Skip to main content

Full text of "waq50041"

See other formats


تاليف الإ ام الخ 
یرن کواب 


صححه وقانټ هه على اصوله 


ہلان نعلا اور نبااي یبورک 


ت الله الزمن الیم 


pm —- 


الحمد لله رب العالين » أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على 
الدين كله » وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرياك له › وأشهد أن مدا 
عبده ورسوله » صلی الله عليه وعلى آله وصحبه » والذين اتبعوهم بإحسان › 
وسلم تسايماً . 

أما بعد : فإن كتاب مختصر سرة الرسول صلى الله عليه وسلم 
لاإمام المجدد والمصلح المجاهد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله 
وأسکنه فسح جنات آمن لمن خير ما ألف في بابه > فإنه ختصر من كتاب 
السرة النبوية لاي محمد عبد املك بن هشام المعافري المؤرخ المشهور › 
فإنه كتاب وجيز يعد خلاصة لسرة الرسول صلى الله عليه وسلم التارمخية › 
وقد ضمنه بعض الاستنباطات المقيدة هع ما أضاف إلى ذلك من المقدمة 
النافعة الي بين بها واقع أهل الحاهلية اعتقاداً وسلوكا » وما أشد حاجة 
المسلم وضرورته إلى معرفة هذا الواقع لما تشمره هذه المعرفة عند أولي البصائر 
من توقي شرور الحاهلية والاهتداء إلى محاسن الإسلام كما ي الأثر عن عمر بن 
الحطاب رضي الله عنه « قال : إنما تنقصن عرى الإسلام عروة عروة إذا 
نشا ني الإسلام من لا يعرف الحاهلية » كما بين - رحمه الله - حقيقة 
التوحيد الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم وأنه اليس مرد اللفظ 


س ۳ — 


بلا إله إلا الله »> بل قد يكون الإنسان كافرآً حلال الدم وال مال وهو 
ينطق بكلمة التوحيد » وقد استدل على ذلك بأمثلة تقرر هذا الأصل مما 
جرى ني عهد الصحابة كقتاهم لبي حنيفة وكتحريقهم للغالية في علي 
رضي الله عنه » وما جرى كذلك بعد الصحابة كما أجمع التابعون على 
استحسان قتل الحعسد بن درهم لما جحد صفات الرب مع تلفظه بالشهادة 
واشتهاره بالعلم والعبادة > وكها أجمع العلماء على تكفر العبيديين لا ظهر 
منهم ما يدل على شركهم ونفاقهم مع آم يظهرون شرائع الإسلام 
ويقيمون الحمعة والحماعة . 

ولا ريب أن الضرورة داعية إلى إيضاح هذا الأصل الذي خفي على 
كشر من الناس حى المنتسبين إلى العلم منهم › لذلك اهم الشيخ بتقرير 
هذا الأصل وإيضاحة » ولرذ به على من خالفه من أهل زمانه . 

هذا ولقد عزمت جامعة الإمام محمد بن سعود اللإسلامية على إعادة 
طباعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بعد المقابلة بن 
ما وجد من النسخ اللحطية والمطبوعة واختيار الأفضل منها » وقد عهدت 
أمانة أسبوع الشيخ إلينا عقابلة هذا المختصر الذي نقدم له ء وقد قمنا بقابلة 
مطبوعتن بمخطوطن مطبوعة السنة المحمدية بتحقيق الأستاذ الشيخ عمد 
حامد فقي وهي المطبوعة الأولى » وقد ذكر أنه اعتمد في. إخراجها على 
أصل قى محقق للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله > ومطبوعة مؤسسة 
دار السلام - دمشق ‏ بإشراف الأستاذ محمد زهر الشاويش وهي المطبوعة 
الثانية » وأما المخطوطتان فإحداهما عط سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان 


)€ س 


بتاريخ ٠١‏ حرم عام ٠١١١‏ د وهي موجودة في المكتبة السعودية بالرياض 
نحت رقم ۵۱۸ ۔ ۸٦‏ وعدد صفحاتا ٠١١‏ صفحة وفبها سقط من ص ۸۳ 
إلى ص ۸۸ . 

والمخطوطة الأخرى موجودة في المكنبة السعودية بالرياض تحترقم 
٩۹‏ ۸ » وعدد صفحاا ۲۲١‏ صفحة وقد كتب في آخرها « وقع الفراغ 
من هذه النسخة عصر يوم الثلاثاء ۲٢‏ من شوال عام ۱۲۳١‏ ھ ولم يسم" 
الكاتب نفسه . 

ومن الملاحظ خاو المخطوطين من القدمة الي سبق التنويه بذكرها 
وهي ني المطبوعة الأولى ٠۴‏ صفحة من القطع المنوسط بحرف دقيق » وني 
مطبوعة مؤسسة دار السلام ٤٥‏ صفحة من القطع المتوسط لكن برف كبرء 
کا يلاحظ أن المخطو طن كشرتا السقط والةتحريف وإن كانت القدعة 
أسلم بخلاف المطبوعتين فإنمما في ابحملة سليمتان مع اشتماهما على المقدمة 
ومع ما بذل من المحهد ني حقبقها . 

لذلك فقد رأينا أن يكون الاعتماد في طباعة هذا الكتاب على المطبوعة 
الأول الي بتحقيق الأستاذ محمد حامد فقي ٠‏ لأنها هي الأصل › ولانه 
اعتمد فيها على محطوطة الشيخ سليمان بن سحمان وهو العام الحليل المعروف 
بالعناية بكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة رحمهم الله تعالى » 
وقمنا أيضاً برقم الآبات في الموامش وتسمية السور بدلا من ترقيمها في 
داحل الكتاب > ها خرجنا ما تيسر من الأحاديث مع بعض التعليقات »› 
ورأينا أن تبقى تعليقات الشيخ محمد حامد فقي كما هي وجعانا الرقم الدال 
عليها بن قوسن هکذا (») . 


ونسأل اله تعالى أن ينفعنا وعامة المسلمن بهذا الكتاب وسائر مؤلفات 
الشيخ وغبرها من كتب أهل العلم النافعة والله ألم وصلى الله على نيينا 
حمد وعل آله وصحبه وسلم . 
عبد الرحمن بن ناصر البراك عبد العزيز بن عبد الله الراجحي 
محمد العلي البراك 


بس رال لتم ہی 


الحمد لله رب العا مين > وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله 
وصحبه أجمعن . 

اعلم رحمك الله : أن أفرض ما فرض الله عليك معرفة دينك . الذي 
معرفته والعمل به : سبب لدخول ابحنة » وابجهل به و[ضاعته : سيب 
لدخول النار . 

ومن أوضح ما يكرن لذوي الفهم : قصص الأولن والآحرين : 
قصص من أطاع الله وما فعل بهم » وقصص من عصاه » وما فعل بهم . 
فمن م يفهم ذلك › ولم ينتفع به فلا حیلة فیه . کا قال تعالی « وکم اھلکنا 
قبلهم من قرن » هم أشد منهم بطفاً فتقتبوا في البلاد » ههل من 
حیص ؟ »() . 

وقال بعض السلف : « القصص جود الله » يعي أن المعاند 
لا يقدر يردها . 

فأول ذلك : ما قص اله سبحانه عن آدم › وإبلیس » إلى أن هبط 
آدم وزوجه إلى الأرض . ففيها من إيضاح المشكلات ما هو واضح لمن 
تأمله . وآحر القصة قوله تعالى : « قلنا : اهبطرا منها جميعاً › فإما يأتينكم 
)١(‏ الآية رقم ۴١‏ من سورة ق . 


— ¥ —- 


مي هد » فمن تبع هدی فلا حوف علیهم ولا هم مګزنون . والذين 
كفروا وكذبوا بآياتنا » أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون »() وي 
الآية الأخرى : « فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى . ومن أعرض عن 
ذكري فإن له معيشة ضنكاً - إلى قوله - ولعذاب الآخرة أشد وأبقى»(") . 

وهداه الذي وعدنا به : هو إرساله الرسل . وقد وفى ما وعد 
سبحانه » فأرسل الرسل مبشرين ومنذرين ٠‏ لثلا يكون للناس على الله حجة 
بعد الرسل . فأوهم : نوح . وآخرهم : نبينا صلى الله عليه وعليهم وسلم . 

فاحرص يا عبد الله على معرفة هذا الحبل ٠‏ الذي بن الله وبين عباده » 
الذى من استمسك به سلم » ومن ضيعه عطب . 

فاحرص على معرفة ما جرى لبيك آدم » وعدوك إبلیس » وماجری 
لنوح وقومه » وهود وقومه » وصالح وقومه › وابراهم وقومه » ولوط 
وقومه » ومومی وقومه › وعیسی وقومه » ومحمد صل الله عليهم وعلیه 
وسلم وقومه . 

واعرف ما قصه أهل العلم من أخبار الني صلى الله عليه وقومه ٠‏ 
وما جرى له معهم ني مكة » وما جرى له أي المدينة . 

واعرف ما قص العلماء عن أصحابه » وأحواهم › وأعماهم . لعلك أن 
تعرف الإسلام والكفر . فإن الإسلام اليوم غريب » وأكثر الناس لا يز 
بينه وبين الكفر . وذلك هو اللاك الذي لا يرجى معه فلاح . 


(۱) الآیتان ۳۸ ›» ۳۹ من سورة البقرة . 


(۲) الآیات من ۱۴۴۳ - ۱۳۷ من سورة طه . 


— A — 


وأما قصة آدم » وإبليس : فلا زيادة على ما ذكر الله في کتابه . 
ولكن قصة ذريته . 
فأول ذلك : أن الله أخرجهم من صلبه أمثال الذر » وأخذ عليهم 
العهود : أن لا پشرکوا به شیئنا › كما قال تعالى : « وإذا أخذ ربك من 
بي آدم من ظهورهم ذريتهم › وآشهدهم عل آنفسهم : الست بربکم ؛؟ 
قالوا : بلى . شهدنا(٠) )٠(»‏ ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج . ورأى فبهم 
رجلا من آنورهم . فسأله عنه ؟ فأعلمه أنه داود . فقال : کم عمره ؟ 
قال : ستون سنة . قال : وهبت له من عمري أربعن سنة »> وکان عمر 
آدم ألف سنة . ورأى فيهم الأعمى › والأبرص ٠‏ والمبتلي . قال : يارب » 
م لا سويت بينهم ؟ قال : إني أحب أن أشكتر . فلما مضى من عمر آدم 
آلف سنة إلا أربعن » أتاه ملك الموت . فقال : إنه بقي من عمري أربعون 
سنة . فقال : إنلك وهبتها لابنلك داود . فس آدم » فنسيت ذريته . وجحد 
آدم . فجحدت ذریته . 


فلما مات آدم . بقي أولاده بعده عشرة قرون على دين أيهم » دين 
الإسلام . ثم كفروا بعد ذلك . وسبب كفرهم : الغلو في حب الصالحن . 
كما ذكر الله تعالی في قوله : «وقالوا : لا تتذارن آمتكم » ولا تذارن 
ودا » ولا سرَاعاً » ولا يغوث » ويعوق » ونَسرآً» )١(‏ وذلك أن 


(«) ولا یزال ربنا سبحانه يقم الحجة بسننه ني الحلق والرزق › وآیاته وکتابه › ویأخذ 
المهود والمواثيق . ولكن أكثر الناس عن هذا غافلون » لأنہم يدينون دين الآباء و والشيوخ 
فیش رکون کا یش رکون ( ۲ : ۱۷۰ وإذا قیل هم : اتبعوا ما آنزل الہ › قالوا : بل ما آلفينا 
عليه آباء‌نا . أو لو کان آباؤهم لا یعقلون شیتاً ولا هتدون !) . 

. من سورة الأعراف‎ ٠۷۲ الآية رقم‎ )١( 

(۲) الآية رقم ۲٢‏ من سورة نوح . 


هؤلاء الحمسة قوم صالحون كانوا يأمرونبم وينهونم . فماتوا ني شهر . 
فخاف أصحابهم من نقص الدين بعدهم . فصوروا صورة كل رجل ي 
مجلسه » لجل التذ كرة بأقوالمم وأعمام إذا رأوا صورهم › وم عبد وهم . 
ثم حدث قرن آخر » فعظموهم أشد من تعظم من قبلهم › وم يعبدوهم . 
ثم طال الزمان » ومات أهل العلم . فلما خلت الأرض من العلماء : ألقى 
الشيطان ي قلوب الحهال : أن أولئك الصالحن ما صوروا صور مشاخهم 
إل ليستشفعوا ببم إلى الله › فعبدوهم . 

فلما فعلوا ذلك : أرسل الله إليهم نوحاً عليه السلام » لردهم إلى دين 
آدم وذريته » الذين مضوا قبل التبديل »› فكان من أمرهم ما قص 
الله ي كتابه » ثم َر نوح وأهل السفينة الأرض > وبارك الله فيهم > 
وانتشروا ني الأرض أماً وبقوا على الإسلام مدة لا ندري ما قدرها؟ . ٠‏ 

ثم حدث الشرك . فأرسل الله الرسل . وما من أمة إلا وقد بعث الله 
فيها رسولا يأمرهم بالتوحيد » وينهاهم عن الشرك . ها قال تعالى : 
« ولقد بعٹنا ي کل أمة رسولا“ : آنٍ اعبدوا الله » واجتنبوا الطاغوت»() 
وقال تعالی : « ثم آرسانا رسلنا ترا > کلما جاء م رسو لها كذبوه - 
الأية () . 

ولا ذكر القصص ني سورة الشعراء خم كل قصة بقوله : «إن 
في ذلك لاية . وماکان أكارهم مۇمنىن » . 

(1) الآية رقم ۳٠١‏ من سورة النحل . 

(۲) الآية رقم ٠٤‏ من سورة المؤمنون . 


— |+ — 


فقص الله سبحانه ما قص لأجانا . کا قال تعالی : « لقد کان فيقصصهم 
عبرة لأولي الألباب . ما كان حديثاً يفترى ‏ الآية )١(٠‏ . 

ولا أنكر الله على أناس من هذه الأمة - في زمن النبي صلى الله عليه 
وسلم - أشياء فعلوها(ه) . قال : « ألم يأنهم تبأ الذين من قبلهم : قوم 
نوح » وعاد » ونود » وقوم إبراهي » وأصحاب مين - الآية )(١‏ . 

وكذاك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على أصحابه قصص 
من قبلهم ٠‏ ليعتبروا بذاك . 
وما جری له مع قومه > وما قال هم › وما قیل له . 

وكذلك نقلهم سبرة الصحابة » وما جرى فم مع الكفار والمنافقن › 
وذكرهم أحوال العلماء بعدهم . كل ذاك لأجل معرفة الحر والشر . 

إذا فهمت ذلك : 

فاعلم أن كثرآ من الرسل وأمهم لا نعرفهم . لأن اله مخبرنا عتهم » 
لكن أخبرنا عن عاد » الي لم بخلق مثلها ني البلاد . فبعث الله إليهم هوداً 
عليه السلام . فكان من أمرهم ما قص الله ني كتابه . وبقي التوحيد ني أصحاب 
هود إلى أن عدم بعد مدة » لا ندري كم هي . وبقي ني أصحاب صالح . 
إلى أن عدم مدة لا ندري كم هي ؟ . 
)١(‏ الآية رقم ٠١١‏ من سورة يوسف . 


(«) هم المنافقون وما فعلوا في غزوة تبوك . 


(۲) الآية رقم ۷١‏ من سورة التوبة . 


إا — 


ثم بعث الله إبراهم عليه السلام > وليس على وجه الأرض يومئذ 
مسلم . فجری عليه من قومه ما جری > وآمنت به امرأته سارة . م آمن 
له لوط عليه السلام > ومع هذا نصره اله » ورفع قدره » وجعله إماماً 
ناس . 


ومنذ ظهر إبراهم عليه السلام : نم يعدم التوحيد في ذريته . ا قال 
تعسالى : « وجعلها كلمة باقية تي عقبة لعلهم يرجعون »(1) . 


فإذا كان هو الإمام . فنذكر شيا من أحواله . لا يستغى مسلم عن 
معرفتها . فنقول : 


ني الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لم يكذب 
إبراه الني صلل الله عليه وسلم قط . إلا ثلاث كذبات : نتن في ذات 
الله » قوله : «إني سقع » وقوله : « بل فعله كبرهم هذا» وواحدة قي 
شأن سارة . فإنه قدم أرض جبار » ومعه سارة . وكانت أحسن الناس . 
فقال ها : إن هذا المحبار إن" يعلم أنك امرآتي : يغلبني عليك » فإن 
سألك . فأخبريه : أك أخي . فإنك أحي ني الإسلام . فإني لاه أعلم 
ي الأرض مسلماً غري وغرك . فلما دخل أرضته رآها بعض أهل ابحبار › 
فأتاه . فقال : لقد قدم أرضتك امرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك . فأرسل 
إليها » فاي بها . فقام إبراهم إلى الصلاة . فلما دخلت عليه » ل يتمالك 
أن بسط يده إليها » فَقبضسّت يده قبضة شديدة . فقال ها : ادعي الله أن 
يطلق يدي » فلك الله : أن لا أضرك » ففعلت › فعاد . فقبضّت يده 


. الآية رقم ۲۸ من سورة الزخرف‎ )١( 


س ۷۲ — 


أشد من القبضة الأولى . فقال ها مثل ذاك » فعاد : فقبضت يده أشد 
من القبضتين الأولتن . فقال ها : ادعي الله أن يطلق يدي » ولك الله : 
أن لا أضرك » ففعلت . فأطاقت يده . ودعا الذي جاء با » فقال له : 
إنك إنما جنتي بشبطان » وم تأتي بإنسان » فأحْرٍجلها من أرضي »وأعطاها 
هاجر . فاقبلت . فلما رآها [براهی . انصرف › فقال ها : مهم ؟ قالت : 
خر . كف اله يد الفاجر » وأخدم خادماً» . 

قال أبو هريرة : فتلك أمكم يا بني ماء السماء(») . 

ولابخاري : « أن إبراهم لما سئل عنها ؟ قال : هي خي » ثم 
رجع إلبها . فقال لا تكذي حديي . فإني أخبرنهم : أنك أحي . واله 
ما على الأرض مؤمن غبري وغبرك . فأرسل با إليه » فقام إليها . فقامت: 
تتوضأً وتصلي . فقالت : اللهم إن كنت آمنت بك وبرسواك » وأحصنت 
فرجي إلا على زوجي » فلا تسلط علي يد الکافر » فط حى ركض برجله 
الأرض . فقالت : الهم إن عت » يقال : هي قتلته . فأرسل . ثم قام إلبها 
فقامت تتوضاً وتصلي › وتقول : اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك » 
وأحصنت فرجي إلا عن زوجي › فلا تسلط علي“ هذا الكافر » فط حى 


ركض برجله . فقالت : اللهم إن عت يقال : هي قنلته . فأرسل ني الثانية › 


. الحديث عند البخاري في باب « واتخذ اله إبراهي خليلا » من کتاب أحاديث الأنبياء‎ )٠( 
ولكن فيه بعض اختلاف ني اللفظ . ويقصد أبو هريرة رضى الله عنه العرب » لكثر ة ملازمتهم‎ 
٦ للفلوات الي بها مواقع الفطر لأجل رعي دوابمم . قال الافظ ابن حجر ني الفتح (ج‎ 
: الطبعة الأمير ية » ففيه متمسك لن زعم أن العرب كلهم من ولد إسماعيل . وقيل‎ ) ۲۷١ ص‎ 
أراد مماء السماء : زمزم . لأن الله آنبعها ماجر . فعاش ولدها ها . وقيل : آراد الأرس‎ 
والحزرج لأن جدهم عمرو ابن مريقياً كان يسمى بذاك . لأنه كان إذ اقحط الناس آقام م‎ 
)١(. مقام المطر‎ 

. ورواه مسلم أيضاً فهو من المتفق عليه عن أإي هريرة‎ )١( 


~۳ 


أو الثاللة . فقال : والله ما أرسلتم إل إلا شيطاناً > أرجعوها إلى إبراهم > 
وأعطوها هاجر » فرجعت إلى إبراهىم » فقالت : أشَعرّت ؟ إن الله كبت 
الكافر » وأخدم وليدة» . 

وکان عليه السلام ني أرض العراق . وبعد ما جری عليه هن قومه 
ما جرى هاجر إلى الشام › واستوطنها › إلى أن مات فيها . وأعطته سارة 
الحارية الي أعطاها ابمبار . فواقعها . فولدت له إسماعيل عليه السلام › 
فغارت سارة . فأمره الله بابعادھا عنھا . فذهھب بہا وبابنها فأسکنهما في 
مكة . تم بعد ذلك وهب الله له ولسارة إسحق عليه السلام » كما ذكر الله 
بشارة الملائكة له وها بإسحق . ومنوراء إسحق يعقوب . 

وني الصحيح عن ابن عباس قال : «لا کان بن براه وين أهله 
ما كان : خرج بإسماعيل وأم إسماعيل » ومعه شنة فيها ماء . فجعلت 
أم اسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها عل صببها » حى قدم مكة . 
فوضعها تحت دوحة فوق زمزم ني أعلى المسجد - وليس بمكة يومئذ 
أحد » ولیس بہا ماء - ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاءآً فيه ماء . م قى 
إبراهم منطلقاً » فتبعته آم اسماعیل . فلما بلغوا کتداء(.) › نادته‌من ورائه : 
یا ابراه » این تذهب » وتاركنا بهذا الوادي الذي لیس به نيس ولا فيء ؟ 
فقالت له ذلك مراراً »> وجعل لا يلتفت إليها . فقالت له : الله أمرك بهذا ؟ 
قال : نعم . قالت إذن لا يضيعنا - وني لفظ : إلى من تكنًا ؟ قال : إلى 
لله . قالت : رضیت - ثم رجعت . فانطلق إبراھے › حی إذا کان عند 
(«) قال الحافظ ني الفتح (ج ١‏ ص ۲۸١‏ ) بفتح الكاف مدوداً : هو الموضع 


الدي دخل منه النبي صل الله عليه وسلم مكة في حجة الوداع . 


4 س 


الثنية » حيث لا يرونه ٠‏ استقبل بوجهه البيت » ثم دعا بهؤلاء الدعوات » 
ورفع يديه » فقال : « ربا إني سكنت من ذريي بواد غر ذي زر 
عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة . فاجعل' أفئدة“ من الناس توى إليهم 
وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون» وجعلت أم إسماعيل ترضعه . 
وتشرب من الشنة . فيدر لبنها على صبيها . حى إذا نف ما في السقاء : 
عطشت » وعطش ابنها . وجعلت تنظر إليه يتَلوّى - أو قال : بلط - 
فانطلقت كراهية” أن تنظر إليه . فوجدت الصفا أقرب جبل إليها » فقامت 
واستقبلت الوادي تنظر : هل ترى أحداً ؟ فلم تر أحداً ؟ . فهبطت من 
الصغا » حى إذا بلغت الوادي : رفعت طرف درعها . ثم سعت سعي 
الإنسان المجهود » حى جاوزت الوادي . تم أتت المروة » فقامت عليها . 
فنظرت : هل ترى أحدا ؟ فلم تر أحداً > ففعلت ذلك سبع مرات - قال 
ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذلك سعى الناس بينهما ‏ 
م قالت : لو ذهبت فنظرت ما فعل ؟ - تعني الصبي - فذهبت فنظرت . 
فإذا هو على حاله » كأنه يشغ للموت(١)‏ . فلم تقر نفسها . فقالت : 
لو ذهبت لعي أحس أحدا ؟ فذهبت فصعدت الصفا . فنظرت . فلم 
تحس أحداً . حی آنمت سبعاً . م قالت : لو ذهبت فنظرت ما فعل ؟ 
فإذا هي بصوت . فقالت : أغث إن كان عندك خر . فإذا بجبريل . قال : 
فقال بعقبة على الأرض . فانبثق الماء فذهبت أم اسماعيل » فجعلت تحفر › 
فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : يرحم الله أم إسماعيل » لو تركت 
زمزم - أو قال : لو لم تغرف من الماء - لكانت زمزم عيناً معيناً - وتي 


(») النشغ : الشهيق بشدة حى يبلغ إلى الغشي من شدة البكاء . 


|0 


حديثه : فجعلت تغرف لاء في سقالًها ‏ قال : فشربت » وأرضعت 
ولدها . فقال ها املك : لا تخاني الضيعة . فإن ههنا بيتاً اله › يبنيه هذاالغلام 
وأبوه » إن الله لا يضيع أهله . وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية . 
تأيه السيول » فتأحذ عن مينه وشماله . فكانت كذلك حى مرت بم 
رفقة من جرهم » مقبلن من طريق كتداء » فرأوا طائرآً عائفاً » فقالوا : . 
إن هذا الطائر ليدور على ماء . لَعّهلد نا بهذا الوادي وما فيه ماء > فأرسلوا 
جريا » أو جرين(.) . فإذا هم بالاء » فرجعوا فأخبروهم فأقبلوا »وقالوا 
لام إسماعيل : أتأذنن لنا أن ننزل عندك ؟ قالت : نعم » ولكن لا حق 
لكم في الاء . قالوا : نعم - قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : 
فألفقتى ذلك أ إسماعيل وهي تحب الأثس - فنزلوا . وأرسلوا إلى أهليهم 
فتزلوا معهم . حى إذا كان بها أهل أيات منهم » وش الغلام . وتعلم 
العرية منهم . وأثفَسهم (.) وأعجبهم حن شب » فلما أدرك زوجوه 
امرأة منهم . وماتت ام اسماعیل . وجاء إبراھے - بعد ما تزوج إسماعیل - 
يطالع تركته » فلم جد إسماعيل . فسأل امرأته عنه ؟ فقالت : خرج يبتغي 
للا . ثم سأها عن عيشهم وهيئتهم ؟ فقالت : نحن بشر › نحن في ضيق 
وشدة . فشكت إليه . قال : فإذا جاء زوجلك اقرئي عليه السلام » وقولي 
له : بغر عتَبة بابه . فلما جاء إسماعیل » کأنه آنس شیئاً فقال : هل 
جاء كم من أحد ؟ قالت : نعم » جاءنا شيخ - كذا وكذا - فسألنا عنك ؟ 


(«) قال الافظ ني الفتح (ج ٦‏ ص ۲٢١‏ ) بفتح اليم وكسر الراء وتشديد الياء : 
الرسول . وقد يطلق على الوكيل وعلى الأجير . وقيل : سمي بذاك لآنه بحري مجری مرسله 
آو موكله » أو لأنه مجري مسرعاً . ۰ 

(ه) يفتح الفاء بوزن أفعل التفضيل من النفاسة . أي كثرت رغبتهم فيه . 


س ۹ س 


فأحبرته » وسألي : كيف عيشنا ؟ فأخبرته : أتا في جهند وشدة . قال : 
فهل أوصاك بشيء ؟ قالت : نعم . أمرني أن اقرا عليك السلام » ويقول : 
غير عتبة بابك . قال : ذاك أي . وقد أءرني أن أفارقك . الحقي بأهلك » 
فطلقها . وتزوج منهم امرأة أخرى » فابث عنهم إبراهم ما شاء الله > فقال 
لأهله : إني ملع تركتي . فجاء » فقال لامرأته : أين إسماعيل ؟ قالت 
ذهب يصيد . قالت : ألا تنزل فتطعم » وتشرب ؟ قال : وما طعامكم 
وما شرابكم ؟ قالت : طعامنا اللحم ٠‏ وشرابنا الماء . قال : اللهم بارك 
هم ني طعامهم وشرابم - قال : فققال بو القاسم صلى الله عليه وسلم : 
بركة دعوة إبراهم » فهما لا لوا عليهما أحد بغر مكة إلا م يوافقاه . 
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ولم يكن هم يومئذ حب . ولو كان هم 
حب دعا هم فيه - وسأغا عن عيشهم وهیئتهم ؟ فقالت : نحن جر وسعة 
وآثنت على اله . قال : إذا جاء زوجك : فاقرئي عليه السلام » ومريه 
يشت عتبة بابه . فلما جاء إسماعيل قال : هل ناکم من أحد ؟ قالت : 

نمم . شيخ حن افيثة - وأثنت عليه - فسالي عنك ؟ فأخيرته . فسالي : 
كيف عیشنا ؟ فأخبرته آنا بخبر . قال : هل أوصاك بشيء ؟ قالت : 
نعم » هو يقرأ عليك السلام » ويأمرك أن تثبت تثبت عتبة بابك . قال : ذاك أي . 


وأنت العتبة » أمرني أن أمسكك . ثم لبث عنهم ما شاء الله » فقال لأهله : 


إني مطلع تركي › فجاء . فوافق إسماعيل رى نبلا له نحت دوحة قريب 
من زمزم . فلما رآ قام إليه > فصنعا كما بصنع الوالد بالولد › والولد 


بالوالد. تم قال : يا إسماعيل › » إن الله أمرني بأمر » قال : : فاصنع ما أمرك 


ربك . قال : وتعيني ؟ قال : وأعينك : قال : فإن الله آمرني أن أبي ههنا ٠.‏ 


۷ س 


( م ۲ س مختصر الشيرة ) 


بيتاً - وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حوها - قال : فعند ذلك رفعا القواعد 
من البيت . فجعل إسماعيل بأتي بالحجارة وإبراهم يبي . حى إذا ارتفع 
البناء جاء بهذا الحجر » فوضعه له . فقام عليه وهو يبى »› وإسماعيل يناوله 
الحجارة وهما يقولان « ربنا تقبل منا إنلك أنت السميع العلم » . 

هذا آخر حدیث ابن عباس . 

فصارت ولاية البيت ومكة لإسماعيل . تم لذريته من بعده » وانتشرت 
ذريته في الحجاز وكروا . وكانوا على الإسلام دين إبراهم وإسماعيل قروتاً 
كشرة . وم يزالوا على ذلك حى کان في آخر الدنيا : نشا فيهم عمرو بن 
لحي . فابتدع الشرك » ور دين إبراهم . وتأتي قصته إن شاء الله . 

وأما إسحاق عليه السلام : فإنه بالشام . وذريته : هم بنو إسرائيل 
والروم . أما بنو إسرائيل : فأبوهم يعقوب عليه السلام ابن إسحاق » 
ويعقوب هو إسرائيل . 

وأما الروم : فأبوهم عيص بن إسحق . 

وما أكرم الله به إبراه عليه السلام : أن الله ل يبعث بعده فيباً إلا من 
ذریته › کا قال تعالى : « وجعانا في ذريته النبوة والكتاب» )١(‏ وكل الأنبياء 
والرسل من ذرية إسحق . وأما إسماعيل : فلم يبعث من ذريته إلا فبينا 
محمدآً صلل الله عليه وسلم » بعثه الله إلى العالمين كافة » وکان من" قبله 
من الأنبياء : كل نبي ببعث إلى قومه خاصة . وفضله الله على جميع 
الأنبياء بأشياء غر ذلك . 

. الآية رقم ۲۷ من سورة العنكبوت‎ )١( 


— 4 


وأما قصة عمرو بن لحي » وتغيره دين إبراهم : فإنه نذا على أمر 
عظم من المعروف والصدقة » والحرص على أمور الدين . فأحبه الناس حاً 
عظيم] . ودانوا له لأجل ذلك » حى كوه عليهم . وصار ملك مكة 
وولاية البيت بيده . وظنوا أنه من أكابر العلماء > وأفاضل الأولياء . ثم 
إنه سافر إلى الشام . فرآهم يعبدون الأوثان . فاستحسن ذاك وظنه حقاً . 
لأن الشام حل الرسل والكتب . فلهم الفضيلة بذاك على أهل الحجاز وغرهم. 
فرجع إلى مكة » وقدم معه بهل . وجعله في جوف الكعبة » ودعا أهل 
مكة إلى الشرك بالله . فأجابوه . وأهل الحجاز ني دينهم تيع لأهل مكة › 
لأنهم ولاة البيت وهل الحرم . فتبعهم آهل الحجاز على ذلك » ظا أنه التق . 
فلم يزالوا على ذلك حى بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم بدین إبراهم 


س 


عليه السلام »> »> وإبطال ما آحدثه عمرو بن حى . 

وكانت ابحاهلية على ذلك » وفیھم بقایا من دین إبراھے م رکوہ کله . 
وأيضاً يظنون أن ما هم عليه » وأن ما أحدثه عمرو : بدعة حسنة . لا تغر 
دين إبراهم . وكانت تلبية نزار : لبيك . لا شريك لك ٠‏ إلا شريكاً هو 
لك » تملكه وما ملك » فأنزل الله : « ضرب لكم مثلاً من أنفسكم : هل 
لکم ما ملكت إمانكم من شركاء فيما رزقناكم > فانم فيه سواء تخافو نیم 
کخیفتکم أنفسکم ؟ كذلك نفصل الآيات لقوم بعقلون »(1) . 

ومن أقدم أصنامهم « مناة ) وكان منصوباً على ساحل البحر بقد يد . 

تعظمه العرب كلها » لكن الأوس واللحزرج كانوا أشد تعظيماً له من غرهم . 


. الاآية رقم ۲۸ من سورة الروم‎ )١( 


۹ ل 


وبسبب ذلك أنزل الله : « إن الصفا والمروة من شعائر الله . فمن حج البيت 
أو اعتمر فلا جناح عايه أن يطوف ما »() . 

تم اتخذوا « اللات » ي الطائف » وقيل : إن أصله رجل صالح كان 
يلت السو يق للحاج » فمات فعكفوا على قبره . 

ثم اتخذوا « العرّى » بوادي نخلة » بن مكة والطائف . 

فهذه الثلاث أكبر أوثانہم . 

م كار الشرك . وكرت الأوثان ني كل بقعة من الحجاز . 

وكان هم أيضاً بيوت يعظمو ما كتعظم الكعبة . وكانوا كما قال تعالى 
« لقد من" الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم » يتلو عليهم 
آياته » ويزكيهم » ويعلمهم الكتاب والحكمة . وإن كانوا من قبل لفي 
ضلال مین )٩(۲‏ . 

ولا دعاهم رسول اله إلىالله اشتد إنكار الناس له » علمائهم وعبادهم › 
وملوكهم وعامتهم » حى إنه لا دعا رجلا إلى الإسلام قال له : « من 
معك على هذا ؟ قال حر وعبد» ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رضي الل 
عنهما . 

وأعظم اأفائدة لك أہا الطالب » وأكر العلم وأجل المحصول - إن 
فهمت ما صح عنه صلى الله عليه وسلم - آنه قال : « بدأ الإسلام غريباً . 
وسیعود غریباً کا بداً»(۳) . 
ا( لای رقم ٠۰۸‏ من سورة البقرة . )١(‏ الآية رقم ٠١١‏ ءن سورة آل عمران . 


(۳) المديث رواه مسلم عن أي هريرة وابن عبر كا ني كشف الفا وذكر عن التجم 
أنه مشهور أو متواتر . 


ےہ ٭٢‏ — 


وقوله : « لتتبعن سنن من كان قبلكم حذأو القذة بالفذة » حى 
لو دخلوا جحبر ضبً لدخلتموه . قالوا : با رسول الله » اليهود والنصاریى 
قال : فمن ؟»() . 

وقوله : «ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة . كلها في النار 
إلا واحدة )(") . ۰ 

فهذه المسألة أجل المسائل . فمن فهمها فهو الفقيه . ومن عمل با فهو 
المسلم . فنسأل الله الكرم المنان أن يتفضل علينا وعليكم بفهمها والعمل با . 


#0 ¢ ¢ QQ 


أما البيت المحرم : فإن إبراهم واسماعيل عليهما السلام لما بنياه »صارت 
ولایته ني إسماعیل وذریته . م غلبهم عليه أخوامم من جرهم . وم ينازعهم 
بنو اسماعيل » لقرابتهم وإعظامهم للحرمة › آنٴ لا یکون با قتال . م 
إن جرهم بغوا ني مكة . وظلموا من دخلها > فرق آمرهم . فلما رى ذلك 
بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة » وغبشان من خزاعة » أجمعوا على جرهم 
فاقتتلوا » فغلبهم بنو بكر وغبشان ونفوهم من مكة . 

وكانت مكة ني المحاهلية لا يقر فيها ظلم » ولا يبغي فيه أحد إلاأخرج » 
ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا هلك . 

ثم إن غبشان - من خزاعة - وليت البيت دون بي بكر . وقریش إذ 
ذاك حلول وصرم » وبيوتات مغرقون في قومهم من بي كنانة . فوليت 
() المديث أغرجه البخاري وسلم من حديث أي سعيد الحدري . 


(۲) الحديث رواه الأربعة » ورمز له ني الحامعم الصغير بالصحة . 


— 0١ 


خزاعة البيت يتوارثون ذاك . حى كان آخحرهم حليل بن حبيشة . فتزوج 
قصي بن کلاب ابنته . 

فلما عظم شرف قصي > وكار بنوه وماله : هلك حلیل » فرأی 
قصي أنه أولى بالكعبة وأمرٍ مكة من خزاعة وبي بكر » وأن قريشاً رؤوس 
آل اسماعيل وصرغهم ٠‏ فكلم رجالا من قريش وكنانة ني إخراج خزاعة 
وبي بكر من مكة » فأجابوه . 

وكان الغوث بن مرة بن أذ بن طابخة بن الياس بن مضر يلي الإجازة 
اناس بالحج من عرفة » وولده من بعده . لأن أمه كانت جرهمية لا تلد . 
فنذرت لله إن ولدت رجلا : أن تتصدق به على الكعبة مخدمها . فولدت 
الغوث . فكان يقوم على الكعبة مع أخواله من جرهم . فولى الإجازة بالناس » 
لمکانه من الكعبة » فكان إذا رفع يقسول : 

الهم إلي تابع تباعة إن كان إفا فعلى قضاعة 

وكانت « صوفة ) تدفع بالناس من عرفة > وتجيزهم إذا نفروا من 
می . فإذا کان یوم التفر أتوا رمي الحمار ورجل من صوفة يرمي هم » 
لا يرمون حى يرمي طم . فكان المتعجلون يأتونه يقولون : ارم حى نرمي. 
فيقول : لا والله . حى تميل الشمس . فإذا مالت الشمس رهی ورمى الناس 
معه . فإذا فرغوا من الرمي وأرادوا النفر من می أخذت صوفة بابحانبين. 
فلم جز أحد حى مروا » ثم خلون سبيل الناس . 

فلما انقرضوا ور ېم بنو سعد بن زید مناة من بني تمم . 

وكانت الإفاضة من مزدلفة ني « عدوان » یتوار ثوا . حی کان آحرهم 
كرب بن صفوان بن جناب : الذي قام عليه الإسلام . فلما كان ذلك العام » 


— — 


فعلت صوفة ما كانت تفعل › قد عرفت العرب ذلك هم . هو دين هم من 
عهد جرهم وولاية خراعة . 

فأتاهم قصي ممن معه من قريش وقضاعة وكنانة عند العقبة » فقال 
حن أولى بهذا منكم . فقانلوه فاقتتل الناس قتالا شديداً . ثم انبزمت صوفة . 
وغلبهم قصي على ما كان بأيديم . وانحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر 


عن قصي › وعرفوا أنه سيمنعهم > كما منع صوفة » وول بينهم وبين الكعبة 
وأمر مكة . 


فلما الحازوا بادأهم وأجمع ربمم . فالتقوا واقتتلوا قال شديداً . ثم 
تداعوا إلى الصلح > فحکتموا يمر بن عوف » أحد بي بکر . فقضی 
بینهم بان قصیاً آولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة . وکل دم أصابه قصي 
منهم موضوع شداخه تحت قدميه » وما أصابت خزاعة وبنو بكر ففيه 
الدية » وأن علي بن قصي" وبن الكعبة ومكة . فسمي يومثذ يعمسر 
الشداخ . . ۰ 


فوليها قصي . وجمع قومه من منازهم إلى مكة . وتلاك عليهموملكوه . 
لأنه آقر للعرب ما كانوا عليه ٠‏ لأنه يراه ديناً لا يغر » فأقر النسآة وآل 
صفوان وعدوان » ومرة بن عوف على ما كانوا عليه . حى جاء الإسلام » 
فهدم ذلك كله . وفيه يقول الشاعر : 
قصي › لعمري کان ید عى مجمعاً 
به جع الله القبسائل من فهر 


فکان قصي بن لؤي صاب ملکاً آطاع له به قومه » فكانت إليه الحجاية» 
والسقاية » والرفادة » والندوة » والاواء . وقطع مكة رباعاً بين قومه . 
فآنزل کل قوم منهم منازهم . 

وقيل : إنهم : هابوا قطع الشجر عن منازهم . فقطعها بيده وأعوانه › 
فسمته قريش « مجمعاً» لا جمع من أمرهم » وتيمنت بأمره . فلا تنكح 
امرآة منهم ولا یتزوج رجل ولا یتشاورون فیما نزل بهم › ولا يعقدون 
لواء حرب إلا في داره يعقده هم بعض ولده . 

فکان آمره في حیاته - وبعد موته - عندهم كالدين التبع »> واتخذ 
لنفسه دار الندوة » فلما كبر قصي ورق عظمه - وکان عبد الدار بکره . 
وكان عبد مناف قد شرف ني زمان أبيه » وعبد العزى وعبد الدار . فقال 
قصي لعبد الدار : لالحقتّك بالقوم » وإن شرفوا عليلك . لا يدخل أحد 
منهم الكعبة حى تكون آنت تفتحها له . ولا يعقد لقريش لواء لحرا 
إلا أنت . ولا يشرب رجل بعكة إلا من سقايتك . ولا يأكل أحد من آهل 
الموسم طعاماً إلا من طعامك . ولا تقطع قريش أمراً من أمورها إلا في 
دارك . 

فأعطاه دار الندوة » والحجاية » واللواء > والسقاية » والرفادة »وهي 
حرج تخرجه قريش ني الموسم من أمواها إلى قصي » فيصنع به طعاماً الحاج » 
بأکله من م یکن له سعة ولا زاد . لن قصياً فرضه على قريش . فقال فم : 
إنكم جبران الله وأهل بيته . وإن الحاج ضيف الله » وهم أحق الضيف 
بالكرامة . فاجعلوا هم طعاماً وشراباً أيام الحج حى يصدروا عنكم . 
ففعاوا . 


— ۲ 


وکان قصي لا خالف › ولا برد عليه شيء صنعه . 

فلما هلك أقام بنوه أمره لا تراع بينهم . 

ثم إن بي عبد مناف أرادوا أخذ ما بيد عبد الدار > ورأوا نيم أولى 
بذاك فتفرقت قريش : بعضهم معهم . وبعضهم مع عبد الدار . فكان 
صاحب أمر عبد مناف : عبد شمس . لأنه أسنهم . وصاحب أمر بي 
عبد الدار : عام بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار . فعقد كل قوم حلفاً 
مؤكدآً . فأحرج بنو عبد مناف جفنة بملوءة طيباً . فغمسوا أيدهم فيها › 
ومسحوا ما الكعبة . فسموا «المطيبين» وتعاقد بنو عبدالدار وحلفاؤهم فسموا 
« الأحلاف » ثم تداعوا إلى الصلح › على أن لعبد مناف السقاية والرفادة ء 
وأن الحجابة واللواء والندوة لبي عبد الدار »> فرضوا . وثبت كل قوم 
مع من حالفوا » حى جاء الله بالإسلام . فقال صل الله عليه وسلم : «كل 
حلف في الحاهلية م يزده الإسلام إلا شدة» . 

وأما حلف الفضول : فاجتمعوا له ني دار عبد الله بن جدعان لشرفه 
وسنه » وهم : بنو هاشم » وبنو المطلب »> وأسد بن عبد العزى › 
وزهرة بن كلاب » وتیم‌ابن مره » تعاهدوا على أن لا جدوا مكة مظلوماً 
من أهلها › أو ممن دخلها » إلا قاموا معه » حى ترد إليه مظلمته »> فقال 
الزبر بن عبد المطلب : 

إن الفضول تالفوا وتعاقدوا أن لا يقم ببطن مكة ظا 

أمر عليه نحالفوا وتعاقدوا(») فالجار والمعتر فيهم سام 

(«) عند السهيلي « وتواثقوا» . 


— 0 


فولى السقاية والرفادة هاشم بن عبد مناف . لآن عبد شمس سفار › 
قلما یقے مک . وکان مقلا ذا ولد . وکان هاشم موسرآً > وهو آول من 
سن الرحلتن » رحاة الشتاء والصيف . وأول من أطعم الثريد عكة » فقال 
بعضهم :(») . 

عمرو الذي هشم الريد لقومه قروم بمكة مسنتن عجاف 

ولا مات هاشم ولى ذلك المطلب بن عبد مناف . فكان ذا شرف فيهم › 
يسمونه الفياض لسماحته . 

وكان هاشم قدم المدينة . فتزوج سلمى بنت عمرو » من بي النجار > 
فوندت له عبد المطلب . فلما ترعرع خرج إليه المطلب لبي به » فأبت 
أمه . فقال : إنه يلي ملك أبيه . فأذنت له . فرحل به . وسلم إليه ملك 
أبيه . فولى عبد المطلب ما كان أبوه بلي . وأقام لقومه ما أقام آباؤه . ورف 
فیهم شرفاً م یبلغه أحد من آبائه . وأحبوه وعظّم خطره فبهم . 

تم ذكر قصة حفر زمزم ٠‏ وما فيها من العجائب . 

تم ذ كر قصة نذر عبد المطلب ذبح ولده » وما جرى فيها من العجائب . 

ثم ذكر الآيات الي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ولادته › 
وبعدها . وما جرى له وقت رضاعة وبعد ذلك . 

ثم ذ كر كفالة أمه له . ثم كفالة جده » ثم كفالة عمه أي طالب . 

(«) هو عبد الله بن الزبعري . 


— ۹ 


م ذكر قصة بحري الراهب وغبرها من الآيات . 

م ذكر تزوجه خدمجة » وما ذكر ها غلامها ميلْسرة » وما ذکرته 
هي لورقة » وقول ورقة : 

حجت وکنت في الذكرى بلوجا ‏ لهم طالا بعث التشيجا 


إلى آخحرها . 
تم ذ کر حكمه صلى الله عليه وسلم بين قريش في الجر الأسود عند 
بناهم الكعبة . وذكر قصة بناًا . 


وذكر آمر الحمس - وقال : إن قريشاً ابتدعته رأياً رأوه . فقالوا : 
بحن بنو ابراه » وأهل الحرم » وولاة البيت . فليس لأحد من العوب 
مثل حقنا . فلا تعظموا أشياء من الحل مثلما تعظمون الحرم » لئلا تستخف 
العرب بجحرمتكم . فركوا الوقوف بعرفة ٠‏ والإفاضة منها »> مع معرفتهم 
أا من المشاعر > ومن دین إبراهے . ویرون لسائر العرب أن بقفوا با » 
ويفيضوا منها ‏ إلا أنہم قالوا : حن أهل الحرم . فلا ينبغي لنا أن نخرج 
منه . نحن الحمس . و« الحمس )(ء) آهل الحرم : 

ثم جعلوا لن ولدوا من العرب من أهل الحرم : مثل ماهم بولاديم 
إياهم . حل هم ما حل فم . ورم عليهم ما حرم علبهم . 

وكافت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم ني ذلك . 

(«) أصله من التحمس وهو التشدد والتنطع في الدين » بقصد الترفع والتعالي عل غيرهم 


وسمیت قريش « حمسا » لتشددهم و تنطعهم فيما ابتدعوه من الدين الذين خالفوا به الاس » 
يریدون الثر ف عليهم و العلو في الأرض وكانت هذه من صوفية ريش . 


— (V۷ — 


ثم ابتدعوا ني ذلك أمور » فقالوا : لا ينبغي الحمّس أن يقطوا 
الأقط » ولا أن يسلوا السمن وهم حرم » ولا يدخاوا بيتاً من شعر »› 
ولا يستظلوا إلا ي بيوت الآدم ما داموا حرماً . 

ثم قالوا : لا يتبغي لهل الحل أن يأکلوا من طعام جاءوا به من الحل 
إلى الحرم » إذا جاءوا حجاجاً أو عمارآ . ولا يطوفوا بالبيت إذا قدموا 
أول طوافهم - إلا في ياب الحمس . فإن لم مجدوا منها شيئاً طافوا 
بالبيت عراة . فإن لم جد القادم نياب أحمس : طاف في ثيابه » وألقاها إذا 
فرغ . ولم ينتفع بها ولا أحد غبره . فكانت العرب تسميها « اللّقّى» وحملوا 
على ذلك العرب . فدانت به . أما الرجال : فيطوفون عراة وأما النساء : 
فتضع المرأة تيابما كلها إلا درعاً مفرجاً ثم تطوف فيه » فقالت امرأة وهي 
تطوف(») : 

اليوم يدوا بعضه أو كله وما بدا مشه فلاأحله 

فلم يزالوا كذلك حى جاء الله بالإسلام . فأنزل الله : «تم أفيضوا 
من حيث أفاض الناس )١(»‏ وأنزل فيما حرموا : «يا بي آدم قد أنزلنا 
علیکم لباساً یوری سوءاتکم - إلى قوله - يا بي آدم خذوا زینتکم عند 
کل مسجد - إلى قوله - لقوم یعلمون ۲(۲) . 

(«) قال السهيلي : هي ضباعة بنت عامر بن صعصعة . ثم من بي سلمة بن قشير . وإعما 
كانت قريش ابتدعت هذا لتبيع الثياب الحجاج » وتكسب ما تشاء من الال . مم تغالت حى 
عجز الكثر عن الأمان الي تطلبها قريش . فأمروهم أن يطوفوا عراة . 

. آية 1۹۹4 من سورة البقرة‎ )١( 

(۴) الآیات من ۲٠١‏ إلى ۳١‏ من سورة الأعراف . 


— A 


وذكر حدوث الرجوم » وإنذار الكهان به صلى الله عليه وسلم ونزول 
سورة الجن وقصتهم . 

م ذكر إنذار اليهود » وأنه سبب إسلام الأنصار » وما نزل ني ذلك 
من القرآن . وقصة ابن الیبان » وقوله : «يا معشر ېود » ما ترونه 
أخرجى من أرض اللحمر والحمر إلى أرض البؤس والحوع؟» وقوله : 
«إنما قدمت هذه البلدة أتوكف خروج ني قد أظَل زمانه . وهذه البلدة 
مهاجرة » إلى آخرها . 

م ذكر قصة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه . 

م ذكر الأربعة المفرقن عن الشرك ني طلب الدين الحتق : وهم ورقة 
بن نوفل » وعبيد الله بن جحش » وعثمان بن الحويرث » وزید بن عمرو 
بن نفل . 

ثم ذكر وصية عيسى ابن مرم عليه السلام باتباع محمد صلى الله عليه 
وسلم » وما أخذ الله على الأنبياء من الإمان به والنصر له » وآن يژدوه 
إلى أمهم . فأدوا ذلك . وهو قول الله تعالى : «وإذا أخذ الله ميثاق ‏ 
النبيين الاية )١(‏ 6(») . 

)١(‏ آية ۸١‏ من سورة آل عمران 

(«») ظاهر الآية وتنكير لفظ « رسول » - والله أعلم -- أن اله أخذ العهد والميثاق عل 
كل نبي ورسول آن يمن بالرسول الذي يأتي من بعده . حى تكون سلسلة الرسالات مرتبطة › 
لإقامة الحجة على البشرية من أوطما إلى آخرها ( ۲١ : ٠١‏ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) 
۲١ : ٠٠ (‏ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) وبذلك تبطل مزاعم الحاهليين ني كل وقت وحين 
لثلا يكون الئاس على الله حجة . وما زال ذلك حى كانت بشارة موى محمد صلى اله عليه 


وسلم مجملة ني الكناية عن دار بعثته بتجلي الور من جبال فاران ثم بشارة عيسى بأظهر صفاته 
الي محمد بها « اسمه أحمد » وأحمد و صف ل علم . 


۹ 


م ذكر قصة بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - والقصة 
في الصحيحن - وفيها : أن أول ما نزل عليه : «اقرأً باسم ريك الذي 
خلق - إلى قوله - ما لم يعلم )١(»‏ ثم أنزل عليه : « يا أا الماثر . قم 
فأثذ ر . ورَبّك فكبّر . وفيابك فطهتّر » والرأجز فاهجر . ولا تمن" 
تستكار . ولربك فاصبر ۲(۲) . 

فمن فهم أن هذه أول آية أرسله الله ہا : عرف أنه سبحانه أمره أن 
ينذر الناس عن الشرك الذي يعتقدون أنه عبادة الأولياء ليقربوهم إلى الله 
قبل إنذاره عن نكاح الأمهات والبنات . وعرف أن قوله تعالى : « وربلك 
فكبر» آمر بالتوحيد قبل الأمر بالصلاة وغرها . وعرف قدر الشرك عند 
الله وقدر التوحيد . ۰ 

فلما أنذر صلى الله عليه وسلم الناس : استجاب له القلیل : وأما 
الأ كثر: فلم يتبعوا ولم بنكروا » حى بادأهم بالتنفر عن دينهم وبیان نقائصه 
وعیب آهتهم . فاشتدت عداو ېم له ولن تبعه . وعذبوهم عذاباً شديداً › 
وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم . 

فمن فهم هذا : عرف أن الإسلام لا يستقم إلا بالعداوة لمن رکه وعیب 
دينه وإلا لو كان لأولئاك المعذ بن رخصة لفعلوا )١(‏ . 

وجری بینه وبینهم ما يطول وصفه . وقص الله سبحانه بعضه ي 
کتابه . 

(1) الآيات من ١‏ إلى ه من سورة العلق . . 

(۲) الآيات من ١‏ إلى ۷ من سورة المدثر . 


(۲) أي لو كان م رخصة ني مداهنتهم وعدم إظهار المداوة والبغضاء لم ولدينهم لفعلوا 
ذلك ليخلصوا من تعذيب المشركين هم . : 


ت — 


ومن أشهر ذلك : قصة عمه أي طالب لا حماه بنفسه وماله وعياله 
وعشرته . وقاسى في ذلك الشدائد العظيمة . وصبر عليها » ومع ذلك كان 
مصدقاً له » مادحاً لدینه › حبسا لمن اتبعه » معادیاً لن عاداه » لکن لم یدخل 
فيه . وم يتبرأً من دين آبائه » واعتذر عن ذلك بأنه لا يرضی عسبة آبائه . 
ولولا ذلك لاتبعه . ولا مات - وأراد الني صل الله عليه وسلم الاستغفار له 
أنزل الله عليه : « ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركان واو 
کانوا آولي قري » من بعد ما تبن فم آم أصحاب ابلححم »() . 

فياها من عبرة ما أبينها ! ومن عظة ما أبلغها ! ومن بيان ما أوضحه ! 
لما بظن كثر ممن يدعي اتباع الحتى فيمن أحب التق وأهله » من غير 
اتباع ألحق » لأجل غرض من أغراض الدنيا . 

وما وقع أيضاً : قصته صل الله عليه وسلم معهم - لا قرأ سورة 
النجم حضرنهم - فلما وصل إلى قوله : « أفرأيم اللاة والعرّى » ومناة 
الثالفة الأخرى؟ )١(»‏ ألقى الشيطان ني تلاوته : تلك الغرانيق العلى . وإن 
شفاعتهن لرنجى . وظنوا أن الني صل الله عليه وسلم قاله › ففرحوا بذاك 
فرحا شدیداً › وتاقاها الصغر والكبر منهم ٠‏ وقالوا كلاماً معناه : هذا 
الذي نريد » نحن نقر آن الله هو الحالق الرازق ٠‏ المابر للأمور » ولكن 
نريد شفاعتها عنده . فإذا أقر بذاك فليس بيننا وبينه أي خلاف . 

واستمر رسول الله صلل الله عليه وسلم يقرؤها . فلما بلغ السجدة 
سجد وسجدوا معه . وشاع الحبر : نهم صافوه » حى إن احبر وصل 

. من سورة براءة‎ ٠١١ آية‎ )١( 

(۲) الآيتان رقم ۱۹ » ۲١‏ من سورة النجم . 


— ٣ س‎ 


إلى الصحابة الذين بالحبشة » فركبوا البحر راجعن لظنهم أن ذلائأصد ق . 
فلما ذأ كر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم : خاف أن يكون 
قاله . فخاف من الله خوفاً عظيماً »> حى أنزل الله عليه : « وما أرسلنا 
من قبلك من رسول ولا ني إلا إذا تنى ألقى اليطان في أمنيم - إلى قوله - 
عذاب یوم عقے »() . 

فمن عرف هذه القصة() » وعرف ما عليه المشركون اليوم » وماقاله 
وبقوله علماؤهم » ول يمز بن الإسلام الذي آتى به النبي صل الله عليه 
وسام » وبين دين قريش الذي أرسل الله رسوله ينذ رهم عنه › وهو 
الشرك الأكبر : فأبعده الله . فإن هذه القصة تي غاية الوضوح › إلا من 
طبع الله على قلبه وسمعه . وجعل على بصره غشاوة › فذلاك لا حيلة فيه > ٠‏ 
ولو كان من أفهم الناس » كما قال الله تعالى ني أهل الفهم الذدين أ يوفقوا : 
« ولقد مکناهم فیما إن مکناکم فيه . وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفثدة . 
فما أغى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتم من شيء(") - الآية » . 

ثم لما أراد الله إظهار دينه » وإعزاز المسلمين : أسلم الأنصار - أهل 
المدينة - بسبب العلماء الذين عندهم من اليهود . وذ كرهم هم الي 


(۱) الآيات من ۲ه إلى هه من سورة الج . 

(۲) ذکر صاحب فتح الباري ج ۸ ص ٠٠۳۹‏ ط السلفية : أن القصة رويت بثلاثة 
أسانيد على شرط الصحيح وهي مراسيل عتج مثلها من عتج بالرسل وکنا ر ن لا تج . به 
لأعتضاد بعضها ببعض قال : وإذا تقرر ذلك تمين تأويل ما وقع فيها ما يستنكر وهو قوله : 
ألقى ٠‏ الشيطان على لسانه تلك الفراتيق الد وإن شفاعتهن لتر تجى . » ثم ذكر أجوبة للعلماء 
في ذلك » وأحسنها القول : أن الشيطان أوقع ئي مسامع المشركين ذلك فتوهموا أنه صدر 
عن رسول اله صلى الله عليه وسلم ذلك وليس كلك في تفس الأمر م 

(۴) آية ۲١‏ من سورة ة الأحقاف . 


~~ K 


وصفته » ون هذا زمانه وقتدار الله سبحانه أن أولثك العلماء الذين يتمنون 
ظهوره وینتظرونه › ويتوعدونهم به - لعرفتهم أن العز لن اتبعه - یکفرون 
به ویعادونه . فهو قول الله سبحانه : « ولا جاءهم کتاب من عند الله مضدق 
لا معهم » وكانو من قبل يستفتحون على الذين كفروا . فلما جاءهم ما عرفوا 
كفروا به فلعنة الله على الكافرين )١(»‏ . 

فلما أسلم الأنصار : أمر رسول الله صلى اله عليه وسلم من كان بمكة 
من المسلمين بانمجرة إلى المدينة . فهاجروا إليها . وأعزهم الله تعالى بعد تلك 
الذلة . فهو قوله تعمالى : « واذكروا إذ آم قليل مستضعفون في الأرض 
تخافون أن بتخطفكم الناس فوا كم وأيندكم بنصره - الآية )"(٠‏ . 

وفوائد المجرة › والمسائل الي فيها كشرة > لكن نذكر منها مسألة 
واحدة . وهي : ۰ 


أن ناساً من المسلمن م مهاجروا » كراهة مفارقة الأهل › والوطن 
والاًقارب » فھو قول الته تعالی : « قل إن کان آباؤکم وأبناؤکم › وإخوانکم 
وأزواجكم > وعشرتکم > وأموال اقترفتموها › وتجارة تخشون كسادها » 
ومساکن ترضون ا » أَحَّب لیم من الله ورسوله وجهاد في سبیله . فتربصوا 
حى يأتي الله بأمره والته لا بدي القوم الفاسقىن»(") . 


فلما خرجت قريش إلى بدر : خرجوا معهم كرها . فقتل بعضهم 
بالرمي » فلما علم الصحابة : أن فلاناً قدل » وفلانً قتل » تأسفوا على ذلك › 
)١(‏ آية ۸٩‏ من سورة ابقرة . ) ۰ 


(۲) آية ۲١‏ من رسوة الأنفال . 
(۴) آية ۲١‏ من سورة براه . 


وقالوا : قتلنا إخواننا . فأنرل الله تعالى فيهم : « إن الذين توفاهم الملائكة 
ظالي أنفسهم قالوا : فيم كنم ؟ قالوا : كنا مستضعفين ني الأرض - إلى 
قوله - وکان الله غفوراً رحیما »(۱) . 

فليتأمل الناصح لنفسه هذه القصة » وما أنزل الله فيها من الآيات . فإن 
أولئك لو تكلموا بكلام الكفر » وفعلوا کفرآً ظاهراً ٌرضون به قومهم : 
م يتأسف الصحابة على قتلهم . لأن الله بين هم - وهم بمكة - لما عذبوا 
قوله قعالی : « من" كفر بالله من بعد إعانه » إلا من أكره وقلبه مطمان 
يالإعان »() . 


فلو سمعوا عنهم كلاماً أو فعا يرضون يه المشركان من غير إكراه » 
ما كانوا يقولون « قتلنا إخواننا» . 


ویوضحه قوله تعالی : « قالوا : فم کن ؟) وم يقولوا : كيف 
عقدیتکم ؟ أو کیف فعلکم ؟ بل قالوا : في أي الفریقن کتم(.) ؟ فاعتذروا 
بقوهم : «كنا مستضعفان ني الأرض » فلم تكذبهم الملائكة ي قوم هذا › 
بل قالوا هم J»:‏ ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟ » ويوضحه 
قوله إلا المستضعفن من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولامتدون 
سبيلا . فأولئك عسى الله آن يعفو عنهم . وکان الله عفوآً غفورآ )٣(»‏ . 

(۱) الآيات من ۷ه إلى ٠٠٠١‏ من سوزة النساء : 

(۲) الآية رقم ٠١١‏ من سورة النحل : 

(ه) الاستفهام « فم كنم » يفيد السؤال عن الحال والصفة »-والسؤال عن القرناه . ونو 
عن المال والصفة أظهر . 


(۳) الآیتان رقم ٩٩ - ٩۸‏ من سورة التساء . 


— ۳ 


فهذا في غاية الوضوح . فإذا كان هذا في السابقىن الارن * ن 
الصحابة »> فکیف بغرهم ؟ . ۰ 

ولا یغه هنا لای قرم أن اهل الدین اوم لا عدون ذنا. . 

فإذا فهمت ما أنزل الله فهماً جيداً.. وفهمت ما عند من يدعى الدين 
اليوم » تبن لك أمور : 

منها : أن الإنسان لا يستغنى عن طلب العلم . فإن هذه وأمثاا : 
لا تعرف إلا بالتنبيه . فإذا كانت قد أشكلت على الصحابة قبل نزول الآية ء 
فکیف بغرهم ؟ . 

ومنها : أنك تعرف أن الإعان ليس كما بظنه غالب الاس اليوم ٠‏ بل كنا 
قال الحسن البصري - فيما روى عنه البخاري : « ليس الإعان بالتحلي 
ولا بالتمي > ولكن ما وقر في القلوب وصذقته الأعمال » . 

نأل الله أن يرزقنا علماً نافعاً » ويعيذنا من علم لا ينفع .. 

قال عمر بن عبد العزيز : « يا بي ليس اللحر : أن يكار مالك وولدكء 
ولكن اللحر : أن تعقل عن الله » م تطيعه » . 


NIN QO QO Q0 Q4 QQ ¢ ¢ ¢ 


و لما هاجر المسلمون إلى المدينة » واجتمع المهاجرون والأنصار : شرع 
الله هم الحهاد . وقبل ذلك وا عنه » وقيل هم : « کفوا آیدیکم » فأنزل 
الله تعالى : «کتب عایکم القتال . وهو کر" لکم . وعسی أن تكرهوا 
شيئاً وهو خر لکم . وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم وقلا 


س 0 س 


لا تعلمون )١(»‏ فبذلوا أنفسهم وآمواهم لله تعالى » رضي الله عنهم » فشكر 
الله هم ذلك » ونصرهم على من عاداهم . مع قلتهم وضعفهم › وكارة 
عدوهم وقوتېم . 

فمن الوقائع المشهورة » الي أنزل التهفيها القرآن : وقعة بدر » قد أنزل 
اله فيها سورة الأنفال › وبعدها وقعة قينقاع » ثم وقعة أحد بعد سنة » 
وفيها الآيات الي تي آل عمران ء وبعدها وقعة بي النضر › وفيها الآيات 
الي في سورة الحشر » م وقعة الحندق » وبي قربظة »> وفيها الآيات الي 
ني سورة الأأحزاب . ثم وقعة الحديبية » وفتح خيبر . وأنزل الله فيها سورة 
هتح . وفتح مكة . ووقعة حن . وأنزرل الله فيها ممورة النصر . وذكر 
حنبن ني سورة براءة . م غزوة تبوك . وذكرها الله في سورة براءة . 

ولا دانت له العرب » ودخلوا في دين الله أفواجاً » وابتدآ ني قال 
العجم : اعتار الله له ما عنده . فتوني رسول الله صلى الله عليه وسلم › 
بعد ما أقام بالمدينة عشر سنن . وقد بلغ الرالة »> وأدى الأمانة . 
فوقعت الردة المشهوزة . 

وذلك : أنه لا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارتد غالب من 
أسلم » وحصلت فنة عظيمة » ثبت الله فيها من أنعم عليهم بالثبات »› 
بسبب آي بكر الصديق رضي الله عنه . فإنه قام فيها قياماً لم يدانه فيه أحد 
من الصحابة » ذكرهم" فيه ما نسوا . وعلمهم ما جهلوا . وشجعهم 
)١(‏ آية ۲٠١‏ من سورة البقرة . 


— ۴ 


لا جبنوا . فثبت الله به دين الإسلام ٠‏ جعلنا الله من أباعه » وأتباع 
ما حمله أصحابه . 


قال الله تعالی : « يا أا الذین آمنوا من يرت منکم عن دینه . فسوف 
ياي الله بقوم بهم وحبونه . أذلة على المؤمنن › أعزة على الكافرين 
جاهدون في سيل الله - الآية »(1) قال الحسن : هم والته أبو بكر 
وأصحابه . 


قتال أهل الردة : 

وصورة الردة : أن العرب افترقت ني ردنا . فطائفة رجعت إلى عبادة 
الأصنام . وقالوا : لو كان نبياً ما مات . وفرقة قالت : نؤمن بالله ولانصلي . 
وطائفة أقروا بالإسلام وصلوا . ولكن منعوا الزكاة . وطائفة شهدوا أن 
لا إله إلا الله » وآن محمد رسول الله . ولكن صدقوا ۾ مسيلمة أن الني 
صلى الله عليه وسلم أشركه معه ني النبوة . 

وذلك : أنه أقام شهوداً شهدوا معه بذاك . وفيهم رجل من أصحابه 
معروف بالعلم والعبادة » يقال له : الرّجال » فصدقوه لأجل ما عرفوا 
فيه من العلم والعبادة ففيه يقول بعضهم ممن لبت منهم : 

يا سعاد الفؤاد بنت ألال طال ليل بفتنة الرجال 

فن القوم بالشهادة 0 والله عزيز ذو قوة وحال 
دقرم من أهل يمن » صدقوا الأمود امتتي في ادعاه وة .. 


. آية ٣ه من سورة المائدة‎ )١( 


وقوم صدقوا طليحة الأسدي . 

ولم يشك أحد من الصحابة ني كفر من ذكرنا » ووجوب قتاهم › إلامانع 
الزكاة ولا عزم بو بكر رضي الله عنه على قتاهم . قبل له « کیف نقاتلهم . 
وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حى 
يقولوا : لا إله إلا الله . فإذا قالوها عصموا مي دماءهم وأمواهم ٤‏ 
إلا بحقها ؟ قال أبو بكر : فؤإن الزكاة من حقها › والله لومنعولي عقالاً 
کانوا يۇدونه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه »(1) . 

م زالت الشبهة عن الصحابة رضي الله عنهم » وعرفوا وجوب 
قتالهم » فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم . فقتلوا من" قتلوا منهم › وسبوا 
نساءهم وعياهم . 

فمن أهمَ ما على المسلم اليوم : تأمل هذه القصة الي جعلها الله من 
من حججه على خلقه إلى يوم القيامة . فمن تأمل هذا تأملا جيداً - خصوصاً 
إذا عرف أن اله شهرها على ألسنة العامة » وأجمع العلماء على تصويب 
أي بكر ني ذلك » وجعلوا من أکبر فضائله › وعلمه : أنه م يتوقف في 
قتاهم » بل قاتلهم من أول وهلة . وعرفوا غزارة فهمه ني استدلاله عليهم 
بالدليل الذي أشكل عليهم . فرد عليهم . بدليلهم بعينه » مع أن المسألة 
موضحة ي القرآن والسنة . 

أما القرآن : فقوله تعالى : « فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا 
المشركن حيث وجدتموهم » وخذوهم واحصروحم › واقعدوا هم كل 
مَرصد » فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآنوا الزكاة فخلوا سبيلهم )١(١‏ . 

() واه با الفظ مسلم وآبو داود والتر مذي وقال السيوطي هو متواتر . 


)۲( آية ه سورة برأءة . 


— ۳۸ 


وي الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أمرّث أن 
أقاتل الناس حى يشهدوا أن لا إله إلا الله » وأن محمداً رسول الله » ويقيموا 
الصلاة » ويؤتوا الزكاة . فإذا فعلوا ذلك : عصموا مي دماءهم وأموامم › 
إلا بحق الإسلام وحسابيم على الله تعالى» . 


فهذا كتاب الله الصريح > للعامي البليد . وهذا کلام رسول لته صلی الله 
عليه وسلم . وهذا إجماع العلماء الذين ذكرت لك . 


0 ¢ ¢ ¢ ¢ ¢ 


والذي يعرفك هذا جيداً : هو معرفة ضده » وهو أن العلماء ني زماننا 
يقولون : من قال : «لا إله إلا الله » فهو المسلم > حرام المال والدم 
لا يتر ولا بقاتل » حى إنهم يصرحون بذاك ني شان البدو ا 
یکذبون بالبعث . وينكرون الشرائع . ويزعمون أن شرعهم الباطل : 
حق الله » ولو طلب أحد منهم خصمه أن خاصمه عند شرع اله : و 

من أنكر المنكرات » بل من حيث الحملة : rl‏ یکفرون بالقرآن من 
أوله إلى آخره . ویکفرون بدین الرسول كله » مع إقرارهم بذاك 
بألسنتهم > وإقرارهم : أن شرعهم أحدثه آباؤهم هم كفراً بشرع الله . 

وعلماء الوقت يعارفون بمذا كله . ويقولون : ما فيهم من الإسلام 
شعرة . وهذا القول تلقته العامة عن علماہم » وأنکروا به ما بینه الله 
ورسوله . بل كقروا من صدق الله ورسوله ني هذه المسألة » وقالوا : 
من كقر مسلماً فقد كفر . والمسلم عندهم : الذي ليس معه من الإسلام 


شعرة » إلا أنه يقول بلسانه « لا إله إلا الله » وهو أبعد الناس عن فهمها 
وتخقيق مطلوبما علماً وعقيدة وعملاٌ . 

فاعلم - رحمك الله - أن هذه المسألة : أهم الأشياء كلها عليك . لأا 
هي الكفر والإسلام . فإن صدقتهم فقد كفرت با آنزل الله على رسوله 
صلى الله عليه وسلم » ا ذكرنا لك من القرآن والسنة والإجماع . وإن 
صدقت الله ورسوله عادوك وكفروك . 

وهذا الكفر الصريح بالقرآن والرسول في هذه المسألة : قد اشتهر ي 
الأرض مشرقها ومغربما . ولم يسلم منه إلا أقل القليل . 

فإن رجوت الحنة » وخفت من النار : فاطلب هذه المسألة » وادرسها 
من الكتاب والسنة »> وحررها » ولا تقصر ني طلبها » لأجل شدة 
الحاجة إليها » ولجا الإسلام والكفر . وقل : اللهم المي رشدي . 
وفهمني عنك » وعلمني منك » وأعذني من مضلات الفن ما حيتي . 
وأكثر الدعاء بالدعاء الذي صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
أنه كان يدعو به في الصلاة . وهو : «اللهم رب جبريل وميكائيل 
وإسرافيل » فاطر السموات والأرض ٠»‏ عام الغيب والشهادة » نت نحكم 
بن عبادك فیما کانوا فيه ختلفون » اهدني لما اختلف فيه من الحتق بإذنك. 
إنك نهدي من تشاء إلى صراط مستقى »(1) . 


d0 d0 Qû 4 û QQ ¢ ¢ û ¢ 


0 المحديث رواه مسلم وأو داود والتر مذي والنسائي وابن ماجه . 


— {+ 


ونزيد المسألة إيضاحاً ودلائل لشدة الخحاجة إليها › فنقول : 


ليتفطن العاقل لقصة واحدة منها . وهي أن بي حنيفة أشهر أهل الردةء 
وهم الذين يعرفهم العامة من أهل الردة . وهم عند الناس أقبح أهل الردة . 
وأعظمهم كفرآً . وهم - مع هذا - يشهدون : أن لا إله إلا الله وأن محمداً 
رسول الله » ويؤذنون ويصلون » ومع هذا فإن أكترهم يظنون أن الي 
صلى الله عليه وسلم أمرهم بذلك ٠‏ لأجل الشهود الذين شهدوا مع الرجال . 

والذي يعرف هذا - ولا يشك فيه - يقول : من قال : «لا إله 
إلا الله » فهو المسلم » ولو م يكن معه من الإسلام شعرة › بل قد تركه 
واستهزاً به متعمدآً . فسبحان الله مقلب القلوب کیف یشاء !! كيف تمع 
ي قلب من له عقل - ولو كان من أجهل الناس - أنه يعرف أن بي حنيفة 
كفروا » مع أن حاهم ما ذكرنا » وأن البدو إسلام . ولو تركوا الإسلام 
کله » وآنکروه > واستهزآوا به على عمد . لانم يقولون : « لا له 
إلا الله » لكن أشهد أن الله على كل شي ء قدير . نسأله أن يثبت قلوبنا على 
دینه » ولا یزیغ قلوبنا بعد إذ هدانا » وآن ہب لا منه رحمة . إنه 
هو الوهاب . 


€١‏ س 


الدليل الثاني 
قصة اخرى وقعت في زمن الخلفاء الراشدين 

وهي أن بقايا من بي حنيفة » لما رجعوا إلىالإسلام » وتبرأوا من مسيلمة › 
وأقروا بكذبه : كبر ذنبهم عند أنفسهم » وتملو بأهليهم إلى النغر لأجل 
اهاد ني سبيل اله » لعل ذلك بمحوا عنهم آثار تلك الردة . لأن الله تعسالى 
يقول : « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالاً » فأولئك يبدل الله سيثا بم 
حسنات»() ویقول « وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالاً تم اهتدی»(٩)‏ 
فنزلوا الكوفة . وصار هم بها محلة معروفة › فيها مسجد يسمى مسجد 
بي حنيفة » فمر بعض المسلمين على مسجدهم بن المغرب والعشاء . فسمعوا 
منهم كلاماً معناه : أن مسيلمة كان على حق » وهم جماعة كرون » لكن 
الذي م يقله ل ينكره على من قاله . فرفعوا أمرهم إلى عبد الله بن مسعود » 
فجمع من عنده من الصحابة واستشارهم : هل يقتلهم وإن تابوا › أو 
يستتيبهم ؟ فأشار بعضهم بقتلهم من غر استتابة . وأشار بعضهم باستتابتهم › 

فاستتاب بعضهم »› وقتل بعضهم ول يستتبه . 
فتأمل ‏ رحمك الله - إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصالة 
الشاقة ما أظهروا › لا تبرأوا من الكفر › وعادوا إلى الإسلام . ولم يظهر 
منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة » لكن سمعها بعض السلمين .. 


(۲) آية ۸۲ سورةطه . 


e ¥ س‎ 


ومع هذا م يتوقف أحد في كفرهم كلهم - التكلم والحاضر الذي ل¿ 
ینکر - ولکن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أولا ؟ والقصة في صحيح 
ابخاري . 

فان هذا من کلام من يزعم : أنه من العلماء » ويقول : البسدو 
ما معهم من الإسلام شعرة » إلا أنيم يقولون : «لا إله إلا الله » ومع ذلك 
حكم بإسلامهم بذلك ؟ أين هذا ما أجمع عليه الصحابة : فيمن قال تلك 
الكلمة » أو حضرها ولم ينكر ؟ . 

سارت مشرقة » وسرت مغرباً شتان بن مشرق ومضرب 

ربنا إني أعوذ بك أن أكون ممن قلت فيهم : « فلما أضاءت ما حوله » 
ذهب الله بنورهم » وترکهم في ظلمات لا يبصرون » صم بكم عمي فهم 
لا يرجعون ۱(۲) ولا من قلت فيهم : « إن شر الدواب عند الله الصم البكم 
الذين لا يعقلون »(") . 


)۱( الآيتان CIA CIY‏ سورة البقَرة . 
(۲) آية ۲۲ من سورة الأنفال . 


۳ س 


الدليل الثالث 
ما وقع في زمان الخلفاء الراشدين 
قصة أصحاب على بن أي طالب - لا اعتقدوا فيه الإهية الي تعقد 
اليوم ني أناس من أكفر بني آدم وأفسقهم - فدعاهم إلى النوبة فأبوا . 
فخدً هم الأخاديد » وملا ها حطباً . وأضرم فيها النار . وقذفهم فيهسا 
وهم أحياء. ‏ 


ومعلوم أن الكافر - مثل اليهودي والنصراني - إذا مر الله بقتلهلا جوز 
إحراقه بالنار . فعلم آم أغلظ كفراً من اليهود والنصارى . 


هذا »> وهم يقومون الليل » وبصومون النهار › ويقرأون القرآن » 
آخذین له عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما غلوا ني علي 
ذاك الغلو : أحرقهم بالنار وهم أحياء . وأجمع الصحابة وأهل العلم كلهم 
على كفرهم . فأين هذا ممن يقول في البدو تلك المقالة » مع اعترافه بمذه القصة 
وأمثاما » واعترافه : أن البدو كفروا بالإسلام کله › إلا أنهم يقولون 
لا إله إلا الله ! . 


واعلم أن جناية هؤلاء إنما هي على الألوهية › وما علمنا فيهم جناية 
على النبوة > والذين قبلهم جنايتهم على النبوة > وما علمنا هم جناية عل 
الإهية . وهذا ما يبن لك شيئاً من معى الشهادتن الذين هما أصل الإسلام . 


ئ — 


الدليل الرابع 
ما وقسع في زمن الصحابة ايضا 
وهي قصة المختار بن أي عبيد الثقفي . وهو رجل من التابعن »مصاهر . 
لعبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه » مظهر الصلاح . فظهر فيالعراق 
يطلب بدم الحسین وأهل بیته » فقتل ابن زیاد ۰ ومال اليه من مال » 
لطلبه دم آهل البيت ممن ظلمهم ابن زياد . فاستولوا على العراق » وأظهر 
شرائع الإسلام » ونصب القضاة والأئمة من أصحاب ابن مسعود . رضي 
الله عنه وكان هو الذي بصلي بالناس الحمعة واللحماعة » لكن في آخر أمره: 
زعم أنه يوحي إليه . فسيتر إليه عبد الله بن الزبر جيشاً » فهزموا جيشه 
وقتلوه » ومين اخيش مصعب بن الزبر » ونحته امرأة" أبوها أحدالصحابة › 
فدعاها مصعب إلى تكفبره فأبت . فكتب إلى أخيه عبد الله يستفتيه فيها › 
فكتب إليه : إن لم برأ منه فاقتلها . فامتنعت » فقتلها مصعب . 
وأجمع العلماء كلهم على كفر المختار - مع إقامته شعائر الإسلام - 
لا جنى على النبوة . 
وإذا كان الصحابة قتلوا المرأة الي هي من بنات الصحابة لا امتنعت من 
تكفره » فكيف بن ل يكفر البدو مع إقراره بحاهم ؟ فكيف بن زعم 
ألم هم أهسل الإسلام » ومن دعاهم إلى الإسلام هو الكافر ؟ يا ربا 
نسألك العفو والعافية . 


~40 —- 


الدليل الخامس 


ما وقع في زمن التابعين 
وذلك قصة امعد بن درهم ¢ وکان من آشهر الناس بالعلم والعبادة . 
فلما جحد شيا من صفات الله - مع كونها مقالة خفيةعند الأ كار - ضحى 


به خالد بن عبد الله لسري يوم عيد الأضحى › فقال : أا الناس » 
ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالحعد بن درهم › فإنه زعم أن الله 
م یتخذ إبراهم خلیلا › ولم یکلم موسی تکلیما . ثم نزل فذبحه › وم یعلم 
أن أحداً من العلماء أنكر ذلك عليه . بل ذكر ابن القم إجماعهم على 


استحسانه » فقال : 


/ شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من أحي قربان 


فإذا كان رجل من أشهر الناس بالعلم والعبادة » أخذ العلم عن الصحابهء 
أجمعوا على استحسان قتله » فأين هذا من اغتقاد أعداء الله ي البدو ؟ 


0 س 


الدليل السادس 
قصة بني عبيد القداح 
فإنهم ظهروا على رأس الائة الثالغة . فادعى عبيد الله : أنه من آل على 
بن أي طالب ٠‏ من ذرية فاطمة » وتزي بزي أهل الطاعة والجهاد في 
سبيل الله . فتبعه أقوام من البربر من أهل المغرب . وصار له دوله کبرة 
ني المغرب ولأولاده من بعده . ثم ملكوا مصر والشام » وأظهروا شرائع 
الإسلام »> وإقامة الحمعة والحماعة . ونصبوا القضاة والمهين . لكن 
أظهروا الشرك وغالفة الشريعة » وظهر منهم ما يدل على نفاقهم وشدة 
کفرهم . فأجمع آهل العلم : آم کفار » وان دارهم دار حرب » مع 
إظهارهم شعائر الإسلام . 
وتي مصر من العلماء والعباد أناس كثر » وأكثر آهل مصر لم يدخل 
معهم فيما أحدثوا من الكفر . ومع ذلك : أجمع العلماء على ما ذكرنا » 
حى أن بعض أكابر أهل العلم المعروفين بالصلاح قال : لو أن معي عشرة 
أسهم لرميت بواحد منها النصارى المحارين . ورميت بالتسسعة بى عبيد . 
ولا كان زمان السلطان محمود بن نكي أرسل إليهم جيشاً عظيماً بقيادة 
صلاح الدين . فأخذوا مصر من أيدم . ولم يتركوا جهادهم إعصر لأجل 
من فيها من الصالن . 
فلما فتحها السلطان محمود فرح المسلمون بذلك أشد الفرح . وصنف 
ابن الحوزي ني ذلك كتاباً سماه « النصر على مصر » . 


۷ 


وأكذر العلماء التصنيف والكلام ني كفرهم › مع ما ذكرنا من إظهارهم 
شر انع الإسلام الظاهر ة. 

فانظر ما بن هذا وين ديننا الأول(ء) : أن البدو إسلام › مع معرفتنا 
يما هم عليه من البراعة من الإسلام كله › إلا قول « لا إله إلا الله » ولاتظن 
آن أحداً منهم يكفر إلا إن انل وديا أو نصراناً . 

فإن آمنت ما ذ کر الله ورسوله »> وبا أجمع عليه العلماء > وتبرأت 
من دين آبائك ني هذه السألة » وقلت : آمنت بالله وبا آنرل الله » وتبرأت 
ما حالفه باطناً وظاهراً » مخلصا له الدين ني ذلك » وعلم الله ذلك من قلبلكء 
فابشر . ولكن اسأل اله الثبيت . واعرف آنه مقلب القلوب . 


(«) يقصد الشيخ رحمه اله ما كانت عليه جد من الماهلية. قبل دعوة الشيخ محمد إن 
عبد الوهاب . 


الدليل السابع 
قصة التتار 
وذاك : أنيم بعد مافعلوا بامسلمين ما فعلوا » وسكتوا بلاد المسلمن» 
وعرفوا دين الإسلام : استحسنوه وأسلموا . لكن لم يعملوا عا بحب عليهم 
من شرائعه . وأظهروا أشياء من اللحروج عن‌الشريعة › لكنهم كانوا بتلفظون 
بالشهادتىن > ويصلون الصلوات الحمس والحمعة والحماعة . وليسوا 


كالبدو » ومع هذا كفروهم العلماء » وقاتلوهم وغزوهم . حى أزاهم الله 


عن بلدان المسلممن . 

وفيما ذكرنا كفاية لمن هداه الله . 

وأما من أراد الله فتنته : فلو تناطحت ابال بن يديه م ينفعه ذلك . 

ولو ذكرنا ما جرى من السلاطين والقضاة » من قتل من أتى بأمور 
يكفر با - ولو كان يظهر شعائر الإسلام - وقامت عليه البينة باستحقاقه 
لقتل » مع أن في هؤلاء المقتولن من كان من أعلم الناس وأزهدهم وأعبدهم 
في الظاهر » مثل الحلاج وأمثاله » ومن هو من الفقهاء المصنفن › كالفقيه 
عمارة . 

فلو ذکرنا قصص هؤلاء لاحتمل مجلدات . ولا نعرف فيهم رجلا 
واحداً بلغ كفره كفر البدو الذين يقول عنهم - من يزعم إسلامهم - : 
إنه ليس معهم من الإسلام شعرة إلا قول : «لا إله إلا الله » ولكن من مد 
الله فهو المهتدي . ومن يضال فلن تجد له ولياً مرشداً . 


€۹ — 
(م ٤)‏ س مختصر السيرة ) 


والعجب أن الكتب الي بأيدم ٠‏ والي يزعمون أنهم يعرفو نما ويعملون 
با : فيها مسائل الردة . 

وتمام العجب : آم بعرفون بعض ذلك ویقرون به » ویقولون : 
من أنكر البعث كفر . ومن شك فيه كفر . ومن سب الشرع كفر . ومن 
آنكر فرعا جمعاً عليه فر . کل هذا يقو لونه بألسنتهم . 

فإذا كان من أنكر الكل باليمن » أو أنكر النهي عن إسبال الثياب »› 
أو أنكر سنة الفجر أو الوتر : فهو كافر . ويصرحون أن من أنكر الإسلام 
کله وكاب به » واستهزأً عن صدقه : فهو أخوك المسلم » حرام الدم 
وا مال » مادام يقول : «لا إله إلا الله » تم يكفروننا » ويستحلون دماعءنا 
وأموالنا » مع أنا نقول « لا إله إلا الله » فإذا سلوا عن ذلك ؟ قالوا : 
من كفر مسلماً فقد كفر . 

تم لم يكفهم ذلك حى أفتوا لمن عاهدنا بعهد الله ورسوله : أن ينقض 
العهد وله في ذاك ثواب عظم » ويفتون من عنده أمانة لنا » أو مال يتم : 
أنه جوز له أكل أمانتنا »> ولو کانت مال یتم › بضاعة عنده أو وديعة › 
بل برسلون الرسائل لدهام بن دراس وأمتاله : إذا حاربوا التوحيد 
ونصروا عبادة الأصنام » بقولون : أنت يا فلان قمت مقام الأنبياء . مع 
إقرارهم أن التوحيد - الذي ندعو إليه » وكفروا به وصدوا الناس عنه هو 
دين الأنبياء عليهم الصلاة و السلام وأن الشرك الذي نينا الناس عنه » ورغبوهم 
هم فيه > وأمروهم بالصبر على آتهم - أنه الشرك الذي نى عنه الأنبياء . 
ولكن هذه من أكبر آبات الله » فمن لم يفهمها فليباك على نفسه . والله 
سبحانه وتعالی أعلم . 


— +0 س 


نسب النبسى صل الله عليه وسم 


محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن‌هاشم بن عبد مناف بنقصي بن كلاب 
بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة 
بن خزعة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . إلى هنا 
معلوم الصحة . وما فوق عدنان مختلف فيه . ولا حلاف أن عدنان : من 
ولد إسماعيل . وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب . والقول بأنه 
إسحاق باطل . 

ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بعكة عام الفيل . وكانت وقعة 
الفيل تقدمة قدمها اله لنبيه وبيته » وإلا فأهل الفيل نصارى أهل الكتاب › 
دينهم خر من دين أهل مكة . لانم عباد أوثان . فنصرهم الله نصراً لاصنع 
البشر فيه » تقدمة لني الذي أخرجته قريش من مكة » وتعظيماً للبلد 
الحرام . ١‏ 
قصة الفيل : 

وکان سبب قصة الفيل - على ما ذكر محمد بن إسحاق - أن أبرهة 
بن الصباح كان عاملا للنجاشي ملك الحجشة على اليمن . فرأى الناس 
يتجهزون أيام الموسم إلى مكة - شرفها الله - فبى كنيسة بصنعاء . وكتب 


— 0 


إلى النجاشي « إني بنيت لك كنيسة م يبن مثلها » ولست منتهياً حى أصرف 
إليها حج العرب » فسمع به رجل من بي كنانة » فدخايا ليلا . فلطخ قبلتها 
بالعذرة . فقال أبرهة : من الذي اجنرأً على هذا ؟ قيل : رجل من أهل 
ذلك البيت » سمع بالذي قلت . فحلف ابرهة ليسرن إلى الكعبة حى 
مدمها . وكتب إلى النجاشي مخبره بذلك » فسأله آن يبعث إلیه بفیله .وکان 
له فيل يقال له : محمود » م ر مثله عظماً وجسماً وقوة » فبعث به اليه › 
فخرج أبرهة سائراً إلى مكة . فسمعت العرب بذلك فأعظموه » ورأوا 
جهاده حقاً عليهم . 

فخرج ملك من ملوك اليمن » يقال له : ذو نفر . فقاتله . فهزمه أبرهة 
وأخذه سرا » فقال : أما الملك استبقني خراً لك » فاستحياه وأوثقه . 

وكان أبرهة رجلا حليماً . فسار حى إذا دنا من بلاد خلعم خرج 
إليه فيل بن حبيب الحاعمي » ومن اجتمع إليه من قبائل العرب . 
فقاتلوهم فهزمهم أبرهة . فأخذ نفيلا » فقال له : أا الملك » إنى دليلك 
بأرض العرب » وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة . فاستبقي خراً 
لك . فاستبقاه . وخرج معه يدله على الطريق . 

فلما مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معنب في رجال من ثقيف . 
فقال له : أا الملك » خن عبيدك . وحن نبعث معك من يداك . فبعثوا 
معه باي رغال مول هم . فخرج حى إذا كان بالمخَتَّس مات أبو رغال » 
وهو الذي يرجم قبره . وبعث أبرهة رجلا من الحبشة - يقال له : الأسود 
بن مفصود - على مقدمة خيله وأمر بالغارة على َعَم الناس . فجمع الأسود 
إليه أموال الحرم . وأصاب لعبد المطلب مائي بعر . 


— OK 


ثم بعث رجلا من حمر إلى أهل مكة » فقال : أبلغ شريفها أني م آت 
لقتال » بل جثت لأهدم البيت . فانطلق › فقال لعبد المطلب ذلك . ' 

فقال عبد المطلب : مالنا به يدان . سنخل بينه وبن ما جاء له . فإن 
هذا بيت الله وبیت خایله إبراهم » فزن يتمنتعته فهو بیته وحرمه . وإن 
حلي بینه وبن ذلك فوالته مالا به من قوة . 
قال : فانطلق معي إلى الك -وكان ذو نر صديقاً لعبد المطلب »- فاأتاهء ‏ 
فقال : يا ذا نفر » هل عندك غناء فيما نزل بنا ؟ فقال : ما غناء رجل سر 
لا يأمن أن يقتل بكرة أو عشاً » ولكن سأبعث إلى أنيس سائس الفيل » فإنه 
لي صديقى » فاسأله أن يعظم خطرك عند الملك . 

فأرسل إليه » فقال لأبرهة : إن هذا سيد قريش يستأذن عليك . وقد 
جاء غير ناصب لك » ولا الف لأمرك » وأنا أحب أن تأذنك له . 

وكان عبد المطلب رجلا جسيماً وسيماً . فلما رأه أبرهة أعظمه وأكرمه. 
وكره أن مجلس معه على سريره » وأن مجلس تحته . فهبط إلى البساط » 
فدعاه فأجلسه معه . فطلب منه أن يرد عليه مائي البعر الي أصاما 
من ماله . ۰ 

فقال أبرهة لترجمانه » قل له : إنك كنت أعجبتي حن رأيتك 
ولقد زهدت فياك . قال : لم ؟ قال : جئت إلى بيت - هو دينك ودين 
آبائك » وشرفکم وعصمتکم - لأهدمه . فلم تکلمي فيه » وتکلمي ټ‌مائي 
بعر ؟ قال : آنا رب الإبل . والبيت له رب عنعه منك . 

فقال : ما کان ليمنعه مي . 


۳ س 


قال : فأنت وذاك . فأمر بإبله فردت عليه . 


تم حرج ¢ وأخبر قریشاً الخحر . وأمرهم أن یتفر قوا ف الشعاب ¢ 
ويتحرزوا في رؤوس ابال »> خوفاً عليهم من مَعرّة ابلحيش . 
ففعلوا . وآتى عبد المطلب البيت . فأخحذ علقة الباب » وجعسل 


0 


يقول : 


یارب » لا آرجو ھم سواکا با رب فامنع منھمو حماکا 
إن عدو البيت من عاداكا ‏ فامنعهمو أن نخربوا قراكا 
وقال أيضاً : 

لا هم إن المرء نع رحله وحلاله . فامنع حلالك 
لا يلين صليهم ومحامم غدواً محالك 
جروا جموعهم وبلادهم والفيل » كي يسبوا عيالك 


9 


إن کنت تارکھسم وك عبتا فأمر مابدالك 


ثم توجه ني بعض تلك الوجوه مع قومه . وأصبح أبرهة بالمغمس قد 
نيا الدخول . وعباً جيشه . وهيأً فبله . فأقبل نفيل إلى الفيل . فأحذ بإذنه ء 
فقال : ابرك محمود . فإنلك ني بلد الله الحرام . فبرك الفيل . فبعثوه فأنى . 
فوجهوه إلى اليمن ٠‏ فقام رول . ووجهوه إلالشام ففعل مثل ذاك. ووجهوه 
إلى المشرق ففعل ذلك . فصرفوه إلى الحرم فبرك . وخرج نفيل بشتد حى 
صعد ابل » فأرسل الله طبرا من قبل البحر » مع كل طائر ثلاثة أحجار . 
حجرین ني رجليه وحجراً ي منقاره . فلما غشيت القوم أرسلتها عليهم . فلم 
تصب تلاك الحجارة أحداً إلا هلك . وليس كل القوم أصابت . فخرج البقية 


04 س 


هارن يسألون عن نفيل ٠‏ ليدلهم على الطريق إلى اليمن . فماج بعضهم ني 
بعض . يتساقطون بکل طرق » وپلکون عل کل منهل . وبعث الله على 
أبرهة داء ني جسده . فجعلت تساقط أنامله » حى انتهى إلى صنعاء وهو 
مثل الفرخ . وما مات حى انصدع صدره عن قلبه ثم هلك . ۰ 
رجعنا إلى سبرته صلى الله عليه وسلم . 
وفاة عبد الله والد رسول الله : 
قد اختلف ني وفاة أبيه : هل توي بعد ولادته أو قبلها ؛ الأكار : 
على أنه توفي وهو حمل . ولا حلاف أن أمه ماتت بن مكة والمدينسة 
بالأبواء » منصرفها من المدينة من زيارة أخواله . ولم يستكمل إذ ذاك 
فكفله جده عبد المطلب . ورق عليه رقة م يرقها على أولاده . فكان 
لا یفارقه . وما کان أحد من ولده مجلس على فراشه - إجلالا له - إلا 
رسول الله صلى الله عليه وسلم . ا 
وقدم مكة قوم من بي مدٴلج من القافة . فلما نظروا إليه قالوا بده : 
احتفظ به . فلم نجد قدماً أشبه بالقدم الذي ثي المقام من قدمه . فقال لأ طالب 
اسمع ما قول هؤلاء » واحتفظ به . ۰ 
وتوت جده تي السنة الثامنة من مولده . وآومى به إلى أي طالب . وقيل 
إنه قال له : 


— 00 


أوصيك يا عبد مناف بعدي بفرد بعد أبيه فرد 
وکنت کالم له ني الوجد تدانيه من أحشاتا والكبد 
فأنت من أرجى بني عندي لرفع ضم ولشد عضد 
عبد المطلب جد رسول الله : 

قال ابن إسحاق : وكان عبد المطلب من سادات قريش ٠‏ مافظاً على 
العهود . متخلقاً عكارم الأخلاق . حب المساكن » ويقوم ني خدمة الحجيج. 
ويطعم ني الأزمات . ويقمع الظالمن . وكان يطعم حى الوحوش والطر 
ني رؤوس ابال . وکان له أولاد أكبرهم الحارث . توي ني حياة أبيه . 
وأسلم من أولاد الحارث عبيدة . قتل ببدر » ورببعة » وأبو سفيان › 
وعبد الله . 

ومنهم : الزبر بن عبد المطلب شقيق عبد الله . وكان رئيس بي هاشم 
وبي المطلب في حرب الفجار » شريفاً شاعرآ . ولم يدرك الإسلام . وأسلم 
من أولاده : عبد الله . واستشهد بأجنادين . وضباعة » ومتجلل » وصفية › 
وعاتكة . 

وأسلم منهم حمزه بن عبد المطلب والعباس . 

ومنهم : ابو هب مات عقيب بدر . وله من الولد : عتيبة الذي دعا عليه 
الني صلى الله عليه وسلم فقتله السبع . وله عتبة » ومعتب . أساما يوم 
الفتح . ومن بناته : أروى . تزوجها كرز بن ربيعة بن حبيب بن عبدشمس. 
فولدت له عامرآً وروی . فتزوج أروى عفان بن أي العاص بن أمية . 
فولدت له عثمان » ثم خلف عليها عقبة بن أي معط » فولدت له الوليد 
بن عقبة » وعاشت إلى خلافة ابنها عثمان : 


0٦‏ س 


ومنهن : بره بنت عبد المطلب » أم أي سلمة بن عبد الأسد المخزوي . 


ومنهن : عاتكة أم عبد الله بن أي أمية . وهي صاحبة المنام قبل يوم 
بدر . واختلف تي إسلامها . 

ومنهن : صفية أم الزبر بن العوام . أسلمت وهاجرت . 

وأروی أم آل جحش - عبد الله > وأي أحمد » وعبيد الله » وزينب»› 


o 
3 . 


وحمنه . 


وأم عبد المطلب : هي سلمی بنت زيد من بي النجار » تزوجها بوه 
هاشم بن عبد مناف . فخرج إلى الشام - وهي عند أهلها > قد حملت 
بعبد المطلب - فمات بغزة . فرجع أبو رهم بن عبد العزى وأصحابه إلى 
المدينة بركته . وولدت امرأته سلمى : عبد المطلب . وسمته شيبة الحمد . 
فاقام ني أخواله مكرما . فيينما هو يناضل الصبيان » فيقول : أنا بن هاشم ء 
سمعه رجل من قريش » فقال لعمه المطلب : إني مررت بدور بي قَيْلة . 
فرأيت غلاماً يغتزي إلى أخيك . وما ينبغي ترك مثله ني الغربة . فرحل إفى 
المدينة ني طلبه . فلما رآه فاضت عيناه › وضمه إليه . وأنشد شعراً : 

عرفت شيبة والتجار قد جعلت أبناءها حوله بالنبل تنتضل 

عرفت أجلاده فنا وشيمته ففاض مى عله وابل هطل 

فأردفه على راحلته » فقال : يا عم » ذلك إلى الوالدة . فجاء إلى أمه . 
فسأها أن ترسل به معه » فامتنعت . فقال فا : إنما مضي إلى ملك أبيه ء 
وإلى حرم الله . فأذنت له . فقدم به مكة › فقال الناس : هذا عبد المطلب . 
فقال : وحكم إنما هو ابن أي هاشم . 


0¥ س 


فآقام عنده حى ترعرع . فسلم إليه ملك هاشم : من أمر البيت › 
والرفادة » والسقاية » وأمر الحجيج » وغير ذلك . 
وكان المطلب شريفاً مطاعاً جواداً » وكانت قريش تسميه الفياض 
لسخائه . وهو الذي عقد الحلف بين قريش وبن النجاشي . وله من الولد : 
الحارث » وخرمة > وعباد » وأنيس » وأبو عمر » وأبو رهم » وغرهم . 
و لما مات وثب نوفل بن عبد مناف على أركاح(ء) شيبة . فغصبه إياها › 
فسأل رجالا من قريش النصرة على عمه . فقالوا : لا ندخل بينك وبن 
عمك . فكتب إلى أخواله من بني النجار أبياتاً ء منها : 
يا طول ليلي لأحزاني وإشغغالي 
هل من رسول إلى النجار أخوالي ؟ 
بي عدي ودينار وماز ہا 
ومالك عصمة الحران عن حال 
قد كنت فيهم وما أخشى ظلامة ذي 
ظلم » عريزاً مينعماً ناعم البال 
حى ارنحلت إلى قومي » وأزعجسني 
لذاك مطلب عمسي بارحالي 
فغاب مطلب ي قعر مظلمه ‏ ثم انری نوفل يعدو على مالي 
لما رى رجلا غابت عمومته وغاب أخواله عنسه بلا والي 
فاستنفروا . وامنعوا ضع ابن أخحتكم 
ل دار . فما آم مزالي 


)»( الرکح - بضم الراء المهملة وسكون الاء - المراد به هنا الفضاء بين البيوت . 


— ON — 


فلما وقف خاله بو سعد بن عدی بن النجار على کتابه بکی . وسار 
من المدينة في مانن راكباً »> حى قدم مكة . فنزل بالأبطح › فتلقاه 
عبد المطلب » وقال : المنزل يا حال : فقال : لا والله حى ألقى نوفلا . 
فقال : ترکته بالحجر جالساً ني مشابخ قومه . فأقبل بو سعد حى وقف 
علبهم . فقام نوفل قائما » فقال : يا أبا سعد » أنعم صباحاً » فقال : لا أنعم 
الله لك صباحا » وسل سيفه . وقال : ورب هذا البيت » لشن لم ترد على 
ابن أخي أركاحه لمكن منك هذا السيف . فقال : رددا عليه . فاشهد 
عليه مشابخ قريش . ثم نرل على شيبة » فأقام عنده ثلاثاً . ثم اعتمر ورجع 
إلى المدينة . فقال عبد المطلب : 


ويأبى مازن وأبو عدي ودینار ابن تى الله ضيهي 

بهسمرد الإله على كحي وكانوا ني اتساب دون قومي 

فلا جرى ذلك : حالف نوفل بي عبد شمس بن عبد مناف على 
بني هاشم » وحالفت بنوها هاشم : خزاعة على بي عبد شمس ونوفل . 
فكان ذلك سبباً لفتح مكة . ها سبأتي . 

فلما رأت خزاعة نصر بي النجار لعبد المطلب ٠»‏ قالوا : نحن ولدناه 
كها ولدتموه » فنحن أحق بنصره . وذلك أن أم عبد مناف منهم . فدخاوا 
دار الندوة وتحالفوا وكتبوا بينهم كتاباً . 
عبد الله واد رسول الله : 

وأما عبد الله » والد الي صلى الله عليه وسلم : فهو الذبيح . 


۹ س 


وسبب ذلك : أن عبد المطلب أمر ني النام حفر زمزم . ووصف له 
موضعها . وكانت جرهم قد غلبت ١ل‏ إسماعيل على مكة » وملكوها زماناً 
طويلا . ثم أفسدوا في حرم الله . فوقع بينهم وبن ختزاعة حرب » وخزاعة 
من قبائل اليمن » من أهل سباً . ولم يدخسل بينهم بو إسماعيل . 
فغابتهم خزاعة . ونفت جرهما من مكة . وكانت جرهم قد دفنت الحجر 
الأسود » والمقام وبر زمزم . وظهر بعد ذاك قصى بن كلاب على مكة . 
ورجع إليه معراث قريش . فأنرل بعضهم داخل مكة - وهم قريش الأباطح 
- وبعضهم خارجها - وهم قريش الظواهر - فبقيت زمزم مدفونة إلى 
عصر عبد المطلب . فرأى في المنام موضعها . فقام عفر . فوجد فيها سبوفاً 
مدفونة وحليا » وغزالا من ذهب مشتفاً بالدر . فعلقه عبد المطلب على 
الكعبة . وليس مع عبد المطلب إلا ولده الحارث . فنازعته قريش » وقالوا له: 
أشركنا » فقال : ٠ا‏ أنا بفاعل . هذا أمر خلصصت به . فاجعلوا بيني وبینكم 
من شثم أحاكمكم إليه . 

فندر حينئد عبد المطلب : لان آناه‌الله عشرة أولاد » وبلغوا أن عنعوه : 
لينحرن أحدهم عند الكمبة . فلما تمو عشرة . وعرف أنيم منعونه أرهم 
بنذره فأطاعوه . وكتب كل منهم اسمه ني قدح . وأعطوها القداح قم 
هبل - وكان الذي يُجيل القداح - فخرح القدح على عبد الله . وأخذ 
عبد المطلب المدية ليذحه . فقامت إليه قريش من نادما فمنعوه . فقال : 
كيف أصنع بنذري ؟ فأشاروا عليه : أن ينحر مكانه عشرآً من الإبل . 
فأقرع بن عبد الله وبينها . فوقعت القرعة عليه . فاغنم عبد المطلب ء ثم ل 
يزل يزيد عشراً عشراً » ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغ مائة . فوقعت 
القرعة على الإبل . فنحرت عنه . فجرت سنة . 


ہہ“ س 


وروی عن الني صلی الته عليه وسلم آنه قال : « آنا ابن الذبيحن » )١(‏ 
يعني إسماعيل عليه السلام وأباه عبد الله . 

ثم ترك عبد المطلب الإبل لا يرد عنها إنسان ولا سبع . فجرت الدية 
ني قریش والعرب مائة من الإبل . وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وقالت صفية بنت عبد المطلب : 

حن حفرنا للحجيج زمزم قيا الحليل وابه المكرم 

جبريل الذي يڏمسم شفاء سقم وطعام مطعم 


آبو طالب عم رسول الله : 

وأما أبو طالب : فهو الذي تولى تربية رسول الله صلى الله عليه وسام 
من بعد جده كا تقدم » ورق عليه رقة شديدة . وکان یقدمه على أولاده . 

قال الواقدي : قام بو طالب - من سنة نان من مولد رسول الله 
صلى الله عليه وسلم إلى السنة العاشرة من النبوة ثلاث وأربعن - موطه 
ویقوم بأمره » ویذب عنه . ویلطف به . 

وقال أبو محمد بن قدامة : كان يقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم . 
وله ني ذلك أشعار . منها : 

ألا أبلغا عني على ذات يتشا لبا وختصتا من لؤي بىكعب 

بأآنا وجدنا في الكتاب محمد 

نيا وس » خط في أول السكتب 


)٩(‏ الحدیث رواه المحاکم ي .حدركة بلفظ أن أعرابياً قال النبي صلى اله عليه وسلم 
با ابن الذبيحين كا يي كشف الفا عن المقاصد . 


إل س 


وأن عليه ني العباد حبة ولا خر ممن خصه الله بالحب 
ومنها : 

تعلم خير الناس أن حمدا وزيراً لموسى والمسيح ابن مرم 
فلا تجعاوا لله ندا . وأسلموا فإن طريق التق ليس عظلم 


ولکنه ابی أن يدين بذلك خشية الععار . ولا حضرته الوفاة : دحل 
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - وعنده أبوجهل » وعبد الله بن أي أمية 
فقال : «يا عم قل : لا إله إلا الله » كلمة : أحاج لك بها عند الله » فقاله 
له : أترغب عن ملة عبسد المطلب ؟ فلم يزل صلى الله عليه وسلم يرددها 
عليه » وهما یرددان عليه حی کان آخر كلمة قافا : «هو على ملة 
عبد المطلب » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لأستغفرن لك ما م 
أنه عنك» فأنرل الله تعالى : «ما كان لاني والدين آمنوا أن يستغفروا 
المشرکین ۽ ولو کانوا آولی قرآبی من بعد ماتبن هم : ألم من أصحاب 
ابلححم ونزل قوله تعالی : « إنك لا نهدي من أحببت ولكن الله هدي 
من يشاء(") ‏ الابة ۳(۲) . 


قال ابن إسحاق : وقد رثاه ولده علي بأبيات » منها : 


أرقت لطر آخر اليل غرَّدا يذ كرفي شجواً عظماً ددا 


. آية ۴۳ سورة براءة‎ )١( 

(۲) آي ٦‏ سورة القصص . 

(۴) قصة وفاة أي طالب أخرجها البخاري ومسلم عن سعيد بن المسيب عن أبيه ورواها 
أحمد ومسلم والترمذي من حديث آي هريرة . 


— ٢ 


أبا طالب . مأوى الصعاليك » ذا الندى 
جواداً إذا ما أصدر الأمر أو ردا 

فأمست قریش بفر حون عوته ولست أری حیاً یکون علدا 

أرادوا أموراً زيفتها حلومهم ستوردهم يوماً من الغي موردا 

رَجلون تکذیب النی وقتله وأن یفتری قدماً عليه وجحدا 

کذبم وبیت الله > حى نذیقکم صدور العوالي والحسام المهندا 

ّف أبو طالب أربعة ذكور وابنتن . فالذ كور : طالب » وعقيل › 
وجعفر » وعلي » وين كل واحد عشر سنن . فطالب أسنهم ء م عقيل › 
م جعفر » تم علي . 

فما طالب : فأخحر جه المشركون يوم دار كرهاً . فلما انبزم الكفار 
طْلب » فلم يوجد ني القتلى » ولا ني الأسرى » ولا رجع إلى مكة » وليس 
له عقب . 

وأما عقيل : فأسر ذلك اليوم . ولم يكن له مال . ففداه عمه العباس . 
ثم رجع إلى مكة . فأقام بها إلى السنة الثامنة . تم هاجر إلى المدينة . فشهد 
مؤنة مع أخيه جعفر . وهو الذي قال فيه الي صلى الله عليه وسلم : « وهل 
ترك لنا عقيل من متزل ؟ )(') . 

واستمرت كفالة أي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ها ذكرنا- 
فلما باغ اثنى عشرة سنة - وقيل : تسعاً - خرج به أبو طالب إلى الشام 
)١(‏ الحديث رواه البخاري وءسلم من حديث أسامة بن زيد . 


۳ س— 


ي تجارة » فرآه تحير الراهب » ومر عمه آن لا بقدم به الشام » ونا 
عليه من اليهود . فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى المدينة . 


ووقع ي الرمذي : « أنه بعث معه بلالا» وهو غلط واضح . 
فإن بلالا إذ ذاك لعله م يكن موجوداً . 


خروجه الى الشام وزواجه خديجة : 


فلما بلغ رسول' الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة : خرج 
إلى الشام في تجارة للحديجة رضى الله عنها » ومعه ميسرة غلامها . فوصل 


م دجع فتزوج عقب رجوعه خدبجة بنت خويلد . وهي أول امرأة 
تزوجها » وول امرأة ماتت من نسائه . وم ينکح عليها غرها . وأمره 


جبريل : « أن يقرأ عليها السلام من ربا ويبشرها ببيت في الحنة 
من قصب » . 


تحنثه في غار حراء : 
ثم حب إليه اللحلاء » والتعبد لربهء فکان لوا بغار حراء تعد فيه( »). 


وبغضت إليه الأوثان ودين قومه . فلم يكن شيء أبغض" إليه من ذلك . 
وأنبته الله نباتاً حسناً » حی كان أفضل قومه مروءة ٴ وأحسنهم خاقا » 


(٭) انما کان تعبدہ : تفکراً فیا آل إليه أمر الناس من ظلمات الاهلية المنافية كل المنافاة 
العقل والفطرة السليمة » وكيف السبيل إلى إنقاذهم من دركات هذه التقاليد » وإخراجهم من 
هذه الظلمات » وشفائهم من هذه الداءات الوبيلة ! ويشر إلى ذلك قول اله تعالى ( ووجدك ضالا 
فهدی ) وقوله : ( آ) شرح لك صدرك . ووضنا عنك وزرك الدي أنقض ظهرك !) . 


٤ س‎ 


وأعزهم جوارآ وأعظمهم حلماً » وأصدقهم حدي » وأحفظهم لأمانة . 
حى سماه قومه « الأمن » لما جمع الله فيه من الأحوال الصالحة ء والحصال 
لكرعة المرضية . ) 
بناء الكعبة : 

ولا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً ولان سنه : قامت 
قريش في بناء الكعبة حين تضعضعت . 

قال آهل السر : كان أمر البيت - بعد إسماعيل عليه السلام . إلى 
ولده » ثم غلبت جرهم عليه . فلم یزل في يديهم حى استحلوا حرمته - 
وآکلوا ما هدي ليه . وظلموا من دحل مكة . ثم ولت خزاعة البيت 
بعدهم » إلا آنه کان إلى قبائل من مْضر ثلاث خلال : | 

الإجازة بالناس من عرفة يوم الحج إلى مزدلفة »> تجيزهم صوفة . 

والثانية : الإفاضة من جمع »> غداة النحر إلى مى . وكان ذلك إلى 
بزید بن عدوان » وكان آخر من ولى ذاك منهم أبو سيارة . 

والثاللة : إنساء الأشهر الحرم »> وکان إلى رجل من بي كنانة يقال له 
حذيفة ثم صار إلى جننادة بن عوف . 

قال ابن اسحق : ولا بلغ رسول لله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلان 
سنة » جمعت قريش لبنيان الكعبة . وكانوا مون بذلك ليسقفوها »› و ابول 
هدمها » وإنما كانت رَضنْما فوق القامة . فأرادوا رفعها وتسقيفها . وذاك 
أن قوما سرقوا كنز الكعبة . وكان ني بر ني جوف الكعبة . وكان البحر قد 


© — 
(م ٠‏ مختصر السيرة ) 


رهی سفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم › فتحطمت . فأخذوا خشبها 
فأعدوه لسقفها . 

وكان بمكة رجل قبطي نجار › فهياً هم بعض ما كان يصلحها . وكانت 
حيّة تخرج من بئر الكعبة الي كان ينطرح فيه ما دى ها كل يوم : 
فتتشرق على جدار الكعبة » وكانت مما بابون . وذلك أنه کان لا یدنو 
منها أحد إلااحثرآلّت وكشت وفتحت فاها . فيينما هي ذات يوم شرق 
على جدار الكعبة » بعث الله إليها طائراً فاختطفها . فذهب با . فقالت 
قريش : إنا لرجوا أن يكون الله قد رضي ما أردنا » عندنا عامل رفيق » 
وعندنا خشب . وقد كفانا الله الحية . 

فلما آجمعوا أمرهم ني هدمها وبناًبا : قام أبو وهب بن عمرو بن 
عائد المخزومي فتناول من الكعبة حجراً . فوثب من يده حتى رجع إلى 
موضعه + فقال : یا معشر قریش » لا تدخلوا في بنیالا من کسبکم إلا طا » 
لا يدخل فيها مَهلر بغي » ولا بيع ربا > ولا مظلمة أحد من الناس . 

م إن قريشاً تجزأت الكعبة . 

فکان شق الباب : لبي عبد مناف وزهرة . وما بن الركن الأسود 
واليماني : لبي محزوم » وقبائل من قريش انضافت إلبهم . وكان ظهر 
الكعبة : لبي جح وبي سهم . وكان شق الحجر : لبي عبد الدار » 
ولبي سد بن عبد العزي ٠‏ وليني عدي . وهو الحطم . 

ثم إن الناس هابوا هدمها » فقال الوليد بن المغرة : أنا أبدؤكم في 
هدمها ٠‏ فأخذ المعول . ثم قام عليها » وهو يقول : اللهم لا قرع - أو : 


“ل — 


م تزغ - اللهم إنا لا فريد إلا اير . ثم هدم من ناحيسة الركنن . ربص 
الناس تلك الليلة » وقالوا : إن أصيب > م نہدم منھا شیئاً » ورددناها ھا 
کانت > وإلا فقد رضي الله ما صنعنا . فأصبح الوليد من ليلته غادياً على 
عمله . فهدم وهدم الناس معه . 

حى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس - أساس إبراهم عليه السلام - 
أفضوا إلى حجارة خضر كالأسنة » آخحذ بعضها بعضاً . فأدخل بعضهم 
عَتَلة بن حجرين منها لبقلع بها أحدهما . فلما حرك الحجر : انتفضت 
مكة بأسرها . فانتهوا عند ذلك الأساس . 


ثم إن القبائل منقريش جمعت الحجارة لبناًبا » كتل قبيلة تجمع على حدة 
ثم بنوها » حى بلغ البنيان موضع الحجر السود . فاخحتصموا فيه » كل 
قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه » حتى تحاوروا وتالفوا » وأعدوا لقتال › 
فقربت بنو عبد الدار جفنة > ملوءة دماً . تعاهدوا - هم وبنو عدي بن 
كعب - على الموت » وأدخلوا أيدميم ي ذلك الدم . فسموا « لعقة الدم » 
فمكثت قريش على ذلك أربع ليال › أو خمساً . 

ثم إنهم اجتمعوا في المسجد »› فتشاوروا وتناصفوا . 

فزعم بعض أهل الرواية : أن أبا أمية بن المغرة بن عبد الله بن عمرو 
بن تخزوم المخزومي - وكان ومذ اسن قریش كلهم - قال : اجعلوا 
بينكم أول من يدخل من باب المسجد . ففعلوا » فكان ول من دخل : 
رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأوه » قالوا : «هذا الأمن ء 
رضنا به > هذا محمد » فلما انتهى إليهم أخبروه اللبر . فقال صلى الله عليه 


۷ س 


وسلم « هلم إلي ثوباً» فأتي به . فأخذ الرکن فوضعه فيه بيده . ثم قال : 
« لتأحذ كل قبيلة بناحية من الثواب > ثم ارفعوا جميعاً » ففعلوا > حى إِذ 
بلغوا به موضعه : وضعه هو بيده صلی الله علیه وسلم . م بی عليه . 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة . وكانوا 
يرفعون أزرّهم على عواتقهم » ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فَلْبط به - أي طاح على وجهه - ونودي «استر عورتك» فما ريت 
له عورة بعد ذلك . 

فلما بلغوا خمسة عشر ذراعاً سقفوه على ستة أعمدة . 

وکان البيت يكس القباطي . ثم كسي البرود » وآول من کساه 
الديباج : الحجاج بن يوسف . 

وأخرجت قريش الحجر لقلة نفقتهم . ورفعوا بابها عن الأرض › 
لئلا يدخلها إلا من أرادوا . وكانوا إذا أرادوا أن لا يدخلها أحد لا يريدون 
دخوله : ترکوه حى ببلغ الباب » م یرمونه . 

فلما بلغ صلى الله عليه وسلم ربعن سنة : بعثه الله بشراً ونذيراً . 
وداعياً إل الله بإذنه وسراجاً مرا . 
بعض ما كان عليه آهل الجاهلية : 

ونذ كر قبل ذلك شيثاً من أمور ابحاهلية » وما كانت عليه قبل مبعث 
رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

قال قتادة : ذ کر لنا : أنه کان بن آدم ونوح عشرة قرون . کلھم على 
اهدى » وعلى شريعة من الحق . تم اختلفوا بعد ذلك . فبعث الله نوحاً عليه 


— ۸ 


السلام . وكان أول رسول إلى أهل الأرض . قال ابن عباس : تي 4 قول تعالی 
ركان الناس أمة واحدة )١(٠‏ قال : على الإسلام كلهم . وكان أول ماكادهم 
به الشيطان : هو تعظم الصالحان > وذكر اله ذلك آي کتسابه في قوله : 
« وقالوا : لاتذرون آلمیکم . ولا تذرون ودا › ولا سواعاً » ولا بغوث › 
ویعوق » وفسرا» () قال ابن عباس : کان هۇلاء قوماً صالن . فلما 
ماتوا في شهر : جزع عايهم أقاربم . فصوروا صورهم . 
وتي غر حدیثه : « قال أصحابیم : لو صورناهم كان أشوق ننا إلىالعبادة » 
قال : فكان الرجل يأني أحاه وابن عمه فيعظمه » حى ذهب ذاك القرن . 
ثم جاء قر ن آخر » فعظموهم أشد من الأول . ثم جاء القرن اللالث ء فقالوا : 
ما عظم أولونا هؤلاء إلا وهم برجون شفاعتهم عند الله »> فعبدوهم . 

فلما بعث الله إليهم نوحا - وغرق من غرق - اهبط الاء هذه الأصنام 
من أرض إلى أرض » حى قذفها إلى أرض جدة . فلما نضب الاء بقيت Ù‏ 
على الشط . فسفت الريح عليها اراب » حى وراما . 


عمرو بن لحی ول من غير دين ابراهیم : 

وکان عمرو بن لحي سيد خزاعة کاهاً وله وي من الجن فتاه . 
فقال : «عجل السر والظعن من حمامة »> بالسعد والسلامة » ائت جداة ء 
تجد أصناماً معدة » فأوردها تبامة ولا تهب › وادع العرب إلى عبادمما جب » 
فأتى جدة فاستثارها » ثم حملها حى أوردها تهامة . 


. من سورة البقرة‎ ۲٠۴۳ آية‎ )١( 


(۳) آية ۲۳ من سورة توح . 


۹ س— 


وحضر الحج ٠‏ فدعا العرب إلى عبادتما » فأجابه عوف بن عذرة › 
فدفع إليه ودا فحمله . فكان بوادي القرَّ ى بدومة اللجتندل . وسمى 
ابنه : عبد ود > فهو أول من سمی به . فلم یزل بنوه یسدنونه » حتی 
جاء الإسلام . فيعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد هدمه . 
فحالت بینه وبینه بنو عذرة» وبنو عامر فقاتلهم فقتلهم م هدم 
وجعله جذاذاً . 


وأجابت عرو بن لي مضر بن نزار . فدفع إلى رجل من هذيل 
سواعاً » > فکان بأرض يقال ها : وهاط » من بطن نخلة » يعبده من يليه 
من مضر . وي ذلك قيل : ا ) 

تراهم حول قبلتهم عکوفاً ما عکفت هذل على سواع 

وأجابته مَذاحج . فدفع إلى نعم بن عمر المرادي يغوث . وكان بأكية 
باليمن تعبده مذحج ومن والاها . 

وأجابته همدان فدفع إليهم يعوق . فكان بقرية يقال ها خيوان . 


تعبده همدان ومن والاها من اليمن . 


وأجابته حمر » فدفع إلبهم ترآ . فکان إعوضع بسا » تعبده حمر 
ومن والاها . فلم تزل هذه الأصنام تعبد حى بعث الله رسوله صلى الله عليه 
وي الصحبح عن أي هريرة قال : « قال رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : «رأيت عمرو و بن عامر الزاعي مجر قلصبه في النار . فكان أول 


۷ے 


من سيب السوائب » وني لفظ : «وغر دين إبراهم » وئي لفظ عن ابن 
إسحاق « فکان آول من غر دین [براهم »> ونصب الأوثان» . 


وكان أهل الحاهلية على ذلك »› فيهم بقايا من دين إبراهم ٠‏ مثل تعظم 
البيت ٠‏ والطواف به » والحج والعمرة › والوقوف بعرفة ومزدلفة ٠‏ 
وإهداء ادن » وكانت نزار تقول في إهلاها « ( لبيك اللهم لبيك » لبيك 
لا شريك لك » إلا شريكاً هو لك » تملكه وما ملك » فأنزل الله : «ضرب 
لکم مثلا من انفسکم : ھل لکم ما ملکت آمانکم من شرکاء فیما رزقناکم. 
فانم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ؟ كذلك نفصل الآيات لقوم 
يعقلون »(1) . 
صنم مناة : 

ومن أقدم أصنامهم : مناة . وكان منصوباً على ساحل البحر من ناحية 
لمشتل بقديد » بين مكة والمدينة . وكانت العرب تعظمه قاطبة » ولم يكن 
أحد أشد تعظيماً له من الأوس واللخزرج »> وبسبب ذلك أنزل الله تعالى : 
« إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حتَج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه 
أن يطوف بهما )١(‏ - الآبة » فبعث رسول اله صلى الله عليه وسلم علاً 
رضي الله عنه فهدمها عام الفتح . 
صنم اللات : 

ثماتخذوا اللات نف ‌الطائف » قيل : إن أصلذلك رجل كان يلت السويق 
للحاج » فمات . فعكفوا على قبره . وكانت صخرة مربعة » وكان سدنتها 

) . سورة البقرة‎ ٠١۸ آية ۲۸ سورة الروم . (۲) آية‎ )١( 


س إ۷ س 


ثقيف » وكانوا قد بنوا عليها بيتاً . فكان جميع العرب يعظمونا » وكانت 
العرب تسمى زيد اللات ٠‏ وتم اللات . وهي ني موضع منارة مسسجد 
الطائف . 

فلما أسلمت لقيف . بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغعرة بن 
شعبة فهدمها » وحرقها بالنار . 
صنم العزي : 

ثم اتخذوا العرّى . وهي أحدث من اللات . وكانت بوادي نخلة . 
فوق ذات عرق . وبنو عليها بيتاً . وكانوا يسمعون منها الصوت . وكانت 
قريش تعظمها . فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة » بعث خالد 
بن الوليد فأتاها فعضدها » وكانت ثلاث سمرات . فلما عضد الثالئة : 
فإذا هو بحبشية نافشة شعرها » واضعة يدها على عاتقها » تضرب بأنيابها . 
وخلفها سادنها » فقال خالد : 

يا عرز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك 

ثم ضر بها ففلق رأسها » فإذا هي حممة . ثم قتل السادن . 
صنم هبل : 

وكانت لقريش أصنام ني جوف الكعبة وحوها . وأعظمها : 
هبل ٠‏ وكان من عقيق أحمر على صورة الإنسان. وكانوا إذا اختصموا › 
أو أرادوا سفراً : أتوه » فاستقسموا بالقداح عنده . وهو الذي قال فيه 
أبو سفيان يوم أحد « اعْل هبل » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
« قولوا : الله أعلى وأجل» . 


وكان هم إساف ونائلة »> قيل : أصلهما أن إسافا رجل من جرهم › 
ونائلة امرأة منهم »> فدحلا البيت » ففجر با فيه . فمسخهما الله فيه 
حجرين » فأخرجوهما فوضوعهما ليتعظ بمما الاس › فلما طال المد 
وعبدت الأصنام : عبدا . 
ذو الخلصة : 

وكان لختْعم وبجيلة صنم يقال له : ذو الحالصة » بن مكةوالمدينة. 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحرير بن عبد الله البجلي : « ألا تر حي 
من ذي الحلصة » ؟ فسار إليه بأحمس . فقاتلته همدان › فظفر بہم وهدمه . 

وكان لقضاعة ولحم وجذام وعاملة وغطفان صم في مشارف الشام . 

وكان لأهل كل واد بمكة صم > إذا أراد أحدهم سفراً کان آخر 
ما یصنع ني منزله : أن يتمسح به . 
صنم عم انس : 

قال ابن إسحاق : وکان نلحولان صنم يقال له : عم" نس »> وفيهم 
أنزل الله « وجعلوا لله ما ذرأً من الحرث والأنعام نصيباً . فقالوا : هذا لله 
بزعمهم - وهذا لشرکائنا . فما کان لشرکاہم فلا بصل إلى الله . وما کان 
لله فهو بصل إلى شرکاتہم . ساء ما حکمون »() . 

فلما بعث الله محمد صلىالله عليه وسلم بالتوحيد » قالت قريش : أجعل 
الآهة إهاً واحداً ؟ إن هذا لشيء عنجاب . 

وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت . وهي بيوت تعظمها 


. سورة الأنعام‎ ٠۳١ آية‎ )١( 


ولا فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجد حول البيت ثلانمائة 
وستان صنما . فجعل يطعن في وجوهها وعيونپا › ويقول جاء الحق وزهق 
الباطل > إن الباطل كان زهوقاً » وهي تتساقط على رؤوسها › ثم أمر بها 
فأخحرجت من المسجد وحرقت . 


رجعنا إلى سرته صل الله عليه وسلم فنقول : 


بدء الوحى : 

ي الصحيبح عن عائشة رضي الله عنها قالت : « أول ما بديء برسول 
الله صلى الله عليه وسلم من الوحي : الرؤيا الصادقة . فكان لا يرى رؤيا 
إلا جاءت مثل فلق الصبح » ثم حب إليه الحلاء . فكان خلوا بغار حراء » 
فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد . قبل أن يرع إلى أهله. 
ويترود لذلك . م برجع إلى خحدجة فيتزود لثلها > حى فاجأه التق » وهو 
في غار حراء » فجاءه املك . فقال : اقرا » فقلت ما أنا بقاريء : قال : 
فأحذني فغطني » حى بلغ مني ابتهند . ثم أرسلني . فقال : اقرا » فقلت : 
ما نا بقاريء . فأحذني فغطتي الثانية > حتى بلغ مي ابحهد » ثم أرساني . 
فقال : اقرآً . فقلت : ما أنا بقاريء . فأخذني الثالتة فغطتي الثالتة . م 
أرسلي > فقال لي ي الالثة : « اقرا باسم ربك الذي خاق » خلتق الإنسان 
من علق . اقرا ورك الأكرم» فرجع بها رسول الله صلى الله عليه 
وسلم ترجف فزاده » حنی دخل على خدحة بنت خویلد . فقال : زملوني » 
زملوني . فزملوه حى ذهب عنه الروع . فقال نلحدمجة ‏ وأخبرها احبر - 


س ۷٤‏ س 


لقد خحشيت على نفسي . فقالت خدجة : كلا والله > ما مخزيك الله أبدا › 
إنك لتصل الرحم » وتحمل الكل » وتقري اليف » وتكسب المعدوم » 
وتعن على نوائب الحق . فانطلقت به خدمجة حى أتت به ورقة بن نوفل 
ابن أسد بن عبد العزي - ابن عم خدجة - وكان قد تنصر في الحاهلية . 
وكان يكتب الكتاب العبراني . فيكتب من الإنجيل بلعبرانية ما شاء 
الله آن یکتب » وکان شیخاً کبراً قد عمی . فقالت له خدجة : يا ابن عم › 
اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة : یا ابن آخي › ما ذا تری ؟ فأخبره 
رسول الله صلى الله عليه وسلم. حبر ما رأى . فقال له ورقة : هذا الناموس 
الذي أنزل الله على موسى » يا ليتي فيها جذعاً » ليتي أكون حاً إذ 
خرجاك قومك ؟ قال : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ٠‏ م أت رجل قط 
عثل ما جثت به إلا عودى . وإن يندركني يومك أنصرك نصراً مؤزرآً» . 


تم أنشد ورقة : 


لحجت » وکنت ني الذکری بلوجاً 


ووصف من خدجة بعد وصف فقد طال انتظاري يا خدجا 


بها خبرتنا من قول فس 
بان ممدآً سيسود قوم 
ويظهر ي البلاد ضياء نور 
فیلقی من محاربه خساراً 


فياليتي إذا ما كان ذاكسم 


حديتك آن ری منه خروجا 
من الرهبان آكره أن يعوجا 
وخصم من یکون له حجیجاً 
يقم به البرية : آن تموجا 
ویاقی من يساله فلوجا 
شهدت » وکنت أوهم ولوجاً 


— ۷0 


ولوجاً بالذي کرهت قریش ‏ ولو عتجّت مکتھا عجیجا 
أرجى بالذي كرهرا جميعاً 
إلى ذي العرش - إن سفلوا - عروجاً 
وهل أمر السفالة غر كفر بن تار من ماك البروجا 
فإن يبقوا وأبقى تكن أمور بضج الكافرون ها ضجيجاً 
وإن أهلك › فكل فى سياقى فن الأقدار متلفة خحروجاً. 
فلم يابث ورقة أن توفى ٠‏ وقتر الوحي . حى حزن رسول الله 
صلى الله عليه وسلم حزنا شدیداً . حی کان يذهب إلى رؤوس شواهق 
ابال » یرید أن یاقی بنفسه منها » کاما آوفی بذروة جبل تدای له جبریل 
عليه السلام » فقال : « يا محمد » إنك رسول الله حقاً » فيسكن لذلك جأشه ء 
وتقتر نفسه » فرجع › فإذا طال عليه فترة الوحي غدا ثل ذلك ء فإذا 
آوفی بذروة ابل تبدی له جبريل » فيقول له ذلك . 
فبينما هو يوماً عشي إذ سمع صوتاً من السماء . قال : « فرفعت بصري. 
فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بن السماء والأرض ء 
فرعبلت منه > فرجعت إلى أهلي » فقلت : دثروني . دلروني . فأنزل الله 
« يا أا المدثر قم فأنذر » )١(‏ فحمى الوحي وتتايع ». . 
آنواع الوحی : 
وكان الوحي الذي يأتيه صلل الله عليه وسلم أنواع : 
أحدها : الرؤيا . قال عبيد بن عمر : « ريا الأنبياء وحي » ثم قرأ : 
( إني أرى ني امام آني أذبحك )(") . 
ETS‏ () ک۲ سود سات" 


سے ۷ س 


الثاني : ما كان الماك ياقيه ني روع - أي قابه - من غير أن يراه ء 
کما قال صلی الله عليه وسلم : « إن روح القدس نفَّث ني روعي : أنه 
تموت نفس حى تستكمل رزقها وأجلها › فاتقوا الله وأجملوا تي الطلب ء 
ولا حملنکم استبطاء الرزق على أن تطابوه إمعصية الله . فإن ما عند الله 
لا نال إلا بطاعته » . 


الثالث : أن الك يتمثل له رجلا" فيخاطبه . وتي هله المرتبة : كان 
يراه الصحابة أحياناً . 


الرابع : أنه كان بأتيه مثل صلصاة امرس » وهو أشده عليه . فيلتبس 
به املك . حى إن جبينه لبمد عرقاً ني اليوم الشديد البرد . وحى إن 
راحاته لتبرك به إلى الأرض . وجاءه مرة وفخذه على فخذ زيد بن لابت › 
فکادت ترَض . 

الحامس : أن يأنيه الك ني الصورة الي خلق عليها . فيوحي إليه 
ما شاء الله . وهذا وقع مرتن » ها ذكر الله سبحانه في سورة النجم . 

السادس : ما أوحاه الله له فوق السموات ليلة المعراج » من فرض 
الصلاة وغبرها . 

قال ابن القم رحمه الله : أول ما أوحی إلیه ربه : آن قرا باسم ربه 
الذي خاق . وذلك أول نبوته صلى الله عليه وسلم . فأمره آن يقرأ تي نفسه 
ول يأمره بالتبليغ . ثم أنزل الله عليه : (يا أما الماثر » قم فأندر ( فنبأه 
باقر » وأرسله : بيا أا المدثر . ثم أمره : أن ينذر عشرته الأقرين . م 


— VV 


أنذر قومه . ثم أنذر من حوهم من العوب . م أنذر العرب قاطبة . ثم أنذر 
العمالين . 

فأقام بضعة عشر سنة ينذر بالدعوة من غر قتال ولا جزية . ويأمره 
الله بالكف والصبر . تم أذن له في امجرة › وأذن له ني القتال . ثم أمره أن 
يقاتل من قاتله » ويكف عمن لم يقاتله . تم آمره بقتال المشركن » حى 
یکون الدین کله لله . 
ول من آمن : 

ولا دعا إلى الله : استجاب له عباد الله من كل قبيلة . فكان حائز السبق : 
صديتق الأمة أبا بكر رضي الله عنه . فوازره في دين الله . ودعا معه 
إلى الله . فاستجاب لأيي بكر عثمان وطلحة وسعد رضي الله عنهم . 

وبادر إلى استجابته أيضاً صديقة النساء خدجة رضي الله عنها .وبادر 
إلى الإسلام علي بن أي طالب رضي الله عنه . وکان ابن مان سنن » وقیل: 
أكثر . إذ كان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم » أخذه من عمه . 
شان زيد بن حارثة : 

وبادر زيد بن حارلة رضي اله عنه »> حب رسول الله صلى الله عليه 
وسلم ٠‏ وكان غلاماً للحدجة » فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا 
تزوجها . وقدم أبوه حارثة وعمه في فدائه » فقالا الني صلی الله عليه وسلم : 
يا ابن سيد قومه ٠‏ نعم أهل حرم الله وجرانه ء تتفكتون العاني » وتطعمون 
الأسر » جتناك في ابننا عبد ك . فأحسن لا ني فدائه . فقال صلى اله عليه 
وسلم : « فهل غر ذلك ؟» فقالوا : وما هو ؟ قال : « ادعوه فأخبره » 


JNA —‏ ب 


فإن اختاركم فهو لكم . وإن اختارني : فوالته ما أنا بالذي أختار على من 
احتارني» قالوا : قد زدتنا على التصّف » وأحسنت . فدعاه . فقال : 
« هل تعر هؤلاء ؟ ) قال : نعم أي وعمي . قال : « فأنا من قد علمت . 
وقد رأيت صحبي لك . فاخترني » أو اخترهما» فقال : ما آنا الذي 
أختار عليكأحدا . أنت مي مکان آي وعمي » فقالا : ومحك يازيد › 
أنختار العبودية على الحرية » وعلى أبيك »وعمك » وأهل بيتك ؟ قال : 
نعم » قد رأيت من هذا الرجل شيا » ما أنا بالذي أخنار عليه أحداً أبداً . 
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك » خرج إلى الحجر . فقال : 
« أشهد کم آن زیداً ابي ¢ أرله ويرثي» فلما رأی ذلك ابوه وعمه طابت 
نفوسهما . فانصرفا . ودعي : زید بن محمد » حى جاء الله بالإسلام 
فنرلت : « ادعوهم لا بائهم هو أقسط عند الله ) )١(‏ قال الزهري : ما علمنا 
أحداً أسلم قبل زيد . 
وأسلم ورقة بن نوفل . وتي جامع الترمذي : « أن اني صلى الله عليه 
وسلم رآه ني الام في هيثة حسنة» . 

ودخل الناس في دين الله واحداً بعد واحد . وقريش لا تنكر ذلك › 
حی بادأھم بعیب دینھم وسبٴ آمتهم(.) » وآنا لا تضر ولا تنفع . فحینئذ 

(۱) آية ه من سورة الأحزاأاب . 

(«) ) یکن رسول الله صلی اله عليه وسلم سباباً ولا شتاماً ولا لمانا . وهو الذي أنزل 
اله علیه ( ٩‏ : ۱۰۸ ولا تسبوا الذين يدعون من دون اله فيسبوا الله عدوأ بقير علم ) وإما 
کان یتلوا علیهم ما ينزله اله عليه من الآيات الي تكشف حقيقة أوليائم وتجردهم ما كان 
شياطين الإنس والمن نسجوه حولم ني عقول الناس من أكاذيب تجملهم عند الناس مقاسين 
كتقديس الله , بل تجمل طم من صفات الله ما يعتقدون آنا تقدر على كل شيء › وتسمع 
و تحیب وغير ذلك ما يدعوهم إلى دعائهم والنذر هم والحلف بهم وغير ذلك . فحين کان ڀتلو 
عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآبات » يشيع السدنة : آنه يسب آلمتهم ويعيبها . 


۷۹ 


شمروا له ولأصحابه عن ساق العداوة . فحمى الله رسوله بعمه أي طالب . 
لأنه کان شريفاً معظماً . وكان من حكمة أحكم الحا كن : بقاؤه على 
دين قومه ٠‏ لما في ذلك من المصالح الي تبدو لمن تأملها . 

وأما أصحابه : فمن كان له عشرة تحميه امتنع بعشرته » وسائرهم 
تصدوا له بالأذى والعذاب . منهم : عمار بن ياسر » وأمه ية » وأهل 
يته » عذابوا في الله . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم 
- وهم يعذبون - يقول : « صبرآً يا آل ياسر . فإن موعدكم ابحنة» . 
سمية أول شهيدة : 

ومر أبو جهل بسّميّة - أم عمار رضي الله عنهما - وهي تعذب » 
وزوجها وابنها . فطعنها بحربة في فرجها فقتلها . 

وكان الصديق إذا مر بأحد من العبيد يعذب اشتراه وأعتقه . منهم 
بلال . فإنه عذب في الله أشد العذاب . ومنهم عامر بن فَهّسَّرة » وجارية 
لبي عدي » وكان عمر يعذبا على الإسلام . فقال آبو قحافة ‏ عثمان 
بن عامر - لابنه أي بكر : يا بي ٠‏ أراك تعتق رقاباً ضعافاً » فلو أعتقت 
قوماً جلداً عنعونك ؟ فقال : إني رید ما رید . وکان بلال کلما اشتد به 
العذاب يقول : أحد » أحد . 
ابتداء الدعوة : 

وقال الرهري : لا ظهر الإسلام » أتى جماعة من كفار قريش إلى من 
آمن من عشائرهم » فعذبوهم وسجنوهم » وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم . 
قال الرمذي حدئي محمد بن صالح عن عاصم بن عمرو بن قتادة ويزيد 


— Ar — 


بن رومان وغبرهم . قالوا : «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة 
ثلاث سنن مستخفياً . م أعلن ني الرابعة . فدعا الناس عشر سنن » يوافي 
المواسم كل عام » يتبع الناس في منازهم . وني المواسم بعكاظ » ومجنة ۰ 
وذي المجاز : يدعوهم أن منعوه حى يبلغ رسالات ربه » وم الجنة › 
فلا جد أحداً ينصره وميه . حى ليسأل عن القبائل ومنازها قبيلة قبيلة.› 
فیقول : أا الناس » قولوا : « لا إله إلا الله » تفلحوا وتملكوا با 
العرب » وتدين لكم با العجم . فإذا مم تم ملوكاً ني الحنة » وأبو هب 
وراءه قول : لا تطیعوه . فنه صايء کذاب » فردون علې رسول الله صل 
اله عليه وسلم أقبح الرد . وبؤذونه » ویقولون : عشرتك أعلم بك حیث 
م يتبعوك . وهو يقول : « اللهم » لو شئت لم يكونوا هكذا» ولا نزل 
عليه قوله تعالى : ( وأنذر عشرتك الأقربن) )١(‏ صعد الصفا فنادى : 
« واصباحاه » فلما اجتمعرا إليه قال : « لو أخبرتكم أن خيلا تريد أن 
أخرج عليكم من سفتح هذا ابل » أكنم مصدقي ؟» قالوا : نعم › 
ما جوبنا عليلك کذباً . قال « فاي نذير لکم بن يدي عذاب شدید » فقال 
أبو هب تَا لك » ما جمعتنا إلا هذا ؟ فأنزل الله قوله تعالى -: « تبت 
دا آي هب وتب . ما اغى عنه: ماله وما کسب )(). 

قال ابن القم رحمه الله : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله 
مستخفياً ثلاث سنن » ثم نزل عليه : (فاصدع با تؤمر » وأعرض عن 
المشركن » (") . 


(۳) آية ۹4 سورة ة الحجر . 


AY —‏ 
( م ٦‏ س مختصر السررة ) 


آول دم أهريق : 
وني السنة الرابعة : ضرب سعد بن آي وقاص رجلا من المشركن 
فشتجه . وذلك : آن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا جتمعون 
في الشعاب . فيصلون فيها . فرآهم رجل من الكفار › ومعه جماعة من 
قریش . فسبوهم . وضرب سعد بن أي وقاص رجلا منهم › فسال دمه . 
فكان آول دم أهريق ي الإسلام . 


استهزاء المشركين : 

وكان الني صلى الله عليه وسلم إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه 
- مثل عمار بن ياسر » وباب بن الأرّت » وصهيب الرومي » وبلال » 
وأشباھھم - فإذا مرت ہم قريش استهزڙا بهم › وقالوا : أهؤلاء جلساۋه 
- قد من الله عليهم من بيننا ؟ فأنزل الله ( ليس الله بأعلم بالشاكرين ؟)(١)‏ 
وفيهمنزل : ( والذين هاجروا في الله » من بعد ما ظلموا لنبوتنهم قي الدنيا 
حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون(") ) وقال أبو جهل : والله لن 
رآيت محمداً يصلي لأطأنً على رقبته . فبلغه أن رسول الله يصلي › فأتاه . 
فقال : آم أنهَّك عن الصلاة ؟ فانتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
فقال : آتَتّهرني وأنا أعز أهل البطحاء ؟ فنزل قوله تعالى : (أرأيت 
الذي ینهی عبداً إذا صلى(") ؟ ) وني بعض الروايات » أنه قال : آم نهلك ؟ 
فو الله ماني مكة أعز من نادئ . 

. آية ٣ه سورة الأنمام‎ )١( 


(۲) آية +١‏ سورة النحل . 


e AT — 


وأخرج مسلم عن أي هريرة قال : قال بو جھل «يعفر محمد وجهه 
بن أظهركم ؟ فقيل : نعم » فقال : واللات والعزى » لن رأيته لأطأن 
على رقبته . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي › وزعم ليطأ 
رقبته" » فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه » ويتقي بیدیه » وقال : 
بيني وبينه خندق من نار وهول وأجنحة . فقال رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : لو دنا مي لاختطفته الملائكة عضواً عضواً » فأنزل الله تعالى : 
- لاندري في حديث أي هريرة أو شيء بلغه - (كلا إن الإنسان ليطغى 
آن رآه استغی )(۱) . 
الهجرة الأرلى الى الحبشة : 

وفي السنة الحامسة : أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بامجرة إلى 
الحبشة لا اشتد عليهم العذاب والأذى » وقال : « إن فيها رجلا لا يظلم 
الناس عنده» . ۰ 

وكانت البشة متجر قريش . وكان أهل هذه المجرة الأولى : اى عشر 
رجلا وأریع نسوة . وكان أول من هاجر إليها : عثمان بن عفان رضي الله 
عنه » ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وسار قوم 
إسلامهم . 

ونمن خرج : الزبر وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو سلمة 
وامرأته رضي الله عنهم . خرجوا متسللن سرا » فوفق الله هم ساعة وصوهم 
إلى الساحل سفينتين التجار . فحملوهم إلى الحبشة »> وخرجت قريش 

۰ . سورة العلق‎ ۷ » ٠ آية‎ )١( 


oA — 


في آثارهم حى جاعوا البحر . فلم یدرکوا منهم أحداً . وکان خروجھم في 
رجب . فأقاموا بالحبشة شعبان ورمضان . ثم رجعوا إلى مكة في شوال › 
لا بلغهم : أن قريشسا صافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتفوا عنه . 

وكان سبب ذلك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم . 
فلما بلغ ( آفرأيم اللات والعزى » ومناة الالقة الأخرى)() ألقى الشيطان 
على لسانه : « تلك الغرانيق العلى » وإن شفاعتهن لر نجى » فقال المشركون: 
ما ذكر آهتنا خر قبل اليوم » وقد علمنا ان الله خلق ويرزق وحي وعيت 
ولکن آهمتنا تشفع عنده . فلما بلغ السجدة سجد »ء وسجد معه المسلمون 
والمشركون كلهم . إلا شیخاً من قریش ٠‏ رفع إلى جبهته كفاً من حصى 
فسجد عليه . وقال : یکفیي هذا(.) . فحزن الي صلى الله عليه وسلم 
حزناً شديداً » وخاف من الله خحوفاً عظيماً » فأنزل الله : ( وما أرسلنا من 
قبلك من رسول ولا ني إلا إذا تمى ألقى الشيطان ني أمنيته . فينسخ الله ما يلقي 
الشيطان ثم يحم الله آياته - الآبات )٩()‏ . 

ولما استمر الني صلل الله عليه وسلم على سب آفتهم › عادوا إلى شر 
ما كانوا عليه » وازدادوا شدة على من أسلم . 

. من سورة النجم‎ ٠۹ » ١۸ الآيتان‎ )١( 

(«) قد حقق المحدثون : أن قصة الغرانيق واهية . قال القاضي عياض : إن من ذكرها 
من المغسرين وغيرهم م يسندها أحد منهم . ولا رفعها إلى صاحب إلا رواية البزار : وقد 
بين البزار : آنه لا يعرف من طریق جوز ذکره > سوی ما ذکره . وفه مافيه | هھ. 
وإنما سجد المش ركون سين أخذتهم عظمة القرآن بقوة أسلوبه وعظمة آياته . وحلال سحره > 
وعذوبة ألفاظه » وحلاوته الأخاذة . وبالأخص حين قرآه رسول اله صل الله عليه وسلم . 
وتلاه حق تلاو ته . 

(۲) الآیات ۲ه › ۳ه › 4 0 سورة احج 


(۴) ما ذكره هنا هو أحد القولين في القصة والقول الثاني تقدمت الإشارة إليه فيص ٣۲‏ 


Af 


الهجرة الثانية الى الحبشة : 
فلما قرب مهاجرة البشة من مكة » وبلغهم أمرهم › توقفوا عن 
الدخول . ثم دحل کل رجل في جوار رجل من قریش . ثم اشتد عليهم 
البلاء والعذاب من قريش وسطت بهم عشائرهم » وصعب عليهم ما باغهم 
عن النجاشي من حسن جواره . فأذن هم رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ي الحروج إلى الحبشة مرة ثانية . فخرجوا . 
وكان عدة من خرج ني المرة الثانية : ثلاثة ونمانن رجلا - إن كان 
فيهم عمار ابن ياسر - - ومن النساء تسع عشرة امرأة . 
فلما سمعوا بعهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة : رجع 
منهم ثلائة وثلائون رجلا » ومن النساء مان . ومات منهم رجلان بعكة . 
وحبس سبعة . وشهد بدرآً منهم أربعة وعشرون رجلا . 
كتاب رسول الله الى النجاشي يزوجه آم حبيبة : 
فلما كان شهر ربيع سنة سبع من المجرة : كتب رسول الله صل الله 
عليه وسلم كتاباً إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام . وكتب إليه : آن يزوجه 
آم حبيبة بنت أي سفيان . وكانت مهاجرة مع زوجها عبد الله بن جحش . 
فتنصر هناك ومات نصرانياً . 
وكتب إليه أيضاً : أن يبعث إليه من بقي من أصحابه . فاما قرأً 
الكتاب أسلم . وقال : لو قدرت أن آنيه لاتيته . وزوجه أم حبيبة » وأصدقها 
عنه أربعمائة دينار . وحمل بقية أصحابه ني سفينتعن . فقدموا على رسول الله 
صل اله عليه وسلم بخيبر » وقد فتحها . 


— AO — 


بعث قريش الى النجاشي تطلب ارجاع المسلمين : 
ولا كان بعد بدر : اجتمعت قريش ني دار الندوة . وقالوا : إن لنافي 
الذين عند النجاشي ارا . فأجمعوا مالا » وأهدوه إلى النجاشي > لعله يدفع 
إليكم من عنده ولتد ب لذلك رجلن من أهل رأيكم . فبعثوا عمرو 
بن العاص وعمارة بن الوليد(ا) مع المدية . فركبا البحر . فاما دخلا على 
النجاشي سجدا له » وسلما عليه . وقالا : قومنا لك ناصحون > 
وإنهم بعلونا إليك لنحذرك هؤلاء الذين قدموا عليك لأنهم قوم اتبعوا 
رجلا كذاباً . حرج فينا يزعم أنه رسول الله » وم يتبعه إلا السفهاء فضيقنا 
عليهم » وأ بمأناهم إلى شعب بأرضنا » لا خرج منهم أحد ولا يدخل عليهم 
أحد . فقتلهم ابوع والعطش . فلما اشتد عليهم الأمر > بعث إليك ابن 
عمه ليفسد عليك دينك وملكك . فاحذرهم » وادفعهم إلينا لنكفيكهم › 
وآية ذلك : أنهم إذا دخاوا عليك لا يسجدون أك » ولا حيونك بالتحية 
الي حي بها » رغبة عن دينك . 
فدعاهم النجاشي . فلما حضروا صاح جعفر بن أي طالب بالباب 
« يستأذن عليك حزب الله » فقال النجاشي : مروا هذا الصائح فليعد كلامه 
ففعل . قال : نعم . فليدخلوا بإذن الله وذمته . فدخلوا وم يسجدوا له 
فقال : ما منعكم أن تسجدوا لي ؟ قالوا : إنما نسجد لله الذي خلقاك وملكك» 
وإنما كانت تلك التحية لنا وحن نعبد الأوثان . فبعث الله فينا نبياً صادقاً › 
وأمرنا بالتحية الي رضيها الله . وهي « السلام » تحية أهل الحنة . 


)0( وعند ابن هشام : أنهم بعثوا معها عبد الله بن أبي ربيعة . 


e MN — 


فعرف النجاشي أن ذاك حق » وأنه في التوراة والإنجيل . 

فقال : أيكم الاتف يستأذن ؟ فقال جعفر : آنا . قال : فتكلم . 

قال : إنك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم . وأنا أحب 
أن أجيب عن أصحاي . فأمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما » فتسيع 
ګاورتنا . 

فقال عمرو بحعفر : تكلم . فقال جعفر للنجاشي : سله » أعبيد نحن 
أم أحرار ؟ فإن كنا عبيداً أبقنا من أربابنا فارددنا إليهم . فقال عمرو : 
بل أحرار كرام . 

فقال هل أهرقنا دماً بغر حق فيقتص منا ؟ قال عمرو : ولا قطرة . 
ولا قراط . 

فقال النجاشي فما تطلبون منهم ؟ قال : کنا نحن وهم على أمر واحد ء 
على دين آبائنا . فرکوا ذلك واتبعوا غره . 

فقال النجاشي : ما هذا الذي كنم عليه » وما الذي اتبعتموه ؟ قل : 
واصد قي . 

فقال جعفر : أما الذي كنا عليه : فركناه . وهو دين الشيطان . كنا 
نكفر بالله » ونعبد الحجارة . وأما الذي تحولنا إليه : فدين الله الإسلام > 
جاءنا په من الله رسول وکتاب مثل کتاب ابن مرم موافقاً له . 

فقال : تكلمت بأمر عظم . فعلى رساك . 


— AY — 


م أمر بضرب الناقوس » فاجتمع إليه كل قسيس وراهب . فقال هم : 
أنشدكم اله الذي آنزرل الإنجيل على عيسى . هل تجدون بن عيسى وبن 
يوم القيامة نيبا ؟ قالوا : اللهم نعم » قد بشرنا به عیسی > وقال : من 
آهن به فقد آمن ني » ومن کفر به فقد کفر ي . 

فقال النجاشي عفر رضى الله عنه : ماذا يقول لكم هذا الرجل 
وما یا مرکم به ؟ وما ینهاکم عنه ؟ . 

فقال : يقرأ علينا كتاب الله ويأمرنا با معروف » وينهانا عن المنكر . 
ويأمرنا بحسن الحوار » وصلة الرحم » وبر اليتم . ويأمرنا بأن نعبد الله وحده 
لا شريك له . 

فقال : اقرأً ما يقرأ عليكم . فقرأً سورتي العنكبوت والروم . ففاضت 
عينا النجاشي من الدمع . فقال : زدنا من هذا الحديث الطيب . فقراً عليهم 
سورة الكهف . 

فأراد عمرو أن يلغتضب النجاشي . فقال : إهم يشتمون عيسى وأمه . 

فقال : ما تقولون في عیسی وأمه ؟ فقرا علیهم سورة مرح . فلما اتی 
على ذكر عيسى وأمه : رفع النجاشي بقشة من سواكه قدر ما بقذدي 
العن . فقال : والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقراً . 

وفيه نزل قول الله تعالى : ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى 
أعبنهم تفيض من الدمع ما عرفوا من الحق » بقولون : ربنا آمنا فاكتبنا مع 
الشاهدين . ومالنسا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحتق ؟ ‏ الآبات )١()‏ . 


. سورة الائدة‎ ۸١ ٠ ۸4 ٠ ۸۳ الآیات‎ )۱( 


— AA — 


فأقبل النجاشي على جعفر . ثم قال : اذهبوا فانم سيوم بأرضي - 
والسيوم الآمنون - من سبكم غرم . فلا هوادة(ء) اليوم على حزب 
إبراهم ۰ | 

موت النجاشي : 

ولا مات النجاشي ٠‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم . فصلى عليه 
كما بصلي على الخنائز . فقال المنافقون : يصلي على علج مات بأرض البشة . 
فأنرل الله تعالى : ( وإن من أهل الكتاب لن يؤمن بالل وما أنزل إليكم 
وما أنزل إلبهم خاشعين لله - الآية )١()‏ . 

وقيل : إن رسال قريش يي طبهم كان قبل الهجرة إلى المدينة . 

وقي سنة خمس من النبوة استتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ني دار 
الأرقم ابن آي الأرقم . 

اسلام حمزة بن عبد المطلب : 

وني السنة السادسة : أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر . 

قال ابن اسحق : مر بو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم عند 
الصفا » فآذاه ونال منه » ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت . فقام 
رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد . وكانت مولاة لعبد الله بن 
جدعان في مسكن ها على الصفا » تسمع ما يقول أبو جهل . وأقبل حمزة 

من القنص متوشحاً قوسه . وکان یسمی : أَعَرٌ قریش . فأخبرته مولاة 
()»«( أي لد حاباة ولا رخصه . 
)١(‏ آية ۹ سو رة آل عمران 


A — 


ابن جدعان بما سمعت من أي جهسل . فغضب .ودخل المسجد -وأبو جهل 
جالسني نادی قومه - فقال له حمزة : يا ملصفر اسه . تشم ابن أخي 
وأنا على دینه ؟ ثم ضربه بالقوس فشجه موضحه . فثار رجال من بي 
حزوم . وثار بنو هاشم . فقال آبو جهل : دعو أبا عمارة . فإني سيبت 
ابن آخیه سباً قبيحاً . فعلمت قریش آن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد 
عر . فکفوا عنه بعض ما کانوا ینالون منه . 

أسلام عمر رضي الله عنه : 

وعن ابن عمر أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : «اللهم أعر 
الإسلام بأحب الرجلن إليك : إما عمر بن الحطاب » أو أي جهسل بن 
هشام » فكان أحبهما إلى الله : عمر رضي الله عنه (1) . 

وروی عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه قال لعمر رضي الله عنه : 
« لم سميت الفاروق ؟ فقال : «أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام . م شرح 
الله صدري للإسلام . وأول شيء سمعته من القرآن ووقر ني صدري 
( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسى)(١)‏ فما ني الأرض نسمة أحب إل 
من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسألت عنه ؟ فقيل لي : هو في 
دار الأرقم . فأتيت الدار - وحمزة في أصحابه جلوساً ني الدار › ورسول 
الله صلى الله عليه وسلم في البيت -- فضربت الباب » فاستجمع القوم . فقال 
نهم حمزة : مالكم ؟ فقالوا : عمر » فخرج رسول الله صلى الله عليه 
وسلم . فأخذ بمجامع ليابي . م نترني رة لم آنمالك أن وقعت على ركبي . 
() الديث واه نداي مسنده والتر مذي وابن سعد والبيهي مرفوعا کا ني کشف‌اللطاً 


)۲( آية ۸ سورة طه . 


— 


فقال : ما أنت بنته يا عمر ؟ فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله » وأنك 
رسول الله » فكبر أهل الدار تكبرة سمعها أهل المسجد . فقلت : بارسول 
الله » ألسنا على الحتى » إن متنا أو حيينا ؟ قال : بلى . فقلت : فف الاختفاء؟ 
والذي بعثك باحق لنخرجن » فخرجنا ني صفين . حمزة في صف » وأنا 
ي صف - له كديد ككديد الطحن - حى دخالنا المسجد . فلما نظرت 
إلينا قريش أصابتهم كآبة م يصبهم مثلها قط . فسماني رسول الله صلى الله 
عليه وسلم : الفاروق » . 

وقال صهيب : لا أسلم عمر رضي الله عنه جلسنا حول البيت حلقاً ء 
فطفنا واستنصفنا ممن غاظ عالينا . 
حماية أبي طالب لرسول الله : 

ولا رت قریش آن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتراید أمره ويقوى» 
ورأوا ما صنع أبو طالب به . مشوا إليه بعمارة بن الوليد › فقالوا : 
يا أبا طالب » هذا أنمد فى في قريش وأجمله . فخذه وادفع إلينا هذا الذي 
خالف دينك ودين آبائك فقتله » فاغا هو رجل برجل . فقال : بئسما 
تسوموني ٠‏ تعطوني إبنكم أربيه لكم وأعطيكم ابي تقتلونه ؟ فقال المطعم 
بن عسدي بن نوفل : يا أبا طالب » قد أنصفك قومك » وجهدوا 
على التخلص منك بكل طريق . قال : والله ما أنصفتموني » ولكنك أجمعت 
على خذلاني . فاصنع ما بدا لك . 

وقال أشراف مكة لاي طالب : إما أن تخل بيننا وبينه فنكفيكه . 
فإك على مثل ما حن عليه » أو أجمع لربنا » فإنا لسنا بتاركي ابن أخيك 


۹ 


على هذا » حى نلكه أو يكف عنا » فقد طلبنا التخلص من حربك بکل 
ما نظن آنه مخلص . 

فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسام > فقال له : یا ابن 
أخي » إن قومك جاءوني ٠‏ وقالوا كذا وكذا » فأبق علي“ وعلى نفسك » 
ولا تحملي ما لا أطيق آنا ولا أنت . فاكفف عن قومك ما يكرهون من 
قولك . فقال صلى الله عليه وسلم : « والله لو وضعوا الشمس في يي 
والقمر ني يساري » ما تركت هذا الأمر حى يظهر اله » أو أهلك في 
طلبه » فقال : امض على أمرك » فوالته لا أسلمك أبداً . 

ودعا أبو طالب أقاربه إلى نصرته فأجابه بنو هاشم وبنو المطلب » غر 
أي هب » وقال أبو طالب : 

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حى أوسسد ني الراب دفينا 

فاصدع بأمرك ماعليكغضاضة وابشر وق بذاك منك عيوناً 

ودعوتي»وعرفت أنك نحي ولقد صد قلت ٭ وکن ت ثم آمینا 

وعرضت دینا قد عرفت پأنه من خير أديان البرية ديا 

لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتي سمحاً بذاك مبيناً 


حصار بني هاشم تي الشعب : 

ولا اجتمعوا - مؤمنهم وكافرهم - على منع رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : اجتمعت قريش . فأجمعوا أمرهم على أن لا مجالسوهم » ولايبايعوهم 
ولا يدخلوا بیوتهم . حی, يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقتل . 
وكتبوا بذاك صحيفة : فيها عهود ومواثيق « أن لا يقبلوا من بي هاشم 


— ۹۲ — 


صلحا بدا » ولا تأحذهم بهم رأفة حي يسلموه لقتل » فأمرهم أبو طالب 
أن يدخلوا شعبه فلبثوا فيه ثلاث سنن . واشتد عليهم البلاء » وقطعوا 
عنهم الأسواق . فلا يتركون طعاماً يدحلمكة » ولا بيعاً إلا بادروا فاشاروه . 
ومنعوه أن بصل شيء منه إلى بي هاشم . حي کان يسمع أصوات نسابم 
بتضاغون من وراء الشعب من ابرع . واشتدوا على من أسلم تمن لم يدحل 
الشعب »> فأوثقوهم »> وعظمت الفتنة وزلزلوا زأزالا شدیدا » وکان آبو 
طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم » أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن 
يضطجع على فراشه » حى يرأى ذاك من أراد اغتياله . فإذا نام الناس أمر 
أحد بنيه أو إخوانه أو بني عمه فاضطجع على فراش رسول الله صلى الله 
عليه وسلم . وأمره أن يأتي أحد فرشهم . 
وني ذلك عمل أبو طالب قصيدته اللامية المشهورة الي قال فيها : 
ولا رأيت القوم لاود“ فبهمو وقد قطعواكل العرَى والوسائل 
وقد صارحونا بالعدا و قرالاذى وقد طاوعوا أمر العمدوالمزايل 
صبرت هم نفسي إسمراء سمحة 
وأيض عضب من تراث القساول 
وأحضرت عند البيت رهطي وأسرتي 
وأمسکت من أثوابه بالوصائل 
أعوذ برب الناس من كل طاعن علیا بسوء » ومارح باطل 
ومن کاشح يسیى لا عغيظة 
ومن ملحق في الدين مالم حاول 
وثور » ومن ارس نبرا مکانه 
وراق لرقى ني حراء ونازل 


۳ 


وبالبيت - حق البيت - من بطن مكة 


وبالله 
وبالحجر المسود إذ مسحونه 
وموطيء إبراهم في الضخر رطبه 
وأشواط بن المروتن إلىالصفا 


. إن الله ليس بغافضل 


إذا ١‏ كتنفوه بالضحى والأصائل 
على قدميه حافياً غر ناعل 
وما فيهما من صورة وتاثل 


وبالمشعر الأقصى » إذاعمسدواله 

الال إلى مفضي الشراج القسسوابل 
ومن حج بیت الله من کل راکب 

ومن کل ذي نذر » ومن کل راجل 


وليلة جمع والمنازل من مى 
فهل بعد هذا من معاذ لعائذ ؟ 
کذبم وبیت الله نبزي معمداً 
ونسلمه حى ضرع حوله 


وهل فوقها من حرمة ومنازل؟ 
وهل من معيذ يتقي الله عادل؟ 
ونظعن إلا مرکم ي بلابل 
ولا تطاعن دونه ونناضل 
وذ هل عن أبنائنا والحلائل 


وينهض قوم في الحديد إليكمسو 
وض الروايا نحت ذات الصلاصل 


وإنا لمر الله إن جدما رى 


بکفتی قي مثل الشهاب ميدع 


لتللتبسن أسيافنا بالأمائل 
أخي ثقة حامي الخقيقة باسل 


وما ترك قوم لا أبالك - سيدا 
حوط الذمار غير ذرب مواكل 


وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربع اليتامى عصمة للأرامل 
يلوذ به الاك من آل هاش فهم عنده في حرمة وفواضل 
فعبة » لا تسمع بنا قول كاشح 

حسود کذوب » مبغض ذي دغائل 
ومر بو سفيان عى معرٍ ضس كما مر قيلْل” من عظام المقاول 
تفر إلى جد وبرد مياهه وتزعم آني لست عنك بغافل 
أمطعم » لم أخذاك ني يوم نجدة ولا معظم عند الأمور الحلائل 
أمطعم » إن القوم ساموك َة وإني مي أو كل فلست با كلي 
جزى الله عنا عبد شمسونوفلا ٠‏ عقوبة شر عاجلا غر جل 
فد مناف أنتمو حا رقومكم فلا تش رکوا ي آمرکم کلواغل 
وکن حدیاً حلب قدار » فانتمسو 

الآن حطاب أقدر ومراجل 
فكل صدیق وابن أخت نعده لعمري وجدنا غبه غر طائل 
سوی آن رهطا من كلاب بن مرة 

براع إليبنامن معقة خحااذل 
ونعم ابن أخت القوم غر مكذب ) 

زهراً حساماً مفردا من حمائسل 
لعمري لقد كلفت وجداً بأحمد 

وإخوته » دأب امحب المواصل 
فمن مثله ني الناس أي مؤمل إذا قاسه الحكام عند التفاضل؟ 


۹ 


حلم رشید عادل » غر طائش واي إفا ليس عنه بغافل 

فوا الله لولا آن أجييء بسبة تبجر على أشياخنا ني المحافل 

لکا اتبعناه عل کل حسالة من الدهرجداً » غبرقول التهازل 

لقد علموا أن أبنتنا لامكذب لدينا » ولا يعلى بقول الأباطل 

حدانت بنفسي ‏ دونه »> وحمیته 

ودافعت عنه بالذری والکلاکل 

م بعد ذلك مشى هشام بن عمرو من بي عامر بن لؤي . وکان يصل 
بي هاشم ني الشعب خفية بالليل بالطعام - مشى إلى زهر بن أي أمية 
امخزومي - وكانت أمه عانكة بنت عبد المطلب - وقال : يا زهر » أرضيت 
أن تأكل الطعام وتشرب الشراب » وأخوالك بحيث تعلم ؟ فقال : وك » 
فما أصنع وأنا رجل واحد ؟ أما والله لو کان معي رجل آخر لقمت في 
نقضها قالأنا . قال : ابغنا ثالثاً . قال : أو البختري بن هشام . قال : أبغنا 
رابعاً . قال : زمعة بن السود . قال ابغنا خامساً . قال : المطعم بن عدي . 
قال : فاجتمعوا عند الحجون » وتعاقدوا على القيام بنقض الصحيفة . 

فقال زهر : أنا أبدأ بها » فجاءوا إلى الكعبة - وقريش محدقة بها - 
فتادى زهير : يا أهل مكة ‏ إنا نأكل الطعام » ونشرب الشراب > ونلبس 
اثیاب » وبنو هاشم هکی » والله لا أقعد حى تشق هذه الصحيفة القاطعة 
الظالة . 

فقال أو جهل : کذبت . اله لا تشتق . فقال زمعة : أنت والله أ كذب 
ما رضینا کتابتها حن کتبت .. 


۹ س 


وقال أبو البختري : صدق زمعة » لا نرضى ما كتب فيها ولا نقار 
عله . 

فقال المطعم بن عدي : صدقما . وكذب من قال غير ذلك . نبرا إلى 
الله منها وما كتب فيها . 

وقال هشام بن عمر : غو ذلك . 

فقال أبو جهل : هذا أمر قد قضي بليل » تشو ر فيه بغر هذا المكان . 

وبعث الله على صحيفتهم الأرضة › فلم تترك إسماً لله إلا سته › 
وبقى ما فيها من شرك وظلم وقطيعة . وأطلع الله رسوله على الذي صنع 
بصحيفتهم فذ كر ذلك لعمه . فقال : لا والثواقب ما كذبتي . 

فانطلق عشي بعصابة من بي عبد المطلب ٠‏ حى أتى المسجد وهو حافل 
من قريش . فلما رأوهم ظنوا أنهم خرجوا من شدة الحصار » وأتوا ليعطوهم 
رسول الله صلى الله عليه وسلم . فتكلم أبو طالب . فقال : قد حدث أمر . 
لعله أن يكون بيننا وبينكم صلحاً » فائتوا بصحيفتكم - وإنما قال ذلك خشية 
آن ینظر وا فبھا قبل أن بأتوا ہہا › فلا اتون :ہا - فاتوا بہا معجبن . لا يشکون 
أن رسول الله صلى الله عليه وسام مدفوع إلیهم › قالوا : قد آن لکم آن 
تفيثوا وترجعوا خطراً فلكة قومكم . فقال أبو طالب : لأعطينكم أمراً فيه 
صف » إن انی أحبرني - ولم یکذبني ان الله عز وجل بريء من هذه 
الصحيفة الي ني أيديكم » وأنه حا کل اسم له فبھا » وتر فیها غدرکم › 
وقطيعتكم . فإن كان ما قال حقاً » فوالله لا نسلمه إليكم حى نموت عن 
آخرنا . وإن کان الذي یقول باطلا › دفعناه لکم فقتلتموه »› أو استحییتموه 


QV —‏ 
(م ۷ مختصر السيرة) 


قالوا : قد رضينا ٠»‏ ففتحوا الصحيفة فوجدوها ها أحبر . فقالوا : 
هذا سحر من صاحبکم ۰ فارتکسوا وعادوا إلى شر ما هم عليه . 

فتکام عند ذلك النفر الذين تعاقدوا - ها تقدم - وقال أبو طالب 
شعرآً عدح النفر الذين تعاقدوا على نقض الصحيفة . وبمدح النجاشي » منه : 

جزی اله رهطا با حجونتتابعوا ‏ عل ملا » ینهندآی بحزم‌ویرشد 

أعان عليها كل صقر كأنه إذا مامشى ني رفرف الدرع أجرد 

قعوداً لدى جنب الحجودكأم مقاولة » بل هم أعز وأمجد 

وأسلم هشام بن عمرو يوم الفتح . 

وخحرج بنو هاش من شعبهم وخالطوا الناس . وكان خروجهم ي سنة 
عشر من النبوة . ومات أبو طالب بعدها بستة أشهر . 

موت خديجة وبي طالب : 

وماتت خدمجة أم المؤمنن رضي الله عنها بعد موت أبي طالب بأيام . 
فاشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه بعد موت خدجة 
وعمه » وتجرأوا عليه » وکاشفوه بالاذی › وأرادوا قتله . فمنعهم الله 
من ذلك . 

قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما «حضرم . وقد 
اجتمع أشرافهم ني الحجر > فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
فقالوا : ما رأینا مثل صبرنا عليه > سه أحلامنا . وشم آباءنا . وفرق 
جماعتنا » فبينما هم في ذلك » إذ أقبل . فاستلم الركن . فلما مر جم 
غمزوه) . 


AA — 


وني حديث : أنه قال هم في الثانية : « لقد جتتكم بائذ بح » وم 
قالوا له : يا أبا القامم » ما كنت جهولا » فانصرف راشدا (). 

فاما كان من الغد اجتمعوا فقالوا : ذكرتم ما بلغ منكم » حى إذا 
أناكم مسا تكرهون تركتموه » فبينما هم كذاك » إذ طلع علبهم ء فقالوا 
قوموا إليه وثبة رجل واحد » فلقد رأيت عقبة بن أي عقبة بن أي 
علط آخذاً عجامع ردائه > وقام أبو بکر دونه وهو ييکي » قول : 
أقتلون رجلا أن يقول ري الله ؟ . 

وني حديث أسماء : «فأتى الصريخ إلى أي بکر . فقالوا : أدرك 
صاحباك » فخرج من عندنا وله غدائر أرب » فخرج وهو قول : ویلکم»› 
أتقتلون رجلا أن يقول ري الله ؟ فلهوا عنه » وأقبلوا على أي بكر. 
فرجع إلينا لا عس شيتاً من غدائر إلا رجع معه » . ۰ 
) ومرة كان يصلي عند البيت » ورهط من أشرفهم يرونه › فأتى أحدهم 
بسلا جنزور . فرماه على ظهره . 

وکانوا يعامون صدقه وأمانته » وأن ما جاء به هو الحتقی . لکنھم کا 
قال الله تعالى : ( فإہم لا يكذبونك . ولکن الظالمن رآيات الله 
جحدون )(۲) . ٠‏ 

وذکر الزهري : أن أبا جهل » وجماعة معه » وفيهم الأخنس 
بن شريق ٠‏ استمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تي الليسل > 

)0 الدیت رواه البيهقي. عن المحاكم عن الأصم عن أحبد ين عبد المبار. عن يونس 


عن محمد بن اسحاق 
(۲) آية ٣۴۳٠‏ من سورة الأنعام . 


٩‏ س 


فقال الأخنس لأي جهل : يا أبا الحكم : ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ 
فقال : تنازعنا نحن وبو عبد مناف الشرف : أطعموا فأطعمنا . وحملوا 
فحملنا . وأعطرا فأعطينا . حى إذا تجائينا على الر كب » وكنا كفرسي 
رهان ٠‏ قالوا : منا في يأتيه الوحي من السماء ! فمى ندرك هذا ؟ وال 
لا امع له آيداً > ولا نصدقه آبداً» . 

وني رواية : « إني لأعلم أن ما يقول حق » ولكن بي قصي قالوا: 
فينا الندوة . فقلنا : نعم . قالوا : وفينا الحجابة » فقلنا : نعم . قالوا : 
فينا السقاية . فقلنا : نعم - وذكر حوه. 
سؤالهم عن الروح وأهل الكهف : 

وکانوا يرسلون إلى آهل الكتاب يسألونهم عن أمره؟ . 

قال ابن إسحق عن ابن عباس : بعت قريش النضر بن الحارث »وعقبة 
بن أي معط » إلى أحبار بالمدينة » فقالوا هما : لاهم عن محمد » وصفا 
هم صفته . فإنهم أهل الكتاب . وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء . 

فخرجا حى قدما المدينة » فسألاهم عنه ؟ ووصفا هم آمره . فقالت 
هما آحبار اليهود : سلوه عن ثلاث » فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل » 
وإلا فهو رجل متقول . سلوه عن فة ذهبوا ني الدهر الأول : ماكان 
آمرهم ؟ فإنه قد کان هم حدیث عجیب . وسلوه عن رجل طوف قد 
بلغ مشارق الأرض ومغارما . فما كان نبؤه ؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ 

فأقلا حى قدما مكة » فقالوا : قد جئنا كم بفصل ما بينكم وبن 
محمد . قد أخبرنا أحبار مود : أن نسأله عن أشياء أمرونا بها . فجاءوا 


۰ء — 


رسول الله » فسألوه عما أخبرهم أحبار ود . فجاءه جبريل بسورةالکهف 
فيها خبر ما سألوه عنه . من أمر الفتية » والرجل الطوّاف » وجاءه بقوله 
( ويسألونك عن الروح الآية )() . 


قال ابن إسحاق : فافتتح السورة بحمده وذكر نبوة رسوله لما أنكروا 
عليه من ذلك . فقال : (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب )(") يعي 
أنك رسول مي »> أي نحقيق ما سألوه من نبوتك ( ولم نجعل له عيوَجاً( أي 
أنزله معتدلا . لا خلاف فيه وذكر تفسر السورة ‏ إلى أن قال : 
م حسبت أن أصحاب الکھف والرقے کانوامن آیاتنا عجباً ) )٥(‏ أي : 
ما رأوا من قدرتي ني أمر اللحلائق ء وفيما وضعت عل الاد من حججي 
ما هو آعظم من ذلك وأعجب . 

وعن ابن عباس : الذي آنينك من الكتاب والسنة أعظم من شأن أصحاب 
الكهف . قال ابن عباس : والآمر على ما ذكروا . فإن مكثهم نياماً 
ثلانمائة سنة : آية دالة على قدرة الله ومشيثته . وهى آية دالة على معاد 
الأبدان » جما قال تعالى ( وكذلك أعثرنا عليهم ليعاموا أن وعد الله حق » 
وأن الساعة لا ريب فيها )(؛) وكان الناس قد تنازعو ي زمانہم > هل تعاد 
الأرواح وحدها ؟ آم الأرواح والأبدان ؟ فجعلهم الله آية دالة على معاد 
الأبدان » وأخبر الني صل الته عليه وسلم بقصتهم » من غر أن يعلّمه 
)0( آية ۸٥‏ من سورة الإسراء 
)( آية ١‏ سورة الكهف . 


(۴) آية ٩‏ سورة الكهف . 
)٤(‏ آية ۲٠١‏ سورة الكهف . 


4 


بشر » آية دالة على نبوته . فكانت قصتهم آية دالة على الأصول الثلاثة : 
الإعان بالله » ورسوله » واليوم الآحر . ومع هذا : فمن آيات الله ما هو 
أعجب من ذلك . 

وقد ذ كر الله سبحانه وتعالى سؤاهم عن هذه الآيات الي سألوه عنها 
ليعلموا : هل هو نبى صادق > أو كاذب ؟ فقال : ( ويسألونك عن 
ذي القرنن ؟ قل : سأنلوا عليكم منه ذکراً)(۱) وقوله : (لقد کان 
في يوسف وإخوته آيات لاسائلن - إلى قوله - إذ أجمعوا أمرهم وهم 
عکرون )٩()‏ . 

والقرآن مملوء منإخباره بالغيب الماضي . الذي لا يعلمه أحد من البشر. 
إلا من جهة الأنبياء » لا من جهة الأولياء » ولا من جهة غبرهم . وقد 
عرفوا أنه صلى الله عليه وسلم لا يتعلم هذا من بشر . ففيه آية وبرهان 
قاطع على صدقه ونبوته . 
قول الوليد بن المغيرة في الترآن ١«(‏ سحر » : 

وعن ابن عباس قال : «إن الوليد بن امغر » جاء إلى اني صلل اله 
عليه وسلم . فقال اقرأ علي . فقرأً عليه : ( إن الته يأمر بالعدل والإحسان 
وإيتاء ذي القربى - الآية ()( فقال : أعد » فأعاد . فقال : والله إن له 
خلاوة . وإن عليه لطلاوة . وإن أعلاه لمنمر . وإن أسفله لمغدق ٠‏ وإنه 
لیعلو ولا يعلى عليه . وإنه حلصم ما تحته . وما يقول هذا بشر » . 
)١(‏ الآيات من ۸۳ - ٠٠١‏ من سورة الكهف . 


(۲) الآيات من ۷ - ٠١١۲‏ من سورة يوسف . 
(۳) آية ٠‏ من سورة النحل . 


٣‏ س 


وقي رواية : « وبلغ ذاك با جهل » فأتاه . فقال : ياعم ٠‏ إن قوممك 
يريدون أن مجمعوا للك مالا . قال : وم ؟ قال : أتيت محمداً لتعوض ها 
قبله . قال : قد علمت قریش أني من أکثرها مالا . قال : فقل فيه قول 
يبلغ قومك : أنك منكر له : قال : ما ذا أقول ؟ فوالته ما فيكم أعلم 
بالأشعار مى الخ» . 

وي رواية أن الوليد بن المغرة قال هم - وقد حضر الموسم - «ستقدم 
عليكم وفود العرب من كل جانب » وقد سمعوا بأمر صاحبكم . فأجمعوا 
فيه رأباً » ولا تختلفوا » فيكذب بعضكم بعضاً . فقالوا : فأنت فقل . 
فقال : بل قولوا وأنا أسمع . قالوا : نقول : كاهن قال : ما هو بزمزة 
الكهان ٠‏ ولا سجعهم . قالوا نقول : مجنون » قال : ما هو بعجنون . لقد 
رأینا الحنون وعرفاه. فما هو بخنقه »ولا وسوسته ولاتخالحه . قالوا : نقول 
شاعر . قال : ما هو بشاعر . لقد عرفنا الشعر : رجزه وهزجه »وقریضه 
ومقبوضه » ومبسوطه . قالوا : نقول ساحر » قال : ما هو بساحر . لقد 
رأينا السحرة وسحرهم » فما هو بعقدهم ولا نفثهم > قالوا : فما تقول 
یا أبا عبد شمس ؟ قال : ما نقول من شيء من هذا إلا عرف أنه باطل » 
وإن أقرب القول » أن تقولوا : ساحر » يفرق بن المرء وأخيه » وبن 
المرء وزوجه » وبن المرء وعشرته فتفرقوا عنه بذلك . فجعلوا نجلسون 
للناس ٠‏ لا عر بهم أحد إلا حذروه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأنزل 
الله ي الوليد بن المغرة ( ذرني ومن خلقت وحيدا ‏ إلى قوله ‏ : سأصليه 
سقر)() . 


. من سورة المدثر‎ ۲١-١١ الآيات من‎ )١( 


س ۳ سے 


ونزل ني النفر الذدين کانوا معه بصنفون القول ني رسول الله » وفيما 
جاء به من عند الله : (الذين جعلوا القرآن عضن) )١(‏ أي أصنافاً . 

وكانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات » فمنها ما يأتيهم 
الله به » لحكمة أرادها الله سبحانه . 
انشقاق القمر : 

فمن ذلك أمم سألوه : أن يرم آية » فأراهم إنشقاق القمر . وأنزل 
قوله : ( اقتربت الساعة وانشق القمر - الآيات - إلى قوله : وكل أمر 
مستقر) )١(‏ فقالوا : سحركم » انظروا إلى السار » فإن كانوا رأوا مثل 
ما رأیم فقد صدق . فقدموا من کل وجه . فقالوا : رأينا . 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربجا طلب من الآيات - الي 
يقر حون - رغبة منه ي إعانہم » فيجاب بأا : لا تستلزم ادى . 
بل توجب عذاب الاستقصال لمن كذب با . 


سؤالهم الآيات : 

والله سبحانه قد يظهر الآبات الكشرة » مع طبعه على قلب الكافر › 
كفرعون » قال تعالى : ( وأقسموا بالله جهد أعانہم لن جاءتہم آية 
لیؤمان بہا - إلى قوله - ولکن أکارهم مجهلون ) (۳) وقال تعالی : ( ومامنعنا 
أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون - الآية ) (؛) 


. من سورة الحجر‎ ٩١ الآية‎ )١( 
. سورة القمر‎ ٣ - ۱ الآیات من‎ )۲( 
. من سورة الأنعام‎ ١١١ - ٠۰۹ الآیات من‎ )۳( 


(+) آية ٠۹‏ من سورة الإسرأء . 


€ س 


بن سبحانه وتعالی : أنه إنما منعه أن يرسل با إلا أن كذب با 
الأولون » فإذا كذب هؤلاء كذلك : استحقوا عذاب الاستئصال . 


وروی أهل التفسر > وأهل الحديث عن ابن عباس . قال : « سأله 
أهل مكة أن بجمل فم الصفا ذهباً » وأن بستحي عنهم الحبال حى يزرعوا. 
فقيل له : إن شئت نستأنی بہم » وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا » فإن 
( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب با الأولون - الاية ) . 


وروى ابن أي حاتم عن الحسن في الآية . قال : رحمة لكم أا الأمة ء 
إا لو آرسلنا بالآیات » فکذبم ہا : أصابکم ما صاب من قبلکم . وکانت 
الآيات تأتيهم آية بعد آية . فلا بؤمنون بہا » قال تعالى : ( وما تأتيهم من 
آية من آیات ربہم إلا کانوا عنها معرضن - الآيات ) (1). 


أخحبر سبحانه بأن الآيات تأتيهم فیعرضون عنها › وأنہم سرون صدق 
ما جاءت به الرسل » ها أهلك الله من كان قبلهم بالذنوب الي هي تكذيب 
الرسل » فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ( وما كان ربك مهلك القرى حى 
يبعث ني أمها رسولا - الآبة ) )١(‏ وأخبر بشدة كفرهم بأنيم لو أنزل عليهم 
کتاباً ني قرطاس فلمسوه بأید ہم » لکذبوا به . وبن سبحانه أنه لو جعل 
الرسول ملكا عله على صورة الرجل » إذ کانوا لا ستطیعون أن يروا 
املائكة في صورهم الي خلقوا عليها . وحينئذ يقع اللبس عليهم » لظنهم 


)0 الآيات من ¿ - ٠‏ من سورة الأنعام . 
(۲) آية ٩ه‏ من سورة القصص . 


— 0 


الرسول بشراً لا ملكا . وقال تعالى ( وقالوا : لن نؤمن لك حى تقلجار 
لنا من الأرض ينبوعاً - الآيات) () . 

وهذه الآيات لو أجيبوا إليها » ثم لر يؤمنوا : لأناهم عذاب الاستئصال» 
وهي لا توجب الإعان » بل إقامة الحجة » والحجة قائمة بغرها . وهي 
أيضاً ما لا يصلح فإن قوهم : « حى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً» يقتضى 
تفج رها بمكة »> فيصير وادياً ذا زرع . والله سبحانه وتعالی قضی بسابق 
حکمته : آن جعل بيته بواد غير ذي زرع 6 لثلا یکون عنده ما ترغب 
النفوس فيه من الدنيا . فيكون حجهم للدنيا . 

وإذا كانت له جنة من نخيل وعنب كان في هذا من التوسع في الدنيا 
ما يقتضي نقص در جته . 

وكذلك إذا کان له قصر من زخرف . وهوالذهب . 

أما إسقاط السماء كسما : فهذا لا يكون إلا يوم القيامة . 

۰ وأما الإتيان باه والملائكة قبيلا : فهذا لما سأل قوم موسى موس ما هو 
دونه : أخذيم الصاعقة » وقال تعالى : ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل 
عليهم كتاباً من السماء - الآيات ) .)١(‏ 

بين سبحانه : أن المشركن وأهل الكتاب سألوه إنرال كتاب من 
السماء » وبين أن الطائفتن لا يؤمنون إذا جاءهم ذلك » وأنہم إنما سألوه 
تعنتاً » فقال عن المشركان : ( ولو نزلنا عليك كتاباً ني قرطاس -الآبة )(") 
(۱) الآیات من ٩٦ - ٩۰‏ من سورة الإسراء . 


. من سورة النساء‎ 1 ٠۴ الآيات من‎ (r) 
آي ۷ من سورة الأنعام‎ (r) 


س ٦ء‏ سے 


وقال عن آهل الکتاب : ( فقد سألوا موسی كبر من ذلات - إلى قوله ‏ 
ميثاقاً غليظاً ) )١(‏ فهم - مع هذا - نقضوا اليثاق » وكفروا بآيات الله » 
وقتلوا النبيين . فكان فيه من الاعتبار : أن الذين لا متدون إذا جاعم 
الآبات المقترحة لم يكن في مجينها منفعة هم » بل فيها وجوب عقوبة عذاب 
الاستئصال إذا لم يؤمنوا > وتغليظ الأمر عليهم » كما قال تعالى : ( فبظلم 
من الذين هادوا ‏ الاأية )("). 


ولا طلب الحواريون من المسيح المائدة »> كانت من الآبات الموجبة 
من كفر بجا عذاباً » م يعذب اله به أحداً من العالمين . وکان قبل نزول التوراة 
جلك الله المكذبن بالرسل بعذاب الاستئصال عاجلا . وأظهر آیات کدرة 
لا أرسل موسى ليبقى ذكرها ني الأرض . إذ كان بعد نزول التوراة م ملك 
أمة بعذاب الاستئصال » كما قال تعالى : ( ولقد آنينا موس الكتاب من بعد 
ما أهلكنا القرون الأول ) () بل كان بنو إسرائيل لا كانوا يفعلون ما يفعلون 
- من الكفر والعاصي - يعذب الله بعضهم ويقي بعضهم › إذ كانوا 
لا يتفقون على الكفر » ولم بزل ني الأرض منهم أمة باقية على الصلاح . 
قال تعالى : ( وقطناهم ني الأرض أماً منهم الصالون . ومنهم دون 
ذلك - الآية ) (؛) وقال : ( من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات ال 
آناء اليل . وهم يسجدون - الايتن)(١)‏ : 


(۱) الآیتان ٠٠١٤١ › ٠٠۴‏ من سورة النساء. 
)۲( آية ٠‏ من سورة النساء . 

(۴) آية 4٣‏ من سورة القصص . 

(4) آية 1٦۸‏ من سورة الأغراف . 

(ه) الآيتان ١٠١ - ۱١۴‏ من سورة آل عبران . 


س ۷ء س 


وکان من حکمته تعسالی ورحمته - لا أرسل محمداً صل اله عليه وسلم 
خاتم المرسلين - أن لا بيلك قومه بعذاب الاستتصال » بل عذب بعضهم 
بأنواع العذاب كالمستهزثن الذين قال الله فيهم : ( إنا كفيناك المستهزئن- 
الآيات)() . ۰ 

والذي دعا عليه ابي صلى الله عليه وسلم أن يساط عليه كلباً من كلاب 
فافترسه الأسد » كما قال تعالى : « قل : هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين؟ 
ونحن اربص بكم آن يصيبكم الله بعذاب من عنده ؟ ‏ الاية )۲) . 

فأخبر سبحانه أنه يعذب الكفار تارة بأيدي المؤمنين بالحهاد والحدود ء 
وتارة بغر ذلك . فكان ذلك ما يوجب إعان أكارهم »> ھا جری لقریش 
وغبرهم . فإنه لو أهلكهم لبادوا > وانقطعت النفعة بم > ولم يبق هم 
ذرية تۇمن » بحلاف ما عذبېم به من الإذلال والقهر > فإن ني ذلك مايو جب 
عجزهم ٠‏ والنفوس إذا كانت قادرة على كمال أغراضها › فلا تكاد تنصرف 
عنها . بحلاف عجزها عنها . فإنه يدعوها إلى التوبة » ها قيل : من العصمة 
أن لا تقدر » وهذا آمن عامتهم . 

وقد ذكر اله ني التوراة لموسى : « إني أقسي قلب فرعون . فلا يؤمن 

بيسن أن ني ذلك من الحكمة : انتشسار آياته الدالة على صدق أنبيائه ني 
الأرض إذ كان موسى أخبر بتکام الله له » وبكتابة التوراه له > فأظهر 

(۱) الآیات من ٩٩ - ٩۰‏ من سورة الحجر . 

(۲) آية ۲ من سورة براأءة , 


— eA — 


له من الآبات ما يبقى ذكره ني الأرض . وكان ني ضمن ذاك : ومن تقسية 
قلب فرعون ما وجب هلا که وهلاك قومه . 

وفرعون كان جاحداً الصانع . فلذاك أوتي موسى من الآبات 
ما بناسب حاله . 


وأما بنو إسرائيل - مع المسيح - فكانوا مقرين بالكتاب الأول . فلم 
محتاجوا إلى مثل ما احتاج إليه موسى . ولم يكن محتاجاً إلى جنس تقرير 
اللبوة » إذ كانت الرسل قبله جاءت با يثبت ذلك . وإنغا الحاجة إلى تيت 
نبسوته . 

ومع هذا فقد أظهر الله على يديه من الآيات مثل آبات من قبله وأعظم › 
ومع هذا لم يأت بآيات الاستئصال . بل بين الله في القرآن : آنا لا لنفعهم 
بل تضرهم . لانه علم أن قلوبهم كقلوب الأوأين . كا قال تعالى : ( 
كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول » إلا قالوا : ساحر أو مجنون ء 
أتواصوا به ؟ - الآية ) )١(‏ وقال تعالى : ( كذلك قال الذين من قبلهم 
مفل قوهم - الآية ) )١(‏ وقال تعالى : ( أ كفاركم خر من آولئكم ؟ 
- الآية ) (") وسورة اقتربت الي ذكر فيها انشقاق القمر » وإعراضهم 
عن الآيات »> وقوهم : «سحر مستمر » وقال فيها : (ولقد جاءهم من 
الأنباء ما فيه مز دجس (؛) . 


(۱) الآیتان ۲ه - ٣ه‏ من سورة الذاريات . 
(۲) آية ۸ من سورة البقرة . 
(۳) آية ٤۳٣‏ من سورة القمر . 


. آية 4 من سورة القمر‎ )٤( 


۹ س 


أي يزجرهم عن الكفر زجراً شديداً » إذ كان في تلك الأنباء صدق 
الرسل والإنذار بالعذاب الذي وقع بالتقدمن . 


وغذا قول عقيب کل قصة ( فکیف کان عذاني ونذر؟ () أي عذاني 
لمن كذب رسلي ٠‏ وإنذاري هم بذاك قبل يئه . 


م قال : « أكفاركم » أيتها الأمة « خير من أولئكم » الذين كذبوا 
الرسل من قبلكم : «أم لكم براءة في الزبر ؟ أم يقولون : نحن جميع 
منتصر؟» (") وذاك : أن كونكم تعذبون مثلهم . إما لکونکم لا تستحقون 
ما استحقوا » أو لکون الله آخبر آنه لا يعذبكم : فهذا بالنظر إلى فعل الله . 
وأما بالنظر إلى قوة الرسول صلى اله عليه وسلم وأتباعه » فيقولون : « نحن 
جميع منتصر» فم کر وأقوی > ¥ قالوا ر آي الفريقن خر مقاماً 
وأحسن ندياً - إلى قوله - أثائاً وريا ) )١(‏ أي أموالا ومنظراً . فقال تعالى : 
(سيهزم ابخمع ویواون الد بر 6( 


أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بمزعتهم > وهو بمكة »> في قلة من 
الأتباع » وضعف منهم . ولا يظن أحد - قبل أن اجر - بالعادة امعروفة : 
أن أمره يعلو » ويقاتلهم . فكان كما أحبر . وذاك ببدر » وتلك سنة الله » 
ما قال تمالى : ( سنة الله الي قد حلت من قبل - الآية ) .)١(‏ 


. من سورة القمر‎ ٠١ آية‎ )١( 

(۲) الآيتان ٤٤ - ٤۳‏ من سورة القمر . 
(۳) الآیتان ۷٤ - ۷٣۳‏ سورة مرم . 
(4) آية ٤١‏ من سورة القمر . 

()( آي ۴ من سورة الفتح 


س + — 


وحيث يظهر الكفار ويغلبون » فإنما يكون ذلك لذنوب المؤمنين الي 
أوجبت نقص إعانهم » فإذا تابوا نصرهم الله ء ا قال تعالى : ( ولا نوا 
ولا تحزنوا وآنم الأعلون إن كنم مؤمنين )() . 

فإذا كان من تمام الحكمة والرحمة : أن لا لكهم بالاستثصال كالذين 
من قبلهم »› قال تعالی : ( أكفاركم خير من أولئلكم ؟آم لكم براءة ي 
الزبر؟ ) )١(‏ كان لا يني إعوجب ذلك » مع إتيانه سبحانه با يقم الحجة 
أ كمل في الحكمة والرحمة » إذ كان ما أتى به حصل به كمال الهدى والحجة › 
وما امتنع منه دفع من عذاب الاستتصال ما أوجب بقاء جمهور الأمة › 
حى تدوا وبژمنوا . وکان ني إرسال خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم من 
الحكمة البالغة » والمن السابغة » ما لم يكن ني رسالة غره . صاوات الله 
وسلامه عليه وعليهم أجمعن . 


رجعنا إلى سبرته صل الله عليه وسلم . 
خروجه صلی الله عليه وسلم الى الطائف : 

ولا اشتد البلاء من قريش على رسول الله صل الله عليه وسلم › بعد موت 
عمه : خرج إلى الطائف > رجاء أن يؤوه وينصروه على قومه » وعنعوه 
منهم » حى يبلغ رسالة ربه . ودعاهم إلى الله عز وجل » فلم ير من يؤوي 
ولم یر ناصرآً » وآذوه أشد الآذی . ونالوا منه ما م بل منه قومه . وکان 
معه زید بن حارثة مولاه . 

)0( آیة ٠۳۹‏ من سورة آل عمران . 

(۲) آية ٠۳١‏ من سورة القمر . 


۱۱ س 


فاقام بينهم عشرة أيام . لا يدع أحداً من أشرافهم إلا كلمه › فقالوا : 
أخحرج من بادنا . وأغروا به سفهاءهم . فوقفوا له سماطن . وجعاوا یرمونه 
بالحجارة وبكلمات من السفه » هي أشد وقعاً من الحجارة . حى دميت 
قدماه » وزید بن حار ثة بقیه بنفسه » حى أصابه شجاج في رأسه » فانصرف 
إلى مكة عروناً . 

وفي مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور : « اللهم إني أشكو إليك ضعف 
قوتي » وقلة حيلي » وهواني على الناس ٠‏ أنت رب المستضعفن › وأنت 
ري ٠‏ إلى من تكلي ؟ إلى بعيد يتجهمني ‏ أو إلى عدو ملكته أمري ؟ إن ۾ 
يكن بك غضب علي“ فلا أبالي » غير أن عافيتك هي أوسع لي . أعوذ بنور 
وجهلك الذي أشرقت له الظلمات › وصلح عليه آمر الدنيا والآحرة : أن 
حل علي غضبلك » أو ينزل بي سخطك . لك العتبى حى ترضى 
ولا حول ولا قوة إلا بك » .)١(‏ 

فأرسل ر بهتبارك وتعالى إليه ملك ابال » يستأمره أن يطبق الأخشبين 
على أهل مكة - وهما جبلاها اللذان د ي بينهما - فقال : : « بل استاني 
جم . لعل الله أن خرج من اعلام من بده » ولا شر به اء . 

فلما تزل بنخلة في مرجعه » قام يصلي من الليل ما شاء الله » فصرف 
الله إليه نفرآً من ابحن . فاستمعوا قراءته » ولم يشعر بم رسول الله صلى الله 
عليه وسلم حى نزل عليه : ( وإذ صرفنا إليك نفرآً من الحن - إلى قوله - 
أولئك ني ضلال مبن ) .)١(‏ 


(۱) عزاه ه السيوطي ي الحامع لطبر اني ني الكبير عن عبد الله بن جعفر . 
(۲) الآیات من ۲۸ - ۳۲ من سورة الأحقاف . 


س ۱۷۲ س 


وأقام بنخلة أياماً . فقال زيد بن حارة رضي الله عنه : كيف تدخل 
عليهم » وقد أخرجوك ؟ - يعي قريشاً - فقال «يا زيد ٠‏ إن الله جاعل 
لما ترى فرجاً ومخرجاً . وإن الله ناصر دینه » ومظهر نبیه » . 


ثم انتهى إلى مكة . فأرسل رجلا من خزاعة إلى المطعم بن عدي « أدخل 
في جوارك ؟» فقال : نعم . فدعا المطعم بنيه وقومه › فقال : البسوا 
السلاح » وكونوا عند أركان البيت . فإني قد أجرت محمد » فلا يهجنه 
منكم أحد . فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه . وصلى 
رکعتین . وانصرف إلى بیته » والطعم ابن عدي وولده حدقون به في السلاح» 
حى دخل بیته . 

الاسراء والمعراج : 

ثم أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس راكب على 
البراق صحبة جبريل عليه السلام . فتزل هناك . وصلى بالأنبياء إماماً » وربط 
البراق بحلقة باب المسجد . ثم عرج به إلى السماء الدنيا . فرأى فبها آدم . 
ورأى أرواحالسعداء عن مينه > والأشقياء عنشماله . ثم إلىالثانية . فرأى فما 
عیسی وی . ثم إلى الفالثة . فرأى فيها يوسف . ثم إلى الرابعة . فرأى فيها 
إدريس . ثم إلى الحامسة فرأى فيها هارون . ثم إلى السادسة . فرأى فيها 
موسی . فلما جاوزه بکی » فقيل له ما ببکیلك ؟ قال : أبکي أن غلاماً بعث 
بعدي يدخل الحنة من أمته أكثر ما يدخلها من أمي ثم عرج به إلى السماء 
السابعة . فلقى فبها إبراهم . ثم إلى سدرة المنتهى . ثم رقع إلى البيت 


— ۳ س 
(م ۸ س مختصر السية ) 


المعمور . فرأى هناك جبريل في صورته > له ستمائة جناح . وهو قوله 
تعمال : ( ولقد رآه نزلة أحرى عند سدرة المنتهى) () . 

وكلمه ربه وأعطاه ما أعطاه . وأعطاه الصلاة . فكانت قرة عبنرسول 
الله صلى الله عليه وسلم . 

فاما أصبح رسول اله صلى الله عليه وسلم في قومه وأخبرهم : اشتد 
تکذیبهم له » وسألوه أن صف فم بیت المقدس » فجلاه الله له حى عاینه . 
وجعل خبرهم به . ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئاً . وأخبرهم عنعرهم 
الي رآها في مسراه ومرجعسه » وعن وقت قدومها » وعن البعبر الذي 
يقدمها . فكان كما قال . فلم يزدهم ذلك إلا ثبورآً . وأنى الظالمون إلاكفوراً . 


(۱) الآيتان ٠١ - ١١‏ سورة النجم . 


— اا٤‎ 


فصل في الهجرة 

قد ذكرنا : أنه صلل الله عليه وسلم » كان يواتي الموسم كل عام » 
يتبع الحاج ني منازهم » وتي عكاظ وغرها › يدعوهم إلى الله . فلم به 
أحد منهم . ول يووه . 

فكان نما صنع الله لرسوله : أن الأوس واللخزرج كانوا يسمعون من 
حلفاهم ود المدينة : أن نبياً يبعث تي هذا الزمان » فنتبعه ونقتلکم 
معه قتل عاد . 

وكانت الأنصار تحج » كغرها من العرب » دون اليهود . فلما رأى 
الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الله . وتأملوا 
أحواله . قال بعضهم لبعض : تعلمون والله يا قوم أن هذا الذي توعدكم به 
اليهود . فلا يسلبقتكم إليه . وقدار الله بعد ذلك : أن اليهود يكفرون 
به . فهو قوله تعالی ( ولا جاءهم كتاب من عند الله مصدق لا معهم ‏ 
وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا - فلما جاءهم ما عرفوا كفروا 
به . فلعنة الله على الكافرين - والاآية بعدها) .)١(‏ 
بيعة المقبة الأول : 
فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم تي الموسم عند العقبة : سته نفر من 
الأنصار كلهم من الحزرج . منهم أسعد بن زرارة › وجابر بن عبد الله 


— ۰ 


ابن رئاب السلمي . فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا . ثم رجعوا إلى المدينة > 
فدعوا إلى الإسلام . فنشاً الإسلام فيها > حى ل تبق دار إلا دخلها . فلما 
كان العام المقبل : جاء منهم اثنا عشر رجلا -. الستة الأول » خلا جابرآ- 
ومعهم عبادة بن الصامت › وأبو اليم بن التيهان » وغرهم . الحميع 
اثنا عشر رجلا . 
وكان الستة الأولون قد قالوا له - لا أسلموا - : إن بن قومنا من‌العداوة 

والشر ما بينهم » وعسى الله أن بجمعهم بك . وسندعوهم إلى أمرك › فإن 
مجمعهم الله عليك فلا رجل” أعز منك . وكان الأوس والحزرج أخوان 
لآم وب . أصلهم من اليمن من سبأً » وأمهم قَيْلّة بنت كاهل - امرأة 
من قضاعة - ويقال هم لذلك : أبناء قيله . قال الشاعر : 

اليل من أولاد قيلة › م جد عليهم خليط في الطة عباً 

فوقعت بينهم العداوة بسبب قتيل › فلبثلت الحرب بينهم مائة وعشرين 
سنة إلى أن أطفأها اله بالإسلام . وألف بينهم برسول الله صلى الله عليه 
وسلم » وذلك قوله : (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنم أعداء . فآلف 
بن قلوبكم فأصبحم بنعمته إخواناً - الآية ) .)١(‏ 

فلما جاءه الإثنا عشرة رجلا من العام الآتي - الذين ذكرنا - ومنهم 
اثنان من الأوس : أبو اليم » وعوحم بن ساعدة . والباقي من اللخزرج . 

فلما انصرفوا بعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن 
عمر » وأمره أن يقرم القرآن » ويعلمهم الإسلام . فتزل على أي أمامة 

. سورة آل عمران‎ ٠١۴ آية‎ )١( 


— ۱۱٩ 


أسعد بن زرارة - فخرج إعصعب - في إحدى خربجاته - فدخل به 
حائطاً من حیطان بي ظفر . فجاسا فيه > واجتمع إليهما رجال ممن أسلم . 
اسلام سعد بن معاذ › وأسید بن حضير : 

فقال سعد بن معاذ - سيد الوس - لأسيد بن حضر : اذهب إلى 
هذين اللذين قد أتيا ليسفها ضعفاءنا » فازجرهما . فإن أسعد بن زرارة 
ابن خالي » ولولا ذلك لكفيتك ذلك . وكان سعد وأسيد سيدي قومهما . 
فأحذ أسيد حربته . م أقبل إليهما . فلما رآه أسعد بن زرارة › قال لمصعب : 
هذا سيد قومه قد جاءك . فاصدق الله فيه › قال مصعب : إن يکلمي 
أكلمه . فوقف عليهما . فقال : ما جاء بكما إلينا ؟ تسفهان ضعفاءنا ؟ 
اعتزلا » إن كان لكما ي أنفسكما حاجة . فقال له مصعب : أو تجلس 
فتسمع . فإن رضیت مرا قبلته » وإن كر هته كف عنك ما تکره . فقال : 
أنصفت . تم رکز حربته وجلس . فکلمه مصعب بالإسلام › وتلا عليه 
القرآن . قال : فوالته لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم › ني إشراقه 
وپلله . 

ثم قال : ما أحسن هذا وأجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا 
في هذا الدين ؟ . 


قال له : تغتسل وتطهر لوبك . تم تشهد شهادة الحق . م تصلي ركعتن . 
فقام واغتسل ٠‏ وطهر لوبه . وتشهد وصلل ركعتن . ّم قال : إن 
ورائي رجلا إن تبعکما م يتخلف عنه أحد من قومه . وسأرشده إليكما 
الآآن - سعد بن معاذ ثم أخذ حربته » وانصرف إلى سعد تي قومه » وهم ٠‏ 
جلوس ني ناديم . 


— ۱۷ 


فقال سعد : أحلف بالله » لقد جاء كم بغر الوجه الذي ذهب به من 
عند كم . فلما وقف على النادي » قال له سعد : ما فعلت ؟ فقال : كلمت 
الرجلين . فوالله ما رأيت بما بأساً . وقد يتهما › فقالا : نفعسل 


ما أحببت . 


وقد حدثت : ن بي حارلة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ‏ 
وذلك : أنم عرفوا أنه ابن خالتك - ليخفروك › فقام سعد مغضباً > 
الذي ذكر له . فأخذ حربته » فلما رآهما مطمئدن عرف أن أسيدا إا 
أراد أن يسمع منهما » فوقف عليهما متشتما . ثم قال لأسعد بن زرارة : 
والله يا أبا أمامة » لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مي > تغشانا 


ي دارنا ما نکره ؟ 
وقد كان أسعد قال لمصعب : جاءك والله سيد من ورائه قومه . إن يتبعك 
م يتخلف عنك منهم أحد . 


فقال له مصعب : أو قعد فسمع ؟ فإن رضیت أمرآ قبلنه » ون کرهته 
عزلنا عنك ما تکره » قال : قد أنصفت . ثم رکز حربته فجلس . 

فعرض عليه الإسلام » وقرأً عليه القرآن . قال : فعرفنا والمني وجهه 
الإسلام قبل أن يتكلم > ني إشراقه وتہلله . ثم قال : كيف تصنعون إذا 
أسلمتم ؟ قالا : تغتسلوتطهر ثوبك ثم تشهد شهادة احق . ثم تصلي رکعتن › 
ففعل ذلك . ثم أخذ حربته » فأقبل إلى نادي قومه . فلما رأوه قالوا : غلف 
باه لقد رجع بغر الوجه الذي ذهب به » فقال : يا بي عبد الأشهل › 


— ۱۸ 


كيف أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا . وابن سيدنا » وأفضلنا رأباً » وأعننا 
نقيبة . قال : فإن کلام رجالکم ونسائکم علي“ حرام حى تۇمنوا بالله ورسوله. 
فما أسى فيهم رجل ولا امرأة إلا أسلموا » إلا الأصرم . فإنه تأخرإسلامه 
إلى يوم أحد . فأسلم وقاتل وقتل » ولم يسجد لله سجدة . فقال الني صلى الله 
عليه وسلم : «عمل قليلا وأجر كشراً» . 
قأقام مصعب في منزل أسعد يدعو الناس إلى الإسلام حى لم ببق دار هن 
دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون » إلا ما كان من دار بنى أَمية 
بن زيد وخطمة › ووائل › وواقف . 

وذلك : أنہم كان فيهم قيس بن الأسلت الشاعر . وكانوا يسمعون 
منه » فوقف بهم عن الإسلام » حى كان عام الحندق » بعد أن هاجر 
رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

فلماكان من العام المقيل . وجاء موسم الحج . قال من أسلم من الأتصار : 
حي مى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم › بطد في جبال مكة 
وخاف ؟ ! فخرجوا مع مشركي قومهم حجاجاً . 
بيمة المقبة الثانية : 

فلما وصلوا واعدوه العقبة » من أواسط أيام التشريق للبيعة » بعد 
ما انقضى حجهم . فقال له العباس : ما دري ما هؤلاء القوم الذين جاءوك؟ 
إني ذو معرفة بأهل يرب . فلما كان بالليل تسللوا من رحاهم مختفين › 
ومعهم عبد الله بن عمرو بن حرام - آبو جابر - وهو مشرك » وکانو 
يكانمونه الأمر . فلما كانت الليلة الي واعدوا فيها رسول الله صلى الله عليه 


— ۱۱۹ س 


وسلم > قالوا له : با أبا جابر » إنك شريف من أشرافنا . وإنا نرغب بك 
أن تكون حطباً للنار غد » قال : وماذاك ؟ فأخبروه اللحبر . فأسلم وشهد 
العقبة وکان نقیباً . 


فلما مضى ثلث الليل خرجوا للميعاد » حى اجتمعوا عنده »> من 
رجل ورجلن ومعه عمه العباس - وهو یومئذ على دین قومه - ولکنه أحب 
آن عضر آمر ابن أخیه › ویتوثق له . 


فلما نظر العباس في وجوههم قال : هؤلاء قوم لا نعرفهم › هؤلاء 
أحداث » وكان أول من تكلم . فقال : يا معشر اللحزرج - وكانت العرب 
تسمى ابحميع الحزرج . إن محمداً منا حيث علمم > وقد منعناه من قومنا 
وهو ي منعة في بلده » إلا أنه أنى إلا الانقطاع إليكم » واللحوق بكم . فإن 
كم ترون أنكم وافون إا دعوتوه إليه وما نعوه ممن خالفه ١‏ فأنم وماتحملم. 
ون کن ترون أنکم مسلموه وخاذلوه - بعد خروجه إلیکم - فمن الآن 
فدعوه . فانه ي عز ومنعة . ۰ 

قالوا : قد سمعنا ما قلت . فتكلم يا رسول الله > وخذ لنفسك ولربك 
ما شعت ٠‏ ۰ 


فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم » وقال : «أبايعكم على ن 
تعنعوني - إذا قدمت عليكم ا تعنعون منه نساءکم وأبناءكم . ولكم 
الحنة »(') . 


)0( أخر جه الإمام أحمد والبيهقي بإسناد جید . ۰ 


س ۰١‏ س 


فكان أول من بايعه : البراء بن معرور . فقال : والذي بعثك باحق 
انمنعك مما نمنع منه أزرنا . فبايعنا يا رسول الله . فنحن أهل الحرب 
واخلقة » ورثناها صاغراً عن كابر . فاعترضه أبو اليم بن التيهان » وقال 
إن بيننا وبن الناس حبالا . وحن قاطعوها » فهل عسيت - إن أظهرك الله : 
أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم > م 
قال : « لا والله » بل الدم الدم »> والمدم الدم > أنم مي وأنا منكم . 
أحارب من حاربم . وأسام من سالمم » . 

فلما قاموا يبايعونه » أخذ بيده أصغرهم - أسعد بن زرارة - فقال : 
رويدآً يا أهل يثرب ٠‏ إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه 
رسول اله » وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة » وقتل خياركم » وأن 
تعَضتّكم السيوف . فإما نم تصبرون على ذلك . فخذوه وأجركم على الله ء 
وإما اتم تخافون من أنفسكم خبفة فذروه . فهو أعذر لكم عند الله . فقالوا 
أمط عنا يدك » فو اله ما نر هذه البيعة ولا نستقيلها . 

فقاموا إليه رجلا رجلا . يأخذ منهم . ويعطيهم بذاك الحنة م کار 
اللغط . فقال العباس : على رسكم : فإن علينا عيوناً . 

م قال رسول اله صلى الله عليه وسلم : «أخرجوا إل منكم اثى عشر 
نقيباً كفلاء على قومهم » ككفالة الحوارين لعيسى ابن مرم . وأنا كفيل 
على قومي » . 

وتي رواية : « أن موسى اتخسذ من قومه اى عشر فقيباً »() . 
() أعرجه الإمام أحمد والبيهقي يإسناد جيد . 


۱ 


فكان نقيب بي النجار : أسعد بن زرارة . ونقيب بي سلمة : البراء 
بن معرور » وعبد الله بن عمرو بن حرام . ونقيب بي ساعدة : سعد بن 
عبادة » والمنذر بن عمرو . ونقيب بي زريق : رافع بن مالك بن عجلان . 
ونقيب بي الحارث بن الخزرج : عبد الله بن رواحة » وسعد بن الرييع . 
ونقيب القواقل : عبادة بن الصامت : ونقيب الأوس : أسيد بن حضر »› 
وأبو اليم بن التيهان . ونقيب بي عوف : سعد بن خيثمة . 

وكان جميع أهل العقبة : سبعين رجلا وامرأتن . 

فلما بايعوه صرخ الشيطان بأنفذ صوت سمع قط : يا أهل الأخاشب » 
هل لكم ني محمد والصبأة معه ؟ قد اجتمعوا على حربكم . فقال رسول الله 
صلى الله عليه وسلم : « هذا أزب العقبة › أما والله يا عدو الله لأفرغن لك» 
تم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ارفضوا إلى رحالكم » . 

فقال العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثات بالحق إن شتت لنمياا“ 
على أهل مكة غداً بأسيافا > فقال : « لم نومر بذلك »› ولکن ارجعوا إلى 
رحالکم » فرجعوا . 

فلما أصبحوا غدت عليهم جلة قريش . فقالوا : إنه بلغنا آنکم جم 
صاحبنا البارحة » تستخرجونه من بن أظهرنا » وتبايعونه على حربنا . وإنه 
والله ما من حي من العرب أبغض إلينا من أن تشب الخرب بينتا وبينهم 
منكم . فانبعث رجال - ممن م يعلم - لفون هم بالله : ما كان من هذا 
شيء ٠‏ والذين يشهدون ينظر بعضهم إلى بعض . وجعل عبد الله بن أي ابن 
سلول يقول : هذا باطل . ما کان هذا . وما كان قومي ليفتاتوا علي بمثل 
هذا . لو كنت بيرب ما صنع قومي هذا » حى يۇامروني . 


۲ 


فقام القوم - وفيهم الحارث هشام - وعليه نعلان جديدان . فقال 
كعب بن مالك : كلمة - كأنه بريد أن يشرك با الوم فيما قالوا - 
فقال : يا أبا جابر » ما تستطيع أن تتخذ - وأنت سيد من سادتنا ‏ مثل 
نعلي هذا الفى ؟ فسمعها الحارث . فخلعها من رجليه . م رمى بهما إليه . 
وقال : والله لتنتعلنهما . فقال أبو جابر : مه ؟ أحفظت الفى . فاردد إليه 
نعليه . قال : لا أردهما إليه والله ء فأل صالح . لن صدق الفأل لأسلبنه . 

فلما انفصلت الأنصار عن مكة : صح اللبر عند قريش فخرجوا . 


في طلبهم » فأدركوا سعد بن عبادة » والمنمذر بن عمرو . فأعجزهم 
المنذر ومضى . وأما سعد : فقالوا له : أنت على دين محمد ؟ قال : نعم » 
فوبطوا يديه إلى عنقه بنسعةرحله . وجعلوا پسحبونه بشعره » ویضربونه 
وكان ذا جمة حى أدخلوه مكة . فجاء المطعم بن عدي والحارث 
بن حرب بن أمية . فخلصاه من يديم . 


وتشاورت الأنصار أن بکروا إليه . فإذا هو قد طلع عليهم فرحلوا 
إلى المدينة . 


وكان الذي أسره ضرار بن الطاب الفهري › وقال : 

تدارکت سعدا عنوة » فأسرته وکان شفائي » لو تدارکت منذر' 
ولو نلته طت هناك جراحة ‏ أحق دماء أن تان ودرا 
فأجابه حسان بن ثابت رضي الله عنه : - 


فخرت سعد الحر خان أسرته 
وقلت : شفائي. لو تداركت منذراً 


I 


وإن امر۴! مهدي القصائد حونا ‏ لستبضع تمر إلى آهل خيبرا 
فلا تك كالشاة الي كان حتفها فر ذراعيها . فلم ترض عفرا 
ولا تك كالوسنان محلم أنه بقربة كسرى » أوبقرية قيصرا 
ولا تك کالنکلى › وكانت ععمزل 

عن التكّل . لو أن الفؤاد تفسكرا 
ولا تلك كالعاوي › وأققل نحره 

وم مخشه سهم من البسل مضمراً 
أتفخر بالكتان لما لبسته وقد يلبس الأنباط ريطا مقصراً 
فلولا آبو وهب لرت قصائد عل شرف البیداء(٠)‏ وين حسراً 


وسمعت قریش قائلا یقول باللیل على آني قبیس : 
فإن يسلم السعدان يصبح محمد بكة لا خشى خلاف المخالف 


قالوا : من هما ؟ قال آبو سفیان : سعد بن بکر » آم سعد بن هزم؟ 
فلما كانت الليلة القابلة » سمعوه يقول : 


فياسعد - سعد الأوس - كن أنت ناصرآ _ 
ويا سعد سعد الخزرجان - الغطارف 
أجيبا إلى داعي الهدى . وتبا عل الله في الفردوس منة عارف 
فإن ثراب اله للطالب المدى جنان من الفر دوس ذات رفارف 
فقال آبو سفيان : هذا والله سعد بن عبادة » وسعد بن معاذ . 
(٠)‏ عند اين هشام و البرقاء ي . 


الهجرة الى المينة : 

وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمن ي المجرة إلى المدينة . 
فبادروا إليها . وأول من حرج : أبو سلمة بن عبد الأسد » وزوجته أم سلمة. 
ولکنها حبست عنه سنة › وحيل ينها وبين ولدها . ثم خرجت بعد هي 
وولدها إلى المدينة . 


ثم خحرجوا أرسالا » يتيع بعضهم بعضاً . ولم ببق منهم بمكة أحد 
إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر » وعلي - أقاما بأمر رسول الله 
صلل الله عليه وسلم هما - وإلا من احتيسه المشركون كرهاً . 


وأعد رسول الله صلل الله عليه وسلم جهازه › ينتظر مى بؤمر بالحروج. 
وأعد ایو بکر جهازه . 


تآمر قريش بدار الندوة على قتل رسول أله : 
فلما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجهزوا 
وخرجوا بأهليهم إلى المدينة : عرفوا أن الدار دار منعة › وأن القوم أهل 
حلقة وباس » فخافوا خروج رسول الله صل الله عليه وسلم › فيشتد أمره 
عليهم . فاجتمعوا ني دار الندوة » وحضرهم إبليس تي صورة شيخ من 
أهل نجد . فتذاكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم . 


فاشار کل منهم برأي » والشیخ یرده ولا برضا › إلى ن قال بو جهل : 
قد فرق لي فيه برأي » ما أراكم وقعم عليه » قالو : ما هو ؟ قال : أرى 


— 0 


يضربونه ضربة رجل واحد » فيتفرق دمه ني القبائل . فلا تدري بنو عبد 
مناف بعد ذلك ما تصنع » ولا بمكنها معاداة القبائل كلها » ونسوق ديته . 

فقال الشيخ : لله در هذا الفى . هذا والله الرأي . فتفرقوا على ذاك . 

فجاء جبريل » فأخبر الني صلى الله عليه وسلم بذاك . وأمره أن لا ينام 

وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أي بكر نصف النهار - في 
ساعة م یکن یأتیه فيها - متقنعاً » فقال : « أخرج من عندك » فقال : إغا 
هم أهلك يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله 
قد أذن لي قي الخروج » فقال أبو بكر : الصحبةة يا رسول الله . قال : « نعم » 
فقال بو بكر : فخذ - بأ أنت وأمي - إحدى راحلَيٴ هاتين » فقال : 
« بالقمن » . 

وأمر علياً أن يبيت تلك الليلة على فراشه . 

واجتع أولئك النفر يتطلعون من صير الباب » وبرصدونه بريدون 

بیاته » ویأغرون : أہم يكون أشقاها ؟ . 

فخرج رول اله صلا علي وملم علي فاع حائة من العا 
فذرها على رؤوسهم » وهو يتلو ( وجعلنا من بين یدہم سد » ومن خلفهم 
سداً فأغشيناهم . فهم لا يبضرون) () وأنزل الله ر( وإذ عكر بك الذين 
كفروا ليبتوك » أو بقتلوك » أو مخرجوك » ويمكرون وعكر اله » وال 
خير الماكرين ) .)١(‏ 

. من سورة الأنفال‎ ٠١ آية 4 من سورة يس . (۲) آية‎ )١( 


— ۱۳۹ 


ومضی رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت أي بكر . فخرجا من 
خوحة في بيت أي بكر للا . فجاء رجل » فرأى القوم ببابه › 
فقال : ما تنظرون ؟ قالوا حمداً . قال : خبنتم وخسرتم » قد والله مر 
بکم ¢ وذرَ على رؤوسكم الراب . قالوا : والله ما أبصرناه » وقاموا 
ينفضون الراب عن رژوسهم . ۰ 

فلما أصبحوا : قام علي رضي الله عنه عن الفراش › فسألوه عن 
محمد ؟ فقال : لا علم لي به . . ۰ 

ومضی رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى غار ثور » فنسجت 
العنکبوت على بابه . 

وکانا قد استأجرا عبد الله بن أربقط اللیی »› وکان هادیاً ماھراً - وکان 
على دين قومه - وأمنتاه على ذلك » وسلما إليه راحلتتيهما » وواعداه غار 
ثور بعد ثلاث . 


وجدت قريش ني طلبهما » وأخذوا معهم القافة » حى انتهوا إلى 
باب الغار . فوقفوا عليه . فقال أبو بكر : يا رسسول الله » لو أن أحدهم 
نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا . فقال : « ماظنك بائدن الله الهما ؟ 
لا تحزن إن الله معنا» . 


وکانا یسمعان کلامهم > إلا أن الله عى عليهم أمرهما . 


وعامر بن فهرة يرعى غنماً لي بكر » ويتسمع ما يقال عنهما بمكة . 
م يأتيهما بابر ليلا . فإذا كان السحر سرح مع الناس . 


۲۷ س 


قالت عائشة : فجهزناهما أحَث الحهاز » وصنعنا هما سفرة ني 
جراب ٠‏ فقطعت أسماء بنت أي بكر قطعة من نطاقها » فأو كت به فم 
الحراب ٠‏ وقطعت الأخرى عصاماً ألقربة » فبذاك لقبت « ذات النطاقن » . 

ومكا ني الغار ثلاثاً > حى خمدت نار الطلب . فجاءهما ابن أربقط 
بالراحلتين فارتحلا » وأردف أبو بكر عامر بن فلهرة . 
قصة سرافة بن مالك : 

فلما أيس المشركون منهما جعلوا لمن جاء فيهما دية كل واحد منهما » 
لمن يأني بهمسا أو بأحدهما . فجد الناس في الطلب . والله غالب على أمره . 

فلما مروا بجي من مدٴلج ملصنعدین من داید . صر بهم رجلفوقف 
على الحي . فقسال : لقد رأيت آنفسا بالساحل أسلودة » وما أراها إلا" 
حمدآً وأصحابه . 

ففطن بالأمر سراقة بن مالك . فأراد أن يكون الظفر له . وقد سبق له 
من الظفر ما نم يكن ي حسابه . فتقال : بل هما فلان وفلان » خرجا في 
طلب حاجة هما . م مکث قلیلا . ثم قام فدخل خباءه » وقال بخاریته : 
أخرجي بالفرس من وراء اللباء وموعدك وراء الأكمة . ثم أخذ رمه 
وخفض عاليه خط به الأرض حى ركب فرسه . فلما قرب منهم » 
وسمع قراءة الي صلى الله عليه وسلم -- وأبو بكر يكر الالتفات › ورسول 
الله صلى الله عليه وسلم لا يلتفت - قال أبو بكر : يارسول الله > هذا 
سراقة بن مالك قد رهتقنا . فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخحت 
يدا فرسه في الأرض . 


— |۸ 


فقال : قد علمت أن الذي أصابي بدعائكما . فادعوا الله لي » ولكما 
أن آرد الناس عنكما . فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم » فخلصت 
يدا فرسه . فانطلق . وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن يكتب له 
کتاباً » فکتب له بو بکر بأمره تي دم . وکان الکتاب معه إلى يوم فتح 
مكة . فجاء به . فوفی له رسول الله صل الله عليه وسلم . 


فرجع . فوجد الناس ف ‌الطلب › فجعل يقول : قد استبرأت لكم احبر » 
وقد کفیم ما هاهنا . فکانأو ل النهار جاهداً علیهما . وکان آخره حارساً هما. 
قصة آم معبد : 


م مروا بخيمة أم معبد اللحزاعية » وكانت امرأة برأزة جلدة » تحتي 
بفناء الحيمة ثم تطعم وسقي من مر اء فسألاها : هل عندها شيء يشترونه ؟ 
فقالت والله لو عندنا شيء ما أعوزكم القرَى . والشاء عازب - وكانت 
سنة شهباء - فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الحيمة » 
فقال : «ما هذه الشاة ؟» قالت : خالتفها الحهد عن الغ . فقال : «هل 

ما من لبن؟ » » قالت : هي أجهد من ذلك . قال :« أتأذنن لي أن آحابها ؟ » 
قالت : نعم - بأي نت وأمي - إن رأيت با حليباً فاحابها . 


فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها » وسمى الله ودعا . 
فتفاجتّت" عليه ودَرّت فدعا بإناء ها بض الرهط » فحلب فيه حى 
علته الرٌغوة » فسقاها فشربت حى رویت »› وسقی أصحابه حى رووا . 
ثم شرب هو . وحلب فيه ثانياً فملاً الإناء . نم غادره عندها وارتحلوا. . 


۹ — 
( م ٩‏ - مختصر السيرة ) 


فَتَلٴ ما لبت : آن جاء زوجها يسوق أعنزاً عجافاً يتساوكن هزالا . 
فلما رأى اللبن » قال : من أين هذا ؛ والشاء عازب › ولا حلوبة في 
ابيت ؟ . 

قالت : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك » من حدیثه : کیت وکیت . 
قال : والله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه . صفيه لي يا أم معبد . 

قالت : ظاهر الوضاءة » أبلج الوجه » حسن الق  »‏ تعبه تجلْلة › 
وم تزر به صعلة » وسم قسم » ي عينبه داعَج » وني أشفاره وطن » 
وني صوته صحَل » وني عنقه سطع . وني يته كثاثة أحور أكحل ٠‏ أزج 
أقرن » شديد سواد الشعر » إذا صمت علاه الوقار »> وإذا تكلم علاهالبهاء > 
أجمل الناس وأبهاه من بعيد » وأحسنه وأحلاه من قريب » حلو المنطق › 
قصل . لا نذر ولا هذار » أن منطقه خحرزات نظم يتحدرن » ربعة 
لا تقتحمه عبن من قصر › ولا تشتزه من طول .غتصن بن غصنن › 
فهو أنضر الثلاثة منظرآ > وأحسنهم قدرآ . له رفقاء يحون به . إذا قال 
استمعوا لقوله . وإذا آمر تبادروا إلى آمره فود مشود . لا عابس 
ولا مفتند (.). 

قال أبو معبد : هذا - والله - صاحب قريش الذي تطلبه . ولقدهممت 
أن أصحبه ولأفعلن » إن وجدت إلى ذلك سيلا . 


وأصبح صوت عال بمكة يسمعونه »> ولا يرون القائل » يقول : 
جزی الله رب الناس خبر جزائه ‏ رفيقن حلا يمي أم معبد 
(») هو الذي لا فند ولا ضعف في کلامه ولا یرد عليه في آي شأن لکمال قوته وحکمته. 


— (e 


هما نزلا بالبر › وارتحلا به فافلح من أمسى رفيق عمد 
فيالقصي ما زوی الله عنکمو ‏ به من فخار . لا عاذی وسؤدد 
وقد غادرت وهنا لد پابجالب برد با ني مصدر ثم مورد 
سلو أختكم عن شاتما وإنانما ؟ فإنكموا إن تسألوا الشاة تشهد 
دعاها بشاة حائل » فتحلبت له بصريح ضرَّة الشاة مزبد 
لقد خاب قوم زال عنهم نيهم 
وقداس من رى إليه ويغضدي 
تر حل عن قوم . فرالت عقوم وحل على قوم بنور مجدد 
هداهم به - بعد الضلالة - رجسم 
وأرشدهم › من يبع الق يرشسد 
وقد نزلت منه على أهمل يرب 
ركاب هدي » حلت عليهم بأسعد 
نبي یری ما لا یری الناس حوله ویتلو کتاب الله في کل مشهد 
وإن قال ني يوم مقالة غائب 
فمصديقها في ضحوة اليوم أو غد 
يهنن أبا بكر سعادة جداه ‏ بصحبته » من يسلعد الله يلعد 
وهن بي کعب مکان اہم 
ويقعدها للمۋمننن مبرصسد 
قالت أسماء بت أي بكر : مكنا ثلاث ليال لا ندري : أين توجه 
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغى 
بأبیات غناء المرب » والناس يتبعونه » ویسمعون منه ولا يروه › حى خرج 
من أعلى مكة . فعرفنا أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . 


— ۳ 


قاات : ولا خرج أبو بكر احتمل معه ماله . فدخل علينا جدي 
أبو قحافة - وقد ذهب بصره - فقال : : إني والله لأراه قد فجعكم إعاله 
مع نفسه . قلت : كلا والله » قد ترك نا خبرآً. وأحذت حجارة » فوضعتها 
في كوة البيت . وقلت : ضع يدك على المال . فوضعها » وقال لا بأس . 
إن كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن . قالت والله ما ترك لنا شيئ » وإغا 
أردت أن أسكت الشيخ . 


دخول رسول الله المدينة : 

ولا بلغ الأنصار مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة . كانوا 
نخرجون كل يوم إلى اتحرّة بنتظرونه . فإذا اشتد حر الشمس رجعوا إلى 
منازهم . فلما كان يوم الاثنن ثاني عشر ربيع الأول › على رأس ثلاث 
عشرة سنة من نبوته . خرجوا على عاد م . فلما حميت الشمس رجعوا » 
فصعد رجل من اليهود على أطُم من آطام المدينة . فرأى رسول الله صلى الله 
عليه وسلم وأصحابه ماضن بزول بهم السراب . فصرخ بأعلى صوته : 
يا بي قيلة » هذا صاحبکم قد جاء هذا جد كم الذي تنتظرونه . فثار 
الأنصار إلى السلاح ليتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . 


وسمعت الوَجنبة والنكبر ني بني عمرو بن عوف . وكبر المسلمون 
فرحا بقدومه . وخرجوا للقائه » فتلقوه وحيوه بتحية النبوة . وأحدقوا به 
مطیفین حوله . 

فلما أتى المدينة » عدل ذات اليمن > حى نزل بقباء ني بي عمرو 
بن عوف » ونزل على كاثوم بن ادم - أو على سعد بن خيثمة - فأقام 


— YY — 


في بي عمرو بن عوف أربع عشرة ليلة . وأسس مسجد قباء . وهو أول 
مسجد أسس بعد النبوة .. 

فلما كان يوم ابمعة ركب . فأدركته ابلحمعة ني بي سام بن عوف . 
فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادي . م ركب . فأخذوا بخطام 
راحلته » يقولون : هلم إلى القوة والمنعة والسلاح . فيقول : «خلوا 
سبيلها . فإما مأمورة » فلم تزل ناقته سائرة » لا مر بدار من دور الأنصار › 
إلا رغبوا إليه في النزول عليهم » فيقول « دعوها فلا مأمورة » فسارت 
حى وصلت إلى موضع مسجده اليوم » فبركت . ولم ينزل عنها »> حى 
نبضت وسارت قليلا . ثم رجعت وبركت ني موضعها الأول . فنزل 

وذلك ني بني النجار » أخواله () صلى الله عليه وسلم . 

وکان من توفيتق اله ها . فإنه أحب أن ينزل على أخواله يكرمهم . 
فجعل الناس يكلمونه ي النزول علبهم . وبادر بو أیوب خالد بن زید 
إلى رحله » فأدخله بیته . فجعل رسول الله صلی الله عليه وسلم يقول : 
«المرء مع رحله» وجاء أسعد ابن زرارة » فأحذ بخطام ناقته . فكانت 
عنده . وأصبح كما قال قيس بن صرمة - وكان ابن عباس تلف إليه 
ليحفظها عنه : 

نوی ني قريش بضع عشرة حجة 

بذکر » لو یلقی حبیاً موایاً 
(«) هم أخوال جده عبد المطلب . ) 


— r — 


ويعرض في أهل المواسسم نفسه 
فلم ير من يؤوي ولم ير داعا 
فلما أتانا واستقر به النوى ‏ وأصبح مسروراً بطيبة راضاً 
وأصبح لا خشى ظلامة ظالم 
بعد » ولا خشى من الاس باغياً 
بذلنا له الأموال من جل ماللا وأنفسنا عند الوغى والتآسيا 
نعادي الذي عادى من النلاس کلهم 
جميعاً . وإن كان الجيب المصافيا 
ونعلم ن الله لارب غسره وأن كتاب الله أصبح هادياً 
وکما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه : 
قومي الذين هموا آووا نبيهمو وصدقوه وأهل الأرض كفار 
إلا خصائص أقوام همو تبع ني الصالحن مع الأنصارأنصار 
مستبشرين قم الله . قوهمو اا أتاهم كرم الأصل مختار : 
آهلا وسهلا . ففي أمن » وتي سعة ٠.‏ نعم النبي . ونعم القسم وابخار 
فانرلوه بدار لا غخاف بها من کان جارهمو. دار هي‌الدار 
وقاسموه با الأموال » إذ قدموا 
مهاجرین . وقسم الخاحد السار . 
وكما قال : 
نصرنا وآوينا اني محمداً 
على أنف راض من معد وراغم 
قال ابن عباس : كان الني صلى الله عليه وسلم بمكة فأمر بالهجرة . . 
وأنزل اله عليه ( وقل : رب ٠‏ أدخلي مداخل صدق » وأخرجي 


— ۳ 


مخرج صدق . واجعل لي من لدنك سلطانا نصبر») )١(‏ والني صلى الله 
عليه وسلم يعلم : أن لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان . فسأل الله سلطاناً 
نصبراً » فأعطاه . 


قال البراء : أول من قدم علينا : مصعب بن عمير › وابن أم مكتوم . . 
فجعلا يقرءان الناس القرآن . ثم جاء عمار بن ياسر » وبلال » وسعد . 
ثم جاء عمر بن اللحطاب في عشرين راكب . ثم جاء رسول الله 
صلی الله عليه وسلم . فما رأیت الاس فرحوا بغيء فرحهم به » حنی جعل 
النساء والصبيان والإماء بقلن : قدم رسول الله » جاء رسول الله صلى الله 
عليه وسلم . 

قال نس : « شهدته يوم دخل المدينة » فما رأيت بوماً قط كان أحسن 
ولا أضواً من اليوم الذي دخل المدينة علينا . وشهدته يوم مات . فما رأبت 
بوماً قط کان أقبح ولا أظلم من يوم مات » . 


فآقام تي بیت آي آیوب حى بی حجره ومسجده . 

وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو ني منزل أي أيوب ‏ 
زيد بن حارثة » وأبا رافع . وأعطاهما بعرين وخمسمالة درهم : إلى مكة» 
فقدما عليه بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه > وسودة بنت زمعة زوجه › وأسامة 
بن زيد » وأم أعن » وأما زينب : فلم مكنها زوجها أبو العاص بن الربيع 

من اتلروج . وخرج عبد الله بن اني بکر بعیال اي بکر . وفيهم عائشة . 


)0( آية A“‏ سورة الإسر اء ۰ 


~~ (eo — 


بناء امسجد : 

قال الزهري : بركت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موضع 
مسجده » وکان مرٌبداً لسهل وسهيل › غلامن يتيمن من الأنصار › كانا 
في حجر أسعد ابن زرارة . فساوم رسول الله صلى الله عايه وسلم الغلامن 
بالمربد » ليتخذه مسجداً . فقالا : بل به لك يا رسول الله . فى رسول الله 
صل الله عليه وسلم . فاشراه منهما بعشرة دنانر . 

وني الصحيح : أنه قال : «يا بي النجار » ثامنوني بحائطكم . قالوا : 
لا » والله لا نطلب تنه إلا إلى الله . وكان فيه شجر غرقد ونخل » وقبور 
المشركين . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبور فنبشت » وبالنخيل 
والشجر فقطع . وصفت ت قبلة المسجد . وجعل طوله مما بلي القبلة إلى مؤخره 
مائة ذراع . وني الحانببن مثل ذلك أو دونه . وأساسه قريباً من ثلاثة أذرع . 
تم بنوه بالتّبن . وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبي معهم » وينقل 
اللبن والحجارة بنفسه ويقول : 

اللهم إن اعبش عيش الآحرة ٠‏ فاغفر للأنصار والمهاجرة 

وکان یقول : 

هذاالحمسال لاحمالخيبر هذا آبر رضنا وأطهسر 

وجعلوا يرتجزون » ويقول أحدهم ي رجزه : 

ولان قعدنا والرسول يعمل لذاك ملا العمل المضاسل 

وجعل قبلته إلى بيت المقدس . وجعل له ثلائة أبواب : باب في مؤخره › 
وباب يقال له : باب الرحمة » والباب الذي يدخل منه رسول الله صلى الله 


۳ 


عليه وسلم . وجعل عمد الحدوع . وسقفه الحريد . وقيل له : ألا تسقفه ؟ 
قال : « عریش کعریش موسی » وبی بیوت نسائه إلى جانیسه › بیوت 
الحجر باللين » وسقفها بالحذوع والحريد . 
بناؤه بعائشة : 

فاما فرغ من البناء بي بعائشة في البيت الذي بناه ها شري المسجد . وكان 
بناؤه با في شوال من السنة الأولى » وكان بعض الناس يكره البناء ني شوال . 
قيل : إن أصله أن طاعوناً وقع ني الخحاهلية » وكانت عائشة تتحرى أن 
تدخل نساءها في شوال وتخالفهم . وجعل لسودة بيتاً حر . 
الواخاة بين الأنصار والمهاجرين : 
ثم آحى بن المهاجرين والأنصار » وكانوا تسعن رجلا . نصفهم من 
المهاجرين » ونصفهم من الأنصار » آخى بينهم على المواساة > وعلى أن 
يتوارثوا بعد الموت » دون ذوي الأرحام » إلى وقعة بدر . فلما أنزل الله : 
( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ني كتاب الله ) )١(‏ رد التوارث 
إلى الأرحام . 

وقيل : أنه آخحى بن المهاجرين بعضهم مع بعض مؤاخاة ثانية . 
واتخذ علياً أا لنفسه . والأثبت الأول . 

وي الصحيح عن عائشة قالت : « قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم 
المدينة وهي وبيئة . فمرض أبو بكر . وكان يقول إذا أخذته الحسى : 

كل امريء مصبح ني أهله والموت آدنى من شراك نعله 


(0( آية ٥‏ من سورة الأنفال . 


VY — 


وکان بلال إذا أقلعت عنه الخحمی یرفع عقبرته › وقول : 
ألا ليت شعري » هل أبيتن“ ليلة 

بواد وحولي إذحر وجليسل ؟ 
وهل أردن' يوماً ماه مجنة ؟ 

وهل يدون لي شامة وطّفيل ؟ 


اللهم العنعتبة بن ربيعة» وأمية بن خلف » وشيبة بن ربيعة . كا أخرجونا 
من أرضنا إلى أرض الوباء . فأحبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فقال : اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد . اللهم صححها . وبارك 
لنا ني صاعها ومدها » وانقل حّاها الى الححفة . فقالت : فكان المولود 
يولد ي الححفة . فلا يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى» . 


حوادث إلسنة الأولى : 
وني السنة الأولى : زيد في صلاة الحضر ركعتن . فصارت أريع 
رکعات . 


وفيها : نزل أهل الصفة المسجد » وكانت مكاناً في المسجد ينزل فيه 
فقراء المهاجرين الذين لا أهل هم ولا مال . وکان رسول الله صلى الله 
عليه وسلم يفرقهم ي أصحابه إذا جاء اليل » ويتعثى طائفة منهم معه › 
حتی جاء الله بالغی . 


وهذه السنة الرابعة عشرة من النبوة : هي الأولى من الهجرة كما تقدم . 
ومنها أرخ التاريخ . 


— ۳۸ 


وتوق‌فيها من الأعيان : أسعد بن زرارة » قبلآن يفرغ رسول الله صلى الله 
عليه وسلم من بناء المسجد . وتوتي البراء بن معرور تي صفر قبل قدوم 
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة . وهو أول من مات من النقباء . 

وفيها : توي ضمرة بن جندب . وكان قد مرض بكة . فقال لبنيه : 
اخرجوا لي منها » فخرجوا به يريد المجرة › فلما بلغ أضاة بي عقار - أو 
التنعم مات . فأنزل الله تععمالى : ( ومن مخرج من بیته مهاجراً إلى الله 
ورسوله ثم يدركه اموت فقد وقع أجره على الله - الآية ) () . 


وكلثوم بن ادم الذي نزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

وفيها : وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بالمدينة من اليهود . 
وکتب بینه وبینهم کتاباً . 
اسلام عبد اله بن سلام : 

وبادر عام اليهود وحبرهم : عبد الله بن سلام فأسلم . وأبى عامتهم 
إلا الكفر . 

وكانوا ثلاث قبائل : قينقاع » والنضر > وقريظة . فنقض اثلاث 
العهد . 

وحاريهم . فمن" على بي قينقاع › وأجلى بي النضر . وقنل بي قريظة . 
ونزلت سورة الحشر في بي النضار » وسورة الأحزاب في بي قريظة . 

)0( آية ٠٠١‏ سورة النساء . 


— ٩ 


حوادث السفة الثانية : 

وي السنة الثاية : رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه : الأذان » فأمره 
رسول الله صلى الله عليه وسلم آن يلقیه على بلال . 

رفیها : فرض صرم رعضان . ونسخ صوم عاشرراء . وبقي صومه 

وفيها : زوج رسول اله صلل الله عليه زسلم علا فاطمة رضي الله 

وفيها : صرف الله عز وجل القبلة عن بيت ادس إلى الكعبة . 
تحسويل القبلة : ) 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قم المدينة استقبل بيت المغدس 
ستة عشر شهرآ » قبلة اليهود . وكان حب أن يصرفه الله إلى الكعبة . وقال 
ببريل ذلك . فقال : إنما أنا عبد . فادع ربك واسأله . فجمل يقآب 
وجهه ني السماء »> يبرجو ذلك » حى أنرل الله عليه : ( قد نرى تقلب 
وجهك ني السماء . فلنوليتتك قبلة ترضاها . فول وجهاك شط المسجد 
الحرام - الآيات ) )١(‏ . 


وكان في ذلك حكمة عظيمة » وحنة للناس > مسلمهم وكافرهم . 
فما المىلمؤن : فقالوا : ( آمنا به . كل من عند ربنا) وهم 

الذين هدى الله . ولم تكن بكبرة عليهم ( وأما المشركون فقالوا ما 
)١(‏ الآيات من ٠٠١ - ٠۴۴‏ من سورة البقرة . 


6 س 


رجع إلى قبلتنا بوشك أن يرجع إلى ديننا » وأما اليهود فقالوا)() : 
( ما ولاهم عن قبلتهم الي كانوا عليها ؟) . . 

وأما المنافقون » فقالوا : إن كانت القبلة الأولى حقاً : فقد تركها . 
وإن كانت الثانية هي الحق : فقد كان على باطل . 

ولا کان ذلك عظيماً وَطًاً الله سبحانه قبله مر النسخ » وقدرته عليه › 
وأنه سبحانه بتي بخر من المنسوخ أو مثله . ثم عقب ذلك بالحاتبة لمن تعنت 
على رسوله ولم ينقد له . ثم ذکر بعده : اختلاف الیهود والنصاری › 
وشهادة بعضهم على بعض بأنہم يسوا على شي ء . ثم ذکر شركهم بقوهم : 
اتخذ الله ولداً («). 

م أخبر : أن المشرق والمغرب لله . فأينما ولى عباده وجوههم فَتَم 
وجهسه . 

وأخبر رسوله : أن أهل الكتاب لا يبرضون عنه حى يتيع قبلتهم . 

م ذکر خلیله [براهےم وبناءه‌البيت إععاونة ابنه اسماعيل عليهما السلام › 
وأنه جمل ابرا إماماً اناس » وأنه لا يرغب عن ماته إلا من سه نفسه . 

ثم آمر عباده أن نموا به » وأن يؤمنوا با أنزل إلى رسوله محمد صلى الله 
عليه وسلم » وما آنزل إليهم وإلى سائر النبين . وأخبر : أن الله - الذي 


(1) مابين القوسين ليس ني المطبوعة . وهو ي المخطوطتين . 

(«) يضاهئون قول الذين كفرو! من البوذيين والبراهمة وقدماء المصريين وغيرهم من 
کل مشرك کان شرکه عل آساس : آن الہ اتخذ ولا . ولم یکونوا یقولون : آنہا کولا دة 
البشر . بل يقولون : إن معبودهم ومقدسهم ووليهم من بي الإنسان : هو النور الأول الذي 
فاض وانبشق من الله . فأخذ كل صفات وخصائص الله . وهذه هي عقيدة كل مشرك . وإن م 
يصرح بها بلسانه . واقرأً سورة الأنعام وغير ها من السور المكية تفهم ذلك . 


إا — 


بدي من يشاء إلى صراط مستقم - هو الذي هداهم إلى هذه القبلة اللي هي 
أوسط القبل » وهم أوسط الأمم » كما اختار هم أفضل الرسل › وأفضل 
الكتب . 

وأخبر : أنه فعل ذلك ثلا يكون ناس عليهم حجه » إلا الظالمن › 
فإهم محتجون عليهم بتلك الحجج الباطلة الراهنة . الي لا ينبغي أن تعارض 
ارسل بأمثاها » وليم نعمته عليهم و مدیم . 

م ذکر : نعمته عليهم بإرسال الرسول الحم »> وإنزال الكتاب » 
وأمرهم بذکره وشکره ورغبهم في ذلك بأنه یذ کر من ذکره » ویشکر 
من شکره . 

وأمرهم عا لا يم ذلك إلا به > وهو : الإستعانة بالصبر والصلاة . 
وأخبرهم : أنه مع الصابرين . 


%+ *٭* #%٭ 


— ۲ 


قصل 

ولا استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم قي المدينة » وأيده الله بنصره 
وبالمۇمنىن . وألف بن قلومم بعد العداوة » ومنعته أنصار الله من الأاحمر 
والأسود : رمتهم العرب واليهود عن قوس واحد . وشمروا هم عن ساق 
العداوة والمحاربة . والله يأمر رسوله والمؤمنين بالكف والعفو والصفح › 
حى قويت الشوكة . فحينئذ أذن هم في القتال › ولم بفرضه عليهم › فقال 
تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنيم ظلموا » وإن الله على نصرهم لقدير)() 
وهي أول آية نزلت في القتال . 


م فرض عليهم قتال من قاتلهم › فقال تعالی : ( وقاتلوا ي سبیل 
الله الذين يقاتلونكم - الآية )("). 

ثم فرض عليهم قتال المشركن كافة » فقال : ( وقاتلوا المشركن كافةً 
كا يقاتلونكم كافة ‏ الآية )١()‏ . 
بعض خصائص رسول الله : ۰ 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه ني الحرب : على 
أن لا يفروا . ورجا بايعهم على الموت . ورجا بايعهم على الحهاد . ورجا 


. من سورة المج‎ ۳۹١ آية‎ )١( 
. من سورة البقرة‎ ٠۹١ آية‎ )۲( 


(۴) آية ۳۷ من سورة براءة . 


— ۳ س 


بايعهم على الإسسلام . وبايعهم على المجرة قبل الفتح . وبايعهم على 
التوحيد والترام طاعة الله ورسوله . 

وبايع نفرآً من أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئاً . فكان الوط 
يسقط من أحدهم . فينزل فيأخذه › ولا يسال أحداً أن يناوله إياه . 

وكان يبعث البعوث يأتونه بخبر عدوه . ويطلع الطلائع »> ويبث 
ا حرس والعيون » حى لا خفى عليه من أمر عدوه شي ء . 

وكان إذا لقي عدوه دعا الله واستنصر به » وآکار هو وأصحابه من 
ذکر الله » والتضرع له . 

وكان كشر المشاورة لاأصحابه ني الحهاد . 

وكان بتخلف ني ساقتهم . فبزجي الضعيف » وبردف النقطع . 

وكان إذا أراد غزوة ورى بغرها . 

وكان برقب ابحيش والمقاتلة » وجل ني كل جنبة كفۇآًها . 

وکان يبارز بن یدیه بأمره . وکان لبس للحرب عدته . ورعا ظاهر 


بن درعن ها فعل يوم بدر . 


وكان له ألوية . وكان إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلا ثم 


وكان إذا أراد أن غير : ينتظر . فإذا سمع مؤذناً م بغر » وإلا أغار- 
» ۰ ۰ لار ى 
وكان حب الحروج يوم الحميس بكرة . 


وکان إذا اشتد البأس اتقوا به › وکان آقربهم إلى العدو . 


س 4 — 


وكان حب المحيلاء في الحرب ٠‏ وينهى عن قت النساء والولدان . وينهى 
عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو . 
أول لواء عقده رسول الله : 

وأول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم - على قول موسى 
بن عقبة - لواء حمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان ني السنة الأولى › 
بعثه في ثلاثن رجلا من المهاجرين خاصة » يعارض عراً لقريش »› جاءت 
من الشام » فيها أبو جهل ني نلانمائة رجل » حى بلغوا سيف البحر من 
ناحية العيلْص > فالتقوا واصطفوا لقتال فحجز بينهم مجلدي بن عمرو 
الحهي . وكان موادعاً لافريقن . فام يقتتلوا . 


سرية عبيدة بن الحرث : 

م بعث عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف في شوال من 
تلك السنة » ني سرية إلى بطن رايغ في ستعن رجلا من المهاجرين خاصة . 
فاقي أبا سفيان عند رابغ . فكان بينهم الرمي . ولم يسلوا السيوف . 
وإنما كانت مناوشة . وكان سعد بن أي وقاص أول من رمى بسهم في . 
سبيل الله > تم انصرف الفريقان .. 

وقدام ابن إسحق سرية حمزة . 
سرية سعد بن أبي وقاص : 

ثم بعث سعد بن أي وقاص ي ذي القعدة من تلك السنة إلى الحرار من 
أرض الحجاز » يعترضون عرآً لقريش . وعهد إليه : أن لا جاوز الحرار » 


40ا س 
(م ١٠١‏ مختصر السرة ) 


وکانوا عشرین فخرجوا على آقدامهم پسیرون بالیل » ویکمنون بهار . 
حى بلغوا اللحرار » فوجدوا العبر قد مرت بالأمس . 
م دخلت السنة الثانية . 


غزوة الأبواء : _ 
ففرا فيها صل الله عليه وسل غزوة الأبواء . وكانت أول غزوة غزاها 
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه . حرج ني المهاجرين خاصة » يعترض 
عبر لقریش » فلم یلق كيدا . 

وفيها وادع بي ضمرة على أن لا يزوم ر ولا يغزوه › ولا يعينوا 
عليه أحداً . 

غزوة بواط : 

تم غزا بواطاً ني ربيع الأول . خرج يعترض س عر ل لقریش » فا آمية 
بن خلف ومائة رجل من المشركان . فبلغ بواطاً - جيبلا من جبال جهينة - 
فرجع وم یلق کیداً . ) 

خروجه لطلب کرز بن جابر : 

م حرج ني طلب كرآز بن جابر الفهلري . وقد أغار على سرح المدينة ء 
فاستاقه . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ني أثره حى بلغ سفوان 
من ناحية بدر . وفاته کرز . 

غزوة العشيرة : 

م خرج ي جمادي الآخحرة في مائة وخمسن من المهاجرين يعترضون 

عبرا لقريش ذاهبة إلى الشام . وخرج في لان بعر يتعاقبونما . فبلغ ذا 


6ا — 


العشبرة من ناحية ينبع . فوجد العبر فد فانته بأيام . وهي الي خرجوا ها 
يوم بدر ٠‏ لما جاءعت عائدة من الشام . 
وفيها : وادع بي مدلج وحلفاءهم . 
بعث عبد الله بن جحش : 

م بعث عبد الله بن جحش إلى تخلة في رجب في اثى عشر رجلا من 
المهاجرين كل اثنن على بعر . فوصاوا إلى نخلة » يبرصدون عراً لقريش . 
وکان رسول الله صلی الله عليه وسلم قد کنب له کتاباً . وأمره : أن لا ینظر 
فيه حى يسار ومان . فلما فتح الكتاب إذا فيه :0 إذا نظرت ي تاي 
هذا ء فامض حنى تترل بنخاة بين مكة والطائف » قترصد قريشا » وتعلم 
لا أخبارها» . 

فأخبر أصحابه بذاك » وأخبرهم أنه لا یستکرههم › فقالوا : سمعاً 


0 


وطاعة . 

فلما كان في أثناء الطريق » أضل سعد بن أي وقاص وعتبة بن غزوان 
بعر هما . فتخلفا ي طلبه » ومضوا حى نزلوا حلة . 
قتل عمرو بن آلحضرمي : 

فمرت بهم عبر قريش حمل زبيباً وجارة فيها عمرو بن الحضرمي › 
فقتلوه › وأسروا عثمان ونوفلا اب ي عبد الله بن المغرة » والحكم بن كيسان 
مولى بي المغرة . 

فقال المسلمون : نحن في آخر يوم من رجب . فإن قاتلناهم : انتهكنا 
الشهر الحرام وإن تركناهم اللياة : دخلوا الحرم . ثم أجمعوا على ملاقايم . 


— ۷ 


فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله » وأسروا عثمان والحكم . وأفلت 
نوفل . تم قدموا بالعر والأسرين » حى عزلوا من ذلك اللامس . فكان 
أول خمس في الإسلام » وأول قتل في الإسلام »وأول أسر . فأنكر رسول 
الله صلى الله عليه وسلم ما فعلوه . 

واشتد إنكار قريش لذاك . وزعموا : ألبموجدوا مقالا . فقالوا : 
قد أحل محمد الشهر الحرام . واشتد على المسلمين ذلك »> حى أنزل الله : 
(يسألونك عن الشهر الحرام : قنال فيه ؟ قل : قتال فيه كير » وصد 
عن سبيل الله » وكفر به والمسجد الحرام . وإخراج أهله منه أكبر عند 
الله )١(‏ - الآية ) يقول سبحانه : هذا الذي أنكرتموه - وإن کان برآ 
فما ارتکبتموه وترتکبونه من الكفر بالله » والصد عن سبیله وبيته » وإخراج 
المسلمين منه : أكبر عند الله . 
معنى الفتنة : 

و« الفتنة » هنا الشرك › كقوله : (وقاتلوهم حى لا تكون فتنة ) )١(‏ 
وقوله : ( ّم لم تكن فتنتهم إلا آن قالوا : والله ربنا ما کنا مشركان) (") 
أي م تكن عاقبة شركهم » وآخرة أمرهم : إلا أن أنكروه » وتبرأوا منه . 

وحقيقتها : الشرك الذي يدعو إليه صاحبه › ويعاقب من لم يفتتن به . 
وهذا قال تعالى : ( إن الذدين فتنوا المؤمنىن والؤمنات ثم لم يتوبوا)(؛) 
الآية ( فسرت بتعذيب المؤمنن وإحراقهم بالنار » لرجعواعن دينهم ) . 


. من سورة البقرة . (۲) آية ۱۹۴ من سورة البقرة‎ ۲٠۷ آية‎ )١( 
. من سورة البروج‎ ٠ آية ۲۴۳ من سورة الأنعام . (4) آية‎ )۴( 


۸ س 


وقد تأني « الفتنة » ويراد با : المعصية . كقوله تعالى : ( ومنهم من 
يقول : ائلذآن لي ولا تفتي - الآية ) )١(‏ وكفتنة الرجل ني أهله وماله » 
وولده وجاره » وکالفان الي وقعت بن أهل الإسلام . 

وأما الي يضيفها الله لنفسه : فهي عى الإمتحان والابتلاء 
والاختبار › 
وقمة بدر الكبرى › يوم الفرقان : 

فلما كان في رمضان : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسم خبر العر 
المقبلة من الشام مع أي سفيان » فيها أموال قريش . فندب رسول الله صلى الله 
عليه وسلم للخروج إليها . فخرج مسرعاً في ثلانمائة وبضع عشرة رجلا . 
ولم يكن معهم من اليل إلا فرسان : فرس للزبر > وفرس للمقداد بن 
الأسود . وكان معهم سبعون بعر » يعتقب الرجلان والثلاثة على بعر . 
واستخلف على المدينة عبد الله بن مكتوم . 

فلما كان بالروحاء : رَد أبا لبابة > واستعمله على المدينة . . 

ودفع اللواء إلى ملعب بن عمبر » والراية إلى علي » وراية الأنصار 
إلى سعد بن معاذ . 

ولا قرب من الصفراء : بعث بسبَس بن عمرو وعدي بن أي 
الزغباء يتحسسان أخبار العر . 

وباخ أبا سفيان مخرج رسول الله صلى الله عليه وسام . فاستأجر ضضم 
ابن عمرو الغفاري . وبعثه حتتيئاً إلى مكة » مستصرخاً قريشاً بالنفر إلى 


. آية 44 من سورة التوبة‎ )١( 


— 6۹ 


عبرهم . فنهضوا مسرعن . ولم بتخلف من أشرافهم سوى أي هب . فإنه 
عض عنه رجلا بيجنعلل . وحشدوا فيمن حوهم من قبائل العرب . وم 
يتخلف عنهم من بطون قريش إلا بي عدي فلم يشهدها منهم أحد . وخرجوا 
من دیارھم › کا قال تعالى : ( بَطرآً ورئاء الناس . ويصدون عن سبيل 
الله ) )١(‏ فجمعھم على غر میعاد › کنا قال تعالی : ( ولو تواعدم لاختلفم 
ي الميعاد )(") . ٠‏ 
ولا بلغ رسول الله خحروج قريش : استشار أصحابه . فتكلم المهاجرون 
فأحسنوا > تم استشارهم ثانباً . فتكلم المهاجرون . ثم ثالث . فعلمت 
الأنصار : أن رسول الله إنمسا يعنيهم . فقال سعد بن معاذ : كأنك تعرض 
بنا يا رسول الله - وکان إا يعنيهم ٠‏ لالہم بايعوه على أن عنعوه في ديارهم ‏ 
وکأنك تخشی أن تکون الأنصار تری علیھم : آن لا ينصروك إلا ي ديارهم . 
وإني قول عن الأنصار » وأجيب عنهم . فامض_ بنا حيث شثت » وصل' 
حبلل من شئت » واقطع جح حب من شئت » وخذ من أموالنا ما شفت : 
وأءطنا ما ششت وما أخذت منها كان آحبً إلبنا ما تركت. فو الله لن 
سرت بنا حى تبلغ البرك من غلمدان لنسرن معلك » ووالله لن 
استعرضت بنا هذا البحر للحضناه معلك . 
وقال المقداد بن الأسود : إذن لا نقول کا قال قوم موسی لموس : 


(إذهب آنت وربك فقاتلا . إنا ههنا قاعدون ) ولکن نقاتل من بن 
يديك » ومن خلفك » وعن عينك › وعن شمالك . 


. من سورة الأنفال‎ ٤۷ آية‎ )١( 
, من سورة الأنقال‎ ٤١ آية‎ )۲( 


+0 س 


فأشرق وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم با سمع منهم . وقال : 
« سروا وآبشروا . فإن الله وعدني إحدى الطائفتن . وإني قد رأيت 
مصارع القوم » . 

وكره بعض الصحابة لقاء النفر » وقالوا : لم نستعد لهم » فهو قوله 
تعالی : ( جا أخرجك ربك من بيتك بالحق » وإن فريقاً من المؤمنن لکارهون 
مجادلونك تي الحق بعد ما تبن - إلى قوله - ولو كره المجرمون )١()‏ 

وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر . 

وخفض أبو سفيان . فلحق بساحل البحر . وكتب إلى قريش : أن 
إرجعوا فإنكم إنما حرج لتحرزوا عركم . فأناهم الجر . هموا 
بالرجوع . فقال آبو جهل : واللہ لا نرجع حت نقدم بدراً › فنقے بہا › 
نطلعم من حضرنا ونسقى الحمر » وتعزف علينا القيان . وتسمع بنا العرب . 
فلا تزال ابنا بدا وتخافنا . 

فأشار الأخنس بن شريق عليهم بالرجوع » فلم يفعلوا . فرجع هو 
وبنو زهرة . فلم يزل الأخنس ني بي زهرة مطاعاً بعدها . 

وأراد بنو هاشم الرجوع . فقال أبو جهل : لا تفارقنا هذه المصابة 
حى فرجع ٠‏ فساروا » إلا طالب بن أي طالب . فرجع . 

وسار رسول الله صلی الله عليه وسلم حى نزل على ماء آدنی میاه بدر . 

فقال الحباب بن المنذر : إن رأيت أن نسر إلى قانّب _ قد عرفناها - كشرة 
0( الآيات من ٠‏ - ۸ من سورة الأنفال . 


إ0 س 


ر ع 


الماء عذبة » فننتزل عليها . ونغور ما سواها من المياه ؟ وأنزل الله تلاث الليلة 
مطراً واحدآ ء صب الرمل . وثبت الأقدام . وربط على قلوبم . 


ومشى رسول الله صلى الله عليه وسام ي موضع المعركة . وجعل يشر 
بيده » ویقول : « هذا مصرع فلان . وهذا مصرع فلان إن شاء الله » 
فما تعدى أحد منهم موضع إشار ته صلى الله عليه وسلم . 

فاا طلع المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسام : «اللهم هذه 
قريش جاءت يلابا وفخرها » جاءت تحاد ك » وتكذب رسولك . 
الهم فنصرك الذي وعدتي . اللهم أحنهم الخداة » وقام ورفع يديه › 
واستنصر ربه › وبالغ ي التضرع ورفع يديه حى سقط رداؤه . وقال 
« اللهم آنجز لي ما وعدتني ٠‏ اللهم إني آنشدك عهدك ووعدك . اللهم إن لك 
هذه العصابة لن تعد ني الأرض بعد » (1) . 

فالتزمه أبو بكر الصديق من ورائه › وقال : حسباك مناشدتلك ربك › 
يارسول الله . أبشر » فوالذي نفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك . 


واستنصر المسلمون الله واستغاثوه . فأوحى الله إلى الملائكة (٠:‏ إي 
معكم . فتبتوا الذين آمنوا . سألقي ني قلوب الذين كفروا الرعب .فاضربوا 
فوق الأعناق » واضربوا منهم كل بان )() وأوحى الله إلى رسوله : (إي 
مد كم بألف من اللائكة مردفن) (") بكسر الدال وفتحها . قيل : إردافاً 
لكم . وقيسل : يدف بعضهم بعضاً » م جيثوا دفعة واحده . 
)١(‏ المديث أرجه سلم والرمني کا ني جامع الأصول . 


. من سورة الأنفال‎ ٩ سورة الأنفال . (۳) آية‎ ٠۲ آية‎ )٣( 


— 0 


فلما أصبحوا أقبات قريش ني كتائبها . وقلل الله المسلمعن ني أعينهم » حى 
قال أبو جهل - لا أشار عتبة بن ربيعة بالرجوع » خوفا على قريش من 
التفرق والقطيعة » إذا قتلوا أقار بهم - أن ذلك ليس به . ولكنه - يعي 
عتبة - عرف أن محمداً وأصحابه أكلة جزور »› وفيهم ابنه › فقد 
تخوفکم علیه . 

وقلل الله المشركن أيضاً ني أعن المسلمن » ليقضي الله أمراً كان 
مفء-ولا . ا 

وأمر أبو جهسل عامر بن الحضرمي - أخا عمرو بن الحضرمي - أن 
يطلب دم أخيه . فصاح . وكشف عن اسه يصرخ : واعمراه » واعمراه 
فحمى القوم . ونشبت الحرب . 

وعدآل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف . ثم انصرف وغفا 
غفوة . وأخذ المسلمين النعاس » وأبو بكر الصديق مع رسول الله صلى الله 
عليه وسلم عرسه . وعنده سعد بن معاذ » وجماعة من الأنصار على باب 
العريش . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب ني الدرع . ويتلو هذه 
الآبة : ( سيهزم الحمع » وبولون الدبر ) () . 

ومنح الله المسلمين أكتاف المشركن . فتناولوهم قتلا وأسرآً . فقتلوا 
سبعن » وأسروا سبعن . 

وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة » والوليد بن عتبة : يطلبون المبارزة . 
فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار » فقالوا : أكفاء كرام . ما لنا بكم من 
)١(‏ آية ٠‏ من سورة القمر . 


— ۳ 


حاجة . إتمسا نريد من بي عمنا . فبرز إليهم حمزة » وعبيدة بن الحرث 
بن المطلب » وعلي بن أي طالب . فقتل علي قرنه الوليد » وقتل حمزة 
قرنه شيبة . واختلف عبيدة وعتبة ضربتن » كلاهما أثبت صاحبه . فك 
حمزة وعلي على قرن عبيدة فقتلاه . واحتملا عبيدة » قد قطعت رجله . 
فقال : لو کان آہو طالب حیاً لعلم اتا أونی منه بقوله : 

وز نسلمه حى نصرّع حوله ونذاهل عن أبناتنا واللائل 

ومات بالصفراء . وفيهم نزلت: ( هذان خصمان اختصمواتي رہم - 
الآية ) )١(‏ فكان علي رضي الله عنه بقول : « أنا أول من مجثو للخصومة 
بان يدي الله عز وجل يوم القيامة » . 

ولا عزمت قريش على اللحروج : ذكروا ما بينهم وبن بني كنانة من 
الحرب . فتبد ى هم إبليس في صورة سراقة بن مالك . فقال : ( لا غالب 
لكم اليوم من الناس . وإني جار لكل ( فاما تعبأوا للقتال » ورأى اللائكة : 
فر ونكص على عقبيه » فقالوا : إلى أين يا سراقة ؟ فقال : ( إني أرى 
ما لا ترون . إني أخاف الله . والله شديد العقاب ) . 

وظن المنافقون : ومن في قلبه مرض : أن الغلبة بالكثرة » فقالوا : 
( غر لاء دينهم ) فأخبر لله سبحانه : أن النصر إنما هو بالتوكل على 
الله وحده . 

ولا دنا العدو : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم » فوعظ الناس . 
وذكرهم إا هم في الصبر والثبات من النصر . وأن الله قد أوجب ابخنة لمن 


. سورة المج‎ ٠١ آية‎ )١( 


— 04 — 


يستشهد ي سبیله . فأخرج عمر بن الحمام بن ابحموح تمرات من قرنه 
بأکلهن .نر قال : « لن حییت حی ۲ کل تمراتي هسذه » إا لحياة 
طويلة » فرمی بین » وقاتل حى قتل فکان أول قتیل . 


وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ملء کله تراباً > فرمی به في 
وجوه القوم . فلم تارك رجلا منهم إلا ملاٴت عینیه . فهو قوله تعالی : 


(وما رمیت إذ رمیت » ولکن الله رمی )() . 


واستفتح أبو جهل . فقال : اللهم قلطا لارحم »وأتانا بجا لا نعرف 


فأحنه الخغداة . 


ولا وضع المسلمون يديم ني العدو - يقتلون ويأسرون - وسعد 
بن معاذ واقف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجال من الأنصار 
في العريش -رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه سعد الكراهية . 
فقال : «كأنك تكره ما يصنع الناس ؟ » قال : أجل » والله يا رسول الله » 
كانت أول وقعة أوقعها الله في المشركن . وكان الإأخان ني الققل : أحبٌ 
إل من استبقاء الرجال . ۰ 

ولا بردت الحرب » والېزم العدو» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
«من ينظر للا ما صلع آبو جهل ؟ ۳(۲) فانطلق ابن مسعود »> فوجده 
قد ضربه معوذ وعوف - انا عقاراء - حى برد . فأخذ بلحيته › 
فقال : أنت أبو جهل ؟ فقال : لمن الدائرة اليوم ؟ قال : لله ورسوله . ثم 


. سورة الأنفال‎ ١۷ آية‎ )١( 
. المحديث رواه البخاري‎ )۲( 


6 س 


قال له : هل آخراك الله يا عدو الله ؟ قال : وهل فوق رجل قتله قومه ؟ 
فاحتر رأسه عبد الله بن مسعود . ثم أتى الني صلى الله عليه وسلم . فقال : 
قتلته » فقال : « اله الذي لا له إلا ھو ؟ ‏ لاا م قال : المد لله 
الذي صدق وعده . ونصر عبده . وهزم الأحزاب وحده . انطلق" فأرنيه . 
فانطلقنا » فأريته إياه . فلما وقف عليه » قال : هذا فرعون هذه الأمة » . 

وأسر عبد الرحمن بن عوف أمية بن خلف » وابنه علي . فأبصره 
بلال ‏ وكان يعذبه بمكة ‏ فقال : رأس الكفر أمية ؟ لا بجوت إن نجا . 
م استحمى جماعة” من الأنصار . واشتد عبد الرحمن بهما »> بمحجزهما 
منهم » فأدركوهم . فشغلهم عن أمية بابنه علي » ففرغوا منه » ثم حقوهما ء 
فقال له عبد الرحمن : ابرك » فبرك »› وألقى عليه عبد الرحمن بنفسه . 
فضربوه بالسيوف من تحته حى قتلوه . وأصاب بعض” السيوف رجل 
عبد الرحمن . ۰ 

وكان أمية قد قال له قبل ذاك : من المعلم ني صدره بريش النعام ؟ 
فقال له : ذاك حمزة بن عبد المطلب . قال : ذاك الذي فعل بنا 
الأفاعيسل . 

وانقطع يومئذ سيف عكتاشة بن حلصن . فأعطاه النبي صلى الله عليه 
وسلم جذالا من حطب › فلما أخذه وهرّه : عاد ي يده سيفاً طویلا › 
فلم يزل يقاتل به حى قتل يوم الردة . 

ولا انقضت الحرب : آقبل اني صلى الله عليه وسلم » حى وقف 
على القتلى . فقال : « بتس عشرة الي كنم . كذ بتموني . وصدقي الناس . 
وخدلتموني . ونصرني الناس وأخرجتموني . وآواني الناس » . 


— ۱۹ 


ثم أمر بهم فسحبوا حى ألقوا في القتليب - قتليب بدر - ثم وقف 
عليهم » فقال : « يا عتبة بن زبيعة > ويا شيبة بن ربيعة » ويافلان » ويافلان 
هل وجدتم ما وعدکم ربكم حقاً ؟ فإني قد وجدت ما وعدي ري حقاً» 
فقال عمر : يا رسول الله » ما تخاطب من أقوام قد جيفوا ؟ فقال ما آنت 
بأسمع لا أقول منهم » . 

م ارتحل ميد منصوراً » قرير العن » معه الأسرى والغام . 

فلما كان بالصفراء : قسم الغنائم » وضرب عنق النضر بن الحارث . 

ثم لما نزل بعرق الظبية : ضرب عنق عقبة بن أي عياط . 

م دخل المدينة مؤيداً منصوراً . قد خافه كل عدو له بامدينة . 

فأسلم بشر كشر من أهل المدينة » ودخل عبد الله بن آي رأس المافقن 
وآصحابه ي الإسلام . 

وجملة من حضر بدراً : لامائ وبضع عشرة رجلا . واستشهد متهم 
أربعة عشر رجلا . 

قال ابن إسحق : كان أناس قد أسلموا . فلما هاجر رسول الله صل الله 
عليه وسلم حبسهم أهلهم بعكة » وفتنوهم فافتتنوا . ثم ساروا مع قومهم إلى 
بدر . فأصيبوا فأنرل الله فيهم : ( إن الذين توفاهم اللانكة ظالي تشيم 

الأية )() . 


ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بانغنائم فجمعت » فاختلفوا . 
فقال من جمعها : هي لنا . وقال من هزم العدو : لولانا ما أصبتموها » وقال 
)0( آية ۷ من سورة النساء . 


— 0۷ 


الذين حرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما آم بأحق بہا متا » قال 
عبادة بن الصامت : فنزعها الله من أيدينا . فجعلها إلى رسول الله صلى الله 
عليه وسلم . فقسمه بين المسلمين وأنزل الله تعالى : ( يسألونك عن الأنفال ؟ 
قل الأنفال لله والرسول - الآيات) () . 


وذکر ابن إسحاق عن تبیه بن وهب . قال : « فرق رسول الله 
صلى الله عليه وسلم الأسرى على أصحابه . وقال : استوصوا بالأسرى . 
خراً» فكان أبو عزيز بن عمير عند رجل من الأنصار »> فقال أه أخوه 
مصعب : شد يدك به . فإن أخته ذات متاع . فقال أبو عزيز : يا أخي » 
هذه وصیتلك ني ؟ فقال مصعب : إنه أحي دونك . قال عزيز : وکنت 
مع رهط من الأنصار حن قفلوا » فكانوا إذا قدموا طعاماً خصوني بابز » 
وأكلوا التمر . لوصية رسول الله صلى الله عليه وسام إياهم بنا » ما يقع في 
يد رجل منهم كيسرة إلا نفحي با . قال : فأستحي فأردها على أحدهم . 
فیردها علي » ما تعسها . 


اساری بدر : 
واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ني الأسرى › وهم 
سبعون . وكذلك القتلى سبعون أيضاً . فأشار الصديق : أن بؤخذ منهم فدية › 
تكون فم قوة . ويعالقهم » لعل الله دم لالإسلام . فقال عمر : لا والله ء 
ما أرى ذلك . ولكني أرى أن تمكننا » فنضرب أعناقهم . فإن هؤلاء أئمة 
الكفر وصناديد الشرك » فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال 
)١(‏ الآيات من أول سورة الأنفال . 


— 0A — 


س اس 


أبو بكر . فقال : « إن الله عز وجل يلين قلوب رجال فيه » حى 
تكون لين من الان » وإن الله عز وجل ليشدد قلوب رجال فيه »> حى 
تكون أشد من الحجارة . وإن ملك یا أبا بكر ثل إبراهم » إذ قال :( فمن 
اتبعي فإنه مني » ومن عصاني فإنك غفور رحع ) وإن مثلك با آبا بكر ثل 
عيسى » إذ قال : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك . وإن تغفر هم فإنك نت 
العزيز الحكى ) وإن مثلك با عمر › کمشل موس › قال : ( ربتا اطمس 
على أموالمم واشد د على قلوبمم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأالم ) وإن 
مثلك يا عمر » كمثل نوح » قال : (رب لاتذر على الأرض من الكافرين 
ديارآً) ثم قال : أن اليوم عالة . فلا ينفلتن منهمأحد إلا بفداء > أو ضرب 
عنق » فأآنزرل الله تعالى : (ما كان لني آن یکون له أسری حى يلخن 
في الأرض - الآيتن)() . 

قال عمر : « فلما كان من الغد > غدوت على رسول الله صلى الله 
عليه وسلم » فإذا هو قاعد - هو وأبو بکر - بیکیان . فقلت : یارسول اله» 
أخبرني ما يبكيك ؟ وصاحبَك ؟ فإن وجدت بکاء بكيت » وإن ل أجد 
تباكيت لبكائكما » فقال : أبكي الذي عرض علي أصحابّك من الغد : 
من أخذهم الفداء » فقد عرض علي عذابيم أدنى من هذه الشجرة - 
- لشجرة قريبة منه - وقال : لو نزل عذاب ما سلم منه إلا عمر »() . 
وقال الأنصار للنبي صل الله عليه وسلم : نريد أن نترك لابن أختنا 
العباس فداءه › فقال : « لا تدعو منه درهما» . 

م دخلت السنة الثالفة من امجرة . 

(۱) الآیتان ٩۷‏ - ۸ من سورة الأنفال . 


(۲) الحدیث رواه أحمد ومسلم کا في متتقى الأخبار . 


9۹۹ س 


غزوة بني قيفقاع : 

فكانت فيها غروة بي قينقاع . وكانوا من ود المدينة . فنقضوا العهد . 
فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة . فتزلوا على 
حكمه » فشفع فيهم عبد اله بن أي ابن سلول . وألح على رسول الله صلى الله 
عليه وسلم فيهم . فأطلقهم له » وكانوا سبعمائة رجل . وهم رهط عبد الله 
ابن سلام . 
غزوة أحد : 
وفيها كانت وقعة أحد ني شوال . 

وذلاك : أن الله تبارك وتعالى لا أوقع بقریش یوم بدر > وترأس فيهم 
بو سفيان > لذهاب أكابرهم » أخذ يؤب على رسول الله صلى الله عليه 
وسلم وعلى المسامين . ومجمع الحموع . فجمع قريباً من ثلاثة آلاف من 
قريش » واللفاء والأحابيش . وجاءوا بنسانم لتلا يفروا . ثم أقبل بم 
حو المدينة . فنزل قريباً من جبل أحد . ) 

فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ي الحروج إليهم . 
وكان رأيه أن لا خرجوا . فإن دخلوها قاتلهم المسامون على أفواه السكك »› 
والنساء من فوق الببوت » ووافقه عبد الله بن أي - رأس المنافقن - على 
هذا الرأي . فبادر جماعة من فضلاء الصحابة - ممن فاته بدر - وأشاروا 
على رسول الله بالحروج . وألحوا عليه . فنهض ودخسل بيته » وابس 
لاٴمته » وخرج عليهم › فقالوا : استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 
على اللحروج . ثم قالوا : إن أحببت أن تمكث بالمدينة فافعل » فقال : 
« ما ينبغي لبي إذا لبس لامته : أن يضعها حى حكم الله بينه وبن عدوه» . 


فخرج ني ألف من أصحابه » واستعمل على المدينة عبد الله بن 
آم مکتوم . 


وکان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأی رؤیا : رأی « أن ثي سيفه 
ثللمة > وأن بقراً تذبح . وأنه یدخل يده ني درع حصینه . فتأول الثلمة : 
برجل يصاب من أهل بيته » والبقر : بنفر من أصحابه يقتلون › والدرع 
بالمدينة » فخرج › وقال لأصحابه : « عليكم بنقوى الله » والصبر عند 
البأس إذا لقي العدو . وانظروا ماذا أمركم الله به فافعلوا) . . 

فلما كان بالشوط - بن المدينة وأحد - الخزل عبد الله بن أي بنحو 
ثلث العسكر » وقال : عصاني . وسمع من غبري . ماندري : علام تقتل 
أنفسنا ههنا . أا الناس ؟ فرجع . وتبعهم عبد الله بن عمرو - والد جابر - 
حرضهم على الرجوع . ويقول : « قاتلوا في سبيل الله › أو ادفعوا » 
قالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون م نرجع » فرجع عنهم وسيهم . 

وسأل نفر من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن يستعينوا 
حلفاتبم من سود . فأبی . وقال : « من مخرج بنا على القوم من کقتب؟ » 

فخرج به بعض الأنصار » حى سلك ني حائط لربع بن قيظي من 
النافقن - وكان أعمى - فقام بحو التراب ني وجوه المسلمين » ويقول : 
لا أحل لك أن تدخحل في حائطي » إن كنت رسول الله > فابتدروه ليقتلوه . 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تقتلوه › فهذا أعمى القلب 
أعمى البصر » . 


۹۱ س 
(م ١١‏ س مختصر السيرة ) 


ونفذ حتى نزل الشعب من أحد » ني عدأوة الوادي الدنيا . وجعل 
ظهره إلى أحد . ونی الناس عن القتال حتى يأمرهم . 

فلما أصبح يوم السبت تعبا لقتال . وهو ني سبعمائة » منهم خمسون 
فارسا واستعمل على الرماة - وکانوا حمسن - عبد الله بن جبر ا 
أن لا يفارقوا مركزهم > ولو رأوا الطر تختطف العسكر . وأمرهم : أ 
ينضحوا المشركن بالنبل » لئلا يأتوا المسلمين من ورام 

وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعن . 

وأعطى اللواء مصعب بن عمير » وجعل على إحدى المجنبتن الزبر 
بن العوام وعلى الأخرى : المنذر بن عمرو . واستعرض الشباب يومئذ . 
فرد من استصغر عن القتال - كابن عمر » وأسامة بن زيد » والبراء »وزيد 
بن أرقم » وزيد بن ثابت » وعرابة الأوسي - وأجاز من رآه مطيقاً . 

وتعبأت قریش > وهم ثلائة آلاف . وفيهم مائتا فارس . فجعلوا 
على ميمنتهم : خالد بن الوليد . وعلى الميسرة : عكرمة بن أي جهل . 

ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه إلى أي دجانة . 

وكان أول من بدر من المشركان أبو عامر - عبد عمرو بن صيفي - 
الفاسق . وكان يسمى الراهب . وهو رأس الأوس ني الحاهلية . فلما جاء 
الإسلام شرق به » وجاهر بالعداوة . فذهب إلى قريش يؤلبهم على رسول 
الله صل الله عليه وسلم ووعدهم : بأن قومه إذا روه أطاعوه . فلما ناداهم » 
وتعَرف إليهم » قالوا : لا أنعم الله بلك عيناً يا فاسق . فقال : لقد أصاب 
قوعي بعدي شر . تم قاقل المسلمين قتالا شديدا . ثم أرضخهم بالحجارة . 


س ٣‏ س 


وأبلی يومئذ أبو دجانة » وطلحة » وحمزة > وعلي » والتضر بن 
أنس » وسعد ابن الربيع بلاءَ حسناً . 

وكانت الدولة أول النهار : للمسلمىن » فانمزم أعداء الله > وولوا 
مدبرين . حى انتهوا إلى نسامم . فلما رأى ذلك الرماة » قالوا : الغنيمة › 
الغنيمة . فذ كرهم أمرهم عهد رسول اله صلى الله عليه وسلم » فلم يسمعوا. 
فأخحلوا الغر » وك فرسان المشركين عليه » فوجدوه خالا . فجاؤوا منه . 
وآقبل آخرهم حى أحاطوا بالمسلمن فأ کرم الله من أكرم منهم بالشهادة 
- وهم سبعون - وول الصحابة . 

وخلص المشركون إلى رسول اله صلى الله عليه وسلم > فجرحوه 
جراحات » وکسروا رباعیته » وقتل مصعب بن عمار بن يديه . فدفع 
اللواء إلى علي بن أي طالب . ۰ 

وأهركه المشركون يريدون قتله . فحال دونه حو عشرة حى قتلوا . م 
جالدهم طلحة بن عبيد الله حى أجهضهم عنه . وتس أبو دجانة عليه 
بظهره » والنبنل يقع فيه وهو لا يتحرك . 

وأصيبت يومئذ عن قتادة بن النعمان . فأتى با رسول الله صلى الله 
عليه وسلم فردها بيده . فکانت أحسن عینيه . 

وصرخ الشيطان : إن محمداً قد قتل » فوقع ذلك ني قلوب كثر من 
المسلمين . ٠‏ 
قمر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قد ألقوا بأیدہم » فقالوا : 
قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما تصنعون بالخياة بعده ؟ قوموا 


س 


فموتوا على ما مات عليه . تم استقبل الناس » ولقي سعد بن معاذ » فقال : 
يا سعد » إني لأجد ريح الحنة من دون أحد . فقائل حى قتل . ووأجد به 


سبعون جراحة . 


وقتل وَحلشي الحبشي حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه . رماه 
بحربة على طريقة الحبشة . 


وأقبل رسول الله صلى :الله عليه وسلم نحو المسلمين . فکان اول من 
عرفه تحت المغفر : كعب بن مالك » فصاح بأعلى صوته : يا معشر 
المسلمين » هذا رسول الله » فأشار إليه : أن اسكت . فاجتمع إليه المسلمون. 
ومضوا معه إلى الشعب الذي نزل فيه . 


فلما آسندوا إی ابل آدرکه أي بن خلف على فرس له » کان يزعم 
عكة : أنه یقتل عليه رسول الله صلی الله عليه وسلم . فلما اقرب منه طعنه 
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ترقوته » فر منهزماً . فقالله المشركون : 
ما بلك من بأس . فقال : والله لو كان ما بي بأهل ذي المحاز لاتوا أجمعن . 
فمات بسرف . 

وحانت الصلاة » فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً . 

وشد حنظلة بن أي عامر على آي سفیان . فلما تمکن منه حمل عليه شداد 
بن الأسود فقتله » وكان حنظلة جنباً . فإنه حن سمع الصيحة وهو على 
بطن امرآته -قام من فوره إلى الحهاد » فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
أن الملائكة تغسله . 


٤‏ س 


وكان الأصبرم - عمرو بن ابت بن وقش - يأبى الإسلام . وهو 
من بني عبد الأشهل . فلما كان يوم أحد » قذف الله الإسلام ي قابه ء 
للحسنى الي سبقت له . فأسلم وأخذ سيفه . فقاتل » حى ألبتته الحراح › 
ول يعلم أحد بأمره . فلما طاف بنوا عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم وجدوا 
الأصيرم - وبه رمق يسر - فقالوا : والله إن هذا الأصيرم . م سألوه : 
ما الذي جاء باك ؟ أحدب على قومك » أم رغبة تي الإسلام ؟ فقال : بل 
رغبة ن‌الإسلام » آمنت بالله وبرسوله وآسلمت . ومات من وقته . فذ کروه 
لرسول الله صلى الله عليه وسلم » فقال : « هو من أهل ابحنة » ولم يصل لله 
سجدة قط . 

ولا انقضت الحرب : شرف أبو سفيان على ابل » ونادى : أفيكم 
محمد ؟ فلم مجيبوه .فقال: أفيكم ابن أي قحافة ؟ فلم جيبوه فقال: أفيكم 
ابن اللحطاب ؟ فلم جيبوه . فقال : أما هؤلاء : فقد كفيتموهم . فلم عاك 
عمر نفسة أن قال : يا عدو الله » إن الذي ذكرتهم أحياء » وقد أبقى الله 
لك منهم ما يسوءك . ثم قال : اعلل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : « ألا تجيبوه ؟ ») قالوا : ما نقول ؟ قال « قولوا : الله أعلى وأجل » 
ثم قال : لنا العزی › ولا عرّى لكم › قال : « ألا جیبوه ؟» قالوا : 
مانقول ؟ قال : «قولوا : الله مولانا . ولا مولی لکم »ثم قال : يوم 
بيوم بدر . والحرب سجال » فقال عمر : لاسواء > قتلانا ني الحنة > 
وقتلاكم قي القار | ) 

وأنزل الله عليهم النعاس ي بدر وتي أحد . والنعاس ي الحرب :من 
الله . وني الصلاة › ومجالس الذ كر : من الشيطان . 

وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 


— 0 


ففي الصحيمحن عن سعد فال : «رأيت رسول اله يوم أحد > ومعه 
رجلان يقاتلان » عليهما ثياب بيض ٠‏ كأشد القتال » وما رأبتهما 
قبل ولا بعد» . د 

ومر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار - وهو بتشحط تي دمه - 
فقال : يافلان » أشعرت أن محمدا قتل ؟ فقال الأنصاري : إن كان قد 
قتل فقد بلغ » فقاتلوا عن دینکم > فنزل : (وما تحمد إلا رسول قد 
خلت من قبله الرسل - الآية )() . ۰ 

وكان يوم أحد يوم بلاء ومحيص » اختبر الله عز وجل به المؤمنن . 
وآظهر به المنافقين . وأكرم فيه من أراد كرامته بالشهادة . فكان ما نزل 
من القرآن ني يوم أحد : إحدى وستون آية من آل عمران » وها : (وإذا 
غدوت من أهلك تبوىء المؤمنن مقاعد لقتال - الآبات )١()‏ . 

ولا انصرفت قريش تلاوموا فيما بينهم . وقالوا : م تصنعوا شيا › 
آصبم شوٴكتهم » ثم تركتموهم » وقد بقي منهم رء وس مجمعون لکم . 
فارجعوا حى نستأصل بقیتهم . 

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فنادى ي الناس بالمسر 
إليهم » وقال : «لا مخرج معنا إلا من شهد القتال » فقال له ابن أي“ : 
أركب معلك ؟ قال : لا . 

فاستجاب له المسلمون - على ما بهم من اقرح الشديد ‏ وقالوا : 
سمعاً وطاعة . 

. من سورة آل عمران‎ ٠١ الآية‎ )١( 


(۲) الآیات من ۱۸١ - ۱۲١‏ سورة آل عمران . 


۹ س 


وقال جابر : يا رسول الله » إني أحب أن لاتشهد مشهداً إلا كيت 

معك . وإغا ختلفي آي على بناته ٠‏ فائذآن" لي أسبر معك . فآذن له . 

فسار رسول اله صلى الله عليه وسلم » والمسلمون معه » حى بلغوا 
حمراء الأسد » فبلغ ذاك أبا سفيان ومن معه » فرجعوا إلى مكة . وشرط 
أبو سفيان لبعض المشركين شرطاً على آنه إذا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم 
وأصحابه : أن مخوفهم » ويذ كر هم : أن قريشاً أجمعوا للكرة عليهم 
ليستأصاوا بقيتكم . فلما بلخهم ذاك قالوا : ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) . 

ثم دخلت السنة الرابعة . 

فكانت فيهسا وقعة خبيب وأصحابه » ي صفر . 


وقعة بثر معونة : 
وتي هذا الشهر بعينه من السنة الذكورة : كانت وقعة آهل بر 
معونة . 
وني شهر ربيع الأول : كانت غروة بني النضبر . ونزل فيها سورة 
الحشر . 
تم دخلت السنة اللحامسة 
فزوة امريسيع : 
فكانت فيها غزوة المريسيع على بي المصنطلق ٠‏ فأغار. عليهم رسول 
الله صلى اله عليه وسلم » وهم غارون . فسبى رسول الله صلى الله عليه 
وسلم النساء ٠‏ والنعم » والشاء . 


— ۷ 


وكان من جملة السي : جويرية بنت الحارث » سيد القوم » وقعت 
ني سهم ثابت بن قيس . فكاتبها . فأدى عنها رسول الله صلى الله عليهوسلم » 
وتزوجها » فأعتق المسلمون - بسبب هذا التروج - مائة هل بيت من بي 
امصطلق . وقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

قصة الافك: ‏ 
وي هذه الغروة : كانت قصة الإفك . 

وذلك : أن عائشة رضي الله عنها خرج بها رسول الله صلى الله عليه 
وسلم معه بقرعة - وتلك كانت عادته مع نسائه - فلما رجعوا : نزل ي 
طريقهم بعض النازل . فخرجت عائشة خاجتها » ثم رجعت . ففقدت عقداً 
عليها » فر جعت تلتمسه . فجاء الذين ير لون هود جهافحملوه . وهم يظنو نا 
فيه . لأا صغرة السن . فرجعت - وقد أصابت العقد ‏ إلى مكانبم . 
فإذا لیس به داع ولا جيب . فقعدت ني المنرل » وظنت أم يفقدوا › 
ويرجعون إليها . فغلبتها عيناها . فلم تستبقظ إلا بقول صفوان بن المعطّل : 
إنا لله وإنا إليه راجعون » زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وكان 
صفوان قد عرس ي أخربات الیش » لانه کان کثر النوم . فلما رآها 
عرفها - وکان يراها قبل الحجاب - فاسترجع . وأناخ راحاته » فرکبت › 
وما كلمها كلمة واحدة . ولم تسمع منه إلا اسرجاعه . م سار يقود با > 
حى قدم بها . وقد نزل اميش ني نحر الظهرة . فلما رأى ذلك الناس : 
تكلم كل منهم بشاكلته . ووجد رأس النافقن » عدو الله عبد الله بن أي 
متنضساً . فتنفس من كرب النفاق والحسد . فجعل يستحكي الإفك › وبجمعه 
ویفرقه . وکان أصحابه تقر بون إلیه به . 


— 4 


فاما قدموا المدينة : أفاض آهل الإفك ثي الحديث . ورسول الله صل الله 


عليه وسلم ساکت لا یتکلم. تم استشار تي فراقها › شار عل عل شرا ۲ 
وأشار عليه أسامة بإمساكها . 


واقتضئ تام الابتلاء : أن حبس الله عن رسوله الوحي شهرآ في شآا › 
ليزداد المؤمنون إعاناً > وثباتاً على العدل والصدق » ويزداد المنافقون إفكاً 
ونفاقاً » ولتم العبودية المرادة من الصديقة وأبوما > وتم نعمة الله عليهم › 
ولينقطع رجاؤها من المخلوق » وتيأس من حصول النصر والفرج إلا 
من الله . 

فدخل علیها رسول الله صلى الله عليه وسلم > وعند‌ها آبواها » فحمد الل 
وأنى عليه » لم قال : « يا عائشة » إن كنت بريئة فسيبزئك الله » وإن كنت 
قد ألمت بذنب فاستغقري . فإن الميد إذا اعرف بذنبه م تاب » تاب 
الله عليسه)» . ۰ 


قالت لأيها : أجب علي رسول الله . قال : والله ما أدري ما أقول 
لرسول الله . o.‏ 

فقالت لأمها مثل ذلك » وقالت أمها مثل ذاك 

قالت : فقلت : إن قلت إني بريغة - والله يعلم أني بريئة . لا تصدقوني . 
ولا أجد لي ولكم مثلا . إلا أبا يوسف » حيث قال : فصبر جميل . والله 
المستعان على ما تصفون) . 

قالت : فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأما أنا : 
فقلت أن الله لا بقول إلا الحق . وآما أبواي : فو الذي ذهب بأنفاسهما › 


— ۱۹۹ 


ما أقلع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم » إلا خفت أن أرواحهما 
ستخرجان . فكان أول كلمة قاه۵ا رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما الله 
يا عائشة : فقد برآك »() . 
فقال أبوي : قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : واله 
لا أقوم إليه › ولا أحمد إلا الله . 
وکان حسان رضي الله عنه ممن قيل عه : إنه يتكلم مع آهل 
الإفك ء فقال يعتذر إلى عائشة » وعدحها : 
حصان رزان » ما تزن بريسة 
وتصبح غرلى من لحوم الغوافسل 
عقيلة حي من لؤي بن غالب 
كرام الملساعي . مجدهم غر زائل 
مهذبة » قد طيَّب الله خيمها 
وطهرها من كل سوء وبال 
لان كان ما قد قل عي قلاشه 
فلا رقعت سوطي إل أناملي 
وکیف ؟ وودي ما حيبت » ونصرتي. ٠‏ 
لآل رسول الله زين المحافل 
وکانت عائشة لا ترضی أن يذ كر حسسان بشيء یکرهه › وتقول : 
إنه الذي يقشول : 
فإن أي » ووالدتي » وعرضي لعرض محمد منكم وقاء 
)١(‏ حديث قصة الإفك رواه البخاري ومسلم من حديث الزهري . 


— ۷ س 


فأنزل الله تعالى ني هذه القصة أول سورة النور من قوله : ( إن الذين 
جائوا بالإفك عصبة منكم ) )١(‏ إلى آخر القةصة . 


غزوة الأحزاب : 
و فقا ت وف نة من = انت رفخ اتاق أي شرا: 

وسببها : أن البهود لا رأوا انتصار المشركن يوم أحد » خرج أشرافهم. 
كسلام بن آي الحقتيتق - وغره إلى قريش بمكة »> حرضونيم على غزو 
رسول الله صلى الله عليه وسلم » ووعدهم من أنفسهم النصر فم . فأجابتهم 
قریش . تم خرجوا إلى غطفان . فاستجابوا ۵م » ثم طافوا في قبائل العرب 
يدعو ميم إلى ذلك فاستجاب هم من استجاب . . 

فخرجت قريش - وقائدهم أبو سفيان - ني أربعة آلاف . ووافقهم 
بنو سلم مر الظهران » وبنو سد » وفزارة › وأشجع وغبرهم . وكان من" 
وافی الحندق من المشركين › عشرة لاف . 

فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إعسرهم إليه : استشار أصحابه 
فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق عول بن العدو وبن المدينة . فأمر 
به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبادر إليه المسلمون . وعمل فيه بنفسه . 
وکان ټي حفره من آبات نبوته ما قد تواتر ابر په . 

وخرج صل الله عليه وسام عليهم » وهم محفرون تي غداة باردة . فلما 
رآى ما بهم من الشدة والحوع . قال : 

الهم لا عيش إلا عيش الآحرة ‏ فاغفر للأنصار > والمهاجرة 

. سورة النور‎ ۲١ - ٠١ الآيات‎ )١( 


س ۷۱| — 


فقالوا یبن له 

حن الذين بايعوا محمدآً على الحهساد ما بقينا أبداً 

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ي ثلاثة لاف من المسلمين . 
فتحصن بابل من خلفه - جبل سلع - وبالحندق أمامه . وأمر بالنساء 
والذراري › فجتعلوا ني آطام المدينة . 

وانطلق حي بن أخطب إلى بي قريظة › فدنا من حصنهم › فأبى 
کعلْب بن آسد : آن یفتح له . فلم یزل یکامه حى فتح له . فلما دخل 
الحصن قال : جئتك بعز الدهر . جتتك بقريش وغطفان وأسد › على قادامما 
خرب محمد » قال : بل جتتي رالله بذل الدهر » جشتي هام قد أراق 
ماءه . فهو ياعد ويبرق » ولیس فيه شيء. 

فلم یزل به حنی نقض العهد الذي بينه وبن رسول الله صل الله عليه 
وام . ودخل مع المشركين . وسر بذللك المشركون » وشرط كعب على 

حي : أنهم إن م يظغروا عحمد : آن جيء حنى يدل ممهم في حصتهم ۽ 

فيصيبه ما بصيبهم فشرط ذلك ووش له . 

وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجر . فبعث إليهم السعدين : 
- سعد بن معاذ » وسعد بن عبادة - وخوات بن جبر » وعبد الله بن رواحة 
ليتعرفوا احبر . 

فلما دنوا منهم وجدوهم على آخبث ما يكون . وجاهروهم بالسب . 
ونالوا من رسول الله صل الله عليه وسلم . 

فانصرفوا ونوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحا . 


س ۷۲ س 


فعظم ذلك على المنلمين ٠.‏ فقال رسول اله صلى اله عله وتلم ا ر ال 


کر أبشروا ء يا معثر السلمين» , 


واشتد البلاء « وحم اغاق . واستاذن ! بعض ټي حارلة وسول الله 
صلى اله عليه وسلم في الذهاب إلى الديلة . وقالوا | : ( إن بيوتنا عورة . 
وما هي بعورة . .إن ريدن إلا فرارً) ‏ ۰ 


وأقم الشركون عاصرين سول اله صل اله عله وساي شهرا. . 

ولم یکن O ERE‏ 
منهم عمرو بن عبد ود - أقبلوا نحو اللندق . فلما وقفوا عليه قالوا : 
هذه مكيدة. ما .کانت العوب تعرفها غ تيمموا بک متا س ¢« 
وجالت بم خيلهم في السبخة » ودعوا إلى البراز . فانتدب لأعمرو, :علي 
ابن أي طالب . » فبارزه . فقتله الله على يدي e‏ . وکان من أبطال 
المشركن ¢ »ازم اصحابه .. ۰ 


ولا طالت هذه الال غل المسلمن :أزاد رسول الله صلى اله علية وسام 
أن يصالح عيينة بن حصن › والحارث بن عو - رئيسي غطفان - على 
ثلث غار“ المدينة وينصر قا بقومهما" : وجرت الغاوضة على ذاك . واسنشار 
رسول الله صلل الله عليه وسالم السعدين > فقالا  ٠:‏ إن كان الله مرك + 
فسمعاً وطاعة ٠‏ وإن کان شیا تحب أن تصنعه اصنعناه . وإن کان شيا 
تصنعه لنا فلا » لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك » وعبادة الأوثان › 
وهم لا يطعمون أن يأكلوا منها نمرة › إلا قرى أوبيعاً . فحن أكرمنا الله 
بالإسلام » وأعزنا بلك » نعطيهم 'أموالنا ؟ واله لا نعطيهم إلا السيف .. 


0 


فصوب رأہما . وقال : » إنغا هو شيء أصنعه لكم » لا ريت العرب 
قد رمتكم عن قوس واحدة» . 

تم إن الله عز وجل - وله الحمد - صنع أمراً عنده خذل به العدو . 

فمن ذلك : آن رجلا من غطفان - يقال له : نعم بن مسعود - جاء إلى 
رسول الله صلی اله عليه وسلم . فقال : قد أسلمت » فمرني با شثت . 


فقسال : « إا أنت رجل واحد . فخذّل عتا ما استطعت . فإن 
الحرب خدعة». 

فذهب إلى بي قريظة - وکان عشر آ۵م - فدخل عليهم » وهملایعلمون 
بإسلامه . فقال : إنكم قد حاربم محمد » وإن قريشاً إن أصابوا فرصة 
افتهزوها » وإلا انشّمروا قالوا : فما العمل ؟ قال : لا تقاتلوا معهم حى 
يعطوكم رهائن . فقالوا قد شرت بالرأي . ثم مضى إلى قريش فقال : هل 
تعلمون ودآى لكم ونصحي ؟ قالوا : نعم . قال : إن اليهود قد ندموا على 
ما کان منهم > وإنيم قد أرسلوا إلى محمد : ألم يأخذون منکم رهائن 
يدفعو نما ليه › ثم بمالئونه علیکم » فإن سألوکم فلا تعطوهم . ثم ذهب 
إلى غطفان . فقال هم مثل ذلك . ۰ 

فلما كانت ليلة السبت من شوال بعثوا إلى ود : إا لسنا معكم بأرض 
مقام » وقد هلك الكراع والحف » فاغند وا بنا إلى محمد حى نناجزه › 
فأرسلو إليهم : إن اليوم يوم السبت » وقد علمتم ما أصاب من" قبلنا حن 
أحدثوا فيه . ومع هذا فلا نقاتل معکم حى تبعثوا لنا رهائن . 

فلما جاء-ہم رسلهم قالوا : قد صدقكم والله نعم . فبعثوا إليهم : إنا والله 
لا نبعث إليكمأحداً . فقالت قريظة : قد صدقكم والله نعم . فتخاذل الفريقان . 


— ۷ 


وأرسل الله على المشركن جندآً من الريح » فجعلت نقوض خيامهم › 
ولا تدع هم قداراً إلا كفأما > ولا طنباً إلا قلعته » وجنداً من اللائكة 
یزلزلون بہم » ویلقون ني قلوبہم الرعب › کا قال الله ( یا أا الذين آمنوا 
اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم رعاً وجنوداً ۾ 
تروها )(۱) . 

وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليّمان يأتيه بخبرهم . 
فوجدهم على هذه الخال » وقد يتوا لارحيل . فرجع إليه » فآخبره 
برحیلهم . 

فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف عن اللحندق »راجعاً 
والمسلمون إلى المدينة . فوضعوا السلاح . فجاءه جبريل » وقت الظهر › 
فقال : قد وضع السلاح ؟ إن اللائكة لم تضع أسلحتها › ابض إلى هؤلاء 
يعي بي قريظة - فنادی رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان 
سامعاً مطيعاً فلا يصلن العصر إلا ني بي قريظة )(٠‏ . 


فخرج المسلمون سراعاً > حى إذا دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 
من حصونهم » قال : «يا إخوان القردة » هل أخزاكم الله وآنزل بكم 
نقمته ؟ وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين ليلة › 
حى جهدهم الحصار . وقذف الله ني قلوبهم الرعب . فقال فم رئيسهم 
کعب بن آسد : إن عارض علیکم خلالا ٹلاتا » خذوا آہا شئ : نصدق 
)١(‏ آية ٩‏ من سورة الأحزاب . 


() الحديث رواه البخاري عن ابن عمر في باب مرجع النبي من الأحزاب وخر جه إلى 
بي قريظة ورواه مسلم أيضاً . 


—\Vo— 


هذا الرجل ونتبعه . فإنكم تعلمون : آنه النبي الذي تجدونه مكتوباً عند كم 
تي التوراة قالوا لا نفارق حكم التوراة أبداً . قال : فاقتلوا أبناء كم ونساءكم 
واخرجوا إليه مصاي سیوفکم حى کم الله بینكم وبینه . قالوا : فما ضر 
العيش بعد أبنائنا ونسائنا ؟ قال : فانز لوا الليلة.فعسى أن يكون محمد وأصحابه 
قد أمنوكم فيها لأا ليلة السبت - لعلنا نصيب منهم غرة : قالوا : لا نفسد 
سبتنا . وقد علمت ما أصاب من اعتدوا ي السبت . قال ما بات رجل منكم - 
منذ ولدته آمه ليلة من الدهر حازماً . ثم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله 
عليه وسلم . فحكّم فيهم سعد بن معاذ فحكم : أن تقتل الرجال » وتقسم 
الأموال : وتسى النساء والذراري.(١)‏ 

وآنرل الله في غزوة المندق صدر سورة الأحزاب . وذكر قصتهم في 
قوله ( يا أا الذين آمنوا اذ كروا نعمة الله عليكم - إلى قوله - : وأورنكم 
أرضهم ودیارهم وأمواهم )() . 

تم دخلت السنة السادسة . 
صلح الحديبية : 

وفيها كانت وقعة الحديبية . وغدة الصحابة إذ ذاك ألف وأربعمائة . 
وهم أهل الشجرة » وأهل بيعة الرضوان . 

خرج رسول الله صلی الله عليه وسلم بہم معتمراً › لا یرید قتالا . فلما 
كانوا بذي الحليفة » قتَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم ادي » وأشعرهء 


)١(‏ قصة حكم سعد بن معاذ في بي قريظة أخرجها البخاري ومسلم کا ني چامع الأصول 
(۲) الآيات ٩‏ - ۲۷ من سورة الأحزاب . 


۱۷٩ س‎ 


وأحرم بالعمرة وبعث عيناً له من خزاعة بره عن قريش »› حى إذا كان 
قريباً من عسفان أتاه عينه » فقال : إني تركت كعلب بن لؤي وعامر بن 
لؤي قد جمعوا جموعاً » وهم مقاتلوك » وصادوك عن البيت . 

حى إذا كان ببعض الطريق : قال النبي صل الله عليه وسلم : «إن 
خالد بن الولید بکراع الغدم »> فخذوا ذات اليمن »() . 

فما شعر بم خالد » حتى إذا هو بغبرة الحيش . فانعالق يركض نذيراً . 

وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم » حى إذا كان في ثنية المرار » 
الى بط عليهم منها : بركت راحلته » فقال الناس : حل » حل . 
فقالوا : حتلأت القصواء » فقال « ما خحلأت القصواء » وها ذاك ها لق › 
ولکن حبسها حابس الفیل . ثم قال : والدي نفس محمد بيده » لا يسألوني 
خط يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها» . 

ثم زجرها فوثبت به . فعدل حى نرل بأقصى الحديبية » على تمد 
قليل الماء . فلم يابث الناس” أن نزحوه » فشكوا إليه . فانتزع سهماً من 
کنانته . وأمرهم أن جعلوه فيه > فو الله ما زال مجيش فم بالري حى 
صدرواعنه . 

وفزعت قريش لنزوله . فأحب أن ببعث إليهم رجلا . فدعا عمر فقال: 
يا رسول الله » ليس لي بمكة أحد من بي عدي بن كعب يغضب لي إن 
أوذيت » فأرسل" عثمان . فإن عشرته بها » وإنه يلع ما أردت . فدعاه 
فأرسله إلى قريش » وقال : « أخبرهم : أنا لم نأت لقتال ٠‏ وإغما جئنا 
المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم كا في منتقى الأخبار . 


۷۷ — 
(م ١١‏ مختصر السية) 


عماراً ¢ وادعهم إف الإسلام ¢ وآمره آن يني رجالا بمكة مۇمنىن وفساء 
مؤمنات . فيبشرهم بالفتح » وأن الله عز وجل مظهر دينه بمكة » حى 
لا بسستخفی فیها بالإعان » . 


فانطلق عثمان . فمر على قريش ٠‏ فقالوا : إلى أين ؟ فقال : بعثي 
رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام > وعبركم : 
آنه لم يأت لقتال . وإنما جتنا عمارآ . قالوا : قد سمعنا ما تقول . فانفذ 
إلى حاجتك . 


وقام إليه آبان بن سعيد بن العاص » فرحب به . وحمله على الفرس » 


وقال المسلمون » قبل أن يرجع : خلص عفمان من بيننا إلى البيت . 
فقال رسول الله صلى الله عليه ولم : « ما أظنه طاف بالبيت وحن 
حصورون » قالوا : وما عنعه یا رسول الله » وقد حلص ؟ قال : « ذلك 
ظي به : أن لا يطوف بالكعبة حى نطوف معه» . ۰ 

واختاط المسامون بالمشركن ني أمر الصلح . فرمى رجل من أحد 
الغريقين رجلا من الفريق الآخر . فكانت معاركه. وتراموا بالنبل والحجارة . 
وصاح الفريقان وأرمن كل منهما من فيهم . 

وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قد قتل . فدعا إلى 
البيعة . فتبادروا إليه » وهو تحت الشجرة . فبايعوه على أن لا يفروا. فأخذ 


بيد نفسه » وقال : « هذه عن عثمان» . 


س ۷۸| س 


ولا تمت البيعة رجع عثمان » فقالوا له : اشتفيت من الطواف بالبيت . 
فقال بتسما ظنتم بي . والذي نفسی بيده لو مکثت با سنة » ورسول الله 
صلى الله عليه وسلم بالخديبية ما طفت با حى يطوف . ولقد دعتي قريش 
إلى الطواف فأبيت . فقال المسامون : رسول الله أعلم بالله » وأحسننا ظنا . 

وكان عمر أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة »> وهو حت 
الشجرة » فبايعه المسلمون كلهم . م يتخلف إلا الحد بن قيس . 

وكان معقل بن يسار آخذ بغصنها يرفعه عن رسول الله صل الله عليه 
وسلم . وكان أول من بايعه : أبو سنان وهب بن محصن الأسدي » وبايعه 
سلمة بن الأ كوع ثلاث مرات : ني أول الناس » ووسطهم وآخرهم .. 

فبينا هم كذاك إذ جاء بدآيل بن ورقاء ني نفر من خزاعة - وكانوا 
عَيلبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة - فقال : 
إني تركت كعب بن لؤي » وعامر بن لؤي : قد نزلوا أعداد مياه الحديبيةء 
معهم الوذ المطافيل . وهم مقاتلوك » وصادوك عن البيت . فقال : «إنا م 
بجيءَ لقتال أحد . وإنما جتنا معتمرين . وإن قريشاً تهكنهم الحرب ٠‏ 
وأضرت مم . فإن شاءوا ماددتهم » وعتلوا بيني وبن الناس . فإن 
شاءوا أن يدخلوا فيما دحل فيه الناس فعلوا > وإلا فقد جتموا ء وإن 
أبوا إلا القتال » فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حى تنفرد 
سالفي > أو لذن الله أمره» . 

قال بديل : سأبلخهم ما تقول . فانطاق حى أتى قريشاً » فقال : إتي 
قد جئتكم من عند هذا الرجل » وسمعته يقول قولا . فإن شئم عرضته 


علکم . 


— ۱۷۹ 


فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا أن حدثنا عنه بشيء . وقال ذوو الرأي 
منهم : هات ما سمعته بقول . قال : سمعته قول کذا وکذا 

فقال عروة بن مسعود : إن هذا قد عرض عايكم خبطة رشد › 
فاقبلوها ودعوني آټه . فقالوا : ائه . فأتاه . فجعل بکلم . فقا له غوا 
من قوله لبدیل . 

فقال عروة : أي عمد » آرآبت لو استأصلت قومك »> هل سمعت 
بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى » فو الله إني لأرى 
أو شاباً من الناس ء خايقاً أن يفروا ويدعوك . 

فقال أو بكر : املصص' بظر اللات » أن نفر عنه وندعه ؟ 

قال عروة : من ذا يا محمد ؟ قال : أبو بكر . قال : آما والذي نفسي 
يده » اواپ کات اك عدي - ۾ جراد يا = جين , 

وجعل يكلم ابي صلى الله عليه وسلم وبرمق أصحابه . فو الله 
ما اخم الني صلى الله عليه وسلم تخامة إلا وقعت ني كف رجل منهم . 
فدلات بہا وجهه وجلده وإذا أمر ابتدروا أمره . وإذا توضاً کادوا يقتتلون 
على وضوئه . وإذا تكلم خفضوا أصواتبم . وما حدون إليه النظر 
تعظيماً له . 

فرجع عروة إلى أصحابه » فقال : أي قوم »> والله لقد وفقدت على 
ملوك - كسرى » وقيصر ٠‏ والنجاشي - والله إن رأيت ملكا يعظمه 
أصحابه کا يعظم أصحاب محمد ممداً . والله ما انتخم نخامة 
إلا وقعت ني كف رجل منهم ٠‏ فدلك با وجهه وجاده . ثم أخبرهم 
جميع ما تقدم » ثم قال : وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها . 


A+‏ س 


فقال رجل من بي کنانة : دعوني آنه › فقالوا : ائته . فلما شرف 
على الي صلى الله عليه وسام » قال : « هذا فلان » وهو من قوم يءظمون 
ادن فابعثوها له » ففعلوا . واستقبله القوم يلون . فلما رأى ذلاف » 
فال : سبحان الله ! ما ينبغي فؤلاء أن يصدوا عن البيت » فرجع إلى أصحابه 
فأخبرهم . 

فبيناهم كذلك إذ جاء سهيل بن عمرو . فقال الي صلى الله عليه وسلم : 
« قد هل لكم من أمركم » . 

فقال : هات اكتب بيننا وبينلك كتاباً . فدعا الكاتب - وهو علي بن 
آي طالب - فقال « اكتب : بسع الله الرحمن الرحے » فقال سھیل : 
أما الرحمن » فما أدري ما هو ؟ ولكن اكتب «با سملك اللهم » هما كنت 
تكتب . فقال المسامون : والله لا نكتبها إلا « بسم الله الرحمن الرحم » فقال 
صلى الله عليه وسام : « اكتب باسماك اللهم » تم قال + « اكتب : هذا 
ما قاضی عليه محمد رسول الله » فقال سهيل : والله لو عام أنك رسول الله 
ما صددناك عن البيت › ولکن اکتب « مسد بن عبد الله » فقال 
« إني وسول الله »> وإن كذبتموني » اكتب محمد بن عبد الله » م قال الي 
صلى الله عايه وسلم : « على أن تخلوا بيننا وين البيت فتَطوف به » فقال 
سهيل : والله لا حدّث العرب أننا أخذنا ضغاطة > ولكن ذاك من 
العام المقبل . فقال سهيل : « وعلى أن لا يأتيلك رجل منا » وإن کان 
على دينك ٠‏ إلا رددته إلينا » فقال المسلمون : «سبحان الله ! كيف يرد 
إلى الشركين وقد جاء مساما ؟ »() . 


)0 حديث صلح الحديبية رواه أحمد والبخاري . 


ا — 


فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل » وقد خرج من أسفل مكة 
رسف ني قيوده » حى رمى بنفسه بن أظهر المسلمين . فقال سهيل : هذا 
أول ما أقاضياث عليه أن ترده إل > فقال الي صلى الله عليه وسلم : « إا 
م تقض الكتاب بعد » فقال : إذا والله لا أصالحك على شيء أبداً . فقال 
النبي صلى الله عليه وسام «فأجزه ي قال : ما أنا عجيزه للك . قال : 
« بلى فافعل » قال : ما أنا بفاعل . قال أبو جندل : يا معشر المسلمين › 
كبف ارد إلى المشرکین وقد جئت مسلماً ؟ ألا ترون ما لقیت ؟ - وكان 
قد عْذًب ني الله عذاباً شديداً - قال عمر بن الطاب : «والله ما شككت 
منذ أسلمت إلا يومثذ . فأتيت النى صلى الله عليه وسلم > فقلت : يارسول 
اله » ألستة في الله ؟ قال : بلى . قلت : ألسنا على الحق » وعدونا على 
الباطل؟ قال : بلى . قلت : علام نعلطى الدّنية في ديننا ؟ ونرجع ولا 
محكم الله بيننا وبين أعدافنا ؟ فقال : إني رسول الله » وهو ناصري . ولست 
أعصيه . قلت : أو لست تحدثنا : آنا نأتي البيت » وتطوف به ؟ قال : 
بلى » أفأخبرتاث أنلك تأيه العام ؟ قلت : لا . قال : فإنك آثيه ومطوف 
به . قال : فأتيت أبا بكر » فقلت له مثلما قلت لرسول اله صلى الله 
عليه وسام » ورد علي کيا رد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم 
سواء » وزاد : فاستمسك بغرزه حى توت . فو الله إنه لعلى الحقى . 
فعملت لذلاث أعمالا » . 

فلما فرغ من قضية الكتاب فال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه 
« قوموا فانحروا . تم احلقوا» قال : فو الله ما قام منهم رجل » حی قاها 
ثلاث مرات . فلما م يقم منھم أحد › قام ولم یکلم أحدا منهم حى نر 
بد نة ودعا حالقه . 


— NAY — 


فلما رأوا ذاك قاموا فتحروا . وجعل بعضهم علق بعضاً » حى كاد 
بعضهم يقتل بعضاً غماً . ثم جاء نسوة مؤمنات » فأنزل الله : ( يا آما الذين 
آمنوا » إذا جاء كم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن - حى بلغ - بعصم 
الكوافر)(١)‏ فطلق عمر بومئذ امرأتن كانتا له ني الشرك . 

وتي مرجعه صلى الله عليه وسام : أنزل الله سورة الفتح : ( إنا فتحنا 
لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبلك وما تأخر - الآية ) فقال عمر 
أو فتح هو يا رسول الله ؟ قال : نعم : قال الصحابة : هذا أك يا رسول 
الله »> فما لا ؟ فأنزل الله : ر هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنن 
لیزداود إعاناً مع إعانہم - الاين إلى قوله - : فوزاً عظيماً)(") . 

ولارجع إلى المدينة جاءه أو بصبر - رجل من قريش - سلما › 
فأرسلوا في طلبه رجلين » وقالوا : العهد الذي بيننا وبيناك . فدفعه إلى 
الرجلين . فخرجا به » حى بلغا ذا الحليفة » فنزلوا يأكلون من تمر فم . 
فقال أبو بصبر لأحدهما : إني أرى سيغك هذا جيدآً . فقال : أجل ٠‏ والله 
إنه ید » لقد جربت به ثم جربت فقال : أرني آنظر ليه . فأمکنه منه . 
فضربه حتى برد . وفَر الآحر . حى بلغ المدينة » فدخل المسجد . فقال 
رسول الله صلى اله عليه وسام : « لقد رأى هذا ذأعراً » فلما انتهى إليه 
قال : قنتل واله صاحي » وإني لمقتول . 

فجاء أبو بصر > فقال : يا ني الله » قد أوفى الله ذمتك » قد 
رددتي إلبهم فأنجاني الله منهم » فقال صلى الله عليه وسلم : « ويل أمة 
مسلعر حرب » لو کان له أحد» . 


. من سورة الفتح‎ ٠ه‎ - ١ من سورة الممتحنة . (۲) الآيات‎ ٠١ الاآية‎ )١( 


AT — 


g 


فاما سمع ذلك عرث آنه سرده إليهم . فخرج حى أتى سيف 
الببحر . وتفلت منهم أبر جندل . فلحق بأي بصبر . فلا خرج من قريش 
رجل - قد أسلم- إلا حق به . حى اجتمعت منهم عصابة . فو الله مايسمعون 
بعر لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا فا > فقاتلوهم وأخذوا 
أمراذم . قأرسلت قريش إلى الني صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم : 
لا أرسل إليهم » فمن أتاه منهم فهو آمن . 


غزوة خیبر : 

ولا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية » مكث بالمدينة 
عشرين يوماً » أو قريباً منها . ثم حرج إلى خيبر . واستخلف على المدينة 
سباع بن عبرفطة 

وقدم أبو هريرة حينئذ المدينة مسلماً . فوافى سباعاً ني صلاة الصبح › 
فسمعه يقر : « ويل لامطفضن » فقال - وهو ني الصلاة ‏ : ويل آي فلان » 
له مکیالان » إذا اکتال اکتال بالواني » وإذا کال کال بالناقص . 

وقال سامة بن الأ كوع : خرجنا إلى خيبر. فقال رجل لعامر بن الا كوع : 
آلا معا من يناقلت ؟ فنزل حدو ویقول ٭ ‏ 

لاهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقضا ولا صلينا 

فأنزلن سسكينة علينا ٠‏ وثبت الأقدام إن لا قينا 

إتا إذا صيح بنا اتسا وبالصياح عولو علينا 

وإن أرادوا فتنة آبينا 


— A — 


فقال صلى الله عليه وسلم : «من هذا السائق ؟» قالوا : عامر بن 
الأكوع . قال : « رحمه الله » فقال رجل من القوم : وجبت يارسول الله » 
لولا متعتنا به ؟ 


قال : فأتينا خيبر . فحاصرناهم حى أصابتنا خمصة شديدة . فلما 
تصافلوا خرج مرحب خطر بسیفه » ویقول : - 

قد علمت" خيبر أني مرب شاكي السلاح بطل مجرب 

إذا الحروب أقبلت تلهب 

فنزل إليه عامر » وهو يقول  :‏ 

قد عامت خيبر : أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر 

فاختلفا ضربتن . فوقع سيف مرحب ني ترس عامر فعضه » فذهب 
عامر يسفل له - وكان سيفه قصراً - فرجع . إليه سيفه فأاصاب 

قال سامة : فقلت لني صلى الله عليه وسلم : زعموا أن عامرآً حبط 
عمله » فقال : « كذب من قال ذلك » إن له أجران - وجمع بن إصبعيه - 
إنه بخاهد مجاهد › قل عرني مشی بها مله » . 

ولا دنا رسول الله صل الله عليه وسلم من خيبر قال : « قفوا ) فوقف 
الیش . 

فقال : « اللهم رب الموات السبع وما أظلان + وركب الأرضن 
السيع وما أقللن » ورب الشياطن وما أضللن » ورب الرياح وما أذارين . 


— A9 


فإنا نسألك خير هذه القرية »> وخر أهلها » وخر مافيها . ونعوذ بك من 
شر هذه القرية » وشر هلها » وشر ما فيها . اقدموا بامم الله )١(»‏ 


فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريباً من عشرين ليلة . 
وكانت أرضا وحمة شديدة الحر . فجهد المسلمون جهداً شديداً . فقام الني 
صل الله عليه وسلم فيهم . فوعظهم وحضهم على ابحهاد . 


وكان فيهم عبد أسود » فقال : يا رسول الله » إني رجل أسود اللون › 
قبيح الوجه » منان الريح » لا مال لي » فإن قاتلت هؤلاء حى أقتل أدحل 
النة ؟ قال : «نعم » فتقدم . فقاتل حى قتل ٠‏ فقال النبي صلى الله عليه 
وسلم لما رآه : «لقد حسن الله وجهك » وطيب ربحك . وكتّر مالك» 
وقال : « لقد رأیت زوجتیه من الحرر العن تتنازعان جبة عليه . وتدخلان 
فیما ن جلده وجبته» . 


فافتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضها » ثم تحول إلى الكتيبة ء 
والوطيح » والسلالم . فإن خيبر كانت جانبن : الأول : الشق والتطاة » 
الذي افتتح أولا . والثاني : ما ذكرنا. 

فحاصرهم حى إذا أيقنوا باهلكة : سألوه الصلح . ونزل إليه سام 
ابن بي الحقيق فصالهم على حقن الدماء وعلى الذرية »> ومخرجون من 
خر » وخلون ما کان هم من مال وأرض »> وع الصفراء والبيضاء 
والخحلقة » إلا ثوباً على ظهر إنسان . 

(۱) الحدیث رواه النساني وابن حبان والحاکم وصححاه من حدیٹ صهیب . 


— A٩ 


فلما أراد أن جليهم قالوا : نحن أعلم بهذه الأرض منكم . فدعنا نكون 
فيها . فأعطاهم إياها » على شطر ما خرج من تمرها وزرعها . _ 

ثم قسمها على ستة وثلائن سهماً » كل سهم مائة سهم > فکانت ثلاثة 
آلاف وستمائة سهم . نصفها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتزل به 
من أمور المسلمين . والنصف الآخر : قسمه بن المسلمن . 


قدوم جعفر بن أبي طالب وصحبه من الحبشة : 
وتي هذه الغزوة قدم عليه ابن عمه جعفر بن أي طالب وأصحابه . 
ومعهم الأشعريون : أبو موسى » وأصحابه . 


قال أبو موسی : باغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم › ونحن 
باليمن . فخرجنا مهاجرين إليه- آنا وأخوان لي - في بضع وخمسين رجلا 
من قومي . فركبنا سفينة . فألقتنا إلى النجاشي › فوافقنا جعفرآ وأصحابه 
عنده » فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا وأمرنا بالإقامة ٠‏ 
فأقیموا معنا . فأقمنا حى قدمنا فتح خیبر . وکان ناس يقولون لنا : سبقنا كم 
باهجرة . فدخلت أسماء بنت علميس على حفصة . فدخل عليها عمر وعندها 
أسماء . فقال : من هذه ؟ قالت : أسماء . قال : البشية هذه ؟ البحرية 
هذه ؟ قالت أسماء : نعم › قال : سبقناكم بامجرة . نحن أحق برسول 
الله منكم . فغضبت » وقالت : كلا والله » لقد كنم مع رسول الله صلى الله 
عليه وسلم » يطعم جائعكم » وبعظ جاهلكم . وكنا في أرض البعداء 
البغضاء . وذلك في ذات الله وفي رسوله › وأم الله لا أطعم طعاماً »> 
ولا أشرب شراباً حى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما 


— AY — 


جاء اني صلى الله عليه وسلم ذ كرت له ذالك . فقال : ما قلت له ؟ قالت : 
قلت له کذا وکذا . قال : لیس بأحق ي منکم . له ولأصحابه هجرة 
واحدة » ولكم أنم - يا أهل السفينة - هجرتان » . 

فكان أبو موسى وأصحاب السفينة يأتو لما أرسالا » يسألونها عن هذا 
الحديث » ما من الدنيا شيء هم به فرح > ولا أعظم ني أنفسهم ما قال 
هم رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

محاصرة رسول الله بعض اليهود بوادي القري : 

م انصرف رسول الله صل الله عليه وسلم من خيبر إلى وادي القرّى . 
وكان به جماعة من اليهود › وانضاف إليهم جماعة من العرب . 

فلما نزلوا استقبلتهم مود بالرمي » وهم على غر تعبئة . فقتل مدأعم 
- عبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم - كان رفاعة بن زيد الحذامي وهبه 
لرسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال الناس : هنيئاً له الحنة . فقال رسول 
الله صلى الله عليه وسلم : « كلا » والذي نفسي بيده . إن الشملة الي 
أخذها يوم خيبر من الغاام م تصبها القسمة : لتشتعل عليه ناراً» فلما سمع 
ذلك الناس » جاء رجل بشراك أو شراكن . فقال رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : « شراك من نار » أو شراکان من نار » . 

فعباً رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لقتال وصفهم › 
م دعاهم إلى الإسلام فأبوا . وبرز رجسل منهم . فبرز إليه الزبر بن العوام 
فقتله . تم برز آخر فبرز ليه علي فقتله . حى قتل منهم أحد عشر رجلا . 
فقاتلهم حى أمسوا . ثم غدا عليهم > فام ترتفع الشمس قدر رمح حى 
افتتحها عنوة . وأصابوا أثاثاً ومتاعاً كشر ا . فقسمه ني أصحابه . 


A‏ س 


وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود وعاملهم عليها . 
ولمارجع إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم من النخيل . 

قالت عائشة رضي الله عنها : « لا فقحت خير قلنا : الآن نشيع 
من التمر » . 
بعث سرية الى الحرقات : 

تم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات من جهينة. 
فلما دنو منهم : بعث الأمر الطلائع . فاما رجعوا عخبرهم أقبل حی دنا 
منهم ليلا » وقد هدأوا » تم قام فحمد الله وأٹی عليه عا هو آهله . تم قال : 
« أوصيكم بتقوى الله وحده لا شريك له » وأن تطيعوني ولا تعصوي › 
ولا تخالفوا أمري . فإنه لا رأي لمن لا يطاع › تم رتبهم . فقال : يا فلان 
نت وفلان › ویا فلان أنت وفلان › لا یفارق کل منکم صاحبه وزمیله ۰ 
وإياكم أن يرجع أحد منكم » فأقول : أين صاحبك ؟ فيقول : لا أدري . 
فإذا كبرت فكبروا » وجردوا السيوف . ثم كبروا وحملوا حملة واحدة . 
وأحاطوا بالقوم » وأخذم سيوف الله . 
عمرة القضية : 

فلما كان ني ذي القعدة من السنة السابعة : خرج رسول الله صلى الله 
عليه وسلم معتمراً عمرة القضبة . حى إذا بلغ يأجج )١(‏ وضع الأداة كلهاء 
إلا ال حف والمجان والنبل والرماح. ودخلوا بسلاح الراكب -السيوف - 
وبعث جعفر بن أي طالب بن يديه إلى ميمونة بنت الحارث حطبها . 
فجعلت أمرها إلى العباس . فزوجه إياها . 


)»( مکان قريب من مكة . 


— ۹ 


فلما قدم رسول اله صلى اله عليه وسلم : آمر آصحابه آن یکشفوا عن 
المناكب ويسعوا في الطواف ٠‏ لرى المشركون قوم - وكان يكايدهم 
بكل ما استطاع - فوقف آهل مكة _ الرجال والنساء والصبیان - بنظرون 
إليه وإلى أصحابه » وهم يطوفون بالبيت . وعبد الله بن رواحة آخحذ بخطام 
ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتجز يقول : 

خلو بي الکفار عن سبيله خلوا فكل الحر في رسواه 

قد أنزل الرحمن ف تنزيله ني صحف تتلى على رسوله 

بأن خر القتصل في سيله يارب إني مؤمن بقيله 

إني رأيت الحق ني وله اليسوم نضربكم على تأويله 

ما ضربناكم على تنريله ‏ ضرباً يزيل الام عن مقيله 

ويذهل الحلبل عن خليله 

فأقام بكة ثلاث . م أناه سهيل بن عمرو » وحويطب بن 
عبد العزي » فصاح حويطب : نناشدك الله والعقد » لما حرجت من أرضنا . 
فقد مضت اثلاث فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا راقع 
فأذن بالرحيل . ) 

تم دخلت السنة الثامنة . 
فكانت فيها غزوة مؤتة : 

وسبھا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير 
بكتاب إلى ملك الروم - آو بصری - فعرض له شرحبیل بن عمرو 
الغساني - فقتله - ولم يتقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول 


۹٩‏ س 


غره - فاشتد ذاك عليه . فبعث البعوث . واستعمل عليهم زيد بن 
حارثة » وقال : « إن أصيب زيد : فجعفر بن أي طالب على الناس » 
وإن أصيب جعفر : فعبد الله بن رواحة » فتجهزوا . وهم ثلالة لاف . 
فلما حضر خروجهم ۰ ودع الناس” أمراء رسول اله ضلى الله عليه 
وسلم وسلموا علیهم .فبکی عبد الله بن رواحة . فقالوا : ما يبکیاك ؟ قال : 
آما والله ما ني حب الدنيا ولا صبابة بكم » ولكني سمعت رسول الله صلل الله 
عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله » يذ كر فيها النار :( وإن منكم إلا واردها . 
کان على ربك حتماً مقضیاً)() ولست آدري کیف لي بالصدور بعد الورود؟ 
فقال المسلمون : صحبكم الله ودفع عنكم . وردكم إلينا صالحن . فقال 
ابن رواحة : ۰ 
لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرع تقذف الزربدا 
أو طعنة بيدي حرّان منجهزة عربة تنفد الأحشاء والكبدا . 
حى بقال » إذا مروا على جدلي : 
یا ارش“ اله من غاز . وقد رشدا 
م مضوا حى نزلوا معان . فبلغهم أن هرقل بالبلقاء في مائة 
آلف من الروم وانفم إليه من نلم وجذام ولي وغرهم مائة لف . 
فأقاموا ليلتن ينظرون ني أمرهم . 
وقالوا نكتب إلى رسول الله فنخضره . فإما أن عدنا ء وإما أن 
يأمرنا بأمره . 


. من سورة مرح‎ ۷١ آية‎ )١( 


۹۱ س 


فشجعهم عبد الله بن رواحة » وقال : والله إن الذي تكرهون للذي 
حرجت تطلبون : الشهادة . وما نقاتل الناس بقوة ولا كثرة » ما نقاتلهم 
إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا . فنا هي إحدی السنیین : 
إما ظفر . وإما شهادة . 


فمضى اناس » حى إذا كانوا بتخوم البلقاء القيتهم الحموع . 
فانحاز المسلمون إلى مؤت . ثم اقتتلوا عندها والراية تي يد زيد . فلم يزل 
يقاتل بها حى شاط ني رماح القوم . فأخذها جعفر فقاتل بها . حى إذا 
أرهقه اقتال اقعحم عن فرسه فعقرها . ثم قاتل حی قطعت عينه . فأحذ 
الراية بيساره » فقطعت يساره » فحتضن الراية حى قتل . وله ثلاث 
وثلاثون سنة . رضي الله عنهم . 


تم أخذها عبد الله بن رواحة . فتقدم بها » وهو على فرسه » فجعل 
أقسم بالل لتثزلته لترلن أو لتكرهته' 


يا طالما قد كنت مطمتنه” إن أجاب الناس وشدوا الرثه' 
ويقول أيضاً : 

يا نفس إن لم قلي مهوتي ٠‏ هذاحمام الموت قد صليت 
وما تمنيت فقد أعطيت إن تفعلي فعلها هديت 
ثم نزل . فأتاه فناداه ابن عم له بعرق من لحم . فقال : شد بهذا 
صلبك ٠‏ فإنك لقيت في أياملك هذه ما لقيت » فأخذها فانتهس منها نهس › 


— ۹۲ 


م سمع اتلحطمة في ناحية الناس . فال : وأنت أي الدنيا ؟ فألقاها من 

م أخذ الراية خالد بن الوليد . فدافع القوم وخاشى بم )١(‏ » ثم 
الحازوا 6 وانصرف الناس ٠‏ 

وقال ابن عمر : وجدنا ما بن صدر جعفر ومنکبه › وما أقبل منه : 
تسعن جراحة . 

وقال زيد بن أرقم : كنت يتيماً لعبد الله بن رواحة . فخرج لي في 
سفره ذلك مرد ني على حقيبة رحلله .فو الله إنه اليسر ذات ليلة » إذ سمعته 
وهو نشد شعراً : 

إذا أديتى وحملت رحسل مسرة أربع بعد الحساء 

فشأناك فانعمي » وخلاك ذم 

ولا أرجع إی آهل ورانسي 

وجاء المسلمون وغادروني بأرض‌الشام مستتسهې()الثو اء 

وردك كل ذي نسب قريب إلى الرحمسن منقطع الإخاء 

هنالك لا أبالي طلع بعل ولا خضل أسافلها روائي 

قال : فبكيت . فخفقني بالسوط » وقال : ما عليك يالكع » أن 
يرزقي الله الشهادة » وترجع بن شعبي الرحل ؟ . 


(«) قال السهيلى : المخاشاة المحاجزة . وهى مفاعلة من الحشية . لأنه خشى على المسلمم 
لقلة عددهم . 
)٠(‏ قال السهيلي : مستفعل من النهاية والانتهاء أي حيث انتهى به مثواه. 


— ۳ — 


(م ۲ مختصر السيرة ) 


غزوة الفتح الأعظم : 

وسببها : أن بكرا عدت على خزاعة على مانم «الوتر» فبيتوهم ٠٠‏ 
وقتلوا منهم . وكان في صلح الحديبية : « أن من آحب : أن يدخل في عقد 
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل » ومن أحب : أن يدخل ي عقد قريش 
فعل » فدخلت بنو بكر في عقد قريش » ودخلت خزاعة ني عقد رسول الله 
صلى الله عليه وسلم . ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلا اء » يقال له : 
الوتر » قريباً من مكة . وأعانت قريش بي بكر بالسلاح . وقاتل معهم 
بعضهم مستخفياً ايلا » حنى بلمات خزاعة إلى الحرم . 

فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر لنوفل بن معاوية الديلي - وكان يومثذ 
قائدهم - : يا نوفل ء إا قد دخلنا الحرم إغك إغك . فقال كلمة عظيمة 
لا إله له اليوم . يا بي بكر » أصيبوا ثأركم . فلعمري إنكم لتسرقون ني 
الحرم . فلا تصیبون ثأركم فيه ؟ 

فخرج عمرو بن سام اللحزاعي » حى قدم على رسول الله صلى الله 
عليه وسلم المدينة . فوقف عليه » وهو جالس تي المسجد بن ظهراني 
أصحابه » فقال : 

يارب إني ناشد محمد حلف أينا وأيه الأتلدا 

قد كنتموا ولد وكتا والدا ثمَّت أسلمنا . ولم فزع يدا 

فانصر هداك الله نصراً أبدا وادع عباد الله يأتوا مددا 

فيهم رسول الله > قد تجردا أبيض فمل البدر »يسموصعدا 


— ۹6 


إن سيلم خسفاً وجهه تربّداً ني فياق كالبحر مجري مزبدا 

إن قريشاً أخلفوك الموعدا ونقضوا ميناقك المؤكدا 

وجعلوا لي في كداء رصداً وزعموا أن لست أدعو أحدا 
وهم أذل وأقل ددا هم بیتونا بالوتر هنجدا 
وقتلونا ركعا وسجداً 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نصرت ياعمرو بن سام » . 

م خرج بدليل بن ورقاء ئي نفر من خزاعة » حى قدموا على رسول الله 
صلى الله عليه وسلم المدينة » فأخبروه عا أصيب منهم > وعظاهرة قريش 
بي بكر عليهم . فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم للناس : « كأنكم 
بأي سفيان قد جاء كم ليشد العقد » ويزيد لي المدة . بعثته قريش . 
وقد رهبوا للذي صنعوا» . 

م قدم أبو سفيان . فدخل على ابنته أم حبيبة . فلما ذهب ليجلس 
على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه . فقال : يا بنية › 
ما أدري : أرغبت ني عن هذا الفراش »› أم رغبت به عي ؟ قالت : بل 
هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم »› وأنت مشرك تجس . 
فقال : والله لقد أصاباك بعدي شر . ثم خرج حى آتى رسول الله صلى 
الله عليه وسلم . فکلمه فلم یرد عليه شیئاً ثم ذهب إلى آي بکر فکامه ني أن 
يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما أنا فاعل . ثم أتى عمسر فقال : 
أنا شفع لكم ؟ والله لو م أجد إلا الذرء لخحاهدتكم به . ثم دحل على علي » 
وعنده فاطمة-والحسن غلام يدب بين يدا - فقال » يا علي » إنك مَس" 
القوم ني رَحماً » وإني جثت ني حاجة » فلا أرجعن خائباً . اشفع لي إلى 


س ۹٥0‏ س 


محمد . فقال » قد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر » ما نتسطيع 
أن نكلمه فيه . فقال لفاطمة : هل للت أن تأمري ابنك هذا > فيجر بين 
الناس . فيكون سيد الارب إلى آنحر الدهر ؟ فةالت : ما يبلغ ابي ذلك . 
وما جار أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

فقال : يا أبا الحسن » إني رأيت الأمور قد اشتدت علي »فانصحي . 

قال : والله ما أعلم شيئاً يغي عنك » ولكنك سيد بني کنانة › فقّم' 
وج بن الناس ٠‏ ثم احق" بأرضك . 

فقال : أو تری ذلك مغنباً عي شیئاً ؟ قال : لا » والله ما أظنه » ولكن 
ما جد لك غير ذلك . ۰ 


فقام أبو سفيان في المسجد »› فقال : يا أا الناس > إني قد جرت بين 
الناس . ثم ركب بعره » وانصرف عائداً إلى مكة . 

فلما قدم على قريش قالوا : ما وراءك ؟ قال : جئت محمداً فكلمته › 
فو الله ما رد علي شيئ . ثم جت ابن أي قحافة .فلم أجد فيه خيبراً. ثم 
جثت عمر بن اللحطاب » فوجدته أدنى العدو - يعي : أعدى العدو - ثم 
جثت عاياً فوجدته ألن القوم . وقد أشار علي بكذا وكذا . ففعلت . قالوا : 
فهل أجاز ذلك محمد ؟ قال : لا . قالوا ويلك » والله إن زاد الرجل على 
أن لعب بك . . 


وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالحهاز › وقال : « اللهم 
خذ العيون والأخبار عن قريش »› حى فبغتها في بلادها» . 


— ۱۹٩ 


فكتب حاطب بن آي بلنتعة إلى قريش كتاباً » برهم فيه سر 
رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودفعه إلى سارة - مولاة لبي عبد المطلب ‏ 
فجعلته ني رآسها . ثم فتلت عليه قروا . وأتى امبر رسول الله صلى الله 
عليه وسلم من السماء . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عاياً والزبر 
إلى المرأة » فأدركاها بروضة خاخ . فأنكرت . ففتشا رحلها » فلم مجدا 
فيه شيا . فهدداها . فأخرجته من قرون رأسها . قايا به رسول الله 
صلى الله عليه وسلم . فدعا حاطباً . فقال : « ما هذا یا حاطب؟ » فقال : 
لا تعجل علي يا رسول الله . والقه إني لمؤمن بالله ورسوله . ما ارتددت 
ولا بدلت » ولكي كنت امرءاً مااصقاً تي قريش > لست من أنفسهم . 
ولي فيهم أهل وعشرة وولد . وليس لي فيهم قرابة محمونهم . وكان 
من" معك هم قرابات حمونيم . فأحببت أن أتخذ عندهم يداً . قد علمت 
أن الله مظهر رسوله » ومتم له مره . 

فقال عمر : يا رسول اله » دعي أضرب عنقه › فإنه قد خان الله 
ورسوله . وقد افق » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن قد 
شهد بدراً وما يدريك يا عمر ؟ لعل الله اطلع على آهل بدر » فقال : اعملوا 
ما شئے . فقد غفرت لکم )(١‏ . 

فذرفت عينا عمر » وقال : الله ورسوله أعلم . 

م مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم > وعَمى الله الأخبار عن 
قریش ٠‏ لکنھم على وجل . فکان آہو سفیان یتجسس › هو وحکم بن 
حزام » وبد یل ابن ورقاء . 
() العيث رواء البخاري ومسلم کا في منتقى الأخبار . 


۹۷ س 


وكان العباس قد خرج قبل ذلك بأهله وعياله مسلماً مهاجراً . فلقي 
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحتفة . فلما نزل رسول الله صلى الله عليه 
وسلم مر الظران نزل العشاء » فآمر اليش فأوقدوا اران . فأوقد أكثر 
من عشرة آلاف نار . فركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وخرج يلتمس ٠‏ لعله جد بعض الحطابة » أو أحداً خبر قريشاً » ليخرجوا 
يستأمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخلها عنوة . 


قال : فو الله إني لاسر عليها » إذ سمعت كلام آي سفيان»ء وبديل › 
يتراجعان » يقول أبو سفيان : ما رأيت كالليلة ذراناً قط ولا عسكراً . 

قال : يقول بديل : هذه والله خزاعة » حمشتها الحرب . 

- قال : قول أبو سفيان : خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه رانا . 

فقلت : أبا حنظلة ؟ فعرف صوتي ٠‏ فقال : أبا الفضل ؟ قلت : نعم . 
قال : مالك > فداك أي وأمي ؟ قال قلت : هذا رسول الله صلى الله عليه 
وسلم قي الناس واصباح قريش والله » قال : فما الحلة ؟ . 

قلت : والته لن ظفر باك ليضربن عنقك . فاركب ني عجز هذه البغلة > 
حى آتیه بلك » فاستأمنه لان . فرکب خلفي . ورجع صاحباه . فجئت به . 
فكلما مررت بنار من ران المسلمن » قالوا : من هذا ؟ فإذا رأونا قالوا : 
عَم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته . حى مررت بنار عمر › 
فقال : من هذا ؟ وقام إليًَ . فلما رأى أبا سفيان قال : عدو الله ؟ الحمد الله 
الذي أمكن الله منلك بغر عقد ولا عهد . 


س ٩۸‏ س 


ثم حرج يشتد حو رسول الله صلى الله عليه وسلم . وركَضلّت البغلة 
فسبقته » واقتحمت عنها . فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم > 
ودخل عليه عمر . فقال : یا رسول الله » هذا أبو سفیان » قد أمکن الله منه 
بغر عقد ولا عهد » فدعي أضرب عنقه . فقلت : يارسول الله > إني 
قد أجرته . ۰ 


فلما أکار عمر » قلت : مهلا یا عمر . فوالله لو کان من بي عدی 
بن عب ما قلت هذا . قال : مهلا يا عباس . فرالله لإسلامك کان أحب 
إل من إسلام الحطاب لو أسلم . وما ني إلا ني عرفت أن إسلامك كان 
أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام اللحطاب . فقال رسول الله 
صلى الله عليه وسلم : «إذهب به يا عباس إلى رحلك . فإذا أصبحت 
فائتي به ». 

ففعلت . تم غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : 
« وعلك يا أبا سفيان » ألم أن لك أن تعلم : آن لا إله إلا الله ؟» قال : 
بآي نت وأمي » ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! ! واه لقد ظننت أن لو 
کان مع الله غره لقد أغى عي شيتاً بعد . قال : « وملك يا أبا سفيان › 
ألم يأن لك أن تعلم : أني رسول الله ؟ » قال : بأي أنت وأمي » ما أحلمك 
وأكرمك وأوصلك . أما هذه ففي النفس حى الآن منها شيء . 

فقال له العباس : وحك . أسلم قبل أن يضرب عنقك . قال : فشهد 
شهادة الحتق » فأسلم . 

فقال العباس : إن آبا سفيان رجل حب الفخر » فاجمل له شيئاً » قال 


— ۹۹ 


« نعم من دخل دار آي سفیان فهو آمن > ومن آغلق عليه بابه فهو آمن › 
ومن دخل المسجد فهو آمن » .. 

فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « يا عباس »> 
احبسه عضيق الوادي عند طم المحبل » حى تمر به جنود الله فراها» 
قال : فخرجت حى حبسته . ومرت القبائل على رایاتها . حى مر به رسول 
الله صلى الله عليه وسلم ني كتيبته الحضراء - لكثرة الحديد وظهوره فيها - 
فيها المهاجرون والأنصار » لا رى منهم إلا ا حدق . فقال : سبحان الله ! 
يا عباس . من هؤلاء ؟ قلت هذا رسول الته في المهاجرين والأنصار . قال : 
ما لأحد بېؤلاء طاقة . 

وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة » فلما مر بأي سفيان » 
قال : اليوم يوم اللحلمة . اليوم سحل الحرمة . اليوم أذل الله قريشاً . 
فذ كره أبو سفيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال « كذب سعد . 
ولكن هذا اليوم يوم تعظم فيه الكمبة » اليوم أعز الله قريشاً » تم نزع اللواء 
من سعد . ودفعه إلى قیس ابنه . 

ومضی آبو سفیان . فلما جاء قريشاً صرخ بأعلى صوته : هذا حمد 


قد جاءکم با لا قبل لکم به › فمن دخل دار أي سفیان فهو آمن . قالوا : 
قاتللكت الله ء وما تغي عنا دارك ؟ قال : ومن أغلق عليه بابه فهو آمن . 


ومن دخل المسجد فهو آمن ٠‏ 
فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد .. 
وسار رسول الله صل الله عليه وسلم حى دحل مكة من أعلاها ¢ 


س ٠۰١‏ س 


وأمر خالد ابن الوليد فدخلها من أسفلها » وقال : « إن عرض لكم 
أحد من قريش فاحصدوهم حصدا > حي توافوني على الصفا » . 
فما عرض فم أحد إلا أناموه . 
جع مفهاء قريش مع عكرمة بن أي جهل » وصفوان بن أية » 
وسهيل بن عمرو » بالحندمة ليقاتلوا . وکان حماس بن قيس يعد سلاحاً 
قبل جيء رسول الله صلى الله .عليه وسلم . فقالت له امرآته : والله ما يقوم . 
لمحمد وأصحابه شيء فقال : والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم › * 
إن بقبلوا اليوم فمالي علة ‏ هذا سلاح كامل وإله" 
۰ وذو غرارين سريع السلة 
م شهد الحندمة . فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد ..٠‏ 
ناوشوهم شيئاً من قتال » فأصيب من المشركن اثى عشر » تم انبزموا . 
فدخل حماس على امرآنه » فقال : اغلقي علي" باي . فقالت : وأين ماكنت 
تقول ؟ فقال : 
إنك لو شهدت يوم الحندمه إذفَرًَ صفوان . وفر عكرمة 
وأبو يزيد قائم كالؤنمة واستقباتنا بالسيوف المسلمة 
يقطعن كل ساعد وجمجمة ضفرباً فلا يسمع إلا غمغمه" 
هم تهيت خلفنا وهَمهمة ل( تنطقي باللوم آدنى كلمه 
وقال آبو هريرة : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فدخل مكة . 
فبعث الزبر على إحدى المجنبتين . وبعث خالدآً على المجنبة الأخرى . 


ء۴ س 


وبعث أبا عبيدة ابن الحراح على الحسّر . فأخذوا بطن الوادي » ورسول 
لله صل الله علیه وسلم ني کتیبته . وقد وبشّت قريش أوباشها › وقالوا :. 
نقدم هؤلاء . فإذا كان هم شيء كنا معهم » وإن أصيبوا أعطيناه الذي 
سألنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أا هريرة » » فقلت : 
لبيك يا رسول اله . قال : « اهتف لي بالأنصار . ولا بأتيي إلا أنصاري » 
فهتفت بهم » فجاء . فأطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : 
« أترون إلى أوباش قريش وأتباعهم ؟ - تم قال بيدية إحداهما على الأخرى - 
احصدوهم حصداً » حى توافوي على الصفا » قال بو هربرة : فانطلقنا . 
فما يشاء أحد منا أن بقتل منهم ما شاء إلا قتل . ور كزت راية رسول الله 
صلى الله عليه وسلم بالحجون عند مسجد الفتح . تم مض والمهاجرون 
والأنصار بن يديه وخلفه وحوله » حى دخل المسجد . فأقبل إلى الحجر 
فاستلمه . ثم طاف بالبيت . وني يده قوس » وحول البيت وعليه › ثلانائة 
وستون صنماً . فجعل يطعنها بالقوس » ويقول : ( جاء الحق وزهق الباطل . 
إن الباطل كان زهوقاً . جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد » والأصنام 
تتساقط على وجوهها . 


وكان طوافة على راحلته » ولم يكن محرما يومئذ › فاقتصر على 
الطواف . 

فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة » فأخذ منه؛ مفتاح الكعبة . فأمر بها 
ففتحت . فدخلها . فرأى فيها الصور ٠‏ ورآى صورة إبراهم وإسماعیل 
يستقسمان بالأزلام . فقال : «قاتلهم الله > والته إن استقسما بها قط » وأمر 
بالصور فمحيت . ثم أغلق عليه الباب » هو وأسامة » وبلال . فاستقبل 


~~ (ef 


الحدار الذي يقابل الباب . حى إذا كان بينه وبينه قدر ثلائة أذرع وقف. 
وصلى هناك . ثم دار ني البيت » وكبر ني نواحيه › ووحد الله . ثم فتح 
فقح الباب » وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً » ينظرون ماذا يصنع بهم ؟ 
فأحذ بعضادتي الباب » وهم تحته . فقال : «لا إله إلا الله وحده 
لا شريك له . صدق وعده . ونصر عبده . وآعَر جنده . وهزم الأحزاب 
وحده . ألا كل مأثرة » أو مال » أو دم » فهو تحت قدمي هاتن ء 
إلا سدانة البيت > وسقاية الحاج . ألا وقتل اللحطاً شبه العمد - السوط 
والعصا - ففيه الدية مغاظة » مائة من الإبل > أريعون منها في بطو :ما آولادها. 
يا معشر قريش » إن الله قد أذهب عنكم وة ابحاهلية > وتعظمها بالآباء . 
الناس من آدم » وآدم من تراب » تم تلي هذه الآية : ( یا أا النامى إنا 
خلقناكم من ذكر وأنى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا . إن أكرمكم 
عند الله أتقا كم . إن الله علم حبر )(۱) . 

م قال : «یا معشر قریش » مانرون آني فاعل بکم ؟ قالوا : حرا › 
أخ کرم ٭ وابن أخ کرم . قال : فإنی أقول نکم ما قال يوسف لإخوته : 
لا تاريب عليكم اليوم » إذهبوا فانم الطلقاء » . 

ثم جس في المسجد » فقام إليه علي - ومفتاح الكعبة في يده - فقال : 
يارسول الله » اجمع لنا الحجابة مع السقاية . صلى الله عليات . فقال صلى الله 
عليه وسلم : « أين عثمان بن طلحة ؟ فد عي له » فقال : هالك مفتاحك 
يا عثمان » اليوم يوم بر ووفاء» . 

ومر بلا أن يصعد على الكعية فيؤذن -- وآبو سفيان بن حرب » وعتاب 
بن أسيد » والحرث بن هشام » وأشراف قريش جلوس بفناء الكعبة - فقال 


)0 آي ۴ من سورة الحجرات . 


س ۳ س 


عتاب : لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا . فقال الحرث : أما والله 
لو أعلم آنه محق لاتبعته . فقال بو سفیان : لا أقول شيئاً › لو تكلمت 
لأخبرت عي هذه الحصبا . فخرج عليهم الني صلى الله عليه وسلم . 
فقال : « قد علمت الذي قلم » م ذکر ذلك ھم . فقال الحرث وعتاب : 
نشهد أنلك رسول الله . والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا . فنقول : 
أحبرك . 

ثم دخل صلى الله عليه وسلم دار أم هانيء فاغتسل . وصلى نما ركعات » 
صلاة الفتح . وكان أمراء الإسلام إذا فتحوا بلدا صلوا هذه الصلاة . 

ولا استقر الفتح : أمّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس كلهم > 
إلا تسعة نفر . فإنه أمر بقتلهم » وإن وجدو نحت أستار الكعبة : عبد الله 
بن أي سرح » وعكرمة بن أي جهل » وعبد العزى بن خحَطتل » والحارث 
بن نفيل » ومقيس بن صبابة » وهار بن السود » وقينتان لابن خطل »> 
وسارة مولاة لبي عبد المطلب . 

فآما ابن آي سرح : فجاء فارا إلى عثمان . فاستأمن له رسول الله صلى الله 
عليه وسلم . فقبل منه » بعد أن مسك عنه » رجاء أن يقوم إليه بعض 
الصحابة فيقتله . 

وما عکرمة : فاستأمنت له امرأته بعد آن هرب » وعادت به › فأسلم 
وحسن إسلامه . 

وأما ابن خطل » ومقيس » والحارث » واحدى القينتن : فقتلوا . 

وأما هبار : ففر تم جاء فأسلم . وحسن إسلامه . 


— e٤ س‎ 


واستؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لسارة »> ولإأحدى القينتن . 
فأسلمتا . 


فلما كان الخد من يوم الفتح : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ي الناس خطيباً . فحمد الله وأثى عليه . ثم قال : « أا الناس » إن الله 
حرم مكة يوم خلق السموات والأرض . فلا عل لامريء يمن بالله واليوم 
الآحر : أن يسفك بها دماً » أو يعلضد با شجرة » فإن أحد“ ترخص 
بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له : إن الله آذن لرسوله . 
وم يأذن لك . وإنما أحلت لي ساعة من نار » . 


وهم فضالة بن عمر بن الوح اللي أن يقتل رسول الله صلى الله عليه 
وسلم > وهو يطوف . فلما دنا منه » قال« أفضالة ؟» قال : نعم فضالة 
يا رسول الله » قال : «ماذا حدث به نفسك ؟» قال . لا شيء . كنت 
أذ كر الله » فضحك صل الله عليه وسلم . ثم قال : « استغفر الله » ثم وضع 
يده على صدره » فسكن قابه . وكان فضالة قول : والله ما رفع يده عن 
صدري حى ما من خلق الله شيء حب إل منه > قال فضالة : فرجعت 
إلى هلي . فمررت بامرآة كنت آتحدث إليها » فقالت : هلم إلى الحديث . 
فقال : لا . وانبعث فضالة بقول : 

قالت : هلم إلى الحديث . فقلت : لا . 

يأبى الإله عليك والإسلام 
لو قد رأيت محمدآوقيله بالفتح يوم تمكسر الأصنام 
لرأيت دين الله أضحى بسا والشراك يغشى وجهه الإظلام 


— (e0 


وفر يومئذ صفوان بن أمية » وعكرمة بن أي جهل . فأستأمن عمر 
بن وهب رسول الله صفوان » فلحقه . وهو يريد أن يركب البحر فرده . 


واستأمنت أم حك بنت الحرث بن هشام لزوجها عكرمة » فلحقت 


به بالیمن فردته . 
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عاب بن أسيد اللحزاعي فجدد 


وبعث صلى الله عليه وسلم سراياه إلى الأوثان الي حول مكة فكسرت 
كلها » منها اللات والعزى ومناة . ونادى مناديه بمكة : من كان يمن 
الله واليوم الآخر : فلا يدع ي يته صنماً إلا کسره . 


هدم عمرو بن الماص صنم سواع : 
وبعث عمرو بن العاص في شهر رمضان إلى سواع - وهو هذيل - 
قال : فأتیته وعنده السادن » فقال : ما ترید ؟ قلت : أهدمه قال : لا تقدر 
على ذلك » قلت : لم ؟ قال : تمنع . قلت حى الآآن نت على الباطل ؟ 
وحك . وهل يسمع أو یبصر ؟ فدنوت منه فكسرته . وأمرت أصحاي 
فهدموا بیت خزانته . فلم نجد فيه شیتاً . فقلت للسادن : کیف رأیت ؟ قال : 
أسلمت لله . 
بعث سعد بن زيد لهدم مناة : 
ثم بعث سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل » 
الأشهلي الأنصاري » ني شهر رمضان إلى مناة . وكانت عند قديد بالمشَلّل ء 
الأوس والخزرج وغسان وغرهم . 


(ee‏ س 


فخرج في عشرين فارساً » حى انتهى إليها . وعندها مادنا ء فقال : 
ما ترد ؟ قال : هدمها . قال : أنت وذاك . فأقبل سعد عشي إليها › ونخرج 
إليه امرأة عريانة سوداء » ائرة الرأس » تدعو بالويل » وتضرب 

قال فا السادن : ماق دوك بعض ˆ علصانك . فضربما سعد ققتلها ۽ 
وأقبل إلى الصم فهدمه bb:‏ مجدوا في خزانتها شيثاً . . 
فزوة حنفين : 

قال ابن إسحاق : لما سمعت هوازن بالفتح » جمعها مالك بن عوك 
النصري مع هوازن ثقيف كلها . 

فلما أجمع مالك السر .إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم » ساق مع 
الناس آمواهم ونساءهم وذرار م . فلما نزل بأوطاس » اجتمعوا إليه . 
وفيهم دريد بن الصّمة » الحاشمي » وهو شيخ كبر » ليس فيه إلا رأيد ء 
وکان شجاعاً جربا . 

فقال : بأي واد آم ؟ قالوا : بأوطاس . قال : نعم جال" اليل . 
حزن فرب ولا مهل دتخلس » مال اسع رغه ابعر » وناق 
الحّمبر » وبكاء الصغر . ويتعار الشاء ؟ قالوا : ساق مالك مع الناس أبناءهم 
ونساءهم وأمواهم . 

قال : أين مالك ؟ فدعي له » فقال : إنك قد أصبحت رئيس قومك . 
ون هذا يوم له ما بعده من الايام . فلم فعلت هذا ؟ قال : أردت أن 
أجل لف كل رجل أهله وماله » ليقاتل عنهم . قال : راعي ضأن والله » 


— VoeoV — 


وهل يرد النهزم شيء ؟ إا إن كانت لك : لم ينفعك إلا رجل بسيفه 
ور حه . وإن كانت عليك : فضحت ني أهلك ومالك . ثم قال : ما فعلت 
كعب وكلاب ؟ قالوا : م يشهدها منهم أحد . قال : غاب الحدً والحد ء 
لو کان يوم علاء ورفعة لم يغيبوا . ولو ددت آنکم فعلم ما فعلت کعب 
وکلاب . فمن شهدها ؟ ؟ قالوا عمرو بن عامر » وعوك بن عامر . قال : 
ذانك الحذعان من عامر » لا ينفعان ولا يضران . با مالك ٠‏ إنك م تصنع 
بعقدم البيضة - بيضة هوازن - إلى نحور اللحيل شيت . أرفعهم إلى متنع 
بلادهم > وعلياء قومهم . تم الق الصبا على متون اللحيل . فإن كانت لك : 
احق بلك من ورائك . وإن كانت عليك : ألفاك ذاك وقد آحرزت أهلك 
ومالك . ۰ 


قال : واله لا أفعل ٠‏ إنك قد كبرت وكير عقلك . والله لمطيعشي 
يا معشر هوازن » أو لأتككئن على هذا اليف حى رج من ظهري »› 
وکره أن يكون لدريد فيها ذكر » أو رأي . 
قالوا : أطعناك . فقال دريد : هذا يوم م أشهده » ولم فتلي . 
يا ليتي فيها جنع أخُب فيها وأضع 
أقود ووطلفسا الزمع(٠)‏ كأماشاة صسدع 


ث 


مم قال مالك : إذا رأيتموهم > فا کسروا جفون سیوفکم > ٿم شدوا 
٠‏ شدة رجل واحد . 


(») الوطفاء : السحابة المسترخية الحوانب » لكثرة ماما > و « الع » جمع زمعة . وهي 
التلمة ‏ بالتحريك - الصغرة . 


— eR — 


تم بعث عيوناً من رجاله » فأتوه وقد تفرقت أوصاهم من الرعب 
واملع . فقال هم : ويلكم › ما شأنكم ؟ قالوا : رأينا رجالا بيضاً على 
خيل بلق . والله ما تماسكتا أن أصابنا ما ترى. فو الله ما رده ذلك عن وجهه 
أن مضى على ما يريد . 


ولا بهم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعث إليهم عبد الله بن 
حدارد الأسلمي . وآمره أن يداخلهم حى يعلم علمهم . فانطلق . 
فداخلهم حنى عام ما هم عليه . فأتى رسول الله صلى اله عليه وسلم » 
فأخبره احبر . 

فلما أراد المسر » ذأكر له : أن عند صفوان بن أمية أدراعاً وسلاحاً 
- وهو يومئذ مشرك فقال له : « يا أبا أمية » أعرنا سلاحك هذا › 
نلق فيه عدونا غداً» فقال : أغصباً يا محمد ؟ قال : « بل عارية مضمونة› 
حى نؤدما إليلك » فأعطاه مائة درع با يكفيها من السلاح . فخرج صل الله 
عليه وسلم . ومعه ألفان من أهل مكة » وعشرة آلاف من أصحابه الذين 
فتح الله بهم مكة . فكانوا اى عشر ألفاً . واستعمل عتاب بن أضيد 
عل مكة . 

فلما استقبلوا وادي حنن › الحدروا في واد من أودية امة أجوف 
ي عماية الصبح . قال جابر : وكانوا قد سبقونا إليه > فكمنوا في شعابه 
ومضايقه . قد يتوا .فو الله ما راعنا إلا الكتائب › قد شدوا علينا شد ةَ 
رجل واحد » فانشمر الناس راجعن لا يلوى آحد على أحد . وانحاز رسول 
لله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين » ثم قال : «أبما الناس : هلموا إل » 
أنا رسول الله » أنا حمد بن عبد الله » . 


۲۹ س 


وبقى معه نفر من المهاجرين » وأهل بيته » فاجتلد الناس . فو الله 
ما رجعت الناس من هزعتهم حى وجدوا الأسرى عند رسول الله صلى الله 


عليه وسلم . 


وكانوا حبن رأوا كثرتهم قالوا : «لن نغلب اليوم عن قلة » فوقع بهم 
ما وقع ابتلاء من الله لقوهم ذلك . 

قال بن إسحاق : ولا وقعت اهزعة : تكلم رجال من جنفاة آهل مكة 
عا في أنفسهم من الضغبن » فقال أبو سفيان › لا تنتهي هز متهم دون البحر » 
وصرخ جبلة بن النبل : ألا بطل السحر اليوم . فقال له أخوه صفوان 
بن أمية - وكان بعد مشركاً - اسكت » فض الله فاك . فو الله لان يري 
رجل من قريش أحب إلى من أن يربي رجل من هوازن . 


وذكر ابن اسحق عن شيبة بن عثمان 1لحجي . قال : « لا كان يوم 
الفتح قلت : آسر مع قريش إلى هوازن > لعلي أصيب من عمد غرة . 
فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كاها » وأقول : لو م ببق من العرب والعجم 
أحد إلا تبعه » ما اتبعته أبدً . فلما اختلط الناس » اقتحم رسول الله صلى الله 
عليه وسلم عن بغلته وأصلت اليف » فدنوت أريد ما أريد » ورفعت 
سيفي حی کدت أسوره . فرفع لي شواظ من نار کالبرق » کاد آن عحشي 
فوضعت يدي على بصري خوفا عليه . فالتغت إل رسول الله صلى الله عليه 
وسام . فناداني « ياشیب » أن » فدنوت »> فمسح صدري . تم قال : 
« اللهم أعذأه من الشيطان » فو الله هو كان ساعتئذ أحباً إلى من سمعي 
وبصري ونفسي . ثم قال : « ادن » فقاتل » فتقدمت أمامه أضرب بسيفي . 


— ۲۰١ 


اله يعلم أني أحب أن أقيّه بنفسي . ولو لقيت تلك الساعة أي لأوقعت به 
السيف . فجعلت ألزمه فيمن زمه » حى تراجع الناس » وكرؤا كرة رجل 
واحد . وقربت بغاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاستوى عايها . 
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تي أثرهم حى تفرقوا » في كل 
وجه . ورجع رسول الله صل الله عليه وسلم إلى معسكره › فدخل خباءه . 
فدخات عليه » ما دخل عليه غبري › حباً لرية وجهه › وسروراً به . 
فقال « يا شيب ٠‏ الذي أراد الله للك › خبر من الذي أردت لنفسك . 


قال العباس : إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ وكنت امرعا 
جسيماً شديد الصوت - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - حبن رأى 
ما رأى من الناس - « إل“ أ.جا الناس » أنا الي لا كذب . أنا ابن عبد المطلب» 
فام أر الناس يلوون على شيء . فقال : « أي عباس » اهتف بأصحاب 
السّمرة(ء) » فناديت : يا أصحاب السمرة » يا أصحاب سورة البقرة . 
فکان الرجل یرید أن یرد بعره فلا یقدر . فبأخذ سلاحه ويقتحم عن 
بره » ولي سبياه . ويؤم الصؤت » فأتوا من كل ناحية : لبيك » لبيك . 
حى إذا اجتمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مالة استقبلوا 
الناس » فاقتتلوا . فكانت الدعوة أولا : «يا للأنصار ٠‏ يا للأنصار » > م 
خلصت الدعوة : « يا لبي الحارث بن اللخزرج » » وکانوا طبرا 

وني صحبح مسلم : « ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات . 

٠ كانت تحتها بيعة الرضنوان.‎ ١ هي الشجرة الي‎ )«( ٠ 


SS 


فرمی بها وجوه القوم . م قال : امزموا » ورب محمد . فما هو إلا أن 
رماهم › فما زات آری حدهم کلیلا“ > وأمرهم مدبراً» . 


ولا انهزم المشركون أتو الطائف ٠‏ ومعهم مالك بن عوف . وعسكر أ 

٠‏ بعضهم بأوطاس . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ي أثر من توجة 
نحو أوطاس أب عامر الأشعري » فأدرك بعضهم فناوشوه القتال » فهزمهم 

الله قعالى . وقتل أبو عامر . فأخذ الراية أبو موسى الأشعري . فلما بلغ 
الجر رسول ألله صل الله عليه وسلم قال : الهم اطقز اي عار . واجعله 
يوم القيامة فوق كثر من خلقك» . 


وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسبي والغناام أن مجمع . و 
السبي ستة آلاف رأس ٠‏ والإبل : أربعة وعشرين ألا > والغع : ان 
آلف شاة » وأربعة آلاف أوقية فضة . 


فأستأتی بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقدموا موالن مسلمان » 
بضعة عشرة ليلة . ثم بدأ بالأموال فقسمها . وأعطى المؤلفة قلوبهم أول الناس 
فأعطى أبا سفيان مائة من الإبل . وأربعن أوقية . وأعطی ابنه يزيد مثل 
ذلك . وأعطى ابنه معاوية منل ذلك . وأعطى حكم بن حزام ماتة من الإبل . 
م سأله ماثة أخرى فأعطاه . ) 

وذكر اين اسحاق أصحاب الالة وأصحاب امسن . 

تم آمر زيد بن ثابت بإحصاء الغناأم والناس » ثم فضها على الناس . 

قال ابن اسحاق : حدثي عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد 
عن آي سعيد انحدري رضي الله عنه قال : « لما أعطى رسول الله صلى الله 


عليه وسلم من أعطى من تلك العءطايا في قريش وقبائل العرب » ولم يكن 
ي الأنصار منها شي ء »> وجدت الأنصارٌ ني أنفسهم . حى کارت منهم 
القالة » حى قال قائلهم : لقى والله رسول الله قومه. فدخحل عليه سعد بن 
عبادة » فذ كر له ذلك . فقال : « فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ » قال : 
يا رسول الله » ما أنا إلا من قومي . قال : « فاجمع لي قومك تي هذه 
الحظرة » فجاء رجال من المهاجرين . فنركهم فدخلوا . وجاء آخحرون فردهم 
فلما اجتمعوا » أتاه سعد فأخبره . فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فحمد الله » وأثى عليه عا هو هله . ثم قال : « يا معشر الأنصار › ما مقاله 
باغتني عنكم ؟ وجدة وجدتموها في أنفسكم ؟ ألم آنكّم ضلالا . فهداكم 
الله ي ؟ وعالة” فأغنا كم الله ني واعداء فألف الله بن قلوبكم ي ؟» . 

قالوا الله ورسوله أن" وأفضل . 

تم قال : « ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ » . 

قالوا : اذا نجيبك يا رسول الله ؟ ولله ولرسوله المن والفضل . 

قال : « أما والله › لو شتم لقلم فلصدقتم ولصداقم » أتيتنا مكذبا 
فصدقناك » وخذولا فنصرناك »› وطريدآً فآويناك › وعائلا فآسيناك . 
آوجد تم علي يا معشر الأنصار ني أنفسكم في لعاعة(٠)‏ من الدنيا » تألفت 
ا قوماً يلموا › ور نکم إلى إسلامکم ؟ ألا ترضون يا معشر 
الأنصار : أن يذهب الناس بالشاء والبعر › وترجعون أذ برسول الله إلى ٠‏ 
رحالكم ؟ فو الذي نفس محمد بيده › لما تنقابون به خير ما ينقلبون به » 


(«) اللعاعة - بضع اللا م - نيت ناعم في ول ما ينبت . يقال : حرجنا نتلمى . آي 
أذ اللعاعة . يريد : آنا قليلة البقاء كالنبات الأخضر . 


س ۳ — 


ولولا الهجرة لكنت امرةا من الأنصار . ولو سلك الناس شعباً ووادياً » 
وسلكت الأنصار شعباً ووادياً » لسلكت شعب الأنصار ووادما . الأنصار 
شعار . والناس دثار . اللهم ارحم الأنصار » وأبناء الأنصار › وأبناء أبناء 
الأنصار ¢ . ۰ 

قال : فبكى القوم > حى أخضلوا لاهم » وقالوا : رضينا برسول الله 
قسماً وحظآً . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا . 

وقدمت الشيماء بنت الحارث - أخحت رسول الله صلى الله عليه وسلم 
من الرضاعة - فقالت : يا رسول الله » أنا أحتلك » فيسط ها رداءه . 
وأجلسها عليه . وقال : « إن أحببت فعندي مكرّمة » وإن أحببت أن 
أمتعك وترجعي إلى قومك » فقالت : بل تمنعني ٠‏ » وتردني إلى قومي 
ففعل وأسلمت . فأعطاها ثلالة أعبد وجارية وتعماً وشا . 


المن على سبي هوازن : 

وقدم وفد هوازن على رسول الله صلى الله عليه په وسل > وهم أربعة 
عشر رجلا . فسألوه : أن يمن عليهم بالسي والأموال » فقال : « إن معي 
من ترون ٠‏ وإن أحب الحديث إل أصدقه . فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم › 
أم أموالكم ؟» » فقالوا : ما كنا نعدل بالأحساب شيا . فقال : « إذا 
صليت الغداة فقوموا › فقولوا : : إا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم 
على المؤمنن › وبالمؤمنن على رسول الله أن يرد إلينا سينا » . 

فلما صلى ‏ رسول الله الغداة قاموا > فقالوا ذلك » فقال رسول الله 
صلى الله عليه وسلم : « أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب : فهو لكم ٤‏ 
فهو لكم » وسأسأل لكم الناس . 


٤ س‎ 


فقال المهاجرون والأنصار : ما كان لنا فهو ارسول الله صلى الله عليه 
وسام . 

وقال الاقرع بن حابس : اما آنا وبنو تمم فلا . وقال عيينة بن حصن : 
أما أنا وبنو فزارة فلا . وقال العباس بن مرداس : آما آنا وبنو سام فلا . 
فقالت بنو سام : ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم › فقال 
المباس : وهنتموني . 

فقال رسول الله صلی الله عليه وسلم : « إن هؤلاء القوم قد جاءوا 
مسلمین . وقد استأنيت بسبيهم » وقد رہم » فلم يعدلوا بالأنباء والنساء 
شیا . فمن کان عنده شيء فطابت نفسه بأن یرده » فسبیل ذاك . ومن 
أحب أن يستمسك بحقه فلرده عليهم . وله بكل فريضة ست فرائض من 
أول ما يفيء الله علينا » فقال الناس : قد طيبنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه 
وسلم . فقال : « إنا لا نعرف من رضي منكم ممن لم برض ٠‏ فارجعوا 
حى رفع إلینا عرفاکم مرکم . فردوا عليھم بناءهم ونساءهم › وکسی 
النبي صلى الله عليه وسلم السبي قبطية قبطية » . 


— 0 


فصل 

لا اتم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه فتح مكة : 
اقتضت حكمة الله أن أمسلك قلوب هوازن عن الإسلام » لتكون غنائمهم 
شكراناً لأهل الفتح » وليظهر حزبه على الشوكة الي لم ياق المسلمون مثلها . 
فلا يقاومهم أحد بعد من العرب . وأذاق المسلمن أولا" مرارة الكسرة › 
مع قوة شوكتهم ٠‏ ليطامن رؤوساً رفعت بالفتح < و تدخل حرمه ها 
دخله رسوله صلی الله عليه وسلم واضعا رأسه + منحنیاً على فرسه » حی 
إن ذقنه لیکاد عمس قربوس سرجه تواضعاً لزبه . ولیین سبحانه - لمن 
قال : « لن فغلب اليوم عن قلة » - أن النصر إنما هو من عنده سبحانه › 
وآن من خذله فلا ناصر له غبره . وأنه سبحانه الذي تولی نصر دینه › 
لاكثرتكم . فلما انكسرت قلوبيم » أرسل إليها خيلع انبر مع بريد 
النصر : ( ثم أنرل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنن > وأنزل جنوداً 
م تروها ) وقد اقتضت حكمته أن خاح النصر إنما تفيض على أهل 
الإنكسار : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأارض . ونجعلهم 
أئمة . ونجعلهم الوارلن ) . 
غزوة الطائف : 

ولا أراد المسر إلى الطائف - وكانت في شوال سنة نمان ‏ بعث الطفيل 
بن عمرو إلى ذي الكفان - صم عمرو بن حممة الدوسي - مدمه › 
وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف - فخرج سريعاً . فهدمه وجعل 


— ۲۱۷ 


حثو النار في وجهه وقول  :‏ 
يا ذا الكفن ٠»‏ لست من عبادكا ٠.‏ ا 
ميلادنا أكبر من ميلادكا 
إني حشوت النار ني فؤاد كا 
وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعاً . فوافوا الني صلى الله عليه وسلم 
بالطائلف - بعد مقدمه بأربعة أيام. ‏ وقدم بدبابة ومنجنيق.. 
قال ابن سعد : لا انزموا من أوطاس دخلوا حصنهم » ونييأوا لقتال . 
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم . فنزل قريباً من حصن الطائف . 
وعسكر هناك . فرموا المسلمين بالنبل رما شديدآ » كأنه رجل جراد » 
حى أصيب ناس من السلمين بجراحة . اوقل مهم افنا عشر رجلا . 
فارتفع صلى الله عليه وسلم إلى موضع مسجد الطائف اليوم . فحاصرهم 
نانية عشر يوماً . ونصب عليهم المنجنيق - وهو أول من رمى به في 
الإسلام - وأمر بقطع أعناب ثقيف . فوقع الناس فيها بقطعون » فسألوه : 
أن يدعها لله وللرحم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فإني أدعها 
لله وللرحم » . 
ونادی منادیه : « عا عبد نزل من الخصن > وخرج إلينا . فهو حر» 
فخرج منهم بضعة عشر رجلا » فيهم أبو بَكَرة بن مسروج › فأعتقهم 
رسول الله صلى الله عليه وسلم ء ودفع كل منهم إلى رجل من المسلمين 
عو نه . 
وم يؤذن في فتح الطائف . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر 
بن اللحطاب رضي اله عنه › فأذن بالرحيل » فضج الناس من ذلك » وقالوا » 


— ۷ 


نرحل » ولم يفتح عاینا ؟ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : « فاغدوا 
على القتال فغدوا » فأصابهم جراحات . فقال الني صلل الله عليه وسسلم : 
« إا قافلون إن شاء الله » فسروا بذاك . وجعلوا يرحلون ورسول الله 
صلل الله عليه وسلم يضحك . . 

فلما ارتحلوا واستقلوا قال : « قولوا : آیبون » تائبون » عابدون » 
لربنا حامدون » وقبل : يا رسول الله » ادع الله على ثقيف › فقال : « اللهم 
اهد ثقیفاً وات بہم » . 

ثم حرج إلى الحعرانة . فدخل منها إلى مكة رما بعمرة فقضاها . 
م رجع إل المدينة . 


— ۲۹۸ 


قال ابن إسحق : وقدم رسول الله صل الله عليه وسلم المدينة من تبوك 
ي رمضان . وقدم عليه ني ذلك الشهر وفد ثقيف . 

وكان من حديثهم : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا انصرف 
عنهم : اتبع ألره عروة بن مسعود » حى أدركه قبل أن يدخل المديئة . 
فاسلم » وسأله : أن يرجع إلى قومه بالإسلام » فقال له رسول الله صلى الله 
عليه وسلم : « إن فيهم وة الامتناع » فقال : يا رسول الله » أنا أحب 


فخرج يدعوهم إلى الإسلام » رجاء أن لا مخالفوه » لتزلته فيهم . فلما 
أشرف هم على علية - وقد دعاهم إلى الإسلام - رموه بالنبل من كل 
وجه . فأصابه سهم فقتل » فقيل له : ما تری ني دمك ؟ فقال : كرامة 
أكرمي الله بها » وشهادة ساقها الله إل" . فليس ني إلا ما تي الشهداء الذين 
قتلوا ني سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يوتحل عنكم . 
فأدفنوني معهم » فدفنوه معهم . فزعموا آن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
قال : « إن متله يي قومه ثل صاحب بس ني قومة » . 


1 


م أقامت لقيف بعد قتل عروة شهرآً . ثم اتمروا بينهم . ورأوا أجم 
لا طاقة هم بحرب من حوغم من العرب » وقد أسلموا وبايعوا . فأجمعوا 
أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا > كما أرسسلوا 
عروة . و 


۳۹ س 


فكلموا عبد ياليل بن عمرو » وعرضوا عليه ذلك ٠‏ فأبى »› 
وخشی أن يلصنع به كا صلع بعروة . فقال : لست فاعلا حتى ترسلوا معي 
رجالا . فأجمعوا أن يرسلوا معه رجلن من الأحلاف وثلالة من بي مالك › 
منهم عثمان بن أي العاص . فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة › لفو بها 
المغرة بن شعبة . فاشتد ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم . 
فلقيه أبو بكر » فقال : أقسمت عليك بالله > لا تسبقي إلى رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » حى أكون أنا أحدله » ففعل . تم حرج المغرة إلى 
آصحابه > فرح الظهر معهم . وعلمهم كيف مسون رسول الله صلل الله 
عليه وسلم . فلم يفعلوا إلا بتحية الحاهلية . فضرب عليهم قبة في ناحيسة 
الملسجد . 

وکان فیما سألواه : أن يدع فم اللات لا ہدمها ثلاث سنوات » فأبى . 
فما برحوا یسألونه سنة » فیأبی . حى سالوه شهراً واحدا . فایی علیهم 
أن يدعها شيا مسمى . وإنما بريدون بذلك - فيما يظهرون - أن يلموا 
بہرکھا من سفهائہم ونساتہم » ویکرهون أن پروعوهم بهدمها »> حى 
يد لهم الإسلام . فأبى إلا أن يبعث أبا سفبان بن حرب والمغرة بن شعبة 
دما ہا . 

فلما أسلموا أمر عليهم عثمان بن أبي العاص - وكان من أحدم منا - 
وذلك : أنه كان من أحرصهم على التفقه ثي الدين » وتعلم القرآن . 

فلما توجهوا راجعن بعث معهم أبا سفيان والمغيرة بن شعية > حى 
إذا قدموا الطائف أراد المغرة : أن بقدم أبا سفيان > فأي » وقال : ادخل 
أنت على قومك.وآقام أبو سفيان إعاله بذي الدم . فلما دحل المغرة علاها 


— (e — 


يضربها با معول . وقام دونه بنو مغيث » خشية أن يرمى » كما فعل بعرة » 
وخرج نساء ثقیف حرا بکان علیها . فلما هدمها أخد ماها وحليها 
وأرسل به إلى أي سفيان . ۰ 
ما في غزوة الطائف من الفقه : 
فيها من الفقه : جواز القتال في الأشهر #رم . ونسخ تحرم ذلك . 
وفيها : أنه لا جوز إبقا مواضع الطواغيث والشرك بعد القدرة عليها 
يوماً واحداً . فإلها شعائر الكفر . وهي أعظم المنكرات » وهكذا حكم 
المشاهد الي بنيت على القبور الي الخذت أواناً تعبد من دون الله » وكذلك 
الأحجار والأشجار الي نقصد التعظم والتبرك والندر . ها وكثر منها 
بعنزلة اللات والعزى » أو أعظم شركاً عندها » وبا . 
ولم يكن أحد من أرباب هذه الطواغيث يعتقد آنا تخلق وترزق » وتيت 
وتحيي . وإنغا كانوا يفعلون عندها ما يفعله إخوانهم من المشركين اليوم ٠‏ 
عند طواغيتهم » فاتبع هؤلاء سآن من كان قبلهم . وغلب الشرك على أكار 
انفوس لظهور اجهل وخفاء العلم » وغابة التقاليد . وصار المعروف منكراً » 
والمنكر معروفاً » والسنة بدعة والبدعة سنة › ونشأ ني ذلك الصغر وهرم 
عليه الكبر . وطمست الأعلام . واشتدت غربة الإسلام . 
ولكن لا تزال طائفة من العصابة المحمدية باحق قائمن › ولأهل الشرك 
والبدع مجاهدين » إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خر 
الوارثن . 


وفیها : صرف الإمام الأموال الي تصبر إلى هذه المشاهد من 
عابدہا .. فيجب على الإمام أن يصرفها تي الحهاد و المسلمين › 
وكذاك أوقافها تصرف في مصالح المسلمن . 


س ٢‏ س 


فصل 
حوادث سنة تسع 

ولا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة » ودخلت سنة 
تسع » بعث المصدقن يأخحذون الصدقات من الأعراب . 

وفيها : بعث علياً رضي الله عنه إلى صم طي لبهدمه . فشنوا الغارة 
على حلة آل حاتم مع الفجر . فهدموه . وملأرا أيدہم من السي والتعم 
والشاء . وني السبي سفانة أحت عدى بن حاتم > وهرب عدى إلى الشام . 
ووجدوا في خزانته ثلاثة أسياف ٠‏ ولاثة آدرع . وقسي علي الغنائم في 
الطريق ٠‏ ولم يقسم الي من آل حاتم حى قدم بهم المدينة . 

قال عدى : ما كان رجل من العرب أشد كراهة لرسول الله صلى الله 
عليه وسلم می » حین سمعت به . وکنت رجلا شریفاً نصراناً . وکنت 
آر في قومي بالرباع . وکنت ني تفسي على دين . فقلت لغلام لي راع 
لإبلي : اعدد لي من إبلي أجمالا" ذاللا سماناً . فإذا سمعت بيش محمد 
قد وَطي٤َ‏ هذه البلاد فآذني . فأتاني ذات غداة » فقال : ما كنت صانعاً إذا 
غشينك خيل محمد فاصنع الآن . فإني قد رأيت رايات » فسألت عنها ؟ 
فقالوا : هذه جيوش محمد . قلت : قرب لي أجمالي . فاحتملت بأهلي 
وولدي › م قلت : ألخحتق بأهل ديي من النصارى بالشام » وخلفت بنتاً 
لاتم في الحاضرة . فلما قدمت الشام أقمت بها » وتخالفي خيل رسول الله 
صلل الله عليه وسلم » فتصيب ابنة حاتم » فقدم بها على رسول الله صلى الله 
عليه وسلم ٿي سبايا من طيء . 


س 


وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هري إلى الشام . فمر با . 
فقالت : يا رسول الله »> غاب الوافد » وانقطع الوالد > وأنا عجوز كبرة . 
ما ي من خدمة » فمن على . من الله عليك . فقال : « من وافدك؟ . 
قالت : عدي بن حاتم » قال : « الذي فر من الله ورسوله ؟» - وكررت 
عليه القول ثلاثة أيام - قالت : فمن علي“ » وسألته الحملان » فأمر ها 
به وكساها وحملها وأعطاها نفقة . 

فأتتي . فقالت : لقد فعل فعئلة ما كان أبوك يفعلها . ائه راغباً أو 
راهباً » فقد أتاه فلان فأصاب منه » وأتاه فلان فأصاب منه . قال : فأټیته › 
وهو جالس ني المسجد . فقال القوم : هذا عدي بن حاتم - وجثت بغر 
أمان ولا كتاب - فأخذ بيدي - وكان قبل ذلك قال : «إني لأرجو أن 
بجعل الله يده في يدي » - فقام إلى » فلقيته أمرأة ومعها صي . فقالا : إن 
لنا إليك حاجة . فقام معهما حى قضى حاجتهما . ثم أخذ بيدي حى أتى 
داره . فالقت له الوليدة وسادة . فجلس عليها » وجلمست بن يديه . فحمد الله 
وأٹی عليه . ثم قال : « ما يرك ؟ أيفرك(.) : أن يقال : «لا إله 
إلا الله ؟ » فهل تعلم من إله سوى الله ؟» فقلت : لا فتكلم ساعة . ثم 
قال : « أيفرّك أن يقال : الله أكبر ؟ وهل تعلم شيا أكبر من الله ؟ » 
قلت : لا » قال : « فإن اليهود مغضوب عليهم . والنصارى ضالون » » 
فقلت : فإني حنيف مسلم . فرأيت وجهه بنبسط فرحاً . 

ثم أمر ي فأنزلت عند رجل من الأنصار . وجعلت آنيه طرفي النهار . 
فبینا انا عنده» إذ جاءه قوم في ثيابمن صوف من هذه النمار »فصل ّم قام. 

! أي ما بحملك على الفرار والمرب من التوحيد‎ )٠( 


— 4 - 


فحث بالصدقة عليهم › وقال : « أا الناس » ارضتخوا من الفضل ولو 
بصاع » ولو بنصف صاع › ولو بقبلضة »> ولو ببعض قبلضة » يقي ` 
أحد كم وجهه حر جهام ‏ أو النار - ولو بتمرة » ولو بشق" تمرة . فإن 
م تجدسوا فبكلمة طيبة . فإن أحدكم لاق اله » فقائل له ما قول لکم : 
آم أجعل" لك مالا وولداً ؟ فيقول : بلى » فيقول : أين ما قدمت لنفسك ؟ 
فلینظر قدامه وخلفه وعن مینه وعن شماله . فلا جد شيئاً يقي به وجهه حر 
جهنم » ليق أحد كم وجهه النار › ولو بشق تمرة › فإن م جد فبكلمة طيبة . 
فإني لا حاف عليكم الفاقة . فإن الله ناصركم ومعطيكم »حى تسر الظعينة 
ما بين يارب والحرة » ما نخاف على مطيتها السرق» . 
فجعلت أقول : فأين لصوص طيء ؟(.) . 
قصة كعب بن زهير : 


قال ابن إسحاق : لا قدم رسول الله صلى اله عليه وسلم من الطائف 
كتب بجر بن زهر إلى آخيه كعب : بره أن رسول الله صلى الله عليه 
وسلم قد قل رجالا بعکة من کان مہجوه ويؤذيه » وأن من بقى من شعراء 
قریش - ابن الرَبَری » وهبرة بن آي وهب - قد هربوا في کل وجه . 
لف كان لث ثي اسك ساجة فتاير إل رول اله صل اق عليه ومام ل . فإنه 
لا بقل احا جاءه تابا ء وإن انت ام فمل فائج إلى نجايك ٠‏ و 

قد قال : 

آل بلغا عي بجرا رسالة 
فهل لك فيما قلت ؛ وحك . هل لكا ؟ 


(«) قال السهيلي : وحديث إسلام عدى بن حاتم صحيح عجيب . أخرجه الترمذي 
وأخته : اسمها سفانة . 


0 س 
(م ٠١‏ س مختصر السيرة) 


فين لنا + إن كنت لست بفاعل 
ا على أي شيء سر ذلك دلسكا؟ ٠‏ 
عل علق م لنت عا ولا اا 
. ول تلق عليه أا لكا 

فإن أت م تفمسل > فلت باتىش ٠‏ 
ولا قائل › إما عرت : لمالكا (ه) 

سقاك ما الأمون كأساً رويسة 
وأنهّلك المأمون منهاوعلكا 


فلما أت بنجرآً كره أن يكتمها رسول الله صل الله عليه وسلم » فقال 
رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سقاك بها الأمون » صدق والله . وإنه 
لكذوب › أنا ا مأمون » ومسا سمع على خلق ل تلف أماً ولا أباً عليه - قال : 
« أجل يلف عليه أباه ولا أمه» . 


م قال بجر بن زهر : - 
من ملغ كعبا » فهل اك في الستي 
تلوم عليها باطلا » وهي حزم ؟ 
إلى الله - لا العزى ولا اللات - وحده 
فتنجو إذا كان النجاء وتلم 
لدی يوم لا ينجو » ولیس مفلت 
من الاس إلا طاهر القلب مسلم 


(ه) كلمة يدعى با لإقالة العاثر من عثرته . 


— ۴٢۹۷ 


فدین زهر - وهو لا شيء - دینه 
ودين آي لى عل حرم 

فلما بلغ كعباً ضاقت عليه الأرض . وأشفق على نفسه » فلما م بجد من 
شي ء بدا » قال قصيدته الي مدح فیها رسول الله صلی الله عليه وسلم 6 
م حرج حى قدم المدينة . فنزل على رجل كان بينه وبينه معرفة . فغدا 
به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذ كر لي أنه قام فجلس إليه - وكان 
رسول الله صل الله عليه وسلم لا يعرفه - فقال : يا رسول الله > إن كعب 
بن زهر قد جاء ليستأمنلك تائباً مسلماً » فهل أنت قابل منه » إن أنا جثتك 
به ؟ قال نعم » : قال : أنا كعب بن زهر 

فحدثي عاص بن عمرو : أنه وثب عليه رجل من الأنصار . فقال : 
يارسول الله » دعبي وعدو الله أضرب عنقه . فقال : « دعه عنك › فقد 
جاء تائباً نازعاً عما كان عليه » فغضب كعب على هذا الحي من الاانصار › 
وذلك أنه م يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا خر . فقال قصيدته الي أوها  :‏ 

بانت سعاد »فقلي اليوم متبول ‏ ميم إثرها م يفلد مكبول 

ومنها : 

أمست سعاد بأرض لا يبلغلها إلا العتساق النجيبات المراسيل 

إلى أن قال : . 

تسعى الغنواة جناييها » وقوهمو : 

إنك با ابن آي سلمى لقتول 
وقال کل صدیق کنت آمله لا أمينك . إني عناك مشغول 


— ۷ 


فقلت : خلو سبلي . لا با لكموا 
فكل ما قدر الرحمن مفعول 
بشت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول 
مهلا » هسداك الذي أعطاك نافلة ال 
قرآن فيها مواعيظ وتفصب ل 
لا تأخذني بأقول الوشاة . ولم 
) أذنب ٠‏ وإن كثرت في الأقاويسل 
إلى آن قال : 
إن الرسول لنور يستضاء به وصارم می سيوف الله مسلول 
ي فتية من قريش قال قائلهم ببطن مكة- لا أسلمواء زولوا 
زالوا . فما زال إنكاس ولا كشف 
عند اللقاء » ولا ميل مازيل 
عشون مشي الحمال الزهر يعصمهم ‏ ضرب إذا عرد السود التنابيل 
شم العرانن » أبطال لبوسهمو من نسيج داود في يجا سرابيل 
ليسوا مفاريح إن نالترماحهمو قوماً › وليسو مجازيعاً إذا نيلوا 
لا بقع الطعن إلا ي نحورهمو ومام عن حياض الموت ليل 
قال عاصم بن عمرو ٠:‏ فلما قال : إذا عرد السود التنابيل » وإعما 
عنانا معشر الأنصار > فقال بعد أن أسلم عدح الأنصار : - 
هن سره کرم الحياة فلا يزل قي مقتب من صالح الأنصار 
وروا المكارم كابر عن كابر إن انيار هموا بني الأخيار 
الذائدين الاس عن أديانهم بالمشرني وبالقنا اللحطار 


— (XA — 


والسائعين نفوسهم لبيهم يوم المياج وفتنة الكفار 
والنساظرين بأعن محمرة كالحمرغر كليلة الإبصار 
والاذلن نفوسهم لنبيهم للموت يوم تعانق وكرار 
يتطهرون » يرونه سكا هم بدماء من علقوا من الكفار 
قوم إذا خوت النجسوم فإهم ٠‏ اللطارقين النازلن مقارى 


— ۲Q ن‎ 


فصل 
قي غزوة تبوك : 
قال ابن إسحق : كانت ي زمان عسرة من الناس » وجدب من البلادء 
حن طابت الثمار » فالناس عبون المقام في نمارهم وظلاهم . وكان صلى الله 
عليه وسلم قَلّما خرج في غزوة إلا رى بغرها »إلا ما كان منها » فإنه 
جلا ها للناس لبعد الشقة » وشدة الزمان . 


فقال ذات يوم - وهو ني جهازه - للجَدً بن قيس « هل لك ي جلاد 
بي الأصفر؟ » فقال : يارسول الله » أو تأذن لي ولا تفتنبي ؛ فقد عرف 
قومي أنه ما من رجل أشد عجباً بالنساء مي > وإني أخشى إن رأيت نساء 
بي الأصفر »> أن لا أصبر > فقال : « قد أذنت لك » ففيه نزلت : (ومنهم 


من يقول ائذن لي ولا تفتي - الابة ) )١(‏ . 


وقال قوم من المنافقىن »> بعضهم لبعض : لأ تنفروا تي الحر » فنزل : 
(وقالوا : لا تفروا في الحر » قل : نار جهنم أشد حرا = الآبة )) . 


م إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حَض أهل الغى على النفقة . 

فحمل رجال من أهل الغى واحتسبوا . وأنفق عثمان ثلانمائة بعر بأحلاسها » 
وأقتابها وعدتما » وألف دينار عيناً . 

. من سورة التوبة‎ ٠۹ آية‎ )١( 


(۲) آية ۸١‏ من سورة التوبة . 


۰ اس 


وجاء البكاءون - وهم سبعة - يستحملون رسول الله صلى الله عليه 
وسلم . فقال : « لا أجد ما أحملكم عليه » تولوا وأعينهم تفيض من 
الدمع حرناً . أن لا مجدوا ما ينفقون . 

وقام علبة بن يزيد ٠‏ فصلى من الليل وبكى . تم قال : «اللهم إنك 
أمرت بالجحهاد ء ورغتبت فيه « ثم لم نجسل عندي ها أتقوى به مع رسولك» 
وم جل في يد رسولك ما حملي عليه ٠‏ وإني أتصدق على كل مسلم بكل 
مظلمة أصابي فيها : من مال » أو جسد أو عرض » ثم أصبح مع الناس . 
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين المحصدق هذه الليلة ؟ فلم يقم أحد » ثم 
قال : أين المتصدق ؟ فلم يقم .فقام إليه فأخبره » فقال صلى الله عليه وسلم : 
أبشر » فو الذي نفس محمد بيده » لقد كتبت ني الزكاة المتقبلة » . 

وجاء العذأرون من الأعراب ليؤذن فم » فلم يعذرهم .. 

واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري . فلما سار رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » تخلف عبد الله بن أي ومن کان معه » وتخلف نفر 
من المسلمين من غير شك ولا ارتياب ٠‏ منهم الثلاثة - كعب بن مالك . 
وهلال بن أمية . ومرارة ابن الربيع - وأبو خيثمة السالمي » وأبو ذر . . 
م لاه . وشهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم تي ثلائين ألفاً من الناس » 
والخيل عشرة آلاف فرس . وآقام بها عشرين ليلة بقصر الصلاة > وهرقل 
بومئذ بحمص . 

قال ابن اسحق : ولا حرج رسول الله صلى الله عليه وسلم » خحَلّف علاً 
على أهله . فقال النافقون : ما خلفه إلا استتقالا له » وخففاً منه › فأخذ 
سلاحه ولتق به بالف > فقال : يا نبي الله : زعم المنافقون : أنك 


— ١ 


ما خلفتي إلا استتقالا » فقال : «كذبوا » ولكي خافتك لما ترکت وراي » 
فارجع فاخلفي في أهلي وأهلك ٠‏ آولا ترضى أن تكون مي بنزلة هارون 
من موسی ؟ الا أنه لا ني بعدي» فرجع .. 

ودخل أبو خيثمة إلى أهله ني يوم حار » بعد ما سار رسول الله 
صلل الله عليه وسللم آباماً » فوجد امرأتن له ني عريشن ۵ما في حائط › قد 
رشّت: كل واحدة منهما عریشها › وبرّدت: له ماءَ » وهیأت له طعاماً . 
فلما دخل قام على باب العريش » فنظر إلى امرأتبه وما صنعتا . فقال : 
رسول الله في الح والربح والحر ء وأبو خيثمة ي ظل بارد > وطعام 
مهيء » وامرأة حسناء ؟ ما هذا بالتصف . ثم قال : والله لا أدخل عريش 
واحدة منكما حى ألىق برسول الله صلى الله عليه وسلم . فيا لي زاداً» ‏ 
ففعلتا . ثم قَدم ناضحة فارتحله ٠‏ ثم خرج حى أدرك رسول الله صلى الله 
عليه وسلم حین نزل تبوك . . 
وقد كان عمار بن وهب ابلحمحي أدرك أبا خيثمة ٠‏ في الطريق فترافقا ء 
حى إذا دنوا من تبوك » قال أبو خيثمة له : إن لي ذنباً . .فلا عليلك أن 
تتخلف عي حى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم » ففعل . حتى إذا 
دنا من رسول الله » قال الناس : هذا راكب على الطريق مقبل › فقال 
رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كن أبا خيثمة » قالوا : يا رسول الله › 
هو والله > هو والله أبو خيثمة . فلما أناخ أقبل فسلم على رسول الله . فقال 
له : « أولى للك يا أبا خيثمة » فأخبره احبر » فقال له خبرآً » ودعا له . 

وقد کان رسول الله صلى الله عليه وسلم › لا مر بالحجر - من ديار 
مود - قال + « لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين ٠‏ إلا أن تكونوا 


— TT — 


باکین » فن م تکونو! با کن فلا تدخلوا علیهم > لا بصيبكم مثل ماأصاہم » 
وقال : « لا تشر بوا من مانا شيئاً ٠»‏ ولاتتوضوا منه للصلاة وما کان من 
عجن عجنتموه فأعلفوه لإبل ولا تا کلون مته شیا + وآمرهم آن پریقوا 
اماء ء وأن يستقوا م من البثر الي كانت تردها الناقة » . 

وني صحبح مسلم عن أي حميد الساعدي قال : « انطلقنا حى قدمنا 
تبوك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سهب عليكم اليلة ريح 
شديدة . فلا ب" احد نكم . فمن کان له بعر فلیشد عقاله . فهبت ریح 
شديدة » فقام رجل . فحماته الربح حى ألقته بجبلي طيء» . 

قال ابن إسحاق : وأصبح الناس ولا ماء معهم . فشكوا ذلك إلى رسولالله 
صلى الله عليه وسلم » فدعا الله . فأرسل الله سحابة . فأمطرت حى ارتوى 
الناس واحتملوا حاجتهم من الماء . 

ثم سار حى إذا كان ببعض الطريق جعلوا يقولون : تلف فلان » 
فيقول : «دعوه » فإن يك فيه حبر فسیلحقه الله بکم » وإن يك غر 
ذلك فقد أرا حكم الله منه » 

وترم على آي ذر بعيره . فلم أبطاً عليه أخذ متاعه على ظهره » 
ثم حرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشياً . 

ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تي بعض منازله . فنظر ناظر من 
المسلمين فقال : يا رسول الله » إن هذا الرجل عشي على الطريق . فقال 
رول الله صلى الله عليه وسلم : « کن أبا ذر » فلما تأملوه . قالوا : 
يارسول الله » هو والله آبو ذر . فقال : « رحم الله أبا ذر بي وحلل 
وغوت وحده » ویبعث وحله» . 


— (YT — 


وفي صحيح ابن حبان عن أم ذر قالت » لما حضرت أبا ذر الوفاة 
بکیت › فقال : ما يبكييك ؟ فقلت : وما ٺي لا ابکي »وأنت تموت بفلاة 
من الأرض » وليس عندي ثوب يسعك كفنا » ولاإدان ليني تغيبك ؟ فقال : 
أبشري ولا تبكي » فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر 
- وأنا فيهم - : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ٠‏ يشهده عصابة 
من المسلمين . وليس من آولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة » 
فأنا ذلك الرجل » فوالله ما كذبت ولا كذ بت . فأبصري الطريق” . فكنت 
أشتد إلى الكثيب أنبصر » ثم أرجع فأمرضه . فبينا أنا وهو كذلك » إذا أن 
برجال على رحا۵م » کانہم الرحتم » تخب بہم رواحلهم » قالت : فأشرت 
إليهم . فأسرعوا إل حى وقفوا على . فقالوا : يا أمة الله » مالك ؟ قلت : 
امرؤ من المسامن موت تكفنونه . قالوا : من هو ؟ قلت : أبو ذر ٬قالوا‏ : 
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم » ففدوه بآبائهم 
وأمهانہم » وأسرعوا إليه حى دخلوا عليه . فقال هم : أبشروا » فإني 
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسام ‏ وذکر الحدیث - ثم قال : وإنه 
لو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي ولأمرأتي م أكفن إلا في ثوب هو لي » 
أو ها . فإني أنشدكم اله أن لا يكفنني رجل منكم كان أمراً أو عريفاً » 
أو بريدآً أو نقيباً . وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد قارف بعض ما قال 
إلا فى من الأنصار » قال : يا عم ٠‏ أنا أكفنك في ردائي هذا . وي ثوبن 
في عيبي من غزل أمي » قال : فأنت تكفنني » فكفنه الأنصاري › 
وأقاموا عليه ودفنوه في نفر كلهم يمان » . 

ولا انتهن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك » أتاه صاحب أيلة » 
فصالخحه وأعطاه > الحرية » وأتاه أهل جربا وأذأرّح . فأعطوه الحزية › 
وکتب ۵م کتاباً . فهو عندهم . 


3 


س ۳4 — 


ثم بعث خالد بن الوليد إلى أكتيدر دأومة » وقال لالد : « إنك تجده 
يصيد البقر » فخرج خالد » حى إذا كان من حصنه بمنظر العن في ليلة 
مقمرة - وهو على سطح له - فبانت البقر حك بقروا باب القصر : 
فقالت له إمرأته : هل رأيت متسل هذا قط ؟ قال : لا والله . قالت : فمن 
بنرك مثل هذه ؟ قال : لا آحد . ثم نزل فأمر بفرسه فأسرج له > ورکب 
معه نفر من آهل بيته . فلما خرجوا » تلقتهم خیل رسول الله صلى الله عليه 
وسلم » فأخذته وقتلوا أخاه . وقدم به خالد على رسول الله صل الله عليه 
وسلم . فحقن له دمه . وصالخحه على الحزية » ثم خلى سبيله فرجع 
إلى قريته . 

قال ابن اسحق : فأقام رسول الله بتبوك بضع عشرة ليلة : م انضرف 
إلى المدينة . قال : وحدثي محمد بن إبراهي بن بن الحرث التميمي + أن ابن 
مسعود كان بحدث » قال : «قمت من جوف الليل » وأنا مع رسول الله 
في غزوة تبوك » فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر » فاتبعتها أنظر إليها . 
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر . وإذا عبد الله ذو 
البجادين - والبجاد الكساء الأسود - المزني قد مات › وإذا هم قد حفروا 
له » ورسول الله صلى الله عليه وسلم تي حفرته » وأبو بکر وعمر » یدلیانه 
إليه . وهو يقول : أدألبا إل أخحاكما . فأدلياه إليه . فلما هيأه لشقةه › 
قال : اللهم إني قد أمسيت راضياً عنه » فارض عنه » قال : يقول عبد الله 
بن مسعود : «باليتي كنت صاحب الفرة» . 

وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك » حى كان بينه وبين 
المدينة ساعة . وكان أصحاب مسجد الضرار أتوه - وهو يتجهز إلى تبوك - 


ج ۳9 س 


فقالوا : يارسول الله › إنا بنينا مسجدآً لذي العالة والحاجة » والليلة المطيرة. 
وإنا حب أن تصلي فيه . فقال : « إني على جناح سفر » ولو قدمنا إن شاء 
الله یناکم » . 

فلما تزل بذي أوان »> جاءه خبر المسجد من السماء فدعا مالك بن 
الد ثم ومعن بن عدي . فقال : « انطلقا إلى هذا المسجد الظال أهله » 
فاهدماه » وحرقاه » فخرجا مسرعبن حى أتيا بي سام بن عوف ‏ وهم 
رهط بن‌مالك الدخشم - فقال لعن : أنظرني حى أخرج إليك بنار من أهلي 
فدخل إلى آهله فأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه نارآ ثم خرجا یشتدان حى 
دخلاه » وفیه هله » فحرقاه وهدماه » وآنزل الله سبحانه : ( والذین اتخذوا 
مسجدآً ضيرارآً وكفراً وتفريقاً بن المؤمنین - إلى قوله - والقه علم حکی )() 


قال ابن عباس ني الآية : هم أناس من الأنصار ابتنوا مسجداً » فقال هم 
آبو عامر الفاستق : ابنوا مسجدكم > واستعدوا ما استطعع من قوة ومن 
سلاح . فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم › فآت بجند من الروم » فأخرج 
حمداً وأصحابه . فلما فرغوا من بنائه : أتو النبي صلى الله عليه وسلم . 
فقالوا : إنا قد فرغنا من بناء مسجدنا . وحب أن تصلي فيه » وتدعو بالبركة . 
فأنرل الله عزوجل : (لا تقم فيه أبداً- إلى قوله - : لا يزال بنياليم الذي 
بنوا ريبة في قلوبهم ) يعني الشك ( إلا أن تقطع قلوبهم ) يعني بالوت . 

ولا دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة > خرج الناس لتلقيه » 
والنساء والصبيان والولائد يقلن : 


. من سورة التوبة‎ ٠٠١ - ٠٠١۷ الآيات‎ )١( 


سے ۳۷ 


اطلع ادر عينا من لتيتات اوداع 

وجب الشكر علليلا مادعا له داع 

وكانت غزوة تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم 
بنفسه . وأنزل الله فيها سورة براءة . 

وكانت تسمى في زمان الني صلى الله عليه وسلم وبعده «الميعثرة» 
لا كشفت من سرائر النافقن وخبايا قلوبهم < ۰ 

وني غزوة تبوك : كانت قصة خف كعب بن مالك » ومرارة بن 
الربيع » وهلال ابن أمية الواقفي . ممن شهدوا بدرآ . وم يكن هم عذر في 
التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسام . فلما عاد رسول الله صلل الله 
عليه وسلم إلى المدينة » جاء المعذورون من الأعراب من المنافقن › علفون 
أنهم كانوا معذورين . فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم » وأرجاً 
كعب بن مالك وصاحبيه حى أنزل الله في شأنهم وقي توبتهم - وكانوا 
من خيار الؤمنين - : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين 
اتبعوه في ساعة العسرة » من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم . م تاب 
عليهم . إنه بهم رؤوف رحم . وعلى الثلاثة الذين ختلفوا - الآيتن )() 
خلفهم الله وأخر توبتهم ليمحصهم ويطهرهم من ذنب تأخرهم . لالم 
کانوا من الصادقن . 

وفود المرب الى رسول اله : 

ولا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك » وأسلمت ثقيف . 
ضربت إليه أكباد الإبل » تحمل وفود العرب من كل وجه » في سنة تسع . 
وكانت تسمى سنة الوفود . 


. من سورة التوبة‎ ٠٠١ - ٠١١۷ الآيتين‎ )١( 


— TN — 


قال ابن اسحق : وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمرّ هذا الي 
من قريش ٠‏ وأمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم . . 

وذلك : أن قريشاً كانوا إمام الناس وهداتهم » وأهل البيت والحرم › 
وصربح ولد اسماعيل عليه السلام » وقادة العرب لا ينكرون ذلك . وكانت 
قريش هي الي نصبت لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما افتتحت 
مکة » ودانت له قريش . عرفت العرب : أن لا طاقة هم بحرب زسول 
الله صلى الله عليه وسلم . ولا عداوته » فدخلوا تي دين الته آفواجاً . کا قال 
تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح > ورأيت الناس يدخلون ني دين الله 
أفواجاً . فسبح محمد ربك واستغفره . إنه کان تواباً) . (۱) 
وقد بني تميم : 

فقدم عليه عطارد بن حاجب التميمي » ني أشراف من بي تى › جاءوا 
ي أسرى بي تمم ٠‏ الذين أخذہم سرية عيينة بن حصن الفزاري في المحرم 
من هذه السنة . وكان عيينة قد أخذ أحد عشر رجلا » وإحدى وعشرين 
امرآة » وثلائن صبباً . وساقهم إلى المدينة . فقدم رؤساء بي تى فيهم . 
فلما دخاوا المسجد » نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات 
- وهو ني بيته - أن أخرج إلينا . فآذى ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
فأنزل الله فيهم : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون. 
ولو آم صبروا حى تخرج إليهم لكان خبرآً هم . والله غفور رح )(") . 

فلما حرج إليهم قالوا : جئنا لنفاخرك › فائذان لشاعرنا و خطیبنا . 
قال « أذنت تلحطيبكم » فقام عطارد . فخطب . فقال رسول الله صلى الله 


)0( سورة التصر ., ` )۴( الآيتان ۳ » 4 من سورة الحجرات . 


— ۳۸ 


عليه ونسلم لثابت بن قيس بن شسَمَاس » قم ءاجب الرجل ٠‏ فقام ابت 
فخطب وأجابه . وقام الرْبْرقان بن بدر فقال : 


حن الكرام فلا حي بعادلنا 
وکم قسر نا من الأجياد كلهمو 


وحن بطعم عند القحط مطعمنا . 


إلى أن قال : _ 
إنا أيينا ¢ ولم يأبى لنا أحد 


منا الملوك . وفيناتتصتب الع 
عند التهاب »وفضلالعزيستيع 
من‌الشواء إذا ينس القزع )٠(‏ 


إتا كذاك عند الفخر رقع 


في أبيات ذكرها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سان : «قم ء 


فأجب الرجل » فقام > فققال : 


إن الذوائب من فهر وإخو جم 
برضی با کل من کانت «ریرته 


قد ينوا سنا لاس تع 


تقوی الله » وکل الحر يصطنع ٠‏ 


قوم إذا حازبوا ضروا عدوهمو 

أو حاولوا افع ني أشياعهم : نفعوا 
سجية » تلك منهم غر » ملحدالة 

إن الحلائتق - فاعلم - شرها الباع 
إن کان ي الناس سباقون بعدهمو 

فكل سبق لدت سبقهم يع 


إلى أن قال  :‏ 
لاا يبخلون على جار بفضلهمو 


ولا هموا من مطمع طبع 


(ه) القزع جمع قزعة - بالتحريك - تملع السحاب المتفرقة . 


۳۹ س 


لا يفخرون إذا نالوا عدوهمو ‏ وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع 
نسموا إذا الحرب نالتنا خالبها لاذ الزعانف من أظافرها خشعوا 
إلى آن قال :س ۰ 
أكرم بقوم رسول' الله شيعتهم ‏ إذا تفرقت الأهسواء والشيع 
آهدي هم مدٴحي قلب » ووازره | 
فيما أحبًَ : لسان حائك صتع 
وقال الزبرقان أيضاً : - ۰ 
أتيناك كيما يعلم الاس فضانا إذا إحتفلوا عند احتضار الموامم 
فإتا ملوك اللاس في كل موطسن 
وأن ليس ني أرض الحجاز كدارم(.) 
وإنا نذود المعلمين إذا انتخضوا 
۰ ونضرب رأس الأغيّد اام 
وأن للا اليرباع(٠)‏ ني كل غارة 
تغبربنجد» أو بأرض الأعاجم 
فأجابه حسان بن ثابت رضي الله عنه 2 ب 
هل المجد إلا السؤدد العود والندى 
وجاه ا ملوك » واحتمال المظقاائم؟ 
نصرنا وآوينا الني عمداً 
على آثف راض من معد وراغم 


)»( حي من ميم ينسبون إلى أبيهم دارم بن مالك بن حنظلة . 
(ه) المرباع : ربع ما يأخذون من الغنيمة . كان يأغذه السيد والرئيس المطاع. > ولو إ 


حضر الوقعة . 


i 


إلى أن قال ن 
ونحن ضرينا الناس حى تتابعوا ‏ على ديه بالمرفهات الصوارم . 
ونحن ودنا من قريش عظيمها ‏ ولدنا نبي اللحر من آل هاشم 
بي دارم › لا تفخروا . إن فخركم 
: يعود وبالا عند ذکر الکارم 
هبلم » علينا تفخرون ؟ وأنم ) 
ألا حول . ما بن ظئر وخادم 
فإن كنتموا جلتم لحقن دمائنكم 
وأموالكم : أن تقسموا في المقاسسم. 
فلا تجعلوا لله ندا . وأسلموا ٠‏ ولا تلبسوا زيا كزي الأعاجم 
فلما فرغ حسان » قال الأقرع بن حابس : إن هذا الوجل مؤت . 
تخطيبه أخطب من خطیبنا › ولشاعره أشعر من شاعرنا › ولأصواتم 
أحلى من أصواتنا . فلما فرغ القوم أسلموا > وجوزهم رسول الله صلى الله 
عليه وسلم . فأحسن جوائزهم . 


وفد طىء : 
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيء › فيهم زيد 
اليل - وهو سيدهم - فعرض عليهم رسول الله صلى اله عليه وسلم 
الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم . 
قال ابن إسحاق : وقال رسول الته صلى الله عليه وسلم ها حدئي 
من لا أتهم من رجال طيء - « ما ذأ كر لي رجل من العرب بفضل ٠‏ . 


ا — 
( م ٠١‏ مختصر السيرة ) 


م جاءني » إلا رأیته دون ما يقال فيه › إلا زيد اللحيل . فأنه لم يبلغ 
کل ما فيه ) . . 

م سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم « زيد الحر» وأقطعه « فيداً) 
وأرضن هعه » وكتب له بذلك كتاباً . فخرج من عنده راجعاً إلى قومه › 
فلما انتهى إلى ماء من مياه جد - يقال له «فردة » - أصابته الحمى با 
فمات . فعمدت امرأته إلى ما كان معه من الكتب اني أقطع له بها رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » فحرقتها بالنار . 


وغد عبد القيس : 

وقدم على رسول اله صلى الله عليه وسلم » ابحارود العبدي في وفد 
عبد القيس » وكان نصرانياً »> فقال : يا رسول الله » إني على دييي . وإني 
تارك ديي لدينك » فتضمن لي با فيه ؟ قال : «نعم . أنا ضامن لذلك › إن 
الذي أدعوك إليه خر من الذي كنت عليه » فأسلم وأسلم أصحابه . فکان 
حَسَن الإسلام صاب في دينه » حى هلك » وقد أدرك الردة . وكان ني 
الوفد « الأشج » الذي قال اه رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن فيك 
لحصلتين عبهما الله : الحلم ٠‏ والأناة» . 

وقد كان رسول الله صل‌الله عليه وسلم بعث العلاء بن الحضرمي - قبل 
فتح مكة - إلى المنذر بن ساوّى العَبّدي » فأسلم وحسن إسلامه . ثم هلك 
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم » قبل ردة أهل البحرين . والعلاء عنده 
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم على البحرين . 


س ٤‏ س 


وغد بني حنيفة › فيهم مسيلمة : 

وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بي حنيفة › فبهم مسيلمة 
الكذاب » فأتوه وخلفوا مسيلمة في رحاهم » فلما أسلموا ذكروا مكانه › 
فقالوا : يا رسول الله » إنا قد خلفنا صاحباً لنا في رحالنا حفظها لنا . فأمر له 
بعثل ما أمر به للقوم »› وقال : « أما إنه لیس بشركم مکاناً» يعي لحفظه 
ضتيعة أصحابه . ثم انصرفوا فلما انتهوا إلى اليمامة » ارد عدو الله وتنبا » 
وقال : إني أشركت ني الأمر معه . وقال للوفد : ألم يقل لكم : « أا إنه 
ليس بشركم مكاناً ؟ » ماذاك إلا لا كان يعلم أني أشركت ني الأمر معه . 
ثم جعل يسجع فم السجعات » مضاهاة لاقرآن » وهو مع ذاك يشهد لرسول 
الله صلى الله عليه وسللم بالنبوة . 

وكتب لرسول الله صل الله عليه وسلم : من مسيلمة رسول الله إلى محمد 
رسول الله » أما بعد . فإني أشركت ني الأمر معك . وإن لنا نصف الأرض 
ولقریش نصفها › ولکن قریشاً قوم لا یعدلون . 

فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « من محمد _ 
رسول الله » إلى مسيلمة الكذاب » السلام على من اتبسع الهدى . آما ` 
بعد » فإن الأرض لله يورا من يشاء من عباده › والعاقبة ألمتقن » . 

وقال للرجلن الذين أنيا بكتابه : ما تقولان أنتما ؟ فقالا : نقول ها قال . 
فقال : « أما والله » لولا أن الرسل لا تقتل » لضربت رقابكما » وذلك 
ئي آخر سنة عشر . 


۳ س 


حجة آبي بكر بالناس : 

م أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من تبوك ‏ بقية 
رمضان وشوال وذا القعدة ‏ ثم بعث أبا بكر رضي الله عنه أمرآ على الحج 
ليقم للناس حجهم . وأهل الشرك على دينهم ومنازغم من حجهم . فخرج 
أبو بكر ني للاائة من المدينة . وبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم 
بعشرين بدنة . قلدها وأشعرها بيده . ثم نرلت سورة براءة في نقض ما بن 
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبن المشركين من العهد الذي كانوا عليه . 
فأرسل بها علي بن أي طالب على ناقته المضباء ٠‏ ليقرأً براءة على الناس . 
وينبذ إلى كل ذي عهد عهده . فلما لقي أبا بکر قال له : « مين أو مأمور؟ 
فقال علي : بل مأمور » فلما كان يوم النحر قام علي بن أي طالب . فقال : 
« یا أا الناس ءل يدخل اللحنة كافر ء ولا حج بعد العام مشرك » ولايطوف 
بالبيت عريان ٠‏ ومن كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو 
إلى مدته ٠(ء)‏ . 


)٠(‏ وإنما آخر رسول اله صلى اله عليه وسلم حجه . وبعث با بکر رضی اله عنه 
لیحج بالناس : لا كانت عليه المرب من المجاهلية الفاسقة > ولإعلالہم بشركهم ي مشاعر 
الحج ٠‏ وطوافهم بالبيت عراة » وإنسائيم الذي كان يقم به الج ي غبر میقاته › بدلیل - 
قوله صلى الله عليه وسلم ني حجة الوداع « إن الزمان قد استدار كهيشته يوم علق الله السموات 
والأرض » ثم إن المدنة كانت لا تزال قائمة بين رسول اله وبين قريش وغيرهم من امش ركين . 
فکان کل ذلك سپا في تأير رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة . حى ثزلت براءة . قنبذ 
إليهم عهدهم . وأعلمهم أن البيت قد أصبح في حكم دولة التوحيد . وأصبح الأمر فيه إلى 
رسول اله صلى اله عليه وسلم . وأعلن آن لا بحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت 
عریان . 


— 44 


حجة الوداع : 


فلما دخل ذو القعدة » نجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم للحج > 
وأمر الناس بالحهاز له . وأمرهم أن بلقوه . فخرج معه من كان حول المدينة 
وقريباً منها . وخرج المسلمون من القبائل القريبة والبعيدة حى لقوه في 
الطريق » وني مكة » وني مى وعرفات » وجاء علي من اليمن مع أهل 
اليمن . وهي حجة الوداع . 


. 


فخرج ها للحمس بقن من ذي القعدة في آخر سنة عشر . فمضى 
رسول الله صلى الله عليه وسلم » وساق معه الدي . فأرى الناس" مناسكهم › 
وعلمهم سن حجهم . وهو صل الله عليه وسلم يقول فم ویکرر عليهم 
« أا الناس خذوا عي مناسككم . فلعلكم لا تلقوني بعد عامكم هذا» . 

ولا كان عى خطب الناس خطبته الي بن فيها ما بين : « فحمد الله 
وألى عليه . ثم قال : أا الناس : اسمعوا قولي . فإني لا أدري › لعلي 
لا ألقاكم بعد عامي هذا .أا الناس » إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم 
عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم . وكل ربا موضوع . وأول ربا أضعه : 
ربا اعباس بن عبد المطلب . فإنه موضوع كله . وإن كل دم ني الجاهلية 
موضوع » وأول دم أضعه : دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب . وإني 
ترکت فیکم ما إن اعتصمم به لم تضلوا - کتاب الله »ونم مسئولون عى . 
فما أنم قائلون ؟ قالو : نشهد أنك قد بغت » وآديت » ونصحت . 
فجعل يرفع إصبعه إلى السماء » وينكبها إليهم › ويقول : اللهم أشهد - 


ثلاث مرات » . 


— €0 


وكانت هذه الحجة تسمى «حجة الوداع » لأنه صلى الله عليه وسلم 
م حج بعدها(ه) . 

فلما انقضى حجه » رجع إلى المدينة . فأقام صلى اله عليه وسلم بقية 
ذي الحجة والمحرم وصفر . 

م ابتدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذي مات فيه ي آخر 
صفر . 
بعث أسامة بن زيد الى البلقاء : 

ولا كان يوم الائنن لأريع ليال بقن من صفر سنة إحدى عشرة . 
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم . فلما كان من 
الغد دعا أسامة بن زيد . وآمره أن يسر إلى موضع مقتل بيه زید بن 
حارلة » وأن يوطيء الحيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطن › 
فعجهز الناس » وأوعب مع أسامة المهاجرون والأنصار . 


م استبطاً رسول الله صلى اله عليه وسلم الناس في بعث أسامة - وهو 
تي وجعه -- فخرج عاصباً رأسه حى جلس على النبر - وكان النافقون قد 
قالوا في إمارة أسامة : أمر غلاماً حدثاً على جللة المهاجرين والأنصار .. 
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديدآً . وخرج عاصباً رأسه 
-وكان قد بدأ به الوجع - فصعد النبر « فحمد الله وأثى عليه › تم قال : 
أہا الناس > أنفذوا بعث أسامة > فلن طعنم في إمارته فقد طعتم في إمارة 

(ه) ولأن المسلمين اجتمعوا له في الحج . فعلمهم شرالع الإسلام ي خطبه آيام احج › 
ورادعهم فيها . إذ كان يكرر القول « لعلكم لا تلقوني بعد عامكم هذا » . 


— ۲٤۹ 


أبيه . وأم الله إن کان لابقا لامارة . وأن ابنه من بعده لحليق للأمارة › 
وإن کان بوه من أحب الناس لي“ . وإن هذا لمن أحب الناس إل من 
من بعده » م نزل . 


وانكمش الناس في جهازهم . فاشتد برسول الله صلى الله عليه 
وسلم وجعه . وخرج أسامة بجيشه » فعسكر بالحرف » وتتام إليه الناس . 
فأقاموا لينظروا ما الله تبارك وتعالی قاض ني رسوله صلى الله عليه وسلم . 
مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

قال ابن اسحاق : حلداّثت عن أسامة قال : « لما تقل برسول الله 
صلى الله عليه وسلم » طت وهبط الناس معي إلى المدينة » فدخلت على 
رسول الله صلى الله عليه وسلم » وقد صمت » فلا يتكلم . وجعل يرفع 
يده إلى السماء ثم يضعها علي“ . أعرف أنه يدعو لي» . 

قال ابن اسحاق : وحداثت عن أي مويلهبة مولى رسول الله صلى الله 
عليه وسلم قال : « بعثي رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل . 
فقال : يا أبا موبة » قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع » فانطلق معي. 
فانطلقت معه . فلما وقف عاليهم قال : السلام عليكم يا أهل المقابر › 
يهن لكم ما أصبححَ فيما أصبح الناس فيه . أقبلت الفتن مثل قطع الليل 
المظلم » يتيع أخراها أولاها » الآحرة شر من الأولى . ثم أقبل علي » فقال : 
إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الدنيا واللحلد فيها . فخرت بن ذلك ودن 
لقاء ري والحنة . فقلت : بأي أنت وآمي » فخذ مفاتيح خزائن الدنيا 
وتخلد فيها » ثم الحنة . قال : لا والله » يا أبا موبة . قد اخترت لقاء 
ري وابخحنة . ثم استغفر لأهل البقيع › مم انصرف . 


— {VY — 


فبداً به وجعه . فلما استعز به » دعا نساءه فاستأذنین : أن برض 
ني بيت عائشة رضي الله عنها » فأذن" له . 

وعن أي سعيد اللحدري رضي الله عنه قال : « خطب رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » فقال : إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده › 
فاختار ذلك العبد ما عند الله › فبکی بو بكر › فتعجّبنا لبکائه : أن عبر 
رسول الله صلى اله عليه وسلم عن عبد خير ! فكان رسول الله صلى الله 
عليه وسلم هو المخيّر . وكان أبو بكر أعلَمنا . فقال رسول الله صلى الله 
عليه وسلم : إن من أمن" الناس علي" في صحبته وماله : بو بکر . ولو 
کنت متخا خلیلا - غبر ري - لاتخدت أبا بكر خلیلا“ » ولکن أختوة 


GS <3 


الإسلام ومودته . لا يبقن في المسجد باب إلا سد » إلا باب أي بكر» . 

وني الصحيح : « أن ابن عباس وأبا بكر مرا مجلس للأنصار › 
وهم یبکون . فقالا : ما ببکیکم ؟ قالوا : ذکرنا تجلس رسول الله صلى الله 
عليه وسلم متا . فدخل على الني صلى الله عليه وسلم . فأخبره بذاك . 
فخرج ٠‏ وقد عصب على رأسه ماشية برد . فصعد المنبر - ولم يصعده 
بعد ذلك اليوم - فحمد اله » وأثى عليه » ثم قال : أوصيكم بالأنصار 
خرآً. فإنهم كرشي وعيبي . وقد قضوا الذي عليهم . وبقى الذي هم . 
فاقبلوا من محسنهم . وجاوزوا عن مسيئهم » . 

وني الصحيح عن أي مومى الأشعري قال : « اشتد مرض رسول الله 
صلی الله عليه وسلم » فقال : مروا أبا بکر » فيصل بالناس » قالت 
عائشة : يا رسول الله » إنه رجل رقيق › إذا قام مقامك لا يسمع الناس » 
فلو أمرت عمر ؟ قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس › فعادت . فقال : 


— A 


مروا أبا بكر فليصل بالناس »› فإنكن" صواحب يوسف . فأناه الرسول . 
فصلى بالناس في حياة الي صلى الله عليه وسلم . قالت : وواله ما أقول 
إلا أني أحب أن يلصرف ذلك عن أي بكر » وعرفت أن الناس لا حبون 
رجلا قام مقامه أبدآً . وآن الناس سيتشاءمون به في کل حَدَث کان . فکنت 
أحب أن ينصرف ذلك عن أي بكر 4« 
موت رسول الله صلى لله عليه وسلم : 

قال الزهري : حدثي أنس » قال : « كان يوم الإثدن الذي قَبض 
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم » حرج إلى الناس ء وهم يصلون الصبح 
فرفع الستر وفتح الباب . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقام على 
باب عائشة . فكاد المسلمون يفتنون ني صلاتہم - فرحاً به > حن رأوه ¢ 
وتفرجو عنه - فأشار إليهم : أن البتوا على صلاتكم › قال : وتبسم رسول 
الله صلى الله عليه وسلم سروراً » لا رأی من هیئأنہم ني صلاتہم . وما ری 
أحسن هنه هيئة تلك الساعة . قال : ثم رجع > وانصرف الناس › وهم 
یرون أنه قد أفرق من وجعه . وخرج آبو بکر إلى أهله بالسنح . فتوفي 
رسول الله صلى الله عليه وسلم حن اشتد الضحى من ذلك اليوم» . 

قال ابن إسحاق : قال الزهري حدلي سعيد بن المسيب عن أي هريرة 
قال : « لا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر . فقال : إن 
رجالا من المافقن يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي ء 
وإن رسول الله صل الله عليه وسلم والله ما مات › ولكنه قد ذهب إلى ربه › 
کنا ذهب مومى بن عمران . فقد غاب عن قومه أربعن ليلة › م رجع 
إليهم بعد أن قيل مات . ووالله لرجعن" رسول' الله صلى الله عليه وسلم 


— ۲۹ 


بعد حن » کیا رجع موسی » فلیقطعن آیدی رجال وأرجلهم زعموا أنه 
قد مات . قال : وأقبل أبو بكر » حى نزل على باب المسجد . حن بلغه 
امبر - وعمر یکلم الناس - فلم يلتفت إلى شيء » حنی دخل على رسول 
الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة »› ورسول الله صلى الله عليه وسلم 
مُسَجتى في ناحية البیت » عليه برد حبرة . فاقبل حتی شف عن وجهه . 
م أقبل عليه فقسله ثم قال: بأي أنت وأمي» أما الموتة الي كتبها الله عليك: 
فقد ذأقتها » ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً . ثم رد البرد على وجهه .وخرج 
- وعمر يكام الناس - فقال : على رساك یاعمر › آنصت . فآبی إلا آن 
یتکلم . فلما رآه بو بكر لا ينصت أقبل على النامن . فلما سمع الناس 
کلام أي بكر آقبلوا عليه › وترکوا عمر . فحمد الله تعالی › وأٹی عليه . 
م قال : أا الناس » إنه من کان يعبد محمدآً . فزن محمداً قد مات . ومن 
کان عبد الله تعالی » فإن الله حي لا موت . قال : ثم تلا هذه الآية ؛ (وما 
محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل » أفإن مات أو قل : انقلبم على 
أعقابكم ؟ ومن بقلب على عقبيه فلن يضر الله شيا . وسيجز الله 
الشاكرين - الآية )() . 

قال : فو الله لكأن الناس م يعلموا أن هذه الآية نزلت »› حى تلاها 
أبو بكر يومئذ > قال : وأخذها الناس عن أي بكر » فإنما هي ي أفواههم . 
قال أبو هريرة فقال عمر : فو الله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها . 
فعارت حى وقعت إلى الأرض » ما حملي رجلاي » فاحتملني رجلان » 
وعرفت أن رسول الله قد مات » . 


. من سورة آل عمران‎ ٠44 آية‎ )١( 


— (0 — 


حديث السقيفة : 

فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحاز هذا الحي من الأنصار 
إلى سعد بن عبادة في سَقيفة بي ساعدة . واعتزل علي بن أي طالب » 
والزبر بن العوام » وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة . والحاز المهاجرون 
إلى أي بكر وعمر » ومعهم أسيد بن حضر تي بي عبد الأشهل . فأتى آتٍ 
إلى أي بكر وعمر > فقال » إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة 
في سقيفة بي ساعدة قد انحازوا إليه . فإن كان لكم بأمر الناس من حاجة « 
فأدركوا الناس قبل أن يتفاقم أمرهم »> ورسول الله صلى الله عليه وسلم في 
بیته ۾ فرغ من أمره » قد أغلق دونه الباب أهلّه . فقال عمر لي بكر : 
انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار » حى ننظر ما هم عليه . 

قال ابن اسحق : وكان من حديث السقيفة : آن عبد اله بن آي بكر 
حدلي عن محمد بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن 
مسعود عن ابن عباس قال : أخبرني عبد الرحمن بن عوف - وكنت ي 
منزله بى أنتظره » وهو عند عمر في آخر حجة حجها عمر - قال : 
فرجع عبد الرحمن من عند عمر » فوجدني في منزله بى أنتظره » وكنت 
أقرئه القرآن . فقال لي : لو رأيت رجلا أتى أمر المؤمنن فقال : هل 
لك ني فلان ؟ بقول : والله لو قد مات عمر لقد بايعت فلانً . 
والله ما كانت بيعة أي بكر إلا فلتة فَّت . فغضب عمر > وقال : 
إني ‏ إن شاء الله 5 لقائم العشية تي الناس ٠‏ فمحذرهم من هؤلاء 
الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم قال عبد الرحمن : فقلت لا تفعل > 
فإن الموسم مجمع رعاع الناس وغوغائبم ٠‏ وإنم الذين يغلبون على ربك 


— 0 


حن تقوم ني الناس . وإني أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطرها أولئك 
عنك کل مر »> ولا وها ولا يضعوها على مواضعها . فأملهل" » حتی 
تدم المدينة . فللا دار السنة » وتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول 
ماقلت بامدينة متمكناً » فيعي أهل الفقه مقالتك › ويضعوها على مواضعها . 
فقال عمر : أما والله - إن شاء الله - لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة . 

قال ابن عباس : فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة . فلما كان يوم 
ابلحمعة » عجلت الرواح حن زالت الشمس . فأجد سعيد بن زيد بن عمرو 
بن نفیل جالساً إلى رکن امبر » فجلست حَذوه » تمس رکبتاي رکبتیه . 
فلم نشب أن خرج عمر . 

فقلت لسعيد : ليقولن الساعة على هذا انبر مقالة أ بقلها منذ استخلف 
فأنكر علي سعيد ذلك . وقال : وما عسی أن یقول ما ) يقل قبله ؟ فجلس 
على المنبر . 

فلما سكت المؤذن » قام › فأثى على الله عا هو هله › تم قال : أما بعد 
فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقوها . ولا أدري : لعلها بن يدي 
أجلي ؟ فمن عَقلها ووعاها فلیحدث با حیث انتهت به راحلته . ومن 
خشى أن لايعيتّها » فلا أحل“ لأحد أن يكذب علي . إن الله بعث محمداً 
صلى الله عليه وسلم باحق » وأنزل عليه الكتاب » فكان مما أنزل عليه :. 
آية الرجم » فقرأناها ووعيناها . وعقلناها . ورجم رسول الله صلى الله 
عليه وسلم ورجمنا بعده . فأآخشی - إن طال بالناس زمان - أن يقول 
قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله › فيضلو بارك فريضة قد 
أنرها الله . وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنا » إذا أحصن › من 


— Yo — 


الرجال والنساء ٠‏ إذا قامت البينة » أو كان الحبّل أو الاعاراف . ثم إنا قد 
کنا نقراً فیما نقراً من الکتاب : « لا ترغبوا عن آبائکم » فإنه کفر بکم - 
أو كفر لكم - أن ترغبوا عن آبائكم » إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
قال : « لا تطروني كما أُطلْرى عيسى ابن مرم . فإنما أنا عبد » فقولوا : 
عبد الله ورسوله » م إنه قد بلغي أن فلاناً قال : لو قد مات عمر بن اللحطاب 
لقد بايعت فلات . فلا بترن" مرۇ بقول : إن بيعة أي بكر كانت فلتة 

فتمت - ألا وإنما والله قد كانت كذلك » إلا أن الله وقى شرّها » ولیس ٠‏ 
فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أي بكر . فمن بايع رجلا عن غير مشورة 
المسلمين . فإنه لا بيعة له هو › ولا الذي بايعه » تغرة أن يقتلا . إنه كان 
من خبرنا - حين قوفى الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم - : أن الأنصار 
خالفونا » فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بي ساعدة . وتخلف عتا علي بن 
آي طالب والزبر بن العوام ومن معهما . واجتمع المهاجرون إلى أي بكر . 
فقلت لأيي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء الأنصار . فانطلقنا تؤمهم › 
حى لقينا منهم رجلان صالخان(ء) . فذ كرا لنا ما تمالا عليه القوم . وقالا 
لنا : أين تريدون يامعاشر المهاجرين؟ قلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار. 
فقالا : لا عليكم ٠‏ ألا تقربوهم يا معشر المهاجرين > اقضوا مرکم . قال : 
قلت : والله لنأتينهم . 

(ء) هما : عوم بن ساعدة . وهو الني قال فيه رسول الله صل الله عليه وسلم : « نعم 
المرء منهم عوم بن ساعدة » ومعن بن غدى » أخو بي المجلان » وهو الذي قال : حين بكى 
الناس على رسول اله صلى الله عليه وسلم - وقد توفي - وقالوا : لوددنا أنا متنا قبله . إنا تخثى 
آن نفتن بعده - فقال ممن : و لكي والته ما أحب آني مت قبله . سى أصدقه متا . کا صدقته 
حياً » وقتل معن يوم اليمامة شهيدا في علا فة أي بكر رضي الله عنهم . 


— o —- 


فانطلقنا » حى أتيناهم في سقيفة بي ساعدة . فإذا بن ظهرانيهم رجل 
مزمل » فقلت : من هذا ؟ فقالوا : سعد بن عبادة . قلت : ماله ؟ قالوا : 
وجع . فلما جاسنا ء تشهد خطيبهم . فأتى على الله عز وجل إا هو له أهل » 
م قال : أما بعد » فنحن أنصار الله » وكتيبة الإسلام » وأنم يا معشر 
المهاجرين » رهط منا . وقد دافلّت دافة من قومكم . قال : وإذا هسم 
يريدون أن محتازونا من أصلنا » ويغتصبونا الأمرَ . 

فلما سكت أردت أن أنكلم - وقد زَررت في نفسي مقالة قد أعجبتي» 
أريد أن أقدمها بن يدي أي بكر . وكنت أداري منه بعض اتلد . 

فقال أبو بكر : على رسلك يا عمر » فكرهت أن أعصيه . فتكام 
أعجبتي من تزویري إلا قاها ني بدہته » أو آفضل . حى سکت . 

فقال : آما بعد » فما ذکرتم فیکم من خر : فانم له آهل . ولن تعرف 
العرب هذا الأمر إلا هذا الحي من قريش . هم أوسط العرب نسباً ودارا . 
وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلىن . فبايعوا الآن أہما شئ . فأخذ 
بيدي ٠‏ وبيد أي عبيدة عامر بن الحراح - وهو جالس بيننا - فلم أكره 
شيا ما قال غبرها » كان والله أن أقَدم فتضرب عنقي لا يقري ذلك إلى 
إم » أحب إلى من أتآمّر على قوم فيهم أبو بكر . 

قال : فقال قائل من الأنصار(ء) : أنا جيللها المحكك وغذيقلها 
المرجّب »› منا مير ومنكم أمر » يا معشر قريش . 
(٭ء) هو الحباب بن المنذر رضي الله عنه وأرضاه . 


— 04 


قال : فكر اللغط » وارتفعت الأأصوات » حى خشينا الاختلاف . 

فقلت : اط يدك یا با بكر . فبسطها » فبایعته . ثم بايعه المهاجرون . 
م بايعه الأنصار . ونزونا على سعد بن عبادة . 

فقال قائل منهم : قلع سعد بن عبادة . قال : فقلت : قتل الله سعد 
بن عبادة . 
بيعة العامة لأبي بكر : 

ولا بويع أبو بكر في السقيفة » وكان الد » جلس أبو بكر على انبر . 
فقام عمر قبل أي بكر فتكلم فحمد الله » وأٹی عليه با هو هله › ثم قال 
أا الناس . إني قد قلت لكم بالآمس مقاله › ما كانت وما وجدتہا ني كتاب 
لله . ولا كانت عهداً عهده إل“ رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولكي 
قد كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد بر أمرنا - يقول : 
یکون آخرَنا - وإن الله قد أبقی فیکم کتابه الذي به هدی رسوله صلی الله 
علیه وسلم . فإن اعتصمع به هداکم الله لما کان هدی له رسوله . إن الله 
قد جمعکم على رکم - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم » وثافي . 
انين إذ هما ني الغار - فقوموا فبايعوه . فبايع الناس أبا بكر البيعة العامة › 
بعد بيعة السقيفة . 

م تکلم ہو بکر رضی الله عنه . فحمد الله » وأئی عليه بالذي هو 
أهله . ثم قال : « أما بعد » أا الناس » فإني قد وليت عليكم . ولست 
بخركم ٠‏ فإن أحسنت فأعينوني . وإن أسأت فقوّموني . الصدق أمانة › 
والكذب خيانة . والضعيف فيكم قوي عدي حى أريح عليه حقه إن 
شاء الله . والقوي فيكم ضعيف » حى آخذ الحق منه > إن شاء الله . 


۲00 س 


لا يدع قوم بلحهاد في سبيل الله إلا ضربم الله بالذل . ولا تشيع الفاحشة 
ني قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء . أطيعوني ما أطعت الله ورسوله . فإذ 
عصيت الله ورسوله » فلا طاعة لي علیکم » . 

فضيلة أبي بكر الصديق وخلافته الراشدة : 

وعن ربيعة - أحد الصحابة - رضي الله عنهم قال : قلت لأي بكر 
رضي الله عنه : «ما حملك على أن تلي أمر الناس > وقد ميتي أن أتأمر 
على النبن ؟ قال : لم أجد من ذلك بدا » خشيت على أمة محمد الفرقة » وفي 
رواية : « تخوفت أن تكون فتنة » تكون بعدها ردة» . 

وعن عائشة رضي الله عنها » قالت : « «لا توق رسول الله صلى الله 
عليه وسلم اشرب النفاق › وارتدت العرب » وانحازت الأنصار › فلو 
رل بالبال الراسيات ما نزل بأي فاضها . فما اختلفوا ني نقطة إلا طار 
آي بفضلها» . ۰ 

وعن أي هريرة رضى الله عنه أنه قال : « والذي لا إله إلأاهو › 
لولا أن أبا بكر اسشخلف » ما عبد الله - ثم قال الثائية » ثم قال الثالثة - 
فقيل له : مه » يا أبا هريرة . فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وجنه أسامة بن زيد ني سبعمائة إلى الشام . فلما نزل بذي خب ()قبض 
رسول الله > وارتدت العرب . واجتمع إليه الصحابة . فقالوا : رد هولاء 
توجه هؤلاء إلى الروم > وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟ فقال : 
والذي لا إله إلا هو » لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله صلى الله 
(ه) واد عل مسيرة ليلة من المدهنة . . 


—_ 0٦ — 


عليه وسلم » ما رددت جيشا وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم › ولا 
حللت لواءَ عقده . فوجه أسامة . فجعل لا مر بقبائل يريدون الارتداد › 
إلا قالوا : لولا آن فؤلاء قوة > ما حرج مثل هؤلاء من عندهم . ولکن 
ندعم حى يلقوا الروم . فلقوا الروم » فهزموهم . ورجعوا سالمن . فشبتوا 
على الإسلام . وله الحمد . 


قصة الردة ٠‏ أعاذنا الله منها : 

قد تقدم من رسول الله صلى الله عليه وسلم إخباره بالفتن الكائنة بعده » 
وإنذاره عنها » وإخباره خاصة عن الردة . 

من ذلك : ما في الصحيح عن أي سعيد اللحدري رضي الله عنه : آن 
رسول الله صل الله عليه وسلم قال : « بینا آنا نائم رأيت في َّي سوارين 
من ذهب . فكرهتهما . فنفختهما . فطارا فأولتهما كذابن خرجان » . 

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله 
عليه وسلم : « ثلاث من نجا منهن فقد نجا : من موي » ومن قتل خليفة 
مصطبر بالحق معطيه » ومن الدجال» . , 

٠‏ وفي الصخيح عن أي هريرة رضي الله عنه قال : « لا توي رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » وكان أبو بكر » وكفر من كفر من العرب » قال 
عمر لاي بكر : كيف تقاتل الناس » وقد قال رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : أمرت أن أقاتل الاس » حنى يقولوا : لا إله إلا الله . فإذا قالوها 
عصموا مي دماءهم وأمواهم > إلا عحقها ؟ فقال أبو بكر : فإن الزكاة 
من حقها . والله لاقاتان من فرق بن الصلاة والزكاة » والله لو منعوني عاق 


0¥ س 
( م ١۷‏ مختصر السيرة ) 


کانوا يؤدوما إلى رسول الله صلل الله عليه وسلم لقاتلهم على منعها . قال 
عمر : فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أي بكر للقتال » فعرفت ‏ 
أنه احق . قال عمر : والله لرجح إعان أي بكر بإعان هذه الأمة جميعاً 
في قتال أهل الردة» . 


وذ کر يعقوب بن سعید بن عبید » و محمد بن مسلم بن شهاب الزهري 
عن جماعة قالوا : « كان أبو بكر آمر الشاكرين ': الذين ثبتوا على دينهم 
وأمير الصابرين : الذين صبروا على جهاد عدوهم - وهم أهل الردة - 
وذلك : أن العرب افترقت في ردتها . فقالت فرقة : لو كان نبياً ما مات . 
وقالت فرقة : انقضت البوة بعوته . فلا نطيع أحداً بعده . وني ذاك يقول 
قائلهم : 

أطعنا رسول الله ما كان بينشا فيا لعباد الله » مالي بكر؟ 
أيورما بكرا إذا مات بده فتلك لعمر التهقاصمة الظهر 


وقالت فرقة : نؤمن بالله . وقال بعضهم : نؤمن بالله » ونشهد أنعمداً 
رسول الله » ولكن لا نعطيكم أموالنا . 

فجادل الصحابة أا بكر رضي الله عنهم » وقالوا : احبس جيش 
أسامة » فيكون أماناً بامدينة » وأرفق بالعرب حى يتفرج هذا الأمر . فلو 
أن طائفة ارتدت » قلنا : قاتل عن معك من ارتد . وقد أصفقت العرب 
على الارتداد . وقدم على أي بكر عيينة بن حصن ٠‏ والأقرع بن حابس 
في رجال من أشراف العرب . فدخلوا على رجال من المهاجرين » فقالوا : 
إنه قد ارتد عامة من ورائنا عن الإسلام . وليس ي أنفسهم أن يؤدوا إليكم 


~~ (OAR — 


ما كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن تجعلوا لنا جنعاا“ 
كفيناكم . فدخل الصحابة على أي بكر » فعرضوا عليه ذلك . وقالوا : 
نرى أن تطعم الأقرع وعيينة طعلمة يرضيان بها » ويكفيانك من ورءهما » 
حى يرجع إلبنا أسامة وجيشه » ويشتد أمرك » فإتا اليوم قليل تي كثر . 


فقال أبو بكر : فهل ترون غبر ذلك ؟ فقالوا : لا 

قال : قد عام أن من عهد نبيكم إليكم : المشورة فيما م عض فيه 
أمر من نبيكم » ولا نزل به الكتاب عليكم . وأنا رجل منكم » تنظرون 
فيما أشر به عليكم . وإن الله لن مجمعكم على ضلالة . فتجتمعون على 
الرشد ني ذلك . 

فاما آنا : فاری آن ننبذ إلى عدونا . فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . 
وألا ترشون على الإسلام » فنجاهد عدوه كا جاهدهم . والله لو منعولي ٠‏ 
عقالا » لرأيت أن أجاهدهم عليه حى آخذنه . وأما قدوم عيينة وأصحابه 
إليكم : فهذا أمر م يغب عنه عيينة » هو راضيه › م جاءوا له . ولو رأوا 
ذباب السيف ٠‏ لعادوا إلى ما خرجوا منه » أو أفناهم السيف › فإلى النار . 
قتلناهم على حق منعوه وكفر اتبعوه . فبان للناس أمرهم . 

فقالوا له : أنت أفضانا رأباً » ورأينا لرأيك تبع . 

فأمر أبو بكر رضي الله عنه الناس بالتجهز » وأجمع على المسر بنفسه . 

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - لا صدر من الج سنة عشر 
وقدم المدينة : أقام حى رأى هلال الحرم نة إحدى عشرة . قث فبعث 
الصّد قن في العرب . 


Ko — 


نفع الله طيثا بعدي بن حاتم : 

فلما بلغهم وفاة رسول الله صلل الله عليه وسلم : اختلفوا . فمنهم 
من رجع . ومنهم من أدى إلى أي بكر » منهم عدي بن حاتم » کانت 
عنده إبل عظيمة من صدقات قومه › فلما ارتد من ارتد » وارتدت بنوأسد 
- وهم جرانهم - اجتمعت طيء إلى عدي . فقالوا : إن هذا الرجل 
قد مات » وقد انتقض الناس بعدہ » وقبض کل قوم ما کان ي یدہم من 

فقال : ألم تعطوا العهد طائعن غر مكرهين ؟ 

قالوا : بلی » ولکن حدث ما تری » وقد تری ما صنع الناس . 

فقال : والذي نفس عدي بيده » لا خیس ما بدا . فن أبيم « 
فوالله لأقاتلنكم . فليكونن أول قتبلى يقتل على وفاء ذمته : عدي بن حاتم › 
أو يسلمها . فلا تطعموا أن سسب حاتم في قبره » وعدي ابنه من بعده . 
فلا يدعونكم غَدأرَ غادر إلى أن تغدروا . فإن للشيطان قادة عند موت كل 
ني يستخف با آهل الحهل » حى خملهم على قلائص الفتنة . وإنما هي 
عجاجة لاثبات ها » ولا ثبات فيها . إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم 
خليفة من بعده بلي هذا الأمر . وإن لدين الله أقواماً سينهضون به ويقومون »› 
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم » وذؤابتيه ني السماء . لن فعلم 
ليقارعتكم عن أموالكم ونسائكم بعد قتل عدي وغدركم » فأي قوم 
آم عند ذلك ؟ . 

فلما رأوا منه الخد کفوا عنه . وأسلموا له . 


۰ س 


فلما کان زمن عمر : رأى من عمر جفوة . فقال له عدي : ماأراك 
تعرفي ؟ قال عمر : بلى والته . وال يعرفك في السماء . أعرفك والله » 
أسلمت إذ كفروا » ووفيت إذ غدروا » وأقبلت إذا أدبروا . وأم الله 
أعرفك . 
قتال أهل الردة : 

ولا كان من العرب ماكان » ومنع من منع منهم الصدقة . جد بأي بكر 
الحد في قتامم . وأراه الله رشده فيهم . وعزم على اللحروج بنفسه . فخرج 
ني مائة من المهاجرين والأنصار »> وخالد حمل اللواء > حى نزل بقعاء › 
يريد أن يتلاحق الناس » ويكون أسرع روجهم . ووكل بالناس محمد 
بن مسلمة يستحثهم . وأقام ببقعاء أياماً ينتظر الناس . ولم يبق أحد من 
المهاجرين والأنصار إلا خرج . ) 

فقال عمر : ارجع يا خليفة رسول الله » تكن للمسلمين فثة » فإنك 
إن تقتل يرتد الناس » ويعلو الباطل' الح . فدعا زيد بن اللحطاب ليستخلفه › 
فقال : قد كنت أرجو أن أرزق الشهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم › 
فلم أرزقها . وأنا أرجو أن أرزقها في هذا الوجه . وإن أمبر الحيش لا ينبغي 
أن يباشر القتال بنفسه . ۰ | 

فدعا أبا حذيفة ابن عتبة » فعرض عليه ذلك » فقال مثلما قال زيد . 
فدعا سالاً مولى أي حذيفة » فأبى عليه . فدعا خالداً فأمّره على الناس > 
وکتب معه هذا الكتاب . 

« بسم الله الرحمن الرحم . 

« هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم › إلى خالد 


— ٣۹۱ 


ابن الوليد » حن بعثه اقتال من رجع عن الإسلام إلى ضلالة الحاهلية » وأماني 
الشيطان . وأمره : أن يبن هم الذي فم ني الإسلام والذي عليهم » و عرص 
على هداهم . فمن أجابه قبل منه » وإنما يقاتل من كفر بالله على الإعان 
بالله . فإذا أجاب إلى الإعان » وصدق إعانه : م يكن له عليه سبيل . وكان 
الله حسيبه بعد ني عمله . ولا يقبل من أحد شيئاً أعطاه إياه إلا الإسلام » 
والدخول فيه » والصبر به وعلیه . ولا يدخل ني أصحابه حشوا من الناس › 
حی يعرف : علامَ اتبعوه » وقاتلوا معه ؟ فإني أخشى أن يكون معكم 
ناس یتعوذون بکم » لیسوا منکم » ولا على دینکم . فیکونون عونا علیکم. 
وأرفق بالسلمين في مسرهم ومنازهم › وتفقدهم . ولا لعجل بعض 
الناس عن بعض ني السر » ولا ني الار حال . واستوص عن معك من 
الأنصار خر . فإن فيهم ضيقاً ومرارة وزعارة » وهم حق وفضيلة وسابقة 
ووصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاقبل من محسنهم » وتجاوز 
عن مسيئهم » . ١‏ 

ویروی أن أبا بکر کتب مع هذا کتاباً آخر » وأمر خالداً آن بقرأہ في 
کل مجمع . وهو : 

كتاب أبي بكر لأمرائه : 

« بسع الله الرحمن الرحم 

من آي بكر خلبفة رسول الله صلى الله عليه وسلم » إلى من بلغه كتاني 
هذا » من عامة الناس أو خاصتهم > أقام على إسلام أو راجع عنه . سلام 
على من اتيع ادى » ولم يرجع بعد ادى إلى الضلالة والعمى . فإني أحمد 


— ۲ س 


إليكم الله الذي لا إله إلا هو . وأشهد أن لا إله إلا الله » وأشهد أن مدا 
عبده ورسوله » اهادي غير المضل . أرسله باحق من عنده إلى خلقه » بشراً 
ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه ؛ وسراجاً منراً . لينذر من كان حياً ؛ وحق 
القول على الكافرين . فهدى الله بالحتق من أجاب إليه ؛ وضرب بالق من 
أدبر عنه ؛ حى صاروا إلى الإسلام طوعاً وكرهاً . ثم أدرك رسول الله صلى 
الله عليه وسلم عند ذلك أجله . وقد كان الله بين له ذلك لأهل الإسلام ي 
الكتاب الذي أنزل عليه » فقال : ( إنك ميت وإہم ميتون) (1) وقال : 
( وما جعلنا لبشر من قبلك اللحلد أفإن مت فهم الحالد ؟ - الآية () وقال 
للمۇمنىن : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - الآية) )١(‏ 
فمن کان نما عبد محمداً » فإن حمداً قد مات » ومن کان یعبد الله وحده » 
لا شريك له » فإن الله له بالمرصاد » حي قیوم لا موت » ولا تأخذه سنة"ٌ 
ولا نوم » حافظ لأمره » منتقم من عدوه ومجزيه ٠‏ وإني أوصیکہم أا 
الناس بتقوى الله . وأحضكم على حظكم ونصيبكم من اله » وما جاء به 
نبيكم صلى الله عليه وسلم . وأن تبتدوابمداه وتعتصموا بدين الله . فإن كل 
من م عفظ الله ضائم » وکل من م بصدقه كاذب » وکل من لم يسعده الله 
شقي » وکل من لم برزقه حروم » وکل من لم نصره الله حذول » فاهتدوا 
بهدی الله ربکم . فإنه من دي الله فهو المهتدي . ومن يضال فلن نجد 
له ولي مرشداً » 
)١(‏ آية ٠١‏ سورة الزمر . 


(۲) الآیتان ۴۲ - ۳١‏ من سورة الأنبياء . 


)۳( آية ٠٤٤‏ من سو رة آل عمران . 


۳ 


« ونه قد بلغي رجوع من رجع منکم عن دینه ¢ بعد أن أقربالإسلام » 
وعمل به » اغتراراً بالله » وجهالة بأمر الله » وطاعة للشيطان . قال الله تعالى : 
( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً . إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب 
السعر) )١(‏ وإني قد بعنت إليكم خالداً ي المهاجرين والأنصار ء والتابعن 
ذم بإحسان . وأمرته أن لا يقاتل أحداً حى يدعوه إلى داعية الله . فمن 
دخل في دين الله وعمل صالخا قبل ذلك منه » ومن أ فلا يبلقي على أحدء 
وحرقهم بالنار » ويسي الذراري والنساء» . 


وعن عروة بن الزبر قال : « جعل أبو بكر يوصي خالداً » ويقول : 
عليك بتقوى الله » والرفق بعن معلك . فإن معلك أهل السابقة من المهاجرين 
والأنصار . . فشاورهم . تم لا تخالفهم . وقدم أمامك الطلائع رتد لك 
المنازل . وسر قي أصحابك على تعبئة جيدة . فإن أعطاك الته الظفر على آهل 
اليمامة » فأقل" الَا عليهم » إن شاء الله » وإياك أن تلقاني غداً بعا بضيق 
به صدري منك . اسمع عهدي ووصيي . ولا تغبرن على دار سمعت 
فیها آذاناً » حى تعلم ما هم عليه » . 

« واعلم أن الله يعلم من سريرتك ما يعلم من علانيتك . واعلم أن 
رعيتك تعمل با تراك تعمل » . 


« تعاهد جیشلف › واجهم عما لا يصلح هم . فعا تقاتلون من تقاتلون 
بأعمالكم . وبهذا نرجو لكم النصر على أعدائكم . سر على بركة اله 
تعالى » . 


. من سورة فاطر‎ ١ آية‎ )١( 


€ س 


ذكر مسير خالد الى بزاخة وغيرها : 

لما سار خالد إلى بزاحة(.) » كان عدی بن حاتم معه » وقد انضم ليه 
من طيء ألف » فنزلوا بزاخحة . وكانت جديلة معرضة عن الإسلام 
وهي بطن من طيء - وكان عدي بن حاتم رضى الله عنه من الغو ث . 
وقد همت جديلة أن ترتد » فجاءهم مكلف بن زيد الحيل . فقال : 
أتريدون أن تصبروا سبة على قومكم ؟ ولم يرجع رجل واحد من طي › 
وهذا عدي معه ألف رجل من طيء › فكسرهم . 

فلما نزل خالد بزاخة » قال لعدى : ألا نسر إلى جديلة ؟ قال : 
يا أبا سليمان » أقاتل معك بيدين أحب إليك » أم بيد واحدة ؟ فقال : بل 
بيدين . قال : فإن جديلة إحدى يدي » فكف عنهم . فك عنهم . 

فجاءهم عدي . فدعاهم إلى الإسلام » فأسلموا . فحمد الله . وسار 
بهم إلى خالد . فلما رآهم صاح ي أصحابه السلاح . فلما جاءوا حلو ناحية › 
فجاءهم خالد ورحب بهم . فاعتذروا إليه . وقالوا : نحن اك حيث شئت . 
فَجرّاهم خیرآً . فلم رتد من طبیء رجل واحد . 

فسار خالد على تعبئته » وطلب إليه عدي آن مجعل قومه مقدمة 
أصحابه . فقال : أخاف أن أقدمهم » فإذا ألحمهم القتال انكشفوا › 
فانكشف من معنا . ولكن دعني أقدم قوم صر ء فم سوابق . 

فقسال عدي : الرأي ما رأيت - فقدم المهاجرين والأنصار . 

وم يزل يقدم الطلائع منذ خرج من بقعاء حى قدم اليمامة . 

(«) رملة من وراء التباج . وقيل : ماء لبي أسد وطيء . 


— 0 


وأمر عيونه أن تبروا كل من مروا بهم عند مواقيت الصلاة بالأذان 
ها ٠»‏ فيكون ذلك دليلا على إسلامهم . 

فلما انتهوا إلى طَلتيحة الأسدي وجدوه وقد ضربت له قبة » وأصحابه 
حوله . فضرب خالد خیام عسکره على ميل أو نحوه » وخرج یسر على 
فرس » معه نفر من الصحابة . فوقف قريباً من العمسكر . ودعا بطليحة 
فخرج إليه . فقال : إن من عهد خليفتنا إلينا : أن ندعوك إلى الله وحده 
لا شريك له » وآن محمداً عبده ورسوله › وأن تعود إلى ما خرجت منه . 
فأبى طليحة . 


- وكان عيينة بن حصن قد قال له : لا أبالك . هل أنت مرينا ؟ - يعي 
نبوتلك - فقد ریت ورأینا ما کان بتي محمداً . قال : نعم » فبعث عيوتاً 
له »٠لا‏ أقبل خالد إليهم » قبل أن يسمع الناس بإقباله . فقال : إن بعثم 
فارسن على فرسن » أغرين حجن » من بي نصر بن قعَّن » أتوكم 
من القوم بعن . فبعثوا كذلك » فلقيا عيناً نلالد . فأتوا به . فزادهم فتنة . 
فلما أبى طليحة أن بحيب خالداً » انصرف خالد إلى معسكره . فاستعمل 
تلك الليلة على حرسه هكنف بن زيد الحيل » وعدي بن حاتم . فلما كان من 
السحر مض خالد . فعباً أصحابه » ووضع ألويته مواضعها . ودفع اللواء 
الأعظم إلى زيد بن اللحطاب . فتقدم به . وتقدم ثابت بن قيس بن شماس 
بلواء الأنصار . وطلبت طيء لواء . فعقد فم خالد لواء » ودفعه إلى عدي . 
فلما سمع طليحة الحركة عباً أصحابه . حى إذا استوت الصفوف » 
زحف بہم خالد حی دنا من طليحة . فأخرج طليحة أربعن غلاماً جلداً ء 


س 0٩‏ س 


فأقامهم في اليمنة » وقال : اضربوا حى تأتوا الميسرة . فتضعضع الناس . 
وم يقتل أحد حى أقامهم ني الميسرة » ففعلوا مثل ذلك » والزم 
اللسلمون . 

فقال خالد : يا معشر المسلمن ٠‏ الله » الله . واقتحم وسط القوم » 
وکر معه أصحابه . فاختاطت الصفوف » ونادى يومئذ مناد من طيء › 
عند ما حمل أولئك الأربعون : يا خالد » عليك بسلمى وأجا - جبلي 
طيء - فقال : بل إلى الله اللتجاً » ثم حمل فما رجع » حى ل يبق هن 
الأربعن رجل واحد . وترادً الناس بعد ازعة » واشتد القتال . وأسر 
حبال بن آي حبال » فأرادوا أن يبعثوا به إلى أي بكر . فقال اضربوا عنقي » 
ولا تروني حمدیکم هذا » فضربوا عنقه . 

ولا اشتد القتال : تزمل طليحة بكساء له » وهم ينتظرون أن ينزل عليه 
الوحي فلما طال ذلك على أصحابه » وهدتهم الحرب » جعل عيينة يقاتل 
ويذمر الناس »› حى إذا ألح المسلمون عليهم السيف » أتى طليحة » وهو 
ني كسائه . فقال : لا أبا لك » هل أتاك جبريل بعد ؟ قال : لا والله . قال : 
تبا لك سائر اليوم . م رجع عيبنة فقاتل » وجعمل عض أصحابه على القتال » 
وقد ضجوا من وقع السيوف . فلما طال ذلك عليهم . جاء إلى طليحة وهو 
متلفف بكسائه » فجبذه جبذة شديدة جلس منها . وقال : قبح الله هذه من 
نبوة » ما قيل لك بعد شي ء؟ قال : بلى » قد قيل لي : إن لك رح كرحاه » 
وأمراً لن تنساه . 

فقال عيبنة : أظن أن قد علم الله أنه سيكون لك حديث لن تنساه » 
يا بي فزارة هكذا - وأشار تحت الشمس - انصرفوا . هذا والله كذاب . 


— ٣۹۷ 


ما بورك لنا ولا له فيما يطلب . فانصرفت فزارة » وذهب عيينة وأخوه ٤‏ 
آثارهما . فأد"رك عيينة فأسر . وأفَت أخوه . 


ماذا تأمرنا ؟ وقد کان آعد فرسه » وهیاً امرأته . فوثب على فرسه وحمل 
امرأته وراءه . م ولى هارباً . وقال : من استطاع منکم آن یفعل هکذا 
فليفعل » م هرب حى قدم الشام . 

وذٌکر : آنه قال لأصحابه › لا رآی انہزامهم : ویلکم › ما ہزمکم ؟ 
فقال له رجل : أنا أخبرك » إنه ليس متا رجل إلا وهو حب أن صاحبه 
موت قبله » وإنا نلقی قوماً کلهم عب أن موت قبل صاحبه . 

ولا وى طليحة هارباً » تبعه عكاشة بن حصن وثابت بن أقرم . وکان 
طليحة قد أعطى اله عهدآً : أن لا يسأله أحد النزول إلا فعل . فلما آدبر ناداه 
عكاشة بن حصن : يا طليحة » فعطفعليه » فقتل عكاشة » ثم أدركه ثابت» 
فقتله أيضاً طليحة . ثم لحق المسلمون أصحاب طليحة فقتلوا وأسروا .وصاح 
: خحالد : لا يطبخن رجل قدرآً » ولا يسخان ماء » إلا وأثفيته رأس رجل() . 

)١(‏ التحريق بالنار مسألة خلافية قال صباحب الفتح : واختلف السلف ف التحريق فكرهه 
عر وابن عباس وغبرها مطلقاً سواء كان ذلك ببب كفر أو فى حال مقاتلة أو كان قصاصاً › 
وأجازه علي وخالد وغير ها » وقال : المهلب ليس هذا النهي على التحرم بل على سييل التو اضع» 
ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة »> وقد سمل النبي صلي الله عليه وسلم أعين العرنيين 
بالخديد المحمي » وقد حرق أبو بكر البغاة بالنار عخضر ة الصحابة » وحرق خالد بالنار ناسا من 
أهل الردةء وأكثر علاء ا مدينة جز ون تحريق المحصون والمرا كب على أهلها قاله الو ري والأوزاعي 
وقالابن المئير وغيره لا حجة فا ذكر للجواز لأن قصة العرنيين كانت قصاصا أو منسوخة ا 


تقدم › وتجوير الصحاني معارض منم صحاف آخر انتهى فتح الباري < ٩‏ ص ٠١١ - ۱٤۹٩‏ 
ط السلفية . 


— ۹۸ 


وتاطف رجل من بي أسد حى ولب على عجز راحلة خالد ء فقال : 
أنشدك الله » أن لا يكون هلاك مضر على يدك » ياخالد حكمك ي بي أسد. 

فنادی خالد : من قام فهو آمن . فقام الناس كلهم . 

وسمعت بذلك بنو عامر . فأعلنوا الإسلام . 

وأمر خالد بالحظائر أن تبنى » ثم أوقد فيها النار ٠٠‏ ثم مر بالأسرى | 
فألقيت فيها . وألقى فيها يومئذ حامية بن سبيع الذي استعمله رسول الله 
صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه . 

وأخذت أم طليحة » فعرض عايها الإسلام » فولبت . وأخذت فحمة 
من النار » وهي تقول : : اموت عم صباحاً »> کافحته کفاحاً» إذا ۾ 
أجد براحاً . ۰ ا 
وذكر الواقدي : أن خالداً جمع الأسرى ني الحظائر . ثم أضرمها عليهم 
فاحبرقوا أحياء . ولم حرق أحدآمن فزارة . 

فقيل لبعض أهل العلم : لم حرق هؤلاء من بين أهل الردة ؟ فقال : 
بلغته عنهم مقالة سيئة » وثبتوا على ردتهم . 

وعن ابن عمر قال : شهدت بزاخة مع خالد . فأظفرنا الله على طليحة . 
وكنا كلما أغرنا على قوم سبينا الذراري » واقتسمنا الأموال » . 

ذكر رجوع بني عامر وغيرهم إلى الاسلام : 

ولا أوقع الله بي أسد وفزارة ما أوقع ببزاخة » بث خالد السرايا » 
ليصيبوا من قدروا عليه تمن هو على ردته . وجعلت العرب تسر إلى خالد » 
رغبة ي الإسلام › وخوفاً من السيف . 


— ۹ 


فمنهم من أصابته السرية » فيقول : جئت راغباً في الإسلام » وقد 
رجعت إلى ما خرجت منه . 

ومنهم من يقول : ما رجعنا » ولكن منعنا أموالنا » فقد سلمناها » 
فليأخذ منها حقه . 

ومنهم من مضى إلى أي بكر » ولم يقرب خالدآً . 

تم عمد خالد إلى جبلي طيء - أجا وستلمى - فأتتله عامر وغطفان 
يدخلون الإسلام » ويسألونه الأمانعلى مياههم وبلادهم . وأظهروا التوبة . 
وأقاموا الصلاة . وأقروا بالزكاة . 

فأمنهم خالد . وأخذ عليهم العهود والمواثيق : لتبايعن على ذلك أبنامكم 
ونساء كم آناء اليل وآناء النهار . 

فقالوا : نعم » نعم . 

وبعث بعيينة إلى أي بكر جموعة يداه ني وثاقه » فجعل غلمان المدينة 
ينخسونه بالحرید » ویضربونه . ویقولون : أي عدو الله » » أكفرت بالل 
بعد إمانك ؟ فقول والله ما كنت آمنت بالله قط . 

وأخذ خالد من بي عامر وغبرهم من أهل الردة - ممن بايعه على 
الإسلام -- كل ما ظهر من سلاحهم » واستحلفهم على ما غيبوا منه › فإذا 
حلفوا ترکهم » وإن أبو شدهم آسرى حى اتوا عا عندهم . فأخذ منهم 
سلاحاً كثراً . فأعطاه أقواماً حتاجون إليه في قتال عدوهم » وكتبه عليهم 
م ردوه بعسد . 

وحدث يزيد بن أي شريك الفزاري عن آبيه قال : قدمت مع أسد 
وغطفان على أي بكر وافداً › حن فرغ خالد منهم . فقال أو بکر : 


— ۷+ — 


« اختاروا بين حملن : حرب مُجللية » أو سم مُخزية . فقال خارجة 
بن حصن : هذه الحرب المجلية قد عرفناها » فما السلم المخرية ؟ قال : 
تشهدون أن قتلانا ني الحنة » وقتلاكم في النار . وأن تردوا علينا ما أخدتم 
منا » ولا نود عليكم ما أخذنا منكم . وأن توا قتلانا » كل قتيل مائة بعر » 
منها أربعون في بطوما أولادها . ولا تد ي قتلاكم . ونأخذ منكم الحلقة 
والكراع » وتلحقون بأذناب الإبل حى يرى الله خليفة فبيه والمؤمنين ما شاء 
فيكم » أو يرى منكم إقبالا لما خرجتم منه . 

فقال خارجة : نعم ء يا خليفة رسول الله . 

فقال أبو بكر : عليكم عهد الله وميثاقه أن تقوموا بالقرآن آناء الليسل 
وآناء النهار . وتعلمون أولاد كم ونساء كم » ولا تمنعوا فرائض الله في 
أموالكم . قالوا نعم » . 

قال عمر : يا خليفة وسول الله ء كل ما قلت كما قلت » إلا أن يدوا 
من" قل منا » فاليم قوم قتلوا ني سبيل الله . 

فتتابع الناس على قول عمر . 

فقبض أبو بكر كل ما قدر عليه من الحاقة والكراع . 

فلما توي » رأى عمر : أن الإسلام قد ضرب بجرانه . فدفعه إلى 
أهله وإلى ورثة من مات منهم . 
مسير خالد الى اليمامة : 


فلما فرغ خالد من بزاخة وبي عامر » أظهر أن أبا بكر عهد إليه : 
أن يسر إلى أرض بي نمم » وإلى اليمامة » فقال ثابت بن قيس - وهو 


— ۷۱ س 


على الأنصار » وخالد على جماعة المسلمىن ‏ ما عهد إلينا ذلك » وليس 
بنا قوة . وقد كتل امسلمون » وعَجف كراعهم . فقال خالد : لا أستكره 
أحداً » وسار من تبعه . 

وأقامت الأنصار يوماً أو يومين » ثم تلاومت فبما بينها . وقالت : والله 
ما صنعنا شيئاً . والله لن أصيب القوم ليقولن خذلتموهم »> وإلجا لمسبة 
عارها باق إلى آخر الدهر . ولنن أصابوا فتحاً إنه لحر منعتموه . فابعثوا 
إلى خالد يقم حى تلحقوا . فبعثوا إليه فأقام حى لحقوه . فاستقبلهم ي 
كارة هن المسلمين حى نزلوا . 

وساروا جميعا حى انتهوا إلى ابطاح » من أرض بني تمم . فلم مجدوا 
بجا جمعاً . ففرق خالد السرايا في نواحيها . فأتت سريّة منهم بنو حنظلة ‏ 
وسيدهم مالك بن نويرة - وكان قد بعله النبي صلى الله عليه وسلم مصدقاً 
على قومه . فجمع صدقانم . فلما بلغته وفاة الي صلى الله عليه وسلم » 
جل إبل الصدقة - أي ردها إلى أهلها فلذاك سمي الحفول - وجمع 
قومه » فقال : إن هذا الرجل قد هلك » فإن قام قائم بعده : رضي منكم 
أن تدخ اوا ي مره ٠‏ وم بعلب ما مضى > ول تكونوا أعطيم ااناس 
أموالكم . فتسارع إلبه جمهورهم . 

فقام فيهم قعنب - سيد بي يربوع - فقال : يابي تمم » لا ترجعوا 
ي صدقاتكم › فىرجع الله في نعمه علیکم › ولا تتجر دوا للبلاء » وقدألبسکم 
الله العافية ولا تستشعروا خوف الكفر » وتم تي أمن الإسلام . إنكم أعطيم 
قلیلا من کشر . والله مذهب الكشر بالقليل . ومسلط على أموالكم غداً من 
يأخذها على غر الرضى » وإن منعتموها قتام . فأطيعوا الله واعصوا مالكاً . 


س( — 


فقام مالك › فقال : یا بي تھے › انما رددت علیکم أموالكم إكراماً 
لم . وإنه لا بزال يقوم منكم قائم خطئي . والته ما آنا بأحرصكم على 
امال » ولا بأجزعكم من اموت » ولا بأخفاكم شخصا إن أقمت › 
ولا بأخفاكم رحلة إن هربت . فترضّوه عند ذلك وأسندوا أمرهم إليه › 
وأبى اله إلا أن يم أمره فيهم . وقال مالك في ذلك : 

وقال رجال : سدد اليوم مالك وقال رجال : مالك م سداد 

فقلت : دعوني : لا أبا لأيكوا فلم حط رأياً في المعاد ولاالبد 

فدونكموها . إا صدقاتكم مصررة أخلافها م تجرد 

سأجعل نفسي دون ما تحذرونه فارهنكم يوماً با قالت‌يدي 

فإن قام بالأمر المجرد قانم أطعنا › وقلنا : الدين دين محمد 

ولا بلغ ذلك أبا بكر والمسلمين حنقوا عليه . وعاهد الله خالا لعن 
أخذه ليجعلن هامته أثفية للقدر . 

فلما وصلتهم السربة - مع طلوع الشمس - فزعوا إلى السلاح - 
وقالوا : من أنم ؟ قالوا نحن عباد الله المسلمون › قالوا : وحن عباد الله 
المسلمون . قالوا : فضعوا السلاح . ففعلوا . فأخذوهم . وجاءوا بم 
إلى خالد . 

فقال له أبو قتادة : - وهو مع السرية - أقاتل” أنت هؤلاء قال : 
نعم . قال : إلهم اتقونا بالإسلام » أذَنا فأذآنوا » وصاينا فصاوا . وكان 
من عهد أي بكر « أيّما دار غشيتموها » فسمعتم الأذان فيها بالصلاة : 
فأمسكوا عن أهلها حى تسألوهم : ماذا نقموا ؟ وماذا ييغون ؟ وإن م 
تسمعوا الأأذان : فشنوا عليها الغارة › فاقتلوا وحرقوا » . 


۳ 
( م ١۸‏ مختصر السيرة ) 


فأمر بهم خالد فقتلوا » وأمر برأس مالك »› فجمل ألفية ألقدر › ورثاه 
أخوه متمم بقصائد كشرة() . 

وروی أن عمر قال له : « لوددت أن رثيت أخي زيدآً بمثل مارثيت 
به أحاك مالكاً» فقال متمم : لو علمت أن أخي صار حيث صار أخوك 
ما رثيته . فقال عمر : « ما عزاني أحد عن أخي بعشل تعزيته » . 
ذكر ردة أهل اليمامة مفتونين بمسيلمة الكذاب : 

عن رافع بن خدیج قال : « قدمت على الني صلى الله عليه وسلم 
وفود العرب » فلم يقدم علينا وفد أقسى قلوباً » ولا أحرى أن لا يكون 
الإسلام قر في قلوبهم - من بي حنيفة » وكان مسيلمة مع الوفد» . 

فلما انصرفوا إلى اليمامة ادعى أن الني صلى الله عليه وسلم أشركه في 
انبوة » وكتب إليه : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله » أما بعد » 
فإني أشركت ني الأمر معك . وإتا لنا نصف الأرض » ولقريش نصفها › 
ولکن قريش قوم يعتدون . فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

« بسم الله الرحمن الرحم . من محمد رسول الله » إلى مسيلمة الكذاب . 
أما بعد » فإن الأرض لله يور با من يشاء من عباده . والعاقبة للمتقن» . 

وج بعدو الله ضلاله » بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وأصفقت معه بنو حنيفة على ذلك › إلا أفذاذاً من ذوي عقوهم . 

وكان من أعظم ما فتن به قومه : شهادة الرجال بن عة له بإشر الك 
الي صلى الله عليه وسلم إياه في الأمر . وكان الرجال من الوفد الذين قدموا 
(۱) سیق الکلام عل التحریق بالتار ص ۴٠۸‏ . 


— V4 — 


على الني صل الله عليه وسلم . فقراً القرآن » وتعلم السان . قال ابن عمر 
« وكان من أفضل الوفد عندنا » فكان أعظم فتنة على أهل اليمامة من غره › 
لما کان يعرف به» . 

قال رافع بن خديج : كان بالرّجال من اللحشوع ولزوم قراءة القرآن 
وار - فيما يُرّى - شيء عجب » وكان ابن عمر اليشكري من أشرافهم › 
وکان صديقاً للرًجال. وکان مسلماً يكنم إسلامه . فقال شعراً . فشا فى اليمامة 
حى كانت الوليدة والصي ينشدونه : 


ياسعاد الفؤاد » بنت أثنال ٠‏ طال ليلي بفتنة الرجال 
إهايا سعاد من حدث الده - ر عليكم كفتنة الدجال 
فتن القوم بالشهادة › والله عزيز ذو قوة ومحال 
لا يساوى الذي يقول من‌الأمسر قبالا وما احتذى من قبال(») 
إن دي دين الني » وني الوم رجال على ادى أمثالي 
أهلك القوم محكتم بن طفيل ‏ ورجال ليوا لنا برجال 
برهم أمرهم مسيلمة اليوم فلن يرجعوه أخرى الليالي 
قلت للنفس › إذ تعاظمها الص رر . وساءت مقالة الأنذال : 
رعا تجزع النفوس من الأمر ٠‏ له فرأجة كل القال 
إن تكن ميتي على فطرة الله حنيفا . فإتي لا أبالى 
فبلغ ذلك مسيلمة ومْحَكّم » وأشرافهم › فطلبوه فانم . ولحق 
بخالد . فأخبره بحام . ودآله على عوراہم . 
(«) القبال : سير النعل . 


— (YO 


وعظمة فتنة بني حنيفة بكذابهم . إذ كان يدحو لمريضهم » ويبرك على 
مولودهم . ولا ينهاهم عن الاغترار به ما يرم الله ما حل به من الليبة 
والحسران . 

جاءه رجل بمولود » فمسح رآسه . فقرع وقرع کل مولود له . 

وجاءه آخر » فقال : إني ذو مال . ولیس لي مولود يبلغ سنن حى 
يموت ٠‏ إلا هذا المولود » وهو ابن عشر سنين . ولي مولود ولد أمس . 
فأحب أن تبارك فيه » وتدعو أن يطيل اله عمره . قال : سأطلب لك . 
فرجع الرجل إلى منزله مسروراً . فوجد الأكبر قد تردى في بر . ووجد 
الأصغر ني نزع اموت . فلم يس ذاك البوم حى مانا جميعاً . وتقول 
أمهما : لا والله > ما لاي نمامة عند إه منزلة محمد . 


وحفرت بئو حنيفة بارآ فاستعذبوها › فأتوا مسيلمة . وطلبوا أن يبارك 
فيها » فبصق فيها فعادت ملحا أجاجاً . 

وكان الصديقق رضي الله عنه قد عهد إلى خالد -إذا فرغ من أسد وغطفان 
- والضاحية - أن يقصد اليمامة » وأكد عليه ني ذلك . فلما أظفر الله خالدا 
بهم » تسلل بعضهم إلى المدينة » يسألون أبا بكر : أن يبايعهم على الإسلام . 
فقال بيعي إياكم وأماني لكم : أن تلحقوا بخالد . فمن كتب إل خالد : أنه 
حضر معه اليمامة » فهو آمن . وليبلغ شاهدكم غائبكم . ولا تقدموا علي . 

قال ابن ابحهم : أولئك الذين لحقوا به : هم الذين انكسروا بالمسلمن 
يوم اليمامة ثلاث مرات . وكانوا على المسلمين بلاء . 


— ۷۹ 


قال شريك الفزاري : كنت ممن شهد بتزاخة » مع عيينة بن حصن . 
م رزقي الله الإنابة »> فجئت أبا بكر . فأمرني بالمسر إلى خالد . وكتب 
معي إليه . 

« أما بعد » فقد جاءني كتابك » تذ كر ما أظفرك الله بأسد وغطفان . 
وإنك سائر إلى اليمامة . فاتق الله وحده لا شريك له . وعليك بالرفق بن 
معك من المسلمين » كن هم كالوالد . وإياك يا ابن الوليد ونخوة بني المغرة . 
فإني عصيت فيك من ألم أعصه في شيء قط » فانظر بى حنيفة . فإنك م 
تلق قوماً يشبهونهم . كلهم عليك . وهم بلاد واسعة . فإذا قدمت فباشر 
الأمر بنفسك . واستشر من معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه 
وسلم . واعرف هم فضلهم . فإذا لقيت القوم . فأعدً للأمور أقرالما . 
فإن أظفرك الله بم » فإياك والإبقاء عليهم . أجهز على جرهم > 
واطلب مدبرهم » واحمل أسرهم على السيف . وهَول فيهم القتل . 
وحرقهم بالنار » وإياك أن تخالت أمري . والسلام» . 


ولا اتصل بأهل اليمامة مسر خالد إليهم » بعد الذي صنع بأمثاهم « 


حبرهم ذلك » وجزع له حکم بن طفيل سيدهم . وهم أن يرجع إلى 
الإسلام » ثم استمر على ضلالته . وكان صديقاً زياد بن لبيد الأأنصاري . 


فقال له خالد : لو ألقیت إلیه شیئاً تکسره به ؟ فإنه سيدهم › وطاعتهم 
بيده . فبعث إليه هذه الأبيات : 

ياحكم بن طفيل »قد أنيح لكم له در أبيكم حية الوادي 

يا حكم بن طفيل » إنكم نفر كاشاء أسلمها الراعي لآساد 


— ۷۷ — 


ماي مسيلمة الكذاب منعوض ‏ من دار قوم وإخوان وأولاد 
فاكفف حييفة عنه » قبل ناه 
تعفي فوارس قوم شَجوها بادي 
لا تأمنرا خالدا بالرأد متعجراً 
تحت العجاجة » مثل الأأغطف العادي 
ويل اليمامة » ويل لا فراق له 
إن جالت اللحيل فيها بالقنا الصادي 
والله لا تشي ععكم أعتتها 
حى تکونوا كأهل الحجر أو عاد 
ووردت على حکم > وقيل له : هذا خالد في المسلمن . 
قال : رضي خالد مرآ » ورضینا غبره . وما ینکر خالد أن یکون 
ي بي حنيفة من أشرك تي الأمر ؟ فسرى - إن قم علينا - يلق قوماً 
لیسوا کن لقی . 
ثم خحطبهم » فقال : إنكم تلقون قوماً ببذلون أنفسهم دون صاحبهم ۰ 
فابذلوا نفوسکم دون صاحبکم . 
وکان عمر بن ضانيء ي أصحاب خالد . وم یکن من آهل حجر « 
کان من آهل مَلْهَّم(.) . فقال له خالد : تقدم إلى قومك فاکسرهم . 
فأتاهم» فقال :« يا أهل اليمامة »أظّكم خالد ني المهاجرين والأنصار قد 
تركت القوم والته يتبايعون على فتح اليمامة . قد قضوا وطرآ من أسد وغطفانء 
(٭«) بفتح امم وسكون اللام : من قرى اليمامة » لبي مير » على ليلة من مرة . وقيل : 
لبي يشكر وأخلاط من بي بكر . وهي موصوفة بكثرة النخل . 


— VA — 


وأتم ني أكفهم . وقولهم « لا قوة إلا باه » إني رأيت أقواماً إن غلبتموهم 
بالصبر غلبوكم بالنصر . وإن غلبتموهم على الحياة غلبوكم على اموت . 
وإن غلبتموهم بالعدد غلبوكم بالمدد » لسم والقوم سواء . الإسلام مقبل » 
والشرك مدبر . وصاحبهم ني » وصاحبكم كذاب . ومعهم السرور › 
ومعكم الغرور . فالآآن - والسيف ني غمده » والنبل في جفره - قبل أن 
يسل السيف » ويرمي بالسهم » فكذبوه واہموه . 


وقام نمامة بن أثال فيهم . فقال : « اسمعوا مني . وأطيعوا أمري » 
ترشدوا . إنه لا نجتمع نبيان بأمر واحد . إن حمدآً لا نبي بعده » ولاتي 
يرسل معه . ثم قرأ : ( بسع الله الرحمن الرحم . حم . تنزيل الكتاب من الله 
العزيز العلم . غافر الذنب > وقابل التوب . شديد العقاب » ذي الطول . 
لا إله إلا هو . إليه المصر - الآيات )١()‏ هذا كلام الله عز وجل . أين . . 
هذا من : با ضفدع با ضفدعن . نقلي » كم تن ؟ نصفك في الاه 
ونصفك في الطن . لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين › ولا الطن تفارقين . 
لا نصف الأرض » ولقريش نصفها . ولكن قريشاً قوم يعتدون . وال 
إنکم لترون هذا ما خرج من إل(.) . وقد استحق محمد مرآ آذ کره به 
خرجت معتمراً » فأحذتي رسله في غر عهد ولا ذمة . فعفا عن دمي . 
فأسلمت وأذن لي ني انفروج إلى بيت الله . فتوفى رسول الله صلى الله عليه 
وسلم . وقام بهذا الأمر رجل من بعده » هو أفقههم ني أنفسهم . لا تأخذه 
)١(‏ الآیات ۳۰۲۰۱ من سورة غافر . 


(ه) الإل :الأصل اليد > وقيل : الربوبية ٠‏ لوقل : النسب والقرابة . والمحى : 
هذا کلام لا مت إلى الله ببب » ولا آصل له طیب . بل صادر عن قلب خبيث . 


۲۷۹ س 


ني الله لومة لائم . ثم بعث إليكم رجلا » لا يسمى باسمه . ولا باسم بيه » 
بقال له : « سيف الله » معه سيوف لته كشرة » فانظروا ني آمركم » . 
فآذاه القوم جميعاً » أو من آذاه منهم . وقال نامة في ذلك : 
مسيلمة » ارجع . ولاتملحك فإنك ني الأمر م تشرك 
كذبت على الله ني وحيه وكان هواك هوى الأنوك 
وماك قومك أن منعموك وإن يأتهم خالد ترك 
فما لك من مصعد ني السماء ومالك ني الأرض من مسلك 


ذکر تقدیم خالد الطلائع من البطاح : 

لما سار خالد من البطاح » وجاء أرض بي تى : قم مائي فارس › 
عليهم معن بن عدی » وقدم عینن له آمامه . 

وذكر الواقدي : أن خالداً لا قد م المْرّض قَدٴم ماڻى فارس › وقال : 
من أصبم من الناس فخذوه . 

فانطلقوا . وأخذوا مجاعة بن مرارة › في للالة وعشرين رجلا من 
قومه » خرجوا ني طلب رجل أصاب فيهم دماً »> وهم لا يشعرون بإقبال 
خالد . فسألوهم ممن أن ؟ فقالوا : من بني حنيفة . فقالوا : ما تقولون في 
صاحبکم ؟ فشهدوا أنه رسول الله . فقالوا لمجاعة : ما تقول آنت ؟ فقال : 
ما كنت أقرب مسيلمة . وقد قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وما غرت ولا بدلت . فضرب خالد أعناقهم . حى إذا بقى سارية بن عامر » 
قال : یا خالد > إن کنت تريد بأهل اليمامة خرآً آو شرا » فاستبق مجاعة . 
وكان شريفاً » فلم يقتله . وترك أيضاً سارية . وأمر بما فأوثقا في جوامع 


من حلديك . 


— A+ — 


وكان يدعو مجاعة - وهو كذلك - فيتحدث معه » وهو يظن أن خالداً 
يقتله . فقال : يا ابن المغرة > إن لي إسلاماً » والله ما كفرت . وأعاد 
كلامه الأول . 

فقال خالد : إن بين القتل والترك منزلة » وهي الحبس » حى يقضي 
اله ني حربنا ما هو قاض » ودفعه إلى أم متمم زوجته » وآمرها أن تحسن 
إساره . 

فظن مجاعة أن خالداً يريد حبسه لأجل أن خبره عن عدوه ویشر عليه . 

فقال : يا حالد » لقد علمت أني قدمت على رسول الله صلى الله عليه 
وسلم > فبايعته على الإسلام » وأنا اليوم على ما كنت عليه أمس . فإن يكن 
کذاب خرج فینا » فإن الله يقول : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى() الاية) . 


فقال : يا جاعة » تركت اليوم ما كنت عليه بالأمس . وكان رضاك بأمر 


هذا الكذاب » وسكوتك عنه - وأنت أعزٌ أهل اليمامة » وقد بلغك ‏ 
مسري - إقرارآً له » ورضی ا جاء به . فهلا أبديت عذراً » فتكلمت. 


فيمن تكلم ؟ فقد تكلم نمامة . فرد وأنكر » وتكلم اليشكري . فإن قلت : 
أحاف قومي » فهلا عمدت إل > أو بعثت إل رسولا؟ . 

فقال : إن رأيت يا ابن امغر ة أن تعفو عن هذاكله ؟ . 

فقال : قد عفوت عن دمك » ولكن ي نفسي من ترك حرج . 

فقال له ذات يوم : أخبرني عن صاحبك » ما الذي يقرئكم ؛ هل 
آعفظ منه شیئاً ؟ قال : نعم » فذ کر له شیا من رجزه . فضرب خالد بإحدی 


. من سورة فاطر‎ ٠۸ الآية‎ )١( 


— A۱ 


يديه على الأحرى » وقال : يا معشر المسلمن » اسمعوا إلى عدو الله » كيف 
يعارض القرآن ؟ 

فقال : ونحك » يا مجاعة » أراك سيداً عاقلا » تسمع إلى كتاب الله . 
ثم انظر كيف عارضه عدو الله ؟ فقراً عليه خالد : « ( بسع الله الرحمن الرحم 
سبح اسم ربك الأعلى . الذي خلق فسوى) الايتان() . 

ثم قال خالد : فما کان تي هذا لکم ناد > ولا زاجر ؟ ثم قال : 
هات من کذ ب الحبیث . فذ کر له بعض رجزه . 

فقال خالد : وقد کان عندکم حقاً » وکنم تصدقونه ؟ . 

فقال : لو م يكن عندنا حقاً » لما لقيك أكار من عشرة آلاف سيف › 
يضاربونك حى بوت الأعجل . 

فقال خالد : إذا يكفيناهم الله » ويقر دینه › فياه یعبدون ۰ ودینه 
يۇيدون . 

قال عبيد الله بن عبد الله : لما أشرف خالد » وأجمع أن ينزل عَقرباءء 
ودفع الطلائع أمامه »> فرجعوا إليه . فأخبروه : أن مسيلمة ومن معه قد 
نزلوا عقرباء . فشاور أصحابه : أن عضي إلى اليمامة » أو ينتهي إلى عقرباء. 
فأجمعوا أن ينتهي إلى عقرباء فزحف خالدً بالمسلمين إليها . وكان المسلمون 
يسألون عن الرجال ابن عسنفوه › فإذا الرجال على مقدمة مسيلمة › 
فلعنوه وشتموه . 

(۱) الآیتان ۲۰١‏ من سورة الآعلى . 


— (AY 


فلما فرغ خالد من ضرب عسكره - وبنو حنيفة تسوي صفوفها ‏ 
مض خالد إلى صفوفه فصفها . وقدم رايته مع زيد بن الحطاب . ودفع 
راية الأنصار إلى ثابت ابن قيس بن شماس . فتقدم بها . 

وجعل على ميمنته : أبا حذيفة بن عتبة » وعلى ميسرته : شجاع بن 
وهب . واستعمل على اللحيل البراء بن مالك » ثم عزله . واستعمل أسامة 
بن زيد . ۰ 

فأقبل بنو حنيفة » وقد سلو السيوف » فقال خالد : يا معشر المسلمين : 
أيشروا »فقد كفاكم الله أمر عدوكم» ما سلوا السيوف من بعد إلا لرهبوا . 

فقال مجاعة : كلا » يا أبا سليمان » ولكنها امندوانية » خشوا حطمها › 
وهي غداة باردة » فأبرزوها للشمس لتسخن متونما . فلما دنوا من المسلمان 
نادوا : إا نعتذر إليكم من سنا سيوفنا . والله ما سللناها ترهيباً > ولكن 
غداة باردة » فخشينا تحطمها » فأردنا أن نسخن من متونا إلى أن نلقاكم › 
فسىرون . 

فاقتتلوا قتالا شديدآً . وصبر الفريقان صبراً طويلا »> حى كر القتل 
والحجراح ي الفريقين . 

واستحر القتل في المسلمان وحملة القرآن . حى فنوا إلا قليلا .وهزم 
کل من الفریقین حی دخل المسلمون عسكر المشركن ٠‏ والمشركون عسكر 
المسلمين مرارآً . وجعل زيد بن اللحطاب - ومعه الراية - يقول : اللهم إلي 
أبرأً إلبك ما جاء به مسيلمة . وأعتذر إليك من فار أصحابي . وجعل 
يشتد بالراية ني نحور المدو . ثم ضارب بسيفه حى قتل . رحمه الله 


ورضي عنه . 


— AT — 


فأحذ الراية سام مولى أي حذيفة » فقال المسلمون : إنا مخاف أن وتي 
من قبلك . فقال : بدس حامل القرآن أنا » إذا تيم من قبلي . 

ونادت الأنصار ثابت بن قيس - ومعه رايتهم - : الزمها . فإا ملاك 
القوم فتقدم سام فحفر لرجليه حى بلغ أنصاف ساقيه » وحفر ثابت لرجليه 
مثل ذلك › ّم لزما رايتيهما . 

ولقسد کان الناس بتفرقون ني کل وجه » وإن سالما وثابتاً لقائمان 
حى قتل سام » وقتل أبو حديفة مولاه . 

قال وحشي بن حرب : اقتتلنا قتالا شدیدا » حى رأیت شهب النار 
تخرج من خلال السيوف » حى سمعت ها صوتاً كالأجراس . 

وقال ضمرة بن سعيد المازني - وذكر ردة بي حنيفة - م ياق المسلمون 
عدوا أشد نكاية منهم » لقوهم بالموت الناقع » والسيوف قد أصلتوها قبل 
النبل وقبل الرماح . فكان المعوّل يومئذ على أهل السوابق . 

وقال ثابت بن قيس يومئذ : يا معشر الأنصار › الله » الله في دينكم » 
عمنا هؤلاء أمرآ ما كنا حسنه . ثم أقبل على المسلمن » وقال : أف لكم 
ولا تصنعون . 

ثم قال : خلوا بيننا وبينهم › أخللصونا . فأخلصت الأنصار . فام 
تكن هم ناهية » حى انتهوا إلى محكم بن الطفيل فقتلوه . ثم انتهوا إلى 
الحديقة فدخلوها » فقاتلوا أشد القتال » حى اختلطوا فيها . 

ثم صاح ثابت صيحة : يا أصحاب سورة البقرة . 


— A4 — 


وأوفی عباد بن بشر على تشر . فصاح بأعلا صوته : آنا عباد بن بشر › 
يا للأنصار . أنا عباد » إل إل“ . فأجابوه لبياك لبياك » حى توافوا عنده . 
فقال : فداكم أي وأمي » حطموا جفون السيوف . ثم حطم جفن سيفه 
فألقاه . وحطمت الأنصار جفون سيوفها . ثم قال : حملة صادقة » اتبعوني. 
فخرج أمامهم » حى ساقوا بي حنيفة منهزمين › حى انتهوا إلى الخديقة › 
فأغلق عليهم . ثم إن الله فتح الحديقة » فاقتحم عليهم المسلمون . 

وعن آي سعيد اللحدري رضي الله عنه قال : « دخلنا الحديقة » حن 
جاء وقت الظهر ٠‏ واستحر القتل » فأمر خالد المؤذن » فأذن على جدار 
الحديقة بالظهر . والقوم مقبلون على القتل » حى انقطعت الحرب بعد العصر. 
فصلى بنا خالد الظهر والعصر . 

ثم بعث السقاة يطوفون على القتلى » فطفت معهم . فمررت بعامر إن 
ثابت » وإلى جنبه رجل من بي حنيفة به جراح » فسيقت عامراً . فقال 
الحنفي : اسقني فدئ لك أي وأمى . فقلت : لا » ولا كرامة » ولكي 
أجهز عليك . قال : أحسنت » أسألك مسألة لا شيء عليك فيها . قلت : 
ما هي ؟ قال : بو ثمامة » ما فعل ؟ قلت والله قتل » قال : ني ضيعه قومه . 

ولا قتل هنهم من قتل » وكانت فم أيضاً ني المسلمن مقتلة عظيمة › 
قد أبيح أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : لا تغمدوا 
ااسيوف » وفينا وفيهم عن تطرف . وكان فيمن بقى من المسلمين جراحات 
كشرة . 


س A0‏ س 


فلما أمسى مجاعة » أرسل إلى قومه ليلا : أن ألبسوا السلاح النساء 
والذرية › تم إذا أصبحم فقوموا مستقبلي الشمس على حصونكم » حى 
يأتيكم أمري . وبات المسلمون يدفنون قتلاهم. فلما فرغوا » جعلوا يتكمدون 
بالنار من الحراح . 


L1 
۰ 


فلما أصبحوا أمر خالد » فسيق مجاعة في الحديد » يعرفهم القتلى فمر 
برجل وسم » فقال : يا مجاعة » أهو هذا ؟ قال : هذا أكرم منه › هذا 
حكم بن الطفيل . إن الذي تبتغون ؛ لرجل أصيفر خيس » فوجدوه › 
فوقف عليه خالد . فحمد اله كشرآ » وأمر به فألقي ني البر الي كان 
يشرب منها . 

وکان خالد یری آنه ام يبق منهم أحد إلا من لا عتاد عنده . فقال : 
يا مجاعة » هذا صاحبكم الذي فعل بكل الأفاعيل . ما رأيت عقولا“ أضعف 
من عقول أصحابك » مثل هذا فعل بكم ما فعل ؟ . 

فقال مجاعة : قد كان ذلك » ولا تظن أن الحرب انقطعت » وإن قتلته . 
إن جماعة الناس » وأهل البيوتات لفي الحصون » فانظر . فرفع خالد رأسه . 
فإذا السلاح والحلق الكشر على الحصون » فرأى أمرآ َه » ثم استند 
ساعة . ثم أدركته الرجولة . فقال لأصحابه : يا خيل الله اركي . يا صاحب 
الراية قدمها . 

فقال مجاعة : إني لك ناصح . وإن السيف قد أفناك . فتعال أصالحك 
عن قومي . وقد أخل الد مصاب أهل السابقة » ومن كان يعرف عنده 
الغناء فقد رق وأحب الموادعة » مع عتَجف الكراع . 


~~ (A — 


فاصطلحوا على الصفراء والبيضاء ٠‏ واللقة والكراع » ونصف السي. 

م قال مجاعة : إني آت القوم فعارض‌عليهم ما صنعت . قال : فانطلق . 
فذهب » م رجع . فأخبره : انهم أجازوه . 

فلما بان نلحالد آغا هم النساء والصبيان » قال : ويلك يا مجاعةء 
خدعتي . فقال : قومي › فما أصنع ؟ وما وجدت من ذلك بدا . 

وقال أسسيد بن حضبر وغبره لالد : اتق الله » ولا تقبل الصلح . 
فقال : إنه قد أفناكم السيف . قالوا : وأفى غرنا أيضاً . قال : ومن بقي 
منكم جربح . قالوا : ومن بقي من القوم جرحى ٠‏ لا ندخل في الصلح 
أبداً . أغد بنا عليهم » حى يظفرنا الله بهم » أو نبيد عن آخرنا . احملنا 
على كتاب أي بكر « إن أظفرك الله بم › فلا تبق منهم أحداً» . 

فبينا هم على ذلك ٠‏ إذ جاء كتاب أي بكر يقطر الدم » وفيه : « إن 
أظفرك الله بهم » فلا تستبق رجلا“ مرت عليه الموسى » . 

فتكلمت الأنصار في ذلك » وقالوا : أمرُ أي بكر فوق أمرك . 

فقال : إني واه ما ابتغيت في ذلك إلا الذي هو خير . رأيت أهل 
السابقة وأهل القرآن قد قتلوا . ولم يبق معي إلا من لا بقاء له على السيف 
لو لج عليهم . فقبلت الصلح › مع أنبم قد أظهروا الإسلام › واتقوا 
بالراح . 

وتم الصلح . وكتب إلى آي بكر يعتذر إليه . 


— (AV — 


فعکلم عمر في شأن خالد بكلام غلبظ فقال آبو بكر : دع عنك هذا . 
فقال : سمعاً وطاعة . وقال أبو بكر : ليته حملهم على السيف . فان يزالوا 
من كذابيم في بلية إلى يوم القيامة » إلا أن يعصمهم الله . 

وكانت وقعة اليمامة في ربيع الأول سنة اثنى عشرة . 

وذكر عمر يوماً وقعة اليمامة » ومن قتل فيها من أهل السابقة . فقال 
« حت السيوف على أهل السوابق » ولم يكن المعول يومئذ إلا عليهم . 
خافوا على الإسلام أن يكسر بابه » فيدخّل منه إن ظهر مسيلمة . فمنع 
الله الإسلام بم حى قتل عدوه . وأظهر كلمته › وقدموا - رحمهم الله - 
على ما یسرون به من ثواب جهادهم من کذب على الله وعلى رسوله . 
فاستحر بهم القتل . فرحم الله تلك الوجوه» . 

وقال يعقوب بن سعيد بن عبيد والزهري . قتل من بي حنبفة كار من 
سبعة آلاف » وكان داؤهم خبيئاً » والطاريء منهم على الإسلام عظيماً . 
فاستأصل الله شأفتهم » والحمد لله رب العالمن . 


نكر ردة بني لیم : 
ذكر الواقدي من حديث سفيان بن أي العرجاء السليمي.وكان عالً 
بردة قومه - قال : أهدى ملك من ملوك غسان إلى الني صلى الله عليه وسلم 
لطيمة فيها مسك وعنبر » وخيل . فخرجت با الرسل » حى إذا كانت 
بأرض بني سم بلغتهم وفاه اني صلى الله عليه وسلم . فتشجع بعض بي سام 
على أخذها والردة > وأى بعضم من ذلك > وقال إن کان محمد" قد مات > 
فإن الله حي لا عوت . فانتهب الذين ارتدوا منهم اللطيمة . 


— AA _ 


فلما ولى آبو بكر رضي الله عنه : کتب إلى معن بن حاجر » فاستعمله 
على من أسلم من بي سلم . وكان قد قام في ذلك قياماً حسناً » ذكر وفاة 
رسول الله صلى الله عليه وسلم » وذكر الناس ما قال الله لنبيه : ( إنك 
میت وهم مینون )() وقال : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله 
الرسل )() مع آي من كتاب اله . فاجتمع إليه بشر من بي سل . وانحاز 
أهل الردة منهم » فجعلوا يغبرون على الناس . 
قتل الفجاءة وتحريقه : 

فلما بدا لاي بكر أن يوجه خالدا » كتب إلى معن أن يلحق بخالد › 
ويستعمل على عمله أخاه طريفة بن حاجر » ففعل . وأقام طريفة يكالب 
من ارتد عن معه من المسلمان › إذ قدم الفجاءة - واسمه إياس بن عبد الله 
ابن عبد ياليل - على أي بكر . فقال : إني مسلم » وقد أردت جهاد من 
ارتد » فاحملي » فلو كان عندي قوة م أقدم عليك . 

فسر بو بکر عقدمه » وحمله على ثلاٹن بعرآً . وأعطاه سلاحاً .فخرج 
يستعرض السلم والكافر › يقتلهم وبأخذ أمواهم . ويصيب من امتنع منهم . 
ومعه رجل من بي الشريد . يقال له : ننجبة بن أي اليثاء » مع قوم من 
أهل الردة . فلما بلغ أبا بكر خبره » كتب إلى طريفة بن حاجر : 

« بسع الله الرحمن الرحم . من أي بكر إلى طريفة › سلام عليك . 

أما بعد » فإن عدو الله الفجاءة أتاني . فزعم أنه مسلم وسألي : أن 
أقويه على قتال من ارتد عن الإسلام . فحملته وسلحته › وقد انتهی إلى 
)١(‏ آية ٠١‏ من سورة الزمر . (۲) آية ٠١١‏ من سورة آل عمران ٠.‏ 


۲۹ — 
( م ٠١‏ مختصر السيرة ) 


من يقن اللبر أن عدو الله قد استعرض الناس : المسلم والمرتد » يأخذ أمواحم 
ويقتل من خالفه منهم . فسر إليه بمن معلك من المسلمين » حى تقتله » أو 
تأخذه . فتأتيي به » . 

فقرأً طريفة الكتاب على قومه . فحشدوا إلى الفجاءة . فقدم عليه 
ابن الى » فقتل نجبة » وهرب منه إلى الفجاءة . ثم زحف طريفة إلى الفجاءة 
فتصادما . فلما رأى الفجاءة اللحلل في أصحابه › قال : با طريفة »› والله 
ما كفرت . وإني لسلم . وما أنت بأولى بآي بكر مي ٠‏ أنت أمره وأنا 
أممره . قال طريفة : إن كنت‌صادقاً فالق السلاح » تم انطلق إلى أي بكر . 
فأخبره خبرك . فوضع السلاح فأوثقه طريفة في جامعة . فقال : لا تفعل . 
فقال طريفة : هذا كتاب آي بكر إل . فقال الفجاءة : سمعاً وطاعة . فبعث 
به في جامعته مع عشرة من بي سل . فارسل به أبو بکر إلى بي جشم »› 
فحرقته بالنار() . 

وقدم علي أي بكر - رضي الله عنه - قبيصة - أحد بي الظربان - 
فذ كر أنه مسلم » ولم يرتد فأمره أن يقاتل عن معه من ارتد › فرجع قبيصة . 
فاجتمع إليه ناس كشر . فخرج يتبع بهم أهل الردة › يقتلهم حيث وجدهم » 
حتی مر بيت حُميضة بن الحكم الشريدي . فوجده غالا » مجع آهل 
الردة . ووجد جارآً له مرتداً . فقتله واستاق ماله . 

فلما أتى حميضة أخبره أهله مخبر جاره . فخرج ني طلبهم . فأدركهم . 
فقال لقبيضة : قتلت جارى ؟ فقال : إن جارك ارتد عن الإسلام . 

فقال : أمن" بن من كفر تعدو على جار بلا إل لأامنعه ؟ 

 هيلإ الكلام عل التحریق بالنار سبق في ص ۲۹۸ تعليقا فار جع‎ )١( 


— ۹۰ — 


فقال قبيصة : قد كان ذلك . فطعنه حميضه بالرمح › فوقع عن بره + 
ثم قتله . وكان قبيصة قد فرق أصحابه قبل أن يلحقه حميضة 

وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد : « إن أظفرك الله ببي حنيفة › 
فأقل الث فيهم » حى تنحدر إلى بي سلم » فتطأهم وَطَاة بعرفون با 
ما منعوا . فإنه ليس بطن من العرب أنا أغيظ عليه مي عليهم › فإن أظفرك 
لله بهم » فلا آلوك فيهم : أن تحرقهم بالنار » وهَوّل فيهم القتل حى يكون 
نکالا هم ۲() . 

وسمعت بنو سل بإقبال خالد . فاجتمع منهم بشر کشر . واستجابوا من 
بقى من العرب مرتداً . وكان الذي جمعهم : أبوشجرة بن عبد العزى . فانتهى 
خالد إلى جمعهم مع الصبح . فصاح خالد ني أصحابه » وأمرهم بابس 
السلاح . ثم صفهم . وصفت بنو سل . وقد كَل السلمون وعتجفكراعهم 
وختفّهم . وجعل خالد بلي القتال بنفسه » حتى ألخن فيهم القتل . ثم حمل 
عليهم حملة واحدة » فالبزموا . وأسر منهم بشر كثر . ثم حظر فم 
ا لحظائر وحرقهم فيها . 

وجوح أبو شجرة يومثذ ني المسلمن جراحات كشرة . وقال في ذلك 
أبياتاً » منها : 

فروّيت رمحي من كتيبة خالد وإني لأرجو بعسدها أنأعمرا 

ثم أسلم . وجعل يعتذر . ومجحد أن يكون قال البيت التقدم 

فلما کان زمن عمر رضي الله عنه قدم المدينة » وأناخ راحلته بصعيد 
بي قريظة ثم أنى عمر - وهو يقس بن الفقراء - فقال : يا أمبر المؤمنن › 

(۱) دام س ۱۹۸ تجد الکلام عل اتسريق بالتار . 


— ۲۹۱ 


أعطي . فاي ذو حاجة . فقال : من آنت : قال : أنا أبو شجرة . قال : ٠‏ 
يا عدو الله » ألست الذي تقول : فرويت رمحي البيت ؟ عمر سوء . 
والله ما عشت لك يا خبيث . ثم جعل يعلوه بالد رة على رأسه » حى سبقه 
عدوا » وعمر في طلبه . حى أنى راحلته فارتحلها . ثم اشتد بها ي حرة 
شوزان › فما استطاع أن يقرب عمر حى توف . 

وکان إسلامه لا بأس به . وکان إذا ذکر عمر : ترحم عليه › ویقول: 
ما رأيت أحداً أهيب من عمر رضي الله عنه . 


ذكر ردة آهل البحرين : 

قال عيسى بن طلحة : لا ارتدت العرب - بعد وفاة رسول الله صلل الله 
عليه وسلم - قال كسرى : من يكفيي أمر العرب ؟ فقد مات صاحبهم ٠‏ . 
وهم الآن مختلفون بينهم » إلا أن يريد الله بقاء ملكهم فيجتمعون على 
أفضلهم . ۰ 

قالوا : ندلك على أكمل الرجال ٠‏ مخارق بني النعمان » ليس ني الناس 
مثله . وهو من أهل بيت دانت فم المرب » وهؤلاء جبرانك » بكر 
ابن وائل . 

فأرسل إليهم . وأخذ منهم ستمائة › الأشرف فالأشرف . 

وارتد أهل هجر عن الإسلام . فقام الحارود بن المعلى في قومه › 
فقال : لسم تعلمون ما كنت عليه من النصرانية ؟ وإني م آنكم قط إلا خير › 


— YT 


وإن الله تعالی بعث نبیه » ونعی له نفسه › فقال : ( إنلك ميت وهم ميتون) 
وقال : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الاية) . 

وني لفظ أنه قال : ما شهادتکم على موسی ؟ قالوا : نشهد أنه رسول 
الله . قال : فما شهادتکم على عیسی ؟ قالوا : نشهد أنه رسول الله . قال : 
وأنا آشهد أن لا إله إلا الله » وأن حمداً عبده ورسوله . عاش کما عاشوا › 
ومات كما ماتوا . وأتحمل شهادة من أبى أن يشهد على ذلك منكم . فلم يرتد 
من عبد القيس أحد . 

وکان رسول الله صلل الله عليه وسلم قد استعمل أبان بن سعيد على 
البحرين . وعزل العلاء بن الحضرمي . فقال : أبلغوني مأمي » فأشهد أمر 
أصحاب رسول اله صلى الله عليه وسلم › فأحيا حاتم » وأموت ونيم . 

فقالوا : لا تفعل » فأنت أعز الناس عابنا » وهذا علينا وعليك فيه 
مقالة » يقال : فر من القتال . فأي . وانطلق ني لانمائة رجل يبلغونه 
المدبنة . 

فقال له بو بکر رضي الله عنه : ألا ثبت مع قوم لم يبدلوا وم يرتدوا ؟. 

فقال : ماكنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

فدعا أبو بكر العلاء بن الحضرمي . فبعثه إلى البحرين في سنة عشر 
راكباً » وقال : امض » فإن أمامك عبد القيس » فسار . ومر بشمامة بن 
أثال . فأمده برجال من قومه بي سح » ثم ق به . 

فنزل العلاء بحصن يقال له : جواڻي » وکان خارق قد نزل عن معه 
من بكر بن وائل : حصن المشقتّر - حصن عظم لعبد القيس - فسار إليهم 


ر 


— ۳ — 


العلاء » فيمن اجتمع إليه . فقاتلهم قتالا شديدا » حى كر القتلى في الفريقينء 
والحارود بن المعلى باللحط(ء) ببعث البعوث إلى العلاء . وبعث محارق : 
الحطتّم بن شريح(١)‏ - أحد بي قيس بن ثعلبة - إلى مرزبان الحط يستمده 
فأمده بالأساورة . فنرل الحطم ردم القداح - وكان حلف أن لا يشرب الحمر 
حى يرى هرا - وأخذ المرزبان الحارود رهينة عنده . وسار الحطم وأججر 
العجللي حى حصروا الملاء بجواثي . فقال عبد الله بن حداف » وكان 
من صاليي المسلمين : 

ألا أبلغ أبا بكر رسولا وسكان المدينة أجمعينا 

فهل لكموا إلى نفر يسر قعود ني جوالي امخصرينا 

کان دماء هم تي کل فج شسعاع الشمسيغشى الناظرين 

توكلنا على الرحمن . إتا وجا اللصر للمتوكلينا 

فمكثوا عل ذاك محصورين . ) 

فسمع العلاء وأصحابه ذات ليلة لغطاً ي المسكر › فقالوا : لو علمنا 
أمرهم ؟ فقال عبد الله بن حذف : أنا أعلم لكم علمهم » فدلوه بحبل . 
فأقبل حى يدخل على أجر المجلي - وأمه منهم - قال : ما جاء بك ؟ لا آنعم 
الله بك عيناً . 

قال : جاء لي الضر والحوع » وأردت اللحاق بأهلي » فزودني . 
فقال : أفعسل » على أني أظنك والله غر ذلك . بس ابن الأحت أنت 
(۰) بفتح الحاء٠:‏ أرض ننسب إليها الرماح اللطية . وهو خط عمان . وذلك السيف 


کله یسمی الط . ومن قرى الحط : القطيف > والعقير » وقطر . 


— ۹٤ 


سائر الليلة . فزوده وأعطاه نعلان . وأخرجه من العسكر » وخرج معه حى 
برز . فمضی کأنه لا يريد الحصن حى أبعد . ثم عطف . فأخذ بالخبل 

فقالوا : ما وراءك ؛ قال : ترکتهم سکاری › قد نزل بہم نجار معهم 
خمر » فاشروامنهم . فإن كان لكم بهم حاجة فالليلة . 

فنزلوا إليهم . فبيتوهم فقتلوهم . فلم يفلت منهم أحد . 

ووثب الحم فوضع رجله في الركابات » وجعل يقول : من محماني ؟ 
فسمعه عبد الله(٠)‏ بن حذف . فأقبل يقول : أبا ضبيعة ؟ قال : نعم . قال : 
أنا أحملك » فلما دنا منه قتله . وقطعت رجل أبجر العجلي . فمات منها . 


واہزم فَلهم فاعتصموا عفروق الشيباني ٠‏ 
م سار العلاء إلى مدينة دارين فقاتلهم قتالا شديداً » وضيق عليهم . 
فلما رأى ذلك ارق ومن معه › قالوا : إن خلوا عنا رجعنا من حيث جنا . 


فشاور العلاء أصحابه » فأشاروا بتخليتهم . فخرجوا فلحقوا ببلادهم . 
وطلب أهل دارين الصلح . فصالحهم العلاء على ثلث ما ني أيدم من 
أموامم » وما کان خار جا منها فهو له . 


وطفقت بكر بن وائل تنادي : يا عبد القيس » أناكم مفروق ني جماعة 
بكر بن وائل . فقال عبد الله بن حلاف : 


لانوعدونا عفروق وأسرته إن يأننا بلق متا َة اللحطم 


(ه) وعند اين جرير : أن عفيف بن المنذر قطع فخذه » و يجهز عليه . وآن قيس 
بن عاصم هو الذي آجهز عليه . 


س ۲۹0 سے 


فالنخل ظاهرها خيل . وباطنها ‏ خيل تكدس بالفرسان ني العم 
وإن ذا الحي من بکر » وان کتروا 
لأمة داخلون اللار تي أمسم 

ثم سار العلاء إلى الط » حى نزل إلى الساحل . فجاءه نصراتي › 
فقال : مالي إن دللتك على محاضة نخوض منها الحيل إلى دارين ؟ قال : 
وما تسألي ؟ قال : آهل بيت بدارين » قال هم لك . 

فخاض به . فظفر بهم عنوة › وسبا أهلها . 

وقيل : حبس هم البحر » حى خاضوه » وكانت نجري فيه السفن 
قبل . ثم جرت بعد . 

ويروى : أن العلاء وأصحابه جأروا إلى الله » وتضرعوا إليه في حبس 
البحر . فأجاب الله دعاءهم . وكان دعاؤهم : « يا أرحم الراحمين . 
باكرم » يا حلم » يا أحد » يا صمد » يا حي » با حبي الموتى » يا حي 
يا قيوم » لا إله إلا أنت يا ربنا » فأجازوا ذلك الحليج بإذن الله جميماً مشون 
على مثل رملة . فقال عفيف بن المنذر قي ذلك : 

ألم تر أن الله ذل بره وأنزل بالكفار إحدى الحلائل 

دعونا الذي شق البحار.فجاءنا بأعظم من فلق البحار الأوائل 

ولا رآى ذلك أهل الردة من أهل البحرين » صالخوا على ما صالح عليه 
أهل هجر . 

ولا ظهر العلاء على أهل الردة والمجوس: بعث رجالا من عبد القيس 
إلى أي بكر رضي الله عنه . فنزلوا على طلحة › والزبر رضي الله عنهما . 


— ۹۹ 


وأخبروهما بقيامهم ني أهل الردة . ثم دخلوا على أي بكر » وحضر طلحة 
والزبر . فقالوا : يا خليفة رسول الله » إنا قوم أهل إسلام . وليس شيء 
أحب إلينا من رضاك . وحن نحب أن تعطينا أرضاً من البحر وطواحين . 

وكلمه ني ذلك طلحة والزبر » فأجاب . 

وقالوا : اکتب لا کتاباً » فکتب . 

فانطلقوا بالكتاب إلى عمر رضي الله عنه . فلما قرأه : تفل ني الكتاب 
واه . 

ودخل طلحة والزڊر > فقالا : والله ما ندري » أنت اللحليفة 

فقال أبو بكر : وما ذاك ؟ فأخبروه . فقال أبو بكر : لن کان عمر 
کره شيئاً من ذلك › فإني لا أفعله . 

فقال له أبو بکر : ما کرهت من هذا ؟ 

قال : كرهت أن تعطي اللحاصة دون العامة . وأنت تقسم على الناس ء 
فتأبى أن تفضل أهل السابقة » وتعطي هؤولاء قيمة عشرين ألفاً دون 
الناس . 

فقال أبو بكر : وفقك الله » وجزاك خر . هذا هو الحق . 


— ۹۷ 


ذكر ردة آهل دبا () وازد عمان : 

وذلك : آم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين . 
فبعث إليهم مصدقاً يقال له : حذيفة بن محلصن الباري ٠‏ ثم الأزدي . 
من أهل دبا . وأمره : «أن يأخذ الصدقة من أغنياهم » ويردها على 
فقرامهم » ففعل ذلك حذيفة . 

فاما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة » وارتدوا . 
فدعاهم حذيفة إلى التوبة . فأبوا . وجعلوا يرتجزون : 

لقد أتانا خبر ردي . . . 

أمست قريش كلها نبي . . . 

ظلم » لعمر الله عبقري .. 

فكتب حذيفة إلى أي بكر يأمرهَم . فاغتاظ غبظاً شديداً » وقال : 
« من لاء ؟ ويل فم » . 
- ثم بعث إليهم عكرمة بن أي جهل - وكان اني صلى الله عليه وسلم 
قد استعمله على سفلى بي عامر بن صعصعة مصدقاً -- فلما باخته وفاة ابي 
صلى الله عليه وسلم انحاز إلى تلبالة في أناس من العرب » ليتوا على الإسلام . 
وكان مقيماً بتبالة في أرض كعب بن ربيعة . 

فجاءه كتاب أي بكر : « سر فيمن قبَلك من المسلمين إلى أهل دبا » . 
فسار عكرمة في غو ألفن من السلمين.وكان رس هل الردة: لقيط بن مالك 
٠‏ (ه) يفت الدال الهملة والباء يدها ألف . كانت عاصمة عمان . وكانت مدينة مشهورة 


— ۹۸ 


الأزدي . فلما بلغه مسر عكرهة » بعث ألف رجل من الأزد يلقونه . 
وبلغ عكرمة : أنهم جموع كشرة . فبعث طليعة . وكان المسدو أيضاً طليعة . 
فالنقت الطليعتان . فتناوشوا ساعة » م انكشف أصحاب لقبط . وقتل منهم 
نحو مائة رجل .ا وبعث أصحاب عكرمة فارسا بخره . فأسرع عكرمة حى 
لق طليعته . ثم زحفوا جميما . وسار على تعبئة » حى أدرك القوم . فاقتتلوا 
ساعة . ثم هزمهم عكرمة » وأكثر فيهم القتل . ورجع فلهم إلى لقيط 
بن مالك ٠‏ فأخبروه : أن عكرمة مقبل . 


فقوي جانب حليقة ومن معه من المسلمين فناهضهم . وجاء عكرمة . 
فقاتل معهم . فانزم المدو حى دخلوا مدينة دبا . فحصرهم المسلمون 
شهرآً . وشقق عليهم الحصار » إذ م يكونوا قد أخذوا له أهبة . 

فارسلوا إلى حذيفة . يسألونه الصلح . فقال : لا ٠‏ إلا بين حرب 
مجلية > أو سم خزية . قالوا : أما الحخرب المجلية > فقد عرفناها > 
فما السلم المخزية ؟ قال : تشهدون أن قتلانا في الحنة وقتلاكم ني النار › 
وأن كل ما أخذناه منكم فهو لنا » وما أخذتموه فهو رد لنا . وأا 
على حق وأنم على باطل وكفر » وحكم فيكم جما رأينا . فأقروا بذاك . 


فقال : اخرجوا عرلا » لا سلاح معكم » ففعلوا . فدخل المسلمون 
حصنهم . فقال حذيفة : إني قد حكمت فيكم : أن أقتل أشرافكم › 
وأسي ذراريكم . 


— ۲۹۹ 


فقتل من أثرافهم مالة رجل » وسى ذرار م . 

وقدم حذيفة بسبيهم المدينة . وهم ثلانمائة من المقاتلة » وأربعمائة من 
من الذرية والنساء . 

وآقام عكرمة بدبا عاملاً عليها لاي بكر . 

فلما قدم حذيفة بسبيهم : أنزهم أبو بكر رضى الله عنه دار رملة بنت 
الحارث » وهو يريد أن يقتل من بقي من المقاتلة . والقوم يقولون : وال 
ما رجعنا عن الإسلام » ولكن شححنا على آموالنا ء فيأي أبو بكر أن يدعهم 
بهذا القول . وکلمه فیهم عمر . وکان رأیه آن لا يسوا . 

فلم یزالووا موقوفن تي دار رملة حى مات أبو بکر . فدعاهم عمر » 
فقال : انطلقوا إلى أي بلاد شثم » فانم قوم أحرار . 

فخرجوا حى نزلوا البصرة . 

وكان فيهم أبو صفرة - والد المهلب - وهو غلام يومئذ . 

ولا قدم غزو آهل دبا أعطاهم أبو بكر خمسة دنائر . 


— ۰ 


السنة الثانية عشرة 

مسير خالد الى العراق : 

ولا دخلت السنة الثانية من خلافة آي بكر رضي الله عنه » وهي سنة 
اثى عشرة من الهجرة : كتب إلى خالد : « إذا فرغت من اليمامة › فسر 
إلى العراق » فقد وليك حرب فارس» . 

فسار إليه في بضعة وثلالن ألفا . فصالح أهل السواد ثم سار الى الأ به 
وخرج كسري ني مائه وعشرين ألفا فالتقى مع خالد » فهزم الله المشركين 
من الفرس . وکتب خالد إلى کسری « أما بعد › فأسلموا تسلموا > وال 
فأدوا الحزبة › وإلا فقد جثتكم بقوم عبون الموت كا حبون الياة » 
فصالخوه . 

وفيها حج أبو بكر رضي الله عنه بالناس » ثم رجع إلى المدينة . 
حوادث السنة الثالثة عشرة : 
ثم دخلت سنة ثلاث عشرة . 

فبعث آبو بكر رضي الله عنه ابحنود إلى الشام . وآمّر عليهم يزيد بن 
أي سفيان » وأبا عبيدة عامر بن ابجراح » وشرحبيل بن حسنة » وعمرو 
بن العاص . ونزلت الروم بأعلى فلطن ي سبعين ألفاً . ) 

فکتبوا إلى آي بکر غبرونه ویستمدونه . فأمر خالدآً ‏ وهو بارة - 
أن يمد أهل الشام بعن معه من أهل القوة » ويستخلف على ضعفة الناس 
رجلا منهم . 


— ۳ — 


فسار خالد بأهل القوة » ورد الضعفة إلى المدنية . 
واستخلف على من أسلم بالعراق : ا منتى بن حارلة . 
وسار حى وصل إلى الشام » ففتحوا بْصْرَى . وهي أول مدينة 


ثم اجتمع ا مشركون من الروم » فانحاز المسلمون إلى أجنادين › فكانت 
الوقعة المشهورة » وكان النصر للمسلمان . 


موت الصديق رضى الله عنه : 

وني هذه السنة : مات الصديق » ليلة الثلاثاء › لسيع عشرة ليلة مضت 
من جمادى الأخرة . 

وكانت خلافته سندن وثلاثة أشهر » وائنتن وعشرين ليلة . 

واستخلف على الناس عمر بن اللحطاب . وقال : «اللهم إني واليتهم 
خرهم » ول أرد بذلك إلا إصلاحهم ء وم أرد عاباة عمر . فتاخلفي 
فيهم . فهم عبادك » ونواصيهم بيدك » أصلح هم واليهم »› واجعله من 
خلفائك الراشدين » يتبع هدى نبيه صلى الله عليه وسلم . وأصلح له رعيته » . 

ثم دعاه . فال : «ياعمر » إن لله حقاً ني اليل لا يقبله في النهار › 
وحقاً ني النهار لا يقبله ني الليل . وإنجا لا تقبل نافلة حى تؤدى فريضة . 
ونما ثقلت موازین من ثقلت موازينه : باتباعهم احق » وثقله عليهم .وحقٴَ 
یزان لا يوضع فيه غر التق غداً : أن يكون ثقيلا . فإذا حفظت وصيي › 
م يكن غائب أحب إليك من اموت . وهو نازل بك . وإن ضيعتها › فلاغائب 
أكره إليك منه »> ولست تجزه» . 


— Po 


وورث منه أبوه أبو قحافة السدس . 

ولا ورد كتاب أي بكر رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد باستخلاف 
عمر بایعوه . ۰ 

م ساروا إلى « فحل » بناحية الأردأن . وقد اجتمع بها الروم . فكانت 
وقعة « قحلل » المشهورة »> ونصر الله المسلمين . وانحاز المشركون إلى 
دمشق . 
حوادث السنة الرابعة عشرة : 

ثم دخلت السنة الرابعة عشرة : 

وفيها : ساروا إلى دمشق وعليهم خالد . فأتى كتاب عمر رضي الله عنه 
بعزل خالد » وتأمير أي عبيدة بن الحراح . 

وفيها : أمر عمر بصلاة الأراويح جماعة . وقدم جرير بن عبد الله 
في ركب من بجيلة » فأشار عليه عمر بالحروج إلى العراق . فسار بهم جرير 
إلى العراق . فلما قرب من الى بن حارثة › كتب إليه : «أقبل › فإغا 
أنت مدد لي» . 

فقال جرير : أنت أمير » وأنا أمر . ثم اجتمعا . فكانت وقعة ابوب 
المشهورة . 

ثم إن عمر أمّر سعد بن أي وقاص رضي الله عنه على العراق » 
وکتب له وأوصاه . فقال : « يا سعد بن وهيب > لا يغرنك من الله أن 
قیل : خال ر سول الله صلی الله عليه وسلم وصاحبه . فإن الله لا محو السيء 
بالسيء . ولكن حو السيء بالحسن . وإن الله ليس بينه وبن أحد نسب 


نیس ے٠‏ — 


إلا بطاعته . فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء . الله ربہم وهم 
عباده . يتفاضلون بالعافية . ويد ركون ما عند الله بالطاعة . فانظر الأمر 
الدي رأيت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا عليه . 
فالزمه . فإنه الأمر » وكتب إلى الى وجرير : أن مجتمعا إليه . فسار سعد 
بن معه . فتزل بشراف » واجتمع إليه الناس . 


حوادث السنة الخامسة عشرة : 


ثم دخلت السنة اللحامسة عشرة . 
فتح القادسية : 

فلما احسر الشتاء سار سعد إلى القادسية » وكتب إلى عمر يستمده . 
فبعث إليه المغرة بن شعبة » ني جيش من آهل المدينة . وكتب إلى أي عبيدة : 
أن مده بألف . ۰ 

وسمع بذاك رسَم بنالفرخزاد. فخرج بنفسه ني مائة وعشرين ألفاءسوى 
التيع والرقيق » حى نزل القادسية . وبينه وبن المسلمين جسر القادسية › 
وقيل : كانوا ثلانمائة ألف ‏ ومعهم للائة وثلاثون فيلا . واجتمع المسلمون 
حى صاروا ثلاثن ألفاً . فكانت وقعة القادسية المشهورة الي نصر الله فيها 
المسلمين . وهزم المشركين . 

فلما هزم الله الفرس » كتب عمر إلى سعد : « أن عد المسلمن دار 
هجرة . وإنه لا يصلح العرب إلا حيث يصلح للبعر والشاه » وني منابت 
المشب . فانظر فلاة إلى جانب بحر » . 

فبعث سعد عثمان بن حنيف ٠‏ فارتاد هم موضع الكوفة اليوم » فتزها 


— ef —- 


سعد بالناس . تم كتب عمر إلى سعد : «أن ابعث إلى أرض اند - يريد 
البصرة - جنداً » فلينزلوها» . 
فبعث إليها عتبة بن غتروان ني للائمالة رجل حى نزها . وهو الذي 
بتر البصرة . ) 

وتي هذه السنة : كانت وقعة اموك المشهورة بالشام . 

وخرج عمر إلى الشام ٠‏ ونزل الحابية . فصالح نصارى بيت المقدس 
- وكانوا قد أبوا أن يبوا إلى الصلح مع أي عبيدة > حی یکون عمر 
يعقدون الصلح معه - فصالحهم . واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث . 
واجتمع إليه أمراء الأجناد . 

فلما رجع إلى المدينة وضع الديوان . فأعطى العطايا على مقدار السابقة . 
فبدأ بالعباس » حرمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . تم بالاقوب 
فالأقرب . 
حوداث السنة السادسة عشرة : 

ثم دخلت السنة السادسة عشرة . 

فيها : كتب عمر التاريخ . واستشار الصحابة في مبدئه . فمنهم من 
قال : نبدأ من بنداء النبوة » ومنهم من قال : من الوفاة > ومنهم من" قال : 
من اشجرة . فجعله عمر من اهجرة . 
حوادث السنة السايعة عشرة : 
ثم دخلت السنة السابعة عشرة : 
فكان فيها فتوح كشرة شرقاً وغرباً . 


0© — 
( م ۲١‏ مختصر السيرة ) 


وفیها فحت تسر > الي وجد فيها جسد دانيال عليه السلام . 
وکان المش رکون يستسقون به . ا 
وفيها : تزوج عمر أم كاثوم بنت علي بن أي طالب رضي الله عنهم › 
طلباً لصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
حوادث السنة الثامنة عشرة : 
ثم دخلت السنة الثامنة عشرة : 
فيها : أصاب الناس مجاعة شديدة » وتسمى عام الرمادة » لكثرة ما هلك 
فيها من الناس والبهائم جوعاً . فاستسقى عمر بالناس . وسأل المباس أن 
يدعو الله . ويؤمن عمر والناس على دعائه . فأزال الله القحط . 
وفيها وقع طاعون عمواس بالشام › وقد هلك فيه خمسة وعشرون 
ألفاً . 
ومات فيه أبو عبيدة عامر بن اراح » ومعاذ بن جبل » ويزيد بن 
..- أي سفيان رضي الله عنهم . 
فلما بلغ عمر مونّهم : مر على الشام معاوبة بن آي سفيان . 
حوادث السنة التاسعة عشرة : 
ثم دخلت السنة التاسعة عشرة : 
فتح فيها فتوح كشرة شرقاً وغرباً . 
حوادث السنة العشرين : 
م دخلت السنة العشرون : 


س ۳ — 


وفيها : فتحت مصر والإسكندرية . 
وفيها : أجلى عمر رضي الله عنه اليهود من الحجاز إلى أذرعات 
وغرها . 
حوادث السنة الحادية والعشرين : 
ثم دخلت السنة الخحادية والعشرون : 
وفيها كان فتح تهاوند » وآمرها النعمان بن مرن » وقتل 
يومشف . 
وفيها : مات خالد بن الوليد رضي الله عنه حمص . 
وفيها : مات عمرو بن معدي كرب » وطليحة بن خويلد الأسدي - 
الذي كان تنبا . م أسلم وحسن إسلامه » وأبلى ني قتال الفرس بلاء حسناً ‏ 
قتلا مع النعمان بن مقرن بنهاوند . 
حوادث السنة الثانية والمشرين : 
تم دخلت السنة الثانية والعشرون : 
وفيها : دخل الأحنف بن قيس خراسان > وحارب يزد جرد 
آخر ملوك الفرس . فهزمه الله فيها . 
وفيها : اعتمر عمر . فتلقاه نافع بن الحارث . وكان عامله على مكة › 
فقال له عمر : من حلفت ؟ قال : ابن أَبْرّی › قال عمر : ومن أبرّى ؟ 
قال : مول لنا . قال : ومول أيضاً ؟ قال : إنه قاريء للقران ۰ عام 
بالفرائض . فقال عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : 
« إن اله يرفع بهذا القرآن أقواماً » ويضع به آخرین » . 


— FeV — 


حوادث السنة الثالثة والعشرين : 

م دخحلت السنة الثالثة والعشرون : 

وفيها : قتل عمر رضي الله عنه . في صلاة الصبح من يوم الأربعاء 
لأربع ليال بقن من ذي الحجة . ودفن يوم الأحد هلال المحرم سنة 
أريع وعشرین . 

ولا رجع من الح في آعرها قام علي . فقال : « إني رأيت كأن 
ديكا أحمر نَقَرني نَقرتن أو ثلاثاً » ولا أرى في ذلك إلا حضور أجلي » . 

م حرج إلى السوق > فلقيه أبو لؤلؤة المجوسي > غلام المغرة بن شعبة › 
وكان صانعاً يعمل الأرحاء . فقال له : ألا تكلم مولاي يضع عي من 
خراجی ؟ قال : وكم خراجك ؟ قال : دینار . قال : إنك لعامل محسن › 
فقال : وسع اناس عَدألّك وضاق ي » وأضمر قتل عمر › فاصطنع 
له خنجرآً ذا حدین وشحذه وسمه . ثم اتی به ارمزان . فقال : کیف 
تری هذا ؟ قال : آرى أنك لا تضرب به أحداً إلا قتله(ء) . 

(«) كان أبو لؤلؤة من كبار ساسة الفرس الذين بحقدون على الإسلام أشد الحقد . لأنه 
أزال دولة الفرس بطقوسها وكل نظمها » وعحاها عوا تاما .فأحتال حى جاء إلى المدينة عبد 
للمغر ة بن شعبة . وكون هو - والحاقدون مثله سن الفرس واليهود - جمعية سرية لمحاربة الإسلام . 
ويقال إنه كان منهم كعب الأحبار . فال أعلم . فكان من أول عملهم : قتل عمر . لأنه على 
يده محا اله دولة الفرس . ولأنه كان عدثاً » يرهبه هؤلاء أشد الرهبة لنفوذ بصره »> وشدة 
توسمه » ومعرفته للأمور البعيدة » فما كان من السهل أن يبلغوا في كيد الإسلام ني حياة عمر 
رضي اله عنه ما بلغوا بعد قتله . وهم الذين دبروا الفتنة الي قتلوا فيها عشمان بن عفان » م 
حرب صفين » ثم قتل علي وابنه الحسين رضي اله عنهم . ولا پزالون یکیدون للإسلام إلى 
اليوم حى كانت فتنة فلسطين اليوم وتشريد أهلها . وحلول رموس الفساد والحبث فيها من لعنه 
الله وغضبعليه وجعل منهم القردة والحنازير وعبد الطاغوت . كل ذلك من هذه الحماعة الفارسية 
اليهودية . الي تسمت ني كل عصر بام يناسبه . وكان من أخدع أثوابها الصوفية والمذهبية 
الي فرقت المسلمين و جعلتهم شيعا وأحزابا كل حزب مما لاهم فرحون . 


— ۳A — 


فلما كبر عمر رضي الله عنه في صلاة الصبح › طعنه ثلاث طعنات . 
وقصة مقتله تي الصحيحن . 

وكانت خلافته عشر سنن وستة أشهر وأريع ليال » أو خمس . 

وعوته انفتح باب الفتنة إلى اليوم . 
نك باب من أبواب جهم > قال : فس لي قال : نت باب من أبوابا 
مغلقاً » لسلا يقتحمها الناس فإذا مت انفتح . 

وفتح الله على يديه من بلاد الكفار ألفاً وستة وللائن مدينة » وخرب 
أربعة آلاف بيعة وكنيسة . وبى أربعة آلاف مسجد . ودون الدواوين › 
ومصر الأمصار . ووضع اللحراج » وأرخ التاريخ . 

وله الفضائل المشهورة › والسوابق المأثورة . رحمه الله ورضي عنه . 


حوادث سنة أربع وعشرين : 

م دخلت السنة الرابعة والعشرون : 

فاستخلف فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه » لغرّة هلال المحرم - 
أو لثلاث من المحرم - بعد دفن عمر بثلانة أيام . 

أسلم قدعاً . وكان من ذوي السابقة » ومن ذوى الشرف والعلم . هاجر 
المجرتين. وصلى القبلدن . وزوجته رسول' الله صلى الله عليه وسلم الإبنتين . 
ولم ينكح ابنتي نبي من آدم إلى قيام الساعة غبره . وكان رسول الله صلى الله 
عليه وسلم يقدمه ويستحي منه »› ویقول : « مالي لا أستحي ممن تستحي 
منه ملائكة السماء ؟» . 


— ۳۹ 


وي هذه السنة : توفي سراقة بن مالك » وأم الفضل زوجة العباس › 
وأم أن بّركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ورضي الله عنهم . 


حوادث سنة خمس وعشرين : 
م دخلت السنة الحامسة والعشرون : 
فتوتي فيها عبد الله بن أم مكتوم المؤذن » وعمير بن وهب بن خلف 
الحمحي ٠‏ الذي حزر المسلمن يوم بدر . م تعاهد هو وصفوان بن خلف 
الحمحي على اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذهب إلى المدينة ءبدعوى 
افتداء ابنه وهب الذي كان أسر يوم بدر . فلما دخل على رسول الله صلى الله 
عليه وسلم قص عليه رسول الله ما تعاهد هو وصفوان عليه . فشهد شهادة 
الحتى وأسلم . 
وفيها توي عروة بن حزام العاشق . 
حوادث سنة ست وعشرين : 
تم دخلت السنة السادسة والعشرون . 
وفيها غزا عبد الله بن سعد بن أي سرح إفريقية »ومعه العبادلة - عبد الله 
بن نافع بن قيس ٠‏ وعبد الله بن نافع بن الحصين » وعبد الله بن الزبر ‏ 
فلقي جرجس ملك البربر في مائي ألف . فقتل جرجس › قتله عبد الله بن 
الزبير . وفتح الله على المسلمين . 
وفيها : مات خارجة بن زيد الأنصاري الذي تكلم بعد الموت . وكان 
من کلامه : خلت لیلتان . وبقیت أربع » بار ریس › وما بار ريس ؟ . 


۳٣۰١‏ س 


وفيها اعتمر عثمان » فكلمه أهل مكة أن غعول الساحل إلى جدة . 
وقالوا : هي أقرب إلى مكة وأوسع .وكانوا يرسو قبل ذلك في الشعتيبه(.). 
فخرج عثمان إلى جدة فرآها » وحول الساحل إليها . 

حوادث سنة سبع وعشرين : 

م دخحلت السنة السابعة والعشرون . 

وفیها - على قول ابن جریر کان فتح أفريقية والأندلس على يد 
عبد الله بن سعد بن أي سرح . 

وفيها : عزل عثمان رضي الله عنه عمرو بن العاص عن مصر ٠‏ وولى 
عليها عبد الله بن سعد بن أي سرح . 

وفیها : مات عبد الله بن كعب بن عمرو رضي الله عنه . وکان من 
أهسل بدر . ) 
حوادث سنة ثمان وعشرين : 

ثم دخلت السنة الثامنة والعشرون . 

فيها غزا معاوية بن أي سفيان البحر » ومعه عبادة بن الصامن » وامرأته 
أم حرام بنت ملحان - أحت أم سلم - فسقطت عن دابة فا فهلکت . 
وهي الي نام رسول الله صل الله عليه وسلم ي بيتها وقت قيلولة . فاستيقظط 
وهو يضحك » فسألته ؟ فقال : « ناس من أمني عرضوا علي غزاة في 
سبيل اله » يركبون بج البحر » ملوكاً على الأسرة - أو كالملوك على 

الأسرة - فقالت : ادع الله أن مجعلني منهم . فقال : نت منهم . م نام » 
(») قرية كانت على ساحل عر الحجاز من طريق اليمن . 


۳۱ س 


م استبقظ وهو يضحك » فسألته ؟ فقال مثل قوله . فقالت : ادع اله أن 
مجعلني منهم . فقال : أنت من الأولن » . 
وفيها : غزا معاوية قبرس . فصالحه هلها . 


حوادث سنة تسع وعشرين : 
م دخلت السنة التاسعة والعشرون . 
فيها : شكى الناس إلى عثمان رضي الله عنه ضيق مسجد رسول الله 
صلل الله عليه وسلم » فأمر بتوسعته ٠‏ وبناه بالحجارة المنقوشة > والقصة 
وهي الحص - وفيها وسع المسجد الحرام كذلك . 
وفيها : مات سليمان بن ربيعة الباهلي رضي الله عنه . وكان عمر 
رضي الله عنه ولاه قضاء المدائن ¢ فمكث أربعن یوما م حتصم إليه 
النان . 
حوادث سنة ثلاثين : 
م دخلت سنة لان . 
وفيها وقع خاتآم رسول الله من يد عثمان بن عفان رضي الله عنه ي 
بأر أريس » فنثزحت ولم يوجد . فحزن لذلك أشد الحزن . فوقع من الرعية 
الحلل على عثمان بعدها . 
وفيها : غزا سعيد بن العاص من الكوفة خر اسان »> ومعه حذيفة 
ابن اليمان » والحسن » والحسان » وعبد الله بن عمر › وعبد الله بن عمرو 
ابن العاص » وعبد الله بن الزبر رضي الله عنهم . 


— ۳۲ 


وفیها : کان ما کان من آمر أي ذر الغفاري رضي الله عنه » وشده 
إنكاره على معاوية وأهل الشام ني الاستمتاع با أنعم الله عليهم » والتوسع 
فيما أباح هم » وأفاء عليهم من الأموال . وأنه يرى : أن لا ببيت أحد 
من المسلمين وعنده درهم ولا دينار وإلا كان من الذين يكنرون الذهب 
والفضة . 

فكتب معاوية ني شأنه إلى عثمان . فكتب عثمان بإشخاص أي ذر 
إلى المدينة » وحاولة بعض دعاة الفتنة الالتفاف حول أي ذر . فهرب منهم 
إلى الربذة بإذن عثمان وني طاعته . وأقام ما حى مات رضى الله عنه . 

وفيها : زاد عثمان النداء الثالث يوم الحمعة على الزوراء حن كر الناس. 
فثبت الأمر على ذلك إلى اليوم . والزوراء دار كانت له بامدينة . 


وفيها مات أبي بن كعب : سيد القراء » وأحد القراء الأربعة . 


حوادث سنة احدی وثلاثین : 


م دخحلت السنة الخحادية والثلاڻون . 

وفيها : قعل يزدجرد آخر ملوك الفرس ٠‏ وهو الذي مزق كتاب رسول 
الله صلى الله عليه وسلم الذي دعاه فيه إلى الإسلام . فدعا عليه أن مزق الله 
ملکه . 

وفيها : فتح حبيب بن مسلمة الفهري أرمينية . 

وقال الواقدي : كان في هذه السنة غزوة الصواري ني البحر . وكان 
فيها : محمد بن أي حذيفة »ومحمد بن أي بكر .فأظهرا عيب عثمان وما غير 
وما خالف أبا بکر وعمر . ویقولان : دمه حلال . 


— ۳ 


حوادث سنة أثنين وثلاثين : 

ثم دحلت السنة الثانية والثلائون(.) . 

فيها غزا معاوية بلاد الروم » حى بلغ مضيق القسطنطينية . 

وفيها : مات عبد الرحمن بن عوف » وعبد الله بن مسعود »› وسلمان 
الفارسي وأبو ذر الغفاري - جندب بن جنادة - والعباس بن عبد المطلب › 
وأبو سفيان بن حرب . رضي الله عنهم . 
حوادث سنة ثلاث وثلاثين : 

تم دحلت السنة الثالثة والثلائون . 

وفيها : ذكر أهل العراق عثمان بالسوء » وتكلموا فيه بكلام خبيث 
تي مجلس سعيد بن عامر .فكتب ني أمرهم إلى عثمان . فكتب يأمره بإجلام 
إلى الشام . فلما قدموا على معاوية أكرمهم وتألفهم . ونصحهم . فأجابه 
منكلمهم بكلام فيه شناعة . ثم تصحهم فتمادوا في غبهم وجهالنهم وشرهم . 
فنفاهم معاوية عن الشام . وكانوا عشرة : كميل بن زياد » والأشتر اللنخعي 
- مالك بن يزيذ - وعاقمة بن قيس النخعي › ولابت بن قيس النخعي » 
وجندب بن زهير العامري » وجندب بن كعب الأزدي »وعروة بن الحعد » 
وعمرو بن الحمق اللحزاعي » وصعصعة بن صوحان › وأخوه زيد بن 
صوحان » واين الكوّاء . فأووا إلى ابسزيرة . واستقروا بجمص حى 
كانت الفتنة الي قادوها لقتل عثمان . 

وفيها : مات المقداد بن عمرو رضي الله عنه . 

(») سقطت السنة الأولى بعد الفلاثين من الأصل . فكملتها من تاريخ أبن جرير والبداية 


والنهاية . 


— ۳٤ 


حوادث سنة أربع وثلاثين : 

م دخلت السنة الرابعة والثلاثون : 

فيها : تكاتب المنحرفون عن عثمان - وكان جمهورهم من أهل 
الكوفة - وتواعدوا أن نجتمعوا لمناظرته فيما نقموا عليه . فبعثوا إليه منهم من 
يناظره فيما فمل من تولية من ولى وعزل من عزل . حى شق عليه ذلك 
جد . فبعث إلى أمراء الأجناد » فأحضرهم عنده . واستشارهم . فكل أشار 
برأي » تم انتهى الأمر بأن قرر عماله على ما كانوا عليه . وتألف قلوب 
هؤلاء . وأمر بهم أن يبعثوا إلى الغزو وإلى الثغور . فلم عنعهم ذلك من‌التمادى 
ئي غيهم . 

وفيها : توفى أبو طلحة الأنصاري » وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما 
حوادث سنة خمس وثلاثن : 

م دخلت السنة اللحامسة والثلاثون . 

وفيها : مات من الصحابة عمار بن ربيعة › أسلم قديعاً وشهد بدراً 
رضي الله عنه . 

وفيها : كان خروج جماعة من أهل مصر ومن وافقهم على عثمان . 

وأصل الفتنة ومنبعها : كان من عبد الله بن سبأً - رجل ودي من أهل 
صنعاء » أظهر الإسلام ليحفي به حقده عليه وکفره به ثي زمن عثمان - 
وكان ينتقل في بلدان المسلمين حاول ضلالتهم . فبدأً بالحجاز » تم البصرة › 
ثم الكوفة ٠‏ ثم الشام . فلم يقدر على ما يريد . فأخرجوه حى أتى مصر . 
فغمز على عثمان » وقاد الفتنة . وأشعل نارها » محادة لله ولرسوله > حى 


— ۳0 


كانت البلية الكبرى إعحاصرة عثمان رضي الله عنه › وإغتياله »> وهو يتلو 
_ كتاب الله تعالى . وكان بيد أولئك المجرمين اللحوارج في ذي الحجة من هذه 
السنة . رضي الله عنه . 

وبقتله وقعت الفتنة العظيمة الي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم > 
والناس ي بقايا من شرها إلى اليوم . 

ویروی : أن عثمان رضي اله عنه صلى ني الليلة الي حوصر فيها 
ونام » فأتاه آت ي منامه › فقال له : قم فاسأل الته أن يعيذك من الفتنة الي 
أعاذ منها صالي عباده . فقام فصلى › ودعاه . فاشتكى › فما خرج 
إلا جنازته . 

قال أهل السر : لا کان من أمر عثمان ما كان » قعد علي بن آي طالب 
ي ببته › فأتاه الناس › وهم يقولون : على أمر المؤمنن . فقال : ليس 
ذلك إليكم » إنما هو إلى آهل بدر . فأتاه آهل بدر . فلما رآى ذلك علي 
خرج فبايعه الناس . ولم يدخل في طاعته معاوية وأهل الشام > قهم علي 
بالشخوص إليهم(ه) . 


وقعة الجمل : 
وبلغ احبر عائشة - وهي حاجة” - وممها طلحة » والزبر . فخرجوا 


(ه) قال الافظ ابن كتير ني البداية والنهاية : قال شيخنا بو عبد اله الذهبي ي آخر 
ترجمة عثمان رضي اله عنه وفضائله : الذين قتلوه › أو آلبوا عليه : قتلوا إلى عفو الله ورحمته . 
والذين خذلوه : خذلوا › وتنفص عيشهم . وكان الملك بعده في نائبه معاوية و ڊنيه . مم لي وزیره 
مروان وممانية من ذریته »> استطالوا حياته وملوه » مع فضله وسوابقه . فتملك عليهم من 
هو من بي عمه بضماً وأمانين سنة . فالحكم لته اللي الكبير . هذا لفظ الذهبي حروفه . 


— ۳۱۹ س 


إلى البصرة يريدون الإصلاح بن الناس ٠‏ واجتماع الكلمة ٠‏ . وأرسل علي 
عمار بن ياسر وابنه الحسن بن علي إلى الكوفة يستنفرون الناس ليكونوا مع 
علي » فاستنفروهم ٠‏ فنفروا . وخرج علي من المدينة في ستمائة رجل . 
فالتقى - هو والحسن - بذي قار » ثم التقوا - هم وطلحة والزبر - قرب 
البصرة . وكان ني العسكرين ناس من الحوارج . فخافوا من تالو العسكرين 
عليهم . فتحيلوا حى أثاروا الحرب بينهما من غير رأي . فكانت وقعة 
احمل المشهورة . لأن عائشة كانت في هودج . على جمل . وعقر الحمل 
ذلك اليوم . فأمر علي حمل امودج ۰ فحمله محمد بن أي بكر › وعمار 
بن ياسر . فأدخل محمد يده في الودج » فقالت من ذا الذي يتعرض رم 
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أحرقه الله بالنار . فقال : يا أختاه » قولي 
بنار الدنيا . فقالت : بنار الدنيا » فكان الأمر كذلك . 

وكانت وقعة احمل في جمادى الآخرة سنة ست وثلائن . 

ثم التقى علي وعائشة . فاعتذر كل منهما للآحر . ثم جهزها إلى المدينة . 
وأمر ها بكل شيء ينبغي ها . وأرسل ممها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة 
المعروفات . 

وي هذه السنة : مات حذيفة بن اليمان »› وأبو رافع مول رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » وقدامة بن مظعون رضي الله عنهم . 
حوادث سنة سبع وثلاثين : 
م دخلت السنة السابعة والثلاثون . 
فسار علي رضي الله عنه ٠‏ والتقى هو وهل الشام بصفن › لسيع بقن 


۱۷ س 


بقن من المحرم - وصفان اسم موضع بن الشام والعراق - فكانت به الوقعة 
المشهورة . فلما اشتد البلاء على الفريقن » وطال أياماً » وكثر القتل بينهم : 
رفع أهل الشام اللصاحف على رؤوس الرماح › ونادوا : «ندعوكم إلى 
كتاب الله » فس الناس ؛ وأنابوا إلى الحكومة . 

فحكتم آهل" الشام عمرو بن العاص .وحكم علي بن أي طالب أباموسى 
الأشعري رضي الله عنهما . وكتبوا بينهم المهود بالرضى با حكم به 
الحكمان . فلما حل الموعد ني رمضان توافوا بأذرح » بدومة الحندال . 
فلم يتفق الحکمان على شيء . 
الشام . 

فلما وصل علي الكوفة حرجت عليه اللعوارج ؛ وكفروه حيث رضى 
بالتحکم . وقالوا : لا حُكلم إلا الله . واجتمعوا بحَرُوراء - اسم موضع 
بالعراق - فسموا اتحرورية » فأرسل علي إليهم عبد الله بن عباس فأتاهم . 
قال : «فلم أر قوماً أشد اجتهاداً منهم ؛ ولا أكر عبادة » فقال : ماتنقمون؟ 
قالوا : ثلاث . 

إحداهن : أنه حكم الرجال ني أمر الله » وقد قال الله تعالى : ( إن 
الحكم إلا لله الآية )() . 

والثانية : أنه قاتل > ول ْب ولم یغتم . فإن كانوا مۇمنىن » فما 
حل للا قتاهم ؛ وإن كانوا كافرين . فقد حلت لنا أموام وسبيهم . 
)١(‏ آية ٤١‏ من سورة الأنعام . 


— ۳۸ 


والاللة : أنه حا نفسه من أمبر المؤمنين .. فإن لم يكن أمر المؤمنن فهو 
مر الكافرين . 


فقال فم : ارايم إن قرأت عليكم من كتاب الله الحكم » وحدٹکم من 


فقلت : أما قولكم : إنه حكتّم الرجال في دين الله » فإن الله تعالى 
يقول : ( يا أا الدين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنم حرم - إلى قوله - 
َحلْكّم به ذوا عدال منكنّم )() وقال تعالی : ( وإن فم شقاق بینهما 
فابعثوا حكتما من أهله » وحكتماً من أهلها)٩)‏ أنشد كم اله » أفتحكم 
الرجال أي إصلاح ذات ينهم » وحقن دماليم وأمواهم : أحقٴٌ » أم ني 
أرنب نها ريع درهم » أو بضع امرأة ؟ فقالوا : اللهم بلى » في حقن 
دمائبم » وإصلاح ذات بينهم . فقلت : أحرجت من هذه ؟ فقالوا : الهم 
نىم . 

وأما قولكم : إنه قاتل وم سلب وم يتم » أفتسبون أمكم » 
وتستحلون منها ما تستحلونه من غرها ؟ فإن قلم : نعم » فقد فرتم . وإن 
زعم آنا ليست لكم بأم » فقد كفرآم . لأن الله يقول : ( وأزواجه 
آمھانہم)(")فإن کنم تترددون بن ضلالتن » فاختاروا أيتهما شت . أحرجت 
من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم . 

. من سورة المائدة‎ ٩١ آية‎ )١( 


)۲( آي o0‏ سورة النساء 


(۴) آية ٦‏ من سورة الأحزاب . 


— ۳۹ 


قال : وما قولکم : إِنه محا نفسه من « أمر المؤمنن » فإن الني صلى الله 
عليه وسلم - يوم الحديبية - أراد أن يكتب بينه وبن قريش ي الصلح . 
فقال لعلي : « اکتب : هذا ما قاضی عليه محمد رسول الله . فقالوا : لو نعلم 
أنك رسول الله » ما صددناك عن البيت › ولا قاتلناك » ولكن اكتب : 
محمد بن عبد الله . فقال : امح يا علي . واكتب ؛ محمد بن عبد الله . 
فقال : والله لا أحوك أبداً . قال : فأرني موضعه » فأراه ذلك . فمحاه 
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده» فو الله لرسول اله صلى الله عليه وسلم 
أفضل من علي . أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم » . 

فرجع منهم أربعة آلاف . وخرج عليه باقيهم . فقاتلوه › فقتل منهم 
مقتلة عظيمة . وأمر بالتماس المخدج ذي الدب . فلما وجده سجد 
لله شکرآً . 

وني هذه السنة مات خاب بن الأرّت » وخز عة ذو الشهادتن »وسفينة 
مول رسول الله صلى الله عليه وسلم ¢ وعبد الله بن سعد بن أي السرح 
رضي الله عنهم .. 
حوادث سنة ثمان وثلاثين : 

ثم دخلت السنة الثامنة والثلاثون : 

فيها : قتل محمد بن أي بكر وأحرق . 

وفيها : مات سهل بن حنيف » وصهيب الرومي . 

ثم دخلت السنة الأربعون(ه) : 

(») سقطت السنة التاسعة والكلاثون . 


— Fe 


وفيها : كتب معاوية إلى علي : « ما إذا ‏ شئت فلك العراق . ولي الشام . 
ونكف السيف عن هذه الأمة . ولا ريق دماء المسلمين » ففعل . وتراضيا 
رضي الله عنهما على ذلك . 

وفيها : قتل علي رضي الله عنه . قتله ابن ملجم - رجل من الخوارج ‏ 
لا حرج لصلاة الصبح » لثلاث عشرة ليلة بقيت من رمضان . 

فبايع الناس ابه الحسن . فبقى خليفة حو سبعة آشهر . ثم سار إلى 
معاوية . فلما التقى الحمعان » علم الحسن : أن لن تغلب إحدى الفتتىن 
حى يذهب أكار الأخرى . فصالح معاوية . وترك الأمر له » وبايعه على 
أشياء اشترطها . فأعطاه معاوية إيّاها وأضعافها . 

دجری مصداق ٠ا‏ صح عن رول اقه صل الله عليه وسلم آنه قال 
تي الحسن : « إن ابي هذا سيد ٠‏ ومسل اله آن يصلح به بن ا فئتن 
عظيمتين من المسلمن » . ا 

وصح عنه أنه قال قي النلخحوارج : « مخرجون على حن فرقة بن 
اناس . تقتلهم أقرب الطائفتىن إلى الحق » . 

وصح عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كشرة : أنه هى عن القتال في 
افتنة . وآخبر صلى الله عليه وسلم بوقوعها » وحذر منها ‏ 

فحصل عجموع ما ذكرنا : أن الصراب مع مهد بن أي وقاص ٠‏ وابن 
عمر » وأسامة بن زيد » وأكثر الصحابة الذين قعدوا واعتزلوا الطاتفتن 

وآن علي بن أي طالب وأصحابه : أقرب إلى الحق من معاوية صاب . 
وأن لفريقين كلهم ن مخرجوا من الإعان . 


— ۳۷۱ 
) مختصر السيرة‎ ١١ م‎ (١ ٠ 


وأن الذين خرجوا من الإمان : إنما هم أهل النهروان . 

وآن ما فعل الحسن بن علي رضي الله عنهما : أحب إلى الله تما فعل 
أبوه علي . لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدحه على ترك واجب ٠‏ 
او مستحب . 

وأجمع أهل السنة على السكوت عما شَجر بن الصحابة رضي الله 
عنهم . ولا يقال فيهم إلا الحسنى . فمن تكلم تي معاوية أو غره من الصحابة 
فقد خرج عن الإجماع . والله سبحانه وتعالى أعلم . 

وكان هذا العام يسمى عام الحماعة » لاجتماع المسلمين فيه على إمام 
واحد » بعد الفرقة . وهو عام إحدى وأربعن ني ربيع الأول . فاجتمعوا 
على معاوية رضي لله عنه » ودعي من يومثذ أمر المؤمنن . ورجع الحسن 
بن علي رضي الله عنهما إلى المدينة . 
ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين : 

فيها مات عمرو بن العاص رضي الله عنه بعصر › وهو واليها . 
ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين : 

فيها مات عبد الله بن سلام رضي الله عنه . 
ثم دخات سنة أربع وأربعين : 

فماتت فيها أم حبيبة بنت أي سفيان » أم المؤمنن رضي الله عنهما . 
ثم دخلت سنة خمس وأربعين : 

فماتت فيها حفصة بنت عمر » أم المؤمنن » وزيد بن ثابت رضي الله 


— KY — 


ثم دخلت سنة ست وأربعين ٠‏ 
فمات فيها حمد بن مسلمة . رضي الله عنه . 


ثم دخلت سنة سبع وأربعين : 
فمات فيها قيس بن عاصم رضي الله عنه . 
حوادث سنة تسع وأربعين : 
م دخلت سنة تسع وأربعن : 
وفيها : كانت غروة يزيد بن معاوية بن أي سفيان الروم » حى بلغ 
قسطنطنية . وهعه ابن عباس ¢ وابن عمر › وابن الزبر 6 وأبو أيوب 
الأنصاري . ۰ 
وفيها : مات الحسن بن علي » وجوبرية بنت الخارث آم المۇمنىن › 
وصفية بنت حلي أم الؤمنين ٠‏ وجي بن مطعم » وحسان بن ابت » 
ودحية بن خليفة الكلي > وكکعب بن مالك » وعمرو بن آمية الضمري › 
وعقيل بن أي طالب » وعتبان بن مالك » وامغرة بن شعبة : رضي اله 
عنهم أجمعن . 
ثم دخلت سنة احدى وخمسين û‏ 
فمات فھا مین زد بن عرو بن یل » وجریر بن عد اق جل 
رضي الله عنهم . 
ثم دخلت سنة اثنتير وځ ير . ) ۰ 
فمات فيها بو أيوب زيد بن خالد الأنصاري غازياً » ودفن عند سور ٠‏ 


KF — 


القسطنطينية »> وكان النصارى يستسقون بقبره رضي الله عنه . وبرأه الله 
من عقائد النصارى . ومات بہا آبو موسی الأشعري » وعمران بن حصين 
رضي الله عنهما . 
ثم دخات سنة ثلاث وخمسين : 

فمات فيها صعصعة بن ناجية الصحاني » الذي يقال : إنه أحيا أربعمالة 
موعودة ني الحاهلية » وزياد بن سمية رضي الله عنهم . 


ثم دخلت سنة أربع وخمسين : 
فماتت فيها سودة بنت زمعة م المۇمنىن > وأبو قتادة الأنصاري › 


وحکم بن حزام رضي الله عنهم . 
ثم دخلت سثة خمس وخمسین ۰ 

فمات فيها سعد بن مالك » والأرقم بن أي الأرقم - الذي كان رسول 
الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام مختبئاً ني داره - وسحبان وائل ء 
البليغ الذي يضرب به الئل ي الفصاحة . 
ثم دخلت سنة ست وخ خمسين ٠‏ 


فدعا فيها معاوية الناس إلى بيعة أبنه يزيد . 
ثم حوادث سنة سبع وخمسين : 

فمات فیها عنمان بن حنيف رضي الله عنه . 
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين : 

فمات فيها سعيد بن العاص - أحد الأجواد السبعة - وعبد الرحمن 
بن آي بكر » وعبد الله بن عباس - أحد الأجواد السبعة رضي الله عنهم . 


حوأدتث نة ستان ٠‏ 


ثم دخلت سنة ستن : 


men WE — 


فمات فيها معاوية بن أي سفيان . وصح أن أبا هريرة مات قبلها 
بسنة » وأنه كان يقول : « اللهم إني أعوذ بك من رأس الستن » وإمارة 
الصبيان» . ۰ 

واستخلف معاوية ابنه يزيد » فجرت الفتلة الثانية . وم تزل الفتنة 
قائمة سنن » حى اجتمع الناس على عبد الللك بن مروان  .‏ 

فأول ما جرى في أيام يزيد : مقتل الحسان بن علي رضي الله عنهما 
وأهل بيته ني يوم عاشوراء سنة إحدى وستن . 

ثم بعدها : جرت وقعة اة العظيمة بالمدينة › قتلوا أهلها . وأباحوها 
ثلائة أيام . 

م بعد ذلك : توجهوا إلى مكة لقتال عبد الله بن الزير رضي الله 
عنهما . فحاصروها . فلم یزالوا حاصر ہا حى باهم موت یزید . فلما مات 
يزيد اقارق الناس افتراقاً كدرآ. ا قل : 

وتشعبوا شعباً بكل جزبرة فيها أمبر المؤمنن ومنبر 

وثبت مروان بالشام »> وخرج المختار بن أي عبيد الثقفي المبيد المغسد 

بالعراق » ونجدة بن عوعر باليمامة . 
- والمشهور بأمير المؤمنن ثي هذه السنن : عبد الله بن الزبر بمكة .وبايع 
له كر الناس . 

فلما مات مروان تولى بعده ابنه عبد املك سنة خمس وستن . 

و لما تولى تصدى لرب عبد الله بن الزبر . فجرى بينهما ما يطول 
ذکره » وآحره : أزه وجه لقتال ابن الزبر جيشاً عليهم الحجاج بن يوسف 
الثقفي » فحصره بمكة » ثم قتله رضي الله عنه > سنة ثلاث وسبعن . 
فاجتمع الناس بعده على عبد الملك بن مروان . فلم يزل والب كذلك إلى 


— O 


سنة ست ونمانن . فمات واستخلف ولده الوليد . فبقى تي الحلافة سبع سنين 
وأشهراً . 

وني أيامه مات آنس بن مالك رضى الله عنه » والحجاج بن يوسف . 
م وى بعده آخوه سليمان بن عبد اللك . فبقى سنتبن وأشهراً . 

واستخلف عمر بن عبد العزيز . فبايعه الناس سنة تسع وتسعين 
ي صفر . 

فسار رحمه الله سبرة اللللفاء الراشدين . وأحيا السنن وآمات البلع . 
وبقی ي الحلافة رشيدآً مهدياً سنتعن وأشهرآ > ومات ي رجب سنة إحدى 
ومالئة . 

ومات ني أيامه ابنه عبد ا ملك . وكان يشبه أباه رحمهما الله . 

نم تولی بعده : يزيد بن عبد اللك . فبقى أريع سنن وشهراً واحداً . 
وتوفى سنة خمس ومائة . 

ثم قولى بعده : أخوه هشام بن عبد اللاك . فيقى تسع عشرة سنة وأشهاً . 

وني خحلافته ظهر امعد بن درهم » أول من قال بخلق القرآن . وأظهره 
ي دمشق . فطلبه بنو أمية . فهرب منهم إلى الكوفة . فلما أظهر قوله هناك : 
أخحذه خالد بن عبد الله القسري . قتله يوم عيد الأأضحى من سنة أربع وعشرين 
وماثة . خحطب الناس » فقال : أا الناس ضحوا . تقبل الله ضحايا كم .في 
مضح بالحعد بن درهم . إِنه زعم : أن الله م يتخذ إبراهم خليلاً . ولم يكلم 
موسی تکلیماً . تعال الله عما قال الحعد علواً کبیرآً . ثم نزل فذبجه في 
أصل المنبر .. 

وتوفى هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين ومائة . 

نم تولی بعده : ابن أيه الوليد بن يزيد بن عبد املك . فبقى سنة أو أقل 
أو آكثر . نم قتل سنة ست وعشرين ومائة . 


۹ س 


م تول بعده : ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الماك . فبقى خمسة أشهر 
وتوفى في ذي القعدة - أو في أول ذي الحجة من سنة ست وعشرين ومائة . 

وبعده انقضت الللافة التامة . ولم تجتمع الأمة بعده على إمام واحد إلى 
ليوم . وهو آخر اللفاء الانى عشر اء الذين ذكرهم النبي صلى الله عليهوسلم 
في الحديث الصحيح :» لا يزال أمر هذه الأمة عزيزآً » ينصرون على من 
ناوأهم إلى اثى عشر خايفة . كلهم من قريش » . 

وثي لفظ لملم : « إن هذا الأمر لا ينقض » حى عضي فيهم 
اننا عشر خليفة » . 

وعند البزار « لا يزال أمر امي قائماً › حى عضي اننا عشر خليفة » . 

وتي لفظ : « لايزال الإسلام عزيزاً منيعاً إلى اثى عشر خليفة » . 

وعند أي داود : « قالوا : ٹم یکون ماذا ؟ قال : ثم یکون ارج ». 

فلما مات يزيد : طلب الأمر أخوه إبراهم » فبايعه أخوه . ولم ينتظم 
له آمر . ۰ 

فطلب المر مروان بن محمد بن مروان - الذي يقال له مروان الخمار - 
فبايعه بعض الناس تي صفر سنة سبع وعشرين ومائة . 

وم يزل في حروب ونخبيط إلى آخر منة ائنتن وثلان ومالة - يوم 
الأحد لثلاث بقن من ذي الحجة ‏ فقتل ني كنيسة أي صر . وكانت مدة 
خلافته : حمس سنن وعشرة أشهر وعشرة أيام . وهو آخر من ولىالحلافة 
من بني أمية . 
دولة بني العباس : 


م قامت دولة بي العباس . 
وني هذه السنين : وقعت الفتنة الثاللة الي لم يرقع اللحرق بعدها إلى 
اليوم : 


— ۷ = 


فأول من قام من بي العباس : السفاح › واسمه عبد الله بن محمد بن علي 
بن عبد الله بن عباس . فبقى نحو ست سنن ثم مات . وعهد إلى آخيه 
المعروف بالمنصور . فبقي فيها اثنتن وعشرين سنة . ثم توفى . وعهد إلى 
ابنه المعروف بالمهدي » فبقی نحو عشر سنن »ثم مات . 
وقام بعده ابنه : موسی > اللسمى باهادي » فبقى سنة وشهرآً › 
م توفی . 

وقام بعده أخوه هارون » المسمى بالرشيد › فبقى آكر من عشرين 
سنة › م مات . 

وقام بعده : ابنه المسمى بالأمن - وآمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور_- 
ویقی نعو ثلاث سنن . ثم قتله عسکر آخیه المأمون . 

وقام بعده: الأمون . وهو الذي جر على المسلمين كشراً من الفان ي 
العقائد . فترجم كتب اليونان ي الفلسفة . وأظهر القول بخلق القرآن وألزم 
الناس القول به » وامتحن الإمام أحمد وغره من الأئمة رحمهم الله ي 
ذلك . 
بدء تأليف الكتب : 


وني يام عمر بن عبد العزيز : كتب إلى آي بكر بن حزم بالمدينة : 
« انظر ماکان من حدیث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجمعه › فإي 
خفت دروس العلم » وذهاب العلماء» . 

وني أيام المنصور : شرع العلماء ني تصنيف كتب التفسير والحديث . 

فصنف ابن جريج بمكة » ومالك بن أنس بالمدينة > وعمرو الأوزاعي 
بالشام »> وحماد بن سلمة بالبصرة » وسفيان الثوري بالكوفة › ومعمر 
بن المخى باليمن . 


— ۸ 


وصنف محمد بن إسحاق الغازي . وصنف أبو حنيفة النعمان بنثابت 
الرأي . 

وقبل هذا : کان الأئمة يتكلمون من حفظهم »> ويروون العلم صحفاً 
غر مرتبة . والله سبحانه وتعالى أعلم . 

والحمد لله رب العالين . وصلى اله وسلم وبارك على خاتم سيد المرسلن 
محمد > وعلى آله وصحبه أجمعن . 


%* *%*# % 


وكان الفراغ من نسخ هذا الكتاب الشريف يوم الأربعاء » لإحدى عشرة ٠‏ 
خلت من شهر رجب سنة ۱۳۰۹ على ید الفقر إلى ربه : سلیمان بن مان 
غفر الله له ولوالديه وللمسلمىن والمسلمات . والمۇمنىن والمۇمنات . 

الهم صل على محمد وآله وصحبه وسلم . 

وكان الفراغ من مراجعة هذا الكتاب ومقابلته وترقم الآبات وتخريج 
الأحاديث وتعليق ما رأينا الحاجة داعية إلى إيضاحه يوم الأربعاء السابع 
والعشرين من شهر ربع الآخر عام ١۹۸‏ ه. وصلى الله على محمد وآله 
وصحبه وسلم . ) 


المراجعون 


— N — 


CANO 


الموضوع 
تقدم أمانة المؤعر 

تقدم المراجعن 

قصص الأولن والآخرين .٠‏ 

قصة آدم وإبلیس . 

أحبار الني وأصحابه . 

قصة نوح عليه السلام... 

ظهور إبراهم عليه السلام. 


بض آحوانإبراهم عله السام الي لا تی عنها . 
ولاية البيت ومكة لاسماعيل تم لذريته من بعده ۰ 
قصة عمرو بن حى وتغيره دين إبراهى عليه السلام .. 


عنم نا من آقدم أصتام آهل ابلا ٠‏ .. 
اللات وأصله . 

اعم اة طالب الم وال مول ۰ 

إنتقال ولاية البيت إلى جراهم .. ٠‏ 
إنقال ولاية اليت إلى غبشان من خزاعهم .. 
ولاية قصي وجمعه لقومه 6 

حلف الفضول .. 

أول من أطعم الريد بمكة ... 


~~ e 


اموضوع رقم الصفحة 


بعض ها ابتدعته الحمس . e e‏ ۲۷ 
حدوث الرجوم وانذار الكهان بروج اللي ( ص )... ۴۹ 
افذار ايهود بالني صلى اله عليه وسلم ونه ميب إسلام الأنصار ... ۹ 
قصة بدء الوحی .. a n‏ ۳۰ 
لاملا لا قم لا لاون رکا رمب ديه .. ۳۰ 
قصة أي طالب .. . A ss n.‏ 
قصته صلل لت عليه وسلم مع قريش نا قرأ سورة النجي .. N es ous o‏ 
إسلام الأنصار سبب ني إظهار دين الله وإعزاز المسلمان PY aa aan on‏ 
من فوائد اهجرة .. اوا 
مشروعية الحهاد تي المدبنة .. ۳o‏ 
قال أهل الردة وصورة الزدة ‏ ۴۷ 
أهم ما على المسالم معرفة التوحيد من الشرك . PN as o ٠‏ 
قد یکفر من قال لا اله إلا الله إذا فعل ما يناقضها والاستدلال لذلك 
بسبعة أدلة . ٤١ e oe‏ 
نسب الرسول صلى الله عليه وسل . 0١‏ 
قصة الفيل .. ۱ 
وقاة عبد الله والد رسول الله 0 
عبد المطلب جد رسول الله .. ٦‏ 
عبد الله والد رسول الله ۹ 
أبو طالب عم رسول الله . ۱ 
خروج رسول الله إلى الشام وزواجه خدجة %٤‏ 
غنثه ي غار حراء “٤‏ 
بناء الكعية .. 1 


سے | س 


اموضوع 
ن عليه أهل الخحاهلية ... 
ماکان 
عبرو بن لی آول من غب لرام ١‏ 


ايد اء الدعوة ٠‏ 
أول دم أهريق ٠‏ 
تهزاء المشركن . 
8 شه 0 
افجرة الأول إلى الخبشة ١‏ 
ى الخحبشة .. ... 
فجرة الثانية | U‏ 
کان سول ال إل اجاشی پزرجه يزوجه آم 


ار جا السلمن ٠‏ 
زطلب 
ا ااي e. eos‏ 


ت النجاشي . 
ا إطلب 
إسلام حمزة بن عبد لا : 


ضى الله عنه 
إسلام عمر رضي الله 


الموضوع 
حماية آي طالب لرسول الله 
حصار بني هاشم في الشعب . 
موت خدجة وأي طالب وه د ا 
سؤاهم عن الروح وهل الكهف .. 
قول الوليد بن المغبرة في القرآن سحر .. 
إنشقاق القمسر 
سام الآيات . 
خروجه صل الله عليه وسلم إلى الطائف . 
الإسراء والمعراج 
فصل في الهسجرة.. 
بيعسة العقبة الأول . 
إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن خضر .. 
بيعة العقبسة الثانية 
المجرة إلى المدينة . 


نر ارش ف دار وة عل قم رمل اق صل ا عله ومام . 


قصة مراقة بن مالك .. 

دخول رسول اله صلل اله عليه ومام الديتة 
بناء المسجد o e‏ 
بناءه بعائشة . e‏ 
المؤخاة بن الأنصار والمهاجرين .. 

حوادث السنة الأأولى 


رقم الصفحة 


ن 


الموضوع رقم الصفحة 
إسلام عبد الله بن سلام ۱۳۹ 
حوادث السنة الثانية 14۰ 
نحويل القباة . ۰ ۰ ۱4۰ 
فصل امتقرار رسول اله صلى اله عليه وسلم بالدبة ۱4۳ 
بعض خصائص رسول الله صل الله عليه وسلم... €۳ 
أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم .. 14 
سرية عبيدة بن الحرث f‏ 
سرية سعد بن آي وقاص .. 1f‏ 
غروة الأبواء ' ۱6 
غزوة بواط ۱٤4٩‏ 
خروجه لطلب کرز بن جابر . 4٦‏ 
غزوة العشرة.. ۱4١‏ 
بعث عبد الله بن جحش ... 4۷ 
قتل عمرو بن الحضرمي ... 4۷ 
معىالفتنة .. e eee one oes‏ ۱4۸ 
رقع بدر الکبري بوم افرقان : ۱44 
قسم غنام بسدر 0¥ 
آشاری بدر . 16۸ 
غزوة بي قينقساع : ۰ 
غنزوة أحد... ۰ 
وقفنة بر معونة.. ۹۷ 
غزوة المريسيع . ۱۹۷ 
قصتنة الإفاك IW:‏ 


غزوة الأحزاب... 

صلح الخحديبية. ٠‏ 

٠ ٠ غزوة خسیبر‎ 

قوم حطر ن ی طالب رصحو من البقة.. 
حاصرة رسول الله بعض اليهود بوادي القرى . 
بعث سرية إلى الحرقات ...٠ءء‏ ... ... 
عمرة القضية .. 

غزوة مۇتة e‏ 

غزوة الفتح الأأعظم . .. 

هدم عمرو بن العاص صم سواع .. 

بعت سعد بن زيد دم مناة . 

غزوة حنن 

لمن على سبى هوازن .. 

فصل نا أنم رسول الل وامسلمون ممه فتح مكة... 
غزوة الطائفق . 


« فصل » قال ابن اسحق وقدم رسول اله الدینة من تیو ٠‏ 


ما قي غزوة الطائف من الفقه 
قصةكعب بن زهر 

فصل قي غزوة تبوك . 
وفود المرب إلى رسول ال . 
وفد بي غم . 


— 0 س 


الموضوع رقم الصفحة 
وفد عبد القيس ... iy‏ 
وفد بي حنيفة وفيهم مسيلمة . 4٤‏ 
حجة أي بكر بالناس . fo‏ 
حجة الوداع e nn‏ 4 
بعث أسامة بن زيد إلى البلقاء ... 4۷ 
مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم . 14۹4 
موت رسول الله صلی الله عليه وسلم... L3]‏ 
حديث السسقيفة Yoo‏ 
بيعة العامة أي بكر .. .. 0٦‏ 
فضيلة أي بكر الصدبق وخلافته الراشدة .. Yo¥‏ 
قصة الردة أعاذنا الله منها .. ۰ 
نفع الله طيئاً بعدي بن حاتم ۲ 
قال أهل الردة ۹۲ 
کتاب آي بکر لامرائه 40 
ذكر.مسبر خالك إلى بزاحة وغيرها .. Ye.‏ 
ذکر رجوع بي عامر وغرهم إلى الالام 4 
مسر خالد إلى اليمامة . 0 ۷۱ 
ذكر ردة آهل اليمامة مفتونن سيلمة الكذاب... %4 
ذكر ردة بي سلم . YAN‏ 
قل الفجساءة وتحريقه .. ۲۸۹ 
ذكر ردة آهل البحرين . 4Y.‏ 
ذكر ردة آهل دبا وأزد وعمان . %۸ 
السنة.الثانية عشرة PN eas ce a ue ne on‏ 


الموضوع 

مسر خالد إلى العراق .. ء.. ... ... 
حوادث السنة الثالثة عشرةء.. ... ... 
موت الصديق رضي الله عنه ‏ ... ... ... 
حوادث السنة الرابعة عشرة.. ... ... ... 
حوادث السنة اللحامسة عشرة. ... ... ... 
حوادث السنة السادسة عشرة ‏ ... . 
حوادث السنة السابعة عشرةء. ... ... 
حوادث السنة الثامنة عشرة .. ... ... 


حوادث السنة التاسعة عشرة ‏ ... ... ... ... 


حوادث السنة العشرين.. ... ... 
حوادث السنة الخادية والعشرين .. 
حوادث السنة الثانية والعشرين .. 
حوادث السنة الثالثة والعشرين . 
حوادث سنة أربع وعشرين 
حوادث سنة خمس وعشرين . 
حواث سنة ست وعشرین... . 
حوادث سنة سيم وعشرین . 
حوادث سنة ان وعشرين . . 
حوادث سنة قسع وعشرين 


— NV — 


)م ۴ مختصر السبرة ) 


الوضوع 


حوادث سنة لان ... ... . 
حوادث سنة إحدى وثلائلن 


حوادث سنة النتن وللالن.. ... 


حوادث سنة ثلاث وثلائن 


حوادث سنة أريع ولان ... 6 


حوادث سنة حمس وللائن 
وقعة الجحمل 


حوادث سنة سع وثلان . 


حوادث سنة مان وثلاثن... e‏ 


حوادث السنوات من ٤١‏ إلى ٤٥‏ 
حوادث السنوات من ٤١‏ إلى ٠۲‏ 
حوادث السنوات من ٥۳‏ إلى ٥۸‏ 
حوادث سنة ستن 

دولة بي العباس... . 

بد تأليف الكتب 

الفهسرس . 


— PPA 


صفحة سطر خطاً صواب 
٩‏ ۳۲ من التعليق بل ما ألفينا بل نتبع ما ألفينا 
١ ۳‏ من التعليق مريقيا مزيقيیا 
۱ فرق فرق 
4٤‏ ۳ الي تعقد الي تعتقد 
V4‏ کفروهم کفرهم 
or‏ ۱۱ أن تأذنك له أن تأذن له 
4٠ 4‏ بنوهاهاشم بو هاشم 
%4 ۱ ني قول تعالی في قوله تعالی 
° بلعبرانیه ‏ . بالعبر انيه 
W‏ ۲ أنه موت نفس ٠‏ أنه لن تموت نفس 
٤‏ ا۷ن التعليق و تلاەحق لاو ته وتلاەحقتلاوتە()منالتعليق 
٩ ۸4‏ إن رسال إن رسال 
٤٠ ٩‏ ي الضخر في الصخر 
4% ° معرض معرضاً 
۹۷ هشام بن عمر هشام بن عمرو 
N 1۹۲‏ لیحصم ليحطم 


—_ NM — 


صفحة سطر صواب 
٩۹ ۳‏ قالت أسماء بت ٠‏ قالت أسماء بنت 
٩4 WY‏ لیزدادود ٠‏ ليزدادوا 
4 1 عمرة القضبة عمرة القضية 
14۹% ۷ بدلیل بدیل 
١۲ ۸‏ أو لأتکكئن أو لأتكان 
.° ولا بهم سمع ولا سيمع بم 
8 ۰ فھو لکم فھو لکم فھو لکم 
۱ بعرة بعمروة 
q4 f‏ امن أمر 
00 4 قم قتلم 
٦‏ لهاد اللحجهاد 
١ ۲‏ 0 فيي قتيسل 
۸ من ‌التعليق ‏ تجسوير تجويز 
۷ ۱-۲۰ بقن بقن بقن 


Pte‏ سے 


مؤلفاتالشت لشتْخالإمام 


ع للم رر زارو وء یې و ص جاب 


eem 


القسم الثالك 


#ختصر سبرة الرسول 


٤ 29 Vv‏ که 
¢ 52 ۰ 2 
ce 2‏ 
بعد أن تقرر أن تعقد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مؤتراً 
باسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب - شكات أمانة للإعداد هذا المؤ تعر وتقدم 
تصور مفصل عنه ثم وضعه موضع التنفيذ . 
وقد بدأت الأمانة عملها بتحديد المدف العام للم تمر بأنه التعريف بالشيخ 
وتجلية حقيقة دعوته على مستوى العام الإسلامي »> وكشف الشبهات الي 
آرت حوها ني بعض البلدان الإسلامية وتي ظل ظروف تار ية معينة . 
وني سيل أعقيق هذا المدف - بصورة علمية صحيحة - رأت الأمانة 
ضرورة جمع كافة ماكتبه الشيخ من مؤلفات › وحقيق نسبتها إليه ‏ وتوليقها 
ثم نشرها في طبعة خحاصة باسم الحامعة » لترسل فسخ منها بعد ذاك إلى اينات 
والباحثن الذين ستوجه إليهم الدعوة للإسهام في ا وتر . 
وقد راعت الأمانة ني ذلك أن. كثرآً من الباحدن تي البلدان الإسلامية 
لا تتوافر لدم مؤلفات الشبخ وآثاره العلمية ما بكون له أثر واضح بلا شك 


(1) 


في قصور أو نقص أو خطأ بعض ما قد يكتبونه عن دعوة الشيخ › ومن ثم 
فلا بد أن تتوافر لدہم آثار الشيخ الصحيحة بصورة مولقة حى مكنهم 
التعرف على حقيقة دعوته والكتابة الموضوعية العلمية عنها . 

ومن ثم انطلقت الأمانة تجمع كل ما تيسرها من مؤلفات الشيخ المطبوعة 
والمخطوطة وتبحث عنها في كافة مظانما عند أفراد من أسرة الشيخ › وني 
المكتبات العامة واللحاصة في ناء المملكة وخارجها . 

وي هذا لجال نشار بصفة خاصة إلى المجموعة الكبرة من مخطوطات 
مؤلفات الشيخ الي وجدت في المكنبة السعودية بدخنة بالرياض › وقد 
قامت الأمانة بتصوير هذه المخطوطات . كما قامت باستحضار نسخ من 
مؤلفات الشيخ المطبوعة وذلك بطريق الشراء واهبة › وبطريق الاتصال 
الشخصي والاستعارة من الأفر اد واهيثات بالنسبة لبعض الطبوعات الي 
يقل وجودها أو يندر . 

وأيضاً قامت الأمانة بنشر وإذاعة إعلان ترجو فيه من ملك شيا 
مخطوطا من مؤلفات الشیخ أن يتدم به إلیها . کنا قامت بإر سال رسائل بنفس 
المعى إلى عدد كبر من الشخصيات ذات الصلة في داخل المملكة وخارجها . 

وأيضاً قامت بالاتصال الشخصي ببعض الأفراد الذين هم اهتمام خاص 
بالشبخ ودعوته ومؤلفاته أو كتبوا فيها شيا ذا قيمة . 

كما قام بعض أعضاء الأمانة في إجازة صیاف ۱۳۹۹ ھ ( ۱۹۷١‏ م) 
بعراجعة المكتبات الامة في مصر وغبر ها التعراف على ما قد يكون للشيخ فيها من 
مؤلفات م العمل على استحضار ما ييسر للأمانة مهمتها من هذه الؤلفات . 


(ب) 


... ومن حصيلة ذلك كله تجمعت في أمانة المؤتمر نسخ كذرة من مؤلفات 
الشيخ مطبوعة ومخطوطة وفي صورة ميكروفيلم . فألفت من بن أعضاًا 


بحنة لتصنيف هذه المؤلفات » تضمنت مهمتها ها بلى : 


(أ) النظر في كل مؤلف مطبوع أو مخطوط والاستيثاق من أنه حقا . 


من مؤلفات الشيخ . 

(ب) حصر الموجود من نسخه المطبوعة والمخطوطة ووصف كل 
نسخة . 

(ج) تسجيل القسم اللي يوضع فيه ( العقيدة - الفقه - السرة - 
الرسائل ) . 

وأيضاً ألفت عدة بخان التصحيح تضمنت مهمتها ما بلي : 

(أ) مقابلة النسخ المخطوطة والمطبوعة من كل مؤلف بعضها على 
بعض » للحصول على نسخة كاملة متكاملة هي الي تعد الطيع . 


(ب) ترقم الآیات » وذکر سورھا » وضبطھا شکلا . 


(ج) وضع علامات الرقے والبدء بالفقرات وإبراز العناوین حسب 
الظام الحديث ني الكتابة والطبع . 

(د) تحقيق الأمر في صحة نسبة المؤلفات الي تقدم بحنة التصنيف 
شكاً حول صحة نسبتها . 

وقد حرصت أمانة الم تمر على أن تؤلف كل بحنة من بخان التصحيح 

من‌العلماء التخصصن ذري الصلة الوثيقة بنوع وطبيعة المؤلف الذي يراجعونهء 


)ج( 


کا حرصت على آن تجمع كل نة عدداً من العلماء ذوي اللحبرات المتكاملة 
ني مجموعها من حيث صلتها عهمة التصحيح وإنقاا قدر الاستطاعة . وف 
هذا استعانت الأمانة ببعض العلماء ذوي اللحبرة من غير أعضاا . 

... وبعد فهذه مؤلفات الشيخ تقدمها أمانة المؤ غر متكاملة موثقة کأول 
نمرة من نمار تكوينها وعملها . وقد قصدت بجهودها نجلية حقيقة دعوة 
الشيخ وتيسر الأطلاع عليها ومراجعتها من مجموع ما كتبه دون إضافة 
أو حذف أو تعليق 6 لتتيح للدارسن المنصفن الباحشن عن الحقيقة في ذاما 
أن يصاوا إلبها بأوثق طريق » بعيداً عن كل تزييف أو تشويه أو ادعاء باطل 
محاول صاحبه أن يابسه ثوب الحق . 

وترجو الأمانة أن تكون قد وفقت ني عملها هذا كفاء ما بذلته من 
جهود . ۰ 

والله من وراء القصد » وهو المادي إلى خر سبيل.. 

أمانة المؤنغر