Skip to main content

Full text of "waq50041"

See other formats


کے 
%2 سے 


کی ص ورور 

چ 1 ک١‏ 9 
r 4 7 ۹‏ 
0 | س ) ص 
تامام 
ا ر 

تاليف إمام الدعوة الإسلامية الغغ' 

را وها 

صخحه وقابله على آصولىه 


الحمد لله وحده على ماله من الأأسماء الحسى ٠‏ والصفات العلى » 
ونحمده على ما أولاه من جزيل الفضل والعطاء » ونشهد أن لا إله إلا الله 
وحده ٠‏ تعالی عن الأنداد والشركاء » ونشهد أن محمداً عبده ورسوله › 
بعثه بأ كمل الشرائع وخر المدى » صلى الله عليه وسام » وعلى آله وصحابته › 
ومن سار على جه » واهتدی بدیه دائماً وأبداً . 

أما بعد : فإن من أجل نعم الله على عباده أن أرسل هذا الني الكرم 
باهدی » ودین الحتق » لیظهره على الدین کله » فأکمل له الدین » وآتم به 
النعمة » ورضي لأمته الإسلام دين » واستخلفهم ني الأرض » ومكن هم 
دينهم » وأبدهم من بعد خوفهم أمناً »> وكل ذلك ببركة قيامهم بتوحیده 
وطاعته » ونعسكهم بدي نبيه صلى الله عليه وسلم الذي هو خر اهدي . 

ولا کان هذا شأن اتباعه عليه الصلاة والسلام » والسر على نجه » 
اهم علماء الأمة به » فدونوا لمن بعدهم ما عرفوه أو استنبطوه من هديه 
صل الله عليه وسلم »> العبادات » والمعاملات ٠‏ والعادات » وكان من 
من أشهر ما ألف في ذلك كتاب « زاد المعاد » ني هدي خير العباد » الذي 
الذي جمعه الشيخ الإمام المحقق « اہن قے الحوزية » رحمه الله » وأكرم 
مثواه » فلقد جمع واستوعب ما لم يتيسر لغره » وقد طبع الكتاب مرار؟ › 
وانتشر وانتفع به . 


ولا كان ني بعض المواضع قد أسهب » وأطال بذكر الحلاف > 
واستيفاء الأدلة » نما قد يثقل على المتعجل » وفق الله إمام هذه الدعوة النجدية 
الشيخ : « محمد بن عبد الوهاب » رحمه الله » أن اختصره › واقتطف منه 
ازبدة والحلاصة »> ني جلد لطيف » وني بالمهم والمقصود من وضع أصل 
الكتاب . 

وقد أحم الله « جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية » بالرياض 
الإهتمام بإحياء تراث هذا الشيخ رحمه الله » بطبع ما م يطبع من مؤلفاته ء 
أو تجديد ما اندرس منها ني شى العلوم . 

وقد أسند إل تصحيح «مختصر زاد المعاد» المذكور » ووجد منه 
نسختان خطيتان » تضمهما المكتبة السعودية بالرياض . 

« أولاهما» تحت رقم ۸٩/٤۸‏ فرغ من نسخها في عام ۱۲١١‏ هھ بقلم 
يوسف بن محمد بن عبد المادي وخطها مقروء » ولا تخلو من أخطاء » وفيها 
سقط ني مواضع قد يبلغ صفحات > وقد اعتبرناها الأصل › لكونما 
مصونة › لم تغر عن وضعها . 

أما « الثانية » فهي برقم ۸٦/٤۹‏ فرغ منھا عام ۱۲۳۷ ھ ولم یسم الکاتب 
نفسه » وهي أوضح خطا وأجمل » وقد تصرف فيها بعض المصححن » 
فزاد فيها ونقص ء وعلق عليها تعاليق كثرة » مستمدة من « زاد المعاد » 
غالبا » وقصده بذاك إتمام الفائدة » وإيضاح المعنى » وفبها سقط أيضا › 
لكنه أقل من الأول . 

وقد قمنا بعقابلة النسختن » وعند اختلافهما أصلا أو تصحيحاً نرجع 
إلى زاد المعاد » ونشبت ما فيه إن اقتضاه العام › ما لم نتحقق أن العبارة 


س 


مختصرة » وأن المؤلف غير لفظ الأصل » فهناك نبت ما هو الأليق بتلك 
الحملة » وعند ما اني على السقط في إحدى النسختن نعتمد الثانية مع 
الأصل . 

ما التعليقات ٠‏ والتكميلات » الي بهو امش النسخة الثانية فأسقطناها 
غالبا » وبالأحص في آخر الكتاب حيث كثرت » وأفبتناها أحياناً بن 
قوسن التوضيح . ) 

ولم نر فائدة تي الإشارة إلى اختلاف النسخ في كل حاشية » ما لم تدع 
إلى ذلك حاجة ماسة » والله المسثول أن يتفع بهذا المختضر › كما نفع 
بأصله » ون یٹیب مؤلفه » وکل من سمی في [خراجه ونشره » وآن لا حرمنا 
جزیل فضله + إنه قريب جیب » وصلى الله على محمد وآله وسلم . 

ئي ۱۳۹۷/۱۰/۱١‏ ھ المصحح 


عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين 


نع لذب( ع 
وبه الثقة والعصمة 


الحمد لله رب العالمن » وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له › 
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . 

أما بعد : فإن الله سبحانه وتعالى هو التفرد بالحلق والاختيار . قال الله 
تعالى : ( وربك علق ما يشاء وتار » ما كان هم الحرة » سبحان الله 
وتعالى عما يشركون ) ( القصص : آية ٩۸‏ ) والمراد بالاختيار : هو الاجتباء ' 
والاصطفاء » وقوله : ( ما كان هم الحرّة ) أي : ليس هذا الاختيار 
إلبهم » فكما أنه المتفرد بالحلتق » فهو المعفرد بالاختيار منه › فإنه أعلم 
عواقع اختياره » ا قال تعالى : ( الله أعلم حيث عل رسالته ) الأنعام : 
( الآبة ٠۲١‏ ) وكما قال تعالى : (وقالوا لولا نرّل هذا القرآن على رجل 
من القريتن عظم . أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في 
الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ) الزخرف ر الآية : ۳١‏ ) 
فأنكر سبحانه عليهم تخبرهم » وأخبر أن ذلك إلى الذي قسم بينهم معيشتهم › 
ورفع بعضهم فوق بعض درجات . وقوله : ( سېحان الله وتعالی 
عما پشرکون ) نزه نفسه عما اقتضاه شركهم من اقراحهم واختیارهم : 
ولم یکن شرکهم متضمناً لإلبات خالق سواه حی ينز ۵ نفسه عنه . والاية 
مذ كورة بعد قوله : ( فأما من تاب وآمن وعمل صالخا فعسی أن يكون 
من المغلحن ) ( القصص الآية : ٦۷‏ ) . 


¥ 


وکما آنه خلقهم اختار منهم هؤلاء » وهذا الاختيار راجع إلى حکمته 
سبحانه » وعلمه بمن هو آهل له › لا إلى اختيار هؤلاء واقراحهم . 

وهذا الاختيار ني هذا العام من أعظم آیات ربوبیته وأکبر شواهد 
وحدانیته » وصفات کاله » وصدق رسله . 

ومن" هذا اختياره من اللائكة المصطفن منهم › كما قال الي 
صلى الله عليه وسلم : « اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل › فاطر 
السموات والأرض » عام الفيب والشهادة » أنت نحكم بن عبادك فيما 
کانوا فيه ختلفون » اهدني لما احتليف فيه من الحق ب[ذنك » إنك ېدي 
من تشاء إلى صراط مستقم »() . 

وكذلك اختیاره سبحانه الأنبياء من ولد آدم » واختیاره الرسل منهم › 
واختياره أولي العزم منهم » وهم اللحمسة المذكورون ني سورتي الأحزاب 
والشورى(") واختياره منهم اللليلين : إبراهم ومحمداً صلى الله عليهما 
وسلم وعليهم أجمعن . ومن هذا اختياره سبحانه ولد إسماعيل من أجناس 
بي آدم » ثما ختار منهم بي كنانة من خزعة » ثم اختار من ولد كنانة قريشآ › 
ثم اختار من قریش بي هاشم › م اختار من بي هاشم سید ولد آدم حمداً 
صلى الله عليه وسلم › واختار أمته على سائر الهم . 

اي « المسند » عن معاوية بن حيدة مرفوعاً : « تم توفون(") 
سبعن أمَة » أن خبرها وأكرمها على الله » . 
(۱) آخرجه مسلم ني صحیحه (۷۷۰) في صلاة المسافرين من حديث عائشة رضي الله 
عنها وأبو عوانة . 

(۲) إشارة لقوله تعالى : ( وإذآذنا ) ۸/۳۳ و ( شرع لگ ) ٠ ٠١/٤۲‏ 

(۳) في مسند الإمام أحمد ٠/١‏ طبع المكتب الإسلامي : ويم . وآما لفظة : « توفون » 
فإنها في رواية آخرى . 


وني « مسد البزار » من حديث آي الدرداء مرفوعاً : « إن الله 
سبحانه قال لعیسی بن مرم : 

إني باعث بعدك أمة“ إن أصابهم ما بون حمدوا وشكروا » وإن 
أصابہم ما یکرهون احتسبوا وصبروا › ولا حلم ولا علم . قال : یارب 


کیف هذا ولا حلم ولا علم ؟ قال : أعطيهم من حلمي وعلمي . 


والمقصود أن الله سبحانه اختار من كل جنس أطيبه » فاختصه لنفسه › 
فإنه سبحانه وتعالى طيب لا حب إلا الطيب » ولا يقبل من القول والعمل 
والصدقة إلا الطيب . 

وبمذا بعلم عنوان سعادة العبد وشقاوته » فإن الطيب لا يناسسبه 
إلا الطيب ولا يرضى إلا به »> ولا يسكن إلا إليه › ولا يطمان 
قلبه إلا به . 

فله من الكلام الكلام الطيب الذي لا يصعد إلى الله إلا هو > وهو 
أشد نفرة عن الفحش ني المقال والكذب والغيية والنميمة والبهت وقول 
ازور وکل کلام خبیث . 

وكذلك لا يألف من الأعمال إلا أطيبها » وهي الي أجمعت على 
حسنها الفطر السليمة مع اأشرائع النبوية » وزكتها العقول الصحبحة › مثل 
أن يعبد الله وحده لا شريك له » ویؤثر مرضاته على هواه » وبتحبب اليه 
جهده » وسن إلى خلقه ما استطاع › فیفعل بہم ما حب أن يفعلوه به . 


وله من الأخلاق أطيبها > کالحلم والوقار » والصبر والرحمسة › 


+| س 


والوفاء والصدق ٠‏ وسلامة الصدر »› والتواضع › وصيانة الوجه عن بذله 
وتذلله لغر الله . 

وكذلك لا مختار من المطاعم إلا أطيبها » وهو الحلال ايء الذي 
يغذي البدن والروح أحسن تغذية مع سلامة العبد من تبعته . 

وكذلك لا تار من المناكح إلا أطيبها » ومن الأصحاب إلا الطيببن . 
فهذا ممن قال الله فيهم : ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبان يقولون سلام 
علیکم ادخلوا الحنة ما كنم تعملون ) ( النحل الآبة : ۳۲ )ومن الذين تقول 
هم خزنة ابحنة : ( سلام عليكم طب فادخلوها خالدين ) ( الزمرالآية : ۷۳) . 
وهذه الفاء تقتضي السببية » أي : بسبب طيبكم فادخلوها . 

وقال تعالى : ( اللحجيثات للخبيشن . واللبيثون الخبيثات . والطيبات 
ااطيببن . والطيبون للطيبات . أولئك مبرؤن نما يقولون هم مغفرة ورزق 
کرم ) ( النور الآية : )۲١‏ . 

ففسرت بأن الكلمات اللجيثات للخبيشن » والكلمات الطيبات 


وفسرَ ت بالنساء الطيبات للرجال الطيبين وبالعكس » وهي تعم“ ذلك 
وغره . 


والله سبحانه جعل الطيب بذافره في الحنة > وجعل الحبيث بحذافره 
ني النار » فدار أخلصت لاطيب » ودار أخلصت للخبيث » ودار 
مزج فيها الحبيث بالطيب » وهي هذه الدار » فإذا كان يوم المعاد > ميز الله 
الحبيث من الطيب فعاد الأمر إلى دارين فقط . 


اا س 


والمقصود أن الله جعل لاشقاوة والسعادة عنواناً يعرفان به › وقد يكون 
ني الرجل مادتان » فأما غلبت عليه كان من أهلها » فإن أراد الله بعبده 
خبرآً طهره قبل الموافاة فلا عتاج إلى تطهره بالنار . وحكمته تعالى تأبى 
آن مجاوره العبد ني داره مخبائنه » فیدخله النارطهرة له » وإقامة هذا النوع 
فيها على حسب سرعة زوال الحبائث وبطتها . 

ولا كان المشرك خبيث الذات » م تطهره النار » كالكلب إذا دخل 
البحر . 

ولا كان المؤمن الطيب بريثاً من الحبائث »> كانت النار حراماً عليه › 
إذ ليس فيه ما يقتضي تطهره » فسبحان من بهرت حكمته العقول . 


۷۲ا س 


فصل 


TEE 


«e‏ ا ول 


ومن ها هنا يعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول وما 
جاء به » فإنه لا سبيل إلى الفلاح إلا على يديه » ولا إلى معرفة الطيب من 
الحبيث على التفصيل إلا من جهته › فأي حاجة فرضت وضرورة 
عرضت » فضرورة العبد إلى الرسول فوقها بكر . 

وما ظنك بن إن غاب عنك هديه » وما جاء به طرفة عن فسد 
قلبك » ولکن لا عس بہذا إلا قلب حي » وما لحرح بيت إيلام() . 
وإذا كانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم » فيجب على كل من 
أحب بجاة نفسه أن يعرف من هدیه وسرته وشأنه ما مخرج به عن 
خطة الحاهلن . 


م 


اس د . ِڪ . 
والناس في هذا بن مستقل ومستكار وتحروم » والفضل بيد الله بؤتيه 
من يشاء والله ذو الفضل العظم . 


. عجز بيت للمتنبي وصدره : من بهن يسهل الموان عليه‎ )١( 


— ۳ 


کان صلى الله عليه وسلم يتوضأً لكل صلاة ني غالب أحيانه » وربا 
صلى الصلوات بوضوء واحد . 

وكان يتوضأً بالمد تارة وبثلثيه تارة »› وبأزيد منه تارة() . وکان 
من يسر اناس صباً لاء الوضوء » وعذر أمته من الإسراف فيه » وصح 
عنه أنه توضأً مرة مرة » ومرتن مرتن » وثلااً ثلاثاً . 

وني بعض الأعضاء مرن » وبعضها ثلاثاً » وان بتمضمض ويستنشق 
تارة بغرفة » وتارة بغرفتن » وتارة بثلاث » وكان يصل بن المضمضة 
والاستدشاق . وکان یستدشق بالیمی وینتار بالیسری » وکان مسح رأسه 
كله تارةً » وتارةً يقبل بیدیه ویدبر بہما . ولم يصح عنه أنه اقتصر على مسح 
بعض رأسه ألبتة » ولكن كان إذا مسح على ناصيته كمل على العمامة › 
و بتوضاً إلا قضمض واستنشق » ولم عفظ عنه أنه أخحل ما مرة 
واحدة . وكذلك الوضوء مرتباً متوالاً › ولم خل به مرة واحدة » وکان 
یغسل رجایه إذا م يکونا ني خفن ولا جوربن » وعسح أذنيه مع رأسه 
ظاهرهما وباطنهما . 

. الما : إناء يتسم لملء الكفين من المبوب‎ )١( 


TS 


وكل حديث في أذكار الوضوء الي تقال عليه فكذب » غر التسمية 
ني أوله » وقول : « أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد 
أن حمداً عبده ورسوله » اللهم اجعلبي من التوابن واجعلني من المتطهرين ». 
في آخره . 

وحديث آخر ني سنن النسائي : « سبحانك اللهم وحمدك أشهد أن 
لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» . 

ولم يكن يقول ني أوله : نويت . ولا أحد من الصحابة البتة . وم 
يتجاوز النلاث قط . 

وكذلك م يثبت عنه أنه تجاوز المرفقن والكعبن . 

ولم یکن یعتاد تنشيف أعضائه . 

وكان ّل يته أحياناً وم يواظب على ذلك » وكذلك تخليل الأصابع 
وم يكن حافظ عليه » وأما تحريك احاتم فروي فيه حديث ضعيف . 

وصح عنه أنه مسح في الحضر والسفر » ووقت للمقم يوماً 
وليلة » وللمسافر ثلالة أيام ولياليهن › وكان مسح ظاهر الحفن ومسح 
على الحوربن » ومسح على العمامة مقتصراً عليها ومع الناصية ولكن محتمل 
أن يكون خاصاً بحال الحاجة » ومحتمل العموم وهو أظهر . 

وم یکن يتکلف ضد حاله الي علیها قدماه » بل إن کانتا في اللحفن 
مسح » وإن کانتا مکشوفتن غسل . 

وكان يتيَّم بضربة واحدة الوجه والكفن » ويتيمّم بالأرض الي 
بصلي عايها تراباً كانت أو سبخة أو رملا . وصح عنه أنه قال : « حيثما 
أدرکت رجلا من امي الصلاة فعنده مسجده وطهوره ) . 


0 س 


ولا سافر هو وأصحابه ني غزوة تبوك قطعوا تلك الرمال وماؤهم 
ني غاية القلة » ولم يرو عنه أنه حمل معه التراب »› ولا أمرَ به » ولافعله 
أحد من أصحابه . ومن تدبر هذا قطع بأنه کان يتيَّم بالرمل . 

وم يصح عنه التيمم لكل صلاة ولا مر به » بل أطلق التيمم وجعله 
قائماً مقام الوضوء . ) 


۹ 


فصل 


EEE E 
اکم عل صا ص د‎ 
كان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال : الله كبر » ولم يقل‎ 
شيئ قبلها » ولا تلفظ بالنية » ولا استحبّه أحد من التابعين ولا الأئمة‎ 
. الأربعة‎ 
وکان دأبه ني إحرامه لفظة : الله أکبر . لا غرها › وکان رفع يديه‎ 
معها تمدودتي الأصابع مستقبلا“ بهما القبلة إلى فروع أذنيه > وروي إلى‎ 
منكبيله » ثم بضع اليمنى على ظهر اليسرى [ فوق الرسغ والساعد » وم‎ 
يصح عه موضیع وضعهما » لکن ذکر أبو داود عن علي : من الق‎ 
. )(] وضع الكف على الكف ني الصلاة تحت السرة‎ 
وکان يستفتح تارةً ب : « الهم باعد بيني وين خطاياي کا باعدت‎ 
› اللهم اغساني من خطاياي باماء والثلج والبرد‎ ٠ بن المشرق والمغرب‎ 
٠.) اللهم ني من الدنوب واللحطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدآلس‎ 
وتارة يقول : «وجّهت وجهي الذي فطر ااسموات والأرض حنفاً‎ 
مسلماً وما آنا من المشركن » إن صلاتي ونسكي ومياي ومماني لله رب‎ 
. » العالمن » لا شريك له » وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين‎ 
زيادة من المؤلف على « زاد المعاد » وهذا الحديث ضعيف › وانظر نيل الأوطار‎ )( 


ج ۲ ص ۲۰۷ - ۲۱۱ . 


۷ س 
( م ۲ س مختصر زاد المعاد ) 


« الهم نت المللك لا إله إله أنت » أنت ري وأنا عبدك ظلمت نفسي › 
واعارفت بذني » فاغفر لي ذنوي جميعاً » إنه لا يغفر الذنوب إلا أئت › 
واهدني لأحسن الأخلاق لا مدي لأحسنها إلا أنت » واصرف عي سينها 
لا يصرف عي سيئها إلا أنت » لبيك وسعديك » والحر في يديك » والشر 
ليس إليلك ٠‏ آنا بك وإليك ٠‏ تباركت وتعاليت » أستغفرك وأتوب 
إليك) . 


ولكن المحفوظ أنه ني قيام اليل . 

وتارة يقول : « الهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل . . » إلى 
آخره . وقد تقدم . 

وتارة يقول : « اللهم لك الحمد » أنت نور السموات والأرض 
ومن فیهن » إلى آخره . ثم ذکر(ا) نوعن آخرین » تم قال : فکل هذه 
الأنواع قد صحت عنه . 

وروي عنه أنه کان یستفتح ب « سبحانك الهم وحمدلك » وتبارك 
اسمك وتعالى جَدك » ولا إله غرك» . ذكره أهل « السان » والذي قبله 
أثبت منه . ولكن صح عن عمر أنه يستفتح به في مقام اني صلى الله عليه 

قال أحمد : أذهب إلى ما روي عن عمر » ولو أن رجلا استفتح 

ببعض ما روي عن الني صلى الله عليه وسلم کان حسناً . 

)0( آي ابن القم في الأصل ج ١‏ ص : ٠١١‏ ء 


— ۸ 


وكان بقول بعد ذلا : « أعوذ بالله من الشيطان الرجم » ثم يقرأ الفاتحة . 
وكان جهر ب « بسم الله الرحمن الرحم » تارة وعفيها أكثر . 

وكانت قراءته مدا » يقف عند كل آية وعد ا صوته » فإذا فرغ 
من قراءة الفانحة قال : « آمن » فإن كان جهر بالقراءة رفع بها صوته › 
وقاها من" خلفه . 

وكان له سكتتان : سكتة بن التكبرة واأقراءة » واختلف ت الثانية › 
فروي بعد الفانحة » وروي قبل الركوع . 

وقیل : بل سکتنان غر الأولى » والظاهر أما اثنتان فقط ٠‏ وأا 
الثالثة فاطيفة » لأجل تراد النفس » فمن م يذ كرها » فلقصرها . 

فإذا فرغ من قراءة الفانحة أخذ ني سورة غرها »> وكان بطيلها تارة 
وعففها لعارض من سفر أو غبره » ويتوسط فيها غالبا . 

وكان يقرأ ني الفجر بنحو ستان آية إلى مئة » وصلاها بسورة ( ق) ء 
وصلاها بسورة ( الروم ) » وصلاها ب ( إذا الشمس كورت ) وصلاها 
بسورة ( إذا زلزلت الأرض ) ني الركعتمن كلتيهما » وصلاها ( با معوذتن ) › 
وكان ني السفر » وصلاها : فاستفتح سورة (المؤمنون) حى إذا بلغ ذكر 
موسى وهارون ني الركعة الأولى » أخذته سعلة فركع . 

وكان يصايها يوم الحمعة ب (آ لم السجدة ) و ( هل أتى على الإنسان) 
لما اشتملتا عليه من المبدأ والمعاد » وخلق آدم » ودخول اإحنة والنار » وذكر 
ما كان وما يكون ني يوم الحمعة » كما كان يقرأ ني المجامع العظام » كالأعياد 
والحمعة بسورة ( ق ) » و(اقتربت ) و (سبح) و (الغاشية) . 


— ۹ 


فصل 

وأما الظهر » فكان يطيل قراءنا أحباناً » حی قال آبو سعید : کانت 
صلاة الظهر تقام » فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته » م تي 
أهله فيتوضاً » ويدرك النبي صلى اله عليه وسلم في الركعة الأولى مما يطيلها . 
رواه مسلم » وكان يقرأ فيها تارة بقدر ( لم تنزيل ) السجدة » وتارة 
د (سبح اسم ربك الأعل) ٠‏ ( واليل إذا يغشى ) ( والسماء ذات 
البروج ) . 

وأما العصر » فعلى النصف من قراءة الظهر إذا طالت » وبقدرها 
إذا قصرت . 

وأما المغرب » فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم ٠‏ فإنه 
صلاها مرة ب (الأعراف) ني الركعتن › ومرة ب (الطور) » ومرة 
ب (المرسلات) . 

وأا المداومة على قراءة قصار المفصل فيها » فهو من فعل مروان › 
وهذا نکر عليه زید بن ثابت . 

قال ابن عبد البر : روي عنه أنه قرأ في المغرب ب (آلمص) 
ود ( الصافات ) » وب (الدخان) و ( سبح اسم ربك الأعلى ) » وب ( ان ) 
وب (المعوذتين ) و ب (المرسلات ) وهو مشهور وأنه كان يقرأ فيها بقصار 
المفصل ؛ وكلها آذار صحاح مشهورة . 


+ — 


وأما عشاء الآحرة » فقرأ صلى الله عليه وسلم فيها ب (التن ) ووقت 
عاذ فيها : ب ( الشمس وضحاها) وب ( سبح اسم ربك الأعلى ) > (والليل . 
إذا يغشى ) ونحوها وغذا أنكر عليه قراءته فيها ب ( البقرة ) وقال له : 
« أفتان أنت يا معاذ » ؟ فتعّتق النقارون بهذه الكلمة » ولم يلتفتوا إلى ما قبلها 
ولا ما بعدها . 

وأما الحمعة » فكان يقرأ فيها بسورتي (الحمعة) و (المنافقون) 
وسورتي : (سبح) و (الغاشية) . وأما الإقتصار على قراءة أواخر 
السورتن فلم يفعله قط . 

وأما الأعياد » فتارة يقرأ ب (ق) و (اقتربت) كاملتن » وتارة 
ب( سبح ) و( الغاشية ) وهذا اهدي الذي استمر عليه إلى أن لقي الله 
عز وجل . 

ومذا أخذ به الحلفاء > فقراً أبو بكر تي الفجر سورة (البقرة) حى 
سلم قريب من طلوع الشمس . 

وکان بعده عمر يقرا فیها ب (یوسف ) و( النحل) و (هود) و( بي 
إسرائيل ) ونحوها . 

وأما قوله : « يكم آم بالناس فليخفف » » فالتخفيف مر نسي 
يرجع فيه إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم › لا إلى شهوات الأمومين . 

وهديه الذي کان يواظب عليه » هو الحاکم في کل ما تنازع فيه 
المتنازعون . 


۷ 


وكان لا يعين سورة بعينها لا يقرأ إلا با » إلا في الحمعة 
والعيدين 

وکان من هدیه قراءة السورة » وربا قرأها ني الركعتن . وأما قراءة 
أواخر السور وأوساطها » فلم عحفظ عنه . 

وأما قراءة السورتن في الركعة » فكان يفعله في النافلة . 

وأما قراءة سورة واحدة في ركعتين معا » فقلما كان يفعله . 

وکان پیل ارکمة ڈول على اة من کل صلاة > وریا کان پطبلها ۽ 
حى لايسمع وقع قدم . 

فإذا فرغ من القراءة » رفع يديه وكبر راكعاً » ووضع کفیه على 
رکبتیه کالقابض علیهما » ووتر يديه » فنحاهما عن جنبیه » وبسط ظهره 
ومده » واعتدل فلم ینصب رأسه ولم مخفضه »› بل حیال ظهره . 

وكان يقول : « سبحان ري العظم » . وتارة بقول مع ذلك » أو 
مقتصرآً عليه : « سبحانك الهم ربنا ومحمدك » اللهم اغفر لي» . 

وکان رکوعه المعتاد مقدار عشر تسبيحات » وسجوده كذلك › وتارة 
مجعل الركوع والسجود بقدر القيام » ولكن كان يفعله أحياناً في صلاة 
الليل وحده . 

فهديه الغالب تعديل الصلاة وتناسبها . وكان يقول أيضاً في ركوعه : 
« سبوح قدوس رب اللائكة والروح » . وتارة يقول : « اللهم للك 
ركعت » وبك آمنت ٠‏ ولك أسلمت ٠‏ خشع لك سمعي » وبصري وي › 
وعظمي » وعصي » وهذا إا حفظ عنه في قيام اليل . تم يرفع رأسه 


س ( س 


قائلا : « سمع الله لمن حمده » . ویرفع يديه » وکان دائماً يقيم صلبه › 
إذا رفع من الركوع » وبن السجدتن » ويقول : « لا تجزي صلاة لا يقم 
الرجل فيها صلبه تي الركوع والسجود » . 

وكان إذا استوى قال : «ربنا ولك الحمد» ورعا قال : « ربا لك 
الحمد » وربا قال : « اللهم ربنا أك الحمد » . 

وأما الحمع بين اللهم والواو » فلم يصح() . 

وكان من هديه إطالة هذا الركن بقدر الركوع » فصح عنه أنه كان 
يقول فيه : «اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض > وملء 
ما بينهما » وملء ما شئت من شيء بعد » أهل الثناء والمجد » أحق ما قال 
العبد » وكلنا للك عبد » لا مانع لما أعطيت › ولا معطي لا ملعت › ولا ينفع 
ذا الحد منك الحد » . 


وصح عنه آنه کان بقول فيه : « الهم اغساني من خطاياي بال اء 
والثلج والبرد » ونقي من الذنوب واللحطايا كا ينقى الثوب الأبيض من 
الدنس » وباعد بيني وبن خطاياي ما باعدت بن اشرق والغرب » . 

وصح عنه أنه كرر فيه قوله : « لري الحمد » لري الحمد» . 
حی کان بقدر رکوعه . 

)0 بل قد صح ذلك » وثبت ي « مسند أحمد » و« صحیح البخاري» r 4/Y‏ ف 
صفة الصلاة :باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رآسه من الركوع ٠‏ من حديث بي هريرة 
وثبت كذلك عن ابن عمر > وأبي سعيد » وآبي موسى الأشعري » رضي الله عنهم . 


r 


وذكر مسلم عن أنس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال : 
«سمع الله لمن حمده» قام حى نقول : قد أوهم . ثم يسجد ويقعسد بن 
السجدتن حى نقول : قد أوهم . فهذا هديه المعلوم : وتقصير هذين 
الركنن نما تصرف فيه أمراء بي أمية حى ظن أنه من السنة . 


س ۲4 


فصل 


ثم کان یکر وع ساجداً > ولا یرفع يديه . وکان یضع رکبتيه م 
يديه بعدهما » م جبهته وأنفه . هذا هو الصحيح فکان أول ما بقع منه 
على الأرض الأقرب إليها فالأقرب » وأول ما يرتفع الأعلى فالأعلى » 
فإذا رفع » رفع رأسه أول » مم یدیه » ثم رکبتیه » وهکذا عکس فعل 
البعير . وهو مى عن التشبه بالخيوانات في الصلاة ٠‏ فنهى عن بروك كبروك 
ابعر » والتفات كالتفات اللعلب › وافتراش كافتراش السبع › وإقعاء 
كإقعاء الكلب » ونقر كنقر الغراب > ورفع الأيدي وقت السلام 
كأذناب اللحيل الشمس . 

وکان يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة » ولم يثبت عنه السجود 
عليه » وكان يسجد على الأرض كثراً » وعلى الماء والطن » وعلى الحمرة 
المتخذة من خوص النخل » وعلى الحصر المتخذ منه »> وعلى الفروة 
المدبوغة . 

وکان إذا سجد مکّن جبهته وأنفه من الأرض » وغی‌یدیه عن جنبیه › 
وجافاهما حی یری بیاض إبطیه » وکان یضع يديه حذو منکبیه وآذنیه › 
ويعتدل في سجوده » ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة » وببسط کفيه 
وأصابعه » ولا ير ج بينهما » ولا يقبضهما . 

وکان بقول : «سبحان ري الأعلى » وأمر به » ويقول : « سبحانك 
الهم ربنا ومحمدك ٠‏ اللهم اغفر لي » ويقول : « سبوح قد وس رب 


— 0 — 


اللائكة والروح » . وكان يقول : « اللهم لك سجدت » وبك آمنت › 
ولك أسلمت » سجد وجهي للذي خلقه وصوره › وشق سمعه وبصره › 
تبارك الله أحسن الحالقن » . 

وكان قول : « اللهمَ اغفر لي ذني کله دقله وجله » وأوله وآحرو › 
وعلانیته وسره» . 

وكان يقول : « الهم" اغفر لي حطاياي وجهلي » وإسراتي ني أمري »› 
وما أنت أعلم به مني » اللهم اغفر لي جداي وهزلي » وخطاياي وعمدي 
وكل ذلك عندي » اللهم اغفر لي ما قدآمت وما أحتّرت » وما أسررت 
وما أعلنت نت إفي لا إله إلا أنت » . وأمر بالإجتهاد في الدعاء قي السجود › 
وقال : « إنه قمن” أن يستجاب لكم » . 


— ۹ 


فصل 


م رفع رأسه مکبرآً غر رافع يديه » ثم مجلس مفترشا يفرش 
اليسرى » ومجلس عليها » وينصب اليمنى » ويضع بديه على فخذيه › 
وجل مرفقيه على فخذيه > وطرف يده على رکبته » ویقبض ائنتن 
من أصابعه » ولق حلقة » ثم يرفع إصبعه يدعو با » ومحر کها » ثم 
يقول : « اللهم اغفر لي وارحمني ٠.‏ واجبرني » واهدني » وارزقى » 
هکذا ذکره ابن عباس غنه . 


وذکر حذيفة عنه آنه کان قول : «رب اغفر لي » تم ينهض 
على صدور قدمیه ورکبتیه » معتمداً على فخذيه » فإذا بض افتتح القراءة 
ولم يسكت » ها يسكت عند الإستفتاح . 

م صلی اثانية كالأولى إلا ني أربعة أشياء : السكوت والإستفتاح › 
وتكبيرة الإحرام » وتطويلها . 

فإذا جلس للتشهد » وضع يده اليسرى على فخذه الأيسر » ويده اليمنى 
على فخذه الأعن ¿ وأشار بالسبابة » وكان لا ينصبها نصباً » ولا ينيمها » 
بل محنيها شيئ يشبراً » حر كها » ويقبض اللاصر والبنصر وعلق الوسطى 
مع الإبام ويرفع السبابة يدعو بها » ويرمي بصره إليها » ويسط الكف 
اليسرى على الفخذ اليسرى ٠‏ ويتحامل عليها . وأما صفة جلوسه » فكما 
تقد م بن السجدتن سواء . 


— VY 


وأما حديث ابن الزبر الذي رواه مسلم : كان إذا قعد في الصلاة 
جعل قدمه الأيسر بن فخذه وساقه » وفرش قدمه الأعن . فهذا في 
الشهد الأحر . ذكر ابن الزبر أنه يفرش اليمنى › وذكر أبو حميد 
أنه ينصبها » وهذا والله أعلم ليس باختلاف » فإنه كان لا مجلس عليها ء 
بل خرجها عن مينه » فتكون بن المنصوبة والمهروشة › أو يقال : كان 
فعسل هذا وهذا > فکان بنصبها > وربا فرشها أحياناً » وهو أروح 
هما . 

ثم کان یتشهد دائماً ي هذه الحاسة » ويعم أصحابه أن بقولوا : 
« التحيات لله والصلوات والطيبات »› السلام عليك أا النبي ورحمة الله 
وبركاته » السلام علينا وعلى عباد الله الصالحن » أشهدٴ أن لا إله إلا الله › 
وأشهد آن حمداً عبده ورسوله » وکان فته جداً کانه بصلي على الرُضف › 
ولم ينقل عنه في حدیث قط آنه کان یصلي عليه وعلى آله فيه »> ولا يستعیكد 
فيه من عذاب القبر » وعذاب جهنم » وفتنة المحيا والممات › وفتنة المسيح 


الدجال » ومن استحبه فإنغما فهمه من عمومات قد تبین موضعها وتقییدها 


بالتشهد الأخحر . 
ثم کان ینھض مکبرآً على صدور قدمیه » وعلل رکبتیه » معتمداً 
على فخذيه . 


وني « صحيح مسالم » وبعض طرق البخاري » أنه کان يرفع يديه 
في هذا الموضع ٠‏ م كان يقرا الفاتحة وحدها » ولم يثبت عنه أنه قرأ 
ني الأحرتن بعد الفانحة شيئ . 


— A— 


ولم يکن من هده الإلتفات ي الصلاة . وني « صحيح البخاري » 
أنه سثل عنه » فقال : « هو اختلاس مختلسه الشيطان من صلاة العبد » 
وكان يفعله في الصلاة أحياناً لعارض » لم یکن من فعله الراتب » کالتفاته إلى 
الشعب الذي بعث إليه الطليعة والله أعلم . وكان يدعو بعد التشهد » وقبل 
السلام » وبذاك أمر ني حديث أي هريرة » وحديث فضالة . 

وأما الدعاء بعد السلام مستقبل القبلة أو المأمومين > فلم يكن ذلك من 
هديه أصلا وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها وأمر بها فيها . 
وهذا هو اللائق بحال المصلي » فإنه مقبل على ربه > فإذا سام زال ذلك . 
تم كان صلى الله عليه وسام يسام عن مينه : « السلام عليكم ورحمة الله » 
وعن يساره كذلك » هذا کان فعله الراتب » وروي عنه أنه کان یسلم 
تسليمة واحدة من تلقاء وجهه » لكن لم يبت » وأجود ما فيه حديث 
عائشة وهو ي «السنن » › لکنه في قيام اليل » وهو حديث معلول »› 
على أنه اليس صرعاً ني الاقنصار على التسليمة الواحدة . 


وکان يدعو ني صلاته فیقول : « اللهم إني أعوذ بلك من عذاب القبر 
وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال » وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات › 
الهم إني أعوذ بك من الاثم وا مغرم » . 
وکان یقول ني صلاته أبضاً : « اللهم اغفر لي ذني ٴ ووسع لي تي 
داري » وبارك لي في ما رزقتني » . 
وکان قول : « اللهم إني أألك التبات في الأمر ٠‏ والعزعة على الرشدء 
وأسألك شکر نعمتك » وحسن عبادتك » وأسألك قلباً سليماً » وأسألك 


— ۹ 


لساناً صادقاً » وأسألك من خر ما تعام وأعوذ باک من شر ما تعام ¢ 
وأستغفرك لا تعلم » . 

والمحفوظ ني أدعيته كلها ( ني الصلاة ) بافظ الإفراد . 

وکان إذا قام ني الصلاة طأطاً رأسه » ذكره أحمد » وكان ني التشهد 
لا يجاوز بصره إشارته » وقد جعل الله قرّة عينه ونعيمه ني الصلاة › 
فکان قول : « بابلال أرحنا بالصلاة » وار يشغله ذاك عن مراعاة المأمومين 


وکان دحل تي الصلاة وهو يريد إطالتها › فیسمع بکاء الصى › 
فيخففها خافة أن يشق" على أمه > وكذلك كان بصلي الفرض وهو 
حامل أمامة نت ابنته على عاتقه » إذا قام حملها » وإذا ركع وسجد وضعها › 
وکان بصل فيجيء الحسن والحسن » فرکبان على ظهره ¢ فيطيل السجدة 
كراهية أن يلقيّه عن ظهره » وكان يصلي فتجيء عائشة » فيمشي › فيفتح 
مها الباب ٠‏ ثم يرجع إلى مصلاه . 

وكان يرد السلام بالإشارة . 

وأما حدیث » من آشار في صلاته فلیعدها) فحدیث باطل . 

وکان بنفخ ي صلاته » ذ كره أحمد » وكان يبكي فبها » ويتنحنح لخاجة . 


وكان يصلي حافباً تارة » ومنتعلا“ً أخرى() وآمر بالصلاة ني النعل 
)١(‏ وهذا الأمر قل من يفعله الآن بل أغلب الناس ينكر المشي بالنعلين ني المسجد » وقد 
يراه من آكبر الكبائر فضاد عن الصلاة فيهما . 


— ۳e 


حالفة يهود » وكان يصلي في الثوب الواحد تارة » وني الثوبن تارة 
وهو أكار . 

وقنت في الفجر بعد الركوع شهراً ثم ترك ٠‏ وكان قنوته لعارض » 
فلما زال ترکه » فکان هدیه القنوت تي النوازل خاصة » وترکه عند 
عدمها » ولم يكن مخصه بالفجر › بل كان أكثر قنوته فيه لأجل ما يشرع 
فيه من الطول » ولة.ربها من السسحر وساعة الإجابة » والتنزل الإفي . 


1 


— ۳ — 


فصل 

ولبت عنه صل الله عليه وسام آنه قال : « إنما أنا بشر مثلكم أنسى 
كما نون » فإذا فسيت فذ كروني » وكان سهوه من تمام النعمة على 
أمته » وإكمال دينهم ٠‏ ليقتدوا به » فقام من ائنتن ف الرباعية . 

فلما قضى صلاته » سجد قبل السلام » فأخذ منه أن من ترك شيئاً 
من أجزاء الصلاة الي ليست بأرکان سجد له قبل السلام » وأخذ من بعض 
طرقه أنه إذا ترك ذلك » وشرع في ركن م يرجع . وسلم من ركعتن ي 
احدی صلاني لعشي » ثم تکلم » ثم تمتها » ثم ملم » ثم سجد . ثم سلم . 

وصلى وسلم » وانصرف وقد بقي من الصلاة ركعة » فقال له طلحة : 
نسيت ركعة . فرجع فدخل المسجد » فأمر بلالا فأقام > فصلى اناس 
ركعة » ذكره أحمد . 

وصلى الظهر خمساً » فقالوا : صليت خمساً . فسجد بعد ما سم . 
وصلى العصر ثلاث ثم دحل منزله > فذكره الناس » فخرج فصل بم 
رکم » م سم م سجد »ثم ملم . 

هذا جموع ما حفظ عنه > وهي خمسة مواضع . 

وم يكن من هديه تغميض عينيه في الصلاة » وكرهه أحمد وغبره » 
وقااوا : هو من فعل اليهود . وأباحه جماعة › والصواب أن الفتح إن كان 
لا غل" بالحشوع » فهو أفضل » وإن حال بينه وبن الحشوع لا في قبلته 
من الزخرف وغبره » فهناك لا یکره . 


— K 


وکان إذا سلم استغفر لاا › م قال : « اللهم آنت السلام » ومناك 
السلام »> تباركت يا ذا الحلال والإكرام » ولا عكث مسسقبل القبلة إلا 
مقدار ما يقول ذالك » ويسرع الانفتال إلى المأمومين . 


وکان ينفتل عن مینه وعن يساره » ثم كان يقبل على الأمومن بوجهه › 
ولا خص" ناحية منهم دون ناحية . وکان إذا صلل الفجر جاس ني مصلا 
حى تطلع الشمس حسناء. 

وكان يقول ني دبر كل صلاة مكتوبة : « لا إله إلا الله وحده لاشريلك 
له » له املك ٠‏ وله الحمد » وهو على كل شيء قدير » . 

« اللهم لا ماع لا أعطيت › ولا معطي لما منعت » ولا ينفع ذا الحد 
مناك الحد“ » ولا حول ولا قوة إلا بالله > لا إله إلا الله » ولا عبد إلا إياه › 
له النعمة » وله الفضل » وله الثناء الحسن » لا إله إلا الله خلصان له الدين › 
ولو ره الکافرون » . ۰ 

وندب أمته إلى أن يقولوا ني دبر كل صلاة مكتوبة : سبحان الله . 
ثلاثاً وللائن » والحمد لله . لاا وثلاثن › والله أکبر . لاثاً وثلاٹن ؛ 
ومام الالة : لا إله إلا اله وحده لا شريك له » له اللك وله الحمد» 
وهو على كل شيء قدیر . 


وذکر ابن حبان ني « صحیحه » عن الحارث بن مسلم قال : قال 
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا صيت الصبح » فقل قبل أن 
تتكلم : اللهم أجرني من النار . سبع مرات » فإنك إن مت من يوملك كتب الله 
للك جواراً من النار »> وإذا صليت المغرب » فقل قبل أن تتكلم : اللهم 


ا 
( م ۳ س مختصر زاد المعاد ) 


أجرني من النار » سيع مرات ٠‏ فإنك إن مت من ليلتك » كتب الله للك 
جوارآ من النار » . 

وان إذا صلى إلى جدار ؛ جعل بينه وبينه قدر مر الشاة ٠‏ ولم يكن 
يتباعد منه » بل أمر بالقرب من السترة » وكان إذا صلى إلى عود » أو 
عمود » أو شجرة » جعله على حاجبه الأعن » أو الأيسر » ولم يصمد 
له صمداً » وكان يركز الحربة في السفر » والبرّية » فيصلي إليها » فتكون 
سنرته » وكان يعرض راحلته » فيصل إليها » وكان يأخذ الرحلل »› 
فيعدله » ويصلي إلى آخرته › وآمر المصلي أن يستتر ؛ ولو بسهلم » أو 
عصا » فإن ل جد » فليخط خط بالأرض » فإن م تكن سارة » فقد صح 
عنه أنه : « يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود» »› ومعارض هذا 
صحيح ليس بصربح » أو صريح ليس بصحيح . وكان بصلي وعائشة نائمة 
ي قبلته » وليس كالار » فإن الرجل حرم عليه المرور › ولا يكره له أن 
یکون لابثاً بن يدي المصلي . 


س ۳ — 


فصل 


وان صلى الله عليه وسلم حافظ على عشر ركعات في الحضر دائماً » 
وهي الي قال فيها ابن عمر : حفظت عن رسول الله صلل الله عليه وسلم 
عشر ركعات : ركعتن قبل الظهر › وركعتن بعدها › ورکعتن بعد 
مغرب » وركعتن بعد العشاء ني بيتته » وركعتن قبل صلاة الفجر . 
ولا فاتته الركعتان بعد الظهر > قضاهما ني وقت النهي بعد العصر › وكان 
يصلي أحياناً قبل الظهر أربعاً » وأما الركعتان قبل المغرب » فصح عنه أنه 
قال : « صلوا قبل ا مغرب ركعدن » وقال ي الثالثة : «ل من شاء» كراهة 
أن يتخذها الاس سنة » وهذا هو الصواب ؛ أا مستحبة » وليست 


لسنة راتبة . 


وكان بصلي عامة اسن والتطوع الذي لاسبب له في بيته لا سيما سنة 
مغرب » فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد ألبتة » وله فعلها في المسجد › 
وكان محافظته على سنة الفجر أشد مى جميع النوافل > وكذلك لم يكن 
يدعتها هي والوتر » لا حضراً ولا سفراً » وم ينقل عنه أنه صلى في السفر 
سنة راتبة غرهما . 

وقد اختلف الفقهاء أمما آكد ؟ ؤسنة الفجر تجري مجرى بداية العمل »› 
والوتر خاتمته » ولذاك كان يلصليهما بسورتي ( الإخلاص ) وهما الحامعتان 
لتوحيد العلم والعمل › وتوحيد المعرفة والإرادة » وتوحيد الإعتقاد 
والقصد » ف ( قل هو الله أحد ) متضمنة لا جب إثباته له تعالى من الأحدية 


— ۳ 


النافية لمطلق الشركة بوجه من الوجوه » ونفي الولد والوالد المقرر لكمال 
صمديته وغناه وأحاديته » ونفي الكفء المنضمن لنفي الشّبيه والمئيل والنظر» 
فتضمنت إثبات کل مال » ونفي‌کل نقص »۰ ونفي إثبات شبیه له أومثيل 
ني ماله » ونفي مطلق الشرك » وهذه الأصول هي مجامع التوحيد العلمي 
الذي يباين صاحبه جميع فرق الضلال والشرك › وهذا كانت تعدل ثلث 
القرآن » فإن مداره على احبر والإنشاء > والإنشاء ثلاثة : أمر » وهي › 
وإباحة . والحبر نوعان : خبر عن الحالق تعالى » وأسمائه » وصفاته › 
وأحكامه » وخبر عن خلقه . فأخلصت سورة الإخلاص للخبر عنه › 
وعن أسمائه وصفاته » فعدلت ثلث القرآن » وخلصت قارا من الشرك 
العلمي كما حاتصته سورة ( قل يا أا الكافرون ) من الشرك العملي › ولا كان 
العلم قبل العمل وهو إمامه وسائقه › والحاكم عليه كانت ( قل هو الله أحد) 
تعدل ثلث القرآن » و( قل يا أا الكافرون ) تعدل ربع القرآن . ولا کان 
الشرك العملي أغلب على النفوس لتابعة الهوى » وكشر منها ترتكبه مع علمها 
بعضرته » وقلعه منها أشد من قلع الشرك العلمي » لأنه يزول بالحجة › 
ولا عکن صاحبه أن يعلم الشيء على غر ما هو عليه » جاء التأ كيد والتكرير 
في ( قل يا أا الكافرون) وهذا كان يقرأ بهما في ركعي الطواف » لن 
الحج شعار التوحيد » ويفتح بهما عمل النهار » وخم بهما عمل اليل . 

وكان يضطجع بعد سسنة الفجر على شقه الأعن ›» وقد غلا فعا 
طائفتان » فأوجبها طائفة من أهل الظاهر » وكرهها جماعة » وسموها 
بدعة » وتوسط فيها مالك وغره » فلم يروا با بأساً لمن فعلها راحة » 
وکرهوها لن فعلها استناناً . 


فصل 
اا سےا E2‏ 
وھ ر ١ل‏ 9 
لا سے 0 » کے مھ سے ) مھ چ 


م یکن صلى الله عليه وسلم يدع صلاة اليل حضر آ ولا سفراً › وإذا 
غلبه نوم أو وجع » صلى من النهار اني عشرة ركعة » فسمعت شيخ 
الإسلام ابن تيمية يقول : في هذا دليل على أن الوتر لا يقضى › لفوات ٠‏ 
حله » كتحية المسجد » والكسوف ٠‏ والإستسقاء » لأن المقصود به أن يكون ) 
آخر صلاة الليل وترآً . وكان قيامه بالليل إحدى عشرة ركعة » أو ثلاث عشرة 
ركمة » حصل الاتفاق على إحدى عشرة ركمة » واختلف ني الركعتن 
الأخرتين » هل هما ركعتا الفجر » أم غرهما ؟ . 

فإذا انضاف ذلك إلى عدد ركعات الفرض » والسن الراتبة الي كان 
حافظ عليها » جاء مجموع ورده الراتب بالليل والنهار » أربعن ركعة › 
کان حافظ علیها دائماً » وما زاد على ذلك فغر راتب . 

فينبغي العبسد أن يواظب على هذا الورد دائماً إلى الممات › فما أسرع 
الإجابة » وأعجل فتح الباب نن يقرعه كليوم وليلة أربعن مرة » وال 
المستعان . 

وكان إذا استيقظ من اليل قال: « لا إله إلا أنت سبحاناك الهم أستغفرك 
لذني ٠‏ وأسألك رحمتك » اللهم زدني علماً » ولا تزغ قلي بعد ٳذ هديتي › 
وهب لي من لدناك رحمة إنك أنت الوهاب » . 


VY — 


وكان إذا انتبه من نومه قال : « الحمد لته الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه 
الأشور » . ثم يتسوك » وربا قرأ عشر الآيات من آخر سورة (۲لعمران ) 
من قوله : ( إن في خلق السموات والأرض ) تم يتطهر › ثم يصلي ركعتن 
خفیفتن » وأمر بذلك في حديث أي هريرة . وكان يقوم إذا انتصف اليل › 
آو قبله بقلیل » أو بعده بقلیل » وکان بقطع ورده تارة » ويصله تارة › 
وهو الأ كار > فتقطیعه کما قال ابن عباس : إنه بعد ما صلی رکعتن انصرف» 
فنام » فعل ذلك ثلاث مرات ني ست ركعات » كل ذلك يستاك ويتوضاً 
ثم آوتر بثلاث . 


وكان وتره أنواعاً » منها : هذا » ومنها : أن يصلي نماي ركعات 
يسم بعد کل رکعتن › م يوتر بخمس سردا متواليات › لا مجلس إلا في 
آخرهن » ومنها : قسع ركعات يسرد منهن نايا » لا مجلس إلا ني الثامنة › 
مجلس فیذ کر الله » ومحمده » ویدعوه » ثم بنهض ولا يسلم ٠‏ ثم يصلي 
الناسعة » ثم يقعد فيتشهد ويسلم » ثم يصلي بعدها ركعتين بعد ما يسلم . 
ومنها أن يصلي سبعاً ٠‏ كالتسع المذكورة » ثم يصلي بعدها ركعتن 
جالساً . 

ومنها : أن يصلي مثی مثی ٠‏ ثم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن › فهذا 
رواه أحمد » عن عائشة › أنه : کان يتر بثلاث لا فصل فيهن ۰ وفيه 
ذظر » ففي « صحيح ابن حبان » عن أي هريرة مرفوعاً : «لا توتروا 
بغلاث » أوتروا بخمس أو سبع » ولا تشبهوا بصلاة المغرب» قال الدارقطي : 
وإسناده كلهم ثقات . قال حرب : سل أحمد عن الوتر ؟ قال : يسلم ني 
الركعتان » وإن م يسام » رجوت ألا يضرّه » إلا أن السام أت عن 


— A — 


الني صل الله عليه وسسلم . وقال ي رواية آي طاأب : کر الخدرث 
وأقواه ركعة » فأنا أذهب إليها . 


ومنها ما رواه النسائي » عن حذيفة أنه : صلى مع رسول الله صلى الله 
عليه وسلم ئي صلاة رمضان » فرکع » فقال في رکوعه:« سبحان ري العظم » 
مثل ما کان قائماً » الحدیث . وفیه : فما صلى إلا أربع ركعات » حى 
جاء بلال يدعوه إلى الغداة . وأوتر أول اليل ووسطه » وآخره › وقام 
ليلة بآية يتلوها » ويردآدها حى الصباح ( إن تعذبم فليم عبادأك وإن 
تغفر هم فإنك أذت العزيز الحكى ) «الائدة : »١١۸‏ . 

وكانت صلاته بالليل ثلاثة أنواع : أحدها : وهو أكثرها » صلاته 
قائماً . الثاني : أنه كان يصلي قاعداً . الثالث : أنه كان يقرأ قاعداً > فإذا 
بقي يسر من قراءته قام فرکع قائماً » وثبت عنه أنه کان بصلي رکعتدن 
بعد الوتر جالسا تارة » وتارة يقرأ فيهما جالساً » فإذا أراد أن يركع 
قام فركع . 

وقد أشكل هذا على كثر > وظنوه معارضاً لقوله : « اجعلوا آخر 
صلاتکم باللیل وتراً» قال أحمد : لا أفعله ولا أمنع من فعله › قال : 
وأنكره مالك . والصواب أن الوتر عبادة مستقلة . فتجري الركعتان بعسده 
مجرى ستة ا مغرب من المغرب » فهما تكميل لوتر . 

ولم حفظ عنه صل الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر » إلا في حديث 
رواه ابن ماجه » قال أحمد : لیس يروى فيه عن الني صلى الله عليه وسلم 
شيء » ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة . 


۳۹ س 


وروی أهل « السن» حديث الحسن بن علي > وقال الرمذي : 
حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أي الحوراء السعدي 
انتهى » والقنوت ني الوتر حفوظ عن عمر » وأي » وابن مسعود . وذكر 
أبو داود والنسائي » من حديث أي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : كان يقرا ني الوتر ب (سيّح اسم ربك الأعلى ) و (قل يا أا 
الكافر ون ) و( قل هو الله أحد ) فإذا سم قال : « سبحان الماك القد وس » 
ثلاث مرات عمد صوته ني الثالثة ويرفع . 


وكان صلى الله عليه وسلم برتل السورة حى تكون أطول من أطول 
منها » والمقصود من القرآن تدبره وتفهمه › والعمل به . وتلاوته » وحفظه 
وسيلة إلى معانيه » كها قال بعض السلف : أنزل القرآن ليعمل به › فاتخذوا 
تلاوته عملا . قال شعبة : حدثنا أبو جمرة قال : قلت لابن عباس : إني 
رجل سريع القراءة » وربا قرأت القرآن ي الليلة مرة أو مرتن . قال 
ابن عباس رضي الله عنهما : لأن أقرأً سورة واحدة » أعجب إل من أن 
أفعل ذلك الذي تفعل » فإن كنت فاعلاً لا بد » فاقرأً قراءة تسمع أذنيك »› 
ويعيه قلبك ٠‏ وقال إبراهى : قرأ علقمة على عبد الله »> فقال : رتل فداك 
أي وأمي » فإنه زين القرآن . 

وقال عبد الله : لا لهذوا القرآن هذ الشعر » ولا تنأروه نثر الداقل » 
وقفوا عند عجائبه » وح ر کوا به القلوب » ولا یکن هم أحد كم آخرالسورة . 
وقال : إذا سمعت الله يقول : ( يا أا الذين آمنوا) فاصغ ها سمعك » 
فإنه خر تؤمر به » أو شر تصرف عنه . وقال عبد الرحمن بن أي ليلى : 
دخلت علي امرأة وأنا أقرأ (سورة هود) فقالت لي : يا عبد الرحمن 


+£ س 


ھکذا تقراً سورة هود؟ ! واه إني فيها منذ ستة أشهر وما فرغت من 
قراءتما . 

وکان رسول اله صلی الله عليه وسلم يسر بالقرآن في صلاة الليل تارة › 
وبجهر تارة » ويطيل القيام تارة » وففه تارة » وكان يصلي التطوع بالليل 
والنهار على راحلته ني السفر » قبل أي وجه توجهت به » فركع ويسجد 
عليها إعاء » وجل سجوده أخفض من ركوعه . 


س لاي س 


فصل 

روى البخاري ي « صحيحه » عن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله 
صلى الله عليه وسام يصلي سبحة الضحى وإني لأسبحها . وني « الصحيحين » 
عن أي هريرة قال : أوصاني خايلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلانة يام من 
كل شهر » وركعي الضحى » وأن أوتر قبل أن أرقد . ولسلم عن زيد 
ابن أرقم مرفوعاً : « صلاة الأوابن حن ترمض الفصال » »> أي : يشتد 
حر النهار » فتجد الفصال حر الرمضاء › فقد أوصى با » وكان بستغي عنها 
بقيام الليل . قال مسروق : كنا نصلي في المسجد » فنبقى بعد قيام ابن مسعود» 
ثم نقوم فنصلي الضحى » فبلغه »> فقال : لم تحملون عباد الله ما م محملهم 
الله ؟ إن کنم لابد فاعلن ففي بیوتکم . وقال سعيد بن جبر : إني لأدع 
صلاة الضحى وأنا أشتهيها » خافة أن أراها حتماً علي . 


وکان من هدیه صل الله عليه وسلم وهدي أصحابه » سجود الشكر 
عند تجدد نعمة تسر » أو اندفاع نقمة › وكان صلى الله عليه وسلم إذا مر 
بآية سجدة كبر وسجد » ورا قال تي سجوده : «سجد وجهي للذي 
خلقه وصوره » وشق سمعه وبصره بحوله وقوته » ولم ینقل عنه أنه کان 
يكبر للرفع من هذا السجود » ولا تشهد › ولا سم ألبتة . وصح عنه أنه 
سجد ني ( لم تنزيل ) وي (ص) وني (إقرأً) وي ( النجم ) وي ( إذا 
السماء انشقت ) وذكر أبو داود » عن عمرو بن العاص » أن رسول الله 
صلى الله عليه وسلم أقرآه حمس عشرة سجدة » منها ثلاث ي المفصل › وي 


E 


( سورة الحج ) سجدتين . وأما حديث ابن عباس » أنه صلى الله عليه وسلم 
م يسجد ني المغصل منذ نحو ل إلى المدينة » فهو حديث ضعيف » ني إسناده 
أبو قدامة الحارث بن عبيد » ولا محتج بحديثه » وأعلّه ابن القطان بطر 
الوراق › وقال : کان بشبه ي سوء الفظ »> محمد بن عبد الرحمن بن 
أي ليلى » وعيب على مسام إخراج حديثه . انتهى . ولا عيب على مسلم ني 
إخراج حديثه لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه » 
كا يطرح من آحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه »> فمن الناس من صحح 
جميع أحاديث هؤلاء التقات » ومنهم من ضعف جميع حديث السيء 
الحفظ ٠‏ فالأولى طريقة الحاكم وأمثاله » والثانية طريقة ابن حزم وأشكاله » 
وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن . 


۳ 


فصل 


ف 
BIA‏ کی ر 
رو وا 
رف ا ا کے 
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « أضل الله عن الحمعة من 
کان قبلنا وكان لليهود يوم السبت » وكان للنصارى يوم الأحد › فجاء 
الله بنا فهدانا ليوم الحمعة » فجعل الحمعة والسبت والأحد » وكذلك هم 
لنا تبع يوم القيامة » نحن الآحرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة › 
المغضي هم قبل الحلائق » . 
وللارمذي وصححه عن أي هريرة مرفوعاً : 
« خر يوم طلعت فيه الشمس يوم الحمعة » فيه خنلق آدم » وفيه أدخل 
اللحنة » وفيه حرج منها > ولا تقوم الساعة إلا في يوم اللحمعة» . ورواه 
في «الموطاً» » وصححه الرمذي أيضاً بلفظ : «خر يوم طلعت فيه 
الشمس » فيه خلت آدم » وفیه أهبط › وفیه تیب عليه » وفیه مات › 
وفيه تقوم الساعة » وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الحمعة من ححبن 
تصبح حى تطلع الشمس شفقاً من الساعة › إلا ابحن والإنس ٠‏ وفيها 
ساعة لا يلصادفها عبد مسلم » وهو يصلي يسأل الله شيا إلا أعطاه الله إياه ». 


44 


قال كعب : ذلك في كل سنة يوم . فقلت : بل كل جمعة . فقرأً التوراة 
فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو هريرة : ثم لقيت ` 
عبد الله بن سلام » فحدثته بمجلسي مع كعب » فقال : لقعد علمت أي 
ساعة هي . قلت : فاخبرني بها . قال : هي آخر ساعة في يوم الحممة . 
فقلت : كيف ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسام : « لا يصادفّها 
عبد مسلم وهو يصلي » وةلك الساعة لا يصلى فيها . فقال ابن سلام : ألم يقل 
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من جاس مجلس ينتظر الصلاة فهو 
في صلاة حى يصلي » ؟ وتي لفظ ني «مسند أحمد» ني حديث أي هريرة 
قال : قيل للني صلى الله عليه وسلم : لي شيء سمي يوم الحمعة ؟ قال : 
« لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم » وفيها الصعقة والبعثة » وفيها البطشة › 
وني آخره ثلاث ساعات » منها ساعة من دعا الله فیها استجیب له ) . ` 


وذكر ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : كنت 
قائد أي حن كف بصره » فإذا خرجت به إلى الحمعة » فسمع الأذان 
ها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة » فكنت حيناً أسع ذلك منه › 
فقلت : إن عجرا أن لا أسأله . فقلت : يا أبتاه أرأيت استغفارك لأسعد 
ابن زرارة كلما سمعت الأآذان بالحمعة ؟ قال : أي بي كان أسعد ول من 
جمع بنا بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم » في هز م البيت 
من حرة بي بياضة » في نقيع يقال له نقيع اللضمات . قلت : وكم آم 
يومثذ ؟ قال : أربعون رجلا . قال البيهقي : هذا حسن صحيح الإسناد . 
انتهی . 

تم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة › فأقام بقباء يوم الإثدن 


س £0 — 


والثلاثاء والأربعاء والحميس » وأسس مسجدهم » تم خرج يوم الحمعة » 
فأدركته الحمعة في بي سام بن عوف ٠‏ فصلاها ني المسجد الذي ي بطن 
الوادي قبل تأسيس مسجده . 

قال ابن إسحاق : وكانت أول خطبة خطبها فيما بلغي عن أي سلمة 
ابن عبد الرحمن - ونعوذ بالله أن نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ما م يقل - أنه قام فیهم » فحمد اله » وأتى عليه » ثم قال : « آما بعد 
أ اناس » فقدموا لأنفسكم » تعلمن واه ليصعقتن أحدكم » ثم 
يعن غنمه » لیس ها راع › م لیقولن له ربه لیس بینه وبینه 
ترجمان » ولا حاجب حجبله دونه » ألم يأك رسول فبلغك » وآنيتك 
مال » وأفضات عليك ؟ فما قدمت لنفسك ؟ فلينظرن ميناً وشمالا › 
فلا یری شیا » ثم لینظرن قدامه فلا یری غر جهنم » فمن استطاع أن 
يقي وجهه من النار ولو بشق رة فليفعل » ومن لم جد فبكامة طيبة › 
فإن با تجزى الحسنة بعشر أمثاها إلى سبعمائة ضعف ٠‏ والسلام عليكم 
ورحمة الله وبركاته » . 

قال ابن اسحاق : ثم طب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة آخرى › 
فال : « إن الحمد لله أحمده وأستعينه » نعوذ بالله من شرور أنفسنا › 
ومن سیئات أعمالنا » من ده الله » فلا مضل له » ومن يضلل › فلا هادي 
له » وأشهد آن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . إن أحسن الحدیث کتاب 
لله » قد أفلح من زيه الله في قلبه » وأدخله ي الإسلام بعد الكذر »فاختاره 
على ما سواه من أحاديث الناس » إنه أحسن الحديث وأبلغه » أحبوا ما أحب 
لله » أحبوا الله من كل قلوبكم » ولا منوا كلام الله وذکره › ولا تقس 


— E 


عنه قلوبکتم ء فإنه من كل ما مخلق الله تار ويصطفي » قد سماه الله خیرت 
من الأعمال » ومصطفاه من العباد » والصالح من الحديث » ومن کل . 
ما أوتي اناس من الحلال والحرام » فاعبدوا الله ولا تشركوا به شیا : 
واتقوه حق تقاته » واصدقوا لله صالح ما تقولون بأفواهكم » وتحابوا 
بروح الله بينكم ٠‏ إن الله ببغض أن ينكث عهده » والسلام عليكم ورحمة 
الله وبرکاته » . 


س ۷( — 


فصل 

وکان من هدیه صلی الله عليه وسام تعظم هذا اليوم وتشربفه » وتخصبصه 
بخصائص منها : أنه يقرأ ني فجره ب ( لسم ) الجدة و ( هل أتى على 
الإنسان ) فإنہما تضمنتا ما كان وما يكون ني يومها . 

ومنها : استحباب كذرة الصلاة فيه على النبي صل الله عليه وسلم > 
وني لياته » لان كل خر الته مته ني الدنيا والآحرة » فعلى يديه › وأعظم 
كرامة حصل هم يوم الحمعة : فإن فيه بعثهم إلى منازمم ني الحنة » وهو 
يوم المزيد هم إذا دخلوها » وقربهم من ربهم يوم المزيد » وسبقهم إلى 
الزيادة بحسب قربهم من الإمام يوم الحمعة » وتبكيرهم إليها . 

ومنها : الاغتسال ني يومها » وهو أمر مؤكد جداً » ووجوبه أقوى 
من وجوب الوضوء من مس" الذ كر » والرعاف » والقيء » ووجوب 
الصلاة على الني صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخبر . 

ومنها : الطيب والسواك » وها مزية فيه على غيره . ومنها : التبكر » 
والاشتغال بذ كر الله تعالى » والصلاة إلى خروج الإمام . 

ومنها : الإنصات للخطبة وجوباً . ومنها : قراءة ( الحمعة ) ور المنافقن) 
أو (سبح ) و (الغاشية) . 

ومنها : أن يلبس فيه أحسن ثيابه » ومنها : أن لاماشي إليها بكل خطوة 
عمل سنة » أجر صيامها وقيامها . ومنها : أنه يكفر السيئات . 

ومنها : ساعة الاجابة . 


— ۸ 


وکان صلی الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عیناه » وعلا صوته › 
واشتد غضبه » حى کأنه منذر جیش يقول : صبحکم ومسا کم . وکان 
يقول ني خطبته :« أما بعد » » ويقصرُ الحطبة > ويطيل الصلاة » وكان يعم 
أصحابه ني خطبته قواعد الإسلام وشرائعه » ويأمرهم وينهاهم في خطبته 
إذا عرض له أمر » ها أمر الداخل وهو مخطب أن يصلي ركعتن » وإذا 
رأى بهم ذا فاقة من حاجة » أمرهم بالصدقة » وحضتهم عليها . وكان 
يشر في خطبته بإصبعه السبابة عند ذكر الله ودعائه . 

وكان يستسقي إذا قحط المطر ني خطبته > ومخرج إذا اجتمعوا › فإذا 
دخل المسجد » سم عليهم » فإذا صعد المنبر » استقبلهم بوجهه » وسم 
عليهم م مجلس ٠‏ ويأخذ بلال ثي الأذان » فإذا فرغ » قام وخطب » ويعتمد 
على قوس أو عصا » وکان منبره ثلاث درجات » وکان قبل اتخاذه خطب 
إلى جذع ٠‏ ولم يوضع المنبر تي وسط المسجد » بل قي جانبه الغرلي » بينه وين 
الحائط قدر مر الشاة » وكان إذا جلس عليه ني غر الحمعة » أو خطب قائماً 
يوم ابلحمعة » استدار أصحابه إليه بوجوههم » وكان يقوم فيخطب » ثم 
مجلس جاسة خفيفة » ثم يقوم فبخطب الثانية » فإذا فرغ منها آخذ بلال 
ي الإقامة . 

وکان یأمر بالدنو منه والإنصات » وبر أن الرجل إذا قال لصاحبه : 
أنصت . فقد لغا » ومن لغا فلا جمعة له . 

وكان إذا صلى ابلحمعة دخل منزله » فصلى ركعتن سنتها › وأمر من 
صلاها أن يصلي بعدها أربعاً . قال شيخنا : إذا صلى في المسجد صلى أربعاً › 
ون صلی تي بيته صلی رکعتن . 

۹ س 
( م ٤‏ - مختصر زاد المعاد 


فصل 


وكان يصلي العيدين ني المصلى > وهو الذي على باب المدينة الشرتي 
الذي يوضع فيه حمل الحاج » ولم يصل" العيد بعسجده إلا مرة أصابهم مطر 
- إن ثبت الحدیث - وهو في « سان آي داود » . وکان لبس أجمل ابه › 
ويأكل ني عيد الفطر قبل خروجه تمرات » وبأكلهن وتراً » وأما ني الأضحى 
فكان لا يطعم حى يرجع من المصلى » فبأكل من أضحيته » وكان يغتسل 
اليد - إن صح - وفيه حدیثان ضعيفان » لکن ثبت عن ابن عمر مع 
شدة اتباعه للسنة . 

وكان مخرج ماشياً والعنزة تحمل بن يديه » فإذا وصل ثصبت ليلصلي 
إليها » فإن المصلى لم يكن فيه بناء » وكان يؤخر صلاة عيد الفطر › ويعجتّل 
الأضحى . وكان ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة » لا خرج حى تطلع 
الشمس » ويكبر من بيته إلى المصلى . 

وكان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلى » أخذ في الصلاة » بغر 
أذان ولا إقامة » ولا قول : « الصلاة جامعة » ولم يكن هو ولا أصحابه 
يصلون إذا انتهوا إلى المصلى » لا قبلها ولا بعدها . 

وكان يبدأ بالصلاة قبل الحطبة » فيصلي ركعتن › يكير في الأولى سبعاً 
متوالية بكيررة الإحرام » يسكت بن كل تكبيرتين سكنة يسبرة » ولم محفظ 
عنه ذکر معین بن التکبرات » ولکن ذکر عن ابن مسعود آنه قال : 


—- 0 


محمد الله » ويشي عليه » ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم . وكان 
ابن عمر یرفع یدیه مع کل تكبرة . 

وكان صلى الله عنيه وسلم إذا أتم التكبر أذ ني القراءة » فقرأ ني الأولى 
الفاحة › ثم (ق) »> وفي الثانية (اقتربت) ورا قرأ فيهما ب ( سبح ) 
و(الغاشية ) ولم يصح عنه غير ذلك فإذا فرغ من القراءة كبر وركع › ثم 
يكبر في الثانية خمساً متوالية » ثم أخذ ني القراءة » فإذا انصرف › قام مقابل 
الاس وهم جلوس" على صفوفهم › فيعظهم ويأمرهم وينهاهم › وإن کان 
يريد أن يقطع بعئاً قطعه » أو يأمر بشيء أمر به » وم يكن هناك منبر › 
وإنغا كان مخطب على الأرض . وآمتا قوله في حديث ي « الصحيحين » : 
ثم نزل فاتی النساء . إلى آخره » فلعله کان یقوم على مکان مرتفع . وأما منبر 
المدينة » فأول من أخرجه مروان بن الحكم » فأنكر عليه » وأما منبر اللبن 
والطان » فأول من بناه كشر بن الصّلت ني إمارة مروان على المدينة . 

ورخص الني صلى الله عليه وسلم لمن شهد العيد آن بجلس للخطبة › 
وأن يذهب » ورخص فم إذا وقع العيد يوم الحمعة أن مجتزئوا بصلاة العيد 
عن ابلحمعة » وكان حالف الطريق يوم العيد . 


وروي أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى العصر من آخر 
أيام التشريق : « الله أكبر » اله أكبر » لا إله إلا الله > والله أكبر ٠‏ الله أكبر» 
ولله الحمد» . 


— 0 


فصلل 
ولا كسفت الشمس ٠‏ خرج إلى المسجد مسرعاً فزعاً مجر رداءه » 
وكان كسوفها في أول النهار على مقدار رين أو ثلاثة من طلوعها » 
فتقدم فصلى ركعتن › قرأ في الأولى بالفانحة وسورة طويلة »> وجهر 
بالقراءة ٠‏ تم ركع ٠‏ فأطال الركوع » ثم رفع »› فأطال القيام وهو دون 
القيام الأول » وقال لما رفع رأسه من الركوع : «سمع الله لمن حمده » ربنا 
ولك الحمد » م أحذ ني القراءة ¢ م رکع فأطال الركوع › وهو دون 
الركوع الأول » ثم سجد » فأطال السجود » ثم فعل ني الأخرى مثل ما فعل 
ي الأولى » فاستكمل في الركعتن أربع ركوعات » وأريع سجدات . 
ورأى في صلاته تلك ابحنة والنار » وهم أن يأحذ عنقوداً من الحنة › 
فر م إياه » ورأى أهل العذاب ني النار » فرأى امرأة تخدشها هرة ربطتها 
حى ماتت جوعاً وعطثاً » ورأى عمرو بن مالك بجر أمعاءه في النار » 
وکان ول من غبر دين إبراهم » ورأى فيها سارق الحاج يعذب » ثم 
انصرف فخطب خطبة بليغة » فروى الإمام أحمد أنه لا سم حمد الله وأثى 
علیه » وشهد أن لا إله إلا الله » وشهد أنه عبده ورسوله ثم قال : 
« أا الناس أنشد كم بلله إن كنم تعلمون اني قصرت عن شيء من 
تبليغ رسالات ري لا أخبرتموني ذلك » ؟ فقام رجال › فقالوا : نشهد أنك 
قد بغت رسالات ربك » ونصحت لأمتك » وقضيت الذي عليك . ثم 
قال : « أما بعد » فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس » وكسوف 


— o — 


هذا القمر » وزوال هذه النجوم عن مطالعها موت رجال عظماء من أهل 
الأارض ٠‏ وام قد کذبوا » ولکنها آیات من آبات الله تبارك وتعالی › یعتبر 
بها عباده » فينظر من حدث له منهم توبة » وام الله لقد رأيت منذ قمت 
ما انم لا قوه من مر دنیا کم وآخرتکم » وإنه والله لا تقوم الساعة حى 
مخرج ثلاثون كذاباً »> آخرهم الأعور الدجال » تمسوح العبن اليسرى ٠‏ 
كانها عن أي تحبي - لشيخ حينئذ من الأنصار »بينه وبن حجرة عائشة - 
وأنه مى خرج » فسوف يزعم أنه الله » فمن آمن به وصدقه واتبعه ۰ | 
م ینفعه صالح من عمله سلف » ومن کفر به وکذبه » ) یعاقب بسيیء من 
عمله سلف ٠‏ وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس »وإنه 
عحصر المؤمنن ني بيت المقدس » فيزلزلون زلزال شديداً » م لكه الله 
عز وجل وجنوده » حى إن جذم الحائط أو قال : أصل الحائط » أو صل 
الشجرة لينادي : يا مؤمن يا مسلم هذا مودي - أو قال: هذا كافر - فتعال 
فاقتله . قال : ولن يكون ذلك حى تروا أموراً يتفاقم شأنا ني أنفسكم › 
وتسألون بینکم: ھل کان نبیکم ذ کر لکم منھا ذکراً ؟ وحی ترول جبال 
عن مراتبها » ثم على أثر ذلك القبض » . 

وقد روي عنه آنه صلاها کل ركعة بثلاث رکوعات › أو أربع 
ركوعات ٠‏ أو كل ركعة بركوع واحد » ولكن كبار الأئمة لا بصححون 
ذلك ویرونه غلطاً . 

وأمر ني الكسوف بذ كر الله » والصلاة »› والدعاء » والاستغفار › 
والصدقة › والعتاقة . 


o۳ 


فصل 


وثبت عنه آنه استسقی على وجوه . 

أحدها : يوم الحمعة على المنبر ني أثناء الحطبة . 

الثاني : أنه وعد الناس يوماً مخرجون فيه إلى المصلى » فخرج لا طلعت 
الشمس متواضعاً متبذلا متخشعاً متوسلا متضرعاً » فلما وافى المصلى صعد 
المنبر - إن صح ففي القلب منه شيء - فحمد الله وأڻی عليه » وکبتّره › 
وکان ما حفظ من خطبته ودعائه : 

« الحمد لله رب العالمين » الرحمن الرحم ء مالك يوم الدين » لا إله إلا الله 
يفعل ما يريد ٠‏ اللهم أنت الله لا إله إلا أنت تفعل ما تريد ء اللهم أنت الله 
لا إله زلا أنت » أنت الغي ونحن الفقراء » أنزل علينا الغيث » واجعل 
ما نز لته علينا قوة لنا » وبلاغا إلى حبن » ثم رفع يديه وأخذ ني التضرع والإبتهال 
والدعاء » وبالغ ني الرفع حى بدا بياض إبطيه » ثم حول إلى الناس ظهره › 
واستقبل القبلة » وحول إذ ذاك رداءه » وهو مستقبل القبلة » فجعل الأعن 
على الأيسر وعكسه » وكان الرداء خميصة سوداء » وأخذ ني الدعاء مستقبل 
القبالة » والنامن كذلك » تم نزل فصلى بهم ركعتان كالعيسد من غير نداء » 
قرأ في الأول بعد الفاتحة ب ( سبح ) وني الثانية ب ( الغاشية) . 

الثالث : أنه استسقى على منبر المدينة في غير الحمعة » ولم حفظ عنه 
فيه صلاة . 


— 04 — 


الرابع : زه استسقی وهو جالس في السجد رفع يديه › ودعا الله 
عز وجل . 

الحامس : أنه استسقى عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء وهو 
خارج باب المسجد الذي يدعى اليوم : « باب السلام » حو قذفة حجر » 


السادس : أنه استسقى ني بعض غزواته لا سبقه المشركون إلى الماء › 
فأصاب المسلمن العطش ٠‏ فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وقال بعض المنافقین : لو کان نبباً لاستسقی لقومه › ما استسقی موسی 
لقومه . فبلغه ذلك » فقال : «أوقد قالوها ؟ عسی ربكم آن یسقیکم » 
ثم بسط يديه فدعا » فما رد يديه حى أظلهم السحاب » وأمطروا وأغيث 
صلى الله عليه وسلم ني كل مرة . واستسقى مرة › فقام أبو لبابة > فقال : 
يا رسول الله إن التمر تي المرابد . فقال : « اللهم اسنا حى يقوم أبو لبابة 
عرياناً » فيسد ثعلب مربده بإزاره » فأمطرت فاجتمعوا إلى أي لبابة . 
فقالوا : إنما لن تقلع حى تقوم عرياناً » فتسد علب مربدك بإزارك . 
ففعل » فأقلعت السماء » ولا كر المطر سألوه الإستصحاء » فاستصحى هم › 
وقال : « اللهم حوالينا ولا علينا ء اللهم على الظراب ٠‏ والآكام والبال » 
وبطون الأودية » ومنابت الشجر » . 

وکان صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال : « صيباً نافعاً » وسر 
ثوبه حى يصيبه من المطر » فسثل عن ذلك › فقال : « لانه حديث 
عهد بربه» . 


~m 00 


قال الشافعي : أخبرني من لا أنيم > عن يزيد بن الاد > أن الي 
صلى الله عليه وسلم كان إذا سال السيل » قال : «اخرجوا بنا إلى هذا 
الذي جعله الله طهورآً › فنتطهر منه » ونحمد الله عليه » وأخبرني من 
لا آنهم » عن اسحاق بن عبد اله » أن عمر كان إذا سال اليل ذهب 
بأصحابه إليه » وقال : ما کان ليجيء من جیه أحد » إلا تمستحنا به . وکان 
صلى اله عليه وسلم إذا رأى الغ والربح » عرف ذلك في وجهه » فأقبل 
وأدبر ‏ فإذا أمطرت مسري عنسه » وكان خشى أن يكون فيه العذاب . 


0 


فصل 
o Alb e o‏ ر 8د 
وھ ل فر اني 


کانت اسفاره صلى الله عليه وسلم دائرة بين أربعة أسفار : سفرر 
مجرته » وسفر للجهاد » وهو أكرها > ومفر للعمرة » وسفر للحج . 

وکان إذا أراد سفراً أقرع بن نسسائه » ولا حج سافر بهن“ جميعاً » 
وكان إذا سافر » خرج من أول التهار » وكان يستحب الحروج يوم 
الحميس ٠‏ ودعا الله أن يبارك لأمته ني بكورها » وكان إذا بعث سرية” أو 
جيشاً » بعهم من أول النهار » وأمر المسافرين إذا كانوا للائة أن يؤهروا 
أحدهم ٠‏ وى أن يسافر الرجل وحده » وأخبر أن « الراكب شيطان » 
والراكبان شيطانان » والثلانة رکب » وذکر عنه أنه کان يقول حن. 
ينهض للسفر : «اللهم إليك توجهت » وبك اعتصمت » الهم اكفني 
ما أهمي وما لا هم له » اللهم زودني التقوى » واغغر لي ذني ۽ ووجهي 
الخر أینما توجهت » . وکان إذا قدمت له دابته لرکبها بقول : «بسم اله » 
حبن يضع رجله ني الركاب ٠‏ فإذا استوى على ظهرها قال :« الحمد لله الذي 
سخر لنا هذا وما کنا له ماقرنن > وإنا إلى ربنا لنقلبون » ثم يقول : 
الحمد لته » الحمد الله » الحمد لهه ثم يقول :«الله أكبر ٠‏ الله أكبر › الله أكبر» 
ثم يقول :« سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي » إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» 


— OV — 


وكان قول : «اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى » ومن العمسل 
ما ترضى » اللهم هون علينا سفرنا هذا » واطو عتا بعده » اللهم أنت 
الصاحب في السغر » والحليفة في الأهل ٠‏ اللهم إني أعوذ باك من وعثاء 
السفر » وكابة المنقلب » وسوء الماظر ني الأهل والمال » وإذا رجع قان » 
وزاد : « آیبون » تاثبون » عابدون لربنا حامدون » وکان هو وأصحابه 
إذا علا الثنايا كبّروا » وإذا هبطوا الأودية سبحوا . 


وكان إذا أشرف على قرية يريد دخوها يقول : « اللهم رب السموات 
السيع > وما أظللن » ورب الأرضن السبع وما أقلان » ورب الشياطن 
وما أضللن » ورب الرباح وما ذرين »> سألا خر هذه القرية > وخر 
أهلها » وخر ما فيها » وأعوذ بلك من شرها › وشرٌ أهلها » وشر ما فيها » . 

وكان بقصر الرباعية »> وقال أمية بن خالد : إنا جد صلاة الحضر »> 
وصلاة الحوف ني القرآن » ولا جد صلاة السفر . فقال له ابن عمر : 
يا أي إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم »> ولا نعلم شيا » فإغا نفعل 
کما رأینا حمداً صلى الله عليه وسلم يفعل . ۰ 

وکان من هدیه صلى الله عليه وسلم الإقتصار على الفرض » ولم عفظ 
عنه أنه صلى السنة قبلها ولا بعدها إلا سنة الفجر والوتر › ولكن لم ملع 
من التطوع قبلها ولا بعدها » فهو كالتطوع المطلق » لا أنه سنة راتبة للصلاة . 
وثبت عنه آنه صل یوم الفتح نان رکعات ضحی . 

وکان من هديه صلى الله عليه وسلم صلاة التطوع على راحلته ين 


- 0 — 


توجهت به » وکان يوميءُ ي رکوعه . وکان ذا أراد آن برتحل قل أن 
تزيغ الشمس أخر الظهر إلى العصر ٠‏ فإن زالت قبل أن يرتحل صلى الظهر ». 
م ركب . وكان إذا أعجله السر خر المغرب حى مجمع بينها وبن العشاء › 
وم یکن من هدیه الحمع راکباً ولا حال نزوله . 


KOE ا و‎ 
I E9 
او‎ ) ° 
U o حلا سے‎ 


کان له حزب لا خل به > وکانت قراءته ترتیلا حرفا حرفا » ویقطع 
فراءته آية آية » وعد عند حروف المد » فيمد الرحمن »> ومد الرحم . 
وكان يستعيذ ني أول القراءة » فقول : « أعوذ بالله من الشيطان الرجى » . 
وربا قال : « اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجم من همزه ونفخه 
وتفتثه » . وكان حب أن يسمع القرآن من غبره » وأمر ابن مسعود » فقراً 
وهو پسمع » وخشع حنی ذرفت عیناه . وکان بقرا قائماً وقاعداً ومضطجعاً 
ومتوضتاً ومحداً إلا النابة » وكان يتغى به › ويرجع صوته أحياناً . 
وحکی ابن المغفّل ترجیعه ۲۲١‏ ثلاث مرات »> ذكره البخاري . وإذا 
جمعت هذا إلى قوله : « زينوا القرآن بأصواتكم » . وقوله : «ما أآذن 
الله لغي ء کاذنه لني حسن الصوت يتغنى بالقرآن » علمت أن هذا الرجيع 
منه احتيار لا هر الناقة » وإلا م حكه ابن المغفل اختياراً لیتأسى به ويقول : 


کان يرجع ف قراءاته . 
والتغي على وجهین : 
أحدهما : ما اقتضته الطبيعة من غر تكلف » فهذا جائز وإن أعان 


طبيعته بفضل تزين › ها قال أبو موسى لبي صلل الله عليه وسلم : 


— + 


« لو علمت أنك تستمع لبرت أك تحبرآً» أي : لحسنته لك حسيناً »> وهذا 
هو الذي كان السلف يفعلونه » وعليه تحمل الأدلة كلها . 

والثاني : ما كان صناعة من الصنائع » كا يتعلم أصوات الغناء بأصناف 
الألخان على أوزان مخترعة » فهذه هي الي كرهها السلف ٠‏ وأدلة الكراهة 
إنما تتناول هذا . 


ا 


فصل 


اھ ران ری 

کان یعود من مر ض من أصحابه » وعاد غلاماً کان خدمه من آهل 
الكتاب وعاد عه وهو مشرك » وعرض عليهما الإسلام فأسام اليهودي . 

وکان يدنو من المريض » ومجلس عند رأسه ويسأله عن حاله » وکان 
تمسح بيده اليمنى على المريض » ويقول : « اللهم رب الناس » ذهب البأس » 
واشف أنت الشاني لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) . وکان يدعو 
للمریض ٹلاناً > کا قال :« اللھم اشف سعدا ٹلاٹا › وکان إذا دخل على 
المريض بقول:« لا بأس » طهور إن شاء الله » وربا قال :«كفارة وطهور» . 

وکان یرتي من کان به قرحة أو جرح أو شكوى فيضع سبابته بالأرض » 
ثم برفعها ويقول : « بم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن 
ربنا » . وهذا ي « الصحيحن » وهو بيبطل اللفظة الي جاءت في حديث 
السبعن ألفاً « لا برقون » وهو غلط من الراوي . 

ولم يكن من هديه أن مخصً يوماً بالعيادة » ولا وقتاً »> بل شرع لامته ١‏ 
عيادة امريض ليلا لارا . وكان يعود من الرّمد وغبره » وكان أحياناً يضع 
يده على جبهة المريض ٠‏ ثم عسح صدره وبطنه ء ويقول : » اللهم اشفه ». 
وكان مسح وجههٴ أيضاً » وإذا أيس من المريض قال : « إتا لله وإنا إليه 
راجعون) . 


— ۲ 


وکان هدیه في ابحنائز أكمل هدي مالفا هدي سائر الأمم مشتملا“ على 
الإحسان إلى الميت وإلى أهله وأقاربه » وعلى إقامة عبودية الحي فيما يعامل 
به الميت ٠‏ فكان من هديه إقامة عبودية الرب تعالى على أكمل الأأحوال › 
وتجهيز الميت إلى الله تعالى على أحسن الأحوال » ووقوفه وأصحابه صفوفاً 
حمدون الله » ویستغفرون له » تم مشي بن يديه إلى أن يود عوه حفرته › 
ثم يقوم هو وأصحابه على قبره سائلن له الثبات ٠‏ ثم يتعاهده بالزيارة إلى 
قبره » والسلام عليه › والدعاء له . 

فأول ذلك تعاهده ي مرضه › وتذ کره الآخحرة » وأمره بالوصية 
والتوبة » وأمر من حضره بتلقينه شهادة أن لا إله إلا الله » لتكون آخر 
كلامه » م ى عن عادة الأمم الي لا تؤمن بالبعث من لطم الحدود » 
ورفع الصوت بالندب والنياحة » وتوابع ذلك . 

وسن الحشوع للموت ٠‏ والبكاء الذي لا صوت معه » وحزن القلب »> 
وکان پفعله ویقول : « تدمع الععن » ومحزن القلب » ولا نقول إلا مايرضي 
ارب » وسن لأمته الحمد والإسترجاع والرضاعن الله . 

وكان من هديه الإسراع بتجهيز اميت إلى الله » وتطهره وتنظيفه 
وتطییبه › وتکفینه ي لیاب البیاض »۰ ثم یؤتی به إلیه » فيصل عليه بعد 
أن کان یدعی له عند احتضاره » فیقے عنده حى بقضي > م محضر تجهیزه › 
ويصلي عليه » ویشیعهٴ إلى قبره » ثم رأى أصحابه أن ذلك يشق عليه › 
فكانوا مجهزون ميتهم › ثم معملونه إليه > فيصلي عليه خارج المسجد » 
وربا كان يصلي أحياناً عليه ني المسجد » كما صلى على سهيل بن بيضاء 


وأخیه فيه . 


س ۳ س 


وكان من هديه تغطية وجه اليت إذا مات وبدنه » وتغميض عينيه 
وکان رما بقل المیت › کا قبل عمان بن مظعون وبکی . 

وکان يأمر بغسل الميت ثلاثاً أو خمساً أو أكثر بحسب ما يراه الغاسل » 
ويأمر بالكافور ني الغسلة الأأخرة . 

وكان لا يغسل الشهيد قتيل المعركة » وكان ينزع عنهم الحلود والحديد »› 
ويدفنهم في ليابم » ولم يصل عليهم » وأمر أن يسل المحرم باي وسدر . 
ویکفن في وي إحرامه » وی عن تطييبه » وتغطية رأسه » وکان يأمر من 
ولي ا ميت أن محسن كفنه » ويكفنه ني البياض ٠‏ وينهى عن المغالاة في الكفن › 
وإذا قصر الكفن عن ستر جميع البدن غطى رأسه » وجعل على رجايه 

وکان إذا قدم إلیه میت سأل : هل عليه دين ؟ فٳن م يکن عليه دين 
صلی عليه » وان کان عليه دين > ) يصل عليه » وأمر أصحابه أن يصلوا 
عليه » فإن صلاته شفاعة » وشفاعته موجبة » والعبد مرمهن بدینه لا دحل 
الحنة حى يةضى عنه > فلما فتح الله عليه كان يصلي على المدين » ويتحمل 
دینه » ویدع ماله لورته . 

فإذا أحذ في الصلاة عليه » كبر » وحمد الله » وأثى عليه . وصلى 
ابن عباس على جنازة » فقرأً بعد الفكبرة الأولى بالفانحة » وجهر بها » 
وقال : لتعلموا أا سنة . 


قال شيخنا : لا تحب قراءتها » بل هي سنة . وذ كر أبو أمامة بن سهلل 
عن جماعة من الصحابة الصلاة على الني صلى الله عليه وسلم فيها . 


TS 


وروى يى بن سعيد الأنصاري » عن سعيد القبري › عن أي هريرة 
أنه سأل عبادة بن الصامت عن صلاة الحنازة » فقال : أنا والله أحرك » تبداً 
فتكبر ٠‏ ثم تصلي على الني صلى الله عليه وسلم » وتقول : اللهم إن عبدك 
فلاا كان لا يشرك بك » وأنت أعلم به › إن کان محسناً فزد في إحسانه › ۰ 
وإن کان مسیئاً فتجاوز عنه › اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده . 

ومقصود الصلاة عليه الدعاء » ولذلك حفظ عنه > ونقل من الدعاء 
ما م ينقل من قراءة الفانحة » والصلاة على الني صلى الله عليه وسلم ‏ 
وحفظ من دعائه : ۰ : 

« اللهم إن فلان ابن فلان تي ذمتك » وحبل جوارك › فق فتنة القبر > 
وعذاب النار » وآنت أهل الوفاء » والحق“ » فاغفر له وارحمه إناك 
أنت الغفور الرحم » . 

وحفظ من دعائه أيضاً : « اللهم أنت ربا با » وأنت خافتها » وانت 
رزقتها › وأنت هدیتها لاإسلام > وأنت قبضت روحها › تعلم رها 
وعلانيتها » جنا شفعاء فاغفر فا » وكان يأمر بإخلاص الدعاء الميت ء 


رکان یکبر ريع نکپرات » وصح عه أنه کر خا » وکان لماه 
يكبرون أربعا وخساً وستاً . قال علقمة : قلت لعبد الله + إن ناسا 
من أصحاب معاذ قدموا من الشام » فكبروا على ميت هم خمساً » فقال : 
ليس على الميت ني التكبر وقت » كبر ما كبر الإمام > فإذا انصرف 
الإمام فانصرف . 

قل الام احيد: مرف عن اعدد من السحاة انبم كوا لبون 


© — 
( م ٥‏ مختصر زاد المعاد ) 


تسليمتين على الحنازة ؟ قال:لا » ولكن عن ستة من الصحابة أنهم كانوا 
يسلمون تسليمة واحدة خفيفة عن مينه » فذكر ابن عمر وابن عباس 
وأبا هريرة . 

وأما رفع اليدين فقال الشافمي : ترفع للأثر » والقياس على السنة في 
الصلاة . ويريد بالأثر ما روي عن ابن عمر وأنس أنما كانا يرفعان أيدہما 
كلما كبرا على الحنازة . وكان إذا فاتته الصلاة على الحنازة صلى على القبر › 
فصلى مرة على قبر بعد ليلة » ومرة بعد ثلاث › ومرة بعد شهر › ولم يوقت 
ي ذلك وقتاً » ومنع منها مالك إلا للولي إذا كان غائباً . 


وكان يقوم عند رأس الرجل » ووسط المرأة » وكان يصلي على الطفل › 
وكان لا يصلي على من قتل نفسه » ولا على من غل“ من الغنيمة › واختلف 
عنه في الصلاة على المقتول حداًا كالزاني . فصح عنه أنه صلى على الحهنية 
الي رجمها » واختلف ني ماعز › فإما أن يقال : لا تعارض بن ألفاظه › 
فإن الصلاة فيه هي الدعاء » وترك الصلاة عليه تركها على جنازته تأدياً 
وتحذيرآً . وإما أن يقال : إذا تعارضت ألفاظه عدل عنها إلى الحديث 
الآاحر . 

وكان إذا صلى عليه تيعه إلى المقابر ماشياً أمامه » وسن لاراكب أن يكون 
وراءھا › وإن کان ماشیاً یکون قریباً منها › إما خلفها › أو أمامها › أو 
عن مینھا » أو عن شماھا . وکان یأمر بالإسراع بہا حى إن کانوا لرملون 
بها رملا » وكان مشي إذا تبعها » ويقول : « لم أكن لأركب واللائكة 
عشون » فإذا انصرف فرعا رکب . 


اا س 


وکان لا مجلس حى توضع › وقال : « إذا تبعت النازة فلا تجلسوا 
حى توضع » . 

ولم يكن من هديه الصلاة على كل ميت غائب » وصح عنه أنه صلى 
على النجاشي صلاته على اميت » وتركه سنة » ها أن فعله سنة » فإن كان 
الغائب مات ببلد م يصل عليه فيه » صلي عليه »› فإن النجاشي مات بن 
الكفار . 

وصح عنه أنه أمر بالقيام للجنازة لما مرت به » وصح عنه أنه قعد › 
فقيل : القيام منسوخ . وقيل : الأمران جائزان » وفعله بيان للإستحباب » 
وترکه بيان الجواز . وهذا أولى . 

وكان من هديه أن لا يدفن الميت عند طلوع الشمس » ولا عند غروبا › 
ولا حن قيامها . 

وكان من هديه التحد » وتعميق القبر » وتوسيعه من عند رأس الميت 
ورجلیه » ویذ کر عنه أنه كان إذا وضع الميت في القبر قال : « بس الله 
وبالله » وعلى ملة رسول الله » وني رواية : « بم الله » وقي سبيل الله > وعلى 
ملة رسول الله» . 

ویذ کر عنه أنه كان مثو على الميت إذا دفن من قبل رأسه ثلاثاً » 
. وكان إذا فرغ من دفن الميت » قام على قبره هو وأصحابه » وسال له 
التثبيت » وأمرهم بذلك . 


ولم يكن مجلس يقرأ على القبر ولا يلقن الميت › ولم يكن من هديه 
تعلية القبور » ولا بناؤها » ولا تطيينها » ولا بناء القباب عليها »› وقد 


— ۷ س 


بعث علي بن أي طالب أن لا يدع تمالا إلا طمسه . ولا قبراً مشرفاً إلا 
سواه » فسنته تسوية هذه القبور المشرفة كلها . 

وی أن مجصص القبر » وأن بى عليه » وأن يكتب عليه » وکان 
يعلّم من أراد أن يعرف قبره بصخرة » وى عن الخاذ القبور مساجد › 
وإيقاد السرج عليها » ولعن فاعله » وى عن الصلاة إليها » وى أن يتخذ 
قېره عيداً . 

وكان هديه أن لا ان القبور وتوطاً » ومجلس عليها » ويتكأً عليها › 
ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد وأعياداً وأوثاناً . 

وكان يزور قبور أصحابه للدعاء هم › والاستغفار هم » وهذه هي 
الزيارة الي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم إذا زاروها أن 
يقولوا : « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين » وإنا إن شاء 
الله بكم لاحقون » نسأل الله أا ولكم العافية » . 

وکان يقول ویفعل عند زارا من جنس ما يقوله عند الصلاة عليه › 
فاي المشركون إلا دعاء الميت والإشراك به > وسؤاله الحوائج › والاستعانة 
به » والتوجه إلیه عکس هديه صلى الله عليه وسلم فإنه هدي توحسيد 
وإحسان إلى الميت . 

وكان من هديه تعزية آهل اميت » وم يكن من هديه أن مجتمع ويقراً 
له القرآن » لا عند القبر › ولا غره . 

وكان من هديه آن أهل الميت لا يتكافون الطعام اناس › بل أمر أن 
بصنع الناس مم طعاماً » وكان من هديه ترك نعي الميت ٠‏ بل كان ينهى 
عنه » ويقول : « هو من عمل أهل الخاهلية » . 


— ۸ 


أباح الله له قصر أركان الصلاة وعددها إذا اجتمع اللحوف والسفر »› 
وقصر العدد وحده إذا كان سفراً لا خوف معه » وقصر الأركان وحدها 
إذا كان خوفاً لا سفر معه › وبمذا تعلم الحكمة في تقييد القصر في الاية 
بالضرب في الأرض والحوف . 

وكان من هديه في صلاة الحوف إذا كان العدو بينه وبين القبلة أن يصف 
المسلمىن خلفه صفن » فیکبر ویکبرون جمیعاً › تم يركعون ويرفعون 
جميعاً » م يسجد أول الصف الذي يليه خاصة » ويقوم الصف المؤخر 
مواجه العدو » فإذا نض لثانية سجد الصف المؤخر سجدتان > م قاموا 
فتقدموا إلى مكان الصف الأول » وتأخر الصف الأول مكانهم » لتحصل 
فضيلة الصف الأول للطائفتن ٠‏ وليدرك الصف الثاني معه السجدتن ي 
الثانية » وهذا غاية العدل > فإذا ركع صنع الطائفتان كا صنعوا أول مرة » 
فإذا جلس للتشهد سجد الصف المؤخر سجدتن ٠‏ ولمحقوه في التشهد › 
فسلم بهم جميعاً . وإن كان العدو في غر جهة القبلة فإنه تارة جعلهم 
فرقتن : فرقة بازاء العدو » وفرقة تصلي معه › فتصلي معه أحدى الفرقتن 
ركعة » ثم تنصرف ني صلاتما إلى مكان الفرقة الأخرى » وتجيء الأخرى 


۹ س 


إلى مكان هذه » فتصلي معه الركعة الثانية > م يسلم »> وتقضي كل طائفة 
ركعة ركعة بعد سلام الإمام » وتارة يصلي بإحدى الطائفتن ركعة › ثم 
يقوم إلى الثانية » وتقضي هي ركعة وهو واقف » وتسلم قبل ركوعه » 
وتآتي الطائفة الأخرى » فتصلي معه الركعة الثانية » فإذا جلس ني التشهد » 
قامت » فتقضت ركعة وهو ينتظرها في التشهد » فإذا تشهدت » سلم بم . 

وتارة كان بصلي بإحدى الطائفتن ركعتان ويسلم بهم ؛ وتأتي الأخرى 
فيصلي بهم ركعتان ويسلم بم » وتارة كان بصلي بإحدى الطالفتن ركمة › 
م تذهب ولا تقضي شيئاً » وتجيء الأخرى »> فيصلي بهم ركعة ولا تقضي 
شيئاً › فيكون له ركعتان » وهم ركعة ركعة » وهذه الأوجه كلها تجوز 
الصلاة بها . 

قال أحمد : ستة أوجه أو سبعة تروى فبها كلها جائزة . وظاهر 
هذا أنه جوز أن تصلي كل طائفة معه ركعة » ولا تقضي شيا » وهذا 
مذهب جابر » وابن عباس » وطاوس ٠»‏ ومجاهد » والحسن » وقتادة » 
والحكم » وإسحاق . 

وقد روي فیھا صفات آخر ترجع كلها إلى هذه » وقد ذكرها بعضهم 
عشرآً »› وذكرها ابن حزم نحو خمسة عشر صفة » والصحيح ما ذكرنا 
وهؤلاء كلما رأوا اختلاف الرواة في قصة » جعلو ذلك وجوها من فعل 
ابي صلى الله عليه وسلم . 


~m ¥ 


فصل 


ملل 5 
A‏ 3 1 
وھ ع واک د 
کان هدیه صلی الله عليه وسلم فيها أ كمل هدي ني وقتها وقدرها 
ونصابا » ومن تحب عليه » ومصرفها › قد راعى فيها مصلحة أرباب 
الأموال » ومصلحة المساكن » وجعلها الله سبحانه وتعالى طهرة المسال 
ولصاحبه » وقيد النعمة بها على الأغنياء » فما زالت النعمة بال مال عن من 
دی زکاته » بل حفظه عليه وینمیه . 
ثم إنه جعلها ني أربعة أصناف من الال وهي أكثر الأموال دورآً بن 
الحلق » وحاجتهم إليها ضرورية . 
أحدها : الزرع والثمار . 
والثاني : بيمة الأنعام » الإبل والبقر والغم . 
الثالث : الحوهران اللذان بهما قوام العام > وهما الذهب والفضة . 
الرابع : أموال التجارة على اختلاف أنواعها . 
ثم إنه أوجبها في كل عام » وجعل حول اللمار والزرع عند كماما 
واستوائهما » وهذا أعدل ما يكون » إذ وجوبما كل شهر أو جمعة ما يضر 
بأرباب الأموال » ووجوبما في العمرة مرة تما يضر بالمساكن . ثم إنه فاوت 


إ۷ — 


بن مقادير الواجب بحسب السعي ني التحصيل » فأوجب اللحمس فيما صادفه 
الإنسان مجموعاً حصلا وهو الركاز » ولم يعتبر له حولا > وأوجب نصفه 
وهو العشر فيما كان مشقة حصيله فوق ذاك › وذلك ني الثمار والزروع الي 
يباشر حرثها » ويتولى الله سقيها بلا كلفة من العبد » وأوجب نصف العشر 
فيما يتولى العبد سقيه بالكلفة والدوالي والنواضح وخوهما » وأوجب 
نصف ذلك وهو ربع العشر فيما كان النماء فيه موقوفاً على عمل متصل من 
رب الال » متتابع بالضرب ني الأرض تارة » وبالإدارة تارة » وبالتربص 
تارة . 

تم إنه لما كان لا محتمل كل مال المواساة > جعل للمال الذى تحتمله 
المواساة نصباً مقدرة المواساة فيها » لا تجحف بأرباب الأموال » وتقع 
موقعها من المسا كن » فجعل للورق مائي درهم › وللذهب عشرين مثقالا › 
والحبوب والثمار خمسة أوسق وهي خمسة أحمال من أحمال إبل العرب » 
ولغم أربعن شاة › وللبقر ثلاثن » وللإبل خمساً » لكن لا كان نصابا 
لا تمل المواساة من جنسه » أوجب فيه شاة . فإذا تكررت الحمس خمس 
مرات » وصارت خمساً وعشرین » احتمل نصابا واحداً منها » م نه 
ا قدر سن هذا الواجب في الزيادة والنقصان بحسب كرة الإبل وقلتها من 
ابن حاض وبنت محاض ٠‏ وفوقه ابن لبون وبنت لبون » وفوقه الحق والحقة › 
وفوقه اللحدع والحذعة > وكلما كارت الإبل زاد السن إلى أن يصل السن 
إلى منتهاه » فحينئذ جعل زيادة عدد الواجب في مقابلة زيادات عدد امال › 
فاقعضت حكمته أن جعل ني الأموال قدرآ حتمسل المواساة » ولا جحف 
بها » ويكفي المساكن ٠‏ فوقع الظلم من الطائفدن ؛ الغي إنعه ما أوجب 


VV ( 


عليه » والآخذ بأخذه ما لا يستحقه › فتولد من بن الطائفتدن ضرر عظم 
على المساكن() . 

والله سبحانه تولى قسمة الصدقة بنفسه » وجزأها نانية أجزاء بجمعها 
صنفان . ۰ 

أحدهما : من يأخذ لاجة » فيأخحذ بحسب شدة الحاجة وضعفها »› 
وكر تجا وقلتها » وهم الفقراء والمساكين » وي الرقاب ٠‏ وابن السبيل . 

والثاني : من يأخذ لمنفعته وهم العاملون عليها » والمؤلفة قلوبيم › 
والغارمون لإصلاح ذات الببن › والغزاة ي سبيل الله » فإن لم يكن الآحذ 
حتاجاً » ولا منفعة فيه للمسلمين ؛ فلا سهم له في الزكاة . 


(0( هذا حكاية لواقع الكشر من الناس » وما جره الظلم من المغاسد . 


۳ 


فصل 


وكان إذا علم من الرجل أنه من أهلها أعطاه › وإن سأله منها من 
لا یعرف حاله آعطاه بعد أن خبره أنه لاحظ فيها لغي » ولا لقوي 
مکتسب . 

وكان من هديه تفريقها على المستحقن لي بلد ال مال » وما فضال عنهم 
منها حمل إليه ففرقه » وكذلك كان يبعث سعاته إلى البوادي »› ولم يكن 
يبعثهم إلى القرى » بل أمر معاذاً أن يأخذها من أهل اليمن ويعطيها فقراءهم . 

ول يكن من هديه أن ببعث سعاته إلا إلى أهل الأموالالظاهرة من الواشي 
والزرع واللمار » وكان يبعث اللحارص خرص على أهسل النخيل تر 
نخيلهم » وعلى آهل الكروم كرومهم » وينظر کم مجيء منه وسقاً » فیحسب 
عليهم من الزكاة بقدره » وكان يأمر الحارص أن يدع هم الثلث أو الربع › 
فلا مخرصه لا يعرو النخيل من النوائب . وكان هذا احرص لكي نحصى 
الزكاة قبل أن تؤكل اللمار » وتفرق » وليتصرف فيها أربابما با شاؤوا » 
ويضمنوا قدر الركاة . 

ول يكن من هديه أخذها من اللحيل » ولا الرقيق › ولا البغال ء ولاالحميرء 
ولا الءضراوات ٠‏ ولا المباطخ > ولا المقاثي والفواكه الي لا تكال › 
ولا تدخر » إلا العنب والرطب › فلم يفرق بن رطبه ویابسه › وکان إذا 
جاء الرجل بالزكاة دعا له » فتارة يقول : «اللهم بارك فيه وي إبله» 
وتارة يقول : « اللهم صل عليه » . 


TE 


ولم يكن من هديه أخذ كرائم الأموال بل وسطه » و كان ينهى المتصدق 
أن يشتري صدقته » وكان يبيح للغني أن يأكل منها إذا أهداها إليه الفقر › 
وکان أحیاناً يستدين لمصالح المسلمان على الصدقة » وكان يسم إبل الصدقة 
بيده » وإذا عراه أمر » استسلف الصدقة من أرباما » كما استسلف من 
العباس صدقة عامین . 

وفرض زكاة الفطر عليه وعلى من ونه من صغر وكبر صاعاً من 
نمر أو شعير أو أقط أو زبيب › وروي عنه : «صاعاً من دقيق » وروي 
عنه : «نصف صاع من بر ». مكان الصاع من هذه الأشياء » ذ كره أبو داود » 
وق « الصحيحن » أن معاوية هو الذي قوم ذلك . 

وکان من هديه إخراجها قبل صلاة العيد » وني « الصحيحان» عن 
ابن عمر قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل 
خروج الناس إلى الصلاة . وفي «السان » عنه : «من أدّاها قبل الصلاة > 
فهي زكاة مقبوله » ومن أدّّاها بعد الصلاة ٠‏ فهي صدقة من الصدقات » 
ومقتضی هذین الحدیشن أنه لا جوز تأخبرها عن صلاة العيد » وأا تفوت 
بالفراغ من الصصلاة » وهذا هو الصواب » ونظره ترتيب الأضحية على 
صلاة الإمام » لا على وقنها » ون من ذبح قبلها » فهي شاة لحم . 

وكان من هدديه تخصيص الساكان بها » وم يكن يقسمها على الأصناف 
للمانية » ولا فعله أحد من أصحابه » ولا من بعدهم . 


سس ۷0 — 


5 f 
دلا “9را ا‎ e e 
0 3 U ا‎ 
کے ن یا ہے د‎ 


كان أعظم الناس صدقة إا ملكت يده > ولا يستكار شيئاً أعطاه لله › 
ولا بستقله » وکان لا یسال أحد شیئاً عنده إلا أعطاه » قلیلا کان أو كشراً › 
وکان سروره وفرحه با يعطيه أعظم من سرور الآخذ با أخذه » وكان 
إذا عرض له حتاج » آثره على نفسه » تارة بطعامه › وتارة بلباسه . 


وكان يتنوع ني أصناف إعطائه وصدقته › فتارة باهدية › وتارة 
بالصدقة » وتارة بامبة › وتارة بشراء الشيء > م يعطي البائع السلعة 
والثمن » وتارة يقارض الشيء › فرد أكثر منه » ويقبل المهدية » ويكايء 
علبها بأكثر منها » تلطفاً وتنوعاً ني ضروب الإحسان بكل ممكن » وكان 
إحسانه با ملكه وجاله وبقوله » فيخرج ماعنده » ويأمر بالصدقة » و حض 
عليها » فإذا رآه البخيل » دعاه حاله إلى البذل . 

وكان من خالطه لا ملك نفسه عن السماحة » ولذاك كان أشرح الحلق 
صدراً » وأطيبهم نضساً » فإن الصدقة والمعروف تأثرآً عجيباً في شرح 
الصدر ٠‏ فانضاف ذلك إلى ما خصه الله به من شرح صدره بالرسالة 
وخصائصها وتوابعها » وشرح صدره حساً » وإخراج حظ الشرطان منه . 

وأعظم أسباب شرح الصدر التوحید » وعلى حسب کماله وقوته وزیادته 


~~ ۷٦ 


یکون انشراح صدر صاحبه » قال الله تعالی : ( آقمن" شرح الله صداره 
لاإسلام فهو على نور من ربه) (سورة الزمر : ۲۲) . 

وقال تعالی : (قمن' يرد الله أن يهنديه يَشْرّح صدره للإسلام 
ومن يرد أن يضله مجعل صدره ضيقاً حرجا ) الآبة ( سورة الأنعام ٠١٠:‏ ). 

ومنها النور الذي يقذفه اله في القلب › وهو نور الإعان > وي الأرمذي 
مرفوعاً « إذا دخل انو ر القلب انفسح وانشرح » الحديث . 

ومنها العلم › فإنه يرح الصار > ويوسعه ۽ ولیس هذا لکل علم ۽ 
بل للموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم . 

ومنها الإنابة إلى الله »> ومحبته بكل القلب » وللمحبة تأثر عجيب في 
انشراح الصدر » وطيب النفس > وكلما كانت المحبة أقوى » كان الصدر 
أشرح ء ولا يضيق إلا عند رؤبة البطالن . ومنها دوام الذكر ٠‏ فللذ كر 
تأر عجيب ني انشراح الصدر . ومنها الإحسان إلى الحلق » ونفعهم بها 
بمكنه من الال وابحاه > والتفع بالبدن » وأنواع الإحسان . 

ومنها الشجاعة » فإن الشجاع منشرح الصدر . 

وأما سرور الروح ولذ ا » فمحرم على کل جتان › کا هو حرم 
على کل بخیل » وعلی کل معرض عن الله » غافل عن ذکره » جاهل به 
وبدينه » متعلق القلب بغره » ولا عبرة بانشراح صدر هذا لعارض › 
ولا بضيق صدر هذا لعارض » فإن العوارض تزول بزوال أسبابجا » وإنما 
المعول على الصفة الي قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه » فهي المیزان . 

ومنها بل من أعظمها إخراج دغل القلب من الصفات ا مذمومة › ومنه 
ترك فضول النظر والكلام ‏ والاستماع والحلطة > والأكل والنوم . 


س ۷¥ س 


لا كان المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات » لتستعد لطلب 
ما فيه غاية سعادًما » وقبول ما تزكو به نما فيه حياتا الأبدية » ويكسر 
الخحوع والظماً من حدنا » ويذكرها بال الأ كباد الحائعة من المساكن » 
وتضييق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب › فهو 
بحام المتقن > وجنة المحاربن » ورياضة الأبرار المقربن › وهو لرب 
المالمين من بين الأعمال » فإن الصائم لا يفل شيئاً » وإنما بارك شهوته › 
فهو ترك المحبوبات لمحبة الله »> وهو سر بن العبسد وربه › إذ العباد قد 
بطاعون على ترك المفطرات الظاهرة » وأماكونه ترك ذلك لأجل معبوده › 
فأمر لا يطلع عليه بشر › وذلك حقيقة الصوم . 

وله تأثر عجيب ني حفظ الحوارح الظاهرة » والقوى الباطنة عن 
التخليط الحالب ها المواد الفاسدة › واستفراغ المواد الرديثة المانعة ها من 
صحتها » فهو من أكبر العون على النقوى » ا قال تعالى : ( یا أا الذين 
آمنوا كنتب عليكم الصيام كما كب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) 
(البقرة : ۱۸۳) . 

وأمر صل الله عليه وسلم من اشتدت شهوته لانکاح » ولا قدرة له 
عليه بالصيام » وجعله وجاء هذه الشهوة . 


— VA 


وکان هدیه صلى الله عليه وسلم فيه أكمل هدي › وأعظمه تحصياً 
المقصود » وأسهله على النفوس » ولا كان فطم التفوس عن شهوانا 
ومألوفاجا من أشق الأمور » تأخر فرضه إلى ما بعد المجرة » وفرض أولا 
على وجه التخيبر بينه وبن أن يطعم كل يوم مسكيناً » ثم حنم الوم › 
وجعل الإطعام للشيخ الكبر والمرآة إذا م يطيقا »> ورخص لامريض والمسافر 
أن يفطرا » ويقضيا » والحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كذلك »› 
وإن خافتا على ولدہما زادتا مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم › فإن 
فطرهما م يكن لوف مرض ٠‏ وإنما كان مع الصحة » فجبر بإطعام مسكن » 
كفطر الصحبح ني أول الإسلام . 

وکان من هدیه صل الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع 
العبادة » وکان جبریل یدارسه القرآن ني رمضان » وکان یکر فيه من 
الصدقة والإحسان » وتلاوة القرآن » والصلاة » والذكر » والاعتكاف . 

وکان خصه من العبادات با لا خص به غره » حى إنه ليواصل 
فيه أحيانا ليوفر ساعات ليله وباره على المبادة  .‏ 


وکان ینهی آصحابه عن الوصال » فيقولون له : إنك تواصل ؟ 


فیقول : « لست کهيئتكم إني أبيت عند ريي يطعمي ويسقيي » ېې عنه 
رحمة للأمة » وأذن فيه إلى السحر . 


۷۹ س 


فصل 


وکان من هديه أن لا يدحل ي صوم رمضان إلا برؤية محققة » أو 
بشهادة شاهد › فإن لم يكن رؤية ولا شهادة › أكمل عدة شعبان ثلاثن › 
وكان إذا حال ليلة الان دون منظره سحاب أكمل شعبان ثلائن › ولم 
يكن يصوم يوم الإغمام › ولا أمرّ به » بل مر بإكمال عدة شعبان ولا 
يناقض هذا قوله : « فإن غم عليكم فاقدروا له » فإن القدر : هو الحساب 
اللمدور » والمراد به الإكال . 

وکان من هده الحروج منه بشهادة ائنن › وإذا شهد شاهدان برؤیته 
بعد خروج وقت العيد » أفطر » وأمرهم بالفطر » وصلى اليد من الغد 
ي وقتها . 

وكان يعجل الفطر » ومحث عليه › ويتسحر ومحث عليه › ويؤخره 
ويرغب ي تأبره » وكان حض على الفطر على التمر » فإن أي مجده » 
فع الماء . 

ونهى الصائم عن الرفث والصخب والستباب » وجواب السباب ء 
وأمره أن يقول لمن ساب : إني صائم . 

وسافر تي رمضان › فصام > وأفطر » وخيّر أصحابه بين الأمرين › 
وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من العدو » ولم يكن من هديه تقدير المسافة 
الي بفطر فيها الصائم بد › وكان الصحابة حن ينشئون السفر يفطرون 


— A: 


من غر اعتبار مجاوزة البيوت » وخبرون أن ذلك هديله وسنته صلى الله . 
عليه وسلم . 

وان يدركه الفجر وهو جنب من أهله › فيغتسل بعد الفجر ويصوم › 
وكان يقل بعض أزواجه وهو صائم ني رمضان » وشبه قبلة الصائم 
با لمضمضة بالماء » ولم يصح عنه صل الله عليه وسلم التفريق بن الشاب والشيخ. 

وكان من هديه إسقاط القضاء عمن أكل أو شرب ناسا » وأن الله 
هو الذي أطعمه وسقاه » والذي صح عنه تفطر الصائم به : هو الكل 
والشرب » والحجامة والقيء ٠‏ والقرآن دل على الحماع › ولم يصح عنه 
في الكحل شيء . 

وصح عنه أنه يستاك وهو صائم > وذکر أحمد عنه آنه کان يصب 
على رأسه الماء وهو صائم » وكان بتمضمض ويستنشق وهو صائم » ومنع 
الصائم من المالغة ني الاستنشاق > ولا يصح عنه آنه احتجم وهو صائم . 
قال أحمد : وروي عنه أنه قال ني الإنمد : « ليتقه الصائم » ولا يصح › 
قال ابن معن : حدیث منکر . 


Al —‏ — 
(م ٦‏ _ مختصر زاد المعاد ) 


فصل 


وکان يصوم حى يقال : لا يفطر . ويفطر حى يقال : لا يصوم . 
وما استکمل صیام شھر غر رمضان › وما کان یصوم تي شھر کار ما کان 
یصوم في شعبان » وم یکن رج عنه شهر حتی بصسوم مته » وکان پتحری_ 
صيام الإنندن والحميس . وقال ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم 
لا يفطر أيام الييض ني حضر ولا سفر . ذكره النسائي . وکان خض على 
صيامها . 

وما صيام عشر ذي الحجة » فقد اختلف عنه فيه > وأمًا صيام ستة 
ايام من شوال » فصح عنه أنه قال : « صيامها مع رمضان يعدل صيام 
الدهر » . وأما يوم عاشوراء » فإنه كان يتحرى صومه على سائر الأيام › 
ولا قدم المدينة وجد اليهود تصومه وتعظمه › فقال : « نحن أحق بموسى 
منکم » فصامه وأمر بصيامه » وذلك قبل فرض رمضان › فلما فرض 
رمضان قال : «من شاء صامه ومن شاء ترکه » . وکان من هدیه إفطار 
يوم عرفة بعرفة ثبت عنه ذلك ني « الصحيحن» وروي عنه آنه ی عن 
صوم يوم عرفة بعرفة رواه أهل «السان » وصح عنه أن « صیامه یکفر 
السنة الماضية والباقية » ذكره مسلم . 

ولم يكن من هديه صيام الدهر » بل قد قال : « من صام الدهر لا صام 
ولا آفطر » وکان يدخل على آهله »> فیقول : « هل عند کم شيء » ؟ فإن 
قالوا : لا . قال : «إني إذاً صائم » وکان أحياناً ينوي صوم التطوع > 


— AY — 


م يفطر . وأما حديث عائشة » أنه قال ها وحفصة : « اقضسيا يوماً 
مکانه » فهو حدیث معلول › وکان ذا نزل على قوم وهو صائم آم صیامه › 
كما فعل لما دحل على أم سل » ولكن أم سل عنده بنزلة أهل بيته . وني 
« الصحيح » عنه أنه قال : « إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم » فليقل : 
إني صائم » وكان من هديه كراهة تخصيص يوم الحمعة بالصوم . 


— AF — 


فصل 


ANS E as 
4 0ا2 مه‎ o 
4| 6 3 HANE 


ما كان صلاح القلب » واستقامته ني طريق سره إلى الله تعصالى متوقفاً 
على جمعيته على الله » ولم شعثه بإقباله بالكلية على الله » فإن شعث القلب 
لا يله إلا الإقبال على الله » وكانت فضول الشراب والطعام » وفضول 
مخالطة الأنام » وفضول الملام › وفضول الكلام ما يزيده شعناً »> ويشتته 
ني كل واد » ويقطعه عن سره إلى الله تعالى »> وبضعفه › أو يعوقه 
ويوقفه » اقتضت حكمة العزيز الرحم بعباده أن شرع فم من الصوم 
ما يذهب فضول الطعام والشراب » ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات 
المعوّقة له عن سره إلى الله » وشرعه بقدر المصلحة بحيث ينتفع به العبد ي دنياه 
وأخراه » ولا يضره » وشرع هم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف 
القلب على الله » والانقطاع عن اللحلق » والاشتغال به وحده » فيصر أنسه 
بالله بدلا“ عن أنسه بالحلق » فيعده بذك لأنسه به يوم الوحشة ني القبر . 

ولا كان هذا المقصود إنما يم مع الصوم » شرع الاعتكاف ني أفضل 
أيام الصوم وهو العشر الأخر من رمضان » ولم يذ كر الله سبحانه الاعتكاف 
إلا مع الصوم › ولا فعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مع الصوم . 
وأما الكلام » فإنه شرع الأمة حبس" اللسان عن كل ما لا ينفع أي الآخرة » 


Af — 


وآما فضول امام ٠‏ فإنه شرع ممم من قيام الليل ما هو من أفضل السهر 
وأحمده عاقبة » وهو السهر المتوسط الذي ينفع القلب والبدن » ولا يعوق ' 
العبد عن مصلحته » ومدار رياضة أرباب الرياضات والسلوك على هذه 
الأركان الأربعة » وأسعدهم جا من سلك فيها المنهاج المحمدي » فام 
ينحرف الحراف الغالين » ولا قصر تقصر المغرطان > وقد ذكرنا هدي 
ي صیامه وقیامه وکلامه » فلنذ کر هدیه في اعتکافه . 


کان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حى توفاه 
الله عز وجل ٠‏ وتركه مرة فقضاه في شوال » واعتكف مرة ني العشر 
الأول » ثم الأوسط » ثم العشر الأواخر ياتمس ليلة القدر » ثم تبن له 
آنا في العشر الأواخر » فداوم على الاعتكاف حى لق بربه عز وجل » 
وکان يمر بخباء » فيضرب له ني المسجد ملو فيه لربه عز وجل » وکان 
إذا أراد الاعتكاف صلى الفجر » ثم دخله » فأمر به مرة »> فضرب له › 
فأمر آزواجه بأخبيتهن فضربت » فلما صلى الفجر » نظر فرأى تلاك الأخبية › 
فأمر بائه فقلوض ٠‏ وترك الاعتكاف ني رمضان حى اعتكف العشر 
الأول من شوال » وكان يعتكف كل سنة عشرة أيام > فلما كان العام الذي 
قبض فيه » اعتکف عشرین یوماً » وکان یعارضه جبریل بالق رآن کل سنة 
مرة » فلما كان ذلك العام عارضه به مرتن » وكان ينعرض عليه القرآن 
أيضاً ي كل سنة مرة » فعرض عليه تلك السنة مرتين » وكان إذا اعتكف 
دخل قبته وحده » وكان لا يدخل بيته إلا لحاجة الإنسان » وخرج رأسه 
إلى بيت عائشة فترجله وهي حائض » وکان بعض ازواجه تزوره وهو 
معتکف »۰ فإذا قامت تذهب » قام معھا يقلبها » وکان ذلاف ليلا » ولم یکن 


— Ao — 


يباشر امرأًة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة ولا غرها » وکان إذا اعتكف 
طرح له فراشه وسریره ي معتکفه . 

وکان إذا خرج خاجته » مر بالریض وهو ني طریقه › فلا يعرج عليه 
ولا بسأل عنه » واعتكف مرة ني قبة تركية » وجعل على سدتا 
حصرآ » كل هذا تحصيل لقصود الاعنكاف عكس ما يفعله الحهال من 
اتخاذ امكف موضع عشرة » ومجلبة للزائرين » فهذا لون » والإعتكاف 
المحمدي لون . 


— MN — 


اعتمر صلى الله عليه وسلم بعد المجرة أربع عمر كلهن في ذي القعدة . 

الأولى : عمرة الحديبية سنة ست ٠‏ فصده المشركون عن البيت > 
فنحرَ وحلق حيث صد هو وأصحابه ولوا . 

الثانية : عمرة القضية في العام المقبل دخلها › فأقام بها ثلاتاً » تم 
رج . 

الثالثة : عمرته الي قرنها مع حجته . 

الرابعسة : عمرته من الحعرانة » ولم يكن ني عمَره عمرة واحدة 
خارجاً من مكة › كما يفعله كر من الناس اليوم » وإنما كانت عمره 
كلها دالا إلى مكة » وقد أقام بعد الوحي بمكة ثلاث عشر سنة م ينقل 
عنه أنه اعتمر خارجاً من مكة » ولم يفعله أحد على عهده قط إلا عائشة › 
لأا أهلّت بالعمرة » فحاضت فأمرها فقرنت » وأخبرها أن طوافها 
بالبيت وبالصفا والمروة قد وقع عن حجها وعمرتا » فوجدت في نفسها 
أن ترجع صواحبها بحج وعمرة مستقان » فإنهن كن متمتعات › ولم حضن › 
ولم يقرن » وترجع هي بعمرة في ضمن حجتها » فأمر آخاها آن يعمرها من 
التنعم تطييباً لقلبها » وكانت عمره كلها في أشهر الحج مخالفاً هدي المشركين 
فإنهم يكرهون العمرة فيها » وهذا دليل على أن الاعتمار قي أشهر الحج 


— AVY — 


أفضل منه ني رجب بلا شك » وأما في ره‌ضان › فموضع نظر » وقد صح 
عنه أن « عمرة ني رمضان تعدل حجة » وقد يقال : کان رسول الله صلى الله 
عليه وسلم يشتغل في رمضان من العبادات با هو أهم من العمرة مع ما قي 
ترك ذلك من الرحمة لأمته » فإنه لو فعل لبادرت الأمة إلى ذلك » فكان 
يشت عليها الحمع بن العمرة والصوم » وكان يارك كشرآً من العمل وهو 
حب أن يعمله خشية المشقة عليهم . 

ولم عفظ عنه أنه اعتمر ني السنة إلا مرة واحدة » ولا خلاف أنه 
صلى اله عليه وسلم م حج بعد الهمجرة إلا حجة واحدة سنة عشر » ولا 
نزرل فرض الحج » بادر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تأحر » 
فإن فرضه تأخر إلى سنة تسع أو عشر . وأما قوله تعالى : (وأتموا الحج 
والعمرة لله ) « البقرة ۱۹١:‏ » فا وإن نزلت سنة ست » فليس فيها فريضة 
الحج وإنما فيها الأمر بإغامه وإنمام العمرة › بعد الشروع فيهما . 

ولا عزم صلى الله عليه وسلم على الحج أعلم الناس أنه حاج » فتجهزوا 
للخروج معه » وسمع بذلك من حول المدينة » فقدموا يريدون الحج › 
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم » ووافاه ي الطريق خلائق لا يتحصون › 
وکانوا من بن يديه ومن خلفه » وعن مینه وعن شماله مد البصر › وخرج 
من المدينة ارآ بعد الظهر لست بقن من ذي القعدة بعد أن صلى الظهر 
جا أربعاً » وخطبهم قبل ذلك خطبة علمهم فيها الإحرام » وواجباته 
وسننه » فصل الظهر › تم ترجل › وادّهن » ولبس إزاره ورداءه »وخرج 
فنزل بذي الحليفة » فصلى با العصر ركعتن . 

٠‏ تم بات با » وصلى بها المغرب والعشاء » والصبح والظهر » وكان 


~~ AA — 


نساؤه كلهن معه » وطاف عليهن تلك الليلة > فلما أراد الإحرام » اغتسل 
غسلا انبا لإحرامه » م طيبته عائشة بيدها بذريرة وطيب فيه مسك ي 
بدنه ورأسه حی کان وبيص" المسك یری في مفارقه ولیته » م استدامه › 
وم يغسله ٠‏ ثم لبس إزاره ورداءه » م صلى الظهر ركعتن › ثم ھل“ 
بالحج والعمرة ني مصلاه . ولم ينقل أنه صلى لالإحرام ركعتين . 

وقلد قبل الإحرام بدنه نعلين » وأشعرها في جانبها الأعن » فشق صفحة 
سنامها » وسلّت الدم عنها . 

ونما قلنا : إنه أحرم قارا . لبضعة وعشرين حديثاً صرعة 
صحيحة في ذلك » ولبّد رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه 
بالفسل وهو بامعجمة : وهو ما يغسسل به الرأس من خطمي ونحوه 
یلبد به الشعر حی لا ینشر › وآهل تي مصلاه » ثم رکب ناقته › فأهل 
أبضا ثم آهل“ أيضاً لا استقلّت به على البيداء » وكان بل بالحج والعمرة 
تارة » وبالحج تارة » لأن العمرة جزء منه » فمن ثم قيل : قن . وقيل : 
تمتع . وقيل : أفرد . وقول ابن حزم : إن ذلك قبل الظهر بيسر. وهم منه › 
والمحفوظ أنه إنما أهل" بعد الظهر » ولم يقل أحد قط : إن إحرامه كان قبل 
الظهر . فلا أدري من أين له هذا . 

ثم لبّى » فقال : « لبيك اللهم لبيك » لبيك لا شريك لك لبيك › 
إن الحمد والنعمة لك وال ملك » لا شريك أك » ورفع صوته بذه التلبية حى 
سمعها أصحابه » وأمرهم بأمر الله له أن يرفعوا أصوانم بالتابية . وكان 
حجه على رحل لا حمل وزاملته ته »› وقد اختلف تي جواز رکوب 
المحرم في المحمل والعمارية ونحوهما. 


~A — 


وخبرهم صلى الله عليه وسلم عند الإحرام بين الأنساك الثلالة » ثم 
ندبم عند دنوهم من مكة إلى فسخ الحج والقران إلى العمرة لمن لم يكن معه 
هدي » م حم ذلك عليهم عند المروة . 

وولدت أسماء بنت عميس محمد بن أي بكر » فأمرها أن تغتسل › 
وتستثفر بثوب وتحرم وسل . 

ففية جواز غسل المحرم » وأن الحائض تغتسل » وأن الإحرام يصح 
من الحائض . 

ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبي بتلبيته ا مذ كورة › 
والناس معه يزیدون فيها وينقصون › وهو يقرهم . 

فلما کان بالروحاء » رأی حمار وحش عقبرآً قال : «دعوه » فإنه 
يوشك أن ياي صاحبه » فجاء صاحبه » فقال : « شأنکم به » فأمر رسول الله 
صلل الله عليه وسلم أبا بكر » فقسمه بين الرفاق › ففيه جواز أكل المحرم 
صيد الال إذا م يصدلأجله » ويدل على أن الصيد يماك بالإثبات . 

ثم مضى حى إذا كان بين الرُوية_ والعَرّ ج إذا ظبي حاقف في ظل 
فيه سهم ٠‏ فأمر رجلا أن يقف عنده لا يريبه أحد » والفرق بينسه ون 
الحمار أنه م يعلم أن الذي صاده حلال . 

ثم سار حى إذا نزل بالعرج » وكانت زاملته وزاملة أي بكر واحدة 
مع غلام لأب بكر » فطلع الغلام وليس معه البعر › فقال : أين بعرك ؟ 
قال : أضالته البارحة . فقال أبو بكر : بعراً واحداً وتنضله ! فطفق 
يضربه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم › ويقول : «انظروا إلى 
هذا المحرم ما يصنع» . 


٩۹۰٩‏ س 


م مضى حى إذا كان بالأبواء » أهدى له الصعب بن جنامة عتجز 
حمار وحش ٠‏ فرده » وقال : « إنا لم رده عليك إلا أا حرم » . 

فلما مر بوادي عسفان قال : « یا أبا بكر أي واد هذا» ؟ قال : 
وادي عسفان . قال : «لقد مر به هود وصالح على بکرین آحمرین 
حطمهما اليف وأزرهما المباء » وارديتهما المار يبون بحجون ايت Ù‏ 
العتيق » ذكره أحمد . 

فلما كان بسّرف حاضت عائشة » وقال لأصحابه برف : « من م 
يكن معه هدي » فأحب أن مجعلها عمرة » فليفعل » ومن كان مه هدي 
فلا » وهذه رتبة أخرى فوق رتبة التخير عند الميقات » فلما كان بمكة » 
مر آمراً حتماً من لا هدي معه أن مجعلها عمرة > ومحل من إحرامه › 
ومن معه هدي أن يقم على إحرامه » ولم ينسخ ذلك شيء ألبتة › 
بل سأله سراقة بن مالك عن هذه العمرة الي أمرهم بالفسخ إليها : هل هي 
لعامهم ذلك أم للأبد ؟ فقال :« بل للأبد » قال : ثم نض رسول الله صلى الله 
عليه وسلم إلى أن نزل بذي طوى وهي المعروفة بآبار الراهر › فبات بيا 
ليلة الأحد لأريع خلون من ذي الحجة » وصلى با الصبح » ثم اغتسل من 
يومه » ونهض إلى مكة » فدخلها بارآ من أعلاها من الثنية العليا الي تشرف 
على الحجون » وكان في العمرة يدخلها من أسفلها » ثم سار حى دخل المسجد » 
وذاك ضحي . وذكر الطبري أته دحل من باب بي عبد مناف الذي 
سی باب بي شیبة » وذکر أحمد آنه کان ذا دخل مکاناً من دار یعلی 
استقبل البيت .» ودعا » وذكر الطبري أنه كان إذا نظر إلى البيت قال : 
« الهم" زد" هذا ايت تشريفا وتعظيما وتكرعاً ومهابة» . 


۹ 


وروي عنه آنه کان عند رؤيته يرفع يديه › ویکبر › ویقول : 
« اللهم أنت السلام » ومنك السلام » حينا ربنا بالسلام » اللهم زد هذا 
البيت تشريفاً وتعظيماً » وتكرعاً ومهابة »> وزد من حجلّه أو اعتمره 
تکرعاً وتشریفاً وتعظیماً وبراً» وهو مرسل . 

فلا دحل المسجد » عمد إلى البيت » ولم يركع ية المسجد › فإن 
نحية المسجد الحرام الطواف » فلمًا حاذى الحجر » استلمه » وم يزاحم 
عليه » ولم يتقدم عنه إلى جهة الركن اليماني » ولم يرفع يديه › ولم يقل : 
نویت بطواي هذا الأسبوع کذا وکذا . ولا افتتحه بالتکبر »› ولا حاذی 
الحجر بجميع بدنه » ثم انفتل عنه وجعله على شقه الأعن » بل استقبَله 
واستلمه »م أخذ على مينه ٠‏ وم يدع عند الباب » ولا تحت اليزاب > 
ولا عند ظهر الكعبة وأركانا » ولا وقت للطواف ذكرآ معا » بل حفظ 
عنه بن الركنن : ( ربّنا آنا ني الدأنيا نة وني الآآحرة حسنة وقنا 
عذاب النار ) . 

وَل ني طوافه هذه الثلاثة الأشواط › وقارب بن خلطاه » 
واضطبع بردائه » فجعله على أحد كتفيه » وأبدى كتفه الآخر ومنكبةه › 
وكلما حاذى الحجر الأسود أشار إليه » واستلمه بمحلجنه وقبّل المحجن › 
وهو عصاً محنية الرأس . 

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم آنه استلم الركن اليماني » ولم يثبت 
عنه صلی اله عليه وسلم أنه قله » ولا قبل يده عند استلامه » وثبت عنه 
صلى الله عليه وسلم آنه قبل الحجر السود › وثبت عنه آنه استلمه بيده › 
فوضع يده عليه » تم قبتلها » وثبت عنه أنه استلمه عحجنه › فهذه ثلاث 


— Q۹ 


صفات . وذكر الطبراني بإسناد جيد أنه إذا استلم الركن قال : « بسم الله 
والله أکبر » وکلما آتی على الحجر السود قال : « الله أكبر » . وم 
يستلم صلى الله عليه وسلم » ولم بعس من الأركان إلا اليمانيين فقط . 

فلما فرغ من طوافه جاء إلى خلف المقام > فقرأً ( والخذوا من مقام 
إبراهم مصلى ) « البقرة : ٠٠١‏ » فركع ركعتن » والمقام بينه وبن البيت ؛ء 
قرأ فيهما بعد الفاتحة ب « سورتي الإخلاص » وقراءته الآية بيان منه المراد 
منها لله بفعله » فلما فرغ من صلاته أقبل على الحجر » فاستلمه » تم خرج 
إلى الصتّفا من الباب الذي يقابله » فلما دني منه قرأ ( إن الصفا والمروة 
من شعائر الله ) «أبداً مما بدا الله به » وللتسائي : «ابدۋوا » على 
الأمر . 

ثم رقى عليه حى ر ى البيت » فاستقبل القبلة » فوحد الله وكبره » 
وقال : « لا إله إلا الله وحده لا شريك له › له الاك » وله الحمد ء 
وهو على کل شيء قدير > لا إله إلا الله وحده » أنجزَ وعده » ونصر 
عبد » وهزم الأحزاب وحده » ثم دعا بن ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات » 
ثم نزل إلى المروة مشي فلما انصبّت قدماه سعى حى إذا جاوز الوادي 
وأصعد » مشى ٠‏ وذاك قبل الميلان الأخضرين ني أو ل المسعى ٠‏ والظاهر 
أن الوادي لم يتغر عن وضعه . 

فكان صلى الله عليه وسلم إذا وصّل المروة رقى عليها » واستقبل 
البيت » وكبّر الله ووحده » وفعل كما فعل على الصفا » فلمًا أكمل سعيه 
عند المروة » آَم كل" من لا هدى معه أن حل حتماً > وآمرهم أن علوا 
الحل كله » وأن يبقوا كذلك إلى يوم التروية > ولم حل من أجل هديه › 


۳ 


وهناك قال : « لو استقبلت من أمري ما استدبرت لا سقت المدي » ولعاتها 
عمرة » وهناك دعا للمحلقن بالمغفرة ثلاثاً » وللمقصرين مرة . 

وأما نساؤء فأحلان » وكن قارنات إلا عائشة » فإا م تحل من أجل 
تعذر الحل بالحيض » وأمر من أهل كإهلاله آن یق على إحرامہ إن کان 
معه هدي » وآن حل ٳن ٺم يکن معه هدي . 

وكان بصلي مدة مقامه إلى يوم الروية إنزله بالمسلمين بظاهر مكة »› 
فأقام أربعة أيام يقصر الصلاة »> فلما کان يوم اللحمیس ضحی توجه عن 
معه من المسلمين إلى مى » فأحرم بالحج من كان أحل منهم من رحامم »› 
ولم يدخلوا إلى ا مسجد » بل أحرموا ومكة خلف ظهورهم . 

فلا وصل إلى مى > نزل وصلى با الظهر والعصر وبات بها » فلما 
طلعت الشمس » سار إلى عرفة » وأخذ على طريق ضب على مين طريق 
الناس اليوم > وكان من الصحابة اللي › ومنهم مكبر > وهو یسمع ولا 
ينكر » فوجد القبة قد ضربت له بنمرة بأمره » وهي قرية شرتي عرفات » 
وهي خراب اليوم » فنزل فيها حى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء 
فرحلت ٠‏ م سار حى أتى بطن الوادي من أرض عرنة . 

فخطب الناس وهو على راحلته خطبة عظيمة › قرر فيها قواعد 
الإسلام » وهدم فيها قواعد الشرك والحاهلية » وقرر فيها تحرم المحرمات 
الي اتفقت الال على تحرعها وهي الدماء والأموال والأعراض »› ووضع 
فيها أمور الحاهلية حت قدميه » ووضع فيها ربا الحاهلية كله وأبطله › 
وأوصاهم بالنساء حرا وذ كر الحق الذي هن وعليهن » وأن الواجب فن 
الرزق ٠‏ والكسوة بامعروف » ولم يقدر ذلك تقديراً » وأباح للأزواج 


4 


ضربهن إذا أدخان إلى بيونن من يكرهه أزواجهن » وأوصى فيها الأمة 
بالإعتصام بكتاب الله » وأخبر آم لن يضلوا ماداموا معتصمان به » ثم 
أخبرهم نهم مسؤولون عنه » واستنطقهم اذا بقولون »› وعاذا يشهدون ؟ 
فقالوا : نشهد أنك قد بلغت وآديت ونصحت . فرفع أصبعه إلى السماء › 
واستشهد الله عليهم ثلاث مراتٍ > وأمرهم أن يبلغ شاهدهم غائبهم 
وخطب خطبة واحدة ولم تكن خطبتن جلس بينهما . 

فلا آنمها » أمر بلالا“ فأذآن » ثم أقام » فصلى الظهر ركعتن سر 
فيهما القراءة وكان يوم الحمعة »> فدل على أن المسافر لا يصلي الحمعة » 
ثم أقام » فصلى العصر ركعتن أبضاً » ومعه أهل مكة › فصاوا بصلاته 
قصراً وجمعا » وفيه أوضح ديل على أن سفر القصر لا يتحدد إعسافة 
معلومة . 

فلما فرغ من صلاته » ركب حى أنى الموقف » فوقف في ذيل 
الحبل عند الصخرات » واستقبل القبلة › وجعل حبل المشاة بين يديه ٠‏ 
وكان على بعره » فأخذ ني الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس ٠‏ 
وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرتة » وأخبر أن « عرفة كلها موقف» 
وأرسل إلى الناس أن يكونوا على مشاعرهم › وبقفوا بها > فاا من إرث 
أيهم إبراهم »> وکان ي دعائه رافعاً يديه إلى صدره » كاستطعام المسكين › 
وأخبرهم « أن خير الدعاء يوم عرفة .. 

وذكر من دعائه صلى الله عليه وسلم ني الموقف : « الهم لاك الحمد 
کالذي تقول » وخر ما نقول » الهم لك صلاتي ونسکي وعياي وماتي » 
وإليك ماني » ولك رب ترائي » اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر › 


۹0 س 


ووسوسة الصدر وشتات الأمر ¢ الهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء 
به الريح » ذكره الرمذي . 


» وما ذكر من دعائه هناك : « الهم إنك تسم ع كلامي » وتری مكاي‎ ٠ 
وتعلم سري وعلانيي ولا فى عليك شيء من أمري » أنا البائس الفقر ۽‎ 
المستغيث المستجر » الوجل المشفق » المقر المعترف بذنوبه » أسألاك مسألة‎ 
المىكن > وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل » وأدعوك دعاء الحائف‎ 
الضرير من خحضعت لك رقبته » وفاضت لك عيناه » وذل جسده » ورغم‎ 
أنفه لك » اللهم لا تجعلبي بدعائلك رب شقا › وکن ي رؤوفاً رحيماً‎ 
. يا خير المسئولين » ويا خير المعطن » ذكره الطبراني‎ 


وذکر أحمد من حدیث عمرو بن شعیب » عن أيه » عن جده : کان 
أكثر دعاء الني صلى الله عليه وسلم يوم عرفة « لاأ إله إلا الله وحده 
لا شریلف له › له ا ملك وله الحمد » بيده الحر »> وهو على كل شيء قدير » 
وأسانيد هذه الأدعية فيها لن . 

وهنا أنزلت عليه : ( اليوم أ كلت لكم دينكم وأنممت عليكم نعمي 
ورضيت لكم الإسلام ديتاً ) « المائدة : ۴ » . 

وهناك سقط رجل عن راحلته » فمات فأمرَ رسول الله صلى الله عليه 
وسلم آن یکفن ني ثوبيه » ولا عس بطيب وأن يغسل عاءِ وسدرٍ › 
ولا يغطى رأسه ولا وجهه » وأخبرَ أن الله تعالى يبعثه يوم القيامة يلي . 

وفیه اثلا عشر حکماً : 

الأول : وجوب غسل الميت . 


— ۹٩ 


الثاني : أنه لا نجس بالموت » لأنه لو تنجس ٠‏ لم يزده غسله إلا نجاسة . 

الثالث : أن اميت يغسل بام وسدر . 

الرابع : أن تغر الماء بالطاهرات لا يسلبله طهوريته . 

الحامس : إباحة الغسل للمحرم . 

السادس : أن المحرم غر منوع من الماء والسدر . 

السايع : أن الكفن مقدم على المراث وعلى الدين » لأنه صلى الله عليه 
وسلم مر أن یکفن ني ثوبيه ولم يسال عن وارله ولا عن دين عليه . 

الثامن : جواز الاقتصار في الكفن على ثوبن . 

التاسع : أن المحرم منوع من الطيب . 

العاشر : أن المحرم منوع من تغطية رأسه . 

الحادي عشر : منع المحرم من تغطية وجهه وبإباحته قال ستة من 
الصحابة » واحتج المبيحون بأقوال هؤلاء › وأجابوا عن قوله : « لاتخمروا 
وجهه » بآن هذه اللفظة غر محفوظة . 
الثاني عشر : بقاء الإحرام بعد الموت . 

فلما غربت الشمس » واستحكم غروبما بحيث ذهبت الصفرة › أفاض 
من عرفة » وأردف أسامة بن زيد خلفه » وأفاض بالسكينة وضم إليه زمام 
ناقته حى إن رأسها ليضرب طرف رحله › وهو بقول : « أا الناس 
عليكم السكينة » فإن البر ليس بالإيضاع » أي : بالإسراع . 

وأفاض من طريق الأزميّن » ودخل عرفة من طريق ضب » وهكذا 


۹۷ — 
( م ۷ - مختصر زاد المعاد ) 


كانت عادته صاوات الله وسلامه عليه في الأعياد أن حالف الطريق › ثم 
جعل يسر العنتق وهو ضرب من المسر ليس بالسريع ولا البطيء فإذا وجد 
فجوة - وهو المتسع - نص سره » أي : رفعه فوق ذلك » وكلما أتى 
ربوة من الرّبى أرخى لناقة زمامها قليلا حى تصعد . 

وكان يبي في مسره ذلك لا يقطع التلبية › فلما كان ني أثناء الطريق 
نزل » فبال وتوضاً وضوءاً حفيفاً » فقال له أسامة : الصلاة يا رسول الله . 
قال : « المصلى أمامك» . ' 

م سار حى أتى مزدلفة فتوضاً وضوء الصلاة › ثم أمرَ بالأذان » 
فأذن المؤذن » ثم أقام » فصل المغرب قبل حط الرّحال » وتبريك الحمال » 
فلا حطوا رحاهم أمر » فأقيمت الصلاة ٠‏ ثم صلى العشاء بإقامة بلا أذان » 
وم یصل بینهما شيئاً » ثم نام حى أصبح . 

وم حي تلك الليلة » ولا صح عنه ني إحياء ليلي العيدين شيء › 
وأذن ئي تلك الليلة لضعفة أهله أن يتقدموا إلى مى قبل طلوع الفجر » 
وكان عند غيبوبة القمر » وأمرهم أن لا يرموا الحمرة حى تطلع 
الشمس ٠‏ وأما الحديث الذي فيه أن أم سلمة رمت قبل الفجر » فحديث 
منکر آنکره أحمد وغبره » ثم ذکر حديث سَودة » وأحادیث غره » 
م قال : 

م تأملنا فإذا أتّه لا تعارض بن هذه الأحاديث » فإنه مر الصبيان 
أن لا يرمو الحمرة حى قطلع الشمس » فإنه لا عذر هم في تقدم الرمي › 
أما من قدمه من النساء : فرمين قبل طلوع الشمس للعلذر» والحوف عليهن 
من المزاحمة » وهذا الذي دلت عليه السنة : جواز الرمي قبل طلوع الشمس 


۸ س 


لعذر من مرض أو كبر » وأما القادر الصحيح › فلا جوز له ذلك . والذي 
دلت عليه السنة إنما هو التعجيل بعد غيبوبة القمر لا نصف اليل » وليس 
مع من حده بالنصف دليل . 

فاما طلع الفجر صلاها في أول الوقت - لا قبله قطعاً ‏ بأذان وإقامة ¢ 
ثم ركب حى أنى موقفه عند المشعر الحرام » فاستقبل القبلة » وأحذ في 
الدعاء والتضرع والتكبر والتهليل والذ كر حى أسفر جداً » ووقف صل الله 
عليه وسم ني موقفه » وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف » ثم سار مردفاً 
لافضل وهو يلي ني مسره » وانطلتق أسامة على رجليه في سباق قريش . 

وني طريقه ذلك أمر ابن عباس أن ياقط له حصى الحمار سبع حصيات › 
وم يكسرها من الحبل تلك الليلة » كا يفعله من لا علم عنده > ولا التقطها 
باليل » فالتقط له سبعاً من حصى الحذف » فجعل ينفضهن تي كفه › 
ويقول : « أمشال هؤلاء فارموا › وإياكم والغلو ني الدين › فإنما أهلك 
من كان قبلكم الغلو ني الدين » » فلما أتى بطن سر حرك ناقته وأسرع 
السر » وهذه كانت عادته في المواضع الي نزل با بأس الله بأعدائه › 
فإن هناك أصاب أصحاب الفيل ما قص الله » ولذلك سمي وادي محسر » 
لأن الفيل حسر فيه » أي : أعيى وانقطع عن الذهاب إلى مكة . 

وكذلك فعل ي سلوکه المحجر . وحسر : برزخ بن مى ومزدلفة › 
لا من هذه » ولا من هذه » وعرنة : برزخ بن عرفة والمشعر 
الحرام فببن كل مشعرين برزخ ليس منهما » فمى من الحرم وهي مشعر › 
ومحسر من الحرم » وليس إعشعر › ومزدلفة : حرم ومشعر » وعرنة ليست 
مشعراً » وهي من الحل » وعرفة حل ومشعر . 


۹ 


وماك الطريق الوسطى بن الطريقن وهي الي تخرج على ابلحمرة 
الکبری حى آنى مى » فأنى جمرة العقبة » فوقف ني أسفل الوادي › 
وجعل البيت عن يساره » ومى عن مينه › واستقبل الحمرة وهو على 
راحلته › فرماها راکباً بعد طلوع الشمس واحدة بعد واحدة يكبر مع 
كل حصاة وحينئد قطع التلبية وبلال وأسامة معه أحدهما آخحذ بخطام ناقته » 
والآخر يظله بثوبه من الحر > وفيه جواز استظلال المحرم بالمحمل 
ونحوه. 


۰ء ~~ 


فصل 


م رجع إلى مى » فخطب خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحسر 
وتحر مه وفضله » وحرمة مكة على جميع البلاد » وأمر بالسمع والطاعة لمن 
قادهم بکتاب الله » ومر الناس بأخذ مناسكهم عنه › وقال : « لعلي لا أحج 
بعد عامي هذا » وعلمهم مناسكهم ٠‏ وآنزل المهاجرين والأنصار منازهم › 
وأمر الناس أن لا يرجعوا بعده كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض > 
وأمر بالتبليغ عنه » وأخبر أنه «رب مبلغ أوعى من سامع » وقال في 
خطبته : « لا جي جان إلا على نفسه » وأنزل المهاجرين عن مين القبلة ء 
والأنصار عن يسارها › والناس حوخم » وفتح الله له أسماع الناس حى. 
سمعه آهل می ني مناز هم › وقال ني خطبته تلك : « اعبس دوا ربكم › 
وصلوا خمسكم » وصوموا شهركم » وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم » 
وودع حينئذ الناس »› فقالوا : حجة الوداع . 

ثم انصرف إلى المنحر بى » فنحر للالاً وستين بدنة بيده وكان ينحرها 
قائمة معقولة يدها اليسرى »› وكان عددها عدد سني عمره › م أمسك » 
وأمر علا أن ينحر ما بقي من الائة » ثم أمره أن يتصدق بجلاها وجلودها 
ولحومها ني المساكين » وأمره آن لا يعطي الخزار في جزار تما شيئاً منها › 
وقال : « نحن نعطيه من عندنا » وقال : « من شاء اقتطع » . 

فإن قيل ففي « الصحيحين » عن أنس في حجته : ونحسر صلى اله 
عليه وسلم يده سبع بدن قياماً ؟ قيل : خرج على أحد وجوه ثلاثة : 


— +١ 


أحدها : أنه م ينحر بيده أكثر من سبع بدن » وأنه أمر من بحر إلى 
نمام ثلاث وستن ٠‏ ثم زال عن ذلك المكان وأمر علا » فنحر ما بقي . 

الثاني : أن يكون أنس لم يشاهد إلا السبع › وشاهد جابر تمام 
اللحر . 

الثالث : أنه حر بيده منفرداً سبعاً » ثم أخذ هو وعلي الحربة معا 
فنحرا كذلك تمام ثلاث وستن ها قال غرفة بن الخحارث الكندي() : 
أنه شاهد النبي صلى الله عليه وسلم يومثذ قد أخذ بأعلى الحربة » وآمر علاً 
فأخذ باسفلها » ونحرا بها البندان . ثم انفرد علي“ بنحر الباقي من المالة › 
والله أعلم . 

ولم ينقل أحد أنه صلل الله عليه وسلم » ولا أصحابه جمعوا بن الهدي 
والأضحية » بل كان هدجم هو ضحاياهم › فهو هدي بى › وأضحية 
بغرها » وأما قول عائشة : ضحى عن نسائه بالبقر › فهو هدي أطلق عليه 
امم الأضحية » فإنبن كن متمتعات » وعليهن اهدي › وهو الذي نحرة 
عنهن » لكن في قصة نحر البقرة عنهن وهن تسع إشكال وهو : إجزاء 
البقرة عن أكر من سبعة » وهذا الحديث جاء بثلالة ألفاظ . 

أحدها : بقرة واحدة بينهن . 

الثاني : أنه ضحى عنهن يومئذ بالبقر . 

اثالث : دحل علينا يوم النحر بلحم بقر › فقلت : ماهذا ؟ فقيل : 
ذبح رسول الله صلل الله عليه وسلم عن أزواجه . 
)١(‏ ي التسختين : عروة بن مضرس . وهو حطأً » والتصويب من زاد المعاد » وسن 


آبي داود .۰ 


— ۲ 


وقد اختلف في عدد من تجزيء عنهم البدنة والبقرة » فقيل : سبعة › 
وقيل : عشرة . وهو قول إسحاق » ثم ذ كر أحاديث ٤‏ ثم قال : وهذه 
الأحاديث تخرج على أحد وجوه ثلائة إما أن يقال ؛ : أحاديث السبعة أكر 
وأصح » وإما أن يقال : عدل البعبر بعشرة من الغنم ي الغنائم > لجل تعديل 
القسمة » وأما ني اهدايا والضحايا › فهو نقدير شرعي › وإما أن يقال : 
ذاك تلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والإبل والله أعلم . 


وخر صلی الله عليه وسلم عنحره بى ٠‏ وأعلمهم آن « می کلھا 
منحر » وأن « فجاج مكة طريق ومنحر » وفيه دليل على أن النحر 
لا حتص مى › بل حيث حر من فجاج مكة أجزأه » لقوله : 
« وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف » وسئل أن بى له مى مظلة من 
الحر » فقال : « لا مى مناخ من سبق » وفيه دليل على اشاراك المسلمان 
فیها › وأن من سبق إلى مکان » فهو أحق به حى يرتحل عنه » 
ولا ملك بذلك . 

فلما أ كمل نحره » استدعی بالخلاق »› فحلق رأسه › وقال : «يامعمر 
أمكنك رسول الله من شحمة أذنه » وني يدك الموسى » فقال : أما والله 
يا رسول الله إن ذلك لمن نعمة الله علي" ومتّه قال : « أجل » . ذكره أحمد 
وقال له : « خذ» وشار إلى جانبه الأعمن » ثم قسمه بن من يليه » ثم أشار 
إليه » فحلق الأيسر › ثم قال : « هاهنا أبو طلحة ؟ » » فدفعه إليه . 

ودعا للمحلقن بالغفرة ثلاثاً › وللمقصرين مرة › وهو دليسل على 
أن الق نسلك” ليس بإطلاق من محظور . 


— ۳ 


فصل 

م أفاض إلى مكة قبل الظهر راک »> فطاف طواف الإفاضة › ولم 
يطف غره » ولم يسع معه » هذا هو الصواب »۰ ولم رمل فيه › ولا ني 
طواف الوداع › وإنما رمل ني طواف القدوم . 

ثم اتی زمزم وهم یسقون › فقال : « لولا أن غلبم الناس‌لتزلت 
فسسقیت معکم » ثم ناولوه الدلو » فشرب وهو قائم » قبل : لأن النهي 
عن الشرب قائماً على وجه الاختيار » وقيل : للحاجة وهو أظهر » وني 
« الصحيح » عن ابن عباس : طاف رسول الله صل الله عليه وسلم في حجة 
الوداع على بعر يستلم الرکن حجن » وفیه مثله من حديث جابر » وفيه : 
لأن يراه الناس » وليشرف » وليسألوه » فإن الناس غشوه . وهذا ليس 
بطواف الوداع » فإنه طافه ليلا › ولا طواف القدوم ٠‏ فإنه رمل فيه › 
ول يقل أحد : رملت به راحلته . ثم رجع إلى مى . ) 

واختلف هل صلى الظهر با أو بمكة ؟ وطافت عائشة في ذاك اليوم 
طوافاً واحداً » وسعت سعاً واحداً أجزأها عن حجها وعمرنبا » وطافت 
صفية ذلك اليوم » ثم حاضت فأجزأها ذلك عن طواف الوداع » فاستقرت 
سنته صلى الله عليه وسلم إذا حاضت المرأة قبل الطواف أن نقرن 
وتكتفي بطواف واحد › وسعي واحد » وإن حاضت بعد طواف الإفاضة 
أجزأها عن طواف الوداع . ثم رجع إلى منى من يومه ذلك فبات بها ء فلما 
أصبح انتظر زوال الشمس » فلما زالت مشى إلى الحمرة ولم يركب فبداً 


— 4 


بالحمرة الأولى الي تلي مسجد اليف ٠‏ فرماها بسبع حصيات واحدة 
بعد واحدة يقول مع كل حصاة : الله أكبر ء م تقدم عن الحمرة 
أمامها حى أسهل فقام مستقبل القبلة ء ثم رفع يديه » ودعا دعا طويلا 
بقدر سورة البقرة » ثم أنى الوسطى » فرماها كذلك .. 

م ادر ذات اليسار مما يلي الوادي » فوقف مستقبل القبلة راففا 
يديه يدعو قريب من وقوفه الأول » ثم أتى جمرة العقبة › فاستبطن الوادي 
وجعل البيت عن يساره ٠‏ فرماها بسبع حصيات كذلك › ثم رجع › و بقف 
عندها » فقيل : لضيقق المكان . وقيل - وهو أصح ‏ : إن دعاءه كان 
في نفس العبادة » فلما رماها » فرغ الرمي » والدعاء ي صلب العبادة 
أفضل . ولم بزل في نفسي هل كان يرمي قبل الصلاة أو بعدها » والذي 
يغلب على الظن أنه قبلها » لان جابراً وغبره قالوا : کان يرمي إذا زالت 
الشمس . 


— +0 — 


فصل 

فقد تضمنت حجته صل الله عليه وسلم ست وقفات للدعاء : على 
الصفا » وعلى المروة » وبعرفة » وإبمزدلفة > وعند ابحمرة الأولى » وعند 
الحمرة اللانبة . 

وخطب بى خطبتن ٠‏ يوم النحر وتقدمت ٠‏ والثانية في أوسط أيام 
التشريق » واستأذنه العباس أن يبيت بمكة ليالي مى من أجل سقايته › 
فأذن له » واستأذنه رعاء الإبل ني البيتوتة حارج مى عند الإبل » فأرخص 
م أن يرموا يوم النحر » ثم مجمعوا رمي بومن بعده رمونه ي أحدهما . 
قال مالك : ظننت أنه قال : ني أول يوم منهما › ثم يرمون يوم النفر . 
وقال ابن عيينة ني هذا الحديث : رخص للرعاء أن يرموا يوماً » ويدعوا 
يوم » فيجوز للطائفتن بالسنة ترك البيت بى ٠‏ وأما الرمي » فام 
لا يتركونه » بل سم أن يؤخروه إلى الليل » وهم أن بجمعوا رمي يومن 
ي يوم . 

ومن له مال خاف ضیاعه » أو مريض اف من تخلفه عنه › أو کان 
مربضاً لا بمكنه ابيتوتة » سقطت عنه بتنبيه النص على هؤلاء » ولم يتعجل 
ني بومين » بل تأخر حنى أكمل الرمي ني الأيام الثلاثة » وأفاض يوم الثلاثاء 
بعد الظهر إلى المحصب » وهو الأبطح » وهو خيف بي كنانة » فوجد أبا 
رافع قد ضرب قبته هناك » وکان على نقله توفيقاً من الله عز وجل دون أن 
بأمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم » فصلى به الظهر والعصر »› وا مغرب 
والعشاء » ورقد رقدة » ثم مض إلى مكة › فطاف الوداع ليلا سحراً . 


— ۷ 


ورغبت إليه عائشة تلاك الليلة أن يعمرها عمرة مفردة » فأخبرها أن 
طوافها بالبيت وبالصفا والمروة قد أجزأها عن حجها وعمر تا › فأبت 
إلا أن تعتمر عمرة مفردة ء فأمر أخاها أن يعمرها من التنعم » ففرغت 
من عمرتا ليلا » ثم وافت المحصب مع أخيها في جوف الليسل » فقال : 
« فرغتما» ؟ قالت : نعم . فنادى بالرحيل ٠‏ فارتحل الناس . 

وفي حديث الأسود في « الصحبح » عنها : فلقيني رسول الله صلى الله 
عليه وسلم وهو مصعد من مكة » وأنا منهبطة عليها › أو أنا مصعدة وهو 
منهبط منها . ففیه آنہما تلاقیا » وني الأول أنه انتظرها في منزله › فإن 
كان حديث الأسود محفوظاً » فصوابه : لقيي وأنا مصعدة من مكة وهو 
منهبط إليها . فإما قضت عمرتما » ثم أصعدت ليعاده » فوافته وقد أخذ 
ني افبوط إلى مكة للوداع » وله وجه غير هذا . واختلف في التحصيب 
هل هو سنة أو منزل اتفاق ؟ 


— (¥ — 


فصل 

ویری كثر من الناس أن دخول البيت من سان الحج » اقتداء بابي 
صلی الله عليه وسلم » والدي تدل عليه سنته أنه م یدخله في حجته › ولا ي 
عمرته › ونما دخله عام الفتح > وكذاك الوقوف ي اللترم الذي روي 
عنه أنه فعله يوم الفتح »> وما ما رواه ابو داود من حديث عمرو 
ابن شعیب » عن أبیه » عن جده أنه وضع صدره ووجهه وذراعیه وکفیه 
وبسطهما » وقال : هکذا رأیت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . 
فهذا حتمل أن يكون وقت الوداع »> وآن یکون ي غبره » ولکن قال 
مجاهد وغيره : يستحب أن يقف ني الملتزم بعد طواف الوداع » وكان ابن 
عباس يلتزم ما بن الركن والباب . 

وقي « صحبح البخاري » آنه صلل الله عليه وسلم لا أراد الحروج ٠‏ 
ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت وهي شاكية › وأرادت اللحروج › فقال 
ها «إذا آقيمت صلاة الصبح › فطوفي على بعيرك والناس يصاون» . 
ففعلت ولم تصل حى خرجت » وهذا محال أن يكون يوم النحر › فهو 
طواف الوداع بلا ريب » فظهر أنه صلى الصبح يومثذ بمكة › وسمعته آم 
سلمة يقرأ ب ( الطور ) ثم ارتحل راجعاً إلى المدينة . 


فلما کان بالروحاء لقي رکباً > فسلم عليهم » وقال : « من القوم «؟ 
فقالوا : المسلمون . قالوا : فمن القوم ؟ فقال : « رسول الله صل الله 


— 8 


عليه وسلم » فرفعت إليه امرأة صياً امن مف » فقالت : با وسول 
الله هذا حج ؟ قال : «نعم ولك أجر » . ا 

فلما أنى ذا الخحليفة › بات بها » فلما رأى المدينة كبر للاث مرات 6 
وقال : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ء له الك »› وله الحمدء ٠‏ 
وهو على کل شيء قدیر » آیبون تائبون عابدون ساجدون » لربنا حامدون » 
صدق الله وعده > ونصر عبده » وهزم الأحزاب وحده» ثم دخلها بارا 
من طريق المعرس وخرج من طريق الشجرة . 


(۹ 


فصل 
TAL‏ 
2 ا : 03 0 ون 2 ر & 


وهي ختصة بالأزواج الثمانية المذكورة في «سورة الأنعام » وهذا 
مأحوذ من القرآن من أربع آيات ( أحلت لكم بميمة الأنعام ) « الائدة : »١‏ 
الثانية : ( ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بميمة الأنعام ) «الحج : »٠١١‏ 
الثالفة : ( ومن الأنعام حمولة وفرشاً ) «الأنعام : »٠١١‏ الآية والي تليها 
الرابعة : قوله ( هدياً بالغ الكعبة ) « المائدة : ۹١‏ » فدل على أن الذي يبل 
الكعبة من اهدي هو هذه الأزواج اللمانية » وهذا استنباط علي بن 
أي طالب رضي الله عنه . 

والذبائح الي هي عبادة ثلاث : المدي والأضحية والعقيقة › فأهدى 
صلى الله عليه وسلم الغم »> وأهدى الإبل » وأهدى عن نسائه البقر والهدي 
ي مقامه » وې حجته » وني عمرته » وکانت سنته تقلید الغ دون إشعارها › 
وإذا بعث بہدیه وهو مق » م حرم منه شیئاً کان منه حلالا » وإذا أهدی 
الإبل قلدها وأشعرها » فيشق صفحة سنامها الأمن يسراً حى يسيل الدم › 
وإذا بعث بهدي أمر رسوله إذا أشرف على عطب شيء منه أن ينحر › 
ثم ضع نعله في دمه ثم مجعله على حد صفحته ولا بأکل منه ولا حد من 
رفقته » ثم يقسم لحمه » ومنعه من هذا الأكل سلا للذريعة لثلا يقصر 


س ١‏ س 


وشرك بن أصحابه في اهدي البدنة عن سبعة › والبقرة عن سبعة › 
وباح لسائق اهدي ركوبه بالمعروف إذا احتاج حى مجد غبره › وقال 
علي : يشرب من لبنها ما فضل عن ولدها . 

وکان هدیه حر الإبل قیاماً معقولة يدها اليسرى » وكان يسمي الله 
عند نحره ویکبر » وکان يبح نسکه بيده ورښها وکل ني بعضه » وکان 
إذا ذبح الغم .وضع قدميه على صفاحها » ثم سمى وكبر ومحر ٠‏ وأباح 
لمته أن بأکلوا من هداياهم وضحاياهم › ويتزودوا منها › ولاهم آن 

يدخروا منها بعد ثلاث لدافة دفت عليهم ذاك العام . ورجا قسم لحم 
اهدي » وربا قال : «من شاء اقتطع » . واستدلوا به على جواز النهبة في 
النثار ي العرس ونحوه » وفرق بینهما با لا يتببن » وکان من هده 
ذبح هدي العمرة عند المروة »> وهدي القران عى › ولم ينحر هدیه قط 
إلا بعد أن حل » ولم ينحره أيضاً إلا بعد طلوع الشمس وبعد الرمي » فهذه 
أربعة أمور مرتبة يوم النحر أوها : الرمي ٠‏ ثم النحر » ثم الحلق » 
ثم الطواف » ولم يرخص في النحر قبل طلوع الشمس البنة . 


— ۱۱۱ ¬ 


فصل 


وأما هديه صلى الله عليه وسلم ي الأضاحجي › فإنه لم يكن يدع 
الأضحية » وكان يضحي بكبشن ينحرهما بعد الصلاة › وأخبر 
أن من ذبح قبلها > فليس من النسك ني شيء › وإغماهو لحم قدمه 
لأهله هذا الذي ندين الله به » لا الاعتبار بوقت الصلاة › وأمرهم أن 
بوا الحذع من الضأن › والثي نما سواه » وروي عنه أنه قال : 
«كل أيام التشريق ذبح » ولكنه منقطعم › وهو مذهب عطاء والحسن 
والشافعي » واختاره ابن المنذر . 

وكان من هديه اختيار الأضحية واستحسانا وسلامتها من العيوب ٠‏ 
وى عن أن يضحى بعضباء الأذن والقرن » أي : مقطوع الأذن » ومكسور 
القرن النصف فما زاد › ذكره أبو داود » وأمر أن تستشرف العن › 
والأذن » أي : بنظر إلى سلامتها . 

وأن لا يضحى بعوراء ›» ولا مقابلة »› ولا مدابرة › ولا شرقاء › 
ولا خرقاء . والمقابلة : الي يقطع مقدم أذنها » والمدابرة : الي بقطع 
مؤخر أذنها » والشرقاء : الي شقت أذنجا » والحرقاء : الى خرقت أذما . 
ذکره أبو داود . 

وکان من هديه أن ضحي ني الصل » وذكر أبو داود عنه أنه 
ذبح يوم النحر كبشن أقرنن ملحن موجوئن › فلما وجههما قال : 


۲ س 


« وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين 
إن صلاتي ونسكي ومياي ومماتي لله رب العالمين › لا شريك له ٠‏ وبدلك 
أمرت وأنا أول المسلمين » اللهم منك ولك عن محمد وأمته » بسم الله والله 
أكبر» ثم ذبح » وأمر الناس إذا ذوا أن عسنوا الذ بحة > وإذا قتلوا آن 
حسنوا القتلة » وقال : « إن الله كتب الإحسان على كل شيء» . ومن هديه 


أن الشاة تجزيء عن الرجل وعن أهل بيته . 
*# *#* #* 
۳ س 


(م ۸ مختصر زاد المماد ) 


سسا ر ر چس و 
وھ ا واا مب 
ملا ےد 2 ا ہے با“ 


في «الموطأً » أنه سثل عنها فقال : «لا أحب العقوق » كأنه كره 
الاسم » وصح عنه من حديث عائشة : « عن الغلام شاتان » وعن الحارية 
شاة » وقال : «کل غلام رهينة بعقیقته » تذبح عنه يوم السابع » وحلق 
رأسه ويسمى » والرهن ي اللغة : الحبس › قیل : محبوساً عن الشفاعة 
لأبویه › والظاهر آنه هرتہن في نفسه محبوس من خر یراد به › ولا یازم 
منه أن يعاقب ني الآخرة . وقد يفوت الولد خر" بسبب تفريط الأبوين ¢ 
كرك التسمية عند اللحماع » وذكر أبو داود في«المراسيل » عن جعفر 
ابن محمد عن أيه أن الي صلى الله عليه وسلم قال في عقيقة الحسن والحسن 
« أن يبعثوا إلى بيت القابلة برجل » وكلوا وأطعموا ولا تكسروا منها 
عظماً» . قال الميموني : تذاكرنا لكم يسمى الصي ؟ فقال أبو عبد 
الله : بروى عن أنس أنه يسمى لثلاثة > وآما سمرة › فقال : يسمى 
اليوم السايع . 


— ۱۱4 


4 ¥ ا و )هري ل 

ى لا ۰ JEN‏ ل 
o‏ ) او kt‏ کې ۱ 
کک ل کت کا اک کے( ا سے و هھ 


ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن أخنع اسم عند الله عر 
وجل" رجل تسمى ملك الأملاك › لا مالك إلا الله » وثبت عنه : « إن 
أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن » وأصدقها حارث وهمام › 
وأقبحها حرب ومرة » وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لاتسمين 
غلامك يساراً ولا رباحاً ولا جبحا ولا أفلح › فإنك تقول : آم هو ؟ 
فلا یکون » فیقول : لا» . ۰ 

وثبت عنه أنه غير امم عاصية › وقال : « أنت جميلة » وكان امم 
جويرية برة » فغيّره باس جويرية » وقالت زينب بنت أم سلمة : جى 
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى بمذا الاسم » وقال : « لا تزكوا 
سکم اله علم بأھل ایر منکم » وغبر ام آي الحکم باي شریح + وغر 
امم آصرم بزرعة » وغبر اسم حزن جد ابن المسيب بسهل » فأبى » وقال : 
السهل يوطا وعتهن . 

وقال أبو داود : وغيّر الني صلل الله عليه وسلم اسم العاص وعزيز 
وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب » فسماه هشاماً » وسمی 


— ١ 


حرباً سلما > وسمى المضطجع البعث » وأرضاً عفرة سماها خضرة 
وشعب الضلالة سماه شعب ادى › وبنو مغوية سماهم بي رشدة . 

ولا كانت الأسماء قوالب للمعاني دالة عليها » اقتضت الحكمة أن 
يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب > وأن لا يكون المعي معها بمنزلة 
الأجني المحض ٠‏ فإن الحكمة تأي ذلك ٠‏ والواقع يشهد بخلافه » بل 
للأسماء تأر في المسميات » وللمسميات تأثر عن أسماما في الحسن والقبح › 
والحفة والثقل › واللطافة والكثافة › كما قيل : 


وقل" أن أبصرت عيناك ذا لقب 
إلا ومعناه إن فكرت في لقبه 


وكان صلى الله عليه وسلم حب الاسم الحسن » وأمر إذا أبردوا إليه 
بريد أن يكون حسن الاسم » حسن الوجه » وكان يأخذ المعاني من أسمانها 
في المنام واليقظة » كما رأى أنه هو وأصحابه ني دار عقبة بن رافع » 
فأتوا برطب من رطب ابن طاب » فأوله أن العاقبة هم في الدنيا » والرفعة 
في الآخرة > وأن الدين الذي اختاره الله هم قد أرطب وطاب . وتأول 
سهولة الأمر يوم الحديبية من جيء سهيل › وندب جماعة إلى حلب شاة ء 
فقام رجل لبها » فقال : «ما اسمك » ؟ قال : مرة . فقال : «اجلس » 
فقام آخر » فقال :« ما اسمك » ؟ قال أظنه : حرب . قال : «اجلس» فقام 
آخر » فقال : « ما اسماك » ؟ قال : يعيش . قال : « احابها» . 


وكان يكره الأمكنة المنكرة الأسماء » ويكره العبور فیا » کا مر بن 
جبلين » فسأل عن اسمهما » فقالوا : فاضح ومخزي . فعدل عنهما . 


۱۹٩‏ س 


ولا كان بين الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسب والقرابة ما بن 
قوالب الأشياء وحقائقها » وما بن الأرواح والأجسام » عبر العقل من كل 
منهما إلى الآخر » ها كان إياس بن معاوية وغره يرى الشخص »> 
فیقول : ينبغي آن یکون اسمه کیت وکیت . فلا يکاد خطيء » وضد هذا 
العبور من اسمه إلى مسماه » كما سأل عمر رجلا عن اسمه » فقال : جمرة . 
فقال : واسم أبيك ؟ فقسال : شهاب . قال : فمنزاك ؟ قال بحرة النار . 
قال : فأين مسكنك ؟ قال : بذات لظى . قال : اذهب فتقد احترق مسكناك . 
قال : فذهب فوجد الأمر كذلك . ها عبر الني صلى الله عليه وسلم عن 
اسم سهيل إلى سهولة أمرهم » وآمر أمته بتحسن أسمائهم › وأخبر آم 
يدعون يوم القيامة بها » وتأمل كيف اشتق لني صلل الله عليه وسلم من 
وصفه اسمان مطابقان لعناه وهما أحمد ومحمد »› فهو لكارة ما فيه من 
الصفات المحمودة وشرفها وفضلها على صفات غبره أحمد » وكذلك تكنيته 
ابي الحكم بأي جهل » وكذاك تكنية الله عز وجل لعبد العزى باي هب 
ما كان مصبره إلى ذات فب » ولا قدم الني صلى الله عليه وسلم المدينة › 
واسمها يرب » سماها طيبة لا زال عنها من معى التتريب . ولا كان الاسم 
الحسن يقتضي مسماه قال صلى الله عليه وسلم لبعض العرب : «يا بي 
عبد الله إن الله قد أحسن اسمکم واس أبیکم » فانظر کیف دعاهم إلى 
عبودية الله بذلك . 


وتأمل أسماء الستة المتبارزين يوم بدر » فالوليد له بداية الضعف › 
وشيبة له نمايته » وعتبة من العتب › وأقرانم علي وعبيدة والحارث » العلو 
والعبودية والسعي الذي هو الحرث ٠‏ ولذلك كان أحب الأسماء إلى الله 


— ۱۷ 


ما اقتضى أحب الأوصاف إليه » فإضافة العبودية إلى اسمه « الله » 
و« الرحمن » أحب إليه من إضافتها إلى « القادر » و « القاهر » وغرهما › 
وهذا لأن التعلق الذي بن العبد وربه إنما هو العبودية المحضة » والتعلق 
بن الله ون العبد بالرحمة المحضة » فبرحمته كان وجوده وكماله › 
والغفاية الي أوجده لأجلها أن يته وحده عحبة وخوفاً ورجاء . ولا كان 
كل عبد متحركا بالإرادة » واهم مبدأ الإرادة » وترتب على إرادته حرثه 
وكسبه » كان أصدق الأسماء همام وحارث . ولا كان املك الحق لله وحده» 
کان أخنع امم عند الله » وأغضبه له اسم « شاهان شاه » أي ملك اللوك ء 
وساطان السلاطن » فإن ذاك ليس لأحد غر الله عز وجل فتسمية غره 
بهذا باطل » والله لا عب الباطل . وقد ألحق بعضهم بهذا قاضي القضاة ء 
ويليه في القبح سيد الناس » لأن ذلك ليس لأحد إلا لرسول الله صلى الله 
عليه وسلم . 
ولا كان مسمى الحرب والمرارة أكره شي ء للنفوس › كان أقبح الأشياء 
حرباً ومرة . وعلى قياسه حنظلة وحزن وما أشبههما ولا كانت أخلاق الأنبياء 
أشرف الأخلاق » كانت ني أسمائهم أحسن الأسماء » فندب الني صلى الله 
عليه وسلم أمته إلى التسمي بأسمانيم » كما في سنن أي داود والنسائي عنه : 
« تسموا بأسماء الأنبياء» » ولو لم يكن فيه إلا أن الاسم يذ كر بمسماه » 
ويقتضي التعلق إعناه » لكفى به مصلحة . 
وأما النهي عن تسمية الغلام بيسار ونحوه » فهو لمعى آخر أشار إليه في 
الحديث » وهو قوله:« فإنك تقول :آم هو؟ » إلى آخحره » والله أعلم هل هي 
من تمام الحديث أو مدرجة ؟ فإن هذه الأسماء لما كانت قد توجب تطرآ » وقد 


— ۸ 


تقطع الطبرة على المتطرين » فاقتضت حكمة الرؤوف بأمته أن عنعهم من 
أسباب توجب سماع المكروه أو وقوعه هذا إلى ما ينضاف إلى ذلك من 
تعليق ضد الاس عليه بأن يسمى يساراً من هو من أعسر الناس » ونجيحاً من 
لا نجاح معه » ورباحاً من هو من اللحاسرين » فيكون قد وقع في الكذب 
عليه وعلى الله . وأمر آحر وهو أن یطالب عقتضی اسمه › فلا يوجد »› 
فیجعل ذلك سبباً لسبه › کا قیل : 


سموك من جهلهم سديدا والله ما فيك من سداد 

وهذا كما أن من المدح ما يكون ذماً موجباً لسقوط الممدوح عند الناس » 
فإنه عدح با ليس فيه ٠‏ فتطالبه النفوس يما مدح به › وتظنه عنده » 
فلا تجده كذلك فينقلب ذماً › ولو ترك لغفبر مدح لم تحصل تلك 
الفسدة » وأمر آخر وهو اعتقاد المسمى أنه كذلك »› فيقع في تزكية نفسه 
كما هى أن تسمى برة » فعلى هذا تكره التسمية بالرشيد والمطيع والطائع 
وأمثال ذلك . 

وأما تسمية الكفار بذلك › فلا جوز التمكن منه ولا دعاؤهم 
بغيء من ذلك . ۰ 

وأما الكنية » فهي نوع تكرم › وكى الني صل الله عليه وسلم صهيباً 
باي حى » وعلياً بأي تراب » وک أخا نس وهو صغر بأي عمر › وکان 
هدیه تکنية من له ولد » ومن لا ولد له » وم یثبت عنه أنه ېی عن كنية 
إلا الكنية بأي القامم » فاختلف فيه > فقيل : لا جوز مطلقاً » وقيل : 
لا جوز اللحمع بينها وبين اسمه » وفيه حديث صححه الرمذي » وقيل : 


— ۱۹۹ 


جوز اللحمع بينهما » لحديث علي : إن ولد لي من بعدك ولد أسميه باسمك » 
وأكنيه بكنيتك ؟ قال : « نعم » صححه الرمذي . وقيل : انع منه ختص 
عیاته . 


والصواب أن التكي بكنيته منوع منه ٠‏ والنح في حياته أشد › 
والحمع بينهما منوع منه › وحديث علي في صحته نظر » والترمذي فيه 
نوع تساهل ي التصحبح . وقد قال علي : إا رخصة له . وهذا يدل 
على بقاء المنع لمن سواه . وحديث عائشة : « ما الذي أحل اسمي » وحرم 
كني » غريب ٠‏ لا يعارض بثله الحديث الصحيح . 

وکره قوم من السلف الکنية باي عیسی » وأجازه آخرون »› فروی 
آبو داود عن زید بن أسلم آن عمر ضرب ابن له تکی باي عیسی وان 
المغرة تكى بأي عيسى » فقال عمر : أما يكفيك أن تكى باي عبد الله ؟ 
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بذاك » فقال : إن رسول 
الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر › وإنا 
لفي جلجاتنا . فلم يزل يكى بأي عبد الله حى هلك . 

وى عن تسمية العنب كرما » وقال : «الكرم قلب المؤمن » وهذا 
لأن هذه اللفظة تدل على كثرة اسر والنافع »> وقال : « لا يغلبنكم 
الأعرا ب على امم صلاتكم ألا ونما العشاء » وإنهم يسمو ما العتمة » وقال : 
« لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوآً» والصواب أنه لم ينه 
عن إطلاق هذا الاسم بالكلية › وإنما هى عن أن هجر امم المشاء » 
وهذا عافظة منه على الاسم الذي سمى الله به العبادات » فلا مجر » 


— e — 


ويؤثر عليها غبرها › كما فعله المتأخرون ونشأ به من الفساد ما الله به 
علم ء وهذا لمحافظته على تقدم ما قدمه الله . 

وبدأً في العيد بالصلاة › ثم اللحر وبداً ني أعضاء الوضوء بالوجه » 
ثم اليدين ٠‏ تم الرأس » ثم الرجلىن ء وقدم زكاة الفطر على صلاة اليد › 
لقوله:( قد فلح من تزکی › وذ کر اسم ربه فصلى ) «سورة العلل : ١١‏ <10(« 
ونظائره كثرة . 


۱۲۹ س 


کان يخر ي خطابه » وځتار لامته أحسن الألفاظ وأبعدها من ألفاظ 
آهل الحفاء والفحش » فام يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً ولا فظاً . 
وكان يكره أن يستعمل اللفظ الشريف ني حق من ليس كذلك » وأن يستعمل 
اللفظ المكروه ني حق من ليس من أهله . 

فمن الأول منعه أن يقال للمنافق : سيد » ومنه أن يسمى العنب كرما » 
ومنعه من تسمية أي جهل بأي الحم › وکذلك تغییرہ لاسے اي الحكم 
من الصحابة وقال : « إن الله هو الحكم وإليه الحكم » ومنه بيه المملوك 
أن قول لسيده : ري . وللسيد أن يقول لملوكه : عبدي وأمى . وقال لمن 
ادعى أنه طبيب : « أنت رفيتق » وطبيبها الذي خلقها » » وال حاهلون يسمون 
لكافر الذي له عام بشىء من الطب حكيما » ومنه قوله للذي قال : ومن 
یعصهما فقد غوی : « بیس الحطیب أنت » ومنه قوله : « لا تقولوا : 
ما شاء الله وشاء فلان » وني معناه قول من لا يتوقى الشرك : أنا بالله وبك › 
وأنا ني حسب الله وحسبك » وما لي إلا الله وأنت » وأنا متوکل على الله 
وعليك » وهذا من الله ومناك ووالله وحياتك . وأمثال هذه الألفاظ الي 
مجعل قائلها المخلوق ندا لله » وهي أشد منعاً وقبحاً من قوله : ما شاء الله 


وشئنت . 


— ۷ 


فأما إذا قال : أنا باله ‏ ثم بك » وما شاء الله ثم شئت » فلا بأس كما 
في حديث الثلانة : « لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك» . 

وأما الق الثاني وهو أن تطلتق ألفاظ الذم على من ليس من أهلها » 
فمثل ميه عن سسب الدهر » وقال : « إن الله هو الدهر » وفيه ثلاث 
مفاسد . ) 

أحدها : سب من ليس بأهل . 

لثانية : أن سبه متضمن للشرك » فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر ويتفع › وأنه 
ظا » وأشعار هؤلاء في سبه كشرة جداً » وکشر من ابحهال صرح بلعنه . 


الثالثة : أن السب إنما يقع على من فعل هذه الأفعال الي لو اتبع الحتق 
فيها أهواءهم لفسدت السموات والأرض » وإذا وافقت أهواءهم حمدوا 
الدهر » وألنو عليه . 


ومن هذا قوله : « لا يقولن أحدكم : تعس الشيطان . فإنه يتعاظم 
حى یکون مثل البیت › وقول : صرعته بقوتي . ولكن ليقل : بامم الله › 
فإنه يتصاغر حى يكون مثل الذباب » وني حديث آخر : « إن العبد إذا 
لعن الشيطان يقول : إنك لتلعن ملعناً » ومثل هذا قول : أخزى الله الشيطان › 
وقبح الله الشيطان . فإن ذلك کله يفرحه » ويقول : علم ابن آدم ني ناته 
بقوتي . وذلك نما يعينه على إغوائه » فارشد النبي صلى الله عليه وسلم من 
مسه شيء من الشيطان : أن يذ كر الله » ويذكر اسمه » ويستعيذ بالله 
منه > فإن ذلك أنفع له »> وأغيظ لاشيطان . 


س ۲۳ س 


لقسّت نفسي › ومعناهما واحد » أي : غيت نفسي »› وساء خلقها » 
فكره نهم لفظ الحبث لا فيه من القبح والشناعة . 

ومنه نيه عن قول القائل بعد فوات الأمر : لو أني فعلت كذا وكذا . 
وقال : « إا تفتح عمل الشيطان » وأرشده إلى ما هو أنفع منها » وهو أن 
يقول : « قّدر الله وما شاء فعل » . وذلك لان قوله : لو كنت فعلت کذا م 
يفتي ما فاتي » أو لم أقع فيما وقعت فيه . كلام لا مجدي عليه فائدة » فإنه 
غر مستقبل لا استدبر » وغبر مستقيل عارته بلو »> وني ضمنها ن الأمر 
لو کان كما قدره تي نفسه » لكان غير ما قضاه الله > ووقوع خلاف المقدر 
حال » فقد تضمن كلامه كذباً وجهلا ومحالا » وإن سلم من التكذيب 
بالقدر » لم يسلم من معارة ته بلو . فإن قيل : فتلك الأسباب الي تناها 
من القدر أيضاً ؟ قيل : هذا حتق » ولكن هذا ينفع قبل وقوع القدر 
اللكروه » فإذا وقع » فلا سبيل إلى دفعه أو تخفيفه » بل وظيفته ثي هذه 
الحال أن يستقبل الفعل الذي يدفع به أو عخفف ولا يتمى ما لا مطمع ي 
وقوعه » فإنه عجز محض ٠»‏ والله يلوم على العجز » وحب الكيس › 
وهو مباشرة الأسباب فهي تفتح عمل الحر » وأما المجز » فيفتح عمل 
الشيطان » فإنه إذا عجز عما ينفعه صار إلى الأماني الباطنة › وهذا استعاذ 
الني صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل › وهما مفتاح كل شر › ويصدر 
عنهما الهم والحزن » والجبن والبخل »> وضلع الدين › وغلبة الرجال » 
فمصدرها كلها عن العجز والكسل » وعنوانا « لو » فإن المتمي من أعجز 
اناس وأفاسهم » وأصل المعاصي كلها المجز » فإن العبد يعجز عن أسباب 
الطاعات » وعن الأسباب الي تبعده عن المعاصي وول بينه وبينها » فجمع 


— ٤ 


في هذا الحديث الشريف أصول الشر وفروعه › ومبادئه وغایاته » وموارده 
ومصادره » وهو مشتمل على نمان خصال » کل خصلتن قرینتان » فقال : ٠‏ 


« أعوذ بك من الم والحزن » وهما قرينان » فإن المسكروه الوارد . ٠‏ 


على القلب إما أن يكون مببه أمراً ماضياً » فهو محدث الحزن › وإما توقع 
مستقبل » فهو يورث الهم » وكلاهما من العجز » فإن ما مضى لا يدفع 
با حزن » بل بالرضى والحمد » والصبر والإعان بالقدر . وقول العبد : 
« قدر الله وما شاء فعل » . 

وما يستقبل لا يدفع بام » بل إما أن يكون له حيلة في دفعه › فلا يعجز 
عنه » وما آن لا یکون له حيلة » فلا مجزع عنه » ویلبس له لباسه من 
التوحيد والتوكل والرضى بالله ربا فيما بحب ويكره » وامهم والحزن 
يضسعفان العزم » ويوهنان القلب » وحولان بن العبد وبن الاجتهاد فيما 
ينفعه » فهما حمل لقيل على ظهر السائر . 

ومن حكمة العزيز الحكم تسليط هذين ابحندين على القلوب المعرضة 
عنه لردها عن کشر من معاصيها » ولا تزال هذه القلوب في هذا السجن 
حى نخلص إلى فضاء التوحيد والإقبال على الله ولا سبيل إلى خلاص القلب 
من ذلك إلا بذللك » ولا بلاغ إلا بالله وحده ء فإنه لايوصل إليه إلاهو. 
ولا يدل عليه إلا هو . وإذا قام العبسد في أي مقام کان » فیحمده وحکمته 
أقامه فيه » و بمنع العبد حقا هو له » بل منعه ليتوسل إليه إعحابه فيعطيه › 
ولرده إلیه ولیعزه بالتذلل له › ولیغنیه بالافتقار إلیه » ولیجبره بالانکسار 
بن يديه ولیولیه بعزله شرف الولایات » ولیشهده حکمته في قلرته › 
ورحمته ي عزته » ون منعه عطاء » وعقوبته تأدیب » وتسایط آعداله 
عليه سائق يسوقه إليه واه أعلم حيث جل مواقع عطائه » وأعلم حيث 


١‏ س 


جل رسالته . ( وكذلك فتتا بعضهم ببعض ليقولوا أهولاء من الله 
عليهم من بيننا اليس" الله بأعلم بالشاكرين ) « سورة الأنعام : »٠۳‏ فهو 
سبحانه أعلم محال التخصيص ٠‏ فمن رده المنح إليه › انقلب عطاء › 
ومن شغله عطاؤه عنه » انقلب منعاً » وهو سبحانه وتعالی أراد منا الاستقامة › 
وانخاذ السبيل إليه ٠‏ » وأخبرنا أن هذا المراد لا يقع حى يريد من نفسه 
إعانتنا ومشیئتنا له » كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب 
العا لمن ) « سورة التكوير : ۱۹ » . فإن كان مع العبد روح أخرى نسبتها إلى 
روحه كنسبة روحه إلى جسده يستدعى با إرادة الله من نفسه أن يفعل به 
ما يكون به العبد فاعلا » وإلا فمحله غر قابل للعطاء ›» وليس معه إناء 
يوضع فيه العطاء » فمن جاء بغر إناء » رجع بالحرمان › فلا يلومن 


إلا نفسه . 


والمقصود أنه صلى الله عليه وسلم استعاذ من الهم والحزن » وهما 
قرينان » ومن العجز والكسل » وهما قرينان »> فإن نخلف صلاح العبد 
وکماله عنه إما أن يكون لعدم قدرته عليه › فهو عجز » أو یکون قادراً 
لکن لا یریده » فهو کسل » وينشا عن هاتن الصفتن فوات کل خر › 
وحصول كل شر » ومن ذلك الشر تعطيله عن النفع ببدنه وهو الحبن » وعن 
النفع ماله وهو البخل ٠‏ تم ينشأً له من ذلك غلبتان غابة بحقق وهي غلبة 
الدآين » وغابة بباطل وهي غابة الرجال » وكل هذه ثمرة العجز والكسل . 
ومن هذا قوله في الحديث الصحيح للذي قضى عليه › فقال : « حسي الله 
ونعم الوكيل » إن الله يلوم على العجز ٠‏ ولكن عليك بالكيس » فإذا غلبك 
أمر » فقل : « حسي الله ونعم الوكيل » فهذا قاها بعد عجزه عن الكيس 


— ۱۳۹ 


الذي لو قام به > لقضي له على خصمه »› فلو فعل الأسباب »› ثم غلب » 
فقا ها لوقعت موقعها › کھا آن براه الیل لما فعسل الاسہاب الأمور بہا 
ول يعجز بارك شيء منها » ثم غلبه العدو » وألقوه في النار قال : ( حسي الله 
ونعم الوكيل ) فوقعت الكلمة موقعها › فأثرت أثرها . 

وكذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم أحد لا قيل هم 
بعد انصرافهم من أحد : ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ) فتجهزوا 
وخرجوا هم 20 قالوها » فأثرت أثرها » وهذا قال الله تعالى : 
( ومن يتت الله جعل له حرجا ویرزقه من حیث لا متسب ومن بتوکل على 
الله فهو حسبه ) « سورة الطلاق : ١‏ » وقال الله تعالى : ( واتقوا الله وعلى الله 
فلیتوکل الؤمنون) «سورة المائدة ١١‏ » . 

فاتوكل والحسب يدون القيام بالأسباب الأمور بها عجز مض » 
وإن کان مشوباً نوع من التوکل » فلا ينبني للعبد آن بجعل توکله عجزا » 
ولا عجزه توكلا » بل جعل توكله من جملة الأسباب الي لايم القصود 
إلا جماكلها . 

ومن هاهنا غلط طائفتان . إحداهما : زعمت أن التوكل وحده سبب 
مستقل » فعطلت الأسباب الي اقتضتها حكمة الله . الثانية : قامت بالأسباب 
وأعرضت عن التوكل › والقصود أنه صلى الله عليه وسلم أرشد العبد 
إلى ما فيه غاية کاله أن حرص على ما ينفعه ویبذل جهده وحینئذ ينفعه 
التحسّب بحلاف من فرط › ثم قال : حسري الله ونعم الوكيل . فإن الله 
يلومه » ولا کون في هذه الال حسبه » فانما هو حسب من اتقاه » ثم 
توکل عليه . 


— ۲۷ 


VRE LRAT ۸ 
O3 لاله “ ا‎ e 
و‎ E! ا‎ ) e 

4 ا کک کت ا کیا کہ ) ر 


کان اکمل الناس ذکرآً لته عز وجل » بل کان کلامه کله ي ذکر الله 
وما والاه » وكان أمره ويه وتشريعه ذكراً منه لله > وإخباره عن أسماء 
الرب وصفاته » وأحکامه وأفعاله » ووعده ووعیده ذکرآمنه له › ولناژه 
عليه بالائه وتمجیده وتسبیحه ونحمیده ذکراً منه له » وسکوته ذکراً منه له 
بقلبه » فكان ذكره لله مجري مع أنفاسه قائماً وقاعداً »> وعلى جنبه » وني 
مغیه ورکوبه وسره ونزوله » وظعنه واقامته . 

وكان إذا استيقظ قال : « الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه 
النشور » . ) 

نم ذكر أحاديث رويت فيما يقول إذا استيقظ » وإذا استفتح الصلاة ء 
وإذا حرج من بيته » وإذا دحل المسجد » وما يقول تي المساء والصباح > 
وعند لبس الثوب » ودخول النزل » ودخول الحلاء > والوضوء والأذان ء 
ورؤية املال » والأكل » والعطاس . ) 


— ۱۲۸ 


قصل 


مل E‏ اھر 


ا أهله بغتة يتخونهم »› ولكن كان يدخل على علم 

» وکان يسلم عليهم > وإذا دحل بدأ بالسواك » وسأل عنهم › 
اقل « هل عند کم من غداء» ؟ ورما سکت حى ضر بن 
يديه ما تیسر . ۰ ۰ 

وثبت عنه أن رجلا سلم عليه وهو يبول » فلم يرد عليه » وأخبر 
أن الله سبحانه وتعالى مقت على الحديث على الغائط » وكان لا يستقبل 
القبلة » ولا يستدبر ها بغائط »› ولا بول ٠‏ وى عن ذلك . 


۱۲۹۸ س 
( م ٩‏ - مختصر زاد المعاد ) 


فصل 

ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سن الأذان بارجيع وغر ترجيع › 
وشرع الإقامة مثى وفرادى » ولكن كلمة الإقامة : « قد قامت الصلاة » 
م يصح عنه إفرادها ألبتة > وكذلك الذي صح عنه تکرار لفظ التکبر 
ني أول الأذان > وم يصح عنه الاقتصار على مرتن » وشرع لأمته عند 
الأذان خمسة أنواع . 

أحدها : أن بقولوا كا بقول المؤذن إلا في المحيعلة » فأبدها ب « لا 
حول ولاقوة إلا بالله » و( جي عنه المع بينهما » ولا الإقتصار 
على الحيعلة » وهذا مقتضى الحكمة » فإن كلمات الأذان ذكر » وكلمة 
الحيعلة دعاء إلى الصلاة » فسن للسامع أن يستعين على هذه الدعوة بكلمة 
الإعانة . 

الثاني : أن يقول : « رضيیت بالله ربا » وبالإسلام ديناً › وعحمد 
رسولا » » وأخبر أن من قال ذلك : « غفر له ذنبه » . 

الثالث : أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من إجابة 
المؤذن ء وأكملها ما علّمه أمته » وإن تحذلق المححذلقون . 

الرابع : أن يقول بعد الصلاة عليه : « اللهم رب هذه الدعوة 
التامة » والصلاة القامة » آت محمد الوسيلة والفضيلة › وابعثه مقاماً 
محموداً» . 


— ۳۰ — 


الحامس : أن يدعو لنفسه بعد ذلك » وي « السان » عنه : «الدعاء 
لا يرد بن الأذان والإقامة » قالوا : فما نقول يا رسول الله ؟ قال : 
« سلوا الله العافية في الدنيا والآحرة » . حديث صحيح . 


وكان يكثر الدعاء قي عشر ذي الحجة » ويأمر فيه بالإكثار من 
التهليسل والتكبر والتحميد » ویذ كر عنه أنه كان يكبر من صلاة الفجر 
يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق » فيقول : « الله أكبر › الله كبر ء 
لا إله إلا الله » والله أكبر » الله أكبر > وله الحمد» . وهذا وإن كان 
لا يصح إسناده » فالعمل عليه »> ولفظه هكذا بشفع التکبر › وأما کونه 
ثلاثاً » فعا روي عن جابر وابن عباس ٬من‏ فعلهما ثلاثاً نسقاً فقط » وکلاهما 
حسن » قال الشافعي : وإن زاد › فقال : الله أكبر كيرا » والحمد لله 
كشرآ » وسبحان الله بكرة وأصيلا . كان حسناً . 


۳۷ س 


قصل 
وكان إذا وضع يده في الطعام قال : « بے الله » » وأمر بذلك » 
ویقول إن نسي : » بسم الله في أوله وآخره » . حديث صحيح . والصحیح 
وجوب التسمية عند الكل » وتاركها شريكه الشيطان ني طعامه وشرابه › 
وأحاديث الأمر بها صحيحة صرعحة » ولا معارض نها › ولا إجماع 
يسوغ خالفتها . 
وهل تزول مشاركة الشيطان بسمية أحد ابلحماعة ؟ فنص الشافعي على 
إجزاء تسمية الواحد » وقد يقال : لا ترتفع مشاركة الشيطان للآكل 
إلا بتسميته هو . ولارمذي وصححه عن عائشة : كان رسول الله صلى الله 
عليه وسلم يأكل طعاماً ئي ستة من أصحابه » فجاء أعراني » فأكله 
بلقمتن » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما إنه لو سمی لکفاکم » 
ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه سموا » وهذا جاء في حديث 
حذيفة : حضرنا طعاماً » فجاءت جارية » كأما تدقع » فذهبت لتضع 
يدها » فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها » ثم جاء أعراني » فأخذ 
بيده » فقال : « إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذ كر اسم الله عليه ء 
وإنه جاء بذه اللارية ليستحل با » فأخحذت يدها » فجاء بهذا الأعراني 
لیستحل به » فأخذت بيده » والذي نفسي بيده ن يده لفي يدي مع يدېما»» 
م ذكر اسم الله وأكل . ولكن قد جاب بأنه صلى الله عليه وسلم م يکن 
وضع يده » ولكن الارية ابتدأت . وأما مسألة رد السلام » وتشميت 


۳٢‏ س 


العاطس ففيهما نظر » وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم : « إذا عطس 
أحد كم فحمد الله » فحق على كل من سمعه أن يشمته » وإن سلم الحكم 
فيهما » فالفرق بينهما وبن مسألة الكل ظاهر › فإن الشيطان إنغما يتوصل 
إلى مشاركته الأكل » فإذا سمى غبره » قلت مشاركة الشيطان له » وتبقى 
المشاركة بينه وبن من م يسم . ويذ كر عنه أنه كان إذا شرب تنفس 
في الإناء ثلاثة أنفاس محمد الله ني كل نفس » ويشكره ني آخرهن . وما 
عاب طعاماً قط » بل إن کرهه ترکه وسکت » ورا قال : « أجداي 
أعافه » » أي : لا أشتهيه . 

وکان مح الطعام أحياناً كقوله : « نعم الإدام الحل » » لمن قال : 
ما عندنا إلا حل . تطييباً لقلب من قدمه › لا تفضيلا له على سائر 
الأنواع » وكان إذا قرب إليه الطعام وهو صائم قال : « إني صائم » › 
وأمر من قدَّم إليه الطعام وهو صائم أن بصلي » أي : يدعو لن قدمه > 
وإن کان مفطرآً أن يأکل منه . 

وإذا دعي إلى طعام » وتبعه أحد » أعلم به رب المنزل » فقال : 
« إن هذا تبعنا » فإن شعت أن تأذن له » وإن شئت رجع » وکان بتحدث 
على طعامه › ما قال لربیبه : « سم الله › وکل نما بلیلك» › وربا کان 
يكرر على أضيافه عرض الكل علبهم مرارآً كما يفعله أهل الكرم » كما في 
حديث أي هريرة في اللبن . وكان إذا کل عند قوم › م مخرج حى يدعو 
مهم . وذکر أبو داود عنه ني قصة أي اليم : فأكلوا فلما فرغوا قال : 
« أثيبوا أخاكم » قالوا : يا رسول اله » وما إثابته » ؟ قال : «إن الرجل 
إذا دخل بیته » فا کل طعامه » وشرب شرابه فدعوا له › فذلك إثابته » . 


— ۳ 


وصح عنه أنه دخل منزله ليلة » فالتمس طعاماً » فلم مجده » فقال : 
« الهم أطعم من أطعمي > واسق من سقاني » . وکان يدعو لمن بضيف 
الساكان » ويثي عليهم » وكان لا يأنف من مؤاكلة أحد صغراً كان 
أو كبرآً » حرا أو عبداً » ويأمر بالكل باليمني » وينهى عن الشمال › 
ویقول : « إن الشیطان یأکل بشماله » ویشرب بشماله ) ومقتضاه حرم 
الكل با » وهو الصحيح » وأمر من شكوا إليه: أنهم لا يشبعون. أن جتمعوا 
على طعامهم » ولا يتفرقوا » وآن يذ کروا اسم الله عليه » وروي عنه أنه 
قال : « أذيبوا طعامكم بذ كر الله عز وجل والصلاة › ولا تناموا عليه › 
فقسو قلوبكم » وأحر به أن يكون صحيحاً » والنجربة تشهد به . 


— ۳4 — 


فصل 


a (I 9 ۹ 
SES ae as 

8 س 0 ۰ َ 
وھک ۳ و سرن ست سا س ر 


are 


ني « الصحيحن » عنه : « إن أفضل الإسلام إطعام الطعام » وأن . 
تقرأً السلام على من عرفت ومن م تعر » . 

وفيهما : « إن آدم لا خلقه الله قال له : اذهب إلى أولئك النفر من 
الملائكة فسم عليهم » واستمع ما حيونك ٠‏ فإنما نحيتك ونحية ذريتك . 
فقال : السلام عليكم . فقالوا : السلام عليكم ورحمة الله . فزادوه : 
ورحمة الله » . 

وفيهما : « أنه أمر بإفشاء السلام » ونيم إذا أفشو السلام ابوا ء 
وأنهم لا بدخلون الحنة حى يؤمنوا » ولا يؤمنوا حى يتحابوا » . وقال 
البخاري ني «صحيحه » : قال عمار : ثلاث من جمعهن فقد جمعم 
الإعمان : الإنصاف من نفسك › وبذل السلام العام > والإنفاق من 
الإقار . 

وقد تضمنت هذه الثلاث أصول اللدر وفروعه › فإن الإنصا فيوجب 
عليه أداء حقوق الله كاملة » وأداء حقوق الناس كذلك » ويعاملهم با 
حب أن يعاملوه به » ويدخل فيه إنصافه من نفسه › فلا يد عي ها ماليس 
ها ولا عفيها بتدسيه ها بمعاصي الله . 


— 1 — 


والمقصود أن إنصافه من نفسه يوجب عليه معرفة ربه » ومعرفة نفسه » 
ون لا بزاحم با مالکها › ولا يقم [رادته بن مراد سیده ومرادها » 
وهي قسمة ضيزى ٠‏ مثل قسمة الذين قالوا:( هذا لله بزعمهم وهذا لشركائناء 
فما كان لشركانهم فلا يصل إلى الله » وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم » 
ساء ما حكون ) « سورة الأنعام : ٠١١‏ » . فلينظر العبد لا يكون من أهل هذه 
القسمة وهو لا يشعر » فإنه خلق ظلوما جهولا » وكيف يطلب الإنصاف 
ممن وصفه الظلم وابلحهل ؟ ! وكيف ينصف اللحلق من لم ينصف الحالق › 
كما ي الأثر : ابن آدم ما أنصفتي » حبري إليك ازل » وشرآك إلي صاعد . 
وني أثر آخر : ابن آدم ما أنصفتني › خلقتك وتعبدٌ غري » وأرزقك . 
وتشکر سواي . م کیف ينصف غره من لم ينصف نفسه وظلمها أقبح 
الظلم وهو يظن أنه یکرمها ؟ ! 

وبذل السلام يتضمن النواضع ٠‏ لا يتكبر على أحد » والإتفاق من 
الإقتار لا يصدر إلا عن قوة لقة بالله وقوة يقن » وتوكل ورحمة › 
وزهد وسخاء نفس » وتکذیب بوعد من يعده الفقر › ویأمره بالفحشاء . 

ولبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه مر بصبیان » فسلم عليهم » وذکر 
الأرمذي أنه مر بجماعة نسوة » فألوى بيده بالتسلم › وقال أبو داود عن 
أسماء بنت يزيد :مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة » فسلم علينا . 
وهي رواية حديث الرمذي »› والظاهر أن القصة واحدة » وأنه ستم 
علبهن بيده . وني البخاري : أن الصحاية ينصرفون من الحمعة » فيمرون ٠‏ 
على عجوز ي طريقهم » فيسلمون عليها › فتقدم لمم طعاماً من أصول 


.— ۹ 


السلق والشعر » وهذا هو الصواب في مسألة السلام على النساء يسلم على 
العجوز » وذوات المحارم دون غرهن . 

وي « صحيح البخاري » : «يسلم الصغر على الكبر › والمار على 
القاعد » والراكب عل الماشي » والقليل على الكشر » . وي الترمذي : 
«يسلم الماشي على القائم » . وقي « مسند البزار » عنه : « والماشيان ما 
بدأ فهو أفضل » . وقي « سان أي داود» عنه : «إن أولى الناس بالله من 
بدأهم بالسلام » . 

وکان من هدیه السلام عند المجيء إلى القوم » والسلام عند الانصراف 
عنهم » وثبت عنه أنه قال : « إذا قعد أحدكم فليسلم » وإذا قام » 
فلیسلم » فليست الأولى بأحق من الآخرة » وذكر أبو داود عنه : «إذا 
لقي أحد كم صاحبه ليسم عليه ء فإن حال إينهما شجرة أو جدار ۽ 
ثم لقيه » فليسلم عليه أيضاً» . 

وق نس : کان أصحاب رسول اله صل اله عليه وسلم يشون » ۰ 
فإذا لقيتهم شجرة أو أكمة تفرقوا بميناً وشمالا » وإذا التقوا من ورائها » 
سلم بعضهم على بعض . 

ومن هديه أن الداخل إلى المسجد يبتديء بركعيين ٠‏ ثم جيء فيسلم › 
فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله > فإن تلاك حق الله » والسلام عليهم 
حق هم » وحق الله تعالی في مثل هذا أولى بالتقدم بخلاف الحقوق الالية ء 
فإن فيها نزاعاً > والفرق بينهما حاجة الآدمي » وعدم اتساع الال لأداء 
الحقن . وعلى هذا فيسن“ لداحل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث 
حيات مرتبة . 


— ۷ 


إحداها : أن يقول عند دخوله : بسم الله والصلاة والسلام على رسول 
لله . ثم يصلي تحية المسجد » ثم يسلم على القوم . وكان إذا دخل على هله 
بالليل سلم تسليماً لا يوقظ النائم » ويسمع اليقظان » ذكره مسلم » وذكر 
الرمذي عنه : « السلام قبل الكلام » »> ولاحمد عن ابن عمر مرفوعاً : 
« السلام قبل السؤال » فمن بدأ بالسؤال قبل السلام > فلا تجیبوه » وذ کر 
عنه : « لا تأذنوا من ل يبدأ بالسلام » . 


وكان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب » ولكن من ركنه الأعمن › 
أو الأيسر »› فيقول : « السلام علیکم » . وکان يسلم بنفسه على من يواجهه 
وحمل السلام للغائب › ويتحمل السلام كما تحمله من الله للحدمجة » وقال 
للصديقة الثانية : « هذا جبريل يقرأ عليك السلام » . وكان من هديه انتهاء 
السلام إلى : « وبركاته » » وكان من هديه أن يسلم ثلاث كما ني البخاري 
عن نس » ولعله في الكشر الذي لا تبلغهم المرة › وإذا ظن أنه م محصل 
الإسماع بالأول والاني . 

ومن تأمل هديه علم ن التكرير أمر عارض . 

وکان يبدأ من لقيه بالسلام › وإذا سلم عليه أحد رد عليه مثلها أو 
أحسن على الفور إلا لعذر مثل قضاء الحاجة » وم يكن برد بيده » ولابرأسه ء 
ولا بإصبعه إلا ني الصلاة › فإنه لبت عنه الرد فيها بالإشارة . 


وكان هديه ي الإبتداء : «السلام عليكم ر الله » » ویکره 
أن يقول البتديء : عليك السلام . وكان يرد على « وعلیکم 
السلام » بالواو › > ولو حذف الراد الواو › فقالت 0" : لا سقط به 


— ۳۸ 


فرض الرد » لأنه الف للسئة › ولانه لا يعلم هل هو رد أو ٠‏ 
ابتداء نحية . وذهبت طائفة إلى أزه رد صحيح » نص عليه الشافعي › 
واحتج له بقوله تعالی : ( قالوا سلاماً قال سلام ) «سورة الذاريات : ..»٠١‏ 
أي : سلام عليكم لا بد من هذا » ولكن حسن الحذف ني الرد لأجل الحذف 

في الإبتداء » واحتج له برد الملائكة على آدم المتقدم . ) 


— ۴۹ 


فصل 
یھ فال اا 


صح عنه : « لاتبدۇهم بالسلام > وإذا لقيتموهم في الطريق › 
فاضطرٌوهم إلى أضيق الطريق » لكن قد قبل : إنه في قضية خاصة لما سار 
إلى بي قربظة قال : « لا تبدۇهم بالسلام » فهل هو عام لأهل الذمة » 
أو ختص بمن كانت حاله كأولئك ؟ لكن ي « صحيح مسلم » : « لا تبدأوا 
اليهود ولا النصارى بالسلام › وإذا لقم أحدهم في الطريقق فاضطروه إلى 
أضيقه » والظاهر أن هذا عام . 


واختلف ني الرد عليهم »› والصواب وجوبه › والفرق بينهم ٠‏ وبين 
أهل البدع تا مأمورون بہجرهم » وثبت عنه أنه مر على مجلس فيه أحلاط 
من المسلمين والمشركن » فسلم عليهم » وكتب إلى هرقل وغبره ب : « السلام 
على من اتيع الهدی » ویذ کر عنه : آنه « مجزيء عن الحماعة إذا مروا أن 
يسلم أحدهم » وجزيء عن الحلوس أن يرد“ أحدهم » فذهب إلى هذا من 
قال : الرد فرض كفاية . لکن ما أحسنه لو کان ثابتاً ! فإن فيه سعید 
ابن خالد » قال أبو زرعة : ضعيف . وكذلاك قال أبو حاتم . 


وکان من هديه إذا بلّغه أحد السلام عن غبره أن يرد عليه وعلى المبلغ » 
ومن هديه ترك السلام ابتداء ورداً على من أحدث حدثاً حى بتوب . 


س +{ س 


و ر زلا Ae‏ اسن 
وھ ا ول 


صح عنه صل الله عليه وسلم آنه قال : «الاستغذان ثلاثاً » فإن أذن 
أك ٠‏ وإلا فارجع » وصح عنه : « إنمسا جعل الاستغذان من أجل البصر» 
وصح عنه أنه أراد أن يفقاً عبن الذي نظر إليه من حجرته > وقال : 
«إنما جعل الاستعذان من أجل البصر » وصح عنه النسلم قبل الاستئذان 
فعلا وتعليماً » واستأذن عليه رجل فقال : أألج ؟ فقال رسول الله صلى الله 
عليه وسلم لرجل : « احرج إلى هذا فعلمه الاستئذان ء فقل له : قل السلام 
عليكم أآدخل» ؟ فسمعه الرجل » فقال ذلك » فأذن له > فدخل . وفيه 
رد على من قال : يقدم الاستئذان » وعلى من قال : إن وقعت عينه على 
صاحب المنزل قبل دخوله بدأ بالسلام وإلا بالاستنئذان . 

ومن هدیه أنه إذا استآذن ثلاثاً ولم يۇذن له » انصرف . وهو رد 
على من يقول : إن ظن أنہم م يسمعوه زاد على الثلاث » وعلى من قال : 
یعیده بلفظ آخر . 

ومن هديه أن المستأذن إذا قیل له : من أنت ؟ قال : فلان ابن فلان › 
أو یذ کر کنیته » ولا یقول : آنا . وروی أبو داود عنه : « أن رسول الرجل 
إلى الرجل إذنه » . وذكره البخاري تعليقاً » تم ذكر ما يدل على اعتبار 


اا — 


الإذن بعد الدعوة » وهو حديث دعاء أهل الصفة › وقوله : فدعو مم 
فأقبلوا فاستأذنوا . وقالت طائفة : إن الحديشن على حالن » فإن جاء المدعو 
على الفور » لم حتج للاستئذان » وإن تراخی » احتاج إلیه . وقال آخرون : 
إن كان عند الداعي من قد أذن له قبل جيء المدعو لم عتج للاستئذان 
وإلا استأذن . وکان إذا دحل إلى مکان محب‌الانفراد فيه » أمر من بمسك 
الباب » فلا يدخل عليه أحد إلا بإذن . 


وأما الاستقذان الذي أمر الله به المماليك » ومن لم يبلغ الحلم في العورات 
الثلاث قبل الفجر ووقت الظهرة وعند اللوم › فكان ابن عباس يأمر 
به » ويقول : ترك الناس العمل به . وقالت طائفة : الأية منسوخة »> 
ولم تأت بحجة » وقالت طائفة : أمر ندب » وليس معها ما يدل على صرف 
الأمر عن ظاهره › وقالت طائفة : المأمور به الساء خاصة » وهذا ظاهر 
البطلان » وقالت طائفة : عكس هذا » نظرآً إلى لفظ « الذين » ولكن سياق 
الأية يأباه فتأمله . 

وقالت طائفة : كان الأمر لعلة وزال بزوالما وهي الحاجة » فروى 
ابو داود في« سننه ) آن نفراً قالوا لابن عباس : كيف ترى هذه الاية 
ولا يعمل با أحد ؟ فقال : إن الله حليم رؤوف بالمؤمنن بحب الستر » 
وكان الناس ليس لبيوهم ستور ولا حجال فرعا دخل الحادم أو الولد ء 
أو يتيمة الرجل » والرجل على أهله › فأمرهم الله بالاسستعذان ني تلك 
العورات » فجاءهم الله تعالى بالستور وار فلم أر أحداً يعمل بذاك 
بعد . وقد أنكر بعضهم ثبوته » وطمن في عكرمة » وم يصنع شيا › 


— ۲ 


وطعن في عمرو بن أي عمرو › وقد احتج به صاحبا الصحيح › فإنكاره 
تعنت لا وجه له . 

وقالت طائفة : الآية حكمة لا دافع ها . 

والصحيح أن الحكم معلل بعلة قد أشارت إليها الآبة » فإن كان هناك 
ما يقوم مقام الاستئذان من فتح باب فتحه دليل على الدخول » أورفع 
سار > أو تردد الداخل ونحوه » أغني عن الاستئذان » وإن م يكن ما يقوم ` 
مقامه » فلا بد منه » فإذا وجدت العلة »> وجد الحكم »> وإذا انتفت انتفى . 


— ۳ 


فصل 


ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن الله حب العطاس » 
ويكره التثاؤب » فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقاً » على كل مسلم 
سمعه أن يقول له : يرحمك الله » وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان › 
فإذا تثاءب أحدكم »> فلر ده ما استطاع > فإن أحدكم إذا تثاعب ضحك 
الشيطان » ذكره البخاري . وني « صحيحه » أبضاً : « إذا عطس أحدكم › 
فليقل : الحمد لله › وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله . فإذا قال 
له : يرحمك الله . فليقل : ديكم الله وينصلح بالكم » . 

وي « صحيح مسلم » : « إذا عطس أحد كم » فحمد الله » فشمتوه › 
وإن لم محمد الله » فلا تشمتوه» . وني «صحيحه» : «حق المسلم على 
المسلم ست : إذا لقيته » فسلم عليه ء وإذا دعاك فأجبه » وإذا استنصحك ء 
فانصح له » وإذا عطس وحمد الله فشمته » وإذا مات فاتبعه › وإذا مرض 
فعده» . وللرمذي عن ابن عمر : علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 
عند العطاس أن نقول : « الحمد لله على كل حال » . وذكر مالك عن 
نافع عن ابن عمر : إذا عطس أحدكم » فقيل له : يرحمك الله . فليقل : 
يرحمنا الله وإياكم ٠‏ ويغفر لنا ولكم . وظاهر الحديث المبدوء به أن 
التشمیت فرض عن اختاره ابن أي زید » ولا دافع له . 

ولا كان العاطس قد حصل له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة 
المحتقنة » شرع له صلى الله عليه وسلم حمد الله على هذه النعمة مع بقاء 


— ا4٤1‎ 


أعضائه على هيئتها بعد هذه الزلزلة الي هي للبدن كزازلة الأرض ها . 
وکان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه » وخفض با صوته » ویذ کر 
عنه : أن التثاؤب الرفيع › والعطسة الشديدة من الشيطان . 

وصح عنه أنه عطس عنده رجل » فقال : « يرحمك الله » م 
عطس أخرى » فقال له : « الرجل مزكوم » لفظ مسلم › ولفظ 
الأرمذي أنه قاله بعد العطسة الثالثة » وقال : حديث صحيح . ولأبي داود 
عن أي هريرة موقوفاً : شمّت أخاك ثلاثاً » فما زاد فهسو زكام . فإن 
قيل : الذي فيه زکام أولى آن يدعي له ! قیسل : يدعی له ها یدعی 
للمريض » وأما سنة العطاس الذي عبه الله وهو نعمة › فإنه إلى تمام الثلاث » 
وقوله : « الرجل مزكوم » تنبيه على الدعاء له بالعافية » وفيه اعتذار من 
ترك تشمیته . 

وإذا حمد الله فسمعه بعضهم دون بعض » فالصواب أن يشمته من ۾ 
يسمعه إذا حقق أنه حمد الله » والني صلى الله عليه وسلم قال : « فإن ٠‏ 
حمد الله » فشمتوه » » وإذا نسي الحمد » فقال ابن العرني : لا يذ كره. 
وظاهر السنة يقوي هذا القول » والني صلى الله عليه وسلم لم يذ كره » وهو 
أولى بفعل السنة وتعليمها . وصح عنه أن اليهود كانوا يتعاطسون عنده 
يرجون أن يقول هم : يرحمكم الله . فیقول :« ممديكم الله ويصلح بالكم » . 


f0‏ س 
( م ٠١‏ س مختصر زاد المعاد ) 


فصل 


کک را حا ای اا داه 
IEE ON‏ 
صح عنه أنه قال : « إذا هم“ أحدكم بالأمر › فلرکع رکعتن » 
الحديث فعوض أمته بهذا عما كان عليه أهل الحاهاية من زجر الطبر ء 
والإستقسام بالأزلام الذي نظره هذه القرعة الي يفعلها إخوان المشركن 
يطلبون بها علم ما قسم هم ي الغيب . وهذا سمي استقساماً › فعوضهم 
بهذا الدعاء - الذي هو توحيد وتوکل » وسؤال للدي لا بتي بالحسنات إلا هوء 
ولا يصرف السيئات إلا هو - عن التطر والتنجم › واختيار المطالع ونحوه » 
فهذا الدعاء هو طالع أهل السعادة لا طالع أهل الشرك (الذين بجعلون مع 
الله إ4 حر فسوف يعلمون )« سورة الحجر ٩٦:‏ » . وتضمن الإقرار بصفات 
كماله والإقرار بربوبيته › والتوكل عليه » واعتراف العبد بعجزه عن العلم 
بمصالح نفسه › وقدرته عليها » وإرادته فا . ولأحمد عن سعد مرفوعاً : 
« إن من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه با قضى الله » وإن من شقاوة 
ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه عا قضى الله » فتأمل كيف وقع المقدور 
مكتدفا بأمرين : التوكل الذي هو مضمون الاستخارة قبله » والرضى با 


يقضي الله بده . 
وکان إذا رکب راحلته كبر لاا » م قال : ( سبحان الذي سخر 


ا — 


لسا هذا وماكنا له مقرنن › وإنا إلى ربنا لنقلبون) ء ثم يقول : « الهم 
إني أسألك ني سفري هذا ال والتقوى » ومن العمل ما ترضى » اللهم هون 
علينا السفر » واطو عتا بعسده » اللهم أنت الصاحب ني السفر › والخليفة. 
ي الأأهل ٠‏ اللهم اصحبنا ني سفرنا » واخلفنا في أهلنا » وكان إذا رجع قال : 
« آیبون تائبون إن شاء الله عابدون لربنا حامدون » . وذکر آحمد عنه أنه 
إذا دخل البلد قال : « توباً توباً » لربنا أوباً » لا يغادر حوباً» . 

وکان إذا وضع رجله ي الرکاب لرکوب دابته قال : «بسم الله » 
فإذا استوی على ظهرها قال : « الحمد لله » » ثم يقول : ر سبحان الذي 
سخر لنسا هذا وما کنا له مقرنن) . 

وکان إذا ودع أصحابه في السفر يقول لأحدهم : » أستودع الله دينك 
وأمانتك وخواتم عملك » » وقال له رجل : إني أريد سفرآً . قال : « أوصيك 
بتقوى اله » والنکبر على كل شرف » . وکان هو وأصحابه إذا علوا الثنايا 
كبروا » وإذا هبطوا سبلحوا » فوضعت الصلاة على ذلك . وقال أنس : ) 
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا علا شرفا من الأارض أو نشزاً قال : 
« اللهم لك الشرف على كل شرف ٠‏ ولك الحمد على كل حال » . وكان 
يقول : « لا تصحب اللائكة رفقة فيها كلب ولا جرس » . 

وکان یکره للمسافر وحده أن یسر باللیل › وقال : « لو يعلم الناس 
ما في الوحدة ما سار أحد وحده بليل » » بل كان يكره السفر للواحد › 
وأخبر أن« الواحد شيطان والاثنان شيطانان » والثلالة ركب » وکان يقول : 
« إذا نزل أحدكم منزلا فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . 
فنه لا يضره شيء حى برحل منه » وکان یقول : « إذا سافرتم في 


— ۷ 


الحصب ٠‏ فأعطوا الإبل حظها من الأرض ٠‏ وإذا سافرتم ني السة »> 
فأسرعوا عليها السر » وإذا عرسم » فاجتنبوا الطريق › فما طرق 
الدواب » ومأوى الهسوام بالل » . وکان ینهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض 
العدو مافة أن يناله العدو » وكان ينهى المرأة أن تسسافر بغر حرم ولو 
مسافة بريد » ويأمر المسافر إذا قضى مته من سفره أن يعجل الرجوع 
إلى أهله » وينهى أن يطرق الرجل أهله ليلا إذا طالت غيبته عنهم > وإذا 
قدم من سفر تلقي بالولدان من أهل بيته » وكان بعتنق القادم من سفر › 
ویقبله ذا کان من آهله . 

قال الشعي : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدموا 
من سفر تعانقوا » وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتن . 


۸ — ا 


فصل 

ثبت عنه أنه علمهم خطبة الحاجة : « إن الحمد لله حمده ونستعينه ونستغفره 
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا - وني لفظ - : وسيئات أعمالنا » من مد الله 
فلا مضل له » ومن يضلل » فلا هادي له » وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد 
آن حمداً عبده ورسوله » نّم يقرأ الثلاث الآيات : ر يا أا الذين آمنو اتقوا 
الله حق تقاتهولا تموتن ) الآية « سورة آل عمران : ٠٠۲‏ » (يا أا الناس 
اتقوا ربكم ) الآية « سورة النساء : ١‏ » ( يا أا الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا 
قول“ سديداً يصلح لكم أعمالكم ) الآية « سورة الأحزاب : »۷١١۷١‏ . 
قال شعبة : قلت لأبي إسحاق : هذه ني خطبة النكاح أو في غبره ؟ قال : 
ي كل حاجة . 

وقال : « إذا أفاد أحد كم امرأة أو خادماً أو دابة › فليأخذ بناصيتها › 
وليدع لله بالبركة » ويسم" الله عز وجل » وليقل : اللهم إني أسألك خبرها 
وخر ما جبلت عليه » وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه » . 

وكان يقول للمتزوج : « بارك الله لك » وبارك عليك » وجمع بينكما 
في خر » . 

وصح عنه أنه قال : « ما من رجل رأى مبتلى » فقال : الحمد لله 
الذي عافاني مما ابتلاك به » وفضلني على کشر ممن خاق تفضيلا . إلا م بصبه 
ذلك البلاء کائاً ما کان » . 


~4 


وذكر عنه أنه ذكرت الطرة عنده فقال : « أحسنها الفأل › 
ولا ترد مسلماً › فإذا رأيت من الطرة ما تكره » فقل : اللهم لا يأتي 
بالحسنات إلا أنت › ولا يدفع السيئات إلا أنت » ولا حول ولا قوة 
إلابك » . 


— 0۰ 


فصل 


وصح عنه : « ارؤيا الصالخة من الله › والرؤيا السوء من الشيطان › 
فمن رأی رؤیا یکره منها شيئاً › فلينفث عن يساره » وليتعوذ بالله من 
الشيطان » فإما لا تضره › ولا حبر بها أحدا » فإن رأى رؤيا حسنة »› 
فلیستبشر ولا حبر با إلا من حب » وأمر من ری ما یکره أن يتحول عن 
جنبه الذي كان عليه » وأمره أن يصلي › فأمره بخمسة أشياء : 
أن ينفٹ عن يساره » وآن يستعيذ بالله من الشيطان » ولا مخبر بها أحدا » 
ون يتحول عن جنبه الذي کان عليه »وآن يقوم بصلي »› وقال : 
« الرؤيا على رجل طائر ما م تعر › فإذا عبرت وقعت » ولا يقصها 
إلاعل واد أو ذي رأي » ويذکر عنه أنه کان يقول لارائي : 
« رآ رآیت » م يعبرها . 


— ٥إ‎ 


فصل 
سے ٩ ۹٩‏ ا 
فیا ھل و 1 ا ۶ 
مه اا مھ 1 ا اکل ۸ ییک ا ا ےا مرکا 


عن عبد الله بن مسعود یرفعه : « إن للملك بقلب ابن آدم لمة › وألشيطان 
لة » فلمة الماك إيعاد باحر » وتصديق بالحتق » ورجاء صالح ثواب ٠‏ 
وة الشيطان إيعاد بالشر » وتكذيب بالحق » وقنوط من اللحر » فإذا وجدم 
مه املك » فاحمدوا الله » واسألوه من فضله › وإذا وجدتم لمة الشرطان › 
فاستعیذوا بالله واستغفروه» . 


وقال له عثمان بن أي العاص : قد حال الشيطان بيي وبن صلاني 
وقراءتي ؟ قال : « ذاك شیطان يقال له : خنزّب ۽ فإذا أحسسته » فتعوذ 
بالله » واتفل عن يسارك لالا ٠.‏ 


لر سے سے 


وشکا إليه الصحابة أن أحدهم جد في نفسه ما لأن يكون حممة 
أحب ليه من أن يتكلم به › فقال : « الله أكبر » الله أكبر » الحمد لله 
الذي رد كيده إلى الوسوسة » وأرشد من بلي بشيء من وسوسة التسلسل 
ني الفاعلين إذا قيل له : هذا الله خلتق الحلق » فمن خلقى الله ؟ أن يقرا ( هو 
الأول والآحر والظاهر والباطن › وهو بكل شيء علم ) « سورة الحديد : ۳» 
وكذلك قال ابن عباس لاني زمیل وقد سأله : ما شيء أجده في صدري ؟ 
قال : ما هو ؟ قال : قلت : والته لا تكلم به › فقال : أشيء من شك ؟ 


— o0 


قلت : بلى ء قال : ما تجا من ذلك أحد فإذا وجدت في تفسلك شين » فقل : . 
( هو الأول والآحر والظاهر ) الآبة . فارشدهم بالآية إلى بطلان التساسل 
ببدة العقل » وأن ساسلة المخلوقات ي ابتدالما تنتهي إلى أول ليس قبله 
شيء » کا تنتهي ني آخرها إلى آخر ليس بعده شيء › کا آن ظهوره : هو 
العماو الذي ليس فوقه شيء › وبطونه هو : الإحاطة الي لا يكون دونه 
فيها شيء » ولو کان قبله شيء یکون مؤثرآً فيه »› لکان هو الرب الحلاق » 
فلا بد أن ينتهي الأمر إلى خالق غي عن غره » وكل شيء فقر إليه › قائم 
بنفسه » وکل شي ء قائم به » موجود بذاته » قدم لا آول له » وکل ما سواه 
فوجوده بعد عدمه » باق بذاته » وبقاء کل شيء به . 

وقال صلى الله عليه وسلم : « لا يزال الناس يتساءلون حى يقول 
قائلهم : هذا الله حلق الحلق » فمن خاق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيا › 
فليستعذ بالله » ولينته » . وقال تعصالى : ( وإما ينزغتك من الشيطان نزغ 
فاستعذ بالله ) الآية « سورة فصلت : ۲١‏ » . ولا كان الشيطان نوعن : نوعاً 
رى عياناً وهو الإنسي » ونوعاً لا يُرى وهو اب حي » أمر الله تعالى فبيه 
صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر الإنسي بالإعراض والعفو والدفع 
بالي هي أحسن » وشر الجي بالاستعاذة » وجمع بين انوعين في (سورة 
الأعراف) و (المؤمنن ) و(فصلت) . 

فما هو إلا الإستعاذة ضارعا 

أو الدفع با لحسی هما خر مطلوب 
فهذا دواء الداء من شر ما يرى 
وذاك دواء الداء من شر عجوب 


— 0۳ 


فصل 
وأمر صلى الله عليه وسلم من اشتد غضبه أن يطفيء جمرة الفضب 
بالوضوء والقعود إن كان قائماً » والإضطجاع إن كان قاعداً » والاستعاذة 
بالله من الشيطان » ولا كان الغضب والشهوة جمرتان من نار ني قلب ابن آدم 
أمر أن يطفهما بما ذكر › كقوله تعالى : (أتأمرون الناس بالبر وتنسون 
أنفسكم ) الآية « سورة البقرة : ٤٤‏ » » وهذا إنما حمل عليه شدة الشهوة › 
فأمرهم با يطفئوا به جمرا » وهو الإستعانة بالصبر والصلاة › وأمر 
تعالى بالاستعاذة من الشيطان عند نزغاته . 
ولا كانت المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة » وكان نباية قوة 
الفضب القتل ٠‏ وناية قوة الشهوة الزنا » قرن بينهما ي سورة «الأنعام» 
و«الإسراء» و«الفرقان» . 
وکان صلی الله عليه وسلم إذا رأی ما حب قال : « الحمد لله الذي 
بنعمته تم الصالحات » وإذا رأى ما يكره قال : « الحمد لله على كل حال » » 
وكان يدعو لمن تقرب إليه بجا حب ٠‏ فلما وضع له ابن عباس وضوءه 
قال : « اللهم فقهه ني الدين » وعلّمه التأويل » . وقال لي قتادة لادعمته 
بالليل لما مال عن راحلته : « حفظك الله با حفظت به نبیه » وقال :« من 
صنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله حرا . فقد أبلغ في الثناء » وقال 
للذي أقرضه لا وفاه : « بارك الله لك ني أهلك ومالك » إنما جزاء السلف 


س 04 — 


الحمد والأداء » وإذا أهديت إليه هدية كافا بأكثر منها » وإن م يردها اعتذر 
إلى مهدا » كقوله للصعب « إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم » . 

وأمر أمته إذا سمعوا نيق الحمار : أن يستعيذوا بالله من الشيطان 
الرجى » وإذا سمعوا صياح الديك : أن يسألوا الله من فضله . ويروى : 
أنه أمرهم بالتكبر عند الحريق » فإنه يطفثه » وكره لأهل المجلس أن 
علو جلسهم من ذكر الله عز وجل » وقال : « من قعد مقعداً م یذ کر 
الله فيه كانت عليه من الله ترة » ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه 
كانت عليه من الله ترة » والترة : الحسرة . وقال : « من جلس مالسا فكثر 
فيه لغطه › فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللهم وبجحمدك »› أشهد 
أن لا إله إلا أنت ٠‏ أستغفرك »› وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجاسه 
ذاك » وني سان أي داود أنه صلى الله عليه وسلم کان يقوله إذا أراد أن 
يقوم من المجلس » فسئل عنه » فقال : « ذلك كفارة لما يكون ني المجلس » . 


— ۷00 


٤ ۰ 194 EY 
EET STE N): 

SN J 4‏ ۳ 
ا سے ا دام 69 ا 


فمنها : خبشت نفسي › أو جاشت » ومنها أن يسمى العنب كرما › 
وقول الرجل : هلك الناس »› وقال : «إذا قال ذلك » فهو أهلكهم » ء 
وني معناه : فسد الناس » وفسد الزمان ووه . ولهى أن يقال : مطرنا 
بنوء کذا وکذا » وما شاء الله وشت . 

ومنها أن محلف بغر الله › ومنها أن يقول تي حلفه : هو ودي أو 
حوره إن فعل كذا » ومنها أن يقول للسلطان : ملك الملوك »› ومنها قول 
السيد : عبدي وأآمي »› ومنها سب الريح › ومنها سب الحمى »> وسب 
الديك » والدعاء بدعوى الاهلية » كالدعاء إلى القبائل والعصبية ها › 
ومثله التعصب للمذاهب والطرائق والمشايخ › ومنها تسمية العشاء بالعتمة > 
تسمية غالبة هجر با لفظ العشاء . 

ومنها ساب المسلم » وأن يتناجى النان دون الثالث » وأن تخبر المرأة 
زوجها بمحاسن امرأة أخرى » ومنها قول : اللهم اغفر لي إن شثت . 
ومنها الإكثار من الحلف » وأن يقول : قوس قزح » وأن يسأل أحداً 
بوجه الله » وأن تسمى المدينة يأرب » وأن يسأل الرجل فم ضرب امرأته 
إلا إذا دعت الحاجة إليه » ومنها أن يقول : صمت رمضان كله › وقمت 
اليل كله . 


— 0 


ومن الألفاظ المكروهة الإفصاح عن الأشياء الي ينبغي الكناية عنها › 
ون يقال : أطال الله بقاءك . ونحو ذلك » ومنها أن يقول الصائم : وحق 
الذي خانمه على فمي . فإغا خم على فم الكافر » وأن يقول للمكوس 
حقوقاً » أو لا بنفقه في طاعة : خسرت كذا » وأن يقول : أنفقت في هذه 
الدنيا مالا كشراً » ومنها أن قول المغني : أحل الله كذا وحرم كذا . في 
مسائل الإجتهاد » ومنها أن تسمى أدلة القرآن والسنة مجازات » ولا سيما 
إذا أضاف إلى ذلك تسمية شبه المتكلمين قواطع عقلية » فلا إله إلا الله 

كم حصل بات التسميتن من إفساد الدين والدنيا ! ومنها أن محدث الرجل 


ک٥‏ سے 


ايكون بينه وبن أهله كا يفعله السفلة . 

ونما يكره من الألفاظ : زعموا وذكروا وقالوا. ونحوه › وأن يقال 
للسلطان : خليفة اله » فإن الحليفة إنما يكون عن غائب والله سبحانه خليفة 
الغائب ثي أهله . 

ولیحذر کل الحذر من طغيان « آنا» و« لي » و«عندي » فن هذه 
ابتلي بسا إبليس وفرعون وقارون ف ( أنا خير منه ) لإبليس ور لي ملك 
مصر ) لفرعون و(على علم عندي ) لقارون › وأحسن ما وضعت « أنا» 
تي قول العبد : أنا العبد المذنب المستغفر المعترف . ولحوه » و «لي» ني قوله : 
لي الذنب » ولي ابحرم » ولي الفقر » والذل » و «عندي » في قوله : اغفر لي 
جدي وهزي وخطي وعمدي » وکل ذلك عندي . 


0۷ا — 


فصل 
NEES‏ 


لما كان الحهاد ذ روة سنام الإسلام » ومنازل أهله أعلا المنازل قي ابحنة › 
كما هم الرفعة في الدنيا » كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ي الذروة 
العليا منه » فاستولى على أنواعه كلها › فجاهد ني الله حق جهاده بالقلب 
والحنان » والدعوة والبيان » والسيف والسنان » فكانت ساعاته موقوفة على 
ابحهاد » وهمذا كان أعظم العالمن عند الله قدراً . 

وأمره تعالى بالحهاد من حن بعثه › فقال : (فلا تطع الكافرين 
وجاهدهم به جهاداً کبراً) « سورة الفرقان : ٠١‏ » فهذه سورة مكية أمره 
فيها بالحهاد بالبيان » وكذلك جهاد المنافقن إنما هو بالحجة وهو أصعب 
من جهاد الكفار » وهو جهاد الحواص ٠‏ وأفراد العام والمعاونون عليه › 
وإن كانوا هم الأقلان عدداً » فهم الأعظمون عند الله قدرآً . 

ولا كان من أفضل الحهاد قول الحتق مع شدة المعارض مغل أن يتكلم 
به عند من حاف سطوته » کان للرسال صلوات الله وسلامه عليهم من 
ذاك الحظ الأوفر » وكان له صلى الله عليه وسلم من ذلك کله وأته › 
ولا كان جهاد أعداء الله فرعا على جهاد النفس » كما قال صلى الله عليه وسلم : 
« المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله » كان جهادها مقدماً . فهذان عدوان 


— 0A — 


قد امتحن العبد بجهادهما › وبینهما عدو ثالث لا عكنه جهادهما إلا بجهاده 
وهو واقف بينهما يبط عن جهادهما وهو الشيطان › قال الله تعمالى : 
( إن الشيطان لكم عدو فانخذوه عدوا )الآية « فاطر : ١‏ . 

والأمر بذلك تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته »> فهذه ثلاثة 
أعداء أمر العبد بمحاربتها » وسلطت عليه امتحاناً من الله » وأعطي العبد 
مددا وقوة » وبلي أحد الفريقن بالآخر » وجعل بعضهم لبعض فتنة > 
ليبلو أخبارهم ٠‏ فأعطى عباده الأسماع والأبصار والعقول والقوى › 
وأنزل عليهم كتبه » وأرسل إليهم رسله » وأمدهم إملائكته » وأمرهم . 
ماهو من أعظم العون مم على حرب عدوهم » وأخبرهم أليم إن امتثلوه 
فلن يزالوا منصورين وأنه إن سلط عليهم › فلتركهم بعض ما أمروا به › 
ثم لم يؤيسهم بل أمرهم أن يداووا جراحهم › ويعودوا إلى مناهضة عدوهم 
بصبرهم » وأخبرهم أنه مع المتقن منهم » ومع المحسنين › ومع الصابرين › 
ومع المؤمنان » وأنه يدافع عن عباده المؤمنن مالا يدافعون عن أنفسهم › 
بل بدفاعه عنهم انتصروا › ولولا ذلك لاجتاحهم عدوهم . 

وهذه المدافعة بحسب إعام › فإن قوي إعاہم قويت » فمن وجد . 
حرا فليحمد الله » ومن وجد غير ذلك » فلا يلومن إلا نفسه . وأمرهم 
آن جاهدوا فيه حق جھادہ › ما أمرهم أن يتقوه حق تقاته › وکا أن حق 
تقاته أن يطاع فلا یعصی » وید کر فلا ینسی » ویشکر فلا یکفر › فحق 
جهاده ن مجاهد نفسه لیسام قلبه ولسانه وجوارحه لله وبالله » لا لنفسه 
ولا بنفسه » ويجاهد شيطانه بتكذيب وعده ومعصية أمره › فإنه يعد 
بالأماني » وعي الغرور » ويأمر بالفحشاء » وينهى عن الهدى وأخلاق 


0۹ س 


الإمان كلها » فينشاً له من هذين الحهادين قوة وعدة بجاهد بما أعداء 
لله بقليه ولسانه ويده وماله > لتكون كامة الله هي العليا ٠.‏ 

واختلفت عبارات السلف ثي حق الحهاد » فقال ابن عباس : هو 
استفراغ الطاقة فيه » وأن لا مخاف ني الله لومة لائم . 

وقال ابن المبارك : جاهدة النفس والهوى . 

ولم يصب من قال : إن الآيتعن منسوخحتان . لظنه تضمنهما ما لا بطاق › 
وحق تقاته وحق جهاده : هو ما بطيقه کل عبد تي نفسه » وذلاك تلف 
باختلاف أحوال المكلفن . وتأمل كيف عقب الأمر بذاك بقوله : (هو 
اجتباكم وما جعل عليكم تي الدين من حرج ) «سورة الحج : ۷۸» والحرج : 
الضيق . وقال صلى الله عليه وسلم : «بعنت بالحنيفية السمحة » فهي 
ني التوحيد » سمحة ي العمل > وقد وسع الله سبحانه على عباده غاية 
التوسعة ني دينه ورزقه وعفوه ومغفرته › فبسط عليهم التوبة ما دامت 
الروح ني الحسد » وجعل لكل سيئة كفارة »> وجعل لكل ما حرم عوضاً 
من الحلال » وجعل لکل عسر متحنهم به یسراً قبله ویسراً بعده » فکیف 
یکافهم مالا يسعهم »> فضلا عما لا يطیقونه . 


۶ س 


فصل 

إذا عرف هذا » فالحهاد على أربع مراتب : جهاد النفس › وهو 
أيضاً أربع مراتب . 

أحدها : أن نجاهدها على تعلم ادى . 

الثانية : على العمل به بعد علمه . 

الثالثة : على الدعوة إليه » وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله . 

الرابعة : على الصبر على مشاق الدعوة » ويتحمل ذلا كله لله »> فإذا 
استكمل هذه الأربع صار من الربانيين » فإن السلف مجمعون على أن العام 
لا بکون ربانیاً حی یعرف الحق ویعمل به ویعلمه . 

المرتبة التانية : جهاد الشيطان » وهو مرتبتان : 

أحدهما : جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات . . 

الثانية : على دفع ما يلقي من الشهوات ٠‏ فالأولى بعدة ايقن » والثانية 
بعدة الصبر » قال تعالى : ( وجعلنا منهم أئمة دون بأمرنا لا صبروا 
وكانوا بآباتنا بوقنون ) « السجدة : »٠٤‏ . 

المرتبة الثالفة : جهاد الكفار والمنافقن ٠‏ وهو أربع مراتب » بالقاب 
والاسان والال والنفس » وجهاد الكفار حص باليد » وجهاد المنافقن 
أخص باللسان . 

المرتبة الرابعة : جهاد أرباب الظلم والمنكرات والبدع » وهو 


ب ا١۷‏ س 
( م ١١‏ مختصر زاد المعاد ) 


ثلاث مراب . الأولى باليد إذا قدر » فإن عجز انتقل إلى اللسان » فإن 
عجز جاهد بقلبه . 

فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد » و«من مات ولم يغز ٠‏ وم 
حد ث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق » ولا يم الحهاد إلا با مجرة › 
ولا المجسرة والحهاد إلا بالإعان » والراجون لرحمة الله هم الذين قاموا 
مهذه الثلاثة » قال الله تعالى : ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا 
في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحم ) «البقرة ۲۱۸ » . 

وكا أن الإمان فرض على كل أحد » ففرض عايه هجرتان ي كل 
وقت : هجرة إلى الله عز وجل بالأخلاص ٠»‏ وهجرة إلى رسوله بالتابعة »> 
وفرض عایه جهاد نفسه وشيطانه لا ينوب فيه أحد عن أحد . 


وأما جهاد الكفار والمنافقن › فقد يكتفى فيه ببعض الأمة . 


— ۲ 


فصل 


وأكمل الحلق عند الله عز وجل من كمل مراتب الحهاد كلها » وهذا 
كان أكمل الحلق عند الله وأكرمهم على الله خانم أنبيائه محمداً رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » فإنه ّل مراتبه » وجاهد في الله حق جهاده » 
وشرع فيه من حن بعثه الله إلى أن توفاه » فإنه لما أنزل عليه : (ياآما 
المدثر قم فآنذر ورباك فكبر وثيابك فطهر ) « سورة الماثر ٤ ١:‏ . 
شمر عن ساق الدعوة » وقام آم قيام > ودعا إلى الله ليلا ونار 
سرا وجھاراً » ولا أنزل عليه ( فاصدع ا تۇمر ) «سورة الحجر : »۹٤‏ 
صدع بأمر الله » لا تأخذه في الله لومة لائم › فدعا إلى الله الكبير والصخر ء 
والحر والعبد » والد كر والأانى » والحن والإنس . 


ولا صلع بأمر الله » وصرح لقومه بالدعوة › وبادآهم بسب آفتهم ¢ 
وعيب دينهم » اشتد آذاهم له ولمن استجاب له » وهذه سنة الله عز وجل 
في خحلقه › ما قال تعالى : ( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلات ) « سورة 
فصلت : ٤۳‏ » وقال تعالى : ( وكذلك جعانا لکل ني عدوا شیاطین الإنس 
والحن ) الاأية . «سورة الاأنعام ۲ ,» وقال تعالى : (كذلك ما أتى الذين 
من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ؛ أتواصوابه بل هم قوم 
طاغون ) « سورة الذاریات : ٥۳ » ٥۲‏ » فعزی الله سبحانه نبیه بذلاك وآن له 
أسوة عن تقدمه » وعرّى أتباعه بقوله : ( آم حسبام أن تدخلوا الحنة ولا يأتكم 
مثل الذين خلوا من قبلكم ) الآبة « سورة البقرة : ۲٠١‏ » وقوله : (آلم . 


— ۳۲ س 


أحسب الناس أن يركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) إلى قوله : ( أوليس 
الله بأعلم با في صدور العالمين ) « العنكبوت : .١-1‏ 


فليتأمل العبد سياق هذه الآيات »› وما تضمنته من العبر وكنوز الحكَم › 
فإن الناس إذا أرسل إليهم الرسل بن أمرين : إما أن يقول أحدهم : آمنا » 
.وإما أن لا » بل يستمر على السيئات » فمن قال : آمنا » فتنه ربه › والفتنة : 
الابتلاء والاختبار › ليتببن الصادق من الكاذب ۽ ومن م يقل : آمنا › 
فلا محسب أنه يفوت الله ويسبقه » فمن آمن بالرسل › عاداه أعداڙهم › 
وآذوه ٤-فابدلي‏ با بۆله > ومن ل بطعهم عوقب ني الدنيا والآخرة . 


فلا بد من حصول الام لكل نفس » لكن المؤمن حصل له الأ ابتداء ء 
ثم تكون له العاقبة ني الدنيا والآخرة » والمعرض تحصل له اللذة ابتداء » 
ثم يصبر إلى الألم الدائم » وسثل الشافعي رحمه الله : أعا أفضل لارجل 
أن مكن أو يبتلى ؟ فقال : لا عكن حى يبتلى . والله عز وجل ابتلى أولي 
العزم من رسله » فلما صبروا مكنهم › فلا يظن أحد أنه مخلص من الأ ألبتة 
فأعقلهم من باع أل مسستمرآ بام منقطع » وأمفههم من باع ال النقطع 
اليسر بالام المستمر العظم . 

فإن قبل : كيف ختار العاقل هذا ؟ قيل : الحامل له على هذا النقد 
والنسيئة » والنفس موكلة بالعاجل ر كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخحرة) 
«سورة القيامة: ١ › ٠٠‏ . ( إن هؤلاء حبون العاجلة ) الآية . «الدهر :۲۷» . 


وهذا حصل لكل أحد › فإن الإنسان لا بد له أن يعيش مع 
اناس » وهم إرادات بطلبون منه موافقتهم عليها » فإن م يفعل آذوه › 


س ا — 


وعذبوه » وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب » تارة منهم › وتارة 
من غبرهم » ن عنده دین وتقی حل بین قوم ظلمة لا یتمکنون من ظلمهم 
إلا عوافقته هم » أو سكوته عنهم » فإن فعل سلم من شرهم أي الابتداء » 
مم يتسلطون عليه بالإهانة والأذى أضعاف ما كان مخافه ابتداء لو أنكرعليهم › 
وإن سلم منهم › فلا بد آن .ان على ید غرهم . 

فالحزم كل الحزم الأأخذ با قالته عائشة رضي الله عنها لمعاوية : « من 
أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس » ومن أرغى الناس بسخط 
الله » م يغنوا عنه من الله شيا » . 

ومن تأمل أحوال العام » رأى هذا كشرا » فيمن يعن الرؤساء وآهل 
البدع هرباً من عقوبتهم » فمن وقاه الله شر نفسه » امتنع من الموافقة على 
الحرم » وصبر على عداونيم » ثم تكون له العاقبة ني الدنيا والآخرة » 
كما كانت لمن ابتلي من العلماء وغبرهم . 

ولا كان الام لا خلص منه ألبتة » عى الله سبحانه من اختار الألم 
المنقطع بقوله : ( من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لات وهو السميع 
العلم ) « سورة العنكبوت : »١‏ فضرب فذا الألم المنقطع أجلاًَ وهو يوم 
لقائه » فيلنذ العبد أعظم لذة با تحمل من الألم لأجله > وأكد هذا العزاء 
برجاء اللقاء » ليحمل العبد اشتياقه إلى ربه على تحمل الام العاجل » بل 
ربسا غيبه الشوق عن شهود الام والإحساس به » وهذا سأل صلى الله عليه 
وسلم ربه الشوق إلى لقائه »> وشوقه من أعظم النعم » ولكن هذه النعمة 
أقوال وأعمال هما السبب الذي تنال به » والله سبحانه سميع لتلك الأاقوال › 
علم بتلك الأعمال » علم بمن يصلح هذه النعمة » كما قال تعالى : ( وکذلاك 


— 0 


فنا بعضهم ببعض ) الآية . « سورة الأنعام : ٥١‏ » فإذا فاتت العبد نعمة › 
فليقرأً على نفسه : ( أليس الله بأعلم بالشاكرين ) « سورة الأنعام : ٠۴‏ » ثم 
عزاهم تعالى بعزاء آخر » وهو آن جهادهم فيه إنما هو لأنفسهم › وأنه 
غي عن العالمن » فمصلحة هذا الحهاد ترجع إليهم لا له سبحانه › م أخبر 
أنه يدخلهم بجهادهم وإعانيم ني زمرة الصالين » ثم أخبر عن حال 
الداخل ني الإعان بلا بصرة » وأنه مجعل فتنة الناس ٠‏ أي أذاهم له 
ونيلهم إياه بالا الذي لا بد منه > كعذاب الله الذي فر منه المؤمنون 
بالإعان » فإذا جاء نصر الله بحنده قال : إني معكم . والله أعلم إا انطوى 
عليه صدره من النفاق . 

والمقصود أن الحكمة اقتضت أنه سبحانه لا بد أن متحن النفوس › 
فيظهر طيّبها من خبيثها » إذ النفس ني الأأصل جاهلة ظالة ›» وقد حصل ها 
بذلك من الحبث ما تاج خروجه إلى التصفية › فإن خرج ثي هذه الدار »> 
وإلا ففي كر جهنم › فإذا نقي العبد أذن له في دخول ابحنة . 


— ۱ 


فصل 

ولا دعا إلى الله » استجاب له عباد الله من كل قبيلة » فكان حائز 
قصب سبقهم صديق الأمة أبو بكر › فآزره في دين الله » ودعا معه إلى اللهء 
فاستجاب لي بكر عثمان وطلحة وسعد . ۰ 

وبادرت إلى الإستجابة صديقة النساء خدجة > وقامت بأعباء 
الصدايقية » وقال ها : « لقد خشيت على نفسي » فقالت : أبشر 
فوالله لا خريك الله أبدآً . ثم استدلت با فيه من الصفات على أن من كان 
كذلك » لم خزه الله أبداً » فعلمت بفطر تا > وكمال عقلها أن الأعمال 
الصالحة » والأخحلاق الفاضاة لناسب كرامة الله وإحسانه › لا تناسب 
المزي . ) 

وبمذا العقل استحقت الصديقة أن يرسل إليها ربا السلام منه مع 
رسولیه جبریل ومحمد علیهما السلام . ) 

وبادر إلى الإسلام علي بن أي طالب » وهو ابن نمان سنين » وقيل : 
أكثر . وكان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه من عمه إعانة له 
ي ست محر . 

وبادر زيد بن حارلة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم › وکان 
غلاماً لحدجة » فوهبته له › وجاء بوه وعمه في فداه › فقال رسول الله 
صلى الله عليه وسلم : « فهلا غير ذلك » فأحره » فإن اختارکم فهو لکم › 


۷ س 


وإن اختارني » فوالته ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحداً» قالا : 
قد رددتنا على النصف ٠‏ وأحسنت . فدعاه فخره » فقال : ما أنا بالذي 
أختار عليك أحداً . قالا : ومحك يا زيد » أنختار العبودية على الحرية › 
وعلى أهل بيتك ؟ قال : نعم لقد رأيت من هذا الرجل شسيئًاً ما آنا بالذي 
أحتار عليه أحداً أبداً » فلما رى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر جه 
إلى الحجر » فقال : « أشهدكم أن زيداً ابي أرثه ويرثي » › فلما رأيا ذااك 
طابت نفوسهما وانصرفا » ودعي زید بن حمد حى جاء الله بالاسلام » 
فنزات : (أدعوهم لابام هو أقسط عند الله ) « سورة الأأحزاب : »٠‏ 
فدعي من يومئذ زيد بن حارنة . قال معمر عن الزهري : ما علمنا أحداً أسلم 
قبل زید . 

وأسلم ورقة بن نوفل » وني « جامع الترمذي » : أن رسول الله صلى الله 
عليه وسلم رآه ني المنام ني هيئة حسنة . 

ودخل الناس ني دين الله واحداً بعد واحد » وقريش لا تنكر ذلك حى 
بادأهم بعیب دينهم » وسب آهتهم › فحینئذ شمروا له ولأصحابه عن 
ساق العداوة » فحمى الله رسوله بأي طالب » لأنه كان شريفاً معظماً فيهم › 
وکان من حكمة أحكم الحا كن بقاؤه على دين قومه لا في ذلاك من المصالح 
الي تبدو لن تأملها . 

وأما أصحابه > فمن كانت له عشرة تحمیه » امتنع بهم › وسائرهم 
تصدوا له بالعذاب » ومنهم عمار وأمه وأهل بيته » فام عذبوا في الله ۽ 
وکان رسول الله صلی الله عليه وسم إذا مر بم وهم یعذبون يقول : « صبراً 
يا آل ياسر » فإن موعدكم ابحنة » ومنهم بلال » فإنه عذب تي الله أشد 


~~ ۸ 


العذاب » هان عليهم »› رکرازت-عليه نفسه ني الله » وکان کلما اشتد به 
العذاب يقول : أحد أحد . فيمر به ورقة بن نوفل » فيقول : إي واللة 
يا بلال أحد أحد » أما والته لن قتلتموه لأنخذنه حناناً . 
ولا اشتد آذاهم على المؤمنين » وفان منهم من فتن » أذن الله سبحانه 
هم ي المجرة الأولى إلى أرض البشة » وكان أول من هاجر إليعا 
عثمان » ومعه زوجته رقي بنت رسول الله صل الله عليه وسلم » وکانوا 
اي عشر رجلا » وأربع نسوة خرجوا متسلاين سرا فوفق الله هم ساعة 
وصوهم إلى الساحل سفينتين » فحملوهم › وكان مخرجهم في رجب من 
السنة الحامسة من المبعث » وخرجت قريش ني آثارهم حى جاؤا ساحل 
البحر » فلم يدركوهم » ثم بلغهم أن قريشاً قد كفوا عن رسول الله صلى الله 
عليه وسلم فرجعوا » فلما كانوا دون مكة بساعة » بلغهم نيم شد ما كانوا 
عداوة » فدخل من دخل منهم بجوار . وني تلك المرة دخل ابن مسعود › 
فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة › فلم يرد عليه » هذا 
هو الصواب ۰ کذا قال ابن اسحاق قال فلما بلغهم أن ذلك باطل » لم يدخل 
أحد منهم إلا بجوار أو مستخفاً »> وکان ممن قدم منهم › فأقام با حى 
هاجر إلى المدينة » فشهد بدرا » وأحداً . فذ كر منهم اين مسعود . 
وحدیث زید بن رقم أجيب عنه بجوابن : 
أحدهما : أن اهي ثبت بمكة » ثم أذن فيه بالمدينة » ثم هى عنه . 
الثاني : أن زيداً من صغار الصحابة » وكان هو وجماعة يتكامون 
في الصلاة على عادميم » ولم يبلخهم النهي › فلما بلغهم انتهوا . ثم اشتد 
البلاء من قريش على من قدم من البشة وغرهم » وسطت بهم عشائرهم » 


— ۹۹ 


فأذن هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثي اللحروج إلى أرض البشة مرة 
ثانية » فكان خروجهم الثاني أشق عليهم » ولقوا من قريش أذى شديداً › 
وصعب عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره هم . 

فکان عدة من خرج تي هذه المرة ثلالة ونمافون رجلا إن كان عمار 
ابن ياسر فيهم › ومن النساء تسع عشرة امرأة » قلت : قد ذكر في هذه 
الثانية عثمان وجماعة من شهد بدرآ » فإما أن يكون وهماً » وإما أن تكون 
هم قدمة أحرى قبل بدر » فيكون هم ثلاث قدمات »› ولذلك قال ابن سعد 
وغاره : إمهم لما سمعوا مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم » رجع منهم 
للالة وثلائون رجلا » ومن النساء تمان » فمات منهم رجلان بمكة » وحبس 
بمكة سبعة" وشهد بدرآً منهم أربعة وعشرون رجلا » فلما كان شهر ربيع 
الأول سنة سبع هن الهجرة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى 
النجاشي يدعوه إلى الإسلام مع عمرو بن أمية فأسلم › وقال : لو قدرت 
أن آنيه لأنيته » وكتب إليه أن يزوّجه أم حبيبة » وكانت فيمن هاجر مع 
زوجها عبيد الله بن جحش » فتنصر هناك » ومات نصرانباً » فزوجه 
النجاشي إياها » وأصدقها عنه أربعمائة دينار »> وكان الذي ولي ترويجها 
خالد بن سعيد بن العاص » وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن 
يبعث إليه من بقي عنده من أصحابه » وعملهم › فحملهم ي سفينتن 
مع عمرو بن أمية › فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر › 
فوجدوه قد فتحها . 

وعلى هذا فيزول الإشكال الذي بن حديث ابن مسعود » وحديث 
زيد بن أرقم » ويكون حرم الكلام بالمدينة › فإن قبل : فما أحسنه لولا 


— ۷+ 


أن ابن اسحاق قد قال ما حكيم عنه أن ابن مسعود أقام بمكة ؟ قيل : قد 
ذکرا بن سعد أنه أقام بعكة يسراً م رجع إلى الحبشة » وهذا هو الأظهر » 
لأته م يكن له بمكة من ميه › فتضمن هذا زيادة أمر خفي على ابن 
إسحاق ٠‏ وابن إسحاق لم يذ كر من حدثه ٠‏ وابن سعد أسنده إلى المطلب 
ابن عبد الله بن حنطب ٠‏ فزال الإشكال وله الحمد. 


وقد ذكر ابن اسحاق ني هذه الهجرة أبا موسى الأشعري » وأنكر هذا 
عليه الواقدي وغره » وقالوا : کیف فی هذا على من دونه ؟ قلت ؛ لیس 
هذا نما مخفى على من دونه فضلا عنه ؟ ! وإنما نشأً الوهم أن أبا موسى 
هاجر من اليمن إلى عند جعفر وأصحابه › ثم قدم معهم » فعده ابن إسحاق 
لبي مومى هجرة ٠‏ ولم يقل : إنه هاجر من مكة لينكر عليه . 


— ۷۱ س 


فصل 


وانحاز المسلمون إلى النجاشي آمنن › فبعثت قريش تي آثارهم عبد الله 
ابن أي ربيعة » وعمرو بن العاص بهدايا للنجاشي ليردهم عليهم › وتشفعوا 
إليه بعظماء جنده › فأبى ذلك » فوشوا إلبه أنهم يقولون في عيسى قول 
عظيماً » يقولون : إنه عبد » فاستدعاهم ومقد مهم جعفر بن أي طالب »› 
فلما أرادوا الدخحول عليه » قال جعفر : يستأذن عليلك حزب الله » فقال 
للآذن : قل له یعید استئذانه . فأعاده . فلما دخلوا » قال : ما تقولون ي 
عیسی ؟ فتلا عليه جعفر صدراً من ركسهيعص ) فأخذ النجاشي عوداً من 
الأرض » فقال : مازاد عيسى على هذا ولا مثل هذا العود » فتناخرت 
بطارقته حوله » قال : وإن خرتم » وإن خرتم . قال : اذهبوا فانم سيوم 
بأرضي » من سبكم غرم . والسيوم بلسانيم الآمنون . وقال للرسولن : 
لو أعطيتموني دبرا من ذهب - يقول : جبلا من ذهب - ما امتهم 
إليكما . ثم أمر » فردت عليهما هداياهما » ورجعا مقبوحين . 


ثم أسلم حمزة وجماعة كرون »> فلما رأت قريش أن أمر رسول الله 
صلى الله عليه وسلم بعلو الأمور » أجمعوا على أن يتعاقدوا على بي هاشم 
وبي المطلب أن لا يبايعوهم » ولايناكحوهم › ولا يكلموهم › ولا جالسوهم 
حى يلسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم » وكتبوا بذلك صحيفة › 
وعلفوها في سقف الكعبة كتبها بغيض بن عامر بن هاشم » فدعا عليه 
رسول الله صلى الله عليه وسلم » فشلت يده › فانازوا مؤمنهم وكافرهم 


— ۷۷۲ 


إلى الشعْب إلا أبا هب » فإنه ظاهر قريشاً عليهم › وذلك سنة سبع من 
البعفة » وبقوا محبوسين مضيفاً عليهم جد حو ثلاث سنن » حى بلغهم 
الحهد » وسمع أصوات صبيامم بالبكاء من وراء الشعب . 

وهناك عمل أبو طالب قصيدته اللامية › وقريش بن راض وكاره › 
فسعی ني نقضها کل من کان کارهاً ها » واطلع الله رسوله على مر صحیفتهم 
وأنه سط عليها الأرضة » فأكلت ما فيها من قطيعة وظلم إلا ذكر الله 
عز وجل ٠‏ فأخبر بذلك عمه » فخرج إلى قريش وأخبرهم › وقال : إن 
کان کاذباً خلینا بینکم وبینه » وإن کان صادقاً جع . قالوا : أنصفت . 
فانرلوها » فلما رأوا الأمر كذلك » ازدادوا كفراً إلى كفرهم . 


وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعب › ومات 
أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر »> وماتت خدججة بعده بثلاثة أيام > وقيل 
غير ذلك » فاشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفهاء قومه › 
فخرج إلى الطائف رجاء أن ينصروه عليهم › ودغا إلى الله » فلم يرمن 
يوي » ولم ير ناصراً » وآذوه أشد الأذى » ونالوا منه ما م ينل قومه › 
ومعه زيد بن حارلة » فأقام بينهم عشرة آيام لا يدع أحداً من أشرافهم 
إلا کلمه » فقالوا : احرج من بلدنا . وأغروا به سفهاء‌هم › فوقغوا له 
سماطان » وجعلوا برمونه بالحجارة حی دمیت قدماه » وزید یقیه بنفسه 
حى أصابه شجاج في رأسه › فانصرف إلى مكة محزوناً . 

وني مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور.: « اللهم إليك أشكو ضعف قوتي » 
وقلة حيبي » ألخ .... 


— ۳۲ — 


فأرسل ربه تبارك وتعالى إليه مَلَك الحجبال يستامره أن يطبق 
الأخشبن على أهل مكة » وهما جبلاها اللذان هي بينهما » فقال : « بل 
أستني بهم لعل الله مخرج من أصلابہم من يعبده لا يشرك به شيثاً» . 

فلما نزل بنخلة في مرجعه » قام يصلي من اليل » فصرف الله إليه نفراً 
من الجن › فاستمعوا قراءته ولم یشعر بہم حى نزل عليه : ( وإذ صرفنا 
إليك نفرآً من الجن ) الآية « سورة الأحقاف : ۲۹ » وأقام بنخلة أياماً » قال له 
زيد : كيف تدخل عليهم وقد أحرجوك ؟ يعني قریشاً قال : « يا زيد إن الله 
جاعل لما ترى فرجا ومخرجاً » وإن الله ناصر دين » ومظهر فبيه » . 

فلما انتهى إلى مكة » أرسل رجلا من خزاعة إلى مطعم بن عدي « أدحل 
في جوارك » ؟ فقال : نعم . فدعا بنيه وقومه » وقال: البسوا السلاح» وكونوا 
عند أركان البيت » فإني قد أجرت محمداً . 

فدخحل رسول الله صلى الله عليه وسلم › ومعه زيد بن حارثة حى 
انتهى إلى المسجد الحرام » فقام المطعم على راحلته » فنادى : يامعشر قريش 
إني قد أجرت محمدآ » فلا مجه أحد منكم . 

فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن › فاستامه » وصلى 
رکعتین » وانصرف إلى بیته ومطعم وولده محدقون به بالسلاح حى 
دحل بیته . 


— ۷4 


فصر 

م أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد 
الحرام إلى البيت المقدس را كبا على البراق صحبة جبرائيل » فنزل هناك > 
وصلى بالأنبياء إماماً » وربط البراق بحلقة باب المسجد » وقيل : إنه نزل 
بيت لحم » ولا يصح عنه ذلك ألبتة . 


ثم عبج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا » فاستفتح له 
جبرائيل » ففتح هما » فرأى هناك آدم أبا البشر صلى الله عليه وسلم » 
فسلم عليه » فرد عليه السلام » ورحب به » وأقر بنبوته › وأراه الله 
أرواح السعداء من بنيه عن ينه › وأرواح الأشقياء عن يساره . 


م عرج به إلى السماء الانية » فرأى فيها عى وعیسی » ثم عرج به 
إلى السماء الثالثة » فرأى فيها يوسف ٠‏ تم إلى الرابعة » فرأى فيها إدريس › 
ثم إلى الحامسة » فلقي فيها هارون › تم إلى السادسة » فلقي فيها موسى > 
فلما جاوزه بکی » فقیل له : ما يبكيك ؟ قال : لن غلاماً بعث بعدي 
يدخل ابلحنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي »ثم إلى السابعة » فلقي فيها 
إبراهم » ثم رفعت له سدرة المنتهى » ثم رفع له البيت المعمور»ء ثم عرج 
به إلى ابحبار جل جلاله » فدنا منه حی ( کان قاب قوسن أو أدنی » فأوحی 
إلى عبده ما أوحى ) . 


وفرض عليه خمسن صلاة » فرجع حى مر على موسی فقال : 


س ۷0 س 


م امت ؟ قال : « بخمسن صلاة » قال : إن أمتك لا تطيق ذلك » ارجع 
إلى ربك » فاسأله التخفيف لامتك » فالتفت إلى جبريل كأنه يستشره › 
فأشار : أن نعم إن شئت . فعلا به جبر ائیل حیی أتی به ابلبار تبارك وتعالی 
وهو مكانه . هذا لفظ البخاري ي « صحيحه) . 

وني بعض الطرق : فوضع عنه عشرآً » ثم نزل حى مر عوسی » 
فأخبره » فقال : ارجع إلى ربك » فاسأله التخفيف » فلم بزل يتردد بن 
موسى وبين الله تبارك وتعالی حى جعلها حمسا فأمره موسی بال رجوع 
وسؤال النخفيف . قال : « قد استحييت من ريي » ولكي أرضى وأسلم » 
فما نفذ » نادی مناد : « قد أمضيت فريضي وخففت عن عبادي » . 

واختلف الصحابة : هل رأى ربه تلك الليلة أم لا ؟ فصح عن ابن 
عباس أنه رآ »> وصح عنه أنه قال : رآ بفؤاده » وصح عن عائشة 
وابن مسعود إنكار ذلك » وقالا : إن قوله (ولقد رآه نزلة أخرى) إغا 
دو جبرائیل » وصح عن أي ذر أنه سأله : هل رأيت ربك ؟ قال : « نور 
أنی أراه» أي : حال بى وين رؤيته النور » كا ني اللفظ الآحر : « رأيت 
نورآً» . 

وحكى الدارمي اتفاق الصحابة أنه م يره . 

قال شيخ الإسلام : وليس قول ابن عباس مناقضاً هذا › ولا قوله : 
رآه بفژاده . وقد صح عنه : « رایت ري تبارك وتعالی » لکن هذا ي 
المدينة ي منامه . 

وعلى هذا بى الإمام أحمد » فقال : نعم رآه › فإن رؤيا الأنبياء 


۱۷٩۹‏ س 


حق ولا بد » وم يقل : انه رآه في يقظته › لکن مرة قال : رآه » ومرة 
قال : رآه بفۋاده » وحکیت عنه رواية من تصرف بعض اأصحابه أنه 
رآه عي رأسه » وهذه نصوصه موجودة ليس فيها ذاك » وأما قول ابن 
عباس : إنه رآه پفژاده مرتن » فإن کان استناده إلى قوله : (ما کذب 
الفؤاد ما رأى ) ثم قال : ( ولقد رآه نزلة أخرى ) والظاهر أنه مستنده » 
فصح عنه صلى الله عليه وسلم أن هذا المرئي جبرائيل رآه في صورته 
مرتن » وقول ابن عباس هذا » هو مستند أحمد ني قوله : رآه بفژاده . 


وأما قوله : ( ثم دنى فتدلى ) فهسذا غر الدانو والتدلي ني قصة 
الإسراء » فالذي ني القرآن جبرائيل ها قالت عائشة وابن مسعود › والسياق 
یدل عليه » فإنه قال : ( عللمه شدید القوی ) إلى آخره . 


وما « الدنوّ» و«التدلي » ني الحديث » فهو صريح أنه دنو الرب 
تبارل وتعالی وتدليه . 


فلما أصبح صل الله عليه وسلم في قومه » أخبرهم » فاشتد تكذيبهم 
له » وسألوه أن بصف هم بیت المقدس » فجلاه الله حى عاينه » وطفق 
برهم عنه » ولا يستطيعون أن يردوا عليه » وأخبرهم عن عرهم › ي 
مسراه ورجوعه » وعن وقت قدومها ٠‏ والبعر الذي يقدمها » فكان الأمر 
كما قال » فلم يزدهم ذلك إلا ثبورآً . 

ونقل ابن اسحاق عن عائشة ومعاوية مما قالا : إن الإسراء بروحه » 
ولكن ينبغي أن يعلم الفرق بن أن يقال : كان الإسراء مناماً » ون ذاك وبينهما 
فرق عظے ٭ وھما ل یقولا إن الإسراء کان مناماً فإن ما یراہ النائم قد یکون 


۷۷ س 
(م 1۲ س مختصر زاد المعاد ) 


أمثالا مضروبة المعلوم ي الصور المحسوسة › فرى كأنه قد عرج به إلى 
السماء » أو ذأهب به إلى مكة » وروحه لم تصعد » ولم يذهب » وإنما ملك 
الرؤيا ضرب له امال » والذين قالوا : عرج بروحه . لم يريدوا أنه كان 
مناماً » وإنما أرادوا أن الروح عرج بها حقيقة » وباشرت منه جنس ماتباشر 
بعد المغارقة » لكن لا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام حرق 
العوائد حى يش بطنه وهو حي لا يتام » عرج بذات روحه حقيقة من 
غر إماتة » ومن سواه لا تنال روحه ذلك إلا بعد الموت » فإن الأنبياء إنغا 
استقرت أرواحهم ني الرفيق الأعلى بعد موتيم › ومع هذا فلها إشراف على 
البدن بحيث يرد السلام على من سلم عليه » وبيذا التعلق رأى مرسى يصلي 
ي قبره » ورآه ي السماء . 

ومعلوم أنه م یعرج به من قبره › ثم رد عليه » بل ذاك مقام روحه 
واستقرارها » وقبره مقام بدنه واستقراره إلى معاد الأرواح إلى أجسادها ¢ 
ومن كث إدراكه عن هذا » فاينظر إلى الشمس ني علو محلها وتألرها في 
الأرض وحياة النبات والحيوان بها » وشأن الروح فوق هذا . 


و 


فل ليون الرمد إباك أن تري 
سا الشتلس_ فاستغشي ظلام اللياليا 
قال ابن عبد البر : كان بن الإسراء والهجرة سنة وشهران انتهى . 
وكان الإسراء مرة » وقيل : مرتن » مرة بقظة »> ومرة مناماً » وأرباب 
هذا کاہم أرادوا أن مجمعوا بن حدیث شريك وغره » لقوله فيه : 
« م استيقظت وأنا في المسجد » وقوله فيه : « وذلك قبل أن يوحى إليه » 


— ۷A 


ومنهم من قال : ثلاث مرات . وكل هذا خبط » وهذه طريقة ضعفاء 
الظاهرية من أرباب النقل » والصواب الذي عليه أئمة أهل اللقسل أن 
الإسراء كان مرة واحدة » وياعجباً هؤلاء كيف ساغ هم آن يظنوا أنه ي 
كل مرة تفرض عليه الصلاة حمسن . 

وقد غلّط الحفاظ شريكاً ني ألفاظ من حديث الإسراء » ومسلم أورد 
المسند منه › ثم قال : فقدام وأخّر وزاد ونقص . ولم يسرد الحديث › 
وأجاد رحمه الله . 


— ۷۹ 


eta NE 
EREN 
امو سے ات‎ ١ ۰ ملا اا د لا‎ 
NL E: kt کر ر‎ 

E BS REE 
ا سے بن کرد ہے کے کاک صا کے‎ 


قال الزهري : حدثي محمد بن صالح » عن عاصم بن عمر بن 
قتادة » ویزید بن رومان وغرهما قالوا : أقام رسول الله صلى الله عليه 
وسلم إمكة ثلاث سنن من أول نبوته مستخفباً » ثم أعلن في الرابعة » 
فدعا الناس إلى الإسلام عشر سنن يواني الموسم كل عام يتبع الحاج في 
منازهم » وني المواسم بعكاظ ونمجنة وذي المجاز يدعوهم إلى أن إمنعوه حتى 
يبلغ رسالات ربه وهم الحنة › فلا جد أحداً ینصره › ولا مجیبه حى إنه 
ليسأل عن القبائل ومنازها قبيلة قبيلة » فيقول:« با أا الاس قولوا : لا إله 
إلا الله . تفلحوا وتملكوا بها العرب ٠‏ وتدين لكم بها العجم فإذا مم 
کنم ملوكاً في ابحنة » وأبو هب وراءه يقول : لا تطيعوه ۰ فإنه صايء 
کذاب . فیردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبح الرد »› ويژذونه › 
وبقولون : عشرتاك أعلم باك حيث لم يتبعوك » وهو يدعوهم إلى الله ء 
ویقول : «اللھم لو شئت لم یکونوا هکذا » قال : وکان من سمي لنا من 
لقبائل الذين عرض نفسه عليهم بنو عامر بن صعصعة » وحارب بن خصفة › 
وفزارة » وغسان »> ومرة » وحنيفة » وسلم > وعبس » وبنو نضر › 


— A+ — 


وبنو البكاء(١)‏ » وكندة » وكلب » والحارث بن کعب > وعذره 6 
والحضارمة » فلم يستجب منهم أحد . 


وكان ما صنع الله لرسوله أن الأوس واللحزرج كانوا يسمعون من 
حلفاتبم مهود المدينة أن نبياً سيخرج ني هذا الزمان فنتبعه » ونقتلكم معه 
قتل عاد وإرم » وكانت الأنصار محجون كما كانت العرب تحج دون اليهودء 
فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الله > وتأملوا 
أحواله » قال بعضهم لبعض : تعلمون والله ياقوم أن هذا الذي توعدكم به 
اليهود » فلا يسبقنكم إليه . وكان سويد بن الصامت من الأوس قد قدم 
مكة » فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم » فلم يبعد ثم قدمها أنس 
ابن رافع ني فتية من بي عبد الأشهل يطلبون الحلف » فدعاهم إلى الإسلام › 
فقال إیاس بن معاذ وکان شاباً : يا قوم هذا والله خر مما جتنا له . فضربه 
أنس وانتهره » فسكت » فانصرفوا إلى المدينة . 

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في المومم ستة نفر 
كلهم من الحزرج : أسعد بن زرارة » وجابر بن عبد الله »> وعوك بن 
الحارث » ورافع بن مالك » وقطبة بن عامر » وعقبة بن عامر › فدعاهم 
إلى الإسلام » فأسلموا » ثم رجعوا إلى المدينة » فدعوا الناس إلى الإسلام ء 
ففشى فيها حى ل يبق دار إلا وقد دخلها الإسلام » فلما كان العام المقبل ء 
جاء منهم اثنا عشر رجلا الستة الأول خلا جابر » ومعهم معاذ بن الحارث 


أحو عوف » وذكوان بن عبد قيس » وأقام بعكة حى هاجر» فهو مهاجري 
(۱) کذا ي الأصلين ونهاية الأرب وغبر ها > وني زاد المعادر النكا » . 


— ۱۸۱ 


أنصاري » وعبادة بن الصامت › ويزيد بن ثعلبة > وأبو ايم بن التيهان › 
وعوعر بن ساعدة . قال أبو الزبر عن جابر : إن الي صلى الله عليه وسلم 
لبث عشر سنن يتبع الناس ني منازم ني الموسم ومجنة وعكاظ : « من 
يۋويي ومن ينصرني حى أبلغ رسالات رني وله الحنة » ؟ فلا جد أحداً 
حى إن الرجل لرحل من مصر أو اليمن إلى ذي رحمه › فيأتيه قومه › 
فيقولون : احذر غلام قريش . وعشي بن رجاهم يدعرهم إلى الله وهم 
يشيرون إليه بالأصايع حى بعفنا الله من يرب » فيأتيه الرجل منا » فيؤمن 
به » ویقرئه القرآن » فینقلب إلى أهله › فيسلمون بإسلامه › فأجمعنا › 
وقانا : حى مى رسول الله بطرد ني جبال مكة . فرحانا حى قدمنا 
عليه في الموسم » فواعدنا بيعة العقبة » فقال له العباس : ما أدري ما هؤلاء 
القوم إني ذو معرفة بأهل يارب . فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين › 
فلما نظر العباس في وجوهنا قال : هؤلاء قوم لا نعرفهم » هؤلاء أحداث » 
فقلنا : يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : « على السمع والطاعة في النشاط 
والكسل » وعلى النفقة في العسر واليسر » وعلى الأمر بالمعروف والنهي 
عن المنكر » وعلى أن تقوموا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم » وعلى أن 
تنصروني إذا قدمت عليكم » وتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم 
وأبناء کم ولکم الحنة » فقمنا نبايعه » فأحذ بيده أسعد بن زرارة فقال : 
رويداً ياأهل يرب إنا م نضرب إليه أكباد المطي إلا وحن نعلم أنه 
رسول الله وأن إخراجه البوم مفارقة العرب كافة » وأن تعضّكم السيوف › 
فإما تصبرون على ذلك »› فخذوه وأجركم على الله »-وإما تخافون من أنفسكم 
خيفة » فذروه فهو أعذر لكم عند الله . فقالوا: أمط عنا يدك › فوالته لا نذر 


— A۲ — 


هذه البيعة » ولا نستقيلها . فقمنا إليه رجلا رجلا“ فأخذ علينا يعطينا بذاك 
الحنة. 

ثم انصرفوا إلى المدينة » وبعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ابن أم مكتوم > ومصعب بن عمر يعلّمان القرآن » ويدعوان إلى الله › 
فنزلا على سعد بن زرارة » وکان مصعب بن عمر بؤمهم » وجمع بهم 
لا بلغو أربعن » فأسلم على يد ما بشر كشر » منهم سيد بن ضر »› 
وسعد بن معاذ » وأسلم بإسلامهما يومئذ جميع بي عبد الأشهل إلا الأصرم 
فتأخر إسلامه إلى يوم أحد فأسلم حينئذ » وقاتل حى قتل ولم يسجد لله 
سجدة » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عمل قليل وأجر كشر» › 
وكار الإسلام في المدينة وظهر . 

ثم رجع مصعب إلى مكة ووافى الموسم ذاك العام خلق كثر من الأانصار 
من المسلمين والمشركن » وزعم القوم البراء بن معرور » فكانت بيعة 
العقبة » وكان أول من بايعه البراء بن معرور › وكانت له اليد البيضاء إذ 
أكد العقد وبادر إليه » واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم تلك 
اليلة اني عشر نقيباً » فلما تمت البيعة استأذنوه على أن ميلوا على أهل 
مى بأسيافهم فلم يأذن هم » وصرخ الشيطان على العقبة بأبعد صوت سْمع : 
يا أهل الحباجب هل لكم ني محمد والصبأة معه قد اجتمعوا على حربكم » 
فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : « هذا أزب العقبة » أما والله يا عدو 
الله لأاتفرّغن“ لك » » ثم أمرهم أن ينفضرا إلى رحالهم » فلما أصبحوا 
غدت عليهم أشراف قريش فقالوا : بلغنا أنكم لقي صاحبنا البارحة 
وواعدتموه أن تبايعوه على حربنا » وام الله ما حي من العرب أبغض 


— A۳ — 


إلينا من أن تنشب بيننا وبينه الحرب منكم . فانبعث من هناك من المشركين 
حلفون بالله : ما کان هذا . وجعل ابن أي يقول: هذا باطل › وما کان قومي 
ليفتاتوا علي مئل هذا » لو كنت بيارب ما صنع قومي هذا حى يؤامروني. 
فرجعت قريش ٠‏ ورحل البراء إلى بطن يأجج وتلاحق أصحابه من 
المسلمين وطلبتهم قريش ء فأدركوا سعد بن عبادة » فجعلوا يضربونه 
حى أدخلوه مكة > فجاء مطعم بن عدي › والحارث بن حرب بن أمية › 
فخلصاه منهم » وتشاورت الأنصار حن فقدوه أن يكروا إليه › 
فإذا هو قد طلع عليهم فرحلوا جميعاً . 

وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في المجرة إلى المدينة › 
فبادر الناس » فكان أول من خرج إليها أبو سلمة وامرأته » ولكنها حبست 
عنه سنة وحيل بينها وبين ولدها » ثم حرجت بعد بو لدها إلى المدينة » وشيعها 
عثمان بن أي طلحة . 

ثم حرج الناس أرسالا » ولم يبق بمكة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وأبو بكر وعلي - أقاما بأمره هما - وإلا من احتبسه المشركون كرهاً » 
وأعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جهازه ينتظر مى يؤمر » وأعد 
بو بکر جهازه . 

فلما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد 
خرجوا وساقوا الشراري والأموال إلى الماينة › وأنها دار منعة وأهلها 
آهل بأس » خافوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلبهم » فيشتد 
عليهم أمره » فاجتمعوا في دار الندوة » وحضرهم إبليس ني صورة 
شيخ من أهل نجد مشتمل الصّماء في كسائه » فأشار كل واحد برأي 


— (Af — 


والشيخ لا يرضاه » حى قال أبو جهل : أرى أن نأخدذ من كل قبيلة غلاماً 
جلد » ثم نعطيه سيفاً صارماً » ثم يضربونه ضربة رجل واحد » فلا تدري 
بنو عبد مناف ما تصنع بعد ذلك › ونسوق دته . 

قال الشيخ : هذا والله الرأي . فتفرقوا عليه » فجاءه جبريل فأخبره ؛ 
وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك اللياة . 

وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أي بكر نصف النهار في ساعة 
م يكن يأتيه فيها متقنعاً » فقال له : « أخرج من عندك » فقال : إنفا هم 
آهلك يا رسول الله » فقال : « إن الله قد أذن لي في اللحروج » فقال أبوبكر : 
الصحبة يا رسول الله » قال : « نعم » . قال : فخذ بأي وأمي إحدى راحلي 
هان . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بالئمن » وأمر علياً أن 
يبيت تي مضجعه تلك الليلة » واجتمع أولثك النفر يتطلعون من صر الباب 
یریدون بیاته ویأنمرون أہم يكون أشقاها » فخرج رسول الله صلى الله عليه 
وسلم فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذرّه على رؤوسهم وهو يتلو : 
( وجعلنا من بن یدہم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا ببصرون) 
« سورة يس" : ٩‏ » ومضى إلى بيت أي بكر » فخرجا من خوخة فيه ليلا ء 
وجاء رجل فرأى القوم ببابه . فقال : ما تنتظرون ؟ قالوا : محمداً . 
قال : خبم وخسرتم قد والته مر بكم » وذر على رؤوسكم الراب . فقاموا 
ينفضون عن رؤوسهم » فلما أصبحوا قام عل" عن الفراش فسألوه عن الي 
صل الله عليه وسلم فقال : لا علم لي به . ۰ 

م مضی وآبو بكر إلى غار ثور فدخلاه » وضرب العنكبوت على 
بابه » وکانا قد استأجرا ابن أريقط اللي » وكان ماهراً بالطريق وهو على 


— ۸٥ س‎ 


دين قومه » وأمناه على ذلك » وسلما إليه راحلتيهما › وواعداه الغار بعد 
ثلاث » وجدات قريش في طلبهما » وأخدذوا معهم القافة حى انتهوا إلى 
باب الغار » وکان عامر بن فھرة یرعی علیھما غنماً لي بکر » ومکا فيه 
ثلاثاً حی خمدت عنهما نار الطلب » تم جاءهما ابن أربقط بالراحلتن 
فارتحلا » وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة » وسار الدليل أمامهما وعن الله 
تصحبهما › وإسعاده ينزهما ویرحلهما . 


ولا أيس المشركون منهما جعلوا لمن جاء هما دية كل واحد منهما › 
فجد الناس ني الطلب والله غالب على أمره » فلما مروا بحي بي مدلج 
مصعدين من قديد بصر بهم رجل من المي › فقال هم : لقد رأيت 
بالساحل أسودة ما أراها إلا محمداً وأصحابه . ففطن سراقة › فأراد أن 
يكون له الظفر خاصة » وقد سبق له من الظفر ما م يكن ني حسابه » فققال : 
بل هما فلان وفلان » خرجا في طلب حاجة هما . 

م مکٹ قلیلا ٭ ثم قام فدخل خباءه وقال ادمه : اخرجي بالفرس 
من وراء الحباء وموعدك وراء ال كمة » ثم أخحذ رمحه وخفض عاليه خط 
به الأرض حى ركب فرسه » فلما قرب منهم ؛ وسمع قراءة الني صلى الله 
عليه ولم وهو لا یلتفت وأبو بکر یکر الالتفات › قال أبو بکر : 
يا رسول الله هذا سراقة قد رهقنا . فدعا عليه رسول الله صل الله 
عليه وسلم » فساخحت يدا فرسه ني الأرض » فقال : قد علمت أن الذي 
أصابي بدعائكما فادعوا الله لي » ولكما علي" أن أرد الناس عنكما . فدعا 
له رسول اله صلی الله عليه وسلم فأطلق فرسه » وسأله أن یکتب له کتاباً » 
فکتب له یو بکر بأمره ني أدم » وکان معه إلى يوم فتح مكة »> فجاء 


٩‏ س 


بالکتاب فوفی له رسول الله صلی الله عليه وسلم وقال : «اليوم يوم 
وفاء وبر » وعرض عليهما الزاد والحملان » فقالا : لا حاجة لنا به ولكن . 
عَم عنا الطلب . فقال : قد كفيم »> ورجع فوجد الناس في الطلب » فجعل 
يقول : قد استبرأت لكم احبر » فكان أول النهار جاهداً عليهما › وآخره 
حارساً هما » ثم مرا في مسرهما ذلك بخيمتي أم معبد اللحزاعية » وذكر 
القصة تم قال : وأصبح صوت عالباً بعكة يسمعونه ولا يرون القائل : 


جزی الله رب الناس خر جزائه 
هما نزلا بالر وارتحلا به 
فيالقصي ما زوى الله عكم 
سلوا أختكم عن شاتما وإنائًها 
دعاها بشاة حائل فتحلبت 
ني یری ما لا یری الناس‌حوله 
وإن قال في يوم مقالة غائب 
ترحل عن قوم فزالت عقوفم 
هداهم به بعد الضلالة رم 
ليهن أبا بكر سعادة جده 
ورهن بي کمب مکان فانم 


رفيقین حلا خيمي آم معبد 
فأفلح من أمسى رفيسق محمد 
به من فخار لا مجازی وسؤدد 
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد 
له بصريح ضرة الشاة مزيد 
ویتلو کتاب الله في کل مشهد 
فعصديقها في ضحوة اليومأوغد 
وحل على قوم بنور مجدد 
وأرشدهم من يتبع احق يرشد 
بصحبته من يسعد الله سعد 


ومقعدها المسؤمنن بمرصد 


قالت أسماء : ما درينا أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ 
أقبل رجل من الحن من أسفل مكة » فأنشد هذه الأبيات » والناس يتبعونه 
يسمعون صوته وما یرونه » حى خرج من أعلاها . قالت : فلما سمعنا قوله 
عرفنا حيث توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن وجهه إلى الماينة . ٠‏ 


— AY — 


فصل 


وبلغ الأنصار مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة » فكانوا 
مخرجون كل يوم إلى الحرة » فإذا اشتد حر الشمس رجعوا إلى منازهم . 

فلما كان يوم الالنىن الثاني عشر من ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر 
من نبوته خرجوا على عادنهم » فلما حميت الشمس رجعوا » وصعد رجل 
من البهود على طم من آطام المدينة لبعض شأنه » فرآى رسول الله صلى الله 
عليه وسلم وأصحابه مبیضان یزول بهم السراب › فصرخ بأعلى صوته : 
يا بي قيلة هذا صاحبكم قد جاء » هذا جد كم الذي تنتظرون . فثار الأنصار 
إلى السلاح ليتلقوه » وسمعت الوجبة والتكبر في بي عمرو بن عوك » وكبر 
المسلمون فرحا بقدومه» وخرجوا للقائه» وتلقوه وحبوه بتحية النبوة > وأحدقوا 
به مطيفن حوله » والسكينة تغشاه » والوحي بنزل عليه : والله ( هو مولاه 
وجبريل وصالح المؤمنن والملائكة بعد ذلك ظهر ) « سورة الحرم : ٤‏ » . 

فسار حى نزل بقباء ي بي عمرو بن عوف › فنزل على کاثوم بن 
ادم » وقيل : على سعد بن خيثمة . فأقام فبهم أريع عشرة ليلة » وأسس 
مسجد قباء » وهو أول مسجد أسس بعد النبوة › فلما كان يوم الحمعة 
ركب بأمر الله » فأدركته الحمعة ني بي سام بن عوك › فجمع بهم ي 
ا مسجد الذي في بطن الوادي » ثم ركب فأخذوا بخطام راحاته : هلم إلى 
العدد والعدة والسلاح والمنعة . فقال : «خلوا سبيلها فإما مأمورة » فلم 
تزل سائرة به لا مر بدار من دور الأنصار إلا رغبوا إليه ي النزول عايهم 


— A 


ويقول : « دعوها فإنا مأمورة » » فسسارت حى وصلت موضع مسجده 
اليوم فبركت ولم ينزل عنها حى مضت » وسارت قليلا » ثم التفتت 
ورجعت ني موضعها الأول فبركت » فنزل عنها وذلك ني بي النجار 
أخواله . وكان من توفيقق الله ها › فإنه أحب أن ينزل عايهم ليكرمهم 
بذاك » فجعلوا يكلمونه في النزول عليهم » وبادر أبو أيوب إلى رحله 
فأدخله پیته »> فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «المرء مع 
رحله» وجاء أسعد بن زرارة › فأخذ ناقته فکانت عنده » وأصیح 
ا قال قيس بن صرمة الأنصاري - وكان ابن عباس يتختلف إليه 
يتحفظها ‏ : 
ثوى ي قريش بضع عشرة حجة 
یذکر لو یلقی بيا مواتاً 
ويعرض تي هل المواسم نفسه فلم ير من يژوي ولم بر داعيا 
فلما أتانا واستقرت به النوى وأصبح مسروراً بطيبة راضياً 
وأصبح لا خشى غظلامة ظالم ٠‏ بعيد ولا مخشى من الناس باغاً 
بذلنا له الأموال من حل مالنا وأنفسنا عند الوغى والتآسيا 
نعادي الذي عادى من الناس کلهم 
جميعاً وإن كان الحجيب المصافا 


ونعسلم أن الله لارب غره وأن كتاب الله أصبح هادياً 


قال ابن عباس : كان الي صلى اله عليه وسلم بمكة » فأمر بالهجرة › 
وأنزل عليه : ( وقل رب أدخلي مدخل صدق وأخرجي مخرج صدق واجعل 
لي من لدنك ساطاناً نصراً ) « سورة الإسراء : ۸٠‏ » قال قتادة : أخرجه 


— ۹ 


لله من مكة إلى المدينة مخرج صدق وني الله يعلم أن لا طاقة له بهذا 
الأمر إلا بسالطان › فسأل الله سلطانا نصبرآ » وأراه الله دار المجرة وهو 
عكة » فقال : « أريت دار هجرتكم بسبخة ذات نخل بين لابن » . 

قال البراء : أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه 
وسلم مصعب بن عمر » وابن أم مكتوم » فجعلا يرثا الناس القرآن » م 
جاء عمار بن ياسر › وبلال » وسعد » تم جاء عمر بن اللحطاب في عشرين 
ركبا » ثم جاء رسسول الله صل الله عليه وسلم › فما ريت الناس 
فرحوا بشيء فرحهم به »> حى ريت النساء والصبيان والإماء يقولون : 
هذا رسول الله قد جاء . فأقام في منزل أي یوب حى بی حجرته زمسجده » 
وبعث صلی الله عليه وسلم وهو ني منزل أي أيوب » زيد بن حارلة وأا 
رافع وأعطاهما بعرين وخمسمائة درهم إلى مكة › فقدما عليه بفاطمة ء 
وم كلثوم ابنتيه » وسودة زوجته » وأسامة بن زيد » وأمه أم أعن . 

وأما زينب » فلم مكتنها زوجها أبو العاص من الحروج » وخرج 
عبد الله بن أي بكر معهم بعال أي بكر وفيهم عائشة فنزلوا تي بيت 
حارلة بن النعمان . 


— ۹۰ 


فصل 
«١‏ , ا 
SSE‏ 
ہکا سے ا سے ا عص ۱ ٭ باس 


قال الزهري : برکت ناقته صلی الله عليه وسلم عند موضع مسجده وهو 
يومئذ يصلي فيه رجال من المسلمين » وكان مربدآً ليتيمن في حجر أسعد 
أبن زرارة » فساومهما فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم › فقالا : بل 
به لك . فابی حى ابتاعه منهما بعشرة دنانر › وکان جداراً لیس له 
سقف وقباته إلى بيت القدس » وكان يصلي فيه وجمع أسعد بن زرارة 
قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم › وکان فيه شجر غرقد ونخل › 
وقبور للمشركن » فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبور فنبشت » 
وبالنخل والشجر فقطع » وصفت في قبلة المسجد » وجعل طوله نما بلي القبلة 
مائة ذراع إلى المؤخرة » وني الحانبن مثل ذلك أو دونه » وجعل أساسه 
قريباً من للالة أذرع ٠‏ ثم بنوه بالإن » ورسول الله صلى الله عليه وسلم 
يبي معهم › وينقل اللبن والحجارة بنفسه ويقول : 

الهم لا عيش إلا عيش الآحرة فاغفر للأنصار والهاجرة 

وکان یقول : 


هذا الحمال لاأ حمال خيبر هذا أ رنا وأطهر 


— ۹۱ 


وجعلوا يرنجزون وهم ينقلون التبن › وجعل بعضهم يقول 
ي رجزه : 


و‌ 


لن قعسدذنا والرسول يعمل 

وجعل قبلته إلى بيت المقدس » وجعل له ثلاثة أبواب باباً في مؤخره » 
وباباً يقال له : باب الرحمة » والباب الذي يدخل منه رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » وجعل عمده الحذوع وسقفه الحريد › وقيل له : 
ألا تسقفه ؟ فقال : « لا عریش کعریش موسی » › وبی بیوتاً إلى جانبه 
بيوت أزواجه باللبن » وسقفها بالحذوع والحريد » فلما فرغ من البناء 
بى بعائشة ني البيت الذي بناه ها شرتي المسجد » وجعل لسودة بيتاً 


لذاك مشا العمل المضلل 


آخر . 

ثم آخى بن المهاجرين والأنصار » وكانوا تسعين رجلا »> نصفهم 
من المهاجرين » ونصفهم من الأنصار على المواساة » ويتوارثون بعد الموت 
إلى وقعة بدر » فلما نزلت ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ) الآية 
« سورة الأحزاب : ٠‏ » رد التوارث إلى الرحم وقيل : إنه آخى بن 
المهاجرين انية » واتخذ علا أحاً » والأول أثبت . ولو كان ذلك » لكان 
أحتى الناس بأخرته الصديق الذي قال فيه : « لو كنت متخذاً من أمي 
خليلاً لاتخدت أبا بكر خليلاً » ولكن أخي وصاحي» . وهذه الأخوة وإن 
كانت عامة كما قال : « وددت أنا قد رأينا إخواننا » قالوا : ألسنا إخوانك ؟ 
قال : « أتم أصحاي » وٳخواني قوم بأتون من بعدي › يؤمنون ي وڄ 
يروني » ٠‏ فللصد يق من هذه الأخوة أعلى مراتبها كما له من الصحبة آعلى 
مراتبها » ووادع من بالدينة من الیهود » وکتب بین وبينهم کتاباً » وبادر 


۹۲ س 


حبرهم عبد الله بن سلام » فدخل ني الإسلام » وأبى عامتهم إلا الكفر › 
وكانوا ثلاث قبائل : قينقاع » واللنضر » وقريظة » وحاربه الثلاثة » فمن 
على قينقاع » وأجلى النضر » وقتل قريظة > وسبى ذريتهم » ونزلت سورة 
الحشر في النضار » والأحزاب في قريظة . 

وكان يصلي إلى بيت المقدس » وقال بلبريل : « وددت أن الله صرف 
وجهي عن قبلة اليهود » فقال : « إنما أنا عبد فادع ربك واسأله » » فجعل 
يقلب وجهه ني السماء يرجو ذلك » فأنزل الله عليه : ( قد نرى تقلّب 
وجهك في السماء ) الآية « سورة البقرة : ٠١١‏ » وذلك بعد ستة عشر شهراً 
من مقندمه المدينة قبل بدر بشهرين » وكان ني ذاك حكم عظيمة › ومحنة 
المسلمين والمشركان واليهود والمنافقن › فأما المسلمون » فقالوا : (آمتًا به 
كل من عند ربا ) . وهم الذين هدى الله » ولم تكن كبرة عليهم › وأما 
المشركون » فقالوا : كما رجع إلى قبلتنا يلوشك أن يرجع إلى ديننا وما رجع 
إليها إلا آنا الحق . وأما اليهود › فقالوا : خالف قلة الأنبياء قبله . 
وآما المنافقون ٠‏ فقالوا : مايدري أين يتوجه إن كانت الأولى حقاً فقشد 
تركها » وإن كانت الثانية هي التق » فقد كان على باطل . وكثرت 
آقاويل السفهاء من الناس » وكانت كما قال الله تعالى : (وإما لكبرة 
إلا على الذين هدى الله ) « سورة البقرة : ٠١۴‏ » وكانت عنة من الله لری 
من يبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه » ولا كان شأن القبلة عظيماً وطاً 
سبحانه قبلها مر النسخ وقدرته عليه » وأنه بتي خر من المنسوخ أو مثله » 
م عقبه بالتوبیخ لمن تعتت على رسوله > ولم يقد له . 

ثم ذكر اختلاف اليهو د والنصارى وشهادة بعضهم على بعض بام 


— ۳ — 
( م ١١‏ _ مختصر زاد المعاد ) 


يسوا على شيء »> وحلر عباده من موافقتهم واتباع أهوا م ¢ م ذکر 
کفرهم به وقوهم : آن له ولد سبحانه وتعالی . 


ثم أخبر أنه له المشرق والمغرب » فأينما ول عباده وجوههم فم 
وجه" وهو الواسع العلم » فلعظمته وسعته وإحاطته أينما توجه العبد » 
فم وجه الله » ثم أخبر أنه لا يسال رسولّه عن أصحاب اححم الذين 
لا پتابعونه . 


ثم آخبرہ أن آهل الکتاب لن یرضوا عنه حى یتبع متهم › ثم ذ کر 
آهل الکتاب نعمته عليهم » وخوفهم بأسه » ثم ذکر خلیله باني بيته » وأڻی 
عليه » وأخبر أنه جعله إماماً اناس » ثم ذکر بیته الحرام وبناء خلیله له » 
وقي ضمن هذا أن بانيه كما هو إمام للناس ٠‏ فكذلك البيت الذي بناه 
امام فم . 

م آخبر أنه لا يرغب عن ملة هذا الإمام إلا أسفه الناس » ثم مر 
عباده أن بأموا به » ويؤمنوا بما أنزل إليه وإلى النبيين » ثم رد على من‌قال : 
إن ابراهم وأهله کانوا هوداً أو نصاری » وجعل هذا کله توطة بن يدي 
تحويل القبلة > وأكد سبحانه الأمر مرة بعد مرة » وأمر به حيث كان 
رسوله ومن حیث خرج . 

وآخبر سبحانه أن الذي بدي من يشاء إلى صراط مستقى الذي هداهم 
هذه القبلة » وآنما هم وأنيم أهلها » لأا أفضل القبل » وهم أفضل الأمم › 
ها اختار هم أفضل الرسل » وأفضل الكتب وأخرجهم من خر القرون 
وخصهم بأفضل الشرائع » ومنحهم خر الأخلاق » وآسكنهم خرالأرض» 


۹٤‏ س 


وجعل منازهم ثي الحنة خر المنازل » وموقفهم ني القيامة خير المواقف › 
فهم على تل عال والناس حتهم » فسبحان من مختص برحمته من يشاء › 
وذلاك فضل الله يؤتيه من يشاء › والله ذو الفضل العظم » وأخبر سبحانه ' 
آنه فعل ذلك ٠‏ لتلا يكون للناس عليهم حجة » ولكن الظالمن عحتجون 
عليهم بتلك الحجج الي ذكرت » ولا تعارض الرسل إلا بها وأمثاها . 
وكل من قدٴم على أقوال الرسول سواها » فحجته من جنس حجج هؤلاء › 
وأخبر سبحانه أنه فعسل ذلك ليم نعمته علیهم › ولیهدہم › تم ذکر 
نعمته علیهم بإرسال رسولهء وإنزال کتابه » لیزکیهم به » ویعلمهم الکتاب 
والحكمة » ويعلمهم ما م يكونوا يعلمون . 

تم أمرهم بذ كره وشكره إذ بهما يستوجبون تام النعمة والمزيد › 
ویستجابون ذكره ومحبته هم ٠‏ ثم أمرهم با لا يتم ذاك فم إلا بالإستعانة بهء 
وهو الصبر والصلاة » وآخبر أنه مع الصابرين » وأتم نعمته عليهم مع 
القبلة بأن شرع هم الأذان ني اليوم والليلة خمس مرات » وزادهم ي الظهر 
والعصر والعشاء ركعتن أخرين بعد أن كانت ثنائية » وكل هذا بعد مقدمه 


المدينسة . 


— ۹ 


فصل 

فلما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة > وأيده الله بنصره 
وبالمؤمنن » ولف بن قلوبهم بعد العداوة » فمنعته أنصار الله › 
وكتيبة الإسلام من الأسود والأحمر » وبذلوا أنفسهم دونه › وقدآموا 
څبته عل عحبة الآباء والأبناء والأزواج » وکان أولى er.‏ من أنفسهم ۽ 
رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة » وشمروا هم عن ساق العداوة » 
وصاحوا بم من كل جانب ٠‏ والله تعالى يأمرهم بالصبر والعفو والصفح 
حى قويت الشوكة » واشتد الحناح » فأذن هم حينئذ في القتال » وم 
بفرضه عليهم » فقال تعالى : ( أذن للذين يتقاتلون باجم ظلموا وإن الله 
على نصرهم لقدير ) « سورة الحج : ۳۹» وقيل : إن هذا بمكة » لأن السورة 
مكية . وهذا غلط لوجوه : 

أحدها : أن الله م يأذن تي القتال بمكة . 

الثاني : أن السياق يدل على أن الإذن بعد إخراجهم من ديارهم 

الثالث : أن قوله : ( هذان خصمان اختصموا تي ربمم ) الآية نزلت 
في الذين تبارزوا يوم بدر . 

الرابع : أنه خاطبهم فيها ب ( يا أا الذين آمنوا ) واللحطاب بذاك 
کله مدني . 


۱۹٩‏ س 


الحامس : أنه أمر فيها بالحهاد الذي يعم اليد وغبره »> ولا ريب أن 
الأمر المطلق بالحهاد بعد اشجرة . 

السادس : أن الحاکم روی في « مستدرکه » عن ابن عباس بإسناد 
على شرطهما » قال : لما حرج رسول الله صل الله عليه وسلم من مكة » قال 
أبو بكر : أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن ٠‏ فأنزل الله 
عز وجل : (أذن للذين يقاتلون) الآبة وهي أول آية نزلت ني القتال . 
انتھی . 

وسياق السورة يدل على أن فيها ا لمكي والمدني » فإن قصة إلقاء الشيطان 
ي أمنيته مكية » والله أعلم . 

تم فرض عليهم القتال لمن قاتلهم › فقال تعالى : ( وقاتلوا في 
سبيل الله الذين يقاتلونكم ) « سورة البقرة : ٠۹١‏ » ثم فرض عايهم قال 
المشركن كافة وکان حرم » م مأذوناً به » ثم مأموراً به لمن بدأهم بالقتال › 
م مأمورآً به ميع المشركين » إما فرض عن على أحد القولن » أو كفاية 
على المشهور . 

والتحقبق أن جنس اهاد فرض عبن » إما بالقلب » وإما باللسان » 
وإما باليد » وإما با مال » فعلى كل مسلم أن نجاهد بنوع من هله الأنوع › 
وأما ابحهاد بالنفس » ففرض كفاية »> وما بامال » ففي وجوبه قولان › 
والصحيح وجوبه » لان الأمر بالحهاد به وبالنفس ني القرآن سواء » وعلق 
النجاة من النار والمغفرة » ودخول ابلحنة به > فقال تعالى :( يا أا الذين آمنوا 
هل آدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب ألم ) الآيات « سورة الصف : ٠١‏ » 
وأخبر سبحانه أنه اشارى من المؤمن أنفسهم وأمواهم › 


— ۷ 


وأعاضهم عليها ابحنة » وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضل كتبه › ثم 
أكده بإعلامهم أنه لا أحد أوفى بعهده منه تبارك وتعالی › ثم أکدہ بان 
أمرهم أن يسستبشروا بذلك » ثم أعلمهم بأنه هو الفوز العظم »> فليتأمل 
العاقل مع ربه ما أجل هذا العقد » فإن الله عزوجل هو المشتري › 
والشمن الحنة » والذي جرى على يديه هذا العقد أشرف رسله › من الملائكة 
ومن البشر » وإن سلعة هذا شاا لقد هشت لأمر عظم . 

قد هيؤوك لامر لو فطنت له فارباً بنفسك ان ترعی مع امل 


مهر البحنة والمحبة بذل النفس والمال لالكهما »> فما للجبّان المعرض 
المغلس وسوم هذه السلعة » بالله ما هزلت فيستامها المفلسون »ولا كسدت 
فينفقها بالنسيئة المعسرون ٠‏ لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد » فلم برض 
ربا ها بشمن دون بذل النفوس » فتأخر البطالون » وقام المحبلون ينتظرون 
أجم يصلح أن تكون نفسه الثمن » فدارت السلعة بينهم » ووقعت تي بد 
( آذلة على المؤمنىن » أعزة على الكافرين ) «المائدة : 5۷» . 


ما كذر المدّعون المحبة طولبوا بإقامة البينة » فلو بعطى الناس بدعواهم » 
لادعى اللي حرقة الشجي » فتنوع المدآعون في الشهود » فقيل : لا تلبت 
هذه الدعوى إلا ببينة (قل إن كنم نحبون الله فاتبعوني مببكم الله ) 
« سورة آل عمران : »۳١‏ فتأخر الحلق كلهم › ولبت أتباع الرسول في 
أفعاله وآقواله » وهديه وأخلاقه » وطولبوا بعدالة البينة » فقيل : لا تقبل 
العدالة إلا بتركية ( مجاهدون تي سبيل الله ولا حافون لومة لئم ) « سورة 
المائدة : 0۷ » فتأخر كر المدعن للمحبة » وقام المجاهدون » فقيل هم : إن 


۹۸ س 


نفوس المحبين وأموالمم ليست هم › فسلموا ما وقع عليه العقد › وعقد 
التبايع يوجب التسلى من الحانبين . 

فلما رأى التجار عظمة المشثري » وقدر اللمن » وجلالة من جرى 
العقد على يديه » ومقدار الكتاب الذي أثبت فيه » عرفوا أن" للسلعة شأناً 
ليس لغرهاء فرأوا من الغَبن الفاحش أن يبيعوها بشمن بخس دراهم معدودة» 
تذهب لذا » وتبقى تبعتها › فعقدوا مع المشاري بيعةَ الرضوان من غر 
خيار » فلما ثم العقد وسلموا المبيع » قيل : قد صارت نفوسكم وأموالكم ٠‏ 
لنا » والآن قد رددناها عليكم أوفر ما كانت » وأضعاف أموالكم معها 
( ولا بحسن الذين قتلوا ني سبيل الله أمواتاً) الآية «سورة آل عمران: ۹۹ 
م نبتع منكم نفوسكم وأموالكم إلا ليظهتّر ابحود والكرم في قبول البيع 
والإعطاء عليه أجل الأنمان › ثم جمعنا لكم بن الثمن والمئمن . 

وتأمل قصة جابر وجمله كيف وفاه الثمن › وزاده » ورد عليه البعر » 
فذكره بهذا حال الله مع أيه » وأخبره أن الله أحياه وكلمه كفاحاً ء 
وقال : « يا عبدي تمن علي أعطك » فسبحان من عظمَ جوده وکرمه أن 
عيط به اللحلاتق لقد أعطى السلعة وأعطى الثمن ووفق لتكميل العقد › 
وقبل المييع على عيبه » وأعطى عليه أجل" الأنيمان » واشترى عيده من نفسه 
ماله » وجمع له بن الثمن والمئمن » وأثى عليه » ومدحه بهذا العقد » وهو 
الذي وفقه له وشاءه منه : 

فحي هلا إن كنت ذا همة فقد 

حدى بك حادي الشوق فاطو المراحلا 
وقل نادي حبهم ورضاهم إذا ما دعى لبيك ألفاً كواملا 


— ۹۹ 


ولا تنظر الأطلال من دوليم فإن 
نظرت إلى الأطلال عدن حرائلا 
وخذ منهم زاداً إليهم وسر على 
طريق المدى والحب تصبح واصلا 
ولا تنتظر بالسر رفقة قاعد ودعه فإن الشوقيكفيك حاملا 
و أحي بذ کر اهم سراك إذا ونت رکابك فالذ کری تعیدك عاملا 
وإما تخافن الكلال فقل ها أمامك وردالوصل فابغي المناهلا 
وخذ قبسا من نورهم م سربه فورهم دياك ليس المشاعلا 
وحى على واد الأراك فقل به عاك تراهم ًم إن كنت‌قائلا 
وإلا ففي نعمان عند معرف الأحبة فاطلبهم إذا كنت سالا 
وإلا ففي جمع بليلته فإن تفت فمی يا ویح‌من کان غافلا 
وحي على جنات عدن فاا منازلك الأول بها كنت نازلا 
ولكن سباك الكاشحون لأجل ذا وقفتعلالأطلال تبكي المنازلا 
وحي على يوم المزيد بجنة الود فجد بالنفس إن كنت باذلا 
فدعھا رسوماً دارسات فما بها مقیل وجاوزها فلیست منازلا 
وخذ منة عنها على المنهجالذي عليه سرى وفد المحبة آهلا 
وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة 
فعند اللقا ذا الكد يصبح زانلا 
فسا هي إلا مساعة م تنقضي 
ويصبح ذو الأحزان فرحان جاذلا 
لقد حرك الداعي إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية › وام 


— ۰ 


العالية › وأسمع منادي الإعان من كانت له أذن واعية وأسمع والله من 
كان حياً » فهزه السماع إلى منازل الأبرار وحدا به في طريق سره › 
فما حطت به رحاله إلا بدار القرار . 

فقال : « انتدب الله لمن حرج ي سبیله » لا خرجه إلا إمان يي › 
وتصديق برسلي أن أرجعه با نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الحنة » ولولا 
أن أشق على أمي » ما قعدت خلف سرية » ولوددت أني أقتل في سبيل الله » 
مم أحیا ء ثم أقتل » ثم أحيا » ثم أقعل » . 

وقال : « مثل المجاهد في سبيل الله » ثل الصائم القائم القانت بايات 
الله » لا يفار عن صيام ولا صلاة حى برجع » . وقال : «غدوة ي سبيل 
الله » أو روحة » خير من الدنيا وما فيها » وقال : « الحهاد في سبيل الله 
باب من أبواب ابحنة ينجي الله به من اهم والغم » . 

وقال : «أنا زعم - أي : كفيل - لمن آمن بي وأسلم » وجاهد في 
سبيل الله بيت في ربض الحنة » وبيت في وسط الحنة » وبيت ني أعلى 
الحنة » من فعل ذلك لم يدع للخر مطلباً » ولا من الشر مهرباً » موت 
حيث شاء أن موت » . 

وقال : «من قاتل في سبيل‌الله - من رجل مسلم - فواق ناقة » وجبت 
له النة » . 

وقال : « إن في ابحنة مائة درجة » أعدها الله المجاهدين ي سبيلى الله 
بن كل درجتن » كما بين السماء والأرض » فإذا سألم الله » فاسألوه 
الفردوس » فإنه أوسط ابحنة » وأعلى الحنة » وفوقه عرش الرحمن »› 
ومنه تفجر أنهار الحلة » . 


۲ 


وقال : « من أعان مجاهدآ ني سبيل الله » أو غارما ني غرمه » أو مكاتاً 
ني رقبته » أظله الله نې ظله یوم لا ظل إلا ظله » وقال : « من اغبرت 
قدماه في سبيل الله » حر مها الله على النار » وقال : « لا مجتمع شح وإعان 
ني قلب رجل » ولا جتمع غبار ي سبيل الله » ودخان جهم تي وجه عبد ). 

وقال : « رباط يوم وليلة خر من صیام شهر وقیامه › وإن مات جری 
عليه عمله الذي کان يعمله » وأجري عليه رزقه » وأمن الفتان » وقال 
لرجل حرس المسلمين ليلة على ظهر فرسه من أوها إلى الصباح لم ينزل ‏ 
إلا لصلاة أو قضاء حاجة « قد أوجبت » فلا عليك ألا تعمل بعدها» . 

وذکر أبو داود عنه : «من م بغز » ولم مجهز غازيا ٠‏ أو خلف غازياً 
في أهله بخبر » أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة » . 


وفسر أبو أيوب الأنصاري الإلقاء باليد إلى التهلكة بترك اهاد . 


وصح عنه : أن النار أول ما تسعر بالعالم والمنفتق والمقتول ني الحهاد 
إذا فعلوا ذلك ليقال . 


— e — 


فصل 

وکان يستحب القتال آول النهار » كما يستحب اللحروج للسفر أوله › 
فإذا م يقاتل أول النهار » أخر القتال حى تزول الشمس » وهب الرياح › 
وينزل النصر . 

وكان ببايع أصحابه في الحرب على أن لا يفروا > وريا بايعهم 
على اموت » وبايعهم على الحهاد » كما بايعهم على الإسلام » وبايعهم على 
المجرة ٠‏ وبايعهم على التوحيد » والترام طاعة الله ورسوله » وبايع 
نفراً من أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيا » وكان السوط يسقط من يد 
أحدهم » فينزل فيأخذه » ولا يقول لأحد : ناوي إياه . 

وكان يشاور أصحابه في الحهاد » ولقاء العدو » وتخيتّر المنازل »› 
وكان يتخلف في ساقتهم في ال مسر » فيزجي الضعيف » ويردف النقطع › 
وكان أرفق الناس بهم في السر » وإذا أراد غزوة › ورى بغرها ویقول 
« الحرب خدعة » وكان ببعث العيون يأتونه بخبر عدوه » وبطلع الطلائع › 
ويبث الحرس ٠‏ وإذا لقي عدوه » وقف ودعا واستنصر الله » وأكارهو 
وأصحابه من ذ كر الله » وخفضوا أصوانيم . 

وكان يرتب اليش والقاتلة » وجعل تي كل جنبة كفءا ها » 
وکان يبارز بان یدیه بأمره » وکان لبس للحرب عدته » ورجا ظاهر 
ببن درعن » وكان له ألوية » وكان إذا ظهر على قوم »> نزل بعرصتهم 
لاثاً » ثم قفل . 


ا 


وإذا أراد أن يغر » انتظر » فإن سمع في الحي أذاناً > لم يغر وإلا أغار « 
وکان رعا يبت عدوه » ورا فاجأهم ارا » وکان حب الحروج يوم 
الحميس بكرة النهار » وكان العسكر إذا نزل انضم بعضهم إلى بعض ء 
حى لو بسط عايهم كساء لعمهم . 

وكان يرتب الصفوف » وبعبئهم لقتال بيده وقول : « تقدم يافلان › 
تأخر يا فلان » وكان يستحب لارجل أن يقاتل تحت راية قومه . 

وكان إذا لقي العدو يقول : « اللهم منزل الكتاب » ومجري السحاب › 
وهازم الأحزاب اهزمهم › وانصرنا عليهم » ورعا قال : (سيهزم ابحمع 
ويولون الدبربلالساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرً) «سورة القمر .»6٦٠ ٤١:‏ 

وكان يقول : « اللهم أنزل نصرك » » ويقول : « اللهم أنت عضدي 
وأنت نصيري » باك أقاتل » وكان إذا أشتد البأس وقصده العد ويعلم بنفسه › 
ويقول : « أنا الني لا كذب » أنا ابن عبد المطلب » » وإذا اشتد » اتقوا به . 

وكان أقربهم إلى العدو » وكان مجعل لأصحابه شعارا ني الحرب 
يُعرفون به » وكان شعارهم مرة : أمت أمت » ومرة : يامنصور »› ومرة : 
حم لا ينصرون . 

وكان يلبس الدرع واللحوذة » ويتقلد السيف »› وحمل الرمح والقوس 
العربية ويترس بالرس ٠‏ ومحب اللحيلاء في الحرب › وقال : «إن منها 
ما محب اله » ومنها ما ببغض الله » فأما اني حب الله » فاختيال الرجل 
بنفسه عند اللقاء » واختياله عند الصدقة » وأما الي يبغض الله عز وجل » 
فاحتياله في البغي والفجور » وقاتل مرة با منجنيق » نصبه على أهل الطائف› 


— 4 — 


وكان ينهى عن قتل النساء والولدان » وينظر في المقاتلة »> فمن رآه أنبت › 
قتله › وإلا استحیاه . ` 


وكان إذا بعث سرية يوصيهم بتقوى الله » ويقول : « سبروا بسم اله 
وني سيل الله » قاتلوا من كفر بالله » ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تغلوا 
ولا تقتلوا وليداً» وکان ينهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو » ويأمر 
أمر سريته أن بدعو عدوه قبل القتال › إما إلى الإسلام والمجرة › أو 
الإسلام دون المجرة » ويكونون كأعراب المسلمين ليس هم نصيب في 
الفيء » أو بذل الحزية › فإن هم أجابوا إليه > قبل منهم › وإلا استعان 
بالله وقاتلهم . 

وكان إذا ظفر بعدوه أمر منادياً » فجمع الغنائم كلها › فبدأ بالأسلاب 
فأعطاها لأهلها » ثم أخرج حمس الباتي » فوضعه حيث أراه الله وأمر به ء 
من مصالح المسلمين » ثم يرضخ من الباق لن لا سهم له من النساء والصبيان 
والعبيد » تم قسم الباق بالسوية بن اليش للفارس ثلاثة أسهم › وللراجل 
سهم ٠‏ هذا هو الصحبح . 

وكان ينفتل من صلب الغنيمة بحسب ما يراه من المصلحة » وجمع 
لسلمة بن الا كوع ني بعض مغازيه بن سهم الراجل والفارس فأعطاه خمسة 
لعظم غنائه » وكان يسوي بن الضعيف والقوي ني القسمة ما عدا النفل › 
وكان إذا أغار ني أرض العدو » بعث سرية بن يديه » فما غنمت أخرج 
حمسه » ونفلها ربع الباقي » وقسم الباتي بينها وبن سائر المحيش » وإذا 
جع فعل ذلك » ونفلها الثلث › ومع ذلك كان يكره النفل ويقول : 


— (+0 — 


« ليرد قوي المؤمنن على ضعيفهم » » وكان له سهم من الغنيمة يدعى 
الصفي إن شاء عبداً » وإن شاء فرساً ختاره قبل القسم . 

قالت عائشة : كانت صفية من الصفي . رواه أبو داود » وکان 
سيفه ذو الفقار من الصفي › وكان يسهم لمن غاب لمصلحة المسلمين › ها 
أسهم لعثمان من بدر لتمريض ابنته » فقال : « إن عثمان انطلق ني حاجة الله 
وحاجة رسوله» » فضرب له بسهمه وأجره . 


وکانوا پشرون معه ي الغزو ویبیعون وهو یراهم ولا ینهاهم › وکانوا 
يستأجرون الأجراء للغزو » وذاك على نوعن . أحدهما : أن مرج 
الرجل » ويستأجر من نخدمه . الثاني : أن يستأجر من مخرج للجهاد › 
ويسَمون ذلك ابخعائل » وفيها قال صلى الله عليه وسلم : « للغازي أجره › 
وللجاعل أجره » وأجر الغازي » » وكانوا يتشاركون في الغنيمة » على نوعين 
أيضاً . أحدهما : شركة الأبدان . 


والثاني : أن يدفع الرجل بعره أو فرسه يغزو عليه على النصف مايغنم 
حى ربا اقتسما السهم فأصاب أحدهما قدحه »› والآخر نصله وريشه . قال 
ابن مسعود : اشاركت أنا وعمار وسعد فيما نصيب يوم بدر › فجاء سعد 
بأسرين ولم أجي ء أنا وعمار بشيء . 

وكان يبعث السرية فرساناً تارة » ورجالا أخرى » ولا يسهم لمن قدم 
بعد الفتح › وكان بعطي سهم ذوي القري ني بي هاشم وبي المطلب دون 
إخوم من عبد شمس ونوفل › وقال : « إا بنو المطلب > وبنوهاشم 
شيء واحد » وشبك بن أصابعه » وقال : «إنيم لم يفارقونا في جاهاية 


س ٦ء۷‏ س 


ولا إسلام » » وكان المسلمون بصيبون معه ي مغاز-يم العسل والعنب والطعام 
فبأکاونه ولا یرفعونه ني الغاام . وقیل لابن أي أوفى : هل نتم تخمسون 
الطعام ؟ فقال : أصبنا طعاماً يوم خيبر »> وکان الرجل جيء فيأحذ منه 
مقدار ما يكفيه » ثم ينصرف . وقال بعض الصحابة : كنا نأخذ المحوز 
تي الغزو » ولا نقسمه » حى إن كنا لأرجع إلى رحالنا > وأجربنا منه ' 
ملوءة » وكان ينهى عن النهى والمئلة » وقال : «من انتهب ببة فليس 
مشا» . 

وكان ينهى أن يركب الرجل دابة من الفيء » فإذا أعجفها ردها فيه 
وآن يابس لوباً من الفيء فإذا آخلقه رده فه > ولم نع من الانتفاع به 
حال الحرب » وکان یشدد في الغلول جد ویقول : « عار ونار وشنار على 
أهله يوم القيامة » » ولا أصيب غلامه مدعَم » قال بعض الصحابة : هنبا 
له الحنة . فقال « كلا والدي نفسي بيده إن الشملة الي أخذها يوم خيبر من 
الغنائم م تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً» فجاء رجل بشراك أو شراكن 
لما سمع ذلك فقال : « شراك أو شراكان من نار » . 

وقال لمن کان على قله وقد مات : « هو ثي النار» فذهبوا بنظرون › 
فوجدوا عباءة قد غلها » وقالوا ني بعض غزواتہم : فلان شهید » وفلان 
شهید . حی مروا على رجل » فقالوا : وفلان شهید > فقال : « کلا إن 
رأيته في النار في بردة غلتها أو عباءة » ثم قال : « یا ابن الحطاب اذهب 
فناد في الناس إنه لا يدخحل الحنة إلا المؤمنون » وكان إذا أصاب غنيمة أمر 
بلالا » فنادى ني الناس فيجيئون بغنانمهم » فيخمسها ويقسمها » فجاء 
رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


— Yo¥ — 


« أسمعت بلالا بنادي ؟ » فقال : نعم » قال : « فما منعك ن تجيء به ؟ » 
فاعتذر فقال : « كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك » » وأمر بتحريق 
متاع الغال » وضربه وحرقه اللحليفتان بعده »> فقيل : منسوخ للأحاديت 
الي ذكرت ٠‏ ولم مجيء التحريق فيها » وقيل - وهو الصواب - : إنه من 
باب التعريز والعقوبات الالية الراجعة إلى اجتهاد الأئمة كقتل شارب اللحمر 
ني الثالثة والرابعة . 


— eA — 


فصل 
NES ae ES‏ 
ا وا شدای 
ا س )2 n‏ اگ سے یر ا 


كان عن على بعضهم » ويقتل بعضهم › ويفادي بعضهم بالال › 
وبعضهم بأساری المسلمن » فعل ذلك كله حسب المصلحة › واستأذنه 
الأأنصار أن يتركرا لعمه العباس فداءه فقال : « لا تدعوامنه درهماً» › 
ورد سبي هوازن عليهم بعد القسمة › واستطاب قلوب الغانمىن وعوض 
من م يطب من ذلاث بکل إنسان ست فرائض . 

وذکر أحمد عن ابن عباس أن بعضهم م یکن له مال » فجعل رسول 
الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة » فدل 
على جواز الفداء بالعمل . والصواب الذي عليه هديه وهدي أصحابه 
اسبرقاق إلعرب » ووطء إمانبن إعلك اليمين من غر اشاراط الإسلام »> 
وكان نع التغريق في السي بن الوالدة وولدها » ويعطي أهل اليت جميماً 
كراهة أن يفرق بينهم . 

وثبت عنه أنه قتل جاسوساً من المشركن » ولم يقتل حاطب لما جس » 
وذکر شهوده بدراً » فاسټدل به من لا یری قدل الحاسوس » واستدل 
به من يرى قتله > كمالك ٠‏ لتعليله بعلة مانعة من القتل ولو منع الإسسلام 
م يعلل با » والحكم إذا عال بالأعم كان الأخص عدم التأنر . 


۲۹ — 
(م ۱٤‏ مختصر زاد الماد ) 


وكان هديه عتتق عبيسد المشركن إذا خرجوا إلى المسلمين فأسلموا . 


وکان من هدیه أن من أسلم على شي ء ي يده فهو له > وم یکن يرد 
على المسلمين أعيان أمو اهم الي أخذها الكفار بعد إسلامهم . 


ولبت عنه أنه قسم أرض قريظة والنضير » ونصف خيبر بن الغانمين » 
وعزل نصف خير لمن نزل به من الوفود والأمور ونوائب المسلمين › 
وم يقسم مكة » فقالت طائفة : لالجا دار السك » فهي وقف من الله 
على عباده . 


وقالت طائفة : الإمام حير ني الأرض بن قسمتها » وبن وقفها 
لفعله صلى الله عليه وسلم ‏ قالوا : والأرض لا تدخل ي الغنائم المأمور 
بقسمتها » لن اله م علها لغبر هذه الأمة > وأحل فم ديار الكفار وأرضهمء 
كقوله تعالى (كذلك وأورثناها بي إسرائيل ) « سورة الشعراء : ٠١‏ » والني 
صلى الله عليه وسلم قسم وترك » وعمرٌ م يقس » بل ضرب علیها خراجاً 
مستمراً للمقاتلة » فهذا معى وقفها ليس الوقف الذي بنع من نقل اللك » 
بل جوز بيعها كما هو عمل الأمة » وقد أجمعوا على آنا تورث » ونص 
أحمد على جواز جعلها صداقاً » والوقف إنما امتنع بيعه لإبطال حق البطون 
الموقوف عليهم » والمقاتلة حقهم قي خراج الأرض ٠‏ فلا يبطل بالبيع › 
ونظره بيع رقبة المكاتب › وقد انعقد فيه سبب الحرية بالكتابة » فإنه 
ينتقل إلى المشتري مكاتباً كما كان عند البائع . 


ومنع صلى الله عليه وسلم من إقامة المسلم بين المشركن إذا قدر على 
المجرة وقال : « آنا بريء من كل مسلم يقم بين أظهر المشركن » قيل : 


—— ١ 


بارسول الله ولم ؟ قال : « لا تراآی ناراهما» وقال : «من جامع المشرك »› 
وسکن معه فهو مثله » » وقال : «لا تنقطع المجرة حى تنقطع التوبة > 
ولا تنقطع التوبة › حى تطلع الشمس من مغربا » وقال : «ستکون 
هجرة بعد هجرة » فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهم عليه 
السلام » ويبقى ي الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم تقذرهم 
نفس الله وحشرهم الله مع القردة والخحنازير » . 


٢۱١ 


فصل 


و 
a‏ م 
لا سے ن کی 
eA!‏ 4 سے * 6 ۹ 
E ERNE‏ 
کے کے e‏ سا ب ا 
SREB‏ 
ty‏ ا را روو ر ا 


ثبت عنه أنه قال : «ذمة المسلمين واحدة يسعى با أدناهم » فمن 
أخفر مسلماً » فعليه لعنه الله واللائكة والناس أجمعن » لا يقبل الله منه 
يوم القيامة صرفاً ولا عدلا») . 

وثبت عنه أنه قال : « من کان بينه وبن قوم عهد › فلا حان عقدة » 
ولا يشهدها حى عضي أمده » أو ينبذ إليهم على سواء» وقال : « من أمن 
رجلا على نفسه فقتله » فنا بريء من القاتل » ویذ کر عنه : « ما نقض 
قوم العهد إلا أديل عليهم الودو» . 

ولا قدم المدينة » صار الكفار معه ثلالة أصناف : قم صالحھم عل 
آن لا حار بوه ولا الوا عليه » وقسم حاربوه » وقسم م یصالموه ولم اربوه» 
بل انتظروا ما یؤول إلبه أمره » تم من هؤلاء من کان حب ظهوره » وانتصاره 
ي الباطن ۽ ومنهم من بحب ظهور عدوه عليه ۽ ومنهم من دخل معه ي 
الظلاهر » وهو عدوه ني الباطن » فعامل كل طائفة با أمره به ربه تعالى . 

فصالح مود المدينة » فحاربته قينقاع بعد بدر » وشرقوا بوقعتها › 


— ۲ 


وأظهروا البغي والحسد » تم نقض بنو النضار › فغزاهم وحصرهم »› وقطع 
نخلهم وحرقه » تم نزلوا على أن غخرجوا من المدينة » وهم ما حملت الإبل 
إلا السلاح » وذكر الله قصتهم ني سورة الحشر » تم نقضت قريظة » وهم 
أغاظ اليهود كفراً » ولذاك جرى عايهم ما جر على إخوانم » فهذا حكمه 
ني مود المدينة . وكانت غزوة كل طائفة منهم عقب غزوة من الكبار ٤‏ 
فبنو قينقاع عقب بدر » وبنو النضير عقب أحد » وقريظة عقب اللحندق . 
وأما آهل خيبر فسيأتي ذكرهم . 


وكان هديه إذا صالح قوماً » فنقض بعضهم ٠‏ وأقرهم الباقون › 
ورضوا به » غزا الحميع » ها فعل بقريظة والنضر وأهل مكة » فهذه 
سنته ي أهل العهد. 

وعلى هذا ينبغي أن نجرى آهل الذمة ۷ا صرح به أصحاب أحمد 
وغرهم » وخالف أصحاب الشافعي » فخصوا نقض العهد عن نقضه 
وفرقوا بينهما بآن عقد الذمة آكد » والأول أصوب » وبيذا أفتينا ولي الأمر 
لا حرق النصارى أموال المسلمن بالشام » وعلم بذاك من علم منهم › 
وواطؤوا عليه » ولم يعلموا به ولي الأمر » وأن حده القتل حتماً »> ولاځير 
الإأمام فيه » کالاسبر بل صار القتل له حداً . 

والإسلام لا يسقط القتل إذا كان حداً ممن هو تحت الذمة ملتزماً أحكام 
اللة » بخلاف الحري إذا أسلم فهذا له حكم ٠‏ والذمي الناقض له حكم 
آخر » وهذا الذي تقتضیه نصوص أحمد › وآفی به شيخنا ني غر 
موضع . 


— ۳ 


وکان هدیه إذا صالح قوماً » فانضاف إليهم عدو له » فدخلوا معهم “ 
وانضاف إلیه آخرون » صار حکم من حارب من دخل معه من الکفار 
حكم من حاربه » وبهذا السبب غزا أهل مكة › وبذا آفى شيخ الإسلام 
بغزو نصارى المشرق لا أعانو عدو المسلمين على قتاهم » وأمدوهم بالمال 
والسلاح ورآهم بذاك ناقضن للعهد » فكيف إذا أعان أهل الذمة المشركن 
على حرب المسلمين . 

وکانت تقدم عليه رسل أعدائه » وهم على عداوتہم » فلا يجهم »› 
ولا قدم عليه رسولا مسيلمة › فتكلما عا قالا » قال : «لولا أن الرسل 
لا تقتل لضربت أعناقکما » فجرت سنته أن لا بقتل رسول . وکان هدیه 
أیضاً أن لا حبس الرسول عنده إذا اختار دینه › بل یرده › كما قال أبو رافع : 
بعثتي قريش إليه » فوقع ني قلبي الإسلام » فقلت : يارسول الله لا أرجع . 
فقال : « إني لا أخيس بالعهد » ولا أحبس البرد » ارجع إليهم › فإن 
كان ني قلبك الذي فيه الآن فارجع » . 

قال أبو داود : وكان هذا ني المدة الي شرط أن يرد إليهم من جاءه 
منهم › وأما اليوم فلا يصلح هذا . وقي قوله : « لا أحبس البرد» إشعار 
بأن هذا ختص بالرسل مطلقاً » وأما رده من جاء مسلماً » فهذا نما يكون 
مع الشرط . وأما الرسل فلهم حكم آخر . 


ومن هديه أن أعداءه إذا عاهدوا واحداً من أصحابه على عهد لا يضر 
بالمسلمين بغر رضاه أمضاه » كما عاهدوا حذيفة وأباه أن لا يقاتلاهم معه 
صلل الله عليه وسلم › فقال : «انصرفا نفي هم بعهدهم › ونستعن الله علیهم». 


س ۷4 س 


وصالح قریشاً عشر سنن على آن من جاءه مسلماً رده » ومن جاءهم 
من عنده لا يردونه » واللفظ عام ني الرجال والنساء › فلسخ الله ذلك في 
النساء » وأمر بامتحانين » فإن علموها مؤمنة م ترد » ویرد مهرها . 

وأمر المسلمين أن يردوا على من ارتدت امرأته إليهم مهراً إذا عاقبوا 
بآن جب عليهم رد مهر المهاجرة لردوه إلى من ارتدت امرأته ولا يردونا 
إلى زوجها » فهذا هو العقاب » وليس من العذاب ني شيء . 

ففيه أن خروج البضع من ملك الزوج متقوم » وأنه بالمسمى لا بمهر 
الل » ون أنكحة الكفار صحيحة » وأنه لا تجوز رد المسلمة المهاجرة › 
ولو شرط »> وآن المسلمة لا محل ها نكاح الكافر » وأن المسلم له أن 
يتروج المهاجرة إذا اعتدت ٠‏ وآناها مهرها › ففيه أبن دلالة على خروج 
البضع من ملك الزوج » وانفساخ النكاح بالمجرة وفيه تحرم نكاح المشركة 
هذه أحكام استفيدت من الآبة بعضها مجمع عليه » وبعضها ختلف فيه › 
وليس لن ادعى نسخها حجة » فإن الشرط إن اختص بالرجال ل يدخلن › 
فنهی عن ردهن . 

وأمر برد المهر » وأن يرد منه على من ارتدت امرأته إليهم المهر الذي 
أعطاها » ثم أخبر أن ذلك حكمه الذي محکم به بن عباده » وأنه صادر. 
عن علمه وحکمته » ولم یأت عنه ما ينافیه بعده › ولا صالحهم عل رد 
الرجال كان صلى الله عليه وسلم بمكنهم أن يأخذوا من أنى إليه منهم › 
ولا یکرهه على العود » ولا یأمره به » وکان إذا قتل منهم › أو أحذ مالا 
وقد فصل عن يده › ولا یلحق بهم م ینکر عليه ذلك » وم يضمنه هم › 
لأنه ليس نحت قهره ولا أمره بذاك وم بقتض عقد الصلح الأمان على النفوس 


ےہ ٢(٥‏ س 


والأموال إلا من هو تحت قهره كما ضمن لبي جذ عة ما أتلف خالد »وأنكره 


ولا کان خالد متأولاً وکان غزاهم بأمره صلى الله عليه وسلم » ضمنهم 
بنصف ديانهم لجل التأويل والشبهة > وأجراهم في ذلك مجرى أهل الكتاب 
الذين عصموا بالذمة لا بالإسلام » ولم يقتض عقد الصلح أن ينصرهم على من 
حاربهم ممن ليس ني قبضته › ففيه أن المعاهدين إذا غراهم من ليس نحت 
يد الإمام » وإن كان مساماً أنه لا مجحب على الإمام رده › ولا ضمان ما أتلف . 

وأخذ الأحكام المتعلقة بالحرب والمصالح والسياسات من هديه أولى 
من الآراء »> وعلى هذا فإذا كان بن بعض ملوك المسلمين » وبعض أهل 
الذمة عهد » جاز للك آنحر لا عهد بينه وبينهم أن يغزوهم › ها أفى به 
شيخ الإسلام في نصارى ملطية » مستدلا بقصة أي بصر » وكذلك صالح 
أهل خيبر لا ظهر عليهم على أن مجليهم منها » وهم ما حملت ركام › 
ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء والسلاح › واشترط أن 
لا يكتموا » فإن فعلوا فلا ذمة هم » فغيّبوا مسكاً » فيه مال لحي بن أخطب 
احتمله معه حن أجليت النضر » فال عم حيي عنه »> فقال : أذهبتة 
النفقات والحروب » فقال : « العهد قريب > وال مال أكثر من ذلك » فدفعه 
إلى الزبر » فمسه بعذاب » فقال : رأيت حيياً يطوف في خربة ها هنا » 
فوجدوه فيها › فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي آي الحقيق › 
أحدهما زوج صفية بنت حبي » وس نساءهم وذرار ہم › وقسم أموالهم 
بالنكث وآراد أن بجليهم » فقالوا: دعنا نكون فيها نصلحها › فنحن أعلم 
.جا » ولم يكن له ولا لأصحابه غلمان يكفونيم » فدفعها إليهم على الشطر من 


— ۳۷۹ 


كل ما خرج منها من تمر أو زرع وهم الشطرء وعلى أن يقرهم ما شاء › 
ولم يعمسهم بالقتل » كا عم قريظة لاشتر اك أولئك ني نقض العهد . 

وأما هؤلاء » فالذين علموا بالمسك وغيتبوه > وشرطوا له أنه إن 
ظهر فلا ذمة هسم ٠‏ قتلهم بشرطهم » ولم يعم أهل خيبر » فإنه من المعلوم 
أن جميعهم لم يعلموا بالمسك » فهذا نظر الذمي والمعاهد إذا نقض » ولم 
ماله عليه غره . 

ودفعه الأرض على النصف دليل ظاهر على جواز المساقاة والمزارعة › 
وكون الشجر نخلا لا أثر له ألبتة » فحكم الشيء حكم نظره » فبلد الأعناب 
وغرها حكم شجرها حكم النخل سواء . وفيه أنه لا يشترط كون البذر 
من رب الأرض » فإنه م يعطهم بذراً ألبتة » وهذا مقطوع به » حى قال 
بعض أهل العلم : لو قيل باشتراط كونه من العامل لكان أقوى . والذين 
اشترطوه من رب الأرض ليس معهم حجة أصلا أكثر من القياس على 
المضاربة » وهذا إلى أن يكون حجة عليهم أقرب » فإن ني المضاربة يعود 
رأس الال إلى الالك » ولو شرط ني المزارعة فسدت عندهم › فأجروا 
البذر مجرى سسائر المغل وأيضاً فإن البذر جاز جرى للماء والمنافع »> فإن 
الزرع لا يتكون به وحده » بل لا بد من السقي والعمل ٠‏ والبذر 
عوت وينشيء الله اأزرع من أجزاء أخر تكون معه من الماء والريح والشمس 
والراب والعمل » فحكمه حكم هذه الأجزاء » وأيضاً فإن الأرض نظر 
رأس المال » وهذا يقتضي أن يكون المزارع أولى بالبذر فالذي جاءت 
به السنة هو الموافق للقياس . 

وفيها عقد المدنة من غر توقيت » بل ما شاء الإمام » ولم مجيء بعده 


س ۲۹۷ س 


ما ينسخه ألبتة » لكن لا حاربهم حى يعلمهم على سواء › ليستووا هو وهم 
ني العلم بنقض العهد . 

وفيه جواز تعزير المتهم بالعقوبة » فإن الله سبحانه قادر أن يدل رسوله 
صلى الله عليه وسلم على الكنز » ولكن أراد أن يسن للأمة عقوبة التهمن » 
ويوسع هم طرق الأحكام رحمة بهم وتيسراً عليهم . وفيه الأخذ بالقرائن 
لقوله : « العهد قريب والمال أكر من ذلك » وكذلك فعل ني الله سلیمان 
في تعيين أم الطفل » وهو صلى الله عليه وسلم لم يقصها علينا - أي : قصة 
سليمان - لنتخذها سمراً » بل لنعتبر بها ني الأحكام » بل الحكم بالقسامة ء 
وتقدم أعان مدعى القتل هو من هذا استناداً إلى القرائن الظاهرة › بل ومنه 
رجم الملاعنة استناداً إلى التوث الظاهر الذي حصل بالتعاه ونكوها . 

ومنه قبول شهادة أهل الكتاب على المسلمين ي الوصية في السفر » 
وأن ولي اميت إذا اطلعا على خيانة من الوصيين › جاز هما أن علا › 
ويستحقا ما حلفا عليه » واللوث ي الأموال نظر اللوث تي الدماء › وأولى 
باجواز منه » وعلى هذا إذا اطلع الرجل المسروق ماله على بعضه في يد 
خائن معروف ولم يبن آنه اشساراه من غبره » جاز له أن علف أن بقية 
ماله عنده » وأنه صاحب السرقة استناداً إلى التوث الظاهر نظر حلف 
أوليساء المقتول ي القسامة » بل أمر الأموال أخحف . 

ولذلك لبتت بشاهد ون › وشاهد وامرأتن بحلاف الدماء » والقرآن 
والسنة يدلان على هذا وهذا » وليس مع من ادعى اللسخ حجة أصلا › 
فإنه ئي سورة الائدة وهي من آخر ما نزل » وحكم إموجبها الصحابة 
بعده . 


— ۸ 


ومن هذا استدلال شاهد يوسف بالقمیص »› وحکاه الله مقرراً له › 
والتأسي بہذا وآمثاله في [قرار الله له لا ني جرد حکايته . 

ولا أقرهم صلى الله عليه وسلم كان يبعث كل عام من خرص عايهم . 
لثمار » فينظر كم مجيء منها » فيضمنهم نصيب المسلمن » ويتصرفون 
فيها » وكان يكتفي بخارص واحد » ففيه خرص الثمر وقسمته خرصاً على 
رؤوس النخل » ويصر نصيب أحدهما معلوماً وإن أ يتميز بعد › لمصلحة 
اللمار . 

وعلى أن القسمة إفراز لا بيع » وعلى جواز الاكتفاء بخارص واحد » 
وقاسم واحد » وعلى أن لمن الثمار ني يده أن يتصرف فيها بعد الخرص › 
وبضمن نصیب شریکه . 

فلما کان زمن عمر ذهب ابنه عبد الله لی ماله عیبر » فعدوا عليه › 
وألقوه من فوق بيت » وفكوا يده » فأجلاهم عمر إلى الشام > وقسمها 


۳۹۹ س 


فصل 


وأما هديه في عقد الذمة » وأخذ الحزية » فلم يأخذ جزية إلا بعد 
نزول ( براءة ) في السنة الثامنة » فلما نزلت آية الحزية أخذها من المجوس 
وأهل الكتاب » ول يأحذها من مود خيبر » فظن من غلط أنه مختص بأهل 
خيبر » وهذا من عدم فقهه › فإنه صالهم قبل نزول الآية > ثم أمره الله 
أن يقاتل أهل الكتاب حى يعطوا الحزية » فلم يدخلوا في ذلك » لن العقد 
تم قبلھا على ما ينهم وينه » فلم بطالبهم بغبره » وطالب سواهم من ۾ 
يكن له عهد ٠‏ فلما أجلاهم عمر › تغيّر ذلك العقد » وصار هم حكم 
غبرهم من أهل الكتاب » ولا كان ني بعض الدول الي خفيت فيها 
السنة » أظهر طائفة منهم كتاباً قد عتقوه وزوروه › فيه : أنه صلى الله عليه 
وسلم أسقط عن أهل خيبر ابحزية وفيه شهادة علي بن أي طالب » وسعد 
ابن معاذ » وجماعة من الصحابة فراج على من جهل السنة › وظنوا صحته › 
فاجروا حكئه حى ألقي إلى شبخ الإسلام » وطلب منه أن يعن على تنفيذه › 
فبصق عليه » واستدل على كذبه بعشرة أوجه . 

منها أن سعداً توي قبل خيبر . 

ومنها أن الحزية م تكن نزلت بعد . 

ومنها نه سقط عنهم الكلف والسخر ٠»‏ ولم يكونا في زمنه صل الله 
عليه وسلم » ونما هي من وضع اللوك الظلمة > واستمر الأمر 
عليها . 


— + — 


ومنها أن هذا الكتاب لم يذ كره أحد من أهل العلم › لا من أهل السر 
ولا من آهل الحديث ٠‏ ولا غبرهم » ولا أظهروه تي زمان السلف لعلمهم 
نهم يعرفون كذبه » فلما خفيت السنة زوّروا ذلك » وساعدهم بعض الحائننن 
لله ولرسوله » ولم يستمر » حى كشف الله أمره » وبين خلفاء الرسل 
بطلانه » ولم يا خذ ابحزية من عباد الأصنام › فقيل : لا تؤخذ من كافر 
غر هؤلاء » ومن دان دینهم اقتداء بأخذه وتركه » وقيل : تؤخذ من عبدة 
الأصنا م من العجم دون العرب › والأول قول الشافعي وأحمد في رواية . 

والثاني : قول أي حنيفة وأحمد في أخرى » ويقولون : لم يأخذها 
من العرب ٠‏ لأنها فرضت بعد إسلامهم ٠‏ ولم يبق بأرض العرب مشرك »› 
وهذا غزا بعد الفتح تبوك » ولو کان بأرض العرب مشرکون لکانوا يلونه › 
وكانوا أولى بالغزو من الأبعدين » ومن تأمله علم أن الأمر كذلك » قالوا : 
وقد أخذها من الجوس » ولا يصح أن هم كتاباً ورفع » ولا فرق بن 
عباد الأصنام » وعباد النار بل أهل الأوثان فيهم من التمسك بدين إبراهم 
ما م يكن في عباد النار » بل عباد النار أعداء إبراهي » وعلى هذا تدل السنة 
ما ني « صحيح مسسلم » : «إذا لقيت عدوك من المشركان ٠‏ فادعهم 
إلى إحدى ثلاث » إلى آخره . 

وقال المخرة لعامل كسرى : أمرنا نبينا أن نقاتلكم حى تعبدوا الله » 
أو تؤدوا ابحزية . 

وقال صلى الله عليه وسلم لقريش : « هل لكمني كلمة تدين لكم بها 
العرب > وتؤدي العجم إليكمالحزية » ؟ قالوا : ما هي ؟ قال : « لا إله 
إلا الله » . 


س ۲۷ س 


وصالح أهل نجران على ألفي حلة » وعارية لان درعاً وثلائن 
فرساً » وثلائن بعرآً » ولان من كل صنف من كل آصناف السلاح 
بغزون ا والمسامون ضامنون هم حى يردوها عليهم إن كان باليمن 
كيد أو غدرة » على آن لا .يدم شم بيعة » ولاخرج هم قس ولا يفتون 
عن دينهم ما لم حدثوا حدثاً أو يا كلوا الربا » ففيه انتقاض عهسد أهل الذمة 
بإحداث الحدث » أو أكل الربا إذا شرط عليهم . 

ولا وجه معاذاً إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل حتلم ديناراً أو قيمته من 
المعافري وهي ياب باليمن › ففيه أنها غر مقدرة ابحنس ولا القدر › 
بل بحسب حاجة المسلمين » وحال من تؤخذ منه» ولم يفرق صل الله عليه وسلم 
ولا خلفاؤه بن العرب وغرهم › أخذها من مجوس هجر وهم عرب » 
فإن العرب كل طائفة منهم تدين بدين من جاورها من الأمم » فكانت 
عرب البحرين مجوماً > وتنوخ وبهرة وبنو تغلب نصاری » فلم يعبر 
آباءهم ولا مى دخلوا في دين أهل الكتاب » وثبت عنه أن من الأنصار 
من تود أبناؤهم بعد نسخ شريعة موسمی فأراد آباؤهم إکراههم على 
الإسلام » فأنزل الله : ( لا إكراه في الدين ) الآية « سورة البقرة : ٠٠١‏ » › 
وقوله : « خذ من کل حالم دینارآً» دلیل على أا لا تؤخذ من صي ولاامرأة » 
واللفظ الذي روي : «من كل حالم أو حالة » لا يصح وصله » وهو منقطع › 
وهذه الزيادة م يذ كرها سائر الرواة » ولعلها من تفسر بعضهم . 


— ۲ 


فصل 
OEE‏ 
اي 0 4 ۱ ۹ 
وننش الوا RIA‏ 
< کا ا کی سے EU)‏ 
SEES‏ 
ESERIES)‏ 


أول ما أوحى إليه ربه تبارك وتعالى أن يقرا باسم ربه الذي خلقه » 
وذلك أول نبوته ٠‏ ثم أنزل عليه :( يا أا المدثر قم فأندر) «سورة المدثر )۲١٠:‏ 
فارسله با » ثم آمره آن ینذر عشرته الأقربن » فأنذر قومه › ثم أنذر من 
حوهم من العرب ثم أنذر العرب قاطبة » ثم أنذر العالمن » فأقام بضع عشرة 
سنة ينذر بغر قتال » ويؤمر بالصبرء تم أذن له في الهجرة » ثم أذن له ي 
القتال » مم آمره أن يقاتل من قاتله » ثم أمره أن بقاتل المشركن حى يكون 
الدين كله لله . 


2 


م کان الكفار معه بعد الأمر بالحهاد ثلالة : أهل هدنة » وأهل 
حرب » وأهل ذمة » فأمره أن يفي لأهل المدنة ما استقاموا › فإن حاف 
نبذ إليهم » وأمره أن يقاتل من نقض عهده » ونزلت ( براءة ) 
ببيان الاقسام الثلائة » فأمره بقتال أهل الكتاب حى يعطوا الحزية » وأمره 
مجهاد الكفار والمنافقن » فجاهد الكفار بالسيف ٠‏ والمنافقن بالحجة » 
وأمره بالبراءة من عهود الكفار » وجعلهم للاثة أقسام : قم آمرہ الله 
بقتاهم وهم الناقضون › وقسم هم عهد موقت لم ينقضوه » فأمره بإ امه 


— ۳ — 


إلى مدته » وقسم هم عهد مطلق أو لا عهد هم › وم حاربوه › فأمره ن 
يۇجلهم أربعة أشهر »> فإذا انسلخت قاتلهم وهي المد كورة في قوله : 
( فإذا افسلخ الأشهر الحرم ) « سورة التوبة ٠:‏ » وأوها: العاشر من ذي الحجة 
يوم الأذان » وآخرها العاشر من ربيع الآخر » وليت الأربعة المذكورة 
ي قوله : (منها أربعة حرم ) ولم بسي المشركين فيها » فإنه لا مكن لأا 
غر متوالية » وقد أمر بعد انسلاخ الأربعة بقتاهم » فقاتل الناقض ٠‏ وأجنّل 
من لا عهد له » أو له عهد مطلق أربعة أشهر › وأمره أن يم للموف عهده 
إلى مدته » فأسلموا كلهم » ولم يقيموا كفاراً إلى مدنهم » وضرب على أهل 
الذمة الحزية › فاستقر أمرهم معه ثلاثة أقسام : غاربن > وأهل عهد › 
وأهل ذمة » ثم صار أهل العهد إلى الإسلام › فصاروا قسمين : محاربن » 
وأهل ذمة » فصار أهل الأرض ثلائة أقسام : مسلم » ومسام » وخائف 
عحارب . 

وأما سرته ني النافقن » فأمر أن يقبل علانيتهم » وجاهدهم بالحجة › 
ويعرض عنهم › ويغلظ ويبلغ بالقول البليغ إلى نفوسهم » وني أن يصلي 
عليهم » وآن يقوم على قبورهم »› وآخبر أنه إن استخفر لم أو م يستغفر 
هسم » فلن بغفر الله هسم . 


— 4 


فصل 


وأما سرته مع أوليائه › فأمر أن يصبر نفسه مع الذين يدعون رم 
بالغداة والعشي يريدون وجهه » وأن لا تعدو عيناه عنهم › وآن يعفو عنهم › 
ويستغفر هم » ويشاورهم » وبصي عليهم » ومر بجر من عصاه ولف 
عنه حى يتوب كما هجر الثلاثة » وأمر أن بق الحدود فيهم على الشريف 
والوضيع . 

وأمر في دفع عدوه من شباطن الإنس أن يدفع بالي هي أحسن ۽ 
فيقابل الإساءة بالإحسان » والحهل بالحلم » والظلم بالعفو » والقطيعة 
بالصلة » وأخبر أنه إن فعل عاد العدو كأنه ولي حمم . 

وأمر ني دفع عدوه من شياطن الجن بالاستعاذة » وجمع له هذين 
الأمرين في للالة مواضع في ( الأعراف ) » و( المؤمنان ) › و( حم السجدة) 
وجمع له ي آية (الأعراف) مكارم الأخلاق كلها » فإن ولي الأمر له 
مع الرعية للالة أحوال : فعليهم حق يلزمهم له » وأمر عليه أن يأمرهم به › 
ولا بد من تفريط منهم ئي حقه » فأمر بأن يأخذ ما عليهم ما سمحت به 
أنفسهم وهو العفو » وأمر بأن يأمرهم بالعرف » وهو ما تعرفه العقول 
السليمة » والفطر المستقيمة › وأيضاً يأمرهم بالعرف لا العف › وأمر 
بأن يقابل جهلهم بالإعراض » فهذه سرته مع أهل الأرض جنهم وإنسهم › 
مۇمنهم وکافرهم . 


0 
(م ۱١‏ مختصر زاد المعاد ) 


فصل 


(» ۱ 
IEE‏ 0 و 
هه س( Rm‏ 


أول لواء عقده لحمزة ني رمضان على رأس سبعة أشهر من المجرة وبعثه 
في لان من المهاجرين خاصة » يعارض عر لقريش » جاءت من الشام » 
فيها أبو جهل ني ثلانمئة » فلما التقوا حجز بينهم جدي بن عمرو اجى » 
وكان حليفاً للفريقن . 

م بعث عبيدة بن الحارث في سرية إلى بطن رابغ في شوال ني ستن من 
امهاجرين » فلقي أبا سفيان ئي مائتن »فكان يينهم رمي » ولم يسلوا السيوف » 
وکان سعد أول من رمی بسهم ني سبيل الله » وقدآمها ابن إسحاق على 
سرية حمزة . 

ثم بعث سعدا إلى الحرار على رأس تسعة أشهر في عشرين راكباً » 
يعنرضون عرآً لقريش » فلما بلغوه » وجدوها مرت بالأمس › ثم غزا 
بنفسه غزوة الأبواء وهي أول غزوة غزاها بنفسه › خرج أي المهاجرين 
خاصة يعارض عرآً لقريش » فلم يلق كيدا . 

م غزا أبواط في شهر ربيع في مائدن من أصحابه يعارض عرآً لقريش › 
حى بلغ أبواط فلم يلق كيد فرجع . 


— ۲۲۹ 


ثم خرج على رأس ثلالة عشر شهراً لطلب كرز بن جابر لما غار 
على سرح المدينة » حى بلغ سفوان من ناحية بدر › ففاته كرز . 

ثم حرج على رأس ستة عشر شهرا في مالة وخمسين من المهاجرين › 
يعارض عراً لقريش ذاهبة إلى الشام » فبلغ ذا العشرة » فوجدها قد 
فاتته وهي الي خرج ي طلبها لا رجعت » فكانت وقعة بدر . 

ثم بعث عبد الله بن حلش إلى نخلة في الي عشر رجلا من المهاجرين› 
کل ان بعتقبان على بعر » فوصاوا إلى بطن نخلة برصدون عبرا لقريش › 
وأضل سعد وعتبة بن غزوان بعراً هما › فتخلفا تي طلبه » ونفذوا إلى 
بطن خلة » فمرت بهم عبر لقريش » فقالوا : نحن ني آخر يوم هن 
رجب » وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم . 

ثم أجمعوا على ملاقاتم » فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي › فقتله 
وأسروا عثمان والحكم > وأفلت نوفل » وعزلوا الحمس » فكان أول 
خمس ني الإسلام » فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم واشتد 
إنكار قريش » وزعموا ألم وجدوا مقالا » واشتد على المسلمن ذلك › 
فأنزل الله عز وجل : ( يسألونك عن الشهر الحرام ) الآية « البقرة:۲۱۷ » › 
يقول سبحانه : هذا وإن كان كرا » فما ارتكبتموه أنم من الكفر › والصد 
عن سبيل الله وبيته » وإخراج المسلمين الذين هم أهله منه »> والشرك الذي 
أنم عليه » والفتنة الي حصلت منكم أكبر عند الله » والأكار فسروا 
« الفتنة » هنا بالشرك » وحقيقتها : آنا الشرك الذي يدعو صاحبه إليه > . 
ویعاقب من ل يفتان به . 


— ۷ 


وهذا يقال هم في النار : ( ذوقوا فتنتكم ) « سورة الذاريات : ٠١‏ » 
قال ابن عباس :تکذیبکم » وحقیقته : ذوقوا نہایة فتنتکم › کقوله: ( ذوقوا 
ماكنم تكسبون ) « سورة الزمر : ۲٤‏ » . 

ومنه قوله تعالى : (إن الذين فتنوا المؤمدن والمؤمنات ) ١‏ سورة 
البروج : ٠١‏ » فسرت بإحراق المؤمنن بالنار » واللفظ أعم » وحقيقته : 
عذبوا المؤمدن ليفتنوهم عن دينهم . 

وأما الفتنة المضافة إلى الله كقوله : (فتنا بعضهم ببعض ) «سورة 
الأنعام : ٠۳‏ » ( إن هي إلا فتنتك ) « سورة الأعراف ٠١١:‏ » فهي الامتحان 
بالنعم والمصائب › فهذه لون وفتنة المشركن لون »› وفتنة المؤمن في ولده 
وماله وجاره لون آخر . 

والفتنة بين أهل الإسلام » كأهل احمل وصفّن لون آخر » وهي الي 
أمر فيها صلى الله عليه وسلم باعتزال الطالفتين . 

وقد تأني مرادآً بها المعصية » كقوله تعمالى : (ألا ني الفتنة سقطوا) 
« سورة التوبة : »٠١‏ أي : وقعوا في فتنة النفاق › وفروا إليها من فتنة 
بنات بي الأصفر . 

والمقصود أنه سبحانه حکم بن أولیائه وأعدائه بالعدل › وم يؤیس 
أولياءه إذا کانوا متأولن أو مقصرین تقصرآ يعفر هم في جنب ما فعلوه 
من التوحيد والطاعات واهجرة . 


— ۸ 


فصل 

فلما كان في رمضان من هذه السنة بلغه صلى الله عليه وسلم خبر العبر 
القبلة من الشام » فندب للخروج إليها ولم حتفل ها » لاه خرج مسرعاً 
ي ثلاامئة وبضعة عشر رجلا“ معهم فرسان على سبعن بعيرآ ۽ يعتقبو ا ۽ 
وبلغ الصريخ مكة › فخرجوا كما قال تعالى : ( بطرآً ورئاء الناس ويصدون 
عن سبيل الله ) « سورة الأنفال ٤۷:‏ » فجمعهم الله على غير ميعاد › كا قال 
تعالی : (ولو تواعدتم لاتلفم ني الميعاد ) الآية « سورة الأنغال : ٤١‏ ۾ » 
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خروجهم استشار أصحابه . 

فتكلم المهاجرون » فأحسنوا ء ثم استشارهم ثانياً » فتكلم المهاجرون › 
م استشارهم لالا » ففهمت الأنصار أنه يعنيهم »› فبادر سعد بن معا ٠‏ . 
فتكلم بكلامه المشهور » وقال التقسداد كلامه المشهور › فسَرً رسول الله ؛ 
صلى الله عليه وسلم با سمع من أصحابه وقال : « سبروا › وابشروا » ۰ 
فإن الله وعدني إحدى الطائفتن » وإني قد رأيت مصارع القوم » . 

فسار إلى بسر » فلما طلع المشركون وتراءى الحمعان »› قام ورفع يديه › 
واستنصر ربه » واستنصر المسلمون الله » واستغاثوه » فأوحى الله إليه : 
(آني مد كم بألف من الملالكة مردفین ) « سورة الأنفال : ٠۹‏ قرىء بكسر 
الدال وفتحها › فقيل : المعى ألم ردف لكم › وقيل : يردف بعضهم 
بعضاً إ يأنوا دفعة واحدة » فإن قيل : هنا ذكر ألفاً » وني (آل عمران) 
لاله آلاف وخمسة ؟ قيل : فيه قولان : 


— ۹ 


أحدهما : أنه يوم أحد » وهو معلق على شرط » ففات وفات 
الإمداد . 

والثاني : يوم بدر » وحجته أن السياق يدل عليه » كقوله : ( ولقد 
نصرکم الله ببدر وأنم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمۇمنن 
ألن يكفيكم ) الآية إلى قوله : ( وما جعله الله إلا بشرى ولتطمان قلوبكمبه) 
«سورة آل عمران :۱۳۲ - ٠۳١‏ . فلما استغالوه أمدهم بألف » ثم بثلالة » 
م بخمسة » وكان متابعة الإمداد أحسن موقعاً وأقوى لنفوسهم » وأسرً ها . 

وقال أهل القول الأول : القصة ني سياق أحد » ودخول بدر 
اعاراض » فذكرهم نعمته ببدر » ثم عاد إلى قصة أحد » وأخبر عن قول 
رسوله هم : (ألن يكفيكم ) الآبة » ثم وعدهم أنيم. إن صبروا واتقوا 
أمدهم بخمسة آلاف » فهذا من قول رسوله » والذي ببدر من قوله تعالی ؛ 
وهو مطاق » وذاك معلقق » والكلام في قصة أحد مستوفاة مطولة > وني 
( الأنفال ) قصة بدر مستوفاة مطولة » يوضحه قوله : ( ويأتوكم من قورهم 
هذا ) قال مجاهد : يوم أحد » وهذا يستلزم أن يكون الإمداد فيه › فلايصح 
٠‏ قوله : إن الإمداد يوم بدر › والإتيان من فورهم يوم أحد . 

ول ما عزموا على اللحروج ٠‏ ذكروا ما بينهم وبن بي كنانة من الحرب › 
فتبدى فم إبليس في صورة سراقة بن مالك » وقال : ( لا غالب لكم اليوم 
من الناس وإني جار لكم ) « سورة الأنفال : ٩‏ » من أن تأتيكم كنانة بشيء 
تکرهونه » فلما تعبّوا للقتال ورأى جند الله قد نزلت من السماء » فر > 
ونكص على عقبيه » فقالوا : إلى أين يا سراقة » ألم تكن قلت إنك جار 
لنا ؟ فقال : ر إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ) وصدق 


— (۳ 


ني قوله : ( إني أرى ما لا ترون ) وكذب ني قوله : (إني أخاف الله ) . 
وقیل : خاف أن بلك معهم وهو أظهر . ولا رآى النافقون ومن ني قلبه 
مرض قلة حزب الله » وكثرة أعدائه » ظنوا أن الغلبة بالكثرة › فقالوا : 
(غر هؤلاء دینهم ) » فأخبر سبحانه أن النصر بالتوکل لا بالکرة ولا بالعددء ۰ 
وأنه عزيز لا يغالب حكم ينصر المستحق وإن كان ضعيفاً . 

وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأن بدر والأسرى في شوال › 
ثم نض صلوات اله عليه بعد ذلك بسبعة أيام إلى بي سلم » فبلغ ماءيقال 
له : الكدر ٠‏ فأقام عليه لالا » ثم انصرف . 

ولا رجع فل المشركن إلى مكة نذر أبو سفيان ألا عس رأسه ماء حى 
يغزو رسول اله صلى الله عليه وسلم » فخرج ي مائي راکب حى بلغ 
طرف المدينة » وبات ليلة عند سلام بن مشکم » فبطن له خبر الناس »> 
فلما أصبح قطع أصواراً من النخل » وقتل رجلا من الأنصار وحليفاً له » 
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه ففاته » وطرح الكفار سويقاً 
کش رآ يتخففون به » فسّميت غزوة السويق . 

ثم غزا نجداً بريد غطفان » فأقام هناك صفراً كله من السنة الاللة م 
انصرف ولم یلق حرباً» ثم حرج بريد قريشاً » فبلغ ران » معدا بالحجاز» 
فلم يلتق حرباً » فأفام هناك ربيع الآخر وجمادى الأولى » ثم انصرف . 

ثم غزا بني قينقاع » ثم قعل كعب بن الأشرف » وأذن في قعل من وجد 
من اليهود لنقضهم العهد › وحار بتهم الله ورسوله . 

ولا قعل الله أشراف قريش ببدر وراس فبهم أبو سفیان » جمع 


— ۳۷ 


الحموع » وأقبل بهم إلى المدينة » فنزل قرياً من أحد . وكانت وقمة أحد 
المشهورة › واستعرض الشباب يومثذ › فرد من استصغره عن القتال › منهم 
ابن عمر » وأسامة » وزيد بن ثابت » وعرابة بن أوس » وأجاز من رآه 
مطقاً » منهم سمرة بن جندب » ورافع بن خديج » وهما خمس عشرة 
سنة » فقيل : أجاز من أجاز لبلوغه . وجعلوا حد البلوغ بالسن خمس عشرة 
سنة » وقالت طائفة : أجازهم لإطاقتهم › ولا تأذر البلوغ وعدمه في ذلك › 
قالوا : وني بعض ألفاظ حديث ابن عمر : فلما رآني مطيقاً أجازني . 


م ذكر قصة الأصبرم › وكلام أي سفيان على ابلبل » وهي ما روى 
البخاري ني « صحيحه » عن البراء بن عازب رضي الله عنهما › قال: أشرف 
أبو سفيان » قال : أي القوم محمد ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : « لا جیوه » 
قال : أي القوم ابن أي قحافة ؟ فقسال : « لا تجيبوه » > فقال : أني القوم 
ابن اللحطاب ؟ فققال : « لا نجيبوه » فقال : إن هؤلاء قد قتلوا › فلو كانوا 
أحياء لأجابوا . فلم ملك عمر نفسه » فقال : كذبت يا عدو الله أبقى الله 
تهالى ك ما مخزيك ويسوۉك . . 


و و 


قال أبو سفيان : أعل هبل » أعل هبل . فقال النبي صلى الله عليه 
وسلم : « أجيبوه » قالوا : ما نقول ؟ قال : « قولوا : الله أعلى وأجل » 
قال آبو سفیان : لا العزى ولا عرّى لكم . فقال النبي صلى الله عليه 
وسلم : «أجيبوه» ٠‏ قالوا : ما تقول ؟ قال : « قولوا : الله مولانا 
ولا مولی لکم » . قال أبو سفیان : يوم بيوم بدر » والحرب سجال › 
فأجابه عمر : لا سواء قتلانا ني ابحنة › وقتلاكم في النار . م قال أبو سفيان: 
وستجدون مثلة م آمر با وم تسؤني . فأمر بجوابه عند افتخاره بآهته وش رکه › 


— 0 — 


تعظيماً للتوحيد » وإعلاماً بعزة إله المسلمين › ولم يأمرهم بإجابته أو نباهم 
حن قال : فيكم محمد ؟ الخ . . . لأنكلمهم لم يبرد بعد في طلب القوم › 
ونار غيظهم متوقدة › فلما قال : کفیتموهم . حمي‌عمر »› وقال : کذبت» 
يا عدو الله » ففيه من الشجاعة › والتعرف إلى العدو ني تلك الحال › ما يؤذن 
بالبسالة » وأنه وقومه جديرون بعدم الحوف » فكان تي جوابه من الفيظ . 
اعدو › والفت في عضده ما ليس ني جوابه حين سأل عنهم › فارك. 
الحواب الأول أحسن » وذكره انيا أحسن › وأيضاً ففي ترك إجابته إهانة 
له » فلما منته نفسه موتيم » وحصل له من الكبر والإعجاب ما حصل › 
كان في جوابه إهانة وإذلال › فلم يكن مخالفاً لقوله صلى الله عليه وسلم : 
« لاتجيبوه» . 


— ( — 


فصل 
EAN TESA ATI‏ 
وسواو اوو ج جرا 

منها أن اهاد يلزم بالشروع فيه > فمن لبس لأمته › لیس له أن 
برع ۰ 

ومنها أنه لا جب الخروج إذا طرق العدو ني الديار . ومنها آنه لا يأذن 
لمن لا يطيق القتال من الصبيان › ومنها جواز الغزو بالنساء » والاستعانة بهن 
في ابحهاد » وجواز الانغماس في العدو » كنا فعل أنس بن النضر وغبره » 
وأن الإمام إذا جرح صلى بم قاعداً وصلوا وراءه قعوداً » وأن الدعاء 
بالشهادة » وتمنيها ليس من امنهي عنه كا فعل ابن حلش » وأن المسلم 
إذا قتل نفسه » فهو من أهل النار كقزمان » وأن الشهيد لا يغسل › ولايصلى 
عليه » ولا یکفتن في غر لیابه إلا ن یسلبها » وأنه إذا کان جا سل 
كحنظلة » وأن الشهداء يدون ني مصارعهم لأمره برد القتلى إليها › 
وجواز دفن الالنن والثلالة ني القبر الواحد » وهل دفنهم ي ليابيم استحباب 
أو وجوب ؟ الثاني : أظهر » ومنها أن المعور كالأعرج جوز له اللحروج > 
وأن المسلمين إذا قتلوا مسلماً ني ابحهاد يظنونه كافراً > فدیته في بیت الال » 
لأنه أراد أن يدي أبا حذيفة بن اليمان . 

وأما الحكم الي في هذه الوقعة » فقد أشار سبحانه إلى أمهاتبا في 
سورة (آل عمران) من قوله : (وإذ غدوت من أهلك ) إلى تام 
الستن آبة . 


— ۳4 — 


فمنها تعريفهم عاقبة المعصية والفشل والتنازع ليستيقظوا ومحذروا 
من أسباب اللحذلان » وأن حكمة الله جرت بأن الرسل وأتباعهم يدالون 
مرة » ويدال عليهم أخرى » لكن يكون هم العاقبة » فلو انتصروا دائماً 
دحل معهم المؤمن وغبره ولم يتمیزوا ولو انتصر غرهم دائماً م حصل 
القصود . 

قال الله تعالى : (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنم عليه حى ميز 
الخبيث من الطيب ) « سورة آل عمران : ۱۷۹4 » أي : ما كان الله ليذ ركم 
على هذا من التباس المؤمنين بامنافقن حى إميزهم ( وما كان الله ليطلعكم على 
الغيب ) الذي بيز به بينهم بل يريد سبحانه أن ميزهم تمييزآمشهوداً . وقوله: 
( ولكن الله مجتبي من رسله من يشاء ) استدراك لا نفى من إطلاعهم على 
الغيب » أي : سوى الرسل »› فإنه يطلعهم على ما يشاء كما في سورة اجن » 
فسعادنكم بالإعان بالغيب الذي طلع عليه رسله » فإن آمنم به واتقیم فلکم 
أعظم الأجر . 

ومنها استخراج عبودية أوليائه ي السراء والضراء » فإذا ثبتوا على 
الطاعة فيما أحبوا وكرهوا › فهم ليسوا كمن يعبده على حرف . 

ومنھا آنه لو بسط ھم النصر دائماً لکانوا کا يكونون لو بسط فم 
الرزق » فهو المدبر هم » كما يليق بحكمته » إنه بهم خير بصر . ومنها 
أہمإذا انکسروا له استوجبوا النصر »> فإن خلعة النصر مع ولاية الذل »› 
كا قال تعالى : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنم أذلة )« سورة آل عمران : 
a1‏ (ویوم حنن إذ أعجبتكم کرتكم ) الآبة « سورة التوبة : »۲١‏ › 


~~ (۳0 


ومنها آنه هیا لعباده منازل لا تبلخها أعماهم › ولا يبلغو :با إلا بالبلاء » فقيضه 
هم » كا وفقهم للأعمال الصالة . 

ومنها أن العافية الدائمة › والنصر والغى يورث ركونا إلى العاجلة » 
ويثبط النفوس » ويعوقها عن السر إلى الله » فإذا أراد الله كرامة عبد قيض 
له من البلاء ما يكون دواء هذا . 

ومنها أن الشهادة عنده من أعلى المراتب › وهو سبحانه حب أن يتخذ 
من أولیائه شهداء . ۰ 

ومنها أنه سبحانه إذا أراد هلاك أعدائه فض أسباباً يستوجبون با 
اهلاك . بغبهم ومبالغتهم ني آذی آوليائه » فيمحص به أولياءه من ذنوبهم › 
ویکون من أسباب محق أعداء الله » وذکر سبحانه ذلك في قوله : ( ولا منوا 
ولا تحزنوا) إلى قوله : ( وعحق الکافرین ) « سورةآل عمران ۱٤١-۱۳۹:‏ 
فجمع بن تشجيعهم » وحسن التعزية » وذ كرالحكم الباهرة الي اقتضت إدالة 
الكفار » فقال : ( إن بسكم قرح فقد مس" القوم قرح مثله ٠)‏ سورة 
آل عمران ۱٤١:‏ » » أي :ما بالکم تحزنون ونون عند هذا › وقد مسهم 
مله ني سبيل الشيطان . تم أخبر آنه يداول أيام هذه الياة › لأنبا عرض 
حاضر يقسمها بن أوليائه وأعدائه بخلاف الآحرة » ثم ذكر حكمة أخرى » 
وهي تمييز المؤمن من النافق » فيعلمهم علم شهادة › لأن العلم اغبي 
لا بارتب عليه لواب ولا عقاب » ثم ذكر حكمة أخرى» وهي ااذه منهم 
شهداء » وقوله : ( والله لا عب الظالمن ) ٠‏ تنبيه لطيف على أن الذين الخذلوا 
عن فبيه يوم أحد » لم يتخذ منهم شهداء » لأنه لا عبهم » ثم ذكر حكمة 
أخرى » وهي تمحيص الؤمنن من الذنوب » وأيضا من المافقين « ثم ذكر 


Dig 


حكمة أخرى » وهي محق الكافرين . ثم أنكر حسبانهم دخول اة بدون 
اإلحهاد » والصبر › وقوله : ( ولا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ) « سورة 
آل عمران : ٠٤١١‏ » أي : ولا يقع منكم › فيكون اب حزاء على الواقع 
العلوم » ثم وبخهم على هز متهم من آمر كانوا يتمنونه »ومنها أن هذه الواقعة 
مقدمة بن يدي موته صلى الله عليه وسلم › والشاكرون هم الذين عرفوا 
قدر النعمة › فثبتوا عليها حن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم › فجعل 
هم العاقبة > م آخبر أنه جعل لکل نفس أجلا“ ‏ ثم آخبر آن شرآ من 
الأنبياء قتلوا » وقتل معهم أتباع هم كشرون » فما وهن من بقي منهم › 
أو ما وهنوا عند القتل » والصحيح آنا تتناول الفريقن » ثم أخبر سبحانه 
عما استنصر به الأنبياء وأممهم من اعترافهم › وتوبتهم واستغفارهم › 
وسؤاذم التلبيت لاقدامهم › والنصر على أعدانم فقال : (وما كان قوم 
إلا أن قالوا : ربنا اغفر أنا ذنوبنا وإسرافنا في آمرنا ولبت أقدامنا وانصرنا 
على القوم الكافرين ) «سورة آل عمران : ۱٤١‏ » فسألوا من الله مغفرة 
ذنوبهم وتيت أقدامهم ونصرهم لا علموا أنيم إنما يدال عليهم بلنوبمم › 
ون الشيطان يستزهم › وہزمھم بہا › ونیا نوعان : تقصبر في حق » أو 
تجاوز في حد » وأن النصر منوط بالطاعة ( قالوا : ربنا افر لنا ذنوبنا 
وإسرافضا في أمرنا ) › م علموا أنه مبحانه وتعالی إن م يثبت أقدامهم »› 
وينصرهم ٠‏ يقدروا على ذلك › سألوه ما هو بيده › فوفوا المقامن . 
حقهما : مقام القتضي › وهو التوحيد والالتجاء إليه › ومقام إزالة 
الانع من النصر › وهو الذنوب والإسراف » ثم حلرهم سبحانه من طاعة 
المدو ونيم إن فعلوا ذلك خسروا الدارين » وفيه تعريض بن أطاعهم 
من المنافقين ا انتصروا يوم أحد » ثم أخبر مبحانه أنه مولى المؤمنين 


وخر الناصرين › فمن والاه » فهو المنصور » ثم أخبر أنه سيلقي في قلوب 
أعدائهم الرعب الذي عنعهم من اهجوم عليهم » وذلاك بسبب الشرك › 
وعلى قدر الشرك يكون الرعب ٠‏ والمؤمن الذي لم يلبس إعانه بالشرك › 
له الأمن واهدى . 

ثم أخبر بصدق وعده ني النصر › وأنهم لو استمروا على 
الطاعة » لاستمر النصر › ولكن الخلعوا عن عصمة الطاعة › ففارقتهم 
النصرة » فصرفهم ابتلاء وتعريفاً م بعاقبة المعصية › ثم أخبر بعفوه عنهم 
بعد ذلك . قيل الحسن : كيف عفا وقد سلَط عليهم ؟ فقال : لولا عفوه 
لاستأصلهم › ولكن بعفوه دفعهم بعد أن أجمعوا على استتصافم . مذ كرهم 
بحام حال الفرار مصعدين » أي : جادين ني المرب ٠‏ أو صاعدين ي 
الحبل لا يلوون على نبيهم وأصحابه » والرسول يدعوهم ي أخراهم : 
« إلي عباد الله أنا رسول الله » فأثابيم بهذا الفرار غماً بعد غم : غم 
افرار » وغم صرخة الشبطان أن محمدا قل » وقيل : جازاكم غمآً با 
غممتم رسوله بفراركم › والأول أظهر لوجوه : 

الأول : قوله : ( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ) إلى آخره » تنبيهاً على 
الحكمة وهي نسيانيم الحزن على ما فانبم من الظفر › وما أصابهم من 
الهزعة » وهذا إنما حصل بغم يعقبه غم آخر . ۰ 

الثاني : مطابقة الواقع فحصل غم فوات الغنيمة ء م غم الزمة › 
ثم غم اراح والقتل » ثم سماع قتل الني ٠‏ ثم ظهور العدو على ابل » 
وليس المراد غمين النن › بل غماً متتابعاً لتمام الابتلاء . 

اثالث : أن قوله : ( بغم ) من تام الثواب ٠‏ لا أنه سسبب للثواب › 


— A — 


والمعى : أابكم غماً متصلا بغم جزاء على ما وقع من المرب وإسلام 
اني > وترك الاستجابة له » وعالفته تي لزوم المركز » وتنازعهم وفشلهم 
وکل واحد يوجب غماً خصه ومن لطفه بهم آنا من موجبات الطباع الي 
تمنع من النصر المستقر » فقيض ما أخرجها من القوة إلى الفعل › فارتبت 
عليها آثارها » فعلموا أن التوبة منها » والاحتراز منها » ودفعها بأضدادها 
متعين » ورجا صحت الأجساد بالعلل . 


م إنه سبحانه رحمهم »› فغيب عنهم الغم بالنعاس » وهو ي الحرب 
علامة النصر » كا أنزله يوم بدر » وأخبر أن من ل يصبه فهو ممن أهمته 
نفسه لا دینه ولا نبیه ولا أصحابه › وآنہم ( یظنون بالله غر التق ظن 
ابحاهلية) . 


وفسر هذا الظن بأنه سبحانه لا ینصر رسوله » ون أمره سيضمحل › 
وفسر أن ما أصابہم لم يكن بقدر الله » ولا حكمة له فيه › ففسر بإنكار 
الحكمة وإنكار القدر وإنكار إنمام دينه » وهذا هو ظن السوء الذي ظنه 
المشركون والنافقون ني ( سورة الفتح ) › وإنما كان هذا الظن ظن السوء 
والخاهلية لأنه ظن لا ليق بالله وصفاته وأسمائه وحکمته وحمده › وتفرده 
بالربوبية والإفية وصدقه ني وعده»‌فمن ظن آنه لا يم آمر رسوله»وأنه یدیل 
الباطل على الحق إدالة مستقرة » يضمحل معها احق اضمحلالا لا يقوم بعده» 
فقد ظن به ظن السوء » ونسبه إلى خلاف ما ليق بکماله وصفاته » ومن 
أنكر أن يكون ذلك بقدره »› فما عرفه ولا عرف ملكه › وكذلك من 


— A — 


أنكر الحكمة الى يستحق عليها الحمد في ذلك » بل زعم ألا مشيئة جردة 
فذاك ظضن الذين كفروا › فويل للذين كفروا من النار . 

وأكر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما ختص بهم وفي غبرهم › 
ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله ء وعرف أسماءه وصفاته وموجب 
حمده وحکمته › فمن قنط من رحمته » فقد ظن به ظن السوء » ومن 
جوز عليه أنه يعذب المحسن » ويسوي بينه وبن عدوه » فقد ظن به ذلك › 
ومن ظن أنه يارك خلقه سدى من الأمر والنهي » فقد ظن به ظن السوء › 
وكذلك من ظن أنه لا یشبهم ولا یعاقبهم › ولا یبن غم ما اختلفوا فيه › 
وكذلك من ظن أنه يضعع العمل الصالح بلا سبب من العبد › ويعاقبه 
با لا صنع له فيه > أو جوز عليه أن يويد أعداءه با معجزات الي يزيد با 
الرسل » وأنه مسن منه کل شيء حى لد في النار من أفى عمره ي 
طاعته » وینعم من نفد عمره في معصیته » وکلاهما في الحسن سواء لایعوف 
امتناع أحدهما إلا بخبر صادق » وإلا فالعقل لا بقضي بقبح أحدهما وحسن 
الآحر » وكذلك من ظن أنه أخبر عن نفسه وصفاته وأفعاله با ظاهره 
باطل » وترك الحق م خبر به إلا برمز من بعيد » وصرح دائماً بالباطل › 
وأراد من خلقه أن يتعبوا أذهانہم في تحريف كلامه › وأحاغم في معرفة 
أسمائه وصفاته على عقوم › لا على کتابه » بل راد آن لا حملوا کلامه على 
ما يعرفون من لغتهم مع قدرته على التصريح بالق › وإزالة الألفاظ الي 
توقع في اعتقاد الباطل » وظن أنه وسلفه عبرواعن الق دون الله ورسوله › 
وآن اهدى ني كلامهم » وآن كلام الله لا يوحذ من ظاهره إلا الضلال › 


— {e 


فهذا من سوء الظن بالله » فكل من هؤلاء من الظانين بالله ظن السوء » ومن 
الظانن بالله غير الحق ظن الحاهاية » ومن ظن أنه یکون ني ملکه ما لایشاء › 
ولا يقدر عليه فقد ظن به ظن السوء »> ومن ظن أنه كان معطلا من الأزل 
إلى الأبد عن الفعل » ولا يوصف به حینئذ ثم صار قادرا عليه » فقد ظن به 
ظن السوء » ومن ظن أنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم الموجودات › فقد 
ظن به ظن السوء » ومن ظن أنه لا إرادة له » ولا کلام يقوم به › وأنه 
م یکلم أحداً » ولا بتکلم بدا » ولا له أمر ولا ني يقوم به » فقد ظن به 
ظن السوء » ومن ظن أنه ليس فوق سماواته على عرشه وأن الأمكنة بالنسبة 
اليه سواء » ومن قال : سبحان ري الأسفل › كمن قال : سبحان راي 
الأعللى . فقد ظن به أقبح الظن › ومن ظن أنه حب الكفر والفسوق 
والعصيان » كا حب الطاعة » فقد ظن به ظن السوء » ومن ظن أنه لاحب 
ولا یرضی ولا یغضب » ولا یوالي ولا یعادي » ولا یقرب من أحد ولا یقرب 
منه أحد » فقد ظن به ظن السوء » وكذلك من ظن أنه يسوي بن المتضادين › 
أو يفرق بين التساوين من كل وجه » أو عبط طاعات العمر بكبرة نخلده 
ني نار الححم » وبابحملة فمن ظن به خلاف ما وصف به نفسه › أو 
وصفه به رسله » أو عطل ما وصف به نفسه › فقد ظن به ظن السوء › 
کین ظن أن له ولدآً أو شریکا أو شفیعاً بدون إذنه » أو أن بینه وبن خلقه 
وسائط › يرفعون حواجهم إليه » أو أن ما عنده ينال بالمعصية ها ينال 
بالطاعة » أو ظن أنه إذا ترك لأجله شيا م يعوضه حرا منه » أو ظن أنه 
يعاقب بعحض المشيئة بغر سبب من العبد › أو ظن أنه إذا صدقه ني الرغبة 
والرهبة أنه يبه » أو ظن أنه يساط على رسوله محمد صل الله عليه 
وسلم أعداءه تسليطاً مستقرآ في حیانه وممساته . 


— ۲٤ا‎ 


فلما مات استبدوا بالأمر دون وصيه وأهل بيته » وكانت العزة لأعداله 
وأعدالبم بلا ذنب لأوليائه ء وهو يقدر على نصرهم › ثم جمل البدلن 
مضاجعن له في حفرته تسلم آمته عليه وعلیهم › وکل مبطل وکافر مقهور» ‏ 
فهو يظن بربه هذا الظن » فأكذر املق بل كلهم إلا ما شاء الله يظنون بالله غر 
ا لحت ظن السوء » ومن فتش نفسه رآه فيها كام كمون النار في الزناد › 
فاقد ح من زناد من شئت ينبئك شرره عما في زناده › فمستقل ومستکار › 
وفتش نفسك هل آنت سال .. 

فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة 

وإلا فإني لا إحالك اجا 

فليعان اللبيب الناصح لنفسه بيذا الموضع › وليتب إلى الله ويستغفره 
کل وقت من ظنه بربه ظن السوء. 

والتقصود الكلام على قوله تعمالى : (يظنون بالله غير المحقى اظن“ 
الحاهلية ) « سورة آل عمران : ٠٥١٤‏ » م آخبر عن الكلام الصادر عن ظنهم 
وهو قوهم : (هل لنا من الأمر من شيء) . 

وقوهم :( لو كان لنا من الأمر شيء ما قنننا ها هنا ) فليس مقصودهم 
بهذا إثبات القدر »› ولو كان ذلك لم يذموا › ولا حسن الرد عليهم بقوله : 
( قل إن الأمر كله لله ) وهذا قال غير واحد : إن ظنهم هذا التكذيب بالقدر» 
وظنهم أن الأمر لو كان إليهم لا أصابيم القتل » فأكذبيم بقوله : (إن 
الاامر کله لله ) فلا یکون إلا ما سبق به قضاؤه › فلو کتب القتل على من کان 
في بيته حرج إلى مضجعه ولا بد » وهذا من أظهر الأشياء إبطالا لقول 
القدرية . 


— ۲ 


ثم أخبر تعمالى عن حكمة أخرى وهي ابتلاء ما ي صدورهم » وهو 
اختبار ما فيها من الإمان والنفاق › فالؤمن لا يزداد بذلك إلا إعاناً ء 
والمنافق ومن في قلبه مرض يظهر على جوارحه » ثم ذكر حكمة أخرى › 
وهي تمحيص ما ني قلوب المؤمنن » وهو تنقيتها » فإن القلوب مالطها 
من غابة الطبع وميل النفس » وحكم العادة » وتزين الشيطان » واستيلاء 
الغفلة ما يضاد“ ما فبها من الإعان » فلو تركت تي عافية دائمة ) تتخلص 
من هذا » فكانت نعمته عليهم بهذه الكسرة تعادل النعمة بالنصرة » م آخبر 
تعالى عمن تولى من المۇمنىن > أنه ببب ذنوبهم استزذم الشيطان فإن 
الأعمال جند للعبد وجند عليه » ففرار الإنسان من عدو بطيقه إنعسا هو 

ثم حبر أنه عفا عنهم لأن الفرار لم يكن عن شك وإغا كان لعارض ٠‏ 
ثم کرر سبحانه أن هذا بأعمامم فقال : (أو لا أصابتكم مصيبة قد أصبم 
مثليها ) الاية «سورة آل عمران : »۱۹١‏ وذکر هذا بعينه فيما هو أعم 
من ذلك ني السور المكية وقال : (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت 
أيديكم ويعفو عن كثر ) «سورة الشورى : »۴١‏ وقال : ( ما أصابك 
من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) « سورة النساء : ۷۸ » 
فالنعمة فضله › والسيئة عدله » وخم الآية بقوله : ( إن الله على كل شيء 
قدیر ) بعد قوله : ( هو من عند أنفسكم ) إعلاماً بعموم قدرته مع عدله ء 
ففيه إثبات القدر والسبب فأضاف السبب إلى نفوسهم »› وعموم القدرة إلى 
نفسه » فالأول ينفي الجر > والثاني ينفي إبطال القدر » فهو مشاكل 
قوله : (لمن شاء منكم أن يستقم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالين) 


~~ E — 


« سورة التكوير : ۲۸» وتي ذكر قدرته نكنة لطيفة › وهي أن الأمر بيده › 
فلا تطلبواکشف آمثاله من غره » وکشف هذا ووضحه بقوله:( وما آصابکم 
يوم التقى امعان فبإذن الله ) «سورة آل عمران : ٠٦١‏ » وهو الإذن 
القدري > ثم أخبر عن حكمة هذا التقدير وهو أن يعلم المؤمنين من المنافقين 
علم عيان » فتكلم النافقون با في نفوسهم › فسمعه المؤمنون › وسمعوا 
رد الله عليهم وعرفوا مؤدى النفاق وما يؤول إليه › فللّه كم من حكمة في 
ضمن هذه القصة ونعمسة › وكم فيها من تحذير وإرشاد › ثم عزاهم عمن 
قل منهم أحسن تعزية فقال : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات 
بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحن با آناهم الله من فضله ) الآيات 
« سورة آل عمران : ۱۷۳-١۱٦١‏ » فجمع مم بن الياة الدائمة › 
والقرب منه ونيم عنده » وجريان الرزق المستمر عليهم » وفرحهم ا 
آناهم من فضله وهو فوق الرضی » واستبشارهم ب[خوانهم الذين باجتماعهم 
بهم یم سرورهم ونعیمهم › واستبشارهم عا بجدد هم کل وقت من کرامته . 

وذكرهم سبحانه في هذه المحنة إا هو من أعظم نعمه عليهم » الي 
إن قاباوا بها كل محنة تلاشت » وهي إرسال رسول من أنفسهم › فكل بلي 
بعد هذا اندر العظم أمر يسر جداً » فأعلمهم أن المصيبة من أنفسهم « 
ليحذروا › وأا بقدره ليوحدوا ويتكلوا » وأخبرهم با له من الحكم 
للا يتهموه في قدره › وليتعرف إليهم بأنواع أسمائه وصفاته » وذکرهم 
ما هو أعظم من النصر والغنيمة » وعزاهم عن قتلاهم لينافسوهم › 
ولا حزنوا عليهم » فله الحمد كما هو أهله » وا ينبغي لکرم وجهه 
وعز جلاله . 


— 44 


فصل 


ولا انقضت الحرب » انكفأً المشركون » فظن المسلمون أنهم قصدوا 
المدينة » فشق عليهم › مم نادى أبو سفيان : موعدكم الموسى ببدر . فقال 
رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قولوا : نعم » ثم انصرفوا . 


فلما كانوا بيعض الطريق تلاوموا فقالوا : أصبم شوكتهم » ثم تركتموهم 
مجمعون لكم » فارجعوا نستأصلهم › فبلغ ذلك رسول الله صل الله عليه 
وسلم » فنادى ني الناس » وندبيم إلى المسر › وقال : « لا حرج معنا 
إلا من شهد القتال » فاستجاب المسلمون على ما بهم » فاستأذنه جابر بس 
أبيه إياه » فأذن له » فساروا حى بلخوا حمراء الأسد » فقال بو سفيان 
لبعض من بريد المدينة من المشركين : هل لك أن تبلغ محمد رسالة » وأوقر 
لك راحلتك زبيباً إذا أئيت مكة ؟ قال : نعم . قال : أبلغه أنا جمعنا الكرة 
لنستأصله وأصحابه . فلمابلغهم قوله قالوا : (حسبنا الله ونعم الوكيل 
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل م عسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو 
فضل عظم ) « سورة آل عمران : ۱۷4 ۰ ۱۷٩‏ . 

وكانت وقعة أحد ني شوال سنة ثلاث فأقام بقية السنة › فلما استهل 
المحرَم » بلغه أن طليحة وسلمة ابي خويلد قد سارا في من أطاعهما يدعوان 
إلى حربه > فبعث أبا سلمة ومعه مائة وخمسون » فأصابوا إبلاً وشاء › 
وم یلقوا كيدا . 


— 0 — 


فلما کان حامس الحرم ۽ بلغه أن عالد بن سيان الهنلي قد مع له 
الحموع » فبعث إليه عبد الله بن أنيس فقتله . 

فلما کان في صفر › » قدم عليه قوم من عضل والقارة » فذكروا أن 
فيهم إسلاما » وسألوه أن يبعث معهم من يعلمهم الدين › فبعث معهم ستة 
فیهم خبیب » وأمّر علیهم مرثداً » فکان ما کان . 

وني هذا الشهر كانت وقعة بار معونة . 

وني ربيع الأول كانت غزوة بي النضر › وزعم الزهري آ٣ا‏ كانت 
بعد بدر بستة أشهر » وهذا وهم منه أو غلط عليه » بل الذي لا شك فيه 
آنا بعد أحد » والى بعد بدر قينقاع » وقربظة بعد الندق » وخيبر بعد 
الحديبية › فله مع اليهود أربع غزوات . 

ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ذات الرقاع ي جمادی 
الأولى » وهي غزوة نجد » يريد قوماً من غطفان وصلى بهم يومئذ صلاة 
الحوف » هكذا قال ابن إسحاق وجماعة ني تاريخ هذه الغزوة » وهو 
مشكل » والظاهر أن أول صلاة صلاها للخوف بعسفان › كا في حديث 
صححه الآرمذي » وصح أنه صلاها بذات الرقاع › فعلم أا بعد 
عفان ولا حلاف أن عسفان بعد اللحندق » ويؤيده أن أبا هريرة وأبا موسى 
حضراها فلما كان في شعبان أو ني ذي القعدة » خرج صلى الله عليه وسلم 
يعاد أي سفيان فانتهى إلى بدر » وأقام ينتظر المشركين » وخرجوا حى 
إذا كانوا على مرحلة من مكة رجعوا › وقالوا : العام عام جدب . 

م خرج صلى الله عليه وسلم ني ربيع سنة خمس إلى دومة الحندل » 
فهجم على ماشيتهم › وجاء احبر اليهود في دومة › فتفرقوا . 


— ۲١ 


ثم بعث بريدة الأسلمي ني شعبان إلى بي المصطلق وهي غروة المريسيع › 
- وهو الماء - واصطفوا لقتال » وتراموا ساعة » ثم أمر أصحابه › فحملوا 
حملة رجل واحد » فانهزم المشركون » وسى رسول الله صلى الله عليه وسلم 
النساء والذراري وال مال . 

وفبها سقط عقد لعائشة » فاحتبسوا في طلبه » فنزلت آية التيمم › ولي 
الحديث الذي رواه الطبراني أن أبا بكر قال : يا بنيّة ني كل سفر تكونن 
علينا عناء . فأنزل الله عز وجل آية التيمم » وهذا يدل على أن التيمم بعد 
هذه القصة » لكن قصة الإفك بسبب فقد العقد › فاشتبه على بعضهم إحدى 
القصتن بالأخرى . 

وأما قصة الإفك » فهي ي هذه الغزوة إلى أن قال : فأشارعلي بفراقها 
تلوعاً لا تصرعاً ا رأى أن ما قيل مشكول فيه › فأشار بترك الشك ليتخلص 
رسول الله صلى اله عليه وسلم من الغم الذي حقه بكلام الناس . 

وأشار أسامة بإمساكها لا علم من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ها ولأببها » ولا علم من عفتها وديانتها » ون الله لا مجعل حبيبة فبيه 
وبنت صد يقه بالمنزلة الي قافا أهل الإفك . 

کما قال بو بوب وغبره من سادات الصحابة : (سبحانك هذا 
تسان عظم ) . 

وتامل ما ئي يهم في هلا اام من العرفة باته وتز به أن مجعل 
لرسوله امرأة خبيثة 

فإن قيل : فما باله صلى الله عليه وسلم توقف وسال ؟ قيل : هذا 


— ۷ 


من تمام الحكم الباهرة الي جعسل الله هذه القصة سبباً ها وابتلاء لرسوله ء 
ولميع الأمة إلى يوم القيامة » لرفع بها أقواماً » ويضع بها آخرين » فاقتضى 
تمام الامتحان بأن حبس الوحي عن نبيه شهراً لتظهر حكمته » على أكمل 
الوجوه » ويزداد الصادقون إمانا ولبات على العدل وحسن الظن › 
ويزداد المنافقون إفكاً ونفاقاً » وتظهر سرائرهم ٠‏ ولتم العبودية المرادة منها 
ومن أبو ما » وتم نعمة الله عليهم › ولتشتد الفاقة منهم إلى الله والذل له › 
والرجاء له » ولينقطع رجاؤها من المخلوقن › وهذا وفت هذا امقام حقه › 
ولو أطلع الله رسوله على الفور » لفاتت هذه الأمور والحكم » وأضعافها 
وأضعاف أضعافها . 


وأيضا فإن الله أحب أن تظهر منزلة رسوله عنده وآهل بیته › وآن يتولی 
بنفسه الدفاع ٠‏ والرد على الأعداء وذمهم بأمر لا يكون لرسوله 
فيه عسل . 

وأيضاً فإنه المقصود بالآذی › فلا يليق أن یشهد ببراءها » وکان عنده 
من القرائن أکار ما عند المؤمنین › ولکن لکمال ثباته وصبره ورفقه › 
وفى مقام الصبر حقه . 
) ولا جاء الوحي حد من صرح بالإفك إلا ابن أي مع أنه رأس الإفك » 
فقيل : لأن الحدود كفارة › وهذا ليس كذلك » وقد وعد بالعذاب الألم 
فيكفيه عن الحد » وقيل : الخد م يثبت عليه ببيَنة » فإنه إنما يذ كره بن 
أصحابه . وقيل : حد القذف حق الآدمي لا يستوفى إلا بمطالبة » وإن قيل : 
إنه حق لله » فلا بد من مطالبة المقذوف » وقيل : تركه لمصلحة أعظم 


— EA — 


من إقامته > کا ترك قتله مع ظهور نفاقه » وهي تاليف قومه » وعدم تنفرهم 
عن الإسلام . ولعله ترکه ذه الوجوه . 


وني مرجعهم من هذه الغزوة قال ابن أي : (لن رجمنا إلى المدينة 
ليخرجن الأعز منها الأذل ) « سورة المنافقون : ۸» 


— ۲۹ 


فصل 


EEE 


وهي سنة خمس ني شوال » وسببها أن اليهود لا رأوا انتصار المشركان 
يوم أحد»وعلموا یعاد أي سفيان فخرج ثم رجع + خرج أشرافهم إلى قریش 
عرضونېم على غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم › > فأجابتهم قریش › 
ثم حر جوا إلى غطفان » فدعوهم واستجابوا ذم ٠‏ م طافوا في قبائل العرب ؛ 
ثم ذكر القصة إلى أن ذكر قصة العرنيين » وقال : 

فيها من الفقه جواز شرب أبوال الإبل » وطهارة بول مأكول اللحم ء 
والحمع للمحارب بين قطع يده ورجله وقتله إذا أذ الال » وأنه يفعل 
با اني کا فعل ۽ فاېم سملوا عین الراعي وسمل أعينهم › > فظهر أن القصة 
محكة » وإن کانت قبل الحدود › فالحدود نزلت بتقریرها . 


— 0 — 


فصل ' 


O ۹ WSE 


) 
e‏ سے ا ل تن 
وذكر القصة إلى أن قال : وجرى الصلح على وضع الحرب عشر 
سنن » وأن يرجع عنهم عامه ذلك »› فإذا كان العام المقبل خلوا بينه وبن 
مكة » فأقام بها ثلاث » وأن لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف 
في الق ب » ومن أتاهم م يردوه » ومن أنى من المسلمين منهم ردوه . 
وني قصة الحديبية أنزل اله فدية الأذى في كعب بن عجرة . 
وفيها دعا المحلضن بالغفرة ثلااً » وللمقصرين مرة . 
وفيها حر البدنة › والبقرة عن سبعة . 
وفيها أهدى جمل أي جهل لبفبظ به المشركين . 
وفيها أنرلت سورة الفتح . 
۰ فلما رجع جاءه نساء مؤمنات »› فنهاه الله عن إرجاعهن › فقيل : هذا 
نسخ اللشرط ني النساء » ويل : تخصيص لسنة بالقرآن . وهو عزيز 
جدآء وقيل:) بقع الشرط إلا عى الر جال حاصة » فأراد امشركون تعميمه ء 
فأنزل الله تعالى ذلك . 


— 0١ 


وفيها من الفقه اعتماره صلى الله عليه وسلم ني أشهر الحج وأن الإحرام 
بالعمرة من الميقات . 

وأما حديث « من أحرم بعمرة من بيت المقدس غفر له » 
فلا ثبت . 

ومنها أن سوق اهدي سنة ني العمرة المهردة أفضل » ون إشعار الهدي 
سنة لأ مثلة . 

ومنها استحباب مغابظة أعداء الله . 

ومنها أن الأمر ينبغي له أن يبعث العيون أمامه نحو العدو . 

ومنها أن الاستعانة بالمشرك الأمون في الحهاد جائزة للحاجة » لأن 
عيينة اللحزاعي كافر . 

ومنها استحباب المشاورة . 

وسي الذرية المنفردين عن الرجال قبل الفتال . 

ومنها رد الكلام الباطل ولو نسب إلى غبر مكلف في قوم : خلأت 
القصراء . 

ومنها استحباب الحلف على اللبر الديني الذي بريد تأكيده » وحفظ 
عنه صلل الله عليه وسلم الحلف ني كر من مانن موضماً » وأمره الله تعالى 
بالحلف على صدق ما أخبر به في للالة مواضع في (يونس) و (ساً) 
و (التغابن ) . 

ومنها أن المشركن وأهل الفجور إذا طلبوا أمرآً بعظتّمون به حرمات 


— (o — 


الله » أجيبوا إليه » وإن منعوا غبره » فمن التمس العاونة على محبوب لله 
تعمالى أجيب ما م يترتب على ذاك المحبوب مبغوض لته أعظم منه › وهذا 
من أدق المواضع وأصعبها » ولذلك ضاق عنه من الصحابة من ضاق › 
وأجاب الصديق فيها بجواب الني صلى الله عليه وسلم » وذلك يدل على 
أنه أفضل الصحابة » وأكلهم وأعرفهم باه ورسوله ودينه ء وأشدهم 
موافقة له » ولذاك م يسأل عمر إلا الني › والصديق خاصة . 

وعند أحمد في القصة أنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلي ي 
الحرم وهو مضطرب في الحل » وفيه كالدلالة على أن المضاعفة متعلقة بجميع 
الحرم لا تختص با مسجد » وأن قوله : « صلاة ني المسجد الحرام » كقوله 
تعصالى : ( فلا يقربوا المسجد الحرام ) « سورة التوبة : ۲۸» وقوله : 
( بسم الله الرحمن الرحم سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد ارام ) 
« سورة الإأسراء : ١‏ . 

ومنها أن من نزل قريباً من مكة » ينبغي له أن ينزل في الحل » ويصلي 
ي الحرم » وكذلك کان ابن عمر یصنع . 

ومنها ابتداء الإمام بطلب الصلح إذا رأى الملصلحة للمسلمين فيه › 
وي قيام المغرة على رأسه صلى الله عليه وسلم - ولم تكن عادته - سنة عند 
قدوم رسل الكفار من إظهار العز وتعظم الإمام » وليس من النوع الملعوم ٠ ٠‏ 
"كا أن الفخر وانليلاء ني الحرب ليس من المذموم . 

وني بعث البُدن ني وجه الرسول الآخر دلبل على استحباب إظهار شعائر 
الإسلام لرسل الكفارء وتي قوله صل الله عليه وسلم للمغيرة : «أما الإسلام 


— (o — 


فأقبل » وأما امال » فلست منه ني شيء» دليل على أن مال المشرك المعاهد 
معصوم وأنه لا يولك » بل يرد عليه » فإن المغرة صحبهم على الأمان ء 
ثم غدر » فلم يتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمواهم » ولا ذب 
عنها » ولا ضمنها هم › لأن ذلك قبل إسلام ا مغرة . 

وني قول الصديق لعروة : «امصص بظر اللات » دليل على جواز 
التصريح باسم العورة إذا کان فيه مصلحة › کWما‏ مر أن يصرح لمن ادعی 
بدعوى الخحاهلية بهن بيه » فلكل مقام مقال . 


ومنها احتمال قلة أدب رسول الكفار للمصلحة › لأنه م يقابل عروة 
على أخذه بلحيته . 


ومنها طهارة النخامة »› والماء المستعمل » واستجباب التفاؤل لقوله : 
«سهل أمركم » لما جاء سهيل » ون مصالة المشرك با فيه ضم جائر 
للمصلحة . 

ومنها أن من حلف > أو نذر » أو وعد ولم يعن وقتاً م يکن على 
الفور . 

ومنها أن الحلق نسك » وأنه أفضل من التقصر » وأنه نسك ي 
العمرة كالحج » وأنه نسك ني المحصر . 

وآن" المحصر ينحر هديه حيث أحصر من الحل أو الحرم » وأنه لا مجحب 
أن يواعد من ينحره في الحرم إذا لم يصل إلى محله لقوله : ( واهدي 
معكوفاً أن يبلغ حله ) « سورة الفتح : ٠۲١‏ . 


— O04 — 


ومنها أن الذي روا فيه من الحل للاية › لأن الحرم كله محل حر 
اففدي . ۰ ا 

ومنها أن المحصر لا بجحب عليه القضاء » وسميت الي بعدها عمرة 

ومنها أن الأمر المطلق على الفور » وإلا م يغضب لتأخرهم عن الأمر . 

وإنما كان تأحيرهم من السعي الغفور لا المشكور > وقد غفر الله 
هم » وأوجب فم اة . 

ومنها أن الأصل مشاركته ني الأحكام إلا ما خص » لقول أم سلمة . . 

ومنها جواز الصلح على رد من جاء من المسلمين من الرجال » إلا 
النساء » فإنه لا جوز وهو موضع النسخ خاصة بنص القرآن فلا سبیل 
إلى دعوى النسخ في غبره . 

ومنها أن خروج البضع عن ملك الزوج متقوم › وأنه بالمسمى لا بعهر 
الملل . 

ومنها أن الشرط لا يتناول من خرج إلى غير بلاد الإمام » وإذا جاء 
إلى بلد الإمام لا جب رده بدون الطلب . 

ومنها أنه إذا قتل الذين تسلموه لم يضمنه ولا الإمام . 

ومنها أنه إذا كان بن بعض ملوك المسلمن وبن النصارى عهد › 
جاز للك آخر أن يغزوهم > کا آفی به شبخ الإسلام ابن تيميسة مستدل 
بقصة آي بمير . 


u 00 — 


والذي في هذه الهصة من الحكَم أكبر وأجل من أن حيط به إلا الله . 

فمنها أا مقدمة بن يدي الفتح الأعظم » وهذه عادته سبحانه ي 
الأمور العظام شرعاً وقدراً أن يوطيء بين يدا عقدمات ¢ 

ومنها أا من أعظم الفتوح » فإن الناس اختلطوا وتناظروا ودخل 
تي الإسلام في هذه المدة ما شاء التهوتلك الشروط من أكبر الحند الي أقامها 
المشرطون لخحزبمم » فذلوا من حيث طلبوا العز » وعز المسلمون من حيث 
انكسروا لله » فانقلب العز بالباطل ذلا حى . 

ومنها ما سببه الله سبحانه للمؤمنين من زيادة الإعان › والإذعان على 
ما كرهوا » وما حصل فم من الرضا بالقضاء وانتظار وعد الله » وشهود 
متته بالسكينة ف تلك الخال الي تزعزع الحبال . 

ومنها آنه سبحانه جعله سبباً للمغفرة لرسوله »› ولإتمام نعمته عليه › 

وهدایته ونصره » وانشراح صدره به مع ما فيه من الضم › وهذا ذکره 
سبحانه جزاء وغاية » وإنما يكون ذلك على فعل قام بالرسول 
والمۇمنىن . 

وتأمل وصفه قلوب المؤمنن في هذا الموطن الذي اضطربت فيه › 
فازدادوا بالسكينة إعاا ٤‏ م کد بيعتهم لرسوله آنا بيعة له » وأن من 
نكثها » فعلى نفسه > وكل مؤمن فقد بايع الله على لسان رسوله على الإعان 
وحقوقه » ثم ذكر ظن الأعراب » وأنه من جهلهم به سبحانه › ّم خر 
برضاه عن المؤمنين بالبيعة » وأنه حينثذ علم ما في قلوبهم من صدق الطاعة › 
فأنرل الله السكينة عليهم وأابم بالفتح والمغاأم الكشرة › أول ذلك خير ٤‏ 


— ۲٢۵۹٦ 


ثم استمرت إلى الأبد » وكف الأيدي عنهم » قبل : أهل مكة » وقيل : 
اليهود حن هموا بقتال من بالدينة بعد خروج الصحابة › وقيل : أهل 
خر وحلفاہم من أسد وغطفان » والصحيح تناوها للجميع > وقال : 
( ولتکون آية للمؤمنىن) « سورة الفتح : ٠١‏ » قيل : كف الأيدي » وقيل : 
فتح خيبر . ثم جمع هم مع ذلك كله اهداية . 

ثم وعدهم مغام كشرة وفتوحاً أخرى لم يقدروا ذلك الوقت علبها » 
قيل : مكة » وقيل : فارس والروم › وقيل : ما بعد خيبر من المشرق 
واملفرب . 


ثم ذكر أنيم لو قاتلهم الذين كفروا لولوا الأدبار » ونما سنته » فإن 
قبل : فيوم أحد » قبل : هو وعد معلق بشرط » وهو الصبر والتقوى › 
ففات يوم أحد بالفشل المناني الصبر »> والمعصية المنافية التقوى › ثم ذكر 
كف الأيدي لأجل الرجال والنساء المذكورين » فدفع العذاب عنهم 
بہؤلاء » كما دفعه برسوله لا کان بن أظهرهم . 

ثم أخبر عما في قلوبهم من الحميّة الني مصدرها اهل والظلم » وأخبر 
بإنراله في قلوب أوليائه من السكينة ما يقابل الحمية » وإلزامهم كلمة التقوى» 
وهي جنس تعم كل كلمة بتقى با الله وأعلاه كلمة الإخلاص . 

م آخبر آنه ( أرسل رسوله باهدی ودين الحق ليظهره على الدين كله ) 
الآية » فقد تكفل هذا الأمر بالتمام والإظهار › فلا تظنوا ما وقع لغر 
ذلك » ثم ذكر رسوله وحزبه ومدحهم بأحسن الماح › والرافضة تصفهم 
بضده . 


m~ (OV —‏ 
(م 1۷ - مختصر زاد المعاد ) 


فصل 


5 ےر( نی مھ ا۹ 

EOS 

6 حر 
Um en‏ ے مھ اھ 

قال موسى بن عقبة : لا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة 
من الحديبية » مكث عشرين ليلة أو قريباً منها » ثم حرج إلى خيبر » واستخلف 
على أهل المدينة سباع بن عرفطة › وقدم أبو هريرة حينئد فوافى سباع 
ابن عرفطة ني صلاة الصبح › فسمعه يقرأ ني الأولى (كهيعص) وني 
الثانية ( ويل المطففين) فقال في صلاته : ويل لأني فلان » له مكيالان إذا 
کال کال بالناقص » وإذا اکتال اکتال بالواني . ثم زوده سباع › فقدم 
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم المسلمين فأشركوه وأصحابه في 
سهماہم ء ولا قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح . 

م ركب فخرج أهل خيبر إعساحيهم ومكاتلهم › لأرضهم ولا يشعرون 
فقال البي صلى الله عليه وسلم : «الله أكبر » خربت خيبر ٠‏ إنا إذا نزلنا 
بساحة قوم » فساء صباح المنذرين » . 

م ذكر حديث إعطائه علياً الراية » ومبارزته مرحبا » وذكر قصة 
عامر بن الا كوع > ثم حاصرهم فجهد المسلمون ء» فوا الحمر فنهاهم . 

م صالحهم على أن جلوا منها وغم ما حملت ركابيم » وله الصفراء 
والبيضاء » واشرط أن من كم أو غيّب» فلا ذمة له » فغيبوا مسكاً يي » 


— (OA — 


ثم ذكر الحديث » فلما أراد إجلاءهم › قالوا : دعنا فبها » فأعطاهم إياها 
على الشطر مما مخرج منها ما بدا له أن يقرهم » ولم يقتل بعد الصلح إلا ابن 
أي الحقيق للنكث . 

وسى رسول الله صلى اله عليه وسلم صفية › وكانت تحت ابن أي 
الحقيق » وعرض عليها الإسلام » فأسلمت » فأعتقها » وجعل عتقها 
صداقها . 

وقسم خيبر على ستة وثلان سهماً › كل سهم مائة سهم » فکان له 
والمسلمين النصف » والنصف الآخر لنوائبه » وما ينزل به من أمور 
المسلمىن » قال البيهقي : لأن شطرها فتح صلحاً » وهذا بناء منه على أصل 
الشافعي أنه جب قسم الأرض المفتتحة عنوة . 

ومن تأمل تبين آنا كلها عنوة » وهذا هو الصواب الذي لا شك 
فيه . 

والإمام خير في الأرض بن قسمها ووقفها » وقسم بعضها ووقف 
بعض » وقد فعل الني صل الله عليه وسلم الأنواع الثلاثلة › فقس قربظة 
والنضر »› ولم يقسم مكة » وقسم شطر خيبر » وترك شطرها » ولم يغب 
من أهل الخحديبية إلا جابر فقسم له » وقدم عليه جعفر وأصحابه » ومعهم 
الأشعريون » وسمته امرأة من اليهود ني شاة أهدتما له > فلم يعاقبها › 
وقيل : قتلها بعد ما مات بشر بن البراء » وان بين قريش تراهن" » منهم 
من يقول : يظهر › ومنهم من یقول : بظهر الخلیفان وود خیبر » وکان 
الحجاج بن علاط قد أسلم » وشهدها › ثم ذ كر قصته . 


۵۹ س 


وفيها من الفقه القتال ني الأشهر الحرم › لأنه خرج إليها في المحرم . 

ومنها قسىم المغام للفارس ثلالة ٠‏ وللراجل سهم . 

ومنها آنه جوز لآحاد اميش إذا وجد طعاماً أن يأكله » ولا سه 
لأخذ ابن المغفل جراب الشحم . 

ومنها آن المدد إذا حت به بعد الحرب لا سهم له إلا بإذن اخيش » 
لأنه كلم أصحابه لأهل السفينة . 

ومنها حرم لوم الحمر » وعلل بآنها رجس » وهذا مقدام على من 
علل بغبر ذلك » كقول من قال : إنها م تخمس » أو : إنها تأكل العذرة . 

وجواز عقد المهادنة عقدآ جائزً » للإمام فسخه مى شاء » وتعليق 
الأمان بالشرط » وتقرير أرباب التهم بالعقوبة . 

ومنها الأخحذ بالقرائن لقوله ٠‏ «المال كشر ٠‏ والعهد قريب » » وأن 
من کان القول قوله » إذا قامت قربنة على کذبه » لم يلتفت إلى قوله . 

ومنها أن أهل الدمة إذا خالفوا شيا ما شط عليهم ۽ م يبق هم 
ذمة » وآن من أخذ قبل القسم )م علکه » وإن کان دون حقه » لقوله : 
« شراك من نار» . 

ومنها جواز التفاؤل ٠‏ بل استحبابه كما تفاءل بالمساحي في خرابا » 
وآن النقض يسري في حق النساء والذرية إذا كانوا طائفة هم شوكة » أما إذا 
كان واحداً من طائفة م يوافقوه فلا يسري إلى زوجته وأولادہ کا آن 
من أهدر دماءهم تمن يسبه م سب نساءهم وذريتهم › فهذا هدیه ئي هذا 
وهذا. 


— + 


ومها جعل عتتق الأمة صداقها بغر إذما » ولا شهود › ولا ولي ء 
ولا لفظ تزويج » وكذب الإنسان على نفسه وعلى ره إذا م يتضمن ضرر 
الغبر إذا توصل به إلى حقه كما فعل الحجاج » ومنها قبول هدية الكافر . 

ثم انصرف إلى وادي القرى وبه سود » فلما نزل نزلوا استقبلتهم 
هود بالرمي » فقتل مدعم ٠‏ فقالوا : هنيئاً له الحنة » فقال : « كلا 
والذي نفسي بيده إن الشملة الي أحذها يوم خيبر من المغاام » لم تصبها 
المقاسم لتشتعل عليه نارآ» . 

ثم عبا أصحابه ودعا أهل الوادي إلى الإسلام › فبرز رجل منهم > 
فبرز إليه الزبر › فقتله »> ثم برز آخر » فبرز إليه علي » فقتله > حى 
قتل منهم أحد عشر مبارزة » كلما قتل منهم رجل دعا من بقي إلى الإسلام » 
فقاتلهم حى أمسوا ثم غدا علبهم » فلم ترتفع الشمس قدر رمح حى فتحت 
عنوة » وعامل البهود على الأرض والنخل › فلما بلع أهل تيماء خير 
وفدك ووادي القرى صالمحوه » وأقاموا ني أموالهم › ووادي القرى إلى 
لمدينة حجاز » ومن وراءه من الشام »> ثم انصرف إلى المدينة › فلما كان 
ببعض الطريق عرس » وقال لبلال : « إكلا لنا الفجر » » وذكر 
الحديث . وروي أا ني مرجعه من الحديبية »> وقيل : مرجعه من 
بوك . 

ففيه أن من نام عن صلاة أو نسيها » فوقتها حين يستيقظ أو يذ كرها 
وأن الرواتب تقضى » وأن الفائتة يؤذن ها » ويام » وقضاء الفائنة جماعة › 
وأن القضاء على الفور لقوله : « فليصلها إذا ذكرها » وتأخرها عن 
المعرس » لأنه مكان الشيطان › ولانه لا يفوت المبادرة » فزم في شأنا . 


١‏ س 


وفیه تنبيه عل اجتناب الصلاة في أمكنة الشيطان > کالحمام بطریق 
الأولى . 


ولا رجعوا رد المهاجرون إلى الأنصار منانحهم › وأقام بامدينة إلى 
شوال ٠‏ يبعث السرايا » منها سرية ابن حذافة الذي أمر أصحابه بدخول 
انار » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو دخلوها ما خرجوا منها » 
إنما الطاعة في المعروف » . 

فإن قبل : كيف ذلك وهم متأولون طاعة الله ورسوله ؟ قيل : لما هموا 
بامبادرة من غر اجتهاد مع علمهم أن الله لاهم عن قتل أنفسهم» ل يعذروا. 
وإذا کان هذا فيمن عذّب نفسه طاعة لأولي الأمر المأمور بطاعتهم » فكيف 
بن عذآب سلما لا جوز تعذييه طاعة لأولي الأمر ؟ وإذا كانوا لو دخلوها 
ما خرجوا منها مع قصسدهم طاعة الله فكيف يمن حمله على ما لا جوز 
من الطاعة الرغبة والرهبة الدنيوية ؟ وكيف بمن دخلها من إخوان الشيطان » 
وأوهموا اهال أنه من مراث إبراهم اليل عليه السلام؟ ! . 


— ۹۲ 


2 


الذي أعز الله به دينه ورسوله وحرمه الأمان ودخل الناس به ي دين 
الله أفواجاً . 

خرج له صلى الله عليه وسلم سنة مان لعشر مضين من رمضان . 

م ذكر القصة : 

وفيا من لته أن أهل مهد إذا حاريوا من قي فمة الإمام اروا جره 
له » فله أن يبيتهم › ولا يعلمهم على السواء » وإنما ذلك إذا حاف منهم 
اللبالة » فإذا تققها فلا . 

وفيها انتقاض عهد ابلحميع بذلك إذا رضوا به » کنا آنپم يدخلون في 
مهد تبعاً . 

وفيها جواز الصلح عشر سنن › والصواب أنه جوز فوق ذلك للحاجة. 
والصلحة ؛ وآن الإمام اذا مئل فسکت م یکن بللا ٠‏ أن ابا نهان ۽ 
سأله تجديد العمهد » فسكت . 

وفيها أن الرسول لا يقتل » لن أبا سفيان ممن نقض » وقتل ابحاسوس 
المسلم » وتجريد المرأة كلها للحاجة » وأن الرجل إذا نسب المسلم لكفر أو _ 
نفاق متأولا غضباً لله لا هواه › لم يأم »> وأن الكبرة العظيمة قد تكفر 


— ۳ 


با-خسنة الكبرة » کا قال تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيثات ) « سورة 
هود : ۱١١‏ » وبالعکس لقوله تعالى : ( لا تبطلوا صدقانكم بالمن والأذى) 
« سورة البقرة : ۲٠١‏ » وقوله : (أن تحبط أعمالكم ونم لا تشعرون ) 
« سورة الحجرات : ۳» . 

ثم قرر قصة حاطب » وقصة ذي اللحويصرة وأمثاله » ثم قال : ومن 
له لب يعلم قدر هذه المسألة » وشدة الخاجة إليها ء ويطلع منها على باب 
عظم من معرفة الله وحكمته » وفيها دخول مكة للقتال المباح بغر إحرام » 
بولا حلاف أنه لا يدخل من أراد النسك إلا بإحرام وأما ما عداهما فلا واجب 
إلا ها .أوجبه الله ورسوله . 

وفيها التصريح بأن مكة فتحت عنوةء وقتل سابه صلى اله عليه وسلم . 

وقوله : « إن الله حرم مكة > ولم حرمها الناس » مع قوله : « إن 
إبراهم حرم مكة » هذا التحرم قسدري شرعي سبق تقديره بوم خلق 
الله العام ء ثم هر أمره على لسان [براهم › قوله : « لا يسفك با دم » 
هو الدم الذي يباح ني غبرها » كتحرم عضد الشجر . 

وني لفظ «لا يعضد شوكها » وهذا ظاهر جداً ني حرم قطع الشوك 
والعوسج ٠‏ ولكن جوزوا قطع اليابس لأنه بنزلة الميتة › وني لفظ 
« لا محبط شوكها» صريح في حرم قطع الورق . 

وقوله : « لا ختلى خلاها » لا حلاف أن المراد ما نبت بنفسه والحلا : 
الحشيش الرطب » واستئناء الأذخر دليل على العموم › ولا تدخل الكمأة 
وما غيب ني الأرض » لأنه كالثمر . 


— 4 


وقوله : « ولا ينفر صيدها » صريح في تحرم السبب إلى قتل الصيد › 
واصطاده بکل سبب حى أنه لا ینفره عن مکانه › لانه حیوان محترم ني 
هذا المکان قد سبق إلى مکانه › فهو أحق به > ففي هذا أن الخيوان المحترم 
إذا سبق إلى مکانه م بزعج عنه . 

وقوله : « لا تلتقط ساقطتها ‏ إلا منشد » فيه أن لقطة الحرم لا تملك › ١‏ 
ولا تلنةط إلا للتعريف » وهذا إحدى الروايتن عن أحمد » فليعرفها أبداً 
حى بأتي صاحبها » وهذا هو الصحيح » والحديث صريح فيه › والمنشد : 
ا عرف » والناشد : الطالب . ومنه قوله : « إصاخة الناشد للمنشد »وكونه ) 
يدخل البيت حى محيت الصور » ففيه كراهة الصلاة في المكان المصور فيه › 
وهو أحق بها من الحمام ٠‏ لأنه بيت الشيطان » وأما الصور فمظنة الشرك › 
وغالب شرك الأمم من جهة الصور والقبور . 

وني القصة جواز أمان المرأة لارجل والرجلان کأم هائيء » وفتل من 
تغلظت ردته من غير استتابة القصة ابن آي سرح . 


س 0( — 


فصل 
( ہہ سے 7 


۰ ر ( 
٭ ۹ں ` 

کل وجرن 
ww ODL ) e‏ 


قال ابن إسحاق : لا سمعت هوازن بالفتح » جمع مالك بن عوف 
هوازن » واجتمعت إليه ثقيف وجشم › وفيهم دريد بن الصمة ليس فيه 
إلا ریه > م ذكر القصة . 

ثم قال : وعد الله رسوله أنه إذا فتح مكة » دخل الناس في دين الله 
أفواجاً » فاقتضت الحكمة أن أمسك الله قلوب هوازن ومن معهم وأتباعهم 
ليظهر أمر الله من تمام النصر ولتكون غنائمهم شكرانا لأهل الفتح › وليظهر 
قهره فؤلاء الذين م يلق المسلمون مثلهم › فلا يقاومهم بعد أحد من العرب. 

وأذاقهم أولا" مرارة الزعة مع قونيم ليطامن رؤوساً رفعت بالفتح › 
وم تدخل حرمه کا دخله رسوله صلی الله عليه وسلم منحنیاً عل فرسه حى 
إن ذقنه يكاد أن بعس سرجه » وليبين لمن قال : لن نغلب اليوم من قلة . 
أن النصر من عنده › فلما انكسرت قلوبهم › أرسل إليها خلع ابر مع 
بريد ( م آنزل الله سکینته على رسوله وعلى المؤمنین) . 

وقد اقتضت حكمته أن خلع النصر إنما تفيض على أهل الانكسار(ونريد 
أن نن على الذين استضعفوا ني الأرض ونجعلهم أئمة ولجعلهم الوارثن 


— ۲۹۹ 


ونمكن هم ني الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما کانوا 
حذرون ) « سورة القصص : »٦ ٠‏ . 

وافتتح غزو العرب ببدر » وختمه بها » وقاتلت الملائكة فيهما » ورمى 
رسول الله صلى اله عليه وسلم با لحصباء فيهما » وبهما طفئت جمرة المرب » 
فبددر خوفتهم » وکسرت حدنہم » وهه استفرغت قواهم . 

وفيها استعارة سلاح المشرك » وأن من تمام التوكل استعمال الأسباب » 
وآن ضمان الله له العصمة > لا يناي تعاطي الأسباب » کا أخبر أنه يظهر 
دینته لا يناقض أنواع الخهاد . 

وشرطه ضمان العارية هل هو إخبار عن شرعه أو ضمانه بنفسه ؟ 
اخحتلف فيه » وفيها عقر مركوب العدو إذا أعان على قتله ؛ ولیس من تعذيب 
الخيوان النهي عنه » وعفوه صلى الله عليه وسلم عمن هم بقتله » ومسحه 
صدره ودعاؤه له > وجواز الانتظار بالقسمة إسلام الكفار » لرد عليهم 
ما أذ منهم » ففيه دليل أن الغنيمة إنما تملك بالقسمة » فلو مات أحد قبلها 
أو إحرازها بدار الإسلام > رد نصيبه على الغانمين » وهذا مذهب أي حنيفة› 


ونص أحمد أن النفل يكون من أربعة الأخماس › وهذا الإعطاء منه »> ٠‏ ' 


فهو أو من تنفيل الثلث بعد اللحمس والربع بعده . 


ولا عميت أبصار ذي اللحويصرة وأضرابه عن الحكمة قال قائلهم : 
اعدل . 


والإمام نالب عن المسلمين يتصرف ني مصالهم وقيام الدين » فإن 
تعان ذلك لاستجلاب أعداء الإسلام إليه ٠‏ ليأمن شرهم ساغ ذلك بل 


س ۹۷ — 


تعن > ومبنى الشريعة باحتمال أدنى المفسدتن لدفع أعلاها › وتحصيل 
أكمل المصلحتن بتفويت أدناهما » بل بناء مصالح الدنيا والدين على 
هلین . 

وفيها بيع الرقيق › بل الحيوان ببعض نسيئة ومتفاضلا › ون المتعاقدين 
إذا جعلا أجلا غير حدود جاز وهذا هو الراجح إذ لا حذور ولا غرر . 
وقوله : « من قعل قتيلا" له عليه بينة فله سلبه » اختلفوا هل هو بالشرع 
أو الشرط ؟ ومأخذ النزاع هل قاله بمنصب الرسالة كقوله : «هن زرع 
بأرض قوم بغر إذہم »› فليس له من الزرع شيء » وله نفقته » › أو 
عنصب الفتيا كقوله : « خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف » أو عنصب 
الإمامة فيكون مصلحة ني ذلك الوقت » فيازم من بعده مراعاة ذلك بحسب 
الملصلحة ؟ . 

ومن هنا اختلفوا ني كدر من المواضع كقوله : « من أحيا أرضاً مينة 
فهي له» . 

وفيها الاکتفاء في هذه بشاهد من غير مین › وأنه لا يشرط النلفظ 
بأشهد . 

وفيها أن السلب لا ختَّس » وأنه من أصل الغنيمة › وأنه يستحقه هن 
لا سهم له من امرأة وصبي » وأنه يستحتق سلب جمیع هن قتل وإن کرو . 


— ۸ 


9١ r 
۶ 5: “9 
کم‎ SE 


لما اهزمت ثقيف دخلوا حصنهم › ويئوا للقتال وسار رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » فنزل قريب من حصنهم » فرموا المسلمين بالنبل رماً 
شديدا كانه رجلٴ جراد » حى أصيب من المسلمين النا عشر رجاا“» 
فارتفع صلى الله عليه وسلم إلى موضع مسجد الطائف اليوم » فحاصرهم 
مانية عشر يوماً أو بضعاً وعشرين يوماً » ونصب علبهم المنجنيق وهو أول 
من رمى به ني الإسلام » وأمر بقطع الأعناب » فوقع الناس فيها يقطعون . 


قال ابن سعد : فسألوه أن يدعها لله والرحم » فقال صلى الله عليه وسلم : 
« فإني أدعها لله وللرحم » فنادی منادیه : أا عبار نزل إلينا فهو حر . 
فخرج منهم بضعة عشر رجلا فبهم أبو بكرة » فدفع كل رجل منهم إلى 
رجل من المسلمين ونه ء فشق ذلك على أهل الطائف › ولم يؤذن له ني 
فتحها ‏ فأمر صلى الله عليه وسلم بالرحيل » فضج الناس من ذلك » وقالوا: 
نرحل » ولم تفتح الطائف ؟ فقال : « اغدوا على القتال » فغدوا > فأصابمم 
جراحات ٠‏ فقال : « إنا قافلون إن شاء الله » فسروا بذلك › وجعلوا 
يرحلون » ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك » فلما استقلوا قال : 


— ۹۹ 


قولوا : «آیبون تائبون عابدون لربنا حامدون » قیل : یا رسول الله » ادع 
الله على ثقيف . فقال : « اللهم اهد ثقيفاً وائت بهم » . 

تم حرج إلى ابحعرانة » ودخل منها حرماً بعمرة » ثم رجع إلى المدينة . 

ولا قدم المدينة من تبوك ني رمضان » وفد عليه ني ذلك الشهر وفد 
ثقيف » فكان من حديثهم أنه لما انصرف عنهم اتبعه عروة بن مسعود › 
فأدركه قبل أن يدخل المدينة » فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام »› 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن فيهم وة الامتناع الذي كان 
منهم » فقال : أنا أحب إليهم من أبصارهم . وكان فيهم كذلك عيباً 
مطاعاً » فخرج يدعو قومه إلى الإسلام رجاء أن لا الفوه لمنزلته فيهم › 
فلما شرف عليهم ودعاهم » رموه بالنبل من کل وجه » فقتل › فقیل له : 
ما ترى ني دمك ؟ فقال : شهادة أكرمي الله بها » فليس ي إلا ما نيالشهداء 
الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم » فادفنوني 
معهم . فدفن معهم » فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: 
« إن مثله ي قومه کمثل صاحب یس" ني قومه » م أقامت ثقیف بعد قتله 
أشهراً. ثم رأوا أنبم لا طاقة هم بحرب من حوهم من العرب »› فأجمعوا 
على أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا“ كما أرسلوا عروةء 
فكلموا عبد ياليل » فأبى وخشي أن يصنع به كما صنعوا بعروة › فبعثوا 
معه ر جلن من الأحلاف » وثلالة من بني مالك منهم عثمان بن أيالعاص › 
فلما دنوا من المدينة » ونزلوا قناة لقوا با المخرة بن شعبة » فاشتد ليبشر 
رسول الله صلى الله عليه وسلم » فلقيه أبو بكر فقال : قم عليك لاتسبقي . 
ففعل » فدخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم » فأخبره م 


(Ye —‏ س 


خرج المغرة إلبهم › فروح الظهر معهم » فضرب عليهم رسول الله 
صل الله عليه وسلم قبة في ناحية ا مسجد » وكان خالد بن سعيد الذي عشي 
بينهم وبن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

وکان فیما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع هم اللات 
لا ہدمھا ثلاث سنن لیسلموا بارکها من سفهاتہم فأبی › فما برحوا یسألونه 
فأبی حى سألوہ شهراً فأ أن بدعها شيئاً مسمی . 

وکان فیما سألوا أن يعفيهم من الصلاة » وأن لا يكسروا أولام 
بأیدہم › فقال : » أما كسر أوثانكم بأیدیکم » فسنعفیکم عنه ¢ 
وأما الصلاة فلا خر ني دين لا صلاة فيه » فلما أسلموا تَر عليهم عثمان 
ابن آي العاص » وكان من أحد م سناً إلا أنه كان أحرصهم على التفقه 
ي الدين . 

فلما توجهوا إلى بلادهم بعث رسول الله صل الله عليه وسلم معهم 
أبا سفيان والمغيرة هدم الطاغية › فلما دخل المغبرة علاها با معول » وقام 
دونه بنو مغبث خشية أن یرمی كعروة » وخرجت نساء ثقیف حسراً ببکان 
عليها » ولا هدمها أخذ ماها وكان ابن عروة وقارب بن الأسود قدما على 
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الوفد حبن قتل عروة يريدان فراق 
ثقيف فأسلما » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« توليا من شما » 
قالا : لا نتولی إلا الله ورسوله . قال :« وخالکما با سفیان بن حرب » فقالا: 
وخالنا أبا سفيان ءفلما أسلم أهل الطائف »سأل ابن عروة رسول الله صلى الله 
عليه وسلم أن يقضي دين أبيه من مال الطاغبة » فقال : نعم » فقال 


۷۱ س 


قارب :وعن الأسوديا رسول الله فاقضه » وعروة والأسود أخوان لأب 
وأم » فقال رسول الله :« إن الأسود مات مشركا » فقال قارب بن السود : 
يا رسول الله » لكن تصل مسلماً ذا قرابة يعي نفسه » وإنما الدين علي . 
فقضى دين عروة والأسود من مافها . 

وفيه من الفقه جواز القتال ني الأشهر الحرم › فإنه صلى الله عليه وسلم 
خرج إلى مكة في آخر رمضان » وأقام بعكة تسع عشر ليلة . 

ثم حرج إلى هوازن » وقاتلهم وفرغ منه »ثم خرج إلى الطائف › 
فحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة أو مان عشر ني قول ابن سعد » فإذا تاملت 
ذلك عرفت أن بعض الحصار في ذي القعدة ولا بدء لكن ل يبتديء القتال 
إلا في شوال » وفرق بن الابتداء والاستدامة . 

ومنها جواز غزو الرجل وأهله معه » لأن معه ني هذه الغزوة أم سلمة 
وزینب . 

ومنها جواز نصب المنجنيق على الكفار » وإن أفضى إلى قتل النساء 
والذرية . 

ومنها قطع شجرهم إذا كان يضعفهم ويغيظهم . 

ومنها أن العبد إذا أبق وألحق بالمسلن » صار حرا » حكاه ابن المنذر 
إجماعاً . 

ومنها أن الإمام إذا حاصر حصنا » ورأى المصلحة في الرحيل فعل . 

ومنها أنه أحرم من ابلحعرانة بالعمرة › وهي السنة من دخلها من طريق 


— ۷۲ 


الطائف » وآما اللحروج من مكة إلى ابمعرانة ليحرم منها بعمرة ء› فلم 
يستحبه أحد من أهل العم . . 

ومنها كمال رأفته ورحمته صلل الله عله وسلم ني دعائه لثقیف باهدی» 
وقد حاربوه » وقتلوا جماعة من أصحابه › وقتلوا رسوله إليهم . 

ومنها كمال محبة الصديق له › ومحبة التقرب إليه بكل ممكن » وهذا يدل 
على جواز سؤال الرجل أخاه أن يؤثره بقربة من القرب › وأنه جوز له 
ذلك > وقول من قال : لا مجوز. لا يصح › وقد آثرت عائشة عمر بدفنه 
ني بيتها » وسأها ذلك » فلم تكره له السؤال › ولا فا البذل . 


ومنها أنه لا جوز إبقاء مواضع الشرك بعد القدرة على إبطاها يوماً 
واحداً فإنبا شعائر الكفر » وهي أعظم المنكرات » وهذا حكم المشاهد 
الي بنيت على القبور الي اتخذت أوثاناً تعبد من دون الله » والأحجار 
الى تقصد للتعظم › والتبرك والنذر والتقبيل › لا جوز إبقاء شيء منها على 
وجه الأرض مع القدرة » وكشر منها إمنزلة اللات والعزى» ومنات الثاللة 
الأخرى» أو أعظم شركا عندها وبا وبالله المستعان. ولم يكن أحد من رباب 
هذه الطواغيت يعتقد نها تخلق وترزق أو نبي أو تميت › وإنما كانوا 
يفعلون عندها وبا ما يفعله إخوام من المشركان عند طواغيتهم اليوم > 
فاتبع هؤلاء سنن من كان قبلهم حَذو القذة بالقذة › وأخذوا مأخذهم شبراً 
بشبر وذراعاً بذراع » وغلب الشرك على أكثر النفوس لظهور اجهل وخفاء 
العلم » وصار المعروف منكرا وامنكر معروفاً › والسنة بدعة والبدعة 
سنة » ونشأ في ذلك الصغر > وهرم عليه الكببر > وطمست الأعلام › 


(م ۱۸ مختصر زاد المعاد ) 


واشتدت غربة الإسلام » وقل العلماء » وغلب السفهاء › وتفاقم الأمر › 
واشتد البأس » وظهر الفساد ني البر والبحر بما كسبت أيدي الناس » ولكن 
لا تزال طائفة من المصابة المحمدية بالحق قائمين » ولأهل الشرك والبدع 
جاهدين » إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثن . 

ومنها جواز صرف الإمام أموال المشاهد ني الحهاد والمصالح » وأن 
يعطيها للمقاتلة » ويستعين بأنمانہا على مصالح امسلمين » وكذا الحكم ني 
وقفها > وهذا ما لا خالف فيه أحد من أئمة الإسلام . 


— V4 


فصل 

ولا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة » ودخلت سنة تسع › 
بعث المصدقن يأخذون الصدقات من الأعراب › فبعث عيينة إلى بي تمم › 
وبعث عدي بن حاتم إلى طيء وبني أسد»وبعث مالك بن نويرة على صدقات 
بي حنظلة » وفرّق صدقات بني سعد على رجلن » فبعث الزبرقان إلى 
ناحية ٠‏ وقيس بن عاص إلى ناحية » وبعث العلاء إلى البحرين > وبعث 
علياً إلى نجران . 

وفيها كانت غزوة تبوك » وكانت في رجب »ي زهن عسرة من 


اللاس » وجدب من البلاد » حبن طابت الثمار . 


وکان رسول الله صلی الله عليه وسلم قلما مخرج ي غزوة إلا کی عنها 
إلا ما كان منها لبعد السفر وشدة الزمان ء فقال ذات يوم للجد بن قيس : 


اشد عجباً بالنساء مي وإني خی إن رأبت نساءهم أن لا أصبر. فأعرض 
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : «قد أذنت لك » › ففيه نزلت 
الاية : ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتي ) « سورة التوبة : ۰ » وقال 
قوم من النافقن بعضهم لبعض : لا تنفروا ني الحر . فأنزل الله فيهم : 
( وقالوا لا تنفروا تي الحر ) « سورة التوبة : ۸١‏ . 

فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باحهاد > وحض أهل الغى على 


— (۷0 — 


النفقة » فأنفق علمان للانمائة بعر بعدتا وألف دينار » وجاء البكاؤون 
وهم سبعة » يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (لا أجد 
٠‏ ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً أن لاجدوا ما بتفقون) 
وأرسل أبا موسى أصحابه إليه ليحملهم فوافاه غضبان » فقال : « والله 
لا أحملكم ولا أجد ما أحملكم عليه » ثم أتاه إبل > فأرسل لبهم فقال : 
«ما أنا حملتكم » ولكن الله حملكم » وإني والله لا أحلف على يمين » 
فأرى غبرها حبرا منها إلا كفتّرت عن يني › وأنيت الذي هو خر » وقام 


. رجل فصلى من الليل وبكى » ثم قال: اللهم إنك آمرت بالحهاد » وم تجغل 


في يد رسولك ما عملي عليه » وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة 
أصابي فيها من مال أو جسد أو عرض . ثم أصبح » فقال صلى الله عليه 
وسلم :« أين امعصدق هذه اليلة ؟ » فلم يقم أحد »ثم ردها » فقام إليه الرجل 
فأحبره فقال : « أبشر والذي نفس محمد بيده » لقد كثبت في الزكاة ‏ 
المقبلة » وجاء المعذآرون من الأعراب ليؤذن هم فلم يعذرهم . 

وكان ابن أي قد عسكر على لني الوداع ني حافائه من اليهود والنافقانء 
فيقال : ليس عسكره بأقل العسكرين . واستخلف صل الله عليه وسلم على 
الماينة محمد بن مسلمة »> فلما سار تخلف ابن أي . 

واستخلف علي بن أي طالب عل أهله » فقال : خفني فع الشاء 
والصبيان ؟ فقال : « آما ترضی أن تکون مي إعنزلة هارون من موسى 
غر أنه لا بي بعدي» . 

رطف ر من خی شل ۲ هم کب ن ماك وهال بن ايه » 


س ۷۹ 


ومرارة بن الربيع » وأبو خيثمة » وأبو ذر » ثم لقه أبو خيشمة » وأبو ذرء 
ووافاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في لان ألفاًءوالحيل عشرة آلاف» 
وأقام بها عشرين ليلة يقصر الصلاة » وهرقل يومئذ بمحمص › ورجع 
أبو خيثمة إلى أهله بعد ما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً » فوجد 
امرتن له ني عریشن فما ني حائطه » قد رشت کل واحدة منهما عریشها › 
وبردت له فيه ماء » وهیأت له فیه طعاماً › فلما دخل قام على باب العریش 
فنظر إلى امرأتيه وما أعدتا » فقال : رسول اله صلى الله عليه وسلم في 
الضح والريح والحر » وأبو خيئمة ني ظل بارد » وطعام مهيا › وامرأة 
حسناء»ما هذا بالنصف ؟ والله لا أدحل عريش واحدة منكما »> حى ألخحق 
برسول الله صلى الله عليه وسلم . فقدم ناضحه فارحله » ثم خرج حى أدرکه 
حن نزل تبوك . 

وکان عمر بن وهب آدرکه ني الطریق › فرافقا حى ذا دنوا قال له 
أبوخيئمة : إن لي ذنباً فلا عليك أن تتخلف عي حى آتي رسول اله صلى الله 
عليه وسلم ففعل › حى إذا دنا قال الناس : هذا راكب على الطريق › 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كن أبا خيثمة » قالوا : يا رسول 
الله : هو والله أبو خيثمة . فلما أناح أقبل › فسلم على رسول الله صلى الله 
عليه وسلم » وآخبره خبره » فقال له خرآً > ودعا له . 

وکان رسول الله صلى الله عليه وسلم حن مر بدیار مود قال : 
« لا تشربوا من مالبا » ولا تتوضۇوا منه للصلاة › وما کان من عجان 
فأعلفوه الإبل » ولا خرجن أحد منكم إلا ومعه صاحب له » ففعلوا إلا أن 
رجن خرج أحدهما خاجته » والآخحر ي طلب بعره » فخنق الذي خرج 


— (VY — 


لاجته على مذهبه » واحتملت الربح طالب البعير حنى ألقته في جبلي طيء . 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « آل آنہکم ؟» م دعا للذي خنق 
فشفي » وأهدت الآخحر طيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم 


المدبنلة . 


قال الزهري : لا مر بالحجر » سجى ثوبه على وجهه » واستحث 
راحلته ّم قال : « لا تدخلوا بيوت الذدين ظلموا أنفسهم إلا وأنم باكون 
خوفاً أن يصيبكم ما أصابمم » وني « الصحبح » أنه أمر بإهراق الماء » وأن 
يستقوا من البر الي كانت تردها الناقة . 

قال ابن إسحاق: وأصبح الناس لا ماء معهم › فدعا رسول الله صلى الله 
عليه وسلم » فأرسل الله إليه سحابة » فأمطرت حى ارتووا » ثم مضى فجعل 
يتخلف الرجل » فيقولون : تحخلف فلان » فيقول : « دعوه فإن يلك فيه 
حبرا فسيلحقه الله بكم » وإن يك غر ذلك » فقد أراحكم الله منه » » 
وتلوم على أي ذر بعره فأخذ متاعه على ظهره › فلما نزل رسول الله 
صلى الله علبه وسام ي بعض منازله قال رجل يا رسول الله : هذا رجل 
عشي على الطريق وحده » فلما تأملوه قالوا : يا رسول الله أبو ذر › فقال: 
«رحم الله أبا ذر» مشي وحده » ووت وحده » ویبعث وحده » . وي 
« صحيح ابن خبان » أن أبا ذر لما حضرته الوفاة » بکت امراته » فقال : 
ما يبكيك ؟ فقالت : تموت بفلاة من الأرض » وليس عندي ثوب يسعك 
کفناً » ولا يدان لي ني تغسيلك » فقال : لا تبکي» فاي سمعت رسول الله 
صل الله عليه وسلم بقول لنفر أنا فيهم : « ليموتن رجل منكم بفلاةق من 
الأرض ٠‏ يشهده عصابة من المسلمين» وليس من أولئك أحد إلا مات في 


— ۷۸ — 


قرية » فأنا الرجل » والله ماكذبت ولا كذبت فأبصري الطريق . قالت : 
فكنت أشتد إلى الكثيب أتبصر » ثم أرجع فأمرضه » فبينا حن كذلك 
إذا أنا بر جال على رحاهم كأنيم الرحم تخب بهم رواحلهم قالت : فأشرت 
إلبهم فأسرعوا حى وقفوا علي فقالوا:يا أمة الله » مالك ؟ قلت : امرؤ من 
امسلمن موت تکفنونه قالوا : من هو ؟ قلت : أبو ذر » قالوا : صاحب 
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم . ففدوه بام وأمهاتہم › 
وأسرعوا إليه حى دخلوا عليه » فقال : أبشروا فإني سمعت رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » وحدثهم بالحدیث .... ثم قال : أما إنه لو كان عندي 
ثوب يسعي كفنا لي أو لامرآتي م أ كفن إلا ي ثوب هو لي أو ها ٠‏ وإني 
نشد كم الله أن يكفتي رجل منکم کان أمراً أو عريفاً أو بريداً أو نقيباً . 
وليس منهم إلا من قارف بعض ما قال إلا فى من الأنصار قال : يا عم 
أنا أكفنك ي ردائي هذا أو في ثوبین ني عيبي من غزل أمي . قال : نت 
تکفني . فکفنه وقاموا عليه » ودفنوه ي نفر کلهم مان . 


وقي « صحيح مسلم ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل 
وصوله إلى تبوك : « إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عبن تبوك » وإنكم لن 
تأتوها حى يضحي النهار » فمن جاءها منكم فلا بعس من ماما شيئاً حى 
آني » » قال فجننا وقد سبق إليها رجلان » والعبن مثل الشراك تبض بشيء 
من ماما » فسأغما رسول الله صلى الله عليه وسلم « هل مسستما من ماما 
شیا ؟ » قالا: نعم > فسبهما » وقال هما ما شاء الله أن يقول › ثم غرفوا 
بأيد ہم من العن قليلا قليلا ء حى اجتمع في شيء › م غسل رسول الله 
صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه › ثُم أعاده فيها »> فجرت العن اء 


— ۷۹ 


كشر فاستقى الناس » تم قال : « يوشلك يا معاذ إن طالت بلك حياة أن 
تری ما ها هنا قد مليء جناناً» . ۰ 

ولا انتهى إلى تبوك أتاه صاحب أيلة » فصالخحه وأعطاه الحزية › وأتاه 
أهل جربا وأذرح » فأعطوه الحزية » وكتب لصاحب أيلة: « بم الله الرحمن 
الرحيم :هذا أمنة من الله ومن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتحته 
ابن رؤبة » وأهل أيلة لسفنهم وسيار تيم في البر والبحر فم ذمة الله » وذمة 
ابي » ومن كان معهم من أهل الشام » وأهل اليمن » وأهل البحر › 
فمن أحدث منهم حدثاً فإنه لا حول ماله دون نفسه › وإنه لمن أخذه من 
الناس › وإنه لا حل آن منعوا ماء یردونه » ولا طریقاً یریدونه من 
بر أو بجر » . 

م بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أكيدر بن عبد الك الكندي 
صاحب دومة الحندل وقال :« إنك ستجده يصيد البقر » فمضی خالد حى 
إذا كان من حصنه إمنظر العن في ليلة مقمرة وهو على سطح ومعه امرأته › 
فباتت بقر الوحش نحك بقرونا باب القصر » فقالت امرأته : هل رأيت 
مثل هذا قط . قال : لا والله . فرکب فرسه ومعه نفر من أهل بيته › منهم 
أخ له يقال له حسان فلما خر جوا تلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم» 
فأخذته » وقتلوا أخاه وعلیه قباء خوص بالذهب » فاستلبه خالد » وبعث به 
الى رسول الله صلى الله عليه وسلم » م قدم بالا كيدر على رسرل الله صلى الله 
عليه وسلم » فحقن دمه وصالخه على الحزية » وكان نصرانياً »> وقال 
ابن سعد : أجاره خالد من القتل » ومع خالد أربعمائة وعشرون فارسا على 
أن يفتح له دومة الخندل » ففعل » وصاله على ألفي بعر وأمانمائة رأس 


— (A: — 


وأربعمائة درع » وأربعمائة رمح > فعزل رسول الله صلى الله عليه وسلم 
صفيه » م قسم الغنيمة › فأخرج الحمس م م ما بتي علی حاب اکان 
لكل واحد منهم خمس فرائض . 

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك بضع عشرة ليلة › تم 
قفشل . 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قمت من جوف اليل وأنا 
في غزوة تبوك » فرأيت شعلة من نار » فأتيتها » فإذا رسول الله صلى الله عليه 
وسلم وأبو بكر وعمر » وإذا ذو البجادین قد مات » وقد حفروا له 
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته » وأبو بکر وعمر یدلیانه اليه 
وهو يقول : « أدليا إلى أخاكما » فأدلياه إليه › فلما هيأه لشقه قال : 
« اللهم إني قد أمسيت راضیاً عنه › فارض عنه » . قال ابن مسعود : 
يا لبتي كنت صاحب الفرة . 


وعن أي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله 

عليه وسلم جبريل وهو بتبوك › فقال : يا محمد اشهد جنازة معاوية 
ابن معاوية المزني . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم » ونزل جبريل ئي 
سبعين ألفاً من اللائكة » فوضع جناحه الأبمن على المبال فتواضعت › 
ووضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعت › حى نظر إلى مكة 
والمدينة » فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل والملائكة عليهم 
السلام »› فلما فرغ قال : « يا جبريل بم بلغ معاوية هذه المنزلة » ؟ قال : 
بقراءة ( قل هو الله أحد) قائماً وقاعدا » وراکباً وماشباً . رواه ابن 


السي والبيهقي . 


— ۸ 


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن بالمدينة أقواماً ما سرتم 
مسرا ولا قطعام وادیاً إلا کانوا معکم » قالوا : وهم بالمدينة ؟ قال: « نعم 
حبسهم العذر » . 

ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً من تبوك إلى الماينة › 
حى إذا كان ببعض الطريق مكر به بعض النافقن » فتآمروا أن يطرحوه 
من عقبنة ني الطريق » فلما باغها أرادوا سلوكها معه » فأخبر خبرهم » فقال 
للناس : « من شاء أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لکم » » وأخذ العقبة › 
وآخذ الناس بطن الوادي إلا أولئك النفر وتلشموا » فأمر رسول الله صلى الله 
عليه وسلم حذيفة بن اليمان وعمار بن باسر فمشيا معه › وأمر عماراً آن 
يأخذ بزمام الناقة »وأمر حذيفة أن يسوقها فبيناهم يسوقون»إذ سمعوا وكزة 
القوم من ورائهم فأمر حذيفة بردهم فرجع ومعه حجن » فضرب به وجوه 
رواحلهم » وأبصرهم متلئمن › ولا يشعر إلا أنه فعل المسافرء فرعبوا 
حن أبصروا حذيفة » وظنوا أن مكرهم قد ظهر › فأسرعوا حى خالطوا 
اناس » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذيفة : « هل عرفت منهم 
أحداً» ؟ قال :عرفت راحلة فلان وفلان » وكانت ظلمة › فقال : «هل علمت 
شأنہم » ؟ قال : لا . قال : « فام مکروا لیسيروا معي » حى إذا طلعت 
في العقبة طرحوني » فقال له حذيفة : أولا تضرب أعناقهم ؟ قال : «أكره 
أن يتحدث الناس أن محمداً قد وضع يده في صحابه » م آمره بکتمانه . 

وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك » حى إذا كان بينه . 
وبن المدينة ساعة . 


وكان آهل مسجد الضرار أتوه وهو يتجهز إلى تبوك › فقالوا : إنا قد 


— A۲ — 


بنينا مسجد لذي العلة والليلة المطرة » ونحب أن تصلي فيه . فقال : « إني 
على جناح سفر » ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم » › فجاءه خبر المسجد من 
السماء » فدعا مالك بن الدخشى ومعن بن عدي » فقال : « انطلقا إلى هذا 
المسجد الام أهله › فاهدماه وحرقاه بالنار» فخرجا مسرعن » حى اتيا 
بي سالم فقال مالك لعن : أنظرني حى آخرج بنار من أهلي فدخل فأخذ سعفاً 
فأشعل فيه نارآ ثم حرجا یشتدان حنی دخلاه وفیه آهله » فحرقاه وهلماه » 
وتفرق عنه أهله » فأنزل الله سبحانه : (والدين الخذوا مسجداً ضرار؟ 
وكفراً وتفريقاً بن المؤمنن ) « سورة التوبة : ٠١۸‏ . 
فلما دنى من المدينة > خرج الناس لتلقيه »> وخرج النساء والصبيان 
والولائد بقن : 
طلع البدر علينا من بات الوداع 
وجب الشكر علينا ما دعا له داع 
وبعضهم يروي هذا عند مقدمه مهاجراً وهو وهم > لن يات 
الوداع من ناحية الشام . فلما شرف على المدينة قال : «هذه طابة » 
وقال « هذا أحد جبل مبنا وجه » فلما دخل بدأ با مسجد » فصلى فيه 
ركعتن » ثم جلس فيه اناس » فجاءه المخلفون يعتذرون إليه > وعلفون 
له وکانوا بضعاً ومان رجلا » فقبل منهم واستغفر مم ووکل سرائرهم إلى 
خالقهم » وفیهم نزل قوله تعالی : (يعتلرون إليكم إذا رجعم إلبهم) 
الأية « سورة التوبة : ٩٥‏ - ۹۸ » وما بعدها . 


— TAT — 


ا 


فمنها جواز القتال ني الشهر الحرام إن كان خروجه في رجب 
محفوظاً . 

ومنها إعلام الإمام الرعية بالأمر الذي يضرهم إخفاؤه ›» وسار غره 

ومنها أن الإمام إذا استنفر ابلحيش لزم النفر › ولم جز لأحد التخلف 
إلا بإذنه » ولا يشرط ني الوجوب تعيين كل واحد بعینه » وهذا أحد 
المواضع الثلالة الي يصر ابحهاد فيها فرض عن . 

والثاني : إذا حاصر العدو البلد . 

والثالك : إذا حضر بن الصفن . 

ومنها وجوب الحهاد با لمال كا مجحب بالنفس › وهذا هو الصواب 
الذي لا ريب فبه وجاء مقدماً على اهاد بالتقس في كل موضع إلا موضها 
واحداً » وهذا يدل على آنه آكد من الحهاد بالنفس › وإذا وجب الحج 
با مال على العاجز بالبدن » فوجوب ابلحهاد با مال أولى . 

ومنها ما برز به عثمان من النفقة العظيمة . 

ومنها آن العاجز باله لا یُعذر » حى يبدل جهده » فنه صبحانه 


— ۲A4 


إا نفى الحرج عن العاجزين بعد أن أتوا رسوله ليحملهم »تم رجعوا 
باکن . 

ومنها استخلاف الإمام إذا سافر رجلا من الرعية »ويكون من المجاهدين 
لأنه من أكبر العون هم . ۰ 

ومنها أن الماء الذي بآبار مود لا جوز شربه › ولا الطهارة به › 
ولا الطبخ به ولا المجن به » ومجوز أن يسقى البهائم إلا ما كان من بتر 
الناقة » وكانت معلومة باقية إلى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم » 
ثم استمر علم اناس بها قرتآ بعد قرن إلى وقتنا هلا > فلا ترد الركبان 
برا غرها . ) 
وها آن من مر بديار الغضوب عليهم > والعلبن » لا بني له أن 
یدعلھا » ولا یق بها بل يسرع السیرء ویقنع بوبه جى بجاوزها » وپل 

علیھم إلا أن یکون با کيا معتبرآً . ' ) | 

ومنها أنه صل اله عليه ومام كان مع بن الصالاين في السفر » وني 
هذه القصة جمع التقدم ني خديث معاذ» وذ کرنا علته ۽ ولم جيء عنه جع 
التقد م قي سفر إلا هذا » وصح عنه جمع التقدم بعرفة قبل دخوله 
ومنها جواز التيمم بالرمل ؛ »> فإنه صلى الله عليه وسلم وأصحابه »> 
قطعوا تلك الرمال › ولم عحملوا معهم تراب » وتلك مفاوز معطشة › وشکوا 

فيها المطش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

ومنها أنه أقام ببوك عشرين بوما يقصر الصلاة » و يقل : لايقصر 


. — VA 


رجل إذا أقام أكثر من ذلك » قال ابن المنذر : أجمع أهل العلم أن المسافر 
أن يقصر » ما م مجمع إقامة » وإن أتى. عليه سنون . 

ومنها جواز بل استحماب حنث الحالف ي مينه إذا رأى غبرها خبرآً 
منها » وإن شاء قدم الكفارة › وإن شاء أخحرها . 

ومنها انعقاد اليمبن ني حال الغضب إذا م مخرج بصاحبه إلى حد لایعلم 
معه ما يقول » وكذلك ينفذ حکمه » وتصح عقوده › فلو بلغ به الغضب 
إلى حد الإغلاق ‏ تنعقد عينه » ولا طلاقه . 


ومنها قوله : « ما أنا حملتكم » الخ قد بتعلق به الحبري »› ولا متعلق 
له به » ونما هو مثل قوله : « واه لا أعطي أحداً شيا » ولا أمنع › وإنغا 
أنا قاسم" أضع حيث أمرت » » فإنه إا يتصرف بالأمر . 

ومنها أن أهل العهد إذا أحدث أحدهم حدثاً فيه ضرر على الإسلام 
وأهله » انتقض عهده ني ماله ونفسه » و[ذا م یقدر عليه الإمام › فدمه وماله 
هدر » وهو لن أخذه كا ني صلح آهل أيلة . 

ومنها الدفن بالليل ما دفن رسول اله صل اق عله رسام ذا البجادين 
إذا كان لضرورة أو مصلحة راجحة . 

ومنها أن الإمام إذا بعث سربة » فغنمت » كان ما حصل فا بعد 
الحمس » فإنه صلى الله عليه وسلم قسم غنيمة دومة الحندل بين السرية 
بخلاف ها إذا خرجت السرية من اليش ني حال الغزوء وأصابت ذلك بقوة 
اليش ٠‏ فإن ما أصابوه يكون غنيمة الجميع بعد اللحمس والنفل › وهذا 
کان هدیه صلی الله عليه وسلم . 


— AN — 


ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : « إن بالمدينة أقواماً » الخ › وهذا 
من ابحهاد بالقلب › وهو أحد مراتبه الأريع . 

ومنها تحريق أمكنة المعصية كما حرق مسجد الضرار » وكل مكان مثله 
فواجب عل الإمام تعطيله إما بهدم أو تحريق » وإما بتغير صورته وإخراجه 
عما وضع له » وإذا كان هذا شأن مساجد الضرار › فمشاهد الشرك أحق 
وأوجب » وكذا بيوت اللحمتارين » وأرباب المنكرات » وقد حرق عمر 
قرية بكماها يباع فیها الحمر » وحرّق حانوت رویشد وسماه فويسقاً › 
وحرق قصر سعد لا احتجب فيه عن الرعية » وهم“ صلى الله عليه وسلم 
بتحريق بيوت تاركي ابحمعة والحماعة » ونما منعه من فيها ممن لا جب 

ومنها أن الوقف لا يصح على غبر قربة > وعلى هذا فيلهدم المسجد 
الذي بي على قبر كما ينبش الميت إذا دفن ني المسجد »› فلا نجتمع آي دين 
الإسلام مسجد وقبر» فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله » وغربته 
بن الناس كها تری . 


— (AV — 


ES STE 
ا‎ 
ا‎ 1 


قال بعض الشارحين : أول أسمانيم مكة » وآخر أسمانُم عكة . 


روينا ني « الصحيحن » والفظ البخاري رحمه الله تعالى عن كمب 
ابن مالك رضي الله عنه قال : م أنخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك غر آني تخلفت تي غزوة بدر › ولم يعاتب 
أحداً تخلف عنها » نما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عر 
قريش » حى جمع الله تعسال بينهم وبين عدوهم على غر ميعاد » ولقد 
شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين توانقنا على الإسلام» 
وما أحب آن لي ہا مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها » کان 
من خبري أني م أكن قط أقوى » ولا أيسر حن تخلفت عنه في تلك الغزوة › 
والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط » حى جمعتهما ني تلك الغزوة . 

وم یکن رسول الله صلی الله عليه وسلم یرید غزوة إلا وری بغرها › 
حى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد › 
واستقبل سفرآ بعيداً ومفاز » وعدوا كدر » فجاتى للمسامن أمرهم ليتأهبوا 


— AA — 


أهبة عدوهم » فأخبرهم بوجهه الذي يريد » والمسلمون مع رسول الله 
صلی الله علیه وسلم کشر » ولا مجممهم کتاب حافظ یرید الدیوان . قال 
كعب رضي الله عنه : فما رجل یرید آن یتغیب إلا ظن أنه سیخفی ما ۾ 
ينزل فيه وحي الله تعالى » وغزا رسول لله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة 
حن طابت الثمار والظلال » ونجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم »> 
والمسلمون معه » فطفقت أغدو لكي أنجهز معهم › فأرجع ولم أقض شيا › 
فأقول ني نفسي : أنا قادر عليه » فلم یزل یتمادی حى اشتد بالناس 
لحد . 


فاصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غادياً > والمسلمون معه › ولم 
أقض من جهازي شيئ » فقلت : أتجهز بعده بيوم أو يومن » ثم ألخقهم . 
فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز » ولم أقض شیا فلم یزل بتمادی ني حى 
أسرعوا » وتفارط الغزو » فهممت أن أرنحل فأدركهم › فليتي فعلت › 
فلم يقدآر لي ذلك » فكنت إذا حرجت يي الناس بعد خروج رسول الله 
صلى الله عليه وسلم » عزني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلا“ مغموصاً عليه 
في النفاق » أو رجلا ممن عذر الله تمالى من الضعفاء » ولم يذ كرفي 
رسول الله صلى الله عليه وسلم » حى بلغ تبوك › فقال وهو جالس في 
القوم بتبوك : «ما فعل كعب بن مالك »؟ فقال رجل من بي سلمة : 
یا رسول الله حبسه برده والنظر في عطفيه » فقال معاذ بن جبل رضي الله 
عنه : بئس ما قلت » والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خراً . فكت 
رسول الته صل الله عليه وسلم . 

قال كعب بن مالك : فلما بلغي أنه توجه قافلا حضرني همي ۰ . 


۰ — A — 


فطفقت أتذ كر الكذب » فأقول : اذا أخرج من سخطه غد » وأستعن 
على ذلك بكل ذي رأي من أهلي › فلما قيل : إن رسول الله صلى الله عليه 
وسلم قد أظل قادماً زاح عي الباطل حى عرفت أني م أخرج منه أبداً 
بشي ء فيه كذب » فأجمعت صدقه . 

وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادماً » وکان إذا قدم من سفر 
بدأ بالمسجد » فركع فيه ركعتن » تم جلس للناس ٠‏ فلما فعل ذلك »جاءه 
المخلفون » فطفقوا يعتذرون إليه > وعلفون له »> وكانوا بضعة ونمانن 
رجلا » فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم › واستغفر 
هم » ووکل سرائرهم إلى الله تعالی » فجته » فلما سامت علبه قبسم قبسم 
الغضب ثم قال : « تعال » فجثت أمشي حى جلست بن يديه » فقال لي : 
« ما خلفك ؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك » فقلت: بلى إني والله يا رسول الله 
لو جلست عند غرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من سخطه بعر » 
ولقد أعطيت جدلا » ولكي واه لقد علمت لو حدلتك اليوم حديث 
کذب ترضی به عي » ليوشكن الله أن يسخطك علي“ » ولان حدثتك 
حديث صدق تجد علي" فيه إني لأرجو فيه عفو الله تعالى » لا والله ما كان 
لي من عذر » والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حن تخلفت عنك » 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما هذا » فقد صدق › فقم 
حى يقضي الله فيك » » فقمت › وثار رجال من بي سلمة › فاتبعوفي 
فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا » ولقد عجزت أن 
لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم با اعتذر إليه المتخلفونء 
فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول اله صلى الله عليه وسلم لك . فوالله 


۹۰ س 


مازالوا يؤنبوني حى أردت أن أرجع » فأكذب نفني » ثم قلت : هل 
لقي هذا معي أآحد ؟ قالوا : رجلان قالا مثل ما قلت › فقيل هما مثل ما قيل 
لك . فقلت : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العمري » وهلال بن أمية 
الواقفي . فذ کروا لي رجلین صالین قد شهدا بدراً رضي الله عنهما ففيهما 
أسوة فمضيت حن ذکروهما لي » وی رسول الله صلی الله عليه وسلم . 
عن كلامنا أا الثلالة من بن من نخلف عنه » فاجتنبنا الناس وتغيّروا لنا » 
حى تنكرت لي تي نفسي الأرض فما هي الي أعرف . 

فلبغنا على ذلك حمسن ليلة » فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما . 
يبكيان » وأما أنا فكنت أشب القوم » وأجلدهم » وكنت أخرج فأشهدٌ 
الصلاة مع المسلمن » وأطوف ني الأسواق » ولا يكلمي أحد » وآتي 
رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠‏ وأساتّم عليه وهو ني مجلسه بعد الصلاة › 
وأقول ني نفسي : هل حرك شفنتيه برد السلام علي أم لا » ثم أصلي قري 
منه » فأسارقه النظر » فإذا أقبلت إلى صلاني أقبل إلي › وإذا التفت نحوه 
أعرض عي » حى إذا طال علي ذاك من جفوة المسلمان مشيت حى تسورت 
جدار حائط أي قتادة رضي الله عنه » وهو ابن عمي > وأحب الناس إلي » 
فسلمت عليه » فوالله ما رد علي السلام » فقلت له : يا أبا قتادة : أنشدك 
بالله هل تعلمي أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ فسكت » فعدت 
فناشدته » فقال رضي الله عنه : الله ورسوله أعلم » ففاضت عيناي »وتوليت 
حى تسورت الحدار »فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل 
الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول : من يدل على كعب بن مالك ؟ 


— ٣۹۱ 


فطفق الناس يشرون له إلي حى جاءني فدفع إلي كتابً من ملك غسان 
فإذا فيه : ا 

أما بعد : فإنه قد بلغي أن صاحبك جفاك › وام مجعلك الله تعالی بدار 
هوان ولا مضيعة › فاق بنا نواسيك . فقلت لا قرأته : وهذا أيضاً من 
الايا تيمت با التنور » فسجرته بها حى إذا مضت أربعون ليلة من 

الحمسان » إذا رسول رسول اله صلى الله عليه وسلم بأتيي فيقول : إن 
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأدك » فقلت : أطلقها 
أم ماذا أفعل ؟ فقال : لا بل اعتزها › ولا تقربا . وأرسل إلى صاحي 
بعثل ذلك » فقلت لامرأتي : القي بأهلك فكوني ممهم حى يقضي الله في 
هذا الأمر . 

قال كعب : فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول اله صلى الله عليه وسلم» 
فقالت : یا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضالع لیس له خادم فهل تكره 
أن أحدمه ؟ قال : «لا ولكن لا يقربك » » قالت : والله ما به حركة إلى شيء › 
والله ما زال ببکي مذ کان إلى یومه هذا › فقال لي بعض آهل : لو استاذنت 
رسول الله صلى الله عليه وسلم ني امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن 
تخدمه » فقلت : والله لا استأذنت فيها رسول الله صل الله عليه وسلم › 
وما يدریي ما قول رسول الله إذا استأذنته فیها › وأنا رجل شاب . فابشت 
بذاك عشر لیال حى کملت لنا خمسون ليلة من حن هى رسول الله صل الله 
عليه وسلم عن كلامنا » فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة › وأنا 
على ظهر بيت من بيوتنا ؛ فبينما أنا جالس على الحال الي ذكرالله عز وجل» 
قد ضاقت علي“ نفسي » وضاقت علي" الأرض با رحبت » سمعت صارخاً 


— A۲ 


أوفی على جبل سلع بأعلى صوته يقول :يا كعب بن مالك بشر. قال : فخررت 
ساجداً » وعرفت آن قد جاء فرج » وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
بتو بة الله تعالى علينا حن صلى صلاة الفجر »› فذهب الناس يبشروننا » وذهب 
قبل صاحيٴ مبشرون » وركض رجل إلي فرساً » وسعى ساع من أسلم 
فاوفى على ابل » فكان الصوت أسرع من الفرس . 

فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني » نزعت له لوبي » فکسوته 
إياهما ببشراه والله ما أملك غبرهما يومئذ » واستعرت وبين فابستهما › 
وانطلقت إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم › فتلقاني الناس فوجاً فوجاً 
مهنئوني بالتوبة » يقولون: ليهنك توبة اله تعالى عليك يا كعب . حى دخلت 
ا مسجد فإذا رسول الله صلى اله عليه وسلم جالس حوله الناس ٠‏ ققام إلي 
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يرول » حى صافحني وهناني .٠‏ وال 
ما قام إل رجل من المهاجرين غبره › وكان كعب لا ينساها لطلحة › فلما 
ستمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من 
السرور : « أبشر بخر يوم مر عليك مذ ولدتك أمك » قال : قلت: منك 
يا رسول الله آم من عند الله ؟ قال : « لا بل من عند الله » . 

وکان رسول الله صلل الله عليه وسلم ذا سر استنار وجهه » حى کأنه 
قطعة قمر › وكنا نعرف ذاك منه › فلما جلست بن يديه › قلت: يا رسول 
الله إن من توبي أن الخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله . 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمسك عليك بعض مالك › 
فهو خير لك » قلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر » فقلت : يارسول الله 
إن الله إنما أنجاني بالصدق وإن من توبي أن لا أحدأث إلا صدقاً ما بقيت › 


— 4۳ — 


فواله ما أعلم أحدآً من المسلمين أبلاه الله تعالى ني صدق الحديث أحسن ما 
أبلاني» وما تعمدت مذ ذ كرت ذاك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي 
هذاكذباً وإني لأرجو أن عفظي الله تعالى فيما بقيت » وأنزل الله تعالى على 
رسوله : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في 
ساعة العسرة مين بتعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم › ثم تاب عليهم 
إنه بهم رؤوف رحم » وعلى الثلالة الذين لوا » حى إذا ضاقت عليهم 
الأرض با رحبت » وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا لجأ من الله 
إلا إليه » ثم تاب عليهم ليتوبوا » إن الله هو التواب الرحم » يا أا الذين 
آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقن) « سورة التوبة : ١١١ - ۱١۷‏ . 
فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم 
ي نفسي من صدق رسول الله صل الله عليه وسلم أن لا أكون كذبته فأهلك 
كما هلك الذين كذ بوا » فإن الله تعالى قال للذين كذبوا حن أنزل الوحي 
شر ما قال لأحد فقال الله عز وجل : ( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبم 
إليهم لتعرضوا عنهم › فأعرضوا عنهم إلہم رجْس › ومأواهم جهتم 
جزاء بها كانوا يكسبون » يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن" ترضوا 
عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقدن) « سورة التوبة : ٩٩‏ › ۹۷ . 
اعلم وفنا الله وإياك لا يرضيه من العمل أن ني حديث كعب هذا 


فوائلد : 


فمنها جواز إخبار الرجل عن تفريطه في الطاعة > وما آل إليه أمره › 
وفيه من النصيحة ما هو أهم الأمور : 


— ۹4 


ومنها استحباب رد غيبة المسلم كا فعل معاذ رضي الله عنه . 

ومنها ملازمة الصدق » وإن شق فعاقبته إلى خر . 

ومنها استحباب ركعتن ي المسجد عند القدوم من السفر قل 
کل شيء . 

ومنها أنه يستحب لقادم من سفر إذا کان مقصوداً أن مجلس لن 
يقصده ني موضع بارز كا مسجد ونحوه . 

ومنها جريان أحكام الناس على الظاهر › والله يتولى السرائر . 

ومنها هجران أهل البدع والمعاصي الظاهرة › وترك السلام عليهم 
حقرآ هم وزجراً . 

ومنها استحباب بکائه على نفسه ذا بدرت منه معصية » وحق له 
ان يبکي . 

ومنها جواز إحراق ورقة فيها ذكر الله تعالى لمصلحة »> كا فمسل 
كعب رضي الله عنه . 

ومنها أن كنايات الطلاق كقوله : الحقي بأهلك . لا يقع إلا بالنية . 

ومنها جواز خدمة المرأة زوجها من غر إلزام ووجوب . 

ومنها استحباب سجود الشكر عند حصول نعمة › أو اندفاع نقمة 
ظاهرة » والتصدق عند ذلك . 

ومنها استحباب التبشر والتهنئة » وإكرام الميشر بكسوة ونحوها . 


— 4 — 


ومنها استحباب القیام الوارد إكرامآ له إذا كان من آهل الفضل بأي 
نوع كان » وجواز سرور القوم بذاك كما سر كعب بقيام طلحة رضي الله 
عنهما » ولیس بعارض بحدیث : « من سره أن بتمثل له الرجال قياماً » 
فليتبوأً مقعده من النار» لأن هذا الوعيد المتكبرين ومن يغضب إذا لم يقم لهء 
وقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم لفاطمة رضي الله عنھا سرورآً بها › 
وتقوم له كرامة › وكذلك کل قیام نمر الحب ني الله تعالی »> والسرور 
لأخيك بنعمة الله » والبر لمن يتوجه بره » والأعمال بالنيات › والله أعلم . 

ومنها مدح الإنسان نفسه با هو فيه إذا م يكن فخراً . 

ومنها أن العقبة كانت من أفضل المشاهد . 

ومنها آن دیوان امیش م يكن في حياته صلى الله عليه وسلم » وأول 
من دون الدواوين عمر . 
ومنها أن فرصة القربة إذا حضرت فالحزم في انتهازها › فإن العرائم 
سريعة الانتقاض » واه سبحانه يعاقب من فئح له باب إلى انر فلم ينتهزه 
بأن حول بین قلبه وبن [رادته . قال تال : ( يا أا الذين آمنوا اسنجيبوا 
لله وللارسول إذا دعاكم لا حييكم واعلموا أن الله حول بين المرء وقلبه ) 
« سورة الأنفال : ۲١‏ » وصرح سبحانه بہذا ني قوله : ( ونقتب آفئد م ) 
« سورة الأنعام : »٠٠١‏ وقال : (فلما زاغوا آزاغ الله قلوبيم ) « سورة 
الصف : »١‏ وقال : ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حى يبن 
فم ما يتقون ) « التوبة : ١١١‏ » وهو كشر في القرآن . 

ومنها أنه م يتخلف عنه صلى الله عليه وسلم إلا من هو مخموص عليه 


— ۹۹ 


في التفاق أو رجل من أهل الأعذار أو من خلفه رسول الله صلى الله 
عليه وسلم . 

ومنها أن الامام لا ينبغي له أن يمل من تخلف عه ني بعض الأمور 
بل يذ كره لراجع الطاعة »› فإنه صل انه عليه وسلم قال : «ما فمل 
کعب » ؟ ولم یذ کر سواه استصلاحاً له و[همالا المنافقین . 

ومنها جواز الطعن ي الرجل بها بغلب على اجتهاد الطاعن ذبا عن الله 
ورسوله . ومنه طعن آهل الحدیث فيمن طعنوا فيه › وطمن أهل السنة 
ني هل البدع . 

ومنها جواز الرد على هذا الطاعن إذا غلب على ظن الراد أنه وهم كما رد 
معاذ ولم ينكر صل الله عليه وسلم على واحد منهما . 

ومنها أن السنة للقادم من سفر أن يدخل البلد على وضوء › وأن يبدا 
ببیت الله قبل بیته فيصل رکعتدن . 

ومنها ترك الإمام رد السلام على من أحدث حدثا . 

ومنها معاتبة المطاع من يعز عليه › فإنه عاتب الثلالة دون غبرهم .وقد 
کر الناس مدح عتاب الأأحبة . 

ومنها توفيق الله لكعب وصاحببه فيما جاؤوا به من الصدق؛ و حذخم 
حى کذبوا » فصلحت عاجلتهم > وفسدات عاقبتهم والصادقون تعبوا آي 
العاجلة بعض التعب » فأعقبهم صلاح العاقبة » وعلى هذا قامت الدنيا 
والآخرة . 


— ۷ 


وني ”بيه صلى الله عليه وسلم عن كلامهم خاصة دليل على صلقهم 
وکذب الباقن » فاراد تأدیب الصادقن . وأما المنافقون فهذا الدواء لايعمل 
في مرضهم › وهکذا یفعل الرب سبحانه بعباده ي عقوبات جرائمهم . 
فمن هان عليه » خلى بینه وبین معاصیه » فکلما أحدث ذڼاً آحدث له 
نعمة . 

وقوله : « حى تسسو رت حائط آي قنادة » فيه دليل على دخول 
الإنسان دار صاحبه وجاره » إذا علم رضاه بلا إذن » وني أمره هم 
باعتزال النساء كالبشارة بالفرج من جهة كلامه ۵م »ومن أمره فم بالاعترال. 

وني قوله : « إلحقي بأهلك » دليل على آنه لا يقع بهذه اللفظة وأمثافا 
طلاق ما م ينوه » وني سجوده لما سمع صوت المبشر دليل أن تلك عادة 
الصحابة » وهي سجود الشكر عند النعم المحجددة والنقم الندفعة » وقد 
سجد صلى الله عليه وسلم حين بره جبريل أن من صلى عليه مرة صلى الله 
عليه با عشرآ » وسجد حن شفع لأمته › فشفعه الله فبهم ثلاث مرات › 
وسجد أبو بكر لما جاءه قتل مسيلمة » وسجد علي حين وجد ذا الثدية » 
وني استباق صاحب الفرس والراي على سلع دليل على حرص القوم على 
اللار » وتسابقهم ني مسرة بعضهم بعضا . ومنها أن إعطاء المبشر من 
مكارم الأخلاق » وجواز إعطاء البشر جميع ليابه » واستحباب ئثة من 
نجددت له نعمة دينية › والقيام إليه » ومصافحته فهذه سنة مستحبة »وجالز 
في النعم الدنيوية لمن تجددت له . وأآن الأولى أن يقال : ليهنك ما أعطاك 
الله . وحوه » فإن فيه تولية النعمة ربا > والدعاء لمن ناا بالتهي بها . 


— 4 — 


وفيه أن خير أيام العبد على الإطلاق يوم توبته » وقبول الله ها ء وفي 
سروره صلى الله عليه وسلم » كال شفقته على الأمة . 

وفيه استحباب الصدقة عند التوبة وأن من نذر الصدقة إاله كله م 
يازمه إخراج جميعه » وفيه عظم مقدار الصدق » وتعليق سعادة الدارين 
به > وقد قسم سبحانه الحلق قسمين سعداء » وهم أهل الصدق والتصديق » 
وأشقياء وهم أهل الكذب والتكذيب » وهو تقسم حاصر مطرد منعكس . 

وقوله : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه 
في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم › ثم تاب عليهم إنه جم 
رۋوڭ رحم) « سورة التوبة : ١١١‏ » هذا من أعظم ما يعرف قدر 
التوبة » وأا غاية كمال المؤمن » فإن الله سبحانه وتعالى أعطاهم هذا 
الكمال بعد آخر الغزوات . 

ولا يعرف هذا حق معرفته إلا من عرف الله وحقوقه فسبحان من 
لا يسع العباد غر عفوه ومغفرته » وکرر توبته عليهم مرتن فتاب عليهم 
ولا بالتوفيق ها » وثانياً بقبوها » فالحرات كلها منه وبه وله . 


— ۹۹ 


E‏ ا 


سنة تسع بعد مقدمه من تبوك » حرج بثلثمالة رجل من المسلمان . 
فنزلت ( براءة ) ي نقض ما کان بن رسول الله صلل الله عليه وسلم وبن 
المشركين من المهد فخرج علي على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم » 
فلحق أبا بکر › فلما رآه قال : ار أو مأمور ؟ قال : بل مأمور ر بعثي 
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأً براءة على الناس » وأنبذ إلى كل ذي 
عهد عهده . قال علي : 

بعت بأريع : لا يدل ابحنة إلا نفس مؤمنة › ولا بطوف بالبيت 
عريان » ولا مجتمع مسلم وكافر ني المسجد الحرام بعد عامه هذا » ومن کان 
بینه وبن ابي صل الله عليه وسلم عهد › فعهده إلى مده . 

قال ابن إسحاق: ولا افتنح رسول الله صلى اله عليه وسلم مكة › وفرغ 
من تبوك » وأسلمت لقيف » ضربت إليه وفود العرب من كل وجه › 
فذ كر وفد بي نمم » ووفد طيء › ووفد بي عامر »› ووفد عبد القیس › 
ووفد بني حنيفة » ووفد كندة » ووفد الأشعرين › ووفد الأزد › ووفد 
هسل نجران » ووفد همدان › ووفد نصاری نجران وغرهم . م ذکر 
هدیه ئي مكانباته إلى الوك ثم ذكر هديه ني الطب . 


— e — 


تم ذكر هديه ني العلاج بالادوية الروحانية المهردة والمركبة منها › 
ومن الأدوية الطبيعية › فقال : روی مسلم عن ابن عباس مرفوعا : 
« العين حق ولو کان شيء سابق القدر لسبقته الععن » وي « صحیحه » 
أيضاً عن آذس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص ني الرقية من الععن 
والحمة والنملة . 


وروی مالك عن ابن شهاب » عن آي أمامة بن سهل بن حنيف قال : 
رأی عامر بن ربيعة سهلا يغتسل » فقال : واه ما رأیت کالیوم ولا جلد 
مبأة . فلْبط سهل » فأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرآ » فتغيظ 
عليه » وقال :« علام یقتل أحد کم آخاه آلا برکت ؟ اغتسل له » فغسل 
عامر وجهه ویدیه ومرفقیه ورکبتیه وأطراف رجلیه » وداخلة زاره ي 
قدح » م صب عليه فراح سهل مع الناس . 


وذكر عبد الرزاق » عن معمر» عن ابن طاووس »› عن أبيه مرفوعا . 
« العن حق » وإذا استغسل أحدكم › فليفتسل » ووصله صحيح . قال 
الأرمذي : يؤمر العائن بقدح » فيدخل كفه فيه » فيتمضمض › مم عجه 
ني القدح » ويغسل وجهه ني القدح » م يغسل يده اليسرى » فيصب عل 
رکبته الیمی ي القدح › م دحل يده الیمی »› فیصب على رکبته الیسری › 
ثم يغسل داخلة إزاره » ولا يوضع القدح ني الأرض ٠‏ م يصب على رأس 
الصاب من خلفه صبة واحدة . 


والن عينان : عن إنسية » وعن جنية » فقد صح عن أم سلمة أنه 
صلل اله عليه وسلم رأىني بيتها جارية في وجهها سفعة» فقال : « اسار قوا فاء 


ا۳ — 


فإن بها النظرة » قال البغوي : سفعة » أي : نظرة من الجن يقول : با 
عبن أصابتها من نظر الحن » أنفد من أستة الرماح . 

وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من ابخان ء ومن عبن الإنسان » فأبطلت ٠‏ 
طائفة ممن قل نصيبهم من السع والعقل أمر العن » وعقلاء الأمم على 
اختلاف مللهم › لا تدفع أمر المن »> وإن اختلفوا ي سببه . 

ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبالع 
حتلفة » وجهل ي كثر منها خحواص وكيفيات مؤلرة » ولا بعكن لعاقل 
إنکار تأذر الأرواح تي الأجسام > فإنه أمر مشاهد . 

وليست العبن هي الفاعلة » وإنما التأثر للروح ولشدة ارتباطها 
بالعن نسب الفعل إليها » وروح الخحاسد مؤذية للمحسود أذى بيا » وهذا 
أمر الله رسوله أن يستعيذ به من شره » وأشبه الأشياء بهذا الأفعى » فإن 
السى كامن بالقوة فيها » فإذا قابلت عدوها » انبعثت منها قوة غضبية › 
فمنها ما يؤثر ي إسقاط الحنبن » ومنها ما يؤثر في طمس البصر › كما قال 
صلى الله عليه وسلم ني الأبتو وذي الطفيتن من الحيات : « إنهما يلتمسان 
البصر » ويسقطان الحبل » والتالر غر موقوف على الاتصالات الحسمية › 
ونفس العائن لا يتوقف تأذرها على الرؤية » بل قد يكون أعمى » فيوصف 
له الشيء ٠‏ وكثر منهم يؤلر بالوصف من غر رؤية » فكل عائن حاسد » 
ولیس کل حاسد عائناً » فلما کان الحاسد أعم كانت الاستعاذة منه وهي 
سهام تخرج من نفس الاسد والعائن » فإن صادفته مكشوفاً » أثرت فيه › 
وإن كان حذرآً شاكي السلاح ٠‏ م تؤثر › وربا ردت السهام على صاحبها 


— Peo — 


إعثابة الرمي الحسي سواء . وقد يعن الرجل نفسه › وقد يعن بغر إرادته » 
بل بطبعه وهذا أرداأ ما یکون . 


ولي داود في « سننه » عن سهل بن حنیف قال :مررنا بسیل فاغتسلت 
فيه » فخرجت محموما فقال صلى الله عليه وسلم : « مروا أبا ثابت 
فليتعوذ » فقلت : يا سيدي والرقى صالحة ؟ فقال : « لا رقية إلا ي نفس › 
أو حنمة أو لدغة » والنفس : العن » واللدغة : ضربة العقرب ونحوها . 
فمن التعوذات والرقى : الإكثار من قراءة المعوذتن والفانحة وآية الكرسي» 
ومن التعوذات النبوية: « أعوذ بكلمات اله التامات من كل شيطان وهامَة › 
ومن كل عبن لامة » وو : «أعوذ بكلمات الله التامات الي لا نجاوزهن 
برّ ولا فاجر من شر ما خلق » وذرأوبرأء ومن شر ما ينزل من السماءء 
ومن شر ما بعرج فبها » ومن شر ما ذرأآنفي الأرض ومن شر ما مخرج منها › 
ومن شر فتن الليل والنهار » ومن شر طوارق الليل إلا طارقا بطرق خر 
يا رحمن » . 

ومنها : «أعوذ بكلمات اله التامات من غضبه وعقابه وش عباده › 
ومن همزات الشياطن وأن عضرون» . 

ومنها : «اللهم إني أعوذ بوجهك الكرم » وكلماتك التامة من شر 
ما أنت آخذ بناصيته » الهم أنت تكشف الام والمغرم » اللهم لا يهزم 
جندك » ولا خلف وعدأك سبحانك ومدك» . 

ومنها : « أعوذ بوجه الله المظم الذي لا شيء آعظم منه › وبکلمانه 
النامات الي لا جاوزهن بر ولا فاجر وأسماء الله الحسنى » ما علمت منها 


— ۳ 


وما م أعلم من شر ما خلق وذراوبرآ» ومن شر کل ذي شر لا آطیقق شره › 
ومن شر کل ذي شر أنت آخل بناصیته إن ري على صراط مستقم» ون 
شاء قال : تحصنت باه الذي لا إله إلا هو إفي وإله كل شيء »واعتصمت 
بري ورب کل شيء › وتوکلت على المي الذي لا موت واسستدفعت 
اشر بلا حول ولا قوة إلا بالله > حسي الله ونعم الوكيل ؛ حسبي الرب 
من العباد > حسي الحالق من المخلوق » حسبي الرازق من المرزوق › 
حسي الله وكفى » سمع الله ن دعا » ليس وراء اله مرمى » حسبي الله 
لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظم . 

ومن جرب هذه التعوذات » عرف منفعتها » وهي نع وصول العن› 
وترفعها بعد وصوها بحسب قوة إعان قائلها وقوة نفسه › فإا سلاح › 
والسلاح بضاربه . 


وإذا خشي العائن ضرر عينه فليقل : «اللهم بارك عليه » › كنا أمر 
رسول الله صل الله عليه وسلم عامرآً أن يقوله لسهل › ونما يدفعها قول : 
« ما شاء الله لا قوة إلا باله » كان عروة إذا رأى شيئاً يعجبه أو دخل 
حائطاً من حيطانه قاها . 


ومنها رقية جبريل لاني صل الله عليه وسلم الي تي « صحيح مسلم ٩‏ : 
« بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك » من شر کل نفس أو عين حاسد 
ثم ذكر هديه في العلاج لكل شكوى بالرقية الإفية › فذ كر فيه حديث 
أي داود عن أي الدرداء رفعه : « من اشتكى منكم شيئ فليقل : ربنا الله 


— f — 


الذي في السماء » إلخ .... ثم ذكر رقية جبريل المتقدمة ء ثم ذكر هديه في 
رقية القرحة والحراح » وذكر ما في « الصحيحن » أنه صلى الله عليه 
وسلم قال : « إذا اشتكى الإنسان » أو كان به قرحة » أو جرح قال بإصبعه 
هكذا » ووضع سفیان سبابته بالأرض ٠‏ ثم رفعها « وقال : بسم الله تربة 
أرضنا بريقة بعضنا » يشفى سقيمنا بإذن ربنا » وهل المراد تربة الأرض 
كلها أو أرض المدينة ؟ فيه قولان . 


— ۳0 


(م ٠١‏ س مختصر زاد المعاد ) 


فصل 
NMIELYD SS‏ 
وھ ی شح بی 
قال الله تعالى : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله 
وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربيم ورحمة وأولئك هم 
المهتدون ) « سورة البقرة ٠١۷ ۰ ٠٥۹:‏ » ثم ذ كر حديث الإسترجاع » تم قال : 
وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعه له فإا تضمنت أصلن 
إذا حقق بما تسلى عن همصيبته . 
أحدهما : أن العبد وماله ملك لله جعله عنده عارية . 
والثاني : أن المرجع إلى الله ولا بد أن لف الدنيا » فإذا كانت هذه 
البداية والنهاية » ففكره فيهما من أعظم علاج هذا الداء . ومنه أن بعلم أن 
ما أصابه م یکن لیخطئه » وما أخطأه لم یکن لیصیبه . 
ومنه أن ربه أبقی له مثله أو أفضل » وادخر له إن صبر ما هو أفضل 
من المصيبة بأضعاف » وأنه لو شاء بحعلها أعظم ما هي . 
ومنه إطفاؤها ببرد التأسي » فلینظر عن عینه وعن يساره » ون سرور 
الدنيا أحلام » إن أضحکت قليلا“ » أبكت كشراً . 
ومنه الملم أن ابخزع لا یرد بل یضاعف . 
ومنه أن يعلم أن فوات ما ضمن الله على الصبر والاسترجاع أعظم 
منها . 


— ۳۹ 


ومنه أن يعلم أن الحزع يشمت عدوه › ويسوء صديقه › ویغضب ربه . 

ومنه أن يعلم أن ما يعقب الصبر والاحتساب من اللذة أضعاف ما حصل 
له من نفع الفائت لو بقي له . 

ومنه أن يرو ح قلبه برجاء الحلف . 

ومنه أن يعلم أن حظه منها ما حدثه » فمن رضي فله الرضى › ومن 
سخط فله السخط . 

ومنه أن يعلم أن آخر صبر الجزوع إلى الصبر الاضطراري › وهر 
غر حمود » ولا مثاب . 

ومنه أن يعلم أن من أنفع الأدوية موافقة ربه فيما أحبه ورضيه له 
وأنبا خاصية المحبة . 

ومنه ن یوازن بن أعظم اللذتن وأدومهما لذة تمععه عا أصيب به » 
ولذة تتعه بثواب الله . 

ومنه العلم بأن المبتلي أحكم الحا كن » وأرحم الراحمن » وأنه أ يبتله 
لیهلکه » بل لیمتحن [عانه » ولیسمع تضرعه » ولراه طرعاً ببابه . 

ومنه أن يعلم أن المصائب سبب لنع الأدواء المهلكة » كالكبر والعجب 
والقسوة . 

ومنه أن يعلم أن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة » وبالعكس وإن خفي 
عليلك هذا » فانظر قول الصادق المصدوق : «حفت الحنة بالمكاره › 
وحفت النار بالشهوات » وني هلا المقام تفاوتت عقول الحلائق » وظهرت 
حقائق الرجال . 


— PeV¥ — 


E PANTIE abe as 
GED IOGEE IAA 
با سے مہ ی ا سا ےا سےا به یا ےا اا ا ال‎ 


ني « الصحيحن » عن ابن عباس قال : کان رسول الله صل الله عليه 
وسلم يقول عند الكرب : لا إله إلا الله العظم الحلى »> لا إله إلا الله 
رب العرش العظم » لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش 
الكرم » . ۰ 

وللترمذي عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ياحي 
يا قيوم برحمتك أستغيث» . 

وله عن أي هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا همه أمرٌ 
رفع طرفه إلى السماء وقال : « سبحان الله العظم » وإذا اجتهد تي الدعاء 
قال : «ياحي يا قيوم » . 

ولأني داود عن أي بكر الصديق مرفوعاً : « دعوات المكروب اللهم 
لا إله إلا أنت » . وله عن أسماء بنت عميس قالت : قال لي رسول الله 
صل الله عليه وسلم : « ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب : الله 
ري لا أشرك به شيا » » وي رواية « سبع مرات » . 

ولاحمد عن ابن مسعود مرفوعاً قال : «ما أصاب عبداً هم" ولا حزن 


~~ eA — 


فقال : اللهم إني عبدك » وابن عبدك » وابن أمتك ناصيي بيدك » ماض 
في حكمك » عدل في قضاؤك » أسألك بكل اس هو لك سميت به نفك » 
أو أنرلته في كتابك » أو علمته أحداً من خلقك » أو استأثرت به ئي علم 
الغيب عندك أن تجعل القرآن العظم ربيع قلي » ونور صدري » وجلاء 
حزني » وذهاب همي . إلا أذهب الله همه وحزنه » وأبدله مکانه 
فرحاً» . 


وللترمذي عن سعد مرفوعاً : « دعوة ذي النون م يدع بها رجل مسلم 
ي شيء قط إلا استجيب له » . وني رواية : « إني لأعلم كلمة لا يقوها 
مكروب إلا فر ج الله عنه كلمة أخي يونس » . 

ولأني داود أنه صلى الله عليه وسلم قال لاي أمامة : « ألا أعلمك 
كلامآ إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك » وقضى دينك ؟ قل إذا 
أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من اهم والحزن »> وأعوذ بك 
من العجز والكسل » وأعوذ بك من ابحبن والبخل » وأعوذ بك من غلبة 
الدين وقهر الرجال » قال : ففعلت ذلك › فأذهب الله عز وجل همي › 
وقضی عي ديي . ' 

ولأي داود عن ابن عباس مرفوعاً : « من لزم الاستغفار جعل الله له 
من کل هم فرجاً » ومن کل ضیق مخرجاً » ورزقه من حیث لا محتسب » . 

وني « السان » : «عليكم بالحهاد » فإنه باب من أبواب ابحنة يدفع الله 
به عن النفوس اهم والغم » . 

وني «المسند» أنه صلى الله عليه وسلم کان إذا حزبه أمر فزع إلى 


— ۴۹ 


الصلاة وذ کر عن ابن عباس مرفوعاً : « من کارت همومه وغمومه › 
فلیكار من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله » . 

وني « الصحيحين » «إنهاكتز هن كنوز ابطنة » . 

وهذه الأدوية تتضمن خمسة عشر نوعاً من الدواء » فإن لم تقو على 
إذهاب الم والغم والخزن › فهو قد استحكم : 

الأول : توحيد الربوبية . 

الثاني : توحيد الألوهية . 

الثالث : التوحيد العلمي . 

الرابع : تنزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده › او یأخذه بلا سیب 
من العبد يوجب ذلك . 

الحامس : اعتراف العبد بأنه هو الظالم . 

السادس : التوسل بأحب الأشياء إلى الله » وهو أسماؤه وصفاته ›» ومن 
أجمعها لعاني الأسماء والصفات « الي القيوم » . 

السابع : الاستعانة به وحده . 

الثامن : إقرار العبد له بالرجاء . 

التاسع : تحقيق التوكل والاعتراف بأن ناصيته بيده › وأنه ماض فيه 
حکمه » عدل" فيه قضاؤه . 

العاشر : أن يرتع قلبه في رياض القرآن كالربيع الحيوان › وأن يستضي ء 
به في ظلم الشبهات ویتعزی به عن كل مصيبة ›» ویستشفی به من أدواء 
صدره » فیکون جلاء حزنه » وشفاء همه وغمه . 


— ۳۷۰ 


الحادي عشر : الإستغفار . 
الثاني عشر : التوبة . 
الثالث عشر : الحهاد . 
الرابع عشر : الصلاة . 
الحامس عشر : البراءة من الحول والقوة وتفويضها إلى الله . 


% % *% 


— ۳۱ 


«4 


فصل 
EAL E‏ 
e‏ ا ° سسا 0 2 ررر 


روى الرمذي عن بريدة قال : اشتكى خالد › فقال : يا رسول الله 
ما آنام اليل من الأرق . فقال : « إذا أوبت إلى فراشك › فقل : اللهم 
رب السموات السبع > وما أظلت » ورب الأرضن السبع وما أقلت › 
ورب الشياطن وما أضلت » كن لي جارآ من شر خلقك كلهم جميهاً ان 
يفرط علي أحد منهم › أو يبغي علي › عز جارك » وجل ناك › ولا إله 
غىرك» . ٠‏ 

وفيه من حديث عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم » 
كان يعلمهم من الفزع : « أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه » وشر 
عباده » ومن همزات الشياطن» وأعوذ بك رب أن محضرون» وكان عبد الله 
ابن عمر يعلمهن من عقل من بنیه » ومن م یعقل کتبه › فعلقه عليه . 

ويذ كر من حديث عمرو بن شعيب مرفوعا : « إذا رأيم الخريق 
فكبروا » فإن التكبر يطفئه » الحريق سببه النار الي خحلق منها الشيطان › وفيه 
من الفساد ما يناسب الشيطان والنار تطلب بطبعها العلو والفساد » وهذان 
هدي الشيطان › وٳليهما يدعو وبهما هلك بي آدم › وکبرياء الرب عزوجل 
تقمع الشيطان » فإذا كبر المسلم ربه > طفيء الحريق » وقد جربنا نحن 
وغيرنا هذا فوجدناه كذلك . 


— ۲ 


سس بوا 2 ۹ سم و 
وھ 0 ب 0 وولا صد 
م ا کیا سے ی سے کسان 


قال الله تعالى : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) « سورة الأعراف : »۴١‏ 
فأرشدهم إلى إدخال ما يقم البدن من الطعام والشراب عوض ما محلل منه ء 
وأن يكون بقدر ما ينتفع به البدن ني الكمية والكيفية › فحفظ الصحة ني 
هاتن الكلمتن 

ولا كانت الصحة والعافية من أجل" النعم بل العافية المطلقة أجل النعم 
على الإطلاق » فحقيق بك حفظها . 

وهذا قال الني صلى الله عليه وسلم : « نعمتان مغبون فيهما كثر من 
الناس : الصحة والفراغ » وني الرمذي وغبره مرفوعاً : «من أصبح 
معافي تي جسده آمناً في سربه » عنده قوت يومه » فکأنما حيزت له 
الدنيا » وفيه أيضاً مرفوعاً : « أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من 
العم أن يقال : ألم نصح اك جسمك ؟ ونروك من الماء البارد» . 

ومن هنا قال من قال من السلف ني قوله : ( ثم لتسألن بومثل عن 
النعم ) « سورة التكالر : ۸» قال : عن الصحة . 

ولأحمد مرفوعاً : « سلوا الله اليقعن والعافاة > فما أوتي أحد بعد 
ايقن خحرآ من العافية » فجمع بن عافيني الدين والدنيا » 


— ۳ 


وني «سآن النسائي» مرفوعاً :« سلوا الته العفو والعافية والمعافاة » فماأوتي 
أحد بعد اليقن حرا من معافاة » وهذه الثلالة تتضمن إزالة الشرور الماضية 
بالعفو » والحاضرة بالعافية » والمستقبلة بالمعافاة . 


وم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم حبس النفس على نوع واحد من 
الأغذية » فإنه مضر ولو أنه أفضل الأغذية › بل يأكل ما جرت عادة أهل 
بلده بأکله . 

قال أنس : ما عاب رسول الله صلى اله عليه وسلم طعاماً قط إن 
اشتهاه أکله › وإلا ترکه . ومی کل الإنسان ما لا يشتهي › کان تضرره 
به أكار من نفعه » وكان حب اللحم » وأحبه إليه الذراع › ومقدم الشاة 
وهو أخن وأمرع ابضاماً . 

وكان حب الخلوى والعسل » واللحم والحلوى والعسل من أنفع الأغذية. 

وكان يأكل من كل فاكهة بلده عند ينها » وهو من أسباب حفظ 
الصحة » فإن الله سبحانه بحكمته جعل ني كل بلد من الفاكهة ما يكون من 
أسباب صحة أهلها » وقل من احتمى عن فاكهة بلده خشية السقم إلا وهو 

وصح عنه آنه قال : « لا آکل متکتا ) وقال : « إنما أجلس ما مجلس 
العبد » وآكل كما يأكل العبد» وفسر بالربع › وبالإتكاء على الثيء » 
وفسر بالاتكاء على الحنب »› والثلاثة من الانكاء . 

وکان يأ کل بأصابعه الثلاث > وهو نفع ما یکون . 


— ۳٤ 


وكان يشرب العسل الممزوج پالماء البارد » وصح عنه أنه هى عن 
الشرب قائماً . 

وصح عنه أنه أمر من فعله أن يستقيء_ء وصح عنه أنه شرب قائماً 
فقيل : نسخ النهي » وقيل : تبن أنه ليس للتحرم . وقيل : يشرب قائ 

وكان يتنفس في الشراب للات ويقول : « إنه أروى وأمرأً » وأبرأً» 
أي: أشد رياً . وأبرأً : من البرء » وهو الشفاء » أي : يبريء من المطش»› 
وآمراً : من مري الطعام والشراب تي بدنه : إذا دخله وخالطه بسهولة 
ولذة ونفع › ومنه : ( فكلوه هنيثاً مربثاً ) هنیا ني عاقبته › مریثاً ي‌مذاقته . 

وللرمذي عنه صل الله عليه وسلم : « لا تشربوا نفس واحداً كشرب 
البعبر > ولكن‌اشربوا مثى ٠‏ وسموا الله إذا شربم » واحمدوا إذا آثم 
فرغم» . 

وثي «الصحبح » عنه : « غطوا الإناء » وأوكوا السقاء » فإن ني 
السنة ليلة ينزل فيها وباء » لا مر بإناء ليس عليه غطاء ولا سقاء » ليس 
عليه وكاء إلا وقع فيه من ذلك الداء » قال الليث بن سعد أحد رواة الحديث : 
اأعاجم علدنا ينون فلك اليلة ني كانون الأول . 

وصح عنه أنه أمر بتخمر الإناء ولو أن يعرض عليه عوداً . 

وصح عنه أنه أمر عند الإيكاء والتغطية بذ كر اسم الله » وى عن 
الشرب من فم السقاء » وعن النفس ني الإناء والنفخ فيه » وعن الشرب 
من ثلمة القدح » وكان لا يرد الطيب وقال : «من عرض عليه رعان » 


— ۳١ 


فلا يردآه » فإنه طيب الريح › خفيف المحمل » ولفظ أي داود والنساي : 
« من عرض عليه طيب » وفي « مسند البزار » عنه صلى الله عليه وسلم : 
« إن الله طيب حب الطيب » نظيف عب النظافة ء كرح حب الكرم » جواد 
حب الحود › فنظفوا أفناء كم وساحاتکم › ولا تشبھوا باليهود مجمعون 
الأأكباء في دورهم » -الأكب : الزبالة - 

وني الطيب من اللحاصية أن الملائكة تحبه » والشياطن تنفر عنه › 
فالارواح الطيبة تحب الأرواح الطيبة › والأرواح اللحبيثة تحب الأرواح 
الحبيلة » ف ( اللبيثات للخبيشن » والحبيشون للخبيثات » والطيبات للطيببن › 
والطيبون للطيبات ) وهذا وإن كان ني الرجال والنساء » فإنه يتناول الأعمال 
والأقوال > والمطاعم والمشارب وال لابس والروائح › إما بعموم لفظه › 
وإما بعموم معناه . 


— ۳۹ 


فصل 


وھ ا فام ا 
س م ` ا صد نت 

وليس الغرض ذكر التشريع العام وإن كانت أقضيته الحاصة عامة › 
وإغا الغرض ذكر هديه ني الحكومات ابحزئية الي فصل بها بن الحصوم > 
ونذ كر معها قضايا من أحكامه الكلية › فثبت عنه أنه حبس في تبمة › ففي 
حدیث عمرو بن شعیب عن آبیه عن جده آن رجلا قتل عبده متعمدآ ء فجلده 
الني صلى الله عليه وسلم مائة جلدة » ونفاه سنة » وأمره أن يعتق رقبة › 
ولم یقده به . ۰ 

ولأحمد عن أنس عن سمرة مرفوعاً : « من قتل عبده قتلناه » فإن 
كان محفوظاً كان هذا إلى الإمام تعزيرآً بحسب المصلحة . 

وأمر رجلا بملازمة غرعه » ذکره أبو داود . 

وروی أبو عبيد أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتل القاتل » وصبر 
الصابر . قال أبو عبيد : أي : محبسه حى بموت » وذكر عبد الرزاق في 
«مصنفه » عن علي : حبس الممسك ني السجن حى موت . وحكم في 
العرنيين بقطع أيدم وأرجلهم » وسمل أعينهم » كما سملوا عن الراعي» 
وترکهم حى ماتوا جوعاً وعطشاً » كا فعلوا بالراعي . 

وفي « صحيح مسلم » أن رجلا اعرف بقتل رجل » فدفعه إلى آخيه › 


۳۹۷ س 


فلما ولى قال : « إن قتله فهو مثله » فرجع فقال : إنما أحذته بأمرك › 
فقال صل الله عليه وسسلم : «أما تريد أن يبوء بإنمك وام 
صاحبك ؟ » فقال : بلى . فخلى سبيله . قيل : معناه إذا قيد منه › 
سقط ما عليه › فصار هو والمستقيد إعنزلة واحدة »› وفيه التعريض بالعفو › 
وقیل : إن کان م یرد قتل آخیه فقتله به › فهو متعمد مثله . ویدل على هذا 
ما روى الإمام أحمد عن أي هريرة مرفوعاً وفيه : والله يا رول الله 
ما ردت قتله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للولي : « أما إنه إن 
کان صادقاً » ثم قتلته دخلت النار » » فخلی سبیله » وحکم ي ودي رض 
رأس جارية بن حجرين أن يرض“ رأسه بن حجرين . 

وفيه دليل على قتل الرجل بالمرأة » وأن اباني يفعل به كا فعل › 
وأن القتل غيلة لا يشترط فيه إذن الولي » وهذا مذهب مالك › واختيار 
شيخ الإأسلام ابن تيمية » ومن قال : فعله لنقض العهد . لا يصح لأنه لا يرض 
رأسه » وقضى ني امرأة رمت أخرى بحجر » فقتلتها وما في بطنها بغرة 
عبد أو وليدة ني الحنن » ودية المقتولة على عصبة القائلة . 

وقي البخاري أنه قضى ني جنن امرأة بغرة عبد أو وليدة » ثم إن الي 
قضى عليها توفيت » فقضى أن رالا لبنيها وزوجها › وأن العقل على 
عصبتها » وني هذا أن شبه العمد لا قود فيه › وأن العاقلة تحمل الغرة تبعاً 
للدية » وأن الزوج لا يدخل معهم › ولا أولادهاء وحكم فيمن تزوج امرأة 
آبیه بقتله » وأخذ ماله » وهو مذهب أحمد » وهو الصحبح » وقال الثلالة : 
حده حد الزاني» وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى وأحق › وحكم 


— ۳۸ 


فيمن اطلع ني بيته رجل بغر إذنه › فحلفه بحصاة › أو عود » ففقاً عينه 
أن لا شيء عليه . 

وثبت عنه أنه قضى بإهدار دم أم ولد الأعمى لا قتلها مولاها على سبه 
صلل الله عليه وسلم » وقتل جماعة من اليهود على سبه وأذاه . قال آبو بكر 
لي برزة لا أراد قتل من سبه : ليست لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه 
وسلم . 

وني ذلك بضعة عشر حديثاً بن صحاح وحسان ومشاهير . قال مجاهد 
عن ابن عباس : ما مسلم سب الله » أو سب أحداً من الأنبياء » فقد كذ اب 
رسول الله صلى الله عليه وسلم »> وهي ردة يستتاب صاحبها » فإن رجع 
وإلا فقتل . 

وني « الصحيحن » أنه عفى عمن سمه صلى الله عليه وسلم . 

وأنه م يقتل من سحره » وصح عن عمر وحفصة وجندب قعل الساحرء 
وصح عله في الأسرى أنه قتل بعضاً وفادى بعضاً » ومن على بعض » 
واسارق بعضاً » لكن ل يعرف أنه استرق بالغ » وهذه أحكام م تنسخ › 
بل خر فيها الإمام بحسب المصلحة » وحكم ني اليهود بعدة قضايا › فعاهدهم 
أول مقدمه » ثم حاربته قينقاع › فظفر بهم » ومن عليهم » ثم النضبر > 
فأجلاهم › ثم قربظة فقتلهم › م حارب أهل خيبر › فظفر بهم . 


۳۹ س 


وا Jb‏ و 
سے ) ےا الاه سے سے ی 


حكم صل الله عليه وسلم أن للفارس ثلاثة أسهم »ولاراجل سهم » وحكم 
أن السلب للقاتل »وكان طلحة وسعيد بن زيد م يشهدا بدراً »فقس فما فقالا: 
وأجورنا ؟ فقال: « وأجوركما» وم ختلف أحد أن عثمان تخلف عل امرأته 
رقية › فأسهم له › فقال : وأجري ؟ فقال : « وأجرك » قال ابن حبيب : 
هذا خاص بالنبي صل الله عليه وسلم » وأجمعوا أنه لا يقسم لخائب . 

قلت : قد قال أحمد ومالك وجماعة من السلف والحلف : إن الإمام 
إذا بعث أحدآً في مصالح اخيش أسهم له » ولم خمس السلب » وجعله من 
أصل الغنيمة » وحكم به بشهادة واحد » وكانت ال لوك تبدي إليه » فيقبل 
هدایاهم » ویقسمها بن أصحابه » وأهدی له أبو سفيان هدية › فقبل . 

وذكرأبوعبيد عنه أنه رد هدية عامر بن‌مالك » وقال:« إنا لا نقبل هدية 
مشرك» . وقال :إنما قبل هدية أي سفيان »لاا زمن الهدنة »وكذلك المقوقس» 
لأنه أكرم حاطباً » ولم يؤيسه من إسلامه › ولم يقبل هدية مشرك محارب 
له قط . قال سحنون : إذا أهدى أمر الروم هدية إلى الإمام فلا بأس » 
وهي له خاصة . وقال الأوزاعي : بن المسلمن » ويكافثه من بيت الال . 


وقال أحمد : حكمها حكم الغنيمة 


— (e — 


فصل 
ر 1 A] ٤‏ 9 
A4 7a U‏ 
وهي ثلاثة : الزكاة والغنيمة والفيء . 
فأما الزكاة والغنائم » فقد تقدم حکمها › وبا آنه م یکن يستوعب 
الأأصناف المانية › وأنه رعا وضعها ني واحد . 
۰ وأما الفيء » فقسمه يوم حنن ني المؤلفة وبعث إليه علي من اليمن 
بذهيبة » فقسمها بن أربعة نفر . 
وني « السنن » أنه وضع سهم ذوي القربى ي بي هاشم وبي المطلب › 
وترك بني نوفل وعبد شمس » وقال : « إنا وبنو المطلب لم نفترق تي جاهلية 
ولا إسلام » وإنما نحن وهم شيء واحد» وشبك بين أصابعه » و يقسمه 
على السواء كالمراث » بل يصرفه فيهم بحسب المصلحة فيزوج منه عزېم ۰ 
ويقضي منه عن غارمهم ۰ ويعطي منه فقرهم » والذي يدل عليه هده 
أنه جعل مصارف اللمس كمصارف الزكاة لا خرج بها عن الأأصناف 
ا مذ كورة » لا آنه يقسمه بينهم كالمراث > ومن تأمل سرته لم يشلك 
في ذلك . 
واختلف ني الفيء هل کان ملکاً له يتصرف فيه کیف یشاء أو م یکن . 
والذي تدل عليه سنته أنه يتصرف فيه بالأمر › لا تصرف المالك 


— ١ 
) مختصر زاد المعاد‎ -.. ١ )م‎ 


بإرادته » فإن الله سبحانه خره بن أن یکون عبد رسولاّه وین أن يكون 
ملكا رسولا" » فاختار العبودية » والفرق أن العبد لا يتصرف إلا بالأمر ء 
والملك الرسول له أن يعطي من يشاء » ونع من يشاء » كنا قال تعالى 
لسليمان : ( هذا عطاؤنا فامان أو أمسك بغر حساب) «سورة ص آبة :۳۹ 
أي:أعط من شئت ٠‏ وامنع من شئت » وهذه المرتبة الي علرضت على فييناء 
فرغب عنها » وقال : « والته إني لا أعطي أحدا » ولا أمنع أحداً غا 
آنا قامم أضع حيث أمرت » وهذا كان ينفق” منه على نفسه وأهله نفقة 
سنتهم ٠‏ ومجعل الباقي في الكراع والسلاح في سبيل الله عز وجل » وهذا 
هو الذي وقع فيه التزاع إلى اليوم . 

وأما الزكاة والغنائم والمواريث » فلم يشكل على ولاة الأمر بعده 
ما أشكل عليهم من الفيء ولولا الإشكال ما طلبت فاطمة ممراثها » وقد قال 
تعالى : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فاه وللرسول ولذي . 
القرني واليتامى والمسا كن وابن السبيل كيلا يكون دولة بن الأغنياء منكم ). 
إلى قوله : ( فأولئك هم المفلحون )« سورة الحشر آية ٩-۷‏ » 
فأحبر سبحانه أن ما أفاء الله على رسوله بجملته لمن ذكر ني هؤلاء الآبات › 
ولم حص خمسه باذ كورین › بل عم وأطاق واستوعب » فیصرف على 
املصارف الحاصة » وهم أهل اللمس ٠‏ م على المصارف العامة » وهم 
المهاجرون والأنصار وأتباعهم إلى يوم القيامة . 

فالذي عمل به هو وخلفاؤه هو المراد من الآبات › وهذا قال عمر : 
ما أحد أحق بيذا امال من أحد » وما أنا أحق به من أحد » والله ما من أحد 
من المسلمين إلا وله فيه نصيب إلا عبد ملوك › ولكنا على منازلنا 


— ۲ 


من کتاب الله »وقسمنا من رسول‌الته صلی الله عليه وسلم » فالرجل وبلاؤه ي 
الإسلام » والرجل وقدمه ني الإسلام » والرجل وغناؤه ني الاسلام » والرجل 
وحاجته » ووالته لن بقيت فم ليأدن الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا الال » 
وهو يرعى مكانه . فهؤلاء المسمون ثي آية الفيء هم المسمون ي آية الحمس 
وم يدخل المهاجرون والأنصار وأنباعهم ني آية اللحمس لالم المستحقون 
بجملة الفيء » وأهل انامس ذم استحقاقان حاص من اللحمس »› وعام من 
الفيء » فانم داخلون ني النصيبن وكما أن قسمة الفيءَ بن من جعل له › 
ليس قسمة الأملاك المطلقة » بل بحسب الحاجة والنفع فكذلاك اللحمس بن 
أهله والتتصيص على الأصناف اللحمسة يفيد إدخاذم » ونم لا خرجون 
من آهل الفيء » وأن اللحمس لا يعدوهم إلى غرهم » كما أن الفيء ني آية 
الحشر للمذ كورين فيها لا يتعداهم إلى غبرهم » وهذا أفى أئمة الإسلام 
كمالك وأحمد وغرهما أن الرافضة لا حق فم ي الفيء . 


والله سبحانه جعل أهل اللحمس هم أهل الفيء وعينهم اهتماماً بشم » . 
وتقدعاً هم › ولا كانت الغنائم خاصة لأهلها نص على خمسها لأهل الحمس» 
ولا كان الفيء لا ختص بأحد جعله ذم ¢ وللمهاجرين والأنصار وتابعیهم . 


— ۳ 


LY‏ 1 3 در 
چ2 IRS E E 0y‏ 
٩ ٤ ٩ 6 ۱ 1 ۹‏ 
م 4 سل کیا ر ل 4 اص 


NNE 


ثبت أنه قال لرسولي مسيلمة لا قالا : نقول إنه رسول الله . « لولا أن 
الرسل لا تقتل لقتلتكما» . 

وثبت عنه آنه قال لاي رافع › وقد آرسلته قریش اليه وأراد آن 
لا يبرجع ٠‏ فقال : « إني لا أخيس بالعهد » ولا أحبس البرد » ولكن 
ارجع » فإن كان في نفساك الذي فيها الآآن فارجع » . 

وثبت أنه رد إليهم أبا جندل » وجاءت سبيعة الأسلمية » فخرج 
زوجها ني طلبها › فأنرل الله تعالی : ( يا أا الذين آمنوا إذا جاء كم المؤمنات 
مهاجرات فامتحنوهن اله أعلم بإعانہن فإن علمتموهن مؤمنات فلا تر جعوهن 
إلى الكفار . . ) « سورة الممتحنة آية : »٠١‏ فاستحافها رسول الله صلى الله 
عليه وسلم آنه لم بخرجها إلا الرغبة في الإسلام > وآنا م تخرج لحدث 
أحدثته في قومها » ولا بغضاً لزوجها » فحلفت فأعطى زوجها مهرها › 
وم يردها عليه . 

وقال تعالى : ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله 
لا حب الحائنين) « سورة الأنفال : الآية ٠۹‏ » . 


— KE — 


وقال صل الله عليه وسلم : « من کان بینه ون قوم عهد › فلا لن 
عقداً ولا یشدانه » حى مضي آمده » أو ينبذ إليهم على سواء » صححه 


الرمذي . 

وثبت عنه آنه قال : « المسلمون تتكافۇ دماۋهم ویسعی بمتهم 
أدناهم » . 

وي حدیث آخر : » جر على المسلمان أدناهم ¢ ویرد عليهسم 
أقصاهم » . 


فهنه أربع قضايا ذكر منها أن « المسلمين يد على من سواهم » وهذا 
نع تولية الكفار شيئاً من الولايات . 

وقوله : « يرد علبهم أقصاهم » يوجب أن السرية إذا غنمت بقوة 
جيش كانت الغنيمة بينهم » وأن ما صار تي بيت الال من الفيء لقاصيهم 
ودانیهم وإن کان سبب آخله دانیهم . 

وأخل الحزية من نصارى نجران وأيلة من العرب ومن أهل دومة › 
وآكثرهم عرب » وأخذها من أهل الكتاب باليمن وهم مود › وأخذها 
من المجوس ٠‏ ول يأخحذها من مشركي المرب » قال أحمد والشافعي : 
لا تؤخذ إلا من أهل الكتاب والمجوس . 

وقالت طائفة : تؤخذ من الأمم كلهم أهل الكتاب بالقرآن » والمجوس 
بالسنة » ومن عداهم يلحق بهم » لأن المجوس أهل شرك لا كتاب سم ء 
وإنما م يأخذها من مشركي المرب › لأنہم أسلموا كلهم قبل نزوها ¢ 
ولا نساتم أن كُفرَ عبدة الأوثان أغلظ من كفر المجوس » بل كفر المجوس 


— o — 


أغلظط > فإن عبدة الأولان مقرون بتوحيسد الربوبية » وأنيم إنما يعبدون 
آفتهم لتقربہم إلى الله › ولم یکونوا بقولون بصانعن ولا یستحلون نکاح 
الأمهات والبنات والأخحوات > وکانوا على بقایا من دین براه › وکان له 
صحف وشريعة والمجوس لا يعرف عنهم التمسك بشيء من شرالع 
الأنبياء . 

وكتب صل الله عليه وسلم إلى أهل هجر واللوك » يدعوهم إلى الإسلام 
أو الحزية » ولم يفرق بن عرني وغبره . 

وأمر معاذاً أن يأخذ من كل حالم دينارآً أو قيمته معافرياً » وهي لياب 
باليمن » وعمر جعلها أربعة دنار ٠‏ فرسول الله صلى الله عليه وسلم 
علم ضعف أهل اليمن » وعمر علم غنى أهل الشام » وثبت عنه أنه استباح 
غزو قريش من غر نبذ عهد إليهم لما عدت حافاؤهم على حلفائه › فغدروا 
بهم » فرضيت قريش » وألحتق ردأهم ني ذلك بباشرهم . 


— ۳۴۹ 


١ “ص‎ 
ورای‎ EN 


م ن 


ثبت عنه أنه رد نكاح ثيب زوجها أبوها وهي كارهة . 

وف « السنن » عنه أنه خر بکرآً زوّجھا أبوها وهي كارهة » وليت 
عنه : « لا تنكح البكر حى تستأذن » وإذنا أن تسکت» وقضی بأن 
اليتيمة تستأمر » « ولا يتم بعد احتلام » فدل على جواز نكاح اليتيمة › وعليه 
يدل القرآن . 

وقي «السن» عنه : « لانكاح إلا بولي» > وفيها أيضاً : « لا تزوج 
المرأة نفسها » فإن الزانية هي الي تزوج نفسها» › وحکم أن المرأة إذا 
زوّجها وليان » فهي للأول . 

وثبت عنه آنه قضی تي رجل تزوج امرأة » ولم بفرض ها صداقاً » 
ول یدخل بہا حى مات أن ها مهر نسامًا لا وكس ولا شطط وفاالمراثء 
وعليها العدة أربعة أشهر وعشرآً . 

وتي « الارمذي» أنه قال لرجل : « إذ أزوجك فلانة » قال : نعم . 
وقال للمرأة : « أترضن أن أزوجك فلاناً » ؟ قالت : نعم فزوج أحدهما 
صاحبه > فدخل با » ولم بفرض ها صداقاً » ولم بعطها شيا › فلما كان 
عند موته عوضها سهماً له یبر » فتضمنت هذه الأحكام جواز النكاح 


VY‏ س 


من غبر تسمية الصداق › وجواز الدخول قبل التسمية › واستقرار مهر المغل 
بالموت » وإن ٺم يدخل بها » ووجوب عدة الوفاة » وان لم يدخل › وبه 
أحذ ابن مسعود » وهل العراق » وتضمنت جواز تولي طرفي المقد » 
ويكفي أن يقول : زوجت فلاناً بفلانة . مقتصرآ على ذلك » ومر من أسلم 
وتحته أكر من أربع أن ختار منهن أربعاً » وأمر من أسلم وتحته آختان أن 
ختار إحداهما فتضمن صحة نكاح الكفار » وأنه تار من يشاء من السوابق 
واللواحق وهو قول ابحمهور » وذكر الأرمذي وحسنه عنه : «إذا تزوج 
العبسد بغر إذن مواليه فهو عاهر » انتهى . 
والله أعلم وأحكم » والحمد قه رب العالمن . 


— NA — 


(١ 
مختصر زاد اماد‎ 
اموضوع الصفحة‎ 
٣ ... ... ... ... مقلمة المصحح ومنزلة كتاب و زاد المعاد) ء..‎ 
e 0 .. سبب اختصار المؤلف للكتاب‎ 
4. ... انسخ اللطية المتمدة في الطيع وطريقة لصحي‎ 
V ae aos os اختصار مقدمة الأصل ومعى ( ما كان فم الحبرة)‎ 


بعض نما اخحتاره الله من الملالكة والأنبياء والأمم N ess ous oe ooo‏ 
وصف اله بأنه طیب ولا یقبل إلا طیبا ۰ ۰۰ ۰۰ ۰ء ۰ ...۱۰ 
عنوان سعادة العبد وشقاوته في حبه وزيثاره للطيب أو اللحبيث من 
الكلام والأعمال والأخلاق والمطاعم والمناكح e oe one ono‏ 
المراد بقوله تعالى ( اللبيثات للخبيشن) الآية LON oes oes e one o‏ 
ضرورة العبد إلى معرفة هدي اي صل الله عليه م و فوق کل 
ضرورة .. ... .. .. N‏ 
هديه عليه السلام تي الوضوء \NTENE cae ose one ane oe een one o‏ 
ما صح من أذ کار الوضوء وما م يصح ۰۰ ۰ ۰۰ ۰ء ١ ٠‏ ۱۴ 
م يصح مجاوزة محل الفرض ولا تنشيف الأأعضاء ... ... ... ... ١0‏ ' 
مسح اللفن في السفر والحضر ومسح الحوربن والعمامة . ... ... ٠١‏ 


— ۹ 


الموضوع 


ما قول بعد الرفع من الركوع وإطالة هاا الركن 
صفة السجود وما يقول فيه 


— e — 


التيمم ضربة واحدة بالأرض الي يصلي عليها ترابا أو رملا ... ... 10 
قيام التيمم مقاام الوضوء .. .۱ 
هديه عليه السلام في الصلاة .. .. ۷ 
افتتاح الصلاة بالتكبر وعدم التلفظ بالنية .. .. ۱V‏ 
تھی رن ین ررضع ین عل ر ری NV a.s as oe‏ 
أنواع الاستفتاحات المأثورة . 1۸414 
الإسرار بالبسملة أكثر من الخحهر با .. .۸ 
صفة القراءة » والحهر بالتأممن في الحهرية . . 4 
السكتات الأثورة ني الصلاة . . ۹ 
مقدار السورة بعد الفاتحة .. .۹ 
القراءة ي الظهر والعصر وا مغرب ... ۲۰ 
انكار المداومة ني ا مغرب على قصار المفصل .. ۲۰ 
القراءة ني العشاء والحمعة والعيد . ٠‏ ۲۹ 
قراءة أي بكر ني الفجر بالبقرة وعمر بود والنحل . 4 
التخفيف الأمور به هو أمر نسي لا إلى شهوات الناس .. 4 
م ينقل قراءة وسط السورة ولا آخرها . .۲ 
صفة الركوع ومقداره ومايقول فيه . .۲۲ 


YEY ci. ca. oa oon 
NOYO wau ce ace one one oon ono on 


الوضوع الصفحة 

وضع رکبتیه ني السجود قبل يديه › وما ېی عن التشبه به من 
الخحیرانات . one oe ons‏ 

الرفع من السجود وما يقول بن السجدتان ‏ ... ... ... ... ... ۲۷ 
ما تفارق به الركعة الثانية للأول ٠... ٠ء ء٠٠ ٠٠ ء٠٠ ٠ء ٠‏ ۷ 
الحلوس للتشهد الأول وصفة وضع يديه على فخذيه . ... ... ... ۲۸٠۲۷‏ 
لفظ التشهد الأول وتخفيفة » ... 6ء A cee ee oes oe ooo «o‏ 
القيام للركعة الثالثة وما يقرآفيها . ٠٠...‏ ٠ه‏ مه مه ٣٢۸ ه٠ ٠‏ 
النهي عن الإلتفات ي الصلاة وفعله لعارض ... ... ... ... ... ۲۹ 
م يكن من هديه الدعاء بعد السلام قبل الانحراف ... ... ... ... ۲۹ 
ثبوت التسليمةن وکیفيتهما ...مه مه مه ەە a e‏ .0 ۹ 
بض الأدعية المأثورة في الصلاة ١‏ د ممه م م ب ا ۹ 
الحشوع في الصلاة والارتياح شا »مه مه ن ت ا ا ۴۹ 
بعض الأعمال الي فعلها في الصلاة من غر جنسها .. ... ... ... ۴١‏ 
القنوت ني النوازل وتركه عند عدمها وسبب الا كثار منه في صلاة 
الدليل على وقوع السهو منه عليه السلام والحكمة ني ذلك . ... ... ۴۲ 
خمسة المواضع الي نقل سهوه فيه ».۰ ٠ء ٠٠‏ نه ٣۴٣... ٠‏ 
حكم تغميض العينن قي الصلاة .ہہ ہے ی ی ر ی ا ۴٢‏ 
مقدار مکه قبل أن ینفتل وما قول في ذلك ... ... ... ... ...۰ ۴۳ 
الأذكار والأدعية الواردة بعد الصلاة ‏ ٠ء‏ ب مه ن ٣ ٠. ١‏ 


— 0۹ 


الموضوع 


السرة وماهيتها وما جعل بينه وبينها وما يقطع مروره الصلاة . 
السان الرواتب وما ورد من النوافل وما يصلى منها ي البيت ... 
المحافظة على سنة الفجر سفرآً وحضراً وما يقرأ فيهما 0 
سورتا الاخلاص وما اشتملتا عليه من أنواع التوحيد e o‏ 


الضجعة بعد سنة الفجر وأقسام الناس فيها 
هديه صلى الله عليه وسلم في قيام الليل ... ... ... .. 


ما نقل عنه ني عدد ما بصلیه باللیل ومقدار ما حافظ عليه کل یوم من 


نفل وفرض وحكمة ذلك e oes oo o‏ 
ما يقوله إذا قام من اليل للتهجل .. ... ... ... 
أنواع ما نقل عنه من صلاة الوتر ... ... ... 


صلاته بالليل » ثلائة أنواع . وحكمة الركعتن بعد الوتر ... . 


ما حفظ من القنوتيي الوتر . وما يقولبعده e‏ 


ترتيل القراءة وكراهة الإسراع وما روي في ذلك ... ... ... 
صلاة النافلة على الراحلة في السفر وكيفية ذلك .. ... ... .. 
ماروي في صلاة الضحى في وقتها وحكمها وعددها باختصار . 
سجود الشكر وسجود التلاوة ومى يشرع كل منهما e‏ 


طريقة الإمام مسلم والحاكم وابن خز عة في تصحيح الحديث 
هديه صلى الله عليه وسلم تي الحمعة .. es eee one‏ 

فضل يومها وکو ہا من خصائص هذه الأمة .. 

أرجح الاقوال ني ساعة الإجابة . .. 


— ۲ 


الصفحة 


f ... 


o 


الموضوع 


سبب تسميته باللمعة . 4٥ e»‏ 
أول جمعة أقيمت بالمدينة قبل اهجرة وبعدها . 4 
أول خطبة خطبها عليه السلام بالمدينة . f. ٠‏ 
خطبة أخرى .. 46 
بعض خصائص الحمعة . .. €۸ 
ما يقرا به ني صلاة الحمعة وي فجر يومها A.‏ 
الصلاة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وسبب ذلك EA was oes ons‏ 
آكدية الاغتسال يوم الحمعة .. .. .. 6۸ 
التجمل للجمعة والتبكر والإنصات للخطبة .. .. fA‏ 
صفة اللحطبة ومحتوياًبا وما يتصف به حال الإلقاء .. .4 
ما يفعله قبل اللحطبة وني أثناًبا .. .. 4۹ 
ما يصليه بعد ابلحمعة في المسجد وني بيته .. f e‏ 
صلاة العيدين » موضعها وما قرأ فيها وما يفعل قبل اللحطبة وبعدها ٠٠‏ 
م يكن مخطب ني العيد على منبر . ١ه‏ 
اكير القيد بعد الصلوات بام المد" ... 0۱ 
صلاة الكسوف صفتها وما عرض عليه ني أثاء الصلاة وص طبه 
بمدها .. 0 of. a e‏ 
نخطئة من روى أكثر من ركوعين في الركعة .. . or‏ 
الأمر فيها بالذ كر والدعاء والعتاقة .. OF... as‏ 
الوجوه الي لبت فيها الاستسقاء وإجابته في كل منها Of a.s was o0.‏ 


— NYT — 


الموضوع 
صفة خروجه للاستسقاءوما حفظ من دعائه ... .. 
ما يقول عند كارة المطر وخوف الغرق ... . 
مايقول ويفعل عند نزول المطر وسيل الوادي ورؤية الغم 
هدیه ڼ سفره وعباداته فيه . 
أسفاره دائرة بن أربعسة . 
الوقت واليوم الذي مخرج فيه للسفر . ... ... ... 
الدعاء عند الركوب وعند الحروج وال ر جوع e e‏ 
ما يقول إذا أقبل على قرية . . 
القصر في السفر وما يفعل فيه من النوافل . ... ... ... 
الحمع ثي السفر حال السير لا حال التزول . ... ... ... 
هده في قراءة القرآن . .. 
التغي بالقرآن على وجهن مود ومذموم 
هديه ني عيادة المربيض › دعاؤه له ورقيته . ... ٠...‏ . 
بيان أن هديه في الخنائز أ كمل هدي . 
ما يفعل با مريض عند الاحتضار وبعد الموت .. 
کیف یغسل المیت وعدد غسلاته ومن لا بغسل . ... ... 
ترك الصلاة على المدين وسببها .. ... ... . 
حكمالقراءة والصلاة على الني عليه السلام في صلاة ابحنائز 
بعض الأدعية المأثورة في الصلاة على الميت . 


— E 


والريح 


ONGOV ... ... 


— (o — 


اموضوع 
عد کیرات رافام لها رر اليدين . 110 
موقف الإمام من الميت .. ۰ ٦٦‏ 
الصلاة على المقتول حداً» باع بار اشا .. ۹٦‏ 
ما صح تي الصلاة على الغائب .. . W‏ 
القيام للجنازة إذا مرت وتركه وابحمع بينهما .. ۷ 
تعميق اللحد وما يقول عند وضع الميت فيه . WwW.‏ 
سؤال التثبيت للميت بعد الدفن وعدم فعل التلقن W .. ٠‏ 
ما ہی عنه ي القبور وآمره بزیار تیا للدعاء م لا تدعام ACW ose ose‏ 
التعزية وصنع الطعام لأهل الميت وترك النعي .. .. 0 
هديه ني صلاة اللحوف . 0 .. 4 
الأوجه الي رويت في صلاة الموف وجوازها . . ۷۹4 
عذر الذين زادواعلى غير ما ذكر .. ۷۰ 
هديه في الزكاة . .. VAY cs o.‏ 
الأموال الزكوية أربعة أنواع : وت وجوم والحكمة ف VN cs o.‏ 
مقدار ابلحزء الواجبدفعه ومقدار النصاب من كل نوع وحكمة ذلك ۷۲ 
من تدفع له الزكاة صنفان .. VW...‏ 
إعطاء الستحق ومن لا تعرف حال ء في الاد وتقل ءاقل . V4.‏ 
بعث السعاة إلى البوادي دون القرى للأموال الظاهرة VE cas oes oe‏ 
بعث اللحارص على أهل النخل والكرم وما بوصيه به VE was oes o‏ 
ما لا زكاة فيه من الدواب واللحضر وما يدعو به لن دفع الزكاة ... ۷٤‏ 


الموضوع . الصفحة 
منع أخذ الكرائم وشراء صدقته » وإباحة الهدية منها ألغي ... ... Ye‏ 
استدانته على الصدقة واستسلافها ووسم إبل الصدقة .. ... ... ... ۷١‏ 
زكاة الفطر وعلى من تجب ونوعها ووقت إخراجها ومستحقها ... ۷١‏ 
هديه في صدقة التطوع وتنوعه فيها وآثار تلك الأحلاق في غبره ... ¥ 
أسباب شرح الصدر وکار اء ۰ه WV oes oe oo oo oo o‏ 
هديه عليه السلام قي الصياھ > VA eee oe e oe oo ooo o.‏ 
آثار الصیام وفوائده ومنافعه VN ees ace ee one oes een on ons‏ 
تأخر فرضه ونسخ التخيير بينه وبن الإطعام ... ... ... ... ... ۷۹ 
الفدية بالإطعام لكبر سوق .»م ت A ees oss oe o oe‏ 
فطر الامل والمرضع وإطعامهما مع القضاء ... ... ... ... ... ۷۹ 
الإكثار من النوافل في رمضان .. ... ٠٠ء ٠... ... ٠... ... ٠.٠‏ ۷4 
يه عن الوصال ss. ss a ee oe oo ooo o» o>»‏ ¥ 
ما بشت به دخول رمضان وخروجه . ... ... ...... A*‏ 
جيل لطر وتأعير احور واعث عليهما وما بغار عله .<« N*‏ 
ما ينهى عنه الصائم من الغو وغوه ٠... ٠.۰ ٠.۰ ۰ >۰ ٢‏ *۸ 
صومه قي السفر وفطره فيه من حن ينشئه Ne a as as es on‏ 
طلوع الفجر وهو جنب ثم صبامه وتقبیله بعض أزواجه وهو صائم ۸۱ 
العفو عن الكل ناسياً وما يفطر به الصائم ... ... ... ... ۸١ ٠...‏ 
السواك للصائم والمضمضة والاستنشاق له ۸١ ٠... ٠. ٠... ب٠ ٠‏ 
يصح عنه الاحتجام وهو صائم ولا النهي عن الإمد MN... a...‏ 


— ۳۷۳۹ 


الوضوع الصفحة 


هديه في صوم التطوع وأكثر ما يتحراه من الأيام والأشهر ... ... AY‏ 
عقده الصوم من النهار » وفطره أحياناً وقد نوى الصوم ... AY a.‏ 


هده في الاعتكا .> AE oe ee oes os oes ooo oo. oo‏ 
صلاح القلب وم شعثه تي الإقبال على الله .. NE was us aus ons ons‏ 
كون الصوم والاعتكاف سببن ني م شعث شعت القلب الاصل بالفضول N4‏ 
فضول الكلام وما حدثه وعلاج ذلك ... ہ ۰ ٠ہ ٠‏ ۸6 
فضول المنام . وما شرع من السهر ومصلحة ذلك ... ... ... ... ۸9 
زمن الاعتكاف وآدايه  .‏ نه مہ م 0 .0 ... ... NO‏ 
هدیه في حجه وعمرته » وعدد عمره وزمنها ‏ ... ... ... ... ۷ 
عمرة عائشة وحدها من التنغے وسپیھا ۰ ہہ ٠ ٠۰ ٠‏ ۰ہ AV‏ 
سبب ت رکه العمرة في رمضان »> وکونه م يعتمر ي السنة مرن ... ۸۸ 
مبادرته بالحج بعد فر ضه وکر ة هن صحبه ‏ ... ... ...۰۰ ۰.۰ ٩٩‏ 


وقت مسره من المدينة ومن ذي الحليفة ... 1 
مافعله قبل احرامه تي تفسه وني هدیه وکونه قرن اح والمیرة ... A4‏ 
تلبیده رأسه و[هلاله بالنسلت وتلبیته .. 0 .. ... AA‏ 


خيرهم ين الأنساك م ندم إل فسخ اج إل عمرة ثم امهم به ۳:44 
ما تفعل النفسساء عند الإأحرام ٠ه‏ ممه به ام م ا م 
مجيه عن التعرض للصيد الذي قد ثبت أو رمي بسهم qo wl ws a.‏ 
تبسمه من ضرب آي بكر غلامه الذي أضل البعر .. qo a. was o‏ 
رده على الصعب ما أهداه من الصيد واعتذاره ‏ ... ... ... ... ۹٩۱‏ 


0Y —‏ — 
(م ۲۲ س مختصر زاد المعاد ) 


اموضوع الصفحة 
اخباره بان هو دا وصا خا قدمرٌ! بو ادي عسفان ملبين QV a. a. o‏ 
نزوله بذي طوی ودخول مکة من اآعلاها نارآ ... ... ۰.. ...۰ ٩۱‏ 
وقت دخوله المسجد من باب بي شيبة وما قال عند ذلك . ... ... ٩۱‏ 
صفة طوافه ومواضع دعائه ورمله واضطباعه وما استلمه من الأرکان ۹۲ 
صلاته خلف المقام وقراءته الآية ثي ذلك ... ... ... ... ... ٩۳‏ 
استلامه الحجر بعد الصلاة خلف المقام ثم حروجه إلى الصفا وصفة 
سیه مه ووه مه م م م QP ee. a e e o‏ 
مدة إقامته بعد قدومه وموضع صلاته تلك للق ... ... ... ... ۹٤‏ 
موضع إحرامهم بالحج ومساره إلى مى م إلى عرفات E a. oes ou‏ 
موضع نمرة وخطبته بعرنة وما وصاهم به فیها. ... ... ... ۰.۰ ٩٩‏ 
قصره وجمعه بعرنة وکل من صلى معه من مکي وغره .. ... ... ٩١‏ 
موضع وقوفه بعرفة وكون عرفة كلها موق . ... ... ... ... ٩٩‏ 
بعض ما حفظ من الأدعية ي ذلك اموق ... ... ... ... ... 4٦٠۹١‏ 


- سقوط الرجل عن راحلته وموته وما فيه من الأحكام V4 aa. as o.‏ 
إنصرافه من عرفة على طريق الأزمين ‏ ... ... ... ... ... ٠٠.‏ ۷ 
تلبیته في الطريق ونخفيفه السر وإسراعه في الفجوة .. ... ... ۰.. ٩۸‏ 
الحمع إعزدلفة بن العشائن حال وصوله إلبها.. ... ... ... .۰.۰ ٩۸‏ 
إذنه الضعفة أن يفيضوا بعد غيوب القمر » وأن لا يرموا الحمرة 

A o oe oe oe oe on o > >۰ حى تطلع الشمس‎ 
4 oa. oes os. م الإفاضة بعد الإسفار‎ ٠ الوقوف عند المشعر الحرام‎ 


— ۳۸ س 


الموضوع الصفحة 


مقدار حصی الحمار »› والتقاطه من می .. ... ... ... ... ... ۹٩۹٩‏ 
الإسراع في بطن محسر وسببه . وکونه برزخاً بن می ومزدلیة ... ۹۹ 
الطريق الي تخرج على الحمرة وكيفية الرمي ۰ ٠١١... ٠١ ٠٠ ٠‏ 
الحطبة عى » ور اهدي »› وما ر یله ا ۰ ۱٩۱...‏ 
لا مجمع بن اهدي والأضحية » ومعى كونه ضح عن فسائه 
عدد من تجزئ عنهم ابدنة والقرة ... e e eee‏ ...۳ 
حره نی وإذنه بالنحر ئي فجاج مكة » واقس ودعازه الحلقین 
نلاا وللمقصرين مرق مهه مه م م ع ا ا ۳ 
منعه من البناء بجی »› وقوله : «می مناخ من سبق ) ef aus woe o‏ 
طواف الإفاضة يوم النحر » وكيفيته » والحمع بن الروايات . ... ٠١١‏ 
طواف نسائه للإفاضة يوم النحر وسقوط طواف الوداع عن الحائض ٠١١‏ 
صفة رمي الحمار الثلاث في أيام التشريق .. ... ... ... ... ... ٠١١‏ 
إذنه للسقاة والرعاة ني ترك المبيت بى وكيف برمون .. ... ... ٠١١‏ 
عدم تعجله ووقت خروجه من می ووداعه ... ... ... ... ... ۱۰٩‏ 
عمرة عائشة من التنعم VV ces oa oe oa aa ae ae oe ee‏ 
عدم دخوله البيت في حجته وصفة وقوفه باللتزم ... ... ... ... ۱١۸‏ 
طواف أم سلمة للوداع وقت صلاة الصبح ۰ ... ۰ ... ...۱۹۸ 
مبيته بذي الحليفة ودعاؤه لدخول المدينة ووقت دخوها . ... ۱۹ 
هديه في اهدايا والضحايا والعقيقة ءءء ممه مه م ا ع م ١‏ 


— A — 


الموضوع الصفحة 


ما حفظ عنه ي المدي والإشعار والتقليك .. هه .۰ ۰ ۱١١ ٠... ٠۰‏ 
العشريك ني اهدي وركوبه وكيفية نره . وتفريق مه .. .. ۱ 
حافظته على الأضحية > ووقت الذبح > وما يستحب وما منع في 
الأضاحي > <« NY oe e e e e o on o‏ 
هديه في العقيقة وما يستحب فيها »...هه ۰ه ۰> Ê 00. 5. e‏ 
هدیه في لاء والکى ۾ يان أحب الأسماء ويها وما غرم 


من الأسماء . wus wes aes ese oan as oe o‏ ® 
ون الأسماء قراب للمعاني ي وتار اأسماء ني مبان .. .. ۱۱۹-11 
الكنية نوع من التكرم » وما روى ني تكنية من ليس له ولد .. ... 11۹ 


الحلاف في التكي بأي القاسم وأي عیسى VN۹. a oes os o‏ 
النهي عن تسمية العنب كرما والمشاء العتمة ١١١ ... ... ٠. ٠...‏ 
هديه تي حفظ المنطق واختيار الألفاظ ... ... ... ... ... ١١١ ٠١١‏ 
بعض الحمل والمفردات الي می عنها ... ...۰ہ ١١١ ٠٠١ ٠١ ٠۰‏ 
التحفظ عن الكلمات القادحة ني التوحيد › ولاذا ى عن سب 

اللدهر ... ... ۰ ۰ NYP a.s cee eas o‏ 
نیا عن شی الب وان ت رطان » وارشاد لماو اا 

بالقام .. YF ... e e e o‏ 
النهي عن قول : « لوآ فعلت » والإرشاد إل ما يدل على الرضا 

بالقضاء ۰ e a‏ م e e‏ ا NYE ws a...‏ 
سبب الاستعاذة من الم والحزن »> الجر وکر ور هذه 

VINNY e as cee cee os oe e oo o o ° الاستعاذة‎ 


— E+ — 


الوضوع 
فائدة التوكل والرضا بالله حسياً 


هده صلى الله عليه وسلم ني الذ كر وأنواعه مجملة .. 


هده صلی الله عليه وسلم عند دخول منزله . 
ترك الحديث عند قضاء الحاجة ولو برد السلام 
ما ثبت في ألفاظ الأذان والإقامة 
إجابة المؤذن إلا ني الخحيعلة وسبب ذلك 
ما روي وشرع من الأذ كار والأدعية بعد الأذان 
الذ كر والتكببر تي عشر ذي الحجة 
ترك التسمية على الطعام تسبب مشاركة الشيطان 
لا يكتفى بتسمية أحد الحماعة. 
بعض آداب الشراب والطعام والدعاء لصاحب الطعام 
هديه ي السلام والاستئذان وتشميت العاطس 
أحاديث في فضل السلام وافشائه . وصفة ذاك 
فضل الإنصاف من النفس وآثاره 
السلام على النساء والصبيان 
بیان من یبدا بالسلام على غره .. 

تكرار السلام عند الدخول واللحروج والرجوع 
ما يفعل من دخل المسجد وفيه جماعة . 
حمل السلام للغائب وتبليغه وإجابته .. 


Nf eae wee o0 


NPV was cee ove ece oun oe 
PY ese os ece on 
(FEN .. ac. o. 
VFO a.s ccs ons ous ono 
NO a.s a0. one oe 
NFNEVFO awe eae one oon ane oo 


NWA a. a 


کیف برد اللام کی بزید عل التحية وید الراد باواوآوبدون ۱۴۸ 


۳١‏ س 


الموضوع الصفحة 


السلام على أهل الكتاب وأهل الباع ... ٠.١ ٠.١ ٠٠ ٠١...‏ ١4ا‏ 
هدیه ي الsاستAIh VEN cas oe ee oe oe oo ooo o, o,‏ 
می يستأذن المدعو ومی لا يستأذن .. ... ... ... ... ... ۰۰ ۱٤٣١۱٤۱١‏ 
مراد بالاستثذان ني قوله تعالى : ( ليستأذنكمالذين ملكت أعانكم ) 
اة VEY ose eee ee oe os oe oo oo oo oo o‏ 
آداب العطاس والتشميت وحكمة أمر العاطس بالحمد VE ws aa o.‏ 
هديه ي آداب افر EN e e e i o o oo «o‏ 
الحكة ف‌الاستخارة وفوائلها ب ب ن .ن ... ... 40 
أدعية لركوب الدابة والحروج من البلد ودخوله والبدء تي السير 
EV e a e e a e a e o oo gl‏ 
تعليمات وآداب فعلية وقولية للمسافرين ... ... ... ... ١٤۸١٤١۷‏ 
خطبة الحاجة وبعض الأدعية في المناسبات ... ... ... ... ... ١6۹‏ 
بعض آحکام الرڙیا ودعیتها... ... ... ... ... ... ... ..۔ ۱۵١‏ 
ما يقوله ويفعله من بلي بالوسوسة oY a. ss as as o‏ 
الوسوسة قي الصلاة ومصلدرها ...ن ب .0 ... oY a... i.‏ 
ما أرشدهم إليه عند وسوسة الشيطان ني تسلسل المخلوقات ... ... oY‏ 
ما یقول من اشتد غضبه › وتأثر ذلك ... ... ... ... ... ... ۱۵٤‏ 
ما یقول إذا ری ما جب أو عامله أحد عحبوب ... ... ... ... ٠١١‏ 
بعض الأدعية ني الناسبات وفضل الذكر ني المجالس وكفارة 
مجلس Joe ... i. a e o a e a o o.‏ 


۲ س 


الموضوع الصفحة 

آلفاظ کان یکرہ التلفظ بہسا تأدباً ویرشد إلى ما ھو خر منھا ... 10 
هده تي الحهاد والغزوات ءءء o. a e»‏ .د OA...‏ 
آنواع ما بذله ي اهاد »>« OR as os os woe oc oo. oo‏ 
جهاد النافقن أصعب من جهاد الكفار ... ... ... ... ... ... ۱0۸ 
حهاد الكفار فرع عن جهاد النفس والشيطان ... ... ... ... ۱١۸‏ 
امداد العبد على جهاد کل عدو سیه م ۰ ده ی ۰ .۰ ۱0۸ 
معی ( حق جهاده ) و( حق تقاته) .. ... ... ... ... ... ... ۱۵۹ 
المراد باليسر في الدين ورفع ارج ٠ء‏ مه بء به ٠ب‏ ٠ءء‏ ١ا‏ 
الكلام على مراتب الحهاد وأنواعه » وكونه ثلاث عشرة مرتية ... ٠۹۲۰۱۹۱‏ 
شروعه صل الله عليه وسلم في الحهاد من بعننه إلى وفاته › وآدلة 

سبب الابتلاء تي الحياة الدنيا ممه بی بے ممه ی ی ی 4 
بیان حال من صبر واحتسب وقام یما کلف به NNE oa. ose oo‏ 
بدء الدعوة وإسلام خدجة وعلي وزيد VW aoe oe oes oan on‏ 
اختیار زید للرسول على آبیه وعمه » ودعاژه : زید بن حمد ۱۹۸۰۱٩۷‏ 
إسلام ورقة ومن بعده » وما حصل من الأذى المستضعفن VA ae. a.‏ 
الهجرة الأول والتانية إلى الحبشة » وما ورد عليها من إشكال .. ٠۷١١١۱۹۹‏ 
معی کون أي موسی من المهاجرین ...۰ ۰ہ ب ۰ ۰ ۱۷۱ 
إسلام النجاشي وتأمينه للمهاجرین ۰ ۰ ب ب ٠...‏ ...۷۲ 
مقاطعة قريش لبي هاشم » وحصارهم تي الشعب وخروجهم ۱۷۳١۱۷۲‏ 


— E — 


اموضوع الصفحة 
خروجه عليه السلام إلى الطائف وما ردوا عليه » ورجوعه 

إل هة > VEY as es ee e oe o one on o‏ 
الإسراء وامعراج وما حصل فيهما ١۷8 ٠.١ ٠٠. ..١ ٠١ ٠١ ٠...١‏ 
الحلاف في رؤية الرسول عليه السلام ريه ... ... ... ۱۷١ ٠... ٠.٠‏ 
تكذيب قريش بالإسراء » ووصفه بيت المقدس هم VW ose os oes‏ 
الفرق بن کون الإسراء پروحه وکونه ماما ... .. ۰.. ۰.. ۰۰.۰ ۱۷۷ 
خطأمن زعم تعدد الإسراء » وسبب ذلك ... ١۷۸ ٠.١ ٠٠١ ٠٠١ ٠٠‏ 
مبدأ اهجرة » وبدء الدعوة وعرضها على القبائل ... ... ... ... 1۸١‏ 
بيعة العقبة الأولى والثانية » وسبب إسلام الأتصار ... ... ... 1۸١ ٠٠٠‏ 
ما اشر طه الأنصار على أنفسهم من النصرة والحهاد AY cs us au.‏ 

بيعة العقبة الثالثة وما حصل بعدها  ۸١ ٠٠.٠ ٠٠١ ٠.٠١ ء٠٠ ء٠٠ ٠.‏ 
خحروج الصحابة مهاجرين من مكة إلى الدينة » وأمر الندوة Af a. a.‏ 
اجتهاد قريش ني قتل الني صل ان عليه ومام ركف اعفا ا 

عنهم نه نه مه د ا ا 1A8 a.s a o.‏ 
خروجه عليه السلام مع اي بکر إل غار ثور » واهتمام قریش ي 

طابهما A wae a ae eee oan eee eae eee nn nan‏ 
قصة سراقة وكيف ساخت يدا فرسه في الأرض ... ... ... ... 1۸١‏ 
مرورهما بأم معبد > وإنشاد رجل من اب حن لقصتهما ني مكة .< ... AV‏ 
دخوله المدينة وكيف تلقاه الأنصار » ونزوله بقباء .. ... ... 1۸١ ٠٠.‏ 
خروجه من قباء » ونزوله على أي أيوب A4 eas se one oo‏ 


— € 


الموضوع الصفحة 
بناء المسجد النبوي وحالته قبل فللث ٠ءء‏ ... ... ... ... ... ۱١١‏ 
المؤاخاة بن المهاجرين والأنصار وآثارها . ... ... ... ... ... ۱١۲‏ 
نحويل القبلة إلى الكعبة » وكونه محنة ليظهر الصادق من الکاذب ... ٠۹۳‏ 
قوله في اليهود والنصارى : ( وقالت اليهود ليست النصارى على 

شيء) . وما بعدها جملا NAY w.. wae ace eee one one one‏ 
عداوة العرب واليهود للمسلمين والإذن ذم ني القتال os. oss os.‏ 4% 
رة الج عة ونل ذا وتي ان يا لكي والي .. ... ۱۹٩‏ 
الأمر بالقتال دفاعا م ابتداة لكل كافر.. . 4V 0 o0‏ 
حكم ابمحهاد بالقلب واللسان واليد والمال .. 4V cas oe o.‏ 
معنى ( إن الله اشترى من المؤمنن أنفسهم وأموافم ) ويان أهببة 

هذا العقد وعظمة البائع والمشتري الخ 4A <... wes ces cos on‏ 
ما فعل التجار لما عرفوا عظمة المشتري وقدر اللمن ... ... ... ...۰ ٠۹۹‏ 
شعر ني التشويق إلى منازل الآخرة وأهمیتها ... ... ... ... ... ۱۹۹ 
أحاديث في فضل المحهاد والمجاهدين وثوابهم ... ... ... ... ۲١١‏ 
زمن القتال والمشاورة فيه وبعض آدابه ... ... ... ... ... ... ۲٠٢‏ 
امبايعة عليه وعلى غره من الأحكام ٠ ٠‏ به ن ا ٠ ٠ ٠‏ 
الدعاء عند أقاء العدو » وأخذ السلاح والعدة . وجمل الشعار f a.‏ 
ما يوصي به السرية وما يفعسل بعد الانتصار . ... ... ... ... ۲٠۵‏ 
النفسسل والقسم للختيمة >>> O ce e e oe oo oo oo o>‏ 
الصفي الذي للني على اله علي وسلم من الفبة Yo css aes aes oe‏ 


۳ 


اموضوع 
التجارة والإجارة تي الغزو والشركة وبعث السرايا .. ... 
سهم ذوي القر بى وبيان ا مراد م ee‏ 
ما لا تخمس من الغنيمة والتشاديد في الغلول . 
تحريق رحل الغال يرجع إلى اجتهاد الإمام ... ... ... 
هدیه ني الأسارى .. 
استرقاق العرب ووطء إمام oes oo‏ 
قل الحاسوس وسبب عدم قتل حاطب 


عتق من أسلم من عبيد الكفار » ومن اسلم وعنده شيء فهو له . 


ما أخذه الكفار لنا لا برد بعد إسلامهم ... ... ۰ 
الحكم ني الأرض المفتوحة عنوة وهل تدخل في الغنائم ... 
الأمر باهجرة والنهي الشديد عن الإقامة بين المشركين ... 


هديه ني الأمان والصلح ومعاملة رسل الكفار وأخذ ابحزية ومعاملة 


أهل الكتاب والنافقین ووفائه بالعهد 
دليل الوفاء بالعهد وأثر نقضه ... . 
أقسام الكفار معه بعد الهمجرة ... . 
معاملته مع مهود المدينة وأسباب قتاله هم ا 
غزو المعاهدين إذا نقض بعضهم العهد دون بعض ... ... 
انتقاض العهد باعانة تعداء المسلمين عليهم ... ... ... 
عدم قتل الرسل وحبسهم ولو أسلموا » والوفاء بالعهد ... 
رد مهر المهاجرة من قریش أو اعطاؤه من ارتدت زوجته 


س ۳ — 


اموضوع الصفحة 
بعض فوائد وأحكام من قوله : ( إذا جاء كم المؤمنات ) الآبة ... ۲٠١‏ 
بعض ما يستفاد من قصة أي بصار مع قریش .. ... ... ... ... ۲٣١‏ 
صلحه لهل خیبر وشرطه أن لا یکتموا فکتموا ... ... ... ... ۲۱١‏ 
سبب ترکهم تي خیبر کعمال بنصف ما حرج منها NN oes one nn o‏ 
بعض ما یستفاد من ترکه لهل خیبر بہا . وون البذر منهم YW cs o.‏ 
أحكام مستنبطة من معاملة أهل خيبر ونقضهم.. NV ae ane one oe‏ 
العمل بالقرائن وأمغلة ذلك ٠ءء‏ ٠ء‏ ٠ء‏ ممه ممه ع م ل ٢‏ 
بعثه من تخرص الثمار على آهل خيبر واعتداژهم‌زمن عمر ...4 
سبب عدم أخذ ابلحزية من أهل خيبر وبطلان الكتاب الذي زوروه في 

أنه صلى الله عليه وسلم أسقطهاعنهم ... ... ... ... ۲۲١...‏ 


أذ ابحزية من جميع الكفار وتوجيه ذلك 0 .. ۲1 
ما صالح عليه أهل نجران وتقديره الخزية لعاف عل آهل اليمن 
ودليل أخذها من العرب .٠ء‏ ٠ء‏ ء.. ... .. ... YY‏ 
ترتيب هديه مع الكفار والنفقين من بعت إلى وفاته علي السلام... . YY‏ 
سبرته مع أولیائه وأمره بدفع عدوه من ابن والإنس YY ... a0. o.‏ 


سياق مغازيه » وأول لواء عقده YIN ace. ane oun one oon one oo‏ 
سرية بطن رابغ » وبعث سعد إلى الحرار » وغروة الأبواء › 
وغزوة أبواط .. YIN ss oc. oo e e‏ 
سرية عبد اله بن جحش إل نة وقافم في ي الشهر الخرام . . YY‏ 
حکم القتال ني الشهر الحرام » ومعی قوله : : ( وافتتة أکر من 
لقتل ) ۰ ۰ه YYV cae ac oe oe oe e oe oo o‏ 


— EV — 


اموضوع 
غزوة بدر الكبرى » وبدء خروجه إليها . ... ... . 
الغلاف ني إمدادهم باملائكة هل هو في بدر أو أحد ee e on‏ 
تمل إبليس لقريش ني صورة سراقة وما كان منه معهم. ... ... 
إغارة أي سفيان على طرف المدينة » والحروج ني طلبه ي غزوة 
السويق 


غزوة أحد وما حصل فيها ختصراً ... e ne o eee oo‏ 
كلام أي سفيان والحكمة ني أمرهم ب[جابته لما افتخر بآهته 5 


ما اشتملت عليه غزوة أحد من الأحكام... ... ... 

استعراض قصة أحد من سورةآل عمران وما تضمنته من الحكم .. 
الكلام على ظن ابحاهلية الذي وصف به المنافقون ني غزوة أحد .. 
بيان آن أكثر الناس يظنون بالله ظن السوء » وذكر أمثلة لذلك .. 
بقية الكلام على الآبات ني قصة أحد ... . 

غزوة حمراء الأسد وما حصل فيها .. ... ... 

قصة عضل والقارة وبي النضر 

غزوة ذات الرقاع » ودومة الحندل » »هه مه ٠ه‏ 0ء ٠0ء‏ 
غزوة المريسيع » وقصة الإفك » وبعض الأسرار ني هذه القصة .. 
غزوةالحندق. . 

قصة الحديبية وما نزل فيها 

ما ني قصة الحديبية من الفقه والفوائد . 

بعض الكلام على قصة الحديبية تي سورة الفتح .. 


EA — 


الوضوع الصفحة 
إجمال ما تضمنته سورة الفتح من البشارات والأخبار YOY... wus ous‏ 
غزوة خیبر » قدوم أي هریرة یار ... ... ۰۰.۰ ۰.. ... ۲۵۸ 
ما صالح عليه هسل خيبر ۰ ۰ء ON woe o o o6 o‏ 
قم خيبر وكون الإمام محخرآني الأرض المغنومة ... ... ... ... ۲١۹‏ 
ماقي غزوة خیبر من الفقه والفواقك... ...> ۰ ۰ ... 0۰٩...‏ 
فتح وادي القرى ومعاملة آهله وصلح آهل تیماء ... ... ... ... ۲١٣۱‏ 
نومهم عن صلاة الصبح في رجوعهم وما فيه من الأحكام U o. o.‏ 
سرية ابن حذافة وأمره لأصحابه أن يدخلوا النار وما يؤخذ من ذلك ٠١۲‏ 
غزوة الفتح مجملة وما فيها من الفقه... ١۳ ٠١ ٠٠ ء٠٠ ء٠٠ ٠۰...‏ 
تحرم مكة وما لا مجوز فيها. e e e e e‏ 
غزوة حن حتصرة وبعض ما فیها من الحکم . ... ... ... ... ۲۹۷ 
بعض الأحكام المآخوذة من غزوة حن وقسمة الغنائم PWV wa as os‏ 
غزوة الطائف » حصارهم وقطع أشجارهم ... ... ... ..۔ ..۔ ۲۹۹ 
ما فعل آهل الطائف بعد رجوع المسلمين عنهمم ‏ ... ... ... ... ۲۷١‏ 
الفقه المستنبط من قصة أهل الطائف وغزوهم .. ... ... ... ... ۷۲ 
القضاء على مواضع الشرك وكذا القبور المتخذة أوثاناً VY was ous on‏ 
غربة الإسلام وظهور الشرك وتغر الأمور في هذا الزمان وما قبله ۲۷۴ 
بعث العمال لباية اأزكاة »> VO wl os oe ono oo oo o»‏ 
بدء التأهب لغزوة تبوك VO ss wes oss as oe oe a e oe‏ 
حال من تخلف لعذر أو فقد طهر مه مه ن د ا ۷۹ 


۳۹ س 


الموضوع 


نخلف أي خيثمة م لحوقه وسبب ذلك 


ما قل ني میاه ديار مود » ونيهم عن اللحروج فرادی وحال من 


خالفه .. 
تخلف أي ذر في الطريق ثم لحوقه وقصة وفاته .. 
قصة عن تبوك وجريانما بعد قلة ماما وسبب ذلك... 
كتاب العهد لصاحب أيلة .. 
سرية خالد إلى أكيدردومة الحندل 
موت ذي البجادين ومعاوية المزني وما يدل على فضلهما.. 
المنافقون الذين هموا أن يطرحوه من العقبة . 
قصة مسجد الضرار وما نزل فيه .. 
قدومه المدينة ونشيد أهلها فرحا بقدومه .. 
الإشارة إلى ما تضمنته هذه القصة من الفوائد .. 
حديث الثلائة الذين خلفوا بتمامه 
الفوائد المستنبطة من حديث كعب بن مالك وصاحبيه ... 
حجة أي بكر سنة تسع واردافه بعلي وما بعث به . 
وفود العرب مجملة بإسلام قومهم . 
الاج بالأدوية الروحانية . 
ديسل أن اهن حت وما تالح به وتقسيمها إل إنسية وجي 
تأر العائن بروحه المؤذية وتمشيلها بالأفعى إذا قابلت عدوها 
رقی وأدعية وتعوذات نافعة مفيدة... 


— ۳0 


الموضوع الصفحة 
هديه ي علاج المصيبة وما ينبغي للمصاب أن يتسلى به Pe a oes o‏ 
هديه قي علاج الكرب وام والحزن وذكر أدعية لذلك . ... ... ۳١۹‏ 
ما تتضمنه تلك الأدعية والأوراد من أنواع الأدوية NY cas cee ose‏ 
هديه في علاج الفزع والأرق... ... ... ... ۳1۳ 
التكبر عند رؤية الحريق وأثره ني إطفائه . 1۳ 
هدیه ي حفظ الصحة وفضل العافية . ۳1٤‏ 
بعض آداب الأ كل والطعام والشراب ٠‏ 16 
فضل الطيب وعدم رده ءءء ٠ء‏ ٠٠ء‏ ٠٠ء ٠.١ ٠.١‏ 1۷ 
هدیه ي أقضیته وذ کر بعض متها دہ به به یه ی .ا ۳۱۸ 
حکمه فیمن قتل عبده ومن أعان على القتل أو اعترف به . ... ... ۳۱۸ 
قتل الرجل بالمرأة ودية اخنان وحكم من تزوج امرأة أبيه .00 0۹ 
حکمه فیمن سب الله أو رسوله » وسبب ترکه قتل من سمه أو 
حر مه ووه ممم مى وى وون دەم وون ن ۴*۰ 
حكمه في الغنائم وقبول هدية المشرك أو ردها ... ... ... ... ۳۲١‏ 
حكمه ني قسمة الأموال » مصرف الفيء وسهم ذوي القربى ... PY‏ 
کونه یقسم با أمره الله به ومعی کونه عبداً رسولا PNY a.s cas o‏ 
تقسم عمر للأموال وتفضيله بالقر ابة والسبق ... PY a‏ 
حکمه في رسل الأعداء ونبذ العهد إذا حاف منهم نقضه.. .. Yo‏ 
أخذ الخزية من جميع الكفار ودليله ... ... ... ۳۲۹ 
۳۲۸ 


بعض أحکامه في النكاح وتوابعه ختصرً 
قت 


۳0١ س‎ 


المركز الاسلامى للطباعة واللشر 
۲ ش الاهرام . الهرم