 


1V٤ 


كما أن عمله في هذه العلوم أيضاً يتفاوت » ولم ينفك عن الاشتغال على طريقة 
جميلة من التواضع وحسن العشرة والأدب والعفة والانجماع عن بني الدنيا › 
مع التقلل وشرف النفس ٠‏ ومزيد العقل وسعة الباطن » والاحتمال والمداراة » 
إلى أن أذن له غير واحد من شيوخه في الإفتاء والإقراء . 

وممن كتب له شيخ الإسلام ابن حجر ونص كتابته في شهادته على بعض 
الإجازات له : « وأذنت له أن يقرىء القرآن على الوجه الذي تلقاه » ويقرر“ 
الفقه على النمط الذي نص عليه الإمام وارتضاه . قال : والله المسؤول أن 
يجعلني وإياه ممن يرجوه ويخشاه إلى أن نلقاه » . وكذا أذن له في إقراء « شرح 
النخبة » وغيرها . 

وتصدى للتدريس في حياة غير واحد من شيوخه » وانتفع به الفضلاء طبقة 
بعد طبقة » وشرح عدة كتب منها : ١‏ آداب البحث » وسماه « فتح الوهاب 
شرح الآداب ٩‏ » و« فصول ابن الهايم » وسماه « غاية الوصول إلى علم 
الفصول » مزج المتن فيه ٠‏ وشرحه شرحاً آخر سماه « منهج الوصول إلى 
تخريج الفصول » وهو أبسطها » و التحفة القدسية » لابن الهايم في الفوائض 
أيضاً سماه ١‏ التحفة الأنسية لغلق التحفة القدسية » . وألفية ابن الهايم أيضاً 
المسماة ١‏ بالكفاية » وسماه « نهاية الهداية في تحرير الكفاية » و« بهجة 
الحاوي » فقه سماه « الغرر البهية بشرح البهجة الوردية » و« تنقيح اللباب » 
لابن العراقي'"' ومختصر الروضة للمقري المسمى ١‏ روض الطالب » سماه 
« أسنى المطالب إلى روض الطالب » وكتب على ألفية النحو يسيراً اقرأه معظم 
ذلك . 


طار [اسم]”" ١‏ ) ح البهجة « في كثير من الأقطار 2 قُصِدَ بالفتاوى › 





00( في ( ط ) : « ويقدر » تحريف › وما أثبتناه عن ( م ) . 
(۲) في( ط) : « العراق » . 
(۳) ما بين قوسين زيادة من ( ط ) . 


Vo 


وزاحم كثيراً من شيوخه فيها . وله تهجد وتوجه وصبر واحتمال وترك القيل 
والقال » وله أوراد واعتقاد وتواضع وعدم تنازع » وعمله في التودد يزيد عن 
الحد » ورويته أحسن من بديهته » وكتابته أمتن من عبارته » وعدم مسارعته 
إلى الفتاوى يعد من حسناته . واختصر « المنهاج الفرعي » للنووي وسماه 
« منهج الطلاب » وشرحه شرحاً مفيداً . 


قلت : وصيّف في كثير من العلوم كالفقه والتفسير والحديث والنحو واللغة 
والتصريف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والطب . وله في التصوف الباع 
الطويل » وصنف في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة والهيئة والهندسة 
إلى غير ذلك . وترأس بجدارة"“ دهراً » وولي المناصب الجليلة كتدريس 
مقام الإمام الشافعي » ولم يكن بمصر أرفع منصباً من هذا التدريس » وولي 
تدريس عدة مدارس رفيعة وخانقاه صوفية وغيرها إلى أن رقي إلى المنصب 
الجليل وهو قاضي القضاة بعد امتناع كثير وتعفف زائد » ووقع ذلك في شهر 
رجب سنة ست وثمانين وثمانمائة . 

ثم استمر قاضياً مدة ولاية السلطان الأشرف قايتباي رحمه الله تعالى . ثم 
استمر بعد ذلك إلى أن كف بصره فعزل بالعمى رحمه الله تعالى » ولم يزل 
رحمه الله تعالى ملازمٌَ التدريس والإفتاء والتصنيف » وانتفع به خلائق » ودرس 
تلامذتُه في حياته وأفتوا وتولوا المناصب الرفيعة ببركته وبركة الانتساب إليه » 
ولم يزل كذلك في نشر العلم » وكثرة الخير والبر والإحسان إلى أن توفي 
رحمه الله تعالى . 


وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي في معجم مشايخه : وقدمت شيخنا زكريا 
لأنه أجل“ من وقع عليه بصري من العلماء العاملين والأئمة الوارثين » وأعلى 
من عنه رويت ودريت من الفقهاء الحكماء المسندين . فهو عمدة العلماء 


. ) وروس جداً » تحريف وما أثبتناه عن ( ط‎ ١: في (م)‎ )١( 
. ) تحريف » ما أثبتناه عن ( ط‎ ٩ في( م ) :2 رجل‎ )۲( 


۱1۷٦ 


الأعلام » وحجة الله على الأنام » حامل لواء مذهب الشافعي على كاهله › 
ومحرر مشكلاته » وكاشف عويصاته فى بكرته وأصائله » ملحق الأحفاد 
بالأجداد » المتفرد في زمنه بعلو الإسناد » كيف ولم يوجد في عصره إلا من 
أخذ عنه مشافهة أو بواسطة أو بوسائط متعددة » بل وقع لبعضهم أنه أخذ عنه 
مشافهة تارة وعن غيره ممن بينه وبينه نحو سبع وسائط تارة أخرى » وهذا 
لا نظير له في أحد من أهل عصره » فنعم هذا التمييز الذي هو عند الأئمة أولى 
وأحرى ؛ لأنه حاز به سعة التلامذة والأتباع وكثرة الاخذين عنه ودوام 
الانتفاع . انتهى كلام ابن حجر . 

ويقرب عندي أنه المجدد على رأس [القرن7'' التاسع لشهرة الانتفاع به 
وبتصانيفه واحتياج غالب الناس إليها فيما يتعلق بالفقه وتحرير المذهب بخلاف 
غيره » فإن مصنفاته وإن كانت كثيرة فليست بهذه المثابة على أن كثيراً منها 
مجرد جمع بلا تحرير حتى كأنه حاطب ليل . 

ومن أحسن ما ري به قول بعضهم : [من الطويل]: 
قَضَى زكري انه فتفجرث عليه عُيونُ اليل يوم حِمَاهِهِ 
لتعلم أن الدّهر راح إِمَامُهٌ وماالدّهر يبقى بعد فقّد إمامِه 
سَقَى الله قبراً ضمّه غوث"“ صيّب عليه مدى الأيَامسَحٌ عَمَامِهِ 

وحكي أن بعض قضاة مصر المحروسة كان يسمى صالحاً » وكانت أحكامه 
غير مرضية » وكان شيخ الإسلام المذكور يكره أفعاله القبيحة » ويتأذى منه 
جداً » حتى أنه هجاه بهذين البيتين : [من مجزوء الكامل]: 
الاسم غير المُستى والحق آبلج واضح 
إل كنت تك وهذا فالظ زر لسيرة صالخ 





. ) ما بين قوسين زيادة من ( ط‎ )١( 
. (؟) في( ط ) :۵ مزن»‎ 


YY 


© وفيها : في ليلة السبت ثالث عشر شهر ربيع الثاني توفي الفقيه الصالح 
العلامة الشيخ عبد الله بن أحمد با كثير الحضرمي ثم المكي بمكة » فَججهّز في 
ليلته » وصُلَيَ عليه صبحٌ يومها عند باب الكعبة » ودُفِنَ بالمَْلاة في الشعب 
الأقصى [و] حملت جنازته على الرؤوس ببركات العيدروس . وكثير : بفتح 
الكاف وكسر الثاء المثلثة . 

وكان من العلماء العاملين والفضلاء البارعين » متصفاً بمحاسن الأخلاق 
وحسن الارتفاق . ولد تقريباً في سنة ست أو سبع وأربعين وثمانمائة 
بحضرموت ٠»‏ ونشأ بها سبع سنین › ونقله والده إلى غيل با وزير » فحفظ 
القران في سنة وعمره ثماني سنين › وحفظ « المنهاج » و ١‏ البهجة » لابن 
الوردي » و« خلاصة ابن ظفر » » و « ألفية ابن مالك » وغيرها . ثم سأل 
والده في الاجتماع بشيخ من الصوفية فأشار عليه بالشيخ عبد الله العيدروس 
رضي الله عنه » فتوجه إلى تريم وأخذ عنه وتربى على يديه » وكان يقول : لو 
اجتمع شيوخ الرسالة في جانب الحرم وأنا في جانبه الآخر ما كنت أهتز إلى 
ما" عندهم لما ملاني به الشريف - يعني به الشيخ عبد الله رضي الله عنه . 

وحُكي أنه كان سبب انتقاله إلى مكة ما روي أن شيخه الشيخ عبد الله 
العيدروس قال : من حصّل كتاب ١‏ الإحياء » وجعله في أربعين جزءاً ضمنت له 
على الله الجنة » فسارع الخلق إلى ذلك » وكان الشيخ عبد الله با كثير المذكور 
ممن حصله وجعله في أربعين جزءاً » وجعل لكل جزء كيساً » وزينه في أوله 
زيادة على ما شرطه الشيخ › فلما أتاه به ورآه قال : إنك قد زدت فيه فيحتاج 
لك زيادة على الجنة فتمنّ ما تريد » فقال : أريد أن أرى الجنة في هذه الدار › 
فأجابه الشيخ إلى ذلك وقال : لا يمكنك الجلوس بعدها عندي » فأمره بالعزم 
إلى مكة والمجاورة بها » فعزم إليها وأقام إلى أن توفي بها . 


000 ترجمته في « شذرات الذهب »( ۸/1۰( . 
زفق ليست اللفظة في ( م ) . 


1,8 


ولقي جماعة من العلماء » وأجازه بعضهم بالإفتاء والتدريس » فتصدى 
لذلك » ونثر ونظم . ومن ذلك « الدّرر'' اللوامع في نظم جمع الجوامع » 
و« تتمة التمام » و« سفك المدام في عقائد أهل الإسلام » وقرظها"“ له 
جماعة . وهو كثير الفوائد . وكان من فضلاء مكة وعين المدرسين فيها › > مع 
الزهد والصلاح والتعفف والاحتمال والسكون والانجماع عن أبناء الدنيا . 
وخلف أولاداً ذكوراً وإنائاً نحو العشرة . 

ومن شعره : [من الكامل]: 
مَنْ كان يعلمٌ أن كل مُشَامًّد فعلّالإلهفماله أن يغْضبا 
بل واجبٌ أن يرتضي ماشاهدت عيناهٌ من ذاك الفعالٍ ويطرّبا 





)0 في ( ط) : « الدر » وما أثبتناه عن ( م ) . 
() في ( م ) : ١‏ وفرضها » وما أثبتنام عن ( ط ) . 


۱۷۹ 


سنة ست وعشرين بعد التسعمائة 


© وفي ضحى يوم الثلاثاء من ذي الحجة عام ست وعشرين توفي الشهاب 
الفاضل أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عيسى بن محمد بن 
أحمد بن مسلم » الشهاب بن البدر”'2 . المكي”'' ‏ ويعرف كأبيه بابن العُليف 
بضم العين تصغير علف - بمكة » فجهز في ظهر تاريخه » ودفن بالمَغلاة › 
وخلف ولداً وبنتين . 

ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمكة » ونشأ بها » 
فحفظ القرآن و « الألفية النحوية » و ١‏ الأربعين النّوويّة 4 وعرضهما والكثير من 
« المنهاج » . وسمع بمكة على التقي بن فهد وولده التجم » والزين عبد 
الرحمن الأسيوطي”" ٠‏ وأبي الفضل المرجاني » ويحيى العلمي”؟؟ » ولازم 
النور الفاكهي في دروسه الفقهية والنحوية . وبالقاهرة على الشهاب الشادي » 
وحضر عند الخيضري » بل سمع « الشفاء » على الجوجري » وأخذ عن العباد 
والجوجري وآخرين بالقاهرة » فقد دخلها مراراً . 

قال السخاوي : وكنت ممن أخذ عنه بها وبالحرمين » وتلا الكثير لأبى 
عمرو على عمر النجار”*» » وحضر دروس القاضي عبد القادر في العربية . قال 
السخاوي : وتكسّب بالنساخة مع عقل وتودد وحسن عِشْرَةٍ وتميّز » وربما نظم 





)۱( في ( ط ) : « المبذر » تحريف . 

(۲) ترجمته في الضوء اللامع» ( ۲۹٠/١‏ ) و« التحفة اللطيفة ۱۷۸-۱۷١/١ ( ٩‏ ) 
و« شذرات الذهب » ( ۱۰/ ۱۹٩1۱۹٩‏ ) و البدر الطالع ٠١-٥٤/٠١ (٩‏ ) . 

زفرفق في « البدر الطالع »( الأفيطوي ) . 

)€( في ( ط ) : ( العلم ) وفي ( م ) : ( المعلم ) وما أثبتئاه عن « البدر الطالع » . 

)0( في ( ط ) : ( البخاري ) وما أثبتناه عن ( م ) . 


0 


ما يقع له فيه الجيد » ومع ذلك لم يسلم ممن يعاديه » بل كاد أن يفارق المدينة 
لذلك . قال : وأغلب إقامته الان بطيبة على خير وانجماع وتقلل › ونعم 
الرجل . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : وبعد المؤلف باع داره بها 
وسكن مكة ؛ وتزوج فيها ورزق بنتين » وكان انتصر للمؤلف على الشيخ جلال 
السيوطي « بالشهاب الهاوي على منشي الكاوي ثم « المنتقد اللوذعي على 
المجتهد المدعي » » وألف لسلطان الروم با يزيد بن عثمان « الدر المنظوم في 
مناقب سلطان الروم » ومدحه وغيره من أقرانه » فرتب له خمسین ديناراً في كلّ 
سنة » فتجمل بها » ومدح صاحب مكة السيد بركات بن محمد الحسني » 
فاقتصر على مدحه » وحظي عنده لبلاغته » حتى صار متنبي زمانه » ثم أصِيب 
بكثرة الأسقام في آخر عمره حتى مات رحمه الله . 

ومن نظمه الحسن هذه القصيدة العظيمة المشتملة على الفصاحة التامة 
والأمثال العجيبة وهي : [من الكامل]“: 


حُذ جانبَ العَليا ودغ ما يرك 
واجعلْ سبيلَ الذلٌ عنك بمعزل 
وامنخ مَودَتكَ الكرام فريّما 
وإذا بدث لك في عدوّك فرصةٌ 
ودع الأماني للغبيٌّ فإِنّما 
مَنّْ يقنضي سبباً بدون عزيمة 
تَعِسَتْ مُداراة العدرٌ فإنّها 





فرضى البريَةٍ غاية لا تدرك 
عزالكريم وفات مايُِسْتدرَكُ 
فافتك فإِنْ أحا العلا مَن يَنْتِكُ 
عقّبى المُنى للح داء مُهل“ 


و 


داء تحول به الجُسوم وتَوعَكٌُ 


(1) رذ فيه على مصنف السيوطي * الطاوي لدماغ السخاوي » انظر « البدر الطالع ( 07/١‏ ) . 
(5) ذكر ابن العماد ستة أبيات منها في « الشذرات » وذكر الشوكاني ثلاثة وعشرين بيتاً منها في 


« البدر الطالع » . 


)۳( في « البدر الطالع » : « . . داء منهك » . 


لا يدرك العَلياء إلا مَنْ له 
)2 


ندث عريق لايُرام مرجب 
ذو هضبة!" لا مرتقى وڊ 
لافائلٌ”" عند الحفيظة رأيه 
فاركب سنام العزّ في طلب العُلا 
واستفرغ المجهودّ في تحصيل ما 
وإذا بابك منزلٌ فالِذبه 
وارغب بنفسِكٌ أنْ تَرَى في ساحة 


وارحل عن الأوطان لا مستعظماً 


فالحؤ ينكر ضذ مايعتاده 
ومتى تنكرت المعارف خلته 
لا خير في دار يُضَامٌ بها الفتى 
وفتى تقاضته المساعي نفسه 


فى كن حى من عداه مَك 
. 7 8 س و 
ضرث جزيلٌ في الأمور محكك 
عرزت يدين لهالألدٌ الأنْحَكُ 
لكر شجريب الزمان مُحَنَكُ 
ت 
حتام تسکے والنوى يتحرك 
فيه النفوس تكاد جنا تول تل0“ 
ودع 1 ل م ا 4 وتر وزئاه) 
يُسُقى بها الحو الكريم المرتك“ 
طا ولو عرّ المدى والمسْلك 
0 2 و 
ويميط ثوب الذل عنه ويبتك07) 
يثني العتّان عن الدّيار ويعتك0» 
وإلى سواها لا يملل ويترك 
تدا يمتها الق اء ويمعكٌ 


(۱) مرجب : معظم » والترجيب : التعظيم » اللسان ( رجب ) . 

(۲( في ( م ) : « ذو هضمة » وصوابه في ( ط ) و« البدر الطالع » . 

(۳) في ( م) و(ط) : ( ألا فاتل ) تحريف » وصوابه في « البدر الطالع » وفائل : من ( فال 
رأيه يفيل قيُلولة : أخطأ وضعف ١)‏ اللسان » ( فيل ) . 

0( في ١‏ البدر الطالع » : « حا تهلك » . 

(0) في( ط) :« . . ويترك » وما اثبتناه عن ( م ) و« البدر الطالع » . 

() المرتك : فارسي معرب › قال الجواليقي « لا أعلمه جاء في الكلام القديم » ( المعرب ) 
ص۷ . وفي ١‏ القاموس » ( رتك ) : وهو المُرْدَاسَبحْ » وهو الآنك المُحرّق أي 
الرصاص أسوده وأبيضه › ( معجم الألفاظ الفارسية المعربة ؛ ص( ١55‏ ) » واللسان 
( مرتك ) و( أنك ) . 

00 البتك : القطع . 

(A) 


1A۲ 


يعتك : من ( عَنَّك في الأرض يَعْيّك عُتوكاً : ذهب وحده ) « اللسان » ( عتك ) . 


بهراً لنفس لا تكون عزيزةً 
ولواجدٍ سبل الكرام ولم يز 
والمرء يُعذر إن سَعَى وتعذرث 
تبث يد الأيام تلقي للفتى 
لكنْ دفاتر'" قد دونها 
سميتها في القنع أعلى غارب 
وسقيثها عَلَلاً على نهل به 
عجباً لمن سر الزمان وأهله 
ولمن له فضل يمن به فلا 
حتى متى أطوي الليالي بالمُنى 
ويجول فكري في لعل وأختها 
وينالني بالتقص عمد ماله 
لا صاحبتني نفس حر لم تكن 


هل في القضية أن أرى متقابلاً 





ولها إلى طرق المعالي مل 
يغضي الجفون على القذى ويفتّك 
عنه المساعي أو ححواه المَهْلكُ 
سلما تسلمُه ي ما تملك“ 

حيناً ويطمعه الرجاء ويضحك 


عن حوضه فغدا لديها يفرك 


فخدت بذزوة عر ت تور( 


وتركثها ترضى عليه وترمك! 
يسمو على هام السّماك وَيَسْمُك0© 
والجد ينهضني وجدي يبرك 
ويحول دونهما زمان نوك 
في الفضل سهم مثل سهمي يُشرك 
ك و اعد ساني 
تزاعة فيما ينال ويترّك 
أحكي القوافي للثام وَأحْتِكُ0» 


)۱( في ( ط ) : « بهوى النفس ٠‏ تحريف وبه يكسر البيت ٠‏ وصوابه في ( م ) وه البدر الطالع ». 


(۲) رواية الشطر الثاني ذ 


في « البدر الطالع » ( سلما وتسلبه غداً ما يملك ) . 


(۴) في ( ط) : «لكن تغامره » وما أثبتناه عن ( م ) والشطر في الحالين لم يخل من كسر 


وغموض في المعنى ٠.‏ 


(4) تتورك : تعتمد على وَرْكِها » وفلان وَرَك على دابته وتورّك إذا وضع عليها وَرْكّه » . 


« اللسان »( ورك ) . 


)2( العَلَلُ : الشربة الثانية » والنّهل : أول الشّرب . ورمك : أقام في المكان . 


(0) السّماك : نجم معروف » وهما سماكان : رامح وأعزل 


)¥( الأنوك : الأحمق . 
(۸) في ( ط) ١:‏ ... في القشيّة. . 


. ويَسمّك : : يرتفع . 


» . والحَتك : من ( حَتك الرّجل يَحْتِكُ أي مشى وقارب 





وأبيت أنسجٌ من سرابيل الثنا 
أكسو بنائلةٍ تخَالَ وججوههم 
وأغوصُ عن در النظام بهم 
في کل فدم لا سليم يُرتجَى 
هلاً فتى في المجد تقصر دونه 
سَمْحٌّ على العلآت”؟ بحر في التدى 
ماتوا اة المجدٍ والعرٌ الألى 
النازلينَ من المكارم مزلا 
ونكضتٌ في خلّ أجل نوالِه 
فعلام لا ألوي رجائي عنهم 
وأرى برأي يقتضي ذو" همةٍ 
لو لم يعارضني زمان عاثر 
لله عصرٌ بت أطوي عتبه 
وأشوبه عود الصمير مغالطاً 


حلا على طول المدى لا تدْعَكُ 
باللمح“ حال المدح غيظاً ترك 
وأصوعٌ من يبر الكلام وأسْبِك 
يرضيك منه القول وهو مُرَودٌك0) 
لؤماً كثية الخير وافر حوتڭ ۳° 
مغ طول غايتها الجبال السك 
يحيا به در القريض المهْتّكُ 
كانوا بطيب ثنائهم يُسْتمسكٌ 
بجرابه يتبرل المتبرك 
وع يوه بقول يفك 
ناساً وفي جنبيّ قلبٌ كد 
لا يستقللٌَ بها اللئيم المُمْسكُ 
فيه وحظٌ حين أ: دو أشوك 
مني على تلك و د لا أحبكڭ“ 
فينيلني وعدا عايه وينسكٌ 


. ) في ( ط) :« بالمُلح حال. . . » تحريف » وما أثبتناه عن ( م‎ )١( 
. في ( م ) : « فدم لا يسلم » تحريف يُكسر به الوزن وما أثبتناه عن ( ط ) . والقدم : العبي‎ (۲) 
. م في ( ط ) : ( وافه ) وما أثبتناه عن ( م ) . والحوتك : القصير‎ 
العلآت : يُقال لبني الضرائر بنو عَلأت » وهو يستعمل في الجماعة المختلفين » وأراد‎ )5( 


(5) يعفك : لا يثبت على حديث واحد » ولا يتم واحداً حتى يأخذ في آخر غيره » « اللسان » 


( عفك ) . 


() قلب دَكدّك : غليظ » وأصل الوصف للأرض ٠‏ انظر « اللسان » ( دكك ) . 
)¥( في ( م ) : « .. . يقتضي همّة » وبه يكسر البيت » وما أثبتناه عن ( ط ) . 
(۸) الحبك : الشّد ومنه أخذ الاحتباك » وهو شد الإزار . والشطر الثانى من البيت مختل 


الوزن . 


ويطيلٌ بالتسويف في تقصيره 
لا كنت من لألي الفضائل مم 
كلا ولا كانت كرام أبوّتي 
أيضاً ولا مُنَعْتٌ من أربي بها 
إن لم أرة النسسَ عن إتيانه 
ولذ نيمث على مديحي معشراً 
وذممت دهري إذ“ غدا متغافلاً 


دهرا متو 


3( .اير ٠. 2 ٠.‏ و 
قلذت فيه الد عير نفيسسهة 


لولم يكن فيما أذمٌ لأجله 
فمتى أسمروا مكاني مثلها 
ليت المكارم لم تكن مقصودة 
قَسَماً بنفس بالزمانٍ قصيرة 
لولا اشتغالٌ الخّطب فيّ جهالة 


حلفاً ويرميني بخصم يمحكُ 
للفضل أقعل ماأروم وأترك 
أمدي إليه ولاية تتنشّك 
وأنال منه ما ينال المُذرك 
عي وصار بأهله يتحككُ 
ذمَاً بباب والمدائح تَوْقَكٌ 
وسلكته في موضع لايُسلك 
إلا معاصةة اللقام وأَفْفولك©» 
فلبئس دامكة تجيء وتدمك9؟) 
في كل ذي قدر وضيع يبك(“ 
وبحرمة الأدب التي لا تُهْنَكُ 


© وفيها : أخذ السلطان بدر رحمه الله تعالى « تريم » قسراً من السلطان 


© وفي ضحى يوم ا 5 لخميس تاسع عشر شهر ذي القعدة توفي الفقيه الفاضل 
الأديب البارع حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد 





زفق في ( م ) : « . وهوي إذا. 
00 في ( ط ) :لدت فيه الدهر» . 
2 المَرْك والفرك : البغض . 
(6) الدامكة : : الداهية يقال : 

( دمك ) 


 . . .‏ تصحيف » وما أثبتناه عن ( ط ) . 


: ( أصابتهم دامكة من دوامك الدهر أي داهية ) « اللسان» 
. والبيت مختل الوزن في شطره الأول . 


. ) ينْبِكُ : يرتفع » من قولهم ( مكان نابك » أي مرتفع ) « اللسان »( نبك‎ )٥( 





الناشري''' بمدينة زّبيد » ودّفن بمقبرة سلفه الصالح بباب سهام قريباً من آل 
مرزوق وقبر إسماعيل الجبرتي ٠‏ وكانت ولادته ثالث عشر شوال من سنة ثلاث 
وثلاثين وثمانمائة . 

وأخذ الفقه والحديث عن العلامة قاضى القضاة الطيب بن أحمد الناشري 
مصنف ١‏ الإيضاح على الحاوي » »› وعن والده”) قاضي القضاة عبد الله › 
والعلامة محمد بن أحمد حميش وغيرهم . 

وروى عن القاضي مجد الدين الشيرازي“ صاحب ١‏ القاموس » » والفقيه 
محمد بن أبي الفتح المدني . 

وأجازه شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 
صاحب « فتح الباري » وكتب له بالإجازة هو وعلماء مصر › كالشيخ زكريا 
الأنصاري » والجوجري ٠‏ والسيوطي ٠‏ وابن أبي شريف وغيرهم من علماء 
مصر » ومن الحجاز الحافظ أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي . 

وله مصنفات حسنة غريبة منها : « الأربعون التهليلية » و« مسالك التحبير 
من مسائل التكبير » » ومختصره ‏ التحبير في التكبير » و« انتهاز الفرص في 
الصيد والقنص » وكتاب النبات العظيم الشأن المسمى « حدائق الرياض 
وغوضة الفياض » » وه عجائب الغرائب وغرائب العجائب » » و البستان 
الزاهر في طبقات علماء آل ناشر )”2 » ذيل به على مؤلف قريبه » و« النعمة 
المشكورة في المسائل المنثورة » و« سالفة العذار في الشعر المذموم 
والمختار » » وله « ألفية في غريب القرآن » وغير ذلك . 


(۱) ترجمته فى «: شذرات الذهب (٩۲‏ ۱۰/ ۱۹۷ ) و« البدر الطالم ۱١۸: تر/١ (٩‏ ) . 
في : 
)۲( في ( م ) و( ط ) : ( وعن ولده ) وهو خطأ » وصوابه في سياق نسب المُترجم له » وانظر 
« الشذرات (٩‏ ۱۹۷/۱۰) . ش 
(۳) في الشذرات » ( الفيروز ابادي ) وهو ما اشتهر به صاحب « القاموس © . 
)٤(‏ اسمه في « البدر الطالع » : « البستان الزاهر في طبقات بني ناشر » . 


۱۸٦ 


حمزة» » وذلك من فتاوى علماء اليمن » وغالبه من فتيا علماء زبيد › 
رحمه الله تعالى آمين » وغالب مؤلفاته لم تبيض . 
قلت : ووقفت له على قصيدة في روي لام ألف في منافع البن ذكر فيه نيفاً 
وسبعين خاصية » وعدتها نحو الخمسين بيتاً ومنها : [من الطويل]: 
كل البِنّ لا تعدل بك تَْلاً لتتغلو به بين الأنام وتلا 
واشتهر باللطافة وكثرة الزواج ١‏ ورزق كثيراً من الأولاد مات غالبهم › 
وكان ضعيف الحال » عظيم المقدار » قوياً في نفسه والتمتع بحواسه » ولقد 
قارب المائة وهو يفتض الأبكار ويستعمل الحرارات القوية المعينة على النكاح 
تفقه به خلائق كثيرون » كإسماعيل بن إبراهيم العلوي » وأخيه أحمد »› 
والحافظ ابن الدَيْبَع*'' » وأبي البركات الناشري » وأخيه حافظ الدين عبد 
المجيد وغيرهم . 
ومن شعره في الفل الأبيض : [من الوافر]: 
زهورٌ الفلّ تنظرها ابتهاجاً نجوماً زاهراش في غِياضٍ 
وماغوّبت نججومٌ اليل لكنْ لن من السّماء إلى الرياضي 
وله فيه : [من البسيط]: 
انظز إلى الفلٌّ في الأغصان والورق ونرّه الطرف في رؤياه بالحَدّقٍ 
تزهو حديقته فخراً ب ببهجتها في رفرفي أخضر أو أبيض يق 00 
كأن خضرتها والفلّ حين بدا صل السماء رفيه أن الاق 





)1( في ( ط ) : ( الربيع ) تحريف . 
(۲) اليقق : شديد البياض ناصعه . 


AV 





ومن شعره في الأنيج : [من الوافر]: 
ومُضْفرٌ الملاءة قد جناني 
أشْبِّهٌ شامة حمرا عليه 

وله فيه : [من البسيط]: 
إذا َرَت إلى العِنْبَاء('2 تخسبه 
أو خد غانية يحمي من حَجَلٍ 

ولي في الأنيج : 
يا صح إنَّ الِب له لَذةٌ 
ووقت إتيانهلاتنسه 

ولي فيه : 
بذلتي الرّضاع للناس دَهْراً 

ولي فيه : 
اليب سلطا الا 


وريحة العاطر يزري 





ر ١‏ )00 
رَحِيق الشهدِ من رشف المُجاج 


بفضل الخمرٍ في كأس الجاع 


جاماً من التبر فيه فصن ياقوت 
أو قَرْصَ عاشقةٍ أدماه كالتوت 


تفوق لذات الفواكه والثّمار 


أذكرتني الراحة وتلك الأعلام 
وما مفجعهم ملك إلا الفطام 


وه ۳ ر الغانية 
بكل طيب وغالية 


(1) في ( ط ) : « ومُطْفرّة الملاة » ولا يستقيم وزنه . ومجاجة الشيء : عصارته . 


(5) في( ط) ٠:‏ ...إلى العنب ٠.‏ . 


AA 


سنة سبع وعشرين بعد التسعمائة 


© وفي سنة سبع وعشرين توفي الأمير مرجان الظافري”'2 ٠»‏ وتولى بعده 
الشيخ عبد الملك ب بن طاهر » وهذا مرجان هو الذي عمّر قبة العيدروس بعدن 
در مدكون معه فيه » وكانت له عقيدة كاملة وحسن ظن زائد في العيدروس 
نفع الله به . ولقد قال عندما ذُكِرت عنده كراماته قدس الله روحه : لو شئت أن 
أملي من كراماته مجلدا لأمليت . تقل ذلك العلامة ببحرق ‏ رحمه الله - فى كتابه 
« مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس » . 

وكان الأمير مرجان مشهوراً بالشجاعة والكرم ؛ متصفاً بمحاسن الأوصاف 
والشيم . ويكفي في فضله العظيم أن الفقيه بحرّق قال في وصفه : الكريم 
الأمير » المؤيد بتوفيق الله تعالى وعنايته » المسدد بحفظ الله ورعايته » الذي 
فتح الله بنور الإيمان عين بصيرته » وطهر عن سوء العقيدة باطن سريرته » 
وصار معدوداً من الأولياء لموالاته لهم باطناً وظاهراً » وحاز من بين الولاة 
والحكام من التواضع لله والرفق بالفقراء والمساكين حظاً وافراً » مرجان بن 
عبد الله الظافري لا زال على الأعداء ظاهراً » وإلى مرضاة مولاه مبادراً . 

© وفيها : طلب الشيخ عبد الله بن طاهر جدي الشيخ عبد الله العيدروس 
إلى عدن المحروس ٠‏ فسار إليه من بلدة تريم » وأقام عنده مدة نحو ست سنين 
على غاية التعظيم » ثم رجع إلى تريم سنة ثلاث وثلاثين 


010( ترجمته في ! شذرات الذهب 710/١١ (٩‏ ) , 


۱۸۹ 





© وفي سنة ثمان وعشرين توفي العلامة محمد بن أسعد جلال الدين 
الصديق الدّواني'' 2‏ بفتح المهملة وتخفيف النون نسبة لقرية من كازرون - 
الكازروني”" الشافعي القاضي بإقليم فارس » والمذكور بالعلم الكثير . 

وممن أخذ عنه المحيوي اللآري › وحسن بن البقّال . وتقدم في العلوم 
سيّما العقليات » وأخذ عنه آهل تلك النواحي وارتحلوا إليه من الروم وخراسان 
وما وراء النهر . 

ذكره السخاوي في «ضوئه» قال : وسمعت الثناء عليه من جماعة ممن أخذ 
عنى » فاستقره السلطان يعقوب فى القضاء » وصنف الكثير » من ذلك : 
« شرح على شرح التجريد » للطوسي عم الانتفاعٌ به » وكذا كتب على 
« العضدي » مع فصاحة وبلاغة وصلاح وتواضع » وهو الان في سنة تسع 
وتسعين حي ابن بضع وسبعين . انتهى . ١‏ 

© وفيها : سئل الحكيم بدر الدين محمد بن محمد القوصوني بما 
صورته : ما قولكم ‏ رضي الله عنكم ونفع بعلومكم المسلمين ‏ في القهوة › 
هل استعمالها مضرٌ أم نافع؟ وهل طبعها الحرارة أم البرودة أم اليبوسة أم 
الرطوبة؟ وإذا قلتم بأن استعمالها نافعٌ فما القدر النافع منها وما المضرٌ؟ وهل 
الإكثار منها ضار أم لا؟ وهل فيها تقوية للباه أم لا؟ وهل استعمالها على الشبع 
مضر أم نافع ؟ وكذلك استعمالها على الجوع هل هو مض آم نافع؟ وهل فيها 


000 ترجمته في « الضوء اللامع »© ( ۱۳۳/٤‏ ) و« شذرات الذهب » ( ۲۲۱/۱۰ ) وه البدر 
الطالع 17١/7506‏ ) . 
(۲) في( ط) :« الكاروني » وهوخطأ . 


هضم؟ وهل استعمالها حارة أولى من استعمالها فاترة أم عكسه؟ وهل يضاف 
إليها شيء من الأشياء عند طبخها أم لا؟ أفتونا مأجورين ٠‏ أثابكم الله الجنة . 

فأجاب : الحمد لله » لم أجد ذكراً للبن فضلاً عن القهوة في شيء من كتب 
الطّبٌّ التي طالعتها واطلعت عليها ء والذي نتكلم فيه الآن إنما هو بحسب 
ما ظهر لنا من آثارها بطريق التجربة » فأما هل استعمالها مضرٌ أم لا » فنقول : 
إله ليس يمكننا الحكم على دواء من الأدوية بأنه نافع مطلقاً » ولا بأنه ضار 
مطلقاً في كلّ حال » > بل إن أثبتنا له نفعاً في بعض الأحوال فلا ينافي ذلك أن 
يكون له مضرة في حالة أخرى » وأن يكون غيره أن منه في تلك الحال » 
ونوضح ذلك بمثال فنقول : الدرياق الفاروق قد أجمع الأطباء أنه أعظم 
الأدوية » ومع ذلك لا يمكن أن يقال بنفعه مطلقاً وفي كل حال » > بل بعض 
الأدوية المبردة كبزر قطونا للمحموم مثلاً أنفع منه بكثير ٠‏ فبقي أن يقال : إِنَّ إن 
القهوة كغيرها من الأدوية لها نفع في بعض الأحوال . 

فأما طبع القهوة › فنقول : إن في الكيفيتين الفاعلتين - أعني الحرارة 
والبرودة ‏ فالظاهر أنها معتدلة ومائلة إلى البرد قليلاً » ولا يبعد أن يكون لها 
جزء حار به يكون الهضم ونحوه من أفعالها » فإن كثيراً من الأدوية كذلك » 
وأما في الكيفيتين المنفعلتين فتجدها مائلة إلى جانب اليبس ؛ لأنا نجدها 
تجفف الأبدان وتغيّر أصحاب الأمراض اليابسة . 

وأما القدر النافع منها » فهو مختلف بحسب مزاج مستعملها . 

وأما هل الإكثار منها مض ؟ فقد قال الأطباء : إِنَّ كل كثرة عدو للطبيعة ٠‏ 
ولا شك أن الإكثار من القهوة مضو خصوصاً بذوي الأمزجة اليابسة . 

وأما هل فيها تقوية للباه؟ نشوا ذا يمد ذلك بواسلة تجفيها للرطوبات 
المرطبة للأعصاب فيكون ذلك بطريق العرض 

وأما هل استعمالها على الشيع مضيٌ؟ فقول : قد نهى الأطاء عن استعمال 
سائر المشروبات عقيب استعمال الغذاء ؛ لما يفجج الغذاء وينفذه قبل 


۱۹۱ 


انهضامه » لكن القليل من المشروبات خصوصاً المعينة على الهضم كالقهوة 
ونحوها نافعة بشرط أن لا يبلغ إلى حد تنفذ الغذاء إلى فجاجته » وأولى 
ما استعملت القهوة بعد أخذ الغذاء في حالة الانهضام . فأما على الجوع 
فمجففة تنفع أصحاب الأمزجة الباردة الرطبة » وتغير المهزولين ويابسي 
الأمزجة . واستعمالها فاترة أولى لأنها حيتئذ تكون ألذ طعماً وأقوى على 
النفوذ . 

وأما هل أنه يضاف إليها دواء عند الطبخ؟ فنقول : لا يبعد''2 أن يُضاف 
إليها أدوية مصلحة لمزاجها مقوية لأفعالها » لكن تخرج عن كونها قهوة وتدخل 
في جملة الأدوية النافعة . ولكن الأولى أن يضاف إليها شيء من السكر أو 
العسل لباردي المزاج ليعين ذلك على نفوذها » والله أعلم . قاله بدر الدين 
محمد القوصوني في المحرم سنة ٩۲۸‏ ه . 


. في(ط):«لايتعذر»‎ )١( 


14۲ 


سنة تسع وعشرين بعد التسعمائة 


© وفي سنة تسع وعشرين توفي الفقيه العلامة شهاب الدين أحمد بن الفقيه 
عبد الله بن عبد الرحمن بالحاج با فضل”'' » وكان مولده يوم الجمعة خامس 
شوال من سنة سبع وسبعين وثمانمائة » وتفقه بأبيه » وبالفقيه محمد بن أحمد 
فضل » وأخذ عن قاضي القضاة العلامة يوسف بن يونس المقري » والقاضي 
أحمد بن عمر المزجد وغيرهما » وبرع وتميز وتصدر للإفتاء والتدريس في 
زمان والده » وكان متولياً الإعادة في درس الجامع في زمان والده » ولما مات 
والده خلفه وصار [في]7"' عين المكان . 

وكان فقيهاً فاضلاً › حسن الاستنباط » قوي الذهن » شريف النفس › 
وكان والده يعظمه ويثني عليه ويشير إليه بالمعرفة في الفقه . وحجّ مراراً ء 
واجتمع في حجته الأخيرة بالشيخ العالم الصالح محمد بن عراق » وكان من 
رجال الطريق ومشايخ التحقيق » فصحبه ولازمه وتسلك على يده . 

وكان سخياً كثير الصدقة وفعل المعروف » محباً للصالحين والفقراء » 
حسن العقيدة فيهم » كثير المواصلة لهم » مواظباً على الطاعة . ولم يزل على 
ذلك حتى استشهد في معركة الكفار لما دخل الإفرنج الشحر وقتلوا الأمير 
مطران وغيره وأسروا ونهبوا »> وذلك بعد فجر يوم الجمعة عاشر شهر ربيع 
الثاني من السنة المذكورة » ودفن عند والده » رحمهما الله تعالى ونفع بهما 
آمين آمين . 

وله من التصانيف : « نكت على روض المقري » في مجلدين لطيفين » وله 





. ) ۱7۰/1 ( والأعلام‎ ) 55-٠ (» ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 
. ) زهة ما بين قوسين زيادة من ( ط‎ 


¥ 3# ال الساة 
نور السافر ۹۳ 





« نكت على الإرشاد » في مجلدين لطيفين أيضاً » وهو تصنيف حسن في 
باب مفيد جداً » وله أيضاً كتاب « مشكاة الأنوار » وهو غاية الحسن كثير 
النفع » وكفاه شرفاً أن مؤلفه قال في وصفه في أثناء وصيته : وعليك بالأوراد 
التي علقتها في كراريس سميتها « مشكاة الأنوار » عليك بها » عليك بها › فإني 
ضمنتها والله الاسم الأعظم الذي هو إكسير الأولياء » ولكن لا يظهر إلا 
بالمداومة مع الصيانة والديانة والعفة والسلامة من الوقوع في الشبهات 
والشهوات » عليك بحفظ ما فيها عن ظهر القلب . وله وصية مختصرة . 

ومن كلامه : « من كان همّه المعالف فاتته المعارف » . 

وكان يعظم السادة الأشراف آل با علوي جداً . وحُكِيّ عنه أنه قال : طفت 
كثيراً من البلدان كمكة المعظمة والمدينة المشرفة واليمن الأنيس وغيرها › 
ونظرت كثيراً من الحجاج ممن يفدٌ إلى بيت الله الحرام من أطراف البلاد وسائر 
الآفاق » وسألت غير واحد من الثقات فما ذكروا لي ولا وجذت في الأشراف 
مثل آل با علوي وطريقتهم في الاستقامة والاتباع للكتاب والسئّة . 

ومما كتب به إلى بعض السادة آل با علوي من جملة مكتوب ما صورته : 
« فأنتم أهل الفضل والإحسان » ومعدن سر النبرّة والفضائل والفتوة » قليلكم 
كثير » حقيركم جليل » ضعيفكم قوي » مسكينكم غني » ولكن أكثرهم 
لا يعلمون . أوصاف غيركم طارئة » وكمالاتكم ذاتية . كيف يبلغ شأو الذات 
فضيلة الصفات » هذا إن صحت . كيف وقد ساق الله لكم الكمالين ؟! نعوذ 


بالله من الجهل بمعرفة حقكم » . انتهى . 


.') في ( ط )  :‏ وله » ولا يستقيم به السياق . 


14۹٤ 


سنة ثلاثين بعد التسعمائة 

© في فجر يوم الأحد سلخ”'2 شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وتسعمائة توفي 
الشيخ الإمام شيخ الإسلام العلامة » ذو التصانيف المفيدة والفتاوى السديدة » 
المجمع على جلالته وتحريه وورعه » أقضى قضاة المسلمين ١‏ أوحد عباد الله 
الصالحين › صفي الدين أبو الشرور القاضي أحمد”'' بن عمر بن محمد بن عبد 
الرحمن بن القاضي يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن حسان بن الملك 
سيف بن ذي يزن”" المذحجي السّيفي المُرادي » شهاب الدين الشهير بالجُرجّد 
- بميم مضمومة ثم زاء مفتوحة ثم جيم مشددة مفتوحة ودال مهملة آخر الحروف 
- الشافعي . الرّبيدي ببلده بيد » وصّليَ عليه بجامعها الكبير » ودفن بباب 
سهام » وقبره قلي تربة الشيخ علي أفلح » ولم يخلف بعده مثله رحمه الله 
تعالى ونفعنا بسرّه وسرٌ علومه . ورثاه جماعة من أكابر العلماء والأدباء من 
تلامذته ومعاصريه » وعظم الأسف عليه › وكان من العلماء المشهورين › 
وبقية الفقهاء المذكورين » وأحد المحققين المعتمدين المرجوع إليهم في 
النوازل المعضلة والحوادث المشكلة » وكان على الغاية من التمكن فى مراتب 
العلوم الإسلامية من الأصول والفروع وعلوم الأدب . وذكروا له كراماتٍ . 

وهو الذي أفتى بحلية البن والقهوة . 

وُلِدَ رحمه الله تعالى سنة سبع وأربعين وثمانمائة بجهة قرية الزيدية؟) ونشأ 





000( لم ترد اللفظة في ( ط ) ووردت في ( م ) فقط . 
00 سرجه في الكسواكسب السسائرة » (114-117/5) وه شذرات الذهب» 
(TY 1°)‏ 7 
)۳( ذكر صاحب الشذرات بعض أجداد المترجم له : ثم قال : وينسب إلى سيف بن ذي يزن وهو 
الأقرب للصواب . 
)£( في ( ط ) : « الزبيدية » وما أثبتناه عن ( م ) وه الشذرات 380/1١١ (٩‏ ) . 


1۹0 





بها » وحفظ « جامع المختصرات » » ثم اشتغل فيها على أبي القاسم بن 
محمد بن مريفد » ثم انتقل إلى بيت الفقيه ابن جيل »› فأخذ فيها على شيخ 
الإسلام إبراهيم بن أبي القاسم جعمان » والظاهر بن أحمد بن عمر جعمان › 
وأخذ أيضاً عن القاضي عبد الله بن الطيب الناشري . وقال تلميذه شمس الدين 
من أحد قط كما كانت تدخلني بين يدي إبراهيم المذكور . انتهى . 

ثم ارتحل إلى زّبيد واشتغل فيها بالفقه على العلامة أبي حفص عمر الفتى › 
الأصول عن السيفكى“ والجبائى » والحديث عن الحافظ يحيى العامري › 
وعن الصديق الطيب المطيب » والحساب والفرائض عن موفق الدّين 
الناشري » والعلامة الحسين الصباحي بتعز وغيرهم . وبرع في علوم كثيرة 
وتميز في الفقه حتى كان فيه أوحد وقته . 

ومن مصنفاته المشهورة في الفقه : « العباب المحيط بمعظم نصوص 
الشافعي والأصحاب » وهو كاسمه وكما وصفه جامعه رحمه الله إذ قال :[من 
الوافر]: 





ألآ إن اباب أجل فر 
كتاث قد تَعبِتٌ عليه دهْراً 
وقَوَبْتٌ القصيّ لطالبيه 
وعُضْتُ على الخبايا في الزَّوايا 
وكم قد رضت فيه جيادٌ فكري 
إلى أن بلغ الرّحمن منه 
فدونك كنز علم لت تلقى 


منّ الكُتب القديمة والجديدة 
وخضتٌ لجمعه كُتباًعديدة 
وقد كانت مسافته بعيدة 
فهاهي فيه بارزةٌ عتيدة 
وموّث لي به مدڏمديدة 


مرادي من مواهبه المديذدة 


مدى الأزمانٍ فى الدّنيا مديده 


1( في ( ط ) : « السفيكي » وما أثبتناه عن ( م ) وهو في ١‏ الشذرات »  :‏ الشيفكي » . 


وق بجميع مافيه فإلي منخث العلم فيه مستفيدة 
إلهي اجعله لي دُخْراً وضاعفْ ثوابي من عَطاياك الحميدة 
وجذ بقبوله واجعلْ جزائي رضاك وجئّة الخلد المشيدة 
بجاء محتّدٍ خير البرايا ومنقذهم من الكرّب الشديدة 
وصلٌ سلما أبداً عليه وعم جميعٌ عتريه السَّعيده 


وهو على أسلوب ١‏ الروض » جمع فيه مسائل « الروض » ومسائل 
« التجريد » وهو كتاب عظيم جامع لأكثر أقوال الإمام الشافعي وأصحابه » 
وأبحاث المتأخرين منهم › > على الغاية من جزالة اللفظ وحسن التقسيم . ولقد 
اشتهر هذا الكتاب في الآفاق » ووقع على حسنه ونفاسته الإجماع والاتفاق » 
وكثر اعتناء الناس بشأنه > وانتفاع الطلبة به » واغتباطهم ببيانه » واعتناء غير 
واحد من علماء الإسلام بشرحه . كالعارف شيخ الإسلام أبي الحسن البكري » 
فإنه شرحه بشرحين صغير وكبير » كتب الصغير أولاً وجعله أصلاً » وميّز فيه 
ممن من الفح بخطوط سود » ثم كتب على الحواشي زيادات كثيرة وميزها 

عن الشرح الأول » وذكر أن ما دونها شرح صغير » وأنها مع الشرح الصغير 
شرح كبير . 

قالوا : وخط الشارح على غاية من الصعوبة » بحيث عجز أكثر أصحابه عن 
استخراج خطه » واستمر الشرح في المسودة لتلك الصعوبة » ثم تصدى بعض 
الطلبة لتبييض الشرحين المذكورين » فبيَضَ حتى وصل إلى نحو ثلث الشرح » 
وانتهى ذلك إلى نحو من تسعين جزءاً . 

وكذا شرحه شيخ الإسلام أحمد بن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى إلا أنه لم 
يتم » بل قارب ثلث الكتاب فيما أظن . نعم ؛ عيب عليه فيه قوله « خلافاً 
للشيخين » في مواضع متعددة » وقد.تقرر أن الذي عليه الفتوى الآن في مذهب 
الإمام الشافعي هو ما اتفق عليه الشيخان الرافعي والنووي . فإن اختلفا 
فالنووي » لأنه متعم » ربما ظهر له ماخفي على الأول إلا ما اتفق 
المتأخرون قاطبة على اله سهو أو غاط » وماعداه لا عيرة يمن خان ف 


14۹۷ 





نه على ذلك خاتمة المتأخرين شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي 
رحمه الله تعالى » وذكر أن هذا هو ما أخذه عن مشايخه وهم عن مشايخهم 
وهكذا . انتهى والله أعلم . وهو في مجلد ضخم . 
ومنها « تجريد الزوائد وتقريب الفرائد » في مجلدين . جمع فيه الفروع 
الزائدة على الروضة غالباً . وكتاب « تحفة الطلاب ومنظومة الإرشاد » في 
خمسة آلاف وثمانمائة وأربعين بيتاً > وزاد على الإرشاد كثيراً من المسائل 
والقيود » ونظم أوائله إلى الرهن » في مدة طويلة » ثم مكث نحو خمس 
عشرة سنة » ثم شرع في تتمته فكمله في أقل من سنة . 
وفتاوى جمعها ولده القاضي العلامة بركة المسلمين حسين بن أحمد 
المُرّجّد » ثم جمعها ابن النقيب وزاد فيها من تفقهاته ما لا غنى عنه . وله غير 
ذلك . 
وتفقه به خلائق كثيرون منهم : أبو العباس الطنبذاوي » وشيخ الإسلام ابن 
زياد » والحافظ الدَّيْبع » والعلامة محمد بن عمر بحرّق » وصالح النماري › 
وغيرهم من أكابر الأعيان واختلاف أجناس الطلبة من جهات شتى 
وله شعر حسن ومنه في الحصن الحصين : [من الوافر]: 
إذا مسا خفتَ مسن نوب القتساء فلازم عذة الحصي الحصينٍ 
ا سريعاً بالتخلّص عن يقينٍ 
جوَبئُها فوجذتُ فيها أمانً الخائفين من المنُونٍ 
رھ ا دل ابتار وتفريجٌ عن القلب الحزينٍ 
مله : [من البسيط]: 
لا تصحب المَرْءَ إلا في استكانته تلقاه سَهْلاً أديياًليِّنَ العُودٍ 
واحذزة إن كانت الأيَامْ دولتَةٌ لعل يُولِيِكَ خُلقاً غير محمودٍ 
فإنه في مهاو من تَخَطريه لايَرْعَرِي لك إن عَادى وإن عُودي 
وق لأيّامه اللأتي قد الْصَرَّمَثْ ‏ بال عُْودِي علينا مَرَةَ ودي 


4۹۸ 


ومنه : [من الخفيف]: 
فلت للقَفر أينَ أت مقي قال لي في محابر العُلماءِ 
إن بيني وبينهسم لإخاء وعزييرٌ علي قط الإخاء 

وكان ينظم في اليوم الواحد نحو ثمانين بيتاً مع القيود والاحترازات . وله 
ثية عظيمة في شيخه عمر الفتى . 

قال حفيده شيخ الإسلام قاضي قضاة الأنام أبو الفتح بن حسين المُرّجّد 
رحمه الله تعالى : كان جََدَي رحمه الله تعالى شرح « جامع المختصرات » 
للنسائي في ست مجلدات ٠‏ ثم لما راه لم يستوف ما حواه الجامع المذكور من 
الجمع والخلاف ألقاه في الماء فأعدمه . والله المستعان . 

قال علامة العصر ومفتيه أحمد بن عبد الرحمن الناشري أبقاه الله تعالى : 
كان القاضي المشار إليه إذا سئم من القراءة والمطالعة استدعى بمقامات 
الحريري فيطالع فيها ويسميها طبق الحلوى ی . وولي قضاء عدن ثم قضاء رَبيد › 
وباشر ذلك بعفة وديانة » وطالت مدته فيها . 

وحُكي أنه لما جاء إلى زّبيد وأتي إليه بمعلومها قال : جئنا من عدن إلى 
عدم » وكأنه ‏ والله أعلم ‏ كان غيرٌ راض بهذه المرتبة لما فيها من الخطر 
العظيم ٠‏ وذلك لكمال ورعه واحتياطه في دينه واستحقاره لزهرة النيا » 
ومنصبها . 

وح على حانب عثيم من الذين » تى قال بعضهم في عصره : لو جاز 
أن يبعت الله نبياً في عصرنا لكان أحمد المُرّجّد هو ذلك النبي . 

قال النماري : ولما دخلت عليه وشرعت في قراءة « العباب » لديه أخذتني 
من دهشة الهيبة والعظمة ما منعني استيفاء ما كنت آلفه من الانبساط”“ في حال 
القراءة » ففهم ذلك مني » وأخذ يباسطني بذكر بلدي » وأن منها الشاعر 





. ) في( م) :«الاستنباط » تحريف وصوابه في ( ط‎ )١( 


۱۹۹ 


الفلاني الذي قال في قصيدته ما هو كيت وكيت » حتى زال عني ذلك الدهش › 
وثابَث إلى نفسي . ظ 

قلت : والهيبة من علامات الأولياء » ولا يعزب عنك ما مر قريباً من أنه - 
أي المُرّجّد ‏ قال : ما دخلتني هيبة قط كما كانت تدخلني بين يدي الفقيه 
إبراهيم يعني شيخه إبراهيم بن أبي القاسم جعمان » وبذلك يعلم أنه من 
وفقه الله ليعظم شيخه قيْض الله له من يعظمه من الاخذين عنه . 

وكان رحمه الله تعالى ملازماً للعزلة والعبادة وتلاوة القرآن والدّفع بالتي هي 
أحسن » ويشهد له بذلك قوله من قصيدة : [من الوافر]: 
فلازمْ كسر بيتك فهو أدعى لبعدك عن قبيح الإعتيادٍ 
وسامخ أهلّ عصرك واعفٌ عنهم وش مستأنسا بالإنفراو 
وقل أقرضتكم عرضي جميعاً | وقد أبرأتكم يوم المعاد 
لكم حى على ولا أرى لي حقوقاً عندكم هذا اعتقادي 
لأني عبد سوء ذو عيوب بُصاحځ عليّ في سُوق الكُسَادٍ 

وقال النماري : كان شيخنا المذكور أوقاته مرتبة » يجعل أواخر الليل 
وأول النهار لدرس القرآن » ثم يشتغل بما له من أوراد ثم بالتفسير ثم بالفقه › 
ثم يخرج إلى الحكم إلى وقت الظهر » ثم يقيل » ثم يشتغل بالإحياء للغزالي 
ونحوه من كتب الرقائق » وفي أواخر النهار ينظر في التواريخ » إلى أن يخرج 
لمجلس الحكم بعد صلاة العصر » لأنه كان يجلس للحكم في اليوم مرتين . 

قال الشيخ جار الله بن فهد : انتفع به الناس وأخذ عنه الطلبة » واستمر على 
عظمته ووجاهته حتى مات في دولة الأروام رحمه الله تعالى » انتهى . 

وحكى تلميذه العبد الصالح العلامة المفنن محمد بحرّق قال : « رأيت 
النبي يي في المنام في ثغر عدن وقت السحر » وبيده الكريمة كتاب يطالع 
فيه » قال : فقلت له : ألك اطلاع يا رسول الله على تصانيف أمتك؟ قال : 
نعم . فقلت : ما تقول في عقيدة إحياء علوم الدين؟ قال : لا بأس بها . 


Ya» 


فقلت : هل لك اطلاع على تصانيفهم الفقهية؟ قال : نعم » ولم أر أجزل عبارة 
من إمام الحرمين » وما رأيت مثل مجموع لأبي السرور الذي ضمنه « الروض » 
وزاد عليه باقي مسائل المذهب . فوقع ببالي أن المجموع المذكور هو 
« العباب » انتهى . 

وكان بينه وبين سيدي الشيخ القطب شمس الشموس أبي بكر بن عبد الله 
العيدروس اتحاد كلي » ولكل منهما إلى الآخر ميل قلبي » وكانت بينهما محبة 
ومكاتبات ومواصلات ومراسلات » ومدح هو العيدروس بقصيدة سبقت في 
ترجمته » وفيه أيضا يقول العيدروس نفع الله به : [من الطويل]: 


سام كول عم ف بي الكون ساجمّه تفتّح عن نور الكمام ماسم 


سلامٌ يفوق المِسْكٌ في نشر عطره 
على السّد الحبر العليم شهابتا 
له في سلو الدّين أوضح منهج 
لكل زمان عالم بفتدى به 
بمجلسه تجلى العلوم ويَهَْدِي 
يفك عريص المُشكلات دراية 


وفيه يقول أيضاً من قصيدة له أخرى 


شهاث العلا غوت المّلا هو أحمدُ 
فيومٌ له في العلم والفضل والحجى 


وفي العلم يَمٌ لم يزل مُتلاطماً 


ويُزري بذوق الشهدٍ في في طاعمُة 
نواوي العلا مفتي الرّمانِ وحاكمُة 
له من فنونٍ الوم أوفى مقاسمة 
وهذا زمانٌ أنت لا شك عالجُة 
به كل حبر ليت من هو مُلازمُُ 
بديهته تبسدي خفيّ مكارمة 


: [من الطويل]: 


وقاضي ا 
بج عن الإحصاء ا والحصر 


ومناقبه كثيرة » وترجمته طويلة كبيرة » وقد أفردها بالتصنيف حفيده 
القاضي أبو الفتح بن الحسين المُرّجّد في جزء لطيف سماه « منية الأحباب فى 


مناقب صاحب العباب » . 





)01( في ( ط) و(م) : 9 سلام كوبل عم ساجمه ٩‏ ولا يستقيم معه الوزن ١‏ ولعل الصواب 


ما أثبتناه . 


وإذا تأملت ما أسلفناه عنه من الأخبار الجميلة والسير الحميدة » علمت أنه 
من العلماء الأخيار الأبرار » ولا ينافى ذلك ما كان متلبساً به من القضاء 
ونحوه » فقد ابتلي بمثل ذلك غير واحد من العلماء الصلحاء » كشيخ الإسلام 
تقي الدين السبكي › وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري . وحسبك أن العيدروس 
- نفع الله به - وصفه بهذه الأوصاف الجليلة والنعوت الجميلة » وإذا وقع من 
مثل هذا الرجل فيه مثل هذا القول » فقد أغنى ثناؤه عن كل وصف › والشهادة 
منه خير من شهادة ألف ألف . 

وكان لصاحب الترجمة أربعة أولاد : علي والحسن والحسين وعبد 
الرحمن » وكل منهم أفتى في حياة أبيه » ومات منهم اثنان في حياة أبيهما 
وهما : عبد الرحمن وحسن » ورثاهما وحزن عليهما » فوفاة حسن سنة تسع 
وتسعمائة » ووفاة عبد الرحمن سنة إحدى عشرة وتسعمائة . 

© وفيها : في ليلة العشرين من شعبان توفي الشيخ الإمام البارع النحوي 
اللغوي . الأديب المفنن » القاضي جمال الدين محمد" بن عمر بن مبارك بن 
عبد الله بن علي الحميري الحضرمي الشافعي الشهير ببحرّق ‏ بحاء مهملة بعد 
الموحدة ثم راء مفتوحة بعدها قاف -. ٠‏ 

وكان من العلماء الراسخين » والأئمة المتبحرين » اشتغل بالعلوم » وتفنن 
بالمنطوق منها والمفهوم » وتمهر في المنثور والمنظوم » وكانت له اليد 
الطولى في جميع العلوم » وصنف في كثير من الفنون كالحديث والتصوف. 
والنحو والصرف والحساب والطب والأدب والفلك وغير ذلك . وما رأيت 
أحداً من علماء حضرموت أحسن ولا أوجز عبارة منه » وله نظم حسن » وهو 
أحد من جمع بين ديباجتي النظم والتثر » فنثره منثور الرياض جاد بها 
السحائب » ونظمه منظوم العقود زانتها النحور والترائب . [من البسيط]: 
إِنْ شاء أنشأ نفراً رائعاً وكذا إن وذ أنشد نظماً يشب هالذّررا 


)؟551-1755/1١١( و«شذرات الذهب»‎ )١0١5-767/0( ترجمته في «الضوء اللامع»‎ )١( 
.)۳۱٣۔۳۱١‎ /5( و«الأعلام»‎ 


وهو الذي يقول هذه الأبيات مجيباً لبعض الفضلاء الممتحنين له من أهل 


زمانه : [من الكامل]: 

يامَنْ أجاد غداةً أنشد مقولا 
إن كنت ممتحني بذاك فإنني 
وإذا تبادرت الجياد بحلبة 
قَسَمآً بآيات البديع وماحوى 
لو كنت مفتخراً بنظم قصيدة 
من كل قافيةٍ يروق سماعُها 
ويرى لبي في بليدٍ قلبه 
وعلى جرير نجرّ مطرف تيهنا 
ولشن تنبا ابن الحسي.0© فإنني 
أظننت أن الشّعرّ يصعب صؤغه 
أبدي العٌجاب إذا برزت مفاخراً 
وأرى من الجرم العظيم خريدة 
ما كنت أحسب عقرباً تحتكٌ بال 
وأنا الغريب وأنت ذاك وبيننا 


وأفاد من إحسانه وتفصّلا 
لست الهيوبة حيث ما قيل انزلا 
يوم الشّزال رأيت طرفي أولا 
لبنيت في هام المجرّة ملزلا 
وتعيد سحبان الفصاحة باقِلا 
حصراً وينقلب الفرزدق أخطلا 
ومهلهلاً يُنديه نسج مهلهلا 
سأكون في تلك الصناعة مُرْسّلا 
عندي وقد أضحى لدي مُذللا 
أو مادحا لقره" أو متغ زلا 
عمّين يُساوم بَخُسها متبذلا 
حسناء تهدى للئيم وتجتلى 
أفعئ ولا هبّعاً يزاحة FE‏ 
رحم يحِقُ لمثلها أن توصلا 


ولقد أجاد فيها كلّ الإجادة ولله ده » ولا يبعد أن براعته في الشعر لمعنى 





. ) ابن الحسين : هو أحمد بن الحسين أبو الطيب المتنبى » الشاعر المشهور ت( 14 0ه‎ )١( 

(۲) في ( ط ٠)‏ أو مادحاً للقوم. . . » وما أثبتناه عن ( م ) والقرم من الرجال : السيد المعظم . 

۳( في ( ط ) : ١‏ ولا هيفا » وهو خطأء وصوابه في ( م ) » والهُبَعُ : ما نتج في الصيف › 
وسمي هُبَعا لأنه يهبع إذا مشئ » أي يمد عنقه ويتكاره ليدرك أمه . والبزل : بجمع بازل من 
« بزل البعير يبرل بُرولاً إذا فطر نابه أي انشق » وذلك في السنة التاسعة » ١‏ اللسان » 


( بزل ). 


أرثى من إمامه الشافعى رضى الله عنه » فقد حكى عنه من ذلك الكثير » وكان 
من فحول الشعراء وهو الذي يقول7١)‏ : [من الوافر]: 
أ ولولاً الشّعْيٌ بالعلماءيُزري لكنث اليو أشعرَ من لبيك 


© فائدة : 
ذكر الإمام فخر الدين الدّازي رحمه الله في كتابه « مناقب الإمام الشافعي 
رضى الله عنه » قبل ذكر الأشعار المنقولة عن الشّافعي مقدمة وهي : أن إنشاء 
الشعر وإنشاده غير مذموم » والدَلِيلُ عليه النَصصُ والمعقولٌ . 
أما النّمِنُ : فما رُوِيَ أن رسول الله اة استنشد من شعر أمية بن أبي الصلت 
في الذهبِي م الأولي ن من القرون لنا بصائر 
لمتقتارائِ تت مولرراً للموت ليس لهامّصادر 
وقد تلفظ عليه الصلاة والسلام بمصاريع من أبيات لبيد » منها :[من 
الطويل]: 
ألا كَل شىء ماخلا اش باطلٌ وكل نعي ملا محالة زائل 
ومنها قول طرفة : [من الطويل]: 
سَتبْدي لك الأيام ما كلت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزوّده 
وكان الصدّيق ‏ رضى الله عنه ‏ حاضراً فقال : بأبى أنت وأمي لم يقل القائل 
كذلك » بل قال : « ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد "© . 





. ط : دار النور ببيروت‎ ٠» ۳۹ البيت فى ديوان الشافعی » ص‎ )١( 
. أحاديث الشعر » للإمام الحافظ عبد الغني المقدسي‎ ١ ينظر كتاب‎ )۲( 


وأما المعقول : فالنكتة فيه ما ذكره الشافعي زضي الله عنه » وهو أن الشعر 
كلام حسنه حسن وقبيحه قببح » ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : « إن منّ 
الشعر لَحِكْمَةٌ ,00 . 


والمقصود من هذه المقدمة أن لا يقول جاهل : إل صنعة الشعر لا تليق 
بالعلماء المجتهدين » فإن ذلك جهل بالشعر » لأن الشعر إذا كان مشتملاً على 
العلم والحكمة كان أشرف الكلمات . انتهى . 

وبالجملة : فإنه كان آية من آيات الله تعالى » وكتبه تدل على غزارة علمه 
وكثرة اطلاعه » وكان غاية في التحقيق وجودة الفكر والتدقيق . 

وكان مولده في ليلة النصف من شعبان سنة تسع وستين وثمانمائة 
بحضرموت » ونشأ بها » فحفظ القرآن » ومعظم ١‏ الحاوي » و« منظومة 
البرماوي » في الأصول « وألفية النحو » بكمالها . وأخذ عن جماعة من فقهاء 
حضرموت منهم : الفقيه الصالح محمد بن أحمد با جرفيل » ثم ارتحل إلى 
عدن ولازم الإمامٌ عبد الله بن أحمد مخرمة » واشتغل عليه في الفقه وأصوله 
والعربية حتى كان جل انتفاعه به » وقرأ عليه جميع « ألفية ابن مالك » في 
الحو » وجميع « سيرة ابن هشام » وجملة صالحة من ١‏ الحاوي الصغير » في 
الفقه » وسمع عليه جملة من علوم شتى » وكذلك أخذ عن الفقيه الصالح 
محمد بن أحمد با فضل » ثم ارتحل إلى رّبيد وأخذ عن علمائها » فأخذ علم 
الحديث عن زين الدين محمد بن عبد اللطيف الشرجي » وعلم الأصول عن 
الفقيه جمال الدين محمد بن أبي بكر الصائغ » وكذلك أخذ عنه التفسير 
والحديث والنحو » وقرأ عليه « شرح البهجة الوردية » لأبي زرعة » وأخذ 





)0( رواه البخاري رقم ( 5145 ) وأبو داود رقم ( 0٠‏ ) من حديث أبي بن كعب رضي الله 


نه . 
ورواه الترمذي رقم ( 5841 ) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . 
وذكره السخاوي في « المقاصد الحسنة ٤‏ رقم ( 0 ) وأطال الكلام عليه فليراجع . 


۰0 


أيضاً عن السيد الشريف الحسين بن عبد الرحمن الأهدل › وألبسه خرقة 
التصوف » وصحب الشيخ أبا بكر العيدروس » وأخذ عنه وانتفع به 
فعادت عليه بركته . ولما حج في سنة أربع وتسعين وثمانمائة سمع من 
الحافظ شمس الدين السخاوي . وسلك السلوك في التصوف ٠‏ وحكي عنه 


تذكر الله تعالى كلها . 

ولزم الجد والاجتهاد في العلم والعمل > وأقبل على نفع الناس إقراء وإفتاء 
ود تصنيفاً . 

وكان ‏ رحمه الله - من محاسن الدهر » له اليد الطولى في النظم والنثر 


وكان غاية في الكرم » محسناً إلى الطلبة وغيرهم » كثير الإيثار > محباً 
لأهل الخير » متصفاً بالإنصاف » رجّاعاً إلى الحق » مفضالاً جواداً سيداً › 
قوي النفس » مواظباً على أفعال الخير . وتولى القضاء بالشّخْر» فصدع 
بالحق » وحمدت أحكامه » وعزل نفسه عن القضاء » ثم عزم إلى عدن › 
وحصل له بها قبول وجاه عند أميرها مرجان » ثم لما مات مرجان عزم إلى الهند 
ووفد على السلطان مظفر » فقربه السلطان وعظمه » ولما خبر علمه وفضله زاد 
في تعظيمه وتبجيله وأنزله المنزلة التي تليق به . 

ومن تصانيفه : « تبصرة الحضرة الشاهية الأحمدية بسيرة الحضرة النبوية 
الأحمدية » » و ١‏ الأسرار النبوية في اختصار الأذكار النووية » » و « مختصر 
الترغيب والترهيب » للمنذري » وكتاب ١‏ الحديقة الأنيقة في شرح العروة 
الوثيقة » » وكتاب « عقد الدرر فى الإيمان بالقضاء والقدر » » وكتاب ١‏ العقد 
الثمين في إبطال القول بالتقبيح والتحسين » » وكتاب « الحسام المسلول على 
منتقصي أصحاب الرسول » » وكتاب ١‏ العقيدة الشافعية في شرح القصيدة 
اليافعية » » وكتاب « الحواشي المفيدة على أبيات اليافعي في العقيدة » . وذكر 
في كتابه « ترتيب السلوك » أن له على أبيات الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي 


الا 


ثلاثة شروح «بسيط » و«وسيط » و «وجيز» . و١‏ مختصر المقاصد 
الحسنة » » وكتاب ١‏ حلية البنات والبنين فيما يحتاج إليه من أمر الدين ٠‏ » 
وكتاب ١‏ ذخيرة الإخوان » المختصر من كتاب الاستغناء بالقرآن » وكتاب 
« النبذة المنتخبة من كتاب الأوائل » للعسكري » وكتاب ١‏ ترتيب السلوك إلى 
ملك الملوك » » وكتاب « متعة الأسماع بأحكام السماع » المختصر من كتاب 
« الإمتاع ٠‏ » وكتاب ١‏ النبذة المختصرة في معرفة الخصال المكفرة للذنوب 
المقدمة والمؤخرة » وكتاب ١‏ مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس » » 
وكتاب ١‏ شرح الملحة » للحريري » و« شرح لامية ابن مالك » في التصريف › 
على ١‏ لامية العجم » » وله أيضاً رسالة فى الحساب ورسالة فى الفلك » 
وبالجملة : فمحاسنه كثيرة وفضائله شهيرة . ومن مقاطيعه : [من الخفيف]: 
أنا في سلوةٍ على كلّ حال إن أتاني الحبيب أو إِنْ أباني 
أغنم الول إن دنا في أمانٍ وإذا مانأى أعِشسْنُ بالأمانى 
وله أيضاً : [من الطويل] 
لن بلغ الزوّار جيف منئ ما وأمناً برمي الجمرٍ من لَهِبٍ الجمر 
٩‏ ° ۰ م" ± م : 
فبالمنحنى من أضلعي والعقيق من دموعي على التشريق شاركت في الأجر”") 
وذكره السخاوي في « ضوئه » قال : وصاهر صاحبنا حمزة الناشري على 
ابنته وأولدها » وتولع بالنظم » ومدح عامر بن عبد الوهاب حين شرع في بناء 
مدارس بزبيد والنظر فيها » وكان من أولها فيما أنشدنيه حين لقيه بمكة وأخذه 
عليّ » وكان قدومه ليلة الصعود » فحج حجة الإسلام » وأقام قليلاً ثم رجع : 
[من الطويل]: 





دلق في ( م ) : ١‏ على التسويف شاركت . . . » . 


أبى الله إلا أن تحور المَففاخحرا فسمّاك من بين البريّةٍعامرا 
عَمَرْتَ رُسومٌ الدّين بعد دروسها فأحييت آثار الإله الدواثرا 
فأنت صلا الدين لاشكٌ هذه شواهده تبدو عليك ظواهِرا 

قال : وكذلك أنشدني مما امتدح به المشار إليه بيتاً هو عشر كلمات وهو : 
أيدت دينك يارب العلا أبداً بناصر لملوك الأرض قد ضهدا 
أعني به عامراً شمسَ الملوك فكَنْ نصيرّه أبداً فى كلّ ماقصّدا 
سمّيته عامراً لما أردت به صلاح دينك إرغاماً لمن جَحَدا 
انتهى . 

وكان السلطان عامر بن عبد الوهاب يراسل الشيخ حسين بن عبد الله 
العيدروس بقصائد يخبره فيها بأموره ويطلب منه الدعاء » فكان الفقيه المذكور 
يجيبه عنها . والقصائد مذكورة مع جواباتها مثبتة في كتاب الشيخ أحمد بن 
الحسين الذي صنفه في أخبار والده وهي في غاية الفصاحة والبلاغة » وأعظم 
شاهد على فضل الفقيه وما أودعه الله من السر فيه . وذكر الشيخ أحمد في 
الكتاب المذكور أنه اجتمع بالفقيه بحرق ومدحه وأطنب فيه غاية الإطناب 
فى ترجمته وهى فى غاية الجودة . 

ومن نظمه الحسن هذه القصيدة المسمطة التي امتدح بها شيخه سيدي 


3 


وارفغ ذااللشاام أو نحذ نصيبي ورزقي 


۰۸ 


) في (ط) :«حدك. 


زذني في الملام 
واشهرذا الكلام 


وسأشرب من مُدام 
مافي الحبٌ عار 
سسأخلع ذا العذار 
وأعصي مسن أشار 
من كان مستهام 
والله الع 
كورّر يانديم 
حرّك”؛ ياغلام 
سسأص وح وأققول 
وأغف هذا القول 
ماللتاس فضول 
دهم في سلام 
سأنشر في الجلوس 
في ابن العيدروس 
منفوس الوس 
طلال عمبيرة ودام 





يا عاذلي لا تبقي 
في كل غزب وشزق 
إذا هويت كل رَعْنَا 
لكل معنى ومغنضى 
الحبٌ ياصاح وأسقي 
كلا ولا فيه من باس 
وأحمله شهري على الرّاس 
وأترك رضا الناس للناس 
لاأرعوي للعصطواذل 
بجوده الكل شايل 
ين مُطربات البلابل 
الدف من كل طرقي 
عَشْفْتٌ زيدالمُسَّتَا 
من قبل إقاوأقا 
من هابهم مات عَمَا 
يسعد حد الله ويشقي 
عقgوود‏ در وعقيان 
عالي المقامات والشان 
ومنتهى كل إنسان 
لكل قق ورنق 


.0 » وما أثبتناه عن ( م ) وهو المناسب للسياق . 


وله قصيدة عظيمة سماها « العروة الوثيقة في الجمع بين الشريعة 
والحقيقة » أجاد فيها إلى الغاية وشرحها شرحاً سماها « الحديقة الأنيقة » . 
وقد مر ذكره عند مؤلفاته › وقد كتبت عليها أيضاً شرحاً مختصراً سميته 
« الحواشي الرث شيقة على العروة الوثيقة ») . 

وله هذا اللغز وقد حله أيضاً بالنثر بعده » وهو مذكور بعبارته . قال : [من 
البسيط]: 
يا متقنا كلمات النْحوٍ أجمعها حداً ونوعاً وإفراداً ومنتظمة 

ماأربع كلمات وهي أحرفها أيضاً وقد جمعتها كلها كلمة 

ثم قال : هذا في تمثيل الوقف على هاء السكت أي قولك ( كلمة ) فالكاف 
في قولك كلمه للتمثيل » واللام للجر » والميم أصلها ما الاستفهامية حذفت 
ألفها » والهاء للسكت . 

ووجدت بخطه ما صورته : [فرع] لو صدر منه لفظ محتمل للطلاق فظنه 
طلاقاً أو أفتاه جاهل بوقوع الطلاق البائن » فأقر عند الشهود أنه طلقها » أو 
أنشأ طلاقاً آخر مع اعتقاده أنها قد بانت باللفظ الأول » لم يؤاخذ بإقراره » لم 
يقع طلاقه الثاني لأنه مبني على ظن فاسد . والله أعلم . قاله محمد بن عمر 

ومن كراماته : ما حكي أنه حضر مجلس بعض الوزراء بالهند » وكان في 
ذلك المجلس رجل من السحرة ؛ فبينما هم كذلك إذ ارتفع ذلك الساحر وقعد 
في الهواء . قال : فوقع عندي من ذلك واستغثت ستغثت بالئَّبِيَ يل وأومأت إليه بفردة 
من حذائي » فما زالت تضربه إلى أن رجع إلى مكانه بالأرض 

وحكي أنه وقع بيه وبين بعض وزراء السلطان بحث » فاحتقره ذلك 
الوزير » فتعب الفقيه من ذلك فدعا عليه » فنهب بيته في ذلك اليوم » ونفد؟ 


. في( ط) وآخذ»‎ )١( 


1۰ 


جميع ما كان فيه » فجاء إلى الفقيه معتذراً ومستعطفاً ووصله بشيء » وطلب 
منه الدعاء » فحسب أنه فعل ذلك » وإذا بالخبر يأتيه من عند السلطان بالإجلال 
والتعظيم » ويرد جميع ما نهب له » وأن الذي وقع من ذلك إِنّْما كان غلطاً . 
فإنه أمر بنهب بيت غيره » فَرْدٌ جميع ما أخذ له . 

وحكي أن أمّ الفقيه كانت من جواري الشيخ عبد الله العيدروس » فيرون أن 
تلك البركة كانت فيه بسببها . 

وحكي أنه مات بالسم » وسبب ذلك أنه حظي عند السلطان إلى الغاية » 
فحسده الوزراء على ذلك ٠‏ فوقع منهم ما أوجب له الشهادة » وناهيك بها من 
سعادة . 

ومن أحسن ما قيل فيه هذا الدوبيت لبعضهم يمدحه : 
لای المعاني زيدت القاف في اسمكم وما غيّرت شيئاً إذا هي تذكدٌ 
لأنك بحر العلم والبحرٌ شأنه إذا زي فيه الشيء لا يتغْيِدٌ 

ومثله قول الآخر فيه أيضاً : [من البسيط]: 
فأنتَ بحر وقاف مالة طرف محيّدٌ إسمك المعروف مَوصوفا 
سمي خير الأنام الطّهر من مضر”“ يهناك يهناك هذا الفخيٌ تشريفا 

© وفيها : توفي الشهاب أحمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله الكناني 
الحوراني المقرىء الحنفي المغربي”"' تزيل مكة ببلده غزة » ودفن بها . وولد 
في حدود الستين وثمانمائة بغزة » ونشأ بها » فحفظ القرآن و« مجمع 
البحرين » و« طيبة النشر » وغيرهما » واشتغل بالقراءات وتميز فيها » وفهم 
العربية واشتغل فيها » وقطن مكة على خير وانجماع مع تحرز وتبجل . كذا 
ذكره السخاوي قال : وقد لازمني في الدراية والرواية » وكتبت له إجازة » 





(1) في ( ط) : « الطاهر من مضى ١‏ وهو تحريف . 
(۲) ترجمته في « الضوء اللامع ١9/١ ( ٩‏ ) و« الطبقات السّنية 701//١ ( ٩‏ ) و« شذرات 
الذهب ۲۳۷/٠١ (٩‏ ). 


51١ 





وسمعته ينشدني نظمه : [من الطويل]: 
سلامٌ على دار العُرور لأتها مكدر لذاتِها بالفجائع 
فإن جَمَعَتُ بين المحبّينَ ساعة فعمًا قليل أردفث بالموانع 
قال : ثم قدم القاهرة من البحر في رمضان سنة تسع وثمانين » وأنشدني من 
لفظه قصيدتين في الحريق والسيل الواقع بالمدينة ومكة » وكتبهما لي بخطه › 
وسافر لغزة لزيارة أمه » وأقبل عليه جماعة من أهلها . 
قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : وبعد المؤلف اجتمعت به في غزة 
قايتباي فيها ويقرىء الأبناء » مع فقره وفضله وحسن نظمه » وكتبت عله 
بعضه » وقال لي : إنه أقام بمكة ثلاث عشرة سنة وتردد إلى المدينة واليمن 
وزيلع » وأخذ عن جماعة فيها وفي القاهرة . وهو مبارك متقشف نفع الله به . 
© وفيها : توفي الشريف بركات بن محمد“ . سلطان الحجاز » والد 
واه 20 


) ۲۳۸/۱۰( و« شذرات الذهب»‎ )١4/١( ترجمته في «الكواكب السائرة»‎ )١( 
و«الأعلام»(19/5).‎ 


سنة إحدى وثلاثين بعل التسعمائة 


© وفي سنة إحدى وثلاثين عند طلوع الفجر ليلة الجمعة مستهل شهر 
رمضان توفي الشيخ العلامة عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السّنباطي القاهري 
الشافعي » ويعرف كأبيه بابن عبد الحق''' بمكة » فجهز في يومه » وصلي عليه 
عند باب الكعبة عقيب صلاة الجمعة بعد النداء له على زمزم » وشيعه خلق 
بحمل جنازته على الرؤوس وطابت برؤيتها النفوس » ودفن بالمعلاة » ورثاه 
جماعة بمراثِ مطولة منهم : تلميذه الأديب الزيني عبد اللطيف الديري 
الأزهري › وقال مضمناً لتاريخ وفاته في ثلاثة أبيات وهي : [من الطويل]: 
توفي عبد الحقٌ يوم عَروبة بمكّة عند الصّبِح بده تمامه 
قَضى عالمٌ الدّنيا كأن لم يكن بها سَقَّى الله قرا ضمّه من غمامه 
وزِدْ واحداً فوق الثلاثين مُردفاً بتسع مئين اجعله عام جمايه 

وفجع الخلق بموته » وكثر الأسف عليه . 

وبالجملة : فإنه كان بقية شيوخ الإسلام » وصفوة العلماء الأعلام » وكان 
مولده في أحد الجمادين سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بسنباط » ونشأ بها » 
فحفظ القرآن و « المنهاج الفرعي » » ثم أقدمه أبوه القاهرة في ذي القعدة سنة 
خمس وخمسين» فحفظ بها « العمدة » » و ١‏ الألفيتين » » و « الشاطبيتين » › 
و « المنهاج الأصلي »» و « تلخيص المفتاح ٠»‏ و ١‏ الجعبرية » في الفرائض » 
و ١‏ الخزرجية » . وعرض على خلق كالجلال البلقيني » والمحلي » وابن 
الهُمَام » والڏيري » وأبي الفضل المغربي ٠‏ والولي السّنباطي » والبدر 





)۷/٤٤( و« متعة الأذهان» الورقة‎ )۳۹۳۷/٤( ترجمته في «الضوء اللامع»‎ )١( 
. )۲٤۹۲٤۸/۱۰ (٩ و« شذرات الذهب‎ ) 777-77١/١ (٩ و الكواكب السائرة‎ 


1۳ 


البغدادي . وجدّ في الاشتغال فأخذ عن الأولين يسيراً » والفقه عن المناوي 
ولازمه والعبادي » ومن قبلهما عن الجلال البكري والمحيوي الطوحي . وكذا 
أخذ فيه عن الفخر فلان''2 والزين" زكريا » والجُؤجري . والأصلين عن 
التقي الشمني والحصني والأقصري والشرواني » وأصل الدين فقط عن زكريا » 
وأصل الفقه فقط عن السّنهوري » وكذا أخذ عنه وعن التفيس والتور الوراق 
والآمدي العربية » وعن الحصني والعرّ عبد السّلام البغدادي الصرف » وعن 
الشرواني والسّنهوري والتفيس المعاني والبيان » وعن الوراق والسيد علي 
الرضي الفرائض والحساب » واليسير من الفرائض فقط عن أبي الجود » وعن ٠‏ 
الشرواني قطعة من « الكشاف » وحاشيته » وعن السّيف الحنفي قطعة من 
أولهما » وبعض ١‏ البيضاوي » عن الشُّمُنى » و « شرح ألفية العراقي » بتمامه 
عن الزين قاسم الحنفي » والكثير منه عن المناوي » والقراءات بقراءته أفراد 
الغالب السبع وجمعاً إلى أثناء الأطراف عن التور الإمام وجمعاً تاماً عن ابن 
أسد » بل قرأ على الشهاب السكندري يسير النافع ؛ إلى غير هؤ"؟ء وبعضهم 
في الأخذ أكثر من بعض » وجل انتفاعه بالتقي الحصني ثم ااسمُئي » ومما 
أخذه عنه حاشيته شيته على المغني والشرواني . 

وأجاز له شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني » والبدر العيني » والعز بن 
فرات وآخرون » فأذن له غير واحد بالتدريس والإفتاء . وولي المناصب 
الجليلة في أماكن متعددة كتدريس الحديث في موضعين » ومشيخة الصوفية › 
وغير ذلك . وتصدى للإقراء بالجامع الأزهر وغيره » وكثر الآخذون عنه . 
وحجّ مع أبيه » وسمع هناك يسيراً » ثم حجّ بعده في سنة اثنتين وثمانين › 
وجاور بمكة في السّنة التي تليها » ثم بالمدينة النبوية التي تليها » ثم بمكة 
أيضاً » وأقرأ الطلبة بالمسجدين متوناً كثيرة » بل أقرأ بجانب الحجرة النبوية 


. ) هكذا وردت في ( م )و( ط ) وفي حاشيته ( كذا بالأصل‎ )١( 
٠. ) زفق في ( ط ) ۵ والدين » وما أثبتناه في ( م‎ 


511 


غير واحد من الكتب » ثم رجع فاستمر على الإقراء والإفتاء . هذا ملخص 
ما ذكره الشخاوي » قال : وهو على طريقة جميلة في التواضع والسكون 
والعقل » وفي ازدياد من الخير بحيث أنه الآن أحسن مدرسي الجامع . 

قال الشيخ جار الله بن فهد : وبعد وفاة المؤلف سنة ثلاث وتسعمائة عاد 
لمكة من الحاج » وجاور بها في السنة التي تليها » وزار المدينة وأقرأ بها عدة 
علوم » ثم رجع مع الحاج » وأقام بالقاهرة يدرس الفقه والحديث وكنت أحد 
القراء عليه » بل لا يخلو ساعة من النهار مع ضعفه بالمرض وكبر سنه وكثرة 
عائلته وقلة ما بيده . ثم توجه إلى المدينة في أثناء جمادى الأولى » وأقام بها 
إلى آخر رجب » ثم رجع لمكة وسافر مع الحاج . قال : ثم ملَّكَ كتبه لأولاده 
ونزل لهم عن وظائفه » وتخلى عن الدنيا وتكفل به أولاده الثلاثة » فانتفع به 
خلائق لا يحصون » ثم عاد لمكة في موسم سنة ثلاثين بأولاده وعائلته وأقاربه 
وأحفاده ليموت بأحد الحرمين » فانتعشت به البلاد » واغتبط به العباد » فأخذ 
الناس عنه طبقة بعد أخرى » وألحق الأحفاد بالأجداد . واجتمع فيه كثير من 
الخصال الحميدة كالعبادة والعلم والتواضع والحلم وصفاء الباطن والتقشف 
وطرح التكلف . بحيث علم هذا من طبعه كل من اجتمع به » ولا زال على 
جلالته وعظمته » إلى أن توفي رحمه الله . 


بد حدم ين 


5106 





© وفي يوم الأربعاء سابع صفر سنة اثنتين وثلاثين توفي الشيخ الكبير 
والعلم الشهير قطب العارفين وسلطان العاشقين ٠‏ أبو عبد الله محمد بن علي بن 
محمد بن إبراهيم بن محمد السُودي"''' الشهير بالهادي اليمني بتعز » وقبره 
مشهور بها يزار » وعليه قبة عظيمة . أحد الأولياء الكبار والمشايخ المشهورين 
في الأقطار » وأحد من تنزل عند ذكرهم الرحمة » وكان من العلماء الراسخين 
والأئمة المتبحرين » ودرّس وأفتى » ثم طرأ عليه الجذب وصدرت منه أمور 
تدل على أنه من العارفين بالله » ورُويت عنه كرامات . 

وله ديوان مشهور » وشعره رائق جداً على طريقة أهل التصوف » ونظمه 
هذا ما وقع إلا بعد الجذب . 

وحكي أنه كان ما يقوله إلا في حال الوارد مثل ابن الفارض , » فكان يكتب 
بالفحم فوق الجدران » فإذا أفاق محى ما كتبه من ذلك › وكان فقراؤه بعد أن 
علموا منه ذلك يبادرون بكتب ما وجدوه من نظمه على الجدران » فيجمعونه 
بعضه إلى بعض . 

وحكي أن بعض المنشدين أنشد بين يديه قصيدة من نظمه » فطرب لها 
وتمايل عليها » ثم سأل عن قائلها » فقيل : إنها من نظمك › فأنكر ذلك » 
وقال : حاشا ما قلت شيئاً » حاشا ما قلت شيئاً . 

وكان مولعاً بشرب القهوة ليلاً ونهاراً » وكان يطبخها بيده » وكان لا يزال 
[قدرها]" بين يديه » وقد يجعل رجله تحتها في النار مكان الحطب » وكان 


(۱) ترجمته في ۵« شذرات الذهب ۲٦٥-۲۹۲ /۱۰ (٩‏ ) و« الأعلام » ( ۲۹۰-۲۸۹ ) . 
(۲) ما بين القوسين زيادة من ( ط ) . > 


كل ما يأتي إليه من النذورات إِنْ كان من المأكولات طرحه فيها » أو من غيرها 
أوقد به تحتها » كائناً ما كان من ثوب نفيس أو عود أو غير ذلك . 

وقيل : إِنَّ السلطان عامر بن عبد الوهاب بعث إليه بخلعة نفيسة » فألقاها 
تحتها فاحترقت » فبلغ ذلك السلطان فغضب ٠‏ وأرسل يطلبها منه » فأدخل يده 
في النار وأخرجها كما كانت » ودفعها إليهم . وقد أشار إلى هذا الشيخ عبد 
المعطي بن حسن با كثير في قصيدته التي عارض فيها شيخ الإسلام أبا الفتح 
المالكي وكلاهما مدح القهوة('' فقال 
قهوةالِنٌ جل مَفْصودي ف وهالحخَفاولمَلن 
هام فيها إمامناالفُودي قط بأه ل ليمن 

وحكي أنه كان يقرأ في الفقه على بعض العلماء » فلما وصل إلى هذه 
المسألة « والعبد لا يملك شيئاً مع سيده» كرر هذا السؤال على شيخه 
كالمتفهم”'' » واعترته عند ذلك هيبة عظيمة وبهت وحصل عليه الجذب . 

وبالجملة : فإنه كان آية من آيات الله » وأقواله تدل على حاله فى المحبة 
ومقامه في المعرفة » وكذا تدل على تفننه في العلوم الظاهرة مثل النحو والبديع 
والمعاني والبيان وغير ذلك » وعلى اطلاعه على الأخبار السالفة والأمثال 
السائرة » حتى كأنما جميع العلوم والمعاني كانت ممثلة بين عينيه يختار منها 
التي يريد » ولا يعدل عن الشيء إلا إلى ما هو خية منه . 

وعلى نظمه قبول عجيب ٠‏ وفيه تأثير غريب ٠»‏ فإنه السهل الممتنع » ب 





)0202( في ( ط ) : ١‏ القوة ١‏ تحريف ء وصوابه في ( م ) . 
فق في ( ط ) : « كالمستفهم » وما أثبتناه عن ( م ) . 


1¥ 


كل أحد مع متانة عبارته » وتتأثر به الناس غالباً » ويكثر عليه وجد 


المتواجدين › بل قيل : 


إنه فارضي اليمن » وهو رقيق جداً » تقبله الطباع 


ويفهمه الخاص والعام > ويذكر الأوطان 3 وبهيج الأشجان 0 فهو في رقته 
يشبه كلام التلمساني والحاجري رحمهما الله تعالى : [من البسيط]: 


شَاهِدْ جمال محيا غاية الطلب 
ولا تكن عن حياة و لایع ٠‏ مشتغلا 
رخص القلبٌ من أكوان شري 
وان العلوم وما قد كنت تكتبة 
وانهض إلى العالم الأسنى على قدم ال 
واصرف على حسن من تهوى وصالهم 
ولا ترد عوضاً عنهم إذا قبلوا 
ماأنت لولاهم أجرّوا عنايتهم 
لولا تعرّفهم ماكنت تعرفهم 
هم أمّلوك لهم ججوداً ومتكرمة 
دمن مقالك لِمْ هذا أوكيف وهَلْ 
وإن ا وجه ذات الخال صل له 
واشطخ على سائر النسّاك إن عَدَلوا 
فنيت عنّي بها يا صاح إذ بَرَرثْ 


ثعترض أبداً 


٠. 5‏ 3 03 - 
فما أبالى إذا مالمتنى أبدا 
)1( في ( ط ) ١:‏ . . والأنس والطلب »© . 
(۳) في (ط ) ٠:‏ ... من الأدب » . 


1۸ 


تظفز فديتك بالأعلى من القَرّب 
بالترّهات فما هذا من الأدب 
من الشرور بها والأنس والطرب0) 
وادخل جمى ربّةِ الأستار والحُجب 
فمحوه واجتٌ من كل مكتتب 
-جريد لا تلتفت يوما إلى سبب 
جسماً وروحاً وهذا ليس بالعجب 
فالكلّ ملكههُ ما فُهْت بالكذب 
عليك إلا محل الشكٌ والرّيب 
ولا رفغت إلى شيء من الؤتب 
وبلغوك الذي ترجو من اا 
لا كان هذا مقال الجَهْل والعطَب 
واضمم جناحك مغ هذا من الرَهب 
واسجد كما جاء ذ في القرآن واقترب 
وقل لمن لام من عجم ومن عرب 
وغبت إذ حضرّث حقاً ولم تغِب 


ومنه : [من الكامل]: 


وأغيبٌ عن كلي وحقكمٌ بكم 


وإذا شهدت جمالكمْ وجلالكم 
رمدت عيونٌ ليس تلحظ حُشتكم 
روځ بحَبَكهُ تحلى جِيدها 
يا سادتي بل ياأحبة مُهْجَتي 
إن دام هذا الجر ها أناميِتٌ 
ومنه : [من السريع]: 
ياسادة ماعنهمٌ مذهبٌ 
تند دام ملي عافلي تسرك 
من أيين تشو عنكم هجتي 
با ساكدي واد شا الي 
بِدَدكَمٌ شَمْلي قَياهَل ترى 
أستودع الله الزمان الذي 
ناشدتك الله نسيم الصا 
هل أنت من ليلى بشير الرّضا 
آم جُزت في رَوْضٍ به قد مَشَّتْ 
فهات أطربني بأخبارها 
عجبت دهراً من رجال صَبَوًا 
ياأهل نبج د هذه قصّتي 


ومنه : [من الوافر]: 


ثملتُ بهم وما خامَرْتُ خمراً 


1۹ 


وبطيب ركم أ لذ وأطرث 
وعذابكمُ يحلو لدي ويعذب 
فجميع مايحوي الوجودٌ مخيّبٌ 
هل ظاهر عن غير أعمى يحجبٌ 
عنها المعارف كلها لا تغفرث 
كم ذا عن الزبع الأنيس تفرب 
حاشائْضِامٌ نزيلُكُم ويخيِبُ 


في حبكم لي مذهبٌ مذهبُ 
وفيكم الأشال بي ترب 
بعد الجّفا يصفو لي المَشْربُ 
مافارقث ربعي به زيئنبٌ 
من أين هذا التَمّسسٌ الطئِث؟ 
أم أنت عن أسرارها تعرث؟ 
أم ثغرها قبّلك الأشْتَبُ؟ 
فعهدك اليوم بها آققرّث 
0 


منكم المَهْرث 


هواهم في الحشى أرسى خيامة 
ولا دانيتٌ أدنان المُدامَة 


رعى الله الأبيرق والمصلى 
ف فتلك مواطن الد لصب ا لمعتي 
و - 
ومنه : [من المديد]: 
تامّت الألباث فيك وما 
عئّيت أنبياء ذاك على 
وغفدايس أل بعضهم 
فانشواوالله ماوقعوا 
بل عظيم القوم مطليّه 
كيف حاروا فيك واعجا 
بالظهور الضزف محتجب 
شاهدوا مناك منبسطاً 
ودروا أن الحجاب هم 
ومنه : [من الخفيف]: 


يق بمولاك في جميع الأمور 


ص 


وارج منه العّطاء لامن سواه 


(1) في( ط) ١:‏ غير عشق... ٩‏ تحريف . 


۰ 


وبان الحئ ما سَّجَحَتٌ حَمَامَة 
بها الأرواح صارت مُستَهامَة 
يكون المسّْكٌ من قبلى ختامّة 


عنكٌ ياأغلوطة الفكر 
مرت ورداً من الصَدر 
رام عزفاناولم يَجر 
كل من في البَذْوٍ والحَضر 
لاعللى عي يني ولا أثر 
شذكة التحيير والحصر 
يامنى سّمعي ويا بَصّري 
غير أعشى”" الفكر والتَظر 
لميشاهد صورة القَمَرٍ 
أنت هذاصخ في الأثر 
ولههم لولا بقاءالأثشر 
وانمحوا عن عالم الصور 
سارياً في سائر الفطر 
عن شه و المنظر النضر 
وانتهى رَيْدٌ إلى الوّطر 


2 0 و 
واحسب الناسَ كلهم في القبور 
فهويوليكَ كل فضل وخبر 


لا نْمَوَلْ إلا عليه تمعمالى 
كل مَنْ في الوجود كَل عليه“ 
عنده ماتروم من كل خير 


فالزم الباب لا تحل عنه يوماً 


فهو باب مجرّبٍ للأماني 
حسبي الله من ب جميع البرايا 
فهو فوثي إذا طلبست غيانا 


وصلاة الإله في كل يوم 


ومنه : [من الكامل]: 
يا مقع العزمات ياعد الهوى 
زرني أعلمك الهوى وفنوته 
فأنا إمام جيوشه وجنوده 
لي في الغرام حقائقٌ ودقائقٌ 
يا نازلين على منىّ وحياتكم 
أنتم سكنتم في سويدا مهجتي 
لكم الجمالٌ بديعه وغريبه 
يامَنْ أعيذ جمالهم بجلالهم 
لا تحسبوني خائفاً من هركم 
هيهات لي شغل بكم عن ذا وذا 
ما قذرّنا ما نحن حتّى إا 
لولاكمٌ ما شاقني بان اللوى 


عن شريكِ في ملكه وظهير 
ليس يرجون غيره من نصيرٍ 
جل من خالق عظيم قدير 
فيه ماشئت من منى وسرور 
وكفى عن غنتيّهم والفقير 
ومُعيني على المراد الخطير 
فهم بين حامدٍ وشكور 
وأوانِ على البشير التذير 


يا بانياً والبَئِنُ يهدمٌ مابنى 
واشتمٌ أنفاسي يرل عنك العنا 
وأنا الدليل لهم على كنز الغنى 
من نالها أو بعضها نال الهنا 
ليس القتيل بحبّكم إلا أنا 
لِم لا أصير لسرّكمْ كي آنا 
والحب لي ما شط منه وما دنا 
ما كان فيه رضاكم فهو المنى 
أو راجيا لدوام وصل يُجتنى 
وبكم عليكم في الهوى إذلالنا 
طا بكم لولاكمٌ طبحم بنا 


كلا ولا وادي النّقا والمُحنى 


وقد خمّسَ هذه القصيدة سيدنا ومولانا وشيخنا وأستاذنا العارفٌ بغوامض 





)١(‏ في( ط):ه 


. » كل عليم‎ .٠ 





الحقائق » الجامعٌ للطائف أسرار الدقائق » المعرث عن مغيبات الأسرار ١‏ 
المغرث بلدنيات الأخبار » مظهر الصفات الأزلية » مهبط الرحمات الأبدية »› 
شيخنا السيد حاتم بن أحمد الأهدل » أعاد الله علينا من بركاته آمين » تخميساً 
بديعاً بحيث يظن أنها لواحد . 


وكان السيد حاتم المذكور من آيات الله الكبرى وأعجوبة الزمان الذي بهر 
الورى » ليس له نظير في أحواله وأقواله ومقاماته » وكانت له يد في جميع 
العلوم لكن غلب عليه علم التصوف » فكان ابنَّ عربيٌ زمانه » ويومي أوانه › 
لم ير مثل(١2‏ نفسه » ولا رأى الراؤون مثله في كماله وبراعته » جمع بين علمي 
الشريعة والحقيقة » وشرح أحسن الشرح أصول الطريقة » وكانت له أحوال 
فاخرة » وكرامات باهرة » ظهرت بركات أنفاسه على خلق كثير من العصاة › 
فتابوا وأنابوا إلى الله تعالى » ووصل به خلق عظيم إلى الله عز وجل » وصار له 
أصحاب وأتباع كالنجوم . 

وبالجملة : كان قطب زمانه وسيّد وقته وسر الله بين خلقه » والتطويل بذكر 
كراماته تطويل في مشهور وإسهاب في معروف . وكنت أحب لقاءه وأحدث 
نفسي به » وأنا شغف بحبه كلف بقربه » فعاق دون لقائه بعد الشقة وضعفي عن 
تحمل المشقة » وتأسفت بعد موته جداً حيث لم أكن ذهبت إليه وفزت من 
علومه ومعارفه فيما بقي من عمره بما يخرج فضله عن الحدّ والحصر » وما 
علمت أي أصبت في عمري بمثل مصابي به » ولكن قضاء" الله سبحانه 
وتعالى غالب » ومطلوبه لا يخرج عنه من الطالبين طالب » وكان قد وصلتني 
منه قبل وفاته بنحو تسع سنين مكاتبة جواب كتابي إليه » فلما حصل اليأس من 
الاجتماع به أنشدت في ذلك هذه الأبيات : 


أفدي زمانانهئنتٌ به تَعْرالرّمان كان فيه باس سم 


(1) لم ترد الكلمة في ( ط ) . 
(۲) لم ترد الكلمة في ( ط ) ووردت في ( م ) فقط . 


Y۲ 


عضر الشباب ل هرَوْتَقٌ 
حظيت فيه بورود خطابه 
كنا نومّل ونرجودائماً 
ساشاعلاه حاشاه أن 
لفن قصّرت في قصدي له 
: ِ 
أسائل الركبان عنه أبداً 
وكان شوقي لرؤيته متزايداً 
ومح هذا فاشتغالى بسواه 
كذا وتسويفي”' بلقاه 

و 7 
لقدأصبت بفقده مصاباً 


سيّما إن يكن الخلٌ فيه راحم 
وكان مكتوبة خير قادم 
لقاهُ والله في أشرف المواسم 
واعجباه من بخل حاتم 
يحرم الراجي المكارم 
فقد كنت في ذكري له دائم 
وشغفي به لايزال مُلازم 
وكان حبّي لذاته متققادم 
كان والله من أعظم الجرائم 
كان والله من أعظم العظائم 
ماأظنّ أصيب بمثله العوالم 





بسم الله الرحمن الرحيم . حمدا لله يا من عم الخلقَ إحسانه » وشكراً لك 
اللهم على ما أسديت”؟ من بركة الإيجاد والوجود . وأنعمت من المدد 
المتوالي إمكانه > والصلاة والسلام على من خص بالسبق في ميادين الشهود 
وعمم إرساله » فلم يشذ عن أمره ونهيه من وسم برسم الوجود » فهو السابق 
إلى مجالي الأرواح > والفاتق رتق حضرة الواحدية لظهور الإظهار وبروز 
الأشباح » بي صلاة لا غاية لها ولا انتهاء » ولا أمد لها ولا انقضاء » ما دامت 
التجليات الذاتية مدار الحضرات الصفاتية وما قبلت القوابل الأحمدية فيوض 
الكمالات الإلهية من الأسرار المحمدية والأنوار القاسمية » حتى يظهر الاسم 
الظاهر بكماله في ذات مولانا وسيدنا الشريف الولي المقرب عبد القادر 
العيدروس ظهوراً ملتحقاً بالجمال لجلاله » معتجراً بالمجد الباذخ المجيد 





(1) في( ط) ١:‏ كذا وتشويقي... ؛ . 
(0) في( ط) :«ماأسليت». 


A 


نواله » فينشد لسان حاله فى مرتبة كماله معرباً عن حاله مغرياً عن مجاله :1من 
بتو في مر معربا عن معربا عن 
مجزوء الخفيف]: 


وصل كتابكم فشرح صدر التصوف » ونور جهات التعرف » فأنعم'"'' قوابل 
الأعيان بما أفاضه من نفس الرحمن » ووصلت الطاقة البيضاء وحصل بوصولها 
للفقراء غاية الأنس والرضاء » وذكرتم يا سيدي أنكم أرسلتم بأوراق وكراريس 
إلى الفقير وإلى العلامة عبد الملك » فلم يقف الفقير على ذلك » وربما أن 
مولانا الفقيه يرى قصور الفقير عن ذلك » وأما مولانا الفقيه » فهو إمام 
المصنفين وعلامة المؤلفين » فلا تؤاخذوا عبدكم في التقصير لأن العجز 
حرفتي » والضعف صفتي » وبي حاجة إلى دعائكم فاجعلوه صلتي . 
والسلام . 

هذا والشوق إلى رؤية وجهكم السعيد كل يوم يزيد » فتوجهوا بقلبكم 
الواسع الوحداني إلى جهة عبدكم » لتطفح عليه بركات أنفاسكم » فتقوى 
روحه على السريان » ويتسع قلبه لمشاهدة الماضي والمستقبل في الان » فيعود 
ناشراً برود الثناء على حضرتكم الشريفة » ويستمر على وظيفة الدعاء لذاتكم 
اللطيفة » وانظروا إليه نظراً يبسط وجوداته""“ » ويسرح من قبضة الكون 
لموجوداته » فيخرج عن المكان إلى عالم الإمكان » ولا يحصره الزمان بعد 
اطلاعه على حضرة الأعيان » هذا وليس الخبر كالعيان » وسلام على 
المرسلين والحمد لله رب العالمين . ومن حضر حضرتكم الشريفة فهو 
مخصوص بجزيل السلام . العبد الفقير حاتم بن أحمد الأهدل لطف الله به 
امين . انتهى . 


000( في ( ط ) : « فأفعم » وما أثبتناه عن ( م ) . 
(Y)‏ في ( ط ) : « ببسط وجولان » تحريف » وما أثبتناه عن ( م ) . 


Y٤ 


قلت : وأرجو من الله بركة هذه الإشارات المتضمنة للبشارات . وله دومن 
يقول : [من الرمل]: 
قد سمعت الفال أبشر بالهَتَا زال والله التتائيى والعَتّا 
وأتاني قائلٌ لت المْسَّى صح هذا الفال فالبشرى 200 
غيره : [من الطويل]: 
تول بأنفاس الكرام لرتهم إذا رمت مطلوباً وعزت وسائلة 
فهم شفعاء الخلق في باب عرّه وما خاب راجيه لديهم وسائلة 
وإني لأرى النسبة إلى هذا الرجل العظيم والسّيدٍ الكريم من أجلٌ ما أنعم الله 
به ي > وأجمع ما وصل من ألطافه إليّ . ولي فيه قصائد متعددة » منها أبيات 
التزمت فيها أن يكو يخرج منها من أوائل السطور اسمه الشريف وهي 
«وح”" حمام الأيكِ بالله أسعدينا ورددي البكا حينا بد حينا 
«أ" أفي نَجْدٍ حُزْنكِ فلا تلامي وعمري وله إِنْي مثلك ححزينا 
« ت » تناءت داري حرمت وصالَهُم”” وصرت بعد اغتباطي مَكْبوناً 
«م»ماأرى لي في وَجدي شبيهاً وأيمم الله ذا حقا يقينشسا 
ومنها أبيات كنت قلتها فيه في حياته وهي : 
رباعي به قلبي الشجي صار مُولعاً فجاء الحياة قد حَوَى السو أجمعا 
وثانيه ألف الابسداء تع له وثالشه تاء التمام المُبدعا 
وفي آخره میم يدل بأنه وريث النَّبي الهادي سرّاً ومترعا 
وآخره مبداة اسم نيه دليل اته من سره قد تضلعا 
لذن بدايات اللي نهاية الوليٌ فما أجل ذاك وأرفعا 





)١(‏ رواية هذا الشطر في (م) و( ط): « صح هذا الفال» ولعل الصواب في الزيادة التي 
أثيتناها . 

)0( الحروف في أوائل الأبيات الشعرية زيادة في ( ط ) . 

)۳( في (م) :7 ... فمرست وصالهم » وما أثبتناه عن ( م ) . 


8 النور السافر Yo‏ 





وللسيد حاتم المذكور نظم كثير > وجمع إخواننا من أصحابه منه ديواناً 
كبيراً فكان يقوله وقت الوارد » وبلغني أنه كان إذا ورد عليه الوارد يبقى يملي 
عليهم وهم يكتبون وهو يجري في ذلك مثل اليل » وما من معنى أشاد إل 
أئمة الطريق مما يتعلق بالذّات المقدس أو الصفات المنزهة أو بالذات 
المحمدية والصّفات التبوية إلا وله فيه القول الأبلغ واللفظ الأفصح إلى غير 


ذلك من الأشعار اللطيفة على لسان الطريقة . ومن شعره 


ني عَلمتٌ بأنْ قضلك وايع 

ولقد بدأت بنعمة الإيجاد وال 
منه : [من مخلع البسيط]: 

الفقرٌ والذل في صفاتي 

كمل سماتي جمّلْ صفاتي 
منه : [من مخلع البسيط]: 

ماالخلق إلأكوو عَمْرو 


٠:‏ لمن الكامل]: 


لكنّ دنب العبِدٍ يورثه البَكُمْ 


إمداد فالإسعاد خاتمة الكَرَّمْ 


والعرّ يارب والغنى لَك 
كمال ذاتى دّعى كمالك 


للخَلقٍ في الحم بالمجال 
رشا ولك بلا محال 


ومنه هذه القصيدة العظيمة في مدح النبي ميه وهي : لمن الكامل]: 


سَعِدَتْ برؤية وجهك الأبصارٌ 
وسَرَثْ نوافحٌ رحمة الرّحمن في 
وبك استنارٌ وجود كل مكو 
علم3 تعن بِاللُوَة وَصْه 

فبآدم الأسما سمّث ولك اقتضث 


من قبل قنِض تراب طينة آدم 


ر ) خرج هذا الشطر عن الوزن! 


مر 


وتسابقت في مَدْحِك الأفكارٌ 
كل الوجود فغيثها رار 
وأضاءت الأقطارٌ والأمصارٌ 
ين قبل آدم خضّه الجِبَارٌ 
ذات المسمئى وانقضت أوطارٌ 


حت القخار أقَوْقَ ذال فخار؟ 


ما زلتَ تبني بالعلوم عَوالم ال 
فظهرت عن غيب الغيوب لحضرة 
بَطْنَتْ بما ظَهَوَتْ وقد ظَهَرَتُ يما 
صَمَدَتَ حقائقها لحقّك فاقتضى 
وتنزل الأمز العليئٌ معدداً 
حظيثث بك الأملاك في مَلکوتها 
وأدار جودك في وجودك دورة 
نسخت شريعتك الشرائع وانطوث 
وخْصِصْت بالقرآن ؤكراً جامعاً 
منه علوم الأولين جميعها 
لولاك ماعَلم العوالِمَ عالة 
كانت جميع الكائنات كصورة 
إن الها والمُلك والملكوت وال 
بك سار سر الروح في حضراته 
من نورك الأنوار قد وجدت وفي 
وبقاب قؤْسين استوت وتكمّلت 
لمَقام أو أدنى أراك لوجهه 
أوحى إليك بذاته وصفاته 
شاهدت بالتصن المحقّق ذاته 
من غير لاجهة ولا كيف ولا 
فرفلت في حلل البقساء مؤيّداً 
صلى السَّلامٌ عليكٌ والآل الذي 





أرَوَاح في ذاك المقام بحيث لا تحتار”") 
فيها استوى الإعلان والإسشرار 
طت فواحدّها بهاقهازر 
منك الظهور لحقّه”" إظهار 
بمظاهر كملت بها الأدوارٌ 
ولعالم الجبروت منك منارٌ 
ظهرت بها الأسماء والآثادٌ 
في ضوء نور كتابك الأسفارٌ 
(۳) س و تفج الأنهارٌ 

والآخرين تجاكها المختارٌ 
کا ولاطارت به الأطوارٌ 
السرّوح فيها آنت يامختارٌ 
سجبروت أفلاك عليك تداز 
وتبهجّث بحديثئك الأسمارٌ 


فر 


إشرائك الأنوار والأسسرارٌ 
في ذلك الأسرارٌ والأنوارٌ 
رب العلى وحَباك ماتختارٌ 
کشفا ولا خجبٌ ولا أستارٌ 
لاحدّيحويهولا مقدارٌ 
خججب تعالى الواحدٌ القهَارٌ 
بالحقٌ كشفاماعليه عبار 


آلوا إِليكٌ فكلهم أبرارٌ 


(1) كذا رواية الشطر الثاني بالأصول . وهو مختل الوزن . 


(۲) بالأصول : « لخفائها ؛ ولايستيم به الوزن . 


9) في( ط) 


:من قبضه . . 8 





وله كلام عال في التصوف » وهذه نبذة من الجوابات عما سئل من 
السؤالات : بسم الله الرحمن الرحيم › الحمد لولي الحمد حمداً لا يحصره 
الحد ولا يقصره العد » والصلاة والسلام على سيدنا وعبده محمد وعلى الال 
الأحمد وبعد : فإن لطائف العطف نظمت عواطف اللطف في معاطف 
الاستقامة » ونفحات القرب قرّبت قوارب الاقتراب بريح السلامة › وخضم 
الجود لا ينضب تياره » وبر الوجود لا يشق غباره » وما ثمّ إل ما يرضاه من 
ألقى السّمع وهو شهيد » وبرز في عين السّيادة بصفة أقل العبيد » فلم تزحزحه 
الزعازع لثبوته في مركز الدائرة » ولم يتحرك ولو كان الفلك طار أو نغمات 
صريف الأقلام بقصائده شاعرة » والسلام على الإخوان » والحمد لله بكل قلب 
ولسان : [من الخفيف]: 


ر على كل حالة لا مَحَالَه 
عن نفوس أرواحها في تبالة 


وتذلل في حي ليلى لليلى 
تلحظ العين من قريب بعين 
مظهر جامعٌ لجمع وفرق 


وارضَ بالموت فهو فيها جلالة 
كُنْ عليَاً تكن على البَذْرٍ هالة 
ينظر البدر من سّناها هلالَة 
شمس عزفانه دليل الدَّلالَه 


برزخٌ فاصلٌ قريب بعيدٌ صطلقٌ الوضفب فيه يبدي كمالَة 

وله ومن فيضه - نفع الله به جواباً على رؤيا رآها بعض الفقراء : الحمد لله 
مدير الفلك ومنور الحلك . والصلاة والسلام على العين المقصودة بالأصالة › 
وعلى إخوانه وآله كمال علومه وأسراره مظاهر الجلالة » وبعد : فإنما هي 
معاني تبرز من الغيوب على صفحات القلوب فتتحقق بها الأسرار » وتملاً 
بأنوارها المسالك والأقطار . تنطق التراجمة بالأذن العليَ فتودعها مخازن 
القلوب المتعطشة إلى مراحم الوليّ . فتارة تعرف فتؤلف » وتارة تنكر فتصرف 
من يصرف . واعلموا ‏ وفقكم الله وأيدكم بروح منه وأسمعكم عنه ‏ أنه كلما 
عرج الولينٌ في معارج العلى ودرج على مدارج سبح اسم ربك الأعلى جهلت 


نا 


صفته » وتنكرت معرفته » فلولا رسم العبودية اللازم لما ثبتت له المعالم » ولا 
عملت كينونته العوالم » ويكفيكم في شأن حاله قول بعض أهل المقام 
ورجاله : [من الطويل]: 
تسترت عن دَهْري بظلّ جَناجه فعيّني تَرَى دَهُْري وليس يّراني 
فلو تسأل الأيام ما اسميّ مادَرّث وأين مكاني ماعَرفْنَ تكاني 
والصلاة الجامعة على عروس أهل الطبقة الرابعة » والسلام على الأتباع 
الأفراد والأشفاع » والحمد لله رب العالمين . 
وله أيضاً على هذين البيتين للتلمساني : [من المسرح]: 
ما صادحات الحمام في القُضب ولا ارتقاص المُدام بالحَبَب 
إلا لمعنى إذا فرت به ألزمك الج صورة اللهب 
ما صادحات حمام الأرواح على قضب الأشباح ¢ ولا ارتقاص مدام المحبة 
الذاتية في حضرات الغيوب الأزلية بتعين حب حبب الأعيان الإلهية والكونية إلا 
لمعنى لا يظهر لنفسه إلا في مراتب نفسه » إذا ظفرت به أيها المَُانِي لهذه 


المَعَّاني ر جد الحق المشروع صورة اللعب د الموضوع » كما قال 
: الكو كله خيال والوجوة الحو فيه للكبير المتعال ۽ » علمه من عله 


وهو حت في اللحقيقة 2 الذي يفهم هذا حاز أسرار الطريقة : 
شوال سنة 1٥0۸‏ . 

وله أيضاً حين سأله السائل عن معنى هذا البيت للفقيه عبد الرحمن العلوي 
نفع الله به : 





(1) في ( ط) : ( 004 ) ولا يستقيم هذا العدد لا في التاريخ الهجري ولا الميلادي › وما أثبتناه 
عن ( م ) ولعل المؤلف عمد إلى الترقيم بالتقويم الميلادي . 


۲4 





يا مطل التقييدٍ لاتحكم فلعلم في شأنك حكم وعنك الاحتمال 


فقال سيدنا حاتم في معنى هذا البيت : يا مطلق التقييد هو الذي لا يلزمه 
القيد هو مطلق في حال التقييد » ومقيد في حال الإطلاق ٠‏ لأنْ الإطلاق قيد 
معنوي يقتضي الحصر › [والحصر خلاف حكم واجب الوجود]”'' وإنما الشأن 
في الإطلاق الذي لا يقابله فافهم . أي قل يا من هذا شأنه » وهذه صفته 
لا تحكم أي لا تحكم علينا بأن نحكم عليك بما ليس لك لأن القيدَ يقتضي 
الحصرّ » والحصرٌ خلاف حكم واجب الوجود » وكذلك الإطلاق الذي يقابله 
القيد قيد عن الإطلاق المطلق لكن أن العلم الإلهي الذاتي حكم على الوجود 
المطلق بالإطلاق وعلى الوجود المقيد بالتقييد حكماً نسبياً لا حقيقة له في شأن 
التوحيد » ولهذا قال : وعنك الاحتمال . يعني وإن كان الوجود المحدث 
يرجع إلى المطلق لأنه أصله فلسان الأدب يحكم بالفرق » ولسان العلم يقضي 
بالتمييز » ولسان الوجود يحكم بالتوحيد › لا إله إلا الله » كان الله ولا شيء 
معه » وهو الآن على ما عليه كان » والشأن المشار إليه هو الكنه الذاتي المغيب 
عن الإطلاق والتقييد . وأما قوله : وعنك الاحتمال » يريد أن الأعيان الثابتة 
من حيثُ هي تحملت حصص الوجود المفاض عليها في عالم النور المرشش 
في حضرة الإمكان . والإشارة إليه من الحديث القدسي في قوله : إن الله 
خلق الخلق في ظلمة » ثم رش عليهم من نوره ٠‏ "“ » فالظلمة ظلمة العدم 
الإمكاني » والنور نور الوجود المفاض إلى الأعيان بحسب الإرادة المرجحة 
والمشيئة القاضية بما حكم به من العلم عليها ولها » وإنما حكم عليها بها . 
فلهذا صح الاحتمال . والسلام على أهل التوفيق من أهل الطريق . 

ومما أملاه أيضاً في ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة 
(۱) ما بين قوسين لم يرد في ( م ) وورد في ( ط ) فقط . 
(۲) ذكره الهيثمي في « مجمع الزوائد )١197”/7( ٩‏ وعزاه لأحمد بإسنادين» وللبار والطبراني » 


وقال : ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات . 


خرف 


0100۸ لما جاءت الرّاء في أول السّور القرآنية في ستة مواضع انبسطت في 
نفسها » ونظرت إلى أصلها وهو اثنين » فحصل منها اثنا عشر اسماً هي ذاتية › 
وهي حقيقة من حقائق التطوير . كان هذا العدد مشتملاً على اثنى عشر برجاً 
ومراتب العدد ونصفه عن ست الجهات في العالم السفلي . بيان ذلك أنَّ عدداً 
اسمه ثلاثة » فإذا ضربت الثلاثة فى الجذر الذي هو اثنين ظهرت الستة وإذا 
ضربت الستة في الاثنين اثني عشر » وهو الفلك المشار إليه محيط بجميع 
العوالم العلويات والسفليات » فلهذا ظهر بذاته في آخر الكلمات الثلاث : 
التطوير والتغيير والتصوير . وهذا حرف الراء لما كانت حقيقته راجعة إلى 
حرف الواو من وجه ظهر في مرتبة التوحيد » وهو من الحروف التي لها 
الاتصال البعدي وليس لها القبلي ولها من الصفات ستة آلاف . 

والدال والذال والواو والراء والزاء يتصل بها ولا تتصل به لها من الخصائص 
الإلهية ست صفات . وهي : الجلال والعظمة والكبرياء والأحدية والغنى 
المطلق والعزة المطلقة . ولها من الرجال ستة » هؤلاء الستة حالهم البطون » 
ويحبون الخمول » ليس لهم التفات إلى شيء من الكائنات ينتفع بهم الخلق ولا 
يشعرون . انتهى . 

ومن إملائه ليلة الثلاثاء ۲۷ من شهر رمضان سنة ٠٥١۸‏ من ترك حديث 
التفس حرمة لوار الحق انقلب وسواسها إلهاماً » وحديثها وجداناً » ولذلك 
قرىء في بعض القراءات وهي قراءة بعض الصحابة رضي الله عنهم 8 وما 


م 


راتان قَبلك من سول » [الحج : (]١١‏ ولا نبى ولا محدث )" الآية . 


وقال مل : « إن مِنْ أمتى محدّثين » وإنَّ عُمَرَ لمن ۵۲ . يقول بعض 





)01( أراد التاريخ الميلادي . 

(۲) أراد التاريخ الميلادي . 

(۳) ما بين قوسين هو تتمة الاية السابقة بقراءة بعض الصحابة » مما أشار إليه صاحب الإملاء . 

)€( قطعة من حديث رواه البخاري رقم ( 7584 ) ومسلم رقم ( ۲۳۹۸ ) وقد ذكره المؤلف هنا 
بالمعنى . 


۳1 


السلف الصالح : أخبرني قلبي عن ربي » وأخبرني ربي عن قلبي . وقد صح 
أن الحقٌ على لسان كل قائل . والسلام على أهل التسليم . 
وسأله الفقيه مرجان وهو حينئذ بمدينة تعز سنة ( ٠٠١۹‏ )“ في ليلة 
الأربعاء من جمادى الآخرة عن معنى قصيدة بيت الشيخ عبد الهادي وهي قوله 
رضي الله عنه : [من مجزوء الرمل]: 
بلبل الجحف اليماني ‏ لم أزل ينه ملل 
كلماغتى شجانى قط لامليتلاممل 
قدعناهءماعنائى فلهذامال أمل 
قَلِمَدُيااهلالمَعاني أنا معجم وهو مُهْمَلْ؟ 
فأجابه سيدنا ومولانا بهذا النفس المعظم : بلبل الجحف اليماني : البلبل 
داعي الحق في قلوب المؤمنين . والجحف : منعطف الوادي » وإضافته إلى 
اليمن لقوله ية : « إني لأجدٌ نفس الرحمن من قبل اليمن ""' فهو يهتف 
بعشاق الجمال ويذكرهم زمن الوصال قبل الانفصال » حيث قال السيد الأكبر 
والمحبوب الأفخر : « كنت نبياً وآدم بين الماء والطين 06 » ولا بد للنبي من 
قابل يتلقى عنه أسرار النبوة التي شرف بها » فإن كان من عالم الأرواح فالقابل 
من عالم الأرواح » وإن كان من عالم الأشباح فالقابل من عالم الأشباح › فلا 
يزال يتذكر ما كان به في ذلك العالم قبل ضرب الحجاب وحصول الشك 


. يعني حسب التقويم الميلادي‎ )١( 

(۲) ذكره العجلوني في « كشف الخفاء 50١/1١ ( ٩‏ و٤٠۳‏ ) وقال : قال العراقي : لم أجد له 
أصلاً . 

2١‏ ذكره السيوطي في ١‏ الدرر المنتثرة ٩‏ ص ( ٠١1‏ ) رقم ( ۳۳١‏ ) وقال : لا أصل له بهذا 
اللفظ » ولكن في الترمذي : « متى كنت نبياً ؟ » قال : « وآدم بين الروح الجسد » . وفي 
« صحيح ابن حبّان » والحاكم من حديث العرباض بن سارية : « إني عند الله لمكتوب خاتم 
النبيين وإن ادم لمنجدل في طينته » . قلت ( القائل السيوطي ) : وزاد العوام فيه : « وكنت 
نبياً ولا أرض ولا ماء ولا طين » ولا أصل له أيضاً . وانظر « الأحاديث الموضوعة » لابن 
تيمية ص ( 09١‏ ) . 


۲ 


والارتياب » فلم يزل العارف المعتنى به يتذكر سوابقه ويحقق لواحقه » فلم 
يزل مبلبل البال » [والبال]() : القلب ٠‏ أي فلم يزل قلبه متحركاً متقلباً في 
أودية العشق حتى تظهر له كلمة السبق في عالم الحق . 

يقول : كلما غتى شجاني » أي كلما كرر في السجوع حرم عينَ المحب 
الهجوع ٠‏ قال الترجمان الأكبر : ١‏ إِنَّ الله لا يمل حتى تملوا ”2 قال الشيخ 
الأقدس : [قط)]””" لا مليت ولا مل . يعني : أن سر « يحبهم » ظهر في 
١‏ يحبونه » وأمر يحبونه ظهر [في] من يحبهم › فمنه إليهم ومنهم إليه . 
وإليه يرجع الأمر كله فاعبده عبودية الاضطرار ٠‏ وتوكل عليه بالاختيار » فهم 
هذه الإشارة من فهمها وعقلها من خَلِقَ لها . 

قد عناه ما عنانى فلهذا مال وميّل”*' فيه إشارة إلى الحديث المشهور وهو 
لذي يقول فيه قال بيا : « ينزل ربنا آخر كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث 
الليل الآخر فيقول : هل من مستغفر فأغفر له » هل من تائب فأتوب عليه » هل 
من سائل فأعطيه “"؟ وهنا النزول نزول لطف ورحمة » وعطف ونعمة » فثبه 
قلب من أيقظه واعتنى به فميّله إليه فاستيقظ من نوم الغفلة لما ميله هذا النداء 
الرحماني الرباني من حضرة الاسم اللطيف الرؤوف العطوف . واعلم أنَّ 
المحبة إذا صخت قامت بالمحبٌ والمحبوب » فيعود المحتُ محبوباً 
والمحبوب محبّاً » والمريد مراداً والمراد مريداً » فلهذا قال الشيخ : قد عناه 





. لم ترد الكلمة في ( م ) وردت في ( ط ) فقط‎ )١( 

(۲( قطعة من حديث رواه البخاري رقم ( 47 ) عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا 
لرسول الله ية » وللتوسع انظر « جامع الأصول ۰۲( )۳٠۹۳۰۳/۱‏ . 

)۳( وردت الكلمة في ( ط ) فقط . 

. وردت الكلمة فى ( ط ) فقط‎ )٤( 

)2( هكذا في ( م ) بإخراجه عن وزنه . 

)03 رواه البخاري رقم )۷٤۹٤(‏ في التوحيد: باب قول الله تعالى إيريدون أن يبدلوا كلام الله 
ومسلم رقم (۷9۸) في صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر آخر الليل من 
حديث آبي هريرة رضي الله عنه . وانظر «جامع الأصول؟ (141-178/5). 


AR 


ما عناني » أي : قام به من وصف المحبة ما قام بي منها . وقد أشار إليه 
الأستاذ القطب الغوث الفرد الجامع الشيخ ناصر الدين بن عبد الدائم الأنصاري 
الشاذلي“ الشهير بابن بنت الميلق"“ رضي الله عنه في قصيدته الشهيرة 
الموسومة بحال السّلوك في قوله : [من البسيط]: 
إِنَّ المريدَ مرادٌ والمحبّ هو ال محبوب فاستمل هذا من أماليه 

فلهذا يتنزل المحبوب من مقام عزته وجماله إلى مقام اللطف والعطف 
بالمحب الضادق . 

قال الشَّيحٌ نفع الله به : فلهذا مال وميّل » مال إلى المحب باللطف والعطف 
فميله فنهض به من رقدة غفلته وأنعشه من سجن شهوته » فبادر إلى باب محبوبه 
وأسرع إلى فناء مطلوبه » فيا لها من رجعة ما أحلاها » ومن نجعة ما أصفاها . 
فلما صخت المنازلة وكملت المواصلة وصار كل واحد محبّاً ومحبوباً ؛ محبّاً 
من وجه ومحبوباً من وجه » شرع الشيخ فيه بالتمييز بلسان البيان متجاهلاً 
بلسان من لم يعلم هو يعلم » فنادى بأصحابه وأترابه من أهل المعاني 
والمعارف يعجبهم على هذا المعنى الذي ظهر بسر الاتحاد » وتميز فيه الوجود 
من الإيجاد » فقال : ' 

َلِمَهْ يا أهل المعاني أنا معجم؟ أي مقيد بالنقطة التي أعجمت وجودي 
وكانت غيباً على عين شهودي » وهو مهمل : أي مطلق عن القيود والحروف 
والحدود » فعلى الحقيقة هو عين الشاهد والمشهود . والسلام على أهل 
التسليم ممن أتى الله بقلب سليم » وصلى على سيدنا محمد واله وصحبه 
وسلم . 

ومن إملائه ‏ نفع الله به - حين سئل عن هذا البيت للشيخ عبد الهادي 
)١(‏ هو محمد بن عبد الدائم المعروف بابن بنت الميلق » ويختصر فيقال : ابن الميلق » قاض 


مصري » من الوعاظ البلغاء » توفي عام ۷۹۷ ه› انظر ترجمته في ١‏ الأعلام ٠‏ 
( ۱۸۸/1( . 


(1) في ( ط) : « المليلق » تحريف . 


A: 


السودي”' نفع الله به : [من البسيط]: 
وانْسّ العلومٌ وما قل كنت تكنثة فمَحَوه وآ جب من كل س مكتتب 


أمره بنسيان العلوم وهي كثيرة : فمنها علوم يجب نسيانها لذاتها كعلم 
السحر والنجوم والرمل والجدل والرجز والفال والمنطق عند قوم من أهل 
الورع » وثم علوم يستحب نسيانها بمعنى الترك لما هو أعلى منها » وهو علم 
الصرف والنحو والعروض والتواريخ والبديع إلا المعاني والبيان لتكلفهما 
بإيضاح معاني القرآن واظهار بلاغته . 

. واعلم أن العلوم حجبٌ على القلب كما قال الإمام الغزالي رضي الله عنه » 
وأن الحجب كثيرةٌ وأقواها العلم . ولما كان طلب العلم فريضة على كل مسلم 
تكلم فيه العلماء بأقوال كثيرة » منها : أنه العلم النافع الذي يعرفك بالله 
وأسمائه وصفاته وأفعاله يفي لد وما یا . فهذا هو العلم 
المفروض المشار إليه » ويلحق به ربع العبادات » فوجب ترك تلك العلوم 
جميعها ونسيانها والتجرد لتحصيل العلم المفروض وهو الذي يعرفك بمعبودك 
وآخرتك وما يقربك إليه » فوجب عليك نسيان تلك العلوم الشاغلة للقلب عن 
التطلع إلى أنوار التوحيد الفعلي والصفاتي والذاتي » فامحٌ نقوش غير هذا من 

قلبك » واغسلها من مكتتب سمعك وبصرك ولوح فكرك » حتى يتوجه قلبك » 
لواحد لا إله إلا هو الواحد القهار . والسلام . 

ذكر الإمام اليافعي”") في بعض مصنفاته قال : سمعت غير واحد من 
الصالحين يروون عن الشيخ أبي الغيث بن جميل أنه قال : أتى الشيخ والفقيه 
صاحبا عواجه إلى شيخنا الشيخ علي الأهدل وطلبا منه أن يذهب معهما إلى 
بعض المواضع » فوافقهما » وذهبت أنا معهم » فلما كان بعض الليالي وإذا أنا 





)0 أراد صاحب الترجمة عمر بن علي الشهير بالهادي , والبيت من قصيدة له تقدمت في أول 
الترجمة . 
)( في ( ط ) : ١‏ الرافعي » وما أثبتناه في ( م ) . 


Yo 








أنظر الشيخ والفقيه وهما فوقنا في الهواء وفي أيديهما سيفان مسلولان › 
فذكرت ما رأيت منهما لشيخي » فقال لي : يا أبا الغيث هذان في مقام التولية 
والعزل'“ يوليان ويعزلان ويميتان ويحييان بإذن الله تعالى » وسوف أرثهما 
وترثني أنت . وهذه الحكاية تقتضي موتهما قبل الأهدل . 

[وسيأتي في ترجمة الشيخ عبد الله ما يدل على موت الأهدل أولاً قبل 
الشيخ والفقيه » والذي يظهر أن الصحيح وفاة الأهدل]'" قبل وفاتهما . 
ويحمل قوله : « أرثهما آنا وترثني أنت » في هذه الحكاية على أنه يبلغ مثل 
مرتبتهما وإن كانا في الحياة » ويكون ذلك في طريق التجوز في العبادة وإن كان 

حقيقة الوراثة إنما يكون بعد الموت . 

فلما وقف مولانا السيد حاتم بن أحمد الأهدل على هذا القول كتب فوقها 
بخطه الشريف ١‏ فائدة فيها تأنيس وتفهيم » . 

ذكر الشّيخ الكبير الأكبدُ في « فتوحاته » وفي « فصوصه » أنَّ الشيخ القطب 
الكبير أبا السعود ابن الشبل صاحب سيّدي الشيخ القطب الأكبر محيي الدين 
عبد القادر”” الجيلاني أنه قال : أعطيت التَصرفٌ منذ كذا وكذا سنة فتركته 
نظر”*؟ . فإنه يشير إلى مقام الخلافة وهي البرزخية الكبرى » وصاحبها واسطة 
بين الحق والخلق » والمقام الذي أثره الشيخ أبو السعود مقام الفردية »> وهي 
أخصنٌ وأشرفٌ من المقام الأول لتحقق صاحبها بالعبودية المحضة » ومقام 
الخلافة لا بد فيه من رائحة الرّبوبية إلا من عصمه الله تعالى › > فإنه حصل وجاز 
إلى المقام الثاني الذي هو مقام الفردية إيثاراً لجناب الحق أعطاهم ذلك كمال 
المعرفة بالبواطن . 


)ع0( في ( ط ) : ١‏ العز »؛ وهو تحريف » وصوابه في ( م ) . 
000 ما بين القوسين لم يرد في ( م ) وورد في ( ط ) فقط . 
(۳) في ( ط) : « القاهر » خطأ . 

. كذابالأصل‎ )٤( 


امرض 


وسادتنا المشار إليهم تحققوا بالمقام وخلصوا إلى مقام الختام » وهو رؤية 
الأحد الموصوف بالجلال والإكرام » فافهم . 

حكى القشيري في بعض كتبه أن أبا يزيد الأكبر لما أقامه الحنٌ في مقام 
الخلافة قال تعالى له : اخرج بصفتي إلى خلقي » فخطا خطوة ثم صاح › 
فناداه الحق تبارك وتعالى : ردوا علي حبيبي فإنه لا صبر له عني » وذلك لإيثار 
جناب الحق والتخلص من حمل أعباء مقام الدّعوة للخلق » فافهم . 


© إيضاح : 

إذا علمت أن مقامٌ الفردية أخصنٌ من مقام التّصرف فاعلم أن إشارة سيّدي 
الشيخ الأهدل قدس الله سره تقتضي أن الحق ‏ سبحانه وتعالى ‏ أطلعه على 
علمه الذي لا يُحاط بشيءٍ منه إلا بإذنه وهو الإذن الإلهي المحيط 
بالمعلومات » فأنبأ عن حال الشّيخين بحكم ما رآه هناك من حوزهما المقام 
الأول » وخلوصهما إلى المقام الثاني » وتحققه رضي الله عنه وخلوصه إلى 
المقام الأفضل ٠‏ ووراثة الشيخ أبي الغيث له رضي الله عن الجميع . وقد يكون 
ذلك لهؤلاء الأكابر في يوم واحد أو أقل أو أكثر . وأما عبارته بالإرث فهو من 
مطلع قوله تعالى : © وات حَيْرُ ألورئيرت ) لای : 85] ل وه ميرت الکو 
رض 4 لآل عمران : 16١‏ لا من مفهوم الإرث الذي مات مورثه » أو سيموت 
وارثه . تعالى الله عن ذلك » وعز جناب أهل الله عن التطفل على مصطلحات 
الغير » فالمعنى الذي عبر به الشيخ إلهي وهو غير اللفظة التي تستعملها الاس 
في عرفهم . والحمد لله رب العالمين . وتحقي تحقيق اللمر اللغار في الشيء 
الموروث إن كان مفارقاً للرّوح كالأموال على اخدلاف أجناسها » فيلزم عليه 
ما قاله المصنف من شرط موت الموروث » وإن كان الموروث من الأحوال 
والمقامات والأسرار والعلوم التي تتصف به الرّوح ويشرق بها ضياء العلم 
وتتجلى بها النّفس الناطقة » فهي كمالات للتفس وصفات للرّوح لا تفارق 
الموصوف بها والمتحقق بحقائقها والمتخلق بأوصافها » فلا يصح الشّرط 


يضف 


المقدر » فالأمر كما تقرر 


. والله الموفق الهادي . 


وقد اقتصرنا من كلامه الرفيع في هذا المهيع الوسيع على هذا القدر اليسير 


إيثاراً للاختصار . 


وأما خوارقه وكشفه وتصرفه فى الموجودات فقد حفظ إخواننا من أصحابه 


من ذلك كله كثيراً » ولله در من يقول 
واصلئم الكلم بقطع الكلام 
اليم زكري ضتأاًبه 
أما كفى اين عذاباً فم 
للم وني وتظ م 
هلاآتادبت بآدابه؟ 
فلو كتئنا الاسم منه على 


ولو دع ونا بائمهميّتاً 


: [من السريع]: 


على حياتي وهي أنتدم سَلام 
دُكِرْنَوُ في الكاتبين الكرامٌ 
شهرتم سيف الجفا يا سلام؟ 
يارث لا رادت أل الأثام 
وحاتم بالجود أعدى العام 
أما تعلمت فِعالَ الكرام؟ 
صخر لَسَالَ الصَّخر بالإنسجام 
قامً وإن كان رُفاتاًعِظْاُ 


وبالجملة : فإته ما كان إلا شيخ أهل هذه الطّريق حالاً وعلماً » وإمامَ 
أربابها حقيقة ورسماً » ومحبيّ رسوم المعارفف فعلاً وإسماً . عبابٌ لا تكذره 
الذلاء »> وسّحاتث تتقاصر عنه الأنواء . ولقد رأيت من أقواله وسمعت من 
أخلاقه وأحواله ما لا تسعه عبارة ولا يهتدى إليه بإشارة » نفعنا الله ببركاته 
وأمدنا فى الدّارين بإمداداته آمين . 

وما ذكرته من أحواله ومقاماته دون ما تركته بكثير » وتوفي ‏ رحمه الله تعالى 
- في يوم الأحد عند غروب الشمس سابع عشر محرم الحرام سنة ثلاث عشرة بعد 
الألف بالمّخًا('' » ودفن فى بيته » ولى فيه مرثية مطلعها : [من الخفيف]: 
ها الغفافل الغبئ تة إن بالئوم يقْظةالناس أشْبَهُ 


. ) 1۷/١ المَخَا : موضع باليمن بين زبيد وعدن بساحل البحر « معجم البلدان ؛(‎ )١( 


YA 


ومنها : 
ياخليليّ فِرقة الخلٌ والد 
سيّما خلّك الخصيص الذي لم 
الحبيبٌ الذي حوى كل وضفب 
ذاك والله حاتم خيرخل 
عارفٌ الوقت من رفاق المعالي 
مسن جميع العلوم حاز فنوناً 
حاتمي العصر في المعارف فردٌ 
خصه الله منه بعلم لدني””" 
ومنها : 
قد قضى حاتم حميداً فما لي 


صاحبي من قريب عشرين عاماً 


بكت الأرضٌ والسماء عليه 
الفقوحات والفصوص البهية 
وبكاه اليمن الأنيسس ومِضدٌ 


ه على لأس الكريمة صَعْبَة 
تزل تتمنى لقاه وقرة 
حين يملا يملا القلوب 

قطٌّماذمَ صاحب منه صحْبَة 
أوججهاً وسما لأرفع رُتَةه 
قد ورثها من النبيٌ وحِرْبَة 
شاذليٌ الزمانٍ عِلما وة 
وحَباه منه بوصل وقربة 


30 


8 م۳ 


بعده في الحياة والعيش رغْبة!*) 
كل يوم يزدادٌ مني حبّة 
وعلوم ابن عربي وكتبه 
حل منها ماکان غامضر©» 
وجميع البلاد شرقه وغَوْيَه 
قد تباهث به وفازت بتربة 


ونه 


ولي فيه مرثية أخرى › وعدد أبياتها خمسة وسبعون بيتاً » وهي في غاية 
اللطافة » لو قرئت ئت على الصّخْور لانصدعت من الرّقة والسّلالة منها : 





(1) في( ط) :« ... تتمنى للقاه. . 
أيضاً . 

20( في ( م ) : « حين يملي يملي. . . » 

)۳( في ( ط ) : « 

2( في ( م )و( ط ) : « ... حاتم حميد. . 

)0( كذافي (م)و(ط). 


4 


" ولايصح وزناً ولغة > وما أثبتناه في ( م ) ولا يصح وزنه 


.. لدين » وما أثبتناه عن ( م ) والشطر الأول من البيت غير مستقيم الوزن : 
» وصوابه كما أثبتناه بالنصب على الحال . 


فشح باللقاء وحزؤمته 
السيِّدٌ الأستَاذٌفردٌزمانه 
سار في السّلوك بجدٌ وعزم 
ولا زال في الدّرجات يَؤْقى 
فجل الله الذي أعطاهء 
وضاهى في التّصرّف اللي مضوا 
وخاض في بحره لجَّة 
وأبدى في التكسير غرائباً 
وغاب في شهود الحقيقة قلبه 
وكم خحوارق عنه قد اشتَهِرَتٌ7) 
وكم مُريد لاذ به في أمره 
طالَ مانِيلَ على يديه المراد 
طال ماطاف إلى ربعه 
در ثديُ المعارفي منه فَسّقى 
طال ما كان في محراب المعارف 
تباث الأعصار به عجباً مفرطاً 
غاضَ”" الوفاء لفقده وكذا 
مات التصوف بمسوته 
وا أسفي على أخلاقه إِنْها 
والهفي على تطقهإنّه 
فما عظم الله العزاء لامرىء 
إته الموت ليس منه خلاص 


واعجباه لي من بخل حاتم 
الشريف المنتقى من أولاد هاشم 
هكذا فلتكنْ في الله العزائم 
حتى أتاه الفتخ بالغنائم 
من فض فضله أسنى المقاسم 
فكأنما حاتم كان لهم خاتم 
وكان فيه أبداً عائم 
وفي جئعهم جمعه غداً سالم 
وظاهره كان بأمرالله قائم 
ولسائه أمضى من كلّ صارم 
فما بات إلا وقد سرت إليه المراهم 
وقال لسان الحال منه آنا قاسة 
التاس من عربها والأعاجم 
جما غفيراً وما كان لهم فاطم 
إمامٌ صادحٌ وباغم 
وتحلت الأَيّامُ منه بأشرافج خاتم 
ذهبت والله المعك ارم 
وغدا طالبه حيِران هائمُ 
قد حكت [الرّوض البهئ التاعة](© 
مثل الزلالِ لمن أتى طاعم 
كان قاصداً ورائم 
وغير الله ليس باقي ودائم 


(۱) في ( ط ) :۱ ... قد شهدت ٩‏ تحريف › وصوابه في ( م ) . 


(۲) في(م):«غامضص...). 


)۳( ما بين قوسين ورد في ( ط ) ولم يرد في ( م ) . 





ومنها : 
هنيعاً لمن كان اسمه وزده 
إلى إذا مارمتث مطلباً 


ومنها : 
إني مما بأحشائي من الأسى 
يا عجبا كيف اجتمعا في شجى 
وكنت جذلان من فرحي بوجوده 
كأنني الطير وقد بقي بعد 
مامجنونُ وقيس قاسياما 
طال مارقيته وطائر َر 

ومنها : 
مالقلبي غيره يُداويه 
نسمّةٌ سرت لي مسن عنده 
نفقث بسوّهافي سراري 
أهدث إليّ علومه وتُوره 
علمشي الهوى وفشونه 
فكنت في دين الهوى قذوةً 
وغصت في بحره فزال الظّما 





فهوبهلاشكٌ إنهدغانم 
لعَادتٍ الروځ فيه ونب قائم 


كأني سقيت سوالأراق() 
شوقي نار ودمعي كالغيّث المتراكم 
والآن صرت بعد نشوتي نخادم 
ذهاب الخوافي منه والقوادم 
قاسيته من هذه العظّائ(") 


في لرؤياه بات حائم 


ولالدائي سواه حاسم 
ويلاءٌ ما أطيب تلك التسائم 
فاستنشق [ذلك”" مني الخياشم 
أيقظتني وكلت نائم 
تركتلي بشأنه حازم 
مسن شجوي ناحت الحمائم 
وعدت من بعد جهلي به عالم 


» السم : مثلثة السين » والأراقم › جمع الأرقم » وهو من الحيات ما فيه سواد وبياض‎ )١( 


« اللسان (٩‏ سمم)و(رقم). 


() في ( م ) ٠:‏ . . قاسوا ما » وما أثبتناه في ( ط ) . 
زفق لم ترد الكلمة في ( م ) ووردت في ( ط ) فقط . 


وفزت من سر" بمارمته 
شغفي به لا يقاس أبداً 
حبّي به لايح حه 
وغرامي فيه لا يكون له نظير 
مامورّبي صب ولا مسا 
شابهت الخنسا في شجوي 
كل يوم عندي من حزني 
مولاي ناداك عبد إلى 
من أرض الهئد يريد القرى 
حاشائلاه حاشا أن 
ومنها : 
لذا لا يفارقني أسفي أبداً 
إني وإن أجهدث فيه“ طاقتي 
ري به النيابأشرها 
أبس الوجود الشواد حلة 
عليه من ربّه كما يرضاه له 
وصلى الله على أصله 
وعلى صحابته كذاوآله 


وصرت من بعد غبني به غانم 
دمعي أزرى فيض الغمائم 
نَعَمْ قد حكاه البخر المُتلاطمٌ 
إلا وؤكره على قلبي جائمْ 
بل شابهتني في وجدي الملازم 
كمشل كربلا ومآتم 
علياك مازال ينظر دائم 
وأنت بكلنّ مايرويه عالم 
يحرم الرّاجي له المكارم 


ماأظنٌ أصيب بمثله العوالم 
يعجز عن شرحه كل نائرٍ وناظم 
ولا يزال دمع العين مني ساجم 
عسى أن أكون ببعض حقه قائم 
إن عزاه حقاً في كل العَوالمْ 
وغدا كل طالب محروم هائم 
من الرضاوجم المراحم 
محمد النور أبي القاسم 
الجميع واخصص حاتم 


ولنرجع إلى ما نحن بصدده من ترجمة الشيخ عبد الهادي السودي > فمن 


. ٩ في ( ط ) :۱ ... من سري‎ )١( 
. هذه اللفظة من( م ) فقط‎ )۲( 


شعر الشيخ عبد الهادي أيضاً : [من البسيط]: 


عَسَاكُ يابُلبِلَ الأفراح تخبرني 
فتلك لي من قديم الدَّهِرٍ مالكةٌ 
كم قلت للقلب أقصر عن مودّة من 
فقال لي وقواه قد وهَنْ فَرقا 
ومنه : [من الكامل]0©: 
قالث سعادُ وقد رأت دمعي جَرَى 
فدهشت من فرحي وقلت نعم نعم 
لي من هواكم صزفه وعتيقه 
بالله يا حادي التاق لحيّهم 
سلّم على أهل الخيام وثّلْ لهم 
ومنه : [من مخلع البسيط]: 
قبي على عؤدكم مقيمٌ 
ومن عدول الشهود أنسي 
وفي حماكم حططث رخلي 
وحّكم بعد إذ حصلتم 
مايلتقي مثلكم فؤادي 
فساعدوني على واكم 





عن غادةٍ بالحمى الغربي من إضم 
وقد جرى حبها مني كجري دمي 
« إن المحبٌ عن العذال في صمم » 


صَدَقَ المحدّث والحديثُ كما جرى 
ماکان حبكم حديثاً يُفُترى 
حاشاي من درديّة أن أسكرا() 
فالصَّيدُ كل الصَّيدِ في جوف المّرا 
مات المَحبٌ من الغرام وما درى 


والشوق لي مقعد مقيم 
مؤذن في الهوى مقي" 
والغيرٌ من حوله يحوم 
لأعصيّن الذي يلوم 
و٤(‏ 


ر 8 8 
يامَن هم الكأس والنديم 


)000( في الأبيات اللاحقة تضمين لبعض قصيدة البرهان القيراطي الرائعة. انظر «تعريف ذوي العلا 
بمن لم يذكره الذهبي من النبلا لتقي الدين الفاسي ص (177-110) طبع دار صادر ببيروت. 
)۲( الدّرديّة : الرّوبّة » أي الخميرة التي تترك على العصير والنبيذ ليتخمر » « اللسان » ( درد ) 


وأراد أن القليل لا يسكره ٠.‏ 


(۴) في (م) : « صقيم » تحريف » ولعله أراد : « سقيم » بالسين . وما أثبتناه في ( ط ) . 
(4) في ( ط) ١:‏ ماذا يلتقي. . . » وبه يكسر الوزن » وما أثبتناه في ( م ) . 








منه : [من الخفيف]: 
عذبتني بالمطل منها سُعاد 
وجَقاني من بعد ماهجرتني 
لو تراني أُسامرٌ التجم ليلا 
يا آخلاي أصل ت سقيي أنتم 
عاملوني باللطف يا آهل ودي 
ما أحيلى الوصالٌ في عَلْم ليْلِ 
ذاك أهنى الوصال لا شك فيه 
أنا مملوككم على كل حال 
ياأهيل الحمى حللتم بقلبي 
كل كلسي بحتكمْ مستهام 
لايحق البكاء ء إل عليكم 


وبَرّاني وه ركني البعار 
طيب عيشي وزار ج جفنى الشُهاد 
عل ليلى يكون منها افتقاد 
ولقاكم هوالشّفا والمرادٌ 
لاحظوني ما قد مضى لا يعاد 
وقدغال کل واش رقاة(») 
هكذا هكذا يكون الوداد 
ومريضٌ فيل تروني اماد 
وإليكم يحسّ مني الفؤاد 
والتَويدا تشتاقكم والسَوادٌ 
وعلى وضلكم يليق الجهاد 


وقد شرحت هذه القصيدة شرحاً فائقاً فى كتاب « جواهر الأحباء وإمدادات 
الأولياء ؛ » وجعلت اسم الشرح  :‏ فتح الله الجواد بشرح عذبتني بالمطل منها 


سعاد ») . 
ومنه : [من الوافر]: 
أيَشْدو من تحبّ وأنت قاس 


إذا ماكنت صبَاًمستهاماً 


وقلْ للعاذلين دعغوا ملامي 
أفي أهل اللوا"“ وعريب نجل 
معاد الله أن أصغى إليكً 


فأين الرّاقصون على الغناء 
وترضى بالقساوة والعناءع 
فمل طرباً كخُصِنٍ في هواءِ 
فإن العذلَ عندي كالهباء 
أطيعكم وقد سكنوا حشائي 
َعَم ألقي ملامكم ورائي 


. » .. هكذا الشطر الثاني وهو مختل الوزن » ولعل الصواب : « ولقد.‎ )١( 


(؟) في( م) ١:‏ في أهل الهوى. . 





منه : [من مخلع البسيط]: 
ولا شجاني وميضل برق 


أنت الذي هنت في هواءُ 


بالله زرني دبك روحي 

ما أصعب الهجر من حبيب 

وما لى وصال ليلى 

فياليالى اللقاعلينا 
ومنه : [من الخفيف]: 

لبس اكان م الشروز 


فاسمحوالي ولو بطئِفب خيال 
واقبلوني بفضلكم ياموالي 
وأريحوا فدتكم الوح قلبي 
منه : [من الخفيف]: 
قد كساني لباس سقم وذلة 
سلبتني وغيبتتنسيّ علي 
سفكت في الهوى دمي ثم قال- 
إن ترذ وصلنا فموتك شرط 
فافن عن جملة الوجود لتبقى 





. في( ط): « حب غي‎ )١( 


ماطاب عيشي ولا وجودي 
ونر دف وصصطؤت غود 
وليلة الوصل منك عيدي 
يكفي من الجر والصدودٍ 
لاسي ماللشجسي العميد 
ليلا على السّفح من زرود 
ودي ليخفِورٌ منك عُودي 


أناصتٌ إلى الوصال فقي 
نحوكم يا أمَيْلَ نجي أطيرٌ 
إن نفع القليل منكم كثيرٌ 


حت غيداء“ بالجمال مدل 
وغدا العقل من هواها مُدلَهُ 
ياطفيلي عشقتني أنت أبْلَة 
لا ينال الوصال من فيه فضاة 
كل هاتيك يافتى مضمحلة 


٩ ..‏ ويه يُكسر الوزن 1 وما أثبتناه في ( م ) إلا أن أتى به مقصوراً » 


وانخلع عنك يا خليعًٌ غرامي 
طهر العين بالمدامع سبْعاً 
وترى حُسْننا البديع فتضحي 
وابذل الوُوحَ فهو فينا قليلٌ 
واجعل الفقرَ شافعاً لك تغنى 
َمَنَ أتى تائباً قبلناه فضلاً 
نقطة الباء كن إذا 


سس الس س 


شنت تسمو 
وأرذنا لنابغيرمردٍ 
واحفظ العهد كي توافي حمانا 
هذه سنّة المحبّين فاسلكڭ 
ومنه : [من المجتث]: 
ياراحة الرّوح يامن 
واصل فديتك صقا 
وباين الكل إلا 
مشارب القوم شتى 
قد شورّف التاس طلراً 
فهوالغريبٌ ولكن 
وليس يوجبٌ صَّخوي 
بين الغوير وتجدل 


لايكن لك غيرٌ وجهي قبل 
من شهود السوی“ تزل كل عل 
في سرور قريرٌ قلب ومُقْله 
راضياً لا تقل دمي من أحلّة 
ذا الافتقار دينا وملّة 
تلك عاداتنا لمن جاء قبل[ 
نال متا الذي يروم ومثلة 
أو فد ذكر قربنايامولة 
والزم البات في حياء وخجلة 
سالم القلب من تناس وغَفْلَه 
واترك العاذل الجهول وعذلّة 


هواه أشرف ى ذهث 
من بالهوى قد تمذهب 
من كلها صار يشرب 
وللفرائب غغلرّبٌ 
محبوبه منه أرب 
وباطن الأمر أغْجَبٌ 
السك ير ولله أؤجّب 
إلا بلا ذب 
طول الزّمان ممشذبذت 


)1( في( ط ) : « ... شهودالسّرى.. ٩‏ تحريف ء وصوابه في ( م ) . 
زفق البيت لم يرد في ( م ) وورد في ( ط ) فقط . 


55 


فطفالعو إن شك 
ياما ألذ استماعي 
ومطرب الح يشدو 
ومنه : لمن السيطا: أ 

إن شاهدت مقلتي سَلْمى بذي سلم 

فبذل روحي قليل في محيّتها 
ومنه : [من الكامل]: 

لا تحسبوا ياقوم قلبي خافقٌ 
ومله ٠‏ 

ذلي لعزك ياحبيبي لائق 
ومنه : [من المتقارب]: 

كتمتٌ هوى ساكن في الحشا 

لقد صا قلبي وماصدته 

سوى البذل للروح لا يسرتضي 

إذا رام هجري وردمتٌ اللقا 

منه : [من البسيط]: 


تهذيبكم والمُهذْت 


قول التدامى لي اشرب 


2 رم 


إل مراد مقرب 


لا عاش من ليس يَطربث 


إلا لعذر إلى الإخلال ألجاني 
تعفير خدّي بذاك الحيٌ كالجاني 
دع عنك بذل عروض ثم أعياني 


وبك الوصال من القطيعة ألْيَقُ 
ولكن على الرّغم مني فشا 
فواعجباً كلف سنّى رشا 


فلا ترج منه قبولالورّشَا 
رضيت بحكم الهَوى مايّشا 


لو قيل لي وهجيرٌ الصيف“ في وهج وطئ أحشايّ كم فيه من الشعل 


أَهُمْ أحبٌ إليك اليوم تشهدهم 
لقلت مشهدهم أهورى ولو تَلعْتْ 
وهكذا الحبٌ إن صخت قواعده 





أم شربة من زلال الماء كالعسل؟ 
روحي أسئ وجوى يا ليت ذلك لي 


« ليس التكحلٌ في العينين كالكحل » 


)00( في ( ط ) : ١‏ لو قيل لي هجير والصيف ٩‏ وبه يكسر الوزن . 





وقد سبقه إلى هذا المعنى الإمام الشاشى فقال : [من البسيط]: 


لو قيل لي وهجيرٌ الصيف في وهج 
أهم أحب إليك اليوم تشهدهم 


وفي فؤادي جوى للحرٌ يضطرم 
أم شبة من زُلالٍ الماء قلت هُمْ 


والأخذ على هذا الوجه عند أهل البديع جائز . 


ومنه : [من السريع]: 

بال كورّر أيّها المطرب 

مازمزم الحادي بذكرهم 
ومنه : 

خلوا عذلي فقد حلا لي العشق 

زادت عِلَلي وما بقى لي نطق 
ومله : 

قد بلبل خاطري وأجرى دمعي 

لماتدبت هديلها بالشجع 
ومنه : 

ياليل إلى متى أقاسي بيني 

باللرعيدي مريضٌ هَجْرٍ توى 
ومنه : 

يامانحَ مهجتي ويا مُسْيفها 

عير نَظَرَثتْ حماك ما ألطقّها 
ومنه : 

دلي لجمالٍ عزه يكفيني 

ما الحبٌ ولو فنيت إلا ديني 


تذكار قوم ذكرهم يعجبُ 
في الشّرق إلأرقص المغربُ 


كم من جدل رقوا لحالي رقوا 


تغريدٌ حمام بان _ادي الجزع 
أمسيت ألوبُ في لواحي الربع 


ماالذنبث وما جرى لقطع البيِنِ 
يامالكتي إصلاح ذات البَيْنِ 


في الطور ضحى عساك أن توقفها 
أذنٌ سمعت نداك ما أشرَقها 


عراًوبذلك إن أمت تكفينسي 





ومله : 

أ ضيته لى وعا 
هری 5 ا 
فمرا 2 

رض 
كم م 

7 ظ به وهو ظبى 
غتى البلبل معتمّاً فم 03 
فارتا و 

اح من الهمو ا ۰ 

539 م قلبي القائل 
لا كان 

كان 

ل 
ا عن الئتقاذ ادا 
د فؤادا عدلا 

7 3 لجمال يبقى مللا 
يا 
يامالك لي د 

لك 
وا > 00 مضي ووا 

لھج إذا أ . ' 5 

8 طلنته يردي ب 
ذ' - 0 
0 حب سعدى قد 

1 ٠ 

. ظ ۰ : 53 

ومنه . ْ ظ 
و ) 
عودوا جا 

صما 
ْ / بكم مريضاً 
بي إا ْ عودوا 
3 9 شجانى العودٌ 
- د 


3 ع 
خش وأن 
لا 
لم ساكن اتساد 2 
وسا لي ١‏ 





0 (00١) 
ماب ق‎ 

بين فو ن¿ 

سين زيادة . 


مَنْ مات لمنت 
مت تحبه ذ 8 ْ 
فللموت [3 r‏ 
تھی ]21 


أما شجى فا ۰ 
1 ْ ْ ْ اي ذابل 


وانة 
تقل ف ماعد 
: ْ : ل ص 
كسادك هي قصدها 

| ر 


نجز عدذتى ذ 
000000 ْ 
وأنت لمت “ل لذن 
9 : ب 
نهدي 
يسي 


ل 
_- { : جرحوا 


يام 
1 
ا ۰ | ولل . و 
عرسي خة : 
يي يخضر منه 3 
0 
لعود 


يام ٠.‏ 
بجماله الورّى أ 
نساني 


() ف 
في( م ) : 
سن 
.. ساكن إنسابى » ر 
: تصحيف » 
وصوابه ذ 
به في ( ط ) . 





لانال مناه ياحبييي قلبٌ 
ومنه : 

قد صرت على سعادً وقفاً ولها 

إن كان الذنبٌ أنني همت بها 
ومنه : 

لم أنسَ زمان وضلكم بالسّفح 

إعراضكم في القلب منه جرْحٌ 
ومنه : 

أهوى رشأ ذابت عليه كبدي 

لا أسمع فيه زور أهل القَنَدٍ 
ومنه : 

أفدي قمراً في حي قلبي سَكنا 

من واصّله لاقى سكوناً ومّنا 
ومنه : 

إن جزت بسلع سَلْ عن الأحباب 

قل صبكم قد ضاق صدراً فمتى 
ومله : 


ماناح مطوّقٌ بأعلى الان 





باشرعلام ذا كستني وله 
فالكونُ سَها بالحسن قبلي وله" 


يا من منحوا جفني دوام السشفح 
داووا بالله ياموالى جرحى 


في الحبٌ له حياة رُوح الجسّدٍ 
فالعاذلٌ لم يز ضجيعَ الجسيا" 


لم أرض لمهجتي سواه فيها سّكنا 


واذكر لهم كي يَرْحمون ما بي 
بالوضل يفورٌ أو بفتح الباب 


أو لاح بويرق على تغْمان 


. » الوَّلَّهُ : ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد أو الحزن » اللسان « وله‎ )١( 


(۲) ولَهًا : من( لها يلهو لهواً ) . 
(۳) في ( م) : « فالحاصل لم يزل. .. » . 


)٤(‏ المطوّق من الحمام : ما كان له طوق . ونَعْمَانَ : واد في مواضع متعددة من أرض الجزيرة 
والشام والعراق . وهو حصن من حصون زبيد . « معجم البلدان »( ه/ 4€( . 





إلا أسيست صانعا لي فلكاً 


ومنه ۰ 


يا من سكنوا الذيب من أحشائي 
ومله : 

فارقتكم والقلبُ في أسرك.”© 

عيشتي من بعد ما نأيعم كفني 
ومنه : 

تغريدٌ الؤرق في الدّجى أزقني 

مالي سَكَنٌ أشكو إليه شَّجَني 
ومنه : 

له اليا على ذي سلسم 

أمسيتٌ بها سميرَ سلمى وحدي 
ومنه : 

يا سعد إذا جِئْت التقا والبّانا 

وانقل أخبارٌ من هواهم فرضي 

ومنه : 


أفدي قمرأأفي حُسْيِهٍ نرّهني 


ومله : 


حبي لكم ياأهل ند شرف 





)١(‏ في(م):ه 


... والقلب في أمركم » . 


01 


كي لا أفنى بدمعي الطوفانٍ 


هذا دينى ومالى عنه مَذْمَتْ 


لما باتث تشدو بأعلى الفنن 


حبيبي ربّي إن رمت شكوى الحزنٍ 


مسا بيسن أراكها وبين السَلم 
حتى هزم الضّباح جيش الظلم 


فاذكز لبنى والسّفمٌ من لبنانا 
ما زلت بهم جلف الضّنا ولهانا 


قالوا ألهاك قلت بَلْ ولّهني 


والمحكم من حديث قطعي سَقَمي 
ومنه : 

جمعي بكم يَجلو سويد بصري 

طُوبى لفتى رماه لَخْظ منكم 
ومنه : 

أصبخت أرق من شّمالٍ وصَبا 

قلبي لإمام حُسنه شيّعني 
ومنه : 

باتواعني قبِانَ كل السّلوان 

هل يجمعني وأهل وادي تعمان 
ومنه : 

أفدي قمراً جماله ألهاني 

من شاهَدَهُ يصيدٌ كالولهانٍ 
ومنه : 

في القلب لكم منزل مقصورٌ 

في الذّرٌ عَرَفتكم فلا أنساكم 
منه : [من المجتث]: 


وماأصاب فإني 


)١‏ في (ط): 


فيكم > صخت آياته والص لصحف 


قد جاء بذاك شاهِدٌ فى الأثر 


في خسن شُوَيْدنِ كساني و 
فاقضوا عجباً إن هام شيعي وصَبًا 


هذا سهلٌ على الكريم المَنَانٍ 


قد طاب به زمان عيشي الهانى 


يامّن بهواهم جَرَى المقدور 


« شويذن » بالذال المعجمة : تصحيف ٠»‏ وما أثبتناه في ( م ) والشويدن : 


تصغير شادن وهو ولد الظبي الذي قد قوي وطلع قرناه واستغنى عن أمه . والشمال : ريح 
تَهْبُ من السام يسار القبلة » والصّبا : ريح تستقبل البيت . « اللسان » ( شدن » شمل » 


صبا) . 





ومنه : [من الكامل]: 


ومنه : [من الكامل]: 
ومهة ف قلت أشنب دد 1 
قال الحسشب القْبَلَ النى قبُلتنى 

ومنه : [من المجتث]: 

مالي إليك رسول 
فحمّلوه شذاكکم 

ومنه : [من الطويل]: 

و 5 . ٠.‏ 
مراسيل شوقي نحو ليلى رسائلي 
ولكن جَرَى دمعي ونم بما جرى 

ومنه : [من المجتث]: 

بال دغ ذا التغنابى 





أَنَيِمْ بوصلك ياحياتي آخرة 
أو لا فإِنَ العيشَ عيش الآخرَة 


أ اب“ مع )(5) 
سی به ہس مویسن 
وبلوغ ذاك الثغر مالا بحسب 


فأجبت « إنا أمّة لانحْسشثُ» 


إلا الس وليك 


وكتمان وجدي من أجل وسائلي 
فتحقيق جار عند جار وسائلي 


واسمح برذ الجواب 
فقدأحاط الجوى بى 


)000( في ( ط ) : « .. . القرب بتلك تفضّلاً » وبه يكسر الوزن » وما أثبتناه في ( م ) . 
0( هو يحيى بن مُعين البغدادي » أبو زكريا : من أئمة الحديث ومؤرخي رجاله . وقال 
العسقلاني : إمام الجرح والتعديل » توفي سنة ( 7ه ) ترجمته في « شذرات الذهب » 


( 00/۳ )و» الأعلام ٩‏ ( ۸/ ۱۷۳-۱۷۲ (. 





ومنه : [من مخلع البسيط]: 
بالله ما بيتكم وبيني 
لا عش إلا إذا وصلئم 
ومنه : [من الكامل]: 
بالوصل منك مريض هَّجْرٍ يُشتفى 
يا منتهى الآمال يا كل المُنى 
ومنه : [من المجتث]: 
أفدي الذين إذاما 
أنستههم فنسوني 
ومنه : 
بلابلٌ الحبٌ تشدو 
وليس تلك المعاني 
ومنه : 
زار الحبييبٌ فأحيا 
فشاهدوا ميت حي 
ومنه : 
هوام صر ديني 
وقد جرى دمع عيني 
ومنه : [من الكامل]: 
ياحبذاياحبذاياحبذا 


والله لا حطر السلو بخاطري 


حتى أطلتم زمان بيني 


عذاب بين بعذب بيني 


مما ألم به ومثلك من شّمَا 
أدركة فهو من الصدود على شفا 


ذكرتهم ألسسوني 
لال هم آنسوني 


75 ے۹ 


مت الفرام وخا 
بزورة عاد حا 


ياغرب وادي العقيق 
ممَّاجَرَى كالعقيق 


بدد أصابنى عليه كم إذا 
مادمت فى قيد الحياة ولا إذا 





ومته : [من المجتث]: 
يامَئْ له القلبُ بت 
ومنه : [من الخفيف]: 
ياقتيل الغرام كن لي معنّى 
ومنه : [من البسيط]: 
LL 3-4 5 1‏ 
سلمْ لهم تلق من ألطافهم عجباً 
و 2 
ولا تقل سببي یوما ولا نسبي 
ومنه : [من مخلع البسيط]: 
واشرح بطيب الوصال صذري 
ومنه ١‏ [من السريع]: 
يا هاجراًحبى له زائ 
لم نس طيبَ الوضل فيما مضى 
ومته : [من المديد]: 
أيها اللحظ المريق دمى 
حبذايافتتي قَدَمى 
نسبتي في الحبٌ ثابتة 


م206" 


و« صاحب البيت أذرى ( 


آنا في الحبٌّ ألطف الناس مَعْنَى 
عينه بي وهام في كل معْنى 


واخضع لهم يا طفيليّ الهوى أدبا 


اجعل لهذا الصَدوه حذا 
تفُداًوإن شعت كان وغدا 
وطالب الققوت ماتعذا 


لا« صلة منك ولاعائد» 
ياليت ذاك الوضل لي عائد 


أنت في حل وفي سعَةٍ 
بي إلى حتف الهوى سَعَتِ 
همتي عن غييره سمت 
وهي لي بين الورى سمّتي 
للمعنى الصَّبٌ قد دَء عت 





من تمعناها وعاينها عاش في خفض'' وفي ذَعَةٍ 


والسودي : نسبة إلى قرية تسمى « سودة شضب » وهي على ثلاثة مراحل 
من صنعاء » ونسبه يرجع إلى بني شمر » وهم من أولاد كندة . وكان للشيخ 
نفع الله به ولدان : أحدهما عبد القادر » والاخر محمد » ومات عبد القادر في 
حياة أبيه وخلف بنتاً » ولم يبق للشيخ عبد الهادي الآن نسل إلا منها . وأما 
محمد فعاش بعد والده وصار متولياً قضاء تعز » ولما استولى الأروام على تعز 
لزموه وبعثوا به إلى مصر فمات هناك » وذلك فى حدود الستين بعد 
التسعمائة . ۰ 


© وفيها توفي السلطان الأعظم مظفر شاه ابن محمود شاه" صاحب 
كجرات » وكان عادلاً فاضلاً محباً لأهل العلم » وكان حسن الخط وكتب بيده 
جملة مصاحف أرسل منها مصحفاً إلى المدينة الشريفة » وخرجت روحه وهو 
ساجد » والظاهر أنه هو الذي وفد عليه الشيخ العلامة بحرّق الحضرمي › 
وصنف بسببه السيرة النبوية وإن كان اسم الكتاب يشعر بغير ذلك » فإنه ما كان 
في ذلك الزمان أحد ممن ولي السلطنة اسمه أحمد غيره » ولم يزل عنده مجللاً 
مكدّماً إلى أن مات . 


. ٩ في( ط):2.. حفظ..‎ )١( 
. » )وثمةاسمه : « مظفر شاه أحمد بن محمود‎ ٠١ (» ترجمته في « شذرات الذهب‎ )۲( 


50 


© وفي يوم الأحد سابع شهر صفر سنة ثلاث وثلاثين توفي العارف بالله 
الرئاني والقطب الصمداني شافعي زمانه وجنيد أوانه > ولي الله بالاتفاق وشيخ 
المشايخ على الإطلاق المشهور في الآفاق الشيخ محمد بن علي بن عرَاق“ 
الكناني الشافعي بمكة المشرفة زادها الله شرفاً وتعظيماً . وكان وصوله من مكة 
إلى مدينة المصطفى في شهر رمضان من سنة اثنين وثلاثين لإطفاء الفتنة التي 
أطفأها الله تعالى بوصوله بين الشريف أبي تمي بن بركات”" والأروام وأميرهم 
سلمان ومعهم خير الدين » وإظهارهم أن نيتهم العزم على الفرنج » فقتلا 
كلاهما باليمن . 

وكان رضي الله عنه من كبار المشايخ العارفين » وبقية الصفوة من الأولياء 
الوارثين » وكان من رجال الطريق ومشايخ التحقيق » وخاتمة ذوي العرفان . 
وعمدة في تربية المريدين . 

ومن كراماته : أنه كان في يوم من الأيام جالساً تحت شجرة فمر على 
خاطره قول البوصيري في البردة « وراودته الجبال الشم من ذهب » البيت وإن 
ذلك قليل بالنسبة إلى رتبة النبي بي . قال : فما استتمت بخاطري إلا ونظرت 
إلى تلك الشجرة قد استحالت ذهباً » فهالني ذلك » وتضرعت إلى الله تعالى 
حتى عادت كما كانت . 


٠. - 


وله نفع الله به- عقيدة مختصرة وهي هذه : 





000 ترجمته في ١‏ الشقائق النعمانية ٩‏ ص( 7١5١5‏ ) و« الكواكب السائرة » ( )58-54/١‏ 
و« شذرات الذهب ٩‏ ( ۱۰/ ۲۷۷_۲۷۳ » وم الأعلام )4۰/3( و« معجم المؤلفين » 
(۱۱/ ۲-۱( . 

شف في ( ط ) : « بركاب ٩‏ تحريف . 


8 النور السافر Yo¥‏ 





بسم الله الرحمن الرحيم ١‏ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . 
اللهم إنا نوحدك ولا نحدّك » ونؤمن بك ولا نكيفك » جل ربنا وعلا تبارك 
وتعالى . حياته ليس لها بداية فالبداية بالعدم مسبوقة » قدرته ليس لها نهاية 
فالنهاية بالتحقيق ملحوقة » إرادته ليست بحادثة فالحادثة بالأضداد مطروقة › 
سمعه ليس بجارحة فالجارحة مخروقة » بصره ليس بحدقة فالحدقة مشقوقة ١‏ 
علمه ليس بكسبي فالكسبي بالتأمل والاستدلال بعلم » ولا بضروري فالضرورة 
على الإرادة والإلزام تلزم » كلامه ليس بصوت فالأصوات توجد وتعدم » ولا 
بحرف فالحروف تؤخر وتقدم » ذاته ليست بجوهر فالجوهر بالتحيز معروف » 
ولا بعرض فالعرض باستحالة البقاء موصوف › ولا بح بجسم فالجسم بالجهات 
محفوف » هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس › ؛ على العرش استوى من 
غير تمكن ولا جلوس › لا العرش له من قبل القرار ولا الاستواء من جهة 
الاستقرار » العرش له حدٌ ومقدار والرّث لا تدركه الأبصار » العرش تكيفه 
خواطر العقول وتصفه بالعرض والطول » وهو مع ذلك محمول والقديم 
لا يحول ولا يزول » العرش بنفسه هو المكان وله جوانب وأركان وكان الله ولا 
مكان » وهو الآن على ما عليه كان . جل عن التشبيه والتقدير والتكييف 
والتغيير والتأليف والتصوير » ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . والصلاة 
ربنا وإليك المصير . انتهت العقيدة » وشرحَها شيخ الإسلام ابن حجر 
الهيتمي . وله وصية نافعة وغير ذلك . 


© ومن أولاده الشيخ العلآمة الحبر الفهامة » قدوة وقته في المعقول 
والمنقول » والمعول عليه في الفروع والأصول › > شيخ الأنام بطيبة النبوية › 
ومرجع الخاص والعام بالحضرة المصطفوية الشيخ علي . وكان من كبار 
أهل العلم » وله جملة مصنفات منها : شرح على « العٌباب » في الفقه إلا أنه لم 


ع0 ذكره في « شذرات الذهب ٠ (٩‏ ) فى ترجمة والده . 


للا 





يتم » ومنها « تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة » وهو كتاب جليل عظيم 
الفائدة0؟ 2 ومنها ‏ الصراط المستقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم » » 
واختصر « رحلة ابن رشيد » > وعمل تذكرة جمع فيها فوائد عديدة . وسئل عن 


القهوة بهذه الأبيات : [من الرمل]: 

أثها السَامي لكلا الذّروتين 
والعليّ القذر علماً وكذا 
من له في الزُّهد باع ويد 
ومراعاة أمور شام ذتها 
وحكى شرابها أهل الطّلا 
أو دعوا ذا الطرس ما يرجو الغنى 

فأجابه رحمه الله : 

أيُها السّامي سمو الفرقدين 
يارضيّ الدّيِنٍ يا بحر التدى 
جاءني منككم نظام قد حكى 
قلست فيه إن ذا القهوة قد 





بجوار المصطفى والمروَتِنٍ 
ذا علا فوق ذين التَِرينٍ 
وهو في بذل الندى رَحبٌ اليدينٍ 
وافقراق للأقاويل ومين 
في الحان كلتا المُقلتّين9) 
فالتداني بين تين الفرقتين”” 
أو دعوا فاليأس إحدى الراحتين 


وإمامٌ العلم مفتي الفرقتين 
من رجاكم راح مملوء اليدين 
في نصوع اللفظ مسبوك اللجينٍ 
خلضومًا بتله وبمّين 


)0غ( وهو من خيرة المؤلفات المصدّفة في بابته » قدّم له بمقدمة ضافية نافعة تكلم فيها عن أمر 
الأحاديث الموضوعة وما قيل فيها » وضمنها فصلاً مهما بأسماء الرواة الوضاعين والكذابين 
ومن كان يسرق الأحاديث ويقلب الأخبار » ومن اتهم بالكذب والوضع من رواة الأخبار 
ملخصاً من مؤلفات ابن الجوزي والذهبي وابن حجر العسقلاني ليحذرهم الباحث المشتغل 
بحديث رسول الله يك » ثم سرد مجموعة كبرى من الأحاديث الواهيات ٠‏ وقد طبع منذ 
سنوات طويلة بمصر بعناية الشيخين عبد الوهاب عبد اللطيف » وعبد الله الصديق العُماري » 
ولكنه بأمس الحاجة إلى إعادة إخراجه في طبعة محققة متقنة مفهرسة . 


(5) البيت غير مستقيم الوزن . 


(۳) في( ط) ١:‏ ... القَوْد ني » تحريف . 








وبمطعهوم حرم وغنى 
وطلبت الحكم فيها بعدما 
فعلى ذي الأمر إنكار الذي 
فإذالم يستطعه دون أن 
والتداني من حماها وهي في 
والصّفافي شربهامعفئة 
ثم ناجوا ركهم جنح الدجى 
فابتداءالأمر فيها هكذا 
ذا جوابي واعتقادي أنه 
ومن شعره أيضاً : [من الكامل]: 
قالواالعزيز له صفات أربسع 
صعب الوصول له وقل نظيره 
ومنه : [من الكامل]: 
ولريّما صد العقابُ بكيده 


حتى تحقق والقضساء مساعداً 


وبرقص وبِصَّفْقٍ الراحتين 
قد رأيتم ما ذكرتم رأي عيِنٍ 
شابّها حتّى يُصفْى دون رین 
يمنعٌَ الأصل ففعل منه زين 
وصفها المذكور شين أي شين 
أخلصوا التقوى وشدوا المئزرين 
بخشوع ودُموع المُقَلتَتِنٍ 
قد حكوه عن ولي دون مين 
في اعتدال كاعتدال الكفتينٍ 


بالقهر يأخذ كل من يطأوا عليه 
واشتدّت الحاجات من كل إليه 


من لوتره لخلته مكسالا 
إن العلا ماأعجزت مُختالا 


صورة شيء من إجازة صاحب العباب المُرّجّد للشيخ علي بن عراق بعد 


أبيات تتضمن الحمد والصلاة 


وبعد فالولد العالي علي فتى 
الكالك النَّاسكٌ المحيي طريقة 

فالله يبقيه في خير وعافية 
أراد مني إجازات ولست هنا 


)١(‏ الرين : الدّنس 


7۰ 


: [من البسيط]: 


محمد بن عراق العالم العم 
روى فأروى الورى من ورده الشبع 
من غير بأس ولا بؤس ولا نقم 
إِنَى وإن كنت موجوداً فكالعَدّم 








«أنا المعيدي فاسمع بي ولا ترني»(“ 
وقد علمت بحسن الظنٌ منه بما 
أجزته في علوم الشرع أجمعها 
بمالها من أسانيد مطولة 
هذا نهاية ما أسطيع جئت به 
والحمد لله حمداً لانفادله 
ثم الصلاة على المختارٍ من مُضْرٍ 


نعم وما السّمَنْ المَدّيٌ كالوَرَم 
وكل مالي من شر ومنتظم 
عن المشايخ أهل الفضل والهمم 
ومن يقصر وراء الجهد لم يلم 
على التواصل في بدء ومُخْتتم 
ما أومض البرق في مُخلولك الظّلم 


صورة صدر إجازة الشيخ أبي القاسم بن إقبال للشيخ علي بن عراق : 
الحمد لله الذي جعل صدور العلماء مشكاة لمصابيح الأنوارء وأمدها بزيت من 


الهداية والتوفيق #يكاد زا بضىء 


ج 


ولو لَرَ تَصَمَسَهُ تا 4 [التور : 0*] وزيّن 


ظواهرهم بالسكينة والوقار » وبواطنهم بمعارف عوارف الأسرار . 
وفي تذكرة الشيخ علي بن عراق أن آدمّ لما أهبط وأزال درنه وظفره وشعره 
خلق الله منه النخلة فالخشب من الدرن › والجريد من الظفر › والليف من 


الشعر . 


وتاريخ وفاته لم أقف عليه » وهذا الذي منعني من أن أترجم له على 
عه 2 هو لدي منعني من أن اترجم 


حذته رحمه الله تعالى . 


© ومن أولاد الشيخ محمد بن عراق أيضاً الشيخ عبد النافع”") » وكان 
عالماً فاضلاً فصيحاً بليغاً رئيساً كبيراً » ذا أدب وظرف وملح ولطف . 


وحكي أنه سل عن الشّوي الذي يصنعه الحضرميون المسمى عندهم 





)00( هو مثل قاله المنذر بن ماء السماء لِشِقَةَ بن ضّمرة » وكان يسمع به ويعجبه ما يبلغه عنه » 
فلما رآه قال : « تسمع بالمعيدي لا أن تراه » انظر : « أمثال العرب » ص (50ه ) 
و ١‏ الفاخصر » ص ( 10 ) و ١‏ البيسان والتبييسن » ( 171/١‏ ) و الشعر والشعراء» 


2)” 


0( ذكره في « شذرات الذهب » ( ٠١‏ ) في ترجمة والده ٠.‏ 








المظبي : أتقول به معنى يعجبك؟ فقال : حتى أذوقه » فلما ذاقه قال : نعم أقول 
به » أقول به [قلت] : وعلى ذكر الشوي المذكور ذكرت بيتين فيه لصاحبنا الأديب 
الفاضل جمال الدين محمد بن عبد اللطيف مخدوم زاده وهما : [من السريع]: 
إل الباريش لها لذَةٌ تفوق لذات الشَّوِيْ والكباب 
ولذة الوفصة لاتنسهما وهي التي تنسيكٌ شوخ الشباث 

والحضارم يسمون ما يشوى من سواد البطن ونحوه الهباريش - بالهاء والباء 
الموحدة وبعدها ألف وراء ثم تحتية وآخره شين معجمة . ومن عادتهم أنهم إذا 
جَلسوا على أكلة يشرع أحدهم في قطع اللحم فيدور فيه على الجماعة فيدفع 
إلى أحدهم قطعة ويصنع بالآخر مثل ذلك ومثله بالآخر إلى أن تعود نوبة 
الأول » فيعطيه ويستمر كذلك إلى آخر أكلهم » ويسمون ذلك الأكل على هذه 
الكيفية الوقصة » ويجدون لذلك لذة عظيمة لا يعدلها لذة أخرى . 

وله أشعار رائقة وأخبار فائقة . ومن شعره وفيه التورية والانسجام 
والتوجيه : [من البسيط]: 
يا قائلينَ وقَؤْلي حين أذكرهم كم هكذا أغتدي في غربة وفراق 
لو سار رَكْبٌ بعشاق الهّوى رملا نحو الحجاز لما ذاق النوَى ابن عراف 

وله أيضاً : [من الكامل]: 

كل له وردٌ يكون وسيلة لمعاشه ومعاذه ومعادو 

وجعلت وردي في الخروج عن السّوي وأكون مع مولاي تحت مراد 

ومنه : [من مجزوء الرمل]: 

كيف تدعى بحرام وأناأش رب ينها 

ومنها : [من الوافر]: 

لشارب قهوة البنٌ التغفادي فيؤ شرابها في الكونٍ بادي 


TY 











لها عرف العنابر في الأيادي 


ولون المشك تشرب بالرّبادي 


وحكي أنه كان له أخ يسمى نعمان وولد له ابن من سرية له حبشية فأنشد في 


ذلك : لمن الوافر]: 


وقد نلث البنيِنّ م من السّراري 
ولس لا يسزال يقول عنّي 


: قلت : وعلى ذكر النعمان والنجاشي قد وقع لي 


فى غير هلاا لمعن ٤‏ 
خديدٌ حي حكى الشّقائق 
رم مت ته تشبيهاً فقال خذه 


وأقربهم إلى روحي وجاشي 
هو التعمان والخال النّجاشي 


تشبيه بديع جداً » ولكن 


وخاله خلته وجه واشي 
آنا التُعحمان والخَال النجاشي 


وكان تولى الخطابة بالمدينة الشريفة » وتولى قضاء الأقضية باليمن . 
وللعلامة الفقيه عبد الله بن عمر مخرمة فيه وهو يومئذ قاضي الأقضية بزبيد لما 
غاب عنها إلى بندر المخافي أواخر شهر جمادى الأولى وأوائل جمادى الآخرة 


من سنة ست وخمسين وتسعمائة وذلك 
رايت زيند في شَهْريْ جُمَادى 
وَبَدْرٌ جمالهافيه ساف 
فقلتُ لهسا اخبريني أي شي 
آلست نظرت في عم اطي 


وذلك أن نور رَ الشمس يعطي الضي. . 


فحين يحول ظل الأرض عنها 
وشمسي غاب عنّي فاعتراني 
فإن شمسي تعود يعودٌ نوري 
فبالله اطلبوا ري يعييدة 
ويصحبة بتأييل ولف 


1Y 


: [من الوافر]: 


بأخيرة ذا وأول ذا كته 
وقد كات محاستها عجيية 
كساكٍ الكسْف؟ قالت لي مجيبة 
ففي الهيشات عة ذا قريية 


٠‏ اللبدروهي له حبيبة 


عراه كسفه ولقي المُصيبة 
كُسوف وضاق أنحائي الرّحيبة 
وتصفو كل أحوالي الشّنِية 
ويحرسه من الثوب التعيية 
فمايخشى الذي ربئي صحيبة 





وله أيضاً : [من الوافر]: 
وقلت لها أماسبب لهذا؟ فقالث لي مُفارقةالأفندي 


ولم أعثر على تاريخه أيضاً رحمه الله تعالى آمين . 


+ لم ين 


T€ 





سنة أربع وثلاثين بعد التسعمائة 


© وفي سنة أربع وثلاثين أخذ الإمام الجواد" أحمد" مدينة هرر من بلاد 
الحبشة وضعف عن مقاومته' ”' سلطانها » وكان من ولد سعد الدين . ولم يزل 
أمر الإمام بعد يعظم حتى صار إلى ما صار إليه » واستفتح كثيراً من بلاد 
الحبشة » وقهر الكفار » وواظب على الجهاد والغزو في سبيل الله » ونقل عنه 
في ذلك ما يبهر العقول حتى سمعت بعضهم يقول : ما تشبه فتوحاته إلا بمثل 
فتوحات الصحابة » وناهيك فيمن يكون بهذه المثابة . وكذلك حكى من أمر 
شجاعته حكايات غريبة » قالوا : وكانت أموره جميعاً على قوانين الشريعة 
الغراء حتى أنه كان يخرج الخُمس من الغنيمة ويصرفه إلى أقارب النبي كك . 

ورأى بعض الأخيار النبي بيو ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله 
عنهم وعندهم الومام المذكور . قال الرائي : فقلت : يا رسول الله من هذا 
الرجل؟ قال : هذا رجل نشأ فصلح به بلاد الحبشة » وكانت هذه الرؤيا قبل أن 
يترقى الإمام إلى هذا المقام » ورأى بعضهم العيدروس وهو يقول : لا تسموة 
سلطاناً ولا أميراً » سموه إمام المسلمين . 

وبالجملة : فكان هذا الرجل من آيات الله تعالى » رحمه الله تعالى آمين . 





. الجراد»‎ ١: ) في( م‎ )1١( 
. ) ۲۷۹/۱۰ (۲ (؟) ترجمته في « شذرات الذهب‎ 
. )» في ( ط) : « مقاومة‎ )۳( 


10 





سنة خمس وثلاثين بعد التسعمائة 


© وفي شهر ربيع الثاني سنة خمس وثلاثين توفي محمد بن علي بن 
أحمد بن سالم الجُناجي'١'2‏ بجيمين الأولى مضمومة بينها نون خفيفة » نسبة 
لجُناج”" قرية بين البحرارية وسنهور من الغربية » ثم القاهري الأزهري المكي 
وربما يعرف هناك بابن وحشي بمكة » وصلي عليه عند باب الكعبة » ودفن 
بالمعلاة » وكان مولده في سنة ستين أو بعدها تقريباً . 

وحفظ القرآن » ونحو النصف الأول من مختصر الشيخ ومن ١‏ ألفية 
النحو » » واشتغل عند داود الفلتاوي فى الفقه والعربية » بل وقرأ على 
السّْوُوي النصف من « توضيحه » وسمع عليه غير ذلك » وقرأ على الديمي 
« البخاري » › وسمع على الكمال بن أبي شريف في ( مسلم » › وعلى 
الشاوي في البخاري » بحضرة الخيضري كذا ذكر السخاوي » قال : « وحج 
غير مرة » ولقيني في سنة سبع وتسعين بمكة » فقرأ علي « الموطأ » ونحو 
النصف من ١‏ الشفاء » بسماع باقيه » ولازمني في غير ذلك سماعاً وتفهماً › 
ولديه استحضار ومشاركة » واختص بالشمس الحلبي التاجر »› ثم بأبي الفتح 
ابن كرمون » وسافر معه إلى اليمن فحصل ما ارتفق به وعاد بعد أشهر في سنة 
تسع > واستمر مقيماً بمكة يقرىء ولد المشار إليه بعد رجوع الأب إلى 
القاهرة » ومعه جارية يتقنع بها » ولا بأس به » . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : « وقد رزق منها ذكران 





(۱) ترجمته في « شذرات الذهب (٩‏ ۲۹۲-۲۹۱/۱۰) . 
0( جناج : قرية من أعمال الغربية في مصر » انظر « التحفة السنية » ص ( ۱۷١‏ ) . 


٦ 


وبنت » وانقطع بمنزله من وجع رجله » وتقرر في عدة وظائف » وضررٌ فصار 
أولاده يباشرونها عنه بحيلة وإظهار فضيلة » واستمر على ذلك حتى مات 
رحمه الله ) . 

© وفيها : كانت وفاة الأمير سلمان الرومي الذي قَيِلَ في جزيرة المجاملة 
قريباً من بندر البقعة » ويجمع مقتله له « قررت » وكان قاتله ابن أخته خير 
الدين » ثم إن مصطفى بهرام ابن أخت الأمير سلمان الثاني استوفى وأخذ ثأر 
خاله بقتل خير الدين ٠‏ ثم دخل الهند مصطفى بهرام هو والخواجه صفر سلماني 
فخوطب مصطفى بهرام برومي خان » وخوطب صفر بخداوند خان » وسيأتي 
ذكرهما وتاريخ ذلك العام قريباً . 


سنة ست وثلاثين بعد التسعمائة 


© وفي عصر يوم الخميس تاسع عشر المحرم سنة ست وثلاثين توفي 
الشهاب أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي 
بكر الفاكهي الأصل المصري المكي الشافعي''' ابن أخت السراج » وجهز في 
ليلته > وصلي عليه صبح ليلة الجمعة » ودفن على قبر أبيه وجده في شعب 
الأقصى جوار الفضيل بن عياض وتربة بني الشيبي . وكان مولده في شعبان سنة 
ثمان وستين وثمانمائة بمكة » ونشأ بها » وحفظ القرآن و« أربعين النووي » 
و« الإرشاد» لابن المقري و« ألفية ابن مالك » وعرض على البرهان بن 
ظهيرة » والمحب الطبري › والعَلمي ؛ وعمر بن فهد في آخرين . 

قال السّخاوي : سمع مني بمكة والمدينة أشياء » بل قرأ علي بالقاهرة في 
« سنن أبي داود » » وتكرر قدومه لها » وهو حاذق فطن منور . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : وبعد المؤلف استمر على 
حاله في التودد والحذق وكثرة دخول القاهرة ومخالطة الأكابر مع الحرص على 
تحصيل الوظائف ٠‏ وتزوج واحدة بعد أخرى ورزق جملة 1من]"“ أولاد 
أنجبهم : عبد الله من حبشية » وغيره من مكيّة ومدنيّة . وحصل الأملاك 
وعمرها » ثم ضعف في آخر عمره » وطلع له فتق في بدنه » وانقطع في بيته 
نحو جمعة بالإسهال » ثم مات بعد وصية > وحصل ( له" بالإسهال 
الشهادة » ووقي فتنة القبر بموته يوم الجمعة وناهيك بهما من سعادة رحمه الله 


(۱) ترجمته في الضوء اللامع ۳٤/۲ ( ٩‏ ) و« شذرات الذهب »( )700/٠١‏ . 
(5) لم تردالكلمة في( م ) . 
(۳) لم ترد الكلمة في ( ط ) . 


YA 





تعالى وإيانا . وخلف عبد الله وعمر وعبد القادر وأبا السعادات . قلت : وقد 
اشتهر كل من أولاده بمزيد العلم خلا عمر » وسيأتي ذكر الثلاثة منهم عند ذكر 
© وفيها : توفي السيد الشريف الفقيه حسين بن أحمد بن علي با جبهان با 
علوي » وكان فقيهاً فاضلاً صاحب إتقان وتحقيق » تفقه بجماعة من أهل 
عصره وعلماء مصره كالفقيه أحمد بن على خرد الملقب قاضى شريف » 
والعلامة الفقيه عبد الله بن محمد با قشير صاحب ١‏ القلائد » والفقيه على بن 
عبد الرحمن با حرمي ٠‏ والفقيه الزين بن الفقيه عبد الله با فضل . وكان 
محفوظه «الإرشاد» للمقري فى الفقه و« ألفية ابن مالك » فى النحو 
و« الشاطبية » في القراءات . وقرأ « المنهاج » للنووي مراراً » وقرأ ٠‏ روض 
المقري » و« الإسعاد شرح الإرشاد » لابن أبي شريف ٠»‏ وغير ذلك من كتب 
المذهب . وكانت وفاته بدورة من بر سعد الدين رحمه الله تعالى آمين . 


ڳد 


© وفي سنة سبع وثلاثين سار جَدّي الشيخ عبد الله العيدروس للحجٌ 
واستصحب معه ولده سيدي الوالد » وكان الأروام في تلك السنة حصروا عدن 
ومنعوا المراكب أن تسير إليها مدة من الزمن » فلما وصل سيدي الجد إلى 
الشَّحْرٍ » وسمع به الأمير مصطفى بهرام الرومي › وكان يريد الهند فتوه في 
الشخر »> جاء إليه يزوره » فأخبره سيدي الجدٌ بأنه يريد عدن » فأذن له وسار 
إليها » وكان يوم دخوله فيها يوماً مشهوداً » وكان سلطانها يومئذ عامر بن داؤد 
آخر ملوك بني طاهر » فقابله بالإجلال والإكرام » وقام بواجبه أتم القيام . 


۷۰ 


سنة ثمان وثلاثين بعد التسعمائة 


© وفي ليلة السبت سادس عشر شوال عام ثمان وثلاثين توفي يحبى بن 
علي بن أحمد بن شرف الدين الرحبي الأصل ٠‏ المكي المالكي . ويعرف كأبيه 
بالمغربي''' , فججهّرٌ في ليلته وصلي عليه في صباحها » ودفن بالمعلاة عند قبر 
جده رحمه الله . وكان مولده في ليلة الأربعاء رابع وعشرين من شهر ربيع الأول 
سنة خمس وستين بمكة » ونشأ بها » فحفظ القرآن و « أربعين النووي » › 
و« الشاطبية » › و « الرسالة » » و١‏ ألفية النحو» › وعَرضَ في سنة تسع 
وسبعين على قضاء مكة الأربعة > وعمر بن فهد » واشتخل قليلاً » وحضر عند 
الفخر بن ظهيرة وأخيه البرهان مع ذكاء وفهم » ثم تعاطى التجارة بعد أن أثبتَ 
البرهان بن ظهيرة رشده » وسّلمه ماله » وسافر في التجارة لدمشق » وتلقن في 
القاهرة الذكر من ابن عبد الرحيم الأنباسي . 

ذكره السَّخاوي في تاريخه قال : وله ترددٌ إليّ وسماع عليّ » ولي إليه زائد 
الميل » ونعم هو تواضعاً وأدباً وفهماً وذكاء وحسن عشرة بحيث صار بيته بمكة 
وغيرها مألفا لأحبابه مع عدم اتساع دائرته . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : وعاش بعد المؤلف » 
وتردد للقاهرة وأقام بها مدة ثم عاد لمكة » واستمر على حاله في الجمع 
لأحبابه حتى توفي بعد طول مرض انقطع بسببه في المنزل مدة أعوام » ولم 
يخلف غير ابنة واحدة ملكها جميع مخلفه وأثبت ذلك في حياته رحمه الله . 


© وفيها : توفي الفقيه الصالح المقرىء إبراهيم بن علي بن الولي علوي 





)1( ترجمته في « الضوء اللامع ۲۳٣_۲۳۰ /١١ ( ٩‏ ) وفيه ١١‏ نميربى »© و« شذرات الذهب 6 
في نه أي 
)۳/1۰( . 





خرد با علوي » وعمره سبع وثلاثون سنة ؛ لأنه ولد سنة إحدى وتسعمائة كما 
قاله أخوه المعلم خرد » تفقه بالعلامة المُرّجّد > والعلامة الدّيبع''' وغيرهما . 
وكان يحقق للقراء العشرة ورواتهم برواياتهم » ولم يسبق إلى ذلك فيما نعلم 
في زماننا في قطرنا ولا قبل ولا بعد » بل كانوا يحققون للسبعة . وكان حسن 
العشرة » وجاور بمكة المشرفة ومات بها رحمه الله تعالى آمين . 

© وفيها : كان وصول مصطفى بهرام إلى أرض الهند » ووصل في صحبته 
بالمدفعين المشهورين المسميين ليلى والمجنون . 


(1) تحرفت الكلمة في ( ط ) إلى ( الربيع ) . 


¥۲ 


سنة تسع وثلاثين بعد التسعمائة 


© وفي سنة تسع وثلاثين : َقَلّ سيدي الشيخ الجَدٌ عبد الله العيدروس من 
الحج إلى عدن » وأمر ولده سيدي الشيخ الوالد بالذهاب إلى الإمام أحمد 
الجواد بالحبشة بسبب دين لحقه ففعل » وحصل المقصود على أحسن 
الوجوه وأجملها > ورجع إلى عند والده بعدن في مدة يسيرة جداً » وقضى الله 
عنه ذلك الدّين الذي كان استدانه في سفره إلى الحج » ورأيت بخط سيدي 
الوالد أن جائزة الجواد لهم كانت ألف وخمسماية ذهب : 





(1) في( م) :( الجراد) . 


YY 





سنة أربعين بعد التسعمائة 


© وفي آخر ذي الحجة سنة أربعين توفي الشريف الصالح الفقيه العابد 
الولي شيخ ابن الولي عبد الله بن الأستاذ الأعظم الشيخ عبد الرحمن السقاف › 
وكان كثير العبادة متواضعاً . تفقه على علماء عصره » قرأ « التنبيه » على 
العلامة الصالح الفقيه محمد بن أحمد با فضل » وقرأ « المنهاج » على الفقيه 
محمد بن عبد الله با جعفر » وابن أخي المذكور . كان فاضلاً بليغاً » نقل 
« الحاوي » و الألفية » » وقرأهما وحققهما على العلامة محمد بن أحمد با 
فضل بعدن » ونظم على منوال القصيدة الموسومة بالوترية قصيدة أجاد فيها . 

ذكره المعلم خرد في كتابه « النور المضي والدر البهي » ولم يذكر تاريخ 
الوفاة » والظاهر أنه كان إذ ذاك حياً » واسمه عبد الله بن أبي بكر » وكان يعاني 
التجارة . 

© وفيها : خرج سيدي الوالد من عدن إلى تريم بأمر والده وتزوج فيها › 
وولد له ولد مات صغيراً » وقرأ فى تلك السنة على الفقيه عبد الله با سهل وغيره 
من المشايخ . 


Vé 





سنة إحدى وأربعين بعد التسعمائة 


© دفي سنة إحدى وأربعين توفي العالم الكبير ملا عماد بن محمود 
الطارمي”'2 مولده بطاره”© : قرية من خراسان » نشأ بها » واشتغل بتحصيل 
فنون العلوم حتى برع » ثم جاء إلى كجرات وأقام بها إلى أن مات . 

وسمعت شيخنا ملا عبد الرحمن بن حسن يقول : إن والد صاحب الترجة 
كان يعاني التجارة » فاتفق أنه صنع خيمة عظيمة أنفق فيها مالا جزيلاً ورصعها 
بالجواهر واللآلىء > وذهب بها إلى ملك الروم فعجز عن قيمتها » ثم أتى بها 
إلى كجرات وذلك في عهد السلطان محمود الكبير فلم يأخذها أيضاً » فأراد 
الرجوع إلى وطنه فاتفق أن مرّ ذات يوم وكان يوم جمعة - على بعض 
المساجد » وكان الشيخ الكبير شاه عالم في ذلك المسجد» »> فسمع الجلبة 
والغوغاء فقال : ما هذا ؟ فقيل له بالقصة » فقال : اطلبوه » فأحضر بين يديه 
وعرض تلك الخيمة عليه » فاث شتراها الشيخ منه على أن يؤدي إليه الثمن بعد 
أيام » ورجع إلى منزله » فقال بعض الناس له : إيش صنعت ٠‏ ابتعت من هذا 
الشّيخْ من أين يعطي هذا المبلغ الذي عجز عنه الملوك؟ فدخل عنده هذا 
الكلام > وذهب من وقته إلى الشيخ فوجده جالساً وقد نصب الخيمة وجعلها 
نهبة للناس » فلما رأى التاجر ذلك هاله هذا الأمر » وطلب من الشيخ المبلغ 
قبل حلول الأجل » فقال الشيخ : لقد حرضك بعض الناس على هذا أي جنس 
من النقد تختاره ؟ فذكر نقداً معيناً » فرفع الشيخ بساطاً كان تحته وأمره أن يأخذ 
حقه » فوجد ذلك المبلغ بعينه من جنس ما طلب هناك من غير زيادة ولا 





. )*”45-7«45/1١١ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )1١( 
. ) 75١0 ( ص٠ بلدان الخلافة الشرقية‎ ١ ذكرها مستوفياً الكلام فيها صاحب‎ )1( 


YVo 


نقصان » فاعترف عند ذلك بقدر الشيخ › وطلب منه أن يرزقه الله ولداً » 
فأخرج الشيخ تانبولاً من فيه وأعطاه إياه وقال له : سيكون ذلك إن شاء الله 
تعالى » فرجع إلى بلده وولد له هذا الولد » واشتغل بتحصيل العلوم حتى فاق 
أقرانه » وكان قد سمع من والده أحوال الشيخ وكراماته » فسافر إلى كجرات 
لملاقاته فما قدر الله وصوله إليها إلا بعد وفاته » وكان وصل في عهد السلطان 
مظفر بن السلطان محمود . 

وكان بارعاً في كثير من العلوم ولا سيما العقليات » قيل : إنه كان عنده 
منها كذا وكذا علماً » وكانت له يد طولى في علم السيمياء وعنه في ذلك 
حكايات مشهورة . 

وممن أخذ عنه من العلماء الأعلام مولانا وجيه الدين » ومولانا العلامة 
القاضي عيسى . 

© وفيها : توفيت فاطمة بنت القاضى كمال الدين محمود بن سيرين 
بالقاهرة » ودفنت بالقرافة . ولدت تقريباً سنة حمس وخمسين وثمانمائة › 
ونشأت فتعلمت الكتابة وما تيسر » وتزوجت الناصر بن محمد بن الطنبغا › 
فاستولدت ابنتها فاطمة وغيرها » ثم مات عنها فتزوجها العلاء علي بن 
محمد بن بيبرس حفيد ابن أخت الظاهر برقوق فاستولدها بيبرس ١‏ ولاحظ 
لهافي ذلك » مع براعتها في النظم وحسن فهمها وقوة جنانها حتى كانت فريدة 
فيما اشتملت عليه . 

ذكرها السّخاوي فى ١‏ تاريخه » » وذكر كثيراً من نظمها مما امتدحته به هو 
وغيره من فضلاء ذلك العصر » من ذلك أنها أرسلت إليه بأبيات تستفتيه فيها 
عن بعض المسائل » فأجاب عنها نثراً » ومن ذلك أن الشهاب المنصوري كتب 
للزين سالم : [من الطويل]: 
أيا سيداً قد حسّنَ الخال اسمه وجمّله وال بالكَلْتٍ عالم 
أَعنْ بيد فيها أيادٍ لسائل ولا تخشّ حُسَاداً فإنكَ سالم 


¥ 





فقالت هذه بديها : [من الطويل]: 
أيا ستداعم الخلائق بره وإحسانه فرض تضاعف لازم 
أَعِنْ سائلاً يأتيك والدمعٌ سائل ولا تخشَ من سوء فإنك سَالِمٌ 

وكان بحضرة السّراج العبادي وغيره فرجحوها عليه » بل وافق المنصوري 
على ذلك . قال : وقد حجت سنة أربع وثمانين » ثم سنة أربع وتسعين 
وجاورت في هذه بجوارنا » ثم في سنة ثمان وتسعين مع أبيها وجاورا في السنة 
التي تليها . 

قال الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله : أقول : وبعد المؤلف عمرت نحو 
أربعين سنة حتى بلغت نحو خمس وثمانين سنة » وجاورت بمكة سنين عديدة 
في حدود العشرين » وخالطت سلطان مكة السيد بركات الحسني وزوجته » بل 
وامتدحتهما وأنعما عليها بعدة إنعامات » بل راسلها الشريف وغيره من 
الأكابر . وجمعت نظمها في كراريس » وقد أخحذت دورها في أول دو 
الأروام وتوجهت للقاهرة بسببها » وفقدت نظرها وقدحت عينها فلم ينتج 
شيئاً » ثم مات ولدها سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة وضعف حالها بعده 
رحمها الله . 

قلت قات : وعلى ذكر قلح العين فهنا حكاية غريبة يحسن ذكرها » وهي : أن 
الفقيه الصّالح محمد بن الحسن بن عَبْدَوَيْه - بفتح العين وإسكان الباء الموحدة 
وفتح الدال المهملة والواو وإسكان المثناة من تحت ثم هاء ‏ تلميذ الشيخ بي 
إسحاق الشيرازي كف بصره في آخر عمره » وكان متوطناً في جزيرة کمران 
فقال بعض من كان يقرأ عليه : خرجت مرة من بلدي أريده فى الجزيرة › 
فدخلت المهجم فوجدت به طبيباً فأخبرته بحال الفقيه وسألته أن يسير معي 
فأجابني » وخرج معي إلى المهجم . ثم ركبنا البحر حتى أتينا الجزيرة فأتيت 





)١(‏ جزيرة كَمَران : بالتحريك : جزيرة قبالة رّبيد باليمن سكن بها الفقيه المذكور محمد بن 
الحسن بن عبدويه > انظر 8 معجم البلدان » ( 159/7 ) مادة ( جزيرة ) . 


YY 





الفقيه وسلمت عليه وأخبرته بقدومي بالطبيب فقال : لا بأس . ثم لما كان آخر 
اليوم الذي قدمنا فيه عليه دعا بابن ابن له فقال له : اكتب ثم أملى عليه شعراً : 


[من الوافر]: 

وقالوا قد دَمَى عينيْك سُّوء 
فقلتٌ الربٌ مُخُتبري بهذا 
وإِنْ أجزع حرفت الأجرَ منه 
وإتسي صابرٌ راض شکور 


٠ . 3 . 0‏ ۰ 
وربي عير متصب بحيفي 


فلو عالجته بالقذدح رالا 
فَإِنْ أصب_أنلْ منه مسالا 
وكان خصيصتي منهالوّبالا 
ولست مغيّراً ماق دأنالا 
وليس لصّئعه شيءٌ مثالا 
تعالى رتناعَن ذا تَعَالى 


قال : ولما بلغ قوله « وإني صابر راض شكور » البيت رد الله تعالى عليه 
بصره > وأضاء له المسجد وعاين ابن ابنه وهو يكتب » وتكامل بصره بفضل الله 
تعالى فقال له : أعط الطبيب ما شرط له » فقد حصل الشفاء بإذن الله تعالى 


لا بمداواته . 


TYA 


سنة اثنتين وأربعين بعد التسعمائة 


© وفي سنة اثنتين وأربعين توفي الشيخ الشريف عبد الله بن الشيخ علي بن 
أبي بكر » وكان من الأولياء العارفين والعلماء العاملين » وكان والده يقول 
فيه : عبد الله صوفي حقاً . 

ومن كراماته : أنه كان يجلس في بعض البيوت بتريم“ » وكان البيت 
غميماً » فذكر له بعض الحاضرين أنَّ البيتَ غميمٌ » فقال : عادكم تنظرون من 
هذه الطاقة بيت فلان » فبعد نحو عشر سنين أخرب السلطان بدر تلك البيوت 
وكانت كثيرة » ورأى البيت الذي كان أشار إليه من ذلك الموضع : 

© وفيها : في ضحى يوم الخميس حادي عشر شعبان توفي الفقيه العلامة 
عبد الله بن الفقيه محمد بن أحمد با فضل”"' بعدن » وكان تفقه بوالده وانتصب 
بعده للتدريس بمسجد المدرسة بعدن » وكان فقيهاً محدثاً فاضلاً » حسن 
الأخلاق » شريف النفس . مخالقاً للناس » حسن السعي في حوائج 
المسلمين » محبباً إلى الناس . سليم الصدر » ثم عمي في آخر عمره 
وتطبب ٠‏ فرد الله عليه بصره › ولم يزل على الحال المرضي إلى أن توفي 
رحمه الله » وهو من شيوخ والدي رحمهم الله . 

© وفيها : وصل السلطان همايون إلى كجرات وهزم السلطان بُهادر , 
وكان مصطفى بهرام المخاطب رومي خان هو الذي أغراه على ذلك » وحمله 
على المجيء إليها وكاتبه فيه » ثم عرض له بعد ذلك ما كدر خاطره من الخوف 
على ولايته القديمة ٠»‏ وتغلب بعض السلاطين هناك فذهب إليها » وعاد أمر 





)00( تحرّفت في ( ط ) إلى ( بترم ) . 
(0) ترجمته في ۵ شذرات الذهب )7”81/1١١(»‏ . 


۷4 


كجرات إلى السلطان بُهادر كما كان . وسبب طلب رومي خان له أنه كان 
استفتح للسلطان بُهّادر قلعة تسمى جيتور من الكفار بعد أن تعب في ذلك لأنها 
كانت حصينة » وكان السلطان وعده بها ولم يتم له بذلك . 

© وفيها : قتل السلطان بدر الإفرنج في الشخر بعد أن عزموا على قتله 
فخذلهم الله تعالى » وكان هو وإياهم في بيت يشربون » وقد أغلقوا الأبواب 
عليه » فأخبرته بعض الجوار منهم » ولم يجد له مخرجاً إلا من بيت الماء › 
فخرج منه وسلمه الله منهم » وأصبح في ذلك اليوم هلب عليهم » وقتلوا عن 
آخرهم » وأرسل برؤوسهم إلى السلطان سليمان . 


كا 





سنة ثلاث وأربعين بعد التسعمائة 


© وفي شهر ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين توفي الفقيه الصالح القاضي 
عفيف الدين عبد الله بن أحمد سرومي الشّخْري”'' بمكة » وكان عزم إلى الحج 
في السنة المذكورة » فما أن وصل إلى مكة توفي بها قبل الحج في شهر ذي 
القعدة » ودفن بالمعلاة » وكانت ولادته ببلده الشخر ونشأ بها » وقرأ بها 
القرآن » ثم ارتحل لطلب العلم إلى زبيد » فأخذ عن إمامها الفقيه كمال الدين 
موسى بن الزين » والعلامة جمال الدين محمد بن حسين القماط وغيرهما » ثم 
رجع إلى بلده الشخر » وأخذ عن عالمها الفقيه الصالح عفيف الدين عبد الله بن 
عبد الرحمن فضل المعروف بالحاج ولازمه » ثم سعى له رحمه الله في وظيفة 
القضاء بها في آخر أيام السلطان عبد الله بن جعفر » فولاه القضاء وذلكَ أول 
سنة عشر بعد وفاة القاضي الصالح عبد الله بن عيسين” '' بنحو سنتين » ولم يزل 
متولياً بها القضاء إلى أن عز م إلى الحج » وكان ‏ رحمه الله تعالى ‏ يحب الطلبة 
ويؤهلهم » ويحب الإفادة والاستفادة » وكان لطيفاً » قريب الجانب » سليم 
الباطن . 

ذكره الفقيه عبد الله با مخرمة في « ذيل طبقات الإسنوي » » وذكر أنه من 
جملة شيوخه قال : وأما معرفته في الفقه فلم تكن بذلك ٠‏ بل كان بعيد 
الذهن » ضعيف التصرف » بل لم أر له تصرفاً » لكنه كان كثير الاعتناء 
بالروضة » قوي الصبر على الطاعة والأوراد النبوية » كثير التعظيم للأكابر من 





. ) ۳۵٥۸۳۵۷/۱۰ (٩ شذرات الذهب‎ ١ ترجمته في‎ )1١( 
. ) في( ط) : « عيسرين ) وما أثبتناه في ( م‎ )5( 


۸1 





العلماء والصالحين » ونرجو من فضل الله أن يحشرنا وإياه في زمرتهم وينفع 
الجميع ببركتهم آمين . 

وحكي أنه قدم الشُخر في بعض السنين بعض السياحين من أهل الإرادة › 
فقام ذات يوم إلى القاضي عبد الله وقال له : يا سيدي كيف الطريق إلى الله 
تعالى؟ فأطرق القاضي ساعة ثم قال : ل وما ءاندكم الرُسولُ ف دوه وما تنكم عن 
أنهو € [الحشر : ۷] فخر ذلك السياح على أقدام القاضي يقبلها . 

وبلغني أنه كان اعتنى بحاشيته على الروضة » لكن خفيت في آخر أيامه 
وبعد وفاته » والسبب في ذلك أن أحد أولاده دخل بها الهند حتى أنّها عُمت 
ولم تظهر › والله أعلم . 


© فائدة : 


يحج » فإن الله عز وجل يوكل ملكا ينوب عنه بالحج في كل عام إلى يوم 
القيامة 2 , 

قلت : وجرى مثل هذا للشيخ القطب أبي الحسن الشاذلي نفع الله به » فإنه 
سافر من بلده بنية الحج فمات قبل أن يحج » وحكي أن الشيخ في تلك السفرة 
قال لأصحابه : في هذا العام أحج حجة نيابة » فمات قبل أن يحجّ » فلما رجع 
أصحابه إلى الديار المصرية سألوا المفتي شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام 
وأخبروه بمقالته » فبكى وقال لهم : الشيخ والله أخبركم أنه يموت وما عندكم 
عن النبي كل أنه قال : « من خرج من بيته قاصداً للحج ومات قبل أن يحج 


)١(‏ لم نقف عليه بهذا اللفظ فيما بين أيدينا من المصادر الحديثية » والظن أنه موضوع » والله 


أعلم . 


TAY 





فإن الله عز وجل يوكل ملكا ينوب عنه بالحج في كل عام إلى يوم القيامة » . 

© وفيها : في ثالث شهر رمضان قتل السلطان بُهادر“ بن السلطان مُظَمّر 
صاحب كجرات فی بندر الديو . يجمع ذلك عدد حروف « قتل سلطاننا 
بهادر ) . 





00( ترجمته في « شذرات الذهب » (١٠/لاه")‏ وزاد فيه « صاحب كجرات من بلاد 


الهند » . 


YAY 


سنة أربع وأربعين بعد التسعمائة 


© وفي ليلة الأربعاء رابع عشر شعبان سنة أربع وأربعين توفي جَذدَي 
الشريف عبد الله بن شيخ ابن الشيخ”'' عبد الله العيدروس بتريم » ودّفِن بها › 
وكان مولده سنة سبع وثمانين" وثمانمائة » وكان من كبار الأولياء . صحب 
صاحب عمه الشيخ الكبير فخر الدين أبا بكر بن عبد الله العيدروس صاحب 
عدن » واختص به » وكذا صحب عمه الشيخ حسين وأباه الشيخ شيخ وغيرهما 
من الأكابر » وأخذ عنهم » وتخرج بهم إلى أن بلغ المرتبة التي تعقد عليها 
الخناصر . وكان له جاه عظيم في قطر اليمن » وقبول كثير عند الخاص والعام 
خصوصاً في ثغر عدن » ولبس منه الخرقة جماعة من أعيان مكة . 

وذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي في معجم مشايخه : أنَّ له في لبس الخرقة 
جملة طرق يرجع بعضها إلى العيدروس . والظاهر أن الشيخ ابن حجر لبس من 
المذكور بلا واسطة » أو لبس من بعض أولئك الجماعة الذين لبسوا من يده 
الشريفة والله أعلم . 

وكان حسن الأخلاق » كثير الإنفاق »> شريف الأوصاف » نقيب 
الأشراف » وافر العقل » ظاهر الفضل » غني النفس » قانعاً بالكفاف » وضيء 
الوجه » أخضر اللون » طويل القامة » كثير المناقب » عظيم المواهب » ليس 
له في زمانه نظير » وبحر فضائله غزير . وبينما هو ذات يوم في الحرم الشريف 
بمكة إذ دخل رجل بصبي وهو يهرول به وألقاه بين يديه فإذا برجله مرض 
واعوجاج خلقي » فمسح بيده المباركة عليها فعادت كأختها مستقيمة ليس بها 


)22 في ( ط ) : « عبد الله بن شيخ عبد الله العيدروس ؛» وفيه سقط » وصوابه في ( م ) . 
(۲) سقطت هذه الكلمة في ( ط ) . وهي مما يقتضيه هذا التاريخ . 


YA 








شيء ببركته . وكراماته كثيرة رحمه الله تعالى . 

وقد نظم صاحيئا العلامة عبد القادر ابن الشيخ الإمام العلامة محمد ابن 
الشيخ الإمام العلامة عبد القادر بن أحمد الحياني كتابي ‏ الفتوحات القدوسية » 
فقال لما انتهى في النظم إلى ذكر هذا السيد العظيم » وأتى من ذلك بما يفوق 
الدر النظيم : [من الرجز]: 
أما أبوه الشيخ عبد الثم ذو العقل والفضل وسيمٌ الجاه 
مذ حار في زمانه السّيادة والعلم والزهد مع العبادة 
عليه أنوارٌ الجمال البَاهِرة تخافه الملوك والجّابرة 
كريم نفس مُكثر الإنفاقق مهمذلث وحَتَمٌُالأخلاق 
أوصافه كثيرةٌ عديدة شائعة بين الورى حَميدة 

© وفيها : في ذي القعدة توفي الفقيه الصالح الشريف عمر با شيبان بن 
محمد بن أحمد بن أبى بكر وكان مولده سئة ثمانين أو إحدى وثمانين 
وثمانمائة » وكان من العلماء العاملين والأولياء الصالحين . . 


وحكى الفقيه الصالح علي بن علي با يزيد الدوعني المقبور بالشّخْر : أنه 
زار السادة الأشراف آل با علوي في بعض السنين ٠‏ فاجتمع بالشريف عمر با 
شيبان » ومما وقع له معه من الكرامات أنه قال عند الخروج لزيارة قبر نبي الله 
هود عليه السلام : تجدون عند القبر رجلاً من أهل الكشف يقال له محمد بن 
سليمان باسنان يتكلم بكلام يزعم أنه منامات » وهو من طريق الكشف 
فالزموه » وعنده ولدان من أولاد الأشراف أحدهما عقيل بن عبد الله » والثاني 
عبد الودود » فوجدنا الأمر كما ذكر » ووجدنا أولئك الذين سماهم 
بأسمائهم . قال : وقال لي : لا بد لك من عودة إلى هنا » فعدت بعد ثلاثين 


. 


نة . 


ومن تصانيفه كتاب « ترياق أسقام القلوب الواف فى ذكر حكايات السادة 
الأشراف » . 


YAO 





© وفيها : في ضحى يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر رجب توفي 
الشيخ الإمام الحافظ الحجة المتقن » شيخ الإسلام » علامة الأنام » الجهبذ 
الإمام »> مسند الدّنيا » أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين » خاتمة 
المحققين » شيخ مشايخنا المبرزين » أبو محمد عبد الرحمن بن علي الذَيْبَع 
الشيباني العَبْدري''2 وجيه الدين الشّافعي > العالم الفاضل ملحق الأواخر 
بالأوائل . 

قال رحمه الله ورضي عنه ‏ في آخر كتابه « بغية المستفيد بأخبار زبيد » : 
كان مولدي بمدينة زبيد المحروسة في يوم الخميس الرابع من شهر الله المحرم 
الحرام أول سنة ست وستين وثمانمائة بمنزل والدي منها » وغاب والدي عن 
مدينة ربيد في آخر السنة التي ولدت فيها ولم تره عيني قط » ونشأت في حجر 
جدي لأمي العلامة الصالح العارف بالله تعالى شرف الدين أبي المعروف 
إسماعيل بن محمد مبارز الشافعي رحمه الله » وانتفعت بدعائه لي في أوقات 
الإجابة وغيرها » وهو الذي حَدَبَ علي وربّاني وأطعمني وسقاني وكساني 
وواساني وعلمنيي وأوصاني . جزاه الله عني بالإحسان » وقابله بالرحمة 
والرضوان . 

وكان المذكور على قدم في عبادة الله عز وجل ٠»‏ محافظاً على قيام الليل › 
وإحياء ما بين العشائين » وملازمة الجماعة في الصلوات المفروضات › تالياً 
لكتاب الله تعالى » عارفاً بسنة رسول الله كَل . 


أخذ العلم عن غير واحد من أشياخ قطره وغيرهم كالعلامة نور الدين 
الفخري » والخطيب كمال الدين الضجاعي" » والنفيس العلوي » والشيخ 





) ۳۹۳-۳۹۲ /١١ (٩ ترجمته في « الكواكب السائرة ( ۲ )و: شذرات الذهب‎ )١( 
. ) ۳۱۸/۳ (٩ و« البدر الطالع ۱ ۳ )وه الأعلام‎ 
. ٦ الضجامي‎ ١ : ) في ( ط‎ (۲( 


YA“ 





أبي الفتح المارفي » والمقرىء شمس الدين الجزري“ > والقاضي زين الدين 
البرمكي”"' وغيرهم رحمة الله عليهم » وصحب الشيخ الصالح شرف الدين أبا 
المعروف إسماعيل بن أبي بكر الجبرتي الصوفي نفع الله به » وقرأ كتب القوم 
وحفظها » وكانت له اليد الطولى في فتح مغلقها . وكان رحمه الله تعالى 
يؤثرني حتى على أولاده الذين لصلبه آثره الله بحبه وقربه . 


ثم إني تعلمت القرآن الكريم عند سيدي الفقيه نور الدين علي بن أبي بكر 
خطاب كان الله له حتى بلغت سورة يس وانتفعت به كثيراً » وظهرت نجابتي 
عنده » ثم انتقلت إلى سيدي وخالي الفقيه العلامة جمال الدين أبو النجباء 
محمد الطيب بن إسماعيل مبارز جزاه الله تعالى عني خيراً . فلما رأى نجابتي 
أمرني بنقل القرآن العظيم من أول سورة البقرة إلى آخره » فقرأته عنده شرفاً 
واحداً حتى ختمته وحفظته بذلك الشرف عن ظهر القلب وأنا ابن عشر سنين ولله 
الحمد . 


ثم توفى الله والدي إلى رحمة الله تعالى ببندر الديو من بلاد الهند في أواخر 
سنة ست وسبعين » ولم يحصل لي من ميراثه سوى ثمانية دنانير ذهباً . ثم 
أخذت بعد ختم القرآن على خالي المذكور في علم القراءات السبع » فنقلت 
« الشاطبية » » ثم قرأت القراءات عنده مفردة ومجموعة » وتم لي ذلك 
بحمد الله وعونه » ثم أخذت في علم العربية على خالي المذكور وعلى غيره » 
وأخذت عليه خصوصاً في علم الحساب والجبر والمقابلة والمساحة والفرائض 
والفقه حتى انتفعت في كل علم منها » ثم قرأت كتاب ١‏ الزبد » في الفقه للإمام 
شرف الدين البارزي على شيخنا الإمام العلامة الصالح المعمر تقي الدين مفتي 
المسلمين أبي حفص عمر بن محمد الفتى بن معيبد الأشعري رحمه الله قراءة 
بحث وتحقيق وفهم وتدقيق في سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة » ثم حججت إلى 





(1) في( ط) ١:‏ الجزوي »؛ . 
زفق في ( ط ) : « مكي » وما أثبتناه في ( م ) . 


YAY 





بيت الله الحرام في آخرها » وأنفقت ثمانية الدنانير التي ورثتها من والدي 
رحمه الله في تلك الحجة » ثم تقدمت بعد الحج إلى مدينة زبيد وقد توفي بها 
جدي المذكور في حال غيبتي » وكانت وفاته ضحى يوم الأربعاء منتصف 
المحرم سنة أربع وثمانين وثمانمائة عن ثمانين سنة غير أربعة أشهر رحمه الله 
تعالى » وكان قدومي يوم رابع موته » فأقمت بزبيد عند خالي المذكور في 
أطيب عيش وأتم سرور » ولم أزل عنده حتى ذهبت إلى الحجة اا في 
أواخر سنة خمس وثمانين » فرجعت إلى مدينة رّبيد سالماً غانماً » ثم من 

علي بصحبة شيخنا الإمام العلامة المحدث بقية أهل اليمن زين الدين 0 
العباس أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي كان الله معه » فأخذت عليه في 
علم حديث رسول الله ية > وكان هو المرشد لي إلى ذلك جزاه الله عني أحسن 
الجزاء » فقرأت عنده ١‏ صحيح البخاري » و« مسلم » و« سنن أبي داود » 
و« الترمذي » و« النسائي » و« موطأ الإمام مالك » و« الشفاء » للقاضي عياض 
و« عمل اليوم والليلة » لابن السّني و« الشمائل » للترمذي و الرسالة » 
للقشيري » وجميع مؤلفاته ومصنفاته » وما لا يحصى من الأجزاء والكتب 
اللطيفة » وبه تخرجت وانتفعت » وألفت في حياته كتابي المسمى ب ١‏ غاية 
المطلوب وأعظم المنة فيما يغفر الله به الذنوب ويوجب به الجنة » » وهو الذي 
تعلمت منه صنعة التأليف والتصنيف . وارتحلت في حياته بإشارته إلى بيت 
الفقيه ابن عجيل لزيارة الفقهاء بني جعمان » فأخذت في الفقه بها على شيخنا 
الإمام الصالح المقرىء ولي الله تعالى جمال الدين أبي أحمد الطاهر بن أحمد 
عمر بن جعمان فقرأت عليه « منهاج الطالبين » للنووي جميعه » ومن 
« الحاوي الصغير » و« تيسيره » للبارزي و« نظمه » لابن الوردي إلى ثلث كل 
كتاب منها » وأخذت في الحديث بها على شيخنا الإمام الأوحد الصالح ذي 
الفنون العديدة والمآثر الحميدة برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن أبي 
القاسم بن جعمان » فقرأت عليه كتاب ١‏ الأذكار » للإمام النووي › 
و« الشمائل » للترمذي › و« عدة الحصن الحصين » للجزري وغير ذلك › 


TAA 





وسمعت عنده بقراءة غيري مجالس من « صحيح البخاري » و« مسلم » وبعضاً 
من كتاب ١‏ الإرشاد » مختصر « الحاوي » للعلامة شرف الدين ابن المقري 
وغير ذلك › وانتفعت بدعاء كل واحد من مشايخي المذكورين ومحبتهم لي 5 
رحم الله جميعهم وشكر صنعهم . 

ثم حججت الحجة الثالثة في سنة ست وتسعين وثمانمائة » وزرت بعد 
الحج قبر سيدنا رسول الله ية في أواخر ذي الحجة منها > ثم رجعت إلى مكة 
المشرفة في المحرم من سنة سبع وتسعين وثمانمائة » فمنٌ الله علي بلقاء الشيخ 
الإمام حافظ العصر مسند الدنيا فريد الوقت شمس الدين أبي الخير محمد بن 
عبد الرحمن السّخاوي المصري الشافعي فيها » فصحبته وانتفعت به » وأخذت 
عليه في علم الحديث النبوي » وسمعت عنده كثيراً من صحيحي « البخاري » 
و« مسلم » » ومن كتاب ١‏ مشكاة المصابيح » للتبريزي » وجملة من ١‏ ألفية 
الحديث » » وقرأت عليه كتاب « بلوغ المرام من أدلة الأحكام » للحافظ أبي 
الفضل بن حجر ٠‏ وبعضاً من كتاب « سيرة ابن سيد الناس » لليعمري المسماة 
ب« عيون الأثر» » وبعضاً من كتاب « رياض الصالحين » للنووي » 
و « ثلاثيات البخاري » وما لا يحصى من الأجزاء والمسلسلات . وكان يجلني 
ويشير إلي ويعظمني ويقدمني على سائر الطلبة ويؤثرني » وأحسن إلي كثيراً 
جزاه الله عني خيراً . ثم لما رجعت من الح إلى وطني وألفت كتابي المسمى 
« كشف الكربة في شرح دعاء الإمام أبي حربة 200 ثم ألفت بعده كتابي هذا 
« بغية المستفيد في أخبار مدينة ربيد » > ولما وقف عليه مولانا السلطان الملك 
الظافر عامر بن عبد الوهاب بن داود طاهر ‏ جدد الله سعوده ونصر جنوده - 
طلبني إلى مجلسه الشريف العالي المنيف واستجاده واستحسنه » ودعاني 
ونبهني على إلحاق أشياء فيه كنت أغفلتها > واستدراك فوائد شوارد لم أكن 





) ۳۹۳/۱۸ ( ©» في ( ط) : « أبي حوبة »2 وما أثبتناه في (م ) . وانظر « شذرات الذهب‎ (١) 
. فيما أشار إليه من مؤلفاته » وسيأتي ذكره بلفظ ( حربة ) بآخرة من هذه الترجمة‎ 


۲۸۹ *النور السافر‎ ٠ 


ذکرتها › ثم اختصرت منه كتابي المسمى :ب العقد الباهر في تاريخ دولة بني 
طاهر » » ذكرت فيه دولة جَديه بني طاهر ووالده ومآثرهم الحميدة ودولته 
المباركة الميمونة السعيدة » فلما وقف عليه مولانا السلطان أضاف علي مواهب 
الجود والإحسان » وأجازني من مواهبه الهنية بجائزة ميمونة سنية » ثم حصل 
هذا التاريخ تحصيلاً عظيماً » وتقدمت به إلى مولانا السلطان وهو إذ ذاك 
بمحروسته المقرانة مقيماً » وقدمت إليه فأثابني بثواب عليه » وأفاض علي من 
مواهبه وكرمه ما يقصر صوب الغمام عن غزير ديمه » ولم أزل عنده في روض 
أريض وجود فياض عريض » حتى أذن لي في الرجوع إلى وطني » وخلع علي 
خلعة نفيسة وأكرمني » وتصدق علي بيتاً من سلطانية بمدينة بيد للسكنى › 
وأعطاني قطعة نخل بوادي رّبيد » وصيرني لإحسانه قناً » وتلافاني بعد الضعف 
وتدارك » وجعل لي قراءة الحديث بجامع زبيد على المنبر المبارك » فرجعت 
مسروراً إلى الوطن في نعمة وافرة وحال حسن » شاكراً لجوده وإحسانه › 
معترفاً بفضله وامتنانه » سائلاً الله تعالى أن يجمع الخلق على طاعته » وأن يمد 
في أيام دولته » وأن يعز بمتابعته كل صبار شکور » ويذل بمخالفته كل ختار 
كفور » ويجمع له بين نصره العزيز وفتحه المبين » ويجعل كلمة الحق باقية فيه 
وفي عقبه إلى يوم الدين » امين . [من البسيط]: 
آمين آمين لا أرضى بواحدة حتى أضيف إليها ألف آمينا 
وهذا محصل خبر مبتداه إلى منتهاه رحمه الله تعالى . أخذ عنه الأكابر 
كالعلامة ابن زياد » والسيد الحافظ الطاهر بن حسين الأهدل » والشيخ 
أحمد بن علي المزجاجي وغيرهم . وأجاز لمن أدرك حياته أن يروي عنه 
فقال : [من الوافر]: 
أجزت لمذركي وقني وعضري رواية ماتجوزروايتي لَه 
من المقروء والمسموع طرّاً وما ألفتُ من كب قليلة 
ومالي من مجاز من شيوخي من الكُتُب القصيرة والطويلة 
وأرج سو الله يختم لي بخير ويرحمني برحمته الجزيلة 


1۹۰ 





وسمعت صاحبنا العلامة الفقيه محمد بن أحمد الجابري رحمه الله يقول : 
أخبرنا شيخنا السيد الطاهر بن عبد الرحمن بن الأهدل قال : أخبرنا شيخنا 
الضياء وجيه الدين عبد الرحمن بن علي الدَّيبع بما لفظه قال : أخبرني شيخنا 
القاضي العلامة العدل الفقيه محمد بن عبد السلام الناشري كان الله معه وزاد 
فضله قال : أخبرني الفقيه كمال الدين محمد بن عبد الله فقيش وهو رجل ثقة 
صالح [قال : أخبرني الفقيه عمر بن محمد الملاح وهو ثقة صالح] قال : 
تزوجت امرأة شابة وأنا رجل كبير » وكان أهلها يحبوني ويعتقدوني » وهي 
كارهة بباطنها لصحبتي من حيث كبري » وتظهر الود من أجل أهلها » فاتفق أن 
امرأة دخلت عليها خفية مني » وأنا أسمع وهي لا تشعر بي » وكانت كلما 
تكلمت كلمة كتبتها في ورقة عندي ٠‏ ثم إن المرأة أرادت أن تخرج فقالت لها 
زوجتي : اصبري نقرأ الفاتحة كما يفعل الفقيه وأصحابه » فقرأت هي 
والمرأة » فكتبت أيضاً قراءتهما الفاتحة » ثم ذكرت لأخوتها وقلت لهم : 
لا تكرهوها » وأردت أن أفارقها فكرهوا ذلك وعتبوا عليها » فأنكرت جميع 
ما صدر عنها » فقلت لهم : قد كتبت كلامها في ورقة » ثم جئت بالورقة 
لأريهم كلامها , فلم أجد في الورقة شيئاً سوى الفاتحة . وهذا من بركات 
الفاتحة . 

قال الحافظ [ابن] الدَّيبع > قال شيخنا جمال الدين : هذا ما أخبرني به 
الفقيه محمد فقيش ولعمري إن هذا من فضلها قليل » وقد قال كل « إنها 
رقية *“ » وذلك حقيقة أنها رقية الظاهر والباطن . 

قال الفقيه محمد بن عبد السلام : ولقد أخبرني الفقيه محمد بن عطيف أيام 
وصل إلينا رّبيد : أنَّ رجلا رأى أنَّ القيامة قامت » وأن منادياً ينادي : يا أهلٌ 





0( ما بين حاصرتين لم يرد في ( م ) وورد في ( ط ) فقط . 
زف قطعة من حديث رواه البخاري رقم ( ۲۲۷۲ ) ومسلم رقم ( ۲۲۰۱ ) عن أبي سعيد الخدري 
رضي الله عنه مرفوعاً إلى رسول الله يكل . 


۲۹1 


اليمن قوموا ادخلوا الجنة ٠‏ ؛ فقيل للمنادي : بم أعطوا هذه المنزلة؟ قال : 
لقراءتهم الفاتحة . وكان إخباره لي بذاك أن كا إذا دخلنا عليه تتحدث عند 
ساعة » فإذا أردنا الخروج طلب منا قراءة الفاتحة تحة » وكذا كل من دخلّ عليه من 
أهل رّبيد يعجب من هذه القاعدة » وذكر هذه القصة » والحمد لله الذي ألهمنا 
ذلك وتفضل علينا بفضله سبحانه . 

ووجدت بخط شيخنا الشيخ أبي السعادات الفاكهي المكي قال : وجدت 
بخط شيخنا الحافظ وجيه”' الدين عبد الرحمن بن علي [ابن] الدّيبع ما لفظه : 
الحمد لله » مصنف كتاب « مولد النبى َة » المفتتح بالحمد لله الذي شرف 
الأنام بصاحب المقام الأعلى هو الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن علي بن 
قاسم المالكى البخاري الأندلسي المرسي اللخمي الشهير بالحريري » وهذا 
على الجزء الأول منه يشتمل على خمسة وعشرين فصلاً بعد طول البحث عن 
مؤلف هذا المُولف ¢ وعدم معرفته عند أكثر العلماء › وهذه فائدة تساوي 
رحلة . انتهى ما وجدته . 
سمعت كثيراً من الناس ينسبونه إليه » والله أعلم . 

ومن شعره في اللغات التي نزلَ بها القرآن : [من الكامل]: 

تَرَّلَ القرانُ بلفظ سَبْع قبائل وهم قريشٌ مع مجزاعة واليّمَنْ 
وتميم ثم هُذِيلُ والسّعدان س د هُزيم مغ سعد بنِ بكر فاعلمن 

وله في مصنفات النووي : [من الرمل]: 
أبها الشالك تَهْح المُضطفى تابعاًسنّتهفي كل حين 
غير كتب التووي لا تعمد وتنزهة في رياض الصالحين 





6 في ( ط ) : « وحيد » وما أثبتناه في ( م ) . 


14۲ 





وله في ١‏ الأربعين النووية » * [من الخفيف]: 


أثها الطا 


لبون عِلم حديث هذه أربعون حقّاً صحيحة 


فاعتمدها فإتها لصّحيحة 


ومنه في « صحيح البخاري » و« مسلم » ٠‏ [من الطويل]: 
ارج قوم في البُضاري وشسلم لدي وقالوا أي ذين يُقَدَّمٌ 
فقلت لقد فاق البخاري صبحة كما فاق في حُسنِ الصّناعة مُسلمٌ 


ومنه أيضاً فيهما ٠ ٠.‏ [من مجزوء الكامل] : 


قالوالمسلم سبق 
قالواتكزرر فيه 
ومن شعره : [من الطريل]: 
كفاني يِن عجري وفخريّ أنني 
وأثيَ لم آشرك بربيَ غيره 
ومنه قوله : [من السريع]: 
يارب كم أنعمتَ من نعمة 
إذا لم تقبل عَمَلي لم يكن 
ومنه قوله : 
أَذَبِتُ والرّحم* ذو متة 
أوقعني في الذنب تقديره 
ومنه قوله : [من البسيط]: 
أعضا ابن آدم فيها ما بأوله 


كف وَكتفٌ وكّبِدٌ كاهلٌ وکل 


14۳ 


| 4 ال اري : 1 
قلت المكزرر أخلا 


جُبِلتُ على التوحيد واخترته طَبْعا 
e‏ 0 
واني للرّحمن عبد له أذعى 


علي مغ عجزي وتقصيري 


بالعفو والغفرانٍ للمذنيينٌ 
وهو تعالى أرْحّم الراحمينْ 


كاف وعدّتها عشر هي الكوع 
وكمرة كفل كصب وكرسوع 


ومنه : [من السريع]: 
قالث لى النفسسنٌ أمَا تشتحى 


وله وقد اشترى جارية اسمها حرير : [من الطويل]: 


2 52 ومع ٠.‏ 0 ين 7 
حرير_ٌ لعمري جنة لي وجنة بها الله أغناني وكنت فقيرا 


صبرت فساق الله لى أحسن البجَزا 


وله في الزبيب الرازقي : [من الكامل]: 


يا أهل صنعاقد رُزقكم جِنَة 
ورزفتقم فيهارَبيياً أبيصاً 


أنهارها حنَّتْ بلطف الخالق 
وبلا نوي فتنعموا بالوّازقي 


ومنه فى ( مقامات الحريري ) : [من الطويل]: 


أحتٌ مقامات الحريري لأنها 
ولستٌ بهذا القول أول قائل 
فقد قال قبلي ابن العجيل لصخبه 
وكان إماماً لا يجازف في الذي 
وما قال إلا الح والله إِنَمَا 


لدى مسمعي أحلى من المنّ والسّلوى 
بريتٌ إلى الرّحمن من كذب الدعوى 
بغير تحاش هذه طبق الحَلُوَى 
يفوه به قُرْه وحاشاه أن يَمْوى 
لأحلى من الحلوى ومن وصل"" من أهوى 


وبلغه من فضلاء عصره أنه َك خضب لحيته 2 فأنكر ذلك عليه وكتب بهذه 


الأبيات : [من البسيط]: 

والله ما وقَّرَ المختار من مُضَر 
لم يبلغ الخضبّ فيما قاله أنسٌ 
إذ كان خادمه دهرا ملازمه 
قالوا له احمرٌ منه الشعر قال نعم 





.  ..عضو في (ط ) :من‎ )١( 


من ادّعى أنه للشّيب قد حَضْبًا 
وهو الخبيرُ به من دونٍ من صحبا 
من كثرة الطيب تلك الحمرة اكتسبا 





ما شاب شيباً إلى فعل الخضاب دعا بل كان يدخل تحت الحصر لو حسبا 
إذا تدمّن وارى الدّهن ذاك فل یری له أثراً من رام أو طَلَبا 
ومن يقل قد أرتني أمّ سلمّة مخ ضوباً من الشّعر أي من طيبه انخّضبا 
إذ لم يقل إنها قالت له حَضَبَ ال بي هذا مقالٌ الحىّ قد وَجَبا 
ومن روى صبغه بالصّفرة اعتبروا ما قال في ثوبه أو فِعْله أدبا 
لا في الشعور وقِس ما قيل فيه على ما قيل إن رسول الله قد كبا 

وكان ثقةَ صالحاً حافظاً للأخبار والأثار متواضعاً » انتهت إليه رتاسة الرحلة 
في علم الحديث » وقصده الطلبة من نواحي الأرض . 

ومن مصنفاته « تيسير الوصول إلى جامع الأصول » مجلدين » « مصباح 
المشكاة » » و« شرح دعاء ابن أبي حربه » وكتاب «غاية المطلوب وأعظم 
المنة فيما يغفر الله به الذنوب وتوجب به الجنة » » وله كتاب « بغية المستفيد 
في أخبار مدينة زبيد » وكتاب ١‏ قرة العيون في أخبار اليمن الميمون» » وله 
١‏ مولد شريف نبوي » وله كتاب « المعراج » . إلى غير ذلك من المؤلفات . 
ولم يزل على الإفادة وملازمة بيته ومسجده لتدريس [الحديث]“ » والعبادة 
واشتغاله بخصوصيته عما لا يعنيه إلى أن توفي رحمه الله » واجتمع به سيدي 
الوالد بزبيد سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة » وأخذ عنه » رحمهم الله الجميع 
آمين . 


> سس السسس 


(۱) هابين قوسين من ( ط ) فقط . 


40 





سنة خمس وأربعين بعد التسعمائة 


© وفي ليلة الجمعة آخر يوم من شهر صفر الخير سنة خمس وأربعين توفيت 
أم والدي السيدة الشريفة الصالحة فضل الله بنت السيد الشريف الصالح المجود 
للقرآن العظيم محمد بن حسن بن أحمد بن عمر با علوي » وذلك بعد وفاة 
زوجها السيد عبد الله بنحو ستة أشهر ونصف » وهي أم سائر أولاده خلا رقية 
رحمها الله تعالى . 

© وفيها : في ليلة الأربعاء ثامن عشرين المحرم كانت ولادة شيخنا السيّد 
الكبير والعلم الشهير العارف بالله تعالى عفيف الدين الشيخ عبد الله العيدروس - 
فسح الله في مدته ‏ بتريم » وتاريخ ذلك العام يجمعه « ذرهم » وكان جعل هذا 
التاريخ والده نفع الله به ثم نظمه فقال [من الرجز]: 
« ذرهم » إشارةٌ لك عَنْ العبارة تُقُصِ بميلادك مع البشارة 
الله قال ذرهم في الحخرارة في ضمنه التوحيد مع الإشارَة 

ونشأ على قدم العفاف والتقوى » وقرأ على جماعة من علماء عصره › 
وشارك في كثير من الفنون مع عقل وجود وتواضع وحلم وحسن خلق . 

وما أحسن قول شيخنا الشيخ عبد المعطي بن حسن با كثير المكي رحمه الله 
تعالى فيه : [من الطويل]: 
هو القُطْبُ عبد الله نخبة حَيْدَرٍ رب العلا والمجد والأضل هاشم 
تفرد بالمعروف والدّين والتُّمَى وليس له في عَضْره مَنْ يقاوم 
له همّة فوق السّماكين”" قد عَلَتْ وحن اتضاع زيّنته المَكارمٌ 





» اللسان‎ ١ » الحماكان : نجمان نيران أحدهما السّماك الأعزل والآخر السّماك الرامح‎ )١( 
(سمك).‎ 











فيا بنَ رسول الله يا سر سه 
ورثت العلا والمجد لا عن كلالة 
فيا قطبٌ يا ابن القطب يا أوحد الورّى 
بصدر ر ^ حير واسع قد وسعت 

وسعت الورى حلماً وبشراً بهيبة 
دماثة أخلاق عطيّة خحَالق 
جمعت خصالاً يا بن شيخ حميدة 
حياءً ومعروفاً وبججوداً بشاشة 


ويا بضعة الزهراء جاهك قايم 
فآباؤك الأطهارٌ أسْدٌ ضَراغِِهُ 
رقت قاما ليسنَ فيه مزاج 
وججود حَكاهٌ الوإيل الشركة 
وبَذْلِكَ للمعروف والتْغْدُ بايم 
ووفرك مبذولٌ ويِرْضّك سالم 
وخی كريم أصله مُتَقادمٌ 
بواحدة يسمو الفتى ويُساهم 
وعِلماً وجلماً جل من هو قاسم 





وهو والله كما وصفه شيخنا وفوق ذلك » فكم قد اجتمع في ذاته الشريفة من 
الأخلاق المحمودة المنيفة كالحياء والمروءة والسخاء والفتوة . 

وبالجملة : فهو جواد كريم » عالم بالكتاب والسنة عامل بهما » قائم بما 
جرى عليه سلفه من الأوراد والأذكار وإكرام الوافدين وإطعام الفقراء 
والمساكين » وبذل الجاه في الشفاعات للمسلمين وإصلاح ذات بينهم » حتى 
إنه لو حلف الحالف أنه لم يكن أكرم منه ولا أعقل منه في زمنه لم يحنث » إلى 
غير ذلك من الأحوال الباهرة والكرامات الظاهرة ومقامات الرجال وصفات 
الكمال . ورحم الله الشيخ عبد المعطي حيث يقول فيه من قصيدة [من الخفيف] : 
ياخليلي يتما أرض تجد واسْلُكا كل قَذقّد” وقفار 
واقصدا حَضرمَوْتَ نحو تريم © بُقعَة الكَيِرٍ منبت الأخيار 
وانزلا ساحة المَمجّد عبد الل سه مدن الأسر ار 





زفق الخيم : الشيمة › وا لطبيعة » والحُلق » وا لسجية » والأصل » « اللسان »( خيم ) . 
0( المَدقدُ : الفلاة الي لا شيء فيها . 
67 هكذا في ( م ) و( ط ) : « معدن الأسرار » وهو مختل الوزن . 


4۹۷ 


الشّريف المنيف غَوْث البرايا 
عيدروس الهدى إمام المعالي 
وسع الوافدين جلما وجُوداً 
خُلقٌ كالسيم سهل وجودٌ 
هم زاحمث نجوم القريًا 
لك ياعيدروس ذِكُرٌ جميل 
خضصّك الله بالسّماحة والبرٌ 
وبفضل جم وخيم كريم 
لابرحتميا آل شيخ هُداة 


كامل الوضفي عالي المِقّدارٍ 
مستباح الندى میے الجار 
قد حكى شيخ في اقتفا الاثارٍ 
في يديه كالوابل المدرارٍ 
واتهفائعٌ زين بوقار 
وثناء في سائر الأعصار 
وبذل المععروفي للزوار 
فطرة الله الواحلد القهار 
وجماكم مُسْتَوْدَعٌ الأسرارٍ 
كل قزم يسمُو على الأقمار 


وأمه الولية الصّالحة فاطمة بنت الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ علي بن أبي 
بكر . وأثنى عليه جماعة من الكبراء › وأشار إليه غير واحد من الصلحاء . 
وكان والده يحبه ويجله ويعظمه ويحترمه حتى إني سمعته مراراً يقول : ما أحد 


يعرف قدري مثل ولدي”'" عبد الله > وكان بعض أولاد السيد عبد الله 
المذكورين يقرأ عليه بعض المدائح التي قيلت في سيدي الشيخ عبد الله 
العيدروس » فقال له عند ذلك : لا تشهد هذا إلا فى أبيك أو كما قال . وكان 
نى المساجد والنخيل التى اتخذها والدي بحضرموت كلها على يديه » وكان 
والدي قد جعله وكيلاً مطلقاً في كل ما يتعلق به لما رأى من نجابته وكياسته » 
ولم يسافر من بلده تريم إلا مرة واحدة ٠‏ فإنه قد دخل فيها إلى الهند لزيارة 
والده وذلك سنة ست وستين ورجع إليها في عامه . وله من المصنفات « شجرة 


آل با علوي » وضعها على أسلوب بديع . 





(1) القرم من الرجال : السيّد المعظم . 
(؟) في( ط) :«والدي ». 





ومن كراماته : أنه كان أمرني بالسفر إلى بروج“ والإقامة بها إلى أن 
يأذن الله > وما كان في ذلك مصلحة من حيث الظاهر » وامتثلت إشارته 

ففتح الله علي من فضله بأشياء ما كنت أتوقعها . ومنها : أنه كان في بعض 
لسنين تحب يأمر بالاهتمام في عمارة قبة على ضريح والده نفع ان به » وما كان 
يتيسر ذلك بسبب قلة قلة توفية توفيق أهل الزمان » وعدم مساعدتهم في فعل الخير ٠‏ ثم 
دقع اشر فیا بعد ذلك وتسر بناؤها على أحسن م يكون يرك تفع الب 
امین . وكان كف بصره الشريف منذ سنوات » ثم رد الله عليه بصره > وعد 
ذلك من حرق العادات » وكتب إليه الشيخ العلامة شهاب الدين أحمد بن علي 
البسكري مهنئاً له بهذه الأبيات : [من السريع]: 
حَيْداً لما أولاك مَؤلاك من نعْمائِهالظذاهرة الخافية 
قدنوّر الأبصار من وره فالعينُ كالسّمْع غدث واعية 
وسل سَيْهاً كان في نيه على عاو حي طافِيَة 
يهني عفيف الدين غوث الوّرى قطب الملا أنوازه الرَّاهِيَة: 
يهناك نورٌ الحقٌّ هاقدأتى من فضل رب عيثه راعية 
فالحم د للم وشكراًاله على زوالٍ الهيلل الماضية 
قدسَرّنا وله ما قذأنى من صخة قى ومن عافيّة 
وسر ساداتٍ وأهل ومن قد كان في الحضر وفي البادية 
وسر أهل الجودٍ ثم الى وخصّ مولى ذاته ساوية 
غوت الورّى فخ العلا سيد إلى المعالي تفه راقِيَة 
عبد الإله القادر الفخرٌ من مناه بالجودعَدَتُ ساريَة 
ذو غر كالبدرٍ في تمه ترتاح منه الند والغالِيَة 


و 


والمشك والكافور والعَتئرال سرطب إذا وافى مع التَاغِيه 





)0 بروج : بفتح الواو . وجيم - ويُقال : : بزروص » بالصاد المهملة : من أشهر مدن الهند 
ال واا ا  .‏ معجم البلدان ٤١٤/١ (٩‏ ) . 


144 


كذا شهاث الدين ذو الحال من 
والعيدروسٌُ القطلب رب الندا 
قد سرهم والله أخباركم 


والعبدٌ يرج ومنكمُ دعوة 
في الدّين والدّنيا وفي الأهل ما 
وصلّ يارب على المصطفى 


كل الملا من هالدّعاراجية 
حاوي الحلا ذو الأنفس الزاكية 
من كل مكتوب ومن ناحية 
بأن ينال الأمن في الفانيَة 
كانوا بذي الدنيا وفي الثانية 
وآلهمادامّت العَاليَة 


( انتقل إلى رحمة الله عشية يوم الخميس ثالث عشر ذي القعدة الحرام سنة 
تسع عشرة بعد ألف » وهو في صلاة سنة العصر هاوياً للسجود ولم يدفن إلا 
في مثل ذلك الوقت من يوم الجمعة لشدة ما وقع عليه من الازدحام > وحضر 
الصلاة عليه خلق كثير من سائر القرى القريبة والبلدان » ودفن في الموضع 
الذي اختاره لأهله وجماعته قبلي قبة العيدروس وشرقي مسجد النور » فهو 


ما بينهما إلا أنه إلى المسجد أقرب )230 . 





7 
3 


)3غ( ما بين القوسين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 





سنة ست وأربعين بعد التسعمائة 


© وفي سنة ست وأربعين توفي الشبخ الكبير الولي شهاب الدين أحمد بن 
الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ علي بن الشيخ أبي بكر با علوي » وكان من 
المشايخ المشهورين . 

وحُكي أنه اجتمع بحجة الإسلام الغزالي يقظة في غرفة بداره في بلدته 
تريم » فاستجاز منه كتبه فأجازه > وأذن له في إجازتها ٠‏ روي ذلك عن الشيخ 
الولي عبد الرحمن بن عمر العمودي نفع الله به . وروی أنه زار مرة قبر جدّه 
السيّد أحد بن عيسى وهو متوجه إلى ١‏ بور » لأخذ شيء من النقاول"“ منها » 
فحصل له وهو جالس عند قبره المعروف الآن ذهول وغيبة » ثم أفاق وأخبر أنه 
استحضر روحانيته وسأله عن قبره أهو ذلك حقيقة؟ فقال : نعم » ثم ذكر أنه 
طلب ‏ وهو في تلك الحالة ‏ أن يحصل له من أهل بور أربعماثة نقيل من غير 
طلب وقال : إن حصل لنا ذلك منهم من غير طلب فذلك حق » ثم دخل بور » 
وقصد جامعها فَهِعَ الناسٌ إليه » وكان كل من سلم عليه منهم قال : عندي لكم 
من النقاول ما هو كذا وكذا » حتى وفت الأربعمائة » فأراد أن يحقق ذلك 
أيضاً » فأمر من يطلب منهم غير ذلك » فاجتهدوا في ذلك فلم يحصل » فزالت 
الشبهة . ومنها أنه قدم بعض قرى حضرموت وكان قد شرع في بناء بيت له 
بتريم » فطلب بعض أهل تلك القرية وقال : نريد منك حاجة » فقال له ذلك 
الرجل : وأنا أريد منك حاجة » فقال الشيخ : تتم إن شاء الله تعالى » ثم 
قال : نريد الخشبة التي عندك نجعلها باباً للبيت » وأنت ما حاجتك؟ قال أريد 





)0( في ( ط ) : « التفاؤل » وما أثبتناه في ( م ) . 


أن أقرأ [القرآن]“ بظهر الغيب . قال له : افتح فمك [ففتحه]" ٠‏ فتفل فيه 
ثلاثاً » فحفظ القرآن لوقته . ورأيت في مجموع مناقبه لفقيره الولي الصالح 
الشهير يحيى خطيب أنه سمعه يقول : دخلت على جدّي الشيخ يوماً في حياته 
ولي من العمر سبع سنين » فقال : تعالَ » فجئت إليه » فمدَّ لسانه وقال لي : 
مصها » فمصصتها ساعة طويلة ثم قال لي : يا ولدي أنت وارث سري . وفيه 
أيضاً من كلامه أنه نفع الله به قال : من نظر إلى المشايخ بعين العظمة”" حرم 
بركتهم » ومن نظرهم بعين التعظيم رُزق بركتهم ولحق بهم وإن لم يعمل 
بعملهم . وكان مولده سنة سبع وثمانين وثمانمائة . 

© وفي هذه السنة سار الشيخ أبو بكر العيدروس نفعنا الله ببركاته من بلده 
تريم للحج وهي الحجة الأخيرة » ولم يعد إلى تريم » بل أقام بعدن وتوطنها 
إلى أن مات بها رحمه الله . 





(1) لم ترد الكلمة في ( م ) ووردت في ( ط ) فقط . 
(۲( لم ترد الكلمة في ( م ) ووردت في ( ط ) فقط . 
۳( في ( م ) : « العصة » تحريف » وما أثبتناه في ( ط ) . 


۳۲ 








© [سادس شهر المحرم أوله]''' سنة سبع وأربعين توفي العلامة الطيبي ابن 
الفقيه الإمام العلامة عفيف الدين عبد الله بن أحمد مَخْرَمَ2“ بعدن » ودفن في 
قبر جده لأمه القاضي العلامة محمد بن مسعود أبي شكيل بوصية ٠‏ وذلك في 
قبة الشيخ جوهر رحمهم الله تعالى » وكثر الحزن والتأسف من الخاص 
والعام » وكان من محاسن الدهر » جمع الله فيه من محاسن الصفات من 
التواضع وحسن الخلق والبشاشة ولين الجانب وكرم النفس وصلة الإخوان 
والصبر والرفق ومداراة الناس وحسن التدبير والمواظبة على الطاعة . 

ولد بعدن ليلة الأحد ثاني عشر شهر ربيع الثاني سنة سبعين وثمانمائة » 
وأخذ عن والده » وعن الفقيه محمد بن أحمد فضل وانتفع به كثيراً ولازمه » 
وكذلك أخذ عن غيرهما كالقاضي العلامة محمد بن حسين القماط » والقاضي 
العلامة أحمد بن عمر المُرّجّد » وذلك في أيام قضائهما بعدن . وتفنن في 
العلوم وبرع » وتصدر للفتوى والاشتغال » وكان من أصمٌ الناس ذهناً . 
وأذكاهم قريحة ٠‏ وأقربهم فهماً » ومن أحسن الفقهاء تدريساً حتى إن جماعة 
من الطلبة وغيرهم يذكرون أنهم لم يروا مثله في حسن التدريس وحل 
المشكلات في الفقه » وصار في آخر عمره عمدة الفتوى بعدن هو ومعاصر.©) 
العلامة محمد بن عمر با قضام › وأبو قضام المذكور كثير الاستحضار للفروع 





)۱( ما بين الحاصرتين من ( م ) فقط . 

() ترجمته في « شذرات الذهب » ( ۳۸۳-۳۸۲/۱۰) و ١‏ الأعلام ٠‏ ( 44/4 ) واسمه فيه 
الطيب ٠‏ وفي حاشيته عن « هدية العارفين »( 457/١‏ ) أنَّ اسمه ( طيب بن عبد الله ) ويُنظر 
تعليق العلامة الزركلي على الترجمة فهو مفيد نافع . 

)( تحرفت الكلمة في ( م ) ١‏ مصريّه ٠‏ . 





وحسن التصرف فيها » وليس له في غير الفروع يد . 
وأما المذكور : فإنه مشارك في كثير من العلوم منها : الفقه والتفسير 
والحديث والنحو واللغة وغير م > وروي عن تلميذه العلامة شهاب الدين 


قو :إل اتی في أريعة عشر علا 2 أو كما قال يقرأ في أربعة عشر علماً » 
والله أعلم . 

وولي القضاء بعدن › وحدث به في آخر عمره وجع عطله عن الحركة › 
وذلك يبس قوي في عصبه وتشنج في بدنه » ولم يزل يتزايد به حتى منعه من 
الصلاة إلا بالإيماء برأسه 4 ومكث كذلك نحو سنتين أو أكثر » واستمرت به 
هذه العلة إلى أن مات رحمه الله تعالى . 

ولابن أخيه الفقيه عبد الله بن عمر مخرمة فيه مرثية عظيمة مطلعها : J‏ 
الكامل]: 


0 0 و 


الْمَدَ دكن الدين وهوقويمٌ وانهار طَوْةُ المَّجْدٍ وهو صميم 
وتعْيِرّث شمْسُ البلادٍ وأظلَمَتْ وتتائّرت من أفقهنٌ نجومٌ 
والأفق منعكر الظّلام كأنّما ال دخان في جوّالسَّمامَرْكومٌ 
هذه علاماتٌ القيامَة هذه ال أشراطٌ هذا الموْعِدُ المَحْتومٌ 
هذا الإمامٌ قَضَى عليه َحبة الطَيبالعلاآمةٌ المَرْحُومُ 
شيخ العلوم ونَاشِرٌ أعلامها محيي الفهوم إذا تموث فهومٌ 
علم الأئمة واحدٌ في عَضْرِه ولكلّ عضر واج مَعْلُومٌ 
مَنْ للعلوم الزّهرٍ بعد وفاتو هيهات قد رَمَسَت ورا علوم 
ومنها : 
مَوْلاي أوحشت الديار فهذه أطلالكم فيها تصيحٌ الوم 


57 





لا عَيِشَ يصفو بعدّكم كلاً ولا 
قد كانت الدّنيا تزيِنٌ بذِكركم 
واختص ذا اليمن المُبارك بالذي 
لا سيَِماعَدَنٌ فقدنَكَرثُ 
والثغْرُ منها كان يسم ضاحكاً 
لهفي على تلك المحاسن إنها 
وسح الأنام فكلهم أولاده 
كَشُرَثْ فضائله فطاب لقال 


تلك الرّسوم وإن عَظمنَ رسوم 
منها العسراقٌ ويضرها والرّومٌ 
قد خصّه واليمنُ فيه قَديهُ 
فخراً على وجه العُلى مَرْقَومٌ 
فاليوم يلكي واعْتَرَنَهُ هُمومٌ 
كالرْهْرٍ وهو اليب المَشْمومٌ 
راضون عنه كأنّه مَعْصومٌ 


5 4 هه‎ ٠. 
في وصفههه المتشور والمنظوم‎ 


وله رحمه الله تعالى تصانيف حسنة منها : « شرح صحيح مسلم » غالب 
استمداده فيه من « شرح الإمام النووي » » بل هو في الحقيقة شرح النووي مع 
زيادات وتحقيقات في بعض المواضع › و« أسماء رجال مسلم » » و« تاريخ » 
مطول مرتب على الطبقات والسنين » وابتداء التاريخ المذكور من أول 
الهجرة » وكتاب في « مشتبه النسبة إلى البلدان » وهو مفيد في بابه جداً . 





© وفي سنة ثمان وأربعين توفى أحمد بن الطيب'''2 ابن شمس الدين 
الطنبداوي”" ٠‏ البكري الصديقي الشافعي شهاب الدين شيخ الإسلام الحبر 
الإمام العارف باه القانت الأواه واضح المحجة والسنن » بلغ غاية من العلم 
ما ارتقى إليها أهل ذلك الزمن . كان مع أهل عصره بمنزلة الشمس مع النجوم 
وتميز عليهم في معرفة المنطوق والمفهوم » شديد التصلب في الدّين والصّدع 
بالحقٌ لا يخاف في الله لومة لائم . 

مولده بعد السبعين وثمانمائة تقر تفقه بالنور السَّمْهُودي » والقاضي 
أحمد المُرّجّد » والكمال الرّداد » 5-9 القماط » والعلامة ا 
محمد بن عبد السلام الناشري › وأحمد بن الطاهر جعمان وغيرهم . 
عنه خلق كثير منهم شيخ الإسلام ابن زياد » والحافظ شهاب ا أحمد 
الخزرجي » والغريب الأكسع » وعبد الملك بن النقيب » وعبد الرحمن 
البجلي » وصالح النماري وغيرهم . وانتهت إليه رئاسة الفتوى والتدريس 
بمدينة زَّبيد » وولي التدريس في كثير من مساجدها »> وأقام بذلك أتم قيام » 
وانتفع به الخاص والعام . وله « فتاوى » مشهورة عليها الاعتماد بزبيد › 
و« شرح التنبيه » في أربع مجلدات . 

قال الفقيه العلامة مفتي الوقت » العبد الصالح شهاب الدين أحمد بن عبد 
الرحمن الناشري : كان أبو العباس - يعني المترجم له يقول لشيخنا ابن زياد 
تلميذه : أنتم نفعكم أحمد المُرّجّد بلحظه » ونحن بلحظه ولفظه . انتهى 


. ) 791-590 /۱۰ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 
. الطبنداوي » وما أثبتناه من ( م ) وهو في « الشذرات » بالذال المعجمة‎ ١ : في ( ط)‎ )۲( 


۳۰۹ 








وله على « العباب » حاشية علقها على نسخته وأفردها بعض تلامذته في 
كراريس » وهي موجودة مفيدة . 

قال الشيخ صالح الثماري : ومن عجيب ما سمعته منه أنه قال : طالعت 
جميع « الإيضاح شرح الحاوي » للقاضي الطيب الناشري في ليلة واحدة وهو 
مجلدان ضخمان » قال : وعلقت من كل باب فائدة . وهذا خرق عادة . وقال 
الخولاني : سمعته يقول : كانت الفوائد التي كتبتها تلك الليلة ثلاثة كراريس . 
انتهى . 

وكان يقول : قراءتي ‏ للإرشاد » سبع مرات وما صمٌّ لي إلا في المرة 
السابعة . مع أنه كان يحفظه . 

وكان رحمه الله مفرط الذكاء » صافى الخاطر » نقى الذهن . ألمعياً . 
مسدداً في فتواه وبحوثه » شديد الاعتقاد في أهل الله من المتصوفين . 

حكى العلامة الحافظ جمال الدين محمد بن المعروف أفلح محدث الديار 
اليمنية قال : كنت أيام قراءتي عليه أخرج معه في الأسبوع يوماً نزور السّبعةَ 
المشهورين المسمين بالأعلية ‏ جم على غير قياس لأنهم يريدون جمع على - 
فكلما وصل إلى قبر واحد منهم قرأ ما شاء الله تعالى وأهدى ذلك إلى روح 
صاحب القبر » ثم يأمرني أن آتيه بإناء من ماء فيضع من تراب القبر فيه 
ويشرب ٠»‏ ثم يأمرني أن فعل مثله ويقول لي : هو ترياق مجرب . 

وهو ممن أفتى بحلية القهوة » وله في حلها وإباحتها فتاوى متعددة قال في 
بعضها : وأما القهوة فليس فيها إلاً روحنة”'2 يسيرة وتقوية قليلة . 

قال : وقد سمعت شيخ الإسلام المجمع على تجديده للقرن التاسع زكريا 
الأنصاري أنه كتب إليه بعض المالكية بتحريم شرب القهوة وساعده من 
لا بصيرة له على ذلك » ومنع الناس من شربها » فانتشر الخبر إلى مصر 





. » رونحة‎ ١) تحرفت الكلمة في ( م‎ )١( 





والقاهرة » فكتب المولعون بها سؤالاً إليه » فكان جوابه أن قال : أحضروا إلي 
جماعة من المتعاطين لها » فسألهم عن عملها » فذكروا له أنها لا عمل فيها 
سوى ما قدمناه من التقوية » فأراد الاختبار » فأحضر قشر البن ثم أمر بطبخه › 
ثم أمرهم بشربها ثم فاتحهم في الكلام » فراجعهم فيه ساعة زمنية فلكية » فلم 
ير منهم تغيراً ولا طرباً فاحشاً » بل وجد منهم انبساطاً قليلاً » فلم يؤثر » ثم زاد 
فلم يؤثر » فصنف في حلها مصنفاً قاطعاً بالحل . 


قلت : لله درّه! لم يقدمْ على التحريم بمجرد ما نقل إليه > بل اختبرها » 
فلما لم ير فيها شيئاً من أسباب التحريم فأفتى بحلّها رحمه الله . وقد أفتيت 
قديماً بحلّها واستدللت على ذلك بدليل أجمع عليه الأصحاب وهو : أن الشيءَ 
إنما يحرم تناوله وأكله وشربه » إما لأضراره كالسّم » أو لإسكاره كالخمر 
والنبيذ مع نجاسته ٠‏ أو لنجاسته كالبول والغائط » أو لتخديره وتخييله للعقل 
كالبنج والحشيش ونحوهما » أو لاستقذاره كالمخاط والبزاق المنفصل من 
الآدمي » فإنه يحرم بلعه بعد إخراجه من الأنف والفم » كما يحرم تعاطيه من 
غيره مطلقاً » سواء تناوله بعد انفصاله أو قبله لاستقذاره . وليس في القهوة 
شيء من ذلك لأنها ليست بمضرة ولا مسكرة ولا نجسة ولا مخدرة ولا مخيلة 
ولا مستقذرة . وهذه أسباب التحريم فانتفاء أسبابه"“ . 

قال : وقد كنت كتبت هذا الجواب قديماً وأنا باق عليه مقدر له . فإن 
قيل : إِنْ بعض الناس يضره شرب القهوة أو الإكثار منها؟ فالجواب أن نقول : 
إنها محرّمة في حقه فقط . لأن حجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد 
لغزالي العلوسي حبر هذه الأ - رضي الله عنه ونفع به وبعلومه - قال في كتب 

: إن الشيءَ ءَ المجمعَ على حله كالعسل قد يحرم في حق من غلبت عليه 
الحرارة ٠‏ وشهد علماء اللي به بره . فكذلك اش ما باس أو تقول 


)1١(‏ هكذا في ( م ) و( ط ) ولعل الصواب « فانتفاء أسبابه يستلزم الحِلّ » وكذلك ذكره في حاشية 
(ط). 





بتحريمها حيث أضرّت بعض الناس لكنْ في حقه فقط . ثم قال : فينبغي أن 
يقال في حقٌّ من تعينه القهوة ة على التلاوة أو مطالعة العلم : إن تعاطيها مستحتٌ 
لأن للوسائل حكم المقاصد » وإن كان يستعان بها على مباح فتعاطيها مباح . 


ومن شعر صاحب الترجمة رحمه الله تعالى ٠‏ [من الوافر]: 


شهذث بأنّ ري ذو اقتدار 
وذو قفي وذو ءلم محيطٍ 
فأسأله يلاطفني سريعاً 
منه : [من الوافر]: 
ألاقُن للحسوو وللثعاند 
يزيد عداوة ويزيدٌ رئي 
ومنه : [من مخلّم البسيط]: 
بجودك الحم رت قضدي 
مسع اعتسرافي بضغف رأيي 
فَقَمْ بحالي بحسب فل 
وأصلح الشأن رت جمعاً 
منه : [من البسيط]: 
يا رب جد لي الذي ترضاه يا أملي 
وقم بحاليَ في الذَاريْنِ مرحمة 


على كل الأمور بغير شك 


تعالى الله عن كيف ودَرْكِ 


أقل َناك فالإحسان زائ 
فزِذني كي يزيد لي العَوائد 


أنزلت يا منتهى المقاصذ 
وفك عي رى الشدائة 


ولا تكلني إلى العوائذد 


واصلح بفضلك جوداً فاسد الخلل 
ولا تكلني إلى عِلمي ولا عملي 


وأخبرني سيدي الفقيه عمر بن زيد قال : سمعت شيخنا الشيخ بدر الدين 


المصري يقول : 


وتسعمائة وأنشدني من لفظه : [من الطويل]: 


ولا القلم المبرئ أخشى عَداوة 


اجتمعت بالعلامة الطنبداوي فى رَبيد سنة ست وثلاثين 


وسكا وكافوراً ولاست عَيْنَه 
تكون مدى الأيام بيني وبيئته 





قلت : ولا أعلم لهذه الخصال أصلاً من الكتاب والسنة » وسمعت سيدي 
الوالد يقول : ليس لها تأثير . قلت : ولا بأس باجتنابها مع عدم اعتقادها . 

ورأيت بخط الفقيه أحمد بن الفقيه محمد با جابر قال : وجدت بخط 
العلامة أبي العباس الطنبداوي أن من قرأ الفاتحة أربعمائة وتسعين مرة قضيت 
حاجته كائنة ما كانت . مجرب مجرب . 
© وفيها: في ظهر يوم السبت عاشر شهر ربيع الثاني توفي أحمد بن 
الشمس بن محمد بن القطب محمد بن السرّاج البخاري الأصل › المكي 
الحنفي“ بجُدّة » وحمل منها لمكة » ودفن فيها ثاني يوم تاريخه على أبيه 
بالمعلاة » وخلف أولاداً رحمه الله . وكان مولده فى صفر سنة ثلاث وثمانين 
وثمانمائة بمكة » واشتغل بالعلم فقرأ على السخاوي في « سنن أبي داود » 
و« الشفاء » ودخل القاهرة مراراً › وسمع الحديث فيها على جماعة منهم : 
الحافظ الدّيمي”'؟ والجلال السيوطي » ولبس خرقة التصوف من بعض 
المشايخ > وولي المناصب الجليلة كالقضاء والإمامة والمشي بة » وأجازه 
بعضهم ٠»‏ وقرأ الكتب الستة وغيرها » واستمع”" كثيراً في الانه والحديث › 
مع قوة حافظة وحسن كتابة وناطقية . 


(۱) ترجمته في « شذرات الذهب 391/1١١ (٩‏ ) . 
66 في ( ط ) : « الديلمي ؛ وصوابه في ( م ) و« الشذرات 7991/١١ (٩‏ ) . 
49 في ( ط ) : « واسمع » وما أثبتناه في ( م ) وكذا في « الشذرات » ( وسمع ) . 


1۰ 








سنة تسع وأربعين بعد التسعمائة 


© وفي صبح يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين كان مولد 
سيدنا ومولانا الشيخ الكبير والعلم الشهير الولي العارف بالله » شمس الشموس 
شهاب الدين أحمد بن الشيخ القطب شيخ بن عبد الله بن الشيخ القطب الغوث 
عبد الله العيدروس أبقاه الله تعالى آمين . وتاريخ ذلك العام يجمعه ( ولي الله 
شمس الشموس ) وجعل هذا التاريخ الوالد وأنشأ في ولده قصيدة وهي : 





لله حَمئدي بمؤلود 
أحمد محيّدٌ محمود 
فوق الخلائق يسود 
يعطيله رنه أمان 
يفهمٌ معاني القرآن 
بالقلب والترجمان 
تاريخه خطا ولد 
وقل هوالله أحد 
ملحوظٌ مسن عين الأبد 
يا حافظ احفظ أحمد 
وفي العواقب يرشذ 
والعيدروس المخد 


أحد أولاد الوالد من السيدة الطاهرة فاطمة بنث الشيخ عبد الرحمن بن علي 





(1) في ( ط ١)‏ وسوطه » تحريف . 


۳11 


طالغه سذ السود 
عبد الإلهالمَئكود 
بفضل رنه يجود 
من كل حاسد ظمآن 
والمعرفة والرهان 
دائم وهو في شهود 
حصنت روحه بالأحذ 
محفوظ باك الصَدُ 
عناية الله الردود 
قوله وفغله يُحْمَذدُ 
وسر طا وأحمد 


وشقيق أخيه عبد الله كلاهما نجل ذلك السيد الكريم » وشبل"“ ذلك الأسد 
العظيم . نشأ بتريم » ودخل الهند في سنة ثمان وستين وتسعمائة لزيارة 
والده » ثم رجع إلى حضرموت معاوداً لوطنه وتجديد المعاهدة > ودخل الهند 
مرة ثانية في سنة إحدى وسبعين وتسعمائة » وبقي بها إلى الان » ورزق القبول 
العظيم مع الناس وصار لهم فيه اعتقاد » ورُويت عنه كرامات » وحصل له حال 


غيبه عن إحساسه”"' وقلت فيه شعراً : 
أها الشماب المُمَدَّى 
أعطاك البهيمنن منحعاآاً 
الله املك مقصدا 
تهن بالشهودذي نلته 
أتيت مراتبباً بعضها 
فبين الأولياء بأسرهم 


أنت هوالقفرٌٌالأوحجدا 
تفوق المنحكح وأرتدا 
إذا تالهاالشخص سردا 
مقامك الأحمد ياأحمدا 


وما أحسن قول العلامة حميد بن عبد الله السّندي فيه : [من 'لبہ بط]: 


اله آتاك فضل العلم والعمَل 
مواهتٌ لك دون الناس قد خبشت 
شرفي الخَلق أسرل تدق ولا 
فمن يساميك لا ينفك مستفلاً 
وأنت في الفضل بحر لا انتهاء له 


)1( في (م) ٠:‏ ونسل » وما آثبتناه من ( ط ) . 


يا أحمد الق هذا غاية الأمل 
في لوحك المودع المحفوظ في الأزلِ 
نكر إذا جمع الأسرارٌ في رَجْلٍ 
وأنت أنت على رغم الحسود علي 
وأنت أشبه وقت الحلم بالجبل 


(؟) في (م) بجانب هذا الموضع حاشية كتبت بخط مغاير » وهي في حاشية ( ط ) أيضاً 
وفحواها ‏ توفي صاحب الترجمة القطب الرباني السيد أحمد العيدروس قدس الله سره يوم 
الجمعة سابع عشر شعبان سنة ٠١74‏ ببروج من أرض الهند ودفن في صحن بيته بها › 
وأحواله باهرة وكراماته ظاهرة » وبنيت عليه قبة عظيمة في سعة نفع الله به وبعلومه وأعاد 


علينا من بركاته آمين . 








حلي منك حكن وض 0 
والخلق رَوْضةَ انف 
لو أن زهرتها في الكففٌ منك وقد 
وقد صما القلبٌ مله عن تكذرها 
شيخ الشريف بن عبد الله والده 
أطاع خالقه فالخلق أجمعها 
وكم له من كراماتيٍ قد اشتهرَثْ 
رتىئ وهَدّبَ أقواماً وأرشدهم 
وأصبحوا كلهم أعيان وقتهم 
لله درّك أخلاقاً عرائسّها 
بقَيِتَ بحر فيوض من جواهره 


ودمت بالعلم مشغولاً وملتهياً 


ودمت [تجلی] بحفظ قد حفظتٌ به 


أزكى الصلاة عليه والسّلام معاً 





تفت أكمامها في زَهْرِها الحَضلٍ 
فليس إهمالك الذنيا مِنَ الخطل 
سئلتها كنت تعطيها ولم تَسَلٍ 
ولا بكثرتها تلفي هذا جَدَل 
لما تولآه قطب الوقتٍ خير ولي 
فهو العريقٌ إذاً في السادة الكمل 
في طرْعه لم تحل عنه ولم تَرَلٍ 
في الشزق والغزب أيضاً شهرة المَكّلٍ 
وأنت ااذ تلك الاين الثُجل 
تجلى محاستها في أفخر الجلل 
تبدي تصاريف قد أضحى بهن ملي 
عمًا يعانيه أهل اللّهِوٍ من شغل 
حدود ملة جَدَكُ خاتم الرَسل 
والآل ماعر ذو شرفي وصار ولي 


)0 في ( ط ) : روضة أن > . وروضة أنف : لم تزع . 
) فقط . 


(۲) لم ترد الكلمة في ( م ) ووردت في ( ط 


1۳ 


© وفي سنة خمسين توفي السيد الجليل صاحب الكرامات الخارقة والآيات 
الصادقة الشيخ شيخ بن إسماعيل بن إبراهيم بن الشيخ عبد الرحمن السقاف0“ 
بالشخر » وكان من المشايخ الكبار رحمه الله . 

وحكي عنه أنه قيل له : ها هنا رجل تحصل له حالة عظيمة عند السّماع › 
فقال : ليس الرّجل الذي يحتاج إلى محرك يحركه إنما الرّجل هو الذي لا يغيب 
عن الشهود حتى في حالة الجماع فضلاً عن غيره . فيحتمل أنه أشار بذلك إلى 
نفسه نفع الله به . وكان يعظم الشيخ أبا بكر العيدروس . 

وبلغني أن له ديوان شعر » ومن نظمه في القهوة : 

ذي قهوة مامثلهماقهموة سل فيها بالسّين من ياسينٍ 
أبو الفقراء بالله تجبرني تقرألي ثلشاًمن ياسين 
وإن زدت أربعاً فذا قضدي عد أركان البيت بالتمكين 
في الحضرة دائم فتقرأها ولقَهْوة تككون في التسكينٍ 
إن دامت [و] هذا بها سدنا زاد التور في البَصَّرٍ والعَينِ 
والفقراء ماية ماية جمعاً بصلاةٍ على البّها في العَيْنٍ 
الشّافع المُصطفى التافع ياغوثي من كل هم أو دَينِ 
© وفيها : توفي الشريف الصالح الولي حسين بن أحمد با علوي صاحب 
«قسم» بها » وكان من الأولياء الكبار أهل المقامات والأنوار . 

ومن كراماته ما حكاه أخي السّيد عبد الله قال : أرسلني وَالدِي إليه » فجئنا 


(۱) ترجمته في « شذرات الذهب 50”/٠١ ١»‏ ) . 
(۳) في( ط)« ... كل کرب.. ٩‏ . 


1٤ 








ولم نجده » فنادت بعض نسائه وهي عندنا بصوت خفي كثير وقالت : حسين 
حسين ثلاث مرات » فحسب أن يجيء الجائي من المسجد إلى البيت إلا وهو 
يدق البابَ ويقول : أنتم طلبتمونا؟ قالوا : نعم » وأخبروه الخبر . 

© وفيها : توفي الصالح الشريف عبد الرحمن بن" زين با فقيه با علوي » 
وكان من الأولياء الكبار”'' » وذكروا عنه كرامات رحمه الله . 

© وفيها : في النصف الأخير من ليلة السبت ثاني عشر صفر توفي الشيخ 
الإمام والحبر الهمام وليّ الله تعالى » العلامة محمد بن عبد الرحمن بن 
حسن بن محمد ٠‏ أبو عبد الله الرعيني" الأندلسي الأصل » الطرابلسى المولد 
المالكي » نزيل مكة » ويعرف هناك كسلفه بالحطاب“ » ويتميز عن شقيق له 
أكبر منه اسمه محمد أيضاً بالأعيني وذلك بالحطاب » وإن اشتركا في ذلك لکن 
للتمييز » ويعرف في مكة بالطرابلسي . 

وَل وقت صلاة الجمعة من العشر الأخير من صفر سنة إحدى وستين 
وثمانمائة بطرابلس » ونشأ بها » فحفظ القرآن و« الرائية » و« الجزرية » في 
الرسم والضبط » ثم « الرسالة » » وتفقه فيها يسيراً على محمد القابسي وربما 
يُحذف ألفه » وعلى أخيه في ١‏ المختصر» »› ثم تحول مع أبويه وأخيه 
جم متهم إلى مگ سنة سن وسبعين فحجوا ورجعوا ٠‏ وقد توفي بعضهم ۽ 
فأقاموا بها سنين » ومات كل من أبويه في أسبوع واحد في ذي الحجة سنة 
إحدى وثمانين بالطّاعون » واستمر هو وأخوه بها إلى أن عادا لمكة في موسم 

سنة أربع وثمانين فحجا » ثم جاورا بالمدينة النبوية في السّنة التي تليها » وعاد 
الأخ بعد حجه منها إلى بلاده وهو إلى المدينة » وقرأ بها على الشمس العوفي 
في العربية › وكذا حضر عند السراج معمر في الفقه وغيره › وعاد لمكة › 





)0( لم ترد الكلمة في ( ط ) وردت في ( م ) فقط . 

(( لم ترد الكلمة في ( ط ) ووردت في ( م ) فقط . 

(۳) ترجمته في « شذرات الذهب ٤٤٨۹٤0۸/۱۰ (٩‏ ) . 

هع في ( ط ) : « الخطاب » بالخاء المعجمة . وما أثبتناه في ( م ) و« الشذرات »© . 


T10 





فلازم الشيخ موسى الحاجبي » وقرأ فيها القراءات على موسى المراكشي › 
وصاهر ابن خرم''' في سنة إحدى وتسعين على ابئته » بل أخذ عن الشهاب بن 
حاتم مع كونه أفضل منه » وكثر انتماؤه بعبد المعطي » وسمع من الحافظ 
السخاوي » وجلس للإقراء في الفقه والعربية وغيرها » وولي مشيخة رباط 
المؤلف ٠‏ وباشر في عمارة وقف الطرحا . كل ذلك مع الفاقة والعفة ونعم 
الرجل . 

قال الشيخ جار الله بن فهد : أقول : وقد فتح عليه في آخر عمره وصار من 
المعتقدين في العلم والدين » وظهر له ثلاثة من الأولاد وهم : الجمال 
محمد 2١‏ وزيني بركات » والشهاب أحمد » وزوّجهم في حياته ورأى أولادهم 
مع نجابتهم » وصار أكثرهم من المفتين والمدرسين بحرم الله الأمين . وقدمه 
والده في جميع جهاته لعجزه عن الحركة لكونه بلغ من العمر تسعين سنة إلا 
عاماً »> وانقطع بمنزله عدة سنين وهو يدرس فيه » ورتب له مردَّبٌ في 
الجوالي » واعتقده الناس في الافاق » وقصد بالفتوحات والودائع » وناله 
الضرر من الدولة بسببها وهو متقنع متعفف مجتهد في عمارة الأوقاف التي 
تحت نظره » وكذلك ولده الأكبر من حياته » وتحمل لذلك كثيراً من الديون » 
وقاسى شدة في مرضه حتى قضى نحبه رحمه الله . 


49 في ( ط ١)‏ حزم ٩‏ . 


۳1٦ 








© وفي سنة إحدى وخمسين توفي الولي الصالح الشيخ شهاب الدين 
أحمد بن علي الحلبي تلميذ الشيخ أبو بكر العيدروس بأحمد آباد » وكان قد 
تحكم للشيخ العيدروس المذكور » وأخذ عنه وتخرج به » واختص بنظره » 
ومكث في ملازمته نحواً من عشرين سنة » ثم أمره بالدخول إلى الهند والإقامة 
بها فدخلها » وأخذ عنه جماعة كثيرون » وانتفع به خلائق لا تحصى » وكان 
قبل دخوله في هذا الطريق من أعيان التجار » فآثر زيٌّ الفقر » وترك ما كان عليه 
من أسباب التجارة » وكان حسن الخط . 

وحكي أنه كان بمكة وكان يعاني تعلم الخط » فلقيه رجل بالمسعى وقال 
له : اذهب فقد أعطيناك الخط والحظ › قال : فلما لقيت الشيخ أبا بكر 
وتلمذت له قال لي : أتذكر ما قال لك ذلك الشخص » وتدري من هو وما عناه 
بذلك ؟ ثم قال الشيخ : هو الشيخ أبو العباس الخضر » وما أشار إليه من الحظ 
فهو نحن » نفع الله بهم . 

© وفيها : في يوم السبت ثامن شهر ربيع الأول توفي الفقيه العلامة 
الفروعي جمال الدين محمد بن عمر با قضام''" أبو مَخُرمة » يجتمع مع الفقيه 
العلامة عبد الله بن أحمد مخرمة في الأب السادس . 

ولد ببلده الهجرين”'' ونشأ بها » ثم ارتحل إلى عدن لطلب العلم » وأخذ 





)۱( ترجمته في ١‏ شذرات الذهب ؛( 81/٠‏ :1). 

(؟) الهجَران : مدينتان متقابلتان في رأس جبل حصين تطلع إليه في منعة من كل جانب . والهجر 
- بلغة أهل اليمن : القرية . « معجم البلدان » ( ١97/0‏ ) وقد ذكرها المقحفي في ١‏ معجم 
المدن والقبائل اليمنية » قال : « بلدة عامرة بحضرموت › تقع بين صقع ( الكسر ) ووادي 
( دوغن ) ص ( ٤٤٥‏ ) » . 


1¥ 





عن إماميها الفقيه عبد الله بن أحمد مخرمة » والفقيه محمد بن أحمد فضل › ثم 
ارتحل إلى ربيد وأخذ عن علمائها » ثم رجع إلى عدن ولازم الإمام عبد الله بن 
أحمد مخرمة » وولده العلامة شهاب الدين أحمد » وانتفع بهما وتخرج 
عليهما . ولما أن وصل العلامة محمد بن حسين القماط قاضياً على عدن ثم 
بعده العلامة أحمد بن عمر المُرّجّد قاضياً أيضاً لازم كلاً منهما » ولم يزل 
مجتهداً حتى فاق أقرانه في الفقه » وصار في عدن بعد موت الإمامين 
عبد الله بن أحمد مخرمة ومحمد بن أحمد فضل هو الإمام في الفقه المشار 
إليه » والعالم المعول عليه » واحتاج الناس إلى علمه وقصدوه بالفتاوى من 
النواحي البعيدة » لكنه قد كان يتساهل في الفتاوى ويترك المراجعة لا سيما في 
أواخر عمره » فاختلفت أجوبته وتناقضت فتاويه » وكان ذلك مما عيب عليه . 
ثم كان السلطان عامر بن داود ‏ وهو آخر ملوك بني طاهر بعدن ‏ استماله في 
آخر عمره وأحسن إليه لأغراض فاسدة عزم عليها » وكان إذا عزم على أمر 
فاسد يتعلق بالشرع أرسل إليه من يشاوره في كتب سؤال في القضية على أنه 
يجيب عليها فيجيبهم إلى ذلك » ويكتب على سؤالاتهم أجوبة توافق 
أغراضهم » فيتوصلون بها إلى مفاسد لا تنحصر » ولا حول ولا قوة إلا بالله . 
وحكي أن النّاس تركوا فتاويه رأساً . 


© وفيها : مات شير شاه البتان""“ يجمع ذلك عدد حروف ١‏ شيرمات » . 


۳1۸ 











© وفي شهر جمادى الآخر سنة اثنتين وخمسين : توفي الشيخ الإمام 
والحبر الهمام العلامة أبو السعود د [بن] محمد بن مصطفى بن عماد 
الإسكليبي”'' نسبة إلى إسكليب”" قصبة في أماسية”" الرومي المشهورء 
قاضي السلطان سليمان سلطان الروم » صاحب التفسير . 

قال الانقشاري في تاريخ وفاته : 


أمسى بجوارٍ ره ذي الجلم صني السلا بل سمي ااام 
والعِلمٌ بكى مذ قيلّ في تاريخه قد مات أ أبو السعود مَوْلى الم 

ل في إسكليب تاسع عشر صفر سنة ست وتسعين وثمانماثة » ووالدته 
بنت أخي العلامة مولانا علاء الدين علي القوشجي ٠‏ وكان والده من أهل العلم 
والصلاح كذا قيل » وتريّى صاحب الترجمة في حجر والده المرحوم مرتضعاً 
ثدي الكمالات في مهد العلوم فحفظه والده كتباً منها : « المفتاح » للسكاكي . 
فامتاز في صغره بفصاحة العرب العرباء » واشتغل بفنون الاداب ودخل إلى 
الفضائل من كل باب » وأخذ عن جماعة من علماء عصره » وانتهت إليه رئاسة 
الفتيا والتدريس » ولما جمع السلطان سليمان رحمه الله العلماء بمجلسه 
وأمرهم بالمناظرة رجح المشار إليه في بحثه وتبين فضله واستحق قى التقديم وكان 





() ترجمته ومصاردها في «شذرات الذهب» )٥۸٤ /١١(‏ وما بين الحاصرتين مستدرك منه» 
والصواب أنه مات سنة (485) ه. 

() (م) ١:‏ سكليب » بإسقاط الألف من أولها » وما أثبتناه من ( ط ) . 

2 أماسية : إحدى مدن جبال الأناضول بآسيا الصغرى » قال القرماني : ( مدينة كبيرة بسور 
وقلعة شاهقة عاصية » وهي خرشنة المشهورة. .  )‏ أخبار الدول وآثار الأول ۳٠٠/۳ ( ٩‏ ) 
وانظر : « تاريخ الدولة العلية ٩‏ ص ( 191-1١58‏ ) . 


۳14 


أهله » وكان قبل ذلك قد ولي التدريس في مواضع متعددة » ثم ولي قضاء 
بروساا"“ » ثم ولي قضاء اسطنبول”") 

قال الشيخ قطب الدين المفتي : واجتمعت به في الرحلة الأولى وهو قاضي 
اسطنبول سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة » فرأيته فصيحاً وفي الفن رجيحاً › 
فعجبت لتلك العربية ممن لم يسلك ديار العرب ولا محالة أنها منحٌ الرث » ثم 
ولي في سنة أربع وأربعين قضاء العسكر » وصار يخاطب السلطان في الأمر 
والنهي » ثم في سنة إحدى وخمسين ولي منصب الإفتاء > وكان سلوكه 
لا عوج فيها ولا أمتا » وسمعته يقول : جلست يوماً بعد صلاة الصبح أكتب 
على الأسئلة المجتمعة » فكتبت إلى صلاة العصر على ألف وأربعمائة واثني 
عشر فتيا . ١‏ 

وكان له في الألسنة الثلاثة شعر بديع » ومن قصائده التي سارت بها الركبان 
قصيدة ميمية غريبة الشأن وهي طويلة ومطلعها هذه الأبيات : [من الطويل] 
أبفد سُلَيِمى مطلبٌ ومَرامٌ وغيوٌمواهالوعة وغَرامُ 
وفوق جماها ملجاً ومّمابة ودون ذراههاموقِفٌ ومقام 
وهيهات أنْ نى إلى" غير بابها عنان المَطايا أو يُشدَ جزام 
هي الغايةٌ القُضوى وإن فات يلها فكل من الدُنيا علي حرام 
شدا“ التفسَ عنها واطمأن لبابها سُلوَرضيع قدعَرةهٌ فطام 


› بروسا : مدينة عظيمة ببلاد الروم » ذكر القرماني أنها عمُورية » وهي التي فتحها المعتصم‎ )١( 
قال : ( وهي أحسن بلاد الروم قاطبة » ذات بساتين وأشجار وأنهار. . . كانت قاعدة ملك‎ 
. ) 15/7 ( » بني عثمان ) « أخبار الدول وآثار الأول‎ 

(؟) إسطنبول : مدينة كبرى عرفت ب( القسطنطينية ) وب( الآستانة ) سابقاً » وكانت عاصمة 
الدولة العثمانية » وتكتب بالسين والصاد ( إستانبول ) و( إصطنبول ) « معجم البلدان » 
(١6/؟١؟)و(:17/1؟).‏ 

)۳( في ( ط ) : ١‏ . . أن ينی غير. . . » وبه يُكسر الوزن » وصوابه في( م ) . 

)€( في ( ط ) : « سلوا . 


۰ 





وصبٌ سقاه الرّشد سلوان رشده 
صحا عن سلاف الغىي بعد انهماكه 
محؤْت نقوشَ الجاه من لّوح خاطري 
ومنها : 
وقد أخلق الأيام خلعة حُسْنها 
على حين شيب قد ألم بمفرقي 
فلله دز الهم حيث أمدّني 
فسبحان ربٌ العرش ليس لملكه 


فأمسى وما في القَلْبٍ منه هيامٌ 
عليه فان الكأسُ منه وجامٌ 
فأضحى كأنْ لم تجر فيه قلامٌ 


فالهم ضحت وديباج الها رمام 
وغادرها الشعر وهر ثغاة”") 
بطول حياتي في الهموم مام 


تناه وحد مدا وختام 


قال : ولم يزل في عزة إلى أن مات رحمه الله تعالى » وأتى نعيه إلى 
الحرم › فنودي بالصلاة عليه من أعلى زمزم » وصلي عليه صلاة الغائب »› 
ورثاه جماعة من أهل مكة منهم : الإمام الشيخ رضي الدين محمد بن أحمد 
القازاني الشافعي بقصيدة ذكرها القطب الحنفي ٠‏ وإنما لم تأت بها هنا طلباً 


للاختصار . 





)1( كذا رواية الشطر الثاني في ( م ) و( ط ) وهو غير مستقيم الوزن 3 ومعناه غير واضح تماماً . 


فم كذا رواية الشطر الثاني في ( م ) و( 
ابيضٌ ابيضاضاً شديداً فشبه الشّيبٌ به . 


١‏ *النور السافر 


۳۲1 


ط ) وهو غير مستقيم الوزن. . والنّغام : نبت إذا يبس 





سنة ثلاث وخمسين بعد التسعمائة 


© وفي سئة ثلاث وخخمسين بعد التسعمانة توفي السيد الجليل عبد ال بن 
رو '» صاحب عدن بتريم » وت في قبر أيه ؛ وهو والد السيد 
الولي وحيد عصره وفريد دهره شمس الشموس عمر بن عبد الله العيدروس 
الآتي ذكر بعض محاسنه البهية وطرف من أوصافه الرضية . 

© وفيها : لست ليال بقين من شهر ربيع الثاني قل الأمير الكبير الخواجة 
صفر سلمانى الرومى المخاطب بخداوندخان » ويجمع تاريخ موته ‏ نبأ مقتل 
صفر ) . وكان مشهوراً بالشجاعة والرأي وفعل الخير والإحسان رحمه الله 


تعالى . 





. ) بين القوسين سقط من ( ط‎ ٠١ )١( 


Y۲ 





سنة أربع وخمسين بعد التسعمائة 


© وفي سحر ليلة الثلاثاء خامس عشر جمادى الثاني عام أربع وخمسين 
توفي الشيخ جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد بن فهد 
الهاشمي“ المكي > ويعرف كسلفه بابن فهد » وسئه أربع وستون سنة » 
وخلف أولاداً . وكان مولده في ليلة السبت لعشرين من شهر رجب سنة إحدى 
وتسعين وثمانمائة بمكة » ونشأ بها في كنف أبويه » فحفظ القرآن » وكتباً ك 
« أربعين النووي  »‏ ومنهاجه » » وسمع من السّاوي والمحبٌ الطبري . 
وأجاز له جماعة كعبد الغني بن البِسَاطي » وغيره » ولازم والده في القراءة 
والسماع ٠‏ وتوجه معه للمدينة وجاور بها سنة تسع وتسعمائة » وسمع بها من 
لفظ والده تجا الحجرة الشريفة الكتب الستة » و الشفاء » لعياض › 
وغيره » وعلى السيد السّمهودي بعضها وتاريخه « الوفاء » وفتاواه . وألبسه 
خرقة التصوف ٠‏ وقرأ على أبيه فيها « العمدة » و« الشمائل » وغيرهما . 

ولما عاد لمكة أكثر عليه من قراءة الكتب الكبار والأجزاء الصغار وانتفع 
بإرشاده » وخرج الأسانيد والمشيخات لجماعة من مشايخه وغيرهم , 
واستوفى ما عند مشايخ بلده من السماع » ورحل إلى مصر والشام وحلب 
وبيت المقدس واليمن وأخذ بها وفي غيرها من البلدان نحو السبعين على 
جماعة من المسندين › وأجازه خلق كثيرون جمعهم في مجمع حافل . 
واشتغل في فنون ٠‏ وأخذ الفقه والنحو والأصلين عن الشيخ عبد الله با كثير » 





)02 ترجمته في « الضوء اللامع » ( ٠۲/۳‏ ) وه دز الحبب » ( /1١/١‏ 45-574 ) و« الكواكب 
السائرة » ( ١١١/۲‏ ) و« شذرات الذهب » ( 155-5٠‏ ) و« معجم المؤلفين » 
( ۷/۴ )وه الأعلام ٩‏ (۲۰۹/1) . 

0( في ( ط ) : ( تجار ) تحريف > وما أثبتناه في ( م ) . 


hı 


وقرأ عليه « المنهاج » للنووي وغالب شرحه للمحلي » وه ألفية ابن مالك » 
وغيرها » وبعض شرح الورقات » وقسم « المنهاج » على الشيخ شهاب الدّين 
اليسري مرتين » وعلى الشيخ عبد الحق السّنباطي مرة ولازمه في قراءة كتب 
الحديث » وخرج له مشيخة اغتبط بها » وكذا الخطيب محب الدين التُويري 
وغيرهما من الأكابر > ودخل الروم عوداً على بدء » وتزوج ورزق الأولاد › 
وحذث بالحرمين الشريفين وغيرهما . 


Y٤ 








سنة خمس وخمسين بعد التسعمائة 


© وفي سنة خمس وخمسين : وصل من مكة المشرفة الخان الأعظم 
أصفخان الكجراتي إلى كجرات » وأقام بها في منصب الوزارة إلى أن فيل مع 
مخدومه السلطان محمود في الليلة التي فيل فيها » وهي ليلة ثالث عشر شهر 
ربيع الأول سنة إحدى وستين وتسعمائة رحمه الله » وكان الوزير آصفخان 
رجلا صالحاً جواداً ممدوحاً شريف النفس عالي الهمة ذا تهجد وأوراد . 
وكانت ولادته في ليلة الخميس ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة سبع أو تسع 
وتسعمائة » واشتغل بالعلم حتى مهر في كثير من الفنون » وزر للسلطان بهادر 
شاه » ولما جاء السلطان همايون خشي السلطان بهادر على حريمه ونفائس 
خزائنه » فأمر المذكور على الحريم والخزائن وأرسله بها إلى مكة المشرفة » 
فمكث بها أكثر من عشر سنين مشتغلاً بالعبادات وأنواع الطاعات » حى حكي 
أنه أقام بمكة تلك المدة لا يعرف أنه ترك الجماعة فيها مع الإمام بالمسجد 
الحرام في فرض واحد من غير مرض ونحوه ٠‏ وكان محباً لأهل العلم محسناً 
إليهم مؤلفاً لأهل الفضل مشفقاً عليهم » حتى نفق العلم في زمنه بمكة نفاقاً 
عظيماً واجتهد أهله فيه اجتهاداً بالغاً > وثاب الطلبة وعكفوا عكوفاً باهرا عليه › 
وبحثوا عن الدقائق لينفقوها في حضرته » وتحفظوا الإشكالات ليتقربوا بها إلى 
خواطره » كل ذلك لإسباغه على المنتسبين إلى العلم من صنوف الإحسان 
وواسع الامتنان وهوامع الأنغام وواسع الإكرام ما لم يسمع بمثله عن أهل زمنه 
ومن قبله بمدة مديدة حتى قال بعض العلماء : قد أذكرنا ذلك ما يحكى عن 
الخلفاء والبرامكة وأبان لنا حقيقة ما في التواريخ عنهم» حتى قيل: إنه أنفق 
بمكة في نحو سنة مائة وخمسين صندوقاً ذهباً . حتى ألبس أهل مكة نساءهم 
وخدمهم حلي الذهب الذي لم يعهدوا مثله » وتوسعوا في الملابس والمعاش 


Yo 


ہما لم يعرفوه قبل ذلك › فجزاه الله خير الجزاء › وأكمله وأتمه وأشمله 
وأفضله بمنه وكرمه › ولما بلغ أهل مكة خبر مصابه حزنوا جداً لما كان ينالهم 
من الإحسان بسببه ورثاه الشيخ العلامة عبد العزيز الزمزمي” ' المكي بهذه 


: [من البسيط]: 
أي القلوب لهذا الحادث الجَلل 
وأيٌ نازلةٍ في الهندٍ قدتزلث 
أعظم بنازلةٍ في الكون طار بها 
أخبارها طرقت سمعي فحملني 
أهدّثْ لأهل الحجاز اليأسَ بعد رجا 


القصيدة العظيمة وهي 


فأصبح الناسُ في وج وفي فكر 
خطب على کل معروفي ومكرمة 
أصم أذني به التاعي وأسمعني 
وهو البشيرُ بضة الأمر ربتما 
عمري لقد جمع الضدين في نسقي 
شمس البشر قد غربت 
يا صاح سل عن فؤادي بالحديث وعن 
على آصفخان وجدي لا يُفارقني 
لهفي ولهف رجال العلم قاطبة 
على الجواد الذي فاضت مكارمه 
مضى شهيداً إلى دارٍ البقا ليرى 
لقد أعد له عند التزول بها 


في حال إشراق د 





. ه‎ ٩۷٩ ستأتي ترجمته في أحداث سنة‎ )١( 


(۲) الأسّل : الرماح . 


أطواده السَّمّ لم تَنْسَفْ ولم تزل 
بلفحها كل حبر في الحجازٍ صلي | 
برا وبخراً مسير السُّمْنِ والابل 
طروقها عبة رزء غير مُختمل 
واليأسن بعد الرجا كالظلٌ بالأسإ " 
كثيرة ومزاج غير مُعْتدل 
ونعمة قلدت جية الزمان حلي 
أمراً به صرت مثل الشَّارب العمل 
أب من هؤلو هذا للب بالل 
وقوت البُعدَ بين الحُرْنِ والجذل“ 
فصار وقتٌ ت طلوع الشمس كالطفل 
سكري بطافح هم فيه لا تسل 
أو تبلغ الروخ مني منتهى الأاجل 
على إمام بتحقيق اللوم ملي 
للآملين بما أربى على الأمل 
ما قدّمث يده من صالح العمل 
رٿ غفورٌ رحيم أكرم التزل 


م2 في ( م ) : ١‏ الخذل » بالخاء » والمثبت من ( ط ) . ومعناه : الفرح . 








بكث عليه السّما والأرضٌ إذ فقدث 
وورد صوم ظمساه فيه أدخله 


لها بهاتيكمٌ الطاعات قد شَهِدَتْ 
ومسجد القدس والمكيّ لا برحث 
وكم طوافي بیت الله كان له 
وبالمعرّف أعواماً متابعة 
سلوا مشاعر جمع كيف ليلتها 
وكان شمسا بها لما يحل مني 
سقياً ورعياً لأيام سلفن بها 
إذِ الزّمان عزيرٌ وجهه خضل 
والعيش غض بما يوليه من يعم 
والدّهرٌ يلحظنا شزراً ويوهمنا 
فحين رد إلينا طزفه ارتتجعثٌُ 
فشتت الشّمل بعد الالتعام ولم 
حتى رمانا فأصمينا رمايته 
أيا «آصفخان» لا يحصى تأسفنا 
لقد فقدناك فقدان الرّبيع ولم 
تفديك متا ألوف لو فديت بها 
إني لأبكيك للجودٍ الذي فضحت 


أبكيك للعلم والعقل اللذين هما 


وللحجاز وأهليه إذا فقدوا 


تهجّداً عند طول الدّهر لم يحل 
جنات عَڏنِ من الان في عجل 
قرارٌ سجساج ظل غير مُنتقل 
بطاح مسجد طه خاتم الرَّسّلٍ 
أرجاؤهم من غمام الأمن في ظلَلِ 
وكم وقوفي يباب الله في وجل 
بها استتم فروضَ الحجٌّ عن كَمَلٍ 
كانت تضيء ببدرٍ منه مکتمل 
أيام تشريقها إشراقهنٌ جلي 
ونحن في مجلس سام لديه علي 
بغرة من محيّا وجهه الخضل 
لذن الحواشي بانس منه بقل 
يداه متا ل أولاه من تل 
عمداً بأسهم هذا الحادث الجلل 
نجذ لنا عنك بعد الفقْدٍ من بَدَلٍ 
من خيرنا لا من الذهماء والسفل 
أنواؤه كل وسميٌ وكلٌ ولي 
عماد دُنيا ودين الحازم الوّجل 
مألوف بو إليهم منك مُتَصِلٍ 


وللصيام وإحياء الظّلام إلى حين المماتٍ بلا وهن ولا ملل 


4 





مسافراً ومقيماً ماكسِلتٌ ولا 
قد كنت بَخْرَ علوم زاخراً وندى 
ففاضَ ما فاض من أمواجه وطغا 
بموته مات ذكر الجُود واندرست 
عَدَلْتُ في قتله دهري فقال أما 
لى نداء المنايا عندما مَتَمَتْ 
لاقنه وهي كمين فاستكان ولو 
فإنه كان ثيا حازماً حذراً 
أباد أحمد آیاد هول مَصرعه 
فدم محمود باد الثاس حين بدأ 
وريخ نكبة كبتايت عواصفها 
والتار شبّت بشبّانين" من فِتنٍ 
والدّيو”؟؟ أودت بها أدواؤها يدت 
فلا ملام على سّرات”*2 إن لبست 
أوفى وسلطانه السامي المقام معاً 





)0غ( في ( م )و( ط) : « حوشيك ٩‏ . 


عجرت حاشاك من عجز ومن كسل 
منها ورؤی الوّرى علا على نهل 
أحطت علماً سبق السّيف للعذل 
به وسار بهايمشي على مهل 
بدث له لم تجده كان ذا فشل 
ولم يكن رأيه يؤتى من الزللِ 
وباد بعد الإبا من فيه بالوّجَل 
منها عنا مابه للناس من قبل 
نكباء هبت خلال الدّور والحلل 
تموج كالبَخْرٍ ملءَ السهل والجبل 
فيها أراجيف أهل الغلّ والتقل 
ملاب الحزنِ بعد الحلي والحُلّل 
على انتها الأجل المحتوم في الأزل 


(؟) أحمد آباد : من مدن الشّمال الغربي للقارة الهندية » انظر مجلة المجمع العلمي الهندي 
العدد ( ١54‏ ) ص ( ۳۹ ) . وسيأتي قول المؤلف فيها ص ٤۸٥‏ . 

)۳( في ( ط ) : « . . بشنبائير » وما أثبتناه في ( م ) . وكان المؤلف ذكرها بلفظ ممائل لما ورد 
في ( م ) في أحداث سنة ست عشرة » وذكر أنها في أصلها قلعة للكفار استولى عليها محمود 


شاه وحولها إلى مدينة . 


2( في ( ط ) : « والديد. . . » تصحيف وما أثبتناه في ( م ) . والديو من مدن الشمال الغربي 
للهند » ذكرها المؤلف فى أحداث سنة ثلاث وأربعين . 
)٥(‏ سّرات : من المدن المجاورة لأحمد آباد » وسيأتي ذكرها في مواضع مختلفة من الكتاب 


( أحداث سنة ثلاث وستين وسبع ستين ) وغيرها . 





كذا الخليفة والفعحُ الوزي؛ له 
عر العزاء وأزمان المسرة قد 
عبد العزيز عزيز ما أصبت به 
عبد العزيز عزيز ماأصبت به 
عبد العزيز عزيرٌ ما أصبت به 
عبد العزيز عزيرٌ ما أصبت به 
كانت تتوق لأرض الهند أنفسنا 
فمذ نُعِيتَ نأثْ عنها الجُنى وغَدَتْ 
يلومني فيك أقوامٌ ولو عَلِموا 
محببٌ كل من يولي الجميل ومذ 
إن ساءَ مصرعٌه أهلّ الحجازٍ فكم 
يعطيك والبشرُ يكسو صفحتيه فَقُّلْ 
أفعاله صدّقت ماقد تكذبه 
فانظز إلى فعله واترك حديئهه 
يلقاك لابس بزو من تواضعه 
في عِزة لم يشبْها كبر ذي حمق 
حلع كان وقمل الخيرٍ مشتغلد 
ولم يزل برجال الولم محتفلاً محتفلاً 
تأئلوا" الما في ايام وبه 
في حضرة ومغيب كان يمنځهم 
منه أتتني سنيّات الهباتِ ومن 
ش مدحته كي أوفيٰ شكرها فأببى 





۷( نل مالاً : اكتسبه واتخذه وثمّره . 


۹ 


كانت وفاتهما في أعصر أول 
ولت وكلٌ خليٌ بالهُموم ملي 
على الممالك والأديان الملل 
على شهامة أهل المُلك والدُوَلٍ 
على المشايخ والطلاب والمثّل 
على مجالس أهل البَحْثِ والجدل 
كيما تحقق أن العرَّ في التتقل 
أبواث نئل الغنى مسدودة السَبْل 
عذري لما أكثروا لومي ولا عَذلي 
أوليتني جُملاً منها على جُمل 
قد سرهم بالعطايا الغُرّ والتّحل 


تعدا لتقطيب وجه العارض الهطل 


أسماعنا من حديث الجود في الأول 
«في طلعة الشمس ما يغنيك عن رُحلٍ» 
ماقط ةباش لفقل 
يظَنّ بالكبر تعلو رتبة السَفل 
ولم يكن عنهما الهو في شغل 
نالوا مكاناً من العَلياء لم يتل 
مالم يكن لهم والله في أمل 
تمامها أنها جاءت ولم اسل 
مزيدٌ فائض إحسانٍ له مطل 








والآن عَلّي أوفي بالورّثاءله 
قد كنت آمل هذا الدّهر يمتعنا 
وماتوهّمتٌُ أنَّ الدهرّينزعه 
شَلَّتْ يمينٌ الذي بالقتل فاجأه 
ملاحمٌ حكم المولى بها وقضّى 
يا من يُسائل عن تاريخ مَصْرعه 
عليه والله لا أنفك ذا أسّف 
قَمتْ على روض قبرٍ حل ديم 
ّم الضّلاة على المختار من مُضَرٍ 
والآل والصّحب ما أوفى الحجيج على 





(۱) وجفاالرّجلَ جفاً : صرعه . 


رس 


حقّاً فإني وفييٌ بالحقوق ملي 
به ويبقيه غوثا للعفاة وَلِي 
نزعاً ويجفؤه'' بالقثل والغِيل 
عَمْداً وشّيّنَ كنف المجدٍ بالشّللٍ 
وجودها سابق في علمه الأزل 
عنه الجواث «انقضى» فاكقفْ ولا تسل 
أهدي إليه العا ما امتدّ في أجلي 
من الرّضى ماهما دمعٌ من المُمَ 

خير البريّة طه خاتم الزسل 
بيت الإله وحيّا الركن بالقبل 








سنة ست وخمسين بعد التسعمائة 


© وفي سنة ست وخمسين توفي اليد الشريف الصالحٌ الفاضلٌ الشيخ 
حسن بن علي ١‏ وكان من المشايخ العارفين وعباد الله الصالحين » صاحب 
حية عظيمة لا يراه أحد إلا هابه » وكان يصلي إماما في مسجد والده الشيخ 
علي بن أبي بكر » وكان إذا دخل في الصلاة وأحرم ارتعدت فرائص الحاضرين 
لهيبته › ؛ فهم بالصلاة معه الولي الشريف عبد الله بن الفقيه با علوي » فلمًا سوّى 
الصفوف وكبّر طاشن لبه » ودهش عقله وقال : ما هؤلاء إلا بقرٌ - يعني 
الحاضرين ‏ وحمل ثوبّه وخرج هارباً ولم يصلّ معه . 
قُلْتُ : وحضّرٌ وفاةً ابن عم" الشيخ أبو بكر العيدروس بعدن » وصلَّى 
على جنازته إماماً . كذا قاله العلامة جار الله بن فهد المكي رحمه الله في 


معجمة . 


س 


6 في ( ط )  :‏ محمد » وما أثبتناه في ( م ) . 


۳١ 








شهاب الدين بن الشيخ عبد الرحمن بن علي با علوي 3 وكان مشهوراً بالصلاح 

© وفيها توفي العلامة القاضي أحمد شريف بن علي بن علوي" ( خرد با 
علوي )" » وكان مولده يوم الجمعة تاسع شهر ذي الحجة سنة [أربع]" أو 
خمس وثمانمائة » واشتغل بالفقه على جماعة كالعلامة الفقيه عبد الله بن عبد 
الرحمن با فضل صاحب « المختصر » المشهور › وكالعلامة الفقيه محمد بن 
عبد الرحمن الأسقع با علوي وغيرهما » وجدّ واجتهد حتى برع فيه وأشير إليه 
بالرئاسة والفتوى 3 وذكره أخوه المعلم خرد في ١‏ طبقات فقهاء آل با علوي » 
قال : وولي قضاء ( وادي ٩)‏ ابن راشد وهو مشتمل على مدن متعددة من قرى 
حضرموت أشهرها تريم » لم يعارضه معارض ولم ينقض عليه مناقض . 
انتهى . 

قلت : ولم يل أحد من آل با علوي القضاء غيره رحمه الله 2 وبلغني : أنه 
لم يكن من القضاة الورعين سامحه الله وإيانا آمين . 


وفي ١‏ تاريخ شنبل 2006 آنه وأخاه عبد الله شريف ولدا توأمين في بطن . 


(۱) ترجمته في « شذرات الذهب »( /1١١‏ 105-407 ) . 
)۲( ما بين القوسين سقط من ( ط ) . 

)۳( ما بين الحاصرتين سقط من ( م ) . 

(4) ما بين القوسين سقط من ( ط ) . 

)2 في « شذرات الذهب 1057/١١ (٩‏ ) : « تاريخ سنبل » . 


YY 





وعزل من القضاء وقال : أنا لا أعزل وإِنْ عزلني السلطان بسبب أنه ليس في 
الجهة من هو أعلم مني . 
قلت : وهذا الذي ذهب إليه القاضي أحمد شريف لا أدري أهو له وجه 
ضعيف في المسألة . أو أراد به النكتة والمطايبة ؟ وقريب من هذا أنَّ 
الصاحب بن عبّاد قال لقاضي قم : 
أيها القاضي بم قدعزناك فقّم 
فكان القاضي يقول : أنا معزول السّجع . قلت : وذكرْتٌ بقوله « أنا 
لا أعزل وإن عزلني الوالي » » قول بعضهم : [من مجزوء الكامل]: 
إن الأير مر الذي يضحي أميراً يوم عَرْله 
ر يةلميزل سُلطان قَضلة 
وما أحسن قولهم في الحكم : | ن أردت أن لا تعْزل فلا ت تول . 


TY 











سنة ثمان وخمسين بعد التسعمائة 


© [وفي شعبان](١2‏ في سنة ثمان وخمسين : توفي الشيخ الصالح العلامة 
الفقيه » عبد الله بن الفقيه محمد بن الشيخ الفقيه حكم سهل بن الفقيه الولي 
عبد الله بن الفقيه الجليل الإمام محمد بن الشيخ حكم با قشير الشافعي 
الحضرمي”") بحضرموت في العُجز" ببلدة « قسم » وقبره بها معروف يزار » 
وكان من الأئمة المحققين والعلماء العاملين والفقهاء البارعين . صاحب 
تصانيف مفيدة » وحيد زمانه علماً وعملاً وزهداً وورعاً . جمع بين معالم 
الشريعة وسلوك الطريقة وعلوم الحقيقة . 

ومن تصانيفه المشهورة في الفقه : كتاب ١‏ قلائد الخرائد وفرائد الفوائد » 
في مجلد ضخم » ذكر أنه جمع فيه ما لا يوجد صريحاً في الكتب المختصرة في 
الفقه مما أخذ من المبسوطات والفتاوى المتفرقات » ومنها « القول الموجز 
المبين “ > ومنها كتاب « السعادة والخير في مناقب السادة بني قشير» » 
و« رسالة صغيرة في الفرج » . 

ومن مشايخه : الشيخ الكبير والعلم الشهير القطب الرّباني شمس الشموس 
أبو بكر عبد الله العيدروس » والولي الصّالح الشيخ عبد الرّحمن بن علي با 
علوي » والفقيه الصّالح العلامة عبد الله بن عبد الرّحمن الحاج با فضل . 

ومن كراماته : أنَّ والدي رحمه الله لما استودع منه في دخول الهند في 





)0ع( ما بين الحاصرتين سقط من ( ط ) . 

)۲( ترجمته في « شذرات الذهب » ( 451/٠١‏ ) وه الأعلام » ( 118/4 ) و« معجم المؤلفين » 
(۷/١ (‏ . 

)۳( في ( م ) : « الغجر » بالغين المعجمة وآخره راء » تصحيف » وصوابه في معجم البلدان 
( 87/4 ) وفيه أنها قرية بحضرموت » وأنْ ضبطها بالعين المهملة والزاي كما أثبتناه . 


€ 





سفرته الأخيرة قال له : أظٌ أن هذا آخر عهدكم بحضرموت » فكان كذلك . 

© وفيها : وقع من أمير الحاج الفاجر مما سولت له نفسه الخبيثة من 
الهجوم على السّيد الشريف صاحب مكة محمد أبي نمي ( ببيته بمنى )”2 يوم 
عيل النحر ليقتله هو وأولاده في ساعة واحدة » فظفروا به وأرادوا قتله وجميع 
جنوده » لكنه أعني اليد آبا نمي - أشفق شفق على الحاج أن يقتل عن آخره فلا 
ت ١‏ فلم زد فك الجر إل قن ٠‏ ادى ا لر سو > فلما 
على نهب مكة بأسرها واستئصال الحجاج والأمير وجنده » فركب الشّريف - 
جزاه الله تعالى عن المسلمين خيراً ‏ وأثخن في العرب الجراح » وقتل البعض 
فخمدوا » واستمر ذلك الجبار بمكة والنّاس في أمر مريج بحيث بطلت أكثر 
مناسك الحج ٠‏ وقاسوا من الخوف والشدة ما لم يسمع بمثله » ثم رحل ذلك 
الجبار بأن يسعى في باب السلطان بعزله وقتله . 


قال بعض الصّالحين من أهل اليمن : فخرجت من مكة في تلك الأيام إلى 
جذة وأنا في غاية الضيق والوجل على الشّريف وأولاده والمسلمين »> فلما 
قربت من جدة قبل الفجر نزلْتُ أستريح ساعة حتى يفتح سورها » فرأيت في 
النوم النبي ييه ومعه علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه ١‏ وفي يده عصى 
معوجة الرأس » وكان يضرب على الشريف أبي نمي ويقول : أخبره أنه 
لا يبالي بهؤلاء » وأن الله تعالى ينصره عليهم . فما مضت إلا مدةٌ يسيرة وإذا 
الخبر يأتي من باب السلطان بغاية الإجلال والتعظيم للشريف » فنصره الله 
تعالى على ذلك المفسد ومن أغراه على ذلك » وعاد أمر المسلمين إلى 
ما عهدوا من الأمن الذي لم يعهد في غير ولايته . 


© وفيها : كانت وقعة الجزب ‏ بجيم موحدة بينهما راء ساكنة . المشهورة 





للق ما بين القوسين سقط من ( ط ) . 





وهي أنّ جماعة من القبائل مفتنين يقال لهم عبيد آل يماني » وكان السلطان 
لا يقدر عليهم لكثرتهم ولشجاعتهم وشيعتهم » فاتفق أنهم اجتمعوا كلهم في 
قرية تسمى « الجؤب » بأسفل حضرموت ٠‏ فأخبر السلطان بذلك » فجهز إليهم 
عسكراً وحاصرهم في تلك القرية مدة إلى أن أضر بهم الجوع والتعب من شدة 
الحصار حتى أكلوا الجلود والميتة › ودخلوا عليهم فقتلوهم عن آخرهم »› 
وکانوا نحو خمسمائة رجل وطهر الله الأرض منهم ¢ وصار قتلهم تاريخاً 
مشهوراً عند أهل حضرموت يقال « سنة وقعة الجرب » . 
© وفيها : دخل والدي الهند » وأقام فيها إلى أن مات رحمه الله تعالى . 


أا 





سنة تسع و< خمسين بعد التسعمائة 


© وفي سنة تسع وخمسين : كانت عمارة البيت الشريف زاده الله تعظيماً » 
وتاريخ ذلك للشيخ عبد العزيز الزمزمي في المصراع الأخير من هذا البيت : 
[من السريع] 

وقد أتى تاريخ ترميمه رم بيت الله سلاا 

© وفيها : سافر الولي الشهير الشريف عبد الله بن الفقيه با علوي من 
حضرموت بنية العزم إلى مكة بأهله > فأدركه يوم عرفة وهو باللحيّة . 

© وفيها : عكر السلطان بدر بن السلطان عبد الله بن جعفر الكثيري مدرسة 
لطلبة العلم بالشّخر » وجعل عليها”'' وقفاً معلوماً » فقال الفقيه أحمد الجابري 
- برد الله مضجعه ‏ مؤرخاً لذلك العام : [من الخفيف]: 
شاد البَذْرُ مسجد قَدْ تعالى بغلاه على التجوم المُضِيِة 
رب من قال أرخوه فقلنا"“ مسج دا شيّدوه للشافعيّة 





. في( ط) : ۵ فيها » وصوابه في( م)‎ )١( 
.»تلقف١:)ط في(‎ )0 


TTY 


© وفي سنة ستين توفي الشريف الفاضل جمال الدين محمد بن علي بن 
علوي خرد با علوي" صاحب كتاب « غرر البها » . 

© وفيها : وقعت عمارة ميزاب الرحمة من البيت الشريف عظمه الله 
تعالى » ومن غريب الاتفاق أن جاء تاريخ ذلك « رحمة من ربك 00" وكان قد 
جعل هذا التاريخ الشيخ أبو بكر اليتيم المكي ثم نظمه في بيتين فقال : [من 
الكامل]: 
يا أيّها المولى الجليلٌ ومَنْ له ال مجد الأثيل الفائق المرّيخا 
ميزاث بيت الله جُدَّد فاقتبش نا رحمة من ربك التاريخا 


)010( ترجمته في « شذرات الذهب » ( 471/٠١‏ ) و« الأعلام » (5/ ٩١‏ ) و« معجم المؤلفين » 
(۹/۱۱) . 

زفق العبارة ممحوة في ( م ) » وهي في ( ط ) مبدوءة بحرف النفي ( لا ) وهو خطأ » والصواب 
ما أثيتناه على حساب الجمل . 


TTA 








سنة إحدى وستين بعد التسعمائة 


© وفي ليلة ثلاثة عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين قتل السلطان 
محمود شاه بن لطيف شاه صاحب كجرات شهيداً . وسببه أن بعض خدمه 
سولت له نفسه قتل السلطان » فدبر الحيلة فى ذلك » وواطأ بعض الوزراء » 
وواطأ أيضاً بعض حرسة السلطان وخدمه > وكان ذلك الخادم هو المتولي 
لمأكول السلطان ومشروبه » فقيل دس له سمّاً في شرابه » وقيل في نحو حلو”١)‏ 
وقيل غير ذلك . فشكى السلطان عقيب تناوله حرارة عظيمة اشتعلت بباطنه 
فاستغاث » فقيل : بلٌ له سكراً نباتاً ودس له سمّاً أيضاً ليعجل موته قبل أن 
يشعر به » وقيل : بل طلب السلطان الطبيب فبادر ذلك الشقي وذبح السلطان » 
وذبح أيضاً الطبيب كذلك » ولم يُشْعِرْ أحداً. ثم أرسل رسل السلطان 
المعتادين إلى وزرائه وطلبوهم على لسان السلطان » فقدم كل على انفراده من 
غير شعور له بشيء مما وقع واحداً بعد واحد وذلك الشقي وجماعته واقفون 
والسلطان عندهم مقتول » فكل من دخل من الوزراء قتلوه بأسلحتهم » فلما 
كثر القتل وقع الإحساس ببعض ما جرى . 

© وفي زمنه أخذ الإفرنج ( لعنهم الله !"© اليو" من المسلمين › 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 

© وفيها : مات السّيد أحمد بن أبي نمىّ صاحب مكة » وهو الذي دعس 
بساط سلطان الروم سليمان ولم يدعس غيره من سلاطين مكة . وشوكته 





() في ( ط) : « علو » تحريف » وما أثبتناه في ( م ) و« الشذرات 494/١٠١ (٠‏ ) . 
(۲) ما بين القوسين سقط من ( ط ) . 
00 في ( ط ) : « الدير » وما أثبتناه في ( م ) وهو الصواب . 


۳۹ 





استقرت فى حياة أبيه » وحكاياته مشهورة 


8 

© وفيها : مات سليم شاه" بن شير شاه البتان . 

© وفيها : مات برهان نظام شاه" سلطان الدكن . 

©وفيها : فيل السلطان با يزيد بن سليمان العثماني“ . قتله شاه طهماز 


بأمر أبيه السلطان سليمان . فهؤلاء خمسة سلاطين اتفق موتهم في هذه السنة › 
فقال بعضهم مؤرخاً لذلك « زوال خسروان » . 


0( 
)¥( 
قرف 
)0( 


خبره في « شذرات الذهب »( ٤۷0/٠١‏ ) . 

خبره في « شذرات الذهب ٤۷٥/٠١ (٩‏ ) . 

خبره في شذرات الذهب ٤۷٥/٠١ (٩‏ ) . 

خبره في « شذرات الذهب » ( ٤۷0/١١‏ ) . و« تاريخ الدولة العلية العثمانية » ص 
.)٤۷(‏ 


6 











سنة اثنتين وستين بعد التسعمائة 


© وفي سنة اثنتين وستين توفي الشيخ الإمام العلامة الهمام الشيخ حامد بن 
محمود الجبرتي''2 . نزيل مكة المشرفة > وكان إليه النهاية في العلم والعبادة › 
ورثاه الشيخ عبد العزيز الزمزمي بهذه القصيدة العظيمة وهي : [من الخفيف]: 


أا الغفافل الغبييٌ تة 
وتأقل فإنماالنَّاسُ سفْدٌ 
كل يوم تحل في الشُوح'" منها 
كيف يهنا الفتى بها وهو فيها 
واحدٌ إثر واحد يتداعوا" 
كل خُلو بعدالأحبَةهُد 
يا خليليّ فرقة الخلّ والل 
سيّما خلك الخصيص الذي لم 
الوفئ الذي يسرك فعلاً 
الحبيبٌ الذي حوّى كل وضصْفي 
ذاك واش حامدٌ خيد خلٌ 
قد مضى حامدٌ حميداً فما لي 


. 


و 





إن بالنوم يقظة الناس أشبة 
دار دنياهمٌ لهم دار عُرْبة 
يشتكي دائماً فرق الأحيّة 
للفنا يالكربةإثر كزبة 
فحياتي من بعدهم غير عَذَبة 
ه على الأنفس الكريمة صَعْبَهُ 
يزل الجنب منك يلصق جَنبة 
إن يسؤك الرّمان يوماً بتكبة 
حين يملا يملا القلوب محيّة 
قط ماذمٌ صاحبٌ منه صخبة 
بعده في الحياة والعيش رَعْبَهُ 


)1( في (م): « الجبروتي 6 وما أثبتناه في ( ط) وانظر ترجمته فی ۵ شذرات الذهب » 


. )۷9٦/۱۹ ( 


)۲( في ( ط ) : « السرج » تصحيف » وما أثبتناه في ( م ) والسوح : جمع ساحة . 
(۳) حذف نون الرفع في « يتداعو ٠‏ من غير ناصب أو جازم وهو ضرورة وله نظائر . انظر 
« ضرائر الشعر » لابن عصفور الإشبيلي ص( ٠٠۹‏ ) وما بعدها . 





مُرِجَتْ روحه بروحي فأضحى 
ذو حفاظ تلفيه في الهّرْكِ والج 
لم يكن فاحشاً بسب ولم يل 
حازمٌ الرّأي ثابتٌ الجأش شهم 
أي حفظ وأيّ إيراد لفظ 
بَلَعَثْ غاية المطالب والأغ 
لم يكن راهباً سوى الله لكنْ 
كان يحيي إلى الممات الليالي 
كم صلاة يطول وصفيّ فيها 
وطلواف ماغله منه ورد 
ومن الذكر والتلاوة أورا 
بكست الأرض والسّما فقدَ عبد 
كيف لا يدخل الجنان من الرّي 
كيف يظما غداً وفي كلّ يوم 
يارَعى الله أغضراً وبقاعاً 


)0( في ( ط ) : ١‏ يُنْسى أخاه. . . 
(۲) في ( ط )« ... في الأفق شبيه »© . 


EY 


ماتراءت لي في محيّاه عَضبَهُ 
د صًّدوقاً عليه ماحد كذبة 
صيّن ماعليهتؤثرسبة 
ق من التاس واحدٌ قط سبّه 
فيه مع عزمه أناة ودرية 
مستلدٌ يُنْسِي أخا'؟ الكرب كربة 
فتسامى بها لأرفع رَه 
همّة أنزلت من الأفق شبهة“ 
راض أحبابه الجميع وصَّحْبة 
كان فيه لله أعظ م رَهْبَهُ 
آخذاً بالتصيب مس كل قربة 
قامعن فرش ه»لهاوتنبة 
شكر الله سيه فيه غبهة 
دڈبهمالم يزليرتب جزبة 
كان يعصي الهوى ويعبد رة 
رمضان إذا أتى أي أَهْبِهة 
مئزراً واستحثٌ قوما وأنبة 
يان ران والمعاطفٌ رطبة 
كان والله ماءزمزم ش ريه 
جَمَعَتَا في عُنفوانِ وشيبة 


؟ تصحيف » وما أثبتناه في ( م ) . 





حيث ندعى إلى الدروس ونلقى 
من رضاع العلوم أي إخاء 
يا أخي ياأبامحتد عدي 
كيف فارقتني وكنّا جميعاً 
كل يوم نزداد حا إذا مل 
إل أعش بعده لعمريّ إني 
إته الموت ليس فيه وفاء 
وبعيد إذا انقضى نخب شخص 
يا جليسي الذي على كل خير 
يا صديقي الذي يكافح عني 
يا سميري لقد تقرّحَ جفني 
وسلامٌ عليك ما حئت الور 
روح الله منك في الخلدٍ روحاً 





كل شيخ رى المريد وربّة 
بك تهوى لقيا أخيك وقربّة 
فرقدي إلفة صَفَْتْ ومحيّة 
من كؤوس الودادٍ أعذت شوب“ 
سل سوانا مسن الأحباء حبة 
للتفاني من بعده مُشْرَتَه 
أنه لاحق على القرب تِربَة 
خنشه في وداه والمحّبة 
فيه ضاهى إلى الفنا مسن أحيّة 
فعلهدل والمققال ونبة 
زمني إن عدا ويدف خط 
سهراً مذ أت تى الرّدى إن تنه 
سهرت مقلتاك ديناً وحسبّة 
وسقى صيّب الحيا منك تزريَة 


)١(‏ جذيمة › أراد جذيمة الوضاح الملك ونديميه المعروفين » وبهما ضرب المثل في طول 
الصحبة » كما ضرب بالفرقدين ونخلتي ځلوان > والمعنى مما سبق إليه الشاعر › فمن ذلك 


وکا اكتسائئ جذيمة تة 


من الدهر حى قيل : لن يتصدعا 


فلاتفرًفضاكاني ومالكاً لطول اجتماع لم نبث ليلة معا 


قال التعالبي : 
لل (TV1‏ . 


« وهو من الأمثال السائرة 4 . 


« ثمار القلوب في المضاف والمنسوب » 


© وفيها كان موت السّلطان همايون بن بابور”'2 » وكان سبب موته سقوطه 
من سقف 4 فقال مؤرخ وفاته بالفارسي « همايون باد شاه ازبام افتاد » . 


33 
3 


. ) 185/٠١ (٩ روي الخبر في « شذرات الذهب‎ )١( 


Tt 








© وفي سنة ثلاث وستين وصل الوزير الأعظم الفخان الكبير ياقوت سلطان 
في جمادى الثاني مكسوراً من بيرم كام إلى سرت . كذا ذكره العلامة أبو 
السعادات الفاكهى المكى فى رحلته . 

© وفيها : قُتِلَ اليد مرتضى رحمه الله . 

© وفيها : سافر الشَيخ أبو السعادات من أحمد آباد إلى سرت » ثم جاء 
بعده بأربعة أشهر الشيخ عبد المعطي بن حسن با كثير المكي ٠‏ والخطيب أبو 
السعادات بن ظهيره » وعبد الله العراقي من أحمد آباد إلى سرت بأهلهم 
١ CMD Gye‏ 
وتديّروا ‏ بها . 





(۱) تديّروا بها : اتخذوها دار إقامة . 


to 


سنة أربع وستين بعد التسعمائة 


© وفي شهر جمادى الأول من سنة أربع وستين توفي الشيخ الولي الصالح 
العلامة المحقق العارف المدقق ٠‏ بحر الحقيقة وإمام الشريعة والطريقة › بقية 
السلف الصالح ومرشد الخلق إلى النهج الواضح ٠‏ أبو العباس أحمد بن علي 
المزجاجي الحنفي''' شهاب الدين » ودفن بجوار مسجده بتربة الظاهر الذي 
أنشأه جدّه الشيخ الصديق بن عبد الله المزجاجي الصوفي قدس الله أرواحهم . 

ولد - رحمه الله تعالى ورضي عنه - سنة سبع وتسعين وثمانمائة » وقرأ 
القران وحفظه » وسمع الحديث على جماعة منهم الحافظ عبد الرحمن بن علي 
الأيبع رحمه الله » وكتب له الإجازة والأسانيد بخطه » وتفقه بجماعة من 
الحنفية » وقرأ في كتب الرقائق » وسمع على الشيخين الوليين الكاملين 
المحققين نور الدين القطب الرباني يحيى بن الصديق النور وبه تخرج وانتفع ١‏ 
والشيخ العلامة الحافظ القدامة بقية المحققين العارفين الصادقين المكملين أبي 
الضيا وجيه الدين عبد الرحمن بن إبراهيم العلوي أعلى الله أنواره وأسمى 
تاره وقرأ في أصوك الدين على الشيخ المالم المصقعي المفتن شرف الدين 
دامغ الملحدين إسماعيل أبي الذبيح شرف الدين بن إبراهيم يم العلوي أخذ عليه 
كتاب « النكت » لأبي القاسم القشيري" » وسمع عليه بقراءة غيره شيئاً كثيراً 
من كتب الأصول وغيرها » ولبس الخرقة من والده » ثم ألبسه مرة أخرى أخوه 
لأمه الشيخ إسماعيل بن المشهور المزجاجي » وأذن له في إلباسها من 
استحقها » وكانت له اليد الطولى في كتب القوم وهو شاب , وأفاد وأملى 


(۱) ترجمته في « شذرات الذهب 1960/١١ (٩‏ ) . 
(۲) هو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري الشافعي . توفي سنة ( 456ه ) . 
انظر ‏ الرسالة القشيرية » ( ١5/١‏ ) و« الأعلام »( 51/4 ) . 


۳٤٦ 


وأجاد » واستمدٌ فأمدٌ » وبلغ في كل فضل الأمدّ › تخرج به ولده العلامة 
الحافظ المجتهد الولي المقرب العارف بالله تعالى شيخنا ومولانا أبو الحسن 
علي شمس الدين › وحقق وانتفع انتفاعاً عم الخلق نفعه » وأخذ عنه شيخنا 
الأستاذ الإنسان الكامل المحقق خاتم الأولياء مولانا السيد الشريف حاتم بن 
أحمد الأهدل . وخلائق لا تحصى ٠»‏ والشيخ كمال الدين أحمد بن إبراهيم 
العلوي . وله أتباع بلغوا مبلغ الكاملين » ومكنوا في الولاية أي تمكين : 


وبالجملة : فكان فريد دهره » ونادرة عصره » ونسيج وحده » ولزيم أ بده 
أبده علماً وعملاً وإفادة وسيادة » وله كلام في الحقائق ق يشهد له بحيازة علم . 
وكان علماء وقته يجلونه غاية الإجلال » ويشهدون له بالتقدم على الأمثال › 
من رآه ذكر الله » وقال : تبارك الله » يقصده الخاص والعام والقضاة والحكام 
للزيارة والتبرك به والتماس الدّعاء منه إذا نزل بهم مهم » وكان يُبْسَطْ له في 
الوقت ويُّمدَ له فيه بحيث أنه يقرأ مائة شرف القرآن في نصف نهار أو دون 
ذلك . 


وحكى لي فقيره الصّادق محمد قحطان - وكان رجلاً صدوقاً من أهل الخير 
والصلاح وتلاوة القرآن وكتبه وكتب القوم ‏ قال : بلغ سمع شيخنا رحمه الله أن 
رجلاً يحوك الثياب بجواره يقرأ ستين ختمة” '' من بعد الشروق إلى بعد الظهر » 
فعظم أمره على الشيخ ٠‏ وقال : هذا في جوارنا ولا نطلع عليه أو كما قال » 
كما كان ايوم الثاني بكر إليه ۽ فجاء وهو يسدي خيوطه ويهذبها ويتقيها _ » فلما 
به" وانبسطت نفسه . فقال له الشيخ : يا فلان ما حديث حدثته عنك من 
تلاوتك القرآن كلّ يوم كذا وكذا ختمة؟ فقال : نعم كل يوم ستين » فقال له : 
هل شرغت اليوم في القراءة؟ قال : بلى الآن أفرغ من التسديد وأقعد للعمل 





. في( م) :3 خيمة » وهو تصحيف‎ )١( 
. سقطت الكلمة من( م)‎ )۲( 


EV 


وأشرع » فقال الشيخ : أحب أن أشرع أنا وأنت فمتى تفرغ من الستين؟ قال : 
وقت كذا من النهار » فلما قعد للعمل شرعا معاً وفارقه الشيخ . فلما كان 
الوقت الذي عينه الحائك للشيخ جاءه الشيخ ٠‏ فقال له : كيف أنت؟ قال : 
حصل لي ببركة دخولكم علي في هذا اليوم زيادة ست ختمات . فقال له 
الشيخ : وأنا أتممت المائة . رضي الله عنهما . وهذه من باب خرق العادة 
وتوسعة الوقت » فقد حكى الفرغاني في تائية ابن الفارض ما هو أعظم من ذلك 

وكان الفقيه إسماعيل العلوي المذكور من أكبر المنكرين على الشيخ 
المذكور » وكان المقوي لإسماعيل على ذلك صالح النيماري“ » وكان 
إسماعيل يعنف أخاه أحمد على كثرة تردده إلى الشيخ أحمد وصحبته له » فقال 
أخوه أحمد : يا أخي أنت أخي وشيخي ووالدي » ولك على حق وطاعتك 
واجبة » فهلم نذهب أنا وأنت الليلة إلى راتب الشيخ ونقعد من وراء وراء 
ونباشر حال الشيخ وعمله » فإن وجدت على طريقة مرضية دخلنا عليه وإلا 
رجعنا ولا أصل بعدها إلى الشيخ » وكان هذا من أحمد كيد خفي » لأنه يعلم 
أنه متى وقع بصر أخيه على الشيخ انصبغ”" وإن لم يره الشيخ بعين الرأس › 
فطمع أخوه إسماعيل فيه ولم يدر أن للبيت رباً يحميه » فذهبا معاً فحضرا درس 
القرآن » فكاد إسماعيل يحترق من ذلك » فلما ختم الدرس والدعاء أنشد 
المنشد » وشرع صاحب السماع في الإسماع قال له أخوه أحمد : نذهب إلى 
البيت؟ قال : لا . بل ندخل على الشيخ » فهو على قدم صدق » فسرٌ بذلك 
أحمد » ودخلا على الشيخ أحمد › فلما رآه الشيخ سر به وحصل له من الأنس 
والبسطة ما لا مزيد عليه » فعاد إسماعيل من أكبر المحبين الآيبين إلى الله 
تعالى . 


. النماري ؛ وما أثبتناه في ( ط ) وقد أعاد رسمه بهذه الصورة أكثر من مرة‎ ١ : ) في ( م‎ )١( 
. ) في ( ط ) : « الصبغ » تحريف » وما أثبتناه في ( م‎ (20 


58 








وكان صالح التّيماري في جهة الجبل » فلما نزل بلغه قصد الفقيه إسماعيل 
المذكور فجاء إليه » وقال له يا فقيه إسماعيل : انتظمت في سلك فلان » ثم 
تكلم في حق الشيخ وطريقته » فقال : لا تقل هكذا » وجدنا الرّجل على خير 
كبير نحن في حجاب عنه » لكن الموعد بيني وبينك الليلة وقت صلاة المغرب 
الجبرتية مسجد إسماعيل الجبرتي » فتواعدا على ذلك » فحضرا معاً صلاة 
المغرب بالمسجد المذكور » فلما أذْن وأقيمت الصلاة دخل الفقيه الصالح 
الولي الفالح عبد الرؤوف المشيم يصلي بالتاس » فكاد أن يفوت الوقت بكثرة 
الخشوع في القراءة »> فلما فرغت الصلاة قال الفقيه إسماعيل لصالح : رأيت 
حال هذا الرجل وعظم توجهه ورقة قلبه » والله لو تلوت أنا وأنت كذا وكذا 
ختمة ما قطرت لنا دمعة . قال : نعم مع قوة معرفتنا أنا نقرأ أحسن منه . قال له 
إسماعيل : هكذا القبول؟ قال : نعم . وإن هذا من أولياء الله تعالى . قال له 
إسماعيل : هذا من أصغر أصحاب أحمد بن علي مقاماً » فما زاده ذلك إلا 
نفوراً حتى أفضى الأمر إلى منافرة ومناقرة وأهاجي بينهما » والله المستعان . 


۳۹ 


© وفي يوم السبت الحادي عشر شهر المحرم سنة خمس وستين توفي 
الشيخ الكبير والقدوة الشهير الولي العارف بالله تعالى الإمام العلامة شهاب 
الدين أحمد ( ابن )0( الفقيه عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن 
عمر بن محمد بن الشيخ الكبير الولي المربي سعيد بن عيسى بن أحمد الشهير 
بالعمودي”"' بتعز » وكان من كبار أهل العلم وأهل الفتيا والتدريس » مع الورع 
التام والزهد العظيم 2 والإقبال على الطاعة » وكثرة العبادة » والسلوك على 
نهج السلف الصالح › ولزوم الخمول › وترك ما لا يعني › والإحسان الدائم 
إلى الفقراء والمحتاجين والطلبة والملازمين . وكان مع ذلك من أهل الولاية 
العظيمة والتصريف النافذ في الوجود» وقيل : إنه كان يعرف اسم الله 
الأعظم » وكان ينفق من الغيب » وكان الباشوات تعظمه وتخضع لهيبته › 
وكان من محفوظاته « الإرشاد » في الفقه » وكانت تجيء إليه الفتاوى من البلاد 
البعيدة فيجيب عنها » وكان ولي مدرسته بتعز » وكان ينفق جميع ما يصير إليه 
من وقفها على الفقراء والطلبة ولا يمسك منه لنفسه شيئاً > ولم يزل على ذلك 
حتى مات . 

وبالجملة : فإنه كان أوحد عصره علماً وصلاحاً » ولم يخلفه بعده مثله › 
وكانت ولادته بزبيد » وما وقفت على تاريخ مولده إلا أنه مات وهو ابن خمسين 
سئة تقريباً » وبنيت عليه بعد موته قبة عظيمة رحمه الله تعالى . 

© وكان والده الفقيه عثمان بن محمد من أهل العلم والصلاح › وكان 


. سقطت الكلمة من( ط)‎ )١( 
. ) 144/1١ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )۲( 








انتقل من بلاده قيدون”'' إلى ربيد وهو شاب لتحصيل العلم » فأخذ عن جماعة 
حتى برع في العلم » وتزوج هناك امرأة فولدت له صاحب الترجمة هذا » وهو 
الذي أخذ عنه وتخرج به الفقيه الصالح علي بن علي با يزيد الدّؤْعني صاحب 
« النكت » على الإرشاد وصاحب « الفتاوى » المشهورة 2 وكانت وفاة الشيخ 
عثمان في هذا القرن » وتاريخ مولده لم أعثر عليه > ولهذا لم أفرده بالذكر في 
هذا التاريخ وإلا فهو حقيق بذلك . 


© فائدة : 

اعلم أن في قلبي حسرة عظيمة إذ لم يتيسر إليّ الوقوف على تواريخ جماعة 
من الأعيان المشهورين كطائفة من الأولياء الكرام » وجملة من العلماء الأعلام 
مثل : الشيخ الإمام والحبر الهمام مجتهد زمانه وعارف أوانه الشيخ أبي الحسن 
البكري“ والشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الحق السّنباطي 
المصري » والولي العارف سراج الدين الفقيه عمر بن عبد الله بامخرمة 
الحضرمي ٠‏ والشيخ الكبير والولي الشهير عمر بن أحمد العمودي والد الشيخ 
عبد الرحمن الآتي ذكره . والشيخ الإمام العلامة عبد القادر بن أحمد 
الحباني » والشيخ العلامة علي بن أحمد البسكري المالكي المغربي المكي 
والد صاحبنا الشيخ أحمد البسكري ٠‏ والشيخ الفاضل محمد الحطاب" سمي 
أبيه » والشيخ العلامة علي بن عراق » وأخوه الشيخ عبد النافع » والشيخ 
الكبير العلامة المفنن أحمد بن عبد الغفار المالكي » والولي الصالح الشيخ 
أحمد بن عبد القوي با فضل الحضرمي ٠‏ والشيخ الكبير والولي الشهير 





00( قيدون : بلدة بوادي دؤعن بحضرموت » ( معجم المدن والقبائل اليمنية ) ص( 4*”) . 

(؟) توفي سنة (94017) هاء وانظر سائر ترجمته في « الكواكب السائرة ۱۹۷-۱۹٤ /۲ ( ٩‏ ) 
و« شذرات الذهب » ( 41١-414/٠١‏ ) واسمه في هذين المصدرين ( علي ) » وترجم له 
العلامة الزركلي باسم ( محمد بن محمد ) « الأعلام »( ۷/ لاه ) . 

() توفي سنة ( 904ه ) وانظر سائر ترجمته في « الأعلام » ( 08/19 ) . 


50 


أحمد بن سهل با قشير » والولي الصالح المعلم با جابر صاحب عندل » 
والشيخ العلامة عبد الرؤوف الواعظ تلميذ الشيخ ابن حجر الهيتمي » والعلامة 
الشهير الشيخ محمد الرملي المصري ., والعلامة الطبلاوي”'' » وآخرين يطول 
ذكرهم ويتعذر حصرهم » مع أني قد أذكر بعضهم في ترجمة غيره بطريق 
الاستطراد ولكني لم أستوعب أخباره كما ينبغي ويّراد » والمرجو أن يمن الله 
علي بذلك حتى أشفي الغليل بشرح مناقبهم العديدة وسيرتهم الحميدة » والله 
ولي التوفيق » والمسؤول ممن وقف على هذا الكتاب من الإخوان الفضلاء 
وظفر بشيء من ذلك » فليضفه إليه على هذا النمط والسياق » ويرجى لمن فعل 
ذلك إن شاء الله ببركتهم الاندراج في المسرعين إلى الخيرات السباق . انتهى . 

© وبنو العمودي أهل إصلاح وولاية » اشتهر منهم جماعة بالعلوم الظاهرة 
ومقامات الولاية الفاخرة » ويقال : إن نسبهم يرجع إلى أبي بكر الصديق 
رضي الله عنه » وأما خرقتهم فهي ترجع إلى الشيخ أبي مدين المغربي رضي الله 
عنه » فإن جذهم الشيخ الكبير والعلم الشهير تاج العارفين ومربي المريدين 
الشيخ سعيد بن عيسى العمودي قدس الله روحه أخذها عن الشيخ عبد الله 
الصالح رسول ( رسول )"“ الشيخ أبي مدين » فهي كخرقة قطب العارفين 
وإمام الأولياء المتمكنين الشيخ فقيه محمد بن علي مقدم التربة . 

وحُكيّ أنَّ الشيخ أبا مدين أرسل تلميذه الشيخ عبد الرحمن المقعد من 
المغرب نائباً عنه » وأمره بالذهاب إلى حضرموت وقال له : إن لنا فيها أصحاباً 
سز إليهم وخذ عليهم عقد الحكم »› وأخبره بأنه سيموت في أثناء الطريق » 
فكان كذلك ومات بمكة المشرفة » ثم أرسل تلميذه الشيخ عبد الله الصّالح كما 
أمره شيخه » وقال له : اذهب إلى حضرموت تجد فيها الفقيه محمد بن علي 


)١(‏ توفي سنة (957ه ) وانظر سائر ترجمته في ١‏ الكواكب السائرة » ( ۳۳/۲ ) و« شذرات 
الذهب » ( ٥۷-٥۰٦ /۱١‏ ) و« معجم المؤلفين ١7/٠١ (٩‏ ) و« الأعلام 1١14/50»‏ ). 
»22 ما بين القوسين لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 


يقرأ في العلم على الفقيه علي بن أحمد با مروان وسلاحه على رجليه موضوع 
فاطلبه من عنده وحكمه » ثم اذهب إلى قيدون تجد فيها الشيخ سعيد بن عيسى 
العمودي فحكمه . فلما قدم إلى تريم وجد الفقيه بتلك الصفة التي ذكرها له 
شيخه » ففعل ما أمره » وذهب إلى قيدون كذلك . 

وكان الشيخ سعيد أحد كبار مشايخ حضرموت مشهوراً بالولاية الكاملة 
والكرامات العظيمة » وكان كاملاً مربياً مسلكاً . وبه انتفع الشيخ أبو معبد 
وغيره ٠‏ وله في ناحيته ذرية مباركون وأتباع وزاوية لهم مشهورة . 

وروي عنه آنه قال : زيارتي بعد وفاتي أفضل من زيارتي في حياتي . 
وروي عنه أيضاً أنه قال : من أحبني أو أحب من أحبني أو زارني أو زار من 
زارني أو صافحني أو صافح من صافحني » فأنا ضمينه بالجنة . وحكي أنه عمّر 
في القطبية ثمانية عشر يوماً . وروي عنه أنه قال : من رضي بي شيخه 
فليشهد الله على نفسه أنه رضي بي شيخه دنيا وأخرى » وأنا شيخه ولا یمد يده 
إلى أحد . وروي عنه أنه قال : من زارني ثلاث مرات يتعنى ما له حاجة إلا 
زيارتي فأنا ضمينه بالجنة . 


وكان الشيخ سعيدٌ رضي الله عنه أميّآ ويرد على الفقهاء في المسائل الفقهية 
وعلى القارىء إذا غلط أو لحن » وتوفي سنة إحدى وسبعين وستمائة » وتربته 
مقصو دة“ للزيارة والتبرك نفع الله به آمين > وطبقت تاريخ وفاته بحساب 
الجمل على أحرف ١‏ ساء معشر » ثم نظمته فقلت : 
سعيدالذي شاع فقضله «ساااء معشر) فل 
وكذا طبقته على أحرف « شعر سما » ثم نظمت ذلك أيضاً فقلت : 


هو العمودي الشيخ سعيد العُلما تاريخ عام نقلته « شِعْرٌ سَّمَا) 





(1) في ( ط) : ١‏ مقصورة » . 


ال : 
۲ * النور السافر Yor‏ 


وقال بعض الفضلاء من الصَالحين في ذلك أيضاً : [من الطويل]: 
بست مئين كان تاريخ شيخنا وإحدى وسبعين بذلك فاغلّما 
سعيدٌ بن عيسى القطب واحدٌ عصره عمودٌ لدينالله قدرّه معظما 
ويجمع ذا التاريخ أعداد أحرف ‏ إذا شئت فاعددها تجد « عش سما » 





© وفي سنة ست وستين توفي الإمام عبد القادر الشافعى رحمه الله » ورثاه 
صاحبه الأديبٌ الفاضلٌ السيّد محمد السّمرقندي نزيل طيبة المشرفة - على 
ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السّلام ‏ بهذه القصيدة وهي : [من البسيط]: 


مات الإمامٌ فعيشي بعده كدر 
قضى ولم يقض لي من ودّه وطَرٌ 
قد كنت أحذر هذا اليوم من عمري 
حتى رميتٌ بسَهْم ليس يمنعني 
مالي وما لليالي كلما جَتَحَتْ 
حملت من جهلها ما ليس يشمله 
وأنت يا رائحاً عنّي وتاركني 
إن جئت داراً أعز الله جانبها 
بلغ سلامي إلى من بالتراب تُوَى 
بلّعْ تحيّة محزونٍ إلى جَدَث 
بل تحية محزونٍ إلى جَدَث 
إمامٌ مكة عبد القادر بن أبي ال 





ودمع عينيّ لا ينفك ينحير 
وأصبحت دُوره بعد العلا الحُقَدُ 
علا به تشرف الأسماعٌ والبِصَدُ 
لو كان ينفح في مقدوره الحَدَدُ 
منه صديقٌ ولا يدن ولا وَرَّدُ 
سالمتها وهي لا تبقي ولا تَذَرُ 
قلبّ وما عجزت عن دركه الفكد 


م 
. 


م 
0 
© 


و 


ونار وجديّ في الأحشاء 
وجادّها المُرْنُ لا ينفك ينهم 
ما كان ظنّي فيه ينز القَّمَدُ 
به الذي عف منه الفرجٌ وَالأَردٌ 
به الذي طاب منه الخبر والخبه 


يمن الذي خيْرُ من قد أنجبت م0٥‏ 


دق في ( م ) ٠:‏ .. طبر » تحريف » وصوابه في ( ط ) . 


من نبعة المُصطفى الهادي أَرُومته 
يا ابن الأئمةٍ والقوم الذين هم 
يا صاحب الرّتبة المعذور حاسِدها 
إليكَ قد كان يُعزى القضل منتسباً 
قد كان وجهك في الإقبال قِبْلتنا 
أنت الذي كنت نِعُمَ المستشار به 
أرضغتني ثدي أنس منك آلفه 
تبدي التواضع للإخوان منبسطاً 
كم خُطبةٍ لك عند البيت فائقة 
کمن 
يبكي المقام على هذا الإمام كما 

أبكي عليه وهل يّشفي البُكا كبداً 
د ن يجدي لضي سك دده أسىّ 
برغم أنفي أن يدعوك ذو أمل 
وأن يرى ربعك العالي ولیس به 
ماتت بموتك عرب كنت غيثهم 
سقى ضريحك صَوْبٍ المُرْنِ منتحباً 
تاريخه « جنة الفردّؤس مَنزلة ») 
والآل والصحب والأزواج ما نظموا”؟ 


0غ( في ( ط) ١:‏ ... منقهر» . 

(۲) المقة : المحبة . 

مم في قوله « 
ذلك . 


أكرم بفرع بذاك الأصل يَفْتخْرٌ 
على الحقيقة فينا الأنجمٌ الزّهِرُ 
إن الحسود على مرماك يَنُعزِرٌ 
واليوم فيك يعزى البَدُو والحَضِرٌ 
والعمَرٌ 
إذا دهَتّني في دنيايي الغِيَرٌ 
إذ كان ني الأمّ والآباء صر 
ا منم ٥‏ 


واليوم عنك رضيعٌ الأنس 
ولو وُضِعْتَ على هام لهم شَكَروا 
بها يسلسل عن حير الورى الأثرُ 
حلت بترديده الآيات والسُوَرٌ 
يبكيه منبرٌ بيت الله والحَجَرٌ 
كادت لموقع هذا الطب تَنقَطرُ 
لو كان مثلك في أمَّ القرى بسر 
فلم يجه سوى الأطباق والسَترٌ 
لكل ذي مقة'" وردٌ ولا صَدرٌ 
فكيف حال عُريب ما لهم مَطْرُ 
حتى يضاحك أقصى ثربه الزَِّرُ 
ثم الصّلاة على من حفه الحجَرٌ 
أهلٌ القريض مديحاً فيه أو نثروا 


. . نظموا » ألحق بالفعل علامة الجمع » وحقه الإفراد » وريّما اضطره الوزن إلى 





رجب خداوند خان ولد الخواجا صفر . 


© وفي يوم الجمعة تاسع عشرين من شهر رجب الحرام سنة سبع وستين : 
توفي الشيخ الكبير والولي الشهير › قدوة العارفين » وحجة الله على 
السالكين » وجيه الدّين عبد الرّحمن بن الشيخ عمر بن الشيخ أحمد بن 
محمد بن عثمان بن محمد العمودي'١ 2‏ وهو الذي يلتقي فيه نسبه مع ابن عمه 
الشّيخ أحمد بن عثمان الذي تقدم ذكره "2 بمكة المشرفة » ودُفِن بالمعلاة › 
وكان من الأولياء الصالحين والمشايخ العارفين » كثير العبادة والاجتهاد › 
عظيم الورع والزهد والمثابرة على الأعمال الصّالحة مع الاشتغال بالعلوم 
النافعة لوجه الله تعالى » وكان مشاركاً فى كثير من فئونها » وكان يحفظ 
١‏ الإرشاد » في الفقه . ۰ 

ومن مشايخه : الشيخ أبو الحسن البكري » والشيخ الحافظ شهاب الذين 
ابن حجر الهيتمي . وما أحسن قول الشيخ عبد القادر الفاكهي فيه حين ذكر أنه 
أخذ عن الشيخ ابن حجر : أخذ عنه رواية أخذ شيخ عن شيخ كما قيل في أخذ 
أحمد عن الشافعي » ثم قال : ولعمري إن شيخنا العمودي هو أجل من أن يقال 
في حقه بعد انتهائه تلميذ”" ويطلق » وإن جل الشيخ يعني ابن حجر » وحسبك 
بما أشرت إليه في التنبيه في أخذ أحمد عن الشافعي فإنه بديع يدريه أهله إذ فيه 
توقير لمنصب [المشبه و]“ المشبه به . انتهى . 

ومن تصانيفه : « حاشية على الإرشاد » » وكان أراد محوها فمنعه الشيخ 


)00 ترجمته في « شذرات الذهب 01١-6094 /٠١ (٩‏ ) و« معجم المؤلفين » ( 9/ ٠١١‏ ) . 
(۲) ينظر في أحداث سنة ( 976ه ) . 

(۳) في ( ط ) : ١‏ تقيذ » وما أثبتناه في ( م ) . 

. ) ما بين الحاصرتين زيادة من ( ط‎ )٤( 


o0۸ 








ابن حجر من ذلك » ومنها « الثور المذرور » . 

وكان كثير التعظيم لأهل العلم مع الخمول المفرط والتواضع الزائد 
والاستقامة والانقطاع إلى الله تعالى » ؛ فلم يتزوج لذلك مدة عمره مقالاً على 
الطاعة مذ نشأ . 

وحكى الفاكهي أنه سمعه يقول : طلب مني الشيخ أبو الحسن البكري 
الحضور فى في الليل ساعة لاستماع درسه العام » فما وافقته إلا امتثالاً لأمره 
الأكيد » قال : فقلت له : ما سمعت؟ فقال : وقفت ساعة وأنا مشغول ولم أدر 
ما يقول » وإنما وقفت امتثالاً أي لشغله بالأوراد التي لا رخصة عنده في 
تركها . 


ووي أنه قم إلى تريم لزيارة من بها من المشايخ » فاجتمع بالشميخ الكبير 
فأخبره بأنه اجتمع بالإمام الغزالي في غرفة بداره بقظة يقظة من طريق الكشف » 
واستجاز منه كتبه فأجازه بها » > فطلب منه الشيخ عبد الرحمن أن يجيزه بها 
بالإجازة المذكورة » فأجازه بذلك . 

وكانت له أحوال فاخرة » وكرامات طاهرة . قال الفاكهي : ومناقبه أفردتها 
برسالة . 

قلت : وهو الذي طلب من الشيخ ابن حجر أن يشرح مختصر الفقيه عبد الله 
با فضل في الفقه . 

جاور بمكة المشرفة سنيناً » ومات بها رحمه الله تعالى » وكان لا يقبل من 
أحد شيئاً . 

وحُكي أن الشريف أبو نميّ سلطان مكة أرسل إليه بمائة دينار فلم يقبلها » 
واستحى الرسول أن يردها على الشريف فبقيت عنده حتى مات الشيخ عبد 
الرحمن رضي الله عنه » فأخبر الشريف عند ذلك › فأمره بأن يدفعها إلى 
الشريف عبد الله بن الفقيه الآتى ذكره . 


۳0۹4 





قال الفاكهى : وسمعت من لفظ شيخنا صاحب الكرامات الباهرة 
والمجاهدات المعلومات الظاهرة » ولي الله عبد الرحمن العمودي نفع الله به 
يقول : إِنَّ شخصاً من آل العمودي يخرج من مقبرة المعلاة وهو من السبعين 
الألف الشافعة » ولا أعلم في المعلاة من العموديين أجل منه وإن كان بها عمه 
وآخرون منهم . بل سمعت منه أيضاً ما دل دلالة صريحة : أن أباه الشيخ عمر 
المدفون بالقنفذة من السّبعين الألف الشافعين » ولا يستعظم هذه المنقبة عليه 
وعلى أبيه إلا جاهل بحالهما ولو من مخالطيه » ومن أراد الوقوف على عنوان 
مناقبه وعلي مراتبه » فليقف على كتابي « إرشاد المغني والفقير إلى فضل 
التقشف والرضا باليسير » » فإني شرحت فيه بعض أحواله وأشرت إلى جمع 
كراماته الدّالة على قطبيته وكماله » بل إن أراد أوسع منه فليتطلبه فربما يعثر 
عليه » فإنّي أرجو جمع كتاب واسع في كراماته بعد تتبعها من أهل جهاته 
وخصوصياته ضامًاً ذلك إلى ما عندي من كثير » ولا ينبئك مثل خبير . 

ومن نظمه هذه الأبيات في القهوة : [من البسيط]: 


أسرارٌ قَوُْوتنا ُخحذهامبيّنة 
وتشرح القلبّ والأعضاء تبسطها 
فاشرث فَدَيْتك منها ما قدرت له 
واخلص لدى نيّة مهما شربت لها 
واقند بشربها ممّن مضى خَلَفاً 
واسأل إلهك أن يفضل برحمته 


تين سالكنا في الليل ماسّهرا 
وتذهبُ الهم والأحزان والكدّرا 
1 1 

وقم نصحتك بالأسحارٍ مايّسرا 
وکن كبيس" بها الخيرات مدخرا 
ذوي الصلاح ولا تقتد بمن خسرا 


على نيك خير الخّلق والبَشرا 


وكان والده الشيخ عمر نفع الله به من كبار أهل العلم » وكان يدرس ببلده 
قيدون ويفتي بها » وحكي أنه ارتفع إليه اثنان في دعوى » وكان أحدهما على 
الحق والآخر على الباطل » فأشار عليهما الشيخ أن يصطلحا ستراً للحال » 
فأبى ذلك الرّجل الذي كان مبطلاً وقال : لا أرضى إلا بحكم الشرع » فغضب 





. وفي ( ط) : « وكن كيئيساً » ولا يستقيم الوزن في الروايتين‎ ٩ كنكيساً...‎ ١: ) في ( م‎ )١( 


۳۹۰ 


الشيخ عند ذلك وقال : أما إذا كان هكذا فشهود الملاحف ما يجوزوا عندي » 
وكان ذلك الشخص أعطى اثنين كل واحد ثوباً حتى يشهدا له » فكاشفه الشّيخ 
بذلك . 

وحكي أنه دخل عدن في زمان الشيخ أبي بكر العيدروس » فأضافه الشيخ 
أبو بكر وبالغ في ذلك » فلما رأى الشيخ عمر كثرة ما صنع خطر في قلبه أن هذا 
إسراف ٠‏ فالتفت إليه الشيخ أبو بكر عند ذلك وقال : أكرمناهم . قالوا : 
إسراف . فقال الشيخ عمر عند ذلك : أستغفر الله » ولم يعلم الحاضرون 
بشيء من ذلك حتى حكى لهم الشيخ عمر بخاطره الذي خطر له » وكاشفه 
الشيخ به . 

وحكى ولده الشيخ عبد الرحمن العمودي رحمه الله عنه : أنه كان في 
مجلس وفيه جماعة من أهل الكشف ء فصدر من أحدهم سوء أدب عليه » 
فعوقب ذلك الرجل بالسّلب في الحال . 

وحكي أن الشيخ عمر رضي الله عنه بلغ رتبة القطبية وكان قد ولي المشيخة 
ببلاده قيدون بعد أبيه على طريقة سلفه » فلما آل الأمر في ذلك إلى سفك الدماء 
ونحوه ورجوع أمر تلك المرتبة إلى قوانين الملك ترك ذلك وعزل نفسه زهداً 
فيها ورغبة فيما عند الله من الثواب . وكان في زمنه يسوس الخلق إلى قوانين 
الشرع الشريف ولا يحابي في الحق القويّ على الضعيف » فكرهته العامة لذلك 
وعزموا على أن يقتلوه ويولوا مكانه أخاه عثمان » فأخبره بذلك فقال : 
ما يحتاج إلى هذا > وتركهم وما يريدون وعزم إلى مكة المشرفة » فلما قفل 
منها مات بالقنفذة »› وقبره بها مشهور وعليه بناء عظيم رحمه الله تعالى . 
وقيل : إنه دعا عند ذلك عليهم أن الله تعالى يبتليهم بسبع مثل سبع يوسف » 
فاستجاب الله ذلك فمنعوا القطر هذه المدة حتى أقحطت الأرض » ولاقى 
الناس بسبب ذلك شدة عظيمة » وكانا صاحب الترجمة وأبوه هذا يكرهان 
ما يفعله بنو عمهم من حمل السلاح ونحوه » وكانا ينكران عليهم أشد 
الإنكار . أعاد الله علينا من بركتهما في الدارين آمين . ٠‏ 


ال 








وكانت وفاته في هذا القرن ولم أعلم تاريخه » ولهذا لم أترجم له كما وقع 
لي في غيره » وقد ذكرت السّببَ في ذلك » وإلا فهو حري بان يذكر على 
الاستقلال » كيف وهو أحد من تنزل الرحمة عند ذكره » وهو غني بفضله 
وشهرته عن الإطناب في أمره وترجمته . 

© وفيها : كانت وفاة أحمد شاه بأحمد آباد قتيلاً . 

© وفيها : جاء جنكيز خان إلى سرت وحرق دورها وخربها » وخرب 
أهلها واستأسر » ثم صالحه صاحب سرت خداوند خان وذهب إلى بلده 


بروج . 


1Y 








[سنة ثمان وستي: بعد التسعمائة 207 


ثم جا إلى سرت أيضاً عام ثمانية وستين وخرب جانباً من الكوت » 
وأخرب جمعاً من من أهل سرت ومنير وغيرهما من التجار والرعية » ثم ذهب إلى 
بروج في أواخر شهر رمضان » وكان ذهب من الكوت خفية ليلاً صاحب سرت 
خداوند خان » فذهب إلى بلاد الكفار ١‏ ثم وصل إلى أحمد آباد ثاني شوال » 

٠. 2 ٠. 

ثم قتل آخر يوم من ذي القعدة يوم الثلاثاء بعد العصر > قتله بجلیخان" وأغا 
ريحان ورستم خان مع عسكرهم » وفي العسكر جمع من عبيد خداوند خان 
هربوا منه من رهبته . وقد قلت فى الواقعة المذكورة : 
سميّ حرام ذاق الجمامَ في مثله وفعلٌ حرام في حرام من أعظم الوزرٍ 

ومعنى البيت : أن سمي شهر حرام يعني رجب - ذاق الجمام » وهو 
الموت » في مثله يعني في شهر حرام أيضاً وهو القعدة . وفعل حرام وهو 
القتل . في شهر حرام هو القعدة من أعظم الذنوب . ولا شك أن المعاصى إذا 
وقعت في مكان عظيم كمكة أو زمان شريف كالأشهر الحرم تتضاعف من الله 
سبحانه وتعالى العقوبة على مرتكبيها وهذا ظاهر . 

وكان خداوند خان رحمه الله تعالى أميراً كبيراً › جليل القدر .2 رفيع 
المنزلة › حسن الأخلاق › كثير الإنفاق › جميل الصورة › طيب السيرة › 
جواداً سخياً وشهماً أبياً شديد البأس » محبباً إلى الناس » متواضعاً مملاحاً . 
لين الجانب » مشهوراً في المشارق والمغارب » كثير الإحسان والإفضال » 





000 ما بين الحاصرتين لم يرد في ( م ) وما أثبتناه من ( ط ) . 
(0) يعني جنكيز خان . 
)۳( رسم الكلمة في « شذرات الذهب » : « جلنجان » . 


1Y 





والصلاح › حسن العقيدة فى الأولياء والصالحين » محسناً إلى الفقراء 
والمساكين » عظيم الصدقة والمعروف 3 كثير الاحتفال بالوفود والضيوف 2 
وكان عريق الرئاسة » حسن السياسة » ظريفاً لطيفاً » وفي آخر الأمر اعتراه نوع 
من الوسواس حمله على الاستيحاش من الناس اختل به نظام تدبيره » فخذله 
وزيره ومشيره » وقل معه معاونه وناصره » وتفرقت بسببه عنه عساكره » 
والكمال لله . فكان هذا هو السبب فى زوال الملك عنه وظفر العدو به » ونقور 
الناس منه » ولا حول ولا قوة إلا بالله . 


وللشيخ العلامة أبي السعادات الفاكهي فيه مرثية عظيمة وهي : [من البسيط]: 


الدَهرٌُ في يَفْظة والسشّهو'" للبَشَرٍ 
والسَامٌ أصعب كأس أنت ذائقه 
لامين فيما أقول لا ولا ريب 
واسأل زماتك عن كسرى 
أفناهم الدّهر حتى صارٌ 
ياويحٌ ناع أتى يوماً يخبّرّنا 


وقيصره 


ص 


ذكرهم 


أتى برأس رئيس كان مفخرنا 
أبو الأرامل والأيتام والغربا 
أبو المشايخ والأشرافي والتجبا 
خان عظيم له رَجِبٌّ سمى رَجَبِ 
أكرم به وفروع منه قد يَسّقت 


هم الأكابدٌ أصلاً ثم فَرْعَهُم 





والمؤتٌ يبدو ببطش البَدُو والحضر 
قل ادنر للأجسه بِالحُمَرٍ 
إن كنت ذا ريب فاسأل عنه واذكر 
كذا السلاطين والأقيال من مُضَرٍ 
كانوا وكانوا وهذا أعظم العبر 
أَجَرّى دموعاً على الأخداد كالمطر 
كأضله منبع الإحسانٍ والظقر 
بمؤته ما صَمَتْ أرواح من كَدَرٍ 
أبو الرعيّة من أنشى ومن ذَكَرٍ 
مرجب قد براه الله من صَمْرٍ 
وبيت سَلْمان أهل الخيْر وَالظَمْرٍ 
أصلٌ الفخارٍ إلى حينٍ من الدَّهرٍ 


. م»‎ ١ والسّهر للبشر » تحريف ء وما أثبتناه عن‎ . . ١: في( ط)‎ )١( 


TE 








أبكى الفحول مع الأبطال أجمعها 
أبكى الأسودّ مع التّمورٍ مع الظبا 
أبكى الرعيّة والفتوّة والتدى 
أبكى المواكبّ والأملاكَ قاطبة 
أبكى الرمال كذا الأطلال نادبة 
أما التجارٌ فقد صاروا بأشرهم 
يا ويح « سِزت» ما سورّت لساكنها 
لبس الشواد رعاياه ولم يُلمُوا 
كانت شجاعته في كل مُعْتَرَكِ 
وكم خصائص فيه مالها عدد 
لو كان يسممٌ آهل الروم كيف جَّرى 
لكنّ نصر إلّه جل ناصرنا 
أما السنون فإني سوف أرقمها 
لا غر أن « الشهورٌ حازها رَجَبٌ » 
خوطبٌ كاصل له مذ كان في صغر 


فاعجب لهذي الذنا لا تحتسم أحداً 
فقل لمن غر في دُنياه كن يقظاً 


كيف التحذرٌ والأقدار سسابقة 





00( 
البيت » ولعل الصواب ما أثبتناه . 
)( 
سرت . . . ١‏ . 


رواية الشطر الثاني من البيت في (م) و( ط) : J‏ 


56 


أبكى الدماء وأبكى الجن مع بِشَرِ 
أبكى الخيول كذا الأفيال فاعتبر 
أبكى الدّيار وأعماها مع البَصَرِ 
أبكى البريّة من ساه ومذّكر 
أبكى المراكب والأفلاك ذو الدّسرٍ 
أبكى القفارٌ مع الأنهارٍ والبحر 
كالشَاةٍ تَحْشى شرور”" كل ذي اشر 
الله يحفظها من طارق الغِير”") 
كيوم میران أسنى من سنا القَمَرٍ 
ومكرمات بلا عد لمستطر 
لجهّروا الجيش للغارات في الأثر 
يكفي ويجعلٌ من عاداه في عبر 
يوم الثلاثا مساء منه فادّكر 
بحمرةٍ بحساب الجكل البهر 
فد كفردٍ عظيم القدر في الشهر 
خان خداوند ساد الناس ٠‏ في كبر 
قد أسست صفوها دأباً على كدر 
لها المصارعٌ في غفلات مُحْتَذْرٍ 
لا بد منها على الأرواح والصور 
٤‏ وبه يُكسر 


.. تخشى شر ذي.. 


رواية الشطر الأول من البيت في ( م ) و( ط ) مختلة الوزن » ولعل صواب الرواية « يا ويحها 





لو كان يفدى من الأموات سيّدّنا 
يارت ترحمه تغفر لمعشره 
ورضُ عنه خصوماً أنت تعلمهم 
وعم أهلاً وأحباباً وكل فتى 
وخصٌ أصلاً له أيضاً قرابته 
يارت وارحم لميئتهه'"'' وميّتنا 
يارب واحرس لكوت ثم ساكنه 
واغفز لمنشئها حقاً وسامعها 
يا رت احمي الإسلام وحؤرّته””© 
يا رت وانصر لدينك كل ناصره 


يارت يارت أنت اله مُقَتَدر 


يارب واستر بفضل كل معترفا ٠‏ 


مِنَ الفعالٍ مع الأقوال أجمعها 
يا رت يارب يارحمن ياصمد 
واحفظ لمن قد بقي وابقيه في رَغد 
ثم الصَّلاةٌ على المُختارٍ صَمُوته 


كذا السّلام عليه دائماً أبدا 


وخص من بعده آلاً وعترته() 


كنا فديناه بالأسماع والبَصَرٍ 
تجعل مآئره أبهى من الذررٍ 
وخصّه بعلا الجلات والسّرر 
يهوى لخْيْرٍ وبالخيرات مُشتهر 
الله يحفظهم بالولم والسَوَرٍ 
يا رت واعمم بخير منك وانتصر 
واحفظ لحافظيه وصفيهم من الكَدَرِ'") 
وارحم لراقمها في الطرس والسَطرٍ 
من الصَلال وأهل الكفر والفجر 
يارت وانعم بجبر کل مُنکسر 
سام او عر 
يا رت يارب يا ساتر على العثر 
اغفر لمن قد مضى في غابرٍ الذهرٍ 
دجمل الكل واحمل كل ذي العْسرٍ 

خير البريّةٍ من فهر ومن مُضر 
صلی عليه إله الكَلق والفطر 
والتابعين له في كل مُفتخر 


. أقحمت بعدها في (ط) لفظة « فضلاً » وبها يختل الوزن‎ )1١( 
. كذا رواية هذا الشطر في( م ) و( ط ) وهو مختل الوزن‎ )۲( 
. كذارواية هذا الشطر في ( م ) و( ط ) وهو مختل الوزن‎ )۳( 
. كذا رواية الشطر الثاني في ( م ) و( ط ) وهو مختل الوزن‎ )٤( 
. تصحفت في ( ط )إلى : « وعثرته ؟‎ )60( 


۴1٦1 





وكان الشيخ أبو السعادات المذكور من المشمولين بعنايته والمنتظمين في 
سلك نعمته كغيره من العلماء والصلحاء » فإن « سرت » فى أيامه السعيدة 
كانت طافحة بالمشايخ والفضلاء » ومشحونة بأكابر الناس من سائر الأجناس » 
مملوءة بأعيان التجار والأكابر وشجعان الجنود والعساكر » وكانت عامرة أشد 
العمارة » يجلب إليها سائر البضائع والنفائس للتجارة » وكان يسافر منها عدة 
من المراكب والسفن إلى سائر النواحي كمصر وغيرها من المدن » وكانت 
الرعية في أعظم أمان وسرور دائم بلا أحزان » والناس في أرغد عيش وأنعم 
بال » والوقت في أطيب صفاء وأسر“ حال » والقلوب مطمئنة والشرور 
مستكنة7") . حتى قال بعضهم [سرت]("© سرّت الخواطر وقرت النواظر ‏ يعني 
لكثرة ما كان بها في زمنه من الأفراح وأسباب الانشراح . وبلغني أنه كان يجعل 
لكل من يدخل إليها من الغرباء مرتباً بحسب حاله » وإذا أراد الذهاب كذلك 
زوده من ماله . 

وبالجملة : فمحاسن هذا الرجل كثيرة » وأخباره معروفة في الناس 
شهيرة » رحمه الله تعالى وإيانا آمین . 

© وفيها : في سابع جمادى الأولى توفي الشيخ الكبير القطب العارف بالله 
تعالى أحمد بن الشيخ حسين بن الشيخ عبد الله العيدروس”؟ بتريم » وكان من 
سادات مشايخ الطريقة المكاشفين بأنوار الحقيقة » جُمع له بين كمال الخلق 
وحسن الأخلاق وبسط المعرفة وصحة النية وصدق المعاملة . مناقبه كثيرة 
وأحواله شهيرة . 

ومن كراماته رضي الله عنه : كان مرة بمسجد في سماع عظيم وبيده سبحة 





. ) في (ط): « في أطيب سناء وأستر حال » وما أثبتناه في ( م‎ )١( 
. ) زفق في ( م ) : « ساكنة » وما أثبتناه في ( ط‎ 

(9) ما بين الحاصرتين زيادة فى ( ط ) . 

نك ترجمته في « شذرات الذهب » ص( 411-51 ) . 


1Y 


يسر › وكان كلما قال سبحان الله وبحمده ودرج الحبة فانفلقت أربع فلق وأقل 
وأكثر فأخذوها منه وقد انفلق منها أكثرها كذلك » وأصاب بعض الحاضرين 


وروى الولي الصالح الشهير أحمد بن عبد القوي با فضل أنه رأى الشيخ 
عياناً واقفاً بعرفات » وشاهده مشاهدة يطوف بالبيت العتيق ويسعى بين الصفا 


والمروة . 


ولسيدي الشيخ الوالد فيه مرثية عظيمة وهي : [من الكامل]: 


تفضي فتمضي حُكمها الأقدارٌ 
والدهز أبلغ واعظ بفعاله 
نادى وأسمع لو وعَتٌ آذاننا 
قل للذي يغترٌمنه برونق 
من ينظر الذنيا بعينٍ فؤاده 
ما كنت قلت بان « تريم » تضعضعت 
حتى ّى ناع شهاباً أحمداً 
العيدروس سرا سرا لله مسن 
رفع الوليّ ابن الوليّ ابن الولي 
أرواحهم بالعرش قنديل يضي 
ما إن ذكرت فضائلاً في أحمد 
فسقى الحيا تابوت قبر قد تُوَى 
آه على وادي ابن راشد بعده 
قد كنت نوراً في تريم ظاهراً 
هيهات ما إن للمنيّة دافم 


. في (م) :« ... اعبار‎ )١( 


۳۹۸ 


والصفوٌ تحدث بعده الأكدارٌ 
وكفى لنا بفعاله إِنْذارٌ 
وأرى العواقب لو رأت أبصارٌ 
لا تغترز فخطيره أخطارٌ 
كشفت له من خُبرها أخبا() 
أرجاؤها أو أنها تنهار 
ابن الحُسين من العفيف مرَارٌ 
أسراره تسري به الأدوار 
من جذه خيرٌ الورّى المختار 
كشعاع شمس زادها الأنوار 
إلا وهِيِجَ زني النَذكارٌ 
وتعاهدت تابوته الأمطار 
واستبهمت من بعده الأسرارٌ 
تُقْضى به الحاجاتٌ والأوطارٌ 
أبداً ولا لحياتنا استقرارٌ 


قد قال لي بلسان حال مُفُصح 
هرن عليك فكل حي متت 
فلينظ رن أهلة منكم فقد 

لازال منكم في الولاية سيد 


لقمااحتسبت لرربّناالقهَابٌ 
والدَّهْه في أبنائه دوَارٌ 
طلعت فى سما العلا أقماك() 
ما غرّدت في أيكها الأطيارٌ 


وقد ضمنها التاريخ في قوله « العيدروس سرا سرا لله » . 


يك 
2 





000 كذا الشطر الثاني من هذا البيت » وهو مختل الوزن . 


۳14 








سنة تسع و سكير* بعد التسعمائة 


© وفي ليلة السبت خامس عشر صفر الخير سنة تسع وستين توفي الشيخ 
الكبير والقدوة الشهير العارف بالله تعالى أبو محمد معروف"' بن عبد الله بن 
محمد بن عبد الله بن أحمد مؤذن ابن عبد الله بن محمد بن أحمد جمال 
بِدَوْعَان"؟ » وكانت ولادته بشِبّام" في ليلة الجمعة حادي عشر شهر رمضان 
سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة » وكان كبير الشأن » ذا كرامات ظاهرة وآيات 
باهرة » وبلغني أن مناقبه أفردها بعض الفضلاء بتصنيف رحمه الله . وكان من 
المشايخ المشهورين والأساتذة الكبار المذكورين بتربية المريدين وتخريج 
السالكين » وكان ذا جاه عظيم وقبول عند الخاص والعام . وسبب خروجه من 
بلده إلى دوعان أنه كان وشي به إلى السلطان بدر الكثيري في أشياء منها : فرط 
اعتقاد الناس فيه وامتثالهم لأوامره ونواهيه . فأمر بنفيه من البلاد بعد الإشهار 
بإهانته بين العباد » فنودي هذا معبودكم يا أهل شبام » وجعل في عنقه حبلاً 
وطيف به بين الأنام . 

ومن غريب الاتفاق أن السلطان أمر بعض أمرائه أن يتولى فعل ذلك منه 
بنفسه » وكان ذلك الشخص من معتقدي الشيخ المذكور » فتوقف لذلك » 
فأرسل إليه الشيخ معروف قدس الله سره : أن افعل ما أمرت به وأنا ضمينك 


)غ0( ترجمته في « شذرات الذهب »( 07١-57١ /1١١‏ ) . 

(؟) دوعان : موضع بحضرموت » وذكره ياقوت ٠»‏ بعين مهملة بعدها نون مباشرة » « معجم 
البلدان )٤۸٤/۲ (٩‏ . 

(۳) شِبام : جبل عظيم فيه شجر وعيون » وشرب صفاء منه » انظر خبره في « معجم 
ما استعجم ٩‏ ( ۷۷۸/۲ ) وه معجم البلدان » ( ۳٠۸/۳‏ ) وفيه أن في اليمن أربعة مواضع 
اسمها شبام : شبام كوكبان » وشبام سُحَيم » وشِبّام حراز » وشِبَامُ حضرموت » وهي 
إحدى مدينتي حضرموت » والأخرى تريم » ولعل شِبَام الأخيرة هي بلد المترجم له . 


¥۷۰ 





على الله بالجنة . فانظر إلى مشهد هذا الشيخ العظيم الذي يرى الأشياء كلها 
من الله الحكيم » وما وقع عليه من الامتحان له فيه أسوة بغيره من الأعيان 
هذه الطائفة العلية كما قيل في نعوتهم السنية : إنهم رضي الله عنهم يتلذذون 
بالبلاء كما يتلذذ غيرهم بالنعيم » وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل 
العظيم . 

© وفيها : صار بحضرموت حريق البرد المشهور” ‏ . 

© [وفيها توفي الفقيه محمد بن حسين بن الشيخ محمد النهاري دعسين › 
وكان فقيهاً عالماً محصلاً » وكان أكثر إقامته بجهة إصاب وغيرها من الجبال 
وأقام بحصن المصباح”") عند الفقيه شهاب الدين أحمد بن محمد بن يحيى 
الجهمي الأشعري نحو ثمانية عشر عاماً ثم انتقل من عنده إلى بني جعفر 
العبدريين أصحاب جبل ريمة”" . ذكره شيخنا شيخ الإسلام عبد الملك بن 
عبد السلام في كتابه « قرة العين بمعرفة بني دعسين » . قال : وإنه قرأ الفقه 
أولا على الفقيه الإمام العالم العلامة برهان الدين إبراهيم بن العلامة أبي القاسم 
الحكمي ببيت الفقيه ابن حشيبر وختم عليه « التنبيه » و« المنهاج » ثم انتقل إلى 
تلك الجبال المصاقبة لتلك الجهة ولقي جماعة من العلماء وأخذ عنهم وانتفع 
ألف كتاباً مختصراً في المسائل التي خالف الشيخين الإمام الرافعي والإمام 
النووي فيها القاضي الإمام العلامة صفي الدين أحمد بن عمر بن محمد بن عبد 





۷( الكلام الذي سيأتي » مما وضع بين الحاصرتين » لم يرد في ( ط ) وورد في ( م ) فقط . 

() وهو حصن في وصاب ( إصاب ) السافل » ويطل على مدينة بيد من شرقها . ذكره في 
« معجم المدن والقبائل اليمنية ص( ٠١١‏ ) باسم ( الداشر ) . ١‏ 

)۳( ريمة : اسم مشترك بين عدد من البلدان » أشهرها : ريمة الأشايط › وريمة جَبلان » وهو 
من أشهر جبال اليمن خصباً » انظر « معجم المدن والقبائل اليمنية ٩‏ ( ۱۸۸-1۸۷ ) . 


۳۷1 





الرحمن بن القاضي العلامة الكبير نجم الدين يوسف بن محمد بن علي بن 
محمد بن حسان المُزْجّد ‏ بفتح الجيم - السّيفي الزّبيدي في « عبابه » وأنه عزا 
كل مسألة إلى من خالفهما فيها أولاً ثم ذكر من تبعه من المتأخرين » وذكر أنه 
مجلد لطيف وسماه « فتح الوهاب فيما خالف فيه الشيخين صاحب العباب » » 
وأنه وصل إلى المّخًا مرتين الأولى سنة أربع وستين وتسعماية » والأخرى سنة 
تسع وستين وتسعماية » وأنه لم يلبث بالمّخَا أولى المرات ولا عشرة أيام وفي 
أخراها أقام بها نحو ثلاثة أشهر » وقرأت عليه في مدة إقامته من أول كتاب 
« الإرشاد» في الفقه إلى أثناء استقبال القبلة » وأعطاني جملة من كتبه وفيها 
الكتاب الذي صنفه وسماه « فتح الوهاب » ثم عزم إلى قرية رة“ ومرضَ 
مرض الموت » فنقله بنو عمه إلى جنة المَعاصلة" فتوفي عندهم)" . 





. ) 59 بلفظ التصغير . بلدة عامرة بالشرق من زبيد » المصدر السابق ص(‎ )١( 

(؟) المَعاصلة : عزلة كبيرة من ناحية زبيد » «معجم المدن والقبائل اليمنية» (59). 

)۳( إلى هنا نهاية النقل عن ( م ) » ويبدو أن هذا ( السقط ) لم يقف عليه أبن العماد الحنبلي فيما 
وقف عليه من مخطوط هذا السفر » وإلا لكان ترجم للفقيه محمد بن حسين دعسين صنيعه 
مع من ترجم لهم من الفقهاء الذين دُكروا في هذا الكتاب . 


Y۲ 





سنة سبعين بعد التسعمائة 


© وفي سنة سبعين ثاني يوم من شوال : كان السيل العظيم الهائل 
بحضرموت الذي لم يُسْمّع بمثله » أخرب كثيراً من النخيل » وأهل تلك الجهة 
يذكرونه إلى اليوم ويؤرخون به » وهو المسمى عندهم سيل الإكليل“ » وقد 
ضمن تاريخه صاحبنا الفاضل الفقيه عبد الله بن أحمد بن فلاح الحضرمي في 
بيتين هما : [من الكامل]: 
سيل بوادي حضرمَؤت أذاه عم في نوء إكليل النجوم أخذ نسم 
وضعوا له تاریخ ناس جَورةٌ يلقاه من يطلبه في أحرف « ظلم » 

ويقال إنه في قديم الزمان كان قد وقع سيل أو سيلان مثله أو قريب منه » 
ولاحول ولا قوة إلا بالله . 





زوق ذكر خبره ابن العماد في « الشذرات )0177/١١(»‏ . 


YY 





سنة إحدى وسبعين بعد التسعمائة 


© وفي شهر جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين توفي الشيخ الكبير والعلم 
الشهير تاج العارفين وبقية الأولياء الكاملين وجيه الدين الشريف عبد الرحمن بن 
حسين بن الصديق الأهدل اليمني17) قدس الله روحه بزبيد » وقبره بها مشهور 
مَرُورٌ وعليه قبّة » وكان من كبار المشايخ أرباب الأحوال الفاخرة والكرامات 
الظاهرة » نهد إليه الزائرون من سائر الأقطار » وقصد التبرك بفضله الخاص 
والعام من القرى والأمصار . دائره مهبط الوفاد ومحط رحال القصاد › 
ما قصده قاصد إلا وأحرز غاية المراد » وفاز بالمدد المعنوي والمحسوس من 
فضل الله الجواد . 

ولد رضي الله عنه سنة إحدى وتسعين وثمانمائة » نشأ بمديةة زبيد » وقرأ 
بها القرآن العظيم » وصحب جماعة من المشايخ » وحكمه ' شيخ المعروف 
ابن إسماعيل الجبرتي » ونصبه شيخاً وهو ابن ثلاث عشرة سنة » فقال 
للشيخ : يا سيّدي أنا لا أقدر أقوم بما تقوم به المشايخ › فقال له الشيخ : أنت 
حظك مطلق . وظهرت عليه آثار بركة المشايخ الصالحين ٠‏ وفتح عليه فتوح 
العارفين حتى لحق من قبله وساد أهله وتضاءلت له" المشايخ الأكابر » وشهد 
له بالتقدم على الأوائل والأواخر » فأصبح فريد دهره ووحيد عصره » منقطع 
النظير متصلاً مجده بالأثير » كثرت أتباعه [و]7" أصحابه من المشايخ والعلماء 
والقضاة والأمراء والوزراء والأغنياء والفقراء . وكان رحمه الله تعالى كثير 
الإنفاق ميسرة عليه الأرزاق » ما قصده سائل فخاب ولا أمّه وافد إلا ورجع 


(۱) ترجمته في « شذرات الذهب ٥۳١۰/۱١ (٩‏ ) . 
)۲( .في ( ط ) « تضالت عليه » وهو تحريف › وصوابه في ( م ) . 
2 الحرف زيادة في ( ط ) وهي مما يناسب تمام المعنى . 


VE 








بزلفى وحسن مآب » يعطي مما يُعْطى ويجيب داعيه بغير إبطاء » يفرق ما يلقى 
إليه من الفتوح » فكل ينال منه ما قُسم وخُط له في اللوح من ذهب وفضة 
وفلوس وكساء وغير ذلك . ٠‏ 

وكان رضي الله عنه دأبه الإنفاق على الفقراء والمساكين خارجاً عن صدقات 
مخصوصة بأقوام > وعن صلة ذوي القربى والأرحام » وهو مع ذلك على قدم 
التوكل والفتح الرباني . وكان محباً للعلم وأهله » معظماً مشاركاً في كثير من 
العلوم » وجمع كتباً كثيرة في فنون شتى . وكان من حسن الخلق ولين الجانب 
ولطف الشمائل وسلامة الصدر وطلاقة الوجه والبشر ما يجل عن الوصف . 
وكان إذا خرج من بيته يزدحم عليه" الناس ويلتمسون بركته » ورزق من 
القبول والمحبة والوجاهة ما يشهد أن له عند الله أعظم من ذلك ٠‏ وحببه الله إلى 
خلقه » واعتقده الخاص والعام » وانتشر صيته » واشتغل به الناس اشتغالاً 
عظيماً » الرجال والنساء والصغار والكبار » حتى كان لا يكاد يخلو عنهم ساعة 
واحدة » يتبركون به ويلتمسون دعاءه » وكانت شفاعته لا ترد عند أولي الأمر 
فمن دونهم . 

وكان صاحب كرامات خارقة وأحوال صادقة » وانتفع به الناس انتفاعاً 
عظيماً » وعلى الجملة فترجمة هذا الرجل لا تسعها الأوراق . ومن كراماته : 
أنه جاء إليه مريض وقد عظم بطنه من الاستسقاء » فقرب إليه طعاماً وأمره أن 
يأكله جميعه » فحسب أن فعل ما أمره زال عنه ذلك المرض في الحال واستوى 
بطنه . وكراماته كثيرة لا تنحصر . 

وبالجملة : فإنه كان وحيدٌ عصره وفريدٌ دهره » لم يخلفه مثله في مصره . 
وشهرته تغني عن ترجمته . 

ومن شعر والده الحسين : [من السريع]: 
قد كان في سنّة خير الوَرَى صلى عليه الله طول الرّمن 





(1) في ( ط ) :فيه ٩‏ . 


Vo 








أن لا يرد الطب والمُتكا 
ومنه : [من السريع]: 

لا أعتب الدهر ولا أهله 

الحم والشكر لمن قد جرت 
رحمه الله تعالی . 


والتّمر واللحم كذاك اللبن 


فى خط مقدار ولا ملزلة 
إلهنا والفضلٌ والعدلٌلَة 
أحكامة بالقسمة العاولة 


© وفيها : توفي الشريف العالم الفاضل النسابة نور الدين علي با جبهان با 


علوي . 


© وفيها : فاضت أودية بمكة المشرفة بسيول عظيمة » فدخل السّيل الحرم 
الشريف”'2 وعلا على الركن اليماني ذراعاً » فقال مؤرخاً لذلك الأديب صلاح 
الدين القرشي رحمه الله تعالى في بيت مفرد وهو : [من السريع]: 


يا سّائلي تاريخ سَيْلٍ طما 


علا على الرّكن التماني ذرَاغ 


© وفيها : عمر والدي رحمه الله مسجده « بسرت » . فقا... الشيخ الأديب 
عبد المعطي بن حسن با كثير المكي في تاريخ ذلك هذه الأبيات وهي : [من 


المتدارك ]: 

هذه بقعة شرفت في الأرّلٌ 
شق فيها ضريح الشريف الأجل 
الوليٌ الكبيرٌ للجنانِ انتقل 
الشريف شيخ شيخ الشيوخ الأول 
الصفئ الولي سر خير الرسل 


قدحَوّث قبةنزهت عن مثلّ 

. . ۳)۰( 
ميم حاميم ذا مصطفى فيه حل" 
نجل من قد سما فوق هام القلل 


سيّدي العيدروس غيثٌ فضل مَطْلْ 


قطبٌ هذا الزمان الرّفِيعٌ المحل 


(1) ذكر ابن العماد الحادثة فى « الشذرات 6( 850/١١‏ ) . 


(0) في( م )و(ط) :« 


.. ذاك مصطفى . . 


» وبه يختل الوزن . 





يالهابقعة سرّهاقدحصلٌ وبهامسجدفضله لم يَرَلْ 
جاء تاريخه رافلا في حللٌ ( مسجل خالص لو جه الله جل ٩‏ 





)١(‏ في( ط)« . . تاريخه « رافلاً. . . ' وضع إشارة التنصيص من أجل تاريخ بناء المسجد على 
حساب الجمل بدءاً من كلمة * رافلاً » وهو خطأ على مبادىء هذا الحساب » وصوابه كما 
أثبتناه من قوله « مسجد. . . إلى قوله : جل 4 . 


YY 


سنة اثنتين وسبعين بعد التسعمائة 


© وفي سنة اثنتين وسبعين توفي الشيخ العلامة عبد الله بن أحمد الفاكهي 
المكي الشافعي"“ وأمّه أم ولد حبشية » وكان مولده سنة تسع وتسعين 
وثمانمائة » وكان من كبار العلماء » مشاركاً في ج جميع العلوم » وله مصنفات 
مفيدة » منها « شرح الأجرومية » و« شرح على متممتها » للحطاب”" أجاد 
فيها كل الإجادة » وشرح على ١‏ قطر ابن هشام 06" في غاية الحسن وصنفه سنة 
ست عشرة وتسعمائة » وكان عمره حينئذ ثماني عشرة سنة » وشرح على 
« الملحة » واستنبط حدوداً للنحو » وجمعها في نحو كراسة » ثم شرحها أيضاً 
في كراريس ولم يسبق إلى مثل ذلك . 

وبالجملة : فإنه لم يكن له نظيرٌ في زمانه في علم النحو »› > فكان فيه آية من 
ايات الله حتى قيل : إنه سيبويه عصره » رحمه الله . 

وحُكي أنه حضر في الجامع الأزهر وقارىء يقرأ « شرح القطر » على بعض 
المشايخ » فأشكل عليهم بعض العبارات فيه » فحلها المذكور › وذكر أنه هو 
الشارح فلم يصدقوه حتى أقام البينة على ذلك » وشهد له من كان هناك من أهل 
مكة بذلك . 

© وفيها : في ليلة الاثنين لعشر ليال مضت من شهر رجب الحرام توفي 
الفقيه العلامة عبد الله بن الفقيه الصوفي عمر بن الإمام العلامة عبد الله بن أحمد 


)١(‏ ترجمته في «شذرات الذهب» )٥۳٦/٠١(‏ . و« الأعلام؛ )1۹/٤(‏ و«معجم 
المؤلفين )78/50 ) . 

(۲) في (م) : « الخطاب » بالخاء المعجمة . وما أثبتناه في ( ط ) وه شذرات الذهب » 
)0۳1/۱۰( 

(۳) هو المعروف ب« قطر التدى وبل الصدى » . 


TVA 





مخرمة”'' بعدن » وعمره حمس وستون سنة » وكان آية في العلم خصوصاً 
الفقه والفلك . أخذ عن والده الفقيه الولي عمرء وعمه العلامة طيّبٍ » 
والقاضي العلامة عبد الله بن أحمد با سرومي ٠‏ وكان يقول : إني استفدت من 
هذا الولد أكثر مما استفاد مني . وجدّ واجتهد حتى برع » وانتصب للتدريس 
والفتوى » وصار عمدة يرجع إلى فتواه » وانتهت إليه رئاسة العلم والفتوى في 
جميع جهات اليمن » وقصد بالفتاوى من الجهات النازحة والأقاليم البعيدة » 
وكان عمه الطيب يقول : لا أستطيع ما يستطيع عليه ابن أخي في حل 
المشكلات » وتحرير الجوابات على المسائل العويصات الغامضات . 

وكان الشيخ الإمام العلامة جمال الدين محمد بن الإمام عبد القادر الحباني 
يعظمه جداً ويرجحه على والده » وكان معظمٌ تحصيله عليه » وجل انتفاعه 
به . وممن أخذ عنه أيضاً من العلماء ء الأعلام وشيوخ الإسلام سيدنا وشيخنا 
الشيخ العلامة الصاح الفقيه محمد بن عبد الرحيم با جابر . 

ومدحه الأديب أبو زكريا الدُمشقي ببيتين وهما : [من الرجز]: 
ياعمّري الأصل أنت مالكي ونافعي بفضله بين البَشَدٌ 
هاقذرقغث مسندي إل مم لمالك لنافعلابِنَِعُمَرْ 

وبالجملة : فكلامه وأبحاثه في كتبه وأجوبته تدل على قوة فطنته فطنته وغزارة 
مادته » وكان مع ذلك يغلب عليه الحرارة حتى على طلبته » وكان فيه على 
ما قيل بأو مفرط والكمال لله » وكان فصيحاً بليغاً فاضلاً في الأدب نادرة 


الوقت في النظم'”" والنثر » وكان قد ولي قضاء مدينة الشخر مرتين ¢ وفي آخر 
عمره أقام بعدن 2 وولي بها مشيخة التدريس في مواضع متعددة . 





)١(‏ ترجمته في « شذرات الذهب ٥۳۸۵۳۹٦/۱۰ ( ٩‏ ) . و الأعلام » ( /٤‏ )و( معجم 
المؤلفين 4٥/7 ( ٩‏ ) . 

(5) البأو : الكبر والفخر ء « لسان العرب »( بأي ) . 

إفرف في ( ط ) : « النظر » وهو تحريف وصوابه في ( م ) . 


۳۹4 





ومن تصانيفه : كتاب ينكت فيه على « شرح المنهاج » للشيخ ابن حجر 
الهيتمي في مجلدين » و« فتاوى » كبيرة في مجلد ضخم ٠‏ و« المصباح لشرح 
العدة والسلاح » و« شرح الرحبية » » و« ذيل على طبقات الشافعية » 
للإسنوي » ورسالتان في الفلك والميقات » ورسالة في الربع المجيب » وغير 
ذلك . ومن شعره : [من السريع]: 
لت سلام الله من مُفْرّم ما إن سلا عنكم فقالوا سلا 
فَقُلْتٌ هن تَرْضَونَ لي وقْمَةً قالوا: فما تطلب؟ قلت : الكلا 
ومنه : وقد بلغه موت بعض أصحابه بالشخر : [من الطويل]: 
وكيف يقيمٌ المرءٌ في سوح بلدةِ وقد كان منها متها وقناؤها 
لئن صح هذا العلم فالشخر بعدكمْ حرام علينا ظلها وفناؤها 


ومنه : 


ومنه : [من البسيط]: 

ياسادةٌ عَوّدوني كل مَكْرمةٍ لا تقطعوا الب عن مملوككم وصلوا 

وججّلوا الحالَ فالدنيا مجاملةٌ والخير أبقى وكلٌ المالٍ منتقل 
ومنه : [من الكامل]: 

لا تنس من لم ينسّ ذكرك ساعة وانظز إليه بعين ود واعطفب 

َوَلِفِِسَ منسوباً إليك وأنه فرضٌ عليك « عرفت أم لم تعرفف » 
ومنه : [من الطويل]: 

وقائلةٍ باله ِف لي مما أضر به طول التوى كيف حالَهُ 

فقلت على نوعين : أمّا نهاره فكي › وأمالَبْله لاكرى لَه 


A۰ 





ومنه ‏ قاله وهو ببدر الموضع المبارك المشهور : آمن البسيط]: 
ذكرْتٌ في بدر بدري عندما عَدِبِتْ شمسٌ النهار وضاء البدرٌ بالأفق 
فقيل : بدرّك هذا؟ قلت : بينهما فرق وشاهدهذ في الليل والشفق 
ومنه هذان البيتان - وقد ضمنهما قول أبي تمام « السيف أصدق أنباء من 
الكتب »© : [من البسيط]: 
الواو من صَذْغْه في العطف تطمعني والسّيفَ من لحظه يومي إلى العَطّب 
فحين ما جزت قامٌ الهّجر ينشدني «السيف أصدق أنباء من الكتّب »60 
وأيضاً هذين البيتين - وقد ضمنهما قوله أيضاً ١‏ سيد قومه المتغابى » : [من 
الكامل]: ۰ 
قالث أراك من الذكا في غاية جلت عن الإسهاب والإطناب 
فعلام تبدي في الأمور تغابياً فأجبت ١‏ سيّد قومه المتغابي “٩‏ 
وأيضاً هذين البيتين - وضمنهما قول المتنبي ١‏ لكل امرىء من دهره 
ما تعودا » : [من الطويل]: 
وعاذلة أبدت لفقري توجُعاً وقالَتْ أتاك الفقدٌ من جانب النّدا 
فقلتُ لها لا تطمعي في تخيّري « لكل امرىء من دهره ما ت تعدا :050 





)2000 تمامه ‏ في حده الحدٌ بين الجدّ واللعب » وهو مطلع قصيدته المشهورة في مديح المعتصم إثر 
وقعة عمورية ١‏ ديوانه ٤١/١ (٠‏ ). 
(۲) البيت بتمامه : 
« دیوانه 8//١(»‏ ) . 


(۳) تمامه : « وعادة سيف الدولة الطعن في العدى » انظر « القول الطيب في شرح ديوان أبي 
الطيب (٩‏ ۱۷۹/۲ ) . 


۳۸1 


وأيضاً هذين البيتين فى الاقتباس : [من المتقارب]: 
٠.‏ اا ل . 8 3 0 .)0( 
ترى الشمسَ شمسن البّها والكمال تمو١تزاور‏ عن كهفهة ۲" 


ذكرها السبكي في ١‏ الطبقات » بعد أن أورد هذين البيتين للأستاذ أبي 
منصور البغدادي فى الاقتباس وهما : [من الكامل]: 
يامَنْ عدا ثم اغتدى ثم اقْتَرفْ ثم انتهى ثم ازْعَوى ثم اغْتَرَفْ 
أبشر بقول الله في آياته «إنينتهوايخفزلهمما قد سلفْ)”) 

قال : واستعمال مثل هذا الأستاذ أبي منصور مثل هذا الاقتباس في شعره 
فائدة . فإنه جليل القدر والناس ينهون عن هذا » وربما أدى بحث بعضهم إلى 
أنه لا يجوز » وقيل إنما ذلك يفعله الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون » 
ويثبون على الألفاظ وثبة من لا يبالي . وهذا الأستاذ أبو منصور من أئمة الدين 
وقد فعل هذا » والحافظ أسند هذين البيتين عنه فى كتاب « السنن » . 


© فائدة أخرى : 

في اصطلاح أهل المعاني والبيان أنه إذا ذكر المتكلم ‏ ناظماً أو نائراً - في 
كلامه كلام غيره لا على حكايته ؛ فإن كان ذلك الكلام من عبارات القرآن أو 
الحديث فهو الاقتباس » وإن كان شعراً فهو التضمين » على اصطلاح 
المتأخرين » وإن كان المتكلم نظم نثراً فهو العقد » وإن كان نثر نظماً فهو 
الحل » وإن كان أشار إلى كلام غيره إيماء لا تصريحاً فهو التلميح »> وهي 


)۱( في ( ط ) : « ويا لكهف من محاجر. . . » وهو تحريف ٠‏ وصوابه في ( م ) . 
(۲) هي جزء من الآية ( ٠١‏ ) من سورة الكهف . 


AY 








خمسة فنون : الاقتباس › والتضمين > والعقد > والحل > والتلميح . 
ومن شعره أيضاً هذه القصيدة المشتملة على المواعظ الجامعة والوصايا 


النافعة وهي : [من الكامل]: 

زم الوؤكات وحُلّها عن عفّلها) 
وابعذ عن الأوطان في طلب العلا 
لا ترض من دون التجوم بمنزل 
لا ترجعن القَْقّرى مشلّ الني 


واسمغ أخيّ نصيحة من ناصح 


وإذا الأمورٌ تَضايقَتُ وتعقَّدَتْ 
واجهذ على الخيرات تحظ بخيرها 
ودع المعاصي والغّواية واستقلٌ 
وتفن إن تدعو فخالففت أمرّها 


فإذابدالكٌ من رفيقك زلّةٌ 


والرّفق رافق في أمورك واصطبر 
وإذا ليت بشدة فائبث لها 
نظراً إلى أنَّ المقدّرَ كائ” 
والصَدْقَ فالزم في حديثِك كلّه 
واترك مصاحبة الكذوب ومن تكن 
وتغاضَ عن عيب الأنام فإن مَنْ 





. العمل : الحَبِنٌ‎ )١( 
« في (ط):‎ )۲( 


والطّل : المطر الصغار القطر الدائم . 


والوابل : المطر الشديد الضخم القطر . 


ودع المطايا ترتمي في سبلها 
واترك ديار الل عنك وها 
وترق من عل لطائل ونل 
تَقَصَتْ وحلتْ بعد عزم عَزلها 
إن التصيحة ليس يخفى قَضله“ 
واقصذة في جل الأمور وقلّها 
فاضرغ إليه فإنه المَرْجُو لها 
واحذر يفوتك فرضّها أو تَفْلُها 
فالله يقبلٌ من أناب إذا لها 
ودع الهرّى إن الهوى من فِعْلِهًا 
فاعَفِز ولا تجز المُسيءَ بمثلها 
فَالصّبِرٌ من خير الُرى واجَلّها 
حتى ترى نبرا بمحلها 
فعلامٌ تجزعٌ يافتى من أجْلها 
والوعد أوف به فذاك أجلّها 
عاداثه عند النميمة حَيْلَها 
يطلب معايبها رماه بتلا 


والويل 


م رواية الشطر الأول في ( م ) : « واسمع نصيحة ناصح في قولو » : 


عوّدُ لسانك كل قول طب 
واحفظ حقوق الوالدينٍ وقمْ بها 
وترق في العليا إلى غاياتها 
وانصب لكسب المال كي تكفى به 
فركوبّك الأهوال في تحصيله 
بالمال يصفو الدَّينٌ والدنيا معاً 
فيه المكارمٌ والمآثرٌ في الورّى 
فانهض له ودع الكسالة إِنْها 


إن كنت تقوى أن تقوم بشرطِهًا 
افق كاد يكونٌ فر في الوَى 
والنّهَيُ عن جمع الحطام محله 
أمَا الذي ينوي الحلال لكي يصن 
من غيرٍ ما حرص وغيرٍ تكائر 


فالقولُ من عقل الوّجال ويها 
والأهل والأصحاب واحملٌ ثقْلها 
فبجمعك الخيرات تجمع شَمْلّها 
متس اللشام في الاحتياج بَذَيها 
عينُ الوّجالةٍ إن تكن من رَجْلِها“ 
والمال في أيدي الرجال كعَمَلِها 
وبه الصّلات الثاميات ووصلها 
رضيث لباس الإفتقار وذلها 
طوبى وإلاً خل عنها لأهُلها 
قد قال ذلك فيه خاتم رسليً0) 
من ليس يقصد عند ذلك عَذْلَها 
عن وجهه ولكي يمن بقضلِها 
فشوابه متعيّن فاقصذ لها 


. ) رجل‎ (٩ اللسان‎  . من رَجُلها »اي من رجالها . والوّجُلة جمع رجال‎ ١ : قوله‎ )1١( 
. )۱٠۸-١١۷/۲( : في (ط) «. . خاتم رُطلها » تحريف . وانظر «كشف الخفاء» للعجلوني‎ 00 





سنة ثلاث وسبعين بعد التسعمائة 


© وفي يوم الثلاثاء ثامن عشر شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين توفي الولي 
الصالح العابد الزاهد أحمد بن علوي“ بن المعلم بن محمد بن علي 
جحدب بن عبد الرحمن بن محمد بن الشيخ عبد الله بن الشيخ علوي بن الشيخ 
الفقيه المقدم با علوي نفع الله به ببلده تريم » وكان يعد في حكم رجال الرسالة 
لشدة ورعه وتقشفه واستقامة طريقته > روي ذلك عن الشيخ الولي عبد 
الرحمن بن عمر العمودي نفع الله به . 

وله في الزهد والتقلل من الدنيا حكايات لعله لا يوجد في تراجم كبار 
الأولياء أكثر منها » ولم يتقدموه إلا بالسبق في الزمان . 

ومن كراماته : أ لتا عزم بنية الحج في البحر رئي يشرب من مائ » فقيل 
له في ذلك » فقال : أليس كل أحدٍ يشربه؟ فأخذ بعضهم ما بقي في الإناء فشربه 
فإذا هو حلوٌ . وكُف بصرّه آخر عمره » وحصل عليه قريب انتقاله جذبةٌ من 
جذبات الحق اندهش بها عقله »› وتحير لبه » وانغمر بها سره › وأخذ عن 
نفسه ١‏ فكان يقو م إلى الصلاة بطريق العادة وهو مأخوذ عن حسّه » وربما صلى 
إلى غير القبلة » وذلك لما استوى عليه من سلطان الحقيقة فتلاشت العبدية في 
كعبة العندية » ونووي بفناء الفناء من عالم البقاء » ورفعت القبلة وما بقي 
إلا الله : كَأيَتمًا ئول يتما ولوأ ّم وجه أله © [البقرة : 5» ومكث كذلك نحو أربعة 
أيام » ومات رضي الله عنه . ولي فيه : 
سلامٌ ن الله على روح ميدي مغيث كلّ ملهوفي ومكروب صفر اليل 
أب جحدب المشهور عوني وعمدتي شهابٌ لدين الله غاية مقصدي 





)1( ترجمته في ١‏ شذرات الذهب ©( ٥٤١/٠١‏ ) , 


۳ * النور السافر TAO‏ 





شبية الفضيل بن عياض وأمثاله 
قد حيَّرَتْ أوصافه كلّ ناظر 
ومن في أوامر ره كان أمة 
فيا سيدي لا تنسني منك بنفحَةَ 
وليس يخفى عليك مرادي سيّدي 
وقِرَ عيوناً لي وطيِّبْ خاطري 
ألا يا أولياء الل أجيبوا صارخا 
يريد أموراً أنتم أهلّ لقضائها 


ومن کان في أسلوبه فرد مفرد 
وأزرى بالعباد في كل مَشْهدٍ 
قياقؤرٌ من كان بآثاره يَفْتَدي 
فليس بعد الله غيرك مُعْتَمّدي 
فحقق رجائي وبرّد كبدي ش 
وأسعفْ بما قد رمت منك وأسعدٍ 
لبابكم يُهرع راج ومُجتدي 
فقولوا حَبّيناه بالعز السرمدي 





© وفيها : في ليلة الاثنين خامس عشر شوال توفي العلامة الصّالح الفقيه 
محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ علي بن الشيخ أبي بكر بتريم › وكان من 
العلماء العاملين والفقهاء البارعين › وكانت له اليد الطولى في جميع العلوم 
سيما فى الفقه والنحو › وجاور بمكة لطلب العلم سنين . ومن محفوظاته : 
« الإرشاد » للمقري › و« الألفية » في النحو . ومن مقروءاته : « المنهاج » 
ومقروءاته كثيرة . وكان متحلياً بالعبادة والنسك » سالكاً على منهاج السّلف 
الصالح ¢ مع السَّمتٍ والصّلاح وحسن الأخلاق . 

وبالجملة : فإنه كان وحيدَ عصره » ولم يخلفه بعده مثله رحمه الله . 

وللشيخ العلامة أبو السعادات الفاكهي فيه هذه المرثية وهي : [من الكامل]”©: 
قلق الفؤادٌ وبالضدوو يروغ والقلْبُ دأباً بالفراق يصع 
أْلِفَ السّهاد مع الجفونِ مُجافياً لوم لايدنوولايتوقع 
ما للهموم مع العُموم تصاحبّثْ يوم الثوى وقت الجموع تجمّعٌ 


)١(‏ الأبيات الخمسة الأولى من البحر ( الكامل ) ثم انتقل في سائر الأبيات إلى البحر 
( الطويل ) . 


۳۸٦ 





رغياً لأام مشت مع سا 
لعَمْرِي هم القادات حقاً وإنهم 
ولا غَرْوَ أن يشفوا عليلاً ويشفعوا 
أسوّف نفسي بالوصال وباللقا 
فيا دهر كم تحرق وتغرقٌ وتنتقي 
صبرت على لو القضاء ومرّه 
وصابرت قلبي عل يظفر بحبّه 


فياويح ناع قد أتانا مخيّراً 


هو السيّدُ المفضالٌ حب وعارف 
وأعني به بحراً من 
مقدم سَاداتٍ كبار أئمة 
كذا حسنٌ أصل له ثم حسْنه 


لع بن سن مع ار م والششی 
وذاك الفقيرٌ الفاكهئٌ ُبيدكم 
لقد مات يا عالِم بموتك عالَخٌ 
وقد نقَصَتُ أطراف أرض لفقدكم 
فياربٌ ياالله تحسن عزاءنا 


م وام . - 
وصلى إلهي ثم سلم دائما 


العلم جامعاً 


بالنار لا يهداولا يتقلع 
كانت يالينا به تلفغ 
هُمْ الحو في الأخرى بهم شفع 
وسيلتهم جذ شفيعٌ مشفُّعٌ 
فيفجأني سهم الفصال أَرَوَعُ 
خياراً لنا ماآن أن تربع 
وقد عِيلٌ صبري أختشي أتجزْعٌ 
فماراعه إلا جمام مقع 
بموت فقي جامع ومجمّع 
هو السَّندٌ المطوال رحب موسّعٌ 
وبرًآرحيباً شاسعاً وممنّعٌ 
محامده تعلو شيوخاً ورگع 
هو الحسن أصلاً ثم فرعاً مفرَّعٌ 
وبالحق يا أجفان للنوم ودُعُوا 
حياة له موت وقلب مُلذعٌ 
وقد ثُلِمَ الدّين القويم | 
فياويصحَ قلب بالفراق مجذعٌ 
وتعظم لنا أجراً كثيراً موسَعٌ 


وحم لربئي بالختام مودَع 


© وفيها : توفي الشهاب القباني الحادي الشهير ٠‏ وله اليد الطولى في علم 
الموسيقى › وقد أرّخ نقلته صلاح الدّين القرشي بقوله : [من مجزوء الكامل] 





و 


الأنس من بغد ٍ لشها بلقتذتوفى ثيخُهة 
والبسط قال لموتهو القبض لي تاري ْئة 
© وفيها : عمّر القاضي حسين رحمه الله سبيلاً بأعلى مكة شرفها الله › 
وأرّخ ذلك بعض الفضلاء فقال هذه الأبيات : [من الخفيف]: 
عين هذا الزمان أنشا محلاً وسط رَوْضٍ الجنانٍ عالي مَكه 
فيه كرمٌ وروض أنس ووردٌ ‏ ومياة كالبخر تحمل فلكة 
وقلال تجري بوسط سبيل سلسبيل لايسعالناس تَرْكَة 
هو بدرٌ العلا حسين بن طه مالكيالمكيّ سيدمكة 
المنى والأمان بين يديه فلكم معسر من العسرفكة 
جانا تاريخ مابناه مَليكي يملكٌ المجدّ حَلد الله مُلْكَة 


© وفيها : سافر الفقيه الفاضل محمد بن أفلح المكي من الهند إلى مكة في 
مركب الوزير الغخان » فغرق المركب ومن فيه › فإنا لله وإنا إليه راجعون . 
وكان ابن أفلح فاضلاً بليغاً فصيحاً أديباً ذا ملح وحكايات واستحضار لبعض 
الروايات . اشتغل بالعلم قليلاً » وكان له فهم بالغ » وسمعت من أثق به 
يقول : إنه لو اشتغل بقدر فهمه في العلم لكان وصل فيه إلى ما لم يصل إليه 
غيره » إلا أنه كان يميل إلى اللهو والبطالات › ويعجبه التماشي 
والاجتماعات » رحمه الله تعالى . 


والظاهر أن أصله من اليمن » وربما أظن أنه من رّبيد » ومن ذرية الشيخ 
أفلح المشهور الذي هو من السّبعة الذين من زارهم قضيت حاجته . وبلغني أنه 
درس بالهند في الفقه » وقرأ عليه جماعة منهم : الفقيه الصّالح علي بن صبر 
اليافعي مع أنه لم يكن فيه بذاك حتّى إن الفقية محمد بنَ سراج الحضرمي حضر 
عندهم ذات يوم » وكان الدَّرسُ في باب استقبال القبلة > فتوقف ابن أفلح في 
حل مسألة » وحلها ابن سراج المذكور . 


TAA 





ولابن أفلح أشعار فائقة إلا أني لم أظفر من مقطعاته بشيء . نعم له قصائد 
متعددة في والدي وأخي السيّد أحمد وهى فى غاية ما يكون من الفصاحة 
والبلاغة . ٠‏ 000 

وكان في ذلك المركب المذكور الفقيه محمد الرّبيدي فغرق أيضاً » وكان 
هذا الفقيه محمد من أهل الفضل والأدب › وكان شافعي المذهب ٠‏ وقيل : إنه 
كان محققاً في علم الأصول . وله نظمٌ حسنٌ » ورأيت له قصائد في مدح 
والدي . وكان ماخوذاً في ذلك المركب حسن علوان المشهور » فغرق“ أيضاً 
رحمهم الله آمين . 





)0 في ( ط ) : « فخرق » تحريف وصوابه في ( م ) . 


۳۸۹ 


© وفي ثامن عشر جمادى الأولى سنة أربع وسبعين توفي الولي الصالح 
المجذوب عبد الله بن الفقيه محمد بن عبد الرحمن الأسقع با علوي بمكة › 
وكان يوم موته مشهوداً » وقبره بالشبيكة معروف يُزار . وكان من الأولياء 
العارفين والأئمة المقربين السّالكين المجذوبين » أولي الكرامات الخارقة 
والأنفاس الصادقة » والمقامات العلية والأحوال السّنية » انتشرت مناقبه 
وعمت مواهبه » وفاضت على الخليقة أسراره ونفحاته » ووسعت البرية 
بركاته . انتقل بأهله وولده إلى مكة وجاور بها إلى أن توفي بها » وكانت مدة 
إقامته بمكة المشرفة أربع عشرة سنة » وكان له بها جاه عظيم في الأنام وقبول 
عند الخاص والعام . 

وحكي عن اليد الشّريف شهاب الدّين بن عبد الرحمن خرد با علوي : أن 
الشريف أحمد با رقبة كان يصحب الشيخ أحمد بن حسين العيدروس » والسيد 
أحمد بن علوي با جحدب » والسّيد عبد الله بن الفقيه الأسقع . وربما أنه كان 
يأمره بعضهم بضد ما يأمره به الآخر » فشق ذلك عليه وتحيّر فيه » فخرج إلى 
ضريح العيدروس وآلى على نفسه أنه لا يذهب من عنده حتى يعلمه بأحوال 
الثلاثة » وبمن يقتدي به منهم » فنام » فكلمه الشيخ عبد الله العيدروس » قال 
له : جئت تسأل عن أحوال الثلاثة؟ أما الشيخ أحمد بن حسين فبحر الحقيقة › 
وأما السيّد أحمد بن علوي فأفرده الله » وأما عبد الله بن الفقيه فله نوبة تضرب 
في السّماء ونوبة تضرب في الأرض » وشرب من كأس الحميا حتى روي ٠»‏ أو 
كما قال . 


© وفيها : في رجب توفي الشّبخ [الإمام شيخ](١'‏ الإسلام خاتمة أهل الفتيا 


۳۹۰ 





والتدريس » ناشر علوم الإمام محمد بن إدريس الحافظ شهاب الدّين أبو 
العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي(' التعدي الأنصاري بمكة › 
ودفن بالمعلاة في تربة الطبريين » وكان بحراً في علم الفقه وتحقيقه لا تكدره 
اللاء » وإمام الحرمين كما أجمع على ذلك العارفون وانعقدت عليه خناصر 
الملاء » إمام اقتدت به الأئمة > وهمام صار في إقليم الحجاز أمة . 

مصنفاته في العصر آيةٌ يعجز عن الإتيان بمثلها المعاصرون [وفتاويه في 
الدهر غاية يقصر عن بلوغ مداها العالمون]"' فهم عنها قاصرون » وأبحائه في 
المذهب كالطراز المذهب طال ما طاب للواردين من منهل تدريسه صفاء 
المشرب » وطال ما طاف حول كعبة مناسكه من الوافدين من يريد وفاء 
المأرب ٠‏ فوقع له قلم الباري في إرشاد المقري والقاري » كواكب سيارة في 
منهاج سماء الساري يهتدي بها المهتدون تحقيقاً لقوله تعالى 8 وَيَلتجَم هم 
يت [النحل : 11 . واحد العصر ٠‏ وثانى القطر » وثالك الق وال" 
من أقسمت المشكلات أن لا تتضح إلا لديه ع وأكدت المعضلات أليتها أن 
لا تتجلى إلا عليه » لا سيما وفي الحجاز عليها قد حجر » ولا عجب فإنه 
المسمى بابن حجر . 

ولد في رجب سنة تسع وتسعمائة » ومات أبوه وهو صغير » فكفله 
الإمامان الكاملان علماً وعملاً : العارف بالله شمس الدّين بن أبي الحمائل » 
وشمس الدّين الشَنّاوي » ثم إن الشمس الشّْنَاوي . نقله من بلده محلة أبي 





دق ترجمته في : الكواكب السائرة» ( ۱٠۲/١١١/۳‏ ) و« شذرات الذهب»6 
(of_061/۱۰)‏ و« معجم المؤلفين» )٠١١/۲(‏ و« الأعلام » ( ۲۳٤١/١‏ ) ومقدمة 
التحقيق لكتاب « تحرير المقال في آداب وفوائد يحتاج إليها مؤدبو الأطفال ٩‏ ص ( ٠١-١۳‏ ) 
تحقيق محمد سهيل الدّبس » بإشراف محمود الأرناؤوط . وثمة خلاف فى سنة وفاة 
المترجم له » ففي « النور السافر » أنه توفي سنة ( 4/4 ) وفي « شذرات الذهب » أنه توفي 
سنة ( ٩۷١‏ ) ولعل مصدر الخلاف في ذلك ما ذكره الغزي في الكواكب السائرة » من أن 
وفاته كانت في مكة عام ( ٩۷۳‏ ) ه وآن الخبر بوفاته وصل إلى دمشق عام ( ٩۷٤‏ ) ه . 

0( ما بين الحاصرتين سقط من ( ط ) . 


۳4۱ 





الهيتم إلى مقام القطب الشريف سيّدي أحمد البدوي نفع الله به » فقرأ هناك 
على عالمين به في مبادىء العلوم ١‏ ثم نقله في سنة أربع وعشرين » وهو في 
سن نحو أربع عشرة سنة إلى الجامع الأزهر مسلماً له إلى رجل صالح من تلامذة 
شيخه الشّنَاوي وابن أبي الحمائل » فحفظه حفظاً بليغاً » وجمعه بعلماء مصر 
في صغر سنه فأخذ عنهم » وكان قد حفظ القرآن العظيم في صغره . 

ومن مشايخه الذين أخذ عنهم : شيخ الإسلام القاضي زكريا الشافعي » 
والشيخ الإمام المعمر الزيني عبد الحي السنباطي » والشيخ الإمام الفقيه مجلى 
التفس الشافعي » والشمس بن أبي الحمائل » والشمس الشهدي' › 
والشمس السمهودي ‏ وابن العز الباسطي » والأمين لري ٠‏ والشّهاب 
الرّملي الشافعي » والطبلاوي الشّافعي » والشيخ الإمام أبي الحسن البكري 
الشافعي » والشّمس اللقاني الصيروطي » والشّمس الطظهرائي > والشمس 
العبادي › والشمس البدوي > والشمس بن عبد القادر الفرضي › والشمس 
الڏلجي > والشّهاب التطوي . والشهاب الرّكسي » والشهاب بن عبد الحق 
السّنباطي » والشّهاب البُلقيني » والشّهاب ابن الطحان » والشهاب ابن التجار 
الحنبلي » والشهاب بن الصّائغ رئيس الأطباء » وأذن له بعضهم بالإفتاء 
والتدريس وعمره دون العشرين . وبرع في علوم كثيرة من التفسير والحديث 
وعلم الكلام وأصول الفقه وفروعه والفرائض والحساب والنحو والصرف 
والمغاني والبيان والمنطق والتصوف . 

ومن محفوظاته في الفقه : « المنهاج » للنّووي ١‏ ومقروءاته كثيرة لا يمكن 
تعدادها . وأما إجازات المشايخ له فكثيرة جداً » وقد استوعبها رحمه الله في 
معجم مشايخه . وقد إلى مكة في آخر سنة ثلاث وثلاثين فح وجاور بها في 
السّنة التي تليها » ثم عاد إلى مصر › ثم حجّ بعياله في آخر سنة سبع وثلاثين › 
ثم حجّ سنة أربعين » وجاور من ذلك الوقت بمكة المشرفة ٠»‏ وأقام بها يؤلف 


)0غ( في : شذرات لذهب »( ١) 017/٠١‏ المشهدي ٩‏ . 


۳4۹۲ 


ويفتي ويدرس إلى أن توفي »> فكانت مدة إقامته بها ثلاث وثلاثون سنة » وذكر 
رحمه الله في معجم مشايخه قال : كنت بحمد الله ممن وقفت برهة من الرَّمان 
في أوائل العمر بإشارة مشايخ أرباب الأحوال وأعيان الأعيان لسماع الحديث 
من المسندين » وقراءة ما تيسر من كتب هذا الفن على المفسرين » وطلب 
الإجازة بأنواعها المقررة في هذا العلم الواسعة أرجاؤه الشاسعة أنحاؤه مع 
الاس > والملازمة في تحصيل العلوم الالية والعلوم العقلية والقوانين الشرعية 
ولا سيما علم الفقه وأصله تفريعاً وتأصيلاً إلى أن فتح الكريم من تلك الأبواب 
ما فتح ووهب ما وهب ومنح وتفضل بما لم يكن في الحساب ومراعاة نتيجة 
الاكتساب » حتى أجازني أكابرٌ أساتذتي بإقراء تلك العلوم وإفادتها , 
وبالتصدي لتحرير المشكلة منها بالتقرير والكتاب وإشارتها » ثم بالإفتاء 
والتدريس على مذهب الإمام المطلبي الشافعي ابن إدريس رضي الله عنه 
وأرضاه > وجعل جنات المعارف منقلبه ومثواه » ثم بالتُصنيف والتأليف 
وكتبت من المتون والشروح ما تغني رؤيته عن الإطناب في مدحه والإعلام 
بشرحه » كل ذلك وسني دون العشرين بحلول نظر جماعة على من العارفين 
أولي التصرف والشهود والتمكين وأرباب الإمداد الوافر وكنوز الإسعاف 
والإسعاد الباهر . 

ثم جوّذثُ صاره() عزمي وأرهفت حد فهمي في خدمة السّنة المطهرة 
بإقراء علومها وإفادة مرسومها المستكتمة > ولا سيما بعد الإتيان إلى حرم الله 
تعالى واستيطان بلده والتفرغ لإسماع المقيمين والواردين حيازة لنشرٍ العلم 
والفوز بعلاه ومدده صادعا”'' فوق رؤوس الأشهاد . ليعلم الحاضر والباد أن 
من يبع نفسه لمولاها يقطعها عن سائر الأغراض إلى حيازة العلوم وأولاها التي 
آل التغافل” عنها إلى اندراسها » والتشاغل بالحظوظ الفانية إلى تزلزل 





)1( في( ط ) : « صارف » . 
)۲( في ( م ) : « صار » تحريف » وصوابه في ( ط ) . 
)۳( في ( ط ) : « التغفل ٠‏ . 


۳4۳ 








قواعدها وأساسها » منادياً في كلَّ مجمع وناد وسمر عداد : عباد الله هلموا إلى 
شرف الدنيا والآخرة » فإنه لا طريقٌ أقرب في الوصول إلى الله من العلوم 
الشرعية المنزهة من أن يشوبها أدنى شوب من المطامع الدنيوية » ومن ثم قال 
أئمة الفقه والعرفان » كالإمام الأعظم أبي حنيفة التعمان : إن لم تكن العلماءٌ 
أولياءة فليس لله ولي في زمن من الأزمان » لكنهم لم يريدوا صور العلوم بل 
حقائق تطهير القلوب » ثم ملأها من معارف القوم دون شقاشق أهل الرسوم › 
وكما أن للصوفية سياحات لا بد منها كذلك لأئمة السّنة رحلات لا يستغني 
أكثرهم عنها » وشتان ما بينهما شتان . لأن نفع تلك قاصر على أهلها » وهذه 
عامة النفع والإحسان » ولذا دعا لهم و بأعظم دعوة وحباهم عن غيرهم 
بأفضل حبوة فقال : ١‏ تَضَر : الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأدّاها كما 
سمعها 2١76‏ » ومع هذا العلو الشامخ 23 الرّاسخ تقهقر الزمان فركدت 
اله ولا سيما عي هذا العلم العلي الان » حتى كاد أن يكون نسي منسيا وان 
يعدما كان أمره ظاهراً فعاد خفياً » ولهذا كان الاس بعد أن فقدت الرّحلة في 
طلب الإسناد إلى شاسع الأقطار يطلبون الإجازة بالاستدعاء بالكتابة من 
الأساتذة البعداء الدّيار » وأما الآن فقد زال ذلك التقاحم في طلبه » ونسي هذا 
التزاحم في نيل رتبه » وتقاعدت عنه الهمم إلى الغاية » فأخلدت إلى أرض 
بوجودهم الملة : [من الطويل]: 
كأنْ لم يكن بين الحجونٍ إلى الصفا أنيسنٌ ولم يشمز بمكة ساي 
لكنْ بحمد الله تعالى قد بقي من آثارهم بقايا » وفي زوايا الزمان ممن تحمل 
عنهم خبايا » وأنا أرجو أن أكون إن شاء الله من متبعيهم بحق ٠‏ ووارثيهم 





)1١(‏ رواه الترمذي رقم (52108؟ ) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه » وله روايات 
أخرى من حديث زيد بن ثابت » وأنس بن مالك » وجبير بن مطعم » رضي الله عنهم » وهو 
(۲) البيت لمضّاض بن عمرو الجرهمي » كما في « معجم البلدان (۲۲١ /۲ ٩‏ الحجون ) . 


۳4٤ 








بصدق » لأني أخذته رواية وأتقنته دراية عن الأئمة المسندين ممن يضيق المقام 
عن استيعابهم » ويجب الاقتصار على مسانيد أشهر مشاهيرهم » شيخنا شيخ 
الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي » ثم شيخنا الزّيني عبد الحق السّنباطي » ثم 
شيخ مشايخنا بالإجازة [الخاصة » وشيخنا بالإجازة]('' العامة » لأنه أجاز لمن 
أدرك حياته » وإِني ولِدْتٌ قبل وفاته بنحو ثلاث سنين » فكنْتُ ممن شملته إجازته 
واشتملته عنايته » حافظ عصره باتفاق أهل مصره الجلال السّيوطي . انتهى . 


ومن مؤلفاته « شرح المشكاة » نحو الربع > و« شرح المنهاج ( للومام 
النووي في مجلدين ضخمين » وشرحين على ١‏ الإرشاد » للمقري كبير » وهو 
المسمى ‏ بالإمداد ‏ والصغير وهو المسمى « فتح الجواد » » و« شرح الهمزية ' 
البوصيرية » وشرح الأربعين النووية و« الصواعق المحرقة في الرَّدّ على أهل 
البدع والضلال والرّندقة » و« كف الرُعاع عن محرمات اللهو والسّماع » 
وه الزواجر عن اقتراف الكبائر » » و« نصيحة الملوك » » و« شرح مختصر 
الفقيه » عبد الله با فضل الحاج المسمى ١‏ المنهج القويم في مسائل التعليم » . 
و« الأحكام في قواطع الإسلام » و« شرح العباب » المسمى ١‏ بالإيعاب» » 
و تحذير الثقات عن أكل الكفته والقات » وشرح قطعة صالحة من ١‏ ألفية ابن 
مالك » » وه شرح مختصر أبي الحسن البكري » في الفقه » و« شرح مختصر 
الزوض » والأخير لم يتم » وحاشية غير تامة على « شرح المنهاج » » وحاشية 
على « العباب » ٠‏ واختصر « الإيضاح » و؛ الإرشاد » وه الروض » والأخير لم 
يتم » « ومناقب أبي حنيفة ؛ » ومؤلف في الأصلين والنّصوف » ومنظومة في 
أصول الذّين » وشرح « عين العلم » في التصوف لم يتم . 

والهيتمي : نسبة إلى محلة أبي الهيتم من إقليم الغربية بمصر . والسّعدي 
نسبة إلى بني سعد بإقليم الشرقية من إقليم مصر أيضاً » ومسكنه بالشرقية › 
لكن انتقل إلى محلة أبي الهيتم في الغربية . 





. ما بين الحاصرتين من ( ط ) فقط‎ )1١( 





وأما شهرته بابن حجر فقيل : إن أحد أجداده كان ملازماً للصمت لا يتكلم 
إلا عن ضرورة أو حاجة فشبهوه بحجر ملقى لا ينطق فقالوا حجر » ثم اشتهر ١‏ 
بذلك . وقد اشتهر بهذا اللقب أيضاً شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني › وكاد 
صاحب الترجمة يشبهه فى فنه الذي اشتهر به وهو الحديث مع ما منحه الله به 
من الزّيادة عليه من علم الفقه الذي لم يشتهر به الحافظ العسقلاني هذا الاشتهار 
كيف وهو سميه » فأشبهه اسماً ووصفاً » وزادته نسبته إلى جوار الحرم الشريف 
شرفاً . وقد كنت نثرت فيه قديماً مشيراً إلى هذا الاسم الشريف فقلت : ابن 
منك المعارفٌ فاضت عَذَبَةَ ولكم عذبا زُلالاً فاضَ من حَبج () 

ولصاحبنا الفقيه أحمد بن الفقيه الالح محمد يا جابر : [من الكامل]: 
قد قِيلَ من حجر أصم تفججرّت للخلق بالنصصٌ الجلي أنهارٌ 
وتفبّرت يامعشرٌ العلماء من حجر اللوم فببحرها رخاز 
أكرم به قطباً محيطاً باللا ورحاؤه حقاعليه تداز 

© وفيها : توفي الشلطان الأعظم سليمان بن سليم سلطان العثمانيين" › 
وكان عادلاً فاضلاً . وللأديب مامية الانقشاري في تاريخ وفاته شعر : 
انتقل العادلُ من ديه جاور الرحمن والمولى الرّحيم 
قالت الأقطاث فى تاريخه مات سليمان بن سلطان سَليم » 


وله فيه مرثية أجاد فيها كل الإجادة منها هذه الأبيات : [من الطويل]: 





. كذا رواية هذا الشطر في ( م ) و( ط ) وهو مختل الوزن‎ )١( 

(۲) الكلمة في ( م ) : ١‏ الروم » وما أثبتناه في ( ط ) . وانظر ترجمته في ١‏ العقد المنظوم ‏ 
ص( ٣۳۷۔۳۸۱‏ ) و« شذرات الذهب » )001-5444/1١١(‏ و« تاريخ الدولة العلية 
العثمانية ٩‏ ص( 751-1١98‏ ) . 


۳۹٦ 





لقد جدهةٌ البيت العتيقٌ حداده 
كان بني العباس سَنَّتْ سوائها 
وكان عماد الذين في كل حادث 
وما كان عِلمي قبل فقد سما العلا 
على عد حلم حمى مُلكهُ حمى 
وجنه في الأرض أضحتٌ دفينة 
سبع أقاليم بكى الناس واحداً 
فصبري وغفو العينٍ سارٍ وسارِحٌ 
فكم حي قلب قد تقلب في العَضا 
وكم أنفق الأموالَ في العَرُو قائلاً 
شياطين أهل الكفرٍ ولث لأنها 
غزاهم بعزم كالشّهاب”" وقد سما 
أسودٌ لها كهف؛) الذروع مواطِنٌ 
وهي طويلة وأولها : 
لَعَمْرك ما الأعمارٌ إلا مراحلٌ 


وقد وشَحَتْ طُزْرٌ الوا المحامل 7 
عليه و بالأعلام قاسَتْ دلائل 
وسلطانه بالنضر للشرع حافِل 
بأنَّالترى للتيرين مَنازِلٌ 
وعن قوله كم قال راو وناقل 
ومن شأنها تحوي الكنورٌ السجنادل 
على السّبع يطوي في الوغى وهو حائل 
ودمعي على الخدّين هام وهامل 
عليه وكم عَقل غدا وهو ذاهل 
ألا في سبيل الله ما أنا فاعِلٌ 
سليمان وافى وهو للشرك خاؤل0) 
ومن حوله عد الُجوم جَحَافِلٌ 
وغابتها سُّمْرٌ القّنا والعوامِلٌ 


وفيها مرورٌ الحادثات اهل 


ولحسنها ذكرت منها هذه الأبيات » وفيها إشارة إلى بعض مآثره 
رحمه الله » ولولا خشية التطويل لأتيت بها جميعها . فإن قاعدتنا فى هذا 
التاريخ البسط في ترجمة العلماء والصلحاء دون غير هم من السلاطين 


ونحوهم . 


وحكي أنه لما مات السلطان سليم » وتولى ولده سليمان سمع قائلاً 





0غ( 


0( 
)۳( في ( ط) ١:‏ .. . كالشهام. . » تحريف . 
() في (ط ) ١:‏ .. لهف:. ؛ تحريف . 


4۷ 


في ( ط) : « . .. المحامد » تحريف » وصوابه في ( م ) . 
في ( م ) ١:‏ . .. وهي للشرك خاذل » وما أثبتناه في ( ط ) وهو المناسب للسياق . 


يقول : [من السريع]: 
مُنْ لشياطين البغَاةٍاسَأُوا قدأوتي المُلْكٌَ سليمانٌ 
ولمامية الانقشاري أيضاً هذان البيتان : [من الرمل]: 
لو يقاسي قيس ما قاسيته ُشَكى للتاس ضر الصّرّتِنٍ 
ذاك مجنون بليلى ولخحدها وأنا المجنونٌ بين الليلتين 
قال بعض الفضلاء وقد وقف عليهما : عجب من رومي هذه الفصاحة . 
قلت : ومثله أن الخليفة النّاصر لدين الله لما سمع هذين البيتين : [من الطويل]: 
إذا مارآني العاذلون وغرّدت ‏ حمائم دف أيقظتها التسائم 
يقولون مجنونٌ جَمَنْه سَلاسلٌ وممسوسُ حي فارقثة التمائم 
وهما لتاج الطَّرمِي(" الأصفهاني تعجب من ذلك وقال : ما ظننت أنَّ أحداً 
من العجم يصل كلامه إلى هذا الحد » وبعث إليه بخلعة . 
وكان الشاعر مامية الانقشاري المذكور حج في سنة خمس وستين 
وتسعمائة » وحصل له قبول عظيم » وطارح أدباء مكة بأشعاره . 
قال الشّيخ عبد الّؤوف بن يحبى الواعظ تلميذ شيخ ابن حجر الهيتمي في 
وصفه : إلّه ممن توحّد في عصره بصناعة الشّعر وبرع في الصّناعتين في الغزل 
والتسيب » وكاد أن يكون ثاني الحاجري في الرّقة والتشبيب . 


ومن شعره أيضاً في القهوة » وهو تشبيه حسن : [من الخفيف]: 
طاف يَسُعى بقهوة في مَقامٍ شمسُ خسن سّما بصبح المحيّا 
كاشها البِدرٌ والحباث تُجومٌ وهي ليل تلى بكفُ الثّريَا 
منه : [من الخفيف]: 
قد شًربناقهِوةبقِِةً ولهاشربناغدابالقِة 
لونها قد حكى أذايبَ مِنْكِ أو زباد وسطالرّباد الجليّة 


. ) الطرقي » وما أثبتناه في ( م‎ ١ : ) في ( ط‎ )١( 


۳4۹۸ 





منه : [من الوافر]: 
اتتا قهوةٌ من قشر بو 
حكثْ في كفب أهل اللُطفبِ صرفاً 
ومنه أيضاً على لسانها 
أناالمعشوقة السرا 
وود الهنولي عطزر 
ومله أيضاً [من السريع]: 
مازلت أبكي جيسرة ة الألخجرع 
وددت ت اسن توديمٍ أهل اللوى 
ياين ماشئت امتحن إنني 
قد مسّني ذكر عبيسر الحمسى 
وانقطع الصَبر وضاعً القوى 
ياحادي البيْنِ تراءى الجما 
لم آدر هل صُبِْمٌ بدا بالسّنا 
منه : [من البسيط]: 
سّبا العقول بصادٍ جل فاطرةٌ 
غزال رَبْرب بغزل الجَفنٍ غازلنا 


01 ٠ أي‎ . 5 e و‎ ٠. 
فريد و صم تتثنسى قذه هيما‎ 


[إن صال باعينه أَسْدٌّ فرائسه 
نبیئ خسن بدت أنوارٌ طَلَعَيهِ 
مامثله بشي في ره درز 





0غ( 2 سقطت من ( م ) . 


تعي ع علي العبادة للعباد 
زباداً ذائباً وسط الزبادي 


3 أجلى في الفناجين 
وذكري شاع ف في الصَينٍ 


حى استفات الف من أدممي 
يوم النوى لو أن قلبي معي 
لولا فراق الجزع لم أجزع 
فلعلع الأصوات في لَعْلّمي 
أم أشفرت ليلى عن البِرْقع 


وصاد قلب المعتّى وهو قاطرة 
وقد غزاني ب ببيض السود ناظره 
وماس تيهاً على الأغصانِ ناضِره 
أو مال مايسه فالقلبُ طائدة]0) 
تهدي الذي قد أضلته غدائِدةٌ 
في طَرْفه حَوَرٌ هاروت ساحِدْهُ 


زفق ما بين حاصرتين ورد في ( ط ) ولم يرد في ( م ) . 





لم أنسَّ حين وَفا والوقت فيه صَفا 
والهمٌ منفرجٌ والقلبٌ منبلح 
وبات ينشدني والكأس في يده 


مئه : [من الكامل]: 


كل الوجود تجليات جماله 


نور ولا شيء سواه وإنهم 
لا تشهدن التقصَ لو في ذرّة 
وإذا رأى الإنسان تَنُصاً إِنَما 


منه : [من الخفيف]: 
زمن الوزد روح جسم جسم الرَّمانٍ 
فدعاني وأو دعاني بحاي 
كل حوراءً تفتنُ الحورٌ حسنا 
بدرتميديڙهن نجومٌ 
في رياضص أرضى الغمام ثراها 
سيّما والوّبيع حًا فأحيا 
وبذرٌالسحاب منتشور در 
وتغّت بلابل الدوح لما لما 
فتباهت وشقت الأرض شَقَاً 
ما أحَيْلى الصَّبوحَ بين صباح 
)١(‏ في( ط) ١:‏ بذكر.. 


0) في( ط):ه 
(9) في( ط):ه 


) تصحيف . 


والصَّبَ بعد جفا قد سر خاطره 
والرّوضٌ مبتهحٌ تزهو أَزاهِرْهٌ 
١‏ باکر صبو بوحك أهنا العيش باكِرُهٌ » 


لكنْ بدامتحجبابجلاله 
ظتوا السّوى لتشكٌّلات خياله 
فجميع ما في الكونٍ فيض كماله 
مرآته تُجُلى عليه بحاله 
فعساك أن تحظى بكنز وصالِه 


وحياة الأفوس نبت الزمانِ 
والقياني بين القنان القِيانٍ 
وجمالاً تزهو على الولدانٍ 
في هلال الكؤوس شمس الدَّنانٍ 
فقراها قد رح رفت كالجنانٍ 
مَيْتَ الأرض بالحياالهتان”") 
نظمتة مباسم الأقحوان 
أن تجلت عرائس الأغصان 
وجلا الغعصن وردة كالدهان 
في صباح أتى ببشرى التّهاني 


. . وأودعاني بحسان » تحريف . 
. .. الفتان » وما أثبتناه في ( م ) . 





فاغتنم فرصة الرّمان وبادز 


ومنه مورياً بالنّغمات : [من الكامل]: 


ركب الحجاز نوى صعيد عراقها 
لما سّرى ليلاً بسلمى قاصداً 
شمسٌ إذا رفت سحاب ردائها 
عجباً لعينيٰ كيف أغرقها البُكا 
ما عَم القمري ينوخ بشخو 

ومنه هذا التخميس : [من الوافر]: 


قبل أن تدورٌ نوائب الحَدّثان 
قد مضى بالمُنى وغدٌ الأمانى 


فأثار نار الشوق من عُشَاقِها 
أهداه نارٌ ضاءَ من إشراقها 
أبدت لنا القمرين من أطواقها 
0 3 
إلا جريخ أن مِنْ أشواقِها 


وجاد برؤية الوجه الوجيه 
وحينَ سکزت بالأشجانِ فيه 


سقاني خمرة من ريق فيه 


وحيّابالعذار ومايليه 


وقرّبني إليه بعد بدي 


و . 
وبت وجيذه من قوف زندي 


غزالٌ في الأنام بلا شبيه 


وأمسى الدهر طوعاً فى يدينا 
وعينٌ السَعدٍ ناظرة إلينا 
وباتث شمسُنًا تجلى لدينا 


وبات الببدر مطلماً علينا 





() كذا الشطر الثاني » وهو مختل الوزن. 


سوه لام على أخيه 


ومنه هذا التخميس على البيتين المشهورين : [من الوافر]: 
ألا طاعات نفسك فاجتنئها 
وساعات الأماني فارتقئها 
وزبدة منحة أن تحتل 
إذا درت نياقك فاحتلئها فماتدري الفصيلٌ لمن يكون 
تحذر من أمورك واحتكئها 
ومِنْ دنْيَاكَ فاقطع وانَّهئْها 
وسفن الصبر فاركب واستلمها 
فن هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سُكون 
ومنه هذا التخميس أيضاً [من البسيط]: 
يامَنْ يروم من الإنسان رُفقتة ويرتجي من أهيل الود صَحْبَتَهُ 
قد قال قبلك من عانى عَشِيرتَهُ 
مافي زمانك من تصفو مَودَنَهُ ولا صديق إذا خان الرّمان و0 
فلا تعاش فتىّ يرميك في تکل 
وإن رآك بخير مات من كَمَدٍ 
فما خلا جس في الڏهر من حسد 
فعش وحيداً ولا تركن إلى أحدٍ إني نصحتك فيما قلته وكا 
© وفيها : في رجب ختم « صحيح البخاري » عند الأمير الصَّالح الفخان 
الحبشي بقراءة العلامة القاضي جمال الدّين محمد المهايمي وعمل الفخان 
لختمه ضيافة عظيمة » وأنشأ القاضي المهايمي في فضل البخاري خطبة » وذكر 
في آخرها : الفخان قرأها ذلك اليوم على رؤوس الأشهاد . 


)0 في ( ط ) : « ما في زمانك تصفو. . . » بإسقاط « من » وبه يُكسر الوزن » وما أثبتناه في 
(م). 





© وفيها : سافر والدي من بروّج إلى أحمد آباد » وأقام بها إلى أن توفي . 
وكان يوم دخوله إليها يوماً مشهوداً » وخرج لاستقباله منها من كان بها من 


الوزراء . 


© وفيها : صنع الأستاذ شيخ الإسلام جمال الدّين محمد بن الأستاذ شيخ 
الإسلام أبي الحسن البكري ضيافة عظيمة لتطهير أولاده الكرام » واتفق في 
ذلك الوقت إتمام دار عمرها الأستاذ أيضاً » فأنشأ الأديب البارع إبراهيم بن 
المبلط المصري في ذلك قصيدة بديعة في بابها ٠‏ فائقة بين أترابها » مشتملة 
على المعاني الغريبة 2 وما وقع في ذلك من الأمور العجيبة 2 مع رقة الانسجام 


والجناس التام : [من الخفيف]: 

وافق السَعدُ في حماك الشُرورا 
قتع ونم وقم في قصورٍ 
إن رآها الحسودٌ يوماً بعينٍ 
إن رب السّماء أعطاك فيها 
ودحّى عنك حادثات الليالي 
لا تخف إن سمعت طارق ليل 
ما لهذا البناء ف 
أمَسوءهُ على التقى فلهذا 
شكر الله سي من قد بناه 
متسوقى لسك الأجور باو ق 
فت سر له ق هنا 
وسيأتي رواجهم عن قريب 
صاحببيّ احضرا وليمة ختن 





)١(‏ في( ط):ه 


في الحُسْن واللط. 


¥ 


7 8 و 
لم يَصلْ واحد إليها قصّورا 
فرحا عاطفاً عليه سسرورا 
وبنى بينها وبينك سّورا 
فهو بالخير قد أتاك يشيرا 


.. سف وإن كان واسعاً وَكَبيرا 


هو بالخير لم يز ل مَعْمُورا 
إتهدكان سسعيّهمَشْكورا 
يت للصّانعين فيه الأجورا 
وبختن البنين عش مَسْرورا 
ت ر 9 
فقأهنث له وأعط المُهُورا 
ودعاعتكما محلا وزور(“ 


. ) وسرورا » تحريف لا يستقيم به المعنى » وصوابه في ( م‎ . ٠ 





وانظرا مجمعاً لهم ضم خلقاً 
عالماً صالحاً أميراً كبيراً 
فيقول الفقيه عتي استنيبوا 
فجهاتي مشغولة عن جهاتي 
والأصوليٌ قائلٌ بي اضطرار 
ويقول الخطيبٌ للناس جهراً 
ويقول القاضي وللآأكل يومي 
قد دعاني ولي آمري وعندي 
وتقول الشّهود جئنا نؤدي 
وتقولٌ القراء عنوان خر 
ويقول المجيدٌ عم لغات 
والعروضيٌ لا قشع إلا 
وأخحو الحو قد علاه اختلاطً 
ويجرٌ المنصوب من غير سوغ 
جملة الأمر أنهم أبصرواما 
رق قلبي على رغيف سبوط””*) 
وقِبِابُ الحلوى التي عرضوها 
والعزيزي من أياد طوال 
ولكم في السّماط رأسٌ سميط 


)١(‏ في( ط ) : ... شهورا». 


(۳) في (ط ) ٠:‏ ... المحضورا » تصحيف . 


ليس يحصى أعدادهم تكثيرا 
قاضياً شاهداً غا فقيرا 
في جهاتي وعطلوها شغورا 
ولي العذر إن تركت الحضورا 
وتبيح الضرورة المحظورا" 
ياأولي الج شمّروا تشميرا 
« كان ذلك في الكتاب مَسطورا )”") 
يستحقٌ المخالف التعزيرا 
ماعلينا وترك التأخيرا 
نحن في رقنا نرى التيسيرا 
بل لجوعان تعرفونٌ نظيرا 
في لحوم ولم يُقطَّعْ بُحورا 
فهو يدي ضميره المَسْتَورا 
ثمّ من بعد يرفعمٌ المجرورا 
حين أبصرت قلبه مَكسورا 
عن جموع السّلامة التكسيرا 
حاف فازداد لونه تصفيرا 


2 ارس مه )2 
و سليخ قداستوت تخميرا 


(۳) في (م ) ٠:‏ ... لي مسطورا » والشطر في الحالين لا يستقيم وزنه . 

(€) في ( ط ) : « ... سيواط ٩‏ تحريف » وصوابه في ( م ) . 

(۵) سّميط . من سَمَط الجديّ والحَمَلٌ يَمْمطه » فهو مسموط وسّميط : نتف عنه الصوف » 
ونظفه من الشعر بالماء الحار ليشويه « اللسان » ( سمط ) . 


ودجاج معلوف ة وأورٌ 
جمع الطيّبات طولاً وعرضاً 
شبع الاس كلهم من هأكلاً 
والذين اعتنوا بنقل قرا 
رضي الله فيه عن نقباء 
فإذا أبصروا بأيدي ناهي 
وإذا قال قائ ل تنقيب 
إن هذا رزقٌ حلال بال 
'فجميعٌ الأنام راضون عنهم 
كم ألوفي من فضّة وكذا من 
لم يكن درهم ولا دينادٌ 
بل من الله قد أتت وبحمد 
ولكم أوقدت مصابيح نور 
تشبه النجم كثرةً وارتفاعاً 
في ليالٍ بدابهاقمز الأف 
وشموع كأنتها ألفات 
كلما مس نوره الريح أمسى 
والحراقات في المراكب ترمي 
صنعة الكيمياء في الرّفع والخف 
كمروق السّهام دفعا ورفعاً 
أو كما فرٌ طائر مل حَبساً 





000( في ( م) ١:‏ .. . بنقد فراهم » . 
فم في ( ط ) : ١‏ نابصية » . 
)۳( في ( ط ) : « أجورا» . 


و مج * 


كان منها الصّدورٌ تشفي الصدورا 
ولعمري يستوجبٌ التصديرا 
وانتهاباً ولم يزل مَسْتورا 
ينقلون الصحيح والمشهورا 
قد أجادوا التصريف والتدبيرا 
به" لم يظهرواله تأثيرا 


ماتراهم يقول كن ستيرا 


وأرى منعه لهم مَخظررا 
شاكرو القضل غيبة وحُضورا 
دمب درت له تقديرا 
منتعدآ لهم ولا مَصرورا 
أنفقت في الهنا وعادت حبورا“ 
فيه حتى بداالصباح منيرا 
وضياء على الأنام ونورا 
ق منيراً فزادها تثويرا 
في طروس الظّلام خطت سُطورا 
كلسسانٍ بين الشفاه أديرا 
ورمن قراضة مُستطيرا 
ض ترينا التصعيد والتقطيرا 
وبسروق السّماء لاحث ظهورا 
فعلا شاهقاً وجاوز سّورا 





أو كحلي في رأسه شربوس”) 
أو كما قرطت سلاسل در 
أو كما تبذر الحبوب لزرع 
أو كما تنشر التقود نقوطاً 
ولكم فَصّلَتْ ثاب حرير 
ولكم أطلِقَث صنوف بور 
ولكم سكر نقي مذاب 
وترى التّقلّ والفواكه والحل 
ولكم قد أدير قهوة بو 
من تعاطى منها شهاراً جهاراً 
وخيام منصوبة لايرى من 
وتولى فينا مليك جبديد 
وله بالحلي زيشت الذن 
إن أردت اللحاظًٌ تلىّ حريراً 
واكتسى الرّوض من بدائع صَنعا 
واكتست قضبه من الخلع الخض 
وأجادت رقصاً بأكمام زهر 
وفصاح الطيور غتت بلحنٍ 
ولجمع الأتراكِ يوم عظيم 
والأغاوات والصناجيق إلا 
ودعاالسّادة البنين وأعطا 


قد تبِدّامقرعامَنْشورا 
وبدا حت عِقَدهامَْشُورا 
أو كما تنفخ الشّفاة القُشُورا 
لم يُجد أكلها فصب البُزورا 
أو كما تخرج الرّياض زُهوراً 
وغدا في اختلافها الأمر شُورا 
وشمّمُنانشراًلهاوعبيرا 
في الأواني مكرراً تكرير() 
سوى لجمع الوّرى أعدّت فطورا 
وسٌقِينا منها شّراباً طهورا 
لايرى في الورى عليه نكيرا 


: حل فيها شمسا ولا رَمْهَريرا 


دام فيا م ؤي دا مَنْصورا 
ياواك..ت ملابساً وسّتورا 
أو أردتَ .لجلوس تل سريرا 
14 موشى محبّراً تحبيرا 
سر التي فضلهاغدا مجرورا 
عطر الكون نشرها تَغطيرا 
وأجاب المطوق الشحرورا 
كان يحوي الأمير والمأمورا 
صاحب السّعد ما استطاع الحضورا 
هم من المال مبُلغاً مَضْرورا 


. ) الرواية في ( م ) : « شربوش »؛ بالمعجمة في آخره » وما أثبتناه في ( ط‎ )١( 
. ) تحريف » وما أثبتناه في ( م‎ ٩ (؟) في ( ط) : ... مكوراً تكريرا‎ 


وكساهم ملاسا فاخرات 
ثم قاضي القضاة جاء وأتبا 
والأميد المعظم دقر دار مصر 
ويقولانظروا لعبد ولاكم 
أدبا منه واحتشاماً ولطفاً 
ومماليك صاحب السَّعدٍ جاؤوا 
نحو سبعين أو ثمانين شخصاً 
بالحياصات والعصائب صيغت 
والمزاميرٌ والطْبُولٌ بأيدي 
فغدا يوم جمعهم وهو يحكي 
ثم كانت لهم نهاراً وليلاً 
من أولي الخير والصلاح وأهل ال 
ومن السادة الموقعين أصحا 
وجميع الكتاب إلا قايلاً 
ثم باقي الأنام إلا كبيراً 
قلت لولا جمالهم بثياب 
وقصور الشّموع والزّهر فاقَتْ 
وزهٹ باختلاف شكل ولونٍ 
ثم فيها الجنائب الغو تزهو 





)00( البيت مختلٌ في وزنه . 
0( الشطر الثاني من البيت مختل في وزنه . 


م في ( ط ) في الشطر الأول وتصور. . . » وفي الثاني « . . 


( م ) وهو الأقرب لصحة المعنى . 


صيّرت خاطراً لهم مَجبورا 
ع لهكان > جمعهم موفورا 

۾ 1 )00 
زادّه فى مققامه تکبیرا 
من يجيد التطبيل والتزميرا 
بهم يوم موكب مشهورا 
زففٌ تجممٌ الموالي الصَّدُورا 
علم زيدوا على الوَرَى تؤقيرا 
ب الدّواوين كان جمّاً غفيرا 
وجميع التججار إلا يسيرا 
أو رضيعَ لدي صغير() 
لحكى البعث جمعهم والتّشورا 
كشراً واستوت بها تقدير9” 
زادما فى جمالهاتزهيرا 
بلبوس قد شيرت تشهيرا 


واستوق.. ») وما أثبتناه فى 





من خيول مسرّمات جياد 
ولمن زف مع بنيه صغاراً 
وتولّى أجرّ الجساب لهم عن 
ثم في سابع الختان لهم كا 
في اجتماع وفي مصابيح نور 
وسماط تركب طبقات 
فيه مالا يعبَد الوصفٌ عنه 
قاسه كل ذي ذراع طلويل 
أمنواعن هه رقيبياً نقيياً 
والمشاهير بالدخول من القرّ 
يقرؤون القرآن طُوّراً وطَؤراً 
فظفرنا معهم بإحياء ليل 
كان هذا المهمّ حاوي مهما 
نحو شهر يُقام في كل يوم 
مغ غلاء الأقوات سعراً وإذ لا 
يالتلك الليال حسناً وطيبا 
تم فيها السّرور من كل وجي 
وبلخنا من الرّمان الأماني 
لسرور الأستاذ من سخر الل 
وأفاض الإله منه علينا 
وكراماتهغ دت ينات 
من أبو بكر الإمام له جد 
ورفيقاً وصاحبا وأنيساً 





(1) في ( ط) : « وحازخنورا » . 


عاليات وغاليات مورا 
وكسامُم من اللباس ححريرا 
والديهم يبغي بذاك الأجورا 
ن مهةٌضاهى المهم الكبيرا 
عمئرت حين أشبعت تعميرا 
كم وى طيّباً وجاء زڅورا 
فلذا أطبقواعليهبورا 
فراه محرّراًتحريرا 
وحسوداً لآكل وغيورا 
اء والواعظين كانواحضورا 
ينشدون الموشح المشهورا 
كان بالخئر كله معمورا 
ت عظام يعتاج شَرْحاً كبيرا 
فرح كمسل عدي تظيرا 
ليتها ما انقضت ودامت شهورا 
ومحى صَفْرٌ عيشها التكديرا 
وأمنّاالمخوف والمخذورا 
هلهالكون كله تسخيرا 
ليس تخفى على الأنام ظهورا 
وقد كن للتبيٌ تصيرا 
من عدو في الغار يأتي مغيرا 





حاز إسناده علو ورفهاً 
أخذ العلم عن أبيه عن الصَّد 
لو رأت درّة النفيس الغواني 
فيه لب حلو المذاق وقشر 
مزج الج منه بالهزل كيما 
عذره في تأخيره رمَدٌ في 
وشعاري التأخير دأباً ومعنى 
وعسى أن يحل بي نظڙ مد 
دمت في العالمين عمراً طويلاً 
وبقيِتَ الرَّمانَ مجتمع الشّم 
بالموالي أبي السرور وتاج الد 
ثم عبد الورّحيم أيضاً وزين ال 
وأخيهم أبي الموامب ثم ال 
ورأيت الجميع بالقرب حازوا 
قد حضرنا ولائماً ليس تحصى 
مارأينا ولا سمعنا بشيء 
ولقد قيل أرّخومه فقلتّا 
وصلاةٌ من را وسسلام 


8 
3: 


4 


درجاتٍ على الأنام وورا 
يق عن سيّدالوَرَى مأثورا 
من قريض قد غاص فيه الببحورا 
نظمته وقلدته اللُشُورا 
فخذ الب منه وارم القُشورا 
بانتقالاته يُرى محبورا 
عينه لم يزل به مَعُذورا 
لم أزل في الورى به مغيورا 
ك فيلغي التقديم والتأخيرا 
کل عام تنشي مهما كبيرا 
سل بأولادك الجميع قرِيرا 
ين والعارفين عاشوا ذهورا 
عابدين الذي استحق الظُهُورا 
أخوات الإناث يِلْوَ الذُكورا 


عَمَلاً صالحاً وعلماً غزيرا 
وشهدنا جمع الأنام الكثيرا 


مشل هذا وا سأل بذاك خبيرا 
فرح مبهج القلوب سّرورا 
لبي إلى الأنام بُشيرا 
سئة للخليل يهدي السرورا 





© وفي ليلة الأحد بعد صلاة المغرب حادي عشر رجب الفرد الحرام سنة 
خمس وسبعين توفي شيخ الإسلام مفتي الأنام › علم الأئمة الأعلام » محرر 
المذهب وطراز المذهب ٠»‏ أستاذ المحققين » سراج الظلمة » ناصر السّنة 
المحمدية بالحجج السّنية والبراهين المضيّة » أبو الضياء عبد الرّحمن بن عبد 
الكريم بن إبراهيم بن علي بن زياد الغيثي المقصري"'' ‏ نسبة إلى المقاصرة بطن 
من بطون عك بن عدنان - الزَّبيدي بلداً ومولداً ومنشأ » الشّافعي مذهباً › 
الأشعري معتقداً » الحكمي خرقة » اليافعي تصوفاً . وفي ذلك يقول رحمه الله 
تعالى [من الكامل]: 
آنا شَافعئٌ في الفروع ويافِعِبٍِ ئ في التصوّف أشعريٌ المُعْتقد 
وبذا أدين الله ألقاهبه أرجو به الرضوانَ في الدُنيا وَغَدْ 

وصلَّى عليه ولده مفتي المسلمين مفيد الطّالبين الشَّيخْ الإمام عبد السّلام 
بعد صلاة الصبح بالجامع المظفري بزبيد » ثم حمل على رؤوس الجمٌ الغفير › 
وانسكب عليه الدمع الغزير » ودفنَ إلى جنب والده بمقبرة باب القرتب من 
مدينة رّبيد » وكان له مشهد عظيم لم تر الأعين مثله رحمه الله ورضي عنه امين 
آمين » وخلفه بعده على الإفتاء والتدريس ولده المذكور وقدمه في ذلك 
الجمهور » وأفتى ودرس إلى أن أناخ بباب مولاه وعرّس . 

كان الشَّيخْ عبد الوّحمن المذكور شافعي الرّمان انتشر ذكر فضله في 
الآفاق » قصدته الفتاوي من شاسع البلاد > وضربت إليه آباط الإبل من كل ناد 


(1) ترجمته في « شذرات الذهب » ( /1١١‏ 207-007 ) و« معجم المؤلفين ١55-١50 /8 ( ٩‏ ) 
و« الأعلام .)171١/9(»‏ 


5٠ 








للأخذ عنه والاقتباس منه . ولد رحمه الله في شهر رجب الحرام سنة تسعمائة 
رأس القرث ‏ حفظ القرآن عن ظهر الغيب على والده » ثم * الإرشاد » في الفقه 
على العلامة محمد وأخيه خيه أحمد ابني موسى الضجاعي '» وشيخ الإسلام 
أحمد المُرَجد ؛ وتلميذه شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن الطيب 
الطنبداوي" وبه تخرّج وانتفع وأذن له في النّدريس والإفتاء فدرس وأفتى في 
حياته وصحح له أجوبته » وأخذ في التفسير والحديث والسّيّر على الإمام 
الحافظ الضابط وجيه الدين بن الذّييع » وعلى الفقيه موسى بن عبد اللطيف 
المشرع » وأخذ في في الفرائض على الشيخ العلامة فرد زمانه وشيخ شيوخ أوانه 
الصديق الغريب الحنفي » وأخذ في الأصول على الفقيه الزاهد العارف بال 
المفنن جمال الذين يحبى قتيب ٠‏ والعربية عن الفقيه الصّالح الفاضل المقرىء 
محمد مفضل اللحياني . وجد واجتهد إلى أن رأى النفع ووجد » وطالع الكتب 
مختصرها ومبسوطها حتى صار عيناً من أعيان الرّمان يُشار إليه بالبنان وتعقد 
عليه الخناصر » وتلمذ له الأكابر . 


وفي سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة حج إلى بيت الله الحرام وزار قبر ال 
عليه أفضل الصّلاة والسلام » واجتمع بفضلاء الحرمين » ودرس في الحرمين 
بمحضر من أعيان البلدتين الشريفتين كمفتي الحجاز شيخ الإسلام عبد العزيز 
الزمزمي وأمثاله > وكان يقول : شربت من زمزم لثلاث : لأرجع إلى بلدي 
وأجتمع بوالدي » وأشتغل بالإفتاء » وليرضى الله عني » فوجدت خصلتين : 
رجعت إلى بلدي واجتمعت بوالدي . وعَمّرَ بعد ذلك زماناً طويلاً واشتغل 
بالإفتاء من سنة ثمان وأربعين وتسعمائة [بعد]“ وفاة شيخه أبي العباس 
الطبنداوي ٠‏ وكان يقول : أرجو أن ألقى الثالثة » وما ذلك على الله بعزيز . 





)1١(‏ في (ط): « الصنجاعي ؛ تحريفا» وصوابه في (م) وه شذرات الذهب» 
(١٠6/؟6هة).‏ 

)۲( في ( م ) : ١‏ الطنبذاوي » . 

)( ما بين الحاصرتين من ( ط ) . 


ولما مات شيخه المذكور تصدر للتدريس والإفتاء استقلالاً > وصئّفَ 
ودرس الفقه بالجامع الكبير برّبيد بمدرسة الوهابية والأشرفية والواثقية [من]"") 
مدارس زبيد » وله تدريس الحديث بجامع الباشا مصطفى التّشار بزبيد أيضاً . 

وكان من الفقر على جانب عظيم بحيث لا يملك إلا شيئاً يسيراً من الكتب » 
وكان غالب أوقاته كما كان يخبر عن نفسه ‏ أنه يصبح ولیس عنده قوت يومه › 
وهو مع ذلك لا يترك التّدريس ويسعى بعد تمام الدّرس في تحصيل قوت 
يومه . وأخخبر رضي الله عنه أن امرأته وضعت ليلة » ولم يكن عنده مما يعمل 
لذات التفاس ولولدها حتى عجز عن المصباح في تلك الليلة وباتوا كذلك . 

وكان تدريسه عن تحقيق ومباحثه في نهاية التدقيق » لا يقعد للتدريس حتى 
يطالحَ الكتبٌ المبسوطة « كالوسيط » و« الخادم » و« الكوكب الوقاد» 
و« حاشية السمهودي » و« الروضة » . وقد يقعد أياماً يعتذر عن التّدريس لعدم 
المطالعة » وطريقته أن يجمع الدراسة على درس واحد من أول النهار إلى مضي 
ربعه بذكر الدليل والعلة » وما تفهمه العبارة » وما يرد عليها » ومن وافق ومن 
خالف في المصنفات والفتاوى والنكت والحواشي › وتحضر في الدرس" 
الكتب المبسوطة » تورد عليه الطلبة الأبحاث والإشكالات فما رأى من صواب 
قرره وما لا فلا » ويطول المجلس بالمناظرة”" بين تلامذته [في]“ الأبحاث 
عن القواعد وعبارات الأصحاب » وربما كان يجلس من أوله إلى آخره على 
مسألة واحدة » وربما قام الشّيخ من مجلسه وإشكال المسألة ما ارتفع فيحله في 
مجلس آخر » لأنه كان وقافاً عند الإشكالات » وربما تمر أيامٌ في تحقيق 
مسألة » وهو فى الحقيقة تدريس المذهب لا كتاب لأنه كان يقول رحمه الله : 
أنا أدرس المذهب لا كتاب . 


)00 ما بين الحاصرتين من ( ط ) . 

زفق في ( ط ) : « التدرس »؛ تحريف › وصوابه في ( م ) . 
(۳) في ( ط ) ١:‏ بالمشاطرة » تحريف » وصوابه في ( م ) . 
)€( ما بين الحاصرتين من ( ط ) . 








وكان تدريسه في الأسبوع : السّبت والأحد والثلاثاء والأربعاء » وله درس 
في الحديث بمنزله بعد صلاة العصر جميع الأسبوع لم يترك غير عصر 
الجمعة » وختم عليه في ذلك المجلس كتب عديدة من التفاسير والحديث 
والسير وغير ذلك » وفي شهر رجب وشعبان ورمضان يقرأ عليه ١‏ صحيح 
البخاري » بالجامع المظفري بزبيد بحضرة الجم الغفير من العلماء والطلبة 
وغيرهم بأيديهم الشّسخ العديدة نحو الأربعين نسخة وبين يديه هو ١‏ فتح 
الباري » » وقد أخبر رضي الله عنه أنه رأى النبي ب بالعين الشحمية حاضراً في 
ذلك المجلس » ويحصل له في ذلك المجلس الخشوع والخضوع والكينة 
والرّحمة ما لم ير في مجلس غيره » ويكون ختم هذا الدرس صبح اليوم التاسع 
والعشرين من رمضان » ويحضر الختم جمع عظيم من الخاص والعام وأمير 
البلد وقضاة الشرع » وأجناس مختلفة من بوادي رَبيد » ويكون جمعاً حفيلاً 
مشهود الخير والبركة » وينشد فيه القصائد المبتكرة » وتظهر بركة المجلس 
على من حضر . وكان يبتدىء مجلس الدّرس بالفاتحة وآية الكرسي ويس 
وتبارك والإخلاص والمعوذتين والصّلاة على النبي يي والدّعاء . وقُصِدَ 
للفتوى المشكلة من الحرمين الشريفين وأرض الهند والحبشة وحضرموت › 
وقد يُقصد لها من البلد التي هي زَّبيد » فلا يعجل بالكتب عليها » ويمهل فيها 
مدة طويلة » ويفتش الكتب لها [ويجتهد ولا يمل » وإذا علم أن لأحد عليها 
كلاماً أو على نظيرها]”'' يطلبه » ولا يكتب عليها حتى يقف عليه ويبحث فيها 
مع أصحابه وغيرهم من أهل المذهب . ويأمرهم بالتفتيش والاجتهاد ويأخذ 
ما عند كل واحد وينازله على فهمه » ويبحث معه فيرد ما يرد ويقبل ما يقبل › 
ويدأب في ذلك ويدأب الطلبة » وإذا كانت المسألة مشكلة جداً أو مهمة جمع 
عليها كلام المتقدمين والمتأخرين وكتب عليها مؤلفاً » وكل ما ذكرناه عنه من 
هذا الاجتهاد والتوقف والمهل والفحص والبحث والمناظرة والمنازلة والقبول 





4 ما بين الحاصرتين من ( ط ) فقط . 


۳ 





والوّد مِن الورع والاحتياط في الدين . وحصل بينه وبين جماعة من أهل عصره 
مخالفات ومشاحنات في مسائل » ولشيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي مفتي مكة 
وغيره » وكل منهم ألف وبرهن على ما يقول » وهو يؤلف ويردٌ عليهم في 
مؤلفاته وفتاواه » ينقل عبارات الأصحاب برمتها وألفاظها » ويعيب على من 
يحذف منها أو يلخصها » حتى بلغت مؤلفاته في ذلك نيفاً وثلاثين مؤلفاً . 

وفي سنة أربع وستين وتسعمائة نزل في عينيه ماء مكف بصره فاحتسبَ 
ورضيّ وقال : مرحباً بموهبة الله . وجاءه قداح فقال له : أنقشك ويصطلح 
بصرك » وقال بعض أهل الثروة : وأنا أنفق عليك وعلى عيالك مدة ذلك » 
فامتنع وقال : شيء ألبسنيه الله به لا أتسبب في إبطاله » ومع ذلك لم يفقد شيئاً 
من أحواله » وكان على عادته“ في التّدريس والإفتاء والتّصنيف يأمر ولده 
بالفتش ويشير إلى المظنات ويقرأ عليه فيقرر الحكم » واستمرٌ على تدريسه 
على عادته في الجامع وغيره من المدارس التي ذكرناها قبل » وإذا ورد عليه 
سؤال قرىء عليه » فيتأمله ثم يأمر بفتش المظان وإسماعه إياها » فينزل السؤال 
على ذلك ثم يأمر بالكتب » وألف مؤلفات وهو على حالة العمى ٠‏ وله فتاوى 
مؤسسة على التحقيق . 

قال تلميذه العلامة القاضي عمر بن عبد الوهاب النّاشري رحمه الله تعالى : 
قرأتها عليه جميعها بحضرة الجملة من مشايخ العلم وغيرهم" من الطلبة › 
وأمرني أن أتتبع ما شذ منها ولم يدخل في الفتاوى » وقرأتها عليه وصححتها 
لديه . قال : وله مؤلفات قرأت عليه بعضها . انتهى . 

قلت : أما مصنفاته : « فتحرير المقال في حكم من خبر برؤية هلال 
شوال » وحاصله وجوث الإفطار على من أخبر برؤية شوال إذا اعتقد صدق 
المخبر . وحصل بينه وبين العلامة إسماعيل العلوي في هذه المسألة منازعة › 


0غ( في ( ط ) : « مادته » تحريف » وصوابه في ( م ) . 
(۲) في ( ط) ١:‏ وغيرها ؛ . 








وألف العلوي كتاباً في عدم الجواز لكن وافق ابن زياد أهل اليمن ومكة ومصر 
وغيرهم . 


ومن مؤلفاته : « إثبات سنة رفع اليدين عند الإحرام والركوع والاعتدال 
والقيام من الركعتين » » وكتاب ١‏ فتح المبين في أحكام تبرع المدين» › 
و« المقالة الناصة على صحة ما في الفتح والذيل والخلاصة » . وهذه الثلاثة 
التآليف بسبب ما وقع بينه وبين ابن حجر لم يوافق ابن زياد » بل صنّف كتاباً آخر 
في عدم بطلان تبرع المدين » فعند ذلك رد عليه وجيه الدين بكل من ثلاثة 
الكتب » وله كتاب ١‏ النخبة في الأخوة والصحبة » » وكتاب ١‏ فتح الكريم 
الواحد في إنكار تأخير الصلاة على أئمة المساجد » » و« الأدلة الواضحة في 
الجهر بالبسملة وأنها من الفاتحة » » وهو كتاب حافل مشتمل على مناقب 
الأئمة الأربعة والتقليد وأحكام رخص الشريعة » وذلك مما لا غناء للفقيه عن 
تحصيله » وكتاب ١‏ إقامة البرهان على كمية التراويح في رمضان» » وكتاب 
« الرد على من أوهم أن ترك الرمي للعذر يسقط الدم » » وكتاب ١‏ تجديد أئمة 
الإسلام من تغيير بناء المسجد الحرام» . و« الجواب المحرر في أحكام 
المسقط والمحذر » وه بغية المشتاق في تصديق مدعي الإنفاق » » و« كشف 
الغمة عن حكم المقبوض عما في الذمة وكون الملك فيه موقوفاً عند الأئمة » 
و« مزيل العناء في أحكام الغناء » » و« الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية » › 
و« الجواب المتين عن السؤال الوارد من البلد الأمين » » و« حل المعقود في 
أحكام المفقود » » و« فصل الخطاب في حكم الادعاء باتصال الثواب» » 
و« إيضاح التصوص المفصحة ببطلان تزويج الولي الواقع على غير الحظ 
والمصلحة » » و« إيراد النقول الذهبية عن ذوي التحقيق فى أنت طالق على 
صحة البراءة عن صقيع المعارضة لا التعليق » و إسعاف المستفتي عن قول 
الرجل لامرأته أنت أختي » » و« سمط اللآل في كتب الأعمال » » و« إفصاح 
الذلالة في أن العدالة المانعة عن الشهادة بجامع العدالة » » و« كشف النقاب 
عن أحكام المحراب » » وله رسالة في القات والكفته والقهوة والبن وجميع 


10 





المخدرات المباحة والمكروهة والحرام 4 وغير ذلك من المؤلفات العديدة 
والفتاوى المفيدة . 


قال العلامة مفتى العصر أحمد بن عبد الرحمن“ التّاشري أبقاه الله 
تعالى : قال العلامة محمد بن أبي القاسم جغمان : مؤلفات ابن زياد أكثر 
تحقيقاً من كتب ابن حجر الهيتمي . 

وبالجملة : فما كان إلا نووي الرّمان وواحد هذا الشّأن » ملازماً لبيته 
ومسجده لا يخرج إلا لصلاته وتدريسه » منقطعاً عن النّاس » محبوباً إليهم › 
تزدحم التاس على تقبيل يده بعد صلاة الجمعة والتمسح به والتماس بركته › 
وتقصده العلماء والكبراء والأمراء والوزراء والفقراء والأغنياء إلى منزله للتبرك 
به وبدعائه » وكان مسموع الكلمة لا ترد شفاعته » وكان سريع الدّمعة» 
مجاب الدَّعوة » حسن العقيدة في أهل الله الصوفية وصالحيهم ٠‏ إذا اجتمع 
بأحد منهم التمس منه الدّعاء والمؤاخاة » ويعتقد بالمجاذيب إلى الله تعالى » 
ويذاكر أهل التصوف في كلام القوم فيستفيدون منه » ويعتقد بمحبي الدّين ابن 
عربي ويثني عليه وعلى كلامه » ويفتح عليه فيه بذوق عظيم » وما جالسه أحد 
إلا واستفاد منه وتعلم وتأدب واتعظ » وكان شديد التأليف بين الطلبة » يؤدبهم 
بلسانه وحاله » ويزهدهم في الدنيا ويكره لهم الاشتغال بها » ويزجرهم عن 
مجالسة الجهال وأهل الأهواء > ولا يرضى لهم الترشح لوظائف الأحكام 
والأوقاف » ويأمرهم بالتحلي بحلية الكمال » ويحثهم على الاشتغال بالعلم 
ومطالعة الكتب المبسوطة » ولا يرضى لهم بالاقتصار على المختصرات › 
ويستعين بهم على المشكلات المدلهمّة والفتاوى المعضلة المهمّة » وكلٌ ذلك 
بسبب الألفة لقلوبهم وإلاً فهم لا ينكرون استغناءه عنهم ورسوخ العلم في 
قلبه . 


وقد بشر به بعض الصّالحين قبل مولده . أخبر والده عبد الكريم 


. ) سقطت هذه اللفظة من ( ط‎ )١( 





رحمه الله » أنه دخل مسجداً بزبيد يُقال له مسجد الزَّيالعم قال : قصدت ذلك 
مسجد لصلاة الى به » فلما فرغت منها إذ أنا بشخص معتكف في 
المسجد المذكور يتأملني من ورائي فقال لي : يا فقيه تقرأ في العلم؟ فقلت : 
لا » فقال لوقرات لكدت مشا فلم يلم ولدهما بلع وهر كان رسک بهذ 
الحكاية ويقول : كأنه رأى عبد الرّحمن في صُلبِي . 


قلت : ولا يبعد ذلك على أهل الله تعالى . فقد أذكرتني هذه الحكاية 
ما نقلته عن خط الحافظ المسند إمام الحديث النبوي برّبيد أقضى القضاة مجد 
الدين الشيرازي صاحب القاموس أحمد بن عبد اللطيف الشّرجي وصورة 
ذلك : وحكى [لي 2١1‏ حفظه الله وأبقاه - والإشارة بذلك إلى المجد المذكور- 
أنه دخل في بعض السّنين مدينة قم » فسمعت بأن كتباً تُعرض للبيع » فذهبت 
إلى بيت صاحبها » فأدخلني وأحضر الكتبٌ بين يدي » ومددت يدي إلى كتاب 
منها وفتحته فإذا هو بخط أبي فقلت : هذا خط والدي » فقال : ما اسم 
والدك؟ فقلت : يعقوب بن إبراهيم الفيروزابادي . قال : فقام الرّجل إلي 
وقبل رأسي وقال : صدقت كان جاءني والدك في بعض الشي إل ا 
مغارات هذا الجبل » وأنا منقطع إلى الله فيه للعبادة » فأقام عندي أيّاماً ونسخ 
لي هذا الكتاب فيه » وكان يخدمني ويتعبد معي » فاتفق في بعض الأيّام أن 
قلت له : يا شيخ يعقوب ما ترى ننزل إلى المدينة فتدخل الحمام وتتنظف؟ 
قال : الأمر إليك في ذلك » فتنزلنا » » فلما دخلنا الحمام قلت له : هات ظهرك 
لأحكه » فامتنع علي وقال : أنا أولى بخدمتك » فلازمته على ذلك وهو 
يمتنع » فرأيت الحيلة في ذلك أن قلت له : لتصل بركة يدي إلى ظهرك › 
فهنالك أعطاني ظهره » فسمعت : حك في ظهره ٠‏ فقلت له : يا يعقوب في 
ظهرك أولاد . فقال : ما يدريك؟ قلت : أحسست بهم . قال : كم هم؟ 
قلت : أربعة . قال : سمهم » فقلت على الفور : محمد ويوسفُ وعلىٌ 





إذ4 ما بين الحاصرتين من ( ط ) . 


1¥ النور السافر‎ * ١5 





وحسنٌ . قال : ثم فارقني وفارقته فمن أنت منهم؟ قال شيخنا مجد الدّين : أنا 
محمد . قال : هل لك أخوة؟ قلت : نعم كما ذكرت يوسف وعلي وحسن . 
قال : وكلهم في الحياة؟ قلت : لا » توفي علي وحسن » فقال : الحمد لله » 
فتعجبت من كشفه » ومن غريب الاتفاق قال : واسم هذا الرجل أيضاً مجد 
الدين وهو من عباد الله الصالحين › انتهى . 

قلت : وقريب من هذا أنَّ الشَّيحَ أبا بكر العيدروس قدس الله روحه قال 
لابن أخيه وهو جدّي عبد الله بن شيخ بن الشّيخ عبد الله العيدروس : تمن . 
فقال : ما أريد إلا البركة والدّعاء لي بذرية صالحة » فقال له : يا عبد الله سيلد 
لك من الأولاد الذكور فلان وفلان وفلان وسماهم أبو بكر وشيخ وحسين › 
وكان إذ ذاك جذي لم يتزوج بعد » ثم خرج إلى حضرموت بعد وفاة عمه 
المشار إليه وتزوّج بها امرأة » فولدت له أولاداً كما ذكر » وسماهم بتلك 
الأسماء التي سماهم بها الشّيخ » ثم وُلِدَ له بعد الثلاثة ولدّ سماه محمداً . 
أخبرني بهذه الحكاية الثقة سالم بن علي با موجه رحمه الله » وقد سمعتها من 
سيّدي الوالد قدس الله روحه بلفظ قريب من هذا . 

وذكر سيّدي الشيخ الوالد رحمه الله في كتاب ١‏ العقد النبوي والسر 
المصطفوي » أن جدّه الأعلى وهو الشيخ الكبير والولي الشهير علوي بن الشيخ 
القطب الفقيه محمد بن علي أراد أن يترك التزوّج إيثاراً للانقطاع في العبادة › 
فهتف به هاتف من ظهره : نحن في ظهرك ذرية صالحة تزوج وأخرجنا وإلا 
خرجنا من ظهرك » فتزوج بعد ذلك ووَّلِدَ له أولاد تناسلوا بذريّة طيبة مباركة 
صالحة حتى كان منهم من لا يحصى من المشايخ الكاملين والعلماء العاملين 
الذين شهرتهم تغني عن الإطناب في مدحتهم » فكأنما عناه القائل بقوله : [من 
مجزوء الرّجز]: 

فهر أبوالآباء خي لز ملجب وشل 

وهو أبوالأشبال حي سَاتقبِرَهُ كل ولي 

أولاده الزهربهم يدفعٌ كل مض 


۸ 


٠ ©»‏ 2 واه و :2 م 
وكأنما عنى الآخر ذريته بقوله : [من البسيط]: 


ص 


مَن تَلقَ منهم تَمُلْ لاقيت سيّدهم مثل النجوم التي يَسري بها السَّاري 

شُدّثْ إليهم الرّحال من أطراف البلاد » وغنى بذكرهم الحداة في كل سمر 
وناد › طبق ذكرهم طباق الأرض › وعم نفعهم المشارق والمغارب بالطول 
والعرض ٠‏ ولو لم يكن منهم إلا الأستاذ الكامل القطب الشّيخ عبد الرّحمن 
السقاف وحفيده الأستاذ المحقق القطب الغرث عبد الله العيدروس الذين عقم 
الزّمان أن يجيء بأمثالهم ولا سمحت الدّهور بأشكالهم » أعاد الله علينا من 
بركاتهم في الدّارين آمين آمين آمين . 

قلت : وكان السّيخ علوي هذا من آيات الله الكبرى » وهو من أمثال 
الشَّيخْ › ومن مناقبه : أنه كان يعرف الشقي من السعيد » ويحيي ويميت 
بإذن الله تعالى » ويقول للشيء : كن » فيكون بإذن الله » إلى غير ذلك من 
الكرامات العظيمة والخوارق العجيبة التي لا يشاركه فيها غيره » نفع الله به 
وأعاد علينا من بركاته آمين . 

ولبعضهم يمدح رسالة العلامة الشيخ عبد الوّحمن بن زياد صاحب 
التّرجِمة : [من الوافر]: 
ألا إني وقَفْتٌ على الرّسالة وماحَوَّتٍ الرسالة من مَقالة 
فألفِث المقالَ مقال حقٌ وتحقيق لمن صدق انتحالة 
على أن المصتف يخر علم لهالعُلماء تشهد بالججَلالة 
فماقال الإمام قتى زياد فإنالحق فيه لامحالهة 
على تخريجهم فافهم كلامي فطل العلم لايخفي رِجَالَة 
ولولا أن للمكىيّ فضل سن كتباً يداه به وقالة 
كتابٍ في المناقب فيه عَدْلٌ وإنصافٌ يدل على الكَمالَه 


۹ 





لكنتٌ لما رأيت لسوء ظنّي بجهلي ماعرفتٌ من العدالة 
ولا أرضى لهينشي خلافاً لمن في العلم قد وَجَبَ اميثالة0» 
ولكتي سالك الله ري يمس علي فضلاً بالجمالّة 

© وفيها : في اليوم الثاني عشر من شوال توفي الشيخ الإمام » مفتي 
الأنام > علامة الزمان » مقدم الأعيان عبد السّلام بن شيخ الإسلام وجيه 
الدّين بن عبد الرّحمن بن عبد الكريم بن زياد" واحد علماء البلاد » وفاضلها 
باتفاق الحاضر والباد » أبو نصر عر الدّين . ولد سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة 
نشأ في حجر والده » وتغذى بدرٌ علومه وفوائده » فظهرت ألمعيته وبراعته › 
أقرت عين أبيه نجابته » تفقه بوالده كثيراً » ورأس على الأكابر صغيراً » ودرسَ 
وأفتى في حياة أبيه » وصنف مصنفات لا يستغني عنها فقيه » وكتب معاصر أبيه 
على فتاويه » وانفرد بعد والده بالإفتاء مع زحمة البلد بأئمة شتى » ودرس 
بالمدارس التي كان والده يدرس بها المذكورة في ترجمته » وكان من الولاية 
والعلم والفضل على جانب عظيم لا يجهل . 

قال العلامة الشاب الظريف الفاضل بركات ابن الفقيه سعادات العطارد 
رحمهما الله تعالى : رأيت له مراسلة كتبها لبعض أصحابه يقول فيها : رأيت 
النبي بل يبشرني بكذا وكذا » ولرّح بأمور ذكرها في الرّسالة المذكورة » ثم 
قال : ووالله لم قول فصل لڳ وما هو برل [الطارق : ]١5-1‏ انتهى . 

قال رحمّه الله ورضيّ عنه : رأيت ابن الرّفعة نجم الدّين في النّوم » فرأيته 
أوقفني على مسألة في « الوسيط » » فعقيب ذلك نزل بي سؤالٌ هو عين تلك 
المسألة » ولم يكن عندي نقل عليها غير مانبهني عليه ابن الرّفعة » 
فحمذت الله تعالى على ذلك . انتهى . 


. ٩ في (م) :2 ... امثاله‎ )1١ 
. ) 1556/6 (٩ و« معجم المؤلفين‎ › ) 0201-٠ ( › ضف ترجمته في « شذرات الذهب‎ 


A 


مؤلفاته إل وترضى عنه وأثنى على فضله ٠‏ وبالغ في تعظيمه والترحم عليه » 
كثرَ ذلك منه في مؤلفاته وفتاويه . وله « شرح على مولد السّيّد الحسين بن 
الصديق الأهدل » و« شرح لوداع ابن الجوزي » مات عنهما مسودين » وله 
كتاب سماه « تشنيف الأسماع بحكم الحركة في الذكر والسّماع » » وكتاب 
سماه « القول الثافع القويم لمن كان ذا قلب سليم » » وكتاب سماه « التحرير 
الواضح والإكمال في حكم الماء المطلق والمستعمل » » وكتاب سماه 
« المطالع الشمسية في الأجوبة السّنية ؛ » وهو مشتمل على فقه وحديث 
تقبل الله ذلك منه ورضي عنه . 

© وفيها : في ليلة الثلاثاء وقت السّحر توفي العالم الصّالح الولي الشهير 
العارف بالله تعالى علي المتقي بن حسام الدّين بن القاضي عبد الملك بن 
القاضي خان القرشي'' بمكة المشرفة بعد مجاورته بها مدة طويلة » ودُفن في 
صبح تلك الليلة » ومدفنه بالمعلاة بسفح جبل محاذ تربة الفُضيل بن عياض بين 
قبريهما الطريق المسلوك عند محل يقال له ناظر الجيش » وعمره سبعة وثمانون 
سنة » وقيل تسعون سنةٌ رحمه الله تعالى » وكان من العلماء العاملين وعباد الله 
الصالحين » على جانب عظيم من الورع والتقوى والاجتهاد في العبادة ورفض 
السّوى › وله مصنفات عديدة » وذكروا عنه أخباراً حميدة رحمه الله تعالى 
آمين . 

ومن مناقبه العظيمة أنه رأى النبي ية في المنام » وكانت ليلة جمعة وسبع 
وعشرين في شهر رمضان » فسأله عن أفضل الاس في زمانه » فقال له : 
أنت . قال : ثم من؟ فقال : محمد بن طاهر بالهند . ورأى تلميذه الشيخ عبد 
الوهاب أيضاً في تلك الليلة الي بي وسأله مثل ذلك » فقال له : شيخك » ثم 





() ترجمته في « شذرات الذهب 004/1٠١ (٩‏ ) و« أبجد العلوم » ( ۳/ 774-777 ) طبع وزارة 
الثقافة بدمشق و« كنز العمال )۷۸۸-۷۷1/١١ ( ٩‏ و« معجم المؤلفين ») )04/۷( 
وه الأعلام » ( 5094/4 ) . و« حركة التأليف باللغة العربية في الإقليم الشمالي الهندي » 
ص .)8١٠(‏ 





محمد بن طاهر بالهند » فجاء إلى الشيخ علي المتقي ليخبره بالرؤيا » فقال له 
قبل أن يتكلم : قد رأيت مثل الذي رأيت . 

وكان يبالغ في الرّياضة حتى ثقل عنه آنه كان يقول في آخر عمره : وددت 
أني لم أفعل ذلك » لما وجده من الصعف في جسده عند الكبر . 

قال الفاكهي : وكان لا يتناول من الطّعام إلا شيئاً يسيراً جداً على غاية من 
التقلل فيه بحيث. يستبعد من البشر الاقتصار على ذلك القدر » وما ذاك إلا 
لملكة حصلت له فيه وطول رياضة وصل بها إليه » حتى كان إذا زيد في غذائه 
المعتاد ولو قدر فولة لم يقدر على هضمه . قال : وكذا كان قليل الكلام جداً . 
قال غيره : وكان قليل المنام » مؤثراً للعزلة عن الأنام . 

قلت : وقد علمت أنَّ أصول التصوف فى الابتداء تدور على أربعة أشياء : 
قلة الطعام » وقلة الكلام » وقلة المنام » واعتزال الأنام . 


قال بعضهم : جُعلَ الخيرُ كلّه في بيت ومفتاحه الجوع » وجل الس كله 
في بيت ومفتاحه الشبع . وقال يحيى بن معاذ : لو كان الجوعٌ يُباع في السّوق 
لما كان ينبغي لطلاب الآخرة إذا دخلوا السّوق أن يشتروا غيره . وقال سهلٌ : 
ماصار الأبدال أبدالاً إلا بأربع خصال : إخماص البطون » والسّهر › 
والضّمت » والاعتزال عن النّاس . فقد قيل في صفة الأبدال : إن أكلهم فاقة › 
ونومهم غلبة » وكلامهم ضرورة . 

قلت : هذا وإن كان تقليل الغذاء مستحسناً عند القوم بالجملة » ولكنّه ليس 
بمقصود أصلي » ولعله يتولد من الإفراط آفات مخلة بالمقصود الأصلي › 
وإنما المقصود من التقليل كسر التفس وتقوية القلب وتبييضه » فإن الجوع 
يذيب شحم القلب ويقلل دمه فيبيضَ ويرق ويصفو فيستعد بصفائه لقبول نور 
الذكر وأنوار المعاملات الشرعية والواردات الغيبية » ثم تنعكس الأنوار من مرآة 
القلب إلى أرض التفس «وَأَشَرَتِ الأَرْضٌ بور ريا 4 [الزمر : 14] وتلاشت 
ظلمات صفات التفس » وانشق صدف ظلمة الشهوة عن درَّةِ المحبة » فإن 


Y۲ 





الشّهوة مطية المحبة » وهي المطلوب من الإنسان » وبها فاق على الملائكة 
المقربين وسجدوا له » فاقهم جداً . فالإمساك المحمود عن الطعام ما يكون 

IT 2 5 ۳ ٠. . :‏ 2 
محميا عن طرفي الإفراط والتفريط » كما قال تعالى #وَحكُاوا وأشْروا ولا شرفو 4 
[الأعراف : ]١‏ فالمحميٌ من الإفراط نصف رطل إلى رطل كل يوم » أو قريبٌ من 
هذا » فيزيد وينقص منه كل طائفة على قدر قوتهم وصحة مزاجهم . 

وكانت ولادته ببرهان فور" سنة ثمان وثمانين وثمانمائة » وقيل : خمس 
وثمانين وتمانمائة . ومۇلقاتە كثيرة نحو مائة مؤلف ما بين صغير وکبیر 
ومحاسنه جمّة ومناقبه ضخمة » وقد أفردها العلامة عبد القادر بن أحمد 
الفاكهي المكي في تأليف لطيف سماه : « القول النقى فى مناقب المتقى » ذكر 
فيه من سيرته الحميدة ورياضاته العظيمة ومجاهداته الشّاقة ما يبهر العقول . 
ولعَمْري ما أحسن قوله فيه حيث يقول : طابق اسم شيخنا علي ولقبه المتقي 
موضع علاه ومسماه . وقال في موضع آخر من الكتاب المذكور : ما اجتمع به 





)0( برهان فور من ( بلاد الدكن » بالهند ) « الأعلام (٩‏ 709/4) . 
2( أهمها المصنفات التالية : 

١‏ كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال » جمع فيه أهم مصادر الحديث التبوي فبلغت 
الأحاديث المودعة فيه ( 55174 ) حديثاً عليها مدار العمل في الغالب لدى المشتغلين بفن 
بعناية الشيخين الفاضلين بكري الحياني وصفوة السقا » وهي طبعة جيدة نافعة » وقام بإعداد 
فهارس شاملة لأطراف الأحاديث الواردة فيه الأستاذان الفاضلان نديم مرعشلي وأسامة 
مرعشلي › وصدرت في مجلدين كبيرين عن الشركة المتحدة للتوزيع بدمشق عام 
(1:0١ه).‏ 

١-1‏ مختصر كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال » وقد طبع قديماً على هامش « مسند 
الإمام أحمد بن حنبل » . 

۴ « المواهب العلية في الجمع بين الحكم القرآنية والحديثية »؛ وهو مخطوط لم ينشر 
بعد . 

 -4‏ نهج العمال في سنن الأقوال » وهو مخطوط لم ينشر بعد وتحتفظ مكتبة الرياض 
بنسخة منه تحت رقم ( د١٠٠٠‏ ) . قاله العلامة الزركلى . 


YY 


أحد من العارفين أو العلماء العاملين أو اجتمع هو عليهم إلا وأثنوا عليه ثناء 
بليغاً كشيخنا تاج العارفين أبي الحسن البكري > وشيخنا الفقيه العارف الرّاهد 
الوجيه العمودي » وشيخنا إمام الحرمين الشهاب ابن حجر الشافعي › 
وصاحبنا فقيه مصر شمس الدّين الرّملي”“ الأنصاري » وشيخنا فصيح علماء 
عصره شمس [الدين](؟ البكري » ولكلّ من هؤلاء الجلة عندي ما دل على 
كمال مدحة شيخنا المتقي بحسن استقامته والاستقامة أجل كرامة”" » وقول 
كل من هؤلاء معتمد!؟؟ في شهادته : [من الوافر]: 

إذا قالَتُ. حذام فصدّقوها فإِنالقولَ ماقالت حَذام 


قال : ومن ثم اشتهر بإقليم مكة المشرفة أشهر من قفا » وصار يقصده وفود 
بيت الله كما يقصد المشعر الحرام والصفا » حتى بلغ صيته لسلطان الإسلام 
المرحوم المقدس سليمان بعد أن كان يفرغ على يديه بل قدميه ماء الطهارة 
محمود أعظم سلاطين الهند اعتقاداً فيما له من شأن قال : وشهرته في الهند 
وجهاتها أضعاف شهرته بمكة كما لا يحتاج في ذلك إلى إقامة برهان . قال : 
ومن مناقبه أن بعض أصحابه رأى النبي ب في المنام في حياة الشَّيخْ علي › 
وكانت الرؤيا بمكة المشرفة قائلاً : يا رسول الله بماذا تأمرني حتى أفعله؟ 
قال : تابع الشيخ علي المتقي فما فعل افعله . انتهى 

قلت : وفي هذا أدل دليل على أن الشَّخَ علي المتقي نفعنا الله ببركاته كان 
له التصيب الأوفر من متابعته بي » ولذا خضّه بل بالذّكر دون غيره من أهل 
زمانه » وأمر الرائي بملاحظة أفعاله ومتابعته فيها إلى غير ذلك من الإشارات 


. » الرالي‎ ١ تحوّفت الكلمة في ( م ) إلى‎ )١( 

(۲) ما بين الحاصرتين سقط من ( ط ) . 

)۳( في ( ط ) : « كرمة » تحريف » وصوابه في ( م ) . 

2( في ( ط ) ١:‏ معتمدي ٩‏ . 

ف البيت للجيم بين صعب » وقيل : سحيم بن صعب . وهو من الشواهد النحوية . 


٤ 





كتسميته شيخاً » وكان الشيخ أبو إسحاق الشّيرازي نفعنا الله ببركاته يفتخر بمنام 
نبويٌ فيه تسمية النبي ية له شيخاً . 


قلت : ورأيت في بعض التعاليق رسالة من إملاء الشَّيِخْ نفع الله ببركاته 
تشتمل على نبذة من أحواله التي لا تتلقى إل عنه كالمشيرة20 إلى كمال مبدأه 
ومآله » فرأيت أن أذكر منها هنا ما دعت إليه الحاجة » قال : 

بسم الله الرحمن الرحيم » الحمد لله رب العالمين » والصّلاة والسّلام على 
سيدنا محمَّدٍ وآله وصحبه أجمعين . أما بعد : فيقول الفقير إلى الله تعالى 
علي بن حسام الدّين الشّهير بالمتقي : إنه خطر في خاطري أن أبيّن للأصحاب 
من أول أمري إلى آخره » فاعلموا رحمكم الله أن الفقير لما وصل عمري إلى 
ثمان سنين جاء في خاطر والدي رحمه الله أن يجعلني مريداً لحضرة الشيخ 
باجن قدس [الله]1"' سره » فجعلني مريداً . وكان طريقه طريق السّماع » وأهل 
الذوق والأفاء » فبايعني على طريق المشايخ الصوفية » وأخذت عنه وأنا ابن 
ثمان سنين » ولقنني الذكر الشّيخَ عبد الحكيم , بن الشيخ باجن قدس سره » 
وكنت في بداية أمري أكتسب بصنعة الكتابة لقوتي وقوت عيالي » وسافرت 
البلدان » فلما وصلت إلى امان" صحبت الشّيخ حسام الدّين » وكان طريقه 
طريق المتقين » فصحبته ما شاء الله » ثم لما وصلت مكة المشرفة > وصحبت 
الشيخ أبا الحسن البكري الصديقي قدس الله سره » وكان له طريق التعلم 


3 


والتعليم » وكان شيخاً عارفاً كاملاً في الفقه والتصوف ٠‏ فصحبته ما شاء الله » 
ولقنني الذكر » وحصل لي من هذين الشيخين الجليلين عليهما الوّحمة 
والغفران من الفوائد العلمية والذَّوقية التي تتعلق بعلوم الصُوفية » فصنفت بعد 





)1( في ( م ) : « كالمشيريت » تحريف › وصوابه في ( ط ) . 

(۲) ما بين الحاصرتين زيادة في ( ط ) . 

)۳( امان : ذكرها ياقوت في « معجم البلدان » ( 189/6 ) قال « بالضم » وسكون اللام » 
وتاء مثناة من فوقها » وآخره نون » وأكثر ما يُكتب مولتان › بالواو : هي مدينة من نواحي 
الهند قرب غزنة أهلها مسلمون منذ قديم ٠‏ . 


6 


ذلك كتباً ورسائل » وأول رسالة صنفتها في الطريق إلى الله سميتها « تبيين 
الطّرق إلى الله تعالى » وآخر رسالة صنفتها سميتها « غاية الكمال في بيان أفضل 
الأعمال » » فمن كان من الطّلبة حصل منهما رسالة ينبغي له أن يحصل الأخرى 
ليلازم بينهما في القصد . انتهى . 

قلت : وبالجملة : فما كان هذا الر جل إلا من حسنات الدهر وخاتمة أهل 
الورع ومفاخر الهند » وشهرته تغني عن ترجمته » وتعظيمه في القلوب يغني 
عن مدحه . 

© وفيها : غرق مركب بالهند في خور كنباته > كان فيه عشرة من السادة آل 
با علوي » فكانوا من جملة من غرق » وحصلت لهم الشّهادة بسبب ذلك 
رحمهم الله . 





سنة ست وسبعين بعد التسعمائة 


© وفي يوم الائنين آخر الثهار ثامن شهر صفر سنة ست وسبعين توفي الولي 
الشهير شيخ بن الشيخ عبد الله بن الشيخ علي بن أبي بكر با علوي بتريم » ودفن 
يوم الثلاثاء . 

وحُكِي أنه كان ببر سعد الدّين في مجلس ٠‏ فكان يأتي إلى ذلك المجلس 
رجل في زي سائل أو مجنون ويشتمه من بين الجماعة من غير موجب لذلك ولا 
سبق معرفة بينه وبينه » وكأنه كان والله أعلم ‏ يريد اختباره وينظر صبره على 
المكروه واحتماله للأذى » وتكرر منه ذلك » وربما أراد الحاضرون أن يقعوا 
فيه فيمنعهم الشريف من ذلك . فلما كان في بعض الأيام قال له : تعال إلى 
الموضع الفلاني واصحب معك دواة وقلماً وموسى » ففعل ما أمره ووجده 
هناك وحده . فقال له : هات الموسى نري نذبحك بها » فأعطاه إِيّاها 
مستسلماً » ثم طلب منه الذواة والقلم وعلمه الوفقّ الثلاثي وأراه وضعه » 
وعلمه اسم الله الأعظم » ثم ذهب ذلك الرّجل ولم يُر بعد ذلك » فصار 
الشريف إلى ما صار إليه من التصريف بعد ذلك . 

وأخبرني بعض الثقات قال : بينما أنا أسيرُ معه بتريم إذ أخذ من ورق بعض 
الأشجار وأكل منه وأعطاني » فإذا هوورق القات”'2 » وهو لا يوجد 
بحضرموت أصلاً . 

© وفيها : توفي العلامة الشهير الشيخ عبد العزيز الرَمْرّمي" المكي » وقد 





)000( جاء في « المعجم الوسيط »( ۲/ 7940 ) ما نصه : ١‏ القات : نبات من الفصيلة السلسترية » 
يزرع لأوراقه التي تمضغ خضراء ٠‏ قليله منبّه وكثيره مخدّر » موطنه الحبشة » ويزرع بكثرة 
في اليمن » ويسمى : شاي العرب © . 

(؟) ترجمته في « شذرات الذهب 008/٠١ (٩‏ ) . 


EY 





ر 


طبق بعض الفضلاء تاريخ ذلك العام بعدد حروف « بجنان الخُلَدٍ قَذ أَصْبَحْ » ثم 
نظم ذلك التاريخ في بيتين فقال : [من المديد]: 
إن من أجرى الدُموع على عزريِين اله قد أفلخ 
قد أتى تاريخه ضَبْطاً « بجنانِ الخُلدٍ قذ أصبخ » 
وكان مولده سنة تسعمائة » وكان من أعيان علماء مكة وفضلائها وأكابرها 
ورؤسائها . وله قصيدتان عظيمتان في مدح التبي كَل أجاد فيهما كلَّ الإجادة . 
إحداهما عارض فيها البردة وسماها ١‏ الفتح التام في مدح خير الأنام » . 
المرسلين » » وحيث كانت أم القرى مرفوعة والقيراطية مكسورة جعل قصيدته 
مفتوحة » وما أحسن قوله فيها مشيراً إلى ذلك مع التّورية بمزيد التواضع 
والاعتراف بالقصور عن تلك المسالك : [من الخفيف]: 
فار بالرّفع مُقلقٌ لك وَشَا كيف ترقى وأفحم الشعراءً 
وبخفض الجَنانٍ جوزي منشي ذكرالملتقى جزء وَفاءً 
وبالجملة : فإنه کان أوحد الفضلاء » وبقية العلماء » حسن الشعر 
والإنشاء » وفيه يقول الشيخ الكبيدُ والولي الشهير العارف بالله تعالى جمال 
الدذين محمد بن أبي الحسن البكري الصديقى من أبيات [من البسيط]: 
أجل جيرانٍ بيت الله قاطبة علماً إذا وصفوا في مكّة العُلمَا 
وله فيه أيضاً : [من البسيط]: 
أنتَ الذي بصفات الفَضل أجمعهًا فى بلدةالله أولى سائر العُلَما 
فليهنَ مكة بل وليهن ساكنها وليهن أبطحها والبيت والحَرّما 
ومن شعره الحسن أبيات الفرج التي استغاتٌ فيها بصاحب الخلق الحسن 
سيّد المرسلين ورسول رب العالمين وهي هذه : [من الرمل]: 


E۸ 








يا رس ول اللم عل بالقرج 
يا رسول الله في جاهِكٌَ لي 
قسَماًبالله مالاةًامروٌ 
أنت شمسُ الكونٍ والهادي الذي 
أنت للرسل طراز مغلم 
كل وصفي في معاليك انطَوّى 
بضيًا السشّؤدد والفخر انتهى 
طيّبُ الأعراق مافاح له 
أبلجٌ إن لاح في جنح الأجى 
وسِعَثْ أخلاقه الخَلّقَّ فلم 
كرما يعفو عن الجاني الذي 
ورماه الغييٌ والجهمل على 
قدمته الؤسل في مرقفها 
وارتقى السّبع السّملوات إلى 
وله شفاعة القضل لذا 
وجهة حجّتنا البيضاء ء في 
ياوجية الوجه طالث عربتي 
إن يَطْلْ هذا المدى يَفُصر في 
كم جَرَغنا كأس هَمٌ مُترعاً 
خطوه9” و في البَرٌ والبَخْرٍ معا 





)0غ( في (م) ١:‏ 
(۲( في ( ط ) : ١‏ مُلنث. 
)۳( في ( م ) : « خطرة. . 


قد توالى الكرْب واشتد الك 
بك في حطسب رجا إلا انبج 
ملاأث" مله اليا بلج 
بسنى الور الإلهي انسح 
كل لفظ في معانيك اندرج 
عرق إلا فا طيب الأرج 
من رأى حسن محيّاه ابتهسج 
خلت من لألائه الصَّبح انبلج 
سد عنه ذه كل الففرج 
ساحل البَخرٍ وفي البحر وَلَجْ 
ليلة الإسرا فصلى ورج 
قاب قَوْسيْن وفي الأنوار رج 
قامه المحمودٌ في أعلى كَرَجْ 
يوم تأتي الناس فيه بِالحُجَجْ 
أمد العُمْرٍ وأقفو من كَرَجْ 
خمر خوفي بأذى البرد امتزخ 


و 
وسرّى بين لوج ولجحج 


. . أشد الحرج ٩‏ وبه يكسر الوزن > وصوابه في ( ط ) . 
٠: ٠.‏ © وصوابه في( م) ٠‏ 





في وحسولم وجبال شخ 

قطن الج بها فهو الذي 
فة قد بَعُْدث شقّتها 
أين أرض الرّوم من أم القّرّى 
قربا في دار قوم عام 
عَقُّمَ الكَرْبْ ولكن نرتجي 
قذتوسلنا إلى الله به 
شزَة آدمٌ قدماسنّها 
ياأعر العُزْب يامَنْ بابه 
نسأل الله يجلي مابنا 
ياإلهي بالتَيٌ المُضطفى 
إطو بد السَيْرٍِ عَناسيّدي 
وأيِلْ كل امرىء ماقدتورَّى 
واجبر المَكسُورَ بالعود إلى 
رت قربنا إلى أوطاننا 
رت واجعلنا بجاه المصطفى 
نحن جيرانك والجارٌ له 
أنت أوصيت على الجَّارٍ فلا 
إن ركبنا الذنبَ نجهل ما سوى 
فاعف عنامامضى واغَفِر لنا 


20( في ( م ) : ١‏ فتلت . 


.. »وفى( ط)١‏ ذّت.. 


ت التُفْن عليه ولغ 
قن" قا ق یا ر 
جادّها صؤب من الوسمي تج 
عربئ الدَارٍ من بعض الهمج 
بلسان عربيٌّ ذي عوج 
برس ول الل ي اتيك ا القَرَج 
ولجا كل لمولاه ولخ 
قط من سائل رفد ماارتتح 
حل من كرب شديد وَحَرَج 
واجعل العْقّبى سروراً وفرَجْ 
واطفب حرا بين جنب اعتلج 
فلنار الُعد في الأحشاوهجٌ 
ني حمى يتك لااتخشى کی 
ا 
عوك اللّهم : في الس اتاخ 
توبة شد التقى منها السرج 


. ؛ وكلاهما تحريف . 


واختم الأعمارٌ بِالخْيِرٍ فقد ذهبث في اللهو منهنّ حجَجْ 
وصللاة وسلام منهما. أرج المسك على الهادي ققخ 
وعلى أصحابه والآلٍ ما أوب الورّكبٌ إليه أو دلخ 
ومنه هذا التخميس على أبيات العارف الشيخ علي وفا : [من الكامل]: 
يا رث باللطف الخفيٌ لنا تدارك 
وارحم ضعافاً جاوروا بيتك ودارَكٌ 
نادوك حين الكَوْب لازمهم ودارك 
ذو الجاه يحمي جارّه فاحمي جوارَكٌ لا تتركن في قبضة الأسواء”'2 جارك 
جار بسؤح فنا دام لولة 
لم يخش ضيّماً في جماك يهوله 
لِم لا وآنت يِن الهوان كفيله 
حاشا جنابك أن يضام تيده حاشا مهابك أن يهاب من استجارك 
بالحزب آذننازمان قدعدا 
ولنافوارسه أعوارصدا 
أعداؤنا صَالوا وشرّهميّدا 
أنصر فواغوثاه قد عدت العدا لا قابلت فرسان نصرهم انتصارك 
أرجاء ساحتك التي تسع الملا 
تركت ضيافة من إليها أقبَلا 
من ضبق عيش سره فيها علا 
ياآمراً بكرامة الأضياف لا تهمل ضيافة ضيف مضيفك المبادك7© 





(1) في( ط) ٠:‏ .. الأسرى. . ٩‏ وبه يكسر الوزن » وصوابه في ( م ) . 
(؟) في ( م )« شعره ٩‏ . 
(۴) الشطر الثاني مكسور في ( م ) و( ط ) . 


١ 





إني عجزت عن احتيال مُنقذي 
من خؤف أمراض بها قلبي غذي 
فطرقت بابك طرقة المتعوّذ 
فامنن بأمْنِ العاجزٍ الوّجل الذي قَدَامَ بابك سائلاً يرجو اقتدارَكً 
برذ بعفوك حر لاعج لحزقتي 
أبدل بتوفير الإنابة وجهتي 
إني صرفت لقصد بابك وجهتي 
باب إذاماأتئهذولوع» هدّى لواعجه وجلله وقارك 
أنت الذي في الججود ليس كمثله 
أي افتقارك أختشي”“ من كله 
وغناك يا ذا الفضل واكف وبل“ 
من أمّه نادت هألسن فضله أهلاً وسهلاً قد كفيناك افتقارك 
وكانت له جاريتان إحداهما اسمها غزال » والأخرى دام السرور » فاتفق 
أنه باعهما ثم ندم على ذلك فقال : [من الوافر]: 
بجاريتيّ كنت قريرٌ عيْنٍ وأفق مسرتي بهمامنيرٌ 
فنَفَّرَ صزف أيّامي غزالي فلادامت ولا دام السَرورٌ 
© وفيها : كانت ولادة أخي محمد فضل الله بأحمد آباد » وتاريخ ذلك العام 
بعدد حروف « فضل الله » وهذا من غريب الاتفاق » وهذا التاريخ للوالد رحمه الله › 
ونظمه الأديب الفاضل عبد اللطيف المنشي في أبيات فقال : [من الطويل]: 
بدا كوكبٌ من أفق عرٌ وسؤدد به يشرالك الأماني كماتشا 
وزاهت به الدّنيا وعاد لأهلها نشاطاً كمن عاطى الجُدامة وانتشى 


. في(م)2.. ذو لوعسر... . »وهوتحريف‎ )١( 
. ) في ( ط ) : « . . خشى. . » وبه يُكسر الوزن » وما أثبتناه في ( م‎ (۲) 
. ) ويله. . » تصحيف وصوابه في ( م‎ .. ١ : ) في ( ط‎ (۳) 


Ai 





ولا غعَروّمنهإنهخيه , بضعة 
ومن عجب أن جاء عام ظهوره 
وهذا هو الحظٌ العظيم بلا مرا 


لخير عباد الله إن قام أو مَشى ‏ 
لقد وافق الاسم الشريف بلا غشا 
وذلك فضل الله يؤتيه من يَشا 


وكانت وفاته سابع جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وتسعمائة في حياة 
الوالد » وهو ابن سنتين وأربعة أشهر ٠‏ ودفنه الوالد داخل البيت » ثم ن سيّدي 
الوالد دفن إلى جنبه » وبنيت القبةٌ عليهما بعد ذلك . وسمعت الشيخ العلامة 
حميد بن عبد الله السّندي رحمه الله يقول : قلت للشيخ : لم اخترتم دفنه في 
البيت؟ فقال : لنا في هذا قصد » فلما توفي الشيخ ودفن هناك ظهر لي ما كان 
أشار إليه . وأخبرني بعض الثقات عن الشيخ العلامة عبد المعطي با كثير أنه 
قال : وجدت في حال الغسل حركة » فأخبؤتٌ والده فقال : امض على حالك 
ولاعليك ممارأيت ْ 


© وفيها : كانت ولادة الوزير العادل ميرزا شمس الدين » فقلت مادحاً 


لجنابه الشريف ومضمناً هذا التاريخ اللطيف وهو من [الطويل]: 


أبو الفتح شمسسٌ الدّين كهف ومقصد 
به نصر الشرع الشريف وأهله 
فأيَامُّه في الدّهر غرة وجهه 
وتدبيره للمُلكٍِ دل بأنه 
له سيرةٌ بالعدل والخير والتَقّى 
له المولدٌ الأسنى يظهّر فضله 
وذلك فضل الله يؤتيه من يشا 
بهاخصدالله المهيمنٌ رته 
فبشرى من الله العزيز بنضره 


به حوزةالإسلام حازت لمنعةٍ 


ء م ابه 
ومعروفه يسذى لأهل المروءة 
فمن مثله قد نال تلك القضيلة 
به جات الڌنيا على حين قَدرَة 
له الحمدٌ مني ثم شكري ومدحتي 


وكان قد ولي أحمد آباد مده من الزّمان , ثم فصل عنها وحصل بعده 
ما حصل من الظّلم والطغيان فقلت في ذلك : 


رأيتٌ البلاد وقد علاها كسوفٌ 
قالت غاب نوري مُذ فَقَدتٌ عَدله 


فقلت عهدي بك وأنت ذاٿ“ شمسي 


فإن تعد إلى شمسي أكون كأمسي 


: قلت : وعلى ذكر موافقة التاريخ الاسم كان ولد لي ولد في سنة خمس بعد 


۰ فين » وجعل تاريخ ذلك العام صاحبنا 


الشيخ العلامة شهاب الدين أحمد بن علي البسكري « بدا تاج العارفينا » ثم 


نظمه في أبيات فقال رح الله : [من الوافر]: 


بدا عبد اللطيف يكل طف 
بدا فأضاالوجود له بحىّ 


5-7 الكل ا ه سروراً 


ااا مانا 


وأسأل من إله العَوْش قضلا 


ويحميه من الأعداء دوماً 
بحلكقٌ محمد والآل را 
وتاريخ له بدءاً وختماً 


فعاينه بفضل منك واسأل 


تراه جاء في ذا اللفظ طبقاً 


ولي الله فاعلمه يقينا 
يعم بهالأقارب والبّنيبيا 
وأشرق نوره في العّالمينا 
وخصّ الأهل ثم الوالدينا 
إلى رأس الوُؤوس على روينا 
وأنور وجهه الزاهي المبينا 
بأن ينشيه نشو الصّالحينا 
ويحفظله ويجعله مكينا 
وكل الأوليا والمُزسليسا 
أنى يا صاح في نظمي مُبينا 
من المولى الدّعاء له مُعينا 
وها هو القطب « تاج العارفينا ») 


وتوفي في شهر ذي القعدة سنة ست بعد ألف » وعمره نحو سنة وشهرين › 
فإنه ولد في رمضان من السّنة التي قبلها » ومات في هذا التاريخ فليعلم » وقبره 


داخل قبة سيّدي الوالد . 


)1( في ( م ) « ...ذا 


.. وما أثبتناه في ( ط ) . 


سنة سبع وسبعين بعد التسعمائة 


© وفي آخر شعبان سنة سبع وسبعين توفي السّلطان الأعظم والملك الأكرم 
السَلطان بد بن السّلطان عبد الله بن الشلطان جعفر الكثيري“ سلطان 
حضرموت » وكان مولده سنة اثنتين وتسعمائة وولي السّلطنة وهو شاب » 
وكان حسنّ الأخلاق » جواداً » كثيرٌ الإنفاق » وافرَ العقل » ظاهرٌ الفضل › 
عريق الرّئاسة » حسنّ السّياسة » طيّب السّيرة » جميلٌ الصّورة » حى كان كما 
قال بعض الفضلاء : كان كاسمه بدراً منيراً أينما طلع سطع ٠‏ وغيثاً غزيراً كيف 
ما وقع نفع » وكان في زمنه بدر الصدور وصدر البدور » وكان لطيف المعاشرة 
ظريف المحاضرة [شجاعاً]"“ مقداماً وهزبراً ضرغاماً » فكم اباد أحزاب 
الضلال ومزقها » وكم أزال فرق الفساد وفرقها » وكان محظوظاً جداً حتى كان 
لا يقصد باباً مغلقاً إلا انفتح ٠‏ ولا يقدم على أمر مبهم إلا اتضح » ولا يتوجه 
إلى مطلب إلا نجح » وهو الذي دار" البلاد وخضعَت له العباد » وأول من 
أظهر بحضرموت هيبة الملك بسعده » وأسس قواعد السّلطنة ومهدها لمن 
بعده » وطالت دولته حتى لم يعلم أن أحداً من السّلاطين مكتٌ في الملك هذه 
المدة . 

وكان يقال : إن ثلاثةً من السّلاطين كانوا في عصر واحد » وكانوا متقاربين 
في السن والولاية » وكانوا رزقوا السّعد والإقبال وطالت أيَامٌ ملكهم : أحدهم 
صاحب الترجمة هذا » والثاني الشّريف أبو نمي بن بركات » والثالث السّلطان 
سليمان صاحب الرٌّوم . 





.)055١/٠١ (» شذرات الذهب‎ ١ ترجمته في‎ )1١( 
. ) لم ترد الكلمة في ( ط ) » وأثبتناها عن( م‎ )۲( 
في( ط)« دان).‎ )۳( 





وحُكي أن جماعة نالوا من السّلطان بدر بحضور بعض الصّلحاء الكبار من 
السّادة آل با علوي فنهاهم عن ذلك وقال : هو خير من الأروام وما يروى من 
ذلك عنهم . ولولاه ما سلمت حضرموت منهم ولاستحلوا الحرام » وظلموا 
الأنام . وكان ذلك الصّالح يدعو بطول بقاء السلطان المذكور » وكانوا يرون أنه 
حاء”'2 له بحاله المشهور » فما حصل عليه ما حصل من سابق المقدور › إلا 


وقد مدحه بعض العلماء الأعلام بهذه القصيدة البديعة وهي : [من الطويل]: 


أشجّبُ لكن بالمّفاخر والمَجْدٍ 
ولي طَربُ لكن إلى حضرة العُلا 
إلى حضرة العليا إلى مُنتهى المُنى 
إلى الطاهر الأزكى إلى عَلَّمِ الهُدى 
إلى الأمجدٍ المولى إلى ملك الوّرى 
إلى علم الأجواد صفوة جعفر 
فمدح ابن عبد الله أولى فإنه 
أخو همم جاوزن أبعدّ غايةَ 
فما جعفر ماالمستعين ووائق 
وما الملك المنصور والمكتفى وما ال 
وماقاهرماقائم متوكل 
وما طاهرٌ مسترشد ثم راش 


. » أنه حامياً‎ ٥) في ( م )و( ط‎ )١( 


ولي صَبُوةٌ لكن إلى مطلع”''' السَعْدٍ 
ولي ظماً لكن إلى الكوؤثر العَدُ 
إلى المَفْعَدٍ الأشنى إلى جنّة الحُلدٍ 
إلى العْرْوَةٍ الؤثقى إلى الجؤهر الفْرْدٍ 
إلى مَنبع الحُسنى إلى الأسّل الورد 
وذي السب الوضاح والحظّ والجدٌ 
أبي عمّر المعطي المطهمة الجَرْدٍ 
هو الملك الشهم السّبوق إلى الجدّ 
وجزم وحزم يغنيانٍ عن الحَشْدٍ 
ومستنصر والمستضيء وما المهدي 
أمين وما المأمون ما صاحب الرَشْدٍ 
وما المقتفي في ساعة البَّذلٍ والرّفدٍ 
ومستعصم بالله في الحلّ والعقدٍ 
وما الحاكم المعروف في الناس بالقضدٍ 
بدرٌ وبدر الملك واسطة العِقَّدٍ 


)۲( في( ط) ١:‏ . . إلى طالع » وكلا الروايتين صحيح . 


حَوى كل فصل مجمل ومفصل 
فطاعته فرضيٌ و صحبتة غِنّى 
فسبحان من أعطاه ملكاً على الورى 


فلا زلت مَخروساً وقذرك سامياً 


وهذا الذي أبديت معشار ما عندي 
مجانبته حَرْب وخصمته تردي 
وألزمهم في أمره خدمة العَبْدٍ 
ومُلكك محفوظاً وعيشك في رَعْدٍ 


وصيتك مَنشوراً وعَدلك شاملا 
يساعدك المَقدور فيما تريده 


وجودك مبسوطاً على الشَّام والهنْدٍ 
وتخدمك الأملاك في القَرب والبُعْدٍ 


ثم تولى بعده ولده السّلطان عبد الله » وهو الذي قبض على أبيه وحجر عليه 
حتى مات » وغلب على الملك ووثب على السّلطنة » وكان رأى بعض 
الصالحين في المنام رؤيا حاصلها : أنه رأى أربعة من الصّالحين عرف منهم 
ادي لشو الشيخ محمد ب وزی كل متهم قد مسك ركنا وقالا :ريد نولي 
عبد الله » فلم تمض بعد ذلك إلا مدةٌ يسيرة » وهجم المشار إليه على أبيه 
واستولى على الملك ٠‏ وذلك دليل على ما روي أن لا يقوم سلطان في هذا 
العالم عالم الشهادة إلا بعد أن ينصبه أولياء الله تعالى بإذن الله تعالى في عالم 
الغيب . وكان حسنّ الاعتقاد في الأولياء والصالحين » محباً للفقراء 
والمساكين رحمه الله . 


وتولى بعده ولده السّلطان جعفر » ولم تطل أيامه ومات مقتولاً في سنة 

ثم تولى بعده عمه السّلطان العادل والملك الكامل السّلطان عمر بن 
السَلطان بدر سلطان العصر وأعجوبة الدهر » جم الفضائل » حسنٌ الشّمائل »› 
وافر العقل › ٠‏ كثير العدل » ذو سيرة مرضية في الرّعية » وسلوك حسن مع سائر 
البرية » حسن السياسة > صادق الفراسة » صاحب أخلاقٍ ألطف من التسيم 
وأبهج من الذّر النظيم , ٠‏ قلّ أن ورد عليه أحد من الغرباء ! إلا وصدر يثني عليه 
اام الجميل » أو وفد إلى ساحته بعض الفضلاء إلا وانصرف يشكر ما أسداه 
ليه من البر الجزيل 3من الطويل]: 


EY 


وسعتٌ الوّرى حلماً وبشراً بهيبةٍ 
بصدر رحيب واسع قد وسعتهم 
دماثة أخلاق عطيَةٌ خالتي 
جمعتت خصالاً يا ابن بدر حميدة 


حياءً ومعروفاً وجوداً بشاشة 


ووفرك مبذولٌ وعزضك سال 
وبذلك للمعروف والثغر باسم 
وجوداً حكاه الوابل المُتراكم 
رحيم كريم أصله مُتقادم 


فالله تعالى يمتع المسلمين ببقاء ذاته الطاهرة ٠‏ ويديم أيام دولته الزاهرة 
آمين . وأمه أم ولد حبشية . ولا يفهم من هذا أن مثل هذا نقيصة في جلالة قدره 
الرّفيع » وعلو شأنه الشامخ المنيع . 

وحكيّ أن هشام بن عبد الملك قال لزيد بن علي بن الحسين رضوان الله 
عليهم أجمعين : بلغني أنك تريد الخلافة ولا تصلح لها لأنك ابن أمة . فقال له 
زيد رضي الله عنه : إن الأمهاتٍ لا يضعن شيئاً من الأبناء > وليس أحد أولى 
بالله ولا أرفع منزلة عنده من نبي بعثه » وقد كان إسماعيل عليه اأسلام من خير 
الأنبياء »> وولد محمداً خيرهم › وكان ابن أمة وأخوه ابر حرة مثلك › 
فاختاره الله عليه فأخرج منه خير البشر » وأم إسحاق سارة » نمن ولده القردة 
والخنازير » وما على أحد جدّه رسول الله يكل ما كانت أمه . فخجل هشام . 

[ذكر المبرد في « الكامل » قال : يروى عن رجل من قريش لم يسم لنا 
قال : كنت أجالس سعيد بن المسيب » فقال لي يوماً : من أخوالك؟ فقلت : 
إن أمي فتاة » قال : فكأني نقصت من عينه » قال : فأمهلت عليه حتى دخل 
عليه سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخرج من عنده » 
فقلت له : يا أبا عبد الله من هذا؟ فقال سبحان الله تجهل مثل هذا من قومك! 
هذا سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه » قلت : فمن أمه؟ قال : فتاة . ثم 
أتى القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه » فجلس عنده » ثم نهض › 


. في ( ط ) الروي مكسور › وهو خطأ  كما لا يخفى  والصواب ما أثبتناه‎ )١( 


۸ 


فقلت له : يا أبا عبد الله من هذا؟ قال : ما أعجب أمرك أتجهل مثل هذا من 
قومك ؟! هذا القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه » قلت : فمن أمه ؟ 
قال : فتاة . وأتاه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ٠‏ فقلت له : يا أبا 
عبد الله من هذا؟ قال : الذي لايسع مسلماً أن يجهله » هذا علي بن 
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه . قلت : فمن أمه؟ قال : فتاة » 
قلت : يا أبا عبد الله » ني رأيتني نقصت في عينك لما علمت أني لأ ولد ء 
فما لي في هؤلاء أسوة ؟ قال : فجللت في عينه جداً]“ . 

وتزوج زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه أمة له أعتقها » فلامه 
عبد الملك على ذلك وكتب إليه : أمّا بعد » فإنه بلغني عنك أنك أعتقت أمتك 
وتزوجتها » وقد كان لك في أكفائك من قريش ما تستكرم به في الصهر ٠ ١‏ فلم 
تنظر لنفسك ولا لولدك ونكحت في اللؤم . 

فكتب إليه : أما بعد » فإني أعتقتها بكتاب الله » وارتجعتها بسنة 
رسول الله كل وإنه ما فرق رسول الله ية من تقي لأحد في مجد ء إِنَّ الله قد 
رفع بالإسلام الخسيسة » وأتم التقيصة» وأكرم به من اللؤم » فلا عار على 
مسلم » هذا رسول الله ييه تزوج أمته وامرأة عبده . فقال عبد الملك : إن 
علي بن الحسين تشرف من حيث يتضع الاس . 

ومن غريب الاتفاق أن ثلاثةٌ سادوا الأنام في زمانهم » وانفرد كل منهم 
بالفضل الظاهر » والعقل الباهر » ومزيد الصّلاح ٠‏ والهمة العالية » والسّيرة 
الحميدة » والذكاء العجيب » والفهم الغريب ٠»‏ والتظم الحسن » والإنشاء 
البديع » وكانت أم كل منهم أم ولد حبشية . 

أما أحدهم : فالشريف الفاضل الصَالح وجيه الدّين عبد الرحمن بن أحمد 
البيض با علوي » وكانت وفاته بالشّحر سادس جمادى الأولى سنة إحدى بعد 
الألف . والثاني : صاحبنا الشّيخ العلامة أحمد بن العلامة علي البسكري 





)0( هذا الخبر برمته سقط من ( ط ) وما أثبتناه عن ( م ) : 


۳4 





المكي ثم المغربي المالكي . وسيأتي ذكره في ترجمة صاحبه الشيخ محمد بن 
عبد الحق المالكي . والثالث : الشيخ الرّئيس ذو الكرم الجمّ والفضل الكثير 
جمال الدّين محمد بن الشيخ الشهير عبد اللطيف المكي الحنفي الشهير 
بمخدوم زاده » أبقاه الله تعالى . 

قلت : وكذلك كانت أم أخي السّيد محمد مصطفى الذي ينوه سيّدي الوالد 
بذكره ويشير إليه كثيراً أم ولد حبشية واسمها نور الصّباح » وكانت وفاته في يوم 
السبت ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين وتسعمائة « بسورت » 
وعليه قبةٌ ومزارٌ » وكان مولده في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان سنة سبع 
وستین . 

وكانت أم أخي اليد محمد فضل الله المولود في المحرم سنة ست 
وسبعين وتسعمائة » والمتوفى في سابع جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين 
وتسعمائة أم ولد هندية » وكانت من الصّالحات العابدات » وكانت تقرأ 
القرآن العظيم » توفيت يوم الاثنين ثاني شهر شعبان سنة اثنتي عشرة بعد 
الألف رحمها الله . 

ويقرب من هذا ما ذكره ابن الصلاح رحمه الله في رحلته قال : روينا عن 
الزُهري أنه قال : « قدمت على عبد الملك بن مروان فقال : من أين قدمت 
يا زُهري؟ قلت من مكة . قال : فمن خلفت بها يسود أهلها؟ قال : قلت : 
عطاءٌ بن أبي رباح . قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قلت : من الموالي . 
قال : فم سادهم؟ قلت : بالدّيانة والرّواية . قال : إن أهل الدّيانة والرواية 
ينبغي أن يسودوا التاس؟ قلت : نعم . قال : فمن يسود أهل اليمن؟ قال 
قلت : طاووس بن كيسان . قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قلت : من 
الموالي . قال : فبم سادهم؟ قلت بما سادهم به عطاء . قال : من كان كذلك 
ينبغي أن يسود النّاس؟ قلْتٌ : نعم . قال : فمن يسود أهلّ مصر؟ قلت : 
يزيد بن أبي حبيب : قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قلت : من الموالي . 
فقال : كما قال في الأولين معه . قال : فمن يسود أهلّ الشام؟ قلت : مكحول 


لفك 





الدّمشقي . قال : فمن العرب أمْ من الموالي؟ قلت : من الموالي » عبد نوبي 
أعتقته امرأة من هُذيل . فقال كما قال : ثمّ قال » فمن يسود أهل الجزيرة؟ 
قلت : ميمون بن مهران » قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قلت : من 
الموالي » فقال : كما قال . ثم قال : فمن يسود أهل خراسان؟ قلت : 
الضحاك بن مُزاحم . قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قلت : من الموالي . 
فقال : كما قال . ثم قال : فمن يسود أهل البصرة ؟ قلت : الحسن بن أبي 
الحسن . قال : من العرب أم من الموالي؟ قلت : من الموالي . قال : فمن 
يسود أهل الكوفة؟ قلت : إبراهيم النّخعي . قال : من العرب أم من الموالي؟ 
قلت : من العرب . قال : ويلك يا زُهري فرجت عي » فوالله لتسودن الموالي 
على العرب حتى يُخطب لها على المنابر » وأن العرب تحتها . قال : قلت : 
يا أمير المؤمنين إنما هو أمر الله ودينه » فمن حفظه ساد » ومن ضيعه سقط » . 


فائدة : 

© كان أبو السّيد الجليل الكبيرٍ المقدار صاحب المقامات والأنوار الإمام 
العالم العابد عبد الله بن المبارك ‏ قدس الله روحه ‏ عبداً هندياً كما ذكره 
القزويني في كتاب « أخبار البلاد وآثار العباد 2306 » وكان هذا الرّجل من 
أولياء الله تعالى وممن تستنزل الرّحمة بذكره » وترتجى المغفرة بحبّه كما قاله 
ولى الله الإمام النووي رحمه الله 3 فلا بد أن نشنف الأسماع بذکر شيء من 
أوصافه الفاخرة رجاء أن ينفعنا الله ببركته فى الدّنيا والآخرة . 
له بن ذات جمال خطبها جماعة من الأعيان والأكابر › وكان له غلام هندي 
ينطر بستانه » فذهب يوماً إلى البستان وطلب من غلامه شيئاً من العنب » فأتى 
بعتب حامض » فقال له : هات عِنَبَآً حلواً! فأتى بحامض ٠.‏ فقال [له] 





. ) ٤٥۷ ( آثار البلاد وأخبار العباد » ص‎ ١ انظر‎ )١( 


٤١ 


القاضي : ويحك! ما تعرف الحلوٌ من الحامض ؟ فقال : بلى » ولكتك 
أمرتني بحفظها وما أمرتني بأكلها'“ » ومن لم يأكل لا يعرف . فتعجب 
القاضي من كلامه وقال : حفظ الله عليك أمانتك ؟ وزوج ابنته منه » فولدت 
عبد الله بن المبارك المشهور بالعلم والورع » وكان يحج [في] سنة ويغزو في 
سنة أخرى . 

وحكيّ عنه رحمة الله عليه قال : خرجت للغزو مرةً » فلما تراءت الفئتان 
حرج من صف الترك فارس يدعو إلى البراز » فخرجت إليه فإذا قد دخل وقت 
الصلاة » قلت له : تنح عتي حتى أصلي ثم أفرغ لك! فتنحى » فصليت ركعتين 
وذهبت إليه فقال لي : تنم عني حتى أصلي أنا أيضاً! فتنحيت عنه » فجعل 
يصلي إلى الشمس ٠»‏ فلما خر ساجداً هممت أن أغدر به فإذا قائل يقول : 
« وفوا الْمَهَدٍ ن اعد کات مسرلا [الإسراء : 4*] فتركت الغدرٌ » فلما فرغ من 
صلاته : قال لي لِمّ تحركت؟ قلت : أردت الغدرٌ بك » قال : فلم تركته؟ 
قلت : لأني أمرت بتركه . قال : الذي أمرّك بترك الغدر أمرني بالإيمان › 
وآمنّ والتحق بصففٌ المسلمين . 

وحُكِيّ أنه كان معاصراً لفضيل بن عياض رحمة الله عليه » وفضيل قد جاور 
بمكة وواظب على العبادة بمكة والمدينة » فقال عبد الله بن المبارك7؟؟ : [من 
الكامل]: 
ياعابد الحرميِنٍ لو أَبْصَرْتَا اعَيِمتَ آنك بالعبادهة تَلْعَبُ 


من كان يخضبٌ خذه بدموعه فُحورنا بدمائنا تتخضبٌ 


. » كذا في ( م ) وه آثار البلاد وأخبار العباد » : « بأكلها » وفي ( ط ) : « بالأكل منها‎ )١( 

زه4 الأبيات أشهر من نار على علم 5 وذكرها صاحب ١‏ آثار البلاد وأخبار العباد » مع الأخبار وما 
بين الحاصرتين في الأخبار مستدرك منها ص ( 108-1017 ) وقد اختلفت روايتها بعض 
الاختلاف في المصادر التي ترجمت لعبد الله بن المبارك » وقد أثبتنا ‏ هنا ما ورد في 
« النور » في المخطوط والمطبوع لصحته » وإن اختلف بعض الشيء عن الروايات الأخرى 
لهذا الشعر . 


3 


وغبارٌ خيل الله في أنفب امرىء ودخانٌ نار جهتم لاي ذهب 
هذا كتابٌ الله يحكم بيتسا ليس الشّهيدٌ كغيره لا يكذث 

وحكى الحسن بن الرَّبيع آله خرج ذات سنة في جيوش المسلمين إلى 
الغزو » فلما تقابل الصفان خرج من صف الكفار فارسٌ يطلب القرن » فذهب 
إليه فارس من المسلمين » فما أمهل المسلمّ حتى قتله » فخرج إليه آخر فما 
أمهله [حتى قتله] » ثم آخر فما أمهله » فأحجم النّاس عن مبارزته » ودخل 
المسلمين منه حزن » فإذا فارس متلثم خرج إليه من صف المسلمين » وجال 
معه زماناً ثم رماه وحزَّ رأسه » فكبّر المسلمون وفرحوا » ولم يكن يعرفه أحد » 
فعاد إلى مكانه ودخل في غمار النّاس . قال الحسن : فبذلت جهدي حتى 
دنوت منه وحلفته أن يرف لثامه » فإذا هو عبد الله بن المبارك » > فقلت [له] : 
يا إمام المسلمين أخفيت نفسك مع هذا الفتح العظيم الذي يسّره الله على يدك » 
فقال : الذي فعلت له لا يخفى عليه . 

وحُكِيَ أنَّ عبد الله بن المبارك عاد من مرو إلى الشام لعلم رآه معه بمرو 
وصاحبه بالشام . 

ورئي سفيان التّوري رحمة الله عليه بعد موته في المنام » فقيل له : 
ما فعل الله بك؟ قال : رحمني . فقيل : ما حال عبد الله بن المبارك؟ قال : 
هو ممن يدخل على ربّه كلّ يوم مرتين . | 

ولد سنة مائة وعشرين » وتوفي سنة مائة وإحدى وثمانين » عليه رحمة الله 
ورضوانه . 


رت 





© وفي عشية يوم الخميس لعشرين خلت من شهر ربيع الأول سنة ثمان 
وسبعين : كان مولد مؤلف هذا الكتاب"“ بلغه الله من الخير أمله » وختم 
بالسّعادة عمله » وقد عمل سيّدي الوالد قَدّسَ سِرّه لضبط العام المذكور تواريخ 
كثيرة منها ١‏ بخ بمولود سيد قطب زمانه » » ولا يَخْفَى ما فيه من الإشارة 
المتضمنة للبشارات من هذا السَّيّد الجليل والوليٌ الكبير » وقد نظم بعض 
التواريخ التي جعلها سيدي الوالد صاحبنا الشيخ العلامة جمال الدين محمد بن 
عبد اللطيف الجامي المكي الشهير بمخدوم زاده في مقطعات له متعددة » وقال 
سيّدي الوالد عند ذلك : [من الطويل]: 
بدا النور من نَج ومن شب عامرٍ بطلعةٍ بي بكر الفتى عبدٍ قادر 
بشهر ربيع ليلة الجمعة الغرًا لثالث عشرين زمّث بالبشائر 
لعام ثمان بعد سبعين سنوة من الهجرة الغرّاء ذات الأشاير 
وتسع مين صخ ميلاد سيد دُعي بابي بكر محمد باقر 
من المضطفى المختار مشكاة ثُوره إلى العيدروس المُجتبى بالسّرائر 

وقد خمس هذه الأبيات الفقيه الصّالح أحمد بن الفقيه محمد با جابر » 
وخمسها أيضاً الشّيخْ محمد بن عبد اللطيف مخدوم زاده المذكور [وأيضاً 


(1) في حاشية ( ط ) : « وقد وُجد بهامش الأصل ما نصه : توفي سيدنا وشيخنا القطب محيي 
الدين عبد القادر العيدروس مصنف هذا الكتاب عاشر محرم سنة سبع وثلاثين بعد الألف 
بأحمد آباد » من أرض الهند » ودُّفن بجنب والده في القبة المنورة نفع الله بهما » . ووفاته 
في « الأعلام » ( ۳۹/٤‏ ) سنة ( ۱٠۳۸‏ ه - 1778م ) . وانظر حاشيته والتعليق عليه. 





صدرها وعجزها](١)‏ > وصدرها وعجزها أيضاً صاحبنا الشيخ الصّالح العلامة 
شهاب الدين أحمد بن العلامة علي بن محمد البسكري المكي المالكي 
المغربي تغمده الله برحمته 

وكان والدي رحمه الله رأى في المنام قبل ولادتي بنحو نصف شهر جماعة 
من أولياء الله تعالى منهم : الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه » والشيخ 
أبو بكر العيدروس رضي الله عنه وغيرهما » وكان الشيخ عبد القادر يريد حاجة 

من الوالد » فذلك هو الذي حمله على تسميتي بهذا الاسم » وكناني أيضاً أبا 
بكر » ولقبني محبي الدّين » وتقرر عنده أنه سيكون لي شأن » وكان قلّ أن 
يسلم له أحد من الأولاد بأرض الهند فما عاش له منهم غيري » وكان يحبني 
جداً » قال لي مرة : إذا وقع زمانك افعل ما شئت . وكم لي منه من إشارات 
تضيق عن بسطها العبارات » والأولى الآن طي حكايتها » والمرجو من الله عود 
ثمرتها وبركتها . 

وحكى بعض الثّقات قال : جاء بعض الوزراء الكبار إلى والدك يطلب منه 
العاء في أمر من الأمور وأنت إذ ذاك صغير جداً > وكنت جالساً بين يديه 

ح لظ ل 2 26 و 


فقرأت في الحال هذه الاية : تأ تیا رت امد .[Ww:‏ 
فقال الشيخ لهم : يكفيكم هذا القال . هذا مثل الوحي . قال : ثم قُضِيت تلك 
الحاجة بإذن الله تعالى . 

وكانت أمي أم ولد هندية وهبتها بعض النساء من أرباب الخير وبيت الملك 
المشهورة بالصّدقات الجليلة والهبات الجزيلة والكرم والإحسان والفضل 
والامتنان لأبي رحمه الله » وأعطتها حينئذ جميع ما تحتاج إليه من أثاث 
البييت » وأخدمتها جملة من الجواري » وكانت تنظرها مثل ابنتها وتزورها في 
الشّهر مرات » وكانت هي إذ ذاك بكراً » ولم تلد له أحداً من الأولاد غيري » 
وكانت من الصّالحات » على جانب عظيم من التواضع وسلامة الصَّدر . 





)1( ما بين الحاصرتين زيادة من ( م ) . 





وحسن الأخلاق » وكثرة الإنفاق . توفيت ضحى يوم الجمعة لعشرين خلت من 
شهر رمضان سنة عشر بعد الألف › وكان آخر كلامها لا إله إلا الله » وقبرها 
بجوار سيدي الوالد خارج قبته الشّريفة رحمها الله تعالى » وقرأت القرآن 
العظيم حتى ختمته على يد بعض أولياء الله تعالى وذلك في حياة الوالد 
تغشاه الله بالرّحمة » واشتغلت بعد قراءة القرآن بتحصيل طرفي من العلم › 
وقرأت عدة من المتون على جماعة من العلماء الأعلام » وتصدّت لنشر العلم 
ومزاحمة أهله » وذلك بكرم الله وفضله والأخذ عن العلماء والاستفادة منهم › 
ومعرفة فضلهم وتعظيمهم » مع التطفل معهم بالأقوال والتشبه بهم في 
الأفعال » وتكثير سوادهم ورعي ودادهم » وشاركت في كثير من الفنون 2 
وتفرغت لتحصيل العلوم النافعة لوجه الله تعالى » وعملت الهمة في اقتناء 
الكتب المفيدة » وبالغت في طلبها من أقطار البلاد البعيدة » مع ما صار إليّ 
من كتب الوالد رحمه الله » فاجتمع عندي منها جملة عديدة » ولمّا بلغني أن 
سيّدي الشيخ عبد الله العيدروس رضي الله عنه قال : من حَصّل كتاب إحياء 
علوم الدين وجعله في أربعين جلداً ضمنت له على الله بالجنة » فحصلته كذلك 
بهذه النيّة ولله الحمد » ووقفت لاستماع الأحاديث النبويّة » واشتغال الأوقات 
بها مع صدق التّبة » وطالعت كثيراً من الكتب بإعانة الله تعالى » ووقفت على 
أشياء غريبة فيها وفيما تلقيته عن المشايخ الأفراد وفضلاء العصر الأمجاد 
وغيرهم من الثقات ٠‏ فلم تفتني بحمد الله سبحانه إشارة صوفية » أو مسألة 
علمية » أو نكتة أدبية » ولكني مع ذلك أظهر التجاهل في ذلك لأن الكلام على 
إشارات التصوف ومقامات الصّوفية لا ينبغي الشّخص أن يصفها إلا إذا كان 
متحققاً بها » ومع ذلك فلا يجوز له أن يتكلم فيها مع غير أهلها » لأنها مبنية 
على المواجيد والأذواق » لا يطلع على بيان حقيقتها بالألسنة والأوراق . 


وأمّا نكت الأدب فلا يحسن بعاقل أن يشتهر بمعرفة علمها » والله المسؤول 
أن يجعل ذلك مقرباً إليه 2 وموجباً للزلفى عنده ولديه » وأن يتم لنا كمال 
السّعادة بأن يرزقنا حسن الخاتمة عند الموت » حتى نظفر بالحسنى وزيادة مع 


265 


والدينا وأحبابنا ومشايخنا وأصحابنا وإخواننا وذرارينا » إِنْه أكرم مسؤول قريب 
مجيب ٠‏ وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . ثم من الله على بعد ذلك 
وله الحمد لا أحصي ثناءً عليه بما لا كان لي قط في حساب » فسبحان المتفضل ' 
المنعم المعطي الوهّاب » حتى سارت بمصنفاتي الرّفاق » وقال بفضلي علماء 
الآفاق » ورُزِقْتُ محبةً أرباب القلوب من أولياء الله تعالى » وحظيت بدعواتهم 
الصالحة » وعظمني العلماء شرقاً وغرباً » وخضع لي الرؤساء طوعاً وكرهاً » 
وكاتبني ملوك الأطراف > وأرفدوني بصلاتهم الجليلة وهباتهم الجزيلة › 
ووصلث إليّ المدائح من الآفاق كمصر وأقصى اليمن وغيرهما من البلاد 
البعيدة » وأخذ عني غير واحد من الأعلام » وانتفع بي عدةٌ من الأنام . 


وممن لبس متي خرقة التصوف من الأعيان : السّيد الجليل العلامة جمال 
الدّين محمد بن يحيى الشَّامي المكي » والشيخ الكبير العلامة الشّهير بدر الدّين 
حسن بن داود الكوكني الهندي » والشيخ الصّالح العلامة الفقيه أحمد بن الفقيه 
الولي محمد بن عبد الرحيم با جابر الحضرمي » والشَّيحَ الفاضل شهاب الدّين 
أحمد بن ربيع بن الشيخ الكبير » والعلامة الشهير أحمد بن ربيع ابن الشيخ 
الكبير » والعلامة الشهير أحمد بن عبد الحق السّنباطي المكي المصري 
وغيرهم . وأما الذي لبسها من الملوك والتجار وطوائف الناس » فجماعة 
كثيرون وخلائق لا يحصون . 

وألفت جملة من الكتب المقبولة التي لم أسبق إلى مثلها » ووقع الإجماع 
على فضلها » فلا يكاد يمتري في ذلك إلا عدقٌ أو حاسد » وهي لعَمري على 
ما أنعم الله به من فضله عليّ أعظم شاهد » ككتاب : ١‏ الفتوحات القدوسية في 
الخرقة العيدروسية » » وهو كتاب نفيس لم يؤلف قبله أجمع منه » وهو مجلد 
ضخم » وقرظه جماعة من العلماء الأعلام وسادات الأنام حتى إِنْ التقاريظ التي 
كتبوها عليه جاءت في كراريس » ومن غریب الاتفاق أنْ تاريخه جاء مطابقاً 
لموضوعه وهو لبس خرقة » وكان جعل هذا التاري يخ الشيخ الفاضلٌ محمد بن 
عبد اللطيف مخدوم زاده ونظمه في أبيات » منها : [من الوافر]: 


۷ 





ولا كان ذا التَأليفُ فيمن تشرّف في الأنام ببس خرقة 
فلاعجب ولا بدعإذاما أتى تاريخ ذلك ١‏ لبس خزرقة») 


وكتاب ١‏ الحدائق الخضرة فى سيرة النبى بيه وأصحابه العشرة » » وهو أول 
كتاب ألفته » وكان سنى إذ ذاك دون العشرين » وكتاب « إتحاف الحضرة العزيزة 
بعيون السير الوجيزة » » وهو على نمط كتاب الحدائق إلا أله أُصغْدٌ منه » وهو 
عجيب في بابه » وقرظه بعض الفضلاء » وكتاب ‏ المنتخب المصطفى من أخبار 
مولد المصطفى » » واستحسن أسلوبه بعض الصّلحاء من أهل العلم جداً , 
وكتاب ‏ المنهاج إلى معرفة المعراج » » وكتاب « الأنموذج اللطيف في أهل بدر 
الشريف » » ولم أعلم أن أحداً تقدمني إلى إفراد مناقب أهل بدر رضي الله عنهم » 
وهذا الكتاب الشريف من أعظم الأعمال التي أعتمد عليها وأرجو بها من فضل الله 
الجنة » وكتاب « أسباب النجاة والتجاح في أذكار المساء والصّباح » » وكتاب 
« الدّر الثمين في بيان المهم من علم الدّين » » ذكرت فيه كل ما يجب على 
المبتدىء من معرفة العقائد » ثم ما يحتاج إليه بعد ذلك من أمر دينه كالصّلاة 
والصّيام والزكاة والحج » ثم بينت بعد ذلك الأخلاق المذمومة حتى يجتنبها 
الطالب » والأخلاق المحمودة ليجتهد فى طلبها كل راغب » وهو كتاب نفيس 
جداً » ومفيد في بابه إلى أقصى الغاية » وكتاب « الحواشي الرّشيقة على العروة 
الوثيقة ؛ » وكتاب « متح الباري بختم صحيح البخاري » » وكتاب « تعريف 
الأحياء بفضائل الإحياء » وباعثه أن سيّدي الشيخ عبد الله العيدروس رضي الله عنه 
قال : غفر الله لمن يكتب كلامي في الغزالي » فرجوت أن يتناولني دعاه » وأردت 
إسعاف والدي بتحقيق رجاه فإني سمعته يقول : إِنْ أمهل الزّمان جمعت كلام 
الشيخ عبد الله في الغزالي في كتاب وأسميه : « الجواهر المتلالي من كلام الشيخ 
عبد الله في الغزالي » » وقد اشتمل هذا الكتاب على جملة من كلامه في الثناء 
عليه وعلى كتبه » وكتاب « عقد اللآل بفضائل الآل » » وكتاب « خدمة السّادة آل 
با علوي باختصار العقد التّبوي » » وأرجو أن يوفقنى الله لإتمامه » وكتاب ١‏ بغية 
المستفيد في شرح تحفة المريد » وهو مختصر جداً » وكتاب « النفحة العنبرية 


۸ 


في شرح البيتين العدنية » » وكتاب ١‏ غاية القُرَب في شرح نهاية الطّلب » » 
اعتنى به الناس كثيراً وحصلوا منه نسخاً عديدة نحو الأربعين فيما علئْتٌ » 
وكان بعض العلماء أمر ولده بحفظه عن ظهر القلب على جاري العوائد في حفظ 
المتون » وقد أشار إليه العلامة الحباني مع المولد في بعض القصائد التي 
امتدحني بها بقوله : [من الكامل]: 

وبغايةٍ المرب العُلوم تفتحث وبما أتانا نخبة في المولدٍ 


و« شرح على قصيدة الشيخ أبي بكر العيدروس صاحب عدن النونية » » 
وهو كتاب في غاية الحسن بديع الترتيب غريب التأليف والتهذيب حسن السّبك 
والانسجام بحيث يفهمه الخاص والعام مشتمل على فوائد جمة ومحتو على 
مقاصد مهمة » وكتاب « إتحاف إخوان الصفا بشرح تحفة الظرفا بأسماء 
الخلفا » » وكتاب ١‏ الفتح القدسي في تفسير آية الكرسي » » وكتاب « صدق 
الوفاء بحق الإخاء » » وهو مع اختصاره عجيب في بايه غريب في وضعه 
وأسلوبه » وكتاب « الور السّافر عن أخبار القرن العاشر » وهو هذا » وتقريظ 
على شرح قصيدة البوصيري التي عارض بها بانت سعاد لشيخنا شيخ الإسلام 
ومفتي الأنام الفقيه عبد الله بن عبد السّلام دعسين الأموي اليمني الشافعي » 
وآخر على رسالة صاحبنا الشيخ العلامة أحمد بن علي بن محمد البسكري في 
تنزيه الإمام مالك رحمه الله تعالى عن تلك المقالة الشنيعة التي نسبها إليه من 
لا أخلاق له » وإجازة للفقيه الصالح أحمد بن الفقيه محمد با جابر » وديوان 
شعر جمعه بعض الأصحاب وأضاف إليه المدائح التي في النّاظم . واسمه 
« الروض الأريض والفيض المستفيض »© . ومن نظمي : 
إذا مااشتد ليل الهموم ودجا جعلْتُ إلى أهل بدر الالتجا 
وما خاب عبدٌ لهم قد رجا ومتى توسّل بهم لله فرجا 

ومنه : 


قسَمَآ ببديع جماله وبيان لسانه إلى لمعانى آداب صفاته ر 


© » النور السافر ۹ 


فقهتٌ من منطقه العذب حديثه 

وأيتما كنت فقلبي طائدٌ نحوه 
ومنه : 

شافعي أحمد لي عند مالكي 

بل حقيقٌ أن يغفرَ له زلأته 
ومنه : 

أيّها العاذلون اقصروا عن عتابي 

ليس لي غير الغرام شَوْعاً 
ومنه : 

يارسولي إذا وصلت إلى سو 

وإذا جزت حَيّهم أجر ذكري 
ومنه : 

مريدي اصدق تثَلْ ماتريدةٌ 

تريدٌ قرب مولاك يا صاحبي 
ومنه : 

لما كان حبيبي أصل مبدأ الوجود 

صح أنهم بيت خسن بدا 
ومله : 
ومنه : 


لا شيع ى لآل محمد 


0° 


٠.‏ عو o‏ م 
وفهمت من دفه خصره سر يرقف 


3 . ٤ 
ومتی أردت صرفه رأيته يشقٌّ‎ 


وماخاب من أحمد له شافع 
وينعم عليه بالذي هو طامِعٌ 


إنى استعذبت فى العشق عذابي 
ني فيه مرسل بالكتاب 


لي فهنّ هناك نفسك بالوصول 
والطف القول كي يرقوا لنحولي 


فكل ذا على الله ليس ببعيدٍ 
تقرّب فهو أقرب من حبل الوريد 


وكان في الخلق للرسل ختام 
لكنّ حبيبي كان لحسنهم التّمام 


ناديتها لا صبرٌ لي لا صبر لي 


ومن مذهبى حب شيعته 


واستحسن غالبَ هذه المؤلفات جماعةٌ من أهل العلم والصّلاح الذين 
شهرتهم تغني عن الإطناب في مدحهم ٠‏ كالشيخ الصّالح ولي الله العلامة جمال 
الدّين الفقيه محمد بن عبد الرحيم با جابر الحضرمي ٠‏ والشيخ الكبير قدوة 
العلماء ودرة تاج الفضلاء الفقيه محمد بن الإمام عبد القادر الحبّاني » والشيخ 
الإمام علم العلماء الأعلام. شيخ الإسلام ومفتي الأنام شافعي زمانه على 
الإطلاق صاحب المصنفات التي اشتهرت في الافاق الفقيه عبد الملك بن عبد 
السَّلام دعسين الأموي الشافعي اليمني ٠»‏ والفقيه المحقق العلامة جمال الدّين 
محمد بن عبد المولى القرطبي المغربي . 

وكان المذكور قدم اليمنّ › فاجتمع فيها بالفقيه عبد الملك ووقف عنده 
على مجلد فيه جملة منها فأعجب بها جداً » وقال : إنه ما بقي لمؤلفها في هذا 
الزمان نظير » وإني لأدعو له بطول العمر حتى يبدو منه مثل هذه الفوائد 
المستجادة لينتفع بها من أراد الله هدايته من أهل السّعادة » وكتب الأكابر بعضها 
بخطوطهم » وكان أخي السّيد الكبير والولي الشهير العارف بالله تعالى الشّيخ 
عبد الله كان الله له يعجب بها إلى الغاية » وله فى طلبها واقتنائها أشد عناية » 
وكان يحثني على إرسال كلّ ما تجدد لي منها ‏ ويذكر آنه أعجبه أسلوبها جد 
وأنه لم يجد لي مثلاً في ذلك » ورأَيْتٌ في بعض أوراقه إلى خادمه سالم بن علي با 
موجة وقد ذكرني فيها وقال : إنا ما نراه إلا في منزلة والده . وكتب إلى الفقيه 
الصالح محمد بن عبد الرّحيم با جابر في بعض الأوراق في أمر يطلب مني أن 
أفعله وكان فيه نوع صعوبة فقال : ولا تستبعد هذا يا شيخ عبد القادر » فإنك من 
الذين يتصرفون في الكون » وتنفعل لهم الأشياء بإذن الله تعالى . وكان الفقيه عبد 
الملك رحمه الله يتمنى الاجتماع بي كما حكاه عنه بعض الثقات » وهو الذي 
يقول في ذلك أيضاً في قصيدة امتدحني بها : [من الوافر]: 
إذا ملت شخصكم بفكري أوالي زغقة في إثر رَعْقَة 
ومهما تذكرواعندي تصبني لواعجٌ صقو من بعد صغقة 
ويجري دمح مقلتي استباقاً بخدي دفْمَّةًَ من بعد دفقة 


٤0١ 


فمنوا باللقاء ولو مناماً 
وأحظى باجتماع في محل 
بحضرة من حوى كل المعالي 
وحاز السبق فيما يبتغيه 
تغذى بالمعارف وهو طفل 
حَبَاهالله بالعلماللدني 
وذاك الشيخ عبد القادر العي 
سليل الأكرمين ومنتقاهم 
تبوّأافي الفضائل قصر فضل 
وحص ببسطةٍ في العلم خلت 
فأآتههالإله فنون علم 
وأعطاه العطاء الجم فضلاً 
فأدرك في العلوم مقام بسط 
وصئّف في فنون العلم كُتباً 
وخرقة أهله قد جع فيها 
وسلسلها إلى أصل أصيل 
وأمسا في التصوّف فهو فردٌ 
لقد ورت الولاية عن أبيه 
فأنفق من كنوز العلم عفواً 
فيهنيه الذي أولاه مولا 


يضيء الأنسنٌُ بالأفراح أفقة 
وأحرز من مجيد المجدٍ فرقة 
ولاعجبٌ إذا ماحار حقّة 
وفي سن الكهولة ماأحققه 
فأضحى فاتقاً بالفهم رتقَه 
دروس أخو الفهوم المستدقة 
وأحظاهم بفخر حاز سبقة 
لرايات الجلال عليه خفقهة 
له جمل المعارف مسترقة 
بلاتعب لديه ولا مشقة 
وحسّن بعد حسن الخلق خُلقة 
وأعجز من تصوّف أو تفقَة 
جليلات أبانَ بهن حذقة 
بتصنيف غد ا الإتقان طبقهة 
بتنقيح أصاب الضبط وفقة 
إمام قد حوى بالجمع فرقة 
بتعصيب وفرض إستحقة 
وخص بكل فن مستحقة 
من تحف العطايا المستحقة 


(1) في ( ط ) ١:‏ .. في فنون العلوم. . » وبه يكسر الوزن » وما أثبتناه عن ( م ) . 


قلت : وذكري لهذه الأشياء إنما هو من باب التحدث بنعمة الله » ولأن 
الذي حكيْتُ عنهم ذلك من أهل الدّين والصّلاح تيمنا بأنفاسهم الطاهرة » على 
أنْي ما ذكرْت من ذلك إلا القليل مع أن ما ذكرته من أنواع لطفهم بي دون 

ما تركته بكثير » جزاهم الله عني أفضل ما جزى أستاذاً عن تابعه » ولم أر في 
نعم الله التي نعم بها علي بعد الإسلام والتسبة إلى رسول الله بلا نعمة أجل 
منه » فلذلك ذكزته في هذا التأليف واخترت بقاءه فيّ وفي عقبي وأصحابي إلى 
آخر يوم من أيّام الدّهر » وقد سبقني إلى ذلك من العلماء ء المقتدى بهم جماعة 
لا يحصون » كالعلامة شيخ الشيوخ إمام المحدثين وقدوة المحققين ابن حجر 
العسقلاني » والعلامة الحافظ السّخاوي » والعلامة السّيوطى » والعلامة 
شرف الدّين إسماعيل المقري اليمني صاحب ١‏ الإرشاد  »‏ والعلامة الحافظ 
الذّيبع › والعلامة الفاسي » وشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر الهيتمي » 
وغيرهم . 

© وفيها : فاضت بأحمد آباد بعض البرك حتى خرج عنها الماء الذي كان 
فيها وصارت فارغة . 

© وفيها أيضاً : رُئي الدَّمِ في بعض برك الماء بأحمد آباد . 


to 





سنة تسع وسبعين بعد التسعمائة 


© وفي ربيع الثاني سنة تسع وسبعين توفي الفقيه الصّوفي الجامع بين 
الشريعة والحقيقة حسين ابن س ه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر بن 
عبد الله بن أحمد بن فلاح الحضرمي في تاريخ ذلك بيتان وهما : 
شنا حلي تج كه ضابط العام الذي مات 

وكان من كُمَلٍ المشايخ العارفين الجامعين بين علوم الشريعة وسلوك 
الطريقة وشهود الحقيقة » صاحب أحوال سنية ومقامات عليّة وفراسات صادقة 
وكرامات خارقة . وله فى التصوف رسالة سماها : الفصول الفتحية والنفثات 
الروحية فيما يوجب الجمعية وعدم البراح من جانب الحق والفناء والبقاء به 
بالكلية والجزئية . 

ومن كراماته : أنه كان مرة في مجلس وبين يديه مريده فضل بن إبراهيم › 
فكان يتكلم بأشياء بطريق الكشف كعادته > وكان فى ذلك المجلس أخى السَّيّد 
عبد الله » فالتفت إليه فضل المذكور وقال : إِنْ والدك ركب في بعض الخشب 
وسرى هذه السّاعة » فقال الشيخ حسين : ما خرج من الهند أصلاً » فتراجعا 3 
فقال الشيخ حسين : إما عليَ كذا أو عليك كذا من باب البسط » ثم اتفقا على 
أنه ما خرج » فاتفق أنْ أخي كتب هذه القصة في كتاب ووقع عزمه إلى الهند في 
تلك السّنة » وكان الكتاب المذكور فى صحبته » فلما رآه والده قال : صدق 
الاثنان الشيخ حسين ومريده إلا أن الشيخ حسين كان نظره يشرف على حقائق 


(۱) ترجمته فى « شذرات الذهب 4( 0590/٠١‏ ) . 


t0٤ 


الأشياء » وأخبر أنه كان في ذلك الوقت في ذلك اليوم في ذلك الشهر عزم من 
أحمد آباد بنية بر عرب لأن الوزير وهو عماد الملك الذي كان يعوق عليه ذلك 
خرج في تلك السنة للصيد › > فلما كان في أثناء الطريق لحقه الوزير المذكور 
فصذه عن ذلك . قال : وأما قول فضل أنه ركب في بعض الخشب وسرى هذه 
السّاعة » فإِنَّ اهل" . إذا مشى به البقر يشبه سراية الخشب في البحر . 
وبينما هو في بعض الليالي يسير في الطريق إذ وجد والدي رحمه الله » فوقفا 
يتذاكران واستمرا كذلك إلى الصّباح 

وحُكي أنه قال : ما عندنا من الأعمال التي نعتمد عليها شيعا إلا ذرة من 
حب آل محمد يله . » فبلغ ذلك الشَيعَ أحمد بن الحسين العيدروس » فقال + 
هنيثاً له » هذا هو الذي عناه الشيخ أبو بكر العيدروس بقوله : [من الرجز]: 
لك الهّناإن حل فيك ذرّةٌ من حيّهم أو لاح منك حظره 
بذكرهم ماأعظم المسرة طوبى لقلب حل حبهم به 

وكان مولعاً بكتب الشاذلية » وكان يميل إلى طريقتهم السّنية » حتى قيل 
فيه : إنه شاذلي زمانه . روي ذلك عن الشيخ الكبير والولي الشهير أحمد بن 
سهل . وكان يعظم الشيخ محبي الدين بن عربي » ويقرىء كتبه » وكان له فى 
اقتنائها أشد عناية حتى إن كتات « الفتوحات المكية » كان لا يوجد بحضرموت 
الأ عنده » ولما كتب والدي إلى ولده اليد عبد الله أن يحصله له طلبه من 
الشّيخَ حسين فامتنع أولاً » وسأل بعض الثقات أنَّ اليد عبد الله يريد يحصله 
لنفسه أو لوالده ؟ فقال : لا بل لوالده ٠‏ فأعطاه إياه . 

وحكي أنَّ الشّيخ بل النسخة التي كانت عنده عند وفاته ما خلا باب الوصايا 
منه وقال : إنما فعلته تعظيماً لشأنه » لأن الاس لا يفهمون معانيه » فيقعون في 
الغلط بسبب ذلك . 





. البهل : الإبل المهملة » مفردها : باهل‎ )١( 


00 


قلت : وكان الشيخ [حسين]7' من المشايخ المربين » وكتبٌ الشيخ ابن 
عربي اشتملت على علوم لا يفهمها إلا أهل النهايات وتضرٌ بأرباب البدايات . 

قال الحافظ السّيوطي : والقول الفصل عندي في ابن عربي : طريقة 
لا يرضاها فرقنا أهل العصر لا من يعتقده ولا من يحط عليه . وهى اعتقاد 
ولايته وتحريم النّظر في كتبه . 

قلت : وحكى الشَّيحْ الإمام العلامة بحرّق أنه سمع الشيخ أبا بكر 
. العيدروس يقول : لا أذكر أن والدي ضربني ولا انتهرني إلا مرة واحدة بسبب 
أنه رأى بيدي جزءاً من كتاب ١‏ الفتوحات المكية » لابن عربي فغضب غضباً 
شديداً » فهجرتها من يومئذ . قال : وكان والدي ينهى عن مطالعة كتابي 
« الفتوح » و الفصوص ٠»‏ لابن عربى ويأمر بحسن الظن فيه وباعتقاد أنه من 
أكابر الأولياء العلماء بالله العارفين » ويقول : إن كتبه اشتملت على حقائق 
لا يدركها إلا أرباب النهايات وتضرّ بأرباب البدايات . 

قال الشيخ بحرّق : وأنا أيضاً على هذه العقيدة » وأدركت عليها جماعة من 
المشايخ المقتدى بهم . 


قلت : وهذا مقتضى كلام السّيوطي رحمه الله » وأنا أيضاً على هذه 
العقيدة » وهذه الطريقة أسلم والله أعلم . ووجدت بخط صاحب الترجمة 
سيّدي الشيخ حسين بن الفقيه عبد الله بالحاج با فضل رضي الله عنه ونفع به 
آمين : 3 الشيخ الإمام ولي الله تعالى محيي الدّين التروي لما رأى كلامه 
وطالعه قال : الكلام كلام صوفي . ثم قال الشيخ حسين : وهو كما قاله هذا 
الإمام أن كلامه كلام الصوفية » وإنما هو بسط العبارة في موضع الإشارة وما 
يحمله من ينكر على الصّوفية . ووجدت بخطه أيضاً ما صورته هذه الأبيات 
تصلح في الشيخ محيي الدّين : [من الوافر]: 


. ) ليست الكلمة من ( ط‎ )١( 


0٦ 


دوه لاتلوموه دوه فققد علم الذي لم تغلمو 
رأى علم الهدى فسمًا إليه وطالب مطلباً لم تطلبُو 
أجاب دعاءء. لما داه وقام بحققّه ووضعتمموةٌ 
بنفسي ذاك من ممنوح قرب وطاعم مطعماً لم تطعمُو 

قلت : وعلى بالي حكاية غريبة وقعت للشيخ ابن عربي تدلٌ على فضله 
العظيم أذكرها هنا تيمناً بذكره واستشعاراً بعظيم قدره ولأن المؤرخين يقولون : 
من ذكر إنساناً وعلم له نادرة فلم يذكرها فقد ظلمه . ذكر بعض المعتنين 
بأخباره والمدونين لمحاسن آثاره : أنَّ صاحب إشبيلية أرسل مالاً عظيماً إلى 
مكة شرفها الله تعالى » وأوصى الوكيل أن لا يفرق هذا المال إلا أعلمٌ أهل 
الأرض » واتفق أنه اجتمع تلك السنة بمكة شرفها الله تعالى من المشايخ 
والعلماء والفقهاء ومن كلّ ذي فن من العلوم ما لم يجتمع في عصر من 
الأعصار » وهي السّنة التي اجتمع فيها الشيخ شهاب الدين السّهروردي بالشّيخ 
محبي الدّين رضي الله عنهما » وقال كل واحد منهما في شأن صاحبه ما قال » 
فأجمع الكل على الشيخ محيي الدين رضي الله عنه » وأن لا يفرق المال 
سواه »> ففرقه » فلما فرغ من تفريقه قال : لولا أنَّ خوفي خرق الإجماع 
لامتنعت » فقال له بعض أصحابه : لم يا سيدي؟ قال : ما أريد به وجه الله » 
بل أريد به التفاخر » فقال له : بيّن لي ذلك . فقال : إِنّ صاحب الغرب أراد أن 
يفتخر بي على سائر ملوك الأرض إذ قد علم أنه لا يفرقه سواي » فما أراد به 
وجة الله تعالى بل أراد التفاخر » فبلغ ذلك المجلس إلى صاحب إشبيلية › 
فبكى وقال : صدق الشيخ » هذا أردت . 

ومن شعر ولده محمد وكان قد جاور بالمدينة الشريفة فطلب منه بعض 
الأصحاب العود إلى وطنه وكتب إليه هذه الأبيات : [من الكامل]: 
لو قيل لي في حضرموت جواهڙ تغطى بلا مح لكل طليبٍ 





. ) سقطت هذه اللفظة من ( ط‎ )١( 


0¥ 





أو قيلَ لي ماتشتهيه'' وما 
لاخترتٌ منها نظرة في طيبةٍ 
هذا خلاصة رغبتي في عربتي 
ماذا يُراد ويْشتهى في غيرها 
صلّى عليه الله ري دائماً 


ومنه : [من الطويل]: 


لقد د ضعت في قفر فما لي عائدٌ 


تيْوى تجده غاية المطلوب 
والموت يأتي بعدها بقريب 
فافهم فديتك شرع حال كثيب 
لي جنة في روضة المحبوب 
ما بان نجم أو هوى بغروب 


مقالاً فصيحاً وهو بيت من الشعر 
فوا حسرتا إِذْ كنت في جانب البرٌ 


ولهذين البيتين قصةٌ عجيبة » وهي أنَّ المشار إليه كان يختلف كثيراً إلى 
مسجد قباء » وكان وقف المسجد إلى جهة الشيخ أبي اللطيف البري » وما كان 
يقوم بخدمة المسجد » وما يحتاج إليه من العمارة وغيرها كما ينبغي » فكتب 
هذين البيتين على مسجد قباء . 

وبالجملة : فإنّه كان لطيف التظم رقيقٌ الطبع » وكان صاحينا الفقيه 
أحمد بن الفقيه محمد با جابر قد اجتمع به بالمدينة الشّريفة فحكى عنه من 
التّوادر المُسُتظرفة والحكايات المُسُْتطرفة شيئاً كثيراً » وله مشاركة في كثير من 
العلوم > وتقرأ عليه الطلبة في غير واحد من الفنون » وهو إلى الآن موجود › 
وله أخ ثانِ بحضرموت اسمه زين على قدم والده يُشار إليه بالصَلاح . 

© وفيها : في ضحى يوم الأربعاء ثاني عشر شهر جمادى الأولى توفي 
الفقيه عبد القادر بن الفقيه عبد الله بن الفقيه الصّالح أحمد بن محمد با فضل 
بعدن » ودفن داخل دائرة مقبرة جدّه الفقيه محمد بالقرب من قبره » وكان رجلاً 
لبيباً عاقلاً فاضلاً أديباً بليغاً نحوياً يقول الشعر » وكانت له مشاركة في الفقه 
والحديث . أخذ عن الفقيه عبد الله بن عمر مخرمة » والعلامة شهاب الدّين 


. ولا يستقيم بها الوزن‎ ٩ في ( م )و( ط) : « تشتهي‎ )1١( 


OA 





أحمد بن عمر الحكيم » وأخذ النّحو واللغة عن الفقيه محيى الدّين عبد القادر 
الحموي وذلك ببلده عدن » وكان قائماً بوظيفة مسجد الدّرسة 2 وولى نيابة 


الشافعية بمدينة عدن 2 وكانت سيرته حسنة محمودة رحمه الله تعالى . 
© وفيها : مات قاضى القضاة محمد حاجى بمكة المشرفة » فقال الأديب 
عبد الرحمن الخفاجي المكي مؤرخاً لذلك : [من الوافر]: 


لقدرحمًا لمهيمن قبر قاض 
إمامٌ عالمُ حبزتقئ 
فدل على سعادته انطراحٌ 
له عدل به الركبّان سَارتث 
بميزان يحل بخير أرضٍ 
فقاريخ الوفاة له بضبط 


عزيزاً قد سما عرٌافتخارة 
به الشرع الشريف علا منارة 
بياب الله من قدعرٌ جارة 
وزان جماله الأسنى وقارة 
فكان بمكة الغرًا قرارة 
وتحرير جنان الخلد دارة 


© وفيها بنى والدي بأحمد آباد بيتاً » وجاء تأريخه « بيت السعادة « وجعل 
هذا التاريخ الشيخ عبد المعطي با كثير ثم نظمه في أبيات فقال : [من الكامل]: 


أكرم بأرفع روشنٍ قد زيّنت 
قد أتقن الأستاذ صئْعةً وضعه 
أنشاه مولانا الشّريف بقصره ال 
شمس الشموس العيدروس المجتبى 
قطبُ الوجود وغوثنا وملاذنا 
ياحستة من روشن في غرفة 
بالعيدروس سما وجاز نضارة 
ومن السّعادة قد أتى تاريخه 


0۹ 


أرجساؤه إذ صار في عُرفاته 
فرّهاوفاق بذاته وصفاته 
سعالي المنيف فشادٌ من بركاته 
شيخ بن عبد الله شهم حماته 
يارب متعنا بطول حياته 
قد زُخرفت منه بحسن سماته 
مذ حل فيه بنفسه وبذاته 


« بيت السّعادة » فهو من آياته 


ا 


سنة ثمانين بعد التسعمائة 


© وفي سنة ثمانين توفي العبد الصّالح الشيخ عبد الرحيم بخضر خادم 
سيّدي الشيخ الوالد فقير الشّيخ الكبير سعيد بن عيسى العمودي › وكان له حسن 
ظن مفرط في الوالد حتى إِنّْهِ كان يبتلع بصاقه » وكان مجذوباً » ورويت عنه 
کرامات رحمه الله آمین . 

© وفيها : أخذ السّلطان أكير بن همايون كجرات » وهو من أولاد 
تيمورلنك بينه وبينه أربعة آباء » وكان عظيم الشّأن » ورزق السّعد في أيامه › 
وطالت مدة ولايته واتسع ملكه جداً » وكان عادلاً حليماً عاقلاً حكيماً . 
والكلام فيه يطول والمسائل في شأنه تعول » فلنقبض العنان والله المستعان . 
وكانت مدة سلطنته خمسين سنة » وتوفي في شهر جمادى الآخرة سنة أربع 
عشرة بعد الألف » وتاريخ العام يجمعه « غدي » بالياء وهي لغة غير فصيحة في 
غدا_بالألف - أي ذهب » وقلت في ذلك : 
غدي أكبر في الذاهبيسن وذي سنّة الله في الغابرين 

وتولى بعده ولده سليم شاه . 

© وفيها : وقع ختم ١‏ إحياء علوم الدّين » بحضرة سيّدي الوالد » فأنشأ 
الشيخ عبد المعطي با كثير قصيدة وهي : [من الكامل]: 
ياسيّدَ السادات يابن المصطفى يانسل حدر ياعظيم الشَانٍ 
يا قطبُ يا غوتٌ الورى يامن حوى بالعلم والتقوى أعزمكانٍ 
يا شيخ يا بن العيدروس ومن سما ذاتاً وأوصافابكلٌ زمانٍ 


العالمين » . 


2 


باخام اليم الشريف بقلب 
أكملتَ إحياء ءَ العلوم قراءةً 
أبديت فيه فوائداً وفرائداً 
أبرزت ذُرَاً من مكامن وضعه 
قرّرت كل دقيقة وجليلة 
فكأن حضرتك العلية جنة 
أو روضة قد أينعت أزهارها 
وكأن ذاتك إذ جلست بمجلس الت 
من حولك الأشراف يمنة يسرة 
من آل با علوي أعلام الهدى 
متمسكين بسئة وجماعة 
هذا هو الفخر المنيف إذا تعد 
بالعلم والتسب الشريف وبالتقى 
فتهن يا بن العيدروس بختمك ال 
ختم عليه من المهابة رونق 
لازْلْتَ في درس العلوم مواصلاً 
واسلم ودمْ في عزة ومكانة 
وعليكَ من رث الأنام تحية 


ولسانه وبسائر الأركان 
بالبحث والتصحيح والإتقان 
بفصيح طق مغ صحيح بيان 

كعرائس تجلى على الآذانٍ 
بعبارة عذبثٌ بحسن بيان 
فقطوفٌ أثمار الفوائد دان 
أو مظهرٌ المعروف والإحسانٍ 
دريس تلقي الرس كالسلطان 
خير البريّة من بني عدنانٍ 
أهل التقى والدّين والقرآن 
متزينين بزينة الإيمانٍ 
مفاخ را بالدّين للإنسان 
والسّعي دأباً في رضا الرّحمان 
إحيا تماماً في أقلّ أوانِ 
زينتته بجمالك الفتَان 
ختماً لدرس بابتداء ثاني 
في ذروة العليا بكل زمانٍ 
ماغردت ورْقٌ على الأغصان 





سنة إحدى وثمانين بعل التسعمائة 


© وفي سنة إحدى وثمانين : فد مركب سيّدي الشّيخ الوالد المسمى 
بالعيدروسى وهو مسافر من الشحر إلى اليو » وكان فيه جماعة من الأشراف 


وغيرهم > فحصلت لهم الشهادة . 


© وفيها : قدم الإمام العلامة أبو بكر ابن الإمام برهان الدّين إبراهيم مطير 
بندر المخا » فكتب إليه الشّريف الفاضل الولي العارف بالله تعالى السَّيّد 
حاتم بن أحمد الأهدل هذا الشّؤال » وهو : [من البحر الكامل]: 


يا مَنْ له في النخو فهم ثاقبٌ 
أوضخ بفضلك لي جواباً شافياً 
البيتٌ هذا من قصيد قاله 
ذكرٌ المعاهد والرّمان الأولا 
وبداله برق بأبرق رامة 
نامث عيونُ العالمين فلم ينَمْ 
إِنْ كان فارقه الفريقٌ فروحه 
هل إن تراها في الأخير بكسرة 
فأجاب : [من الكامل]: 
إن في الكلام بكسرة شرطيّة 
ويريدٌ إن هم فارقوه فروحه 
والففحٌ لم يظهز له معنى وإن 
ولقد أجاد الشاعرٌ المنطيق“ في 


. ) تحرفت في ( ط ) إلى : ( المنطق‎ )١( 


ودرايةٌ في الشّغْر من بين المَلاً 
عن بيت شغْر كله قد أشكلا 
عبد الرّحيم فصح لنظم قد حلا 
فبكى لأيام العذيُب وأغولا 
وهنا فبات من الجوى مُتململا 
وسلت قلوث العاشقين وما سلا 
معهم تسير مع الهوادج في الملا 
أو فتحة حقّق هديت تفضلا 


والفا جواباً جاء بعد مفصّلا 
معهم ملازمة تساير في القَلاً 
فلنابهجاء الجواب معطلا 


حاكث بلاغته القريظ فخلته وشياً على الحسنا يفوق على الحلا 
لازالت الألفاظ وع مراده وفؤاده بالدَرٌ صار مكلّله() 
ثم الصضلاة على ابي وآله وصحابه والتابعين على الرّلا 

© وفيها : جاء السّلطان أكبر إلى كجرات » وذلك أنه بعد أن أخذها ترك 
فيها بعض الوزراء ورجع » فحاول من بقي من أمراء كجرات أن يستنزعوها من 
يد ذلك الوزير وحاصروه بجموع عديدة » وكادوا أن يظهروا عليه » فلما سمع 
السَلطان بهذا الخبر دهمهم بجنود كثيرة > ووصل إليها في مدة قليلة › 
وحاربهم أشد المحاربة حتى قتلهم عن آخرهم . 

© وفيها : وقع بأحمد آباد ريح عاصف عظيم مع غبار كثير حتى أظلمت 
الأرض » وعقبه رعد وبرق وقليل مطر . 


23 





. في (م) :«... مکمّلا»‎ )١( 


1Y 





سنة اثنتين وثمانين بعد التسعمائة 


© وفي سنة اثنتين وثمانين توفي الفقيه العالمٌ العلامة المتبحر سراجٌ الدّين 
عمر بن عبد الوهاب الناشري''' رحمه الله تعالى بمديئة زَّبيد » وكان سكل عما 
يعتاده أهل رّبيد من العيد الذي في أول خميس من رجب هل له أصل » وهل هو 
سنة أم ل؟ فأجاب بهذه الأبيات : [من البسيط]: 


وسائل سال عن قوم وعادتهم 
أسنَةٌ هو أو لا؟ أو ضحوه لنا 
فصارٌ ذلك عيداً عندنا فلذا 
نعم لنا فيه تخصيص المحيبّة إذ 
فصارٌ إقباله فيه القبول على 
ثم الصَلاة مع التسليم لا برحا 
والال والصحب ثم التابعين لهم 


عيد الخميس الذي في مبتدا رجب 
وما لتمييز هذا اليوم من سبب؟ 
عيد الخميس الذي في مبتدا رجب 
بالاتباع إلى منهاج خير نبي 
نخضّه بمزيدٍ الحبٌ في القرَب 
ولا صلاة ولا شيء من القُرّبِ 
كان التجاة لنا فيه من الطب 
قوابل القابلين الأكل عن إرب“ 
على محمد خير العجم والعرب 
ما انهل مُرْنْ على الأشجار والكثب 


© وفيها : توفي الشّيخَ الفاضل عبد القادر بن أحمد بن علي الفاكهي”" 
المكي بمكة » وكان مولده في شهر ربيع الأول من عام عشرين وتسعمائة . وله 


() ترجمته في ! شذرات الذهب »( /١١‏ 0۸۳-05۸۲ ) . 


(۲) في( م) ٠:‏ . . الكل عن إرب » . 


)۳( ترجمته في « شذرات الذهب » ( 1۱°/ O A‏ ( « و« معجم المؤلفين»" ( ۲۸۳/٥‏ ) 


و« الأعلام »(75/4) . 


تصانيف مفيدة منها : شرحان على « البداية » للغزالى أحدهما'؟ أكبر من 
الآخر » ومصنفاته كثيرة لا تنحصر . ورأيت منها جملة عديدة في فنون شتى . 
ولعمري إنه يشبه الجلال السّيوطي في كثرتها بحيث أنه يكتب على كل مسألة 
رسالةٌ مع أن عبارته ما هي بذاك رحمه الله . وسئل عن حكمة ما يقع أيام 
الموسم من حدوث الهم والتشاغل لمن لا عيال له ولا ديْن يثقله ويهمه › 
فقال : إن السّرّ في ذلك والله أعلم هو اشتغال أكثر النّاس واهتمامهم بمعاشهم 
ونحوه » فيسري ذلك منهم ولغيرهم كما جاء في الحديث : ١‏ المؤمنون 
كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه شكى البعض الآخر )"2 . 
ومن شعره : [من الكامل]: 
إن كان رفضي في محبّةٍ حيدر وبنيه" قاطبة فإني رافضٌ 
حسبي اقتدائي بالإمام مقلدي الشّافعي بحر العلوم الخائضٌ 
ومنه في القهوة : من مجزوء الرمل]: 
إشسربٍ القهوةً صرف ا تجدٍالصَّفْومزاجها 
واذكل رالهُ عليها تشهدالأئسَ سراجا 
ومنه تاريخ بيت بناه الشريف أبو نمي سلطان مكة : [من الخفيف]: 
إن بياًبناهءخيهمليك أسَسّ المجد كه وأشادة 
فاق في وصفه وحسن بداه كل قصر به العلا والسَّياده 
جاء تاريخ وصفه في نصيفي ‏ أنا بيت الملوك دار السّعاده 


وكان الفقيه الصّالح محمد بن عبد الرّحيم با جابر رحمه الله قد اجتمع به 





. ) أهل هما » . وما أثبتناه في ( ط‎  : في( م)‎ )1١( 

() قطعة من حديث رواه البخاري رقم ( 501١‏ ) ومسلم رقم ( 1087 ) عن النعمان بن بشير 
رضي الله عنه مرفوعاً إلى رسول الله يكل . 

(۳) تحرفت في ( ط ) إلى : ” وبتير.. ٠.‏ . 


10 





بمكة سنة سبعين وتسعمائة وأنشده هذين البيتين من لفظه وذكر أنهما لجدّه : 
[من البسيط]: 
بادز إلى طلب العم العزيز وإ ضاقث ولم تصففُ أقوات وأوقاتٌ 
ولا تؤخزلصفوورجاسعَة فهم يقولون للتأخير آفات 
© وفيها : توفي العلامة المتفنن القاضي عيسى الهندي بأحمد آباد » وكان 
من أعيان العلماء المشهورين وأوحد المشايخ المدرسين » وله تصانيف نافعة 
رحمه الله . 
© وفيها : توفي سلطان [الروم]”'' العثمانيين السَلطان سليم”"' بن السلطان 
سليمان . وللأديب مامية الانقشاري في تاريخ موته : [من الرمل]: 
فارق المُلك سليم المُجتبى وغدا ضيفاً على باب الكريم 
وغدا في الشهدا تاريخه رحمةاله على حي سليم 
وقد وضع لوفاته أيضاً بعضهم تاريخاً مطابقاً إلا أنَّ فيه تجاوزاً من حيث 
الكتابة ومن حيث اللفظ أيضاً وهو : « مضا سليماً » قال بعض أصحابنا : وهذا 
لا بأس به ولو كان ملحوناً فالعلم حاصلٌ . ولمامية الانقشاري تاريخ ابتداء 
سلطنة سليم نصيف هو « تولى سليم الملك بعد سليمان » وتولى بعده ولده 
السَلطان مراد . ولمامية الانقشاري في تاريخ ذلك : آمن الكامل]: 
بالبخت فوق التّخت أصبح جالساً مَلكٌ به رحم الإله عبادة 
وبه سريرٌ المّلكِ سر فأرخوا حازالزمان من السّرور مُرادَةٌ 
ولبعضهم أيضاً في مثل ذلك بيتان : [من مجزوء الكامل]: 
ياسائلي تاريخ من ولي الخلافة والحَرمُ 
)00( لم ترد الكلمة في ( ط ) » وأثبتناها عن ( م ) . 
(۲) ترجمته في « شذرات الذهب » ( ٥۸١-٠۸١ /٠١‏ ) وه أخبار الدول وآثار الأول » للقرماني 


(/7-15) وه الكواكب السائرة » ( ٠١١/۳‏ ) وه تاريخ الدولة العلية العثمانية ؛ ص 
( 805-567 )وه العقد المنظوم ©( 55-5015 ) . 


كك 


فاسمعهمئي إنه هذاالمرادلقدحكم 
ومولد هذا مراد في سنة إحدى وخمسين وتسعمائة فأفهم بعض المؤرخين 
أن مراداً هذا من الصَالحين لكون تاريخ مولده يجمعه عدد حروف الذكر لقو 
تعالى : « ولذ كينا ف الرَبوْرِ من بَحَدٍ د زم أرك ادس ّا عِبسادِى 
يريك 4 الأنياء : 8:0 » وتوفي الستلطان مراد رحمه الله ثاني جمادى 
الأولى سنة سنة ثلاث بعد الألف » وتولى بعده السّلطان محمد » وهو السّلطان 
اليوم . | 

© وفيها : عمّر الوزير درويش باشا حماماً عظيماً » فعمل الأديب البارع 
مامية الانقشاري لذلك تاريخاً لطيفاً وهو « حمام رفع الحدث » ثم نظمه في 
أبيات وهي : [من السريع]: 

درويشٌ باشا شاد حيّامه ومن قديم مثله ماحَدَتثُ 
يروي الشفاعن مائه والهوى كأن روح الله فيه تك 
فاجزم على العْسْلٍ به كي ترى تاريخه ١‏ حمّام رفع الحَدَثْ) 
© وفيها : أيضاً عمّر الوزير المذكور جامعاً بدمشق المحروسة”2 » فجعل 
له مامية الانقشاري أيضاً تاريخاً وضمنه فى هذه الأبيات : [من الرجز]: 

في دولة السّلطان بالعَذل مراد من قام بالفرض وأحيا الشک٠“‏ 
درويشٌ باشا قد أقام مَعْبَداً وكم له أجرٌبه ومتة 
بنا خير جامع تاريخه «لله فاسجد واقترب بجلّة » 





)0غ( انظر الخبر في « شذرات الذهب »( 1° 0۸°( . 
(۲) في (م) و( ط) : ١‏ .. واجباً والسنة » وما أثيتناه في « شذرات الذهب » وهو الأصح 
للمعنى والوزن معاً . 





© وفي المحرم سنة ثلاث وثمانين : طلب السّلطان عبد الله بن بدر 
الكثيري الفقيه الصَّالح العلامة محمد بن عبد الرحيم با جابر من بلدة بروم إلى 
الشّحر ليوليه تدريس مدرسة أبيه السلطان بدر بها وألزمه بذلك » ففعل › 
وانتفع بتدريسه الأنام واستنارت بذلك وجوه الليالي والأيام . وما أحسن ما قاله 
السّيّد الشريف الفاضل وجيه الدّين عبد الرّحمن بن أحمد البيض با علوي 


رحمه الله في ذلك : [من الكامل]: 

شمسٌ الهدى طلعت وغاب رقيبها 
بظهور مولانا ومالك عصرنا 
مولى ملوك الأرض غير مدافع 
عبد الله السلطان منصور اللوا 
لما أتى للشّحر يصلح أمرها 
ودعى إمام العصر فرد زمانه 
أعني الفقيه محمد بن مزاحم 
العالم الحبرٌ المبرّز في الغلا 
جاد الزمان به علينا فاغتدث 
عُفرث ذنوبك يا زمان جميعها 
إن كنت ترغب في العلوم ونقلها 
فعلى الخبير بها سقطت فسله عن 


. لم يستم وزن الشطر الأول من هذا البيت‎ )١( 
. (؟) لم يستقم وزن الشطر الثاني من هذا البيت‎ 


1۸ 


ونجومٌ نحس الجهل أن مغييُها 
نجلُ الخلافة فحلّها ونجيثها 
ومدفع لبعيدها وقريبها 
مردي العداة بكمّه تعذيئه0) 
وجميع داعية الفساد يذيبها 
شيخ العلوم فقيهها وأديبها 
من زاحم العلما وحار نصيبها 
سباق غايات الكرام خطييُها 
أيامه معلومة من طيبها 
إذ قد برزت إلى القلوب حبيبها 
باوز إليه وسَله في تهذيبها 
ما شئت من عزيزها وغريبها'") 


فالله يبقيه ويصلح شأنه وجميسع أعداه اللقام يصيبّها 
وفيها : في شعبان فرغ والدي رحمه الله من كتابه « الفوز والبشرى في الدنيا 
والأخرى شرح العقيدة الزهرا » 3 وهذا الكتاب من محاسن الدهر لم يسبق إلى 
مثله فيما علمت » ولما سمعه بعض العلماء الصلحاء قال : كنت أدور الأشياء 
من جهة المعتقدات فما شفانا شيء مثله فيها لا من كتب الغزالي ولا اليافعي . 


2 
36 
E 


58 


سنة أربع وثمانين بعد التسعمائة 


© وفي شهر ذي الحجة سنة أربع وثمانين توفي الشيخ العلامة المفئن 
عبد الله بن سعد الدين المدني السندي''' بمكة رحمه الله تعالى » وكان من كبار 
العلماء البارعين وأعيان الأئمة المتبحرين » وله جملة مصنفات منها « حاشية » 
على « العوارف » للسهروردي . 

© وفيها : توفي العالم الصّالح الشريف عبد الله الشهير بالتحوي ابن عبد 
الرحمن بن هارون با علوي بتريم . ومن كراماته : أنه كان في يوم من الأيَام 
جالساً وعنده أخي السَّيّد عبد الله » فقال له : يا عبد الله إن معي خاطراً أن فلاناً 
يفعل كذا وكذا » وذكر شيئاً من الأفعال المذمومة التي لا يبيحها الشرع وقعد 
معي أياماً » وهو من المتعلقين بنا وتجب له منا التصيحة » فاللبه إلى عنده 
وكلمه » فاعترف بذلك » وتاب من وقته » وحسنت توبته » ثم إِنَّ الشّريف بقي 
يلوم نفسه على ذلك ٠‏ ويقول : أخاف أن يكون هذا من الاستدراج . 

© وفيها : في ليلة السبت ثاني عشر رجب توفي الشّيخَ جمال الدّين 
محمد بن الشيخ عبد الرّحيم بن محمد » وهو أخو الشيخ العلامة أحمد 
العمودي الذي تقدم ذكره » وهما أبناء الشيخ الكبير العلامة الشهير الفقيه 
عثمان بن محمد العمودي - نفع الله بهم الحضرمي بأحمد آباد » وكان حسن 
الأخلاق » كريم النفس . كثير التواضع »> محبوباً عند الناس » ذا وجاهة 
عظيمة وقبول عند الخاص والعام رحمه الله تعالى . 

© وفيها : في يوم الاثنين ثالث شوال توفي العبد الصالح سيدي سعيد 





. ) 0۷/٦ ( ومعجم المؤلفين‎ ) 097/١١ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )1١( 


سلطاني الحبشي”'' بأحمد آباد » وكان حنفي المذهب » وكان يتعصب للإمام 
أبي حنيفة حتى أنه ربما حمله ذلك على تنقص الإمام الشافعي » وكان فقيهاً 
مشاركأ في كثير من العلوم » وكان يحفظ القرآن العظيم » وكان كثير العبادة » 
وكان يختم في رمضان خمس ختمات [في الصلاة]" وكان أمراء الجيوش 
يحترمونه أشد الاحترام ويعاملونه بالإجلال والإكرام » وكانوا جعلوا له معلوماً 
يوازي خمسة عشر ألف ذهب » وكان محسناً محباً لأهل العلم » ولما حج قرأ 
على الشيخ ابن حجر الهيتمي » وكان له رغبة في تحصيل الكتب حتى أني 
سمعت أنه كان يصدر لشرائها إلى مصر المحروسة › وابتنى بأحمد آباد مسجداً 
جيد العمارة إلى غير ذلك من أفعال الخير » إلا أنه كان فيه كبر » والكمال لله - 
رحمه الله وإيانا - وقبره بمسجده » ثم قبر إلى جنبه شيخنا الشيخ عبد المعطي 
باكثير . 

© وفيها : كانت وفاة السلطان عبد الله بن بدر . 

© وفيها كان إتمام الحرم المكي في أيام السَّلطان مراد » وكان ابتدأ في 
عمارته أبوه السّلطان سليم » فجاء تاريخه « عمر الحرم سلطان مراد » . 

© وفيها : عمّر قاسم الذابولي مسجداً في بندر المخا » وجعل جامعاً 
للحنفية » فقال السيد حاتم مؤرخاً لذلك في بيتين » وهما : لمن مجزوء الرمل]: 

تنج د نيه جمالٌ فيه انوا بهي ة 

وافقّالتاريخ منله (مستق ار الحنفة) 





. ) 0945/١١ (» ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 
. ) زف4 ما بين الحاصرتين لم يرد في ( ط ) وما أثبتناه عن ( م‎ 


۷1 





سنة خمس وثمانين بعد التسعمائة 


© وفي سنة خمس وثمانين : طلع نجم ذو ذؤابة كهيئة الذنب طويلة جداً له 
شعاع » ومكث كذلك يطلع نحو شهرين وأكثر . 

© وفيها : كان ختم « صحيح البخاري » بحضرة سيّدي الوالد » وأنشأ 
الشيخ عبد المعطي في ذلك قصيدة طنانة » وهي : [من الطويل]: 


حديث غرامي مسندٌ ومسلسل 
وعشقي صحيح والعواذل قولهم 
وماحَسَنٌ إلا الأحاديث عنكم 
خلعت عذاري في هواكم أحبّتي 
ولي بين سفححي لعلع وطويلع 
مقيمٌ على شط المزار كأنة 
هواه بنجدٍ بل ببطحاء مكة 
ويا جيرة البيت العتيق ومن لهم 
مقام عليه للخليل مآئرٌ 
وزمزمٌ والحجر المشيّد والضّفا 
معاهدٌ فيها للنيٌ ترددٌ 
عسى عودة يا جيرة الحيّ عاجلاً 
ونلقي عصى التسيار من بعد بعدنا 
إلهي فجذ للغائبين بأوبة 


VY 


ومطلق دمعي فوق خدي مُرسل 
ضعيفٌ ومترولكٌ هباء منقول 
وأما حديث عن سواكم فمعضل 
وطات سماعي ) حين يُنقل 
وقد لذ لى فيه الع والتذلل 
فؤادٌ كتيب مسد هام معلل 
أسيدٌ بهاتيك الهراص موكل 
وجثته بالهند كيف التحول 
فجارهم في ذروة العرٌ يحمل 
حطيمٌ وأستارٌ ورك مقبل 
وملتزم فيه الدّعا متقببل 
ومّروة والمسعى فتنسعى ونرمل 
فنرفل في ثوب الشّرورٍ ونحجل 
فأمٌ القرى فيها المقامٌ مؤمَلٌ 
يكون لنا فيها الشفاء معججل 


إلهي وسيلتنا إليك نينا 
محمّدٌ المبعوث من آل هاشم 
وعترته الأشراف من أنجبت بهم 
أخصص منهم آل علوي من لهم 
ومن بعض ما خصوا به أن عقدهم 
مقدمهم بحر الحقائق سيد 
كذا الفخر والسّقافٌ قطبا ولاية 
وشيخ بن عبد الله شيخي وقدوتي 
إمامٌ عظيم بالمهابة مرتد 
هو البحر في علم الحقيقة زاخر 
فيا شيخ يا بن العيدروس ومن له 
سمعت أحاديث البخاري مسنداً 
حديث نبي الله جدك أحمد 
منقحة جمع البخاري من له 
أصح كتاب في الحديث لأنه 
مشايخه عن شرطه ليس يخرجوا 
وزينه قار فصيح مهذب 
فيا عيدروس الخير يا أوحد الورى 
ويا شيخ ياغوث الأنام وغيثهم 
ويامّن غوادي علمه ونواله 





دلق في ( ط ) : ١‏ العرّاء » تصحيف . 
)۲( في ( ط) ٠:‏ .. . المتنفل » . 


VY 


نبئ الهدى المدثر المزقل 
بشيرٌ نذيرٌ للخلائق مُوْسلُ 
لحيدرة الزّهراء س مسلسل 
فضائل منها مجمل ومفصَل 
وتفصيلها زهد صلاح تول 
عن السّئّة الغرّاء”2 لا يتحول 
كذا نجله علوي قطبٌ مدلل 
فسرهما للعيدروس مكمّلٌ 
له باكتساب العلم مجد مؤثل 
همامٌ كريمٌ بالوقار مسربلٌ 
هو الحبرٌُ في علم الشريعة فيصل 
على هَامَة الجوزا مقامٌ ومنزل 
بمجلسك العالي وأنت المبججلٌ 
وسيرته قول وفعل مفصّل 
لصخة تحرير الحديث توصل 
منقح من حيث الرواة مغربل 
جهابذة عدل عن العدل ينقلٌ 
له مقرل عذب الأداة مسرتل 
ويا أيّهذا السيّدالمتفضّة0) 
إذا ما تخطى العارض المتهللٌ 
ومعروفه تهمي علينا وتهطل 
كعادتك الحُسنى تحل وترحل 





صحيحٌ البخاري والشفاء كلاهما 
فلا زلت يابن العيدروس تفيدنا 
تفيد علوم الشّرِع حيناً وآوناً 
وترشد ضلالاً وترفد معدماً 
فعش وابق واسلم في ذرى المجد راقياً 
وأزكى صلاة مغ سلام معطر 
على المصطفى من شرف الله قدرّه 
وعترته مع آله وصحابه 


لدين الهدى أمن وأصل ومعقل 
علوماً وأحكاماً وتعطي وتجزل 
تبث علوم القوم فينا وتبذل 
ففي الدّين والدُنيا عليك المعوّل 
بعلم ومعروف تقول وتفعل 
يفوح بريّاه جنوب وشمأل 
ومن جاءه وح من الله مرل 


و 


وتابعهم ماجاد غيث مجللٌ 


© وفيها : توفي الرّجل الصّالح ميان عبد الصمد الهندي » وكان من 
الأخيار » محسناً متواضعاً عالماً فاضلاً . وحُكِيّ أنه كان إذا لم يكن على طهارة 
وثمّ أحدٌ ممن اسمه نبي لم يتلفظ باسمه تعظيماً واحتراماً لذلك الاسم 


الشريف . رحمه الله تعالى آمين . 


قلت : وفى كتاب ١‏ المدخل » لابن الحاج المالكي رحمه الله قال : وقد 
« ما منْ أهل بيت فيه اسم نبي إلا بعت الله تبارك وتعالى ملكاً يقدسهم بالغداة 


والعشى 0" انتهى . 


¥ 


2 


(۱) ذكره أبو نعيم في « ذكر أخبار أصبهان » ( 0١‏ ) والخطيب البغدادي في ١‏ تاريخ بغداد » 
51١0/15 (‏ ) والشوكاني في ١‏ الفوائد المجموعة ٠‏ ص ( 559 ) وعزاه للخطيب البغدادي 
عن عليٌ » وابن عباس » وابن عمر مرفوعاً » وقال : وفي إسناده من رمي بالكذب › وقد 


أورده ابن الجوزي في « الموضوعات » 8 


سنة ست وثمانين بعد التسعمائة 


© وفي سادس شوال سنة ست وثمانين : استشهد الرّجل الصالح العلامة 
جمال الدّين محمد طاهر المُلقَّبِ بملك المحدثين ن¿ الهندي”'' ‏ رحمه الله آمين - 
على يدي المبتدعة من فرقتي الرافضة السبّابة والمهدوية القتالة . وسبب ذلك 
له كان ينافرهم ويناظرهم ويريدهم يرجعون إلى الحق ويتركون ما هم عليه من 
الضلالة والزندقة »> وكان هذا دأبه أبداً > وجرى له معهم وقائع كثيرة » 
وقهرهم في مجالس عديدة » وأظهر فضائحهم وكشف خزعبلاتهم ودمغهم 
وأدحض حجتهم وأبطلها » وبالغ في في الرَّدٌ عليهم والتحذير منهم » حتّى قال 
بكفرهم وجزم بخروجهم من الدّين والمنهج القويم وضلالهم عن الصّراط 
المستقيم ٠»‏ وأراد إعدام هذا المذهب القبيح رأساً » وسعى فى ذلك سعياً 
بليغا » وأراد التوصل إلى سلطان الزمان لذلك » فاحتالوا عليه حتّى قتلوه قبل 
اه بعل إلى ذلك ولا حول ولا قوة إلا بله . وهو الذي أشار إليه الي ا 
بالمزية في الرؤيا التي رآها الشيخ علي المتقي السّابقة » وناهيك بهامن 
علية . وكان على قدم من الضلاح والورع والتبحر في العلم » وكانت رلاد 
سنة ثلاث عشرة وتسعمائة » وحفظ القرآن وهو لم يبلغ الحنت » وجَدّ في 
طلب العلم ومكث كذلك نحو خمسَ عشرةً سنة » وبرع في فنون عديدة وفاق 
الأقران حتى لم يعلم أن أحداً من علماء كجرات بلغ مبلغه في فن الحديث . 
كذا قاله بعض مشايخنا . 

وله تصانيف نافعة منها : ٠‏ مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف 
الأخبار » 





)0( ترجمته في « شذرات الذهب » ( 7505-501/1١١‏ ) و« الرسالة المستطرفة ) ص ٠١۸(‏ ) 
و« معجم المؤلفين ؛( ٠٠١/٠١‏ ) والأعلام ( ۱۷۲/١‏ ) . 


Vo 





وشيوخه كثيرون » ولمًا حجٌ أخذ عن الشَّيخْ حسن البكري › والشّيخ ابن 
حجر الهيتمي » والشّيخ علي بن عراق » والشيخ علي المتقي الهندي المكي › 
والشيخ جار الله بن فهد. وأخذ عن جدي السَّيّد عبد الله العيدروس في 
التصوف بعدن . وورث من أبيه مالا جزيلاً فأنفقه على طلبة العلم الشريف › 
وكان يُرْسلُ إلى معلم الصّبيان ويقول : أيّما صبي حسن ذكاؤه وجيد فهمه 
أرسله إلى › فيرسل إليه » فيقول له : كيف حالك؟ فإن كان غنياً يقول له : 
تعلم » وإن كان فقيراً يقول له : تعلم ولا تهتم من جهة معاشك » أنا أتعهد 
أمرك وجميع عيالك على قدر كفايتهم » فكن فارغ البال » واجتهد في تحصيل 
العلم » فكان يفعل ذلك بجميع من يأتيه من الضعفاء والفقراء ويعطيهم قدر 
ما وظفه لهم » حتى صار منهم جماعة كثيرة علماء ذوي فنون كثيرة » فأنفق 
جميع ماله في ذلك . 

وحْكِيَ أنه في أيام تحصيله قاسى من الطّلبة وغيرهم شدائد » فنذر إن 
رزقه الله علماً ليقومن بنشره ابتغاء مرضاة الله » فلما تمّ له ذلك فعل كذلك » 
وقام به احتساباً لله » فانتفع بتدريسه عوالم لا تخصّى » رحمه الله وأعادّ علينا 
من بركاته امین . 


Al 





© وفي سنة سبع وثمانين توفي الوليٌ الصّالح الشريف عمر بن عبد الله بن 
عمر الهندوان"'' با علوي بتريم . وسبب شهرته بذلك أنه كان فيه قوة لقوته في 
دينه وبدنه شبيهاً بالحديد الهندوان . 

ومن كراماته : أنه خبر أخي السّيّد عبد الله عن شيء يقع من بعض الاس 
قبل وقوعه » وذكر ذلك الشخص بعينه » فكان كما قال بعد موته بيسير 29 . 

© وفيها : مات السّلطان حيدر بن حنش”' صاحب أحو (؛ 

© وفيها : توفي الفقيه الفاضل الصّالح نور الدّين علي بن صبر اليافعي 2 
الشافعي . وحكي أنه كان قصد الوزير الفخان في آخر الأيام إلى قوارير" › 
وكان عند الوزير المذكور جماعة من الأشراف آل با علوي وغيرهم » فلما رأوا 
إقبال الوزير المذكور عليه حسدوه وتكلموا فيه عنده حتّى أعرض عنه › فرأى 
بعض أولئك الأشراف جده القطب الفقيه محمد بن علي نفع الله به وهو يعاتبه 
من أجله ويقول له : إن هذا الرّجل يحبنا وأنت تتكلم عليه > أو نحو ذلك . 


بد | عع 0 ع3 





. ) 505/1١١ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 

(۲) علق أستاذنا المحدّث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله على هذا الكلام بقوله : « هذا 
من المبالغات في الكرامات » فإنه لا يعلم الغيب إلا الله ٠‏ عن « شذرات الذهب» 
.)505/٠١(‏ 

2 ترجمته في « شذرات الذهب »( 500/١١‏ ) وأسمه فيه: حيدرة . 

(8) أحور: مخلاف في اليمن » انظر « مععجم البلدان » ( 118/١‏ ) وه مراصد الاطلاع » 
(١/9ة").‏ 

)0( ترجمته في « شذرات الذهب 5١8/١٠١ (٩‏ ) . 

»( رُسِمَثْ الكلمة في ( م ) : « كوالير » . 


YY 





سنة ثمان وثمانين بعد التسعمائة 


© وفي سنة ثمان وثمانين : أجريت العينٌ إلى مكة المشرفة » وكان قد 
سعى في ذلك الشريف أبو نمي والقاضي حسين - شكر الله سعيهما وجزاهما 
عن المسلمين خيراً ‏ وبذلا فى ذلك مالاً جزيلاً > وسبب ذلك أن عين مكة 
كانت انقطعت عنهم ومكثوا كذلك مدةً من الزمان وتضرر أهلها بسبب ذلك 
جداً » وكان الرّمل هو الذي سد مجرى الماء إليها » فتوجه الشريف والقاضي 
إلى إصلاحها حتى عادت أحسن مما كانت . وما أحسن قول بعض الفضلاء فى 
ذلك مادحاً للقاضي حسين رحمه الله تعالى : [من مخلع السيط]: ٠‏ 
أقضى القضاة الحسينُ أغنى ‏ سكن أمٌ القرى بعيئنه 
وجاء بالعين بعديأس فشكزهواجث لعينه 

© وفيها : توفى على عادل شاه سلطان بيجافور ١‏ قتله بعض الخصيان من 
عبيده لأمر ما . 00 

© وفيها : قرأ القرآن العظيم عن ظهر القلب راجا علي خان سلطان برهان 
فور » وهو يومئذ سلطان وفي سن الكهولة » وجعل تاريخ ذلك العام الشيخ 
عبد اللطيف الدبير « حفظ » . 


GVA 


سنة تسع وثمانين بعد التسعمائة 


© وفي ليلة الثلاثاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة تسع وثمانين توفي 
الشيخ الفاضل المحدث المعمر عبد المعطي بن الشيخ حسن بن الشيخ عبد الله 
با كثير المكي ثم الحضرمي"'2 بأحمد آباد » وكان مولده في رجب سنة خمس 
وتسعمائة » وكان من الأدباء الفاضلين والشعراء المصقعين . ولد بمكة ونشأ 
بها » ولقي جماعة من العلماء الفاضلين » وشارك في المنقول والمعقول » 
وتفنن في كثير من العلوم . ودخل الهند آخراً وأقام بها » وكان حسن 
المحاضرة » لطيف المحاورة » فكهاً له ملح ونوادر » ولم يزل على قدم 
الصّلاح والتعفف إلى أن مات . 

وحكي عنه آنه قرأ كتاب « الشّفاء » على بعض مشايخه في مجلس واحد » 
وذلك بعد صلاة الصّبح إلى أول الظهر . من شيوخه : شيخ الإسلام زكريا 
الأنصاري لأنه سمع عليه « صحيح البخاري » بقراءة والده » فهو يرويه عنه 
سماعاً كما في اصطلاح أهل الحديث » والشّيخ زكريا يرويه عن شيخ الإسلام 
الحافظ ابن حجر العسقلاني » ولهذا اشتهر صاحب الترجمة في زمنه بالسّند 
العالي وتميز عن آقرانه بذلك » فازدحم التاس على الأخذ منه وصار له من 
الحظ بسبب ذلك مالا مزيد عليه » وسمعت عليه مجالس من « صحيح 
البخاري » وأنا صغير » وتلفظ لي حيئئذ بالإجازة » وكان والدي طلب منه أن 
يجعلها في أرجوزة حتى يضيفها إلى جنب قصائده » فلم يقدر الله ذلك . 

ومن تصانيفه : كتاب ١‏ أسماء رجال البخاري » يذكر فيه كلّ من اشتمل 





(1) ترجمته في 1 شذرات الذهب )517-517/1١١ (٩‏ . 


۹4 





عليه الكتاب المذكور من شيخ البخاري إلى الصحابي راوي الحديث › ولم 
یتمه › والقدر الذي كتبه منه نحو مجلد ضخم »› والظاهر أنه لو تم يكون في 
مجلدين » وهو مفيد في بابه جداً . 
ومن شعره : [من الخفيف]: 
ضاق ذڏزعي مما ألاقي إلهي وإليك الشكوى من الاأواء 
ياعليماًبمايجنٌ فؤادي يارجائي في شدّتي ورخائي 
يا بديمٌ السّماءيا مالك الملا سك وياذاالجلال والالاءِ 
يالطيفا بخلقه ورحيماً بالبراياياسابغ التَعماء 
لكَ مُلكُ السّماء والأرض والحَل ق لك الأمر يا سميعَ الدُّعاءِ 
فأقِلْ عَثرتي إلهي ويشر كل عُسرياآرحم الرّحماء 
وأناني ما أرتجيه ووسّع لي رزقي براحةوهّناء 
ومله مضمناً للبيت الثاني : [من المنسرح]: 
يارب يامَنْ عليه مُسْتندي ‏ ومن على فضله العميم مُعْتمدي 
« خذ بيدي قبل أن أقول لمن ألقاه عند القيام خُحذ بيدي » 
فامنن إلهي في سمعي وفي بصري بصكحّة دائماً وفي جسدي(1) 
وما بقي لي من الحياة يكن في دّعةسيّدي وفي رغد 
ومنه مضمناً قواعد الإسلام الخمس التي جاء [في]“ الحديث : أن 
الإسلام بني عليها : [من المتقارب]: 
هنيئاً لمن صخ إسلامُه ونال من الدّين أوفى تَصيبٌ 
أقام الصلاة واتىىالزكاة ‏ وصام وحج وزارٌ الحبييبٌ 


(۱) الشطر الأول من البيت لم يستقم وزنه . 
(۲) لم ترد الكلمة في ( ط ) وما أثبتناه عن ( م ) . 


امكف 





ومنه ٠‏ 
يا مالك المُلكِ يا فتاح يا رزاق 


و مهم 
4 و الم 1 


يا مَنْ تكفل لكل الخلق بالأرزاق 


وامنن برزقي وسيع فائضٍ دفاق 


قال : وقد جربتهما فوجدتهما للفرج بعد الشدة مفيدين . 


ومنه في الاثني عشر الأئمة : 

و ٠.‏ 
بالمصطفى وعلي والبتول وبالس 
جعفر وموسى علي والجواد كذا 

ومنه [من البسيط] : 
يا آلَ بيت رسو ل الله مدځكم 
ومنه : [من الوافر]: 


وميمات الدواة تعد سئعاً 


ومنه : [من مجزوء الكامل]: 
الوردٌ سلطان الهو 
فلون هالمحقرين 
وإذا تقض وعم تش اسره 





بطين ثم علي والباقر العلم 
علي الحسن وكذا المهدي ذي الشّيم 


فرضٌ وفضلكم قد شاع في الأمم 
في الذكر جاء فما مدحي وما كلمى ؟ 


ر وما سواه الحصاشّتة 
و و‌ 02 24 1 ۰ ان 9 
يهدي إليك الغفالية 


للق في ( م ) : « .. . خفاء » وكلا الروايتين صحيح . 


5 ه النور السافر 





ومنه : [من الخفيف]: 
قلت إذا أقبل الرّبيع ووافا 
فخدود الملاح تعزى إليه 
ومنه لغ في صالح : [من البسيط]: 


ورده الغفضُ ليت ذاك نصيبي 


أشهى إليّ من الدّنيا وما فيها 


ومنه أيضاً في رمضان : [من مجزوء الرمل]: 


أنا صا وروائي 
صخفوني واطلرحوني 

ومنه أيضاً في شمعة : [من الطويل]: 
وممشوقة هيفاء لدن قوامها 
إذا أصبحت امسن تحد سناتها 
فضوءٌ سَنَاها قد محى آية الدُجى 
تمد لساناً طائلاً غير ناطق 
وجلبابها يحكي لُجَيْناً بياضه 
إذا جمعت تسمعع بتصحيفه ولا 


فدونك لغزاً واضحاً قد شرحته 


ومنه أيضاً في رمضان : [من الخفيف]: 


أي إسم إذا خلا القلبٌ منه 
فى زمان الصا تجده فخذه 
إن 7 . ١‏ أ فخ و ن 


0 ل ٠‏ ع 
,مت تصحيفه خلا أجمعيه 


AY 


بينن رمان الود 


من البيض تزري بالمثقفة السّمرٍ 
تفتق درعَ الليل من طلعة البدرٍ 
فصار نهاراً أبيضاً ساطعٌ الفَجرٍ 
ومن غير أجفان مدامعها تجري 
وأحشاؤها زرت على لهب الجمر 
ت حين مناص جاء في محكم الذكر 
وبيّنته لكن بنوع من السترٍ 


صار يا صصح قلبه مَلآانا 
بعد تصحيفه ولا تتواننا 
وإن هم بالتصحيف تلق أمانا 
ومصان إن زال حرف وبانا 
فغدا واض حا بياناً عيانا 





ومنه في القهوة : [من الكامل]: 
أهلاً بصافي قهوة كالإثمدٍ 
لما أديرت في كؤوس لُجَيْنها 
يحكي بياض إنائها وسوادها 

ومنه : [من الطويل]: 


يقولون لي جاء الشتاء ببرده 
فقلت لهم هذا الفخان ماجد 


ومنه مؤرخاً لأخذ جنكيز خان أحمد آباد 


لا تعجب وا لتص سر جذ 
صز من الله له 
وقد أتى تاريخئه 


جْلِيَتْ فزانت بالخمار الأسوّد 
بيمين ساق كالقضيب الأملد 
طرفاً كحيلاً لا بكحل المرود 


بماذا تلاقيه وأنتٌ عليلٌ ؟ 
و 


وجود يديه بالدفاء كفيل 


: [من مجزوء الرمل]: 


« النصر فى طلعته») 


ومنه هذه الأبيات وكتب بها إلى والدي وطلب منه جارية والتزم أن يكون 
في آخر كل بيت منها هذه الكلمة > وكل كلمة منها لها معنى : [من مجزوء الرجز]: 


ياسيدانعمت ١0‏ 
وود كقنهە غاا 
تدومٌ في ع رك ما 
فكلساترياله ال 
أنجص بز لعبدسيّدي 
هبساتكم مب وورة 
وسيل هامي فضلكم 
ولطفك م بعبدكم 


)غ0( في (م) ١:‏ 





فوق الذراري الجارية 
مشل الرياح الجاريئة 
جرت بحر جارية 
أقدر فيه جارتة 
وعد رجعع الجاريئة 
منالزمان جارئتة 
كف المع الجارية 


.. . همته » وما أثبتناه فى ( ط ) . 





وله قصيدة عظيمة في أسماء مشايخ طبقات الشرجي نفعنا الله بهم » كان 
اقترحها عليه والدي رحمهما الله » وله جملة قصائد في مدح والدي تكون قدر 
عشرة كراريس على القطع الكامل » وهي مدونة » من جملتها ثلاث قصائد 
تتعلق بي : أحدها تهنئة بولادتي » وثانيهما بعافيتي لأني مرضتٌ وأنا صغير 
مرضاً أشرفت فيه على الهلاك ثم عافاني الله تعالى منه وله الحمد » ففرح الوالد 
بذلك فرحاً كثيراً وعمل ضيافة عظيمة لذلك » وثالثها أيضاً كان اقترحها عليه 
الوالد فيما أظن » ومنها هذه القصيدة الفريدة » وقد أجاد فيها كل الإجادة › 
ولله دره » ولحسنها أتيت بها بكمالها » فإنها مما تشهد له بالفضل العظيم 


والفصاحة الكاملة وهي : [من الكامل]: 
قُمْ يانديمٌ فذا الصباحٌ قد الفلق 
قرب صبوحك فالزمان مساعد 
قامت سقاة كؤوسها في حضرة 
قمر يدير الشمس في كاساته 
قد يحاكي السمهري ومقلة 
قوسُ الحواجب موتدٌ لقتالنا 
قلق الوشاح بخصره وتراه قد 
قرّث نواظرٌ عصاشقيه بحبو 
قرأالمحبٌ على صحيفة خذه 
قد كنت همْتٌ بحسنه وجماله 
قضّيت أيامي سدى وسبهللاً 
قد آن أن أثنى العنان عن الهوى 


ومحى بآية نوره لم العَسَنْ00) 
وأور مروقة حكت لون الشفق 
والمشك والكافور فيها قد عَبَقْ 
وبشغره مشل المدامة بل أرق 
كالسيف واللحظ السهام إذا رشق 
ولذا قلوب العاشقين غدث درق 
صمتت خلاخله ودملجه نطق 
لكنْ من الصد المبرّح في أرق 
هذا لعّمر الله أحسن من خَلَقْ 
إذ كان جفن شبيبتي فيه رمق 
ترك الخلاعة والصبابة بي أحق 
وأعود عنه عودٌ عبد قد أبى 
ومضى الشباب كأنه طيف طرق 


. ) في( ط) :قم يا نديم الصباح. . . 4 وبه يُكسرٌ الوزن » وما أثبتناه في ( م‎ )١ 


Af 


قصرت خطاي عن التخطي للخطا 
قمرٌ الهدى شيخ ابن عبد الله نج 
قطبٌ الزمان وغوثه وصلاحه 
قداح زند الفضل وارث جذه 
قرأ العلوم وجدّ في طلب العُلا 
قال لكل مذمّةٍ ونقيصة 
فل ماتشافي مدحه وصفاته 
قتل الحسود لما رأى في وجهه 
قد حاز من شرف النِْوَةٍ نسبة 
قوم لهم في كل فضل قسمة 
قدمت مدحي فيك يا بن المصطفى 
قصَرتُ في تعداد وصفك إذ غدثُ 
قولي بمدحك ماعسى هو بالعٌ؟ 


ومن شعر ولده الفاضل أحمد بن عبد | 


لله محكلم قهوة تجلى لنا 


© فائدة : 


ولخدمة ابن العيدروس مشت عنقٌ 
ل العيدروس المجتبى شيخ الفرق 
كل على هذا المقال قد اتفقٌ 
في العلم والتقوى وفي السب الأحق 
حتى رقى أفق المعارف واتّسق 
وإلى الكمال تراه أكرم من سَبَقْ 
فلأنت أولى أن يُقالَ له صدق 
نور التبوة في أساريره برق 
في آل با علوي كالنور ائتل 
ولهم إلى شرف المعالي مُسْتبِقٌ 
وجماعة لا يحفلون بمن فَسَقْ 
أنجو به في يوم يلجمي العَرَقْ 
أوصافٌ مدحك غاية لا تَلنَحَقٌ 
وبمدحك القرآن حقاً قد طن 
لمعطي في القهوة : [من الكامل]: 

في أبيض الصّيني طاب شرابُها 
دُخانها منْ فوقها أهدابها 


تتعلق بأحمد آباد تشتد الحاجة إليها في بعض الأحيان » ويتعين ذكرها هنا 
لأن جماعةٌ ممن ذكر في هذا التاريخ ماتوا بها > فتكرر ذكرها في هذا الكتاب 
بهذا السّبب » وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الهند . 

قال السّخاوي في « ضوئه » : أحمد آباد » ومعنى آباد عمّر » وكأنه قال : 
عمارة أحمد » والذي اختطها أحمد بن محمد مظفر صاحب كجرات في سنة 


AO 








خمس وثلاثين وثمانمائة » وتوفي قريباً من سبع وأربعين » فاستقر بعده في 
كجرات ابنه غياث الدّين محمد فأقام إلى سنة أربع وخمسين » فاستقر بعده ابنه 
قطب الدّين أحمد » ومات فى رجب سنة ثلاث وستين ٠‏ فخلفه أخوه داود 
وخلع بعد أيام » فاستقر بعده أخوه أبو الفتح محمود شاه » وهو ابن خمس 
عشرة سنة » وإقامته بأحمد التي اختطها جذّه وهو حي في سنة تسع وتسعين ابن 
خمسين سنة . انتهى كلام السخاوي . 

قلت : وعاش بعد السّخاوي أربع عشرة سنة » وقد مر تاريخه » وتولى 
بعده ولده السّلطان مظفر » وتولى بعده ولده السّلطان اسكندر وقتل > ثم تولى 
بعده أخوه السلطان بهادر » وهو الذي بنى قلعة سرت على يد وزيره صفر 
الزومي ٠١‏ ثم تولى بعده ابن أخيه السّلطان محمود وقد مر تاريخه أيضاً وسبب 
مقتله » ثم تولى بعده السّلطان أحمد شاه ومات مقتولا » ثم تولى بعده السَّلطان 
مظفر بن محمود الشّهيد » وكانت الوزراء متغلبة عليهما جداً خصوصا الأخير 
منهما فما كان له معهم من السّلطنة إلا الاسم » والحلٌ والعقد وجميع 
التصرفات للوزراء » نظير ما وقع للخلفاء من بني العباس مع الأتراك حتى آل 
ذلك آخراً إلى تحاسدهم فيما بينهم واختلاف كلمتهم ٠‏ فأدّى ذلك إلى انقراض 
ملكهم وزوال شوكتهم وانتقال الدّولة عنهم إلى غيرهم ٠‏ فأخذ البلاد المغول 
على عهد السّلطان مظفر » وقد مر تاريخ ذلك » ولا حول ولا قوة إلا بالله › 
فزالوا كأن لم يكونوا » ولم يبق إلا أخبارهم الجميلة ومآثرهم الجليلة : [ 
الطويل]: 
كأنَ لم يكن بين الحجون إلى الصا أنيسٌ ولم يسمر بمكة سامِرٌ 

وحُكِيَ أنَّ يحيى بن خالد البرمكي رحمه الله تعالى سمع رجلاً قائماً ينشد 
هذا البيت فأجابه أحد : 


بل“ نحن كنا أهلّها فأبادنا صروفٌ الليالي والحدوث العواثر 


. تصحيف‎ ٩ . . في ( ط ) يلادٌ.‎ )١( 


A٦ 





فسبحان من يقلّبٍ الأمور ولا يتغير بتغير الدهور ؛ وتعالى من لا يزول ملكه 


ولايذهب سلطانه . 


© وفيها : توفي قطب شاه سلطان كلكندة » وكان عادلاً كريماً إلاَ أنه كان 


غالياً في التشيّع رحمه الله . 


© وفيها : دخل سيّدي الشيخ محمد العيدروس إلى الهند » وفرح سيّدي 
الوالد بوصول. جداً وأنشأ هذه القصيدة : [من الرافر]: 


ألآيامرحبا بالعيدروس 
محمد بن عبد الله جئتم 
فأهلاً ألف سهلاً ألف مرحب 
كسيتم من جمال القدس وهباً 
ألا فانشر وبشّر كل حتٌ 
ألا فاشرب هنيئاً من سلاف 


تة معتقة لنامن نور كرمع 


37 


قدومك حافظ للشمل فاجمع 
وعاف اغفر وسلم واعف واستر 





جمال الدّين محيي للتفوس 
ظفرتم زال عنكم كل بوس 
وجللتم بمحبوك قدوس 
ومحبوب بجائزة عروس 
بنور الله ديرّث في الكؤوس 
شربناها على رغم القسوس 
ولا من يدعي نقل الدّروس 
بنا يارتنا تاج الرؤوس 


م اه ا )0( 


)0( بجانب الأبيات كتبت الحاشية الآتية في ( م ) بخط مغاير : « ولادة سيدنا الشيخ محمد بن 


GAY 








© وفي ليلة السّبت لخمس وعشرين < خلت من رمضان سنة ت تسعير" : توفي 
الشّيخ الكبير والعلم الشّهير الشّريف القطب العارف بالله » شيخ بن عبد الله بن 
شيخ بن الشّيخ عبد الله العيدروس"'2 بأحمد آباد › ودُفن بها في صحن داره 
وبني عليه قبة عظيمة . ومن أحسن تواريخ وفاته تاريخ صاحبنا الفقيه 
فانظر تج ذ تاريخه « القطب هو شمس الشموس » 

ولفضلاء الآفاق [فيه جملة مستكثرة من المرائي » ومن غريب الاتفاق]”") 
رحمه الله » ثم أمر بمقابلتها بين يديه » وكان مؤلفها ذكر فيها جملة من المراثي 
التي قيلت في الإمام » فقال ذات يوم : إن المرائي إذا قرئت لا بد أن يموت 
أحد » فاتفق أنْ مات بعد ذلك » ورُئي بمراثي كثيرةٍ حتى أني لم أر أحدا زُثي 
بهذا القدر منها سوى التي ذكرها في تلك الرّسالة من مراثي الإمام التووي . 
وكان مولده سنة تسع عشرة وتسعمائة بتريم . 

وروي عن الشيخ الكبير الولي الشهير شهاب الدّين أحمد بن الشيخ عبد 
التحمن أنه كان يقول : عاد أهل حضرموت يودون فيه نظرة ويخص به أهل بلد 


بعيد من أهل المشرق . 





) 5١؟/:5(‎ ٩ ترجمته في « شذرات الذهب » (١١1/١55-١؟1 ) و7 معجم المؤلفين‎ )١( 
. ) ۱۸۲/۳ (٩ و«الأعلام‎ 
. ) فق ما بين الحاصرتين لم يرد في ( م ) وما أثبتناه عن ( ط‎ 


AA 





وكانت مدةٌ إقامته بالهند اثنتين وثلاثين سنة لأنه دخلها سنة ثمان وخمسين 
وتسعمائة » وكان شيخاً كاسمه » وكما قال فيه بعض الصّلحاء في وصفه : 
ولقد صار بحمد الله شيخ زمانه باتفاق عارفي وقته › وقد ألهم الله أهله حيث 
سموه شيخاً قبل أوانه ووقته وذلك لتحقق وراثته من متبوعه » كما ألهم الله آل 
التي المصطفى لتسميته محمداً قبل تجلي صفاته الحميدة كه > وصار هذا 
الاسم الشريف يصدق فيه من أربع حيثيات » أحدها : أنه اسمه » وثانيها : : أنه 


بلغ في السّن حدًّ الشّيخوخة ٠‏ وثالثها : أنه شيخ أهل التصوف في زمانه » 
ورابعها : آنه شيخ طلبة العلم في العلوم الظاهرة . فهو شيخ اسماً ووصفاً 
وعلى كل تقدير وبكل وجه واعتبار . وما أحسن قول الأديب الفاضل عبد 
اللطيف الذبير حيث يقول فيه : [من الكامل]: 

شي إلى سيل الرشاد سلك وطريقه في العلم مالا يجهل 
شيخ بحسن أدائه وبيانه لعظيم أشكال العويص يسهّلُ 
شيخ تبحر في العلوم فمن رأى بحراً يسوغ لوارديه المنهل 
شيخ عليه من المهابة رون كالتبذر لكن وجهه يتهلل 
شيخ له في الطالبين مسائلٌ صوفيّة إن جعت عنها تسأل 
شيخ تقدّم في السّلوك لأنه إن عد أرباب الكرامةأوَلُ 
العيدروس الحبر قدوةٌ عصره ومن الشدائد مقصد ومومّلٌ 
طب الزمانٍ وغوثّه وغياتٌه من يرتجيه لا يضاع ويهمل 
ابن العفيف أبو الشهاب المرتضى بحر الحقائق مرشد متفضضل 
عَدَثْ الموارد من أتاه وارداً من فيضه درن القساوة يغسل 
ماقيل هذا كامل في ذاته إلا وقلت الشّيخ عندي أكمل 
لازال فيض كماله متواصلاً مادام شيخ في الطريقة موصلٌ 





)1( في ( م) :۱ .. دون.. ۲ . 


۸۹4 





وروي عن الشّيح الكبير والعلم الشّهير القطب شمس الشموس أبي بكر بن 
عبد الله العيدروس أنه قال لأبيه السّيّد عبد الله بن شيخ وكان في خدمته وهو ابن 
أخيه عند وفاته : تمنّ يا عبد الله ؟ فقالَ : ما أريدٌ إلا البركة والدّعاء لي بذريّةٍ 
صَالحة » فبشره بذلك » وقال له : سيأنيك من الولد كذا وكذا وكا وذكر مم 
بأسمائهم وعد من جملتهم سيّدي الشّيخْ صاحب الترجمة › ثم أذ ثنى عليه › 
وأشار بالسّر المصون إليه وقال له : إنه ولدي وصاحب سرّي وأم أمه بنت 
السّيخ علي بن أبي بكر . 

وحُكِيَ أنَّ الشّيخْ علي رضي الله عنه كان إذا رأى السَّيّد عبد الله بن شيخ 
وهو صغير يقول : أرجو أن يتزوج هذا الولد واحدة من بناتي أو بنات أولادي 
فتحصل له منهم ذرية صالححة ؛ فلما عقد اليد عبد اله يزوجت الكئدة فل ل 
التي أمها مها" بنت الشّيخ علي حضر جماعة من الأعيان منهم والده السّيّد شيخ 
وخالها الشّيخَ عبد الرّحمن بن الشيخ علي وغيره من إخوانه ٠‏ فقال الشيع عبد 
الرحمن : أرجو من الله أنَّ لكلام والدي نتيجة فإن كلام الصّالحين ما يسقط › 
فقال له السّيّد شيخ : هذا ثمرة تلك البشارة . 

قلت : وكان في اسمها ما يشعر بهذه الموهبة العظيمة التي سبقت في الأزل 
للسيّد عبد الله بالذريّة الصالحة ؛ نهر بنضل اله من يدن فل ال 0 
الكريم > و IERIE‏ وال ذو الْفَضْلٍ اَلْعَظِيوِ € [الحديد : 

وري عن اليد الک والملم الكهير أي یکر یی سالم با علوي أله كان 
يقول : ما أحد من آل با علوي أولهم وآخرهم أعطي مثله . وروي مثل ذلك 
عن الولي العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الشهير بالنحوي با علوي وزاد : والله 
ما هو إلا آية اليوم فهو عديم التظير » ولما سمع كتابه « الفوز والبشرى » كان 
لا يمو بشيء منه إلا ويقول : كنت أدور الأشياء من جهة المعتقدات فما شفاني 
شيء مثله فيها لا من كتب الخزالي ولا اليافعي . 


. أمهما » تحريف‎ ١: في ( ط)‎ )١( 


ع 


وکو من مجاهداته أنه كان يعتمر غالباً في رمضان أربع عمرات بالليل ؛ 


وأربعاً بالنهار وناهيك بها منقبة ما أجلي“ > فقد ورد في الصحيح : « أن 
عمرةً في رمضان كحجّةٍ »۳ , وفي رواية : « تقضى حجة أو حجة مع 
النبي بي" . قال العلامة حميد : وتيسير أربع بالليل وأربع بالتهار من 
الكرامات الخارقة » ولم يُنقل مثله عن أحد فيما أعلم من الأسلاف السّابقين . 
وما أحسن قول الشيخ عبد المعطي بن حسن با كثير رحمه الله حيث يقول في 


أثناء بعض قصائده فيه : [من الكامل]: 

قد عشت في أمّ القرى دهراً على 
وعبادة وزهادة في خلوة 
وقيام ليل مع صيام هواجر 
وكتبت في الحجاج والعمّار 
متردداً من مكة الغرا إلى 
مانلتٌ يابْنَ العيدروس ولاية 
إلا بلطف عناية وعبادة 
ليس المعالي بالتماني يا فتى 
أنت الولي بن الوليّ بن الول 
العيدروس أبوك والمّقّاف جد 


هذي المفاخر إن تعد مفاخراً 





تحصيل علم ثم درس قران 
متستسراً عن سائر الإخوان 
متمسكاً بالبيت والأركان 
والزؤار والعبّاد منذ زمان 
قبر النبي المصطفى العدنان 
ومواهباً في رتبة السلطان 
ومجاهدات في رضا الرّحمنٍ 
لولاالمشقة شاهدي وكفاني 
ي إلى الوص الطاهر الأردان 
ك والمقذم ثالث الرّجلان 
بالذات والآباء والإخوان 


: عل أستاذنا المحدّث الشّيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله على هذا الخبر بقوله‎ )١ 
أقول : هذا ليس من الكرامات » بل من التعمق والتشدّد الذي هو خلاف السنة » وأفضل‎ « 
. ) 570/1١١ (2 من ذلك الطواف حول البيت ». انظر « شذرات الذهب‎ 

020( قطعة من حديث رواه البخاري رقم ( 1785 ) ومسلم رقم (1185) (۲۲۱) عن 


قرف قطعة من حديث رواه مسلم رقم ( 1١07‏ ) ( ۲۲۲ ) عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه 


مرفوعا . 





ومن شيوخه : شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدّين أحمد بن حجر الهيتمي 
المصري » والفقيه الصَالح العلامة عبد الله بن أحمد با قشير الحضرمي › وله 
من كل منهما إجازة » في جماعة آخرين يكثر عددهم » واجتمع بالعلامة الدّيبع 
برّبيد . وأما مقروءاته فكثيرة جداً . 

ومن تصانيفه : « العقد النبوي والسّر المصطفوي » » و ١‏ الفوز والبشرى » 
وشرحان على قصيدته المسماة « تحفة المريد » أحدهما أكبر من الآخر ء أما 
الكبير فالمسمى « حقائق التوحيد » » وأما الصغير فالمسمى « سراج التوحيد » 
ومولدان كذلك أحدهما أكبر من الآخر » ومعراج ورسالة في العدل » وورد 
اسمه « الحزب النفيس »© › و« نفحات الحكم على لامية العجم » وهو على 
لسان التصوف ولم يكمله » وله ديوان شعر » ومن شعره هذه الوسيلة التي نظم 


فيها نسبه إلى النَِيَ بي وهي : 

توسّلي بمحمد خاتم الرّسل 
ثم الحسن والحسين مع زين عابد علي 
ذاك العريضي الإمام محمد نجله 
بأحمد بعبيدالله علويهم 
محمد صاحب المرباط ثم علي 
مولى الدويلة محمد ثم سقافهم 
فهؤلا بني الزهرا صخ بهم نسبي 
سمط تسلسل من أولاد فاطمة 
نسب شريفٌ صريحٌ ضاء مشكاته 
مسلسل كنجوم الزهر عقدهم 


وفاطمة وأمير المؤمنين علي 
مع الباقر السججاد جعفر علي 
عيسى الهزبر الهمام يا نعم من بطل 
محمد علوي خالع قسمنا علي 
وبالفقيه محمد علوي وعلي 
والفخر والعيدروس شيخ العفيف ولي 
وارثي بالمختار متصل 
نسب كشمس الضحى في دارة الحمل 
من سيد الرسل والزهرا انحدر من علي 
بدا وختما محمد خاتم الرَسَّل 


ومنه في وصف العارفين رضي الله عنهم : [من البسيط]: 


أولئك القومٌ سادات فحق لهم 
قوم علوا في معالي مجد موجدهم 


أن يسحبوا الذيل فخراً باسم منانٍ 
فاقوا البرايا حظوا من فيض رحمانٍ 


جواهرٌ السرٌّ فاضت من عوالمهم 
شموس معرفة ضاءت لمبتهسج 
ومنه : [من مجزوء الرمل]: 
سارعوامن قبل فوت 
واقرض _والله قلوؤضاً 
ومنه : [من البسيط]: 
يا قارىء الخط أدعو الله يغفر لي 
ويلحظ العبد بالحظ إنه قمن 
ومنه : [من البسيط]: 
يا آل طه طوى الأحشاء حبّكم 
القومٌ آنتم فلا يشقى جليسكم 
ومنه : [من الطويل]: 
لنا بالآسول المصطفى خير نسب 
أئمة علم الله جوهر سره 
شموسٌ تجلث والبدورٌ طوالع 
شموسٌ بدت في عالم الغيب أشرقت 
ومنه : [من الطويل]: 
كفاني أن أزهو بجد ووالديٍ 
ولي نسب بالمصطفى وابن بتو 
أباً فأباً من سيّد الرسل هكذا 
وراثة خير الخلق أحمد جنا 
ورِثنا العلا أكرم بنا خير سادة 


بسر متبوعهم فضلاً وإحسانٍ 
طريقهسم حبذا فتحاً وبرهان 


ذنبي وإثمي وعصياني كذا زللي 
بالاستجابة اللهم أنت ولى 


طيّ السجل وطهرتم من القذر 
الناس أنتم كفى بالخبر عن خبر 


زوامر حلم قدوةٌ للطريقة 


44۹۳ 


نجومٌ لنا بالسّعد منه استمدت 


بدورٌ أضت أبدال أوتاد صفوة 


ولي حسبٌ من فوق هام الفراقد 
حسين علي زين زاكي المحامدٍ 
إلى العيدروس المجتبى خير ماجد 
ونحن به نعلو العلا في المعاقد 
شذا مجدنا يشدو بطيب المحامد 


ومنه : [من الطويل]: 
لنا سادةٌ فاقوا على كلّ سادة 
نا قادةٌ فاقوا الكماةً بعزمهم 
هنيئاً لهم طوبى لهم من عشائرٍ 
هُمّ القوم لا يشقى جليسٌ لهم بهم 
وكيف لا يكون الحق حشو قلوبهم 


بتمكين إرث كابراً عن كابر 
ففي كل وقت منهمٌ كم مظاهر 
حقيقٌ لهم ذلك حُظوا بالبشائر 
خصوصية حضوا بنور البصائر 
وهم بضعة المُختار أهل المفاخر © 


ومنه هذا المفرد والتزم فيه الحروف المقطعة : 


۾ ك أ . 
زرد ارود دان ودود 


دواء دائي وادي زرود 


ومنه هذه القصيدة العظيمة المشهورة بالبركة 2 مطلعها : [من المتقارب]: 


حجات من الله وحررٌ منيسع 
وحسبيّ ري لطيفٌ بديع 
عيون العناية لناراعِيَهة 
قطوفٌ المعارف هنا دانِيّة 
إذا عز ريسي محيط بنا 
فلو كل خلق أرادوا بنا 
ألف لام وكاف ها كافية 
وطا سين حاميم قاف واقية 


علينا دواماً وفضلٌ وسيع 
فهيا إلى حي مي الرفيع 
فلا تخش قاصي ولا من دنا 
لذلوا وخابوا وباؤوا الجميع 
وياعين صاد نون نورانية 
هوالله هو هو القريبٌ السريع 


ومناقبه وكراماته ليس هذا محلها » وقد أفردها غير واحد من العلماء 
بالتصنيف كالشيخ العلامة حميد بن عبد الله السّندي في رسالة له » والشيخ 
العلامة شهاب الدّين أحمد بن علي البسكري المكي في كتابه « نزهة الإخوان 
والنفوس في مناقب شيخ بن عبد الله العيدروس » وقد ذكرْتٌ كثيراً منها في 
مقدمة كتابي « الفتوحات القدوسية في الخرقة العيدروسية » » وإنما قصدنا 


. الشطر الأول مختل الوزن‎ )١( 


٤ 


الآن الإشارة إلى ذلك إجمالاً لِيسْبَدَلٌ به على جلالة قدره وفخامة أمره » وكفى 
بالتفحة دليلاً على الزهر » وبالعّرفة معرفة بعذوبة النّهر » وبقلامة الهلال تنبيهاً 
على إقبال شخص الشهر ٠‏ إِذْ كتابنا هذا مبنى على الإيجاز والاختصار دون 
الإسهاب والإكثار » وبالله التوفيق . وله دو الشّيخ عبد المعطي با كثير حيث 
يقول فيه من قصيدة : [من الكامل]: 
ذاعَتْ فضائله وشاع ثناؤه في الخافقين وجاوزت بغدادا 
وما أحسن قول الشّيخ الفاضل عبد اللطيف الذبير حيث يقول فيه من 
قصيدة : [من الكامل]: 
شيخ الأنام مفيدٌ كل محتّق بحر العلوم العارف الرّبّاني 
ابن العفيف أبو الشّهاب المجتبى قطبٌ الزمان العيدروس الثاني 
شرف السيادة والرّهادة والتَّى فخز الحماة الغو من عدنان 
هو كالسفينة من تولاه نجا وسواه لم يأمن من الطُوفَانٍ 
© وفيها : توفي العلامة المفنن الصّالح الشيخ عبد الى الصدر شهيداً 
رحمه اث تعالى + وكان من المتبحرين في العلم » وكان معظماً عند السَلطان 
أكبر جداً بحيث يقال : إن السّلطان المذكور كان يتولى خدمته بنفسه في بعض 
الأحيان ٠‏ وثباته في الدّين وصبره على الامتحان مشهور . 
وحكي أ السَلطان كان يرسل إليه وهو في الجن وقد عُذب بأنواع 
العذاب : أن اترك ما أنت عليه من الصّلابة في الدّين » وتكون كما كنت في 
أوج العظمة » فيرد عند ذلك من الجواب بما يزداد به غيظ السّلطان عليه . 
وحُكي أن السّلطان أمر بعض الكفار أن يقتله » فمكث مدة يحاول ذلك » 
وما يجيء إلا ويجده في ضَلاةٍ أو تلاوة فيتوقف لذلك عن قتله » وقال 
للسلطان : أمرك مطاع » ولو أمرتني بقتل مائة نفس من مشايخنا - يعني من 
الكفار - - لفعلت » وأما هذا المسلم فما قط جئت لقتله إل وجدته فيه مشغولاً 
بطاعة ربّه » وأنا أتحاشى عنه لذلك فاعذرني . وقرب إليه كأس فيه سه فأبى أن 


40٥ 





يتناوله » وقال : أنا أعلم بالذي فيه ولا أعين على قتل نفسي » أي للمحذور 
في ذلك من جهة الدّين . ثم إِنَّ السَّلطان بعد ذلك أمر بخنقه رحمه الله » ففعل 
المولد الشريف فرحمه الله . لقد أبقى ذكراً جميلاً » وثبت ثباتاً عظيماً قلَّ أن 
يتفق مثله إلا لمن وفقه الله . أعاد الله علينا من بركاته آمين . 
٠. 3 ٠. 0‏ 0 آي 2 8 و 
© وفيها : في يوم عاشوراء توفي الشريف أبو تمي محمد بن بركات”) 
صاحب مكة » ولبعض الفضلاء من أهل مكة في تاريخ وفاته : 
ماصزت فى الترب ولكتّما أسكنك اش جتات الخلود 
وكان مولده سنة عشر وتسعمائة . 
© وفيها : في تاسع صفر توفي الشّريف الفاضل القاضي حسين المالكي . 
صفر » وجاء تاريخه « تسع في صفر » رحمه الله » وكان من أعيان أهل مكة 
وفضلائها وأجوادها ورؤسائها » لم يخلفه مثله » وحزن الناس على موته › 
ولبعض الفضلاء من أهل مكة هذا التخميس على البيتين المشهورين : 
لهفي على بذر الوجود وسَّعْدهٍِ 
ومغيبه تحت الثرى فى لخده 
مات الحسين المالكى بمجده 
يا دهرٌ بغ رتب العلا من بعده بِيعَ الهوان ربخت أمْ لم ترح 
وافعلْ مرادك يازمان كما ترى 
وارفع من الغوغا وحط ذوي الذرى 
لا تعتذر لذوي التُّهى عمّا جرى 


)0( ترجمته في « شذرات الذهب (٩‏ ). 


۹٦ 


وكانت له عقيدة في الصّالحين » وقيل : سببها أن أمّه كانت تعتقد بالولي 
الشهير الشريف عبد الله بن الفقيه با علوي » فمرض ولدها هذا مرضاً شديداً 
أشرف منه على الهلاك » فطلبت من الشريف حصول الشّفاء له ولحت في 
ذلك » وكان عنده الشيخ الصّالح عبد الرّحمن بن عمر العمودي › فقال السَيّد 
عبد الله للشيخ عبد الرّحمن : عساك تتحمل عنه » فإن الناس ينتفعون ببقائه » 
فمن ذلك الوقت ابتدأت العافية في القاضي > ومرض الشيخ عبد الرّحمن من 
وقته ومات بعد أيام » وشهد جنازته القاضي المذكور رحمه الله . 


قلت : وحكى الشّيخ محبي الدّين بن عربي رحمه الله تعالى في كتابه 
« الفتوحات المكية » عن بعض شيوخه : أن امرأة من بنات الملوك ممن كان 
الاس ينتفعون بها » وكان لها اعتقاد في هذا الشيخ » فتوجهت إليه ليدخحل 
عليها والملك الذي هو زوجها عندها » فقام إليه ثم نظر إليها وهي في 
الترع » فقال الشيخ : أدركوها قبل أن تقضي » فقال له الملك : بماذا ؟ 
فقال : بديتها اشتروها » فجيء إليه بديتها كاملة » فتوقف النَرِعٌ والكرث 
الذي كانت فيه » وفتحت عينها وسلمت على الشيخ . فقال لها الشيخ : 
لا بأس عليك » ولكن ثم دقيقة بعد أن حل الموث لا يمكن أن يرجع 
خائباً » فلا بدَّ له من أثر ونحن قد أخذناك من يده وهو يطالبنا بحقه » فلا 
ينصرف إلا بروح مقبوضة وأنت إذا عشت انتفع بك التَّامنُ » وأنت عظيمة 
القدر فلا نفديك إلا بعظيم عندي من هذا الموت » ولي بنت هي أحبُ 
البنات إليَ نا أفديك بها » ثم ردّ وجهه ملك الموت وقال : لا بد من روح 
ترجع بها إلى ربك . هذه ابنتي تعلم محبتي فيها خذ روحها بدلا من هذه 
الرّوح » فإني قد اشتريتها من الحقٌّ وباعنى إياها » وابنتى جعلك حق 
مجيئك . ثم قام وخرج إلى بيته » وقال لابنته وما بها بأس : يا بنية هبيني 
نفسَكِ » فإنك لا تقومين للنّاس مقام زينب بنت أمير المؤمنين في المنفعة » 
فقالت : يا أبت آنا بحكمك قد وهبتك نفسى . فقال للموت : خذهاء 
فأخذها » فماتت من وقتها . انتهى . 


ولمًّا ابتنى القاذ ين بيته وجعل فيه التخريجة قال صلاح الدّين القرشى 
ہنی العاصي حسين 6 یں : 


في ذلك بيات“ منها : 
ماعرشٌ بلقيس وما مقداره 
آنا نادر والحكم لي ولمالكي 


وله أيضاً تاريخ بيت أنشأه القاضي 


ماتخت كسرى والذي مثله 
ومن العجائب نادر والحكم له 


: [من مجزوء الكامل]: 


«للبدر أشرف منزل» 


ولما ولي قضاء المدينة الشريفة قال الأديب مامية الانقشاري في تاريخ ذلك 


العام : 


كم ظلوم خوفاً بات يخفي ريبة 


والرعايا لما شكروا من عدله قلت في عدله دام قاضي طيْبَهُ 


ومدحه بعضهم بأبيات منها : [من السريع]: 


إنسان عينٍ هو" إنسان مَنْ 
من جوده والعزم أو حلمه 
كالبحر والسَيفيٍ ووسع العَطَا 
لولاالذي كلمهاختاره 
ماكان قد صيّره ناظراً 
والحرمين البالغئن النهى 
وهو الحسييٌ الحَسِنِينٌ الذي 


)١(‏ في(م)و(ط):«أبيات». 
(۲) أضفنا :هو » لإقامة الوزن . 


سادوا وشادوا المكرمات الطوال 
أو نسب أو شرف أو خصال 
والشّمس والبدر وماء الرُلال 
وزاده في المجد مالا ينال 
عدلاً على البيت العديم المثال 
أنعئ بها مرتبة لاتزال 
فاق الورى في الجودٍ نسل الرّجال 


وكنب اجه بعضهم يهنته بقدوم رجب : [من مجزوء الرّمل]: 


عش ودم وان بشيكرم 


ذاته قد أرختسه 


قفي عله لا يشارك 


«رجب شفرمبارك) 


وم د ه وقد أهد إلنه القطب الح سمكاً : [من الكا : 
من سعر ی إل 5 1 مل 


يا يها القُّطَ بُالنذي 


بوج ووه دارٌ الفلكٌ 
ماجاءنا منك السك 


© وفيها : توفي العالم الفاضل المفتي الشيخ قطب الدّين الحنفي المكي 
النهروالي”'' نسبة إلى نهروالة من أعمال الهند بمكة المشرفة » وكان من 


الأعيان المذكورين والفضلاء المشهورين ¢ مجللاً محترماً . 


القصيدة : [من الطويل]: 


وجرّدت من رأسي الشديد عزائماً 


ولي همّةٌ أسمّو بصارم عزمها 
وما فاتنی فضل أردت اقتناءه 
وكم خطبٌ العلياء غيري ولم ينل 
ولو شئت َ أدنت لي رقاب كثيرة 
فما الذهر إلا مقبل مع ساعةٍ 
وما التاس إلا حاسد ومعاندٌ 
وما شاد بنيان العلا متهسودٌ 
أخالط إخوان الزمان بعقلهم 





ومن شعره هذه 


تقلدت فاستغنيت عن كل قاضب 
أف بها حدّ السّيوف القواضب 
إذا السّيف قد أعيى صدور الكتائب 
وما غربت عني صعاب المطالب 
ونلت لأني كنت أكرمٌ خاطب 
ولكنْ رأيت الذهر أغدر صاحب 
ولا العمرٌ مع طول المدى غير ناهب 
وما الدّهرُ إلا راجح في المواهب 
ولا ساد من لم يفتكر في العواقب 
لأنظر ما يدي به من عجائب 


() ترجمته في ١‏ شذرات الذهب »> ( /٠١‏ 11۹_11۷ ) و « الكواكب السائرة » ( ٤۸/٤٤/۳‏ ) 
و١‏ البدر الطالع ٩‏ ( ۲/ 0۸-0۷ ) و« معجم المؤلفين» ١8-11/4(‏ )و«الأعلام» 


(5/5 ا ). 





ون أليم الهجر مما يسوؤني 
وما علِموا أن الهوى دون رتبتي 
ألا في سيبل المجدٍ قوم عهدتهم 
وما عندهم فضلٌ سوى كثرة الغنى 
فضائلهم محصورةٌ في ثيابهم 
زماني زماني بينهم يستهينني 


عِذَابُ التّنايا سود شعرٍ الذوائب 
وإ لذيذ الوصل أسنى مآربي 
وأن مقامي فوقه بمراتب 
يرون اكتساب الفضل أزرى المكاسب 
وما المج إلا أخذ بعض المناصب 
وأور ادهم إتقان هذي المناكب 


وليس محلي غير هام الكواكب 


وله رحمه الله صورة مكتوب منظوم كتبه إلى بعض أصحابه بالمدينة 


الشريفة : [من الرجز]: 
بف أداء أب السّلام 
من كبك إلى اللقاء ظاميَهُ 
شمس سماء الفضل والإفضال 
وزهرة من زهر روض الأدب 
لا زال في قلادة السدروس 
ويَعْدٌ فالعبدلهەعتاث 
مغ أنني أرسلت كتبآعده 
فهل نسيت يافتی ودادي 
أم القراطيسٌ غت ثميتة 
ي ٠‏ 
والقصدٌ منك يا أخى البشارة 


وأبلسغ التمجيد والإكرام 
وذكر وجي مفرط تزايدا 
ومقلة من الفرق داميّة 
وبدر تم المضي في الكمال 
وزهرةٍ تسمو سماءَ الرتسب 
واسطة كاللؤلؤ التفيس 
عليك إذلم يأتني كتاث 
ولم أكن أنسى لك المودة 
أم غيّرك الدّهر بالبعادٍ 
آَم هي لاتوجد في المديئنة 
ني كما تعهد ياخليلي 
وخيل ودّي لاتكون ناكصة 
قطع نهي غايِةٌالمرام 
أن تدخل المسجد للزيارة 





[قتضع الخد على الأرض إذا 
ثم تقول يانب يي الرّحمة 
أضعف خلق الله قطبُ الدّين 
حمّلني من السّلام الجملة 
كذا إلى ضجيعه الصديق 
وبلغ التلام والإكراما 
إمام هذا العصر بل وحيدهة 
شهاب أهل الشرع والحقيقة 
خلاصة المقربين الأبرار 
سلمه الله تعالى وجمَغ 
وأنت في دعاك لا تنساني 
لاستمافي ساعة القبول 
وان أن أختم هذا بالسَلام 


قابلت ذياك الضريح لائذا] 
للعالمين وججميسسع الأئفة 

ارق 
إليك راجياً أ سؤال الفضل له 
وعمّر الشهير بالفاروق 
سيّدننا وشيخنا الهقماما 
من صو ذو المناقب العديدة 
ويذره وشمسه الشريفة 
الشيخ أحمد بن عبد الغفار 


ياسيّدالإخون والخلان 


وأجعل الحمد لما قلت ختام 


وله أيضاً نظمة لبعض من في القافلة يذكر بها في الليل : [من: السريع؟: 


إلى متى ياعينٌ هذاالرّقاد 
0 
تبهي من رقلة وانظشري 


يا أيّهاالغافلُ في تومه 


مولاك يدعوك إلى بابه 
ويبسط الكفين هل تائبٌ 
وأنت من جنب إلى جانب 
يدعوك مولاك إلى قربه 
كم هكذا التسويف في غفلة 





() هذاالبيت من( ط) فقط . 
(؟) كذابياض في (م)و(ط). 


ما آنَ أن تكتحلى بالسّهادً؟ 
ما فات من خير على ذي الرّقاذْ 
قم لترى لطف الكريم الجواذ 
وأنت في النّوم شبيه الجماذ 
من ذنبه هل من له في مراد ؟ 
تدور في الفرش للين المهاد 
وأنت تختارٌ الجفا والبعادٌ 
ليس على العمر العزيز اعتمادٌ 





لقد مضى ليل الصّبا مُسْرعاً 
أف فإ الله سبحانه 

ومن شعره أيضاً : [مخلع البسيط]: 
7 ِ ر 
مهفهفٰ الق ذو محا 
دار بخ ديه واو ص دغ 
الخمسرٌ والجمورٌ في لماه 
يشكو له الخصر جور ردفي 
قدغفرَالله ذنب دهر 
جز فؤادي سيف لح ظ 
كان نديمي فمذ رآني 


ونير صبح الشيب فود الفؤا 
رخمته عتث جميم العِبَاذْ 


في حلل دون لُطفها الخز 
بعارض الخ ةقد تطلرّز 
الاد مسن لحظد تلوز 
وخذه ظلاهر وملغز 
أعجزه حثله وأعجز 
فقال لحظي لذاك أعوز 
لمشل هذ المليح أبرز 
أواه لو دام ذلك الجز 
بالحُسْن في عص ره تميز 
أسيره في اله وى تعزز 
لماأح يلالق لا وج وز 
واثبت وكن في هواه مركز 


ومنه معارضاً « حذوا قودي من أسير الكلل ) : [من المتقارب]: 


ألآ حلل الله سيف المْقَل 
ومامن قتيل به في الهوى 
لقد نصراله جيش الملاح 
وما بطل في الوغى فارسٌ 
إذا قتلتنسي عيون الظبى 
رعى الله ليلة زار الحبيب 
فأجلسته في سواد العيون 
وألصقت خي بأقدامه 


فكم ذا أصاب وكم ذا قَتَلْ؟ 
سوى ألف راض بما ققد فَحَلْ 
إذا قابل اليد إلا بطلل 
فيافرحي قد بلغت الأمَّلٌ 
وغاب الرقيب إلى حيث أل 
وقد غسّل الذمع ذاك المحل 
وأذبلت أخمصه بالل 


رق و ال بأعط اذ 


فعانقته وخلعت العذار ش 


ومازلت أشغله بالحديث 
إلى أن غفى جفنه ناعساً 
فحليِت عن خصره بلده 
وبتٌ أشاهدٌ صنح الإله 
فظن بي الخير أو لا تظن 
ومنه : [من السريع]: 
الدَّنّ لي والكأس والقرقفٌ 
لا تتكروا حالى ولا حاله 
لكك هينكر أذواكهكقا 
كم يزدري الرّاح وشرابها 
دعني وحالي يا فقيه الورى 
هيهاتَ أن يدرك طم الهوى 
فيانديمي اشرب على رغمه 
واحبله في باب الطهارات من 
وبي غزالٌ طاب مَرْعاه في 
يدر كمال لايُرى خسْنه 
في خذه أنبت ماء الحيا 
عارضه لام وفي صدغه 
عزيز مصر الحسن لو كان في 





فديتٌ بروحي ذاك الميل 
ومزقت ثوب الحيا والخججلٌ 
وستر الظلام علينا السدَل 
وعني تغافل أو قد غفل 
وأنضيت عن معطفيه الحلل 
تبارك رث البرايا وجل 


وللفقيه الكتب والمصحفُ 
ومالهؤوقٌ ولاينصفٌ 
أخشى على هذا الفتى يقصفٌ 
فأنت عن إدراكه تضع ف 
مَنْ لم يكن في ذوقه يلطفٌ 
لغيرٍ أهل الحبٌ لا يُكُشفُ 
ودغه في إنكاره يرسففٌ0(") 
كناس قلبي وه ولا يألفٌ 
تقصاً ولا محقاً ولا يكلف 
ورداً بغير اللحظ لا يقطفُ 
واو ولكنن آه لويعطفُ 


(1) في( م) ١:‏ ... تكسف » وما أبتناه في ( ط ) . 
00 في ( م ) :7 . . يوسف » وهو تحريف ء وصوابه في ( ط ) . 


ومنه : [من بحر الرمل]: 

: و . . : 
لا وفرع كدجى الليل غسق 
وميا كلف البدربه 
وعذار مذ تبدى خحذه 
ما أرى الغزلان إلأسَوّقت 
شمسٌ الصشحى بعد العشا 
واستقبلت بكر الس 

ومنه : [من الوافر]: 
عذولي زادني في الحبٌ عذلاً 
وصار يلوم من أهواه حتى 

ومنه معمى في أحمد : [من الوافر]: 
لنا إن دارت الكأس العقارٌ 


وجبين مثله تحت الفلق 
وخدودمن حواليهاشفق 
يعجر الكاتب عنه إن مشق 


كيف لا يشرد خوفاً مَن سرّقٌ 


زارت فزال تل تلقفي 


وأكُثرّ في مغابتي وآذا 
شكى من لوم ع دالي وآذا 


دع عنك ماأضمرتهة 


بأطراف الرماح دم ممدار 


وكتب إليه الأديب الفاضل جمال الدين ابن ملا زاده في مستهل شهر رمضان 


هذين البيتين : [من الكامل]: 
يا قطبَ أهل العلم في أمَّ القرى 


فتهسن وحدك إل ذاتك أصبحت 


٠.‏ شاه 5 3 ماه 
رمضان هل ببهجة لم توصّفب 


هي أشرف في أشرف في أشرفف 


يا أوحد الفُصلاءِ أنت جمالنا فته بالشّهر الشّريف الأشرف 
شعو بشعر لاربافيهوإِنْ زاد العيار بوزن هذا الأشرف 
وكان الشيخ قطب الدّين قد سعى لأخيه محب الدين فى القضاء ببلاد 
اليمن » فلما مات المذكور سعى كذلك لابن فيه » فَقّرِرَ فى وظيفة أبيه » فقال 
الأديب الفاضل جمال الدَّين ملاً زاده أيضاً فى ذلك : [من الكامل]: 
وليت قطبٌ الدين صنوك قاضياً 2 ثم ابنه فليأمن الآفاتا 
مَنْمَاتَ بعد ولاية قطبيئّةٍ ‏ كأخيك عشت وكابنه ماماتا 
من إفادات الشيخ قطب الدّين رحمه الله تعالى أن لفظ « ابن خلكان » ضبط 
على صورة الفعلين خلٌ أمراً من خلي أي ترك فعل ماض وكان الناقصة » وسبب 
تسميته بذلك أنه كان يكثر أن يقول : كان والدي كذا » وكان جدي كذا » فإنه 
من البرامكة » فقيل له : خلّ كان . قال : ورأيت من ضبطه بسكون اللام 
والباقي على حاله . والله أعلم . 
© وفيها : توفي العلامة رضي الدّين القازاني المخزومي المكّيّ بمكّة 
المشرفة رحمه الله تعالى » وكان أوحد عصره في الأدب والنظم الحسن . ومن 
شعره : [من الكامل]: 
م 02 5 ک2 0 2 
قل للروافض أنتم في سبكم شيخ التقى وحبيبنا علم الهدى 
يشل التصارى لا نس لأجلهم عيسى وإنْ سيوا الئَِيَ محمّدا 


© وفيها : ظهر جراد بنواحي كجرات فقيل للشاه فتح الله : ضع له 
تاريخاً » فقال : « منتشر » . 


© لطيفة : 


نزل الجراد قرب قبيلة زيد ونزل الجراد إلى جانب قرية عمرو » فقام أهل 
قبيلة زيد قالوا لأهل قبيلة عمرو : ما نحن نصيد جراداً احتمى بكم » فلما 
سمعت قبيلة عمرو ذلك قالت : لا سمع ولا طاعة ولا نمكنه من صيد جوارنا › 
فقام القتال بين الفريقين » ولا زالوا على قتالهم إلى أن قتلوا هاتين الفئتين › 
وأنشد بعض قبيلة عمرو يقول : [من الوافر]: 
ومنامَّن أجارَ جراد نجي وحورّمه على المتصيّدينا 


© غريبة : 

مرض زيد مرضاً شديداً إلى أن تعبت الأطباء من علاجه لقلة ملاقاة أدويته » 
فلما أشرف على الهلاك قال الطبيب لقرابته : أطعموه ما يشتهى وأراد » فإِنه 
من الهالكين » وصار المريض يأكل ما اشتهى وأراد إلى بعض الأيام » فدار في 
خاطره الجراد » فاشترى وأمعن فى الأكل منه » فلما أكثر منه تعافى من مرضه 
وشاهده الطبيب فقال له : بالله عليك أخبرني ما تناولت من الدّواء وما شربْتَ 
من الأشربة وما غذاؤك من المأكل ؟ فقال : الجراد . فقال الطبيبٌ : 
صدقْتَ » لأنَّ الجراد يكون قد قعد على حشائش أكلّ منها ولم تصل منفعتها 
إلى فهم مخلوق إلى الآن وافق خاصية تلك الحشائش لدائك برئت » وكان 
الجرادٌ واسطة لعافيتك ٠‏ والله إِنّي نظرت في جميع كتب الطّب على أن أعرف 
لدائك دواءً فما صم لي ذلك » فقلت بترك الحمية لك » والله أعلم . 


© نادرة : 
قال الأصمعي : أتيْتٌ البادية فإذا أعرابي قد زرع برا له » فلما انتهى إلى 
سنبله أتاه الجراد » فجعل ينظرٌ إلى الزرع ولا يدري ما يصنع وأنشأ يقول : [من 


البسيط]: 


مَرّ الجرادٌ على زرعي فقلت له بالل لا تشتغل يوماً بإفساد 
فقال منهم خطيب فوق سنبلةٍ أناعلى سَمَرٍ لا بد من زاو 

قلت : وفي بعض السّنين قدم كجرات بعض مشايخ العجم بقصد الحجّ › 
وكان معه مريدون كثيرون » فقال بعض الأدباء : جاء الملخ من بلخ شبه بهم 
لكثرتهم بالجراد » وهم يسمونه بالفارسية : ملخ . 








سنة إحدى وتسعين بعد التسعمائة 


وفي سنة إحدى وتسعين : توفي الفقيه العلامة جمال الدين محمد بن أبي 
بكر الأشخر('؟ ‏ بالشين المعجمة السّاكنة والخاء المعجمة بعدها راء مهملة - 
واحد الدهر » وشافعي العصر › الفاضل الكامل » سابق الأوائل > شيخ 
الإسلام » مفتي الأنام > الفرد الإمام » الحافظ الحجة » السّالك بالطالبين في 
أوضح المحجة » إمام الفنون الذي اغترفَ بتقدمه المفتون » ذو التصانيف 
المفيدة » والتآليف العديدة » والشروح الفائزة من العلوم بالقدح المعلى »› 
والمناظيم المشحونة بالنكت التي أقمار دقائقها شارقة في كل مجلى . 

قرأ على جماعة من الأكابر الجلة »> وحصل له من الجميع الإجازة › 
ومنهم : شيخ الإسلام شهاب الدّين أحمد بن حجر الهيتمي ٠‏ وإبراهيم مطير › 
والعلامة ابن زياد » وأُوَلُ تخرّجه بأبيه . 

وتخرج به جماعة من بلده وغيرهاء» منهم : أخوه العلامة أحمد 
الأشخر" » وناهيك أنه حفظ العُباب للمُرّجّد » وكان أخوه يقدمه على سائر 
الطلبة » ولا يكتب شيئاً إلا ويعرضه عليه أولاً » غير أنه بعد ذلك ظهرت فيه 
طبيعة السّوداء » فتأثر لذلك وترك الاجتماع بالنّاس إلا نادراً » ومع ذلك لما 
اجتمع به صاحبنا الفقيه أحمد بن الفقيه محمد با جابر حصل له عنده الحظوة 


)١55/5( » و«البدر الطالع‎ )3554-357/١١( ترجمته في « شذرات الذهب»‎ )١( 
الأعلام »؛(699/5).‎ ١و)‎ ٠١٦/۹ (٩ و« معجم المؤلفين‎ 

)۲( ترجم له صاحب « الشذرات » ( 5754/٠١‏ ) وترجمته ممائلة لما ورد هنا » ويلتبس اسم 
المُترجم له ب أحمد بن عمر بن محمد اليفي المرادي المذحجي الزبيدي » ترجم له 
العيدروس » وابن العماد الحنبلي في أحداث سنة ( ٩۳١‏ ه ) وهما اثنان » فذاك أحمد 
المُرّجّد صاحب « العُباب » وهذا أحمد الأشخر الذي حفظ « العباب » وما أله قولاً واحداً » 
وانظر النصصّ أعلاه » وقارنه بترجمة المرّجّد . 


م64 





التامة » واختلى به أياماً مدة إقامته عنده » وأملى عليه شيئاً كثيراً من نظم أخيه › 
وبحث معه في مسائل فقهية » وتعجب النّاس لذلك جداً . 

رجعنا إلى ذكر صاحب الترجمة : وممن قرأ عليه الفقيه محمد بن إسماعيل 
با فضل ٠‏ والفقيه الصالح جمال الدّين بن محمد الطيب المكدش . وفتاويه 
ومؤلفاته شاهدة بشرف مقامه في العلوم . ولد رحمه الله تعالى في اليوم الثاني 
عشر من شهر ذي الحجة الحرام سنة خمس وأربعين وتسعمائة . 

وله مؤلفات كثيرة منها : ١‏ منظومة الإرشاد» »> و« شرح الشذور » » 
و « منظومة في أصول الفقه وشرحها » » و « مختصر المحرر » للسمهودي في 
تعليق الطلاق » و « منظومة في أسماء الرجال » » و ١‏ ألفية » فى النحو نظمها 
في مرض موته » و ١‏ شرح حديث أم زرع » وهو آخر مؤلفاته ٠‏ وله « فتاوى » 
في مجلد ضخم » وله « شرح على بهجة المحافل » » واختصر ١‏ التفاحة في 
علم المساحة» » وله غير ذلك من المختصرات ٠‏ وله نظم جيد حسن . 
ومنه : [من الطويل]: 

رأيتك إِذْ أوميت للعبد أي إذا أتوّفلانٌ شربه فترَعٌّنا 
كأنك لم تقرأحديث تيمنُوا وتقديم الاعرابي إِذْ كان أيمنا 
ومنه هذه القصيدة العظيمة وقد بلغه عن بعض الناس تنقصاً لأهل العلم 
الشريف ٠‏ وهي : [من السريع]: 

عر على الجهّال أن يطلبوا عِلْمَاً فيستهدوا بأنواره 
وينهجوا نهجاً به بيا ويجتنوا من طيب أثماره 
ويَلموا لو آم فكروا من وصمة الجهل ومن عاره 
وينتهواعمًّانهي الله عن إتيانهالمدني إلى ناره 
واستحقروا طلابه لاهم لميستطيعوا فض أبكَاره 
واستكبروا تيهاً عليهم ولم يخشوا من الكثر وأوزاره 


0۹ 





وحاولوا إطفاء نور الهدى 
وحاولوا إخفاء يثرهانه 
أضحوا مُصرين على بُغضه 
وسبّهم والسبٌ شتم فمن 
وقولهم هذافقيه وذا 
وجل مايهوون أن يسمعوا 
أو يسمعوا دفاًفيجري بهم 
لا بلغ الله الذي حاله 
تنا لأعمى الجؤل يهم في 
ويرفض المطلوب منه وقد 
وإ سعى يوماً إلى مطلب 
فحئشاالله وماجاءعن 
صلى عليه الله ذو العرش ما 
مسلّماًمادامت الأرض لا 


وله جامعاً غزوات النبى يله فى قوله : 


غزوةٌيَذر أخد فالخندق 
والحُلف فى بنى التُضير ذكرًا 


بقولهمأو طمس آثاره 
واللهٌ قد مي بإظهاره 
فكافحوا العلم بإنكاره 
وبخضض أهليه وأنصاره 
يرديزد فيه بكثاره 
يزور ذاالفقه إلى داره 
أضحوا مطيفين ومزماره 
صوتاً من العود وأوتاره 
داعي الهوى سعياً إلى طاره 
هذاإلى غاية أوطاره 
درهمه القفاني وديناره 
يعتل إذ ذاك بأعذاره 
فون نزا كالجمل الفاره 
نبي هالهادي ومُخْتاره ش 
غنى هزار فوق أشجاره 
تخلو من العلم وأقماره 
[من الرجز] : 

قاتلَ فيها المصطفى أهل الشقاق 
فتح حُنين غاية وادي القرى 


وله فيها مرتباً لها على سنى الهجرة الشريفة : [من الطويل]: 


0 فد ٠‏ ل ىو ٠.‏ 3 الئ 
فِدرٌ فأخد بعد هذين خندق 


وقح تشوك رتبت هذه على 





وله في الإجارة : 
عقد إجارة بموت مااتلعقد 
أخذت بيانها فالأوله 
بالتفع ماعاش وموت أول 
وسيّد أجر من بموته 
ومن عليه الوقف حيث النَظدٌ 
وبطن وقف حيث وافق شرط 


وقال أيضاً وهو ضابط ينبغي حفظه : 


الفرعٌ يتبعٌ أشرف الأبوين في 
والاخسنٌ في نجس وحرمة أكله 
وأباه في نسب ويتبع أمه 
وأخف في نحو الزكاة وأغلظ ال 


لم ينفسخ إلا بصور وجد 
موت مؤخر وقد أوصى لَه 
وقدأجر للشاني الولي 
له بدون المثل لايؤجزر 
تفقفره مذدةحقهققط 
[من الكامل]: 

دين وفي بّدل وأخذ الجزية 
ونكاحه مع حرمة للذبحة 
في سّومها والرق والحرية 
أبوين في باب الجزاء وتمتي 


وقال في حقوق الزوجة الواجبة على الزوج : [من الطويل]: 


حقوق التكاح الواجبات لزوجة 
طعامٌ وأدمٌ ثم سكنى وكِسوةٌ 


على الزوج بالتمكين سبح لوازم 
وآلة تنظيف متاعٌ وخادمٌ 


وقال فيما يقبل فيه قول المميز : [من الرجز]: 


ضابط ما يقبل فيه القول من 
فادخل وإيصال هديّة وفي 
كذاك في اختيار في الحضانة 
كذاك في الشراء للحقير 

وقال أيضاً في الهبة : [من الكامل]: 
هبة لنا تطلب بموت الواهب 
مهما يهب للطفل ثم يمت ولم 


011 


ممتّزفي قوله زي أوْنْ 
إخباره بطلب المضيف 
وفي اذعى استعجال نبت العانة 
عليه الاجماع بنقل الججوري 


من قبل قبض صوّروها في أب 
يقبض فاستثنى إذاً من غالب 








وقال أيضاً : [من الرجر]: 
وجوزن لس“ مورس على 
الزركشئٌ حرمته عن ذي القضا 
عند ابن صبّاغ وقالا ذا حري 

وقال أيضاً : [من الرجز]: 
أعني الغزالي وكلام الغرفي 


أعني أبا الطيب وهو الممرتضى 
بأن نقيسه على المزعفر 


إلى الأصمٌ كن به عليما 


وقال أيضاً في موانع الإرث : [من الرجز]: 


ر هه ٠. 35005 u.‏ اير 
صعطف ثلاث هي الموانع 
قل ورق دور اخختلافٌ 
على المجاز ما بقى إذا انتفا 
والسَابع المرء يدعي طائفة 
من حيث أمهم لهم فيورثوا 


حقيقة إرثاً وزيد سابع 
دي وعه كد ردّة تضاف 
إرثّ لكون الشرط إذ ذاك انتفا 


ونظم أيضاً الأطفال الذين تكلموا وهم في المهد : 


جملةٌ من في المهد قد تكلموا 
يحيى مجيبٌ لجريج العابدل 
وراجع لأمه في قوله 
وشاهد ليوسف مع عامر 
أنت لدى الحق على الأخدودٍ 
ومن له قال اَن مَنْ أتا 





أحمد والخليل عيسى مريم 
بقولهالورّاعي فلان والدي 
لا تجعانى سيّدي كمثله 
لأمه بقوله لها اصبري 
وأمر ماشطةالوواليد 


قال رسو ل الله محمود الثْتَا 


)01 في ( م )  :‏ وجوزن ليس . . . » والمراد ‏ لبس » بالباء لا بالياء » هو ما أثبتناه عن ( ط ) . 





أعني به مبارك اليمامة أعظم بها معجزة كرامًة 
وبعدٌ صلى ذو الجلال كلما سرى الشياوناطق تكلّما 
على الي حه محّه محمد وآله وصخبه 
وقال في الذين جمعوا القرآن : [من الرجز]: 
وجمع القرآن حفظاً يا أخحي عثمان مرتضى معاذ وأَبئْ 
ثم أب و الذرداء وابن ثابتٍ ثم أبو أيوب وابن الصّامت 
سعد أبو زيد هو الأنصاري ثم تميمبن أوس الذاري 
وقال أيضاً فيما يتعلق بالبروج والمنازل : ) 
وروا ربا بقسوس شتاء ‏ غفروا لبد لكا أا 
شرب الجَديُ دلو حوت ربيعاً فله الذبح حيث حل الرشاء 
حمل الشور جوزةً نحو صيف شارطاً للذراع لما أشاءً 
سرط الليث سنبلاً بشريف ناثراً أنجم الشماك ثراء“ 
وله أيضاً هذه القصيدة البديعة أنشأها الشيخ في ختم صحيح البخاري : [من 
الخفيف]: 


حدثاني عن الغزال الغريري ‏ بأسانية مالهامن تظير 
واملآ مسمعي بتلك العوالي أملياها علي بالتكرير 
مع توخيكما مسالسلهابا لأوليات أو أخير أخير 
أو فال كالابتسام وأخحذ بيد أو باللفظ كالتحذير 
واتساب لبلدة أو قبييل أو بلفظ التتحديث والتخبيسر 
بمقاهاهديتما حبراها حسب الجهد أحسن التحبير 
ودعاني من عن وإن ففي ذي ن يخاف التدليس كل خبير 





. (» في( ط)١ ...لما أسنا » وصوابه في ( م ) و « الشذرات‎ )١( 
. في (ط )1 . . شرا » تحريف‎ )5( 


۷ * النور السافر 01۳ 











فشِفا مُهجتي وبرءٌ سقامي 
ولكشري في ذاك أي انجبار 
ولقلبي وخاطري أي نزو 
ولطرفي في ذاك أي جسلاء 
ولشأني إذا تلاهُ لساني 
وعن المنّ ماهو الم والسلو 
سن ةالوامق التعلل إن فا 
كسماعي الآثار أو رؤية الآ 
فلهذا تلقى قلوب أولي الفض 
وحديث المحبوب لاشك محبو 
فلهذا قالوا إمارات حب ال 
استماع الحديث في کل حينِ 
ودؤوب الفتشى عليه صباحاً 
وارتحال الفتى إلى كل حبر 
وتوخي الصحيح من ذاك أولى 
البخاري ومسلم فبالإجما 
بعدتتزيل ربّنا فلهذا 
وكتاب الجعفي“ أصح لدى الجلّ 
ولقد فاق مسلم صئعة حا 
وله أحسن التحري لدى اللف 
وترى عنده الكنى غير الاسما 





في استماعي للفظه المأثور 
ولعسري تظافر التيسير 
ولسمعي بوادر التبشير 
فلطرفي إذ ذاك أي قرير 
إغتنائي عن ابتسام الثغور 
ى وأحلى حلوى وفي الطيور 
ت وصال الموموق بالتشمير 
ثار كالغار من حراء وثوؤر 
ل أسارى مابين ثور وعير 
ب فَسَلْ عنه كل حبر خبير 
مصطفى المجتبى البشير النذير 
وابتدار السماع بالتبكير 
ومسساءً فذاك خير سمير 
حافظ فيه بالتحري شهير 
كصحيحي محمد والقُشَّيري 
ع كتاباهما أصح الزبور 
سمي اكل واحد بالأمير 
ويربسو فوائداً للبصير 
زبهماالارتقالقدر خطير 
ظ فيلغي الرّديف مثل الغير 
ء وهذا من أبلغ التحبير 


)1( في ( ط ) ١‏ اعتنائي . . . » بالعين المهملة » تصحيف . 
0( يقصد « صحيح البخاري » لأن البخاري يقال له الجعفي لولائه إلى الجعفيين . انظر ‏ أنساب 


. CYIA/T 4 السمعاني‎ 





فلذا لد في القراءةٍ وال 
فيشئّفْ منه المسامع مسن را 
ولقد من ذو الجلال علينا 
رجب والذي يليه وشهر الصّ 
سمع الحاضرون منه بلفظ 
حسب الجهد لا يمر بمتن 
والأسانيد لايمر بشخص 
أو نحو بشرة وساب 
غير أبدى مستورها فتراه 
وختمناوالحمد لله والشك 
حضر الختم جمعنامترجي 
كلهم مرتج لغفران ذنب 
لو كبيراً قد كان أيّ صغير 
ولتيسبير كل عَسُْسر وتسهي 
ويقي فتن الغنى كل مشر 
رب حفّق رجاءنا وأنلنا 
وتول الجميع منابتابي 
ولسلطاننا وأجناده انصر 
وعلى کل من بغى قاصداً شق 
ولهسم وبهم إلهي فأصلح 
وشفيعسي حديث خير البرايا 
يانبي هذا لكو الأحادي 
قد رواها عنك النجوم وعنهم 





)١(‏ في(م)و(ط):ه 


ع لقاريه والسميع القرير 
م اصطلاح الحفاظ بالتقرير 
أن قرأناه في الثلاث الشهور 
ولبعض بلفظ بعض الحضور 
باسمه أو بكنيةٍ مشهور 
أو لقاب كالم وفقير 
ظاهرآً عند ذاك أيّ ظُهمور 
ر له في يوم عيدٍ الفطور'') 
ن نوالا من المليك القدير 
قدره في جناب غفر الغضور 
فتساوى کیره بالصغيير 
سل حسزون وجب کل کسیر 
وافتتانا بالفقر كل فقير 
سؤلنامن نوالك المستطير 

سرك كيلا نسوء في القدييرٍ 
نصراءً على العدوٌ الكفور 
عصانا بلا انتظام الأمور 
وادفهن كل مهلك وير 
أحمد المصطفى السّراج المنير 
ث أتت عنك ضوءها كالبدور 
تابعوهم بالجد والتشمير 


. » وهو مختل الوزن . 





ثم عنهم قوم فقوم هم الحف 
حفوظها حفظا منيعاً فمن أي 
وأتتنا كأنها أخرجت من 
فأجزنا يا أحسسّ الناس خلقاً 
وبك الظلنّ ذا فأنت غني 
صلواتٌ”" عليك ثم سلام 
وعلى التابعين ما انش" فجرٌ 
ختم كل من ذين كالمسك في كل 


اظ حقّاً على ممر العصور 
ن إليها وصول أقوال زور ؟ 
فيك حالاً بغير كر دهور 
وسجايا بكل فضل وخير 
يا شفيعَ الورى عن التذكيرٍ 
ليس عد لذيين بالمحصور 
ظاهرات أعظم بتلك الأمور 
قاطع ضوءه دجى الديجور 
أمور في بدئها والأخير 


وشعره كثير » ونظم كثيراً من المسائل العلمية والقواعد الفقهية ليقرب 
ضبطها ويسهل حفظها . 

وبالجملة : فكأنه كان آيةَ من آيات الله تعالى » وخاتمة المحققين » لم 
يخلف بعده مثله » لو وصفه الواصف بما عسى فهو رافل في سرابيل التقصير . 
وعظمت مصيبته بالإسلام » وكثر الأسف عليه من الخاص والعام . وبلغني أن 
الشيخ الكبير العارف الشهير الشيخ محمد البكري قدس الله روحه رأى في 
المنام قبل موته كأن الرّكن اليماني من البيت الشريف انهد » وما هذا معناه › 
فكان تأويلها موت المذكور . ورثاه صاحبنا الأديب الفاضل النازل من محامد 
الصفات في أشرف المنازل حسين بن عبد الباقي الزاهد الزبيدي الشافعي بمرثية 
عظيمة نونية قرئت في اليوم الثالث من وفاته رحمه الله تعالى وهي : [ 
الخفيف]: 
حسبي الله من صروف الزمانٍ وزكايات أسهمالحدثانٍ 
مالنافي مراتع | الهو نطبو في أمان ولات حي أمانٍ 


(1) في( ط)«صلاة...» 


:*) في ( ط)« . 4 تحريف ء وبه يكسر الوزن . 


..مااتسق. 


01 





ماأضر اغتباطنا بالملاهي 
هذه دار نقلة ونفاد 
هذه بيننا القصورٌ العوالي 
كم مررنا بدارساتٍ طول 
حسبنا منذراً بوقع المنايا 
فكفانا نصنٌ التلاوة وغظا 
مع هذا العلم اليقين كأنّا 
سفيرٌ هذ الحياة لهاال 
والمحط الكريم إن شاء ذو العر 
أبدآحولهاندنين بين ال 
اها الغفافلون ضمّكم اله 
فأعدوا زاد النقى فنياق ال 
وصقور المنونٍ تخطف أروا 
لا محيداعنها لروح عزيز 
فهبوا لفتة إلى الأمم الما 
من عصيٌ وطيّع ووضيع 
من عماليق حير وغطاري 
من أباة اللعنٍ الذين علاهم 
لبسوا الزاغفات وانتطقوا الب 
صرفتهم صَوارف الموت صرف الت 
ما حمتهم تلك الحصون لحري 
فهمعِبْرةٌ لنالو فهمنا 
يا لهذي الوّزيّة الصَّليم الس 
مغقل من معاقل الدّين أودى 


دده 


وأشد اغترارنا بالأماني 
فتفطن إن كنت ذاععزفان 
شامخات البنا فأين الباني 
فذكرنا القُطَّانَ والأوطان 
علمنا اتنا ين الحيوان 
فاعتبز كل من عليها فانٍ 
في وثوق لا شك بالوجدانِ 
أنفاس عِيسنٌ تسوقها الملوانٍ 
ش فراديس عاليات الجنانٍ 
قاصرات الجسان والولدان 
سج وآن الرّحيل يا إخواني 
موت قد أهبت لجذب العران 
حَ الورى من جوارح الأبدانٍ 
أو ذليل أو شامخ أو داني 
ضين من آدم إلى ذا الآن 
ورفيع أربى على كيوانٍ 
سف قريش والشمٌ من قحطانٍ 
في السّيوف الرّقاق أو في الجفانٍ 
سض وهزوا عوالي المرانٍ 
سرب عن مورد النمير الهاني 
لا ولا استكملوا لشي عنان 
أبنَ أهل العقول والعِرْفانٍ 
اء والفادح العظيم الشانٍ 
وخضم قد غار في الأكفان 











حفرةٌ أطبقت على كوكب الشم 
شق جيب القلوب ناعيه إذ أل 
في مقام ماانفكت الناس فيه 
حين نادى يا للجمال جمال ال 
غار إنسان مقلة الفقه فالشح 
درست بعده مدارس درس 
أي قُطب دارت عليه من الطلاً 
مضرث من مضارب الدين قد ف 
خلق كالرّياض بللها القَط 
وجنان يمد كالبحر للطلة 
راع أربات الزيغ بالحجج اللا 
حجج تخرسٌ احمد بن سرييج 
يانديم العلوم أبكيك إن دا 
الحديث الشريف والفقه والتف 
وليوم تحار فيه ذوو الأف 
من يحل دجى المسائل من بع 
هذه في الورى شموس تصاني 
هذه بيننا فوائدك الزه 
فعلى ذاتك الشريفة من ذي ال 
عَم الله أجركم يا بني الأش 
رت واجبر مصابنا فيه والمم 
رت شيّد أركان سادتناالبا 





لس فغاب الضُيا عن الأعيانٍ 
قم أفواه الخلق بالصَوان 
بين دئع جار وعضٌ بنانِ 
فضل والدّين العالم الربّاني 
مة من بعده بلا إنسانِ 
وهي كانت أهيلة البيانِ 
ب أفلاك العلم بال وران 
ل لعمري وكان ماضي اللسانٍ 
ب وصدة خال من الأضغانِ 
ب والسّائلين بالخلجانٍ 
تي لعمري تفل حد السَّنانٍ 
والامام ابن الطَّيّب الباقلاني 
رت كؤوس المذاكرين الحسانٍ 
سیر والنحو مع فنوك المعاني 
هام في ليل مشكل ظلماني 
دك ياشمسَ أف كل بِيانٍ 
فك تجلى في سائر الأكوان 
ر كزهر السّماء في اللمعانٍ 
عرش أزكى السلام والرّضوانٍ 
خر والتابعين بالإحسانٍ 
مذدعنالا بوء بالخسران 


قين واعمز بهم حمى الإيمانٍ 


دلق في ( ط ١)‏ . . أحمد أبي » وما أثبتناه في ( م ) . 


زفق في ( ط ١)‏ .. . واغمر يهم.. ؟ . 











ودليل يقام أو ثرهان 
وأنلهم جوائر العُعْرانٍ 
جاء بالمعجزات والقرآن 
ناح باك المديل في الأغصان 


© وفيها : تم البخاري بقراءة الفقيه شمس الدّين علي بن الفقيه عبد 
الرحيم بن محمود القيسي على العلامة الحافظ مفيد الطالبين محدث الدّيار 
اليمنية الطاهر بن الحسين بن عبد الرّحمن الأهدل بزبيد بمسجد الولي الكبير 
عبد الرّحمن بن حسين الأهدل » فأنشأ في ذلك العلامة حسين بن عبد الباقي 
الأزهر قصيدة لامية مكسورة في غاية الحسن . وهي : [من الكامل]: 


عَنِْنْ أحاديتٌ الحبيب وسليسل 
واطلق مقيد دفع جفنك ليس من 
وإذا روت لك نسمة من حاجر 
كم ضعفٹ بحديثها المعلول من 
لي بالعقيق القرد قلبٌ ها 
باك يشوب الدرٌ بالمرجان في 
ويحن إن ذكرت معاهد يشرب 
إن لامَهُ الال يطرب نشية 
فني التصبّرٌ وانقضى العمر الذي 
كل الذي يرضى الهوى ويرومه 
والله لا أشتاق «برقة ثهمد» 


لكنْ بأكناف العقيق مضارث 





: ضمنه قسماً من بيت امرىء القيس المشهور‎ )١( 


وارفع أحاديث الحبيب الأول 
شرْط المحبة وقف دمع مُرْسَلٍ 
جسم وكم أومّت به من مفصل 
بشعابه ترعى الظباء بهوجّل 
فأقول «لاتهلك أسى وتجمّل ۲ 
فكأن فرط العذل ضرب تخدٌّلٍ 
هو فسحة لمسوف ومؤقل 
سهل عليّ سوى التّوى لم يسهل 
أو منزلاً « بين الدّخول فحومل ٩۲‏ 


2 


وقوفاًبهام صحبي علي ميم يقولون لاتهلك أسى وتجكل 
زفق ضمنه كلماتٍ من معلقة طرفة بن العبد ومعلقة امرىء القيس . 


هل أمتطي هوجاء مشرفة المطا 
تسري التجابيد الغرام څزامها 
يغلي بوطأة خفها فرق الفلا 
حتَّى ترى أطلال طَيْبة جَهْرة 
وتصيرٌ أعينها حيال نخيلها 
وأكون أول من يوم بعزمه 
أسعى إلى الحَرّم المنيع وأنتحي 
الفاتح التاق أول مدع 
أصل الأصول وجوهر للعالم الس 
ر“ اة جوهر الكونيْنِ من 
إكليل جبهة ذا الوجود طراز حل 
مخطوب حضرة قدسه ملحوظ دو 
هادي البريّة للهدى فجميعنا 
شَرعَ الشّرائع موضحاً سئنّ الهدى 
فالزم بسنّته الشريفة يا أخا ال 
وافزع إلى آثاره الحُسنى فكم 
ومتى أردت جوامم مع الكلم التزم 
فأصحٌ كتب بعد كُتب الله ما 
فأدر مكرره بكأس لسانك ال 
وادفع به نوب الزمان فكم به 
هذي كواكب لفظه أقلاكها 
العالم العلامة الفهامة ال 
الطاهر الأثواب والأنساب وال 





» أصل النبوة...‎ ١: في( م)‎ )١( 


0٠ 


شمّاًكأني فوق هامَة يذبل 
والشوق سائقها لأكرم مَنْزِلٍ 
كشهاب رجم جوف ليل أليل 
وترى علينا بهجة المتهثل 
خرصا لتعدل بي لأشرف منزل 
باب السّلام مع الطراز الأول 
للروضة الغرا وقبر الممرسّل 

فى الكؤن بالنص الجليل الأجلل 
كلي نور الواجب المَرْدٍ الولي 
يوم الجساب عليه كل مُعول 
ته البديع جمال كل مجئل 
رة أنسه ختم المقام الأكمل 
بلوائه يوم القيامة نغتلي 
للشالكين فشرعَّة الشرع الجلي 
حجر المنير ديانة وبه اعمسل 
بالجامع العالي الصحيح الأفضل 
جمع البُخاري وهو أحسن ما تلي 
منطيق للأسماع دور تسلسل 
من تَكُبةٍ صُرفت وحطب معضل 
دارت على قطب شريف المنزل 
حبر البليغ العابد المتبشل 
أسباب والأصحاب عَف المقوّل 





ابن الحسين الأهدلي''' ابن الحسي 
ابن البتول وتلك بنت المصطفى 
تمت قراءتنا عليه ودوتكم 
فجزاه ربټ العرش جل ثناؤه 
وأذاقه تسنيم كلأس خطابه 


07 


فهو الذي کشف كشف العَمّى عن نور عي 
يا مسبل التعم المفاضة غشنا 
واشمل بعين اللطف نادينا ومن 
وعلي القارىء ألا فافتح له 
واغفر لتاظمها الحسينٍ وكن له 
ليعود في 
ولوالديه وأهله وشيوخه 
ها قد مددت يد السّؤال بِذْلَةٍ 
فاصلح ولاة المسلمين ولا تل 
واختم بخير خواتم أعمالنا 
وعلى متم الذور ختم المسك س 
والآل والأصحاب والأتباع ما 


© وفيها: 


أفق السشعادة بدره 


)١(‏ في( ط):ه 
0( في ( ط ) « 
)( في ( ط ) : « ٠‏ متمم . 

مختل الوزن في ( م ) و ( ط ).. 


.. من يذّعي. . ٩‏ تصحيف . 
 . .‏ وبه يكسر الوزن وصوابه في (م) . 


سن شهيد طف ابن سيّدنا علي 
ناهيك من بيت له باب علي 
مك الختام نفضه في المحفل 
المسعد المتفشل المتطوّل 
من فضله أسنى الجزاء الأجرّلٍ 
في مقعدٍ الصدق العزيز المغتلي 
ن بصيرتي وبه بلغت مؤمّلي 
بسوابغ التعم الجلال وجلل 
ضمته دورته وجد وتقيّل 
في العلم فضلاً كلّ باب مقفل 
يا رت في الدنيا وفي الأخرى ولي 
بك زاهراً في برج سعد تنجلي 
هذي يدي مبسوطة بتذلل 
فلأنت تغضبٌ رب إن لم تُسأل 
أعمالهم يوماً لمن لم يعدل 
يا خير من يُدعى'؟ وأكرم موثل 
ر النشا تكرار الصلاة من العلى" 
لبى الحمام هدير صوت البلبل 


استعاد السلطان مظفر بن السلطان محمود كجرات من 
المغول » وذلك في آخر شهر شعبان › وقبض 


قبض أكثر بلادها مثل أحمد آباد 


. . الأهدل ؛ تصحيف » وما أثبتناه في ( م ) . 


أما الشطر الثاني فهو 


وبروّج وبرودلة وكنباية" » فهزم عسكر المغول ونهبهم ٠‏ وقتل بعض الوزراء 
الكبار وأخذ ماله . ولم يزل يعظم أمره ويكثر عسكره إلى مستهل المحرم من 
سنة اثنتين وتسعين › فاختلف عسكره فيما بينهم ١‏ وكان ذلك هو السبب 
لهزيمتهم » واختفى المذكور في بعض الأماكن » ورجع أمر كجرات إلى 
المغول » ولا حول ولا قوة إلا بالله . وأما بروج فكانت قلعتها حصينة متغلبة › 
وكان فيها جماعة من أصحاب السّلطان مظفر » فمنعوها مدة وحاصرها جماعة 
من وزراء المغول إلى أن أخذوها في آخر شهر رمضان من تلك السّنة . ورأى 
بعض الأخيار في المنام رجلاً فسأله عن مدته » فكتب له ست واوات . قال 
الشيخ : فأولتها ستة أشهر » فكان كذلك » فدخلها في شعبان وخرج منها في 
المحرم . 


إلى في ( ط ) ١‏ كنبايت » وما أثبتناه في ( م ) والبلاد المذكورة آنفاً من القارة الهندية ٠:‏ 


o۲ 


© وفي ليلة الجمعة رابع شهر صفر سنة اثنتين وتسعين : توفي الشيخ 
الصّالح العلامة شهاب الدّين أحمد بن الشيخ بدر الدين العباسي المصري 
الشافعي”'' » بأحمد آباد وعمره نحو التسعين ٠‏ ودٌفِْنَ بها بتربة العرب بالقرب 
من تلميذه وصاحبه الشيخ محمد بن عبد الرّحيم العمودي رحمه الله » وكان 
بينهما في حياتهما اتحاد ومحبة عظيمة حتى كأنهما كانا روحين”' في جسد »› 
وكان مولده سنة ثلاث وتسعمائة بمصر › وكان من العلماء العاملين وعباد الله 
الصالحين . 

ومن مشايخه : شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ٠‏ والسيخ العلامة برهان 
الذين بن أبي شريف ٠‏ والشيخ الإمام نور الدين المحلي » والشيخ كمال الدين 
الطويل » والشيخ زين الدّين الغزي . والشيخ نور الذين المليجي - بالجيم - 
واجتمع بشيخ الإسلام الشيخ أبي العباس الطئْبّداوي البكري برّبيد سنة ست 
وثلاثين وتسعمائة وأخذ عنه . ومن محفوظاته « المنهاج » في الفقه للنووي › 
و« الشاطبية » في القراءات › و« العمدة» في الحديث للمقدسي 6 
و « الأربعين النُووية » و « الأجرومية » في النحو » و « مختصر أبي شجاع » : 
وكانت له اليد الطولى في علم الحرف والفلك والميقات » وكان شديد الورع 
قليل الاختلاط بالناس » متمسكا بالكتاب والسنة وطريقة السّلف الصَالحين مع 
التقوى المفرطة والخمول الزائد . 

وحُكي أن والده مرض مرضاً شديداً بالشّام » فاستغاث بِالئَِيَ يكل ٠‏ فرآه 
في المنام وهو يضرب على كتفه ويقول له : قم يا أبا أحمد » فانتبه معافى من 





(0) ترجمته في « شذرات الذهب 575-570/1١١ (٩‏ ) . 
زفق في ( م ) و ( ط ) : « روحان) . 





ذلك المرض » ولم يكن معه إذ ذاك ولد اسمه أحمد » وكان قد ترك زوجته 

بمصر حاملاً به 3 فبعد أيام جاء الخبر بأنها وضعت غلاماً › فسماه أحمد . 
ومن شعره : [من الكامل]: 

كان البخاري حافظاً ومحدّثاً جمع الصّحيمَ مكمّل التحرير 


اد 
ميلاده صذق وملة عُمْرِهِ فيها حميد وانقضى في نور 


ولما وقف على الأبيات الآتية التي نظم فيها بعضهم ما لكل فصل من 
المنازل على اصطلاح أهل اليمن وهي : [من البسيط]: 
شرط البطين ثريا دبر هقعتها وهنعة الذرع فصل الصيف قد كملا 
فتثرة الطرف جبهة الزبرة انصرفت0؟ عوا سماك فذا فصل الخريف خلا 
غفر زبانا تكلل قلب شولتها نعائم بلدة فصل الشتا كملا 
واذبح بلاعاً سعود واخب فرعهما في بطن حوت فذا فصل الربيع تلا 

استحسنها وقال : إنه أجاد فيها » غير أنه اعتمد فى ذلك على حساب 
المتقدمين في المنازل حيث بدأ بالشرطين » وعلى حساب المتأخرين يكون 
الفرع المؤخر . قال : فقفوت أثره في القافية وابتدأت بالفرع المؤخر على 
حساب المتأخرين فقلت : آمن البسيط]: 
مؤخر ورشا شرط البطين ثروا دبرا وهقع ففصل الصيف قد كملا 
وهنعة الذرع تشر الطرف جبهتها وزبرة الصرف ذا فصل الخريف تلا 
عوى السمّاك وغفر الزبن كلله قلب وشولة ذا فصل الشتا ارتحَلا 
نعائم البلد ذبح البلع يسعده خبا المقدم ذا فصل الرّبيع تلا 

ثم قال : وترتيب الفصول المذكورة في هذين النظمين على طريقة أهل 


(1) في( ط ) .. وانقضى نور » وبه يكسر الوزن » وما أثبتناه في ( م ) . 
(؟) كذا رواية هذا الشطر في ( م )و ( ط ) وهو مختل الوزن . 


03 


اليمن . قال : ثم إني رتبتها أيضاً في أبيات على حكم ما قال الحكماء فقلت : 

من البسيط]: 

وهنعة الذرع نثر الطرف جبهتها وزبرة الطرف فصل الصيف قد كملا 

عوى السّماك وغفر الرّبن كلله قلبٌ وشولةٌ ذا فصل الشّتا ارتحلا 
وكان كثيراً ما يتمثل بقول : [من الرمل]: 

كان وال فقيهاً عالماً ولهعرض مصون مااتهه” 

غير لا يدري مداراةالورى ‏ ومداراة الورى أمر مهم 
ومما أملاه على بعض الصّالحين من تلامذته من حفظه قبيل موته بمدة 

يسيرة : [من الكامل]: 

بمكارم الأخلاق كن متخلقاً ليفوح عرف ثنائك العطر الشذي 

وامنخ صديقّك ما استطعت صداقة وادفع عدوك بالّمي فإذا الذي 
ومما أملاه عليه أيضاً قال : أنشدني الشيخ أبو العباس الطَّبنذاوي هذين 

البيتين من لفظه : [من الطويل]: 

ولا القلم المبري أخشى عداوة تكون مدى الأيام بيني وبيِنَهُ 
ومما أملاه عليه أيضاً قال : سمعت الشيخ الإمام العلامة عبد الله با كثير 

علماء مصر إلى مكة المشرفة فيما تقدم » وجاور بها » وجلس في بعض الأيّام 

على الكرسي ليعظ الناس في الحرم الشريف » فكان أول كلامه بعد أن قال 

الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله بيا : مما أنشدني والدي تهذيباً في 

أيام الصّبا : [من الطويل]: 


ه05 





إذا شِئْتَ أن تحيا سليماً من الأذى وذنبك مغفورٌ وعوضك ص 
فلا ينطلق منك اللسان بسوءة فللئاس سوآتٌ وللتاس السيٌ 
وعيثك إن أهدت إليك معايباً فغمّض وقلٌ ياعينٌ للٽاس أعينٌ 
وعاشِز بمعروف وسامخ مَنِ اعتدى ولا تدفع الا بالتي هي اخسن 
قلت : وقد روي عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله أنه قال : 
أدركتٌ بهذه البلدة ‏ يعني المدينة - أقواماً لم تكن لهم عيوب » فتكلموا في 
عيوب النّاس فظهرت عيوبهم » وأدركت أقواماً كانت لهم عيوب » فسكتوا عن 
ومما أملاه عليه أيضاً عن الشّيخ عبد الله با كثير المذكور قال : جاء أعرابي 
إلى النَبِيَ هة فقال : يا محمّد أفي قرآنك مثل هذا ؟ فقال له : إيش » أو كما 
قال بي » فقال الأعرابى”'' : [من الطويل]: 
وحيٌ ذوي الأضغان تشب عُقولَهُم تَحيّكَ القربى فقد تذفع ا“ 
فإ جهروا بالقول فاعفٌ تكرّماً وإِنْ ستروا عنك المقالة لم َل 
فإ الذي يؤذيك منه استماعه وإن الذي قد قيلَ خلفك لم يم١“‏ 
قال : فنزلت الآية الشريفة ‏ ولا وى لْلْسَئَهُ وا ألتيَةُ اقح اى هى 
لحن قدا الى بښتك وبي دوه نول حَييظ 4 [فصلت : :]۳٤‏ 


)١(‏ الأبيات في ديوان الشافعي » تحقيق محمود بيجو » طبعة دمشق » ص ( ۷١‏ ) وروايتها ثمة 
تختلف بعض الاختلاف عما ورد » وفي حاشية التحقيق أن الأبيات تروى لابن الرومي » ولم 
نقف عليها في ديوانه » والبيتان الثاني والرابع مع آخرين في « لباب الآداب » لأسامة بن منقذ 
ص ( ۳١۲‏ ) دون نسبة .. 

(؟) يُروى الخبر عن العلاء بن الحضرمي في وفادة على النبي ية . انظر ‏ عيون الأخبار » لابن 
قتيبة ( ۱۸/۲ ) . 

() في ( ط ) : « .. الأظعان » تحريف » وفيه الشطر الثاني بآخرة منه « فقد تزقع النَّعَلْ » . 

. اختلفت رواية البيتين الأخيرين في « عيون الأخبار » عما ورد هنا » بيد أن المعاني واحدة‎ )٤( 


o۲٦ 


ومما أملاه عليه أيضاً عن الشيخ عبد الله المذكور : 


مَنْ لم يبوه ناصِخُوه يضحك من حالويدا 
أذبه الأيام والليبالي منلميؤأبه والدةٌ 

© وفيها : في يوم الجمعة الحادي والعشرين من جمادى الأولى توفي 
الشّبخ العلامة أبو السّعادات محمد بن أحمد بن علي الفاكهي المكّي 
الحنبلي"“ » وكان مولده سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة » وكانت له اليد 
الطولى في جميع العلوم » وأنه قرأ في المذاهب الأربعة . 

ومن شيوخه : الشيخ الكبير المحقق العلامة أبو الحسن البكري » وشيخ 
الإسلام ابن حجر الهيتمي » والشيخ محمد الحطاب في آخرين من أهل مكة 
وحضرموت وزبید يكثر عددهم . ويقال : إن الذين أخذ عنهم يزيدون على 
التسعين وأجازوه . ومقروءاته كثيرة جداً لا تنحصر . 

ومن محفوظاته : «الأربعين النواوية » » و« العقائد النسفية»)» 
و « المقنع » في فقه الحنابلة » و « جمع الجوامع » في أصول الفقه » و ١‏ ألفية 
ابن مالك » في النحو » و « تلخيص المفتاح » في المعاني والبيان › 
و« الشاطبية » في القراءات » و « نور العيون» في السّير لابن سيد الناس . 
وكان يحفظ القرآن العظيم ويقرأ للسبعة مع التجويد » ونظم ونثر » وألف غير 
واحدة من الرّسائل المفيدة منها الذي تكلم فيها على آية الكرسي وهي مفيدة 
جداً. ومنها : « شرح مختصر الأنوار» المسمى «نور الأبصار » في فقه 
الشافعية ع ومنها « رسالة في اللغة » » ومنها كتاب جليل جعله باسم بعض 
السلاطين » ورزق الحظ في زمانه . وسمعته يقول : الاس بالله نور ساطع » 
والأنسُ بالّاس سم قاطع » رحمه الله . 

ومن غريب الاتفاق أنه قال : حضرت مجلس بعض الوزراء فوقع الكلامٌ في 





)0( ترجمته في « شذرات الذهب »4 ( 1۲۷/١١‏ ) و« النعت الأكمل » ص ( ۱٥١۱١٤‏ ) 
و « معجم المؤلفين (٩‏ ۲۹۲/۸ )و « الأعلام )۷/٦(“‏ . 


oY 


الاستفهام الإنكاري فقال بعض أهل العلم : هذا كقوله : ¥ # انالود آلا 

الور وَتَسَوْنَ أَنصْسَكْ ونم عون الككب ألا تَمَقلُونَ 4 [البقرة : 144 » وأشار 7 
ريض » قفهمت منه ذلك » فاستحضرت حيتت وقلْثُ مخاطباً له قول : 
ٍظ مت من أذ لهم هوب وله ا ل عأ وم عل سیو وله وجل َل روه 
غو فمن دید من بد آله هَل مَدَكون 4 [الجاثية : ۲۳] » فخجل ذلك الرّجل . 

وكان والدي يسميه شيخ الإسلام » وكان جواداً > قال بعضهم : ما رأيت 
أسخى منه » وقال آخر : ما أظنّ أن أحداً من الأشراف والعرب دخل الهند إلا 
وله عليه إحسان » وكان لا يمسك شيئاً ولذلك كان كثير الاستقراض . وكان 
تغلب عليه الحدّةٌ » وكان من شدة تواضعه لأصحابه ربما ينسبونه إلى التملق » 
وكان له عقيدة مفرطة في السّادة آل با علوي » وذهب إلى حضرموت لزيارتهم 
فلقي جماعة من أعيانهم وعادت عليه بركتهم » ودخل الهند وأقام بها مديدة › 
ثم رجع إلى وطنه مكة المشرفة في سنة سبع وخمسين » فحجٌ ذلك العام وزار 
اللي ية > ثم حج في السّنة التي تليها » وعاد إلى الهند في سنة ستين 
وتسعمائة » فأقام بها إلى أن توفي بها رحمه الله . 

وكان مع جلالة قدره يغضب من ذكر ١‏ الفأر » وقيل إنه لقب أخيه عبد القادر 
لقّبهِ به من لا خلاق له من أهل مكّة » فكان الذين يقصدون أذيته يذكرونه له 
فيتعب من ذلك » وكتب إليه بعضهم هذا الاستفتاء 


يامّين إذامااشتعل نارالذكاءمنه فار 
مذا تقول ناا في بركةمات بهافار؟ 
تبددت من هأجزوؤه و يق فار 
أجب لنامُِئْرعاً الماء في التشور فار 


وللأديب علي با كثير المكي رحمه الله في المعنى : [من السريع]: 
ياغلماء الحصر ماقولكم في مشكل حيّر كل الأمَمم؟ 


o۸ 


رأيت فأرآعندكم وهو لا 
ومن شعره : [من الطويل]: 

طبعت على حب المعزة والثنا 

وها أنا أوصي كل خل معزز 


يقتل في الحل ولا في الحرم 


وأرجوهما في طول عمريّ ديدني 
بأن لا يدانى للدنا من يدي دني 


ومدحه الشيخ الفاضل عبد اللطيف الدبير”' بقصيدة منها : [من الطريل؟: 


يا علأمة الدُّنْيا ويا عاليٌ غد() 


يقصّر عن غاياته في العلا البدر 





فضاءَ به الأقطار وافتخر العصِدٌ 
وللرفق بالطلاب ياأيّها البرٌّ 
وجمع علوم فاح من طيبها النشرٌ 
أب لسعادات وأصل محامد - فمّن أمّه بالتجح آل كذا اليسرٌ 
تباهت به كجرات لما ثوى بها فإنْ فخرث يوماً يَحقٌّ لها الفخرٌ 

ومن العجائب : أنَّ المشايخ الثلاثة هو وأخواه الشيخ عبد الله والشّيخ عبد 
القادر كانوا كلهم أهل فضل وعلم » وكل واحد من الثلاثة مات قبل الآخر بعشر 
سنين » فكان أولهم موتاً الشيخ عبد الله وآخرهم صاحب الترجمة » رحمهم الله 


ومن لاح مثل الصبح فضلٌ كماله 
ويا أيّها البَْرٌ الخضم لعلمه 
وفاكهة الدّنيا يهناه ذا الهنى 


© غريبة : 

ذكر شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في « معجمه » أنَّ الأئمة الثلاثة وهم 
العراقي » والبلقيني» وابن الملقن» كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن › 
الأول : في معرفة الحديث وفنونه » والثاني: في التوسع في معرفة مذهب 
الشافعي » والثالث: في كثرة التصانيف» قال : ومن العجائب أن كلّ واحدٍ من 


)00( في ( ط ) : ( الأبير ) . 
(۲) كذا رواية الشطر في ( م )و ( ط ) وهو مختل الوزن . 


33 


الثلاثة ولد قبل الآخر بسنة ومات قبله بسنة » فأولهم ابن الملقن » ثم 
البُلقيني » ثم العراقي . 
وحكى بعض الفقراء الصَالحين قال : سمعت الشيخ أبا السعادات الفاكهي 
رحمه الله يقول : لما سمع العلامة القاضي ابن أبي عقامة اليمني قول المعري 
قابله الله بعدله : [من الطويل]: 
إذا ما ذكرناآدماً وفعاله وتزويجه بثتيه بابنيه فى الدُنًا 
علمنا بأن الخلقّ من أصل زنية وأنْ جميعَ الناس من عنصر الرّنا 
قال مجيباً له ورادا عليه : [من الطويل]: 
لعَمْرك إن القولَ فيك لصادقٌ وتكذب فى الباقين من شط أو دنا 
كذلك إقرار الفتى لازمٌ له وفي غيره لعْرٌ بذا جاء شرعنا 
قلت : وللمعري أيضاً : [من البسيط]: 
فقال الشريف الرّضى رادا عليه : [من البسيط]: 
صيانة التفس أغلتها وأرخصها خيانة المال فانظر حكمة الباري 
وله“ أيضاً وهو مما يدل على عدم إيمانه بالبعث والنُشور قبحه الله : [من 
الطويل]: 
ضحكنا وكان الضحكٌ منّا سفاهة وح لسكان البسيطة أن ينكوا 
تحطمّنا الأيَام حتى كأتنا زجاجٌ ولكن لايُعاذ له سبك 
ورد عليه الإمام محمّد بن عتيق التميمى فقال : [من الطويل]: 
كذبت وبيت الله حلفة صادقي سيسبكنا بعد النّوى من له المُلْكُ 
ونرجع أجساماً صحاحاً سليمة تعارف فى الفردوس ماعندنا شك 





o۰ 


وفي « عجائب البلدان » للقزويني قال : وذكر أنه في آخر عمره تاب عن 
أمثال هذه واستغفر وحسن إسلامه . 

قال المجد الفيروزابادي صاحب القاموس في كتابه « البلغة في تاريخ أئمة 
اللغة » : والنّاس فيه فرقتان » فمنهم من يكفره ويزعم أنه كان زنديقاً » ومنهم 
من هو بضد ذلك ٠»‏ وفي ظاهر أشعاره زندقةٌ كثيرة » على أن في شعره ما يدل 
على التوحيد الصريح والاعتقاد الحيح كقوله : امن الخفيف]: ۰ 
إنما يلون من دار أعما ل إلى دار شِقَوةٍ أو رشادٍ 

وذكر عنه أنه أملا « المحكم » و ١‏ المخصص ١‏ من صدره . 

وفي « عجائب البلدان » أنه كان له سرير يجلس عليه » فجعلوا في غيبته 
تحت قوائمه أربعة دراهم تحت كلّ قائمة درهماً » فقال : إن الأرض قد 
ارتفعت عن مكانها شيئاً يسيراً » أو السّماء نزلت . قال : ومن العجب أنه مع 
ذكائه اختفت عليه الموجودات التى ليست مجسمة كالجواهر الرّوحانية › 
فاعتقد أن کل موجود يكون مجسماً . 

قلت : ولا عجب لأنّ الهداية والضلال ليسا إلا بتوفيق الله وهدايته أو 
خذلانه وعدم رعايته » وأنَّ غير العاقل قد يُلهم كثيراً مما يحرمه العاقل › 
قال الله تعالى : < فمن برد أل أن هديم شرح صَدْرَهٌ سل ومن رد أن يضام 
عل مدرم صقا حا انما صد نې الما 4 [الأنعام : ]1١٠‏ . من يهدي الله 
فلا مضل له » ومن يضلل فلا هادي له » ولعمري إن العقول التي لم تستضىء 
بنور الشرع هي عقول أضلها باريها وقضى عليها بالشقاء قاضيها . رزقنا الله 
تعالى متابعة التي بي وتعظيم شريعته » وجعلنا من خيار أمته وأنصار ملته بمنّه 
وكرمه آمين . وما أحسنّ قول البوصيري رحمه الله : [من الخفيف]: 
رب إن الهدى مُداك وآيا تك نور تهدي بهامَنْ تشاءُ 


كم رأينا ماليس يعقلٌ قدأل 2 هم ماليس بهم الحقلاء 


o1 





ووجدت في بعض التعاليق بخط صاحبنا العلامة الشيخ أحمد بن علي 
البسكري : أن الشيخ عبد الثافع بن الشّيخ أحمد بن عراق دعا الشّبخ أبا 
السعادات الفاكهي إلى ضيافة مع صاحب له يسمى بابن المجد » وكتب إليه في 
الاستدعاء هذين البيتين : [من البسيط]: 
أبا السّعادات وابن المجدٍ خادمكم آخو التضرّع عبد التافع الدّاعي 
يدعوكم ساعة تلقاء منزله وليس يَسْفَى الذي في الشرع للدّاعي 
ورأيت بخط صاحبنا العلامة شهاب الدّين ابن الشيخ أحمد بن علي 
البسكري المكي المغربي المالكي رحمه الله تعالى ما صورته : وجدت في 
تذكرة مولانا العلامة ذي الكمالات الشّيخ أبي السّعادات هذين البيتين وهما : 
[من الكامل]: 
ياأهل تدريس العلوم جميعه وذوي عقول قد صفت من ريبة 
هل تعلمون محلة معروفة جمعت كمكة في عدادٍ فضيلة 
فكتبت جوابهما وأنا الفقير إلى عفو الله أحمد البسكري فقلت : [من الكامل]: 
لا والذي برأالأنام بأسرهم مامثل مكة شرفت من قرية 
وكذاك مامثل الحطيم وزمزم والمشعرين وركنها في خطة 
وكذا الصَّفًا والحجر والميزاب وال بيت الشريف فذاك أعظم نعمة 
إلا على قول الهزبر إمامنا شيخ الأنام إمام أهل السَّنَةٍ 
إل المدينة شرفت بمقاممَنْ قد حل فيها فهي أشرف بقعة 
صلى عليه الله ري سرمداً أبداً دواماً ما توالت عَمْضصتي 
© وفيها : في ليلة الأحد السّابع والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام توفي 
الولي الكبير والقدوة الشهير . الذي وقع على ولايته الإجماع والاتفاق » وقصدَ 
بالزيارة من الآفاق ١‏ الشيخ أبو بكر بن سالم با علوي“ » بعيئّات » وكان من 





(۱) ترجمته في « شذرات الذهب »( 558/1١١‏ ) . 


oY 


المشايخ الأفراد المقصودين بالزيارة من أقصى البلاد » وانتفع ببركته الحاضر 
والباد » وانغمرت بنفحات أنفاسه العباد » وا* شتهرت كراماته ومناقبه وآياته في 
الآفاق » وسارت به الرّكبان والرّفاق » وحصل له القبولٌ الثامم عند الخاص 
والعام . و « عِيْنَات » بكسر المهملة وسكون المثناة من تحت وقبل الألف نون 
وبعدها مثناة فوقية : قرية بحضرموت على نصف مرحلة من تريم كانت إقامته 
بها » وقصده إليها الزوار من الأقطار حيّاً وميتاً . 

© وفيها : توفي الحكيم شهاب الدّين محمود بن شمس الدّين الشندي , 
وكان آية في الحكمة والمعالجات . وحكي أنَّ بعضّ السّلاطين أهدى إلى 
السّلطان محمود صاحب كجرات أشياء نفيسة من جملتها جارية وصيفة › 
فأعطاها السّلطان لبعض الوزراء » فاتفق ق أن الحكيم المذكور جس نبضها قبل 
أن يمسّها ذلك الوزير » فحذره من ذلك وقال : إن من يجامعها سيموت . 
فأرادوا تجربته في ذلك فجاؤوا بعبد وأدخلوه عليها فمات لوقته » فازداد 
تعجب الوزير وسأله عن السّبب فيه » فقال : إنهم أطعموا أمّها في حال حملها 
أشياء أورثت ذلك » وإن مهديها قصد هلاك السّلطان . 

قلت : فلله درّه من طبيب ماهر ما أحذقه! وقد ذكرٌ القزويني في « عجائب 
البلدان » ما يقرب من هذا » فقال عند الكلام على عجائب الهند : ومن عجائبها 
« البيش » وهو نبت لا يوجد إلا في الهند » سم قاتل » أي حيوان يأكل منه يموت 
ويتولد تحته حيوان يقال له فأرة البيش تأكل منه ولا يضرها . ومما ذكرَ أنَّ ملولك 
الهند إذا أرادوا الغدر بأحد عمدوا إلى الجواري إذا ولذن وفرشوا من هذا النبت 
تحت مهودهن زماناً > ثم تحت فراشهن زماناً > ثم تحت ثيابهن زماناً » ثم 
يطعموهن منه في اللبن حتى تصيرٌ الجارية إذا كبرت تتناول منه ولا يضرها » ثم 
يبعث بها مع الهدايا إلى من أرادوا الغدر به من الملوك فإنه إذا غشيها مات . 


(۱) ترجمته في ١‏ شذرات الذهب (٩‏ 1۲۸/۱۰ ) . 


or 


وفي ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين : توفي الأستاذ الأعظم قطب العارفين 
الشيخ محمد بن الشيخ أبى الحسن محمد بن محمد بن عبد الرّحمن بن 
يحبى بن يعقوب بن نجم الدّين بن عيسى بن داود بن نوح بن طلحة بن 
عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه البكري الصّديقي 
الشافعي الأشعري المصري”"") 2 وم جده الأعلى أحمد بن محمد بن أحمد 
فاطمة بنت الشريف تاج الدّين القرشي بن محمد بن عبد الملك بن يرحم بن 
حسان بن سليمان بن محمد بن علي بن الحسين بن الحسن المثنى ابن حسن 
السّبط » وروي أن الشيخ كان يفتخر بهذه النّسبة النَّبُويّة ويقول : ما أحب أن لي 
بها كذا. . وكذا. . . 

وكان هذا الشيخ من آيات الله في الدّرس والإملاء » فكان إذا تكلم فيه تكلم 
بما يحيّر العقولّ ويُذْهِلٌ الأفكار بحيث لا يرتاب سامعه في أنَّ ما يتكلم به ليس 
من جنس ما يُنال بالكسب » وربما كان يتكلم فيه بكلام لا يفهمه أحد من أهل 
مجلسه مع كون كثير منهم أو أكثرهم على الغاية من التمكن في سائر مراتب 
العلوم الإسلامية والإحاطة بفنونها » فيذكر له ذلك بعد القيام من المجلس › 
فيقول : ليس ذلك بأعجبَ من حال المتكلم به فإني فيه مثلهم . وكان إليه 
التهاية في العلم حتى كان بعض أئمة العلوم والمعارف هناك ممن أفنى عمره في 
كسب العلوم الدينية والمعارف الرّبانية يقول : والله لا ندري من أين هذا الكلام 


۰ . ) في « شذرات الذهب »( علي‎ )١( 
و« جامع كرامات الأولياء»‎ ) 7751-٠ ( » زفق ترجمته في « شذرات الذهب‎ 
.)71١-56/0(» )و « الأعلام‎ ۲۸۱/۱١ ( ٩ )و معجم المؤلفين‎ 195-1817/١( 


07 





الذي نسمعه من هذا الأستاذ ؟ ولا نعلم له أصلاً يؤخذ منه » ولولا العلم بس 
باب التّبِرّة لاستدلينا بما نسمعه منه على نبوته("© . 

وأما مجالسه في التفسير وما يقرره فيها من المعاني الدّقيقة والأبحاث 
الغامضة مع استيعاب أقوال أئمة التفسير من السّلف والخلف » وبيان أولاها 
بالاعتماد عنده » وذكر المناسبات بين السّور والآيات » وبين أسماء الذات 
المقدسة والصّفات ومواضعها » وما قاله أئمة الطّريق في كل آية من علوم 
الإشارة » فإن القرآن نزل بها أيضاً » فذاك مما يُحيّر العقول ويُدْهِشُ الخواطر » 
مع كون ما يلقيه من ذلك كله في ألفاظ مخترعة بالغة في الفصاحة والبلاغة 
والجزالة والإيضاح إلى الغاية التي ليس وراءها غاية » مع كون أكثرها أو 
جميعها مسجعاً مقف معرباً موضوعاً في محله الذي لا أولى منه به » ولم يحفظ 
له أحد هفوة في لفظ من ألفاظه من جهة إعراب أو تصريف أو تقديم أو تأخير أو 
غير ذلك من هفوات الألسنة في تقرير العلوم » وما من درس من دروسه إلا وهو 
مفتتح بخطبة بديهية أو غير بديهية مشتملة على الإشارة إلى كل ما اشتمل عليه 
ذلك الدّرس على طريق براعة الاستهلال . 

وهكذا كانت مجالسه في الحديث والفقه » وكل علم يتصدى لتقريره › 
لا يظن سامعه المتمكن في ذلك العلم الحافظ لأصوله وفرعه أنه ترك في كل 
بحث كلمة لأحد من المتكلمين فيه » مع ما يبديه هو من اختياراته الشريفة . 
وكان الشعراء من فضلاء مصر المتمكنين في علوم اللغة وقواعد الشعر ومذاهب 
الإنشاء يقصدون يوم ختمه » فيكتبون القصائد البديعة في مدحه » وبيان 
ما منّ الله به عليه من سائر النّعم الظاهرة والباطنة » فتتلى - أو المهم منها على 


للق العبارة في « شذرات الذهب ١»‏ . . . لولا أنَّ باب الوه سد لاستدلينا بما نسمعه على نبوته » 
وهي أفضل من عبارة ١‏ النور » وأدق في الدلالة على المُراد . 
نقول : وهذا لا يجوز قوله ولا اعتقاده بحال من الأحوال » فليس بعد رسول الله 
محمد يد نبي ولا رسول ٠‏ فهو ية خاتم الأنبياء والمرسلين إلئ أن يرث الله الأرض ومن 
عليها . 


oo 


رؤوس الأشهاد في مجلسه الشريف وفيه خلائق من الخاصة والعامة » ويجلس 
هو نفعنا الله ببركاته لاستماع ما يتلى منها بين يديه » ويجيز على كلّ منها ويظهر 
السرور بها لطفاً منه بأصحابها وجبراً لخواطرهم ومقابلة لحسن ظنهم 
وعقائدهم ٠‏ نفعنا الله ببركاته . 

وكان إذا قام من كلّ مجلس جلسَ فيه للتدريس في الجامع الأزهر أو غيره 
يتقدم إليه الناس لتقبيل يده والتبرك بدعائه إذ ذاك والقرب من موضعه الشريف 
الذي هو موضع الرّحمة » ويقع بينهم ازدحام عظيم » وربما سقط بعضهم 
تحت أقدام التاس وحوله إذ ذاك جماعة من جند السّلطان والرّوم وغيرهم قد 
حلقوا على حضرته بأيديهم خشية عليه من الإيذاء بالازدحام » وربما أخذ واحد 
منهم بيده الشريفة وهي ممدودة لتقبيل التاس لطول زمن مدها لهم إذ كان يقف 
لهم بعد درسه نحواً من ساعةٍ زمانية » ثم يسيرُ إلى جهة دابته والتاس على الغاية 
في الازدحام عليه إلى أن يصل إليها . 

ومما يشهد بكونه بالمقام الأعلى من الإحاطة بأنواء العام وأصناف 
المعارف ما كان يتكلم به في مجالسه الخاصة والعامة مر. منظوم الكلام 
ومنثوره . 

ولما مرض والده شيخ الإسلام وفارس ميدان العلوم والمعارف أبو الحسن 
البكري ‏ نفعنا الله ببركاته ‏ مرضه الذي مات فيه اختلى بولده المذكور وخصه 
من مواهب الله بما خصه الله به » ثم استدعى بتلامذته ومريديه من شیوخ 
الإسلام وكبراء الأعلام ممن أفنوا أعمارهم في الاستفادة منه والأخذ عنه › 
وأمرهم بالاستفادة منه والأخذ عنه والدّخول تحت حكمه . ثم لما انتقل والده 
إلى دار الكرامة همّ بعض من عظماء تلامذته بالجلوس في مجلس والده 
بالجامع الأزهر ظناً منه أن ولده المذكور لم يبلغ رتبة الجلوس في مجلس والده 
لصغر سنه إذ ذاك ٠‏ فإِنَّ عمره إذ ذاك كان نحواً من إحدى وعشرين سنة » مع أنه 
لم يسبق له قبل ذلك اشتغال بالعلم يترتب عليه التأهل للجلوس في مجلس 
والده الذي هو بالمقام الأعلى من كل علم ومعرفة وإلآ لم يستبعدوا ذلك منه . 


o۳٦ 


وقد ذكر اليافعي في تاريخه : أن ابن سينا فرغ من العلوم العقلية والنقلية 
وعمره ثماني عشرة سنة مع ما قيل في ابن سينا من القدح والمدح › فتقرر الأمر 
على أن يعقدوا للمذكور مجلساً يكون فيه أكثر علماء مصر من سائر المذاهب أو 
كلهم » فحضروا » وشرع المذكور في تقرير العلوم عن ظهر قلب › وفي ظني 
أن كلامه كان شروعاً في تفسير القرآن » فقرر في ذلك المجلس من أنواع العلوم 
وأصناف المعارف ما بهر عقولهم وحيّر ألبابهم في ألفاظ لم يسمع السّامعون في 
زمانهم أفصح ولا أبلعَ ولا أمتنَ ولا أجزل ولا أجمعَ منها » فأذعنوا له من ذلك 
الآن » وعرفوا أنه أحقٌ منهم ومن غيرهم من علماء مصر وغيرها بمجلس أبيه » 
ولمْ يزل من ذلك الآن الصَّدرٌ المقدمٌ في كلّ مجلس جلس فيه من مجالس علماء 
الإسلام وعلماء أركان الدّولة الأعلام » إلى أن توفاه الله تعالى إلى ما منحه الله 
تعالى » فضاهى أباه في حاله ومقاله وحذا حذوه في العلوم » ونسج على منواله 
وتابعه في أخلاقه الحميدة وآثاره الصّالحة حتى قيل : ١‏ ما أشبه الليلة 
بالبارحة » وقد أشار رحمه الله إلى ما منحه الله من مراتب الكمال في هذا السن 
فقال : [من المتقارب]: 
وصلتٌ وسئّي عشرون ما تقاصرٌ عنه فحول الرجال 
فما ابن ثمانين إلا الوليد ومجدي يزيد بقومي وآلي 

وله جملةٌ تصانيف منها : « شرح على مختصر أبي شجاع » في الفقه › 
وكتب أيضاً على ١‏ أوائل منهج شيخ الإسلام زكريا » شرحاً ولم تساعد القدرة 
على إتمامه » وله رسائل في أنواع من العلوم والمعارف والاداب كرسالته في 
الاسم الأعظم » ورسالته في الصلاة على النَّبِيَ بيه » ورسالته في آداب الشيخ 
والمريد » ورسالته فى الزيارة » وغيرها من الرّسائل الجامعة النافعة الذالة على 
كمال تمكنه في سائر العلوم الإسلامية والمعارف الرّبانية » وديوان شعر كبير » 
وكان على ما قيل بقوله وقت الوارد » وربما كان بين النّاس بمنزله الشريف › 
أو بين أهله أو وحده » فورد عليه الوارد » فاستدعى بالدّواة والقرطاس وكتبه إذ 
ذاك » وما من معنى أشار إليه أئمة الطريق مما يتعلق بالذات المقدسة أو 


oY 





الصفات المنزهة أو بالذات المحمدية والصفات التبوية إلا وله فيه القول الأبلغ 
واللفظ الأفصح . 


ومن كلامه : قل واجب على الفقير أن يتطهر من نجاسة الذنوب بالتوبة 
وهي الإقلاع عن المعصية والنّدم على فعلها » والعزم على تركها » ورد 
الظلامة إن كانت وقدر » وعليه أن يتدارك فوائت صلوات تركها » وأنْ يبادد 
بالنظر والالتفات لأستاذٍ يخدمه ويمتثل أمره ويؤمره على نفسه ليخرج له خبائثها 
وينقب له عن دسائسها » ويستعين بالله ثم به على طهارته من ذلك » فإذا صمّ 
ذلك للفقير فهو الغنيمة الكبرى والإكسير الأكبر والكبريت الأحمر . وله بعد 
استنشاق روائح الوصول آداب منها : أن لا يقف عند مرتبة بل يتخطاها بصدق 
ليقين ٠‏ ومنها : أن لا يشهد أنه وصل فذلك حجاب عظيء » بل يغيب في 
شهوده وذلك هو المقام الكريم » ومنها : أن لا ينفذ سهم نقمه عن قوس نفسه 
لأحد من الخلق ولو بالغ في أذيته » بل يبالغ في معاملته بالرّحمة حتى يبلغ 
الإمهال أجله » ويفعل الله ما يشاء » والسلام . 

وسئل رضي الله عنه : لِم كان في آهل مكة قسوة القلب » وفي أهل المدينة 
لينها ؟ فقال : لأن أهل مكة جاوروا الحجر » وأهل المدينة جاوروا البشر . 

وأنشد بعضهم بحضور الأستاذ المذكور قول الشّاعر : [من الكامل]: 
له تاوس يطب ورود أغ: غنى الورى عن كل معنى أزهر 
نبد الصحاح باه بلفظه والبحرٌ من عاداته يلقي صحاح الجوهري 

فكسر الصاد من « صحاح » فقال الأستاذ : الصّحاح لا تُكْسر . فتعجب 
كل من كان في المجلس من هذا الجواب مع سهولة اللفظ والتورية » ويُروى 
عن شيخ الإسلام الطبلاوي أنه قال : الصّحاح بالفتح أفصح وأكثر استعمالاً . 


وما ألطف قوله قدس الله روحه إذ يقول” 0 : [من الخفيف]: 





. ) 78/1٠١ (٩ الأبيات في « شذرات الذهب‎ )١( 


oA 





ما أريض مفتح الأزهار 
ولال منظخلسات عقولا 
وشموس تضيء في أفق الس 
وغصون بأيكها تسجعٌ الور 
مشل قول الإله في حى جدّي 

ومن نظمه هذه الوسيلة العظيمة 
ما أرسل الرّحمن أو يُزسل 
في ملكوت اله أو مُلكه 
إلآوطه المصطفى علده 
واسطةٌ فيها وأصلٌ لها 
َل بهفي كل ماترتجي 
وع بو من كل ماتختشي 
وحطً أحمال الرجاعنده 
ونساده إن أزبنة أشلبتٌ 
يا أكرم الخلتٍ على ريه 
قد مسّني الكَرْبُِ وكم مرة 
ولن يُرَى أعجرٌ مني فما 
فبالذي خضصّك بينالورى 
عججّل بإذهماب الذي أشتكي 
فحيلتي ضاقت وصبري انقضى 


وبهي سج مشعشيع الأنوار 
لغوانٍ عرائس أبكار 
د زها ضوؤها على الأقمار 
ق فتنسے ترئم الأوتار 


« ثانى اثنين إذ هما في الغار »° 


3 وهي : [من السريع]: 


من رحمة تَضْعَدُ أو تنزل 
نيه مختاره المْرسََل 
فإتهالمأمن والمعقل 
فإنهالمرجعٌ والموئل 
لشدة أقلوى ولاأحمل 
برتبةعنهماالعلاينزل 
ولت أدري ماالذي أفعل 


)١(‏ اقتباس من قول الله تعالى في سورة التوبة الآية ( 40 ) ل ال تش كذ تسر اق 


ي رر ڪه آلَذِينَ حَتَروا تا 


ف اشن إذ شما ف المارٍ إذ سقو 


ل إصتحبه. لا رن إت 


ا نل ا ڪيم و وَاَكَدَمُ يود لم روما وج حكليصة کے 


ڪا الشف 


عَلمَةٌ کلم أله ہے الغلا وا ری دُكَكيِء 4 [التوبة : ]٤١‏ . 





فأنت باب الله أ امرىء 
صلى عليك الله ماصافقحث 
مسلّماً ما فاح عطر الحمى 
والآل والأصحاب ماغردت 


أتاه من غيرك لايدخل 
زهر الرّوابي نَّسْمة شمأل 
وطاب منه الد والمندل 
ساجعة أملودها مضل 


ومنه هذه الأبيات وأنشدها بين يدي الحضرة النبويّة 2 وحكى أنه سمع 


المصراع الأخير منها من الحضرة النبوية 
ولما أتينا قبر أشرف مرسل 


وغيّب سر الروح في ملكوته 
وسار من الجمع المحيط لرتبة 
ومنه : [من الطويل]: 
ومنه : [من المنسرح]: 
أبعد عنه حظوظه فخضدا 
أدخله خلوةمقدسة 
علمهمايشاءئم علا 
حقق فيه القبول منه له 





. الشطر الثاني مختلٌ وزنه‎ )١( 


05 


: [من الطويل]: 


ولاح لنا سوٌ العناية يجلي 
فصار عن الأكوان في أي معزل 
تعالت بسر الات عن وصف منزل 
لسان تجلي الحقّ مني بمقول 
سمعنا وأعطيناك فوق المؤمل 


وقد ضاق من نفسي فسيح فضائها 
على ثقوّ من نجحها وقضائها 


ع كوف ده الله آنه الله 
في حضرة قص هه اش 
فصار بالحقٌ شغله الله 
يذكو فيها وذكر الله 
فإن دعاههأجابةاله 


في النور فضلاً فور الله 


2 1 
بلغه المنتهى وأوصله 
وبعد أن صار مفرداً علا“ 


منه ٠‏ [من الطويل]: 
إذا صح صدق العبد فى حب مولاه 


وأغناه عن أوصافه ونعوته 


وألبسه تاج المعارف والهدى 
منه : [من البسيط]: 

إذا يعمّر قلب بالإله عدا 

وأودعت فيه بل له أبرزت(4) 

وصار بيتاً يطوف العارفون به 
ومنه : [من الرمل]: 

أي قلب قابل الحق فلم 

أي صدر صسار معنى سره 

أي عين أبصرت أنواره 

غير أني ضيّق الصدر فما 

ثم لاحر عليكم ادي 


هكذا أبقى كئيبا بائساً 


ني من تعلمون أنه 


للق في( ط):١..‏ رقمها.. 
)۲( في ( ط ) : ١‏ 


فعهاد عبلاً شه ده الله 
ملاسا رَقھ ٥‏ هور الله 
5 ال | لذ أ | الله 


ألاح له معنى الجمال وأبدامة 
وللجمع في غيب الحقيقة أبقاهٌ 
وآنسه بالقرب مئسه وأدناة0) 


مرآة كل شهود كامل الرتب 
كل العلوم فلم يحتج إلى كتب 
ويدركون به المأمول من طَلّب 


ينشرح هذا خلاف الواقع 

نم لم يفن يفضسل وامسع 0ت 
حش لله فذلي شافعي 
لم يزل في الباب أوفى خاضع 


» وما أثبتناه في ( م ) . 
.. . منفرداً علما » وما آثبتناه في ( م ) 3 


(۳) هذا البيت » وسبع مقطعات شعرية جديدة مما يليه ليست موجودة في ( م ) وأثبتناها هنا عن 


(ط). 
)٤(‏ هذا الشطر مختل الوزن . 


عججلوا بالغوث هذا وقته 
ومنه ٠:‏ [من المتقارب]: 
إذا خطبٌ ذنب علينا دجا 
فكم شذة من ذنوب عظام 
وكم ضقت ذرعاً بجرمي فما 
فلله إلجأً ولا تيأسن 
ومنه : [من المتقارب]: 
ومالي شيء عليه اعتماد 
جعلتسك دُخري ليوم الخُطلوبٍ 
ومنه : [من المتقارب]: 
إذا ضاق أمر فلا تيأسسنْ 
فككم شذة وأتى بعدها 
ومنه : [من السريع]: 
استفتح الفضل بخير الورى 
ولا تخف بالل من حاسد 
واستين الح وخل السّوى 
واستمنح الجود به واثقاً 
واجعلْ جميع العمر في طاعة 
فمن يُطع الخالق يُوْلّدله 
فابكِ زماناً مر في غفلة 


o۲ 


لم يزل في العفو أقوى طامع 
وارحموا ذل كتيب خاشع 
مالكم عن جبره من داقع 


أنرنا دجاه بنور الدُّجى 
لهالل بالعفوقد فدجا 
فما خاب علد إليه الجا 


ولك إلى فضلك الإستناد 


وكنْ راجيا فضلَ رٿ مجيبْ 
من الله نص وفقمٌ قريب 


رسول رب العالمين الحبيبٌ 
فإن مولاك عليه رقيب 
فأنت في حفظ القريب المجيب 
بالله فالرأي بهذا مصيبٌ 
فطاعة الخالق أزكى نصيبٌ 
من فيْضِهِ الباهر سر عجيبٌ 
بأدمع ماطلة كالصبيسب 


وت بْإلو الله وخحف قهره 
عساه بالعفو ينيل الرّضا 
ومنه ٠‏ [من مجزوء الرمل]: 
ليس للعبد س وى اله 
واترك الأكوان وارحل 
واحذر الأغييارٌ واشهد 
والزم الآدات واقترك 
هكذا من كان عبلاً 
لشت تخشى قط سوءاً 
لا ولا صدا وطرداً 
كم عيوب ستسر الله 
ومنه : 6 [من: المتقارب]: 
إذا ضاق أمرٌ فلا تجزعن 
وإتاك إتاك أن تعترض 
وراض بأحكامه يرتقي 
ويؤتيه مطلوبه عاجلاً 
وي ذهب عنه بتفريجه 
فماساد أهل الصفا غيرهم 
وتسليمهم للولهالعزيز 
ومنه : [من الطويل]: 
أمولاي قل لي [هل]" ترى الدهر باللقا 





أو عد إليه عود عبد منيب 


كل ذي الأشيا مت الله 
حال ة الخلق إلى الله 
ف وض الأمر إلى الله 
إْؤتوكلت على اله 
إن توجهت إلى اله 
كمم ذنوب غفر الله 


وسم لمولى به قد حك 
فمعترض الحق يلقى التدم 
من المجدٍ فوق معالي القممْ 
ويسعفه بسجال الكرم 
مضايقه والذي قد أهم 
سوى بالوفا بعهودالذمم 
وتقفويضهم لمعيد النغم 


يم ؟ فلى شوق إليك شديد 


)000( إلى هنا ينتهي ما أثبتناه عن ( ط ) ولم نقف عليه في ( م ) . 
(۲) في ( ط) : ١‏ إذاضاق فلا. . . » بإسقاط « أمر » وبه يُكسر الوزثُ » وما أئبتناه في ( م ) . 
(۳) سقطت الكلمة من ( م ) » وما أثبتناه عن ( ط ) . 





وهل تتملى العين منك بنظرة 
ومنه : [من الطويل]: 

أودٌ من الدّنيا صَدِيقاً موافياً 
ومنه : [من مجزوء الرمل]: 

إن في الشاروخ معنسسى 

إن تعلى فهو وتز 
ومنه : [من الخفيف]: 

قل لمن زاد في ارتكاب عظيم الذَّ 

ما جميعٌ الذنوب في جنب عفو الل 
ومنه : [من البسيط]: 

يا قلبٌ إن كنت قلبي لا تمل للغير 

واسلك ولو كنت في عرٌّ ضعيف الّير 
ومنه : [من البسيط]: 

يا قلبٌ إن كنت قلبي إرض بالأقدار 

واشهد بعين البصيرة بهجة الأنوار 
ومنه : [من البسيط]: 

يا قلبُ إن كنْتَ قلبي غب عن الأكوان 


حمر قديمة علت عن خبر الحدثان 


دق في ( ط ٠)‏ . . تمتلي . 


ويقْدُب من بعد الفراق بعيدٌ ؟"") 


ويّاً بما أرضاه يَرْضَى وينشرخ 
وقلتٌ لقلبي قد خلا الكون فاسترخ 


يظهرالعرفان سره 
أوتدلى فه وكشرة 


نب دهراً وللحدود تعذى 


وإلاًأقل من أن تعدا 


واصبر على حكم من تهواه تلق الخير 


واصدق مع الله ترزق مثل رزق الطير 


وطب بنشوة حمر ما لها أذنان 
هي المدام وساقي القوم والتّدمان 


٩ .‏ وبه يُكسر الوزن > وما أثبتناه في ( م ) . 


00 في ( م ) و ( ط)  :‏ خمرة » وبها يُكسر الوزن . 


ومله : [من الطويل]: 
ولو أفرغوا كل الدّنان بباطني ولم أبتغي سكراً لما مسّني سكرُ 
ولو أبتغي سُكراً وقالوا مدامة رأيت فتى طاشت بسكرته الخمه 
ومنه هذا المفرد » وهو مما أنشده الشَّيِخْ يحيى الخُزاعي وهو تلميذ والده 
الشيخ أبي الحسن وقال أجز يا يحيى : [من الطويل]: 
ونفسك دع عنك التُكلّف واطرح ولا تلتفت إلا إلى الله تسترخ 
ونفسك سر السرٌّ إن فقت تسترخ فحُجلُ في مَجَالٍ الله بالله تسترخ 
ومنه وهو مما قاله في مرض موته وهو آخر شعر أنشده : [من الكامل]: 
ولقد أقول لطالبي إحسانهم إحسانهم يأتي إليكَ“ بلا طَلَتْ 
٠ (OD Foe ht 7‏ 
كم فرّجوا من كربة عن عبدهم وكذاك هم أهل لتفريج""' الكرث 
ووجدت بخط صاحبنا العلامة شهاب الين الشَّيخْ أحمد بن العلامة علي 
البسكري المكى المالكى المغربى قال : أنشدنا شيخنا شيخ الإسلام محمد 
البكري عند نظره إلى الماء وتكسره وتجعده : [من مجزوء الكامل]: 
انشر إلى الماء الذي ييل اليم تتجكذدا 
قد شبهوهبملرو فلأج ل ذا يري الصَذدًَا 
وللشيخ عبد العزيز الزَّمْرّمِى المكى فيه : [من السيط]: 
وإنه قطبٌ هذا الوقت دون مرا به الوجود ازدهى عطفاً وإنتظما 
سمي خير البرايا سبط عترته ونجل صديقه من فضله عظما 
قل عنه"" واسمع به وانظر إليه تجد ما قد ملا مسمعاً مع مقلة وفما 





)0غ( في ( ط ١)‏ .. . يأتيك سعياً. . . ؛ » وما أثبتناه في ( م ) . 


(5) في ( ط) ٠:‏ .. أهل التفريج . . » وبه يُكسر الوزن ٠‏ وما أثبتناه في ( م ) . 
(۳) في ( ط) ١:‏ قدعنه.. . » وهوتحريف . 


۸ + الور السافر 00 


بحر يفيض علوماً من جوانبه 
من حضرة القدس فيضاً جا عن الشَّي 
مواهب باكتساب لا تنال إذا 


وما أحسن قول الأديب إبراهيم بن 


الخفيف]: 

وكراماته غت ينات 
من أبي بكر الإمام له جد 
ورفيقاً وصاحبا وأنيسساً 
حاز إسناده ععلرَّاً رفيعاً 
أخحذ العلم عن أبيه عن الصِد 
لا تجف عين علمه عين ضة 


عليك من حرج تخشى به التهما 
إدراكها أعجز الحفاظ والفهما 
المبلط فيه من قصيدة طويلة : [من 


ليس تخْقَّى على الاس ظهور(© 
وقد كان لتَبسيٌّ نصيرا 
من عدر في الغار بات مغيرا 
درجات على الأنام وَفورا 
يق عن سيد الورى مأثورا 


وله أيضاً فيه وقد رجع من الحجّ 2 ومدح فيها القهوةً فقال : [من السريع]: 


كفى تشؤفا" لهاأنها 
وأنها تَشْرَبِ في حضرة الأ 
محمّد نجل أبي بكر الصّدّ 
أملاً به من قادم قد أتى 
مسافد طلعته أسفرت 
إذا أراد الحجّ في عامه 


. الشطر الثاني من البيت مختل الوزن‎ )١( 


تداز في الحُجرات والحُجرة 
ستاذ شيخ الوقت والحضرة 
يق أعلى رتنا قذرة 
بعد تمام الحج والعَفْره 
عن طلعة الشّمس يا لها سفرة9” 
والح لم يفسرض سوى مره 
لاتزده يخشى ولا حرة 


زفق في ( م ) و( ط ) : « كفى شرفاً. . . ٩‏ وبه يُكسر الوزن . 


(۳) الشطر الثاني من البيت مختل الوزن . 





مباركٌ الطلعة ميمونها 
قلت إمام عارفٌ ذاكه 
له كراماتٌ غدث للورى 
فليس فيهم من حذا حذوه 
مامنه م إلا قتيل بلا 
يعجز عن نيل غلاه امرق 
ما الليثُ كالهدٌ ولا الددٌ كال 


إن كنت ذا جل بعلم له 


وكان الشيخ يح في كلّ عامين مرة 


الأستاذ : [من السريع]: 

با ناظراً صل على المصطفى 
واعلم بأن العلم كنز الهدى 
والزْمْ جمی البكريٌ شمس العلا 
أبوابه بالسّعد مفتوحة 
أشأبيتاً جاء تاريخه 


فمن رأى وجهاً له سره 
لله لات أخح لقره 
ظلاهرة مظهرة سره 
ينالهم شيء سوى الحسرة 
وليس فيهم من قفا أثرَهُ 
سيف ومذبوح بلا شفرة 
ليس له قد ولا قدره 
سحصى ولا الصّارم كالائِرَةُ 
فاسأل أولي الإخبار والخْبِرَهُ 


. ولابن المبلط في تاريخ مجلس بناه 


وآله الغف_رٌ وأصحابه 
فماقِوَامُالدّينإلأبه 
ومورّغ العفذدباءتابه 
ياسعغدمّن لاذبأبوابيه 


« يسْلَمُ من يدخلُ من بابه» 


وكان شيخ أهل هذا الطريق حالاً وعلماً » وإمام أربابها حقيقة ورسماً . 
ومحيي رسوم المعارف فعلاً وإسماً » عباب لا تكدّره الدّلاء > وسحاث 
تتقاصر عنه الأنواء » مع ما خضّه الله به من العلوم والمعارف والأخلاق وجمال 
الصّورة والهيبة والعزفان والسّكينة والعفة والصّيانة والجود والرّحمة والقيام 
بحقوق الخاصة والعامة » ولقد رأيت من أقواله وبلغنى من أخلاقه وأحواله 
ما لا تسعها عبارة » ولا يهتدئ إليها بإشارة » وذكروا له كراماتٍ كثيرة .. 

وبالجملة : فإنّه لم يكن له [نظير في زمانه » ولم يخلفه بعده مثله 


رحمه الله ٠.‏ 


وكان(1) والده من كبار أهل العلم » بل قيل : إنه كان مجتهد زمانه » 
والمجدد على رأس المائة التاسعة وأحق الناس بالقضاء » وقد عرض عليه 
فامتنع منه قولاً باتاً > [وهو]" المجمع على أنه فريد عصره علماً وولاية 
وحالاً . أفصح أهل زمانه قلماً ومقالاً > وأعظمهم سؤدداً وجلالة ورفعة 
وكمالا » عالم المسلمين دون نزاع » وشيخ مشايخ الإسلام الذي انقطعت عن 
مضاهاته الأطماع » وانتشرت مصنفاته كالآخذين عنه إلى سائر البقاع › 
واشتهرت كراماته ومكاشفاته حتى روتها الألسن ووعتها الأسماع » خاتمة 
المحققين » لسان المتكلمين » حجة المناظرين » بقية السّلف الصّالحين . 


وحكي أنَّ أنه رأت في المنام وهي حامل به كأنَّ الشّمس أو القمر في 
سبابتها » فذهبت إلى عالم بالتعبير وقصتها عليه . فقال لها : حملك هذا ذكر 
يملأ الشرق والغرب علماً . وكان شيخ الطريقة وأحفظ من على وجه الأرض 
بالحقيقة › وأفصحَ أهل زمانه على الإطلاق » وأعظمهم نورانية وإنشاءً 
بالاتفاق . ملك القلوب بعذوبة لفظه » وخدم السّعد تحت ركائب حظه › 
تعرف لمن شاء بمعارفه فصار من خاصته » واجتنى ثمر صحبته » وتنكر على 
من شاء فمنعه استجلاء عرائس عرفانه وحجبه عن حضرته . سار في منازل 
السّائرين سير الجنيد » وفي منهاج العابدين سير أهل التجريد » أعماله أغلبها 
قلبية » وعلومه أكثرها وهبية » إن تكلم في المعارف أبهر أهل المعرفة » أو 
سكت خلت من لم [يره]”" من قبل بأنواره قد عرفه » لا يتكلم في المحبة إلا 
رأيته ذا شوق شديد » ولا يذكر بالله إلا ألانَ قلوباً في القساوة كالحديد » تخال 
من حضر مجلسه من القوم بسماع كلامه سكارى » وقلوبهم في شهود جماله 
عند تنزّلٍ النّجليات عليه والهة حيارى » لا یرتاب ناظره مع سماع كلامه أنه من 


000( ما بين الحاصرتين سقط من ( م ) وأثبتناه عن ( ط ) . 
زفق لم ترد الكلمة في ( م ) وأثبتناها عن ( ط ) . 
) لم ترد الكلمة في ( م ) وأثبتناها عن ( ط ) . 


0۸ 





أرباب القلوب ٠‏ وأن المتنزل عليه من العلم اللّدني قريب عهد بربه بارز من 
حضرة علام الغيوب » كيف لا وقد تربّى في حجر الجلال ٠‏ وارتضع من ثدي 
الكمال » واتصل نسبه بالذروة الصديقية يقية أو الشّجرة المحمدية الحسنية باعتبار 
أنه سبط آل الحسن » وحاز كمال الخلق الحسن والفصاحة واللسن » فهو ربيب 
أهل تلك الحضرة » أهل الولاية السابقين بأول نظرة » المميز من لدنهم في 
حال طفوليته تميز تميز الموعود من قبلهم على لسان بعضهم أن يكون في مملكة 
العرفان ملكا عزيزاً > مشاهدا“ في آخر أمره صدق هذا الوعد وإنجازه 
تنجيزة » آلا ترى إلى لبسه خلع الرئاسة الذينية وحلل العوارف وصون نفسه عن 
الذلة لأبناء الدّنيا مع العلم بأنه جنى”” ' » بل جنى ثمرٌ المعارف قبل جولانه في 
ميدان الرّياضات ٠‏ وقبل أن ترسي سفينة قدسه الجارية في بحار أنسه على 
سواحل الإرشاد لمعالم الدّيانات » وإلى إبدائه في مجالس إملائه لكلماته 
الفتحية العطائية وعرائس الحقائق ثق البارزة عن حضرات الفتح المحمدي واللسان 
مقي ممتي ا ار إن ذد شيد لدت سند فلك نور رحبل 
ذاته وملابسه””” كلها كذلك لكنه نور جمال يد يتمتع النظر إليه » ولا بدع“ من 
التجليات الإلهية عليه » وكان ما هو عليه من الاشتغال بالتصنيف 36 

لا يزال يتكلم على طريق الإملاء » وكان يجلس بالمسجد الحرام » وفي 
المسجد انوي ٠»‏ وفي المسجد الأقصى » وفي الجامع الأزهر » وناهيك بهذه 
المواضع التي كان يجلس فيها » وكان كأنما يغترف من بحر » أعاد الله علينا من 
بركاته . 


وځکي أنه كان لا يملي على القرآن والحديث » حتى يطالع المحل الذي 
يتكلم عليه كعادة غيره . قال : فبينما أنا أطالع في الكراس وأنا قاصد إلى 





000 في ( م )  :‏ الشاهد » وما أثبتناه في ( ط ) ١‏ ولعله الصواب . 
00 في ( ط ) : « ماجناً ٩‏ تحريف » وصوابه في ( م ) . 

)۳( في ( ط) : « وملابسته » والمثبت ( م ) . 

فق في ( ط )  :‏ ولا يدع تصحيف » وصوابه في ( م ) . 


0۹ 





الجامع إذ نوديت”2 في سري : يا أبا الحسن » أما القرآن والحديث فإلينا › 
وأما غيره فإليك » فمن ذلك العهد إلى تاريخه ما طالعت لإملاء عليهما » فلي 
على ذلك تسع وثلاثون - أو قال : بضع وعشرون-سنة » وإنما أجيء إلى محل 
الإلقاء ولا أدري ما يلقى على لساني » فيجري الله تعالى عليه نحو 
ما تسمعونه . 

وله تصانيف كثيرةٌ لا تحصّئ » من جملتها : تفسير القرآن العظيم واسمه 
« تسهيل السبيل في فهم معاني التنزيل » » و « شرح العباب » الفقهي بشرحين 
مبسوط ومختصر و « شرح التنزيل » و « شرح روض ابن المقري » في حجم 
نصف شرح شيخه زكريا وزاد فيه على شيخه اثني عشر ألف فرع على كل فرع 
منها علامة على الحاشية بصورة « ف » » و « شرح منهاج النووي » بخمسة 
شروح منها : ١‏ الكنز » و المغني » و ١‏ المطلب » » و : شرح النفحة 
الوردية » فى النحو › واختصر « متن إيسا غوجى » فى مقدار ورقة صغيرة » 
وجمع أربعين أربعين حديثاً كل أربعين منها في نوع ٠‏ منها : أربعون في 
الطواف » وأربعون في الصّلاة على النّبٌ ية » وأربعون في الشيب » وأربعون 
في السّواك . إلى غير ذلك من المؤلفات الجامعة التافعة الدّالة على كمال 
إحاطته وعلو شأنه » نفعنا الله ببركاته آمين . 

ويقال : إن مؤلفاته تنيف على أربعمائة”'" تأليف » وله حزب عظيم يسمي 
حزب الفتح » وقد شرحه العلامة عبد القادر الفاكهي بثلاثة شروح . 

ومن كراماته : أنه لما نقص بحر النيل في بعض السنين ٠»‏ قال لعبده 
الحبشي مندل : انزل يا مندل قل للبحر : يقول لك الشيخ أبو الحسن البكري : 
زد » أو نحو هذه العبارة » فقال العبد كما أمره » فما مضت ساعة يسيرة إلا 
وقد ظهّرتْ فيه زيادة كثيرة . 


. ) في ( م ) :۱ نویت » تحريف » وصوابه في ( ط‎ )١( 
. ) في (م ) : « أربعة » تحريف وصوابه في ( ط‎ 00 


00۹ 


ومنها : ما روي عن الوليّ الصّالح عبد الوّحمن بن عمر العمودي أنه وقع 
له مرتين في صلاته شيء تردد في حكمه › > فلما انتهت صلاته وكان بإزاء الشيخ 
التفت إليه قائلاً : يا عبد الرّحمن ما تقول فيما لو وقع لأحد في صلاته كذا. . 
ما يظهر لك فيه ؟ فقال : فقلت له : ما ظهر لي فيه مع بیان مأخذه من كلامهم 
فأستحسنه » وعلمت أنه اطلع على ما وقع في ضميري”“ . 

ومنها : ١ا‏ أخبر به بعض أعيان مكة وقضاتها أنه توجه إلى المدينة الشّريفة 
١‏ في قافلة فيها الشّبخ , ٠‏ فلماوقع نظر القاضي المذكور على محفة الشيخ وهو فيها 
محم ل بى كل نهم الآخر وقع في قلب القاضي المذكور إنكار على الشيع 
في ركوبه المحفة إلى الحضرة ة الشريفة » وقال في نفسه كان اللأئق بالشيخ أن 
يترك المحفة في توجهه للزيارة . قال القاضي المذكور : فما أنهيت هذا 
الخاطر إلا والشيخ فاتح باب المحفة متبع بصره نحوي تائق إلى الخطاب 
قائلاً : بعد التحية المعذرة إليكم من ركوب المحفة ٠‏ فإني والله لو قدزتٌ على 
الزيارة ماشياً ما ركبت [ولو قدرت على الركوب فبتاً ما تركته]("2 ولو قدرت 
على الركوب في نحو الشقدف ما ركبْتٌ المحفة » على أعذار كثيرة في ركوب 
المحفة الله يعلمها . 

ومنها : ما حكاه الشّيخ الصّالح محمد الظَّفاري مجاور الحرمين : أنه كان 
مرة بين يديه بعد المغرب ١‏ فغلب الأستااً النوم حتى غطّ . قال : : فوقع في 
نفسي كيف ينام الأستاذ قبل صلاة العشاء وهو مكروه . فوالله ما خطر لي ذلك 
إلا وفتح عينيه قائلاً : كان و تنام عيناه ولا ينام قلبه » فاقشعر جلدي 
وخجلتٌ . 


ومنها : ما أخبرت به والدته ‏ قدّس الله سرها وكانت من الصّالحات - أنه 





. في( ط)« ضميره ؛ والمثبت من (م)‎ )١( 
. ) ما بين الحاصرتين زيادة في ( م‎ (Y) 


00١ 


لما مضى له حينٌ من ولادته [شهران2'1 وغفلت مرة عن قراءة راتبها رفع 
بسبابته وطعنها طعنة شديدة قائلاً بلسان طلق فصيح : الله الله » مراراً مشيراً 
بسبابته وطرفه إلى السّماء إشارة إلى تذكيرها » قالت : بحيث أن الجمال سمع 
لفظه فعجب غاية العجب وقال : ما شأن هذا الوّضيع وكم سنه ؟ فقلت له : 
هذا ولد مجذوب » وتجاهلت عليه . 

وكان يقول : إِنَّى إذا دهمنى أمر لا دواء له إلا الالتجاء إلى الله تعالى . 
ولذا لما عجب بعض أركان الدّولة من كثرة توجهي إلى الحضرة الحرمية مع 
عظيم المشقة والضعف في بنيتي » وعظيم المصرف الذي يبلغ كل عام ثلاثة 
آلاف دينار باعتبار المجاورة » وقال لى : يا سيّدي أما تتركوا الإكثار من السَّفر 
إلى الحجاز ؟ فقلت له : أنت إذا عرضت لك حاجات في أمر المملكة ماذا 
تفعل؟ قال : أسافر إلى باب السّلطان لعرضها » فقلت له : فأنا تعرض لي 
حاجات فأسافر إلى باب السّلطان وهو باب الله تعالى . 

وما أحسن قوله في كتابه « نتائج الذكر في حقائق الفكر » في أثناء كلام له : 
ألا ترى الحداد إذا أدخل حديدة ليحميها في الثار لانت بعدما كانت قاسية » 
وبرزت محمرة”" اللون بعد أن كانت سوداء مظلمة » وأضاء نورها » وقوي 
إشراقها » وانقدح شرارها » فالاستغراق في المذكور بالتخلي عن السّوى » 
والتجلي بشهود نعوت ذي الجلال والإكرام مستغرقاً فيها » تذهب أوصاف 
البشرية ما يكسبه الذاكر من أنوار المعارف القدسية » فيتبدل وصفه ويتغير 
حلاه » وتشرق أنوار علاه » فهناك تذهب الرّسوم ويتجلى الحي القيوم » وإلى 
ذلك الإشارة بقولي : آمن الكامل]: 


وخرجت عن کل الوجود حقيقة فجمال وجهك فائق اللذَاتِ 
)0غ( لم ترد الكلمة في ( ط ) وما أثبتناه في ( م ) . 


(۲) في ( م) :2 مجمرة ٩‏ وما أثبتناه في ( ط ) . 


00,5 





[ومن شعره أيضاً]”' ' [من البسيط]: 
قد كان لي أرب قبل الوصول لكمْ فمذ تجليتم صِ_زنا بلا أرب 
أدهشتموني عن الإحساس قاطبةٌ فصرثٌ فرداً لكم في سائر الؤتب 

وهو الذي أفتى بحلية القهوة » حتى قال في ذلك من أبيات : [من السريع]: 
كاللبن الخالص فى حله ما فارقته بغير السَّواد(0) 

وله أيضاً فيها هذه الأبيات : [من الطويل]: 
أقول لمن قد ضاق بالهمٌ صدره وأصبح من كثر التشاغل في فكر 
عليك بشرب الصَّالحين فإنه شراب طهورٌ سامي الذكر والقدرٍ 
فمطبوخ قشر البنَّ قد شاع ذكره عليك به تنجو من الهم في الصدر 
وخلّ ابن عبد الحق يفتي برأيه وخذها بفتوى من أبي الحسن البكري 

واجتمع هو وجدّي الشريف عبد الله بن شيخ عند الحرم الشريف وتعانقا » 
وكان مع الأستاذ ولده صاحب الترجمة » فطلب له الدّعاء من جدّي » وكان 
والدي مع أبيه حينئذ » فطلب له مثل ذلك من الشيخ أبي الحسن فاستجاب الله 
دعاءهما في الاثنين وصارا كلاهما آيتين » ففاق كل منهما في عصره الأقران › 
وصارا قدوة لأهل الزمان . 

وكان مولده سنة تسع وتسعين وثمانمائة » ولم أطلع على تاريخ وفاته › 
وهذا هو الذي منعني من أن أترجم له في هذا التاريخ بالاستقلال » وإلا فهو 

نعم ؛ مات رضي الله عنه في عشر السّتين بلا خلاف » فإنه توفي وعمر 
ولده شيخ الإسلام محمد البكري إحدى وعشرون سنة » ومات المذكور سنة 
ثلاث وتسعين وتسعمائة وعمره نيف وستون سنة فليعلم » والله أعلم . 





(۱) مكانه في ( م ) : ١‏ انتهى ٩‏ . 
(؟) لم يستقم وزن الشطر الثاني . 


00 





© وخلف الشّيخ محمد أولاداً أجلهم الشّيخ زين العابدين » مشى على 
طريقة والده في الإملاء والدّرس › والجود والكرم » ومحاسن الأخلاق 
والشيم » مع الجاه العظيم ٠‏ والقبول التام عند الخاص والعام > وذكروا عنه 
كراماتي » ولم يزل كذلك حتى مات في سنة ثلاث عشرة بعد الألف . 
رحمه الله قتله بعض باشوات مصر ظلماً » لأنَّ السّيخ كان أغلظ له بالقول في 
بعض الأمور » فغضب وقتله » ثم إن أهل مصر المحروسة قاموا على ذلك 
الوّجل وقتلوه . ومن شعره . [من الخفيف]: | 
دار فكري يا رب في كل خلقك لم أجذ محسناً سواك وحقّك 
فأغثني فاي عبد رفك وتعطف وامنن على برزقك 


© وفيها : توفى في الشيخ العلامة محمد بن عبد الحقٌّ العقيلي المالكي 
بمكة » وكان قد تربّى في حجر الشَّيحَ الإمام العلامة علي بن محمد البسكري 
المالكي » وأخذ عنه وقرأ عليه فهو من أجل تلامذته » ولهذا أوصى إليه وقت 
وفاته بتربية ولده صاحبنا الشيخ العلامة أحمد [بن علي]('' البسكري › فأخذ 
عنه وقرأ عليه حتى برع » وانتهى إلى ما انتهى إليه رحمه الله آمين . وسمعْتٌُ 
صاحبنا الشَّبِحَ العلامة أحمد بن علي البسكري قال : سمعت شيخنا جمال 
الدّين محمد بن عبد الحق المالكي يقول : إن السيخ الكبير الرّباني العارف بالله 
محمد بن عراق أرسل إلى الشّيخ العلامة أحمد بن عبد الغفار المالكي أن يترك 
شرب القهوة فيما بين الثاس » ويشربها في خلوة » وأن يترك السماع » وأن 
يترك لعب الشطرنج » فقال له الشيخ أحمد بن عبد الغفار : « أما ما أمرتني به 
من ترك شرب القهوة فيما بين التاس وشربها في الخلوة » فكان الأولى أن 
تأمرني بعكس ذلك » وأما ما أَمَْتني به من ترك السّماع فلا سمعَ ولا طاعة في 
ذلك » وأمّا ما آمزتني به من ترك لعب الشّطرنج ٠‏ فهو حقٌّ وصدق غير أَنّي قد 
ابتليت بهذا الدَّاء » فأسأل الله لي تعجيل الدّواء والسّلام » . 





. ) ما بين الحاصرتين زيادة في ( ط‎ )١( 


ه06 


قلت : وكان تلميذه سيدنا وصاحبنا الشيخ أحمد المذكور من أهل العلم 
والصّلاح ٠‏ متبعاً للكتاب والسّنة » سالكاً على نهج السّلف الصّالح » مُتصفاً 
بالعفاف قانعاً بالكفاف لا يرى فى أكثر الأوقات إلا مشغولاً بمطالعة أو كتابة 
مظهراً للجمالة . له جملة مصنفات »> منها : « رسالة فى القهوة » مفيدة جداً » 
وكان كفك بصرّه قبل وفاته بقليل » وكانت وفاته في ليلة السّبت ثالت عشر شهر 
ربيع الثاني سنة تسع بعد الألف بأحمد آباد > وعمره سبعون سنة رحمه الله . 


ومن شعره : [من البسيط]: 

أقسمتُ بالله ماحالت موذتكة 
ولا تنقسست أنفاسا أرددها 
وقد لسعب بحيّات الفراق ولم 
غي رالدّعاء بأن الله يجمعنا 


يوماً ولا حلت عن عهدي وميثاقي 
أجذ لذاتيّ ترياقاً ولا راقى 


في سوحه كرما من غير عوّاق 


ومنه أيضاً في صدر رسالةٍ أرسلّ بها إلى بعض أصحابه بمكة المشرفة : امن 


الكامل]: 

ش وحياة من حل الحطيم وزمزما 
و 2 2 
ماحلت عن حبّيكم ولو انني 

ومله : [من الوافر]: 
تدارك أيُها السَاقى نفوساً 
بنغمة شادنٍ توحى يداه 
o‏ 5 ان ورا 
ومنه : [من الوافر]: 
إذا العشرون من شعبان واقَتْ 
ولا تكسل عن الطاعات فيه 
فشهرٌ الصّوم قد وافاك حقَاً 


000 


والمؤوتئن ومن بذاك الوادي 
حاولتٌ ذاك لما أطاع فؤادي 


ترقت والهموم إلى التراقي 
إلى الأوتار آيات اشتياقى 


تأ للصيمم وللقيام 
فهذاالوقتٌ وقت الإغتنام 
بكلّ المكرمات على الدوام 





ومنه : [من الوافر]: 
ألا قولوا لمن قد زاد طَعْناً 
سهامٌ اليل قد قربث مداها 
تيقّظ من مَتَامك واخششّ منها 
ومنه ٠‏ [من المجتث]: 
لله مجلس انس 


٠. - 5 1 3‏ ا وظ . ا 


وعذوانا ولا يخشى رة 
تن : إن تأر ي 0 ریہ 
و 4 ۳ إز | تا و 42 o‏ 


فانظر إليه وعاين 


ومنه معارضاً قول من قال مدحاً في صحيح البخاري [من المتقارب]: 


صحيحٌ البخاري لو أنصفوا 
فقال رحمه الله : [من المتقارب]: 
صحيح البخاريٌ لو أنصفوا 
وما ذاك إل لضبط الأصول 
وفيه علوم الورى جمّة 
وقد فاقٌ فضلاً على غيره 
هو البحرٌ عِلماً فإن خضته 
فلازئه درسا ولا تبتغغفي 
ققد قال قوم لهم خبرة 
لدنيا وأخرى وفي كل ما 
لجامعه رحمةٌ دائلماً 
وعد الزرمال وماء البحار 
إلى الحشر والتشر والمُلتقى 
وناظمها يرتجي دعوة 
وصلٌ إلهسي على المصطفى 


وآلٍ وصخسب وأتبساعهسلم 


لماخ ط إلا بماء الذهث 


لماخ ط إلا بماء البَصَدرْ 
وعدل الرواة بنقل الخبز 
تضمّنها قول خير البشز 
فأضحى إماما لكب الأثز 
ظفرت بكنز الهدى والدرز 
به غيره في المسا والبُكز 
هو البرء من كل أمرٍ خطزر 
ترجي وتبغي بهمنوطرٌ 
كقّطر السّماء ورمش النظرٌ 
وعد الطيور ونلت الشجزر 
بدار البقاء وحسن المققزر 
من الصّحب بالخير عند النظر 
ومن نوره فاق ضوء القَمَّرْ 
ومن جاءَ من بعدهم في الأثز 


ومنه تخميس على هذه القصيدة العظيمة » وهو هذا : [من الكامل]: 
يدعوك عند الكرب فضلاً تدفعٌ « یا من يرى ما في الشمیر يشغ » 
«أنت المعدّ لكل مايتوقمٌ) 
إِنْي تعبت من الذّنوب وثقلها هي كالجبال فلا أطيق لنقلها 
فامنن علي بمحوها وبغسلها «يامن ير جى للشدائد كلها» 
2 يامَنْ إليها لمشتكم وا لمفزعٌ ) 
يارت بالفرقان د ثم بلم يكن هون علي الحادثات لكي تهِنْ 
هاعبدك العاصي ي يحقق لا يظن « يا من خزائن ملكه في قول كنْ » 
«أمنن فإِنًا لخير عندك أجممٌ) 
يارب طاعاتي إليك قليلة ‏ يارب أوزاري علي ثقيلةٌ 
مالي ملالا ولا لي حيلة ٠‏ «مالي سوى فقري إليك وسيلةٌ » 
« وبالافتقار إليك فقري أدفْعٌ » 
كف المُؤال حقيرةٌ وذليلة وبضاعة التقوى لدي قليلة 
وعوائد الإفضال منك جزيلة «مالي سوى قرعي لبابك حيلةٌ » 
« فلن رددت فأيٌّ باب أفرعٌ « 
يارب عبدك يشتكي من سقّمه يارب من يرجو لشاة غمّه 
إن أنت لم تدفغ عَظيم ملمّه « فمن الذي أدعو وأهتف باسمه » 
« إن كان فضلك عن فقيرك يمنع ) 
يارت هذا العبدٌ أصبمٌ راجيا عفواً عن الماضى وما هو آتيا 
وتكون عنّي في القيامة راضيا ١‏ حاشا لجودك أن تقنّط عاصيا» 
« الفضل أجزل والمواهب أوسعٌ 
© فائدة : ذكر ابن جماعة وابن عساكر والسّهيلي » أن الأبيات السّبعة التي 
أولها « يا من يرى ما في الضمير ويسمع » في خاصيتها الإجابة » زاد ابن 
جماعة ورأى ذلك منقولاً بخط النّووي عن بعض العارفين . 


oo0¥ 








ومنه أيضاً تخميس هذه الأبيات المشهورة البركة . وهو هذا : [من الوافر]: 
توسًّل بالنبيٌ وبالوصي وبالحسنين والشهم الزكي 
وكم له من فضل وفيّ «وكملله من لف خفي » 
« يدق خفاه عن فهم الذكي » 

إليه توججهي في كل دهرٍ عليه توكلي في كل أمرٍ 

فكم من شاو ذهبت وفقر «وكم ينر أتى من بعد عسر) 
«ففرّج كربةالقلب الشجيّ» 

فشكراًللذي فلق الصباحا فكم من أزمة عتا أزاحا 

وكسم هم تعاظم ثم راحا « وكم أمر تساء به صباحا) 
«وتأتيك المسرةٌ بالعشح » 

إلى كم ياجهول تزيدلوماً ومالك لاتفيق الذهرنوماً 

دع الأوطانَ ياخلّي وقوماً «إذا ضاقت بك الأحوال يوماً» 
«فثِق بالواحد الفرد العليّ ) 

إذا ضاق الفضاء وكل ر خب عليك بكلّ حادثة وخحطب 

ولم تجد الحبيب وكل صخب «توسل بالئَبِيٌ فكل صعب » 
«يهون إذاً توسًّل بالتبي » 

إذا لم تلق بالإخوان ملعا وضاق القلب بالأهوال ذزعاً 

توسّل بالئَيٌ تنال نفعاً «وبالصٌّدّيق والفاروق جمْعاً) 
« وذي الثورين والمولى علي ) 

زمان فيه للأعداء أمرٌ وجسكوفيه للآلام قفر 

فكن يا قلب ثبتاً فيك صبرٌ ولا تحزن إذا ما ضاق صدرٌ) 
( و لله من لطف خفييٌّ) 

ردك يا زم كا قت فروحي نحو وادي الخيف حتت 

ونفسي نحو خير الؤسل أنث «عليه صلاةربي ماتغنّث) 
«حماماتٌ على ورق روي ) 


606/4 


ومنه تخميس على بيتي شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني : 
شكراً لفضلك كم ذنوب غفرتها «يارت أعضاء السجود عتقتها» 
« من فضلك الوافى وأنت الواقى » 
بُشراك أعضاء السّجود لك الهنا بالعفو والغفران جاء شرعنا 
ولقد عتقت البعض مناريّنا « والعتق يسري بالغنا يا ذا الغنا» 
« فامنن على الفاني بعتق الباقي ( 
ومنه أيضاً تخميس على هذين البيتين وهما للشّيخ عبد المعطي با كثير : [من 
البسيط]: ` 
أدعوك يا رب في الإصباح والإشراق تمنن علينا من النيران بالإعتاق 
1 .- - - 3 5 
وتبسط الرّزق يا وهّاب يا خلاق «يا مالك المُلك يا فتاح يا رزّاق » 
١‏ يا من تكفلٌ لكل الخلق بالأرزاق » 
يارت عيشاً هنياً صافياً قد راق « يارب عطفاً علينا منك بالإشفاق » 
«من کل هول شديدٍ زائد عرّاق» 
وفيه يقول الشيخ الفاضل التحرير عبد اللطيف بن محمد الذبير أديب عصره 
وفريد دهره : [من الكامل]: 
وافا الكِتَابُ من الملاذ البسكري أزرى حلاوته بطعم الشكر 
عه 2 0 
حصلت بذاك إلى النّسيم مورا أمنية مشل الصباح المُسْمرٍ 
يا سيّدي خلي صديقي قدوتي مُسدي إليّ مواهياً لم تصغر 





. حصلت به ولا يستقيم به الوزن‎ ١: في( ط)‎ )١( 


٠6 


Ey 1 ل‎ 





يا جامعاً للعلم طرّاً والعلا 
أنت الذي خضت العلوم بأسرها 
يا وارثاً شرف الفضيلة كابراً 
أعني شهاب الدّين من فاق الورى 
مذغبت عي لم أزل لك ذاكراً 
هل عطفة ياخلٌ منك برأفة 
والله أسأل جمع شمل عاجل 
أبقاك رئي للإفادة دائماً 


وجميل شيم لا يشنه مُمُتري 
وبلغت قصواها ولیس بمنكر 
عن كابر حقاً بمثلك مَفْخْري 
بالفضل والأدب الأغرٌ الأنور 
بساقب لك والثناء الأعطر 
فجواي نام والتسلَي مزدري 
فدعاء ظهر الغيب صاح مؤثري 
بالمصطفى الهادي الأمين وحيدر 


ولل عبد اللطية المذكور فيه جملة قصائد » منها قصيدته التي يقول 


فيها : [من البسيط]: 

أعني به أحمد المختار سيرته 
شهاب نجل علي البسكري بلداً 
له بديع بيان في الخطاب يرى 
فكم جلا درراً تسمو الذّراري من 
أخباره قد أتت في الحال تخبر عن 
حديثه الحسن العالي روايته 


حَلقاً وخلقاً سواه لا يُساويه 
المالكي مذهباً من ذا يُساميه 
بسر طيّ معان في معاليه 
وجيز لفظ وقد جلت معانيه 
أبيات أفكاره المخصوص من فيه 
ماضص ومستقبل من أمر باريه 
أعلت لسامعه شأتاً وراويه 


ومنها قصيدته التي يقول فيها : [من الكامل]: 


شيخ الزمان البسكري المُفْندي 


فالله يكفيه الصوارف مابقي 


© وفيها : في ثاني عشر المحرم توفي الشّيخ الفاضل العالم المحدث الفقيه 


. ) وبه يُكسر الوزن › وما أثبتناه عن ( م‎ ٩ . منك يا خل.‎ . . ٠ : في ( ط)‎ )١( 


رحمة الله بن عبد الله السندي الحنفىي''' نزيل المدينة المشرفة بمكة ودفن بها › 
وكان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين رحمه الله تعالن . وطبق بعض 
الفضلاء تاريخ موته بحساب الجمل : « رحمه الله قد نال مراده » وزاد في العدد 
اثنان » وذلك مسامح فيه عند أهل هذا الفن خصوصاً إذا كان التاريخ فيه مناسبة 
للحال . 

قلت : وأحسن من هذا ما اتفق لوالدي رحمه الله » فإنه ولد له ولد سماه 
فضل الله » وجاء تاريخه أيضاً « فضل الله » وهذا من غريب الاتفاقات ولطيف 
المناسبات . 

قيل : ولما فرغوا من دفنه مُطروا في تلك السّاعة » وقد أشار صاحبنا الشيخ 
الفاضل محمد بن الشيخ عبد اللطيف الجامي المكي الشهير بمخدوم زاده إلى 
هذا في القصيدة التي رثاه بها فقال : [من الخفيف]: 
رحمة الله لا تفارقٌ مشوى رحمةاله بالحياوالغمام 


© وكان له أخ اسمه حميد » وكان من أهل العلم والصلاح » حسن 
الأخلاق » كثير التواضع » وافر العقل » ظاهر الفضل › جليل القدر » وحصل 
له فى آخر الأمر جاه عظيم . جاور بمكة المشرفة تسع سنين » ومات بها سنة 
تسع بعد E‏ أخيه صاحب الّرجمة وعمره نحو تسعين سئة . 
وبالجملة : فإنه كان بقية السلف الصالح رحمه الله . 

© وفيها : في ليلة الخامس من المحرم توفي الخان محمد الفخان بن 
ياقوت الفخان سلطاني » وكانت ولادته بأحمد آباد في ليلة الخميس خامس 
شهر صفر سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة » وكان شاباً صالحاً فاضلاً » حسن 
الأخلاق والشيم » مشهوراً بالسّخاء والكرم » وغير ذلك من الصّفات الحميدة 
كالحياء والمروءة والعفاف والتواضع » مفرطاً في الشجاعة » وكان محباً لأهل 


. وكذلك ترجمة أخيه التي سترد بعد قليل‎ ) 77١/٠١ (4 ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 


01 








الفضل مقرباً لهم محسناً إليهم مؤلفاً لهم > حسن العقيدة في الأولياء 
والصّالحين » عظيم الرّأفة بالفقراء والمساكين » وزرٌ بكجرات وخوطب 
بالفخان بعد موت أبيه » فحمدت سيرته » ودام على ذلك برهة من الزمان › 
ولما استولى السّلطان أكبر على كجرات سار معه إلى « أكره » » وولاه 
« كوالير » ثم أضاف إليها « بهار » » وكان من جملة الأمراء الّذين عينهم على 
« بنكالة ؛ » ولم يزل كذلك حتى مات بها رحمه الله . 


0۲ 





© وفي سنة أربع وتسعين : توفي العبد الصّالح أتلخان الحبشي مريد سيّدي 
الشيخ الوالد » وكان مباركاً سليم الصّدر » حسن العقيدة في الأولياء 
والصّالحين ولا سيما في شيخه سيّدي الوالد » فإنه كان فانياً فيه وفي محبته › 
باذلاً روحه وماله في مرضاته » وكان يحفظ له جملة من الكرامات » وكان 
يتصرف به » وكان يكتب للناس التمائم بخطه فتنفع » وځکې أنه كان لا يُحسن 
الكتابة ولا الاستخراج فذكر ذلك لشيخه المذكور » فقدر عليهما ببركته . وكان 
حسن الأخلاق » لين الجانب » متواضعاً » كثير الصدقة والإحسان » عفيفاً › 
رحمه الله تعالى آمین . 

© وفيها : كان جهز السلطان أكبر عسكراً إلى الدّكن مدداً لبرهان شاه » 
فانكسروا ورجعوا . 





سنة خمس وتسعين بعد التسعمائة 


© وفي سنة خمس وتسعين : أحدث السّلطان مراد بن السّلطان سليم بن 
السَلطان سليمان على باب الضّفا سبيلاً للشرب ٠‏ فجعل الشَيخ الفاضل علي بن 


في أبيات فقال : [من مخلع البسيط]: 

أنا سبيل أشاد مجدي 
مليِكُ كل الملوك طراً 
فاق عللى قيصّر وكسرى 
بأسهعرّكلٌ فطر 
مد على الخلق فيض به 
صار به للإله جاراً 
يعم كل الأنام نفعاً 
فكان للخلق من نداه 
لە مر اله سلبيل 
«أسَسني بالصضّفاسبيلاً 


1 
د 


مليك كل الورى مُرادٌ 
عُجْسأًوعُرباً له تقاهٌ 
بعدله قوت البلاد 
الغو والسّهل والتجاد 
فعهاش في فضله العباد 
وجاره الذهرلا يكادٌ 
كانه للورى عهاد 
ماء بأ القرى وزاد 
وكوثر ماله تفا 
تاريخ بنيانه المُشاد 
لله ساط اننا مراد » 


الفاضل محمد بن الحسين السمرقندي الحسينى' بالمدينة المشرفة » وكان 
أهل المدينة إذا أرادوا مكاتبة أحد من الأكابر لا يكتبون ذلك المرسوم إلا 
بإنشائه » وكان يعرف كثيراً من اللغات مثل العربية والفارسية والرّومية والهندية 
٤‏ ع 8 
والحبشية » ولمات مات أحصيت كتبه فكانت الفا وتسعين كتابا » ووجدت 
بخطه هذين البيتين : 
روحي اتتلفث بحبّكم في القِدَم من قبل وجُودِهًا في القدم'ا 
SF 7 < 2‏ 0 س للش e‏ 
وذكر أنهما لسيّدي الشيخ عبد القادر الجيلاني قدّس الله روحّه » وأنهما إذا 
قرئا في أذن المصروع أفاق البتة . 
واجتمع هو والشيخ عبد الرّؤوف الواعظ تجاه الحرم الشريف فحصل 
ةي وةٌششنامكة تجا بيت الله أقصى الطَلتْ 


فقال عبد الرّؤوف : 

مذ نَرَّلَ الغيِتُ على سطجه وسال من ميزابه وانْسَكَبْ 
فقال السّيد محمد : 

يلت أن أفصح عن كُنْهه قلت لجينٌ قد جرى من ذهث 





)00( ترجمته في « شذرات الذهب »( 547/٠١‏ )و « الأعلام .)١١5/5(»‏ 


0( كذا في ( م) و( ط) ورواية هذا الشطر في ١‏ الشذرات » : ١‏ من قبل وجودها وبعد 
العدم 6 
f‏ 


0710 


ومن شعره أيضاً هذه القصيدة › وهي في مدح الشريف أحمد بن سعد 
الحسيني المدني رئيس الأشراف بالمدينة النبويّة وأولها : [من البسيط]: 
عر اليار بطول السّمر والقضب والأخذ بالثأر معدودٌ من الحسب 

ومنها : 

© وفيها : في يوم الخميس السّابع والعشرين في شهر ربيع الأول توفيت 
السيدة سلمى بنت سيّدي الشيخ الوالد رحمهما الله » وخلفت ستة من الأولاد 
الذكور › خمسة منهم أبوهم السَّيّد محمد بن الشّيخ أحمد بن حسين 
العيدروس » وهم : حسين وعليّ وعبد الرحمن وأبو بكر وعلوي » والسّادس 
أبوه الهادي بن عبد الرحمن بن شهاب با علوي » واسمه أحمد » أصلحهم الله 
بما أصلح به آباءهم العارفين » ورزقهم ما رزق أولياءهم المقربين . 

© وفيها : في عصر يوم الأربعاء رابع شهر شعبان توفي الشيخ الإمام 
والحبر الهمام الرّحالة المحقق المُعَمّر العلامة جمال الدّين م مد بن الصٌّدّيق 
الخاص الحنفي الرّبيدي"“ » ودفن صبيحة الخميس بباب سهام وعمره نحو 
التسعين » وكان من كبار علماء رّبيد » وأعيان المدرسين بها » وبقيّة المفتين 
على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة بقطر اليمن . 

وبالجملة : فإنه کان ليس له نظي في زمانه » ولم يخلف بعده مثله » وكان 
الباشوات فمن دونهم يعظمونه جداً » ويقبلون كلامه ولا يردون شفاعته غالباً . 
رحمه الله تعالى . 

© وفيها : وقعت الرّلزلة بالمدينة الشريفة » فقال بعض الفضلاء من أهل 
مكة في ذلك : [من المتقارب]: 


(۱) ترجمته في « شذرات الذهب »( 547/٠١‏ ) . 


إذا زُنْزِلَت أرضُ خير الورى قفَرلْزِنَت الأرضُ زلرالها 
فشئّر عن ساقه عارف وقال عني ذو الى مالها 
© وفيها : حلع مرتضى نظام شاه في يوم سادس عشر شهر رجب » ومات 
بعد ثلاث يام من خلعه » ثم تسلطن ولده حسين عشرة أشهر ٠‏ وقُتِل يوم سادس 
عشر جمادى الأولى قتله الخراسانيون » ثم تسلطن بعده إسماعيل بن برهان 
شاه » فحكم إسماعيل سنتين وشهرين ٠‏ ثم خُلِعَ بوصول أبيه برهان . 


0¥ 








سنة سبع ود تسعين بعد التسعمائة 


© وفي سنة سبع وتسعين : توفيت الولية الصّالحة السَيّدة الخيرة فاطمة بنت 
المَيّد » وزوجة اليد » وأم السّادات » بنت الشّيخ عبد الرّحمن بن علي › 
زوجة سيّدي الشّبخ الوالد » وأم أولاده الكبارء وكانت من العابدات 
الصالحات » وحكي عنها كثير من الكرامات » ويكفيها أنه يصدق فيها 
ما قيل في بنت الشّيخ عمر المحْضّار : بنت القطب » وزوجة القطب › وأم 
القطب . 


قلت : وبنت الشيخ عمر المذكور لم يكن لها أحد من الإخوة » وأما هذه 
فأخوها الشيخ الكبير شهاب الدّين بن عبد الرّحمن » وقد قيل فيه : إنه قطبٌ › 
فتكون أختّ القطب أيضاً . وهذه والله هي المناقب التي لا تذرك بدون 
المواهب » فهنيئاً مريئاً لها ذلك » وطوبى ثم طوبى حين'. أنها كذلك › 
رحمها الله تعالى . 

وكنت التمسْتٌ من ولدها أخي السَيّد عبد الله أن يطلب لي منها الدّعاء » 
فأخبر أنها تلفت عند ذلك والحمد لله بألفاظ تشعر بمزيد الاعتناء وكمال 
السّعادة بحضور الولي الكبير والعارف الشهير السيد الجليل جمال الدين 
محمد بن عقيل با علوي » أرجو من الله تعالى ثمرة ذلك » وما ذلك على الله 
بعزيز . 

© وفيها : سافرت من أحمد آباد إلى بروّج وأقمت بها سنة وشهرين › 
وكتب إلى الشيخ محمّدٌُ بن عبد اللطيف الشهير بمخدوم زاده في صدر 
مكتوب : [من الخفيف]: 
مُذقدمتم لبروج وحللكم برُباها غارت جميع التواحي 


OA 


فإذا أرض سورت في اغتبياط لم تزل مثل غيرها في نوا 

وكتب أيضاً : [من الخفيف]: 
نت شمسسٌ وبروج لك برج وكذا الس في أبراجها تنا" ٩‏ 
فعسى سورة بنورك تحظى وعلى خلقك العظيم المعول 

© وفيها : وقع الشروع في عمارة قبة ضريح سيدي الشيخ الوالد شيخ بن 
عبد الله بن شيخ بن الشيخ عبد الله العيدروس با علوي » ووضع أول لبنة فيها 
صبيحة يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الأولى . 

© وفيها : في رجب الفرد"“ فرعت من تصنيف كتابي « الفتوحات 
القدوسية في الخرقة العيدروسية » » ووافق تاريخ ذلك العام ببحساب الجمل 
عدد حروف ١‏ لبس خرقة » وكان جعل هذا التّاريخ صاحبنا العلامةٌ جمال الدّين 
محمد بن الشيخ عبد اللطيف الجامي المكي الشهير بمخدوم زاده » قال : ولما 
كان موضوع هذا الكتاب الشريف والتأليف المنيف هو لبس الخرقة أتى تاريخ 
ذلك « لبس خرقة » » وقلّ أن يتفق مثلّ هذا التاريخ » لكن سر نفس العيدروس 
سرى فأثر » وعلى مثلهم مثل هذا لا يستكثر ولا يستنكر » وقد نظمت التاريخ 
وهوهذا : [من الوافر]: 
لمن خُلَلُ الكرامة مستحقة لمن أدى إيساس الفقسر س 
سيل العيدروس أب رما ومن بدرالسعوه أنار أَْقَه 
تفقّه في العُلوم صغير سو لقد نال العادة ن تفقة 
حبه الله عِلماً من لدنه بلا كدأناهءولاة مَشْقَهُ 


. الشطر الثاني مختل الوزن‎ )١( 


04 








وتأليف له كالبحر وافا 
لما قسد نال مسن خلق وحلسم 

فصق ما أقول بلا نزاع 
ولا كان ذا التأليف فيمن 
فلا عجبٌ ولا بدعٌ إذاما 


أبان به لدى الفضلاء حذقّة 
فقد أبدى لك الرحمن صذقة 
س تشرّف في الأنام بلبس خزقة 
أتى تاريخ ذلك « لبس خرقة » 


قلت : وعارض هذه القصيدة المباركة صاحبنا الشيخ العلامة شهاب الدّين 
أحمد بن علي البسكري المالكي رَحمّه الله تعالى : [من الوافر]: 


تبشم فاتني یوما ببرقه 
وحيّرني وصيّرني ذليلاً 
فقلتٌ له ترفق بي وز بي 
ولا تمشع عبيدك من وصال 
فألوى معرضاً يدي دلالاً 
يسواصل صذه في كل حينٍ 
لا أن تمادى في صدودي 
وصرت مولّهاً صبَا كثيباً 
يست عنان شكوائي إلى من 
إمام العصر قُطب الوقت حقّاً 

هو الحبرٌ الإمام ونجل شيخ 

هو القَخْرُ المعظّم من تحلى 
مرفي السالكين إلى مقام 
رعة الله ماأحلا وأغفلا 
فعاينه بتصنيف عظيع 
لقد حلّى المجالس حين تقرا 
لقوم قد علؤاعزاً وشأناً 


ام 


فذابت مهجتي وازددت عشقة 
وأشعلّ في الفؤاد وقيد حرق 
طريق اللاء قد أضحوا أرقّه 
ولا تقطع بفضلك قط رزقة 
على من زاد من جفنيه دفقَة 
ويمنع رفده وكذاك بطق 
وأدمى مقلتي والعظم دقة 


حزين القلب من بعد وم و 


2 
شقه 


حبَاة الله مغربئه وشرقة 
وأعلمه وأفضله وأفيّتة 
ومَنْ نال العلوم بلا مشققة 
بكلّ المكرمات وحاز سَبْقَهُ 
بأدنى نظرة منه وحدقة 
جواهره وهذا الدرٌ نطقّة 
يُسمَى الفح في إلباس خرقة 
جواهره بلطف ثم رفة 
بهم يسقي الرحيم الله خَلقَة 


ب هأبدى كرامات عظام 
لذا قد قال رث الفضل قبلي 
وضابط عامه والوصف قد جا 
فلازالت دراريه توالى 
وعبدك أحمدٌ يرجودواماً 
لكم ولآلكم بين البرايا 
بحق محمد ماناربددٌ 


كناك الآل والأصحاب طراً 


. زار » وما آثبتناه في ( ط)‎ . . ٠: في( م)‎ )1١( 


الاه 


وسطرهابمعرفة ودقة 
أبان به لدى الفضلاء حذقة 
بقوليه الكثير اللفع فافقَة 
علينا سزمداً ما نال( أفقة 
له وذويه لاينفك عتقّهة 
ويحميه من الأسوا ورفقَة 
وما لمعت بذاك الخيفب بِزرّقَة 
وما ظهر السّحاب وجاد ودْقَه 








سنة ثمان وتسعين بعد التسعمائة 


© وفي يوم الأربعاء سابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين : توفي 
الولٌ السَعيد الشريف العلامة ذو الولاية والإمامة » الحافظ الضَابط » مسند 
الذنيا » مالك أزمة الشرف العليا » محدّث الدّيار اليمنية وفقيهها بإجماع البرية 
الطاهر بن الحسين بن عبد الرّحمن الأهدل'“ جمال الدين بركة المسلمين مفيد 
الطالبين › وصلي عليه بمسجد الأشاعر بعد صلاة العصر › ودفن بمقبرة أهله 
بباب سهام قريباً من مشهد الشيخ الصيّاد . 

ولد سنة أربع عشرة وتسعمائة بقرية المراوغة » وبها نشأ وتعلم القرآن . 
وقرأ على إمام جامعها الشيخ الصّالح الفاضل العلامة فخر الدّين أبي بكر المعلم 
علوم النحو والحساب والفقه وغير ذلك وبه تخرّج › > ثم انتقل إلى مدينة زبيد » 
ولازم شيخ الإسلام وعلآمة الأنام الحافظ أبا الضياء عبد الرّحمن بن علي الدَييع 
الشيباني » فقرأ عليه وانتفع به انتفاعاً رقي به إلى درجة الكمال وساد على 
الأمثال » وله مشايخ كثيرة في الحديث وغيره » منهم : العلآمة شيخ الإسلام 
أبو العباس الطبنذاوي » ومولانا علامة الدذهر وواحد العصر الشّيخ وحيد الين 
عبد الرّحمن بن زياد » والسَّيّد الشّريف العلامة عبد المحسن ابن اليد 
الأهدل » والشيخ إمام المحققين وأستاذ المحدثين شيخ الطريقة وإمام الحقيقة 
وجيه الذين بركة المسلمين عبد الرحمن | بن إبرا هيم العلوي » وقرأ علي الأستاة 

مفتي المسلمين محقق عصره المولى برهان الدّين إبراهيم بن أبي القاسم 
مطير » وأجاز له » وأخذ على العلامة الفقيه الفهامة الشّيخ شرف الدّين أبي 
القاسم بن الطاهر بن جعمان > وأجاز له أيضاً » وعلى جماعة آخرين من آل 
جعمان وغيرهم » وكل ممن تقدم ذكره أيضاً أجاز له > وارتحل إلى مكة 





)01( ترجمته في « شذرات الذهب » ( 547/1١١‏ ) و « معجم المؤلفين (٩‏ 5/ 30-84 ) . 


o۷۲ 


المشرفة وجاور فيها » واجتمع فيها بجماعة من العلماء » مثل شيخ الإسلام 
أبي الحسن البكري وقرأ عليه » والشيخ الحافظ الأستاذ أبي السّعادات المالكي 
وأخذ عليه › وغير هؤلاء من المشايخ ٠‏ ثم له انفرد بعد شيخه ابن الذَيْبَع 
برئاسة تدريس الحديث » واتحد بسؤدد هذا العلم » وأخذ عليه خلق كثير » 
ورحل إليه للأخذ عنه من كل جهةٍ من الأقطار . 


أخذ عنه جمع كثير من البلد وغيرها » فمنهم : العلامة الحافظ الفقيه الفهامة 
شيخنا محيي الدّين عبد القادر بن أبي الفتح البزاز الشافعي » والسيّد العلامة 
الفقيه الأصولي المحدّث محمد بن عبد الرّحمن بن عبد الحفيظ بن عمر البزاز 
الشافعي » والشيخ العلامة الأستاذ المفنن مفتي المسلمين الصدّيق بن الشّيخ 
محمد الخاص الحنفي › والشَّيخ الفقيه الأديب النبيه مفتي الحنفية محمد بن 
أحمد الصّابوني » والشيخ العالم العامل الفاضل الكامل مفتي الإسلام شيخنا 
برهان الذين إبراهيم بن محمد بن جَعمان » وشيخنا الفقيه ابن الفقيه العلامة 
المفتي محمد بن الوليّ المقرب عبد الرّحمن بن الفقيه شيخ الإسلام أحمد بن 
موسى الضجاعي ٠»‏ والقاضى العلامة الأديب الفهامة الرّئيس النفيس أمين 
الدين بن القاضي عبد العليم الأحمر الشافعي كاتب الخزانة السّلطانية بالمملكة 
اليمانية » والشيخ الفقيه الأديب العالم الأستاذ الصّوفي عبد الله بن محمد 
المشرع » وخلق كثير من الطلبة . وتخرج به ابن ابنه العلامة السيد الشريف 
الحسين بن أبي بكر بن الطاهر وهو من النجباء أبقاه الله » وهو بحمد الله تعالى 
مستمر إلى الآن على قراءة البخاري بمسجد جدّه عبد الرّحمن بن حسين الأهدل 
على سيّدي الشيخ العلامة الصَّدّيقَ الخاص مدة شهر رجب وشهر رمضان كل 
سنة على ما كان زمان السَّيّد الطاهر المذكور من الفقهاء المحدثين الحفاظ . 
وفّقه الله وأدام النفع به وحفظ به هذا البيت › فإنه لا يخلو من قديم الزمان من 
ثلاثة أقسام : فقيه ومحدّث ومحدّث . وقد ذكر صاحبنا الأديب الفاضل 
حسين بن عبد الباقي الزّاهر الزبيدي هذه الأقسام في قصيدته التي امتدح بها 
سيدي الشيخ القطب الرّباني علي بن عمر الأهدل حين زار ضريحه سنة أربع 


oV 





وتسعين وتسعمائة وأولها : [من مجزوء الرجز]: 


مالاخ بق القايل ‏ إلا وأجلرى مقلي 


وشاقني بحيرة على الكثيب الأهيلي 
والأبيات المشار إليها قوله : 
فهو أب والأبااء خي لسر متئج ب ومنس ل 


وهو أب والأشبال حي 
أولاده اليرُه ربهم يُنذقعٌك مضل 
فههم ف ريقنان وجم حلي 
کم كنم محلث فقي لهأو محتدّث ولي 


كم فيهم من قطلب كم فيهم من يدل 
وهي طويلة . 


وبالجملة : فكان المترجم م له أوحد عصره عِلماً وصّلاحاً ومعرفة تامة ».ذا 
حفظ وإتقان وضبط ومعرفة بأسماء الرّجال وجميع علم الحديث » عَمِيَ آخر 
عمره بعد أن حصل بخطه كتباً كثيرة » وصنف واختصر « شرح دعاء أبي حربة » 
تصنيف جذه حسين بن عبد الڙحمن اختصاراً حسناً نافعاً في نحو خمس 
وعشرين كرَاساً خلصه مما كان فيه من الإنكارات على أهل الله الصوفية » 
وسماه ‏ مطالب أهل القربة في شرح دعاء الولي أبي حربة » . ا 

وقرض على الكتاب المذكور العلامة برهان الدّين إبراهيم بن أبي القاسم 
مطير » وقال مخاطباً للمؤلف : [من البسيط]: 


أحسنت فى طح ما طالت مسافته 
جزاك ذو العرش خيرات شملن أباً 


وكتب عليه عمر بن عبد الوهاب التّاشري 


تأئلت مصباح المطالب مره 


طيّ السَجلّ فلم ينقص بلى زادا 
وأصلهم كم أولاداً وأحفادا 
: لمن الطويل]: 

فهان محيط الكشف في نقطة القّرب 


مدارك عرفان همت بمعارف على عارفيها مثل مهمل السحب 
فشكراً لمن آتاك ذوقاً وحككمة وفصلٌ خطاب يفصل الأمر في الخطب 
ورثاه صاحبنا الأديب حسين الزاهر بقصيدة على روي بيت الرّسالة 
القشيرية : [من الكامل]: 
أا الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحبيٌّ غير نسائها 
وأول المرثية : [من الكامل]: 
ما للتّموس تتيه في غلوائها لم بنهاالتقريع عن أهوائها 
وهي طويلة . 
أعاد الله علينا من بركته وبركة تبلغه وعلى المسلمين أجمعين » ورحمه 
رحمة الأبرار . 
وكتبٌ إليه صاحبنا الفقيه أحمد بن محمد با جابر يطلب منه الإجازة في علم 
الحديث خصوصاً صحيح البخاري » وذلك بعد أن قرأ عليه نبذةً من أوله بهذه 
الأبيات : [من السريع]: 
يا نائر الدرٌ على مسمعي بحضرةالأنجاب في مجمع 
وحافظ العصر ونحريره الفاضل الجهبذ واللوذعي 
السَيِّدُ الطاهر أزكى الورى نجل الحسين الأروع الأورع 
اسمع مقالاً راق في اللفظ وال معنى وشاق الأنجب الألمعي 
الجابري الزائر مستمسكاً به ذدهالآثار والأربسع 
فقد قراالجامع مستأنساً بسوحك المخضر والممرع 
وقصده المعظم من فضلكم إجازة تحلو على المسمع 
بمالكم في ذاك من مسند عن كل حبر مفصح مصقع 
ومارويتم مسنداً عالياً عن الإمام الحافظ الدَيْبَع 


2 





. في (م)0 .. . منهل السّحب»‎ )1١( 


0.1/6 








وماأخحذتمعنهمن نشره رل المسجسب والمبسدع 
أبقاك رث العرش"؟2 في نعم دائمة في جانسب أرفع 
ماغنت الوزقاء في روضة ولَمْلّعَ الوٌعد على لعلع 
فأجابه بإجازة بخط العلامة الفقيه عبد الله بن محمد المشرع أجل تلامذته . 
قال الفقيه أحمد : أنشدني شيخنا الطاهر مسند البخاري ومسند مسلم في 
هذه الأبيات حال قراءتي عليه البخاري : 
لنا مسندٌ عالٍ سماعاً [ونسبة]"“ إلى الحافظ الحبر البخاريّ مسعدي 
فجامعه يروي عن الزّين شيخنا عن العلوي البخاري أخي الرّشد”" 
عن العرولي وهو موسى فتى مروي عن المسندٍ الحجار أحمد ذي السَّعدٍ 
عن ابن الزّبيدي عن أبي الوقت شيخه عن الدّاودي عن ابن حموية الفردٍ 
عن المسند الحبر الفربريٌ وهو عن إمام الورى الثبت البخاريّ ذي التََّدٍ 
ومسلم يرويه عن الزّين شيخنا عن الجزري شمس الهدى بصالح القصدٍ 
عن المتقن العدل الشهابيَ ذاك عن إمام الهدى الشمس ابن قمّاح المهدي 
عن الواسطي ابراهيم الثبت وهو عن أبي الفتح منصور الفراوي عن الجهدي 
عن الفارسيّ المرتضى عبد غافر عن ابن المجلودي اضمم له الجيم تستهدي 
عن ابنٍ لسفيان الفقيه الذي روا هعن مسلم فاحفظه إن كنت ذا جهدٍ 
وقد كنت طلبت من الفقيه أحمد رحمه الله أن يخبرني بهذا السند فامتنع 
عليّ تأدباً معي » ثم أجازني وله الحمد » وطلب مني أن أجيزه بسندي إلى 
جامع الصحيح ففعلت » وكتبت له ذلك مع الإجازة بلبس الخرقة والإجازة 
بمصنفاتي ومصنفات والدي وسائر رواياتي . ولا بأس أن أذكر هنا إسنادي 


(1) تصحف في ( ط )إلى : « العرض » . 
(۲) سقطت هذه اللفظة من (م ) . 


(۳) رواية الشطر الثاني من البيت في ( م ) « عن العلومي الثبت أخي الرشد ». 


0۷٦ 


المتصل إلى الومام البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا به في الدارين 
آمين . 


تتميماً للفائدة فأقول : أخبرني الشيخ الإمام المسند المعمر عبد المعطي بن 
حسن بن الشبخ الإمام عبد الله با كثير قال : أخبرني به شيخ الإسلام مجدد 
الدّين خاتمة العلماء والمسند ابن أبي ٠”‏ ' يحيى زین الدّين زكريا بن محمد بن 
أحمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري المصري الشّافعي قال : أخبرنا به حافظ 
العصر وعلامة الدّهر أبو الفضل شهاب الذين أحمد بن علي بن حجر 
العسقلاني ثم المصري الشافعي قال : أخبرنا به التجم أبو محمد عبد 
الرّحيم بن عبد الوهاب الحموي المصري قال : أخبرنا به الصّلاح أبو علي 
محمد بن محمد الزفتاوي المصري قال : أخبرنا به الشيخ المسند المعمر ملحق 
الأحفاد بالأجداد أبو العباس شهاب الدّين أحمد بن أبي طالب الحجّار قال : 
أخبرنا به أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة القلانسي قال : أخبرنا به أبو 
الوقت عبد الأول بن عيسى السَّجِْي”"' الهروي قال : أخبرنا به أبو الحسن عبد 
الرحمن بن المظفر الذاودي قال : أخبرنا به أبو محمد عبد الله بن أحمد بن 
حمويه السّرخسي قال : أخبرنا به أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري قال : 
أخبرنا به مؤلفه الحافظ الحجة إمام المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل 
البخاري سماعاً عليه مرتين مرة بفربر ومرة ببخارى » فذكره » ولما وفقني الله 
تعالى ‏ وله الحمد ‏ من بين أهل زماني لخدمة هذا الكتاب الشّريف الذي ما له 
في فضله ثاني » فقرىء بحمد الله تعالى على يدي مراراً عديدة في أوقات 
مباركة ومجالس سعيدة » واتخذت ذلك دأبي على مر الشّهور والسّنين » وبلغ 
عدد القراءة إلى تاريخ الآن فوق الأربعين » وشاع ذلك في التّهائم والنجود . 





)00( في ( م ) و( ط) : ١‏ اين أبو. . » 
)۲( في ( ط ) : « السبخري » وهو تحريف » وصوابه في ( م ) وهذه النسبة إلى سجستان» على 
غير القياس كما قال ابن ماكولا . انظر «أنساب السمعاني» (۷/ )۷٤ ۳٤‏ . 


4 * النور السافر 5 





وسارت بذكره الرّفاق والوفود 3 حتى قال بعضهم من قصيدة امتدحني بها : لمن 


الكامل] : 

كم مسل يروي صحاح حديثه 
وقال الآخر : [من الكامل]: 

هذا البخاري لم يزل تاليه في 

يرويه عنك عن الذين رويته 


فاشكر إله العرش جل ثناؤه 


وعليه كم ختموا'"؟ صحيح بخاري 


بد وختم فى مقامك شادي 


عنهم بصخة مقتضى الإسناد 
لقداصطفاك فأنت أي مراد 


وأنشد فضلاءٌ العصر فى ذلك القصائد البديعة والخطب البليغة » ومن ذلك 
قصيدة الأديب الفاضل التاظم التاثر العلامة حسين بن عبد الباقي الزّاهر الزّبيدي 
وأرسلها إلى الهند من زّبيد المحروسة › كان الله له آمين آمين آمين : [من البسيط]: 


كأس" الحديث عن الأحباب معسول 
وهات عن ساكني الجرعاء لي خبراً 
عَمري لقد لذ في سمعي مكرره 
شبّب لسمعي بناء عن مواصلتي 
فطالما وصل العذال من طرق 
قالوا نرى الحبٌ قد أوهاك قلت لهم 
يا فارغي القلب لي عن لومكم شغل 
لساكني الجزع من وادي العقيق جرى 
وشهب دمعي حمراً في الخدود جرت 
لكن مسانيد أخباري سترفعها 
سأمتطي في الفلا هوجاً مشرفة 


. » تحرفت في ( ط )إلى : « مسلسل‎ )١( 
. ) سقطت هذه اللفظة من ( ط‎ )۲( 


ذ۲) في ( م ) : ١‏ كان ٤‏ وهو تحريف . 


OVA 


أطلق مُسلسله فالثَّملٌ مشمول 
إسناده مالقلبي عنه تحويل 
وكلٌّ شيء على التكرار مملول 
وارفع حديثك عنه فهو موصول 
إسناد عذل لسمعي وهو معلول 
ذا العف عند حبيب القلب مقبولٌ 
هل يستوي فارغ متا ومشغولٌ ؟ 
من مطلب العين كنز كله لولو 
وطرف طرفي بقيد النّجم مشکول 
نصاً حسان صحيحات مراسيلٌ 
فيها على الأين إرقال وتبغيل 


خفيفة الرّوح لكن في مسامعها 
لم تكتحلٌ بمنام في فراسخها 
يا لهف نفسيَ ضاع العمر في لعب 
وواعظ الشيب فوق الرّأس قال أفق 
إلا يا نفس لا تلوي العنان عن ال 
لوذي بباب رسول الله واعتذري 
جاه الوّسول عظيم عند خالقه 
أعطي مقاماً شريفاً دونه وقفتٌ 
روح من الفيِض منشاه يقوم به 
ما كان في ملا إلا ولاح به 
وكم لقن وشىٌّ من سَطيح”") به 
وانشق إيوان كسرى عند مولده 
وناره خمدت من بعد ماعبدت 
ونكس الله أصنام الطغام لدى ال 
وباءت اللآت والعزى بذلتها 





وقر إذا قال حادي عيسنا يلوا 
وليس عندي إلا القال والقيلٌ 
إلى متى أنت باللذات مشغولٌ ؟ 
سعصيان غرّك من ذي البطش تمهيل “٩‏ 
فالعذرٌ عند رسول الله مقبول 
به تهون على الخلق التهاويلٌ 


رسلٌ الإله وروح القدس جبريل 


من مطلق التُور تقويم وتشكيلٌ 
لمظهر الحقٌ بين الخَلْق تعديلٌ 
حتى انتهى لأبيه الول والطُولٌُ 
بشائر وتخاويف وتأويل 
وانحط عن رأسه تاج وإكليلٌ 


لها قرون وجيل بعده جيل 
سبيت الحرام وعرش الشرك مثلول 
ونالها بعد ذاك العرٌ تذليل 


إف4 في ( ط ) : ١‏ .. . تهيل ؟ ٠‏ وما أثبتناه في ( م ) وهو الصواب . 

(؟) هو قس بن ساعدة الإيادي توفي نحو ( 7؟ ق .ه ) . انظر ترجمته في « المعمرون »6 
ص ( ۸۸ ) و « البيان والتبيين 3١48 » 5/١ ( ٩‏ ) و ١‏ الأغاني » ( ۲٤١٠/٠١‏ ) و١‏ نهاية 
الأرب » للنويري ( ؟/١١١)‏ و« الأعلام» ( ۱۹١/١‏ ) وغيرها » وشِقٌ » هو الكاهن 
البجلي الأنماري الأزدي › جاهلي » من عجائب المخلوقات » وهو من معاصري سطيح › 
ترجمته في عجائب المخلوقات » ص ( 5٠١‏ ) و ١‏ بلوغ الأرب » ( ۲۸۱-۲۷۸/۳ ) 
و الأعلام» (۳/ ۷۰ ) وسّطيح › هو ربيع بن ربيعة » من بني مازن › من الأزد كاهن 
جاهلي » توفي ( ٥۲‏ ق .ه ) ذكره ابن إسحاق في ١‏ السيرة النبوية /١ ( ٠‏ 18-15 ) وذكر 
ما وي عنه وعن شق من بشارات بقدوم النبي بيا . وانظر ترجمته في « الأعلام ؟( 184/7 ) . 





رد الإله به عن بيتهفرقاً 
فلا ورك مابرّوا ولا ثبتوا 
وكم له معجزات كالشُموس سنا 
لا حد يحصرها لا عد يضبطها 
ما مسن بالكفٌ ذا داءِ أَضرٌ به 
ومن يسير سقى جيشاً وأطعمه 
والعود أورق والعرجون في يده 
والبدرٌ شق له نصفين أي بمنى 
به شرائع كلّ الرّسل قد نْسِحَتْ 
لذاك لو عاش موسى لم يسعه سوى 
بخاتم الرّسل صرنا أمَةَ وسطاً 
وفي . القيامة من نور الوضوء لنا 
كتاًا أحكمت آياته فكذا 
هو القديم فلا يبلي محاسنه 
أخبار من قبلنا فيه محررة 
به الرّسول تحدّى كل ذي لسن 
هل بعث أحمد إلا رحمة شملت ؟ 
لنا عنٍ البوق والتاقوس أي غنى 
ومرّق الله جيشٌ الملحدين به 
بسيفه دمر الأعدا فلم يقهم 
وقد أمدّ بصحب كالنجوم هم الس 


وافته يقدمها في سيرها الفيل 
وصرعتهم على الأرض الأبابيل 
بهالإشراق وجه الحق تهليلٌ 
وليس يجهلها إلا المجاهيل 
إلأورّنديمينالذاء مشلول 
وفاض من بعد مشروبٌ ومأكول 
« مهنّدٌ من سيوفي الله مسلول ۲ 
وأشهد التاس طه وهو مجذول 
ومالشرعته نسح وتبديل 
إتباعه عنه هذاالقول منقول 
لنا على الأمم الماضين تفضيل 
دون الورى غُررٌ زه وتحجيل 
لسان كل بلغ عنه مسلول 
مر الجديدين دع ماقال ضَلَيِلٌ 
وفيه للدّين تفريع وتأصيل 
وهل تقوم مع الحم الأباطيل 
وظلها أبداً فيه لنا طول 
إذجا أذان وتكبيرٌ وتهليل 
وكلٌّ من حبّجه الإسلام مخذول 
من نسج داود في الهيجا سرابيل 
عْرُ المغاوير والصّيد البهاليل”") 


(1) تضمين من لامية كعب بن زهير ‏ بانت سعاد » انظر : « شرح ديوان كعب بن زهير » ص 


( ۲۳ ) طبعة دار الكتب المصرية . 


) السعر : من سَعَر النار والحرب : أوقدها . والصّيد جمع الأصيد » وأصله المائل العنق = 


هم الليوثُ العبوسٌ الشّوسُ ليس لهم 
وبالملائك والرّعب العظيم على 
يا سيّدي يا رسول الله څذ بيدي 
يا أصدق الناطقين الصّادقين لدى 
يا من علا ورقى السّبعَ الطّباق إلى 
كقاب قوسين أدناه وكلمه 
وهله رتبة مانالهاملكٌ 
هذا حديثك يا فتحَ الوجود”" قرأ 
ألفاظه كربيع زاهر آِق 
به المعاجم تزهو والجوامع في 
وفي صحيح البخاري غنية لك يا 
الحافظ الثقةٌ العدلٌ الخبير بإج 
فانظمه يارت مع خير الورى فله 
وقد سمعناه من لفظ الخبير به 
حتى ختمناه يا حتم المقام سل 
واشفع لنا ولقارينا ومٌّقرئنا 





سوى القنا الشّمرٍ أو بيض الظبا غي“ 
شهر'" وللريح في الأعداء تنكيلٌ 
فلي عليك غداً في الحشر تعويل 
قول وفعل ويامّن قيله القيل 
مقام قرب تناءى عنه جبريل 
مولاه في حيث لا أين وتمثيل 
أو مرسل حبله بالله موصول 
ناه ومسك الختام اليوم تكميلٌ 
زاه بهتان ماء المُزن مطلولٌ 
عقود أبوابها منه قناديل 
مَنْ سر فكرته کالسّيف“ مصقول 
ماع الثقات صدوق القول مقبول 
قلبٌ بسئّته البيضاء مشغول 
قراءة زانها في الجمع ترتيل 
حُسنَّ الختام لنا فالفضل مبذول 
والسّامعين ففيك الخير مأمولٌ 


ذوي السلطان › وانظر « المعجم الوسيط » ( صيد ) . والبهاليل : جمع بُهُلول وهو : 
العزيز الجامع لكل خير » وهو الحبيٌ الكريم أيضاً . 

» وقيل : الجريء على القتال‎ ٠ الشوس جمع الأشوس الذي يُعرفٌ في نظره الغضب‎ )١( 
الشديد . والظّ : جمع به السيف » وهو طرفه وحدّه . والغيل : أراد أسدَ غيل » فحذف‎ 
. ) المضاف وأقام المضاف إليه » وانظر « اللسان » ( غيل‎ 


() تحرفت في ( ط ) إلى : « شهير 4 . 
)۳( في ( ط ) : « الجواد» . 


() في( ط) ١:‏ .. كالسين. . '" وما أثبتناه في ( م ) . 





وشيخنا القطب محبي الدين منّ له 
القادريٌ ابن شيخ العيدروس فلي 
ولي فؤادٌ على حسن الولا لك قد 
صلني عليك صلة الله يا أملي 
قد قيّدتني ذنوبي عنك واظمئي 
وإن وردت عليك الحوض خذ بيدي 
وتحت ظل اللوا المعقود قل لي قل 
وهاك من مدحي لاميّة شرفت 
تطفلث فلها يا بن الكرام على 
خلعت لابن زهير خلعة فغدا 
فهل أرى روض حالي زاهراً بك في 
صلى وسلم ريي دائماً أأبداً 
والآل والصحب والأتباع أجمعهم 


ص 


تمّت فخذ مِلحَاً من طىّ عِدَّتها 


والحمد لله تتميمٌُ وتكميل 


بمايرومٌ فللإنسان تأميل 
عقيدة ووداد فيه مأمول 
طويته وعلى الإخلاص مجبول 
بوصلة لي بها في الحشر توصيل 
إليك والقلبٌ بالأشواق مغلول 
فورده العذب ذاك اليوم منهول 
واشفع فإنك عند الله مقبولٌ 
بمجد مدحك في لاماتها طول 
أبيات « بانت سعاد» اليوم تطفيل 
له بها من عظيم الجاه تجليل 
دار التعيم وشملي ثم مشمولٌ ؟ 
عليك ما سرحت قوداء شمليل 
ومن بهديهم المرضي مشغول 


و 


© وفيها : توفي الرّجل الصّالح المشهور المعمر وجيه الدّين الهندي“ 
بأحمد آباد » وكان من أهل العلم والزهد» وحصل له القبول العظيم مع 
الاس » وانتفع به الطلبة في كثير من الفنون » واشتهر أمره جداً . 

© وفيها : كانت ولادة ولدي شيخ" جعله الله من آهل ولايته » وتولاه 
برعايته وحمايته وكلايته آمين » وطبق بعض الفضلاء تاريخ ذلك العام بحساب 


(۱) ترجمته فى « شذرات الذهب » ( 187/-1417/1١١‏ ) وذكر ابن العماد بآخرة 


من الترجمة : 


« وتقدمت ترجمة ميان عبد الصمد الهندي أيضاً » وهذا غيره ٠‏ . 

(۲( في حاشيته في ( ط ) مايلي : « توفي سيدنا ومولانا وبركتنا وقدوتنا ووسيلتنا إلى ربنا » ومن 
عليه بعد الله ورسوله معتمدنا » شيخ الوجود » البركة الشاملة لكل موجود » الشيخ العارف 
بالله شيخ بن عبد القادر العيدروس في جمادى الأولى سنة هه بأحمد آباد » وقبر 
بجنب قبر جده شيخ العيدروس نفع الله بهما آمين » . 


الجمل على أحرف « سيدي شيخ جاء » ثم نظمه بأبيات فقال : [من المجتث]: 


ل .مول وو سعط دل 
أكرم به من هلال 
ونشره منذ تب دى 


تاريخ هإن تإئه 


عم الوجود سشاء 
فاق البلدور ضياء 
قا دعبا الأرجاء 
قل «سيئدي شيخ جا » 


وكانت ولادته بمدينة بروج من أعمال كجرات : 


© وفيها : قدم بروج مولانا الشيخ محمد العيدروس من أحمد آباد 2 وأقام 
بها أشهراً , ثم رجع إلى أحمد آباد > وفي مدة إقامته ببروج كتب إليه الشيخ 
محمد بن عبد اللطيف مخدوم زاده بهذه الأبيات وهى : [من الوافر]: 


لقد آنست يا شمس الشموس 
بقطب الوقت أهلاً ثمّ سهلاً 
ويا شمس الشُموس ومن تجلّت 
وبروج علدما حليت فيها 
وسرت منك ترجو القرب فضلاً 
فقربك سيّدي لا شك فيه 
فطالع من يودّك في سعود 
ولازالت بك العلياء تسمو 


فأهلاً بالشريف العيدروس 
أيا زين المجالس والڈروس 
به الأفواه متا كالطُر وس 
لقد أمست بيمنك كالعروس 
والأأفهي في يوم ءوس 
حية للقلوب ولوس 
ومن يشناك(© في نحس الحوس 
وأنت لأفقها شمس الشموس 


© وفيها : توفي الرّجل الصالح سالم بن علي با موجه . ذكر لي رحمه الله 
أنه صنع للسَّيّد الوليّ أحمد بن علوي با جحدب حذاء لطيفاً وقدمه إليه . فقال 
له : تمنّ الذي تريدٌُ ( قال : )!© فقلت له : قد وكلتك يا سيّدي فاختر لى 


أنت » وكان ذلك يوم الجمعة بحضرة النّاس 2 ولما كانت الجمعة الأخرى أعاد 





(1) في( ط) : « من يشناك. .. ٠‏ . 


(۲( لم ترد الكلمة في ( ط ) ٠‏ وأئبتناها عن( م ) . 


على السّؤال » فذكرت له مثل ذلك الجواب ٠‏ فأراد أن يختبرني وقال لي : 
عساك تريد صناديق ذهب . فقلت له : [لا]“ . 

© وفيها : فاض وادي عدم بسيل هائل في نجم الثريا أعظم من سيل 
الإكليل . فأرخه صاحبنا الفقيه عبد الله بن فلاح كان الله له فقال : [من مجزوء 
الرمل]: 

فاض فى الأحقاف سيل غادرالتخكل خحويًا 
إذأترذتاريخه[قل)]“ «عمطوفان الفريا) 


© وفيها : وقعت « بسورت » زلزلة . 





)1( لم يرد الحرف في ( م ) وأثبتناه عن ( ط ) . 
(۲) سقطت هذه اللفظة من ( م) . 


سنة تسع وتسعين بعد التسعمائة 


© وفي سنة تسع وتسعين : كان تمام عمارة قبّة سيّدي الوالد رحمه الله » 
وقد جعل صاحبنا الشيخ محمد بن عبد اللطيف مخدوم زاده تاريخ ذلك 
( العام )'' بعدد حروف « محل الفيض » ثم نظم التاريخ المذكور في أبيات 


فقال أبقاه الله تعالى : [من الوافر]: 

ألآياتققبِةَمانت سروراً 
ترى السّاداتٍ والقادات تسعى 
يفو اليب منها حيين تبدو 
بها قر الوليّ شريف شيخ 
ولسييٌّ سره في الخلق سار 
يفيض الفلْض منه لطالبيه 
وناظمها من السّادات يرجو 


وأضحث مقصداً لذوي الصفاء 
هلال لاح في كېد السماء 
إليها بالضّباح وبالمساء 
لماضمّته من طيب الشذاء 
سلالة من تسجّوا بالعباء 
فيالله من خسن الا“ 
كفيِض البحر في سعة الفضاء 
یکاد يراه منها كل رائي 
» محل الفيض ( تاريخ البناءِ 
بأن يصلوه منهم بالدعاء 


© وفيها : سافرت من « سرت » إلى « جيول » بعد أن أقمت بسرت سبعة 


أشهر كاملة لأنى كنت دخلتها ثالث شهر رجب سنة ثمان وتسعين » وخحرجت 
منها ثاني شهر صفر الخير » وكنْتٌ قدمت إليها من « بروج » بعد أن مكثت بها 
مدة كما قدمت » ومدة إقامتي ببندر جيول خمسة أشهر » ثم طلعت منها إلى 


)1( لم ترد الكلمة في ( ط ) وأثبتناها من ( م ) . 


)۲( في ( ط ١)‏ . . السداء » . 


« أحمد نكر » » ووصلت إليها في شهر شعبان من تلك السّنة » وعزمت منها 
في شهر القعدة الحرام سنة ألف بعد أن أقمْت بها نحواً من سنة وثلاثة أشهر 
قاصداً إلى « أحمد آباد » لزيارة الوالد والاجتماع بالوالدة والأولاد » فدخلت 
أحمد آباد رابع شهر ربيع الثاني سنة إحدى بعد الألف 2 وكانت طريقي على 
جيول » وركبت من جيول إلى الذيو ‏ ومن الدّيو إلى قرية تسمى « موربي » 
من أعمال جوناقر لأمر اقتضى ذلك » ومنها إلى أحمد آباد » وفي مدة إقامتي 
بجيول ونواحيها اجتمعت بشيخنا العلامة المحقق محمد مقري ابن العلامة علي 
مقري » وشيخنا العلامة المفنن عبد القادر بن مخدوم الخطيب الكلياني › 
وأخذت عنهم واستفدت منهم . وقال صاحبنا الفقيه الفاضل الصّالح عفيف 
الين عبد الله بن أحمد بن فلاح الحضرمي لما قدمت إلى تلك الدّيار : [من 


الوافر]: 
0000 3 100( 0 
وأضحت تزدّهي عجباً وتيهاً بعبد القادر بن العيدروس 


ومن غريب الاتفاق أنَّ مدة غيبتي عن أحمد آباد كانت أربع سنين كاملة » 
فخرجت منها رابع شهر ربيع الثاني سنة سبع وتسعين » ودخلتها أيضاً رابع شهر 
ربيع الثاني سنة إحدى بعد الألف » وأقمْت بها من ذلك التاريخ إلى الآن . 

© وفيها : في يوم الأربعاء رابع عشر رجب زالت الدولة المهدوية « بأحمد 
نكر ٩۲‏ . وقتل الوزير جمال خان » وجيء برأسه إلى أحمد نكر » وطيف به 
فيها > ثم علق بعد ذلك أياماً » وتسلطن برهان شاه » وقد تقدم أنه قد سار إليها 
قبل ذلك بعد موت أخيه » فرجع خائباً » وكان المذكور منذ هرب من عند أخيه 
في خدمة السّلطان أكبر » وهو الذي أعانه على ذلك » وأمده بالعسكر ونحوه 





)١(‏ الخبر مما نقله ابن العماد في « الشذرات» ( 518/٠١‏ ) وفيه « أحمد نكر : من بلاد 
الدكن » . 


OA 


حتى ملك » وكانت سيرته غير مرضية » ومات برهان شاه ثالث شعبان سنة 
ثلاث بعد الألف . 

ومن غريب الاتفاق أنه كان في تلك السّنة أمرٌ بهدم أحمد نكر » فضجت 
العوالم لذلك » وأمر أن يجعل مكان دورها باغاً وهو اسم البستان بالفارسي . 
فقال صاحبنا الأديب الفاضل عبد الله بن فلاح لطف الله به مؤرخاً لذلك العام 
في بيتين هما : [من مجزوء الخفيف]: 
هدمٌ حمد أنتكرغدا في ه اناا معتبز 
«باغٌ» تاريخ وإ قلت غاب »فقدحضز 


فصح « غاب » تاريخاً لهدمها ولموت برهان . ومما جرى في أيامه أنه في 
سنة إحدى وألف جهز على دنده رازبور"'' ليأخذها من الإفرنج » فهلكت في 
تلك الواقعة عوالم لا تحصى » وأرّح ذلك بعضهم في عدد « ضرا 206 . 

© وفيها : توفي السَيّد عبد الرّحيم الحساوي المكي غريباً بكلكتدة » وكان 
حسنّ الأخلاق كريم التّمْس رحمه الله . 

© وفيها : توفي الفقيه الفاضل محمد با شراحيل الحضرمي بكلكتدة 
أيضاً . 

© وفيها : توفي الشريف يحيى الحوارني”” المدني بكلكتدة أيضاً » وكان 
بارعاً في علم الموسيقى . إلا أنه كان منهمكاً في الشّهوات منتهكاً 
للمحرمات . رحمه الله وإيانا آمين . 

© وفيها : قرأ صاحبنا الفقيه الصّالح عفيف الدّين عبد الله بن فلاح 


. » رازيوت‎ ١ : ) الكلمة في ( م‎ )١( 

)۲( في ( ط ) : « في عد ضراً » ولا يستقيم حسابه على حساب الجمل » وصوابه في ( م ) حيث 
لا بد من جعل الحاصرتين حول كلمة « ضر » فقط » لأن عدد حروفها ( ٠٠٠١‏ ) أي بفارق 
رقم واحد » وهو مسموح به في هذا . 

(۳) في( ط ) : ١‏ الحوراني » . 


OAV 





الحضرمي عليّ كتابي « الفتوحات القدوسيّة في الخرقة العيدروسية » من أوله 
إلى آخره ٤‏ وذلك بأحمد نکر من بلاد الکن » وعمل تاريخ ذلك العام 
« تجمعه به صحّ فتوحات » ثم نظمه فقال : 

تشرّفت أوقاتى بعمقابلةالفتوحات 
وضاب طذاك تجمععه به صخ قوحآتٍ 


4 4 د‎ 
تهت‎ FF FF 


OAR 


سنة الألف 


© وفي شهر المحرم سنة ألف : توفي الشيخ الكبير والعلم الشهير الولي 
الصّالح العلامة سراج الدّين الشريف عمر بن عبد الله العيدروس' بعدن » 
ودُفن بها في قبّة جه لأمه سيّدي الشيخ أبي بكر العيدروس » ملتصقاً به من 
الجانب الشرقي » وكان من المشايخ العارفين والعلماء العاملين » وكان الشيخ 
الكبير الشريف صائم الدّهرٍ القديمي الحسيني ‏ الذي اشتهر عنه أنه قال : من 
رآني دخل الجنة ‏ يعظمه ويشير إلى أنه بركة ذلك القطر » حكى ذلك عنه 
صاحبنا الفقيه أحمد بن الفقيه محمد با جابر » وكان قد اجتمع به . 

وأمه السَّيّدة مزنة بنت الشّيخ أبي بكر العيدروس » فهذا الاعتبار يكونٌ 
الشَّيحْ عبد الله العيدروس رضي الله عنه جدّه من الطرفين » وهو أول من وقع له 
ذلك فيما علمت » وقد وقع لأولاد أختي سلمى مثل ذلك » ولم يكن الآن 
عقب لسيّدي الشيخ أبي بكر إلا من أمّ صاحب الترجمة » ولذا تصدّر المُشار 
إليه بمسجد جذه بعدن بعد أخيه شقيقه شقيقه السّيّد محمد المُتَوَفَى بمكة المشرفة في 
سنة ثمان وسبعين وتسعمائة » فقام بالمقام أتمّ قيام » ومشى في ذلك على سنن 
آبائه الكرام » واشتهر بتلك الجهة شهرة عظيمة » وكثر اعتقاد الاس فيه 
ومحبتهم له » ولم يزل على السّيرة الحميدة إلى أن توفي رحمه الله تعالى . 

ركان قد جئاه الله تعالى بعقل كامل ۽ وزينه بفضل شامل ؛ ٠‏ له أخلاق 
ألطفٌ من : نسيم السّحر » وأوصاف كالمسك إذا فاح وانتشر » ذو علم فائض 
زخار » وفضل يتدفق تدفق الأنهار . قد زاحم في الفضل من تقدم » وارتقى فيه 
إلى المحل الأقوم > فصار ممن يشار إليه بالأصابع » وممن يعول على رأيه في 





. ) 558/٠١ (٩ ترجمته في « شذرات الذهب‎ )١( 


0/8 





الأمر الشاسع . أخذ العلوم عن جماعة لا يحصون من المشايخ » ومقروءاته 
كثيرة جداً » وبرع في علوم شتى . 
وحكي أنه كانت له في جميع العلوم يد طولى ومهارة تامة » وإنما ترك 
التدريس والتصنيف لشدة خموله » وكان متبعاً للكتاب والسّئّة سالكاً على 
يقة السّلف الصالح » متسماً بالاستقامة التامة مع كثرة العبادة ودوام 
الاجتهاد » وكان مع جلالة قدره وعظم جاهه كثير التواضع » بحيث”'' ينسبونه 
إلى الإفراط فيه » ويميل إلى الخمول الكلي » حتى قيل : إنه أنشد بين يديه 
بعض المنشدين قصيدة فى مدحه فغضب » وأمر بإقامته من ذلك المجلس › 
إلى غير ذلك من المحاسن التي زينه الله بها وشرفها به » وأنعم بها عليه » فكان 
أحق بها وأهلها » وأجمع على عظم حاله وجلالته وفضله وكماله غير واحد من 
الأخيار وكافة علماء الأمصار . 
ونقل عن بعض العارفين أنه قال : إذا شاب شعر ذراعيه بلغ رتبة القطبية . 
وكانت له كرامات عديدة » وأحوال سديدة » وأوصاف حميدة . 
وبالجملة : فإنه كان بقية الشيوخ الذين يُقتدى بآثارهم ويهتدى بأنوارهم . 
بل ومن عباد الله الذين تستنزل الرّحمة بذكرهم » وترجى من الله المغفرة 
ببركتهم وسرهم » كأنما عناه القائل بقوله : [من الطويل]: 
لكل زمانٍ واحد يقتدى به وهذازمانأنت لا شك واحده 
ولو أطنبت كل الإطناب » وأسهبت غاية الإسهاب » وأتيت بكلّ عجاب 
لعجزت عن وصف شأنه العظيم » وقصرْت عن الإحاطة بقدره الجليل » ولله 
در القائل : [من الكامل]: 
مافي عُلاه مقالة لمخالفي فمسائل" الإجماع فيه تسر 


(1) الكلمة في ( ط ١)‏ بل ؛ وما أثبتناه عن ( م ) . 
(۲) في( ط) ١:‏ فسائل. . . » تحريف . 


0۹۰ 


رحمه الله تعالى » وأعاد علينا من بركاته آمين . وتاريخ ولادته لم أطلع 
عليه » غير أنه مات وقد أناف على السّبعين » وما أظنه بلغ الثمانين » وهكذا 
كان والده من المعمرين فلم يمت حتى جاوز الثمانين » ثم أخبرني بعض 
أصحابي أن ولادته كانت في سنة ست وعشرين وتسعمائة » فعلى هذا يكون 
عمره حين مات ستاً وسبعين سنة » رحمه الله تعالى ونفع به آمين . 

© وفيها : في ليلة الأحد سابع عشر شهر ربيع الثاني توفي الشيخ الكبير 
جمال الدّين محمد بن علي الحُشّيبري''2 بأحمد آباد » وكان من المشايخ 
المشهورين » ورزق القبول في حركاته وسكناته » وحصلت له شهرة عظيمة » 
ورويت عنه كراماتٌ » ولا يقدح في جلالته ذم بعض العلماء له وتنقيصهم إياه 
بحسب ما يظهر لهم من أموره من غير نظر إلى خصوصيته » فقد قيل : المعاصر 
لايُناصر » ولا زالت الأكابر على هذاء وفيما يقع منه من التخريقات 
والشطحات له أسوة بغيره من الصوفية » كما أن للمنكرين أسوة بغيرهم من 
العلماء » وحمل ما يصدر منه من الأحوال الغريبة على أحسن المحامل أولى » 
وحسن الظن أسلم وأحسن » رحمه الله تعالى . ْ 

© وبنو حشيبر أهل صلاح وولاية » ونسبهم في بني ذهل بن عامر بطن من 
عك بن عدنان » وهو بفتح الهاء وتشديد اللام » كذا ضبطه الجندي . 

وأما خرقتهم فهي تعود إلى الولي الكبير والعلم الشهير قطب الزّمن وبهجة 
اليمن » شمس الشموس أبي الغيث بن جميل اليمني » وذكر منهم الشّرجي في 
الطبقات جماعة . 

© ومنهم علي بن أحمد حشيْبر أحد كبار المشايخ المتوفى سنة اثنتين 
وعشرين وثمانمائة » وكان الوليّ الصّالح الفقيه أبو بكر بن أبي حربة يقول : 
كل المشايخ خلفهم في بركة سلفهم إلا بني حشيبر فإنْ سلفهم في بركة 
خلفهم » وهو الفقيه علي بن أحمد . 





(۱) ترجمته فى « شذرات الذهب )507-507/١١ (٩‏ . 


084١ 





© ومنهم محمد بن عمر بن أحمد بن حشيبر » كان فقيهاً عالماً عارفاً كاملاً 
صاحب كرامات عظيمة . 

ويحكى أن والده ذهب به إلى الشيخ أبي الغيث بن جميل يلتمس منه 
الذعاء » وهو إذ ذاك صبي . فكشف له عن عينين للشيخ أبي الغيث في قفاه 
يبصره بهما » > فأعلم والده بذلك وأعلم والده الشيخ أبي الغيث » فقال الشيخ : 
والله يا ولدي ما رآهما أحدٌ غيرك » ثم نوّه باسمه وعظمه . ومن كلامه : رس 
مال الفقير الثقة بالله تعالى » وإفلاسه الرّكون إلى خلق الله . ومنه : يا أسراء 
الم الأرضية وأرقاء افوس التي غير مرضية ‏ هذه الجادة فاين التالكون ٠‏ 
أبعد العين أين 

وكانت وفاته سنة ثمان عشرة وسبعمائة ببلده وهي قريبة من ١‏ بيت حسين » 
المدينة المشهورة . 

قلت : فلما خرِيّث بيت حسين على يد بني حفيص وانتهكت فيها المحارم 
ونهبت الزوايا التي فيها وقتل جماعة من بني عبيدة على جامع بني حفيص 
ابن حشيبر » وصارت مدينة عظيمة » وهى محترمة معظمة يأمن بها الخائف . 

© ويه مسا بن سن بن محمد بن عمر بن شير ۽ كان فته عام 
أسائل عن ليلى قهل من رو يكون له عله بها أين تدزل ؟ 

فأجابه بقوله : من الطويل]: 
تحلّ قلوب العارفين إذا صف وليس لها قلبٌ سواه منزل 

قلت : وقريب من هذا ما حكاه صاحبنا الشيخ العلامة شهاب الدّين 
أحمد بن الولي العلامة محمد بن عبد الرحيم أبا جابر رحمهم الله قال : كنت 





(1) في ( ط) :0« ... هل من خبر » وبه يكسر الوزن ٠‏ وما أثبتناه في ( م ) . 


0۹۲ 





سائراً إلى المدينة الشريفة » فلما كان فى بعض الليالى تذكرت فى نفسي 
الأصحات » وعظمث عليّ مفارقتهم واشتد على أمر الاغتراب » فتمثلت وأنا 
على تلك الحالة من ترادف الهموم والأحزان » وكنت راكباً على الجمل بهذا 
البيت : [من البسيط]: 

فأجابنى صوت من ناحية القافلة : [من البسيط]: 
ما في الرّكاب سوى صبٌ أحاوله يروي حديثٌ الهوى حمقّاً ويدريه 

فقلت : من المجيز ؟ فقال : فلان بن فلان » وذكر اسمه واسم أبيه وجده 
المشقى » وإذا هو من أهل الفضل والأدب » وحصلت بينى وبينه معرفة 
واستأنست به الأنسّ التام . قال : وبقيت أنا وإياه في مذاكرة ومطارحة سائر 
الطريق » من ذلك آن اسم جمّاله كان قياس » » واسم جمّالي « عيّاش » وكان 
مع جمّاله المُسمَئْ قياس جمال كثيرة » فكان يشتغل بأمرها مع المكارين 
ويغيب عنه يوماً كاملاً بحيث أنه يحتاج إلى الماء فلا يجدٌ من يسقيه » وكان 
حارا ا فيتأذى بذلك ويتغير مزاجه › ويرتجل فى الحال فى هجوه مقطعات . 
قال : وأخذ مرة لحماً ودفعه إلى غلامه ليصلحه » فأتى به قبل أن ينضح › 
فأنشد عند ذلك ارتجالاً يخاطب غلامه ويومىء إلى هجاء الجمّال المذكور : 
[من مجزوء الرمل]: 

أت لا تحسن شيعا إذأتيت اللحم تيا 

فاسكب القىء عليه واعط هالجمّال قا 
الخفيف]: 

إن عياش قل أ لست مسر لديه بدائسع 

راح عني وکنت في جملة الرّكب ضائع 


o۹۲ 





[كيف يأتي وقلبه في المكارين شائع(© 
قال : واستهلينا شهر المحرم بالزرقاء » فلما صلينا المغرب وجلسنا ونحن 
ننظر إلى الهلال فقال لي : ما تقول في تشبيهه ؟ فقلت : الذي على بالي من 
ذلك قول ابن المعتز : [من الكامل]: ٠‏ 
والبدر في أفق السماء كدرهم [ملقى على ديباجة زرقاء](© 
فقال : هذا التشبيه لا يحسن فيه إلا عند طلوعه قبيل الفجر حالة نقصه 
وانتهائه فهات شيئاً في ابتدائه . قلت قوله أيضاً : [من الكامل]: 
انظر إليه كزورق من فضّةٍ قد أثقلته حمولة من ع۳ 
قال : فسكت ساعة خفيفة وأنشد لنفسه في ذلك مرتجلاً : [من الخفيف]: 
قد رأيناالهلالَ بالزّرقاء ظاهراً للأنام وقت العشاء 
قلت للجابري فهات مثالاً فيه تزري بأفصح الشعسراءِ 
قال قد قيل زورقٌ من لجَيْنِ قد تراءى للتاظرين بماء 
ثم سكت نحو نصفب ساعةٍ » وأنشد أيضاً مرتجلاً : [من الكامل]: 
قال الشّهات الجابريٌ يريد تش يها يمائلٌ ذا الهلال السافر 
فأجبته أنظر إلى دوراننه فلقد حكى في الأرض وقعة حافر 
ثم قال الفقيه أحمد : لو قال : [من الكامل]: 
هو في السّماء مدوّرٌ ولقد حكى دورانه في الأرض وقعة حافر 


لكان أحسن . 





)۱( ما بين الحاصرتين لم يرد في ( م ) وأثبتناه عن ( ط ) . 

)۲( ما بين الحاصرتين لم أقع عليه في ( م ) لبياض مكانه » وأثبتناه عن ( ط ) . ورواية البيت في 
ديوان ابن المعتز « ملقى على ياقوتة. . . » انظر « ديوان أشعار الأمير عبد الله بن المعتز »© 
تحقيق الدكتور محمد بديع شريف » طبعة دار المعارف ( ٤٤۷/١‏ ) . 

)۳( البيت مما ورد في * ديوان ابن المعتز ۲/٤٤١ (٩‏ ) . 

(4) في ( ط ) ١:‏ ... الجابري تشبيهاً © وبه يُكسر الوزن » وما أثبتناه في ( م ) . 


3 


قلت : ولبعضهم أيضاً في هذا التشبيه الحسن : [من الكامل]: 
والبدرٌ في وسط السّماء كأنه ‏ وجه مضي تحت قباء أزرق 

© وفيها : أمر الوزير الكبير حسن باشا بعمارة قبّة الشيخ الكبير والوليّ 
الشهير علي بن عمر الشاذلي صاحب المخا بمباشرة علي شلبي أمير بندر المخا 
الحلبى » فعمرها عمارة متقنة » وجدّد التابوتين وكساهما كسوة حسنة من 
الضَوف الأخضر » وكان ابتداء العمارة وختامها في سنة ألف من الهجرة 
النبوية » ثم أمر الوزير حسن باشا بعمارة جامع كبير شرقيَ القبة وشاميها » فبنى 
بناء أكيداً وتم » ونصب فيه منبراً من الحجر الأخضر » ثم بنيت له منارة عجيبة 
في غاية الطول والنّحافة واللطف › ثم صٌليت فيه الجمعة واستمرت فيه الخطبة 
وصلاة الجمعة والجماعة » تقبل الله ذلك منه بمنّْه وكرمه ويمنه . 

© لنختم الكتاب بذكر حبيب الأحباب » تاج العابدين على الإطلاق » 
وأويس زمانه بالاتفاق » وأسعد السعداء» وأكرمهم على ربه » المنقذ من الكروب 
لمن تعلق بسببه » الحري أن تكتب أخباره بماء العيون » وأن ينال كاتبها من 
الرحمة ما فوق الظنون» سعد السويني السعيد» المتصف بكلّ خلق حميد » الذي 
يحسن بذكره الختام كما حسن بذكر سيد الرسل الكرام الشروع في الكلام : 
خختم هذا الكتاب آن وبسعديحسنن الختام 
فاختملنامنك بخير وتوفضاعلى الإاسلام 
- كيف » وفي اسمه ما يشعر ببلوغه مرتبة عظيمة من مراتب السعادة مع أن 
اسمه ثلائي الحروف » وفضل الثلاثي في اصطلاح أهلها عندهم معروف › 
فطابق اسمه معناه » ووافق فحواه » ولي في المعنى : 
يقولُ لنا لسان الحال منه وقول الح يعذب للمستفيدلٍ 
فاسمي ووصفي ومريدي سعي في سعيدٍ في سعيل 

ولي أيضاً فيه : 
ثلاثي به العبد أضحى متصرفاً اسم شريفٌ قدره كالمصحفا 


040 


فسين السعادة دليلٌ سعادته وعييٌ العناية وحسبك ذا كمّا 
ودال الدّلالة على ره فيا سمد من إليه رتّه تعدّفا 

هذا ؛ وقد قسموا الحروف إلى نورانية » وهي التي جاءت في أوائل السّور 
من القرآن العزيز بعد حذف المكرر يجمعها قولك : من قطعك صله سحيراً » 
وهي : ال رك هدي ع ص ط س ح م ق ن » وهي أربعة عشر حرفاً » ذكروا أن 
سبعة منها وهي الكبار أشرف من السّبعة الأخرى وهي : ال ر ه س ع ح › 
وظلمانية وهي : ب ت ث جخ ذد رش ض ظغ ف » وهي أربعة عشر أيضاً › 
وذكروا أنها تنقسم كذلك إلى فاضل ومفضول » فذكروا في القسم الأول منها : 
ب ت د زع ف و » وما عدا هذه السبعة هي الحروف المفضولة » وهي : جخ 
ش ض ظ ث ذ » وقد جاء في اسمه الشريف حرفين من أشرف الحروف 
النورانية وهما : السين والعين » وحرف من الحروف الظلمانية » ولكن من 
القسم الأول منها وهو الدال » وقد وقع هذا الحرف من آخر اسم النبي لا 
كذلك » وذلك مما يدل على شدة متابعته له وتحقق وراثته منه » فهو دال 
الدلالة على وحدانية الله تعالى » وهو دليل على سابق السّعادة بالعناية الأزلية 
له » ومن نصب له الدلالة على خالقه فعيشه حميد » ومن سبقت له العناية في 
الأزل فهو سعيد . 

وذكروا أيضاً أنَّ الحروف التي بلا نقط أفضل مما عداها من الحروف بدليل 
أن الذي جاء في أوائل الشور كان أكثره منها » وما كان فيه من الحروف 
المنقوطة سوى ثلاثة وهي الياء والقاف والنون » وكانت حروف اسمه الشريف 
من هذه الحروف التي بلا نقط » وقد وقع كذلك في اسم الجلالة واسم 

قلت : ولعلَّ في حروف اسمه الثلاثة إشارة إلى ما منّ الله تعالى به عليه 
ومنحه من فضله العظيم وجوده العميم » فالسّين إشارة إلى سعادته » والعين 
إشارة إلى عناية الله به » والدّال إشارة إلى دوام الطاعة له مدة عمره أو إلى 
الذلالة بالهداية له إلى معرفة الله تعالى » إلى غير ذلك من الأسرار العجيبة 


645 


والمعاني الغريبة التي لو تتبعنا بعضها لطال بنا الكلام » وفيما أوردناه منها مقنع 
ومرام » وفي الإشارات ما يغني عن التصريح › وفي وصف ذلك المقام 
ما يحير الفصيح : [من البسيط]: 
كل الذي قلت بعض من محاسنه مازدت إلا لعلي زدت ثقصانا 
وهذه والله هي المكارم » وهكذا فلتكن في الله العزائم » هكذا وإلا فلا . 
وأرجو أن أكون بمحبتي له وخدمتي إياه واشتغالي بأخباره مع انتسابي إلى علياه 
من سبقت لهم من ربّهم الحسنى وزيادة » وكانت جائزته إن شاء الله على ذلك 
الغفران وكمال السّعادة » ففضل الله مدرار » وأولياء الله كالبحار » فهم القوم 
لا يشقى جليسهم » ومن أحبٌ قوماً كان منهم وإن لم يعمل بعملهم » كما جاء في 
النص الشريف عن صاحب الكرامة والتشريف » وإذ قد رزقنا الله محبتهم ووفقنا 
لخدمتهم فهذا أعظم دليل على الخير إن شاء الله تعالى » والحمد لله الذي هدانا 
لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . ولله در من يقول : [من الخفيف]: 
وإذا حلت الهداية قلباً نشطت للعبانة الأعضاء 
وإذا سخر الإله أناساً ‏ للسعييديٍ فإنهمسعدكً 
وقلت في المعنى : 
يا سدي إن صح حبي لسَمْدٍ يا بختي إن بذلت فيه جُهدي 
يا هتائي إن فزت بذاك وحدي يا سروري إن بلغت فيه قصدي 
يامناي إذ صدق فيه وجدي يا غنائي إن قبل وقال أنت عبدي 
وأرجو أن أكون فى الدّارين بمحبته سعيداً » وأن أحشر إن شاء الله تعالى 
ببركته في زمرة السعداء » وأدرك مراتب الشهداء » وما ذلك على الله بعزيز » 
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . 
قال رسول الله كك : « المرءٌ مع من أحبٍ 200 . 





000 رواه البخاري رقم ( 111۹ ) ومسلم رقم ( )١‏ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه 
مرفوعاً . 





قال الإمام الثووي رحمه الله في شرح مسلم عند الكلام على هذا الحديث : 
ولا يشترط في محبة الصالحين أن يعمل بأعمالهم إذ لو عمل بأعمالهم كان 
معهم ومنهم . 

وقال البوني : إِنَّ الله تبارك وتعالى ينظر إلى قلوب أوليائه كلّ يوم كذا وكذا 
مرة » فإذا وجد في قلوبهم محلاً لعبد ورأى همتهم متعلقة بأحد أكرمه وتجاوز 
عنه وألحقه بهم . 


ولنرجع إلى ما نحن بصدده من ذكر طرف من أحوال هذا السَّيّد العظيم 
والولي الكريم » ونغترف قطرة من بحره الغزير » ليستدل بالقليل من ذلك على 
الكثير . فكفى بالتفحة دليلاً على طيب الزّهر » وبالغرفة معرفة بعذوبة التّهر › 
ولأنَّ صاحب الور الذي قسم له نصيب من سعادته إذا ذُكر له شيء من صفات 
الأكابر ولو طرفاً من أخبارهم » أو لاح له لامع من بروق أنوارهم هش بقلبه 
إليها » وأقبل بالر د عليها » وذلك لوجود المجانسة الحقيقية » كما جاء في 
الحديث : « الأرواحٌ جنودٌ مجنّدةٌ فما تعارفٌ منها اتتلف . رما تناک منها 
اختلف )20 » فأهل السعادة يعرف بعضهم صفات بعض بصة. تهم كما قيل : 
[من السريم]: 
يعرف هالباحثٌ من جنسه وسائرالناس له ملكزر 


وذلك معلوم عند أهله » فهو واحد أهل زمانه علماً وحالاً ومعرفة ومقاماً 
وورعاً وزهداً واجتهاداً وعبادة » أحد المشايخ الكبار والأولياء الأخيار › 
ترتجى الرحمة بذكره » وتستنزل البركة بحبه » ويستمطر المسيء سحائب 
الخفران بالتوسل به . ١‏ 

قال العلامة محمد بن عمر بحرّق الحضرمي : وناهيك بعظيم أحواله اعتناء 
الشيخ العيدروس عبد الله بن أبي بكر بالتصنيف فيها » فإن العظيم لا يعظم في 


)۱( رواه مسلم رقم ( ۲۹۳۸ ) وأبو داود رقم ( 7874 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً ٠.‏ 


04۸ 


عينه إلا عظيم » ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل » وإذا وصف 
العيدروس في مناقبه الجليلة » واعتنى بأحواله الجميلة فقد أغنى ثناؤه عن كل 
وصف ٠‏ والشهادة منه خير من شهادة آلف ألفب » وها أنا أشير إلى بعض 
ما ذكره رضي الله عنه في ترجمته وسيرته ملخصاً لکلامه فقال ومن خطه الكريم 
نقلت : 

كان شيخنا العارف بالله تاج الأنوار » وقطب الأحوال سعد بن علي بن 
عبد الله با مدحج الحضرمي التريمي عالماً بالله » وبأمر الله على الشريعة 
والطريقة والحقيقة » أدركناه وصحبناه » وحفظنا منه كرامات كثيرة » ووقائع 
عظيمة » لا يمكن شرحها وقد أظهرنا بعضها . 

قال : وتعلم القرآن وحفظه » وقرأ في الفقه « التنبيه » و« المنهاج » . 
وفي التفسير « تفسير الواحدي » و « البغوي » و « تأويل القرآن » للسلمي › 
وفي الطريقة « بداية الهداية » » و « منهاج العابدين » و ١‏ الأربعين » الأصل › 
و« إحياء علوم الدين » للغزالي » وأخذل خرقة الصوفية من الشيخ عبد 
الرّحمن » وأكثر مقروءاته على والده العارف بالله شيخ بن عبد الرّحمن » وكان 
شيخه يحبه حباً شديداً ويثني عليه ثناء عظيماً » ويشهر أحواله غاية ونهاية › 
وكان يأمره أن يرفق بنفسه في المجاهدة ٠‏ فيعتذر إليه أنه لا يجد لها كلفة ولا 
مشقة بإعانة الله له . ْ 

قال : وال شيء بُدىء به أنه كان نائماً في مسجد سرجيس -أي : بسين 
مهملة مكررة بينهما راء ساكنة ثم جيم مكسورة ثم ياء تحتية ‏ فدخل عليه رجل 
من رجال الغيب ٠‏ فأقامه من نومه وقال له : قم ما لهذا حلفت . فشمّر 
بعون الله من وقته في المجاهدات والمكابدات والرّياضات والخلوات » فكان 
بصوم الذحر ويقوم اليل كله من حين بلغ الحلم » وكان ملازملتلارة القرآن + 
وربما قرأ ختمة بالليل في صلاة » وختمة بالتهار بالتّرتيل » وكان متورّعاً إلى 
الغاية والنهاية ملتزماً أن لا يأكل إلا الحلال المحض » وأن لا يأكلّ أيضاً منه إلا 
اليسيرٌ » وغالب قوته من المطعومات المباحة في الأشجار كالبرير وهو ثمر 


0۹۹ 


الأراك » والعشرق وهو ثمر السّنا » والنبق وهو ثمر السّدر » والصّار وهو ثمر 
النخل المقل » والغاسي وهو ثمر البسر البلح الذابل المتساقط من التخل . وإذا 
سافر إلى الشحر اقتصر على السّمك الصرف › هذا كله في بدايته » ثم كان في 
آخر عمره يطوي الأربعين فأكثر على الماء وحدّه . ومكث مدة من السّنين 
لا ينام ليلا ولا نهاراً . 

قال : وكان كثيراً ما يؤثر الخلوة في شعاب تريم » والمجاورة عند قبر 
النَّبيّ هود عليه السّلام . وكان يظهر له في خلواته ومجاوراته أمور عظيمة » 
منها : أنه يظهر له إبليس وجنوده لعنهم الله » فيرمونه ويرجمونه ويتهددونه 
بالسّلاح خصوصاً إذا قام للصّلاة . قال : فأستعين بالله عليهم وألتجىء إليه › 
فلا يختلج في باطني خوف منهم أصلاً فيرجعون خائبين . 

قال : وظهر لي مرة إبليسٌ » فصارعني فصرعته بمعونة الله تعالى » وسلبته 
سلاحه وأسرْتّه فاستطاع لي وانقاد بإذن الله تعالى . قال : وظهرت لي صفات 
التقس المذمومة في صور نساء فذبحتهن بمعونة الله تعالى . قال : ولقيت 
الخضر عليه السّلام مراراً فاستفدت منه فوائد كثيرة . قال : وا جتمعت بخلق 
كثير من رجال الغيب رضي الله عنهم . قال : وكنْتٌ أسمه في حال تلاوة 
القرآن هواتف كثيرة تأمرني بترتيل القرآن وتنهاني عن الهذرمة . قال : وإذا 
دعوت قيل لي : اثبتوا عند الأمر والنهي يستجب لكم . قال : وكثيراً ما أسمع 
الهواتف تقول لي عند التلاوة : قد وهبناك سرّ هذه السورة » وسر هذه السورة 
خصوصاً عند قراءة سورة ياسين والرّحمن والواقعة . ثم قال الشيخ عبد الله 
رضي الله عنه : هذا كله في أول عمره » وأما في آخره قدر نصف عمره فصرنا 
نحن وإياه كما قيل : [من الرمل]: ١‏ 
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حَللنابدنا 

قال الشيخ : وكثيراً ما كنت أشاهده في حال التلاوة يذوب بحيث يصير 
جسده كالماء الجامد » فربما فزع إلى مخالطة العوام وأهل الكثافات الطبعية » 
فسألته هل لك في مخالطتهم من فائدة ؟ قال : نعم بل فوائد كثيرة » منها : أنه 


ee 





ربما هجم عليّ الحال من وارد المحبة حتى أخشى على جسمي أن يلتف › 
فأقرب من الناس لتعتدل لطافة الحال بكثافتهم ١‏ وأتوله بقضاء حوائجهم 
ومخاطباتهم . 
قال الشيخ : وكنت أنظر إليه في غالب أحواله سكران براح المحبة في ليله 
ونهاره » بل كان في جميع لحظاته ممتلئاً بمحبة ربه . قال : وهو من أهل 
المقام الرابع في التوحيد لأن الغالب عليه فناء الفناء . قال : وقد سألته عن 
ذلك فى مذاكرة جرت بينى وبينه فى توحيد الفعل » فأشار إلى نفسه بذلك » 
وكان لشيخ سعد بن علي معرفة تامة في أحوال القوم » وشرح مقاماتهم › 
ودقائق معاملاتهم يشرحها شرحاً حسناً شافياً مع كشف وذوق ومشاهدة 
ووصول وتخلق وتحقق » مع دوام الصفاء بدوام الجوع والسهر والذكر 
والفكر › وشدة الافتقار والذل والانكسار والتواضع والخمول » وقطع العلائق 
بالكلية » فلم تكن له صبوة في صغره » ولا تزوج في كبره رضي الله عنه » حتى 
توفاه الله تاسع رجب الفرد سنة سبع وخمسين وثمانمائة من الهجرة رحمه الله 
تعالى » وأعاد علينا من بركاته آمين . ومن غريب الاتفاق أن تاريخ وفاته جاء 
« منور للجنة » » وقلت فى ذلك : 
تاريخ فوت سيّدي قدوتي سعد السُوَيْنيّ السّعيد قبلتم 
نوّرالألنوار فلا عجب إذا ماقيل فيه« منوّر للجنّةٍ"١)‏ 
وقلت أيضاً : 
قد ضاءت الأكوان بسعد سيدي تاريخه جاء « منورٌ للجنة ) 
وقد رأيت أن أضيف إلى هذه المناقب الشريفة مالي في شأنه من الأبيات 
اللطيفة » فمن ذلك ما قلته فيه مفتخراً بانتسابى إليه » وكونى من محبيه : 
نجم سعدي قد طلع من أفق السّويني ونجم 


(1) لم يرد البيثُ في ( م ) وما أثبتناه عن ( ط ) . 


"١ 


شرح صدري به بدا 
هو روحي وخاطري 
هو شيخي وعمدتي 
ياعذولي فيه دعنسي 
قد ظفرت أنا بالهتا 
إن علمست غیره 
ذا مغيث لكل مكروب 
قطب الأحوال والموا 


فيه وجدي ماانكتم 
وهو قدي من الخيَم 
وحصل لي العطاء الج 
إن السّعادة من الله قم 
وحظك الصدود والهم 
استسمخغ ‏ ست ذا ورم 
ذاملجا الأ 





ولي فيه أيضاً : 
ألا يا سعد أرجو منك إشارة فعجّل لعبيدك بالبشارة 
واسقني من شراب القوم حتى أشاهد ذلك الور بلا ستارة 
ومن علي وجذلي بمقام 


ولي أيضاً : 


رفيع تضيق عن شرحه العباره 
ولي أيضاً : 
سعد والله من زاره 


سعد والله من حه 


سعد والله من أقّه طلا مَسْعة 
سعد والله من فار بالقرب من مولا 
سعد والله من نظره الخاد م أوة 
سعدواله من بخغضه اللسارمئْ وة 


سعد عاره على العبل 


سعد والله ج سا يسو 
سعد قد نال من ريه 

ولي أيضا 
لو درى العاذلون فزط اكتيابي 
مامعي زاداً ليوم معادي 


يجيب من دعة 
کل ماش ة 


ورأوا حالتي عطفوا ورقوا 
أرجى أعمالي إني لسعدون رق 


ومن ذلك مما التزمت فيه بأن يخرج من أوائل السطور اسمه الشريف 
ويسمى هذا النوع عند أهل هذا الفن المشجر » وفعلت ذلك في مقطعات 


عديدة » منها : 
( س ) سألت الله يغفر زلتي 


(ع ) عظيمالحال حقاً 


( د ) دليلٌ الحيارى للجاة 
ومنها : 
سبا فؤادي الورّشاالأشنب 
عذب بما شئت غير الهحر يا فاتني 
دمي حلالٌ لك ياأملي 
ومنها : 
سر قلبى محال 
دغني وشأني ياغبي 
ومنها : 
سلوا عن ودادي يا أحباي قلبكم 
عرفتكم في الذّرٌّ فكيف أنسى عهدكم 
داووا فؤادي بلذيذ وصالكم 


1۳ 


بج اه سعد الولي 
الزاهمد ال وويع التقي 


ذاك الشوينيابن علي 
بمنطلق منه يحلو ويعذبث 


وما عليك فيما فعلت معتبٌ 


عن حب ليلى وخذرها 
فلست أميل لغيرها 


إنسي شخ سعفت بذكرها 


فيشهد بما عندي لكم من حبكم 
وما مُنيتي ياسادتي غير قُربكم 
فحسبي شرفاً أن أكون من حزبكم 


ومنها : 
سروري في هوه 
عيدي لدى رؤياء 
ديني عقد ولاه 
ومنها : 
درت بسقمي وضنائي فحت 
ومنها : ۰ 
سفكت في الهوى دمي 
علقت روحي بحيّها 
درث أن شغفي بها 
ومنها : 
سلوّقلبي محال 
على ذكرى بفخرها 
دام رّي بسعهدها 


وتي والله رَمَْْوةً 
مُتيتى والله رضاه 


فزال على العنا والصدود 
بختي بهذا الهتشا والورود 
يامرحباً بريم وادي زرود 


غزال مسن ظبي الحرم 
وصبت من سالف القدم 
وباتك الخخيم 


عن حبٌ سعدى وأختها 
طاب وقتي من بختها 
ليتني أكون عَبدها 


ومن ذلك أني لغزت في اسمه الشّريف فقلت : 


سرّي قد سَرَى لخيير عُسرب 
وقلت أيضاً في هذا المعنى : 

سألت الله العظيم باسمه 

سو عزيرٌ تمثلتٌ من ذكره 


يشمي دائي ويمن بطئله 
درى عاذلي أني شغفٌ بحبه 


ومن ذلك ما قلت فيه وفي صاحبه سيّدي السّيخ عبد الله العيدروس . 
مفتخراً بانتسابي إليهما » وما ساقه الله لي من الخير بسببهما وعلى يديهما : 


وسعدٌ الشويئنى ذكره 


وكلما قيل نقص أمره 


توشيح : 
أقسم بالله أنهم وني 


حصل لي كل ماأريدٌ 
حلا لي ورده يامريدٌ 


ها ور ٠.‏ 
ومذلذت بهم ماجفوني 


وإذا ضاق أمري أنقذو ني 


وعاد سعدا وفخسسره 
ومثله أيضاً : 

بالشيخ عبدالله وميجله 

وسعل الشُويئني وحطكلهة 

والعبد بهم وإن قل جهده 

وكلما قيل قل حسسده 
توشيح : 


بحري ورئي سيط مديد 


وفقى قد صاررائق 
أزاح عشي العوائ سق 
فهو في التاس سابق 
ما زال بهم فخري فائق 


ومين أناالا بهم 


وعاد وربي بهم أطول 
ومثله أيضاً : 

بالشيخ عبدالله وأصله 

وسعد الشُويئني وفضله 


وأفخر على كل عاشق 


نلت المنى ولمَقَضصصود 
ظاهراًبلا خفاء وجحود 





توشيح : 


: 9 ٠: 
ويلك تريد إطفاء نور الله‎ 


ماعلى ذا من مثلك وجهلك 
ومثله أيضاً : 

بالشيخ عبدالله ونصييه 

وسعد الشّويئسي حبيبه 

والعبد بهم وإن قل نصيبه 

وكلما قيل هان بَخْته 

حاش الا يضام نسييه 


توشيح : 


خصصت بذا في الأزل 


ما حظك غير القّلا والصَدودٍ 


حصل لي السعادة 
حتتل لهي سيب اده 
صخ ست له الإرادة 
مازلثت ولله في زيادة 
أو يحرم الراجي الإفسادة 


ومذ أملتهم ما خاب أملي 


ومن ذلك قلت فيهما وفي سيّدي حاتم بن أحمد الأهدل أعاد الله علينا من 


توشيح : 
بالعيدروس الجدٌ أعطى السول 


وإن نلت ذا ماهو ولله عجن 


وبسعد وحاله أرتجي القبول 


وحاتم الفرد الولي ليث الفُحُول 


ولا وربي عن بابهم أذهبٌ 


ومما قلت فيهم نفع الله بهم : 
سعد حي وحاتوٌسيّدي ولعيدروسُ القطب شيخي وجدّي 
ليس يعد لهم أحد عندي لاوربيإنذامن جي 
وقلت فيهم أيضاً : 
ما خاب مَنْ بالعيدروس توسّلٌ وبحاتمالوليٌ رجاوأمل 
ومن من سعد رام الإسعاد 
بل حقيقٌ بأن يعطى المُلنى ويفروز بالبًُشرى والهّنا 
كذا ويظفر بكل المراد 
وقلت فيهما أيضاً : 
ما خاب من على الله توكنن وبالهادي الرسول توسل 
إنه لحقييٌ أن يُعطى المراد 
ومن بحاتم ترجى الثدا وألحَ على العيدروس بالتدا 
ومن سعدهمرامالإسعاد 
ولنختم هذه الترجمة العظيمة بحكاية غريبة حسنة سمعتها من الثقات » 
وهي جديرة في هذا المحل بالإثبات . 
كي : أن الشيخ أبا بكر العيدروس صاحب عدن رضي الله عنه كان إذا 
ذكر الشيخ سعد ينبسط جداً » وكان أصحابه بعد أن عرفوا ذلك منه إذا رأوه 
وأخرج منه شيئاً عليه لفائف كثيرة » كما يجعل على الشيء التفيس مبالغة في 
حفظه وصونه » فما زال يفتحها بيده الشريفة واحدة بعد واحدة حتى أخرج منها 
حذائين عتيقين وأخذ يشمهما ويقيّلهما » وقال : إن هذه من ملبوسات الشيخ 
قلت : وقد وقع لي بحمد الله قريب من هذا » وذلك أن بعض الأصحاب 
من آهل حضرموت أهدى لي طيباً فقلت : هلاً أهديت لي من تراب قبر سيدي 


¥ 





الشّيخْ سعد بن علي رضي الله عنه ؟ فإن ذلك عندي من أشرف الهدايا » وأفخر 
أنواع اليب » ثم أنشدت في هذا المعنى : 
سألتُ العرفاءَ عن طب دائي2 فقالوا تراب ذلك الجناب الأقدس 
على الخبير سقطتٌ فاغنم داؤك ورئي إنه درياق امس 
داوني يا سعد وأدرك قبل تلافي وحقك إنني لك عب أكيس 

فأرسل إليّ من العام القابل قليلاً من تراب ذلك الضريح الشّريف في قارورة 
زجاج ولله الحمد » وعلمت أن للشيخ نفع الله به بالعبد اعتناء عظيم . 

وأخبرني شيخنا الفقيه الصّالح سراج الدّين عمر بن زيد الدوعني قال ومن 
خطه نقلت : 

بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد لله رب العالمين » وصلى الله على سيدنا 
محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين . 

أما بعد : فيقول العبد الفقير الحقير خويدم العلماء ومحبهم عمر بن زيد 
غفر الله ذنوبه وستر عيوبه آمين : 

لما كان بتاريخ ليلة الجمعة ثامن وعشرين شهر شعبان المكرم سنة خمسة 
عشر وألف رأيت كان سيّدنا وشيخنا السّيّد العالم العلامة العارف بالله تعالى 
وحيد عصره وفريد دهره محيي الدّين الشيخ عبد القادر بن شيخ بن عبد الله 
العيدروس مذ الله في حياته وأعاد علينا من بركاته وبركات علومه ومعارفه 
وأنفاسه آمين - في بيت عظيم وعنده جماعة من أصحابه عرفت بعضهم » فخرج 
من ذلك البيت وأشار إليّ فتبعته » وفهمت منه أنه يطلب الماء » فمشى أمامي 
وأنا وراءه في أماكن معمورة لا أعرفها » حتى انتهينا إلى مكان واسع » فإذا 
بسيدي الشيخ سعد بن علي با مدحج أمام سيدي يدله على الماء الذي يطلب + 
وإذا بطائر في الهواء فوق رأس سيّدي الشيخ سعد نفع الله به » فمشى الشّيخ 
أمام سيدي غير بعيد » فاعترضنا نهر عظيم » فنزلنا في درج إلى النهر › 
وانتبهت قبل أن يصل سيدي إلى النهر وبي من الفرح والشّرور ما لا عليه 
مزيد . زاده الله من فضله ورقاه إلى أعلى المقامات بمنه وكرمه وفضله . 


ا 


فقصصت رؤياي على سيدي فقال : أكتم ما رأيت ولا تخبر بذلك أحداً . 


TA 


أعاد الله علينا من بركاته وبركات الشّيخ الوليٌ سعد بن علي » وبركات الأولياء 
والصّالحين آمين . 


انتهى كلام سيدي الفقيه بحروفه . وهذا آخر ما يسّر الله جمعه من التاريخ 
المختصر الجامع ¢ وقد احتوى جرمه الصغير على علم كثير »› ونكت مفيدة ¢ 
يحتاج إليها ذوو البصائر » ويهتدي بها عند الوقوف عليها كل حائر » وذلك 
بفضل الله وهدایته »> وتخصيص من معونته ورعايته » والحمد لله رب 
العالمين > وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين . 


قال مؤلفه فسح الله في مدته : وقع الفراغ من تأليف هذا التاريخ اللطيف في 
يوم الجمعة ثاني عشر شهر ربيع الثاني سنة اثني عشر بعد الألف بأحمد آباد , 
والحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافىء مزيده » ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي 
العظيم . منرم ا تع الهم اجنيا سكي معط ل تكن له 
رب لدی 1237# [يونس 


2 
ف 
م 

و 





(1). وكان الفراغ من تحقيقه وتدقيقه وتصحيح تجارب طبعه على قدر الطاقة في الثاني عشر من 
شهر ذي الحجّة لعام ١57١‏ ه ء الموافق للثامن عشر من شهر آذار لعام ۲٠٠١‏ م » والحمد 
العرض عليه » وأن يدخر أجره لنا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . 
المحققون 


۹٩ النور السافر‎ * ٠ 





فهرس المترجمين 
على نسق حروف المعجم 


4 
آصفخان الكجراتى (أخباره) ا YO‏ 
أتلخان الحبشى ON sess‏ 
إبراهيم بن ظهيرة AN seen‏ 
إبراهيم بن عبد الرحمن (ابن الكركي) ا 0 VON‏ 
إبراهيم بن علي بن أحمد القلقشندي ا ليل 
إبراهيم بن علوي ا ا VI‏ 
إبراهيم بن محمد بن علي الحداد ا ايان 
إبراهيم بن محمود بن أحمد الاقصرائي ا ا 0 
إبراهيم بن موسى بن أبي بكر الطرابلسي ا WY‏ 
أحمد بن أحمد بن محمد الرملى ا WA‏ 
أحمد بن بدر الدين العباسى 1 ري 
أحمد بن أبى بكر العيدروس sss‏ 00( 
أحمد بن حسن الصباحى ا EA‏ 
أحمد بن حسين بن عبد الله العيدروس TW ees‏ 
أحمد بن الحسين بن محمد (ابن العليف) ا AS‏ 
أحمد بن سليمان بن محمد الحورانى ا NN‏ 
أحمد شاه a.‏ ا WY‏ 
أحمد بن شريف بن علي بن علوي 0 رفرس 
أحمد بن شيخ بن عبد الله العيدروس (ولادته وحياته) ا لمكن 
أحمد بن الطيب الطنبداوي الصديقي N sens‏ 


أحمد بن عبد الرحمن بن على باعلوي Y1 ..... eens‏ 


أحمد بن عبد الله بن أحمد بامخرمة A ees‏ 
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بافضل AT‏ 
أحمد بن عثمان بن محمد العمودي O0 eens‏ 
أحمد بن علوي بن المعلم باعلوي TAO eens‏ 
أحمد بن علي البسكري (أخباره) ns‏ 000 
أحمد بن على الحلبى 0 WV wes‏ 
أحمد بن على بن محمد الفاكهى ا IA‏ 
أحمد بن علي المزجاجي 0 0 PET‏ 
أحمد بن علي الواحدي senna‏ ع ع ع ع ع ا ل 
أحمد بن عمر بن محمد المز جد 4O ens nr n r nn‏ 
أحمد بن محمد بن أبى بكر القسطلانى eens‏ ل 
أحمد بن محمد بالجفار 00 ا WE‏ 
أحمد بن محمد الطاهر بن أحمد جعمان AI rues‏ 
أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي FAV...‏ 
أحمد بن محمد (صاحب كجرات) = محمود بن محمد 

أحمد بن محمد الفرغانى م ةر ةم ءا ل م م م م م م ا ل لاسا 
أحمد بن محمد بن محمد بن السراج البخاري ا PI‏ 
أحمد بن محمد الموزعى EV cesses‏ 
أحمد بن موسى المشرع (عجيل) Ens‏ 
أحمد بن الناصر ا ا ا ا I‏ 
أحمد بن أبى نمی As ns‏ 
الأسقع = عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن FQ ss‏ 
الإسكليبي = محمد بن محمد بن مصطفى IQ es‏ 
أسماء بنت موسى الضجاعي Ve sss‏ 
إسماعيل بن علي العجل ee ss‏ 
الأشجر = محمد بن أبى بكر OAs‏ 
الأقصرائي - إبراهيم بن محمود ا ا 0 


أكبر همايون (أخباره) OO ess‏ 


الانقشاري = مامية TAA usec‏ 
الأهدل = الحسين بن الصديق , بن الحسين OF ssn‏ 
الأهدل = الطاهر بن الحسين ا OVY‏ 
(ب) 
باجبهان = علي باجبهان PVT lesen‏ 
باشيبان = عمر باشيبان YAO Ses‏ 
باصبهان = حسين بن أحمد بن على A... ns‏ 
باعلوي = أحمد بن عبد الرحمن 1 PV ess‏ 
باعلوي = أحمد بن علوي بن المعلم PAO e.‏ 
باعلوي = أبو بكر بن سالم .. . 0 OY‏ 
باعلوي = أبو بكر بن عبد الله العيدروس r‏ 
باعلوي = حسين بن أحمد بن علي MA.‏ 
باعلوي = شيخ بن عبد الله بن علي 0 ا EV‏ 
باعلوي = عبد الرحمن بن زین بافقيه ا ا ا اين 
باعلوي = عبد الله بن عبد الرحمن النحوي ا Ve‏ 
باعلوي = علي باجبهان VT e.‏ 
باعلوي = عمر بن عبد الرحمن بن علي PY sss‏ 
باعلوي = عمر بن عبد الله الهندوان EV eles‏ 
باعلوي - فضل الله بنت محمد ل 
بافضل = أحمد بن غبد الله بن عبد الرحمن NAT ces‏ 
بافضل = عبد القادر بن عبد الله COA‏ 
بافضل = عبد الله بن محمد بن أحمد ا VA‏ 
بافقيه = عبد الرحمن بن زين ا ا ا ىن كن 
باقشير > عبد الله بن محمد بن حكم ل ا رون 
باقضام = محمد بن عمر ا IV‏ 


بالجفار - أحمد بن محمد TE‏ 


بامخرمة = أحمد بن عبد الله بن أحمد 0 A‏ 
بامخرمة = الطيبى بن عبد الله 0 ران 
بامخرمة = عبد الله بن أحمد بن على ا ON‏ 
بامخرمة = عبد الله بن عمر ا esen‏ ا ا ا ليان 
باموجه = سالم بن علي ا ا 0 00 ONY‏ 
باهرمز = عبد الرحمن بن عمر NY ree n n snnnnns‏ 
بايزيد بن سليمان العثمانى PE esen‏ 
البتان = سليم شاه بن شير شاه YE ss‏ 
بحرق = محمد بن عمر بن مبارك ع VY‏ 
البخاري = أحمد بن محمد بن محمد Ne ens‏ 
بخضر - عبد الرحيم ا ا 00 GT e...‏ 
بدر الإفرنج AN‏ 
بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري رارق 
بركات بن محمد (والد أبي نمی) NY cess‏ 
برهان نظام شاه ل PE‏ 


البسكري = أحمد بن على ا 0 O00‏ 
أبو بكر بن سالم باعلوي ns‏ ا ورور 


أبو بكر بن عبد الله قعيس Nen‏ 
أبو بكر بن عبد الله العيدروس YE esses‏ 
أبو بكر بن علي بن عمران ع ري 
أبو بكر بن عمر البليما ع ا ا ا ا ا ا نه 
أبو بكر المزجاجي VT ees‏ 
البكري = أبو الحسن (ضمن ترجمة ولده) OR esses‏ 
البكري = محمد بن محمد الصديقى OVE.‏ 
البليما = أبو بكر بن عمر i.‏ ع AO resene‏ 
بهادر بن مظفر .. YAY esses ses‏ 


البها! = محمد بن الحسين الحسينى ITT eels‏ 


جار الله بن عبد العزيز (بن فهد) ا 0 YY‏ 
الجبائي = يوسف المقري بن يحيى ees‏ ال 
الجبرتي = حامد بن محمود ans‏ ا TEN‏ 
الجبرتي = محمد النور بن عمر ل 0 
الجبرتي = وجيه الدين بن عبد الرحمن 0 VI‏ 
الجركسي - قايتباي ا أن 
جعمان = أحمد بن محمد الطاهر ا AN‏ 
جعمان = عمر بن محمد ا ا VA‏ 
جمال خان (الوزير) ا ا ا لون 
الجناجي = محمد بن على بن أحمد (ابن وحشى) امن 
الجهمي = طلحة بن محمد ا 6 
الجهمى = عبد اللطيف بن محمد ا ا ا ا ا AO‏ 
0 
حاتم بن أحمد الأهدل (نبذة من حياته وأشعاره) ا YY‏ 
الحادي = القبانى es‏ ا ا YAY‏ 
حامد بن محمود الجبرتى PON cesses‏ 
الحبشي - أتلخان 00 ل 
الحبشي = سعيد سلطاني EV ees‏ 
ابن حجر = أحمد بن محمد بن على الهيتمى FAY ees‏ 
الحداد = إبراهيم بن محمد بن علي .... يبي ة 00066000000020 44.0000 
الحداد = أبو القاسم بن محمد VY wees‏ 
أبو الحسن البكري (ضمن ترجمة ولده) ON cs. ees‏ 
حسن علوان PAS‏ 
حسن بن علي N e‏ 





حسين بن أحمد باعلوي ا ا ا ل 
حسين بن أحمد بن علي باصبهان ا ان 
الحسين بن الصديق الأهدل Oss‏ 
حسين بن عبد الله بن بن عبد الرحمن الحضرمي GOG ns‏ 
الحسين بن عبد الله العيدروس Ee sens‏ 
حسين المالكي ل 
حسين بن محمد بن نور الدين ل ا 0 EAN‏ 
حسين بن مرتضى نظام شاه OM wees‏ 
الحشيبري = محمد بن علي ا ا 0 0Q1‏ 
الحضرمي = محمد بن أحمد بن عبد الله A ns‏ 
الحضرمى = محمد باشرحيل OAV wse‏ 
الحضرمي = محمد بن عبد الله 0 0 VV‏ 
الحطاب = محمد بن عبد الرحمن بن حسين الى إن 
الحكمي = الصديق بن محمد A eels‏ 
الحلبى = أحمد بن على ا WV‏ 
حمزة بن عبد الله الناشري ا ا نايل 
حميد بن عبد الله السندي (ضمن ترجمة أخيه) ON‏ 
الحورانى = أحمد بن سليمان ل ا NY‏ 
الحوراني = يحبى ا ا ا ا 0 0 الريك 
حيدر بن حنش EVV cesses‏ 
(خ) 
خداوندخان TY wees‏ 
خداوندخان = صفر سلماني الرومي PY‏ 
خرد باعلوي = إبراهيم بن علي بن علوي VI eren‏ 
خرد باعلوي = أحمد بن شريف بن علي TTY es‏ 
خرد باعلوي = محمد بن علي بن علوي ا 0 0 ا ارين 


الداولى = موسى بن أحمد المكشكش Venn‏ 
دعسين = محمد بن حسين بن محمد التهاري ع ا ماين 
الدوانى = محمد بن أسعد لل 
الدوعاني = محمد بن أحمد باجرفيل ا EA‏ 
الديبع = عبد الرحمن بن علي ا ا اين 
الديمى = أبو عمرو ا ا ا ا ا ا ا ا ا AY‏ 
(ر) 
رحمة الله بن عبد الله السندي ns‏ 011-058 
الرداد - موسى بن زين العابدين الصديقى ع ع ع ع 0 امامل 
رضى الدين القازانى المخزومى 0O0...‏ 
الرعيني = محمد بن عبد الرحمن بن حسين الحطاب NO.‏ 
الرملى = أحمد بن أحمد بن محمد es‏ ع ع ع ع ا AIA‏ 
(ز) 
الزبيدي = محمد TA...‏ 
الزبيدي = محمد بن الصديق الخاص OM corners‏ 
زكريا بن محمد بن أحمد السنيكى ا ا 00 
الزمزمى = عبد العزيز ا ا ا ا ا CTV‏ 
ابن زياد - عبد الرحمن بن عبد الكريم s‏ ع ع ع ع ع ع ا الات 
ابن زياد = عبد السلام بن عبد الرحمن ns‏ ا ا ل اا 
الزيلعي - محمد المقبول بن أبي بكر nesne‏ ا 0ض 
(س) 
سالم بن علي باموجه san‏ ع OAT esses‏ 
السخاوي = محمد بن عبد الرحمن ا Cun‏ 








سعيد سلطاني الحبشي ا ا الى 
السقاف = شيخ بن إسماعيل بن إبراهيم NE ns‏ 
السقاف = شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن VE es‏ 
سلمى (أخت المؤلف من أبيه) ON ees ns‏ 
سلمان الرومي Woes‏ 
سليم (السلطان العثماني) ا ا قن 
سليم بن سليمان ا EN‏ 
سليم شاه بن شير شاه البتان PE ns‏ 
سليمان بن سليم TANT ssn‏ 
السمرقندي = محمد بن الحسين ONO sens‏ 
السمهودي = علي بن عبد الله Qe.‏ 
السنباطي = عبد الحق بن محمد IT cee‏ 
السندي = حميد بن عبد الله ONY 0 sns‏ 
السندي = رحمة الله بن عبد الله O ns‏ 
السندي = عبد الله بن سعد الدين Ve cess‏ 
السندي = محمود بن شمس الدين ONY uses‏ 
السنيكي = زكريا بن محمد بن أحمد VY cesses‏ 
السودي = محمد بن علي بن محمد 0 INT‏ 
ابن سويد = محمد بن محمد بن عبد الرحمن ا ا انل 
السيوطي = عبد الرحمن بن أبي بكر 0 ذال 
(ش) 
الشافعي = عبد القادر FOO esse‏ 
الشبامى = عبد الرحمن بن عمر باهرمز oY ceur‏ 
الشحري = عبد الله بن أحمد سرومي YAN eens‏ 
الشرعبى = عمر بن معوضة NOV.‏ 


شيخ بن إسماعيل بن إبراهيم السقاف NE ess‏ 
شيخ بن عبد الله بن شيخ العيدروس EAN ess‏ 
شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن السقاف ns‏ م م م 59/5 
شيخ بن عبد الله بن علي باعلوي TV cesses‏ 
شيخ بن عبد الله العيدروس ا ا ال 
شير شاه البتان ess‏ لضن 
(ص) 
الصائغ = محمد الصديق OY ees‏ 
الصباحي = أحمد بن حسن EA sese‏ 
الصدفي - محمد بن إسماعيل sss‏ وري 
الصديق بن عبد العليم إقبال القرتبي 0 ارق 
الصديق بن محمد الحكمى الوزيغى ا ا A‏ 
الصديق بن محمد المزجاجى . . .. ل ا ا ا ييل 
الصديقي = أحمد بن الطيب الطنبداوي ان 
الصديقي = محمد بن محمد OE ans‏ 
الصديقي = موسى بن زين العابدين Meese‏ 
الصعدي = نجم VN eee‏ 
صفر سلماني الرومي (خداوندخان) TY‏ 
(ط) 
الطارمي = عماد بن محمود VO seus‏ 
الطاهر بن الحسين الأهدل OVY Sess‏ 
طلحة العباس الهتار QQ.‏ 
طلحة بن محمد بن يحيى الجهمى cesses‏ اليل 
الطنبداوي = أحمد بن الطيب الصديقي لمكن 


الطيبى بن عبد الله بن أحمد مخرمة ا ا We‏ 
(ظ) 
الظافري - مرجان بن عبد الله يل 
ابن ظهيرة = إبراهيم 00 عه 
ابن ظهيرة = أبو المكارم بن الرافعي Vn‏ 
(ع) 
عامر بن عبد الوهاب Aces‏ 
العباسي = أحمد بن بدر الدين OF.‏ 
عبد الباري بن سليمان الطويل NT eens‏ 
عبد الحق بن محمد السنياطى IT cesses‏ 
عبد الرحمن بن أحمد بن عمر المز جد NEY‏ 
عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي sess ns‏ 
عبد الرحمن بن حسين بن الصديق الأهدل VE ss‏ 
عبد الرحمن بن زین بافقيه باعلوي NO nes‏ 
عبد الرحمن بن عبد الكريم الغيثي (ابن زياد) Nees‏ 
عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر WY wees‏ 
عبد الرحمن بن علي الديبع العبدري AT cs‏ 
عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي cs‏ لاس 
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد العمودي ع ع ع ا ا ان 
عبد الرحمن بن عمر باهرمز الشبامى NY reee‏ 
عبد الرحيم بخضر 0 ل 
عبد الرحيم الحساوي ON.‏ 
العبدري = عبد الرحمن بن علي الديبع YAT ces‏ 
عبد السلام بن عبد الرحمن (ابن زياد) 0 EN‏ 


عبد السلام بن محمد بن عبد السلام الناشري ees‏ 
عبد العزيز الزمزمي 0 
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إسحاق 0 
عبد العليم بن أبي القاسم القرتبي 0 
عبد العليم بن محمد بن حسين القماط 0 


عبد القادر بن أحمد بن على الفاكهى 0 
عبد القادر الشافعى وأقاقا. وا اعد ها هد فد قافا راث فد فدا قاد .د اث .ا قاقد .د قاف نام رام 


عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس (المؤلف -نبذة من حياته) 


عبد القادر بن عبد الله بن أحمد بافضل 0 


عبد اللطيف بن محمد بن يحيى الجهمى econo‏ 
عبد الله بن أحمد باكثير الحضرمي 0 
عبد الله بن أحمد بن حشيبر esere‏ 0 


عبد الله بن أحمد بن على بامخرمة 0 
عبد الله بن أحمد الفاكهى eens‏ 


عبد الله بن بدر 


عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس 0 
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الحضرمي 0 
عبد الله بن عبد الرحمن بن هارون باعلوي (النحوي) eens‏ 
عبد الله بن عبد الرزاق الجبرتى 0 
عبد الله بن علوي بن عبد الله العيدروس 0 
عبد الله بن علي بن ابي بكر ocean enone‏ 
عبد الله بن عمر بن عبد الله بامخرمة حا ا 0 


عبد الله العيدروس (ولادته وحياته) 


عبد الله بن محمد بن أحمد بافضل 


enemas واو و هده ودف هدق‎ Ga ود وه‎ ® QQ 


عبد الله بن جعفر الكثيري cune nao‏ 
عبد الله بن سعد الدين السندي ٠...........‏ 0 


oon oa ®‏ فاه قاف وه .اود ياو مه مها ماني 


عبد الله بن أبي الفضل ظهيرة 0 


ons ono oo هاعد‎ o o و هد .ا‎ a هاه هد‎ 


GON .... 


عبد الله بن محمد بن حسن بن محمد عبسين ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع 0 م8 


عبد الله بن محمد بن حكم سهل باقشير TEs‏ 
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأسقع ا ا لان 
عبد المجيد بن عبد العليم إقبال القرتبي AV.‏ 
عبد المعطي بن حسن بن عبد الله الحضرمي 0 EV‏ 
عبد النافع بن محمد بن عراق (ضمن ترجمة والده) 0 لسن 
عبد النبي الصدر Oss‏ 
عبسين = عبد الله بن محمد بن حسن ع 0 VV‏ 
عثمان بن أبي القاسم بن أبي الأفلح ns‏ ال 
عثمان بن محمد بن أحمد العمودي (نبذة من أخباره) ا لين 
العثماني = بايزيد بن سليمان 0 دين 
عجيل = علي بن موسى المشرع nse s‏ ل 0 VTA‏ 
عجيل = محمد بن إسماعيل E es‏ 
ابن عراق = عبد النافع بن محمد 0 الل 
ابن عراق = علي بن محمد بن علي 1 نل 
ابن عراق = محمد بن على ... runners ١‏ ل 
العقيلي = محمد بن عبد الحق OO Sierras‏ 
علي بن إسماعيل المشرع ..... EY es‏ 
على باجبهان باعلوي PVT‏ 
علي بن الشجاع العنسي Oo uue‏ 
علي بن صبر اليافعي 0 0 VV‏ 
علي عادل شاه VA essen nse‏ 
علي بن عبد الله بن أحمد السمهودي qo ns‏ 
علي بن محمد السدح NEV‏ 
علي بن محمد بن علي بن عراق (ضمن ترجمة والده) YON.‏ 
علي بن موسى المشرع (عجيل) A cesses‏ 
علي بن موسى المشرع ا VE‏ 
ابن العليف = أحمد بن الحسين بن محمد ا A‏ 


عماد الملك ا ا FOV‏ 
عمر بن أحمد العمودي (نبذة من أخباره) ل ع ا الاين 
عمر باشيبان بن محمد ا YAO‏ 
عمر بن عبد الرحمن بن علي باعلوي sens‏ ل 0 0 PTY‏ 
عمر بن عبد الله بن عمر الهندوان EVs a.‏ 
عمر بن عبد الله العيدروس ONA...‏ 
عمر بن عبد الوهاب الناشري OE ess‏ 
عمر بن محمد بن أبي بكر جعمان Assesses‏ 
عمر بن معوضة الشرعبى ل ا رونل 
أبو عمرو الديمي ا ا ا ا ا ا ا ا رم 
العمودي = أحمد بن عثمان بن محمد YO seers‏ 
العمودي = عبد الرحمن بن عمر بن أحمد YON eens‏ 
العمودي = عثمان بن محمد YO ners‏ 
العمودي = عمر بن أحمد TN eens‏ 
العمودي - محمد بن عبد الرحيم ا 0 
العنسي > علي بن شجاع nnn‏ ع ا ا 0 ور | 
العيدروس = أحمد بن أبي بكر (OO.‏ 
العيدروس - أحمد بن حسين بن عبد الله ع ع ع ا ا ا يان 
العيدروس - أحمد بن شيخ بن عبد الله eens‏ لضن 
العيدروس - أبو بكر بن عبد الله ا ا NYE‏ 
العيدروس = الحسين بن عبد الله E‏ 
العيدروس = شيخ بن عبد الله ceres‏ اقل 
العيدروس = شيخ بن عبد الله بن شيخ EAN ens‏ 
العيدروس = عبد القادر بن شيخ بن عبد الله ns‏ 445 
العيدروس - عبد الله بن شيخ بن عبد الله 00 
العيدروس = عبد الله بن علوي بن عبد الله 0 رفون 
العيدروس = عمر بن عبد الله ع ع ع ع ع ع ع ع ا OANA...‏ 





عيسى الهندي فللا ةم ييه مم قفن ETN cece‏ 
عين البقر EE‏ 
(ف) 
فاطمة بنت عبد الرحمن بن على ا ONA‏ 
فاطمة بنت محمود بن سيرين ا VN‏ 
الفاكهي = أحمد بن علي بن محمد MAS‏ 
الفاكهي = عبد القادر بن أحمد ETE eens‏ 
الفاكهي = عبد الله بن أحمد PVA wees‏ 
الفاكهي = محمد بن أحمد بن علي OVS‏ 
الفرغاني = أحمد بن محمد Veen‏ 
فضل الله بنت محمد بن حسن باعلوي TAI cress‏ 
ابن فهد = جار الله بن عبد العزيز YY esses‏ 
(ق) 
القازاني = رضي الدين OO.‏ 
أبو القاسم بن محمد الحداد VY r.‏ 
قايتباي الجركسي المحمودي Teese ns‏ 
القباني الحادي TAV Seas‏ 
القرتبي = الصديق بن عبد العليم إقبال I ess‏ 
القرتبي = عبد العليم بن أبي القاسم ا ا A‏ 
القرتبي = عبد المجيد بن عبد العليم ا ا AV‏ 
القرماني = مصطفى POV es‏ 
القسطلاني - أحمد بن محمد بن أبي بكر ل 
قطب الدين الحنفي النهروالي ا 4 


قطب شاه/ سلطان كلكندة 


قعيس - أبو بكر بن عبد الله ا A‏ 
القلقشندي = إبراهيم بن علي nn s‏ ع ا ا ا ا ا لال 
القماط > عبد العليم بن محمد 000 
القماط - محمد بن حسين بن محمد ع ا 000 
(ك) 
الكازروني = محمد بن أسعد الدواني ا 4° 
الكثيري = بدر بن عبد الله POs ١ e‏ 
الكثيري = عبد الله بن جعفر ا ا AN‏ 
الكجراتي = آصفخان ses‏ كرض 
ابن الكركي = إبراهيم بن عبد الرحمن VON eens‏ 
الكناني = محمد بن علي بن عراق FOV eens‏ 
)م( 
المالكي = حسين EAN‏ 
مامية الانقشاري (أخباره وأشعاره) PAA Sees‏ 
محمد بن إبراهيم المكدش lessees‏ 
محمد بن أحمد باجرفيل الدوعانى EAs‏ 
محمد بن أحمد بن أبى بكر العيدروس ١56 uses ١‏ 
محمد بن أحمد بن عبد الله الحضرمى ا EQ‏ 
محمد بن أحمد بن علي الفاكهي . .. OV ns e.‏ 
محمد بن أسعد الدوانی الكازرونى A sess‏ 
محمد بن إسماعيل المشرع عجيل Ess‏ 
محمد بن أفلح المكي ا ا PAN‏ 
محمد باشر حيل الحضرمى OAV sss‏ 
محمد بن بركات (صاحب مكة) WV ns‏ 


محمد بن بركات (صاحب مكة أبونمى) ا 0 EAT‏ 
محمد بن أبي بكر الأشخر OA eens‏ 
محمد بن أبى بكر بن بدير ع ع ع ع ا 0 ال 
محمد حاجى nesses‏ 604 
محمد بن حسن بن علي ل ين 
محمد بن الحسين البهال الحسيني 0 0 يرن 
محمد بن الحسين السمرقندي ا ONO‏ 
محمد بن حسين بن محمد القماط 0 
محمد بن حسين بن محمد النهاري دعسين VN‏ 
محمد الزبيدي اليل 
محمد بن الصديق الخاص الزبيدي ا 0 امن 
محمد بن الصديق الصائغ ا نل 
محمد بن طاهر الهندي ل ل ليك 
محمد بن الطيب بن إسماعيل مبارز TNs enn‏ 
محمد بن عبد الحق العقيلى OO‏ 
محمد بن عبد الرحمن الأسقع باعلوي NEY‏ 
محمد بن عبد الرحمن بن حسين الرّعينى الحطاب TIO ss‏ 
محمد بن عبد الرحمن بن محمد باصهى WV ces‏ 
محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي 0 f‏ 
محمد بن عبد الرحيم بن محمد العمودي EV esna nnns‏ 
محمد بن عبد السلام الناشري VE esses‏ 
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الحضرمي 0 VV‏ 
محمد بن علوي بن محمد بن علي NVI.‏ 
محمد بن علي بن أحمد الجناجي (ابن وحشي) U cee‏ 
محمد بن على الحشيبري .. . . OQ... eens e.‏ 
محمد بن على الطيب Aces‏ 
محمد بن علي بن عراق الكناني OV ens‏ 
محمد بن علي بن علوي خرد باعلوي PTAs‏ 


محمد بن علي الوشلي esses‏ هي 
محمد بن عمر باقضام 0 
محمد بن عمر بن مبارك (بحرق) TY ieee‏ 
محمد بن محمد بن أبى بكر المقلسى .... دي 
محمد بن محمد بن عبد الرحمن (ابن سويد) Oo sens‏ 
محمد بن محمد بن محمد البكري الصديقى OVE cess‏ 
محمد بن محمد بن مصطفى الإسكليبي TIA... ١‏ 
محمد بن محمد النظاري 0 Of‏ 
محمد المقبول بن أبي بكر الزيلعي esses‏ الا 
محمد بن موسى بن عبد المنعم الضجاعي ا 0 (OV r...‏ 
محمد النور بن عمر الجبرتى Aneel‏ 
محمد بن ياقوت الفخان سلطانی OY recess‏ 
محمود شاه بن لطيف شاه . . . امرض 
محمود بن شمس الدين السندي ا 0 نكن 
محمود بن محمد (صاحب كجرات) TV.‏ 
المحمودي = قايتباي ا لل 
مرتضى PEO.‏ 
مرتضى نظام شاه ا OV‏ 
مرجان بن عبد الله الظافري eens‏ ايل 
المزجاجي = أحمد بن علي TO esses‏ 
المزجاجي = أبو بكر 0 VT‏ 
المزجاجي = الصديق بن محمد eens‏ 
المزجاجي = علي بن عبد الله ا A‏ 
المزجّد = أحمد بن عمر بن محمد فلم م NO... nenn‏ 
المشرع = أحمد بن عمر بن محمد ا ال 
المشرع = أحمد بن موسى EN sss‏ 
المشرع = محمد بن إسماعيل E sss‏ 


مظفر شاه بن محمود شاه YON ccc‏ 
معروف بن عبد الله بن محمد PV ccs‏ 
المغربي = يحيى بن علي VI ceneral‏ 
المقدسي = محمد بن محمد senses‏ ا ني 
أبو المكارم بن الرافعي بن ظهيرة ا 0 VQ‏ 
المكدش = محمد بن إبراهيم ل ا N‏ 
المكودي = عبد الرحمن بن على ا N‏ 
المواهبي = إبراهيم بن محمود الأقصرائي ا AT‏ 
الموزعي = أحمد بن محمد NEV esses‏ 
موسى بن أحمد الداولي المكشكش Ve ses‏ 
موسى بن زین العابدين الصديقي 0 اليل 
موسى بن عبد المنعم الضجاعي ل ا ا يي 
موسى بن أبى الغيث الخاص ا NEA‏ 
ميان عبد الصمد الهندي 4ع 
(ن) 
الناشري = حمزة بن عبد الله AO sene ٠.‏ 
الناشري = عبد السلام بن محمد A\ lsu‏ 
الناشري = عمر بن عبد الوهاب ا EOE‏ 
الناشري = محمد بن عبد السلام 0 VE‏ 
الناصر بن قايتباي ا ا ا A‏ 
نجم الصعدي ا ا VN‏ 
النحوي = عبد الله بن عبد الرحمن ا 20 
النظاري = محمد بن محمد (Of ecru nna‏ 
ابن أبى نمی = أحمد 0 A‏ 
النهاري = محمد بن حسين دعسين nses‏ ا ا VI‏ 
النهروالي = قطب الدين الحنفي ا AQ‏ 


هالع وا ها وى nemana‏ واوا و ما .ا و و وام 


وهاه .قاع واد .د oo‏ .واه oma ooo‏ هد قار نان 


الهندوان - عمر بن عبد الله باعلوي 0 
ش الهندي = علي المتقي بن حسام الدين ا ع ع ع ع م 


الهندي = عيسى 0 


والعاها هد و ا عاعه د هد و اه ها واه »«أوأ هاه عاو عار هد .د وا. .ا هام 


enemas nesne eGo هاه‎ Go 


هاده هاه وا ع« هد وه هد هداع فاع وعد فاو واو ف هده هد وام وا .ام 


والعاع د QQ‏ . واو هاه هاو وده دواع .هد و و واوا .د هاه واأرا. 


ابن وحشي = محمد بن علي الجناحي 0 
الوزيعي > الصديق بن محمد الحكمي ا ا ا ا ل ا 0 


الوشلي - محمد بن علي لل 


هفده واه .د هد وا عه هادع ها واه قفاوا و هد واة د .دقار وا .ا .ا نا ني 


هو عه وا واو اه وهاو هادع هده واه .اهدو هد .دا .داو ياواه .ا هي 


وها فاع هاو واه ه د هد هاه هد هد و و هد هاوه واو هاو وه ود فا. 6 اي 





فهرس ما قيّده أو شرحه المؤلف من الأسماء والبلدان 


enn 
1 
cnn أحمد اباد‎ 
1 
0 
Scns 
0 
nnn 
ns 
0 
lens 
nnn 
0 
scenes 
nnn 
ا‎ 
ا‎ 
nnn 
css 
0 
0 
0 
nnn 


0 





5 |الديمى ا رن 
6 | سباً | ا ل 
6 | سد مارب r.‏ 
4 | سرجیس e.‏ 044 
5 | السعدى ss.‏ 654 9940 
4 سمل ' We‏ 
۲ | السودي الول 
4 اسيل الإكليل VY sss‏ 
٩۹‏ | سيل العرم es es‏ 
۲ | الشوي الم 
١‏ | الصحاح ORS.‏ 
۳۳ طارم VO ess‏ 
۸٨۸‏ | عبدوية WV ss‏ 
۸ |العليف يل 
١‏ | القهوة ۲-۱۹۰( تارف كن 
5 أكثير NVA esen‏ 
5 | كرامات الأولياء ا يل 
١‏ المزجّد ١146 sss‏ 
5 االمقصري ع ع ا ا ا الى 
٠‏ | المكدش eens‏ 
6 | الملیجی ONT.‏ 
1۹۰ المواهبي ا AY‏ 


النهروالى oon cen‏ ۹۹ وادي ابن راشد ع ع ع ع ع TTY‏ 
الهباريش ع ع ع ع ع ةي VY‏ وقعة الجرب ع ع ع عي رون 
هرمز ع ع ع ع ع ع ع ع ا اي رق( 


11 


فهرس ما قُيّد أو شرح في الحواشي من الأسماء والبلدان 


لعا هاه 


. 6 ٠6. 


ooo 6 


. .امد .د فاه 


.ام م6 6ا”, 


.هوا م عا مام 


.6م ما ع6 


.الوا ع وه .داعام 


eon 


0 


هاوه اه . ا مام 


oon 


«أهاى ...د هم 


قاع .ا وا هام 


.هاه .داه ها .ا .د .دام 


« له هاف ا وا وف وا هد واه 


هلها وقاة ا قاو وا.ة وا .د ٠‏ 


. .د ها‎ sno 


eens .وى‎ 


oR‏ واه وا ع اه 


هاله اها عاو .د قداو قد وداه 


eens 


oon ® #‏ قدا عدا .داه 


ها فى واو و .د مام 


® .اعد وا .د .د ود و وا ه. 


هوام اه .د .د و وا عام 


٠6 و .د‎ ooo n 


فاأهافا. هاوقدا ها .هد وا .دام 


#.هافام مه .ىد .دا ما م6 ث. 


5 | شبانين 
١‏ | صعلة 

۰۱ طمسنان 
۹ | طيبة . 
١‏ | الععجز . 
۳ | القات . 
4 _ القنفذة 
53٠‏ |قيدون 

8 | كجرات 
5 | كمران 

. كلباية‎ | ١3١" 
اللحية‎ | ١ 

۰ مالین . 
#5 |المخا . 
۸ | المقرانة 
۹ |الملتان 
۱ موزع . 
49 | نصراباذ 
۷ | نعمان . 
۸ | الهجران 
6 | هرموز 
۷۰ 


7 


. وه وه .د هد‎ oo soa a gw 


هلها فى قاقد enema ag‏ 


واوا وا وا هد ooo‏ .ا .دام فاع م6 .م 


.الواوثواة ا وى .ها هد .د .ا .د .ناوا ف ها . 


2 05 5 0 0 0 0 0 0 1 0 0 ---- 


هله قاع واه واو و ها مداع .ا .ا م 


onom 


هوو ها هاعد يو و ي ذاو دو د o o‏ 


هاه و هو TT‏ 


هاه هاه «o os sa‏ .د .امد .ا .د وام 


هع واو اه هاعد .د وا وا ءا جا .ع و هد هم 


فاه فاق قاع راو esen‏ 


فهرس المصادر والمراجع المعتمدة 
فى تحقيق الكتاب والتعليق عليه 
(i)‏ | 
- أبجد العلوم» تأليف صديق حسن خان» بعناية عبد الجبار زكارء وزارة الثقافةء 
دمشق - سورية . 
- إتحاف السادة المتقين» للمرتضى الزبيدي» طبعة دار الفكرء بيروت» لبنان. 
الأحاديث الموضوعة» لشيخ الإسلام ابن تيمية» تحقيق محمود الأرناؤوط» 
مراجعة عبد القادر الأرناؤوط» مكتبة دار العروبة» الكويت. 
أخبار الدول وآثار الأول» للقرماني» تحقيق أحمد حطيط» فهمي سعدء عالم 
الكتب» بيروت. 
- الأسرار المرفوعة فى الأخبار الموضوعةء لملا على القاري» تحقيق محمد 
الصباغ» المكتب الإسلامي» بيروت» لبتان. ۰ 
الاكتفا في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء للكلاعي» بيروت» لبنان. 
- الأنساب» للسمعاني» تحقيق عبد الرحمن المعلمي اليماني وجماعة من 
المحققين» منشورات محمد أمين دمج» بيروت» لبنان. . ْ 


(ب) 


البدر الطالع : للشوكانى» مصورة دار المعرفة. بيروت 

- بغية الوعاة: للسيوطي» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» المكتبة العصرية» 
صيدا. 

- بلدان الخلافة الشرقية: تأليف كي لسترنج» ترجمة بشير فرنسيس» مؤسسة 
الرسالة» بيروت. 

- البيان والتبيين : للجاحظ› تحقيق عبد السلام هارون» مكتبة الخانجي القاهرة. 


1Y 





(تٿت) 


تاج العروس من جواهر القاموس» للزبيدي» تحقيق مجموعة من المحققين» طبع 
وزارة الإعلام بالكويت» ومصورة لطبعة بولاق القديمة صادرة في بيروت. 

- تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي» مصورة دار الكتب العلمية» ببيروت. 

تاريخ خليفة بن خياط» تحقيق أكرم ضياء العمري» دار القلم» دمشق ۳۹۷١ه.‏ 

- تاريخ الدولة العلية العثمانية: تأليف محمد فريد وجدي» الطبعة المصرية القديمة 
دون تحقيق» والطبعة المحققة بعناية إحسان حقي» دار النفائس» بيروت. 

- تاريخ الطبري :)١١-١(‏ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» دار إحياء التراث 
العربي» بيروت. 

- تحرير المقال في آداب وأحكام وفوائد يحتاج إليها مؤدبو الأطفال» الهيتمي» 
تحقيق محمد سهيل الدّبس» بإشراف محمود الأرناؤوط» دار ابن كثير» دمشق - 
بيروت» الطبعة الثانية» ٤١١‏ ١ه.‏ 

- التحفة السنية فى أسماء البلاد المصرية» لابن الجيعان» مكتبة الكليات الأزهرية» 
القاهرة 194١ه.‏ 

- التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» للسخاوي» مطبعة السُّنة المحمدية. 
القاهرة. 

- تعريف ذوي العلا بمن لم يذكره الذهبي من النبلا: لتقي الدين الفاسي» تحقيق 
محمود الأرناؤوط› أكرم البورشي» دار صادر» بيروت. 

- تفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي» طبعة دار إحياء الكتب العربية» القاهرة. 

- تقويم البلدان: لأبي الفداءء بعناية المستشرق رينو دومالاكوكين» ديسلان» 
5 أاهدا 

جامع الأصول: لابن الأثير الجزري» )١١-١(‏ تحقيق عبد القادر الأرناؤوط» مكتبة 
الحلواني» مطبعة الملآح» مكتبة دار البيان» دمشق ۳۹۳-۱۳۸۹١ه.‏ 

جامع كرامات الأولياء : للنبهاني» دار صادر» بيروت. 

- جوامع السيرة لابن حزم الأندلسي» تحقيق إحسان عباس وناصر الدين الأسدء 
مراجعة أحمد محمد شاكر» دار المعارف القاهرة . 


Y€ 


(ح) 
حركة التأليف بالعربية في الإقليم الشمالي : لجميل أحمد» وزارة الثقافة» دمشق . 
الحيوان للجاحظ» تحقيق عبد السلام هارون» القاهرة. 
در الحبب: لابن الحنبلى» تحقيق محمود حمد الفاخوري» يحيى زكريا عبارة» 
منشورات وزارة الثقافة» دمشق 191/7م. 
- الدرر المنتثرة فى الأحاديث المشتهرة» للسيوطى» تحقيق محمود الأرناؤوط» 
ومحمد بدر الدين القهوجي » (الطبعة الثانية) مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع» 
الكويت ١٠45١اه.‏ 
- ديوان ابن المعتز : دار صادر» بيروت. 
ديوان الشافعي : تحقيق إسماعيل اليوسف» دار الخير» دمشق . 
- ديوان المتنبي بشرح البرقوقي : القاهرة. 
| © 
ذكر أخبار أصبهان: لأبي نعيم الأصبهاني» ليدن 1751ه. 
- ذكر مولد رسول الله ييه ورضاعه» لابن كثير» تحقيق محمود الأرناؤوط وياسين 
محمد السوّاس » دار ابن كثير» دمشق بیروت /ا*٠5اه.‏ 


- الرسالة المستطرفة› للكتاني» تحقيق محمد المنتصر الكتاني» دار البشائر 
الإسلامية بيروت ١١٤١ه.‏ 


(س) 
- السنة لابن أبي عاصم» تحقيق محمد ناصر الدين الألباني» المكتب الإسلامي» 
بيروت. 
- سنن الترمذي : تحقيق أحمد محمد شاكر» محمد فؤاد عبد الباقي» إبراهيم عطوة 
عوض. دار إحياء التراث العربي» بيروت. 
- سنن أبي داود: تحقيق عزة عبيد الدعّاس وعادل السيدء دار الحديث حمص 
۸ ھهھ. 


10 


- سنن ابن ماجة :.تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى» المكتبة العلمية» بيروت. 
- السيرة النبوية : لابن هشام» تحقيق مصطفى السقاء إبراهيم الأبياري» عبد الحفيظ 
شلبي» مصورة مؤسسة علوم القرآن بيروت. 


(ش) 

8 شذرات الذهب فى أخبار من ذهب لابن العماد الحنيلى» تحقيق محمود 
الأرناؤوط› بإشراف عبد القادر الأرناؤوطء دار ابن کٹیں» دمشق بیروت 
ها 

- شرح ديوان كعب بن زهير :لثعلب» تحقيق د. فخر الدين قباوة» دار الفكر.. 
دمشق1991م, 

- الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية» لطاش كبري زاده» ومعه العقد المنظوم 
في ذكر أفاضل الروم للمؤلف نفسه» دار الكتاب العربي» بيروت 1146١ه.‏ 


(ص) 


- صحيح مسلم» تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي» دار إحياء التراث العربي» بيروت ٠‏ 


(ض) 
- ضرائر الشعر : تأليف محمود شكري الألوسى» المطبعة السلفية» القاهرة ١75١ه.‏ 
- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» للسخاوي» منشورات دار مكتبة الحياةء 


بيرونلاه. 


(ط) 
- طبقات الخواص من أهل الصدق والإخلاص» للزبيدي» الدار اليمنية» بيروت 
75 ه-985ام: ش 


طبقات الصوفية: للسلمي» تحقيق نور الدين شريبة» دار الكتاب النفيس» بيروت 
٤‏ ه. 


الطبقات الكبرى» لابن سعد تقديم إحسان عباس» دار صادر» بيروت. 


êi 


( 2 


-عيون الأخبار: لابن قتيبة» وزارة الثقافة والإرشاد القومىء القاهرة. 


(غ) 

- غاية الأماني في أخبار القطر اليماني» تأليف يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد 

أبن علي. تحقيق سعيد عبد الفتاح عاشور» مراجعة محمد مصطفى زيادة» دار 
الكتاب العربى» القاهرة» ۸ ھ. 


(ف) 
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر العسقلاني» طبعة المكتبة السلفية» 
القاهرة» بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي» وتعليق عبد العزيز بن باز» وعناية محب 
الدين الخطيب . 
- الفصول في سيرة الرسول: لابن كثير» تحقيق محمد العيد الخطراوي» ومحيي 
الدين مستوء دار التراث» المدينة المنورة. ۰ 
- الفوائد المجموعة: للشوكاني» تحقيق عبد الرحمن المعلمي اليماني» بيروت. 


(ق) 
القبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي : للشماع» حققه وعلق عليه حسن إسماعيل 
مروة وخلدون حسن مروة» خرّج أحاديثه وقدم له محمود الأرناؤوط» دار صادر» 
دير ولك . 
(ك) 


- كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس» 
للعجلوني» بعناية أحمد قلأش » مؤسسة الرسالة» بيروت ۸١٤١ه.‏ 

- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال» للمتقي الهندي» بعناية بكري حيّاني وصفوة 
السقاء منشورات مكتبة التراث الإسلامی» حلب 17946١ه.‏ 


1Y 





- الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة: للغزي» تحقيق جبرائيل سليمان جبور» دار 
الافاق الجديدة» بيروت ط۲ 4ام. 


(ل) 
لباب الاداب لابن منقذ: تحقيق أحمد محمد شاكر . القاهرة. 
لسان العرب: لابن منظور» تحقيق جماعة من المحققين › دار المعارف» القاهرة. 


)م( 
مجالس في سيرة النبي ڪيا : لابن رجب الحنبلي» حققه وعلق عليه محمود 
الأرناؤوط وياسين محمد السوّاس» راجعه وحكم على أحاديثه عبد القادر 
الأرناؤوط» دار ابن کثیر. دمشق ‏ بيروت 15٠/8‏ اه. 
- المجتبى من السنن : للنسائي » بشرح السيوطي» وحاشية السندي : المكتبة التجارية 


الكبرى بالقاهرة 175/8١ه.‏ 
- مجمع الأمثال: للميداني» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. دار إحياء التراث» 
القاهرة . 


- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» للهيثمي» مصورة دار الكتاب العربي» بيروت. 

- المحيّر : لابن حبيب . دار الآفاق الجديدة» بيروت. 

المدارس النحوية : للدكتور شوقي ضيف › دار المعارف» القاهرة . 

- مراصد الأطلاع : للبغدادي› تحقيق علي محمد البجاوي» دار المعرفة. بيروت 


۳ھ. 
- المعرّب: للجواليقى» تحقيق أحمد محمد شاكر» مطبعة دار الكتب المصرية» 
القاهرة. 


المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري» مصورة دار المعرفة» بيروت . 

مسئد الإمام أحمد : طبعة المكتب الإسلامي ودار صادر. بيروت. 

- المصنف لعبد الرزاق الصنعاني» تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي» المكتب 
الإسلامي» بيروت. 

المعارف» لابن قتيبة» تحقيق ثروة عكاشة» دار المعارف» القاهرة. 


1A 


معجم البلدان» لياقوت الحموي. دار صادر. بيروت. 

المعجم المفهرس لألفاظ الحديث للدكتور فتسنك ومجموعة من المستشرقين. دار 
الدعوة. إستانبول» دار سحنون. تونس. 

المعجم المفهرس لألفاظ القرآن: تأليف محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء التراث 
بيروت . 

- معجم المؤلفين : لكحالة» دار إحياء التراث العربي» بيروت. 

- المعجم الوسيط : لجماعة من العلماء» مصورة مكتبة النوري. دمشق . 

- المعمّرون والوصاياء للسجستاني» تحقيق عبد المنعم عامر» دار إحياء الكتب 
العربية. القاهرة. 

- المغانم المطابة في معالم طابة» للفيروز آبادي» تحقيق حمد الجاسرء دار اليمامة» 
الرياض ۳۸۹١ه.‏ 

- مفاكهة الخلان في حوادث الزمان» لابن طولون» تحقيق محمد مصطفى»› وزارة 
الثقافة والإرشاد القومى» القاهرة ١۲۸١ه.‏ 

- المقاصد الحسنة فى بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» للسخاوي» 
بعناية عبد الله الصّدّيق» وتقديم عبد الوهاب عبد اللطيف» دار الكتب العلمية» 
بيروت. 

- المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد: للعليمي» تحقيق محمود 
الأرناؤوط» رياض عبد الحميد مراد» محبي الدين نجيب» إبراهيم صالح» حسن 
إسماعيل مروة» بإشراف عبد القادر الأرناؤوط» دار صادر» بيروت. 

- موسوعة أطراف الحديث النبوي: لبسيوني زغلول» دار الكتب العلمية» بيروت. 

(ن) 

- نظم العقيان في أعيان الأعيان» للسيوطي» حرره فليب حتي» المكتبة العلمية» 
بيروت 55؟١اه.‏ 

- النعت الأكمل لتراجم أصحاب الإمام أحمد بن حنبل» للغزي» تحقيق وجمع 
محمد مطيع الحافظ» ونزار أباظة» دار الفكر» دمشق ۲١٤٠١ه.‏ 

- نيل الابتهاج بتطريز الديباج» للتنبكتي» تحقيق عبد الحميد عبد الله الهرامة» كلية 
الدعوة الإسلامية طرابلس. 


1۳۹ 


(ھ) 


1 





فهرس موضوعات 


تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر 


الموضوع الصفحة 
الإهداء ا ا ا O‏ 
مقدمة التحقيق 2 
ترجمة المؤلف cesses‏ ل 
مقدمة المؤلف ل ا ا NV‏ 
نبذةٌ من أوصاف سَيّد المرسلين بلا sess‏ ل 
تاريخ ولادته وك Yess‏ 
تاريخ هجرته إلى المدينة» ومدة إقامته بها 0 YT‏ 
تاريخ تحويل القِبلة ا ا ا YY‏ 
تاريخ فرض صوم شهر رمضان وصّدقة الفطر YE ens‏ 
تاريخ غَرَّواته ا ا ا YE‏ 
تاريخ حَجّة الوداع ووفاته بلا ا 0 ان 
بیان معجزاته وله . . .. ا 0 
قصيدة في مدح الى بلا ا ا Pe‏ 
سنة إحدى وتسعمائة NT ees‏ 


وفاة الشيخ عبد الرحمن المكودي esses‏ 
وفاة الملك قايتباي الجركسي ملك مصرء وبيان مدة ملکه» وما تم له من 


الأعمال الفميدة ا ان 
دخول كتاب «فتح الباري شرح صحيح البخاري» للحافظ ابن حجر 
العسقلاني إلى بلاد اليمن ين 


"5:١ النور السافر‎ * ١ 


الموضوع الصفحة 
سنة اثنتين وتسعمائة ess.‏ ا الى 
وفاة الحافظ السخاوي» وذكر مؤلفاته وترجمته eens‏ الى 
«فائدة» في الثناء عليه من كبار العلماء والأعلام 0 
وفاة الفقيه جمال الدّين الزيلعي يق 
تقييد رئيس الإسماعيلية بأمر السلطان عامر بن عبد الوهاب 0 
سنة ثلاث بعد التسعمائة ل ا ا AN‏ 
وفاة العارف بالله محمد بن أحمد باجرفيل A eens‏ 
وفاة الفقيه جمال الدين محمد بن أحمد بافضل السَّعْدي ess‏ 
قصيدة لسراج الدين عمر باعلوي يمدح الفقيه المذكور ال 
وفاة الشريف الفقيه بدر الدين الأهدل» وبيان ترجمته 0 OF‏ 
ذكر شيء من شعره» وقصيدته المسماة بالوسيلة العظيمة ا وال 
وفاة مفتي عدن الفقيه عبد الله بن أحمد بامخرمة الحِمْيّري» وبيان ترجمته» 
ومؤلفاته ا ا ON.‏ 
قصيدة من نظمه سماها الوسيلة العظيمة المشتملة على ذكر كثير من أولياء الله ٠١ ٠.‏ 
قصيدة أخرى نظم بها أسماء أكثر مشايخ الرسالة ا رن 
وفاة الفقيه محمد بن إبراهيم المكدش N cee‏ 
وفاة الشريف محمد بن بركات صاحب مكة nns‏ 0 
وفاة الفقيه محمد عبد الرحمن بن محمد باصهى 0 WV‏ 
وفاة الفقيه المفتي القاضي محمد بن حسين القماط الزبيدي 00 
وفاة الفقيه الصالح المعمر جمال الدين محمد النورين عمر الجبرتي 0 
وفاة الفقيه جمال الدين بن الصديق محمد الحكمي الوزيغي 0 
وفاة الشيخ شمس الدّين علي بن عبد الله الرّجاجي الصّوفي 1 Ass.‏ 
سنة أربع بعد التسعمائة ل ان 
وفاة شيخ الإسلام نجم الدّين يوسف المقرّي بن يحيى الجبائي م584 
قتل الملك الناصر بن قايتباي ملك مصر A ces‏ 
وفاة السيدة أسماء بنت الفقيه كمال الدين موسى الضجاعي Ve ess‏ 


T۲ 








الموضوع الصفحة 
وفاة الفقيه العلآمة الخطيب كمال موسى بن عبد المنعم الضجاعي Ves‏ 
وفاة الفقيه كمال الدين موسى بن أحمد الدوالي المعروف بالمكشكش Ve e...‏ 
حصول برق عظيم» واحتراق ثورين Ve ens‏ 
سنة خمس بعد التسعمائة VY cesses‏ 
وفاة القاضي عبد الرحمن بن إسحاق ناظر مدينة عدن VY eer‏ 
ظهور هالة عظيمة حول الشمس sans‏ ل ع 0 0 V‏ 
وفاة القاضي شرف الدّين أبو القاسم بن محمد الحداد VY ns‏ 
وفاة قاضي تعز الفقيه سراج الدين أبي بكر بن علي 0 VY‏ 
طلوع نجم ذو ذؤابة 0 0 0 VY‏ 
انقضاض كوكب عظيم من المشرق في المغرب وقد أضاء الدّنيا Ves.‏ 
اندفاع سيل عظيم من وادي زبيد» وخراب بيوت كثيرة 0 0 0 VY‏ 
هجوم ثعبان عظيم على قطيع من الغنم 0 0 VY‏ 
وفاة الشيخ جمال الدين محمد المعروف بابن إسماعيل الصوفي بيرق 
سنة ست بعد التسعمائة ns‏ 0 
وفاة قاضي الشريعة جمال الدين محمد بن عبد السلام الناشري 0 VE‏ 
وفاة شيخ الإسلام كمال الدّين محمد بن محمد المري وترجمته ق”, 
الوباء في مدينة زبيد» وموت خلائق لا يحصون 0 VO‏ 
هدية صاحب مصر جان بلاط إلى السلطان عامر بن عبد الوهاب VO ees‏ 
وفاة الشيخ أبي بكر المزجاجي ا اي 
وفاة الشيخ وجيه الدين بن عبد الرحمن الجبرتي ا 0 VN‏ 
وفاة نجم الصعدي ا 0 VT‏ 
سنة سبع بعد التسعمائة Wess‏ 
وفاة العلامة محمد بن الفقيه عبد الله الحضرمى بالشحر ا VV‏ 
وفاة الشيخ القاضي عبد الله بن محمد الشافعي» وتر جمته VV enn‏ 
وفاة القاضي عفيف الدّين عبد الله بن أبى الفضل ظهيرة 0 VQ‏ 
وفاة العلامة جمال الدّين أبي المكارم بن الرافعي بن ظهيرة VAs‏ 


EY 


الموضوع 


وفاة الفقيه جمال الدّين محمد بن أبى بكر المعمر المقريء VA es.‏ 
وفاة الفقيه جمال الدين محمد بن علي الطيب إمام الحنفية بجامع زبيد V e.‏ 
وفاة أبى بكر بن عبد الله قعيس الشافعى ا A‏ 
وفاة الفقيه المعمر عفيف الدين عبد العليم القرتبي الحنفي م كم 
كيفية تغريق القاضى أبى السعود بأمر الشريف بركات ا ا N‏ 
وفاة القاضي مفتي المسلمين جمال الدّين محمد الطاهر بن أحمد جعمان ۸۱ 
سنة ثمان بعد التسعمائة ا AY‏ 
وفاة الحافظ عثمان بن محمد بن عثمان الدّيمي » وترجمته AY ess.‏ 
وفاة الشيخ أبي الطيب إبراهيم بن محمد الأقصرائي القاهري الحنفي ...... AT‏ 
احتراق جانب عظيم من مدينة عدن AO ens‏ 
حدوث زلازل فى مدينة بيد ونواحيها ملم م م م0 0000 2000660660000 AO‏ 
وفاة الفقيه سراج الدين عبد اللطيف الجهمي هم 
وفاة الإمام محمد بن ناصر صاحب صنعاء ا AO‏ 
وفاة الفقيه رضي الدين أبي بكر بن البليما ا ا AO‏ 
حصول مرض في مدينة عدن ونواحيها يعرف بشمندله ا ا اه 
سنة تسع بعد التسعمائة ا ا ا 004 
رؤية بعض الناس لرجل طويل يزيد طوله على منارة AV Sees‏ 
وفاة الفقيه عفيف الدين عبد المجيد بن عبد العليم القرتبي AV eens.‏ 
إصابة الناس بالحبوب المعروفة بالنار الفارسي AV eens‏ 
سنة عشر بعد التسعمائة AN Sees‏ 
وفاة السلطان العادل عبد الله بن جعفر الكثيري 0 
حصول زلزلة عظيمة في مدينة زبيد ومدينة زيلع AAS‏ 
انقضاض كوكب من اليمن في الشام عرض مدينة زبيد» وهزة عظيمة AN se...‏ 
حدوث الوقعة المشهورة بين السلطان عامر بن عبد الوهاب» وبين الأمير 

محمد بن الحسين البهال صاحب صعده على باب صنعاء ا 0 
وفاة إمام الزيدية محمد بن علي الوشلي ا 0 


الموضوع الصفحة 
وفاة الفقيه تقي الدين عبد السلام بن القاضي محمد الناشري AN.‏ 
سنة إحدى عشر بعد التسعمائة Qe uue‏ 
وفاة الحافظ أبو الفضل جلال الدّين عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري 
السّيُوطي » وترجمته 0 ذل 
وفاة عالم المدينة الإمام نور الدين السمهودي مل 45 
وفاة الفقيه أحمد بن الفقيه عبد الله بن أحمد بامخرمه r‏ 
حصول ريح شديدة في مدينة زبيد ونواحيها 0 QQ‏ 
وفاة نجم الدين طلحة بن العباس الهتار AQ eens‏ 
وفاة الشيخ عفيف الدّين عثمان بن أبي القاسم بن أبي الأفلح r.‏ 
وفاة الفقيه إبراهيم بن محمد بن علي حداد ال 
سيل بوادي زبيد لم يعهد مثله ا 0 كاين 
سنة اثنتي عشرة بعد التسعمائة ا ee‏ 
وفاة الشيخ الصديق بن محمد الرَجّاجي eens‏ 
وفاة الفقيه إسماعيل بن على العجلى الحنفى ee ns‏ 
وفاة مفتي مدينة تعز الشرف بن وهيب 0 ا ا ee‏ 
سنة ثلاث عشرة بعد التسعمائة ا ا VN‏ 
وفاة الفقيه نجم الدين طلحة بن محمد بن يحيى الجهمي ا N‏ 
تغلب الإفرنج على مدينة هرموز ا ل 
وفاة السيد شهاب الدين أحمد بن الناصر ا NN‏ 
سنة أربع عشرة بعد التسعمائة ا VY‏ 
وفاة الشيخ عبد الرحمن بن عمر باهرمز الشبامي» وذكر حالاته ا يل 
تنبيه لدفع بعض المشكلات ل ا O‏ 
بيان بلدة حضرموت» وما فيها من الغرائب والخواص 0 (O‏ 
القصر المشيد في حضرموت ا ا ا ا VV‏ 
قبر هود عليه السلام في حضرموت ا ا VA‏ 
مدينة سبأ» وسد مأرب في حضرموت ا ا انيل 





الموضوع 


سيل العرم في حضرموت» وحكاية خرابة بالجرذ . 0 
حكاية النعمان بن المنذرء وتكهنه في خراب السد e.‏ 
بیان عمار حضرموت» وخيراتها eens‏ 
إرم ذات العماد بين صنعا وحضرموت eens‏ 
5 و 
حكاية عبد الله بن قلابة 0 
قبر شداد بن عاد في حضر موت 0 
استثناء أهل حضرموت من قوله تعالم #وإن منكم إلا واردها» 
بلدة تريم» واعتدال هوائها 0 
يكشف أهل تريم رؤوسهم ويلبسون السواد ees‏ 
قصيدة في صفتهاء وخواصها للفقيه محمد بن أبي الحب .... 
تريم مسكن آل باعلوي ا 00 
في مقبرة تريم جماعة ممن شهد بدراء وغيرهم من الصحابة .. 
دعاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه لتريم ولهذا تسمى باسمه . . 
السبعة الذين يقصون حاجة من زارهم وأسماؤهم منظومة بقصيدة 
وفاة الشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس باعلوي» وترجمته . . 
قصيدة العلاّمة أحمد بن عمر المزجد الرّبيدي فى مدحه e.‏ 
بيان كراماته 0 ns‏ 
فائدة في البحث عن كرامات الأولياء» ووقوعها لم العامة 
بيان جملة من شعره ا ا ا ا ا 0 
وفاة الشيخ أحمد بن محمد بالجفار es‏ 
احتراق قسم من مدينة عدن 0 
ارتفاع الأسعار في مدينة زبيد eens‏ 
حدوث ريح عظيمة في مدينة عدن 0 
سنة خمس عشرة بعد التسعمائة ees‏ 
وفاة جمال الدّين محمد الطيب بن إسماعيل مبارز e.‏ 
ذكر وفاة الفقيه ابن حشيبر 0 


قا. ا مثا و و مد ها هم ه». 


وهاه وا ماه oa‏ 


enon» 


ono sR 


ها.اواقا و .د هد هد و 


® .امد .ا وام 


ono 


caso mom 


nooo mn 


ones # 


eons ® 


2 02 2 0 0 nQ ® 


فعا وام وام مه 


الموضوع الصفحة 


وفاة أمير الجوق الشريف محمد بن الحسين البهال الحسنى N ces‏ 
ذكر تزلزل مدينة زبيد ns‏ سا 
ظهور كوكب على هيئة قوس قزح Nese‏ 
سنة ستة عشر بعد التسعمائة ns‏ ا يل 
وفاة القاضى شهاب الدين أحمد بن محمد الفَرْعانى Ves‏ 
هياج ريح شاديدة VS‏ 
وفاة السلطان محمود بن محمد صاحب كجرات» وترجمته ل TV‏ 
ارتفاع الأسعار لقلة الأمطار ا ارق 
وفاة الفقيه شمس الدين علي بن موسى المشرع عجيل TA ees‏ 
انقضاض كوكب آخذاً في الشام A cess‏ 
حصول مطر عظيم بمدينة عدن ولحج وأبين والمسيلة ا A‏ 
تزلزل مدينة زبيد زلزالاً شديداً eens‏ ا 
وفاة الفقيه رضي الدين الصديق ابن عم عبد العليم إقبال القرتبي حاون 
سنة سبع عشرة بعد التسعمائة ا ا 0 
وفاة العالم الشيخ الحسين بن عبد الله العيدروس Eee‏ 
قصيدة للعالم المذكور ا EN‏ 
وفاة الفقيه محمد بن عبد الرحمن الأسقع باعلوي» وترجمته EY cess‏ 
وفاة الفقيه وجيه الدين عبد الرحمن بن القاضى صفى الدين أحمد ابن عمر 
المزجد ١ r.‏ 
وفاة الشيخ علي بن إسماعيل المشرع Ess‏ 
وفاة الفقيه أبو القسم بن علي بن موسى المشرع E eens‏ 
وفاة جمال الدين محمد بن إسماعيل المشرع عجيل Een‏ 
وفاة أبو القاسم الجنيد أحمد بن موسى المشرع عجيل EE es‏ 
ذكر خسف فيل السلطان عامر بن عبد الوهاب بقرية الركز VEE ess‏ 
دخول الإفرنج عدن» وقتل كبيرهم المسمى عين البقر EE ens‏ 


14V 





الموضوع الصفحة 


سنة ثمانى عشرة بعد التسعمائة 0 


وفاة الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ أبي بكر العيدروس باعلوي . 
وفاة الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر بافضل الحاج الحضرمي» 


وترجمته ا ا ا 0 


وفاة الشيخ عفيف الدين عبد الله بن عبد الرزاق الجبرتي > ح ‏ + + ع + eee‏ 


وفأة الفقيه شهاب الدين أحمد بن محمد الموزعي + ح ع ع ع 


وفاة الشيخ شمس الدين علي بن محمد السّدح esen‏ 
وفاة القاضي عفيف الدين عبد العليم بن القاضي جمال الدين محمد ابن 


الحسين القماط ولهاوا. ا .د واوا و قاو قاف ود هد هد واوا قد .د .د قافا عدا eens enn‏ 


وفاة الفقيه شهاب الدين أحمد بن حسن الصباحى مفتى مدينة تعز n‏ 
وفاة الفقيه شهاب الدين أحمد بن على الواحدي المقرىء 0 


عموم الوباء» وكثرة الموت فى مدينة زبيد ع ع ع ع ع ع يع ل ا ام 
وفاة الشيخ موسى بن أبي الغيث الخاص ا ا ا ا ا ا ا ا eens‏ 
سنة تسع عشرة بعد التسعمائة 0 


وفاة شيخ ب بن الشيخ عبد الله العيدروس » وترجمته eens‏ 
وفاة محمد بن محمد بن عبد الرحمن ن المعروف بابن سويد» وترجمته العامة 


سنة العشرين بعد التسعمائة ع ع ع ع ع ع 0 


حصول مطر عظيم في مدينة زبيد 0 
وفاة الفقيه جمال الدين محمد بن الصديق الصايغ 0 


وفاة الشيخ شمس الدّين علي بن الشجاع العنسي 0 


وفاة الفقيه عمر بن معوضه الشرعبي 0 


حج ولد سلطان مصر الملك الأشرف قانصوه الخوري وامرأته ess.‏ 
سنة إحدى وعشرين بعد التسعمائة enn‏ 0 


وفاة الفقيه جمال الدّين بن محمد النظاري eens‏ 


سنة اثنتين وعشرين بعد التسعمائة ees‏ 


فاة الشيخ أبي بكر العيدروس» وترجمته ecer‏ 


TEA 


المو ضوع الصفحة 


مرثية للشيخ المذكور من نظم محمد بن عمر بحرق (O00 eens‏ 
زوال دولة الجراكسة NOV cceur‏ 


وفاة الفاضل جمال الدّين محمد بن الفقيه موسى بن عبد المنعم الضجاعي . . . ٠١١‏ 
وفاة العلآمة إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل البرهان» وترجمته ٠١۸‏ 
وفاة الفاضل الجمال أبو الفتح إبراهيم بن علي بن أحمد القَلْقَسّنديء وترجمته ١١‏ 
وفاة الفاضل برهان الدّين إبراهيم بن موسى بن أبي بكر الطرابلسي الحنفي 


وتر جمته sesane‏ قراف ف ءارا قال ران را ل ل ل ل ل ل ل ل ل .ا IY‏ 
سنة ثلاث وعشرين بعد التسعمائة ل 
وفاة الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ علي بن أبي بكر» وترجمته I ess.‏ 
وفاة العلامة الحافظ أحمد بن محمد بن أبي بكر القَسطلاني» وتر جمته E...‏ 
حكاية القسطلاني مع السَّيُوطي 0 IN‏ 
وفاة الفقيه عفيف الدّين عبد الباري بن سليمان الطويل مفتي مدينة تعز U...‏ 
وفاة شيخ الإسلام كمال الدّين موسى بن زين العابدين البكري الصديقى 

مفتى زبيد» وترجمته nenas‏ ا ا ا ا امامل 
وفاة الفقيه عمر بن محمد بن أبى بكر جعمان ces‏ ل 
وفاة الشاعر الشهاب أحمد بن أحمد بن محمد الرَمّلي المقرىءء وترجمته .. ١58‏ 
تغيير دولة الجراكسة بالدولة العثمانية ا امل 
شهادة السلطان الملك عامر بن عبد الوهاب سلطان اليمن» وترجمته وذكر 

أبيات قيلت فى رثائه ا ال 
سنة أربع وعشرين بعد التسعمائة ا ين 
وفاة الفاضل محمد بن علوي صاحب عيديد» وتر جمته مم م ع م م م VN.‏ 
وفاة السلطان سليم العثماني .. ع ا ين 
سنة خمس وعشرين بعد التسعمائة WY‏ 
وفاة الشيخ قاضي القضاة زين الدّين زكريا الأنصاري» وترجمته VY...‏ 
وفاة الفقيه عبد الله بن أحمد باكثير الحضرمى» وترجمته ا NVA‏ 


٠ ۴‏ النور السافر 1۹ 





الموضوع الصفحة 


سنة ست وعشرين بعد التسعمائة eens‏ 0 
وفاة الشهاب أحمد بن الحسين بن المبذر المكى» وترجمته 0 
ذكر أبدع قصيدة من نظمه 0 
أخذ السلطان بدر تريماً قسراً من السلطان أحمد بن محمد r.‏ 
وفاة الفاضل الأديب حمزة بن عبد الله التّأشري» وثر جمته» وذكر أبيات من 

نظمه eee‏ 
سنة سبع وعشرين بعد التسعمائة ees‏ 
وفاة الأمير مرجان الظافري 0 
سنة ثمان وعشرين بعد التسعمائة ع ع 0 
وفاة محمد بن أسعد جلال الدّين الصدّيق الدّوانى» وتر جمته ecer‏ 
سؤال وجواب عن القهوة ومنافعها ا ا م 
سنة تسع وعشرين بعد التسعمائة ا ا 0 
وفاة العلامة شهاب الدّين أحمد بن الفقيه عبد الله بالحاج بافضل» وترجمته . 
سنة ثلاثين بعد التسعمائة annees eee‏ ل 0 
وفاة شيخ الإسلام صفي الدّين أبي السرور القاضي أحمد بن عمر ابن الملك 

سيف ذي يزن الشهير بالمزجد» وترجمته 0 
وصف كتاب العباب بقصيدة 0 
مقطوعات من نظمه ece‏ 
وفاة القاضى جمال الدّين محمد بن عمر بن مبارك بن على الحميري 

الحضرمى الشهير ببحوّق» وترجمته» وأبيات من نظمه eens‏ 
فائدة في أن إنشاء الشعر وإنشاده غير مذموم ns‏ 


وفاة الشهاب أحمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله الكناني الحوراني 


المقرىء الحنفي المغربي onan‏ فا نديد نافد رد .د قا. د قفاوا را و فا م 


وفاة الشريف بركات بن محمد سلطان الحجاز eens‏ 
سنة إحدى وثلاثين بعد التسعمائة enen r eenns‏ 0 
وفاة العلآمة عبد الحقّ بن محمد السَْباطي القاهري» وترجمته 0 


10۰ 


۱۸1 
1A0 


1A0 


۱۸۹4 
۸4 


۱۹۰ 


١46 
١45 
١45 


5 
5 


الموضوع 


سنة اثنتين وثلاثين بعد التسعمائة ens‏ 
وفاة الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي السودي الشهير بالهادي اليمني 

وترجمته وقصائد من نظمه 0 
جواباته عن الأسئلة في التصوف 0 
رثاء المؤلف الهادي اليمني بأبيات 0 
رجوع إلى ترجمة الشيخ المذكورء وبيان ماله من الشعر 0 


وفاة السلطان مظفر شاه بن محمود شاه صاحب كجرات » وتر جمته ees‏ 
سنة ثلاث وثلاثين بعد التسعمائة ع 0 ع ل ا 
وفاة الشيخ محمد بن علي بن عِرَاق الكناني» وترجمته ا 00 
سؤال وجوابه نظماً عن القهوة» وأبيات من شعره eens‏ 
صورة شيء من إجازة صاحب العباب المزجد للشيخ علي بن عراق نظماً . . 
صورة إجازة الشيخ أبي القاسم ابن إقبال للشيخ علي بن عِرَاق نثراً 0 
أبيات من شعره أيضاً ا ا 0 
سنة أربع وثلاثين بعد التسعمائة ece‏ 
أخذ الإمام الجواد أحمد مدينة هرر من بلاد الحبشة - 
سنة خمس وثلاثين بعد التسعمائة eens‏ ا 0 
وفاة محمد بن على بن أحمد الجناحى» وتر جمته eens‏ 
وفاة الأمير سلمان الرومى eens nanna‏ 
سنة ست وثلاثين بعد التسعمائة enna‏ قافا مان ران ران اق 
وفاة الشهاب أحمد بن علي الفاكهي المصري» وترجمته 0 
وفاة السيد الشريف حسين بن أحمد بن علي باجبهان باعلوي 0 
سنة سبع وثلاثين بعد التسعمائة ece enna ann‏ 
سفر جد المؤلف لأداء فريضة الحج 0 
سنة ثمان وثلائين بعد التسعمائة eure nasan‏ 
وفاة يحيى بن علي بن أحمد الرّحبي المكي» وتر جمته 


101 


المو ضوع ٠‏ الصفحة 


وفاة إبراهيم بن علي بن الولي علوي خرد باعلوي» وترجمته ع م VI‏ 
وصول مصطفى بهرام إلى الهند ans‏ 0ن 
سنة تسع وثلاثين بعد التسعمائة ايوق 
رجوع جد المؤلف من الحجّ إلى عدن VY cs‏ 
سنة أربعين بعد التسعمائة ا VE‏ 
وفاة الفقيه شيخ ابن الولي عبد الله السقاف» وترجمته م VE‏ 
خروج والد المؤلف من عدن إلى تريم» وتزوجه فيها ع ع ع ع م VE‏ 
سنة إحدى وأربعين بعد التسعمائة ا ا يق 
وفاة العالم ملا عماد بن محمود الطارمي» وترجمته eens‏ وى 
وفاة فاطمة بنت القاضى محمود بن سيرين» وتر جمتها ss‏ 0 الويف 
حكاية غريبة في قدح العين ا ا 0 وق 
سنة اثنتين وأربعين بعد التسعمائة ا يق 
وفاة الشييخ علي بن أبي بكرء وترجمته ا اليف 
وفاة الفقيه عبد الله الفقيه محمد بن أحمد بافضل ا اليف 
وصول السلطان همايون إلى كجرات. وهزيمة السلطان بهادر V4 er.‏ 
قتل السلطان بدر الإفرنج في الشحر YAS sss‏ 
سنة ثلاث وأربعين بعد التسعمائة YAN‏ 
وفاة القاضي عفيف الدين عبد الله بن أحمد سرومي الشّحري» وترجمته ۸۱ 
قتل السلطان بهادر بن السلطان مظفر في بندر الديو YAY‏ 
سنة أربع وأربعين بعد التسعمائة YAEL‏ 
وفاة جد المؤلف عبد الله بن شيخ ابن الشيخ عبد الله العيدروس وترجمته .... بان 
وفاة الفقيه الصالح الشريف عمر باشيبان بن محمد بن أحمد بن أبي بكر ... ۲۸۵ 
وفاة شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن بن علي ديبع الشيباني العبدري» 
وترجمته ع ع حي اي YAT‏ 
أبيات من شعر شيخ الإسلام ابن الذيبع ا AY‏ 


الموضوع الصفحة 


سنة خمس وأربعين بعد التسعمائة 0 
وفاة أم والد المؤلف فضل الله بنت الشريف محمد بن حسن باعلوي 0 


ولادة عفيف الدين الشيخ عبد الله العيدروس» ومدحه بقصائد» وترجمته 
سنة ست وأربعين بعد التسعمائة nons‏ ل ع ا 1 م 
وفاة الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ عبد الرحمن باعلوي» وترجمته 


سنة سبع وأربعين بعد التسعمائة ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع يم 


وفاة العلامة عفيف الدين عبد الله بن أحمد مخرمه» وترجمته» ورثائه .. 


سنة ثمان وأربعين بعد التسعمائة accesses‏ 
وفاة أحمد ابن الطيب الطبنداوي البكري الصدّيقى» وترجمته» وأبيات من 


سعره ®9 8 9 8 ل ل ل مج مجامج ولب وج ل كن ا ا ا ا ا ا ا ا ا 00 


وفاة أحمد بن الشمس ابن محمد ابن القطب البخاري» وتر جمته 


سنة تسع وأربعين بعد التسعمائة ا ع ع ا ع ع ع ع ا اا ا ليم 
ولادة الشيخ شهاب الدين أحمد ابن الشيخ القطب العيدروس» فى مدجه 
وذكر أبيات 


8¢ 9 8 4 .ا 4 وود واو ود هد هد هد ود و وف ها ٠‏ فاه و قاع واوا .د واء ور .ا .ا وام 


سنة خمسين بعد التسعمائة ل ا ا ا ا ا ا ا ا ل ا 0 


وفاة الشيخ شيخ ابن إسماعيل السقاف 0 
وفاة الولي الصالح حسين بن أحمد باعلوي صاحب قسم 0 
وفاة الشريف عبد الرحمن زين بافقيه باعلوي 0 
وفاة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الرعيني الأندلسي» وترجمته 0 
سنة إحدى وخمسين بعد التسعمائة 0 


وفاة الولي الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي الحلبي» وترجمته ع م 


وفاة العلامة الفروعي جمال الدين محمد بن عمر باقضام أبو مخرمة» وتر جمته 1¥ 


وفاة شير شاه البنان 
سنة اثنتين وخمسين بعد التسعمائة ل م 
وفاة الشيخ أبو السعود محمد بن مصطفى الإسكليبي» وترجمته» وشعره . 


1۳ 


® 94 .د هد ® SOQ «QQ‏ وا. فادواة ودود ود ها ود واو وه ياو واو وى وار وه ام 


سنة ثلاث وخمسين بعد التسعمائة ا فض 
وفاة السيد الجليل عبد الله بن علوي العيدروس ns‏ ا رين 
قتل الأمير الكبير الخواجة صفر سلمانى الرومى خداوندخان YY cess.‏ 
سنة أربع وخمسين بعد التسعمائة PY‏ 
وفاة الشيخ جار الله بن عبد العزيز بن عمر الهاشمي» وترجمته 0 YY‏ 
سنة خمس وخمسين بعد التسعمائة ا ع ع م يوون 
مجىء آصفخان الكجراتى من مكة إلى كجرات» وترجمته» ورثائه رضن 
سنة ست وخمسين بعد التسعمائة nne nnn‏ ل ع 0 0 TTY‏ 
وفاة الشيخ حسن بن علي 0 0 ارون 
0 
سنة سبع وخمسين بعد التسعمائة ع ع ع ع 0 ورين 
وفاة الولي شهاب الدين ابن الشيخ عبد الرحمن باعلوي› وترجمته حي ةع TTY‏ 
وفاة العلآمة القاضي أحمد بن شريف بن على بن علوي 0 YY‏ 
سنة ثمان وخمسين بعد التسعمائة PEs‏ 
وفاة الشيخ عبد الله ابن الفقيه محمد باقشير الشافعي الحضرهي وترجمته ... ٠٠٤١‏ 
هجوم أمير الحاج علي شريف مكة ليقتله TTPO.‏ 
سنة تسع وخمسين بعد التسعمائة TVs‏ 
تعمير بيت الله الحرام يرون 
تعمير السلطان بدر الدين ابن السلطان عبد الله مدرسة بالشحر ss.‏ يرس 
سنة ستين بعد التسعمائة رضن 
وفاة الفاضل جمال الدين محمد بن على بن علوي خرد باعلوي 0 0 ايرس 
سنة إحدى وستين بعد التسعمائة FTA seen nnn‏ 
قتل السلطان محمود شاه صاحب كجرات» وكيفية قتله TTA...‏ 
موت السيد أحمد ابن أبى مى صاحب مكة PE ns‏ 
موت سليم شاه بن شير شاه البتان ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع TE‏ 


الموضوع الصفحة 


موت برهان نظام شاه سلطان الدكن . ل ا ع ا ا Té‏ 
قتل السلطان بايزيد العثمانى ا Ee‏ 
سنة اثنتين وستين بعد التسعمائة ا ل FEN‏ 
وفاة الشيخ حامد الجبرتي» وقصيدة في رثائه 0 لين 
موت السلطان همايون بن بابور والقاقاع ا عافد قدو قا فاه nne‏ .د قا وان نافد قد فد .انا نار رام ٤‏ 
سنة ثلاث وستين بعد التسعمائة PEO cress‏ 
وصول الوزير الأعظم الفخان إلى وسرت مكسوراً ا YEO‏ 
قتل السيد المرتضى PEO es‏ 
سفر الشيخ أبو السعادات من أحمد أباد إلى سرت PEO ens‏ 
سلة ربع وستين بعد التسعمائة nene‏ ل ا الس 
وفاة أبي العباس أحمد بن على المزجاجى الحنفى» وترجمته Ess‏ 
سنة خمس وستين بعد التسعمائة حل ع ع ا ا ا FO‏ 
وفاة الشيخ شهاب الدين أحمد الفقيه عثمان بن محمد عثمان الشهير 
بالعمودي»› وتر جمته ا ا ا FO’‏ 
سنة ست وستين بعد التسعمائة TOO‏ 
وفاة الإمام عبد القادر الشافعى» وقصيدة فى رثائه ns‏ ا اين 
قتل الوزير عماد الملك» ومصطفى القرمانی ا ين 
سنة سبع وستين بعد التسعمائة ا ا ا ا PON‏ 
وفاة الشيخ وجيه الدين عبد الرحمن ابن الشيخ عمر العمودي» وترجمته ... 0/8" 
وفاة أحمد شاه قتيلاً» ومجىء جنكيز خان إلى سرت ع ع ع ع ع ع ران 
سنة ثمان وستين بعد التسعمائة TNFa eens‏ 
مجيء جنكيز خان ثانياً إلى سرت أيضاً» وخرب جانباً من الكوت Ys...‏ 
ذهاب صاحب سرت خداوند خان إلى بلاد الكفار ع ع ع ع ا ع ران 
قتل خداوندخان» وترجمته» ورثائه بقصيدة TY erer‏ 
وفاة الشيخ أحمد بن الشيخ حسين العيدروس» وترجمته» ورثائه ا ان 


5506 





الموضوع الصفحة 


سنة تسع وستين بعد التسعمائة nnn‏ ع ع ل ا 0 


وفاة الشيخ أبو محمد معروف بن عبد الله» وتر جمته eren‏ 


حصول حريق البرد بحضرموت nea‏ ا ا ا ا eee‏ 
وفاة الفقيه محمد بن حسين بن الشيخ محمد النهاري رعسين ع م 
سنة سبعين بعد التسعمائة ooo eons nnn‏ 


السيل العظيم في حضرموت eens‏ 
سنة إحدى وسبعين بعد التسعمائة 0 
وفاة الشيخ الكبير وجيه الدّين الشريف عبد الرحمن بن حسين الأهدل 

وترجمته» وابيات من شعر والده ees sene‏ 


وفاة الشريف العالم الفاضل النسابة نور الدين علي باجبهان باعلوي ل 


فيضان أودية مكة من السيول العظيمة 0 
تعمير والد المؤلف مسجداً بسرت» وتاريخ التعمير تلقل مالم مم له 
سلة اثنتين وسبعين بعد التسعمائة eens‏ 
وفاة العلامة عبد الله بن أحمد الفاكهي» وترجمته 0 


وفاة الفقيه عبد الله بن الفقيه الصوفي عمر مخرمة» وترجمته وجملة من شعره 


هاأها. د Roe‏ قا فاه هدو هد هاه واه هد واه واه قدي وى قاع واها عد فا وا قاف .ا د.ا م .اماه م مد ف م06.٠‏ 


سنة ثلاث وسبعين بعد التسعمائة eens‏ 
وفاة الولي أحمد بن علوي بن المعلم ونر جمته. ورثاء للمؤلف 0ع 


وفاة الفقيه محمد بن الشيخ حسن» وترجمته› ورثائه للفاكهى ees ees‏ 


وفاة الشهاب القبانى الحادي الشهير 0 
تعمير سبيل في مكة على نفقة القاضي حسين» وتاريخ التعمير ees‏ 
سفر الفقيه محمد بن أفلح من الهند إلى مكة» وغرق المركب ومن فيه؛ 

وتر جمته eens‏ 
سنة أربع وسبعين بعد التسعمائة فاو ها وا .د ود وا ooo ooo‏ وا .د اوداق .د قا .د ه.ا ما هام 
وفاة الولي عبد الله بن الفقيه محمد بن عبد الرحمن الأسقع باعلوي» وترجمته 


10٦ 


۳۹۰ 
۳۹۰ 





الموضوع الصفحة 


وفاة الإمام الحافظ ابن حجر الهيتمي السّعدي الأنصاري» وترجمته e.‏ 
وفاة السلطان سليمان بن سليم سلطان العثمانيين» ورثائه 0 
نبذة من شعر مامية الانقشاري 0 
ختم البخاري القاضي جمال الدين» وعمل ضيافة عظيمة لذلك 0 
سفر والد المؤلف من بروج إلى أحمد أباد 0 
ختن أولاد شيخ الإسلام جمال الدين البكري» وقصيدة طويلة في ذلك ... 
سنة خمس وسبعين بعد التسعمائة ]| 
وفاة شيخ الإسلام أبو الضياء عبد الرحمن بن عبد الكريم الغيبي المصري» 
وترجمته 0 


وفاة الشيخ عبد السلام ابن شيخ الإسلام وجيه لين عبد الرحمن» وترجمته 
وفاة الولي علي المتقي ابن حسام الدين ابن قاضي خان الهندي صاحب «كنز 


العمال)» وترجمته 0 
غرق مركب بالهند كان فيه عشرة من ابن آل باعلوي 0 
سنة ست وسبعين بعد التسعمائة ene‏ 
وفاة الولي شيخ بن الشيخ عبد الله باعلوي» وترجمته 0 
وفاة الشيخ عبد العزيز الزمزمي المكي» وترجمته 0 
أبيات الفرج وتخاميس للشيخ المذكور 0 
ولادة أخي المؤلف محمد فضل الله 0 
ولادة الوزير العادل ميرزا شمس الدين» ومدحه بقصيدة مل ممم ممم ريه 
سنة سبع وسبعين بعد التسعمائة 0 
وفاة سلطان حضرموت بدر ابن السلطان عبد الله » وترجمته» ومدحه بقصيدة . 
تولية ولده السلطان عبد الله Sess‏ 
تولية عمه السلطان عمر بن السلطان بدر» وترجمته 0 
نبذة من أخلاق عبد الله بن المبارك 0 
سنة ثمان وسبعين بعد التسعمائة 0 
ولادة مؤلف هذا الكتاب» مؤلفاته الكثيرة» وقول العلماء فيهاء وشعره ...0 


10V 


الموضوع الصفحة 


فيضان بعض البرك بأحمد اباد ..........' r.‏ 


رؤية الدم في بعض برك الماء بأحمد آباد 0 
سنة تسع وسبعين بعد التسعمائة eseren enan‏ 
وفاة الفقيه حسين بن الفقيه عبد الله بافضل الشافعي › وترجمته evens‏ 


حكاية غريبة تدل على فضل الشيخ ابن عربي 0 
وفاة عبد القادر ابن الفقيه بافضل 0 


موت القاضي محمد حاجي» وتاريخ موته .............۰ eeu‏ 


بناء والد المؤلف بيتاً بأحمد أبادء وتاريخ البناء 0 


سنة ثمانين بعد التسعمائة 0 


وفاة الشيخ عبد الرحيم بخضر ees‏ 
أخذ السلطان أكبر بن برهان كجرات 0 
ختم أحياء العلوم» وقصيدة الشيخ عبد المعطي باكثير 0 
سنة إحدى وثمانين بعد التسعمائة 0 
غرق مركب كان مسافراً من الشحر إلى الديوء وموت جملة من الأشراف 


r, 0 8‏ 
ودوم أبي بكر بن الإمام برهان الدين nene nane‏ 0 0 5 007 
مجىء السلطان أكبر إلى كجرات 00 


حصول ريح عاصف› وغبار عظيم في أحمد أباد ا ا 0 
سنة اثنتين وثمانين بعد التسعمائة eee nnn‏ 


وفاة العلامة سراج الدّين عمر بن عبد الوهاب التّاشري r.‏ 


وفاة الفاضل عبد القادر بن أحمد الفاكهي» وترجمته 0 


وفأة القاضى عيسى الهندي ثاأعاراة قاقد قاد دف واف كد قاقد .د قد قداث قاقد ناف قاء د لام .الام 


وفاة السلطان سليم ابن السلطان سليمان العثماني» وأبيات في تاريخ وفاته 


تعمير الوزير درويش باشا حماماً عظيماً eens‏ 


سنة ثلاث وثمانين بعد التسعمائة 0 
طلب السلطان عبد الله بن بندر الكثيري محمد بن عبد الرحيم من بروم ليوليه 


تدريس مدرسة أبيه» وقصيدة أنشدت فى ذلك 0 


10۸ 





الموضوع الصفحة 


فراغ والد المؤلف من تأليف كتابه «الفوز والبشرى في الدنيا والأخرى شرح 
العقيدة الزهرا» ا 0 


سنة أربع وثمانين بعد التسعمائة curnan nese‏ 
وفاة عبد الله بن سعد الدين المدني السندي حا ا ل ل م م 


وفاة عبد الله الشهير بالنحوي» وذكر بعض من کراماته r‏ 


وفاة الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الرحيم العمودي eens‏ 
وفاة سعيد سلطانى الحبشى» وتر جمته eens lesen‏ 


وفاة السلطان عبد الله بن بدر 0 


إتمام عمارة الحرم المكي في أيام السلطان مراد r.‏ 
سنة خمس وثمانين بعد التسعمائة ceca saan‏ 
طلوع نجم له ذوابة وشعاع nono noonann®‏ .د قاقد .دقان فا وان رد نيا ف وا ران را مام 


ختم #صحيح البخاري» بحضرة والد المؤلّ » وقصيدة فى ذلك 0 


وفاة ميان عبد الصمد الهندي» وتر جمته es‏ 


سئة ست وثمانين بعد التسعمائة حا ucun nasna‏ 
استشهاد العلامة جمال الدين محمد طاهر الملقب بملك المُحَدّثين الهندي» 


-. 


وير جمته ا ا ل ا ا اا 0 


سنة سبع وثمانين بعد التسعمائة unused‏ 


وفاة الشريف عمر بن عبد الله الهندوان باعلوي ns‏ 


موت السلطان حيدره بن حنش صاحب أحور runen renee‏ 


وفاة الفقيه نور الدين علي بن صبر اليافعى الشافعى anon ooo‏ نا ردنا و را مام 
سنة ثمان وثمانين بعد التسعمائة cerns‏ 


إجراء العين إلى مكة المشّفة ا 
وفاة علي عادل شاه سلطان بيجافور cues‏ 


حفظ القرآن راجا علي خان سلطان برهان فور وهو يومئذ سلطان وفي سن 
الكهولة . ... ns ٠00...‏ 





الموضوع الصفحة 


سنة تسع وثمانين بعد التسعمائة nenn‏ ع ecele‏ 


وفاة الشيخ عبد المعطي ابن الشيخ حسن المكي » وترجمته» وشيء من شعره 
فائدة تتعلق بمدينة أحمد اباد» وبنائهاء ومن تولى الحكم فيها 0 
وفاة قطب شاه سلطان كلكندة 0 
دخول الشيخ محمد العيدروس إلى الهند» وإنشاء والده ال.ؤلف قصيدة 


سنة تسعين بعد التسعمائة ennne‏ ا 0 
وفاأة الشيخ شيخ بن عبد الله العيدروس » وما قيل في رثائه من الشعر» 

وترجمته» وماله من الشعر eens‏ 
وفاة الشيخ عبد النبي الصدر شهيداً» وترجمته 0 


وفاة الشريف أبى نمى محمد بن بركات صاحب مكة > > + : + + :  :‏ يح نسم 
وفاة القاضى حسين المالكى» وترجمته nnn nenn‏ حي ا ا ا 0 


وفاة الشيخ قطب الدين الحنفي المكي التّهْرّوالي» وقصائد من شعره ... 


وفاة رضي الدين القازاني المخزومي 0 


ظهور جراد بنواحي كجرات enue‏ مدقا .د ف قداث نا وان قاقد فد ف ارو 
لطيفة» وغريبة» ونادرة 0 


سنة إحدى وتسعين بعد التسعمائة eee neers‏ 
وفاة الفقيه جمال الدين محمد أبى بكر الأسحرء وترجمته » وابيات له 


وقصيدة فى رثائه snna‏ ع ل eee‏ 


ختم البخاري بقراءة شمس الدين علي بن الفقيه عبد الرحمن بن محمود 
القيسي علي الطاهر بن الحسين الأهدل» وإنشاد قصيدة لهذا الختم .... 
استعادة السلطان مظفر بن السلطان محمود كجرات من المغول 0 


سنة اثنتين وتسعين بعد التسعمائة eens‏ 


وفاة الشيخ شهاب الدين أحمد بن بدر الدين العباسي المصري» وترجمته» 
وشيء من شعره في فصول السنة enn aa > > > > > n‏ 5 5 175 50 


وهاه ىه واو .هاعد .د عاو عاو و ود و وا و قا فاق واو .ا واو وى فاه وام ةا .ا واوا ع 5ه 06م 


oY 


وفاة الشيخ محمد بن أحمد بن علي الفاكهي المكي» وترجمته وما له من النظم ٠۲۷‏ 


11 





5 ٠. 
ىه فاع ماقا عد هد فاه ودافاءا هد قاواة واقداقد قاع قدا ةد فاه فد فد رام رار واي اي ا اي ري يرال وان‎ 
o 


ذكر أبيات لأبي العلاء المَعَرّي» والرذ عليهاء ونبذة من تر جمته eens‏ 
وفاة الشيخ أبي بكر بن سالم باعلوي» وترجمته 0 
وفاة الحكيم شهاب الدين محمود بن شمس الدين السّندي eens‏ 


سنة ثلاث وتسعين بعد التسعمائة حا ا ا م 


وفاة الشيخ محمد بن الشيخ أبي الحسن محمد البكري الصدّيقي» وتر جمته 
ونظمه فادها .ده د رامد عد قاد زارا.د زا. اران او ل لي ار ل و و و لو وان 


وفاة الشيخ محمد بن عبد الحق العقيلى المالكى» وتر جمته› وشعره eee‏ 
وفاة العالم المحذث الفقيه رحمه الله ابن عبد الله السَّنْدي الحنفى» وترجمته . . 


وفاة الخان محمد الفخان بن ياقوت الفخان سلطاني es‏ 


سنة ربع وتسعين بعد التسعمائة ع ا ع لم 


سنة ست وتسعين بعد التسعمائة ece‏ 
وفاة الشريف محمد بن الحسين السمرقندي» وتر جمته› وشعره eens‏ 


وفاة السيدة سلمى بنت والد المؤلف ccs‏ 


وفاة الشيخ جمال الدين محمد بن الصديق الخاص الحنفي الرّبيدي 0 


وقوع زلزلة في المدينة المشرفة ا 


خلع مرتضی نظام شاه e‏ 
سنة سبع وتسعين بعد التسعمائة llc‏ 
وفاة السيدة فاطمة بنت السيد وزوجة والد المؤلف ens‏ 
سفر المؤلف من أحمد أباد إلى البروج 0 
الشروع في بناء عمارة ضريح والد المؤلف 0 
فراغ المؤلف من تصنيف كتاب «الفتوحات القدوسية في الخرقة 

العيدروسية»؛ وتاريخ هذا التأليف نظماً ا 


51١ 





الموضوع الصفحة 


سنة ثمان وتسعين بعد التسعمائة eee nenn‏ 


وفاة الحافظ الطاهر بن الحسين بن عبد الرحمن الأهدل وترجمته 2 2 2 2 00 
قصيدة الأديب حسين بن عبد الباقي الزبيدي يمدح بها المؤلف 0 


وفاة الرجل الصالح المشهور المعمر وجيه الدين الهندي anons‏ 
ولادة ولد المؤلف شيخ › ونظم تاريخ الولادة ا eee‏ 


وفاة سالم بن علي باموجه» وتر جمته ا ا ا ا 0 0 0 0 0 0 00 


فيضان وادي عدم بسيل هائل eseran‏ 
سنة تسع وتسعين بعد التسعمائة eens‏ 
تمام عِمَّارة قبة والد المؤلف» وتاريخ ذلك Sens‏ 
سفر المؤلف إلى جيول» وإلى أحمد أباد 0 
زوال الدولة المهدوية باحمدنكر» وقتل الوزير جمال خان مل مله 


وفاة السيد عبد الرحيم الحساوي المكي 0 
وفاة الفقيه باشراحيل الحضرمي eee‏ 


وفاة الشريف يحيى الحوارني المدني اث وى واوا ee onan‏ 


قراءة الفقيه عفيف الدين عبد الله بن فلاح الحضرمي على المؤلّف كتابه 
«الفتوحات القدوسية». 


هالع ى وى قاو ها. قا وا. د واقا و واو وى ».د وا و قا وا ةد .د ىا هم 6 هد ه. 


وفاة الولي الصالح سراج الدين عمر بن عبد الله العيدروس» وتر جمته eons‏ 
وفاة الشيخ جمال الدين محمد بن علي الحشيبري» وتر جمته uence‏ 


ترجمة سعد السوينى» وبيان الحروف التُورانية والظلمانية a.‏ 


عودة إلى ذكر أخباره» وما للمؤلف من النظم والموشحات 0 
حكاية غربية ٠‏ 


ووي يو هاو و قد ىد وى قاو ي و و و وه و ع و وه د و ي و و .ها ي و و هد عد وده 


ووي ويو يو و ي و ي يو و و و و و ي و قاو يو يه ف و و س ويو ي هيو يو يو و ما و هد مد و وه 


الدين الشيخ عبد القادر العيدروس فی منامه فى بيت يم وعنده جماعة من 


أصحابه . 


TTY 





فهرس الأعلام المترجمين على نسق حروف المعجم ع م 
فهرس ما قيّده أو شرحه المؤلف من الأسماء والبلدان ens‏ 


5 اع‎ ٠. 

فهرس ما قيّد أو شرح في الحواشي من الأسماء والبلدان ع ع ع سم 
فهرس المصادر والمراجع المعتمدة في تحقيق الكتاب والتعليق عليه ليه 
فهرس الموضوعات فا فا .اهاعد فد عدقاةداعدعثدعاءد ففرالا ارال و واي و لي وام 


1Y