Skip to main content

Full text of "waq50041"

See other formats


ملفغات الشسَنخالإناة ٠‏ 


رلم ررر ن داري و. سي و. ص جاب 


ت مالل ال رمن الجر 


i 6 9 vU 
E 


بعد أن تقرر أن تعقد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مغر 
باسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب - شكلت أمانة للإعداد هذا المؤتمر وتقديم 
تصور مفصل عنه تم وضعه موضع التنفيل . 

وقد بدأت الأمانة عملها بتحديد المدف العام للمؤغر بأنه التعريف بالشيخ 
وجلية حقيقة دعوته على مستوى العام الإسلامي » وكشف الشبهات الي 
أيرت حوها في بعض البلدان الإسلامية وني ظل ظروف تاريخية معينة . 

وقي سبيل نحقيق هذا الهدف - بصورة علمية صحيحة ‏ رأت الأمانة 
ضرورة جمع كافة ما كتبه الشيخ من مؤلفات › وتحقيق نسبتها إليه » وتوليقها 
ثم نشرها في طبعة خاصة باس الحامعة » لترسل نسخ منها بعد ذاك إلى الميئات 
والباحثين الذين ستوجه إليهم الدعوة للإسهام في امغر . 

وقد راعت الأمانة في ذللك أن كثراً من الباحثين ي البلدان الإسلامية 
لا تتوافر لديم مؤلفات الشيخ وآثاره العلمية ما يكون له أثر واضح بلا شك 
في قصور أو نقص أو خط بعض ما قد يكتبونه عن دعوة الشيخ › ومن ثم 


س ۳ 


فلا بد أن تتوافر الديهم آلار الشيخ الصحيحة بصورة مولقفة حى بمكنهم 
المعرف على حقيقة دعوته والكتابة الموضوعية العلمية عنها . 


ومن ثم انطلقت الأمانة تجمع كل ما تيسر ها من مؤلفات الشيخ المطبوعة 
والمخطوطة وتبحث عنھها في كافة مظانبا عند أفراد من أسرة الشيخ ¢ وي 
المكتبات العامة والحاصة في آغاء المملكة وخارجها . 


وني هذا المجال نشير بصفة خاصة إلى المجموعة الكبيرة من محطوطات 
مؤلفات الشيخ الي وجدت ني المكتبة السعودية بدخنة بالرياض > وقد 
قامت الأمانة بتصوير هذه المخطوطات . كا قامت باستحضار نسخ من 
مؤلفات الشيخ الطبوعة وذلك بطريق الشراء والمبة » وبطريق الاتصال 
الشخصي والاستعارة من الأفراد والميئات بالنسبة لبعض المطبوعات الي 
يقل وجودها أو يندر . 

وأبغاً قامت الأمانة بنشر وإذاعة إعلان ترجو فيه من بلك شيا 
مخطو طا من مؤلفات الشيخ أن يتدم به إليها . كا قامت بإرسال رسائل بنفس 
المعنى إلى عدد كبير من الشخصيات ذات الصلة في داخل المملكة وخارجها . 


وأيضاً قامت بالاتصال الشخصي ببعض الأفراد الذين هم اهتمام خاص 
بالشیخ ودعوته وملفاته أو کتبوا فيها شيناً ذا قيمة . 


کا قام بعض أعضاء الأمانة في إجازة صیف ۹۹١٠۸د‏ (١۱۹۷م)‏ بمراجعة 
المكتبات اهامة ني مصر وغير ها التعرف على ما قد يكون للشيخ فيها من مؤلفات 
ثم العمل على استحضار ما بيسر للأمانة مهمتها من هذه المؤلفات . 


ي 


ومن حصيلة ذلك كله تجمعت في أمانة امو تمر نسخ كثيرة من مؤلفات 
الشيخ مطبوعة ومخطوطة وفي صورة ميكروفيلم . فألفت من بين أعضامما 
نة لتصنيف هذه المؤلفات › تضمنت مهمتها ما يلل : 


(أ) النظر ني كل مؤلف مطبوع أو مخطوط والاستيثاق من أنه حفاً 


من مؤلفات الشيخ . 

(ب) حصر الموجود من نسخه المطبوعة والمخطوطة ووصف كل 

(ج) تسجيل القسم الذي يوضع فيه ( العقيدة - الفقه - السيرة - 
الرسائل ... ) . 

وأبضاً ألفت عدة بلحان التصحيح تضمنت مهمتها ما يلي : 

(أ) مابلة السخ المخطوطة والمطبوعة من كل مؤلف بعضها على 
بعض ٠‏ للحصول على نسخة كاملة متكاملة هي الي تعد لاطبع . 


(ب) ترقع الآیات › وذ کر سورھا › وضبطھا شکلا . 
(ج) وضع علامات الرقم والبدء بالفقرات وإبراز العناوين حسب 
النظام الحديث في الكتابة والطبع . 
(د) قي الأمر ني صحة نسبة المؤلفات الي تقدم بلنة التصنيف 
شکاً حول صحة نسبتها . 
وقد حرصت أمانة المؤتمر على أن تلف كل نة من بان التصحيح 
من العلماء المتخصصين ذوي الصلة الوليقة بنوع وطبيعة المؤلف الذي يراجعونهء 


كما حرصت على أن تجمع كل بخنة عددا من العلماء ذوي اللحبرات المتكاملة 
ني مجموعها من حيث صلتها بمهمة التصحيح وإتقا'ما قدر الاستطاعة . وني 
هذا استعانت الأمانة ببعض العلماء ذوي اللبرة من غير أعضاما . 

... وبعد فهذه مؤلفات الشيخ تقدمها أمانة المؤنمر متكاملة موقة كأول 
نمرة من نمار تكوينها وعملها . وقد قصدت بجهودها فيها جلية حقيقة دعوة 
الشبخ وتيسير الاطلاع عليها ومراجعنها من مجموع ما كتبه دون إضافة 
أو حذف أو تعليق › لتتيح الدارسين المنصفين الباحثين عن المقيقة في ذاما 
أن یصاو! إلیها بالق طريتق » بعيداً عن کل تزبيف أو تشويه أو ادعاء باطل 
بحاول صاحبه أن یابسه ثوب الح . 

وترجو الأمانة أن تكون قد وفقت ني عملها هذا كفاء ما بذلته من 
جهود. 

والله من وراء القصد › وهو المادي إلى خير سبيل . 


أمانة ا مۇر 


هذه مسائل یه 


لخصها الرإمام الشبخ 


ناویات 


من كلام شيخ الإسلام 
أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية 


آمین آمین 


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبینا محمد وآله وصحبه ومن 
تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وبعد  :‏ 
فقد كلفتنا الأمانة العامة لأسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب إعراجعة 
كتاب جمعه الإمام المجدد شبخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قدس الله 
روحه من كلام الإمام أي العباس تقي الدين شيخ الإسلام والمسلمين أحمد 
بن عبد الحايم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الدمشقي رحمه الله » وقد 
راجعنا النسخة المصورة من مكتبة الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن 
آل الشيخ ويوجد أصلها ني المكتبة السعودية بدخنة ني المخطوطات 
۷۸ 
۸٦‏ 
والكتاب شامل لسائل عديدة ي التوحيد بجميع أنواعه وني الفقه 
وأصوله والتفسير وعلومه للحصها الإمام محمد بن عبد الوهاب من غالب 
كتب شيخ الإسلام وقد تبين لنا من خلال قراءة الكتاب أنه غير منتظم 
العبارات ويوجد فيه انقطاع في بعض الكلام ويرجع ذلك والله أعلم إلي 
تصرف بعض الناسخين وقد قمنا بإصلاح ما قدرنا على إصلاحه إمراجعة 
بعض كتب شخ الإسلام وجعلنا ذلك بين مربعين صغيرين كا قمنا 
برقم الآبات > وبعض التعليقات اليسيرة . 


— ۹ 


والله فسأل أن يجعل غملنا خالصاً لوجه مقرباً إليه وهو حسبنا ولعم 
الوكيل وصلى الله على محمد . 


68-٩‏ ۱۳۹۸ھ 


محمد بن عبد العزيز المي 
فهد بن حمين المد 


— + 


بت مالل الر من اریہ 

)١(‏ إن قوله : «إنما الأعمال بالنيات» عام » خلافا لا عليه كار 
الشراح .. 

(۲) قوله ني العزل : « لا عليكم » .. ثم ذكر القدر .. أن هذا 
لا حجة فيه على ترك السبب .. لأن الحمل محصل مع العزل . 

(۳) قوله : « لايصيب المؤمن قضاء إلا كان خيرآً له » » ورد 
عليه المعاصي » فأجاب بأن المراد ما أصاب العبد لا ما فعله › وأنه يصير 
بعد التوبة خير منه قبل الحطيئة . 

. » قوله : « من سعادة بن آدم الاستخارة والرضاء الخ‎ )٤( 
مع ما تقدم قبله قال : الاستخارة قبله » والرضا بعده . . وهذا على من‎ 
. الضر والصبر .. فلذلك ذكر فيه الرضا‎ 

(ه) ذكر أن الصدق لايكون إلا بالإعان الناني للريب والحهاد قال : 
وهذا هو العهد الأحوذ على الأمم له صلى الله عليه وسلم « ليؤمان به 
ولینصرنه ٩‏ . 

)٦(‏ ذكر أن أصل الإعان الصدق » وأصل النفاق الكذب › وذ كر 
أنه يكون ني الأقوال وني الأعمال أيضاً › ها يقال حملة صادقة . 

(۷) حديث محاجة آدم وموسى .. أن موسى نما لام على المصية . 
لا على الحطيغة . 


— ۱۱ 


(۸) قوله « عصفور من عصافير الحنة » مع أن الأطفال المسلمين 
في الحنة .. أن المراد الفرق بين المعين وغيره كها يقال : المؤمنون ي الحنة 
ولا يشهد لمعين . 

)٩(‏ بكاؤه صلى الله عليه وسلم عند موت الطفل › وضحك الفضيل 
عند موت ابنه .. ألا؟ كيل الصبر مع الرحمة .. بخلاف من يبكي على فوات 
حظه من الميت . 

)٠١(‏ قال : « إن السلف جعلوا سورة الإخلاص أصلاً في الرد على 
المشبهة والمعطلة من قوله : « الله أحد الله الصمد» . 

. » قوله : « احرص على ما ينفعك » واستعن بالله ... الخ‎ )۱١( 
» الذي ينفع هو العبادة أو مباح يستعان به عليها وكذلك « إن الله يلوم‎ 
. يلوم على العجز ... الخ‎ 

(۱۲) قراءته صلى الله عليه وسلم على أي لم تكن قراءة إبلاغ له 
بخصوصه . 

)٠١(‏ البهود تشبه الحالق بامخلوق » والنصارى تشبه المخلوق 
بالخالق .. 

)٠6(‏ ذكر أن مبة الله أكر ما تجيء بام العبادة .. وإلا فقد ذ كر 
الله حبته في القرآن في مواضع > وحبة الصالحين من محبته »> وإن كانت 
المحبة الى لا يستحقها غيره › فلهذا جاءت مذ كورة إا بختص به من العبادة 
والإنابة والتبتل ونحو ذلك .. فكل هذه الأسماء تتضمن مبته › وكا أا 
أصل الدين فكماله بكماها » كقوله : ( وذروة سنامه الحهاد ) .. وهو 


— ۷ 


لازم المحبة الكاملة › لقوله تعالى : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم الآية ) )١(‏ 
وقال في صفة المحبين : ( بجاهدون في سبيل الله ولا يبخافون لومة لام )١()‏ . 

(۲) وهم الذين برضى الله لرضاهم › ويغضب لغضبهم › كا قال 
لي بكر : ( لن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ) .. إذ هم إنا يرضون 
لرضاه » ويغضبون لغضبه › وقال ما ترددت في شيء .. الخ .. لأن الردد 
تعارض إرادتین » وهو سبحانه يحب ما بحب عبده » ویکره ما یکره › 
وقد قضی باوت وهو بريد إماتته › فسماه ترددا . 

)٠١(‏ كل مولود على الفطرة »› فإنه سبحانه فطر القلوب على أنه 
ليس في محبوباتها ومراداتا ما تطمان إليه وتنتهي إليه إلا الله عز وجل ٠‏ 
وإلا فكلما أحبه المحب يبه في نفسه أن قلبه يطلب سواه وبحب أمرا غيره 
يتاه ويضمه إليه » ويطمتن إليه »> ويرى ما يشبهه من أجناسه . . وهذا 
قال : ر ألا بذ كر الله تطمتن القلوب ) (۴) .. 

)٠١(‏ أين المتحابون بجلا .. تنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله 
وتعظيمه مع التحاب » وهؤلاء هم الذين جاء فيهم ( وجبت عبي للمتحابين 
في والتباذلين في .. الخ . قاله : ردا على من ترك اللحوف مع المحبة () . 

(۱۷) رؤیته صل الله عليه وسلم ربه بعیني رأسه م ثبت عنه › ولا عن 
أحد من الصحابة › ولا الأنمة المشهورين لا أحمد ولا غيره › لكن لبت 


. ۲١ سورة التوبة - الآية‎ )١( 
. ٠4 سورة المائدة - الآية‎ )۲( 
. ۲۹ سورة الرعد - الآیة‎ )۴( 
. مراده الرد على من زعم أنه لا يجمع بين الحوف والحبة‎ )4( 


۳ 


عن الصحابة كأبي ذر وابن عباس وغيرهما › وأحمد بن حنبل أنه رآه 
بفۇاده كما في صحیح مسلم .. عن آي عباس « رأی محمد ربه بفژاده مرتین » 
وثبت عن عائشة الإنكار › فمن العلماء من قال : أنكرت رؤية العين › 
فلا منافاة ومنهم من جعلها قولين » فمن قال : لا يرى ني الآخرة فهو جهمي 
ضال » ومن قال یری ي الدنيا بالفۇاد لغيره صل الله عليه وسلم › فهو 
مبتدع ضال » ومن قال أنه صلى الله عليه وسلم رآه بعینه فهو غالط › 
والحلولية والاحادية يجمعون بين النفي والإثبات . 


(۱۸) قال ني الرد على متصوفة ينتسبون إلى النحقيق والتوحيد ويمجرون 
مع القدر سبب ذلك أنه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر با يقدر عليه 
خلافه » كها ضاق نطاق القدرية عنه › فأئبتوا الأمر والنهي فقط › وأولئك 
ألبتوا القضاء فقط › وي حق من شهد القدر › وهؤلاء شر من القدرية › 
وهذا م يكن في السلف من هؤلاء أحد › ولا ريب أن المشركين يارددون 
بين بدعة تخالف الشرع وبين احتجاج بالقدر على مالفة الأمر .. فهؤلاء 
الأصناف فيهم شبه من المشركين › وفيهم من يجمع بين الأمرين » كها 
قال تعالى : ( وإذا فعلوا فاحشة ) )١(‏ .. الآية .. وقد ذكرعن المشركين 
ما ابتدعوا من الدين الذي فيه ليل الحرام > والعبادة الى ۾ تشرع ف 
الأنعام والأعراف ء وعمدة الكل اتباع آرانُيم وأهوانم › وجعلهم ذلك 
حقيقة نظير جعل المتكلمين ما ابتدعوا حقائق عقلية وأصل ضلال الكل 
تقديم القياس علي النص » واختيار الموى على اتباع الأمر . 


(۱) سورة الأعراف - الاآية ۲۸ . 


TS 


)٠٩(‏ عطف الحاص على العام يكون لأسباب » تارة لكون له خاصة 
ليست لسائر أفراد العام > كا في قوله : ( وإذ أحذنا من النبيين ميثاقهم 
ومنك .. الآبة ) )١(‏ .. وتارة يكون العام فيه إطلاق قد لا يفهم منه العموم 
کقوله : ( والذین يؤمنون بالغیب ) .. ثم قال : ( والذین يؤمنون با آنزل 
إليك .. الآية ) )١(‏ .. 

)۲١(‏ العبادة يدخل فيها الدين كله .. وهذا كانت ربوبية الله مبحانه 
عامة وخاصة وهذا كان الشرك أخحفى من دبيب اللمل » وني الصحيح 
تعس عبدالدينار ... الخ . ووصفه بأنه إذا أعطي رضي » وإن منع سخط .. 
وهذا في الال وابحاه والصور .. وغير ذلك قال اللحليل عليه السلام ( فابتغوا 
عند الله الرزق )۴١(‏ ... الآية ) . 

ودلت النصوص على الأمر إعسالة الحالق » والنهي عن مسالة المخلوق 
ي غير موضع وكلما قوي طمع العبد في فضل الله قوبت عبوديته له › 
کا آن طمعه ي المخلوق یوجب عبودیته له .. ویأسه يوجب غی قلبه عنه › 
وإعراض قلبه عن الطلب من الله يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله › 
لاسيما من كان يرجو المخلوق ولابرجو الحالق.. وإذا ذاق طعم الإخلاص ۰ 
انقهر له هواه بلا علاج . 

قال تعالى : ( إن الصلاة تنهىعن الفحشاء والمنكر )(؛) .. وإذا قلت(١)‏ 

(1) سورة الأحزاب - الآية ۷ . 

(۲) سورة البقرة - الآية ۳ > 4 . 

(۴۳) سورة العنكبوت - الآية ١۷‏ . 


. 4)٠ سورة العمنكبوت - الآية‎ )٤( 
. (ه) لملها قويت‎ 


— 0 


المحبة استلزمت إرادة المحبوبات » فإن قدر عليه حصلها » وإن فعل المقدور 
عليه .. فله كأجر الفاعل ( کمن دعي إلى هدر ) .. و کقوله : ( إن بالمدينة 
رجالا ما سرتم مسيرآً إلا وهم معكم حبسهم العلر ) . 

فإذا ترك القدور من الحهاد دل على ضعف المحبة» ومعلوم أن المحبوبات 
لا تنال إلا باحتمال المكروهات » كما في أهل الرياسة والمال . 


ومن المعلوم أن المؤمن أشد حباً لله .. والإسلام أن يستسلم العبد لله 
لا لغيره » فمن أسلم لله ولغيره فمشرك » ومن لم يسلم فمستكبر .. والكبر 
ينافي العبودية ها قال : ( العظمة إزاري ٠‏ والكبرياء ردائي » فمن نازعي 
في واحد منهما علبته ) فهما من خصائص الربوبية ٠‏ والكبرياء أعل من 
العظمة .. فلھذا جعلها کالرداء . 

والشرك غالب على النصارى » والكبر غالب على اليهرد . 

وني الصحيح لو كنت متخذا من أهل الأرض خاليلا .. الخ . قاله 
قبل مو ته بأيام ¢ وذلك من تام رسالته » فان فيه من تام حقيق ګالته 
لله الى أصلها حبة الله العبد خلافاً الجهمية » ومن ذلك تحقيق توصية الله 
ردا على أشباه المشركين وفيه رد على من بخس الصديق حقه )١(‏ ( وهم 
أضل ) المنتسبين إلى القبلة وهم شر البشر . 

والحديث الذى فيه ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإعان .. الخ . جعله 
بثلاثة أمور تكمل المحبة » وتفريغهاء ودفع ضدهاء وكره من كره من أهل 


. كالرافضة وخوم الذين يقدمون عليا على آي بكر ور‎ )١( 


— ۱ 


العلم جالسة أقوام يكرون الكلام في المحبة بلا خشية .. وهذا وجد ي 
المتأحرين من ( أفضى به ) ذلك إلى ما ينافي العبودية > ومديد إلى نوع 
من الربوبيةءويدعي أحدهم ما يتجاوز حدود الأنبياء » ويطلب من غير الله 
مالا يصلح إلا لله » وسببه ضعف تحقيق العبودية الى بينتها الرسل » وحررها 
الأمر والنهي الذي جاءوا به » بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقته › 
وهو شبیه بقول اليهود والنصارى( ن أبناء الله وأحباۋه(۱)) .. فإن تعذيبهم 
بذنوبهم يقتضي نهم غير عبويين .. لأن من أحبه الله استعمله فيما به » 
لأأن فعل الكبائر واحد(١)‏ .. فإن الله يبغخض منه ذلك » ومن ظن أن الذنوب 
لا تضره لکون الله بحب › فھو کمن ظن أن الس لا یضره من مداومته عليه 
لصحة مزاجه .. ولو تدبر الأحمق ما قصه الله ني كتابه من توبة الأنبياء > . 
وما جهر هم من البلاء الذي فيه تطهير هم(دل)على ضرر الذنوب بأصحاها ء 
ولو کانوا أرفع الناس . ) 

واتباع الشريعة والقيام بالحهاد من أعظم الفروق بين أهل محبة الله ». 
٠‏ وبين من يدعي مبة الله ناظرا إلى عموم ربوبيته أو متبعاً لبعض البارع .. 
فزن دعوی هذه محبة من جنس دعوی اليهود والنصاری .. بل قد تكون 
شرآ منها .. بل فيهم من النفاق الذي يكون به في الدرك الأسفل من النار . 

وني التوراة والإنجيل من ذ كر محبة الله ما هم متفقون عليه حى أن عندهم 
إذ ذلك أعظم وصايا الناموس .. ففي الإنجيل أن المسيح قال : أعظم وصايا 


(0( سور ة المائدة س الآية 1۸ ۰ 
(۲) المعى أنه لا تفريق ني فمل الكبائر بين أحد من الناس .. بل الله يبغض فعل الكبائر 
من کل أآحد . 


۷ س 
(م ؟ - ملحق امصنفات ) 


الملسيح أن تحب اله بكل قلبك وعقلك ونفسك.. والنصارى يدعون قيامهم 
بهذه المحبة لما فيه من الزهد والعبادة وهم برءاء من محبة الله إذ لم يتبعوا 
ما أحب الله » بل اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعماهم . 

وكثيرا من الذين اتبعوا أشياء من الزهد والعبادة وقعوا في بعض ذلك 
من دعوى المحبة مع محالفة الشريعة وترك الحهاد » ويتمسكون في الدين 
الذي يتقربون به إلى الله بنحو ما تمسلك به النصارى من الكلام المتشابه › 
والحکایات الى لايعرف صدق قائلها ولو صدق م یکن معصوما › وکل 
عمل رید به غير الله م یکن لته » و کل عمل لم یوافق شرعه » م یکن له › 
بل لا يكون لله إلا ما جمع الوصفين .. قال تعالى : ( بلى من أسلم وجهه 
لله وهو تحسن ... ) () الآية .. 

وقال صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » .. 
وقال : « إنما الأعمال بالنيات » .. وهذا الأصل هو أصل الدين › وبحسبه 
تحقيقه يكون تحقيق الدين وبه أرسل الله الرسل › وأنزل الكتب ٠‏ وهي 
قطب الدين الذي تدور عليه رحاه . 

والشرك غالب على النفوس ٠‏ كما في الحديث أخفى من دبيب النمل › 
وكثير ما بخالط النفوس من الشهوات ما يفسد عليها تحقيق ذلك › ا قال 
شداد بن أوس « أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الحفية » قال 
أبو داود هي حب الرياسة وني الحديث « ما ذثبان جائعان أرسلا في غم 
بأفسد ها من حرص المرء على المال والشرف لدينه » . 


(۴) سورة البقرة - الآية ١١١‏ . 


۸ س 


بین أن الدين السام لا يكون فيه هذا احرص ٠‏ وذلك أن القلب إذا 
ذاق حلاوة الإحلاص لم يكن شيء أحب إليه منه » فيصير القلب منيبا 
إلى الله خائفاً منه » كما قال تعالى : ( من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب 


منیب ) .. (۱) . 


وإذا أخلص العبد اجتباه ربه فأحبى قلبه ء وجذبه إليه » بخلاف القلب 
الذى م مخلص » فإن فيه طلباً وإرادة ٠‏ تارة إلى الرياسة فترضيه الكلمة 
ولو كانت باطلا وتغيظه الكلمة ولو كانت حقاً » وتارة إلى الدرهم والدينار › 
وأمثال ذلك فيتخذ إفه هواه ومن لم يكن مخلصا لله بحيث يكون أحب إليه 
تما سواه (٠‏ وإلا ) استعبدته الكائنات واستولت على قلبه الشياطين .. وهذا 
أمر ضروري لا حيلة فيه » فالقلب إن لم يكن حنيفا وإلا كان مشركا 
( فأقم وجهك للدين حنيفا ) .. )١(‏ الآيتين .. 


وقد جعل الله آ ل إبراهم أنة للحنفاء» كنا جعل آل فرعون أنة المشركين 
التبعين أهواءهم . 

)۲١(‏ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى ذي أهواء متفرقة 
وقلوب متشتنة » فألف الله به بين القلوب » وجمع به الشمل »› ثم أنه سبحانه 
بين أن هذا الأصل وهو الحماعة عماد لدينه : فقال : ( يا أيها الذين آمنوا 
اتقوا لله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنم مسلمون )(۳) .. ( واعتصموا بل 


. ۳۳ سورة ق - الآية‎ )١( 
. ۳١ »› ٠١ سورة الروم - الاآيتين‎ )۲( 


. ٠١۲ سورة آل عمران  الاآية‎ (r) 


۹ 


الله جميعا ولا تفرقوا ) إلى قوله ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا 
إلى قوله خالدون ) . . وني الآية الأحرى : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا 
شيعا لست منهم في شيء ) .. (۱) 

فبراً الله نبيه منهم وقد كره صلى الله عليه وسلم من المجادلة ما يفضي 
إلى الاختلاف والتفرق › فخرج على قوم من أصحابه وهم يتجادلون في 
الققدر فكأنما فقيء في وجهه حب الرمان وقال : بهذا أمرتم أم إلى هذا 
دعي . . الخ . ثم ذكر لالا وسبعين فرقة ثم قال : في صف الفرقة الناجية 
باهم المستمسكون بسنته ونيم هم الحماعة . 

(۲۲) مسألة رؤية الكفار ربمم ني القيامة انتشر الكلام فيها بعد الثلامائة 
من المجرة وأمسك عن الكلام فيها قوم من العلماء وتكلم فيها آخرون › 
فاختلفوا على ثلاثة أقوال والكلام فيها قريب من مسألة محاسبة الكفار .. 
هل يحاسبون آم لا ؟ والحساب يراد به عرض الأعمال على الكفار وتوبيخهم 
وزيادة العذاب ونقصه بزيادة الكفر ونقصه .. فهذا ثابت بالاتفاق ويراد 
به وزن الحسنات والسیئات لیتبین یما رجح . . فالکافر لا حسنات له › 
وأنما توزن أعماله لتظهر خفة موازينه . 

هذا المراد بالحساب .. هل الله يكلمهم آم لا .. فالقرآن والحدیث يدل 
على أنه يكلمهم كلام توبيخ فيكاد اللحلاف يرتفع والاقوال الثلاثة في رؤية 
الكفار : أحدها أن الكفار لا يرونه محال لا المظهر ولا المسر وهو قول 
أكثر المتأحرين .. الثاني أنه يراه من أظهر التوحيد من مؤمن ومنافق قاله 


. ٠١۹ سورة الأنعام - الآية‎ )١( 


۳ 


ابن خزعة وغيره .. الثالث أن الكفار يرونه رؤية تعيب كاللص إذا رأى 
الساطان ثم بحتجب عنهم ليعظم عذابم وهذا مقتضى قول من فسر اللقاء 
ني كتاب الله بالرؤية ومن أقوی ما یتمسکون به ما روی مسلم عن أي 
هريرة « قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فل كره وفيه 
فبلقى المبد فيقول أفظننت أنك ملاقي قال لا وفیه تم ینادی مناد ألا تتیع 
كل أمة ما كانت تعبد ۰ فيقال ظاهرة أن الق كلهم یرونه لکن قال 
ابن خزية اللقا هنا غير الترائي وهؤلاء يقولون أخبر النبي صلى الله عليه 
وسلم آن الکافر یلقی ربه فیوبخه › ثم تتیع كل أمة ما كانت تعبد ء م يراه 
المؤمنون يبينه ما في الصحيحين من حديث أي هريرة وأي سعيد وفيه 
فیأتیهم في صورته الى يعرفون وليس فيه الرؤية إلا بعد التتيع كل أمة .. الخ . 
وني حديث ابن مسعود الطويل ( أن المؤمنين يقولون : أن لنا ربا ما رأيناه 
بعد ) ففیه آنہم لم بروه قبلها والآخرون يقولون معناه م نره ني هؤلاء 
الآفة الى يتبع الناس ويدل عليه أن في الصحيحين أيضا عن أي سعيد 
( فيأنيهم ابمبار في صورة غير الصورة الى رأوه فيها أول مرة ) ففيه آم 
رأوه قبل ذلك وهي الرؤية العامة . 


وأبين من هذا كله أن الرؤية الأولى عامة كها في حديث أي رزين 
( فتنظرون إلیه وینظر إليكم فقلت كيف وهو شخص واحد وحن ملا 
الأرض .. الخ . ففيه أنه لعموم الحلق كما دل عليه السياق › والرؤية 
متباينة تباينا عظيما لا يكاد ينضبط طرفاها ولا جوز إطلاق القول بأن الكفار 
يرونه من غير تقييد » لأن الرؤية قد صار يفهم منها الكرامة › ففي إطلاقها 
يمام » ولیس لحد أن يطلق ما وهم خلاف الحق إلا أن يكون مأثورا .. 


س إ٣‏ س 


ولأن الحكم إذا كان عاماً وني نخصيص بعضه خروجا عن القول اللحميل 
م يقل فإن الله حالقق كل شيء ولا يقال يا الق الكلاب مثلا » فلا بخرج 
أحد عن الألفاظ الأثورة › وإن وقع نزاع ني بعض معناها فإن هذا لابد 
منه ني الأمة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم . 
(۲۳) وإذا اشتبه عليه هل هذا الفعل ما هجر المسلم عليه آم لا .. 
فالواجب ترك العقوبة لقوله : « أدرأوا الحدود بالشبهات » . . فإنلك إن 
تخطىء ي العفو خير لك من أن كخطيء في العقوبة . 

)۲٤(‏ ذكر ني حديث الأفك نفقة أي بكر على مسطح .. لان أمه 
بنت خالته وقال تعالى : ( ولا يأتل أولوا الفضل منكم ) .. () الآية . 
فجعله من ذوي القربى وهو من بعد من ذوي الأرحام الذين ليس هم فرض 
ولا تعصيب .. فيستدل به على أحد القولين ني مذهب أحمد أن ذوي الأرحام 
يستحقون النفقة . . فإن سبب النفقة القرابة المورلة › وكل قرابة مورثة 
على المشهور » لکن صلا أو بدلا » فمن لا فرض له ولا تعصیب ورث بدلا 
والحدیث نص ني نېم من ذوي القري فیدخحلون ني قوله : ( وآت ذا 
القربى حقه ) (۲) ونظائرها وأقل ذلك النفقة على المحتاج › وقد ذكر الله 
الوفاء بالعهد وصلة الرحم ني آيات متعددة فهذه العمومات توجب صلة 
کل رحم قريبة أو بعيدة » كما أن قوله : ( وألو الأرحام بعضهم أولى 
ببعض ) .. (۲) يعم ميراث كل ذي رحم » ولا فرق »› بل ني الإحسان 

. ۲۲ سورة النور - الآية‎ )١( 


(۲) سورة الإسراء ‏ الاآية ۲١‏ . 


(۴) سورة الأنفال - الآية ۷٠‏ . 


— ۲ 


والنفقة أولى ٠‏ وعلى هذا ما ورد من حمل الحال للعقل ¢ وقوله : ( ابن 
أحت القوم منهم ) .. وقوله : ( مولي القوم منهم ) . 


ونحن ني أحد القولين نورث المولى من أسفل إذا عدم من هو أولى منه» ٠‏ 


ونظيره في الولاء قولنا في أحد القولين بالتوريث بالعهد عند انتفاء الرحم 
کما کان صلی الله عليه وسلم يورث بين المهاجرين والأنصار › ثم نسخ 
تقديعهم على ذوي الرحم . . فأما مع عدمهم فليس ي الكتاب والسنة 
ما ينسخ ذلك .. بل قوله : ( والذين عقدت أعانكم فآتوهم نصيبهم ) (۱) 
يقتضي توريثهم وهو قول كثير من فقهاء العراق وغيرهم فعقد المواخات 
نظير عقد النكاح وإسلامه علي يديه نظير إعتاقه له واشتراکهم في الديوان 
وهو التناصر والحهاد كاشتراكهم ي النسب . 


)۲٠(‏ اتفق على أن الأرض لا تخلو عن خراج وعشر لكن قال أبو حنيفة 
لا بجتمعان والحمهور يقولون العشر حق الزرع لقوله تعالى : ( وما أخرجنا 


سے 


لكم من الأرض ) ... )١(‏ واللحراج عند أي حنيفة هي الي لك بيعها وهبتها 


وتورث ..وابحندي لا بماك ذاك اليوم في أرض مصر »فمن قال آنا خراجية 
لا عشر عليها فقد أخطاً علي أي حنيفة وخالف الإجماع » ومن أفى 
بخلو الأرض عن العشر والحراج استتيب » فإن تاب وإلا قتل ومن زعم 
أن الحهاد الذي على الحندي عوض عن اللحراج فقد أخطأ لانم لا بملكون 
بيعها ولا هبتها » وأبضاً ما يعطونه ليس خراجا ولا أجرة بل لحندهم 


(۱) سورة النساء س الاآية ۳٣۳‏ . 


(۲) سورة البقرة د الاآية ۲۹۷ . 


— س س 


المستحقون للخراج .. وإن قيل الإمام أسقط عنهم لقتاهم قبل هذا لا يسقط 
الزكاة لوجوه :- منها أن ذلك لو جعلها كاللحراجية لملكوا بيعها وهبتها › 
ومنها أن غايتهم أن يكونوا إمنزلة الملاك » ومعلوم أن كل أرضأسلم عليها 
أهلها أنه لا حراج عليهم مع وجوب العشر وتعيين الحهاد عليهم من تلك 
الأموال » كما تعين الحهاد على الأنصار » وكان صلى الله عليه وسلم يوجب 
عليهم العشر في الزرع والثمار » ويوجب عليهم ابحهاد بأموالحم وأنفسهم › 
ولم یکن هم رزق من بيت الال » فإذا كان جهادهم بأموامم لا يسقط 
عنهم العشر الواجب لأهل الصدقات » فكيف يسقط عن هولاء ولو أسقط 
الحهاد العشر لكانوا أحق › لا كانوا فيه من قلة المال وكثرة العدو وتعدد 
المغازي . 

)۲١(‏ صلاته صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ببيت المغدس قيل آنا 
اللغوية » وهي الدعاء والذكر » وقيل الصلاة المعروفة » وهذا أصح › 
لأن اللفظ حمل على حقيقة الشرعية » وكانت الصلاة واجبة قبل الإسراء › 
وكان واجباً قيام بعض اليل » كما في سورة المزمل ثم نسخ بعد سنة با ذ كر 
الله في آخر السورة : فاقرؤا ما تيسر منه تم نسخ قيام الليل ليلة الإسرا 

ووجبت الحمس . 
(۲۷) زين الشيطان لأهل الضلالة الخاذ عاشوراء مأنما » لإثارة الفتن 
والفساد وم يعرف ني طوائف الإسلام أكثر كذبا وفتنا ومعاونة للكفار 
على المسلمين من الرافضة » وهم شر من اللحوارج » وهولاء قال فيهم 
صلى الله عليه وسلم ( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) وأولئك 
يعاونون اليهود والنصارى على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم 


Tn 


وأمته المؤمنين كما أعانوا المشر كين من الآرك على ما فعلوه ببغداد وغيرها 
بأهل البيت من ولد العباس وغيرهم فعارضهم قوم إما من النواصب 
المعتصبين على الحسين ٠‏ وأما من الحهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد › 
فوضعوا آثارا في توسيع النفقة على العيال وغير ذلك » وإن كان أولثك 
أشر قصدا »وأعظم جهلا وأظهر ظلما »لكن الله يأمر بالعدل والإحسان . 

(۲۸) المطالبة في الآخرة لصاحب الال المعصوب منه لا لورثنته › 
تما ي الصحيح ( من كان عنده لأخيه مظلمة في دم أو مال أو عرض 
فالورثة بخلفونه في الدنيا » فما أمكن استيفاه في الدنيا فللورثة وما م بعكن 
فليتحلله منه ) الخ فبين أن المطالبة للمظلوم نفسه ولم جلمها لورثته فالطلب 
المظلوم نفسه . 


(۲۹) ثبوت الشيء ني العلم والتقدير ليس هو ثبوت عينه في اللحارج 
بل العام يعلم الشيء ويكتبه وبتكلم به وليس لذاته في اللحارج وجود وهذا 
هو تقدير الله السابق لحلقه المذ كور في حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم » 
وغیر ذاك وهو معی قوله ( کنت نبیا وآدم بین الروح والحسد ) ی کنت 
نبياً حينئذ وهذا واله أعلم لأن هذه الخال فيها يقع التقدير الذي يكون بأيدي 
ملائكة الحلق قبل نفخ الروح » كما في حديث ابن مسعود فلما أخبر أن 
املك يكنب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد حينئذ وآدم هو أبو البشر 
کان من المناسب أن یکتب بعد خاق جسده ما یکون منه ومحمد سید ولده 
وقد جاء هذا ا مى مفسرا في حديث العرباض( أني عند الله مكتوب خاتم 
النبيين وأن آدم لنجد لي ني طينته وسأخبرکم باول أمري دعوة إبراهم 


سے 0 س 


وبشارة عيسى ورؤبا أمي الخ ) وقوله منجد لي أي مطروح على وجه الأرضء 
وهذا العلم والكتاب هو الذي ينكره القدرية الذين كفرهم الأنمة )١(‏ > 
وقد بينه الكتاب والسنة وأجاب الني صل الله عليه وسلم عن السؤال الوارد 
عليه وهو ترك العمل لأجله . 

)٣۰(‏ لکل شيء ربع مراتب وجود ني الأعيان ووجود في الأذهان 
ووجود ي اللسان ووجود ي البنان وهذا أول ما نزل ( اقرا باسم ربك 
الذي خلق ) )١(‏ الخ . فذكر الحميع بوجودها العيني عموما ّم خصوصا 
ثم قال « اقرأ وربك الأ كرم » الخ . فخص التعايم لاإنسان بعد تعمم التعلم 
بالقلم هو الط > وهو مستازم . التعلم لافظ فإن الحط يطابق وتعليم اللفظ 
هو البيان وهو مستلزم لتعام العلم > لان العبارة تطابق المعى › فصار 
تعليمه بالقلم مستلزما للمراتب الثلاث الرسمي واللفظي والعلم بحلاف 
مالو أطلتق التعليم وذكر تعليم العلم فقط لم يكن مستوعبا للمراتب . 

(۴) أعلم أن المذهب إذا كان باطلا في نفسه م بعكن الناقل أن ينقله 
على وجه متصور تصورا حقيقيا فإن هذا لا يكون إلا الحق » فأما القول 
الباطل فببانه بظهر فساده » حى يقال كيف اشتبه على أحد ويتعجب 
من اعتقاده » ولا ينبغي للإنسان ن يتعجب فما من شيء يتخيل من 
أنواع الباطل إلا وذهب إليه فريق » وهذا وصف الله أهل الباطل بام 
أموات » وآنہم صم بكم » وآنہم ني قول تلف › وأنہم لا يعقلون . 


)١(‏ كالك وأحمد والشافعي حى قال الشافعي : ( ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به 
خصموا وإن جحدوا كقروا ) . 


)( سورة العلق الآية ١‏ . 


— ۹ 


(۳۲) قوله : ( مثل أمي كمشل الغيث ) الخ . تكلم في إسناده وبتقدير 
صحته آنه یکون في آخرها من یقارب اوغا حى یشتبه على بعض الناس 
أيهما خير » كطرني الثوب ( مع القطع ) بأن الأول خير من الآخر » وهذا 
قال : لايدرى » ومعلوم أن هذا الساب ليس عاما » فإنه لابد أن يكون 
معلوما أيهما أفضل . 

(۳۳) الآية مشل العلامة » والدلالة ء أخبر آنه جعل في هذه المصنوعات 
آبات » وتارة يسميها أنفسها آية (كقوله : وآية هم الأرض اليتة ) )١(‏ فإذا 
قیل : تجلی بہا وظھر بہا )١(‏ کنا يقال علم وعرف کان صحيحا » 
ولكنه غير مأثور » وفيه إببام وإجمال » فإن الظهور والتجلي يفهم منه 
الظهور المعيي وهو مذهب الانحادية فالذي في القرآن هو الحق . 


)۳٤(‏ قوله تعالى ( ألايعلم من خلق وهو الاطيف اللبير ) )١(‏ دلت 
على علمه بالأشياء من وجوه تضمنت البراهين المذ كورة لأهل النظر العقلي : 
أحدها أنه خالق ها » والحلق هو الإبداع بتقدير › فتضمن تقديرها ني العلم 
قبل تكوينها الثاني : أنه مستلزم للإرادة والمشيثة فيزم تصور المراد » وهذه 
الطريقة المشهورة عند أكذر أهل الكلام » الثالك : أا ضادرة عنه وهو 


(۱) سورة ياسين - الآية ٣۳‏ . 


(۲) الضمير فبا عائد إلى الرب جل وعلا فالمعى أن المفهوم من معى تجلى بها وظهر 
بها كالمفهوم من معى عل وعرف ولكن لا يقال تجل با .. الخ لأن فيه إببام وإجال لأن التجلي 
والظهور يفهم منه الظلهور العيي وهو مذهب الاتحادية الذين يقولون أن الله ذاته تي غلوقاته 
تعالى عما يقولون علوا كيرا . 


(م) سورة اللك - الآية ٠١‏ . 


— ¥ 


سببها التام » والعلم بالأصل بوجوب العلم بالفرع › فعلمه بنفسه يستلزم 
بكل ما يصدر عنه › الرايع : أنه لطيف يدرك الدقيق خبير يدرك الحفي › 
وهذا هو المقتضى للعلم بالأشياء فيجب وجود المقتضى لوجود السبب التام . 


- قوله : ( حجابه النور ) الخ . فمن سبحاته حرق السموات‎ )۳٠( 
. والأرض لولا الحجاب أيكون نوره بحفظ بالسماء() ؟‎ 


۳( قوله : « إن الله مسك السموات والأرض() » الخ . وذكر 
آیات م قال : وقد لبت ني الصحاح أنه يقبض السموات والأرض بيده 
فمن یکونان ني قبضته وکرسیه وسعهما › « ومن آیاته أن تقوم السماء 
والأرض بامره (۲) » فبأمره بقومان » وهو الذى مسكهما أن تزولا › 
أیکون حتاجا إليهما ؟ » . 


(۳۷) قوله : « قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد 
على أعقابنا )١(‏ » الخ . هكذا يريد هؤلاء المتحيرون أن يفعلوا بالمؤمنين ¢ 
فیدعون من دون الله ما لا ينفع ولا يضر من کل عبد من دون الله ٤‏ ویرید 
ويريدون أن يرد المؤمنون على أعقابہم عن الإيعان باه » وملائكته › 
وكتبه » ورسله » واليوم الآحر » ويصيرون حائرین کالذي استهوته 
الشياطين تي الأرض حيران . 


. يريد الشيخ بذلك الرد على المعطلة المنكرين لصفات الرب جل وعلا‎ )١( 
. 4١ سورة فاطر - الآية‎ )۲( 

(۴) سورة الروم - الآية ٠١‏ . 

(4) سورة الأنعام - الآية ۷١‏ . 


— ٣۸ — 


۸%( تکام الله للعباد على للالة أوجه : 


۱ - من وراء حجاب موس . 
۴ - وبإرسال رسول كما أرسل الملائكة إلى الأنبياء . 


۳ وبالإحاء وهذا للأولياء فيه نصيب ٠‏ والمرتبتان الأوليتان 
للأنبياء خاصة . 


(۳۹) قوله : ( إن هي إلا أسماء سميتموها() الخ . أخبر أنهم ابتد عوا 
أسماء لا حقيقة ها فيعبدون أسماء لا مسميات ها لأنه ليس ي المسمى من 
الألوهية ولا العزة ولا التقدير شيء ¢ وم ینزل الله سلطاناً بېذه الأسماء . 


› قوله : ( کان الله ولا شيء معه › وکان عرشه على الماء‎ )٤٥١( 
ِ وكتب في الذ كر كل شيء ) ينفي وجود المخلوقات من السموات والأرض‎ 
وما فيهما لا ينفي وجود العرش » وهذا ذهب كير من السلف إلى أن العرش‎ 
متقدم على اللوح والقلم مستدلين ذا الحديث » وحملوا قوله : ( أول‎ 
: ما خلتق الله القلم فقال له اكتب ) الخ . على هذا الحلق المذ كور في قوله‎ 
على‎ )١( وهو الذي خلق السموات والأرض ني ستة أيام وكان عرشه‎ « 
: الماء هذا نظير حديث أي رزين « أين كان ربنا قبل أن بخلتق خلقه ؟ » قال‎ 
کان في عماء » ما فوقه هواء »وما نحته هواء » م خلق عرشه على الماءء‎ 
فاللحلق المذ كور في هذا الحديث ل يدحل فيه العما » وذكر بعضهم أن هذا‎ 


)0( سور ة النجم - الآية ۲٣۳‏ . 


(۲) سورة هود - الآية ۷ . 


۹ س 


هو السحاب المذ كور ني قوله : «هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل )١(۲‏ 
الخ . وفيه آثار معروفة . 


)٤٠١(‏ العبد مأمور بالصبر على المقدور وأن يطيع المأمور » وإذا أذنب 
استغفر كا قال تعالى ( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح 
بحمد ربك )١(‏ ) الآية فمن احنج بالقدر على ترك الأمر وجزع مما يكره 
من القدر فقد عكس الإان والدين وإن ادعى أنه من أكبر الأولياء 
الحققين » تنجد أحدهم أجبر الناس إذا قدر وأذل الناس إذا قهر » 
وأعظمهم جزعا ٠‏ لا جربه الناس من أصناف الناس ٠‏ والمؤمن إذا قدر 
عدل وآحسن » وإذا قهر صبر واحتسب کا قال کعب : 


ليسوا مفاريجا إن نالت رماحهم . 

وقال تعالی : ( وإن تضبروا وتتقوا لا یضرکم کیدهم شیاء )٩(‏ ) 
الآية وكذلك في آخر السورة وي وسطها وقي يوسف ( إنه من بتق ويصبر()) 
الآية فالصبر يدخل فيه الصبر على المغدور » والتقوى فعل المأمور وترك 
المحظور » فمن جمع هذا وهذا فقد جمع له اللیر > حلاف من عکس . 

› لأهل التعطيل شبهات ني العلو يعارضون با الكتاب والسنة‎ )٤۲( 
والإجماع والفطر › والدلائل العقلية › فإنما متفقة على أنه سبحانه فوق‎ 


. ٠٠٠١ سورة البقرة - الآية‎ )١( 
. 00 سورة غافر - الاآية‎ (۲) 
. ٠۲١١ سورة آل عمران - الآية‎ )۳( 


)4+( سورة يوسف - الآية 4۰ . 


— ۰١ سے‎ 


مخلوقانه » وقد فطر الله على ذلك العجايز والصبيان » كما فطرهم على الإقرار 
بالحالق » قال صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ) الخ . 
هذا معنى قول عمر بن عبد العزيز عليلك بدين الأعراب والصبيان في الكتاب 

أي أن الله فطرهم على الحق › والرسل بعثوا بتكميل الفطرة » وتقديرها › 
وآعداؤهم یریدون تغییرها » ویوردون شبهات لایفهمها کثر من الناس . 

› ليس لأحد أن يتيع عورات العلماء › ولا له أن يتكلم فيهم‎ )٤۳( 
فمن عدل عن الحجة إلى الظن واوى فهو ظا > وكذلك کل من آذی‎ 
المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا » ومن عظم حرمات اله » وأحسن‎ 
. إلى عباد الله > فهو من أولياء الله‎ . 

)٤٤(‏ الذين استحلوا الدرهم بدرهمين يدا بيدء أجل قدرا ممن استحل 
النبيد فهؤلاء فهموا من الربا نوعا » وهؤلاء فهموا من اللحمر نوعا » وهكذا 
من فهم من ايسر نوعا » وشمول الميسر لأنواعه كشمول الربا والحمر 
لأنواعهما . 

)٤٥(‏ رجح رحمه الله فعل ذوات الأسباب في أوقات النهي الأمر بتحية 
الملسجد عام » وميه عن الصلاة فيه عموم » لكن رأيناه ي عن الصلاة 
عند اللحطبة وهو متفق عليه » وهذا أشد من النهي ني الأوقات » فأمره 
بعد أن قعد أن يقوم يركع ركعتين ثم بين العموم بقوله : « إذا جاء أحد كم 
والإمام بخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما والمنازع من أصحاب )١(‏ 
يوافق عليهما ولكن أصحاب أي حنيفة ومالك طردوا قوم فمنعوهما 


)0 لعاه ٥ن‏ آصحاب أحمد . 


۳ س 


ولكن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم حجة لكل أحد وعليه » بنصه 
وشبيهه فدل نصه على القحية وقت اللحطبة وقياس الأولى على التحية بعد 
البردين )١(‏ » وعلى أن الأمر بالركعتين مخصص كا خصص هنا وأولى 
وني الصحيحين أنه قال : بابر « صل ركعتين » أي ية المسجد فقد أمره 
بالصلاة ول يعلله بالقعود » وقوله ني الآحر فلا بقعد لان العادة أنه يقعد › 
واحتج النسائي على عدم وجوبمما بحديث كعب بن مالك وفيه فلما سلمت 
قال : « تعال فجثت فجلست » الخ ثم ذكر حديث الرجلين اللذين لم يعيدا 
في مسجد اليف » وهذا يبين أن هذا متأخر ونه ليس بعنسوخ بل لو قدر 
التعارض لكان هو الناسخ ويبين أن قوله : مسجد جماعة المراد به الحماعة ٠‏ 
الراتبة سواء كانت تفعل في ذلك المكان دانما أو أحيانا » فإن مسجد اليف 
إنما يصلي فيه ني المومم فهذا نص صحبح صربح خاص أنه أمره بالإعادة 
وأخبر نبا نافلة كما أمر الداحل وهو بخطب أن يصلي » والإمام أحمد 
أعلمهم بالنصوص ٠‏ وأتبعهم ها › فلا يكاد بخالف نصا صرجا » وإنغا قوله 
حيث فقد ذلك فقضى بالعامة على الحاصة من غير نزاع واختلف فيما 
عدا ذلك » بخلاف غيره الذين م يبلخهم ما بلغه وقوله لا صلاة ي يوم 
مرتين يؤكد ما قلنا » فإنه إذا بى عن ذلك » وثبت عنه في الأحاديث 
الصحيحة الكثرة أن إعادة الصلاة نافلة لسبب » وأمره بإعادتا لسبب > 
وجب اتباع أمره کله » ولم جز أن نؤمن ببعضه » ونکفر ببعضه › فنعجل 
السنة عضين . 


. البردين العصر والفجر‎ )١( 


س ۳۲ — 


)٤٠١(‏ المنهى عنه من العادات والعبادات ثلائة أنواع : أحدها ما لایباح 
حال كالكفر بالقلب » ومن هذا لو أكره على حرم كاليتة » وقلنا يباح 
كقول الأكار وهو الأصلح وقيل لاتباح الأفعال المحرمة بالإكراه » 
وقال تعالی : 

( ومن يکرههن فإن الله من بعد إکراههن غفور رحم (۱) ) آي لمن 
بکره على الفاحشة لكن اعتقاد التحربم والكراهة للفعل لابد منها فإن إنكاره 
لامنکر من فعل غیره - بالقلب لابد منه » فکیف فعله ؟ وغذا یکره 
الإنسان ابتداء على ذلك تم يفعاها باختياره » كما في الإكراه على الحق › 
فإن الحربي يقاتل حى يسلم ٠‏ تم ينشرح صدره للإسلام > فينفعه هذا 
دون الأول > كذلك الإ كراه على المعاصي وهذا أصل عظيم يجب مراعاته .. 
الثاني ما بباح عند الضرورة كاليتة »> وليس له أن يعتقد تحرعها حينثذ › 
ولا يبكرهها .. الثالث المباح للحاجة كالحرير لانساء ويسيره لارجال » وال 
أرسل رسوله رحمة للناس > فإذا كان من المحرمات ما حتاج إليه ورجحت 
اللصلحة أبيح »> فالصلاة وقت النهي من هذا القسع فإن جنسها مباح 
بالإجماع » كالعصر عند الغروب وابخنايز بعد الفجر والعصر ٠‏ فامتنع 
آذه من الذي لا يباح بحال » أو بباح ضرورة » فإذا كانت الحاجة لمصلحة دذيوية 
يكون حاجة » فالدينية أولى » فإن ١ا‏ يفوت الزوجة من عدم لباسها الخحرير 
لا نسبة إلى ما يغوته من «صالح هذه العبادات » قال تعالى : ( انظر كيف 
فضلنا بعضهم على بعض () ) الآية وبمذا يظهر الفرق بين ذات السبب 

. ٣٣ سورة النور د أالآية‎ )١( 

(۲) سورة الإسراء = الاية ۲١‏ . 


وغيرها فإنه بمكن تأغيره بلا فوات مصلحة لأنه لا بمكن ولا يشرع 
استيعاب الأوقات بالصلاة فأحق ما اعتبره للترك › الوقت الذي فيه مفسدة 
مشاببة المشركين . 

)٤۷(‏ النزول ني القرآن ثلاثة نزول مقيد بأنه منه » فهذا م يرد إلا ي 
القرآن ونزول مقيد بالسماء وهي اسم جنس كل ما علا » فإذا قيد إععين 
تعن ونزول مطلق » كالسكينة والميزان » والحمهور على أنه العدل » 
وعن مجاهد ما يوزن به ولا منافاة وإنزال هذا هو إنزاله في القلوب » والملائكة 
تنزل على قلوب المؤمنين با بجعل فبها . 

)٤۸(‏ شريعة الإسلام الذي هو الدين اللحالص لله وحده تعبيد الحلق 
ارم > كما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتغيير الأسماء الأمركية 
إلى الأسماء الإخلاصية والأسماء الكفرية إلى الأسماء الإعانية جا سمى 
قيوم عبد القيوم . 


) )٩( قوله : ( واله لا خب کل مختال فخور الذین پبخاون‎ )٤٩( 
›» الآية يعم البخل كل ما ينفع في الدين والدنيا من مال وعلم وغير ذلك‎ 
فالبخيل بالعلم الذي ينعه والمختال أما بختال فلا يطلبه » وأما بختال على بعض‎ 
الناس فلا يبذله » وهذا كثرا ما يقع » وضده التواضع في طلبه » والكرم‎ 
. ببذله‎ 

)٠٠(‏ قوله تعالى : (ما أصابك من حسنة فمن الله(۲) ) الآية بعد قوله 


. ۲۲ سورة الديد - الآية‎ )١( 


(۲( سور ة النساء ‏ الآية ۷۹ . 


۳ 


قل كل من عند الله لو اقتصر على اللحمع أعرض العاص عن ذم نفسه › 
والتوبة من الذنب » والاستعاذة من شره › وقام بقلبه حجة إبليس فلم تزده 
إلا طردا » كما زادت المشركين ضلالا حين قالوا « لو شاء الله ما أشركنا » 
ولو اقتصر على الفرق لغابوا به عن التوحيد »> والإعان بالقدر ٠‏ واللجاء 
إلى الله في الهداية » كما في خطبته صلى الله عليه وسلم الحمد لله نسيعينه 
ونستغفره فیشکره ویستعینه على طاعته » ویستغفر من معصیته » وجمده 
على إحسانه > ثم قال ونعوذ بالله من شرور أنفسنا الخ . لا استغفر من المانع 

استعاذ من الذنوب الى ل تقع > ثم قال » ومن سيئات أعمالنا أى من عقوباما 
ثم قال من هده الله فلا مضل له الخ . شهادة بأنه المعصرف ني خلقه ففيه 
إثبات الصفات الذي هز. نظام التوحيد كل هذا مقدمة بين يدي الشهادتين 
فإنما يتحققان محمد الله :وإعانته واستغفاره واللجاء إليه والإعان بأقداره 

فهذه الحطبة عقد نظام الإسلام والإعان . 

)٥١(‏ کون الحسنات من اله إلى عبده فخلق الياة وأرسلل الرسل 
وحبب إليهم الإمان وإذا تدبرت هذا شكرت الله فزادك وإذا عامت أن الشر 
لا محصل إلا من نفسلاك تبت فزال » الثالث أن الحسنة تضاعف » الرايع 
أن الحسنة بحبها الله ويرضاها فيحب أن ينعم وبحب أن يطاع » وذا تأدب 
العارفون فأضافوا النعم إليه والشر إلى محله » كما قال إمام الحنفاء « الذي 
خلقني فهو بېدیني » (۱) إلى قوله وإذا مرضت فهو يشفيي » الحامس أن 
الحسنة «ضافة إليه » لأنه أحسن بها بكل اعتبار » وأما السيثة فما قدرها 
إلا حكمة » المادس أن السات أمور وجودية متعلقة باارحمة والحكمة › 


)0( سورة الشعر أء - اليه A‏ . 


— ۳0 


لابا أما فعل مأمور » أو ترك تحخظور » والترك أمر وجودي فتركه ا عرف 
آنه ذنب » وکراهته له ومنع نفسه منه أمور وجودية › وأنا ثاب على 
الأرك على هذا الوجه » وقد جعل صلى الله عليه وسلم البغض ني الله من 
أوثق عرى الإعان » وهو أصل الآرك » وجعل المع لله من كمال الإعان > 
وهو أصل ارك » وكذلك براءة الحليل قومه من المشركين ومعبوديمم 
ليست تركا محضا بل صادرا عن بغض وعداوة .. وأها السيثات .. فهنشأها 
من ابجهل والظلم وني الحقيقة كلها ترجع إلى اجهل › وإلا فلو تم العدم 
با لم يفعله فإن هذا خاصة العقل › وقد يغفل عن هذا كله بقوة وإرادة 
الشهوة والغفلة » والشهوة أصل الشر » كا قال تعانى : ( ولا قطع من أغفلنا 
قلبه عن ذکرنا واتیع هواه ) )١(‏ الاية السايع إن ابتلاءه بالذنوب عقوبة 
له على عدم فعل ما خلق له وفطر عليه › اشامن أن ما يصيبه من المير والنعم 
لا تنحصر آسبابه بحصل بعمله وبغیر عمله وعمله من إنعام الله عليه › فير جع 
في ذلك إلى الله ولا يرجو إلا هو » فهو مستحق الشكر التام الذي لا يستحقه 
غیره » ونما يستحق غیره من الشکر جزاء على ما يسره اله على يديه لکن 
لا يبلغ أن يشكر ععصية الله )١(‏ » فإنه المنعم با لايقدر عليه محلوق ونعمة 
امخلوق منه أيضا » وجزاه على الشكر والكفر لا يقدر أحد على مثله › 
فإذا عرف أن ما يفتح الله للناس من رحمة فلا مسك هما » وما مسك 
فلا مرسل له من بعده صار توکله ورجاؤه إلى الله وحده » وإذا علم 


. ۲۸ سورة الكهف - الآية‎ )١( 


(۲) لعل الضواب ما ختص بال . 


۳ س 


ما وستحق من الشكر الذي لا يستحقه غيره صار )١(‏ » والشر الحصر سببه 
ني النفس » فعلم من أين يؤتى فتاب واستعان بالله » كما قال بعض السلف 
لايرجون عبد إلا ربه ولا خافن إلا ذنبه وقد تقدم قول السلف ابن عباس 
وغيره أن ما أصاببم يوم أحد مطلقا کان بذنوبہم لم يستان أحد وهذا 
من فوائد تخصيص الطاب لئلا يظن أنه عام خصوص ٠»‏ والتاسع أن السيثة ‏ 
إذا كانت من النفس » والسيئة خبيثة كما قال : ( الحبيثات للخبيثين(١)‏ ) 
الآبة قال جمهور الساف » الكلمات اللحبيثة الخبيثين وقال : ( ومثل كلمة 
خبيثة(١)‏ ( وقال ) إليه يصعد الكلم الطيب() ) والأقوال والأفعال صفات 
القائل الفاعل » فإذا اتصفت النفس بالحبث فحملها ما يناسبها »> فمن أراد 
أن يجعل الحبّات يعاشرن الناس كالسنانير م يصلح بل إذا كان ني التفس 
خبث طهرت حنى تصلح للجنة كيا في الصحبح من حديث أي سعيد وفيه 
( حى إذا هذبوا ونقوا إذن هم تي دخول ابخحنة ) فإذا علم الإنسان أن السيئة 
من نفسه لم يطمع ني السعادة التامة مع ما فيه من الشر بل نحقيق قوله : 
( من يعمل سوأ جز به(٥)‏ ) ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره(") ) الخ . 
وعلم أن الرب حلم » علیم » رحم > عدل » وأفعاله على قانون العدل 
والإحسان » ا ني الصحيحين » بين الله ملأ إلى قو له والقسط بيده الأخرى » 


(۱) بياض ني الأصل » ولمله مامه الشکر کله له . 
(۲) سورة النور - الآية ۲١‏ . 

(۴) سورة إبراهم - الآية ۲١‏ . 

. ٠١ سورة فاطر - الآية‎ )٤( 

(ه) سورة النساء س الاآية ٠١۴١‏ '. 


. ۷. سورة الزلزلة - الآية‎ )١( 


وعلم فساد قول ابلحهمية الدين بجعاون الثواب والعقاب بلا حكمة ولا عدل 
إلى أن قال ومن سلك مسلكهم غايته إذا عظم الأمر والنهي أن قول 
كما نقل عن الشاذلى يكون الحمع في قلبك مشهودا › والفرق على لسانك 
موجودا » ما بوجد ني کلامه وكلام غيره » أقوال وأدعية تستلزم تعطيل 
الأمر والنهي ما يوجب أن يكون عنده أن جعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات 
كالمفسدين في الأرض » ويدعون بأدعية فيها اعتداء ا في حزب الشاذلي » 
وآخحرون من عوامهم بجوزون أن يكرم الله بكرامات الأولياء لمن هو فاجر 
أو كافر » ويقولون هذه موهبة يظنونا من الكرامات وهي من الأحوال 
الشيطانية الى يكون مثلها للسحرة والكهان › جا قال تعالى : ( ولا جاءهم 
رسول‌الته من‌عند الله لى‌قوله هاروت وماروت() ) وصح قوله صل الله عليه 
وسلم : « لتتبعن سان من كان قبلكم » فعدل كثير من المنتسبين إلى الإسلام 
إلى أن نبد القرآن وراء ظهره » واتبع ماتتلوا الشياطين › فلا يعظم أمر القرآن 
ولپیه ولا يوالي من أمر القرآن بموالاته › ولا يعادي من أمر القرآن بعاداته 
بل يعظم من يأتي ببعض الحوارق › ثم منهم من يعرف أنه من الشيطان 
لكن يعظمه هواه » ويفضله على طريقة القرآن › وهؤلاء كفار كا قال 
الله فيهم ( أل تر إلى الدين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالحبت 
والطاغوت )١(‏ ) الآية . 


(۲( قوله : من نفسك فمن الفوائد أن المتعلم لا يطمان إلى نفسه › 
ولا يشتغل ملام الناس وذمهم » بل يسأل الله أن يعينه على طاعته » وهذا 


. ٠١١ سورة البقرة - الآية‎ )١( 
. 0 سورة النسأء - الآية‎ (r) 


۳A‏ ا 


کان أنفع الدعاء وأعظمه الفانحة وهي مفتاح إلى الهمدى کل لظة ویدخل فيه 
من أنواع الحاجات ما لا بمكن إحصاؤه » ويبينه أن الله سبحانه م يقض 
علينا في القرآن قصة إلا لنعتبر » وأنغا يكون الاعتبار إذا قسنا الثاني بالأول 
فلولا أن في النفوس ما في نفوس ال مكذبين لارسل ل يكن بنا حاجة إلى الاعتبار 
عن لانشبهه قط » ولكن الأمر كا قال تعالى : ( ما يقال لك إلا ما قد قيل 
للرسل من قبلك (۱) ) وقوله : ( أتواصوا به ) (۲) وقوله : ( تشابہت 
قلوبہم ) (۲) وهذا في الحدیث « لتسلکن سنن من کان قبلکم » الحديث 
وقد بين القرآن أن السيئات من النفس وأعظم السيئات جحود الالق والشرك 
به » وطلب النفس أن تكون شريكة له » و كلا هذين وقع » قال بعضهم 
ما من نفس إلا وفيها ما ني نفس فرعون وذلك أن الإنسان إذا اعتبر وتعرف 
أحوال الناس رأى من يبغض نظيره » واتباعه حسدا ا فعلت اليهود 
لما بعث الله من يدعو إلى مثل ما دعى إليه موسى » وها أخبر عنهم بنظير 
ما أخبر به عن فرعون كما قال : ( إن فرعون علا في الأرض () ) الاية 
وقال : ( وقضينا إلى بي إسرائيل(١)‏ ) الابة . 


(۳ه) قوله في الحديث الذي في الرمذي وصحيح الحاكم : « للجن 
أحسن ردا منكم الخ » بذ کر تعالی آیاته الدالة على قدرته وربوبیته › وآیاته 


. 4٣ سورة فصلت - الاآية‎ )١( 
. ه٣ سورة الذاريات - الآية‎ )۲( 
٠ ١١۸ سورة البقرة - الآية‎ )۳( 
. ¿ سورة القصص - الآية‎ )٤( 


()( صورة الإسراء - الآية . 


الي فيها إحسانه إلى عباده » وآياته المبينة لحكمته » وهي متلازمة » فكما 
خلق فهو نعمة ودليل على قدرته 'وحكمته لكن نعمة اارزق ني الكل 
والمشرب واللباس والسكن ظاهر لكل أحد › فلھذا استدل بہا جا في سورة 
النحل وتسمى سورة النعم » و كل ما خلقه فهو نعمة على المؤهنين يستحق 
أن حمدوه ویشکروه علیه» وهو من آلائه » وهذا قال : ( فبأي ٣لاء‏ ربك 
تتمارى )١(‏ ) وكذلك خم کل آية ( فباي آلاء ربکما تکذبان ) فجمیع 
المخلوقات أنعام من جهة ہا آیات بہا هدايتهم الي يسعدون با في الدارين › 
فتدهم عليه » وعلی وحدانيته » وقدرته » وعلمه » وحکمته » ورحمته › 
وهذه أفضل النعم نعمة الإيمان قال ابن قتيبة : « لما ذ كرهم آلاءه » ونبههم 
على قدر ته » جعل كل كلمة فاصلة بين نعمتين ليفهمهم النعم ويقرواهم بها» . 

)٠٤(‏ إذا كان الحمد لايقع إلا نعمة فقد ثبت أنه رأس الشكر فهو 
أول الشکر والحمد وإن کان عل نعمته وعلى حکمته فالشکر بالأعمال 
على نعمته » وهو عبادة له لآفيته الي تتضمن حكمته » فصار المجموع 
داحلا في الشكر » وهذا عظم القرآن أمر الشكر › ولم يعظم أمر الحمد 
مجردا إذا كان نوعا من الشكر وشرع الحمد الذي هو الشكر المقول أمام 
کل خطاب مع التوحید . 


(6) المۇمن یری أن عمله لله : له یاه عبد › وأنه بالله » لانه یاه 
يستعین فلا يطلب جزاء ولا شکورا من غير الله » ولا من ولا يؤذي لعلمه 
أن الله هو الان“ عليه ومن الناس من بحسن إلى غيره ليمن عليه أو يجزيه 

. سورة النجم - الآية هه‎ )١( 


f‏ س 


بطاعة أو تعظيم أو غيره » فلا عمل لله ء ولا بانته » فهو كالمرائي وقد أبطل 
الله صدقة المنان والمراني . ۰ 


)٠١(‏ أما نعمة الضراء فاحتياجها إلى الصبر ظاهرا »> وأما نعمة السراء- 
فتحتاج إلى الصبر على الطاعة فيها » فإن فتنة السراء أعظم » وفي الحديث : 
« أعوذ بك من فتنة الفقر »> وشر فتنة الغى » والفقر يصلح عليه خلق 
كثير ولا يصلح على الغى ألا أقل منهم » وهذا أكثر من يدخل ابحنة 
المساكين لأن فتنة الفقر أهون و كلاهما بحتاج إلى الصبر والشكر » ولكن 
لما كان في السراء اللذة والضراء الألم » اشتهر ذ كر الشكر ني السراء والصبر 
في الضراء » قال تعالى : ( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة )١(‏ ) إلى قوله 
( إلا الذين صبروا ) الآية > فصاحب السراء أجوج إلى الشكر » وصاحب 
الضراء أحوج إلى الصبر » فإن صبر هذا واجب إذا ترك استحق العقاب » 
وكذلك شكر ذاك » وأما صاحب السراء فقد یکون مستحباً إذا کان ٠‏ 
عن فضول الشهوات وقد یکون واجبا لکن لإتیانه بالشكر يغفر ما يغفر » ' 
وكذلاك صاحب الضر قد يكون الشكر في حقه مستحبا إذا کان شکرا 
يصير به من السابقين المربين » وقد يغفر له ما قصر ني الشكر لإتيانه 
بالصبر » فإن اجتماع الصبر والشكر جميعا يعسر على كثير من الناس . 


ev)‏ مر الله الرسل أن کون دینهم واحداً لا بتفرقون فيه وهمذا 
يصدق بعضهم بعضا لا بختلفون مع تنوع شرائعهم » فمن کان من 
المطاعين من العلماء »> والأمراء متبعا للرسل أمر با أمروا به ودعا إليه 6 


. ١١ سورة هود - الآية‎ )١( 


س )€ س 


وأحب من دعا إليه » لأن قصده عبادة الله وحده وأن يكون الدين لله › 
ومن کره أن یکون له نظیر یدعوا إلى ذاك فهذا يطلب آن یکون هو المطاع 
المعبود » وله نصيب من حال فرعون » فمن طلب أن يطاع دون الله فهذا 
حال فرعون » ومن طلب أن يطاع مع الله فهذا يريد من الناس أن يتخذوا 
من دون الله آندادا بحبو ہم كحب الله . 

(۵۸) جمیع الولایات مقصودها آن یکون الدین کله لله » فإنه سبحانه 
إنما حلق الحلق لذاك » وذلك هو اللير » والبر › والتقوى » والحسنات > 
والقربات .. والباقيات الصالحات والعمل الصالح » وإن کان بین هذه 
الأسماء فروق لطيفة ولا تم المصلحة في الدين والدنيا إلا بالإجتماع » وإذا 
اجتمعوا فلابد من أمور يفعلوأا مصلحتهم » وأمور يجتنبو لها لدفع المفسدة › 
ویکونون مطيعين للأمر بها والنهي عنها » فلا بد من آمر وناهي ۰ وٳذا 
كان لا بد من ذلك فدخول المرء تحت طاعة الله ورسوله الذي يأمرهم 
بالمعروف وينهاهم عن المنكر » ويحل فل الطيبات › وبحرم عليهم الحبائث 
خير له » وأخبر أنه أنزل الكتاب بالق والميزان وأنزل الحديد ليقوم الناس 
بالقسط » وغذا أمر صلى الله عليه وسلم أمته بتولية ولاة الأمور عليهم › 
وأمر ولاة الأمور أن يؤدوا الأمانة » وأن بحكموا بالعدل » وأمر بطاعتهم 
فلأي داود عن أي سعيد مرفوعاً إذا حرج ثلالة ني سفر فليؤمروا أحدهم » 
وله عن أني هريرة مثله ففيه تنبيه على الوجوب فيما هو أكثر من ذلك . 


)٥۹(‏ من المتولين من هو إمنزلة الشاهد المؤنمن والمطلوب منه الصدق 
مثل ولاية الأهوال » والعريف الذي بخبر ولي الأمر بالأحوال › ومنهم 
من هو بمتزلة الآمر المطاع والمطلوب منه الصدق وبالصدق في الأخبار › 


— E) 


والعدل في الإنشاء من الأقوال والأعمال تصلح جميع الأحوال » وهما 
قرينان قال تعالى : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا » )١(‏ وقال في الحديث 
« من صدقهم بکذہم > وأعانيم على ظلمهم .. ( إلى آخره . 


)٠١(‏ الأدلة العقلية الشرعية إنما تدل على الحتق وهذا ظاهر يعرفه كل 
أحد لأن الدليل الصحبح لايدل إلا على حق ببقي الكلام في أعيان الأدلة › 
وبيان انتفاء دلالتها على الباطل » ودلالتها على الحق هو تفصيل هذا الإجمال» 
والمقصود هنا شيء آخر » وهو أن نفس الدليل الذي يحتج به المبطل هو 
بعينه إذا أعطى حقه تبين أنه يدل على فساد قول المبطل في نفس ما احتج به 
عليه » وهذا عجيب قد تأملته فيما شاء الله من الأدلة السمعية » والمقصود 
هنا أن الأدلة العقلية كذلك فأما السمعية فقد ذكرت أمورا ما احتج به 
الحهمية والرافضة وغيرهم مثلالته أحد » الله الصمد » وبينت أنا تدل على 
نقيض مطلوبهم » وهذا مبسوط ني الرد على الرازي في كتاب تأسيس 
التقديس › فإني لم أر فم مثله » جمع فيه عامة حججهم › وكذلك . 
احتجاجهم على نفي الرؤية بقوهم له « لا تدركه الأبصار » (۲) وكذاك قوله : 
( ليس كمثله شيء )١(‏ ) ونحو ذلك » وكذاك احتجاج الشيعة بقوله : ( إنغا 
وليكم الله )() الآية وبقوله : ر أما ترضى أن تكون مي بنزلة هارون 
من موسى ) ونحو ذاك كا بسط في منهاج أهل السنة » والمقصود هنا 


. ٠٠١ سورة الأنعام - الآية‎ )١( 
. 1۳ سورة الأنعام - الآية‎ (۲) 
. ١١ سورة الشورى - الآية‎ )۳( 


(4) سورة المائدة - أالآية هه . 


س ٣ي‏ س 


العقليات فإن كل من له معرفة يعرف أن السمعيات إنما تدل على الإلبات » 
وأما الرافضة فعمدنم على السمعيات لكن كذبوا أحاديث كثيرة جداً راج 
كثير منها على آهل السنة » وعسر تميبز ها إلا على الأنمة العارفين بعلل الحديث 
متنا وسندا » كما أن ابحهمية أتوا بحجج عقلية اشتبهت على هل السنة إلا على 
قلدل ممن له خبرة بذلك . 

والصفات والقدر »> ويسميان التوحيد والعدل هما أعظم وأجل 
ما فيه ني الأصول » والحاجة اليهما أعم ومعرفة الح فيها أنفع . 


. الأقوال الي ترغب في الفجور ويج القلوب إلبها » و كل مافيه‎ )٠١( 
» إعانة على الفاحشة وترغيب فيها حرام أعظم من حرم الندب والنياحة‎ 

لن ذلك بثبر الحزن وهذا ير الفسق » والحزن قد يرخص فيه بخلاف 
الفستق » بل هذا من جنس القيادة وني الصحبح ( لاتنعت المرأة المرأة لزوجها 
حنى كأنه ينظر إليها ) » وبلغ عمر أن نصرا تغنت به امرأة فأاخذ شعره() 
م رآه جمیلا فنفاه > فكيف لو رأىمن يغني ببذه الأقوال المروية في المردان 
مع کرة الفجور ؟ ! فإن هؤلاء من المضادين لله ولرسوله »> ولدينه › 
یدعون إلى ما ہی الله عنه » ويصدون عن سبيل الله »> ویبغوا عوجا 
والمخالط فم إذا ادعى السلامة م يقبل منه » فإنه إما أن يفعل معهم » وأما آن 
يقرهم » وعلى كل حال فهو مستحق للعقوبة » وقد رفع إلى عمر بن عبد العزيز 


() أي فحلق رأسه لآنه إنما اتخذه لقصد الفعنة والفساد مع أن رسول اله صل اله عليه 
وسل کان ر مما ترك رآسه فلا عل آمیر المؤمنين عمر أن نصرا ل يتر ك رآسه تأسيا بالنبي صل الله 
عليه وسلم عاقبه حلقه وکذا من يرکه ي الوقت المحاضر من الحجنفسبن المريدين الفساد ينبني 
معاقبهم علق رۆسهم . 


€ س 


أقوام يشربون الحمر فقيل إن فيهم صانا فقال ابدۇا به فأجلدوه آل يسمع. 
قول الله تعالى : ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعم آيات اه )() . 
الأية فنهى سبحانه عن القعود مع الظالمين فكيف معاشر تيم ؟ والزسول. 
بعث بإصلاح العقول والأديان » وتكميل نوع الإنسان زحرم ما يغير 
العقل من جميع الألوان . . 


(۲) الوسواس ني الصلاة نوعان : أحدهما لا بمنع من تدبر الكلم 
اليب والعمل الصالح » بل بنزلة الخواطر فلا يبطل لكن من سلم منه فهو 
أفضل من لم يسلم منه » الأول شبه حال المقربين > والثاني : شبه حال 
المقتصدين . ٤‏ 


وأما الذي ينع الفهم بحيث يصير الرجل غافلا فلا ريب أنه بنع الثواب » 
كما في حديث عمار » وغيره » والنصوص والآثار إنما تدل على أن الاواب 
مشروط بالحضور » ولم تدل على وجوب الإعادة لا باطنا ولا ظاهرا » 
كما ني حديث الصوم : ( من لم يدع قول الزور والعمل ... الخ ) وهذا هو 
المأثور عن أحمد وغيره من الأنعة . e‏ 

)٦۳(‏ م يكن أحد من الانبياء نبيا قبل أن ينبا وقوله : ( كنت نبيا 
وآدم بين الروح وابلحسد ) وذلك أن في الصحيح أن انين إذا خاق كتب 
الك رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد قبل نفخ ااروح فيه › فبين خلقه 
ونفخ روحه . بقدر حاله في صحف اللائكة في تلك الحال ما سيكون من 


. ٤١ سورة النساء - الآية‎ )١( 


— 0 


أمره » وقال تعالى ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ))١(‏ الآية وقال : 
( وعلملث مالم تكن تعلم(۲) ) وقال ( وإن كنت من قبله لمن الغافلين(") ) 
ففي هذه النصوص وغیرها بر بإنعامه عليه » وبه يتبين عظم نعم الله 
عليه » وعظم قدرة الله سبحانه . ۰ 

(14) الأذكار والدعوات من أفضل العبادات » والعبادات مبناها 
على الإتباع ولیس لأحد أن يسن منها غبر المسنون » ويجعله عادة راقبة ٠. ٠‏ 
يواظب الناس عليها بل هذا ابتداع دين لم یفن په اله . خلا ما يدعو 4 
الرء أحبانا من غير أن يعمل تة . 0 

(( کل اسم جهول ليس لأحد أن برقا به فضلا ن ان يدعو په 7 
ولو عرف معناه كره الدعاء بغير العربية › وأغا رخص فيه لمن لا بحسن ` 
) اهربية » فاما جعل الالفاظ لعجمية شعارا فليس من دين الإسلام .. ب 

»( من اعتدی على شریف أو غيره عوقب بالقصاص › والعزيز ٠‏ 
أو حد القذف ويعاقب العتدي أيضا وإن كان شريفا » فما يشرع فيه 
القصاص لا فرق فيه بين الشريف وغيره » لقوله ,صلى الله عليه وسلم : _ 
« المسلمون تتكافا دماؤهم ویسعی بذمتهم أدناهم » . 


(CY‏ ما ذكر من حياة الشهداء ورزقهم قيل إنه حتص بهم » والصحيح 
الذي عليه الأنمة أنه ليس ختصا كما دلت عليه النصوص وخص الشهيد 


. ٠۲ سورة الشورى - أالآية‎ )١( 
. 1١۴١ سورة النساء - الآية‎ )۲( 


(۴) سورة يوسف - الآية ۳ . 


ل 


بالذ کر » لکون الظان يظن أنه موت فینکل عن الحھاد › ما ى عن قتل 
الأولاد خشية الإملاق . 

(1۸) اختلف في ولاية أي بكر هل هي بنص أو إجماع والتحقيق 
أنه صلى الله عليه وسلم دهم عليها بأمور متعددة من أقواله » وأفعاله » 
وآخبر با إخبار راض حامد » وعزم أن یکتب با عهدا » ثم علم أن 
المسامين بجتمعون » وهذا قال : ( يأي الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) لأن 
النزاع أا يکون لحفاء العلم أو لسوء القصد وکلاهما منتفي › وهذا أباغ 
من العهد ٠‏ فصارت ثابتة بالنص والإجماع ٠‏ المستند إلى ما علموه من تفضيل 


الله ورسوله له » وأنه أحق » وآن الله أمر با ون المؤمنين بختارو ما . 


(۹) خلت اله اللحير والشر لا له في ذلك من الحكمة الى باعتبارها 
کان فعله حسنا متقنا کقوله : ( الذي أحسن کل شيء خلقه ) (۱) ( صنع 
الله الذي أتقن كل شيء ) (۲) فلهذا لا يضاف إليه الشر مفردا إلا أن يدخل 
في العموم » كقواه ( خالق كل شيء )١()‏ أو يضاف إلى السبب كقوله : 
( من شر ماخلق )0؛) » أو ذف الفاعل كقوله ( وأنا لا ندري آشر أريد 
بعن في الأرض )١()‏ الآية وقوله : ( أنعمت عليهم غير المغضوب عايهم 
ولا الضالين )() فذ كر أنه فاعل النعمة » وحذف فاعل الغضب » وأضاف 


. ۷ سورة السجدة - الآية‎ )١( 
. ۸۸ سورة النمل - ألاآية‎ )۲( 
. ٠٠١ سورة الأنعام - الآية‎ )۴( 
. ۲ سورة الفلق - الاآية‎ )+( 
٠. ٠٠ (ه) سورة المن = الآية‎ 
. ۷ سورة الفاتحة - الاآية‎ )٦( 


— E۷ — 


الضلال إلبهم ٠‏ فالرب تعالى لا ثل جحلقه » لا في ذاته ولا في صفاته › 
ولا تي أفعاله » بل له الل الأعلى . 


)۷٠(‏ وقال ني احتجاج الرافضة بآبة الميراث : ليس في عمومها 
ما يقتضي آنه صلی الله عليه وسلم يورٹ ولا قصد با بيان صفة المورث 
والوارث » وأنما قصد با أن الال الموروث يقس بين الوارثين على هذا 
التفصيل » وهذا لو كان الميت مسلما وهؤلاء كفارا لم يرثوا بالإتفاق › 
وكذلاك بالعكس ني قول الحماهير » وكذلاف القاتل عند عامة المسلمين . 
وهب أن لفظ الآية عام خصوص بأدلة أضعف من كوبا م تعمه صلى الله 
عليه وسلم يعي تي المسائل المتقدمة آنفا » وإذا خصت بنص أو إجماع 
خصت بنص آخر بالإجماع وقد ثبت أنه لا بورث بالسنة المقطوع با 
بإجماع الصحابة » وقد جرت العادة بآن الملوك الظامة إذا تولوا بعد من 
أحسن إليهم وقد انتزعرا اللك منهم أءطوهم ما يكفهم عنهم وآما هنع 
لمراث فلا يعلم أن أحدا من الملوك فعله » فعلم أن ما جرى خارجا عن 
العادة الطبيعية في الملوك ا خرح عن العادات الشرعية تي المؤمنين لاختصاصه 
صلی الله عليه وسلم با لم بخص به غیره » وقوله » ( وورث سایمان داود(ا) ) 
لا يدل على عل النراع » لان الإرث امم جنس ته آنواع فيستعمل في 
أرث العلم والنبوة وغير ذلك قال تعالى : ( تم آورننا الكتاب الذين 
اصطفينا )(۲) الآية وداود له أولاد غير سايمان فلا بختص با له » والمراد 
أرث العلم والنبوة ولحو ذلاف » وأرث الال من الأمور المشتركة كالأكل 


(1) سورة انسل - الأآية ٠١‏ . 


(۲) سورة فاطر - اآية ۳۲ . 


والشرب فلايقص مثله عن الأنبياء» وقوله ( يرثي ویرث من ۲ل یعقوب )(۱) 
كذاك لأنه لا يرث من آل يعقوب أمواهم »> والني لا يطلب ابنا يرث 
ماله » وهذا لايصدر إلا من هو أقل الناس عقلا ودينا . 


. قوله : ( ما أقلت الغبراء الخ ) بتقدير لبوته لم برد به أنه أصدق‎ )۷١( 
اناس » فإنه يازم أن يكون أصدق منه صلى الله عليه وسلم » ولكن معناه‎ 
ليس غيره أكر ريا الصدق منه › والصادق شيء والصديق شيء ليس‎ 
لكونه صادقا بل لكونه صدق الأنبياء » فالصديق ليس فضياته في جرد‎ 
الصدق بل إنه علم ما جاء به ابي صلى الله عله ولم جملة وتفصيلا وصدق‎ 
ذلك تصديقا كاملا في العلم والقصد والقول والعمل » وأبو ذر لم يعلم‎ 
› ما أخبر به صلى الله عليه وسلم کا علمه أبو بكر » فإنه أعرف منه‎ 
وأعظم حبا لله ورسوله » وأعظم نصرا لله ورسوله » وآعظم جهادا بنفسه‎ 
. وماله » إلى غير ذلك من الصفات الي هي كمال الصديقية‎ 


(۷۲) وقال في قول الرافضي : إذاعة سر رسول الله صلى الله عليه 
وسلم آهل السنة ني هذا الباب قانمون بالقسط شهداء لله قوم لايتناقض › 
وأما هل البدع ففيهم من التناقض ما ننبه على بعضه وذلك أن عندنا أن أهل 
بدر كلهم في الحنة »> وكذلك أمهات المؤمنين لكن ليس من شرط ذلك 
سلامتهم من اللحطاً والذنوب » فما يذ كر عن الصحابة من السيثات كثير 
منه کذب » وکر منه کانوا جتهدین فيه » وما قدر أنه ذنب فهو مغفور 
إما بتوبة أو حسنات » أو غير ذلك » فإنه قد قام الدليل على أنيم في ابحنة » 


. ١ سورة مرم - الاية‎ )١( 


— 64 — 
(م ٤‏ س ملحق المصنفات ) 


ولو لإ يقم م جز لنا القدح ني استحقاقهم الحنة بأمور لا نعلم أا توجب 
النار فإن هذا لا جوز ني آحاد المؤمنين والكلام بلا علم حرام > وھذا کان 
الإساك عما شجر بينهم خير من الموض فيه بغير علم إحقيقة الأحوال 
إذ کر منه أو أكثره بغبر علم » وهو حرام » لو م يكن فيه هوى ومعارضة 
للحق وقال : ( القضاة ثلاثة الخ ) فإذا كان هذا ني قضاء بين اثنين تي قليل 
المال وكثيره فكيف بين الصحابة ني أمور كثيرة › فمن تكلم في هذا 
الياب يجهل أو بخلاف ما يعلم من الحق استوجب الوعيد » ولو تكلم بحق 
الهوی أو عارض به حقا آخر استوجب الوعيد » فمن ساك سبیل آهل 
السنة استقام » وإلا وقع في كذب وجهل وتناقض » ثم ذكر إنكار الرافضة 
توبة الأنبياء والأنمة وخطبة علي لابنة أي جهل » وغضبه صلى الله عليه وسلم 
يوم الحديبية لما م بحلقوا » تم قال والرافضة تعمد إلى قوم متقاربين تريد 
أن تجعل أحدهم معصوما والآخر مأثوما » فيظهر جهلهم وتناقضهم ومن 
عمد إلى التفريق بين المتمائلين أصابه مثل هذا كاتباع العلماء والمشايخ . 
(۷۴) مذهب أهل السنة أن الأمراء الظلمة مشاركون فيما تاج إلبهم 
فيه من طاعة الله فيصلى خافهم » وبجاهد معهم » ويستعان بهم في الأمر 
بالمعروف والنهي عن المنكر » ومن حكم منهم بعدل نفذ حكمه › وإن 
أمكن تولية بر م بجز تولية فاجر فيجتهدون ني الطاعة بحسب الإمكان › 
کا قال ر فاتقوا الله ما استطعتم (۱) ) ويعلمون أن الله بعث محمدا صلى الله 
عليه وسلم بصلاح العباد » فإذا اجتمع صلاح وفساد رجحوا الراجح 


. ٠١ سورة التغابن - الآية‎ )١( 


منهما وقل من خرج على دين سلطان إلا كان ماتولد عن فعله من الشر 
أعظم من اللير »> فلا أقاموا دینا ولا أبقوا دنيا » وإن کان فيهم خلق 
من أهل العلم والدين » وهذا ما يبين أن ما أمر به صلى الله عليه وسلم 
من الصبر على جور الأمة هو الأصلح » فالشارع أمر كلا إا هو أصلح له 
وللمسلمين ء فأمر الولاة بالعدل والنصح لرعيتهم » وأمر بالصبر على استيثارهم 
ومنازعتهم الأمر والفتن في كل زمان بحسب رجاله › والفتنة تمنع معرفة 
احق وقصده والقدرة عليه ففيهما من الشبهات ما يابس الحق بالباطل » 
حى لايتميز لكثر من الناس › ومن الشهوات ما بنع قصد الحق » ومن 
قوة الشر ما يضعف القدرة على الحير » وهذا يقال : « فتنة عميا صما) . 


(۷6) لاله صلى الله عليه وسلم على الأمة حق لا يش ركهم فيه غير هم 
ويستحقون من زيادة المحبة والوالاة مالا يستحق سائر قريش وقريش 
يستحقون مالا يستحق غيرهم من القبائل » كا أن جنس العرب يستحقون من 
ذلك مالا يستحقه سائر أجناس بني آدم » على هذا دلت النصوص : تفضيل 
الحملة على الحماة لايقتضي تفضيل كل فرد كالقرن الأول على الثاني » 
والثاني على الثالث » وأما نفس ترتيب الثواب والعقاب على القرابة ومدح 
الله للمعین وکرامته عنده فهذا لا یؤثر فيه النسب » وهذا لا یناني ما ذکرنا 
قبله » ا قال : ( الناس معادن .. الخ ) فالأرض إذا كان فيها معدن 
ذهب ومعدن فضة فالاول خير » لأنه مظنة وجود أفضل الأمرين فإن تعطل 
ولم بخرج ذهبا كان ما بخرج الفضة أفضل منه » وهذا کان في بي هاشم 
الي صلى الله عليه وسلم الذي لا بماثله أحد في قريش › وني قريش اللحلفاء 
وغيرهم مالا نظير له في العرب وني العربمن السابقين الأولين مالا نظير له 


اه — 


في سائر الأجناس . . فالأصل المعتبر هو الإعان والتقوى » دون من ألفى 
فضيلة الأنساب مطلقا »> ودون من ظن أن الله مفضل الإنسان بنسبه على 
من هو مثله في التقوى وكلا القولين خطا وهما متقابلان » فالفضل بالنسب 
للمظنة والسبب » وبالتقوى لليقين .. والتحقيق والغاية فالأول سبب وعلامة » 
والثاني يفضل به لأنه حقيق وغاية والثواب بقع على هذا لان الحقيقة قد 
وجدت فلم يعلق الحكم بالمظنة › ولأن الله يعلم الأشياء على ما هي عليه › 
وهذا كان رضى الله عن السابقين أفضل من الصلاة على آل محمد › لأن 
الأول إخبار با حصل والثاني سوال مالم بحصل » وتحمد أخبر الله تعالى 
أنه بصلي عليه وملائكته فالفضيلة بنوع لا يستازم الأفضلية مطلقا › وهذا 
كان ني الأغنياء من هو أفضل من جمهور الفقراء كإبراهم وداود وأمثاهم 
وعيسى وجب أفضل من أكثر الأغنياء . 

 نوكي إذا تكلم فيمن دون الصحابة كال لوك المختلفين وجب أن‎ )۷٥( 
الکلام بعلم وعدل › فإن العدل واجب لکل أحد على کل أحد ئي کل حال‎ 
والظلم حرم مطلقا لا بباح بحال › قال تعالی : ( ولا بجر منكم شان قوم‎ 
وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار وهو بغض‎ ) )١( على أن لا تعدلوا‎ 
مأمور به فإذا کان هذا قد می صاحبه أن يظلم من أبغضه › فکيف في‎ 
بغض مسلم بتأويل أو شبهه أو هوى » والعدل ما اتفق أهل الأرض على‎ 
مدحه » والظلم ما اتفقوا على ذمه » والله أرسل الرسل ليقوم الناس‎ 
بالقسط » وأخبر أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها » وأمر بتقواه بقدر الاستطاعة‎ 


. ۸ سورة الائدة - الآية‎ )١( 


— o 


ودعى المؤمنون بقوله : ( ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )١(‏ ) فقال قد 
فعلت فدلت هذه النصوص على أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها » وأن المخطىء 
والنامي لايؤاخذ وقال ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا١))‏ 
الآية فمن آذى مؤمنا حيا أو ميتا بغير ذنب يوجب ذلك دخل في الاية 
ومن کان مجتهدا لا إم عليه فأذاه مؤذ فقد آذاه بغیر ما اکتسب › ومن 
أذذب وتاب أو غفر له بسبب آخر فآذاه مذ فقد آذاه بغر ما اکتسب . 

)۷١(‏ ذكر غير واحد الإجماع على أن الصديتق أعلم الأمة > وهذا 
بين فاليم م يختلفوا في مسألة في ولايته إلا فصلها بحجة من الكتاب والسنة » 
ها بين هم موته صل الله عليه وسلم » وموضع دفنه › وقتال مانعي الزكاة › 
وأن الحلافة في قريش واستعمله صلى الله عليه وسلم على أول حجة حجت 
من مدينته وعلم المناسك - أدق العبادات - ولولا سعة علمه بها لم يستعمله 
ولم يستخلف غيره لا في حج ولا ني صلاة » وكتاب الصدقة الى فرضها 
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه نس من آي بكر وهو أصح ماروي 
فيها > وني ابحملة لايعرف مسألة غلط فيها » وعرف لغيره مسائل كثيرة 
وتنازعوا بعده ني مسائل الحد والإخحوة » والعمريتين والعول » وغير ذلك 
من مسائل الفرائض ومسألة الحرام » والطلاق الثلاث بكلمة › والحلية » 
والبرية » والبته »> وغير ذلك من مسائل الطلاق وفي مسائل صارت نزاعا 
إلى اليوم لكنه ني خلافة عمر نزاع محض وقوي النزاع في خلافة عثمان 
حى حصل كلام غلبظ من بعضهم لبعض » وفي خلافة علي صار التراع 

)١(‏ سورة البعرة - الآية ۲۸٩‏ ء 


(۲) الأحزاب - الاآية ۸ه . 


۳ س 


بالسيف » ولم بعلم أنه استقر بينهم نزاع ني خلافة أي بكر في مسألة 
واحدة » وذلك لكمال علمه » ثم الى خولف فيها بعد موته قوله فيها 
أرجح . 

(۷۷) مذهب أي ذر رضي الله عنه أن الزهد واجب وأن ما أمسك 
عن الحاجة فهو كنز واحتج بأية براءة » فلما توقي عبد الرحمن بن عوف 
وخلف مالا جعل أبو ذر ذلك من الكنز » وخالفه ابلحمهور › واستدلوا 
بقوله : ( ليس فيما دون خمسة أو سقق صدقة . . الخ ) ولا يحول الحول 
على مال عند أحد إلا وهو فضلة عن حاجة › وقالوا الكنز : الال الذي 
لا تؤدی حقوقه وقد قسم الله المواریث ني القرآن وقد کان غير واحد له مال 
على عهده صلی الله عليه وسلم › وكان غير واحد من الأنبياء هم مال »> 
وكان أبو ذر يريد أن يوجب مالا أوجبه الله مع أنه جتهد في ذلك » وكان 
عمر يقوم رعيته فلا يتعدى لا الأغنياء ولا الفقراء فلما كان ني خلافة عثمان 
رضي الله عنه توسع الأغنياء ني الدنيا » وتوسع أبو ذر ني الإنكار » وهذا 
من أسباب الفتن بين الطائفتين . 

(۷۸) الغاية الممكنة ذكر الأمور الكلية كما قال صلى الله عليه وسلم : 
« بعفت بجوامع الكلم » ثم النظر في دخول الأعيان فيها أو دخول نوع خاص_. 
تحت أعم منه لابد فيه من نظر التولي » وقد يصيب تارة ويخطىء أخرى › 
فنص صل اله عليه وسلم على الكليات » كما جاء فيما بحرم ويحل من النساء ء 
وكذلك الأشربة حرم كل مسكر » وأمثال ذلك » بل قد حصر المحرمات 
ني قوله : ( قل آنا حرم ري الفواحش )() .. الآية . فكل ما بحرم حرعا 


(1) سورة الأعراف - الآية ٣٣۳‏ . 


ETE 


عاما مطلقا ذکره فيها وما سواه وإن حرم في حال بح ثي أحرى » 
كالدم .. الخ » وجميع الواجبات في قوله : (قل أمر ري بالقسط )١()‏ 
فلا مصلحة ني عصمة الإمام إلا وهي حاصلة بعصمة الرسول » ولله الحمد 
والمنة » وكل من كان إلى اتباع السنة والحديث واتباع الصحابة أقرب 
کان مصلحتهم في الدین والدنیا أل › ومن کان أبعد کان بالمکس 
و لما كانت الشيعة من أبعد الطوائف عن اتباع المعصوم تجدهم من أبعد الناس 
عن مصلحة دينهم ودنياهم حى يوجد من هو تحت سياسة أظلم اللوك 
أحسن حالا منهم » وهذا أشبهوا اليهود ني أحوال كثيرة منها آم ضربت 
عليهم الذلة » فلا يعيشون إلا أن يتمسكوا بل بعض الولاة الذي ليس 
ععصوم ٠‏ فالرافضة وحدهم لايقوم أمرهم كاليهرد . 

(۷۹) قوله تعالى : ( أفمن يمدي إلى الحق أحق أن يتيع(") .. ) الآبة 
الذي يمدي إلى الحتق مطلقا هو الله تعالى » والذي لا يدي صفة كل 
حلوق » وهذا هو المقصود بالآية » فإنه افتتح الآيات بقوله : ( قل من 
يرزقكم من السماء والأرض ... الخ١)‏ ) . 

)۸٠(‏ حديث الكسا صحيح ولا دليل فيه على العصمة ولا الإمامة 
لأن الإرادة نوعان : إرادة دينية كقوله : ( ولكن يريد ليطهركم وليم 
نعمته علیکم() ) ( یرید الله لیبین لکم وییدیکم سنن الذین من قبلکم 


. ۲۹ سورة الأعراف - الاية‎ )١( 
. ٠٠١ سورة يونس - الاآية‎ )۲( 
. ۳۲ سورة يونس - الاآية‎ )۳( 
. ٠ سورة المائدة  الآية‎ )+( 


— 00 


ویتوب علیکم ) (۱) وإرادة کونية کقوله : ( فمن برد الله آن بمدیه یشرح 
صدره (۲)) .. الآية أخبر الله أنه يريد أن يتوب على المؤمنين › ون يطهرهم 
وفيهم من تاب ومن ل يتب » ومن طهر ومن لم يتطهر › فلا يازم بالاية 
ثبوت دعوى العصمة والإمامة › ثم أزواجه صلى الله عليه وسلم مذ كورات 
بالآية واللاطاب » وتنازعوا في آل محمد قيل : أمته » وقيل اتقون منهم ء 
والصحبح آنہم آهل بیته وأزواجه من آله › وني الصحاح أنه قال : وددت 
أني ريت إخواني قالوا : أو لسنا إخوانك قال : « بل أنم أصحاني » 
و[خواني قوم اتون من بعدي يؤمنون بي وم بروني » وٳذا کان كذاك 
فأولياؤه اتقون بينه وبينهم قرابة الإبمان » والقرابة الدينية أعظم من القرابة 
الطبنية » والقرب بين القلوب والأرواح أعظم من القرب بين الأبدان › 
ومن کان فاضلا من۔ آله فهم أولياؤه بهذا الاعتبار › لا لمجرد اللنسب > 
والقرآن لا يدل على ثبوت الطهارة وإذهاب الرجس ودعاژه صل الله 
عليه وسلم يدل على وقوعه »> فإن دعاءه جاب » ولفظ الرجس أصله 
القذر » ويراد به الشرك كقوله : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان) ) 
وبراد به الحبائث المحرمة »> كقوله ( أو لحم خنرير فإنه رجس() ) 
وحن نعلم أن الله أذهب عنهم الرجس واللبائث » وقوله : ( وطهركم 
تطهيرا ) سؤال مطلق » فمن تاب أو وقع ذنبه مكفرا أو مغفورا فقد 
طهره الله تطهيرا . 


. ۲١ سورة النساء - الآية‎ )١( 
. ٠۲١ سورة الأنعام - الاآية‎ () 
. ٠١ سورة الحج - الآية‎ )۴۳( 
. ٠٤١ سورة الأنعام - الآية‎ )٤( 


— 0 — 


(۸1) قول موسى عليه السلام : ( واجعل لي وزيرا من أهلي )١(‏ ) 
قاله قبل أن يبلغ الرسالة » ليعاونه عليها » ونبينا صلى الله عليه وسلم بلغ 
الرسالة وحده وکان أبو بکر أول من آمن به » ودعی معه إلى الله » وأسلم 
على يده ستة من العشرة » ومع هذا فما دعى أن يشد أزره به » بل قام 
مطیعا لربه متوکلا علیه » صابرا له کا أمره بقوله : ( ولربك فاصبر(٩)‏ ) . 

(AY)‏ وقال ني الكلام على ( قل يا أيما الكافرون لا أعبد ما تعبدون 
ولا ام عابدون ما أعبد ) › نفى عنهم عبادة معبوده » لام إذا أشركوا 
م يكونوا عابدين معبوده »> وأيضا لو عينوا الله با ليس هو وقصدوا عبادة 
الله معتقدين أنه هو كأصحاب العجل » والذين عبدوا عيسى والدجال » 
والذين يعبدون أهواءهم » ومن عبد من هذه الأمة غير الله فهم عند أنفسهم 
إنما يعبدون الله » لكن هذا العبود ليس هو الله > وأن قصد العابد الله وأيضا 
إذا وصفوه با هو برىء منه كالصاحبة والولد وعبدوه كذلك فهو بريء 
من هذا المعبود » فإنه ليس هو الله » كما قال صلى الله عليه وسلم : «ألا ترون 
كيف يصرف الله عي سب قريش يسبون مذما »> كذلك عبادة أمثاهم 
واقعة على موصوفهم أيضا من لم يؤمن با وصف به الرسول ربه فهو ي 
الحقيقة م يعبد ماعبده الرسول » وقس على هذا فلنتأمل هذه المعاني ولنتهذب . 

(۸۳) وقال ني دعاء آخر البقرة الذنوب والمعاصي قد تكون سببا لعدم 
العلم بالنيفية السمحة» فلا يعلم أنه مرفوع عنهء و لعدم من يفتيه بار خصة»› 


. ۲٠١ سورة طه - الاية‎ )١( 


(۲) سورة الماثر - الآية ۷ . 


— OV — 


فلا يكون مقتضى هذا الدعاء حاصلا ي حقه » لعدم العلم لا لنسخ الشريعة › 
كما يعاقب بأن بخفى عليه من الطعام الطعام الطيب ما هو موجود وأن العبد 
ليحرم الرزق بالذنب يصیبه › قد قال تعالى : « ومن يتق الله بجعل له حرجا 
ویرزقه من حیث لایحتسب(۱) » وهذا ما یعلم به قوله :( ومن يعمل سوءاً 
جز به(٠)‏ ) ( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره(٣)‏ ) .. الآية وتي آخر خلافة 
عثمان فصاروا ني فتنة قال الله فيها ( واتقوا فتنة لاتصيين الذين ظلموا 
منكم خاصة)(؛) الخ وصار ذلك سببا لمنعهم كثيرا من الطيبات » وصاروا 
بختصمون في متعة الحج وحوها » وبعضهم يعاقب من تمتع » وكل منهم 
لا يعتقد مخالفة الرسول » لكن خفي العلم بسبب الذنوب » والنزاع 
ني الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض إلى شر وإن كان الحق واحدا 
فقد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه لا في ظهوره من الشدة > 
ویکون من باب قوله : ( لا تسألوا عن أشياء (°) .. الخ › وهكذا ما يوجد 
ني الأسواق من الطعام والثياب ) . 

› قوله تعالی : ( وآن لیس للإنسان إلا ما سعی )(") وما قبله‎ )۸٤( 
فيه ثلانة أصول الأول .. لاتزر وازرة وزر أخرى » الثاني .. ليس له‎ 
إلا ما سعى » الثالث .. أن سعيه يرى ويجزاه الحزاء الأوني وهذه أصول‎ 


. ۲ سورة الطلاق - الآية‎ )١( 
. ٠۲۴۳ سورة النساء - الآية‎ )۲( 
. ۸ سورة الزلزلة - الآية‎ )۴( 
. ٠٠١ سورة الأنفال - الآية‎ )»( 
. ٠١١ (ه) سورة المائدة س ألآية‎ 
. ۳۹ سورة النجم - الآية‎ )٦( 


— ON — 


الإيعان بالوعد والوعيد » وهي نتيجة الإبعان بالأمر والنهي › بل نتيجة 
الحزاء ني الدارين » وقد غلط فيها من غلط » أخحفهم من غاط ني الأصل 
الأول فأنكر أن الميت يعذب ببكاء الي لتوهمهم أن اميت يحمل أزر 
الناحة » وليس كذلك » بل يصل إليه ألم" بنياحتها كما يغذب الإنسان 
بالرانحة المؤذية » والأمور المغزعة » والحكم فيه كساثر ما يعذب به بعد 
اموت » مثل مسألة منكر ونكير » وأعظمهم غلط من غاط في النالث ء 
فأحبط حسانته بالكبيرة الواحدة » وأوسطهم من غلط ي الأوسط » فظنوا 
أنه لا ينتفع إلا بسعيه ومعلوم أنه ينتفع بالصلاة عليه والدعاء له وغير ذلك 
وليس مناقضا للآية » ولا مخصصا وهو شامل لنا » وإلا م يکن ني قوله 
أم م ينبا .. الخ .. فائدة » وأيضا فإنه خبر »والأخبار لا تنسخ وقال ابن 
عباس ي الآية » وني رواية الوالي » فأدخل الله الأبناء بصلاح الآباء الحنة ء 
ولم يذ کر نسخا » ولو ذكره فمراده نسخ ما ياقى الشيطان ني معى الاية 
على غير الصواب فبين أنه لم يرد أن الإنسان لا ينتفع بعمل غيره » وهذا 
أحسن ما قيل فيها » وسائر الأقوال ضعيفة جدا › والله سبحانه يرحم 
العباد بغير سعيهم كار ما يرحمهم بسعيهم . 

)۸٥(‏ قوله تعالی : ( فلولا كانت قرية آمنت(ا) ) الآية لولا : هلا ؛ 
هذا قول أنمة العربية » وعن ابن عباس : لم يكن ؛ فذ كر أنه لم يكن قرية 
آمنت فنفعها لاما إلا قوم يونس » وهذا حتى » وقتادة ظن أن المعى أنه 
نفعهم دون غيرهم ٠‏ وليس كذلك » بل غيرهم م يؤمن إعانا ينقع › 
وهؤلاء آمنوا إيانا ينفع والاستثناء حجة لنا » لأنه منقطع » ولو اتصل 


(1) سورة يونس - الآية ۹۸ . 


— ۹ 


لرفع > وهو کالاستئناء في قوله : ( فلولا كان من القرون ) )١(‏ .. الاية 
وما يبين ذلك آنا تخصيص وذم لمن م يفعل » وهو يقتضي أن القرى لو آمنوا 
نفعهم لكن لم يؤمنوا › وهذا هو الصواب ٠‏ لأنه تعالى قال : ( فلما رأوا 
بأسنا(۲) ) .. الآبات فأخبر أن هذه سنته » وسنته لا تبدیل ها › وقال : 
( وليست التوبة للذين يعملون السيئات )١(‏ ) .. الآية »> وهذا نفي عام › 
فلو استشى أحد لكان أمة ني التوبة وقد وسع مم في التوبة ما م يوسع على 
بي إسرائيل » وهاتان الأمتان فضلوا على العالمين » وأيضا فإنه سبحانه 
عدل لا يفرق بين متماثلات » و كشف العذاب عنهم حق رأوه أم لا » 
فإنه نوعان نوع يتيقن معه الموت › ونوع لا يتيقن › ومن تاب كشف 
عنه هذا العذاب » والمريض تقبل توبته مالم يغرغر » وإن کان مرضا حوفا › 
وقوله : (كشفنا عنهم عذاب اللحزي في الياة الدنيا )١‏ ) يبين أن المكشوف 
عذاب في الدنيا ولو م يفسر فهو مجمل » والقرآن فرق بين النوعين فقوم 
يونس آمنوا إيمانا نفعهم وآمنوا قبل حضور اموت » وغيرهم إما أن يكون 
کاذبا ني انه کقوم فرعون » وإما بعد حصول الموت کالذین قال فيهم : 
( فلم يك ينفعهم إيمانمم (°) ) .. الآية » وقال تعالى : ( كيف يمدي الله 
قوما كفروا بعد [يماهم )١(‏ ) الآيات وفسر الازدياد كفرا بالإصرار 


. ١١١ سورة هود - الآية‎ )١( 
. ۸4 سورة غافر - الاآية‎ )۲( 

(۳) سورة النساه - الاآية ٠۸‏ . 
(4) سورة يونس - الاآية ٩۸‏ . 
(ه) سورة غافر س الايةَ ۸٥‏ . 
)٦(‏ سورة آل عمران - الآية ۸١‏ . 


س + س 


إلى اموت » فلم تقبل توبتهم عند الموت لأنه لا يعكن الرجوع عن السيئات › 
فینقص أو يذهب فقوله ازدادوا کقوله : استمروا ونظیرها ( إن الذين 
آمنوا م كفروا تم آمنوا ثم كفروا )١(‏ ) الآية .. فهنا قال : ( لم يكن الله 
ليغفر مم ) وهناك قال : ( لن تقبل توبتهم ) فنه لو تاب من ردته قبلت 
توبته » فإذا ارتد ثانية حبط الإعان الذي غفر به ذلك الكفر فبقى عليه إم 
الكفر الأول والثاني فازداد كفرا وأصر إلى الموت ل يغفر له > وذكر 
ني وها الذي از داد كفرا بعد الكفر الأول » فذ كر الكفر المغرد › والمكرر 
بينهما ازدياد > ولا قال هناك ( لن تقبل توبتهم ) عند اموت ففيه تنبيه 
على أن الثاني لا يغفر بطريق الأولى » ولا ذكر في الثاني ألم منوا ثم كفروا 
ثم آمنوا ثم کفروا کان مفهومه آنہم لو تابوا قبل الازدياد قبلت توبتهم › 
وإن کرروا فدل على آن قوله في الأول : ( ازدادوا ) أراد به الإصرار › 
وإلا لكان من كفر وأقام مدة ثم تاب لم تقبل » وهو خلاف قوله : 
( إلا الذين تابوا ) الآبة وخحلاف مفهوم آية التكرير فإن قيل ازدياده أن يآقي 
با بغلظ ردته كابن أي سرح وابن خطل قيل هذا من مسائل الاجتهاد › 
والكلام فيه في غير هذا الموضع وابن آدم لم يكن ندمه ندم توبة »ونود قيل 
آم موعودون بالعذاب إذا عقروها » وعذاب الدنيا لا يندفع بمثل هذه 
التوبة فإن أصحاب العجل توبتهم بقتل أنفسهم › وهم لم يتوبوا إلا خوفا 
من عذاب الدنيا » أو يقال توبتهم من جنس توبة آل فرعون إذا رفع عنهم 
العذاب نكثوا » فقوله نادمين لا يدل على توبة صادقة ابتة » وقوله : 
( فلما أحسوا بأسنا ) الآيات ل يذ كر توبة بل اعترافا بالظلم » والكفار 


. 1۳۷ سورة النساء - الآية‎ )١( 


س 


والعصاة يعرفون ألم ظالمون مع الأحرار » وجرد العلم ليس توبة » بل 
رجوع القلب عن الذنب إلى الله وطاعته » والتوبة عند نزول العذاب لاتكون 
صادقة » بل كال فرعون باللسان من غير عمل » وقال بعض العلماء فيمن 
تاب عند السيف : « فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده » الآيات وهؤلاء 
كآل فرعون أو هذا العام رأى معاينة القتل المححم مثل معاينة املك » ولكن 
هذا مثل من قطعت حشوته فأيقن بالموت وهذا تقبل توبته على الصحيح › 
وتنفذ وصاباه فإن عمر أوصى ني هذه الحال وغايته أنه أيقن باوت بعد 
زمن » وكل أحد موقن بالموت بعد زمن طويل أو قصير › إلا أن يقال 
من هؤلاء من يضطرب عقله فلا بمكنه توبة صحيحة » ومن المذنبين من 
لابتوب صادقا بعد معاينة عذاب الآحرة فكيف بعذاب الدنيا ؟ قال تعالى : 
( ولو ترى إذ وقفوا على النار )١(‏ ) الآيتين ومن الناس من يقول : أن من 
الذنوب ما لا يزول بالتوبة » كالذين أعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه » 
والذين قبل هم : ( لن تخرجوا معي أبدا ) وقال الأ كرون أن ذلك لكو م 
م يتوبوا توبة تمحو مثل ذلك فقوله : ( إن الله يغفر الذنوب جميعا () ) 
وقال أيوب السختياني وغيره المبتدع لايرجع › واضح بحديث الحوارج 
وهذا الخال من أعقبهم نفاقا ني قلوبهم » ولكن ليس وصف جميعهم 
فليست البدعة أعظم من الردة »> لكنه مظنة » کالذين أسلموا منهم » كان 
الصحابة بحذرون منهم خوفا من بقايا الردة »فهذا هو العدل ي هذا الموضوع » 
وقد تاب خلق كثير من رأى الحوارج والحهمية والرافضة وغيرهم ء 


. ۲۷ سورة الأنعام - الآية‎ )١( 


(۲) سورة الزمر - الآية ٣ه‏ . 


س ۷“ — 


لكن التوبة من الاعتقاد الذي كر ملازمة صاحبه له يتاج إلى. ما يقابله .. 
من المعرفة والعلم والأدلة » وما يناسب هذا قوله : ( لازال بنيانهم الذي 
بنوا ريبة ))١(‏ .. الآية وقوله : ( والله علم حکم ) یدل على أنه سبحانه 
يعلم من القلوب مایناسب هذا وهو حکم في حکمه آنه لا یزال بنيانہم .. الخ › 
والذنوب لابد فيها من توبة أو تعذيب ولو بنقص السنات » وكثر من 
الذنوب يتاج صاحبها إلى معابلة قلبه ومجاهدة نفسه كحال الثلالة الذين 
خلفوا فکیف غیرهم ؟ . ) 

(۸) قال رحمه الله هذا تفسیر آبات آشکلت حنی لاتوجد ني طائفة 
من كتب التفسير إلا ما هو خط » منها قوله تعالى : ( وما يشعركم آنا 
إذا جاءت لايؤمنون(١)‏ ) .. والآية بعدها أشكلت قراءة الفتح على كثير ‏ 
بسبب أنلهم ظنوا أن الآية بعدها جملة مبتدأة » وليس كذلك لكنها داخلة 
في خبر أن » والمعى إذا كنم لا تشعرون آنا إذا جاءت لا يؤمنون وأنا نفعل 
بم هذا م يکن قسمهم صدقا بل قد يکون كنبا » وهو ظاهر الكلام 
المعروف آنا أن المصدرية » ولو كان ونقلب الخ . . كلام مبتدا ألزم 
أن كل من جاءته آية قلب فاده » وليس كذلك » بل قد يؤمن کر منهم 
ومنها قوله : (وعبد الطاغوت )١(‏ ) الصواب عطفه على قوله « من لعنه 
الله » فعل ماض معطوف على ما قبله من الأفعال الماضية » لكن المتقدمة 
الفاعل الله مظهرا ومضمرا › وهذا الفاعل اسم « من عبد الطاغوت » وهو 

. ٠٠١ سورة التوبة - الآية‎ )١( 


)( سورة الأنعام - الآية °۹ .۰ 


. ۵ سورة المائدة - الآية‎ (r) 


— ۳ 


الضمير في عبد » ولم يعد حرف ( من ) لأن هذه الأفعال صفة لصنف واحد 
وهم اليهرد . 

ومنها قوله : « وما يتيع الذين يدعون من دون الله شر كاء(۱) ) « ظن 
طائفة أن (ما) نافية وهو خط بل هي حرف استفهام فلم يدعون معه 
شر كاء كا أخبر عنهم في غير موضع » فالشركاء يوصفون ثي القرآن 
بآم يدعون » لا ألم بتبعون وأنما يتيع الأنمة > وهذا قال : ( إن يتبعون 
إلا الظن ) ولو أراد النفي لقال إن يتبعون إلا من ليسوا شركاء بل بين 
أن المشرك لا علم معه » إن هو إلا الظن والحرص » كقوله : ( قتل 
اللراصون (۳) ) . 

ومنها قوله : ( بأيكم المهتون )٠(‏ ) حار فيها كثير والصواب الأثور 
عن السلف قال مجاهد الشيطان » وقال الحسن هم أولى بالشيطان من ني 
الله فبين المراد وإن لم يتكلم على اللفظ كعادة السلف ني الاختصار مع البلاغة 
وفهم المعنى » وقال الضحاك : المجنون فإن من كان به الشيطان ففيه انون 
وعن الحسن الضال » وذلك آنيم لم يريدوا بالمجنون الذي بخرق ثيابه وهذي 
بل لأن الى خالف أهل العقل في نظرهم »> ¥ا يقال : « ما لفلان عقل » 
ومثل هذا رموا به أتباع الأنبياء » كقوله : ( إذا رأوهم قالوا إن هؤلاء 
لضالون ) (؛) ومثله ني هذه الأمة كثير يسخرون من المؤمنين » ويرم وم 


(1) سورة يونس - الاآبة ٦١‏ . 
(r)‏ سور ة الذاريات — الآية ۵۰ . 
() سورة ن - الآية ٩‏ . 


. ۳۲ سورة المطففين - الآية‎ )٤( 


€ س 


بالحنون والعظام الي هم أولى بها منهم » قال الحسن : لقد رایت رجالا 
او رأيتهوهم لقلتم جانين › واو رآو كم لقااوا هؤلاء شياطین »> واو رأوا 
أخياركم لقالوا هؤلاء لا حلاق مم ولو رأوا شراركم لقالوا هؤلاء قوم 
لايؤمنون بيوم الحساب وهذا كير في كلام السلف يصفون آهل زمابم 
وماهم عليه - من مالفة- من تقدم» فما الظنبآهل زماننا ؟! والذين) يفهموا 
هذا قالوا الباء زائدة قاله ابن قتيبة وغيره وهذا كثر كقوله : ( سيعلمون 
غدا من الكذاب الأشر(١)‏ ) ( هل أنبنكم على من تنزل الشياطين(١)‏ ) الآيات 
( إن تسخروا منا فإنا نسخر منکم کا تسخرون فو تعلمون من یأتیه 
عذاب يخزيه(٣)‏ ) الآية » ومنها قوله : ( لنخرجنك ياشعيب )() .. الاية 
وما ني معناها : التحقيق أن الله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان خيار 
قومه حسن ي النسب » کا ئي حديث هرقل من نشا بين قوم مشرکين 
جھال لم یکن عليه نقص إذا کان على مثل دينهم إذا كان معروفا بالصدق 
والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه وترك ما يعرفون قبحه » قال تعالى 
( وما کا معذبین حى نبعث رسولا(٥)‏ ) فلم یکن هؤلاء مستوجبين العذاب ٠‏ 
وليس ني هذا ما يتفي عن القبول منهم » وهذا لم يذ كره أحد من المشركين 
-قادحا » وقد اتفقوا على جواز بعثة رسول لا يعرف ما جاءت به الرسل 
قبله من النبوة والشرائع » وإن من لم يقر بذلك بعد الرسالة فهو كافر ء 


. ۲١ سورة القمر - الآية‎ )١( 
. ۲۲٣۳ سورة الشعراء - الاآية‎ )۲( 
. . ۲۹ سورة هود - الآية‎ )۳( 
. ۸۸ سورة الأعراف - الآية‎ )+( 


() سور ة الإسراء ‏ الاية ST‏ 


— “0 


(م ه ‏ ملحق امصنغات ) 


والرسل قبل الوحي لاتعلمه فضلا أن تقر به قال تعالى : ( ينزل الملائكة 
بااروح من آمره(١)‏ ) الآية » وقال (٠:‏ يلقي الروح من أمره على من يشاء 
من عباده لينذر يوم التلاق ) )١(‏ فجعل إنذارهم بالنوحيد كالإنذار بيوم 
التلاق » كلاهما عرفوه بالوحي » وما ذكر أنه صلى الله عليه وسلم .. 
بغضت إليه الأوثان لا بجحب أن يكون لكل ني » فإنه سيد ولد آدم » والرسول 
الذي ينشاً بين أهل الكفر الذين لا نبوة هم يكون أ كمل من غيره من جهة 
تید الله له بالعلم ودی › وبالنص والقھر کا کان نوح » و[براهم ؛ 
وهذا يضيف اله الأمر إليهما في مثل قوله : ( ولقد آرسلنا نوحاً وإبراھے()) 
الآية ( أن الله اصطفی آدم ونوحا وآل بر اھے(؛) ) الآية » وذلك أن نوحاً 
أول رسول بعث إلى المشركين » وكان مبداً شركهم من تعظم 
اموتى الصالين » وقوم إبراهم مبدأه من عبادة الكواكب ذاك الشرك 
الأرضي وهذا السماوي » وهذا سد" صلى الله عليه وسلم ذريعة هذا » 
وهذا » ومنها قوله تعالى : ( إن الذين آمنوا والذين هادوا ) (°) الاية 
بين سبحانه وصف أهل النجاة والسعادة من الأولين والآخرين وهو الذي 
يدل عليه اللفظ » ويعرف به معناه من غير تناقض » ومناسبته لا قبلها 
وما بعدها وبعرف به قدرها وهو المعروف عن السلف ويدل عليه ما ذكروه 
من سبب نزوها فروى ابن أي حاتم بالأسانيد الثابتة عن سفيان عن آي نجيح 


. ۲ سورة النحل - الآية‎ )١( 

(۲) سورة غافر - الآية ٠١‏ . 
(۳) سورة ألحديد - الآية ۲١‏ . 
(+) سورة آل عمران - الآية ۲۳ . 
(ه) سورة البقرة - الآية 1۲ . 


— ل — 


عن جاهد قال سلمان : سألت الني صلى الله عليه وسلم عن أهل دين كنت 
معهم فذ کر من عبادنہم فنزلت ولم یذ کر فيه آنہم من آهل النار › کا روی 
بأسانيد ضعيفة » وهذا هو الصحيح كا في مسلم : إلا بقايا من أهل الكتاب 
والني صلى الله عليه وسلم م یکن جیب با لا علم عنده › وقد ثبت أنه 
أئى على من مات ني الفترة » کزید بن عمرو وغیره ولم يذ كر ابن أني حاتم 
في الآية خلافا عن السلف » لكن ذكر عن ابن عباس تم أنرل الله ( ومن 
يبتغ غير الإسلام دينا(١)‏ ) .. الآية ومراده أن الله بين أنه لا يقبل إلا الإسلام 
من الأولين والآخرين » وكثير من السلف يريد بافظ النسخ رفع ما يظن 
أن الآية دالة عليه » فإن من المعلوم بالاضطرار من دين الرسل أن من كذب 
رسولا واحدا فهو کافر › فلا یتناوله قوله : « من آمن بالله » الخ .. لکن 
ظن بعض الناس أن الآية فيمن بعث إليهم محمد خاصة » فغلطوا تم افترقوا 
على أقوال متناقضة ومنها قوله : ( من جاء بالحسنة فله خير منها )١(‏ ) 
الآية ذكر أن المشهور عن السلف أن الحسنة « لا إله إلا الله » وأن السيئة 
الشرك » ثم ذكر عن السدي قال : ذلك عند الحساب ألقى بدل كل حسنة 
عشر سيئات » فإن بقيت سيئة واحدة فجزاءه النار إلا أن يغفر الله له . 
قلت تضعيف الحسنة إلى عشر وإلى سبعمائة ثابت ني الصحاح > وأن السيئة 
مثلهاءوأن الهم بالحسنة : حسنة » وام بالسيئة لا يكتب ٠‏ فأهل القول 
الأول قالوه لان أعمال البر داخلة في التوحيد فإنه عبادة الله با أمر به › 
كنا قال : ( بى من أسلم وجهه لله وهو محسن(١)‏ ) .. الآية وقال تعالى : 
() سور آل عمران - الآية ۸٠١‏ . 


)۲( سورة القصص الاآية Af‏ . 
(۳) سورة البقرة - الآية ١١١‏ . 


— “٦۷ 


( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة )١(‏ ) .. الآية فالكلمة العايبة هي 
التوحيد » وهي كالشجرة › والأعمال نمارها في كل وقت »› وكذلك 
السيئة هي العمل لغير الله »> وهذا هو الشرك » فإن الإنسان حارث همام لا بد 
له من عمل » ولا بد له من مقصود يعمل لأجله » ون عمل لله ولغيره فهو 
شرك » والذنوب من الشرك › فلا طاعة للشيطان » قال : ( أني كفرت 
عا أشركتموني من قبل )١(‏ ) .. الآبة و ر ألم أعهد إليكم يابي آدم (")) 
الآية وني الحديث « وشر الشيطان وشركه » لكن إذا كان موحدا وفعل 
بعض الذنوب نقص توحيده كا قال : « لايزني الزاني » الخ . ومن ليس 
عؤمن فليس عخلص » وي الحديث « تعس عبد الدينار » الخ وحديث 
آي بکر « قل : الهم أني أعوذ بك أن أشرك بك شيا وأنا أعلم » الخ لكن 
م يعدل بالله غبره فيحبه مثل حب الله بل الله أحب إليه » وأحوف عنده » 
وأرجأً من كل خلوق » فقد حاص من الشرك الأ كبر » ومنها قوله : 
( بى من كسب سيئة وأحاطت به خطيثته(؛) ) الآية ذكر أن المشهور 
أن السيئة الشرك › وقيل : الكبيرة يموت عليها قاله عكرمة قال مجاهد : 
هي الذنوب فتحيط بالقلب » قلت : الصواب ذكر أقوال السلف › 
وإن كان فيها ضعيف فالحجة تبين ضعفه › فلا يعدل عن ذكر أقوافم 
لوافقتها قول طائفة من المبتدعة » وهم ينقلون عن بعض السلف أن هذه 


. ۲٣ سورة إبرادم الاآية‎ )١( 
. ٣٣ سورة إبر اهم الاية‎ )۲( 
. ۰ سور ة پس - الآية‎ (r) 


(4) سورة البقرة - الآية ۸١‏ . 


— ۸ 


الآية أحطاً فيها الكاتب كا قيل في غيرها ومن أنكر شيئا من القرآن بعد 
تواتره استتیب فإن تاب وإلا قتل » وأما قبل تواتره عنده فلا يستتاب لکن 
يبين له »> وكذلك الأقوال الي جاءت الأحاديث غلافها فقهاً وتصوفاً 
واعتقاداً وغير ذلك » وقول مجاهد صحيح "ها في الحديث الصحيح « إذا 
أذنب العبد نكت تي قلبه ذكتة سوداء » الخ .. والذي يغشى القلب يسمى رينا › 
وطبعا » وختما » وقفلا » ونحو ذلك فهذا ما أصر عليه » وإحاطة الحطيئة 
أحداقها به » فلا عكنه الحروج » وهذا هو البسل بما كسبت نفسه » أي 
تحبس عما فيه نجاتا ي الدارين فإن المعاصي قيد وحبس لصاحبها عن الحولان 
في فضاء التوحيد » وعن جني نار الأعمال الصالحة ومن المنتسبين إلى السنة 
من يقول : أن صاحب الكبيرة يعذب مطلقا » والأكثرون على خلافه › 
وأن الله سبحانه يزن الحسنات والسيئات » وعلى هذا دل الكتاب والسنة »> 
وهو معى الوزن » لكن تفسير السيئة بالشرك هو الأظهر » لاأنه سبحانه 
غاير بين المكسوب والمحيط » فلو كان واحدا لم يغاير > والمشرك له خطايا 
غير الشرك أحاطت به » لأنه م يتب منها > وأيضا قوله سيئة نكرة » وليس 
المراد جنس السيئات بالاتفاق » وأيضا لفظ السيثة قد جاء في غير موضع 
مراد به الشرك » وقوله : سئه أي حال سيئته » ومکان سيئته ونو ذلك 
كنا في قوله : ( ربنا آفتا ئي الدفيا حسنة )١(‏ ) أي حالا حسنة تعم انير كله » 
وهذا اللفظ يكون صفة » وقد ينقل من الوصفية إلى الاسمية ويستعمل 
لازماً أو متعدياً يقال ساء هذا الأمر » أي قبح وبقال ساءني هذا » قال 


. ٠١١ سورة البقرة - الآية‎ )١( 


۹ 


ابن عباس في قوله - « والذين كبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها () » : 

عملوا الشرك » لأنه وصفهم بمذا فقط » ولو آمنوا لکان هم حسنات وکذا 
ما قال : « كسب سيئة » لم يذ كر حسنة » وقوله تعالى ( الذين أحسنوا 
الحسى (۲) ) أي فعلوا الحسن وهو ما أمروا به كذلك السيئة تتناول المحظور 
فيدخل فيها الشرك . 


(۸۷) تواترت الأحاديث بخروج من قال : لا إله إلا الله من النار 


إذا كان في قلبه من اير ما يزن شعيرة أو خردلة أو ذرة » و كثير منهم 
أو أكثرهم يدخلها > وتواترت أنه بحرم على النار من قال لا إله إلا الله › 
لكن جاءت مقيدة بالإحلاص » واليقين »> ويعوت عليها » فكلها مقيدة 
مهذه القيود التقال » وأكار من يقوها لا يعرف الإخلاص ولا اليقين › ومن 
لا يعرف ذلك بخشى عليه أن يفتن عنها عند الموت > وغالبهم إعما يقوها 
تقليدا أو عادة » وغالب ما يفتن عند اموت أو في القبر أمثال هؤلاء › 
کھا ني الحدیث سمعت الناس يقولون شیئا فقلته » وغالب أعمال هؤلاء 
إنما هو تقليد أو اقتداء بأمثاهم » وهم آقرب الناس من قوله : ( إنا وجدنا 
آباءنا على أمة () ) الآية فلا منافاة بين الأحاديث » فإنه إذا قافا بإخلاص 
ويقين ومات عليها امتنع أن ترجح سيئاته » فإن كان قافا على الكمال المانع 


من الشرك الأصغر وال كبر فهو غير مصر على ذنب » وإن كان على وجه 


خاص به من الأكبر ولم يأت بعدها با يناقض ذلك فهذه الحسنة لا يقاومها 


. ۲۷ سورة يونس الاآية‎ )١( 
. ۲١ سورة يونس - الآية‎ (r) 


(۳) سورة الزخرف - الآية ۲۲ . 


— ¥+ 


شي ء من السيئات فار جح بها الحسنات » كا في حديث البطاقة » وهذا حلاف 
من رجحت سيئاته » لأن معه الشرك الأصغر وأتى بعد ذلك بسیثات تنضم 
إلى ذلك الشرك فترجح سيئاته » فإن السيثات تضعف الإبعان » واليقين › 
فيضعف قول لا إله إلا الله » فيمتنع الإخلاص في القلب » فيصير المعكلم 
بها كالهادي » أو النائم » أو من بحسن صوته بآية من القرآن من غير ذوق 
طعم ولا حلاوة فالدي قاها بيقين وصدق تام أما ألا يكون مصراً على سيئة › 
أو يكون توحيده المتضمن لصدقه ويقينه رجح حسناتهم » والذين دخلوا 
النار فانم أحد الشرطين . 

(۸۸) سورة تبت نزلت ني هذا وامرأته » وهم من أشرف بطنین 
في قريش وهو عم علي بن أي طالب › وهي عمة معاوية اللذان تداولا 
الحلافة ني الأمة هذان البطنان بنوا أمية » وبنوا هاشم » وأما أبو بكر وعمر 
فمن قبياتين أبعد عنه صلى الله عليه وسلم » واتفق في عهدهما ما م يتفق 
بعدهما » ولیس يي القرآن ذم من کفر به صلی الله عليه وسلم باسمه 
إلا هذا وامرأته » ففيه أن الأنساب لا عبرة بها بل صاحب الشرف 
يكون ذمه على تخلفه عن الواجب أعظم » كا قال : ( يا نساء الني من يأت 
منكن )١(‏ ) .. الآية قال النحاس: تبت يدا دعاء عليه » وتب خبر › 
وڻي قراءة عبد الله وقد تب » وقوله : « وما کسب » أي ولده فان قوله 
وما کسب یتناوله » کا في الحدیث « ولده من کسبه ) واستدل با على جواز 
الأكل من مال الولد ‏ تم أخبر أنه سيصلى أخبر بزوال الير وحصول 
الشر ٠‏ والصلي الدخحول والاحراق جميعا » وقوله حمالة الحطب إن كان 


. ٠١ الأحزاب - الاآية‎ )١( 


إ۷ — 


مثلا للنميمة » للها قضرم الشر › فيكون حطب القلوب وقد يقال ذنبها 
أعظم » وحمل النميمة لايوصف بابل في الحيد » وإن كان وصفا اها 
ني الآخرة » كما وصف بعلها هو يصلى وهي تحمل الحطب عليه كما أعانته 
على الكفر » فيكون من حشر الأزواج » وفيه عبرة لكل متعاونين على 
الإثم أو على إثم ما أو عدوان ما ويكون القرآن قد عم الأقسام الممكنة في 
الزوجين وهي الأربعة كإبراهم وامرأته » وأما هذا وامرآته » وأما فرعون 
وامرأته » وإما نوح ولوط » ويستقم أن يفسر حمل الحطب بالنميمة حمل 
الوقود ني الآحرة كقوله : « من كان له لسانان » الخ . 

(۸۹) قوله عز وجل : ( قل نزله روح القدس من ربك() ) الآيتين 
لفظ الإنزال ني القرآن برد مقيدا بأنه منه كالقرآن » وبالإنزال من السماء › 
ويراد به العلو كالمطر » ومطلقا فلا يختص بنوع بل يتناول إنزال الخحديد 
من الحبال » والإنزال من ظهور المحيوان » وغير ذلك فقوله : ( نزله روح 
القدس من ربك بیان لنزول جبریل به من الله )» کقوله : ( نزل به الروح 
الأمين ) )١(‏ أي أنه مؤتمن لا يزيد ولا ينقص فإن اللحائن قد يفاري الرسالة ء 
وفيها دلالة على أمور منها : بطلان قول من زعم خلقه في جسم » كاب جحهمية 
من المعتزلة » وغيرهم فإن السلف يسمون من قال جلقه » ونفى الصفات 
والرؤية جهميا » فإن جهما أول من ظهرت عنه بدعة نفي الأسماء والصفات 
وبالغ ني ذلاك » فله مزية المبالغة > والابتداء بكثرة إظهاره وإن کان 
جعد سبقه إلى بعض ذلك » لكن المعترلة وإن وافقوه ني البعض 


. ٠١١ سورة النحل س الآية‎ )١( 
. ٠١١ سورة الشعراء س الآية‎ )۲( 


— VY 


فهم بخالفونه في مفل مسائل .. الإبعان ٠‏ والقدر » وبعض الصفات › 
وجهم يقول أن الله لا يتكلم ¢ أو يتكلم مجاز وهم يقولون يتكلم حقيقة 
ولكن قوم ني المعى قوله > وهو ينفي الأسماء كالباطنية والفلاسفة . 

ومنها بطلان قول من زعم أنه فاض من العقل الفعال › أو غيره › 
وهذا أعظم كفرا وضلالا من الذي قبله . 


ومنها أبطال قول الأشعرية أن كلام الله معى وهذا العرني خلق ليدل 
عليه سواء قالوا خلق ني بعض الأجسام ؛ أو اهمه جبريل أو أخذه من اللوح » 
فن هذا لا بد له من متکلم تکلم به أولا وهذا یوافق قول : أنه حخلوق › 
أكن يفارقه منوجهين أحدهما : أن أولئك يقولون المخلوق كلام الله وهؤلاء 
يقولون أنه كلام مجاز » وهذا أشر من قول المعتزلة » بل هو قول الحمهية 
المحضة لكن المعترلة يوافقو مم في المعى الثاني لبم يقولون لله كلام قام 
بذاته والحلقية يقولون لا يقوم بذاته » فالكلامية خير منهم ني الظاهر › 
لكن في الحقيقة لم يثبتوا كلاما له غير المخلوق » والمقصود أن الآية تبطل 
هذا » والقرآن اسم للعرني » لقوله : ( فإذا قرأت القرآن ) وأيضا فقوله : 
( نزله ) عائد إلى قوله : ( الله أعلم با ينزل ) فالذي نزله الله هو الذي 
نزله روح القدس » وأيضا قال : ( ولقد نعلم أنم يقولون() ) .. الاية 
وهم يقولون أنغا يعلمه هذا القرآن العرني بشر › لقوله : ( لسان الذي 
يلحدون إليه ) الخ . فعلم أن حمدآً م يؤلف نظمه بل سمعه من روح القدس › 
وروح القدس نزل به من الله » فعلم أنه سمعه منه م بؤلفه هو › ونظیرها 


)0 سورة النحل الاآية ٠١۳‏ . 


— V۳ 


قوله : ( هو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا )١(‏ ) والكتاب امم للقرآن 
بالضرورة » والاتفاق فإنيم أو بعضهم يفرقون بين كتاب الله وكلامه › 
ولفظ الكتاب يراد به المكتوب فيه › فیکون هو الکلام ویراد به ما يكتب 
فيه » کقوله : ( ني کتاب مکنون (۲) ) وقوله : ونځخرج له يوم القيمة 
کتابا یلقاه منشورا (۲) ) وقوله : ( يعلمون أنه منزل من ربك )٩(‏ ) أخبار 
مستشهد بهم » فمن ل يقر به منا فهم خير منه من هذا الوجه › وهذا لایناي 
ما جاء عن ابن عباس وغيره أنه أنزل ني ليلة القدر إلى بيت العزة في السماء 
الدنيا » ولا يناني أنه مكتوب ني اللوح قبل نزوله سواء كتبه الله قبل أن 
يرسل به جبرائيل أو بعده » فإذا أنزله جملة إلى بيت العزة فقد كتبه كله 
قبل آن ینزله › والته یعلم ما کان » وما یکون » وما لا بکون لو کان کیف 
يكون » وهو قد كتب القادير وأعمال العباد قبل أن يعلموها ثم يأمر 
بكتابتها بعد أن يعلموها فيقابل بين الكتابة المنقدمة والمتأحرة فلا يكون 
بینهما تفاوت هکذا قال ابن عباس وغیره »› فإذا کان ما جحلقه بائنا عنه 
قد کتبه قبل آن خلقه فکیف لا بکتب کلامه الذي یرسل به ملائکته قبل 
ن يرسلهم ؟ ومن قال إن جبراثيل أخذه عن ااکتاب لم يسمعه من الله فهو 
باطل من وجوه : 

منها أنه سبحانه كتب التوراة لموسى بيده » فبنوا إسرائيل أخذوا 
كلامه من الكتاب الذي كتبه » ومحمد عن جبرائيل عن الكتاب فهم أعلى 

. ٠١١ سورة الأنعام - الآية‎ )١( 

(۲) سورة الواقعة ‏ الاية ۷۸ . 


. ٠١ سورة الإسراء س الآية‎ )٣( 
. ٠١١ سورة الأنعام - الآية‎ )4( 


— ۷4 


بدرجة ومن قال إنه ألقى إلى جبرائيل معاي وعبر بالعرني فمعناه أنه همه 
إفاما » وهذا يكون لآآحاد المؤمنين كقوله : ( وإذ أوحيت إلى الحواريين()) 
( وأوحینا إلى ام موسی(۲) ) فیکون هذا أعلى من أخذ محمد » وأيضا فإنه 
سبحانه قال : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح )١(‏ ) إلى قوله و كلم 
الله موسی تكليما وهذا يدل على أمور: على أنه يكلم العبد تكليما زائداً 
۰ على الوحي الذي هو قسيم التكل الحاص > فإن لفظ التكلم والوحي کل منهما 
ينقسم إلى عام وخاص » فالتكليم العام هو القسوم ني قوله : ( وما كان لبشر 
أن يكلمه الله إلا وحيا(؛) ) الآية فالتكايم المطلق قسم الوحي الحاص ء 
لا قسما منه » وكذاك الوحي يكون عاما فيدخل فيه التكلم الحاص ء 
کقوله : ( فاستمع لا یوحی(٥)‏ ) ویکون قسیماً له کا في الشوری وهذا 
يبطل قول أنه معى واحد قائم بالذات فإنه لا فرق بين العام وما لموسى 
وفرق سبحانه ثي الشورى بين الإيحاء وبين التكلم من وراء حجاب وبين 
إرسال رسول فيوحي بإذنه ما یشاء . 


)4١(‏ لبت أنه بحرم من الرضاعة ما حرم من النسب » وأن يجمع 
بين المرأة وعمتها > وخالتها ء فقال طائفة : هذا نسخ للقرآن › فإن أرادوا 
النسخ العام الذي هو تقييد المطلق فصحيح ٠‏ وإن أرادوا النسخ الذي هو 
رفع الحكم فضعيف ٠‏ فإنه م يثبت أن الله راد بقوله : ( وأحل لكم ما وراء. 


. ١١١ سورة المائدة  الاآية‎ )١( 
. ۷ سورة الةتصص - الآية‎ )۲( 
. ٠١١ سورة النساء س الاآية‎ )۴( 
. ه١ سورة ألنشورى - الآية‎ )4( 
. ١۳ (ه) سورة طه - الآية‎ 


— ۷0 — 


ذلكم )١(‏ ) تحليل ذلك » فإن قبل هو عام بين الدليل الملخصص أن الله م يرد 
تلك الصور كقوله : ( الرانية والزاني() ) الآية م يرد به الأمة › وقوله : 
( يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )١(‏ ) .. م يرد الحامل ولا الي م يدخل بها ء 
وم يشبت أن السنة نسخت القرآن » قال تعالى : ( ما ننسخ من آية (4) ) .. 
الآية فالقرآن لا ينسخه إلا مثله » وقال كير : السنة خصت القرآن › 
وهم أكثر » وأفضل من أولئك › وقد يقال السنة فسرت القرآن وهذا في 
حدیث معاذ وکلام عمر وابن مسعود وغیرهما أن بحکم بکتاب الله فإن 
يوجد فبسنة رسول الله فلو كان ني السنة ما يقدم على دلالة القرآن لم يكن 
كذلك » بل السنة تفسر المراد منه » وذلك أن قوله : ( وأمهاتكم اللاي 
أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة )١(‏ ) كا حمل الإختصاص فقد بحتمل 
التنبيه على ما بحرم من النسب > وكذلك الحمع بين الأختين > وذلك أن 
نکاح الأخحت والمحمع بين الأختين شرع لبعض الأنبياء فإن بعقوب جيع 
بینهما » وآدم کان يزوج ذكر هذا البطن بأنى الآحر » ولم ينقل أنه 
زوج أحداً بعمته » أو خالته » نما إمنزلة الأم » والعمة كالعم والعم والد 
لقوله : ( قالوا نعبد إهك(") ) الآية فنكاح العمة والحالة أفحش من نكاح 
الأحت » وكذلك الحمع بين المرأة وعمتها وخالتها أقرب إلى القطيعة 


)0( سورة النساء د الاية ٣٤‏ . 
(۲) سورة النور - أالاآية ۲ . 
(۴) سورة البقرة س الآية ۲۲۸ . 
)٤(‏ سورة ألبقرة - الآية ٠١١‏ . 
() سورة النساء - الاآية ۲۳ . 


0( سورة البقرة الآية ١۳۳‏ . 


س ۷ س 


من ابلحمع بين الأختين » فما يتمائلان > وكذلك نكاح العمة والالة 
من الرضاع أفحش من نكاح الأخحت » والقرآن دل على تحربم نكاح الأم 
والأحت والبنت أيضا من وجهين من جهة أن الام لاتنكح إبنها من الطرفين 
ليس كالإرث قد يكون من أحد الحهتين » فالمرأة يرما عمها وابن أخيها 
ولا ترما » وإذا م يكن ها أن تنكح ولدها فكذلك الأب . 


الثاني : أن أخواتكم من الرضاعة يتناول الأخت من الحهات»وصحت 
الأحاديث بتحر لبن الفحل » فتبين أن قوله : ( وأخواتكم من الرضاعة ) 
يتناول أخته من أبيه فإذا حرمت عليه فهي على أيه أولى » فذ كر سبحانه 
الأخت ينبه بها على غيرها » ويتين أن هذا ليس مختصا بالآم كتحرم 
أمهات المؤمنين » فاو ذكرت الم وحدها لظن هذا » فلما ذكرت الأخحت 
دل على تعديه لأقارب الم » وأقارب الأب أيضا حيث كانت الأخحت 
بالأم تارة » وبالأاب أخرى » ولا ذكر التحريم بالولادة وهو الأصل 
استوني الكلام » فلما ذكر ما هو فرع عليه وشبيه به اختصر الكلام › 
فذ كر الام والأحت لا ذكرنا » ودلالة القرآن على هذا لم نستقل بفهمها 
بل السنة بينت ذلك » وهى لا تخالف القرآن » بل توافقه » فكون قوله : 
( وأحل لكم ماوراء ذلكم ) من ابحوامع الذى لا تخصيص فيه أحسن وأدل 
على عظمة الكتاب من التخصيص » ولفظ الورى بنزلة الحلق » وهو يشعر 
بالتأخر والبعد » فیکون أصله دون ما ذکر وهو متأخر عنه » فلم یکن 
ما ذكرنا داخلا فيما وراء ذلكم لا ذكرنا من أنه أفحش > وهذا عرف 
بیان الرسول م تفطن له من تفطن کا ني نظائره إذ کان وجوه دلالات 
القرآن يخفى كثير منها على كير من الناس لكن السنة بينته » والقرآن 


— VV — 


هو الذي لا تنقضي عجائبه » ولا يشيع منه العلماء » وقد جاء عن ابن مسعود 
وابن عباس وغیرهما آنہم إذا سمعوا حديثا عنه صلى الله عليه وسلم طلبوه 
من القرآن » قال مسروق » ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه 
في القرآن لكن علمنا قصر عنه »وقال الشعي : ما ابتدع قوم بدعة إلا وي 
القرآن بيانها » وكذلك أحاديث المسح لا تخالف القرآن بل تفسره وذلك 
أنه أمر القام إلى الصلاة با ذكر » ولو قدمه قبل القيام جاز » ذكره 
أحمد إجماعا » فيجب الوضوء عند القيام على المحدث ولو لبس مدلا 
م جز المسح إجماعا » واللابس على طهارة قد غسل رجاه وآتی با لامور به 
في الق رآن » فإذا أحدث فقد بينت السنة أن مسحه على اللحف الابوس على طهارة 
مجزيه » فأجزأته الطهارة المتقدمة مع هذا المسح » وهذا كما بينت السنة أن 
المستحاضة ليس خروج الدم منها حدثا » وكذلك من به سلس البول والمذي » 
فققد فرق في جنس هذا ؛ تارة ينقض وتارة لا إذا کان فيه عسر »› وذکره 
لفظ المسح في الرجلين يشعر بتخفيف الأمر فيهما › لكن التقبيد بالكعبين 
دل على أنه أراد الغسل إذا كانا ظاهرين ومن نعم الله على عباده ن هذه 
ااواضع الي تظهر فيها المخالفة لبعض الناس قد تواترت فيها السنة بجا جاءت 
فيه » فلم بمكن أحد أن يترك السنة إلا من لا يعرفها » وآما المواضع الى 
تظن فيها المخالفة وهي غلط › كالحكم بشاهد وبين فلك لما م تكن متواترة 
م یکن ظاهر القرآن مالفا للسنة بل أنكر قول من زعم المخالفة » وهذا 
بحقق وجوب العمل ما ثبت من السنة » فإنه لا بخالف الكتاب بل يفسره . 


)4١(‏ أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم وقد مقت أهل الأرض 
إلا بقايا من أهل الكتاب وماتوا أو أكثرهم قبل مبعثه » والناس إذ ذاك 


س ۷۸ — 


حد رجاین إما کتاي معنصم بکتاب مبدل » أو مبدل منسوخ ودین دارس 
بعضه جهول » وبعضه متروك وإما أمي مقبل على عبادة ما استحسنه من نجم 
أو قبر أو تمثال أو وثن أو غير ذاك والناس في مقالات بظنونما علما » وهي 
جهل ٠‏ وأعمال حسبو نها صلاحا وهي فساد » فهدی الله الناس با جاء به 
من البينات واهدى هداية جلت عن الوصف ٠‏ ثم أنه بعثه بدين الإسلام » 
وهو الصراط المستقيم > وفرض علينا أن نسأله هدايته في كل يوم وليلة 
في صلاتنا » ووصفه بأنه صراط المنعم عليهم غير المغضوب عليهم وغير 
الضالين م ذكر حديث عدي ابن حاتم وفيه فإن اليهود مغضوب عايهم › 
والنصارى .. ضالون » فقلت فإني حنيف مسلم » ودل القرآن على معى 
هذا ووصف اليهود بالغضب والنصارى بالضلال له أسباب ظاهرة وباطنة : 
جماعها أن كفر اليهود من عدم العمل والنصارى من عدم العلم » ومع أن 
الله حذرنا سبيلهم فقضى قضاء نافذا أن هذه الأمة يكون فيها مضاهاة 
اليهود والنصارى وهم أهل الكتاب ولفارس والروم وهم الأعاجم » . 
و كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن التشبه ببؤلاء وهؤلاء » فكذلك أمر 
العبد بدوام الدعاء بالاستقامة الي لا بهودية فيها ولا نصرانية أصلا »› 
والصراط التق مور باطنة في القلب من اعتقادات وإرادات وأمور ظاهرة 
قد تکون عبادات وقد تكون عادات ني الطعام والشراب والاجتماع 
والافتراق وغير ذلك .. 


(۹۲) قد غلط في مسمى التوحيد طوائف من أهل النظر والكلام 
ومن آهل الإرادة والعبادة » حى قابوا حقيقته » فطائفة ظنت أنه نفي 
الصفات › وسمو أنفسهم أهل التوحيد ¢ وطائفة ظنت آنه ليس إلا الإقرار 


۷۹ 


بتوحيد الربوبية وأطالوا الكلام في تقرير هذا الموضع » أما بدليل أن الاشتراك 
يوجب نقص القدرة واستقلال كل من الفاعلين بالفعل محال › وأما بغر 
ذلك » ولم بعاموا آن مشرکي العرب مقرون بهذا التوحيد » وهذا من التوحيد 
الواجب لكن لا بخاص من الشرك الذين هو أكبر الكبائر » بل لابد أن 
حلص له الدين فيكون دينه لله » والإله هو الأاوه » وكونه بستحت ذلك 
مستلزما لصفات الكمال فلا يستحق أن يكون معبودا حبوبا لذاته إلا هو ٠‏ 
فکل عمل لا یراد به وجهه فهو باطل وعبادة غیره وحب غيره يوجب 
الفساد ( لو كان فيهما آمة إلا الله لفسدتا )١(‏ ) » وقد بينا أن هذه الآية 
م يقصد با دليل التمانع فإنه بنع وجود المغعول لإفساده بعد وجوده تم أن 
طائفة من تكلم ني تحقيق التوحيد ظن أن توحيد الربوبية هو الغاية › والفناء 
فيه هو النهاية » فآل بهم إلى تعطيل الأمر والنهي » ولم يفرقوا بين الكلمات 
الكونية الي لا بجاوزها بر ولا فاجر وبين الكلمات الدينية الي اختص ما 
من عبده وأطاعه » م أن أولئك الذين أدخلوا فيه نفي الصفات(۲) › وهؤلاء 
الذين أخرجوا عنه متابعة الأمر إذا حققوا .. القولين أفضى بم إلى الوحدة › 
والاتحاد والحلول » ومن أحكم الأصلين ني الصفات وني الحلق والأمر 
فميز بين الأمور وغيره مع شمول الحلق هما وأثبت الصفات الموجبة لباينة 
المخلوقات أثبت توحيد الرسل » كما نبه عليه ني سورتي الإخلاص › ف( قل 
هو الله أحد ) فيها التوحيد العلمي الذي يدل على الأسماء والصفات فيتميز 


ا وم یر 


0 سورة الأنبياء - الآية ۲۲ . 
»)م المعتزلة ومن معهم من طوائف الباع فإن حقيقة التوحيد عندهم ني الصفات 
والقول تخلق القرآن وأن اه لا يرى ني الآحرة وهذا أحد أصولم الحمسة . 


— Ar — 


مثبتوا الرب المالق الأحد الصمد من العطلين ( وقل يا أبها الكافرون ) 
فيها التوحيد العلمي فيتميز من يعبد الله من غيره » وأن آقر كل منهما بن 
الله رب كل شيء ومليكه » ويتميز المخلصون ممن أشرك به › أو نظر إلى 
الةدر الشامل قسوى بين المؤمن والكافر » والله سبحانه له حقوق لا يشرك 
فيها غيره » وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم › وللمؤمنين على اأؤمنين 
حقوق مشنركة » قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا 
الله واجتنبوا الطاغوت )١(‏ ) ويدحل في ذلك ألا بخاف إلا إياه كما قال : 
( ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )١(‏ ) 
فجعل اللشية والنقوی لله وحده » وكذلك قوله : ( ولو أنہم رضوا 
ما آناهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله )١(‏ ) فجعل التحسب بالله وحده » 
وجعل الرغبة لله وحده » ولم يأمر قط لوقا أن يأل مخلوقا » وإن أباحه 
ي بعض المواضع > كا في صفة الذين لا بحاسبون عم لا وطابون غيرهم 
أن يرقيهم والقرآن كله بحقتق هذا الأأصل » وقد بعث الله مدا صلى الله 
عليه وسام بتحقةقه » ونفى الشرك بكل وجه حى ني الألفاظ كما قال : 
( لا تقواوا ما شاء الله وشاء محمد ) والعبادات المشروعة كلها تتضمن ‏ 
إخلاص الدين لته حقيةا لقوله : (وما أمروا إلا ايعبدوا الله خلصين له 
الدين )٤(‏ ) فالصلاة لله وحده » والصدقة لله وحده » والصيام لله وحده » 


(0( سورة انحل - الآية ٠١‏ . 
(۲) سورة اللور - الآية ۲ه.. 
(۴۳) سورة التوبة - الآية ۹ه . 


(4) سورة ألبينة س الاآية ه . 


— A۱ 
) ملحق المصنفات‎ ٦ (م‎ 


والحج لله وحده ٠‏ وإلى بيت الله وحده > فالمقصود من الحج عبادة الله وحده 
ني البقاع الي أمر الله بعبادته فيها » وهذا كان الحج شعار النيفية حى 
قال طائفة من السلف حنفاء لله » أى حجاجا وقوله ( ومن يبتغ غير 
الإسلام دينا )١(‏ ) عام ني الأولين والآخحرينقالتعالى : ( بى من أسلم وجهه 
لله وهو محسن() ) .. الآية فسرا سلام الوجه إا يقتضي إخلاص القصد 
لله » وهو محسن بالعمل الصالح الأمور به › وهذان الأصلان جماع الدين ء 
لا يعبد إلا الله ولا يعبد إلا با شرعه ولفظ الإسلام الاستسلام › والاتقياد 
ويتضمن الإخلاص قوله : ( رجلا سلما لرجل ) فمن استسلم لله ولغيره 
فھو مشرك ومن )م یستسلم فهو مستکبر فالیهود موصوفون بالکبر 
والنصارى بالشرك . 

٠‏ (۳) الشهادة أن حمدا رسول الله تتضمن تصدیقه في کل ما أخبر به 
وطاعته ني كل ما أمر به » فيشبت العبد ما أثبته الرسول لربه من الأسماء 
والصفات » وينفي ما نفى عنه من مماثلة المخلوقات ٠‏ فلا حرام إلا ما حرهه « 
ولا دين إلا ما شرعه » ومذا ذم الله المشر كين في الأنعام والأعراف وغيرهما 
لوهم حرموا مام حرم الله »> وشرعوا دیناً م يأذن به » ما ني قوله : 
( وجعلوا لله ما ذرأً من الحرث والأنعام(٣)‏ ) إلى آخر السورة › وما ذكر 
ني صدر سورة الأعراف » وقال تعالى : ( إنا أرسلناك شاهداً ومبشرا 
ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه١)‏ ) فمن دعى إلى غير الله فقد أشرك › ومن 

. ۸١ سورة آل عمران - الآية‎ )١( 
. ٠١١ سورة البقرة - الآية‎ )۲( 


(۴) سورة الأنعام - الآية ٠١١‏ . 
(4) سورة الأحزاب - الآية 4-4٥‏ . 


— AX 


دعى إليه بغبر إذنه فقد ابتدع » والشرك بدعة » والمبتدع يؤول إلى الشرك › 
وهذا م يوجد مبتدع إلا وفيه نوع من الشرك كا قال تعالى : (انخذوا 
أحبارهم ورهبام أربابا () ) .. الآبة وقال : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون 
بالته ولا باليوم الآحر ولا يحرمون )١(‏ ) فقرن بعدم إيعامم بالله واليوم . 
الآآحر نهم لا بحرمون ما حرمه الرسول » ولا يدينون دين الق . .. 
(۹4) أصل دين المسلمين أنه لا محص بقعة بقصد العبادة إلا المساجد 
وأما ما عليه المشر كون وأهل الكتاب من تعظم بقاع غيرها کحراء ونحوه 
هو نما جاء الإسلام بإزالته > ثم المساجد تشترك ني العبادة إلا ما خص به 
مسجد الحرام من الطواف وغوه » فإن خصائصه لا يشر كه فيها مسجد > 
کما آنه لا يصلى إلى غيره » وإذا كان مثل مقام نبينا في مل غار حراء الذي 
ابتديء فيه بإنزال القرآن لا یشرع قصده فکیضف بغیره فمن جعل شیا 
من ذلك قربة فقد ابتدع غير سبیله صل الله عليه وسلم » وأصحابه » وشرع . 
من الدين ما م يأذن به الله » وهذا جاء الإعتكاف الشرعي ني المساجد بدل 
ما كان يفعل قبل الإسلام من المجاورة بحراء ونحوه فأما العكوف والمجاورة 
عند قبر ني أو غيره أو مقامه فليس من دين المسلمين » وأما ا مسجد الأاقصى 
فهو أحد الثلائة الي تشد إليها الرحال » ولا يشرع السفر إلى غيرها » 
ولو نذره لم بحب بالنذر باتفاق الأنمة وليس بالمدينة مسجد يشرع إتيانه 
إلا مسجد قباء » وكان الفقهاء من أهل المدينة لا يقصدون شيا من تاك 
الأماكن إلا قباء حاصة» وثبت أن ابنعمر إذا تى بيت المقدس دخل وصلى 


0( سورة التوبة - الآية ۳١‏ . 


(۲) سورة التوبة - الآية ٠۹‏ . 


— AY 


فيه ولا يقرب الصخرة وكذلك نقل عن غير واحد من السلف كعمر بن 
عبد العزيز والأوزاعي واللوري وغيرهم » وذكر بعض من صنف من 
المناسك استحباب زيارة مساجد مكة » وقد كتبت دعاء تي منسك كتبته 
ي أول عمري ثم تبين لي أن هذا كله من البدع . 


)٩(‏ كل أمر يكون المقتضى لفعله على عهد رول الله صلى الله عليه 
وسلم يكون موجودا لو كان مصلحة ولم يفعله علم آنه ليس إعصلحة 
كالآذان ني العيدين فإن هذا لا أحدثه بعض الأمراء أنكره المسامون › 
لأنه بدعة » فلو لم يكن كونه بدعة دليلا على كراهته > وإلا لقيل هذا 
ذکر لله ودعاء إلى عبادته » فيد حل ي عموم قوله : ( واذ کروا الله کثیرا() ) 
وقواه: ( وهن أحسن قولا ممن دعى إلى الله وعمل صالخا )(۲) والاستدلال 
بهذا أقوى من الاستدلال على حسن أكار البدع » بل يقال ترك رسول 
الله صلل الله عليه وسلم سنة » كما أن فعله سنة » فاما آمر بالآذان في الحمعة » 
وتر كه في العيدين » فذلك كالزيادة ني عدد الر كعات المكتوبة ولا يقال 
هذا زيادة عمل صالح بل يقال كل بدعة ضلالة » ومثل ما حدثت الحاجة 
إليه بتفريط من الناس تقديم الحطبة ني العيد » فإنه لما فعله بعض الأمراء أنكره 
المسامون » لأنه بدعة » فاعتذر من أحدثه بأن الناس ينفضون قبل سماع 
الحطبة فيقال سببه تفر يطاث فإن اللحطبة مقصدها النذ كير وتعلم الدين » وأنت 
قصدك إقامة رياستك » وإن قصدت صلاحهم ل تعلمهم ١ا‏ ينفعهم › 
وأما ما تركه من المصالح لجل مغسدة قد زالت كقيام رمغان جماعة 

. ٠١ سورة الحمعة د الآية‎ )١( 

(۲) سورة السجدة - الآية ۴٣۳‏ . 


Af — 


لما حاف يفرض . أو جمع القرآن لما زال الانع وهو أن الوحي لايزال 
يتزل ٠‏ ويغرر الله ما يشاء وبحكم ما يريد » فلو جمع ني مصحف لتعذر 
أو تعسر تغبيره كل وقت » فلما استقرت الشريعة » وأمن من زيادة 
الإيجاب والتحربم » والمقتضى العمل قام بسنته » فعمل المسامون عقتضى 
سنته » وصار كتفي عمر أهل الكتاب من الحزيرة »> وكذلك قوله : 
( خذوا العطا ما كان عطا فإذا كان عوضا عن دين أحد كم فلا تأخذوه ) 
فلما صار الأمراء يععونه لمن أعانہم على الموى وكان الإمتناع منه اتباعا 
للسنة » وإن كان #دثا و كذلك قتال مانعي الز كاة » ومن فهم هذا المعى 
انحل عنه کثیر من شبه البدع فإنه قد روي عنه صلى لله عليه وسلم ما أحدث 
قوم بدعة إلا نزع الله عنهم من السنة مثلها وقد أشرت إلى هذا فيما تقدم › 
وبينت أن الشرائع أحد أغذية القلوب » فمى اغتذت بالبدع م ببق فيها 
فضل لاسان » وعامة الأأمراء إنما أحدثوا أنواعا من السياسات من أخذ أموال 
لا جوز وعقوبات لا تجوز للبم فرطوا ني المشروع من الأمر بامعروف 
والنهي عن المنكر » وإلا فلو قبضوا ما يسوغ قبضه » ووضعوه موضعه 
لإقامة دين الته وآقاموا الحدود على القريب والبعيد لما احتاجوا إلى المكوس 
والعقوبات الحائرة » ولا إلى من محفظهم من العبيد والمستعبدين » ها كان 
الحلفاء وغيرهم من أمراء بعض الأقالم > و كذلكت العلماء إذا آقاموا كتاب 
الله وفهموا ما فيه وأقاموا الحكمة الى بعث با رسول الله صلى الله عايه 
وسلم لوجدوا ني ذلات ما حيط بعلمه الناس ٠‏ وليزوا بين المحق والمبطل 
بوصف الشهادة الي جعلها الله هذه الأمة »> ولا استغنوا عما أحدث . 
المبتدعون من الحجج الي يزعمون أنهم ينصرون با أصل الدين» وعن الرأي 
الفاسد الذي يزعم القياسيون أنهم يتممون به فروع الدين . 


س A0‏ س 


» أكثر الناس لايدرك فساد البدع إذا كانت من جنس العبادات‎ )٩٩( 
 داسفلا أو من جنس الأعياد » بل أولو الألباب يدر كون بعض ما فيها من‎ 
والواجب اتباع ما أنزل الله وإن م تدرك الحكمة » فمن أحدث عملا‎ 
› ني يوم كصوم أول خميس من رجب أو صلاة أول ليلة جمعة منه‎ 
وما يتبعه من إحداث زينة » وتوسيع في نفقة › فلا بد أن يتيع هذا اعتقاد‎ 
في القلب أن العمل ني ذلك له مزية » ولولاه ما انبعث القلب إلى ذلك‎ 
فإن الرجيح من غير مرجح ممتنع › وهذا المعى قد شهد له الشرع بالاعتبار‎ 
تي هذا الحكم > فهو من المعاني المناسبة المؤثرة › فإن جرد المناسبة مع‎ 
الاقتران يدل على العلة عند من يقول بالناسب الغريب » وهم كثبر من‎ 
الفقهاء » ومن لايقول إلا بالمؤثر يكنفي بمجرد المناسبة حى يدل الشرع‎ 
أن مثل ذلك الوصف مؤثر ني هذا ا لحکم » وهو قول کثير منهم › وهؤلاء‎ 
إذا رأوا الحكم المنصوص فيه معى قد أثر في مثل ذلك الحكم ني موضع‎ 
آخر عللوا المنصوص به وقال كتير منهم إن الحكم المنصوص لا يعلل‎ 
إلا بوصف دل الشرع على أنه معلل به وتلخيص الفرق أنا إذا رأينا الشارع‎ 
دل على العلة كقوله إنْها من الطوافين .. الخ . فهذه يعمل بموجبها باتفاق‎ 
الطوائف الثلانة » فلو قال لا لبس هذا الثوب الذي تمن على به حنث‎ 
ما كانت منته مثله > وهو ننه »> وأما إذا رأينا الشارع قد حكم‎ 
بحکم لم یعلله لکن علل نظیره أو نوعه مشل آنه جوز للأب أن یزوج ابنته‎ 
الصغيرة البكر بلا إذا » وقد رأيناه جوز له الاستيلاء على ماما لكوعا‎ 
صغيرة » فهل علة ولاية النكاح الصغر أم قد تكون أخرى وهي البكارة‎ 
مثلا » فهذه هي المؤثرة آي قد بين تأڻيرها ي حکم » وسكت عنه ي‎ 
ني آخر نظيره » فالفريقان الأولان يقولان بها وهو ني الحقيقة إثبات ها‎ 


— A —- 


بالقياس والفريق الثالث لا يقول بها إلا بدلالة خاصة بحواز أن يكون النوع 
الواحد له علل ختلفة » ومنه نميه عن البيع على بيع أخيه » وسومه على سومة › 
فيعلل بفساد ذات البين ها عال به في قوله : ( لا تنكح المرأة على عمتها ) 
وآما ذا رأیناه حکم بحکم فيه وصف مناسب ل یذ کره ولا علل به نظیره 
فهذا الوصف المناسب الغريب فجوز اتباعه الفريق الأول خاصة » وهو 
إدراك لعلة الشارع بالعقل › والذي قبله بالقياس والأول بكلامه » ومع 
هذا فقد تعلم على الحكم المعين بالسبر وبدلالات أخرى فإذا تبين هذا 
فمسألتنا من باب العلة المنصوصة في موضع المؤثرة في موضع آخر » وذلك 
أنه صلى الله عليه وسلم نى عن تخصيص أوقات بصلاة أو صيام وأباح 
ذلك على غير التخصيص كقيام ليلة اللحمعة وصيام ارها وتقدم رمضان › 
فوجه الدلالة أن المفسدة تنشأً من تخصيص مالا خصيصة له › إذ لا ينبعث 
التخصيص إلا عن اعتقاد الإختصاص » ومن قال إذا أخصها بلا اعتقاد 
فلا بد أن يكون الباعث إما موافقة غيره وإما اتباع العادة وإما خوف 
اللوم » فهذا العمل مستلزم إما لاعتقاد هو ضلال » أو عمل دين لغير الله 
م الإعتقاد يتبعه تعظيم ني القلب ولو خواطر متقابلة فمن حیث اعتقاد أنه 
بدعة يقتضي عدم التعظيم » ومن شعوره با روي فيه أو فعل بعض الناس له ء 
أو عا يظهر له فيه من المنفعة يقوم بقلبه عظمته » فعلمت أن فعل البدع يناقض 
الإعتقادات الواجبة » وينازع الرسل ما جاءوا به » ونا تورث في القلب ‏ 
نفاقا » ولو کان خفيفا مثل من عظم آبا جهل » وابن آني لرياسته أو إحسانه ء 
فإذا ذمه الرسول أو أمر بإهانته فمن لم بخلص إعانه وإلا بقى في قابه منازعة 
وهذا قيل البدع مشتقة من الكفر » ومنها أن البدع تنقص الرغبة ني الان فيفعلها 
كآنما عادة ووظيفة » فيفوت ما فيها من المغفرة والرحمة والحشوع › 


AN — 


وإجابة الدعاء وغير ذللف » ومنها. جهالة الناس بدین الأرساين ¢ وانتشار 
زرع الحاهلية ومنها مسارعة الطبع إلى الاحلال من ربقة الإتباع لأن النفس 
فیها نوع من الكبر فتحب أن حرج من العو دية ګسب الإمكان ۾ جا قال 
أبو عثمان ما ترك أحد سنة إلا تكبر ني نفسه . 

(4۷) العيد يكون اسما لنفس المكان » ولنفس الزمان » ولنفس 
الاجتماع > وهذه الثلاثة قد أحدث منها أشياء » أما الزمان فغلاثة أنواع 
ویدخل فيها بدع أعياد المكان والأفعال . 


أحدها يوم م تعظمه الشريعة أصلا » ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه » 
مفل ليلة الرغايب .. 

الثاني ما جرى فيه حادثة كيوم الغدير » وم يكن ني السلف لا آهل 
البيت ولا غيرهم من يعظمه إذ الأعياد من الشرائع فيجب فيها الاتباع › 
وكذلك ماأحدث ني المولد إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى »> 
وإما بة للني صلى الله عليه وسلم »> ويصحب هذه الأعمال من الريا 
والكبر والإشنغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها كا ي الحديث › 
( ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم ) ومن الأعمال ما فيه خير 
لاشتماله على أنواع من المشروع وفيه شر من بدعة وغيرها فيكون ذاك 
العمل شرا بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكليه كحال المنافقين والفاسقين ‏ 
وهذا قد ابتلي به کار الأمة في الأزمان المتأحرة » فعليك هنا بأديين أحدهما 
ا لحرص على التمسك بالسنة في خاصتك ومن أطاعك » واءرف العروف » 
وانكر المنكر » الثاني الدعوة إلى السنة بحسب الإمكان فإذا رأيت من يعمل 
هذا ولایترکه إلا إلى شر منه فلاتدع إلى ترك منکر بفعل ماهو أنکر منه أو 


— AA — 


بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه > فإذا كان ٠‏ 
الفاعلون للبدع معيبون » فالتاركون لاسن كذلك » فإن منها ما يكون 
واجبا مطلقا » ومنها مقيدا كالنافلة » فإنها لا تجب » ولكن من أراد أن 
يصايها وجب عليه الإتيان بأركانہا وكا بحب على من أتى الذنوب من . 
الكفارات » وما بجحب على من كان إماما أو مفتيا من الحقوق وعامتها 
يحب تعليمها » والحض عايها › والدعاء إليها » و كثير من المنكرين للبرع 
تجدهم مقصرين ي فعل السان فلا ينهي عن منكر إلا ويؤمر إمعروف يغى 
عنه ها يؤمر بعبادة الله عن عبادة ما سواه » والنفوس خلقت لتعمل › 
وآنغا اترك القصود لغيره » فتفطن للقيقة الدين وانظر ما اشتملت عليه 
الأفعال من المصالح والمفاسد بحيث تعرف مراتب المعروف والمنكر حى 
تقدم أهمها عند الازدحام فإن هذا حقيقة العلم با جاءت به الرسل وهذا 
خاصة العلماء .. 


الثالث ما هو معظم في الشرع كيوم عاشوراء ويوم عرفة ويومي 
العيدين وعشر رمضان » فيحدث فيه مما يعتقد أنه فضيلة ما يصير منكرا 
ينهي عنه » وأما المكانية فأيضا ثلانة أقسام . 

أحدها ما لاخحصوص له فقصده للعبادة والاجتماع فيه لدعاء أو غير 
ذلك ضلال بين » وهذا أقبح من الذي قبله » فإنه يشبه عبادة الأوثان › 
أو نوع منها أو ذريعة > وكانت الطواغيت الكبار الي تشد إليها الرحال 
ثلاثلة اللات والعزى ومناة > وكل واحد منها لمصر من أمصار العرب > 
ومن أراد معرفة أحوال المشركين قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم > وحقيقة 
الشرك الذي ذمه الله وأنواعه حى يتبين له تأويل القرآن » ويعرف ما كرهه 


e AA — 


الله ورسوله فلينظر سيرة الي صلى الله عليه وسلم وأحوال العرب في زمانه 
وما ذكره الأزرق ني أخبار مكة وغيره من العلماء > ولا كان للمشركين 
سدرة فذ كر الحديث فأنكر جرد مشابمتهم للكفار ني اتخاذ شجرة يعكفون 
عليها معلقين عليها سلاحهم فكيف با هو أطم من ذاك من مشابية المشركين 
أو هو الشرك بعينه . 


الثاني ماله خصوصية لا يقتضي اتخاذه عيدا ولا الصلاة ولا غيرها 
عنده كقبور الأنبياء والصالحين وقد جاء عن الني صلى الله عليه وسلم > 
والسلف النهي عن اتخاذها عيدا عموما وخصوصا وينوا معى العيد فأما 
العموم فقوله : ( لا تتخذوا قبري عیدا ولا بیوتکم قبورا ) عکس ما یفعله 
الشر كون » ثم أن أفضل التابعين من أهل البيت () نى الرجل أن يتحرى 
الدعاء عند قبره » واستدل بالحديث › فتبين أن قصده للدعاء ووه الخاذ 
له عیدا › وكذلك آي عمر الحسن ابن الحسن شیخ أهل بیته کره ن يقصد 
الرجل القبر للسلام عليه ونحوه عند غير دخول المسجد ورآه من انخاذه 
عيدا » وكان للمشركين أمكنة ينتابو نا للاجتماع » فلما جاء الإسلام 
حى ذلك . 

(M~‏ سبب عبادة اللات سبب تعظيم قبر رجل صالح وهذه هي العلة 
ني تغليظه صلى الله عليه وسلم ني النهي عن انخاذ قبور الصالين مساجد › 
ولهيه عن الصلاة تي المقبرة › وقد نبه عليها بقوله : ( اللهم لا نجعل قبري 
وثنا يعبد ) وقد ذكر هذه العلة الشافعي » وأبو بكر الأثرم »> وغيرهما 


. المراد به زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عم‎ )١( 


— ۹ 


من العلماء » وهي الي أوقعت كثير من الأمم إماني الشرك الأكبر أو مادونهء 
فإن الشرك بقبر الذي يعتقد نبوته أو صلاحه أعظم من أن يشرك بخشبة أو 
حجر على تمثاله » وهذا تنجد قوما كيرا يتضرعون عندها » ويتعبدون 
بقلوبهم عبادة لا يعبدو نما ني المسجد ولا في السحر › فهذه المهسدة هي الي 
حسم صل الله عليه وسلم مادتها حى هى عن الصلاة في المقبرة مطلقا » 
وإن )م يقصد بركة البقعة » كما يقصد بركة المساجد الثلالة » كما نمي عن ٠‏ 
الصلاة وقت الطلوع والغروب والإستواء › لأا الأوقات الي يقصد 
المشركون بركة الصلاة للشمس فيها فنهى المسلم عن الصلاة حينئذ › وإن 
م يقصد ذلك الوقت سدا للذريعة فما إذا قصد الصلاة عند قبور الصالين 
متبر كا فهذا عين المحادة لله ورسوله › والمخالفة لدينه › وابتداع دين م 
يأذن الله به » فنهى صل الله عليه وسلم من اتخاذها مساجد » وعن الصلاة 
عندها » وعن اتخاذها عيدا » ودعی الله أن لا مجعل قبره ونا یعبد › 
واتخاذ المكان عيدا هو اعتياد إتيانه لعبادة أو غيرها » وتقدم النهي الحاص 
عن الصلاة عندها وإليها » وذكرنا ما تي دعاء المرء لنفسه من الفرق بين 
قصدها لأجل الدعاء والدعاء ضمنا وتبعا . 


(44) الله سبحانه يقرن بين الشرك والكذب كما يقرن بين الصدق 
والإحلاص وهذا ني الصحيح عدلت شهادة الزور الإشراك بالل ثم قرأ قوله : 
( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول ازور حنفاء لله غير 
مشرکین به (۱) ) وقال : ( ویوم ناديهم فيقول آين شركائي الذين كنم 


. ۳١ سورة المج - الآية‎ )١( 


تزعمون (۱) ) إلى قوله ( وضل عنهم ما کانوا یفترون ) وقوله : ( أتفکا 
آة دون الله تریدون (۲) ) وقوله : ( ٳن الله لا هدي من هو کاذب 
كفار(٣)‏ ) وقوله : ( إن الذين اتخذوا العجل() ) .. الآية قال أبو قلابة 
هي لكل مبتدع من هذه الأمة إلى يوم القيمة » وكل من كان قرب إلى 
الشرك كان أقرب إلى الكذب كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل 
الأهراء وأعظمهم شر کا . 

» الإستدلال بكون الشي ء بدعة على كراهته قاعدة عظيمة عامة‎ )٠٠١( 
وتمامها بالحواب عما يعارضها › فإن من الناس من يقول البدع تنقسم‎ 
إلى قسمين لقول عمر نعمة البدعة وبأشياء أحدئت بعده صل الله عليه وسلم‎ 
وليست مكروهة للأدلة من الإجماع والقياس › ورعا ضم إلى ذلك من م‎ 
بحكم أصول العلم ما عليه كثير من الناس من العادة بمنزلة من إذا قيل هم‎ 
) تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا‎ ( 
وما أكثر ما قد بحتج به من يتميز من المنتسبين إلى علم أو عبادة بججج‎ 
ليست من أصول العلم » وقد يبد ذو العلم له مستندا من الأدلة الشرعية‎ 
والله يعلم أن قوله ها وعلمه بها ليس مستندا إلى ذلك » وإنما يذ كرها دفعا‎ 
لمن يناظره والمجادلة المحمودة آنما هي إبداء المدارك الي هي مستند الأقوال‎ 
والأعمال » وأما إظهار غير ذلك فنوع من النفاق ني العلم والعمل › وهذه‎ 


)0( سورة القصص - الآية Vo CVE‏ +„ 
)۲( سورة الصافات - الآية ۸۷ . 
(۳) سورة الزمر - الآية ۴ . 


(4) سورة الأعراف - الآية ٠١١‏ . 


س ٩۲‏ سه 


قاعدة دلت عليها السنة والإجماع مع الكتاب › قال الله تعالى : (أم هم 
شر كاء شرعوا هم من الدين مالم يأذن به الله ))١(‏ فمن ندب إلى شيء 
يتقرب به إلى الله أو أوجبه بقوله أو فعله من غير أن شرعه الله فقد 
شرع من الدين مالم يأذن به الله » فمن اتبعه في ذلك فقد اتخذد شريكا لله 
شرع من الدين مالم يأذن به الله » وقد يغفر له لأجل تأويله إذا كان مجتهدا 
الأجتهاد الذي يعفى معه عن المخطيء › لكن لا جوز اتباعه قي ذلك » 


ا قال تعالى : ( اخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله(١))‏ الآية . 


فمن أطاع أحدا ني دين م بأذن به اله من ليل أو حرم أو استحباب أو 
إبجاب فقد لحقه من هذا الذم نصيب كما يلحق الأمر الناهي » ثم قد يكون 
كلا منهما معفوا عنه فيتخلف الذم لفوات شرطه أو وجود مانعه » وإن 
كان المقتضى له قانبما » ويلحق الذم من تبین له الحق فترکه » أو قصر ي 
طلبه فلم يتبين له ٠‏ أو أعرض عن طبه هوى » أو كسل وو ذلك › 
أو أعرض عن طلبه وى » أو كسل ونو ذلك » وأيضا فإن الله عاب 
على المشرکین شیئین : أحدهما آم آشرکوا به ما م ینزل به ملطانا » 
الثاني رهم مالم حرمه ها بينه صلى الله عليه وسلم في حديث عياض 
عند مسلم » وقال تعالى : ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله 
ما آشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا هن شيء(٣)‏ ) فجمعوا بين الشرك 
والتحربم » والشرك يدخل فيه كل عبادة لم يأذن بها الله > فإن 


. ۲١ سورة الشورى - الآية‎ )١( 
. ۳١ سورة التوبة - الآية‎ )۲( 


. A سورة الأنعام - الاآية‎ (r) 


۳ س 


الشركين يزعمون أن عبادتهم إما واجبة وإما مستحبة › ثم منهم من عبد 
غير اله فيتقرب به إلى الله » ومنهم من ابتدع دينا عبد به الله كما أحدثه 
النصازى من العبادات » وأصل الضلال ني أهل الأرض إنما نشاً من هذين : 
إما اتخاذ دين م يشرعه لله أو حرم مالم يحرمه » وهذا كان الأصل الذي 
بى ٠‏ عليه أحمد وغيره مذهبهم أن الأعمال عبادات وعادات فالأصل في 
العبادات أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله » والأصل ي العادات أن لا بحظر 
منها إلا ما حظره اله > وهذه الموامم المحدلة إنما هي عنها لا أحدث فيها 
من الدين الذي يتقرب به إلى الله . 


)٠١١(‏ من جوز أن يطلب من المخلوق كما يطلب من الحالق من 
كشف الشدائد فكفره شر من كفر عباد الأصنام ء فإلهم لا يطلبون منها 
کما یطلب من اللہ > ما قال تعالی : ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله 
أو أتتكم الساعة(١)‏ ) الآيتين فيين أنه إذا جاء عذاب الله » أو أتت الساعة 
لا بطلبون إلا الله في كشف الشدائد وإنزال الفوائد › وقال تعالى : ( وإذا 
مسكم الضر ي البحر ضل من تدعون() إلا إياه الآية ) .. وقد وقع في 
كثر من ذلك من وقع من العامة ونحوهم ممن فيه زهد وصلاح › ودين 
الإسلام مبي على أصلين أن لانعبد إلا الله » الثاني أن نعبده با شرع لانعبده 
بالبدع کا قال الفضیل ي قوله تعالی : ( لیبلوكم يكم أحسن عملا() ) 
قال : أخاصه وأصوبه أن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا م يقبل › 


. ٤٠ سورة الأنعام د الآية‎ )١( 
. ٩۷ سورة الإسراء - الآية‎ )۲( 


. ۷ سورة هود - الآية‎ (r) 


4 


وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا م يقبل واللحالص أن يكون اله » والصواب 
أن يكون على السنة » وهذا قال الإمام أحمد أصول الإسلام تدور على 
ثلائة أحاديث قوله : « الحلال بين والحرام بين » وقوله : « إنغما الأعمال 
بالنيات » وقوله : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » وأهل الضلال 
بخالفون هذين الأصلين فيعبدون غير الله ويبتدعون عبادة ل يأذن بها الله » 
كما ني سورة الأنعام والأعراف وبراءة وغيرهن من السور . ) 


)٠٠١(‏ ما بين الحاق من الأسباب الكسبية الي بها يتساءلون › ويشفع 
بعضهم إلى بعض هي من جنس المشاركة » والسبب الآحر الولادة » فالأسباب 
والصلات الي بينهم لالخرج عن سبب خاقي وهو الولادة » أو كسي 
من جنس المشاركة » والمعاوضة » وهذا افتتح سورة النساء بقوله : ( يا أيما 
الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) الآية فذ كر في الشورة 
حكم الأسباب من هذا » وهذا » فذكر ما يتعلق بالولادة من القرابة 
والرحم » وما يتعلق بذلك من المواريث والمناكح » وكذلك ما لحصل 
بينهم بالعقود من المناكح والمواريث والوصايا على اليتامى › فالنسب من 
الأول » والصهر من الثاني » كما قال : ( وهو الذي خلتق من الماء بشرا 
فجعله نسبا وصهرا ) )١(‏ فافتتحها بقوله : ( الذي خلقكم من نفس واحدة 
م قال : ( اتقوا الله الذي تساءلون به ) أي تتعاهدون وتتعاقدون والأرحام › 
فدخحل ني الأول مابينهم من التساؤل والتعاقد الذي بجمع المعاوضة والمشاركة 
وتي الناني الو لادة وفروعهاء وقد نزه الله نفسهالمتقدسة عنهماء فقال ( وقل المد 


. سورة الفرقان - الآية 4ه‎ )١( 


— ٩ 


لته الذي لم يتخذ ولدا )(۱) الآبة وقال : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)(٠)‏ 
الآيتين وقال : وجعلوا لله شركاء الجن )١(‏ ) الآيتين وقال : ( قل هو الله 
أحد الله الصمد (؛) .. إلى آخرها) . 


ومن هنا ضل من ضل من المشر كين وأشباههم من المتفلفة حيث جعلوا 
لله ما نسبوه إليه نسب الولادة » أو جعلوه كالشريك وهذا كانوا يتخذون 
هؤلاء شفعاء » فليم يعبدوليم اليقربونهم إلى اله زلفى » ويتخذو مم 
وسيطا ووسائل كما يتخذون ذلك عند المخلوقين › فهذا أصل مادة هؤلاء 
الحهلة الضلال ونحوهم › والقرآن قد حسم هذه المادة »> وجرد التوحيد › 
وبين أنه لا نسبة بين المخلوق وا للحالق إلا نسبة العبودية المحضة › ا قال : 
( بل عباد مكرمون(١)‏ ) وقال : ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله)(١)‏ 
الآية وقال : ( تكاد السموات يتفطرن منه () ) .. الآية . 


› المشر كون من الصائبة وحوهم لما عيدوا الكواكب والملائكة‎ )٠۳( 
وجعلوها وسائط بين الله وبين خلقه » جادلوا الحنفاء الذين يتبعون الرسل‎ 
ولا يعبدون إلا الله فقالوا : حن نتخذ الروحانيين وسائط > وأنم تتخذون‎ 
البشر فأخذ يعارضهم طائفة كالشهرستاني ني المال والنحل وغيره » ويذ كرون‎ 


(1) سورة الإسراء - الآية ١١١‏ . 
(۲) سورة الفرقان - الآية ٠-١‏ . 
(۴) سورة الأنعام - الآية ٠٠١‏ . 
)٤(‏ سورة الصمد - الآية ١‏ - > . 
(ه) سورة الأنبياء - الآية ۲۹ » ۲۷ . 
)٩(‏ سورة النساء - الآية ۱۷١‏ . 


(۷( سورة مرم - الآية ۰ 0 ۹ . 


)س 


أن توسط البشر أولى من توسط الروحانيين فبنوا معارضتهم على أصل فاسد 
فاسد » وهو مقايسة وسائط أولئك بوسائط الحنفاء ›» وهذا جهل بدين 
الحنفاء » فإنه ليس بينهم وبين الله واسطة في العبادة » وإنما الرسل بلختهم 
آمر الله فهم وسائط ني التبليغ » كدليل الحاج › وإمام الصلاة ›» وبعض 
من دخل دين الصائبة والمشر كين ظنوا أن شفاعة الرسول لأمته لاتحتاج 
إلى دعاء منه بل الرحمة الي تفيض على الرسول تفيض على المستشفع من غير 
شعور من الرسول ولا دعاء منه ومثلوا ذلك بانعكاس شعاع الشمس إذا 
وقع على جسم صقیل » ثم انعكس على غيره › وکا أن انعكاس الشعاع 
يحتاج إلى المحاذاة فكذلك الفيض لابد فيه من توجه الإنسان إلى النفوس 
الفاضلة » وجعلوا الفائدة ني زبارة قبورهم من هذا الوجه » وقالوا 
إن الأرواح المغارقة تجتمع هي والأرواح الزائرة › فيقوى تأيرها » وهذه 
ا معاني ذكرها طائفة من الفلاسفة » ومن أخذ عنهم كابن سينا وي حامد 
وغیرهم > وهذه من أصول عباد الأصنام > وهي من المقاييس الي قال 
فيها بعض السلف : ما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس . 


)٠٠١(‏ وما يبين حكمة الشريعة نا كسفينة نوح أن الذين خرجوا 
عن المشروع خرجوا إلى الشرك › وطائفة منهم يصلون ألميت › ويدعر 
أحدهم اميت » فبقول اغفر لي وارحمي ٠‏ ومنهم من يستقبل القبر ويصلي 
لله مستدبرا الكعبة » ويقول القبر قبلة الحاصة والكعبة قبلة العامة » وهذا 
يقوله : من هو أكثر عبادة وزهدا » وهو شيخ متبوع » ولعله أمثل أصحاب 
شیخه » لقوله ني شيخه وآخر من أعيان الشيوخ التبوعين أصحاب الصدق 
والاجتهاد ني العبادة والزهد يأمر امريد أول ما يتوب أن يذهب إلى قبر 


— ۷ 
(م ۷ ملحق المصنفات ) 


الشيخ فيعكف عليه عكوف أهل التمائيل عليها » وجمهور هؤلاء الش ركين 
بالقبور بجدون عند عبادة القبور من الرقة والحشوع وحضور القلب 
مالا جحدونه في المساجد » وآحرون محجون إلى القبور وطائفة صنفوا كتا 
وسموها مناسك حج المشاهد » وآخحرون يسافرون إلى قبور المشايخ وإن 
يسموه منسكا وحجا » فالمعى واحد وبعض الشيوخ المشهورين بالزهد 
والصلاح صنف كتاب الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في المنام » 
وذكر قي مناقب هذا الشبخ أنه حج مرة وكان قبر الني صلل الله عليه وسلم 
منتهى قصده › ثم رجع ولم يذهب إلى الكعبة » وجعل هذا من مناقبه 
وبسبب الحروج عن الشريعة صار بعض الشيوخ ممن يقصده القضاة والعلماء 
قيل عنه إنه كان يقول : البيوت المحجوجة ثلالة مكة » وبيت المقدس » 
والبد الذي باهند الذي للمشركين . لأنه يعتقد أن دين اليهود والنصارى 
حق وجاء بعض إخواننا العارفين قبل أن يعرف حقيقته » فقال له أريد 
أن أسلك على يدك فقال له على دين اليهود » أو النصارى » أو المسلمين › 
فقال له : واليهود والنصارى أليسوا كفارا ؟ قال لاتشدد عليهم ولكن 
الإسلام أفضل » ومن الناس من بجعل مقبرة اأشيخ كعرفات يسافرون إليها 
وقت الموسم » فيعرفون بها كما يفعل با مغرب والمشرق » وهؤلاء وأمثاهم 
صلاتهم ونسكهم لغير اله فليسوا على ملة إبراهيم والاستغاثة بالني صلى الله 
عليه وسلم بعد موته موجود ني كلام بعض الناس ٠‏ مثل حى الصرصري 
وحمد بن النعمان » وهؤلاء هم صلاح لكن ليسوا من أهل العلم بل جروا 
على عادة كعادة من يستغيث بشيخه ني الشدائد ويدعوه » وكان بعض 
الشيوخ الذين أعرفهم وله فضل وعلم وزهد إذا نزرل به أمر خطا إلى جهة 
الشيخ عبد القادر خطوات واستغاث به وهذا يفعله كثير من الاس » 


A — 


وهۇلاء مستندهم مع العادة قول طائفة قبر معروف أو غيره ترباق جرب » 
ومعهم أن طائفة استغاثوا بحي أو ميت فرأوه أتى في هوى › وقضى بعض 
الحوائج » وهذا كثير واقع ي المشركين الذدين يدعون الملائكة أو الأنبياء 
أو الكواكب والأوثان فإن الشيطان يتمثل فم > ولو ذكرت ما أعلم من 
الوقائع الموجودة في زماننا من هذا لطال المقال › وقد طاف هذا بجوابه 
يعي الذي ذكر فيه جواز الاستغاثة بالني على علماء مصر ليوافقه واحد 
منهم فما وافقوه » وطلب منهم أن بخالفوا الحواب الذي كتبته فما خالفوه 
مع أن قوما كان هم غرض ٠‏ وفيهم جهل بالشرع قاموا ني ذلك قياما عظيما ء 
٠‏ واستعانوا بمن له غرض من ذوي الساطان مع فرط تعصبهم » وكارة 
جمعهم › وقوة ساطا م ومكائدة شيطام . 


)٠٠١(‏ لا استحل طائفة من الصحابة والتابعين اللحمر كقدامة وأصحابه 
ظنوا آنا تباح لمن عمل صالخا على مافهموا من آية المائدة » اتفقق عاماء 
كعمر وعلي وغيرهما على لبم يستتابون » فإن أصروا على الاستحلال 
كفروا وإن أقروا بالتحرم جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل 
الشبهة حنى ببين همم الحق فإن أصروا كفروا » وهذا كنت أقول للجهمية . 
الذين نفوا أن يكون الله فوق العرش أنا لو وافقتكم كنت كافرا › وأنم 
عندي لا تكفرون » لأنكم جهال ونحن نعلم بالضرورة أن الرسول صلى 
الله عليه وسلم م یشرع لأمته أن يدعوا أحداً من الأحياء ولا الأموات 
لا الأنبياء ولا غيرهم » لا بلفظ الاستغاثة » ولا بلفظ الاستعاذة ولا غيرهما . 
كا أنه م يشرع نمم السجود ليت » ولا إلى غير ميت ونو ذاك بل نعلم 
أنه هى عن ذلك كله » وأنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله › لكن 


4 


لغلبة اجهل » وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المنأخرين » م يعكن 
تكفيرهم بذاك حى يبين هم ما جاء به الرسول ؛ وهذا ما بينت هذه المسألة 
قط لمن يعرف أصل دين الإسلام إلا تفطن له > وقال هذا أصل دين الإسلام 
وكان بعض أكابر الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول : هذه أعظم 
ما بینته لنا . 

)٠١١(‏ الله سبحانه م يذكر ني كتابه المشاهد بل ذكر المساجد ء 
وآنها خالصة له » كما قال : ( قل أمر ري بالقسط وأقيموا وجوهكم‌عند كل 
مسجد وادعوه خلصین له الدین )(۱) وقال : ( ما کان للمشرکین أن يعمروا 
مساجد الله ) )١(‏ الآبتين وقال : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض 
هدمت صوامع وبیع وصلوات ومساجد یل کر فیھا اسے الله ) )۴١(‏ .. الاية . 
ول يذ كر بيوت الشرك كبيوت المشاهد » وبيوت النار › والأصنام › 
لان الصوامع والبيع لأهل الكتاب › فالممدوح من ذلك ما كان مبينا قبل 
اللسخ والتبديل » ها آثى على اليهود والنصارى .. والصائبين الذين كانوا 
قبل النسخ والتبديل يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون صالما » فبيوت 
الأوثان والمقابر لم يذ كر الله شيا منها إلا ني قصة من لعنهم الني صلى الله 
عليه وسلم » وذكر آنيم شرار الحلق عند الله يوم القيامة فجمعوا بين 
التصاوبر والمقابر . 

)۱٠۷(‏ جاء في القرآن نسبة المسيح إلى أمه لينفي نسبه إلى غيرها ء لا كا 

. ۲۹ سورة الأعراف - الآیة‎ )١( 


(۲) سورة التوبة - الآية ٠۷‏ . 
(۴) سورة الحج - الآية 4٠‏ . 


۰ س 


زعمت النصاری › ولا كا زعمت اليهود › وأبلغ منه قوله : ( قل فمن 
يعلك من الله شيا إن أراد أن بلك المسيح ابن مرم وأمه ) )١(‏ .. الاية 
خص المسيح وأمه من أهل الأرض ٠‏ لما أتخذا اين فخصا لنفي هذا 
الشرك › ولم يكن تنقصا هما وقال تعالى : ( ولا يأمر كم أن تتخذوا 
الملائكة والنبيين أربابا )(۲) .. الاية . 

فتخصیصه تبیه على من دونہم › ومن هذا قوله : ( لن يدخل أحد 
منكم ابخنة بعمله ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) فتخصيصه 
لتحقيق العموم وكذلك قوله : ( ومن يقل منهم أني له من دونه فذاك 
بجزيه جهنم كذاك )۳) .. الآية فذ كر الملائكة تنبيها على أن هذه الدعوى 
لا تجوز لأحد من الحلق » ولو قدر وقوعه من ملك لكان جزاؤه جهم › 
فكيف بغيره ؟ وهذا التحقيق أفراد لله بالآمية » ومنه قوله : ( ولو أشر كوا 
لبط عنهم ما كانوا يعملون )٠()‏ والأنبياء معصومون ولكن المقصود بيان 
أن الشرك لو صدر من أفضل اللحلق لأحبط عمله » فكيف بغيره ؟ وكذلك 
قوله : ( لن أشر كت ليحبطن عملك )(°) خوطب بذاك أفضل الحاق 
لبيان عظم هذا الذنب » لا لغض قدر المخاطب » كقوله : ( ولو تقول عاينا 
بعض الاأقاويل )١()‏ الآيات وقوله : ( فإن يشاء الله يخم على قابك )(") 
)١(‏ سورة المائدة - الآية 1۷ . 
(۲) سورة آل عران - الآية ۸٠‏ . 
(۳) سورة الأنبیاء - الآَية ٠۹‏ . 
(4) سورة الأنعام - الآية ۸۷ . 
(ه) سورة الزمر - أالآية ٠٠‏ . 


)۷( سورة الشورى - الآية ¥4 . 


— ء١‎ 


- وني الحديث ( أن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبم وهو غير ظالم › 
ولو رحمهم لکانت رحمته خیرا هم من أعماهم ) فهذا ني بيان عدل 
الرب وإحسانه وتقصير اللحلق عن واجب حقه من الملائكة والانبياء . 


(۱۰۸) وقال في الكلام على قوله تعالى ( قل ادعوا الذين زعمم 
من دونه ) )١(‏ الآيين لا ذكر أن من السلف من ذكر أنهم من اللائكة ء 
ومنهم من ذ کر معهم الإنس » ومنهم من ذكر ألم من لحن › یذ کرون 
جنس المراد به الآبة على التمنيل كا يقول الرجماني لمن سأله عن المبر 
بريه رغيفا والآية هنا قصد بها اتعمبم لكل ما يدعى من دون اله > فكل 
من دعی ميا أو غائبا مڼ الأنبياء والصالين سو اء كان بلفظ الإستغاثة 
أو غیرها فقد تناولته هذه الآبة « »کا تتناول من دعی اللائكة والحن 
ومعاوم آن هؤلاء یکونون وسائط فیما یقدره اله باقعام » ومع هذا فقد 
نی عن دعاہم » وبين آم لا بعلكون كشف الضر عن الداعين ولا تحويله 
لا یرفعونه بالکلیة ولا یحولونه من موضع إلى موضع » آو من حال إل حال » 
کنغییر صفته أو قدره وهذا قال : ( ولا تحویلا ) فذ کر نكرة ت تعم أنواع 
التحويل , > وقال. تعالی : ( وأنه کان رجال من الإنس يعوذون ea‏ 

من ابن فزادوهم رهقا ) (۲) كان أحدهم إذا تزل بوادي بقول : : أعو 

هنا ارا ل موا قات لن الاس تع با ادوا رها» 
وقد لمر ال کأحمد وغیره على آنه لا جوز الاستعاذة مخلوق » وهذا 
ما استدلوا به على آن کلام الله غير مخلوق » بلا ثیت عنه صلی الله عليه وسلم 


)0( سورة الإسراء : الآيتين “ل0 OY CC‏ . 
(۲) سورة الحن - الآية ١‏ . 


E 


أنه استعاذ بكامات الله » وأمر بذللك » فإذا كان لا يجوز ذلك فأن لا جوز 
أن يقال أنت خير مستعاذ يستعاذ به أولى » فالاستعاذة والاستجارة والاستغاثة 
كلها من نوع الدعاء والطلب > وهي ألفاظ متقاربة ›» ولا كانت الكعة 
بيت الله الذي یدعی وید کر عنده » فإنه سبحانه پستجار به هناك ›» وقد 
يستمسك بأستار الكعبة كها يتعلق التعاق بأذيال من يستجير به » كنا قال 
عمر وابن سعيد أن الحرم لا يعيذ عصيا › ولا فارا بدم » ولا فارا بخربة 
وني الصحيح يعوذ عائذ بهذا البيت والمقصود أن كير من الضالين يستغيثون 
جن يحسنون به الظن .. ولا يتصور أن يقضي هم أکثر مطابهم » کيا أن 
ما نخبر به الشياطين من الأمور الغائبة لا يصدقون في أكثر بل يصدقون 
في واحدة » ويكذبون ني أضعافها وبقضون هم حاجة واحدة وعنعولبم 
أضعافهم ويكون فيما أخبروا به وأعانوا عليه إفساد حال الرجال في الدين 
والدنيا » ويكون فيه شبهة للمشر كين كا بخبر الكاهن ونحوه والله سبحانه 
جعل الرسول مبلغا لأمره › ونه » ووعده › ووعیده وهؤلاء بجعلون 
الرسل والمشايخ يدبرون العام بقضاء الحاجات وكشف الكربات ولیس 
هذا من دين المسامين بل النصارى تقول هذا في المسيح وحده شبهة الاحاد 
والحلول » وهذا لم يقولوه ني إبراهيم وموسى وغيرهم مع أنبم في غاية 
اجهل ني ذلك » فإن الآيات الي بعث بها موسى أعظم › ولو كان هذا 
مكنا م يكن للمسيح خاصية به بل موسى أحتق » وهذا كنت أتنزل مع 
علماء النصارى إلى أن أطالبهم بالفرق بين المسيح وغيره » من جهة 
الإهية » فلا بجدون فرقا بل أبين هم أن ما جاء به موسى من الآيات أعظم » 
فإن كان حجة ني دعوى الإهية فموسى أحق › وأما ولادته من غير أب 
فهو يدل على قدرة الحالق لا على أن المخلوق أفضل من غيره . 


س ٣ء‏ — 


)٠٠۹(‏ إذا كان الكلام في سياق التوحيد » ونفي خصائص الرب 
عما سواه م جز أن يقال » هذا سوء عبارة تي حق من دون الله من الإتبياء ء 
والملائكة » فإن المقام أجل من ذلك › و كلما سوى الله يتلاشى عند نجريد 
توحيده والني صل اله عليه وسلم کان من أعظم الناس تقريرا لا بقال 
على هذا الوجه » وإن كان هو المسلوب كما قالت عائشة لا أخبرها ببراءتا : 
والله لا أقوم إليه ولا أحمده » ولا أحمد إلا الله وني لفظ جمد الله لامحمدك 
فأقرها صلى الله عليه وسلم وأبوها على ذلك » لان الله سبحانه الذي أنزل 
براءتها بغير فعل أحد » قال حبان قلت لابن المبارك: إني لأستعظم هذا القول » 
قال : ولت الحمد أهله وي الحديث الذي رواه الإمام أحمد قول الأسير 
اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد » قال عرف الحق لأهله » و كان 
يعلم أصحابه تجريد التوحيد » فقال : لاتقولوا ماشاء الله وشاء محمد › 
ولکن قولوا ما شاء الله م شاء محمد » وقال له رجل ما شاء الله وشئت فقال : 
أجعلتني لله ندا ؟ بل ما شاء الله وحده » وما أحدثه الله بغير فعل منه إضافة 
إلى الله وحده كما قال لكعب بن مالك : لا قال له وما أمن عندك أمن 
عند الله ؟ قال بل من عند الله ومعلوم أنه لو كان من عند النبي صلى الله 
عليه وسلم لكان من عند الله عى أنه خلقه » فجميع الحادثات من عنده 
بهذا الاعتبار > ولكن المقصود أنه صلى الله عليه وسلم يصدر عنه فعل ي 
هذه التوبة إلا أنه بلغ الرسالة . 

.. )۱() وقال ني الکلام على قوله : ( قل أباله وآیاته ورسوله‎ )۱٠١( 
› وبآياته كفر » وبالرسول كفر‎ ٠ الآية تدل على أن الإستهزاء بالل كفر‎ 


. ٠٠ سورة التوبة - الاآيةَ‎ )١( 


— 4 


من جهة الأستهزاء بالله وحده كفر بالضرورة فلم يكن ذكر الآبات 
والرسول شرطا » فعلم أن الاستهزاء بالرسول كفر وإلا لم يكن لذكره 
فائدة » و كذلك الآيات وأيضا فالإستهزاء بهذه الأمور متلازم » والضالون 
مستخفون بتوحيد الله تعالى » يعظمون دعاء غيره من الأموات وإذا أمروا 
بالتوحيد » ونهوا عن الشرك » استخفوا به » كما قال تعالى : ( وإذا رأوك 
إن يتخذونك إلا هزوا ) )١(‏ .. الآية فاستهزؤا بالرسول لا ناهم عن الشرك » 
وما زال المشر كون يسبون الأنبياء » ويصفونہم بالسفاهة والضلال وابحنون 
إذا دعوهم إلى التوحيد » لا في أنفسهم من عظم الشرك » وهكذا تجد من 
فيه شبه منهم إذا رأى من يدعو إلى التو حيد استهزأً بذاك لا عنده من الشرك › 
قال الله تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يبوم كحب 
الله ) )١(‏ فمن أحب خلوقا مثل ما بحب الله » فهو مشرك » وجب الفرق 
بين الحب ي الله والحب مع الله » وهؤلاء الذين اتخذوا القبور أوثانا 
تجدهم يستهزؤن با هو من توحيد الله » وعبادته » ويعظمون ما الخذوه 
من دون الله شفعاء » وجلف أحدهم اليمين الغموس كاذبا » ولا مجرىء 
ن بحلف بشیخه کاذبا » و کشر من طوائف متعددة یری أحدهم أن 
استغائته بالشيخ إما عند قبره » أو غير قره أنفع له من أن يدعو الله ي 
المسجد عند السحر » ويستهزيء بمن يعدل عن طريقته إلى التوحيد » و كثير 
منهم بخربون المساجد ويعمرون المشاهد » فهل هذا إلا من استخفافهم 
بالله وبآياته » ورسوله » وتعظيمهم للمشرك وإذا کان هذا وقف وهذا 


. >١ سورة الفرقان - الآية‎ )١( 
. ٠٠٠١ سورة البقرة - الآية‎ )۲( 


0ء — 


وقف كان وقف الشرك أعظم عندهم مضاهاة لمشركي العرب الذين 
ذكرهم الله في قوله : ( وجعلوا لله ما ذراً من الحرث والاانعام نصيبا ) )١(‏ 
الآية فيفضلون ما يجعل لغير الله على ما بجعل لله ويقولون : الله غي وآهتنا 
فقيرة » وهؤلاء إذا قصد أحدهم القبر الذي يعظمه يبكي عنده » ويحشع ٠‏ 
ويتضرع مالا بحصل له مثله ني ابحمعة والصلوات اللحمس وقيام الليل فهل 
هذا إلا من حال المشر كين لا الموحدين .. ومثل هذا أنه إذا سمع أحدهم 
سماع الأبيات حصل له من الحشوع والحضور مالا بحصل له عند الآيات 
بل يستنقلونا ويستهزؤن بها ون يقرؤها نما بحصل هم به أعظم نصيب 
من قوله : ( قل أبالله وآیاته ورسوله کن تستهزؤن ) والذین بجعلون دعاء 
الموتى أفضل من دعاء الله » منهم من بحكي أن بعض المريدين استغاث 
بالله فلم يغثه » واستغاث بشيخه فأغاثه » وأن بعض الأسورين دعى الله 
فلم بخرجه » فدعى بعض الموتى فجاءه فأخرجه إلى بلاد الإسلام » وآخر 
قال : قبر فلان هو ارياق المجرب » ومنهم من إذا نزل به شدة لايدعو 
إلا شيخه قد هج به كما هج الصي بذ كر أمه » وقد قال تعالى للموحدين 
( فإٍذا قضيم مناسککم فاذکروا الله کذ کرکم آباء کم أو اشد ذکرا) (۲) 
وقد قال شعيب : ( ياقومي أرهطي أعز عليكم من الله ) )١(‏ وقال تعالى : 
( لتم أشد رهبة ني صدروهم من الله 4) . 


. ٠١١ سورة الأنعام - الآية‎ )١( 
. ٠٠١ سورة البقرة - الآية‎ )۲( 
. ۹۲ سورة هود - الآية‎ )۳( 
. ٠١ سورة الحشر - الآية‎ )٤( 


— ء٦‎ 


)١(‏ جى النبي صل الله عليه وسلم عن الرقا التي فيها شرك كالي 
فیھا استعاذة بان › ما قال تعالی : ( وآنه کان رجال من الإنس يعوذون 
برجال من ابلحن فزادوهم رهقا ) (1) وهذا ى ‌العلماء عن التعازيم › والأقسام 
الي يستعملها بعض الناس في حق المصروع وغيره الي تنضمن الشرك › 
بل وا عن كل مالا يعرف معناه من ذلك خشية أن يكون فيه شرك › 
ومن قال لغيره أسألك بكذا » فإما أن يكون مقسما فلا جوز بغير الله »> 
وإلا فهو من باب السال به » قتبين أن السائل لته بخلقه آما أن يكون حالفا 
جخلوق » وذلك لا يجوز ء وآما أن يكون" اثلا به وتقدم تفصيله وأما إذا 
قم على الله ثل أن يقول أقسمت غليك يارد ب لتفعلن گذا کا کان البراء 
ابن مالك وغبره من السلف يفعله » وني الصنحيح رب أشفت شعت أغبر لو اقم 
على الته لبرہ : فهذا ء من الإقسام عليه تغالى به ليس إقساما عليه بمخلو 
ومعنى قؤله : أسألك ت بالرحم لي إقسام لكن ببب الرحم لاا توجب 
حقوقا لسؤال ااال باعماقم الصالخة وکسۇالنا بدغاء الني“ صلی آلله عليه 
وسلم اواشفاعته في مياه ٤‏ ونه ماروي ڪن علي آن عبد الله ين جعفر 
إذا ماله بعت جعفر أعطاه ٤‏ وهن الحديث الذي أسألك بحت السائلين عليك 
و رحق نمشاي هذا الخ" ٤‏ فحقى الساتلين و العابدين الإجابة وا رالإابة ¢ فذلك 
سؤال له بافعاله كالإستعاذة بنحو ذاك » كقوله أعوذ برضاك من سخطك › 
وجعافاتك من عقوبك » وبك منك لا أحصي ٿا اء عليك أنت کا أتيت 
علي فبك ¢ فالإستعاذة بععافاته 4 الي هي فعله ھن الۋا ابت اي هي 
فعله ۽ وقوله في الحدیث و رنستشفع بال نه عليك, > وتسبيحه صل الله عليه 


)0 سور ة اللحن س الآية ٦‏ . 


r (EY 


وسلم وتعلیمه له أنه لایستشفع بالله على خلقه على کل تقدیر » طلب منه 
مالا يقدر عليه وطلب منه مالا يطلب إلا من الله » ولا يقدر عليه إلا الله › 
وطلب منه ما هو أعظم استخفافا بالله » وانتقاصا له من طلب شفاعة الله 
إلى عبده فإنه مکن » لکن طلب من الله مافیه سؤال لغیره › وهو سبحانه 
قادر عليه بلا سؤال وهو غي عن المخلوقات › سبح رسول الله صلى الله 
عليه وسلم وعظم ذلك حى رؤي ذلك في وجوه أصحابه فإذا کان لا جوز 
أن يطلب من الله أن یسال غیره إذ هو قادر على فعل الغير بلا سؤال فكيف 
إذا كان المطلوب فعل نفسه ؟ فلم يطلب فعل نفسه منه › بل طابه من بعض 
عباده » وليس عندهم إلا الشفاعة ›» وهم لا يشفعون إلا من بعد إذنه ء 
فتبين أن ليس همم من الأمر شيء . 

)۱١(‏ كونه صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين ليس 
معناه أنه يسأل الله بهم > أو يقسم بهم عليه › بل يستنصر بدعام « U‏ 
قال لسعد : وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بصلاتہم ودعوام 
وإخلاصهم » وأما استغاثة احمل به ليجيره من ظلم أهله » فهو طلب 
منه أن يشكيه » فأشكاه إمنعهم من أذاه › وأما استغاثة الصحابة في القحط 
به » فاستغاڻوا به ليدعو هم › کا يستغيث به الناس يوم القيامة ليدعو هم › 
والكلام ني الأحكام الشرعية لايقبل من الباطل أو التدليس ما يتفق عند 
أهل البدع الذين م يرثوا علومهم من أنوار النبوة > كالفلاسفة الذين 
یکونون آکثر الحائضین في العلم ضلالا وافتراقاً » ولیس هذا شأن ما ورٹ 
عن الأنبياء إلا أن يدحل فيه الكذب والتحريف › والدين حفوظ جفظ 
الله له › ما قال تعالى : ( إنا حن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) )١(‏ ولا 


. 4 سورة الحجر - الآية‎ )١( 


— ۸ 


كانت ألفاظ القرآن منقولة بالتواتر بخلاف بعض الحديث » وطمع 
الشيطان في نحريف معانيه » وتغيير ألفاظ الرسول بالزيادة والنقص › 
أقام الله من بحفظ بهم دينه بحملون العلم الموروث عنه فينفون عنه ریف 
الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الحاهلين » فبينوا ما أدحل أهل الكذب 
والغلط ني ألفاظ الحديث » وما أدخحل أهل التحريف في معاني القرآن . 
والحدیث » ما قال صلى الله عليه وسلم : « لا تزال طائفة من مي على 
الحتى لا يضرهم من خالفهم ولا من خذهم حى تقوم الساعة » . 
)١١(‏ وقال في الكلام على إهداء الثواب للني صلى الله عليه وسلم > _ 
الأعمال لا تعمل إلا لله » ولا يطلب أجرها إلا منه » وإن وصل با نفع 
عظم إلى الأنبياء وغيرهم فإنيم دعوا إلى عبادته » وبينوا أن الحزاء عليه 
لا عليهم » كما قال تعالى : ( فأنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) )١(‏ .. 
وكير من الضلال يطابون ابحزاء من الأولياء » كانم يعبدوليم » أو كانم 
عملوا لأجلهم » فصاروا شبه النصارى نزلوا المخلوق بعد موته منزلة 
الحالق » لان الأولياء في حياتهم لا بمكنون أحداً من الإشراك بهم »› 
كا قال المسيح عليه السلام : ( ما قلت هم إلا ما أمرتني به ) )١(‏ .. الاية 
وقال : ( ما کان لبشر أن يؤلية الله الكتاب والحكم والنبوة ثم بقول 
للناس ) )١(‏ .. الأيتين .. وهذا كان خاتم الرسل المبعوث بلة إبراهى قد 
أقام الحنفية كما نعت بذلك ني الكتب کقوله : ( ولن أقبضه حی اقم به 


)0( سورة الرعد : ألآية °{ . 
(۲) سورة المائدة - الآية ٠۱١۷‏ . 


(۴) سورة آل عمران - الآية ۷۹ . 


۹ س 


الملة العوجا ) .. الخ .. وقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ) .. الخ 
مم ذكر الاحاديث الي قالما في مرضه »› وقباه » وني الصحيحين عنه 
( لرکبن سنن من کان قبلكم ) الحديث وقد شرحنا هذا الحدیث › 
وتكلمنا على جملة ما وقع من ذلك والمقصود هنا أن النصارى فيهم إشراك 
وغلو وابتداع > كقوله : ( اتخذوا أحبارهم ) )١(‏ .. الآية .. وقوله 
( ورهبانية ابتدعوها )۲) وقوله ( لاتغلوا في دينكم )٣()‏ فصار ذلك ي 
كير من هذه الأمة ومثله هؤلاء الذين يدون العبادات إلى الأنبياء لطلب 
الأجر منهم › أما إشراكهم فقد ضاهوا المخلوق باللحالق › وأما الابتداع 
فهذا العمل ل يسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم › والغلو حيث جعاوا 
ني البشر شوبا من الربوية » والإفية › والغى عن صاحبه إلى القع ؛ 
وهم ي تقربهم إلى غير الله بالأعمال يشبهون التو كلين على غير الله 
المستغيثين بغيره » والفقر للمخلوق وصف لازم لايفارقه في الدنيا »> ولا ي 
الآخرة » بل العبد حتاج إلى الله من جهة ربوبيته فلا يستعين بغيره ومن جهة 
الألوهية فلا يعبد غيره » كما قال تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فإن 
م يعبده خسر الدنيا والآحرة وإن لم يعنه على عبادته م يقدر عليها » وإذا 
كان الحلق كلهم فقراء إلى الله > والله يرحمهم با شاء من الأسباب › 
ومن ذلك دعاء بعضهم لبعض » وإحسان بعضهم إلى بعض » والدعاء 
يكون من الأدنى للأعلى بلا غضاضة على الأعلى > فالله الذي أمرنا بالصلاة 


. ١١ سورة التوبة - الآية‎ )١( 
. ۲۷ سورة الحديد - الآية‎ )۲( 


(۳) سورة النساء - الآية ٠١١‏ . 


+ س 


والسلام على نبيه » وهو الذي يثيبنا على ذلك » بل لله عليه أ كمل النعم والمنة ء 
ونعمته عليه أكمل نعمة أنعمها على مخلوق › وما من به عاينا من الثواب 
على الصلاة عليه » وعلى سائر أعمالنا فقد من عليه إعثله لدعائه لنا إلى ذلك > 
واللحالق إذا تقربنا إليه فذلك إحسانا منا إلى أنفسنا » وهو الذي أعاننا 
عليه » وإن كان بحب ذلك فحبه إياه منه على العامل فإنه الذي خلق ذلك 
كله » فعلل العبد أن يلاحظ التوحيد والأنعام » قال تعالى : ( فادعوه 
خلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) )١(‏ وهؤلاء جعلوا المدية له صلى 
الله عليه وسلم بمنزلة المدية إلى الله » وكأنم يتقربون إليه ها يتقربون 
إلى الله > فجعلوا المخلوق كأنه الرب الغي عنهم المجازي هم › وجعلوا 
الرب محتاجا إلى عبادتيم » وأنهم يبلغون ضره ونفعه › والمؤمنون وأوهم 
أبو بكر يطلبون أجر أعماهم من الله › لا من خلوق مع قوله أن من 
.الناس على" ني صحبته وذات يده أبو بكر » ونزل فيه قوله : ( وسیجنبها 
الأتقى الذي يؤتى ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء 
وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى )(۲) والله سبحانه لكمال إحسانه إلينا 
امرنا بالحهاد » وأخبر أنه نصر له » وبالصدقة وأخبر أا قرض له وذلك 
متنع من جهة ربوبيته » ولكن يصحمن جهة الألوهية الي أقر با الموحدون . 

)۱١(‏ وسثل رحمه الله عن دعوة ذي النون معناها ؟ ولم كانت 
موجبة لكشوف الكرب ؟ وهل لذلك شروط غير لفظها و كيف بتحقق 
القائل ها ني الكرب عى النفي والإثبات ليوجب الكشف ؟ وما مناسبة 


. ٠٠ سورة غافر - الاآية‎ )١( 
. إلى آخر السورة‎ ١۷ الميل الآيات من‎ )۲( 


۱۱١‏ س 


ذكر ظلمه مع التوحيد ؟ وهل الاعراف مع التوحيد موجب للغفران 
وكشف الكرب ؟ وهل اعارافه بذلك الذنب المعين يوجب كشف كربة 
تزلت بذنوب أوجب تأخيرها إلى ذلك الوقت سعة حلم الله أم لا بد عند 
قوفا من استحضار جمیع الذنوب ؟ وهل محرد الاعراف كاف بدون 
التوبة ؟ وما السر ي أن الفرج بجيء عند انقطاع الرجاء من الحلق ؟ 
وما اليلة في انصراف القلب عنهم وتعلقه بالله ؟ وما الى على ذلك ؟ 
أجاب عن الأول بأن لفظ الدعاء والدعوة في القرآن يتناول دعاء العبادة 
ودعاء المسألة » وفسر قوله : ( ادعوقي استجب لكم )١()‏ بالوجهين .. 
وئي حديث النزول من يدعوني فأستجيب له » من يسألي فأعطيه من بستغفرني 
فأغفر له والمستغفر سائل والسائل داعي لكن ذكر السائل لدفع الشر 
بعد السائل للخير » وذكرهما بعد الداعي الذي يتناوهما وغيرهما من عطف 
الحاص على العام »> وسماها دعوة لتضمنها للنوعين » فقوله : ( لا اله 
إلا أنت ) اعاراف بتوحيد الآهية » وهو يتضمن النوعين › فإن الآهة 
هو المستحق لأن يدعى بالنوعين » وقوله ر( أني كنت من الظالين ) .. 
اعتراف بالدنب متضمن طلب الغفرة فالسائل يسال تارة بصيغة الطلب › 
وتارة بصيغة امبر » أما بوصف حاله » أو حال المسثول » أو بهما › 
وهو من حسن الأدب في السؤال » كقول أيوب : ( مسي الضر وأنت 
أرحم الراحمين ) والسؤال بالحال أيلغ من جهة العلم والبيان » وبالطلب 
أظهر من جهة القصد » والإرادة » فلهذا كان غالب الدعاء من القسم 
الثاني » لن السائل يتصور مراده » فيسأله بالمطابقة فإن تضمن وصف حال 


. ٠٠ سورة غافر س الآية‎ )١( 


— ۷ 


السائل والمسثول فهو أكمل » كقوله : ( قل اللهم إني ظلمت نضي ظلما 
کلیرا) .. الخ . وفيه وصف لال نفسه المقتضي حاجته إلى المغفرة › 
ووصف ربه أنه لايقدر على هذا غيره › وفيه التصريح بالطلوب › وفيه 
وصف الرب با يقتضي الإجابة » وهو وصفه با مغفرة والرحمة »> فهذا 
ونحوه أكمل الأنواع › فمقام يونس › ومن أشبهه › مقام اعتراف بأن 
ما أصابه بذنبه » والمقصود دفع الضر والاستغفار رجاء بالقصد . 


الثاني فلم يذ كر صيغة الطلب لاستشعاره آنه مسيء أدخل الضر على 
نفسه فناسب ذكر ما يرقع سببه من الاعتراف › وهذا ببين بالكلام على 
قوله ( سبحانك ) » فإنه يتضمن التعظيم والتنزيه › والمقام يقتضي تنزيهه عن 
العقوبة بغير ذنب » فقوله : ( لا إله إلا أنت ) فيه انفراده بالآهية » وهي 
تتضمن كال العلم والقدرة › والرحمة والحكمة › ففيها إلبات إحسانه 
إلى العباد » فإن الآله هو الألوه › وال ألوه الذي يستحق أن يعبد » وكونه 
يسحق ذلك هو با اتصف به من الصفات الي تستلزم أن يكون هو المحبوب 
غاية الحب » المخضوع له غاية الحضوع › والتسبيح يتضمن تعظيمه وتنزيمه 
عن الظلم » وغيره من النقائص » فإن الظام أنغا يظلم لاجته › أو جهله 
والته غي عن کل شيء » عليم بکل شيء » وهو غي بنفسه › وکلما سواه 
فقبر إليه وهذا كمال العظمة .. أجاب عن الثانية بأن ذلك لان الضر لا يكشفه 
إلا الله والذنوب سبب الضر » والاستغفار يزيل سببه » وقوله : ( إي 
كنت من الظالين ) اعاراف واستغفار والتهليل تحقيق لتوحيد الآفية › 
فإن الحير لايوجب له إلا مشيئة الله » والمعوق له عن العبد ذنوبه » وما حرج 
عن قدرة العبد فهو من الله » وإن كان الكل بقدره › لكنه جعل الطاعة 


۳ س 
(م ۸ - ملحق المصنفات ) 


سببا للنجاة والسعادة » فمشاهدة التوحيد تفتح باب اللحير »> والاستغفار 
يغلق باب الشر ٠‏ والرجاء لاتعلق بمخلوق ولا بقوة العبد » ولا علمه ء 
فإن ذلك شرك » وهذا يذ كر الأسباب ويأمر بأن لا يعتمد عليها » وهذا قال : 
( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمان قلوبكم به وما النصر إلا من عند 
الله )١(‏ ) فمن جعل مع الله إا آحر » قعد مذموما مخذولا والقائل لا إله 
إلا اله بلسانه » فقوها خلصا من قلبه له حقيقة أخحرى › وبحسب كغقيقها 
تكمل الطاعة > كما قال : (أفرأيت من انخذ آلمة هواه )١(‏ ) .. الآبتين 
فمن جعل ما ياه هو ما هواه فقد اتخذ إلمه هواه » ولمذا قال الحليل : 
( لا أحب الآفلین(٣)‏ ) بین أنه بغیب عن عابده » فلا يعلم حاله › و کلما 
حقق العبد الإحلاص في قول لا إله إلا الله حرج من قلبه تأله ما هواه » 
ويصرف عنه المعاصي » كما قال تعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء )) 
الآية وني الصحيح: ( منقاها خلصا من قابه حرمه الله على النار ) » فمن دخلها 
بحقتق إخحلاصها المحرم له على النار › والشرك ني هذه الأمة أخفى من 
دبيب النمل » وهذا آمر أن يقول في كل صلاة ( إياك نعبد وإياك نستعين ) 
والشيطان يأمر بالشرك » والنفس تطيعه › فلا تزال تلتفت إلى غير الله › 
إما خحوفاً » وإما رجاء › فلا یزال مفتقرا إلى تخلیص توحیده من شوائب 
الشرك وني الحديث يقول الشيطان : ( أهلكت الناس بالذنوب فأهلكوني 
بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك بثلت فيهم الأهواء فهم يذنبون 


(0( سورة آل عمران س الآية ٠١١‏ . 
(۴) سورة الاثية - الآية ۲۴۳ . 
(۳) سورة الأنعام - الاآية ۷١‏ . 


(4) سورة يوسف - الاية ٠٠‏ . 


— ٤ 


ولا يستغفرون لأنهم بحسبون آليم بحسنون صنعا ) فالذي اتبع هواه بغير 
هدی من الله له نصيب ممن انخذ آله هواه» فصار فيه شرك منعه من الاستعاذة› 
وأما من حقق التوحيد والاستغفار فلا بد أن يرفع عنه الشر › وني الصحيح 
قوله في صلاته : ( اللهم اغفر لي ما قدمت - إلى قوله لا إله إلا أنت ) 
فهنا قدم الدعاء » وختمه بالتوحيد لأنه أفضل الأمرين بحلاف مالم يقصد فيه 
هذا فإن تقديم التوحيد أفضل وأهل التوحيد هم الذين لم يعبدوا إلا إياه ». 
ولم يتوكلوا إلا عليه » وقول المكروب لا إله إلا أنت قد يستحضر في 
ذلك أحد النوعين » فإن همته منصرفة الدفع ضره أى لايكشف الفر 
غيرك مع إعراضه عن توحيد الإفية فإن استحضره في ذلك کان عابدا 
لله متوكلا عليه محققا إياك نعبد وإياك نستعين » فإذا سبق إلى القلب قصد 
السؤال ناسب السؤال بامم الرب وإن سبق قصد العبادة فامم الله أولى » 
وكذلك إذا بدا بالثناء > وهذا قال يونس عليه السلام ( لا إله إلا أنت الخ 
وقال آدم ( ربنا ظلمنا أنفسنا ) فإن يونس ذهب مغاضبا فكان ذلك المناسب 
أي هو الذي يستحق العبادة دون غيره » ولا يطاع الهوى فإن ذلك يضعف 
الإخلاص » وهذا يتضمن برآة ما سوى الله من الإمية سواء قدر ذلك هوى 
التفس أو طاعة الحلق » أو غير ذلك » والعبد يقول ذلك فيما يظنه › وهو 
غبر مطابق » وما یریده وهو غير حسن »› وآدم م یکن عنده من منازعة 
الإرادة ما يزاحم الإهية » بل ظن صدق الشيطان فكانا محتاجين إلى أن 
یریما ربوبیته تکمل علمهما وقصدهما حى لایفارا > ويونس مل حقيق 
الآلمية وحو اهوى الذي يتخذ إا » وأيضا مثل هذه الخال تعرض لمن 
تعرض له فيبقى فيه نوع معارضة القدر › ومعارضة له سبحانه في خلقه › 
وأمره ووساوس ني حكمته ورحمته فيحتاح إلى أن يتقي الآراء الفاسدة 


— A0 


والأهواء الفاسدة فيعلم أن الحكمة والعدل فيما اقتضاه علمه سبحانه 
وحکمته » لا في ما اقتضاه علم العبد وحکمته › ویکون هواه تبعا لما یأمر 
الله به قال تعالی : ( فلا وربك ) )١(‏ الآية وقال تعالی : ( قل إن کان 
آباؤکم )١١)‏ .. الآية فإذا كان الإعان لاحصل حى بحكم الرسول ويسلم له 
ویون هواه تبعا لما جاء به » ويكون الرسول والحهاد مقدما على حب 
الإنسان نفسه وماله وأهله فكيف ني تحكيمه تعالى ؟ والنسام له » فمن رأى 
من يستحق العذاب ني ظنه فغفر له فكره ذلك فهو إما عن إرادة تخالف 
الحكم » أو ظن حالف العلم › والته علم حكيم فلم يبق لكراهة ما فعله 
وجه » وهذا یکون فیما أمر به » وفیما خلقه ولم بأمرنا أن نکرهه 
بخلاف توبته على عباده وإنجا م من العذاب فإنه بحب التوابين › فكراهة 
هذا من نوع اتباع الإرادة المزاحمة للإهية فعلى صاحبها أن بحققه ولإنالة 
مراداتنا المخالفة . وقوله هل الاعتراف مع التوحيد موجب لغفراما 
وکشف الکربه ؟ فالمىجب له مع التوحيد هو التوبة المأمور بها فإن الشرك 
لا يغفر إلا بها » وأما الاعتراف على وجه اللحضوع لله من غير توبة فهما 
في نفس الاستغفار الذي لا توبة معه » فهذا لا يؤنس » ولا يقطع له بالمغفرة 
فزنه داع > وني الصحيح ( ما من رجل يدعو الله بدعوة الخ ) فمثل هذا 
الدعاء قد تحصل معه المغفرة أو صرف شر آخر أو حصول خير آخر » 
وقوله : الأعبراف بالذنب المعين يوجب رفع ما حصل بذنوب ام لابد 
من استحضار جميعها : فهذا مبي على أصول أحدها أن التوبة تصح من ذنب 


0 سوزة التساء - الآية ٠٠‏ . 
(۲) سورة التوبة د الاآية ۲١‏ . 


— ۱۹ 


إمع الإصرار على آخر » وهذا هو المعروف عن السلف والحلف .. والثاني 
إأن من تاب من بعض فإن التوبة إنما تقتضي مغفرة ما تاب منه .. والثالث 
أن الإنسان قد يستحضر ذنوبا فيتوب منها » وقد يتوب توبة مطلقة فإن 
أكانت نية التوبة العامة فهي تتناول كل ما رآه ذنبا إلا أن يعارض هذا معارض 
مثل أن يكون بعضها لو استحضره لم يتب منه لقوة إرادته > أو اعتقاد 
إأنه حسن » وأما التوبة العامة وهي أن يتوب توبة جملة » ولا تلتزم التوبة 
من کل ذنب فهذا لا يوجب دخول کل فرد ولا بنع دخوله کاللفظ 
المطلق » والناس ني غالب أحوامم لايتوبون توبة عامة مع حاجتهم إلى 
إذاك وأا واجبة على كل عبد ني كل حال وقوله : ما السبب ي أن الفرج 
بتي عند انقطاع الرجاء عن الحلق وما الخيلة في صرف القلب عنه ؟ فسببه 
تحقيق توحيد الربوبية وتوحيد الإهية › فالأول لا خالق إلا الله » والراجي 
إلخلوق طالب بقلبه لما يريده منه وهو عاجز وهذا من الشرك الذي لا يغفر 
فمن كمال نعمته وإحسانه إلى المؤمنين أن يمنع حصول مطالبهم بالشرك 
حى يصرك قلوبهم إلى التوحيد » ثم إن وحنّده العبد توحيد الآهية حصلت 
له سعادة الدنيا والآحرة وإن كان ممن قيل فيه : ( وإذا مسكم الضر ) 
الآية فإن ما حصل له من وحدانيته حجة عليه كما احتج سبحانه على المشركين 
بذلك ني غير موضع فمن تمام نعمة الله على الؤمنين أن ينزل بهم من الضر 
ما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين فيحصل هم هن التوكل 
والإنابة وذوق طعم الإبعان والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة من زوال 
الضر فإن ذلك نعم دنيوية قد بحصل للكافر منها أعظم مما للمؤمن » وأما 
ما بحصل للمخلصين فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال › أو يستحضر 
تفصيله بال » ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر يانه فالذي بحصل لأهل 


— ۱۱۷ 


الإبمان عند تجريد التوحيد لا يعرفه بالذوق إلا من له منه نصيب › وهذا 
هو حقيقة الإسلام » وقطب رحى القرآن » به أرسل الله الرسل » وأنزل 
الكتب . ۰ 


_ الراجي يرجى حصول اللمير ودفع الشر » والرجا مقرون‎ )۱٠١( 
بالتو كل » والنو كل لا يجوز إلا على الله » فلا يأني بالحسنات إلا هو‎ 
ولا يذهب بالسیئات إلا هو قال تعالى : ( ولو آنہم رضوا ما آتاهم الله‎ 
.. ) )١(سانلا ورسوله وقالوا حسبنا الله() ) .. الآية وقال : ( الذين قال فم‎ 
الآية أي كافينا ي دفع البلاء وأولئك أمروا أن يقولوا حسبنا الله في جلب‎ 
النعماء ومن تو كل على غير الله ورجاه خذل من جهته » وحرم ( مثل الذين‎ 
اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت(١) ) الآية ( لا نجعل مع الله إا‎ 
آخر فتقعد مذموما مخذولا() ) ( واتخذوا من دون الله آلمة ليكون هم عزا‎ 
كلا (°) ) الآية ( ومن يشرك باه فكأنما خر من السماء(")) .. الاية‎ 
فابتغوا عند الله الرزق(') ) .. الآية .. والراجي يكون راجيا تارة بعمل‎ ( 
يعمله فهذا نوع من العبادة » وتارة باعتماد قلبه عليه وسؤاله له › فهو‎ 


نوع من الاستغاثة يوضحه أن كل خير ونعمة فهي من الله ء وکل شر 


. ٠۹ سورة التوبة - الآية‎ )١( 

(۲) سورة آل عمران - الآية ٠۷۴‏ . 
(۳) سورة العنكبوت - الآية 4١‏ . 
() سورة الإسراء - الآية ۲۲ . 

. ۸١ سورة مرم - الآية‎ )٥( 

. ٠١ سورة الحج - الآية‎ )٩( 

(۷) سورة العنكبوت : الآية 1۷ . 


(۷) سورة الإسراء - الآية ۷ . 


س ۸ س 


مندفع عنه فالله بمنعه » ویکشفه وما جری من الأسباب على يد خلقه فهو 
خالق الأسباب كلها » ومن عرف هذا حق المعرفة انفتح له باب توحيد 
الله » وعلم أنه لا يستحق أن يدعى غيره › ولا فرق بين الأسباب العلوية 
والسفلية » وملائکته قال فیهم ( لا یسبقونه بالقول وهم بأمره یعملون 
يعلم ما بين أيدييم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )١(‏ ) فالصادر 
عنهم إما قول وإما عمل فالقول لايسبقونه به » ولا يشفعون إلا لمن ارتضى › 
فعلینا أن نکون معه ومع رسله هکذا » فلا نقول حی قول » ولا نعېده 
إلا عا أمر » وأعلى من هذا أن لا نفعل إلا ما أمر » فلا تكون أعمالنا 
إلا واجبة أو مستحبة » والاستعانة تكون على الأعمال » وأما التو كل 
فأعم من ذلك » يكون بخلب المنفعة » ودفع المضرة » فمن م يفعل ما أمر 
به م يكن مستعينا بالله » وعلى ذلك فيكون قد ترك العبادة والاستعانة عليها › 
فترك التو كل في هذا الموضع ومن ظن أن الإبمان بالقدر يناني الأمر 
كالإباحية المشر كية والقدرية المجوسية أو ظن أن التكليف معه غير معقول 
بل الشارع أطيع لمحض المشيئة وجعل ذلك حجة على أن الأفعال م تتضمن 
أسبابا مناسبة للأمر والنهي : ففساد قوله معلوم بضرورة العقل مع الكتاب › 
والسنة » والإجماع فالعبد عليه أن يصبر على ما قدر من المصائب › ويستغفر 
من المعايب » ويشكر على المواهب » فيجمع بين الإعان بالقدر ٠‏ والشرع 
وبين الصبر والشكر ٠‏ والاستغفار والمحتج بالقدر إذا اعتدى عليه تناقض 
وظهر فساد قوله . 

(۱0) التسبيح المتضمن تنزيهه عن السوء ونفي النقص يتضمن تعظيمه 


. ۲۷ سورة الأنبياء - الاآية‎ )١( 


۱۹۹ س 


العظمة الموجبة برآءته من الظلم » فالظالم بظلم لاجته » أو جحهله › والله 
غي عن کل شيء عام بکل شيء › وهذا كمال العظمة › وقوله صل الله 
عليه وسلم : سبحان الله ومحمده سبحان الله العظم هاتان الكلمتان إحداهما 
مقرونه بالتحميد » والأخرى بالتعظم فقرن بين الحمد والتعظيم » ا قرن 
بین الحلال والإکرام » إذ لیس کل معظم محمودا حبوبا ولا کل محبوب 
حمودا معظما » والعبادة تتضمن كال الحب المتضمن معى الحمد › ولال 
الذل المتضمن معى التعظم > ففیها [جلاله » و[کرامه » وهو سبحانه 
المستحق للجلال والإكرام » ومن الناس من بحسب الحلال الصفات السلبية 
والإكرام الصفات اللبوتية › والنحقيق أن كلاهما صفات لبوتية › وإثبات 
الكمال يستلزم نفي النقائص » لكن ذكر نوعى ابوت وهو ما يستحق 
أن بحب » وما يستحق أن یعظم کقوله : ( إن الله هو الغي الحميد ))١(‏ 
( إن ري غي کرم () ) وكذلك قوله ( وله الحمد () ) فقرن التسبیح 
بالتحميد' والتهليل بالتكبير » كما في الأذان ثم أن كل واحد من النوعين 
يتضمن الآحر إذا أفر د » فإن التسبيح » والنحميد يتضمن التعظم » ويتضمن 
إلبات ما بحمد عليه وذاك يستلز م الإهية فإما تتضمن كونه بوبا بل تتضمن 
أنه لا يستحق كمال الواجب إلا هو » والحمد هو الإخبار عن المحمود 
بالصفات الي يستحق أن بحب » فالإهية تتضمن كال الحمد ومذا كان 
الحمد مفتاح الطاب » وسبحان الله فيها إلبات عظمته » وهذا قال : 


. ۲١ سورة لقان س الآية‎ )١( 
. ٤٠ سورة النمل الاآية‎ (۲) 
. ۷١ سورة القصص - الآية‎ )۴( 


س ۷١‏ س 


( فسبح باسم ربك العظيم )١(‏ ) وقال اجعلوها في ركوعكم » وقال أما الركوع 
فعظموا فيه الرب » وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء » فيجءل التعظم 
ني الركوع أخحض منه بالسجود » وقوله : ( لا إله إلا الله واه أكبر ) 
ففي الإهية حامدة » وني الكبرياء إثبات عظمته فإن الكبرياء تتضمن العظمة ‏ 
لكن الكبرياء أ كمل » وهي كالرداء ومعلوم أن الرداء أشرف » فلما كان 
التكبير أبلغ صرح بلفظه وني سبحان الله التصربح بالتنزيه من السوء المتضمن 
لتعظيم » فصار كل واحدة متضمنة معى الأخرين إذا أفردتا وعند 
الاقتران تعطى كل كلمة خاصتها » وكذلك الدعاء بام الرب أو باسم 
الله أو لوصف حال السائل » أو حال المسئول لكل نوع منها خاصة . 
(۱۱۷) قال رحمه الله بعد ما ذكر آيات احتج با المحبرية وآيات 
احتج با القدرية : وكل من الطائفتين تتناول نصوص الأخرى بتأويلات 
فاسدة » وتضم إلى النصوص الي احتجت با أمورا لا تدل عليها › وأما 
الصحابة والتابعون هم بإحسان وأنة المسلمين فآمنوا بالكتاب كله » وم 
يحرفوا شيئا من النصوص ٠‏ وقوله : ( إن الله جميل بحب الحمال ) أى يحب 
أن یتجمل له العبد » کقوله : ( خذوا زینتکم عند کل مسجد (۲) ) ویکره 
أن يصلي عريانا » أو المرأة مكشوفة الرأس ولو تزين لمعصية لم بحب ذلك ء 
والمؤمن يظهر نور الإيعان على وجهه » ويكسي محبة ومهابة » والمنافق 
عكسه » وأما الصورة المجردة مشتهاة كالنساء أولا فقد صح أن الله لا ينظر 
إلى صور كم الخ » وقوله : ر إن اله جميل ) الخ قاله جوابا بالتسائل في 


. ٩٦ سورة الواقعة  الاآية‎ )١( 


(۲) سورة الأعراف - الاآية ۳١‏ . 


— ۷۱ 


بيان ما بحبه الله وما يكرهه » فإنه لا ذكر الكبر سأله السامع عن جمال 
الثوب والنعل » وحسن ثوبه ونعله أنما بحصل بفعله وقصده ليس شيا 
مخلوقا فيه بغير كسبه كصورته ومعلوم أن الله إذا خلق شخصا أكبر من 
شخص إما ني جسمه » وما في عقله وذکائه م یکن هذا مبغضا › فانه 
خلق بغير اختياره » خلاف ما إذا تكبر بذلك أو بغيره فإنه من عمله › 
والمقصود هنا ذكر ما يبه الله »> ويرضاه الذي يثاب أصحابه عليه › ومعلوم 
أن الفرق بين مطلق الإرادة والمحبة موجود ني الناس » وغيرهم من الجحهمية 
والقدرية إنما ل يفرقوا بين ما يشاء وما حب ٠‏ لأنهم لايشبتون لله محبة 
لبعض الأمور المخلوقة دون بعض » وفرحا بتوبة التائب وكان أول من 
أنكره الحعد فضحى به خالد القسري فقال : أنه زعم أن الله م يكلم موسى 
تكليما » ولم يتخذ إبراهيم خليلا » فإن اللحلة من توابع المحبة »> فمن زعم 
أن الله لا بحب ولا بحب لم يكن للخلة عنده معى »› والرسل صاوات الله 
وسلامه عليهم جاءوا بإثبات هذا الأصل » وهو أن الله حب بعض الأمور 
امخلوقة » ويسخط بعضها › فإن الحهمية والقدرية تجعل الحميع بالنسبة 
إليه سواء : القدرية يقولون يقصد نفع العبد لكونه حسنا > ولا يقصد 
الظلم لكونه قبيحا › والحهمية يقولون : إذا كان لا فرق بالنسبة إليه بين 
هذا وهذا امتنع ن يکون عنده شيء حسن › وشيء قببح › وأغا يرڄع 
ذلك إلى أمور صافية(١)‏ للعباد فا خسن بالنسبة إلى العبد ما يلانمه › وما ترتب 
عليه نواب يلانمه » والقبيح بالعكس ومن هنا جعلوا المحبة والإرادة سواء 
فلو أنبتوا أنه سبحانه بحب ويفرح بحصول مبوبه كما أخبر به الرسول 


. للها إضافية‎ )١( 


س ۱۲۲ س 


تبين هم حكمته » وتبين هم أيضا أنه يفعل الأفعال بحكمة › فإن ابحهمية 
قالوا : إذا كانت الأشياء بالنسبة إليه سواء امتنع أن يفعله لحكمة › والمعتزلة 
يقولون يفعل لحكمة تعود إلى العباد فقالت الحهمية تلك يعود إليه منها 
حكم أم لا الأول خلاف أصلكم » والثاني متنع فيمتنع أن أحدا بختار 
الحسن على القبيع إن لم يكن له من فعل الحسن معى بعود إليه م أن هذه 
الصفة من أعظم صفات الكمال » وكذلك كونه حبوبا لذاته هو أصل دين 
الرسل فام كلهم دعوا إلىعبادة الله وحده»وأن لاإله إلا هوء والإله المستحق 
العبادة » وهو لا يكون إلا بتعظيم وعبة » وإلا فمن عمل لغيره لعوض 
بلا حبة له لم یکن عابدا له » وهؤلاء الذین ینکرون أنه بحب › أو يحب 
آخر أمرهم أنه لا یبقی عندهم فرق بالنسبة إلى الله بين أوليائه وأعدائه »> 
ولا بين الإبعان والكفر فإن كانوا من الصوفية الذين ينكرون الكمال قي 
فناء العبد عن حظوظه ودخلوا في مقام الفناء تي توحيد الربوبية › وإن كانوا 
من المتكامين صاروا من المستقلين للعبادة وني قلوبهم مرتع للشياطين › 
لا ينعم بالثواب بدون هذا فإذا أجابوا بجوابهم كان من أبرد الأجوبة 
وأسمجها » فإن هذا يقال ني المتناظرين لا في رب العالمين » فلا أحد إلا مقر 
بفعله » ثم يقال قد حصل بطلب الألذ من شقاوة الأ كارين ما كان خاقهم 
في الحنة ابتداء لأن إن كان من المرجئة استرسلت نفسه ني المحرمات وترك 


الواجبات بخلاف من وجد حلاوة الإبعان إعحبة الله وحبه للعبادات » فإن 


هذا هو الإسلام الذي به يشهد العبد أن لا إله إلا الله وهؤلاء يدعون عبة 
الله ني الابتداء ويعظمونما ويستحبون السماع بالغنا والدف لأنه بحرك عبة 
الله وإذا حقق أمرهم وجدت مبتهم تشبه محبة المشر كين لا حبة الموحدين » 
فإن محبة الموحدين بتابعة الرسول والحهاد في سبيل الله وهؤلاء أكارهم 


س ٣۳‏ س 


يكره متابعة الرسول » وهم من أبعد الناس عن الحهاد وحبتهم الي يدعون 
من جنس حبة المشركين الذين صلانهم عند البيت مكاء وتصديه ويجتهدون 
ني دعاء مشايخهم ني حياتہم وعند قبورهم فأولثك أنكروا المحبة وهولاء 
دحلوا ني محبة المشر كين » فنفس مبته أصل عبادته » والشرك فيها أصل . 
الشرك ني عبادته أولئك فيهم شبه من النصارى وفيهم شرك من جنس 
شرك النصارى وغذا كان مشابخ الصوفبة العارفون يوضون كيرا إعتابعة 
العلم قال بعضهم ما ترك أحد شيا من السنة إلا لكبر في نفسه » وهو كا 
قال فإنه إذا ل یکن متبعاً لما جاء به الرسول کان متبعا هواه بغر هدي 
من الله وهذا عيش النفس » وهو من الكبر » فإنه شعبة من قول الذين 
قالوا لن نؤمن حى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله . 

(۱۱۸) العقوبات شرعت رحمة من الله بعباده وهذا ينبغي لمن يعاقب 
على الذنوب أن يقصد بذلك الإحسان إلى المعاقب »› والرحمة له › ها يقصد 
الوالد تأديب ولده » فإنه صلى الله عليه وسلم قال أنما أنا لكم إمنزلة الوالد . 


وقال تعالى : (الني أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتہم(') ) 
وني قراءة أي ( وهواب نمم ) والقراءة اللشهورة تدل عليه › فلولا أنه 
کالب م تكن نساؤه كالأمهات » والأنبياء أطباء الدين والقرآن أنزله 
الله شفاء فالذي يعاقب عقوبة شرعية نائب له › فعليه أن يفعل كفعله ودا 
قال تعالى : ( كنم خير أمة حرجت للناس )١(‏ ) قال أبو هريرة : خير 


. ١ سورة الأحزاب - الآية‎ )١( 


(۲) سورة آل عمران - الآية ٠١٠١‏ . 


— ۲ 


الناس للناس تأتون بهم في السلاسل تدخلو م الحنة » أخبر آنيم خير الأمم 
لبي آدم يعاقبو ہم بالقتل والأسر للإحسان إليهم » وهكذا الراد على أهل 
الدع من الرافضة وغيرهم إذا لم يقصد بيان التق وهدى الللق م يكن 
عمله صالخا » وإذا كان المسلم الذي يقاتل الكافر قد يقاتله شجاعة وحمية 
وذلك ليس ني سبيل الله فكيف بأهل البدع » وإذا كان لذنب متعلقا 
بالله ورسوله فهو حق محض لله فيجب أن يكون الإنسان في هذا قاصدا, 
لوجه الله متبعا لرسوله لیکون عمله ضصوابا خالصا › وهو معی قوله : 

( ومن أحسن دينا من أسلم وجهه لله وهو محسن(١)‏ ) والأمر بالسنة والنهي 
عن البدعة أمر بمعروف وبي عن منكر » وهو من أفضل الأعمال الصالخة . 
فیجب أن يبتغي به وجه الله » وأن يكون مطابقا للأمر وني الحديث : من 
أمر بالعروف وني عن المنكر فينبغي أن يكون عليما فيما بأمر به عليما 
فیما ینهی‌عنه رفیقا فیما یأمر به » رفیقا فیما ینهی عنه › حلیما فیما یأمر. 
به حليما فيما ينهى عنه فالعلم قبل الأمر › والرفق مع الأمر » والحكم 
بعد الأمر › فإن لم یکن عالما م یکن له ن يقف ما لیس له به علم » ون 
م يرفق فهو كالطبيب الذي يغلظ على المريض فلا يقبل منه .. » وكالمؤدب 


الغليظ الذي لا يقبل منه الولد › قال تعالى : ( فقولا له قولا لينا لعل 


یتذ کر أو بخشی() ) تم إذا أمر أو جى فلا بد أن يؤذى في العادة فعليه 
أن يصبر ¢ ولم > کہا قال تعالی : ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر 


. ٠۴١ سورة النساء س الآية‎ )١( 
. +4 سورة طه - الاآية‎ )۲( 


— 0 


واصبر على ما أصابك )١(‏ ) وقد أمر الله نبيه بالصبر على أذى المشركين 
ني غير موضع وهو إمام الآمرين والناهين » وان أمر ونبى طلبا لرياسة 
نفسه ولطائفته وتنقيص غيره كان ذلك حمية لا يفعله لله » وإذا فعل 
ذلاف ریاء کان عمله حابطا » ثم ذا رد عليه وأوذي وغرضه فاسد طلبت 
نفسه الانتصار ها » وأتاه الشیطان فکان مبدأً عمله لله وصار له هوى يطلب 
أن ينتصر من اعتدى وهكذا يصيب أصحاب القالات إذا كان كل يعتقد 
٠‏ أن الحق معه فأكثرهم صار له في ذلك هوى لايقصد أن تكون كلمة الله 
هی العلیا » وأن یکون الدین کله لته بل یغضب على من خالفه وإن کان 
معذورا » ويوضى عمن وافقه ولو كان جاهلا سيء القصد › فتصير 
الموالاة والمعاداة على الهوى لا على دين الله ورسوله » وهذه حال الكفار 
الذين لا يطلبون إلا هواهم يقولون › هذا صديقنا وهذا عدونا قال الله 
تعالى : ( وقاتلوهم حى لا تكون فتنة ويكون الدين كله له )١(‏ ) فإذا 
م يكن الدين كله لله كانت فتنة » وأصل الدين أن يكون الحب لته » والبغض 
لله » وهذا أنما يكون بتابعة الرسول .. وصاحب الموى يعميه الفوى ء 
ويصمه » فلا يستحضر ها لله ورسوله ني ذلك .. ولا یطلبه » ویکون 
مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى ويغضب له هو السنة فإذا قدر أن 
الذي معه هو الحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكؤن الدين كله 
لله » ولا تي سبیله قکیف إذا کان کنظیره معه حق وباطل » ومع خصمه 
كذلك » وهذا حال المختلفين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا » وهذا 


(۱) سورة لقان - الآية ١۷‏ . 
() سورة الأنفال - الایة ۳۹ . 


— ٩ 


قال الله تعالى فيهم ( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتبم 
البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله )١(‏ ) .. الآية وقال : ( كان الناس أمة 
واحدة )١(‏ ) يعي فاختلفوا ها في سورة يونس » وكذلك في قراءة بعض 
الصحابة وهذا قول الحمهور من الصحابة والتابعين أنم كانوا على الإسلام › 
وتفسیر عطیه عن ابن عباس لا یثبت عن ابن عباس . 


(۱۱۹) ثبت عن ابن عباس آنه قال : کان بین آدم ونوح عشرة 
قرون كلهم على الإسلام › وقال : ومإ كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا 
فذمهم على الاختلاف بعد أن كانوا على دين واحد » فعلم أنه كان حقا » 
والإختلاف في دين الله نوعان : 

أحدهما : أن يكون كله مذموما كقوله: ( إن الذين اختلفوا ني الكتاب 
لفي شقاق بعید (") ) . 


الثاني : أن یکون بعضهم على الحق کقوله : ( ولکن اختلفوا فمنهم 
من آمن ومنهم من كفر ) )١(‏ ولكن إذا أطلق الاختلاف فالحميع مذموم 
کقوله : ( ولا يزالون متلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم(۰) ) 
إنما هلك من كانقبلكم بكار ة سؤامم واختلافهم على أنبياءهم » وهذا فسروا 


الاخحتلاف في هذا بأنه كله مذموم › قال الفرا في اختلافهم وجهان : 


. سورة البينة - الآية 4 » ه‎ )١( 

(۲) سورة البقرة - الاآية ۲١۳‏ . 

(۳) سورة البقرة - الآية ٠۷١‏ . 

)4( سورة البقرة - الاآية ٣٠٣۳‏ . 

(ه) سورة هود - الاآية ۱۱۸ »> 1١١۹‏ . 


— ۷ 


أحدهما كفر بعضهم ببعض الكتاب .. والثاني تبديل ما بدلوا وهو كنا 
قال » فان المختلفين كل منهم يكون معه حق وباطل فيكفر بالحق الذي 
.2 الآلحر »> وبصدق الباطل الذي معه ۽ وهو تبدیل »> فالاختلاف لابد 
أن جمع النوعين وهذا ذكر كل من السلف نوعا من هذا . 

أحدهما الإختلاف ني اليوم الذي يكون فيه الإجتماع فاليوم الذي 
أمروا به الحمعة فعدلت عنه الطائفتان › فهذه أحذت السبت › وهذه 
الأحد قال صلى اله عليه وسلم : فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله 
له » وهذا الحدیث يطابق قوله : ( فهدی الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه 
من الحق(۱) ) ثم ذ كر حديث الاستفتاح اللهم رب جبرئيل .. الخ والحديث 
بين أن الله هدى المؤمنين لغير ما كان فيه المختلفون › فلا كانوا مع هؤلاء 
ولا مع هؤلاءِ » وهو مبين أن الاختلاف کله مذموم . 

الثاني القبلة فمنهم من يصلي إلى المشرق › ومنهم من يصلي إلى المغرب › 
وکلاهما مذموم ولم يشرعه الله .. 

الثالث إبراهي قالت اليهود کان ہہو دیا » وقالت النصارى كان نصرانيا › 
وكلاهما من الإختلاف المذموم .. 

والرابع عيسى عليه السلام جعله اليهود ( بغيا ) والنصارى إها ٠‏ 

الحامس الكتب النزلة آمن هؤلاء ببعض › وهؤلاء ببعض .. 


السادس الدين أخذ هؤلاء بدين » وهؤلاء بدين » ومن هذا الباب 


. ۲٠۴۳ سورة البقرة - الاآية‎ )١( 


— ۸ 


قوله : ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء() ) الآية وعن ابن عباس 
قال : اخحتصمت بود المدينة ونصارى بجران عند الني صل الله عليه 
وسلم فقالت اليهود ليست النصارى على شيء » ولن يدخل الحنة إلا من 
کان بہودیا » وکفروا بالإنجبل » وعیسی ٠‏ وقالت النصارى ليست 
اليهود على شيء وكفروا بموسى » والتوراة » فأنزل الله هذه الآية › 
واختلاف أهل البدع هو من هذا النمط فالحارجي يقول : ليس الشيعي 
على شيء » والشيعي يقول : ليس الخحارجي على شي ء » والقدري اللاي 
يقول : ليس الغبت على شي ء » و القدري الحبري المبت يقول ليس الاي 
عل شيء تم الوعيديه » والمرجئة كذلك » بل يوجد شيء من هذا بين 
أهل المذاهب الأصولية » والفروعية » المنعسبين إلى السنة > فالكلاي 
قول : ليس الكرامي على شي ء والكرامي يقول : ليس الكلاي على شيء › 
والأشعري يقول : ليس السا لمي على شيء › والسالمي يقول ليس الأشعري 
على شيء » وكذلاك أهل المذاهب الأربعة وغيرها » لاسيما وكير منهم 
قد تلبس ببعض القالات الأصولية › وخلط هذا بهذا › فالحنبلي والشافعي 
والمالكي بخلط بمذهب مالك والشافعي وأحمد شيا من أصول الأشعرية 
والسالية وغير ذلك ويضيفه إلى مذهب مالك والشافعي وأحمد وكذاك 
الحنفي باط بعذهب أي حنيفة شيثا من أصول المعتزلة » والكرامية › 
والكلابية » ويضيفه إلى مذهب أي حنيفة » وهذا من جنس الرفض ٠‏ 
والتشيع » لکنه تشع في تفضيل بعض الطوائف والعلماء »> لا في تفضيل : 
بعض الصحابة » والواجب على كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله » وأن 


. ٠١۴۳ سورة البقرة - الآية‎ )١( 


۱۲۹ س 
(م ٩‏ ملحق المصنفات ) 


مدا رسول الله أن کون أصل قصده توحید الله بعبادته وحده لا شريك 
له » وطاعة رسوله يدور على ذلك ٠‏ ويتبعه أين وجده » ويعلم أن أفضل 
الحلق بعد الأنبياء هم الصحابة فلا ينتصر لشخص النتصارا مطلقا عاما 
إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم » ولا لطائفة انتصارا مطلقا عاما 
إلا لأصحابه فإن الهدى يدور مع الرسول حيث دار ويدور مع أصحابه 
دون أصحاب غيره حيث داروا » فإذا أجمعوا م بجمعوا على خطا قط » 
لاف أصحاب عام من العلماء بل كل قوم قالوا قولا م يقله غيرهم 
من الأمة لا يكون إلا خطاً » فإن الدين الذي بعث الله به رسوله ليس مسلما 
لعا واحد وأصحابه » ولو كان كذللك لكان ذلك الشخص نظير رسول 
الله صلى الله عليه وسم وهو شبيه بقول الرافضة ني المعصوم ولا بد أن 
يكون الصحابة والتابعون بعرفون ذلك الحقى الذي بعث به الرسول قبل 
وجود المبوعين الذين تنةسب المذاهب إليهم في الفروع والأصول › وعتنع 
أن کون هؤلاء جاءوا بحت بخالف ما جاء به الرسول » ويتنع أن يكون 
أحدهم علم من جهة الرسول ما بخالف الصحابة والتابعين فأولئك م يجتمعوا 
على ضلالة » والمقصود أن الله سبحانه ذكر أن المختلفين جاءهم العلم » 
وجاءمم البينة بل كانوا قاصدين البغي عالين بالق » ونظيره قوله : 
( إن الدين عند الله الإسلام وها اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد 
ماجاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله )١(‏ ) .. الآية وقال ( ولقد 
بوأنا بي إسرائیل مبوأً صدق (۲)) .. الآية وقوله ( ولقد آنينا بي إسرائيل 


(1) سورة آل عمران - الآية ٠۹‏ . 
(۲) سورة يونس - الاآية ٩۳‏ . 


— ۳ — 


:لكاب والحكم والنبوة إلى قوله إلى قوم يوقنون) )١(‏ فهذه المواضع تبين 


أن المختلفين ما اختلفوا حى جاءهم العلم والبينات » فاختلفوا للبغي 


لا لاشتباه الح بالباطل » وهذه حال أهل الأهواء كلهم لا بختلفون إلا 


من بعد أن يظهر الق ٠‏ ويجيئهم ثم كل يبغي الآحر فيكذب با معه 
من التق مع علمه بأنه حتق » ويصدق با مع نفسه من الباطل مع العلم 
بأنه باطل » وغذا كان أهل الاختلاف المطلق كلهم مذمومون »› فإنه 
ما منهم إلامن خالف حقا واتيع باطلا » بوهذا أمر الله الرسل أن تدعوا 
إلى دين واحد » وهو الإسلام » ولا يتفرقوا فيه › قال تعالى ( شرع لكم 
من الدين ما وصى به نوحا إلى قوله كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ) )١(‏ 
وقال : ( يا يما الرسل كلوا من الطيبات إلى قوله فتةطعوا أمرهم بينهم . 
زبرا ) (۳) کتبا اتیع کل قوم کتابا مبتدعا غير كتاب الله » فصاروا متفر قین › 
لان آهل الإختلاف ليسوا على الحنفية المحضة ٠‏ الي هي الإسلام المحض 
الذي هو إخلاص الدين لته الذي ني قوله : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله 
مخلصين له الدين حنفاء() ) الآية وقال ر فأقم وجهك للدين حنيغا (°) ) 
الآيتين فنهاه أن يكون من المشر كين من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا › 
وأعاد حرف من لن الثاني بدل من الأول والبدل هو المقصود بالكلام › 
وما قبله توطئة له » وقال : ( ولا يزالون حتلفين إلا من رحم ربك ولدلك 


..۲٠١ د‎ ۱٩ سورة الاثية - الآیات‎ )١( 
. ٠١ سورة الشورى - الآية‎ )۲( 

(۴) سورة المؤمنون - الآية ٠۴‏ . 

(4) سورة البينة - الآية ه . 

(ه) سورة الروم - الآيات ٠١ - ۳٠‏ . 


۳۷ س 


خلقهم(١)‏ ) فأخبر أن أهل الرحمة لا بختلفون » وذكر في غير موضع 
أن دين الأنبياء كلهم الإسلام › کا قال عن نوح : ( وآمرت أن أكون 
من المسلمين ) وتنوع الشرائع لا ينع أن يكون الدين واحدا فإن الذي 
بعث به محمد صل اله عليه وسلم هو دين الإسلام أولا وآخرا و کانت ` 
القبلة ني أول الأمر بيت المقدس ٠‏ ثم صارت الكعبة وني كلا الحالين 
الدین واحد فهکذا سائر ما شرع للأنبياء قبلنا » وهذا حيث ذكر الله احق 
ني القرآن جعله واحدا » وجعل الباطل متعددا كقوله : ( أهدنا الصراط 
المستقے إلى آخحرھا ) م ذکر آبات ثم قال وهذا یطابق ما تي کتاب الله 
من أن الاختلاف المطلق كله مذموم ٠‏ بخلاف المقيد الذي قال فيه : فمنهم 
من آمن ومنهم من کفر » وقوله ( هذان خصمان اختصموا في ربیم0)) ٠‏ 
نزلت ني المقتتلين يوم بدر وقد تدبرت كتب الاختلاف الي يذكر 
فيها المقالات مثل كتاب الأشعري »› والشهرستاني › والوراق › أو مع 
انتصار لبعض الأقوال كسائر ما صنف أهل الكلام فرأيت عامة الاختلاف 
الذي فيها من الاختلاف المذموم وأما الق الذي بعث الله به رسوله و كان . 
عليه السلف فلا يوجد فيها » وليس ذلك لانم يعرفونه ولا يذ كرونه › 
بل لا يعرفونه » والحاذق منهم الذي غرضه الحتق يصرح باليرة في آخر 
عمره إذ م جد ني الاختلافات الي نظر فيها وناظر ما هو حق محض > 
وكثير منهم ترك الحميع ويرجع إلى دين العامة ها قال أبو المعالي وقت 
السياق : لقد خضت البحر الحضم وخليت أهل الإسلام وعلومهم › 


(1) سورة هود - الآیات ۱۱۸ = ۱۱۹ . 
(۲) سورة المحج -االآية 1۹4 . 


— ۳ 


ودخلت في الذي نوا عنه والآن إن م يتدارکي ري برحمته فالويل 
لابن الحويي وها أنا ذا أموت على عقيدة مي > وكذلك أبو حامد في 
آخر عمره استقر أمره على الحيرة » وكذلك الشهرستاني مع أنه أخبر 
هؤلاء بالمقالات » وصنف فيها كتابه المعروف قال فيه الأبيات : 

لعمري لقد طفت المعاهد كلها .. الخ . ۰ 

فأخبر آنه م جد إلاشاکا مرتابا » أو من اعتقد ثم ندم لما تبین له خطأه » 
الأول اجهل البسيط » كظلمات ني بحر بلي الخ . وهذا دحل في المراكب 
ثم تبين له أنه جهل فندم » و كذلك الآمدي الغالب عليه الحيرة » وأما الرازي 
فهو ني الكتاب الواحد بل في الموضع الواحد منه ينصر قولا › وني موضع 
آخر منه أو من كتاب آخر ينصر نقيضه وهذا استقر أمره على الشك 
والحيرة ‏ تم ذكر أبياته : نباية إقدام العقول عقال الخ . 

وقوله : فما رأيتها تشفي عليلا » ولا تروي غليلا » وهو صادق 
فيما أخبر به أنه م يستفد من بحوثه تي الطرق الكلامية والفلسفية سوى 
جمع قل وقالوا » ونه م جد فيها ما يشضي علیلا » ولا يروي غليلا › 
فإن من تدبر كتبه كلها م جد فيها مسألة واحدة من مسائل أصول الدين 
موافقة للحق الذي يدل عليه المنقول والمعقول بل يذكر ني المسألة عدة 
أقوال » والقول الحق لايعرفه فلا يذ كره > وكذا غيره من أهل الكلام › 
بل هم محتلفون ني الكتاب من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا › والذين 
يذ كرون ذلك إما نقلا جردا للأقوال » وإما بحثا وذكرا الجدال » ختلفون 
ني الكتاب » كل منهم موافق بعضا ويرد بعضا » .ويجعل ما يوافق رأيه 
هو المحكم الذي يجب اتباعه » وما بخالف رأيه هو المتشابه الذي بجحب تأويله » 


— 


أو تفويضه » هذا موجود في كلام من صنف في الكلام يذ كر النصوص 
الي يتج بها > وجتج عليها ثم تجده يتأول النصوص الي نخالفه تأويلا 
لو فعله غيره لاقام القيامة عليه » ويتاول الآيات با يعلم بالاضطرار 
أن الرسول لم يرده » وجا لا يدل عليه اللفظ أصلا » وكير ممن سمع 
ذم الكلام جملا » وذم الطائفة الفلانية مجملا » ولا يعرف التفاصيل 
من الفقهاء » وأهل الحديث ومن كان متوسطا ني الكلام م يصل إلى الغايات 
الي منها تفرقوا تجده يذم القول » وقائله بعبارة ويقبله بعبارة ويقرأً كتب 
التفسير والفقه وشروح الحديث وفيها تلك القالات الي يذمها فيقبلها 
من أشخاص أخر ذكروها بعبارة أخرى » أو في ضمن تفسير آية أو 
حديث أو غير ذلك هذا ما یوجد کثیرا > والسام من سلمه الله حى أن 
كثير من هؤلاء يعظم أأمة » ويذم أقوالا وقد يلعن قائلها أو يكفره › وقد 
قاها تلك الأمة الذين يعظمهم › ولو علم أنم قالوا لما لعن القائل » و كثير 
منها یکون قد قاله اللي صل اله عليه وسلم » ولو ذکرت ما أعرفه 
من ذلك لذ كرت خلقا ولا أستفى واحدا من أهل البدع لا من المشهورين 
بالبدع الكبار من معتزلي ورافضي ونحوهم › ولا من المتسبين إلى السنة 
من كرامي » وأشعري » ونحوهم وكذلك من صنف على طرائقهم 
من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم هذا كله رأيته ني كتبهم في مسائل 
الصفات والقرآن ومسائل القدر ومسائل الأسماء والأحكام > والإعان 
والإسلام ومسائل الوعد والوعيد وغير ذلك ومن أجمع الكتب الي رأيتها 
في المقالات كتاب الأشعري ذكر فيه من المقالات وتفاصيلها مام يذ كره 
غيره » وذكر فيه مذهب أهل السنة بحسب فهمه وليس في جنسه أقرب 
إليهم منه ويذ كر منه أمرا جملا تلقاه عن زكريا الساجي ٠‏ وبعض عن 


— ۳4 — 


حنبلية بغداد ونحوهم ونصر في الصفات طريقة ابن كلاب لاما أقرب إلى 
ا لحت من قول المعتزلة » ويذ كر مقالة ابن كلاب من خبره » ونظر في 
كتبه » ويذ كر مقالات المعتزلة مفصلة › ويذ كر قول كل واحد متهم » 
وما بينهم من النزاع في الدق والحل ء› فإذا جاء إلى مقالة أهل السنة ذ كر 
أمرا جملا فإنه م يكن خبيرا بالسنة والحديث » وأقوال الصحابة » والتابعين 
وغيرهم وتذسير السلف للقرآن مع أنه من أعرف المصنفين ني الاختلاف 
بذلك » وهو أعرف به من جميع أصحابه كالقاضي أي بكر وابن فورك 
وابن إسحاق وهؤلاء أعلم به من أي المعالي » وذويه > ومن الشهرستاني 
وهذا ما يذ كره من مذهب أهل السنة ناقص عما يذ كره الأشعري › فان 
الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم لذلك نقلا وتوجيها › وأما الإختلاف 
العملي وهو الاختلاف باليد .. والسيف .. والعصا » فهوداحل في الاختلاف 
والحوارج ٠‏ والروافض ٠‏ والعتزلة ونحوهم » يدخلون ني النوعين 
والملوك الذين يقاتلون على محض الدنيا يدخحلون ني الثاني » والذين يتكلمون 
تي العلم ولا يدعون إلى قول ابتدعوه ولا بحاربون عليه لا بيد ولا بلسان 
هؤلاء أهل العلم وخطاهم مغفور إلا أن يدخلهم هوى » وعدوان » أو 
تفريط ني بعض الأمور فيكون ذلك من ذنوبيم » فإن العبد مأمور بالتزام 
الصراط المستقيم في كل أموره » وقد شرع الله تعالى أن فسأله ذلك في 
كل صلاة » وهو أفضل الدعاء وأفرضه وأجمعه لكل خير وكل أحد. 
محتاج إليه فلهذا أوجبه الله على العبد في كل صلاة » فانه إن هادي هدىئ 
ملا مثل إقراره بآن الإسلام حق فهو محتاج إلى التفصيل في كل ما يقوله 
ویفعله » ویعتفده » فینبته › أو ینفیه أو به و يبغضه » ویأمر به أو ینهی 
عنه » أو بحمده أو يذمه › والمقصود بيان ما ذكره الله في کتابه من ذم 


— (o 


الإحتلاف وأن أهل الكلام يردون باطلا بباطل » مثاله تنازعهم في مسائل 
الأسماء » والأحكام » والوعد » والوعيد » فاللموارج والمعتزلة تقول 
صاحب الكبائر إذا م يتب خلد في النار > ليس معه إيمان » م اللحوارج 
تقول كافر .. والمعتزلة توافقهم على الحكم لا الإمم > والمرجغة تقول 
هو تام الإبمان إعانه كإمان الأنبياء » وهذا نزاع في الامم > م تقول 
فقهاؤهم قول ابحماعة في أهل الكبائر لاينازعونيم ني الحكم في الآخرة › 
وينازعون أيضا فيمن قال ولم يفعل » وکثیر من متکلمتهم يقول لا نعلم 
أن أحدا من أهل القبلة من أهل الكبائر يدخل النار » بل يجوز أن يدخلها 
جمیع الفساق ويجوز أن لايدخلها أحد منهم » ويجوز دخول بعضهم › 
ويقول من أذنب » وتاب لانقطع بقبول توبته » بل بجوز أن يدخل النار » 
فهم يقفون ئي هذا كله » وهذا سموا الواقفة » وهذا قول القاضي أبو بكر 
وغيره من الأشعرية » وغيرهم فيحتج أولئك بنصوص الوعيد وعمومها › 
وقالوا : الفساق لا يدخلون ني الوعد لنم لا حسنات هم › لألهم ليسوا 
من المتقين » وقال تعالى : ( إنما يتقبل الله من المقين(١)‏ ) وقال : ( لاتبطلوا 
صدقانكم بالن والأذى(١))‏ وقال : ( لا ترفعوا أصواتكم ) )١(‏ الآية 
وقال : ( ذلك بام اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط 
أعماهم(؛) ) فهذه النصوص » وغيرها تدل على أن الماضي من العمل 


)١(‏ سورة المائدة - الآية ۲۷ م 
(۲) سورة البقرة - الآية ٠٠٠‏ . 
(۳) سورة الحجرات د الآية ۲ . 


(4) سورة حمد : الاآية ٩‏ مه 


— ۹ 


قد عبط بالسیئات › وأن العمل لا يقبل إلا مع التقوى ٠‏ والوعد إنغا 
هو للمۇمنين ليسوا منهم > بدليل قوله : ( إا المئمنين الذين إذا ذ كر الله 
وجلت قلوبهم(٠)‏ ) وو ذلك وبقوله: لايزني الزاني حن يزني وهو مؤمن 
ونو ذلك وتقول المرجئة » إغعا يتقبل الله من المتقين المراد من اتقى الشرك ٠‏ 
والأعمال لا نحبط إلا بالكفر لقوله : ( لن أشركت ليحبطن عملك0)) . 
( ومن یکفر بالإعان فقد حبط عمله(٣)‏ ) وقوله ( تم أورلنا الكتاب() ) 
الآيتين وقوله ( ذلك بأنہم كرهوا ما أنزل الله(٠)‏ ) في الكفار لأنه قال 
والذين كفروا فتعسا هم الآية و كذلك قوله ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم 
إلى قوله فأحبط أعماهم(") ) آخبر آنہم ارتدوا بعد بیان ادى » وأن 
الشيطان سول هم وأملاهم أى وسع فم في العمر » فكان سبب وعدهم 
للكفار » وهذا فسرها السلف بالمنافقين ٠‏ وباليهود قالت الوعيدية إنغما 
وصفهم إعجرد كراهة ما أنزل > والكراهة عمل القلب » وعند الحهمية 
الإعان عجرد تصديق القلب لا عمله » وعند فقهاء المرجثة قول الاسان 
مع التصديتق وعلى القولين أعمال القلوب ليست من الإعان عندهم › 
فیمکن أن بصدق بقابه ولسانه مع کراهته ما آنزل الله » فلا یکون کافر 
عندهم ٠‏ والاية تتناوله فيدل على فساد قوم » قالوا وأما قولكم المتقون 


. ۲ سورة الأنفال - الآية‎ )١( 
. ٠٠ سورة الزمر - الآية‎ )۲( 
. سورة المائدة - الآية ه‎ )۳( 
. ٣٣۲ سورة فاطر س الاآية‎ )٤( 
. 4 (ه) سورة محمد - الاية‎ 


. ۲۸ سورة عمد - الآیات من ۲۲ إلى‎ )٩( 


س ۳۷ س 


'الذين اتقوا الشرك فهذا حلاف القرآن » لأن الته يقول : ر إن المتقين في 
في جنات ونعيم(١)‏ ) ( إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا )١(‏ ) ( ومن 
يتت الله مجعل له حرجا ویرزقه من حیث لا بحتسب() ) ( إن توا الله 
جل لم فرقانا ویکفر عنكم سیئاتكم () ) ( يا أيما الذين آمنوا اتقوا 
الله (°) حق تقاته ) قال ابن مسعود وغیره : حق تقاته أن بطاع فلا یعصی › 
وآن یشکر فلا یکفر وأن یذ کر فلا ينسى وقال: ( فانقوا الله ما استطعع ()) . 
وهي مفسرة لتلك » ومن قال من السلف › ناسخة » فمعناه رافعة لا يظن 
أن المراد يعجز عنه » فإن الله لم يأمر بيذا قط > ومن قال إن الله آمر په 

فقد غلط » والنسخ في عرف السلف يدخل فيه كل مافيه نوع رفع لحكم > 
أو ظاهر » أو ظن دلالة » حى أنبم يسمون تخصيص العام نسخا » ومنهم 
من يسمي الاستفناء نسخا إذا تأخر نزوله » وقد قال تعالى : ( فينسخ الله 
ما يلقى الشيطان(") ) فهذا رفع لا ألقاه الشيطان › ولم ينزله الله » لكن 
غايته أن يظن أن الته أنزلهء وقال ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من 
الشيطان(") ) الآيتين فمن ٠‏ كان الشيطان لايزال إعده في الغي وهو لايتفكر 
ولا ببصر کیف یکون من المقین » ومن آخر ما نزل » وقیل : نیا آخر 


. ٠۷ سورة الطور - الآية‎ )١( 
. 1۸ سورة مرم - الآية‎ )۲( ٠ ٠ 
. ۲ سورة الطلدق  الآية‎ )۴( 

. ۲۹ سورة الأنفال س الآیة‎ )٤( 
. ٠٠۲ (ه) سورة آل عمران - الآية‎ 
. سورة التغاين - الآية‎ (0) 
. ه٣ سورة المح - الآية‎ )۷( 
. ۲٠۲ » ۲۰۱ سورة الأعراف - الآیات‎ )۸( 


— (A — 


آية نزلت ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله(١)‏ ) ... الآية وقال طلق ابن 
حبیب - ومع هذا كان سعيدا بن جبير ينسبه إلى الإرجاء - التقوى أن 
تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله » وأن تترك معصية 
الله على نور من الله تخاف عقاب الله > وبابحملة فكون المحقين هم الفاعلون 
للفرائض المجتنبون للمحارم هو من العلم العام الذي يعرفه المسلمون حلفا 
عن سلف ٠‏ ثم ذكر أن أهل السنة وسط » وذكر بعض دلائلهم منها 
قوله : ( وأقم الصلاة طرفي النهار١))‏ .. الآية فلو كانت الحسنة لاتقبل 
من صاحب السيثة لم تمحها وثبت بالكتاب ٠‏ والسنة المتواترة » فلو كانت ٠‏ 
الكبيرة تحبط الحسنات م يبق حسنة توزن معها » ولبت أن بغيا سقت كابا 
فغفر ها قالوا : وابنا آدم لم يكن أحدهما مشر كا › لكن ل يقصد التقرب 
إلى الله بالطيب من ماله » كما في الأثر » فلهذا ل يتقبل منه قربانه » وقال . 
تعالى : ( وما منعهم أن تقبل منهم نفقانيم إلا آنهم كفروا ))١(‏ .. الآية 
فجعل هذا موانع قبول النفقة دون مطلق الذنوب » ويقولون من نفى 
عنه الإیعان فلار که بعض واجباته ولا یلزم أن لایبقی منه شيء » بل دلت 
النصوص على بقاء بعضه ٠‏ ويخرج من النار من بقى معه بعضه » ومعلوم 
أن العبادات فيها واجب » فاج فيه واجب » إذا تر که نقص حجه »› 
ولا يفسده إلا الحماع » فكذلك لا يزيل الإيعان كله إلا الكفر المحض 
وما دونه قد بحبط بعض العمل كالمن والأذى ٠‏ فإنه يبطل الصدقة › لا سائر 


. ۲۸۱ سورة البقرة - الاية‎ )١( 
. ١١١ سورة هود - الآية‎ )۲( 


(۴) سورة التوبة - الآية 4ه . 


۳۹ س 


الأعمال والذين كرهوا ما أنزل اله كفار وأعمال القلب من الإيعان › 
وكراهة ما أنزل الله كفر › ودخول الظالم لنفسه الحنة لا ينع أن يعذب 
قبله وقوله : ر لايصلاها إلا الأشقى() ) لا بخلو إما أن يكون الصلى نوعاً 
من التعذيب كها قيل : إنه الإحاطة » وأهل القبلة لا حرق منهم مواضع 
السجود » أو تكون نارا مخصوصة ومثاله تنازع القدرية النافية والمجبرة 
فقالوا جميعا : الإرادة هي المحبة فقالت النافيه هو حب العمل الصالح 
ویکره الكفر والفسوق والعصیان › فلا یکون مریدا له لقوله : ولا یرضی 
لعباده الكفر ) )١(‏ ( والله لأ حب الفضاد ) (۴) . 


)٠۲١(‏ من أصيب بعصيبة بسبب ما جاء به الرسول فبذنوبه » ليس 
لحد أن يعيب ما جاء به » لكون فيه جهاد الكفار والنافقين › جا أنه 
لا جوز أن يقول أحد بسببه نزول القرآن ونزوله بكلام العرب اختلفت 
الأمة ني التأويل › واقتتلوا إلى أمال ذلك » فإن هذا من كلام الكفار › 
والذين قالوا لرسلهم إنا قطيرنا بكم » فقالوا هم ( طائرکم معکم ) وقال 
تعالى عن آل فرعون : ( فإذا جاءتيم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصيبهم 
سيئة يطيرون عوسی ومن معه إلا إنغا طائرهم عند الله(٤)‏ ) وقال کا أمر 
بالحهاد وإن من الناس من ببطی عنه : ( آینما تکونوا یدرککم الموت(*)) .. 


. ٠١ سورة اليل - الآية‎ )١( 
. ¥ زمر الآية‎ 


(۲) سورة 
(r)‏ سورة البقرة ‏ الآية ٠٠٠١‏ . 
(+) سورة الآأعراف - الآية ١١١‏ . 


()( سور ة النسأء : الاآية ¥A‏ . 


— 4+ 


الآية والحسنات والسيئات » هنا النعم › والمصائب كقوله ( وبلوناهم 
بالحسنات والسيئات )١()‏ الآية وهذا قال ما أصاباك » ولم يقل ما أصبت › 
وقال : وإن تصبهم حسنة الخ قيل الضمبر يعود على النافقين » وقيل 
على اليهود » وقيل على الطائفتين » .. والتحقيق أنه يعود على من قال 
هذا من أي صنف كان وهذا م يعين قائله » لأنه دانما يقوله بعض الناس > 
فإن الطاعنين على ما جاء به الرسول من كافر ومنافق » بل ومن في قابه 
مرض » أو عنده جهل يقول مثل هذا » فکثیر یقوله فیما جاء به الرسول 
ولا يعلم أنه جاء به » الظنه خط من قاله » ويكون هو المخطىء › فإذا 
أصابهم نصر ورزق قالوا : هذا من عند الله > ولايضيفه إلى ما جاء به 
الرسول » ون کان سپا له » وإن أصابہم نقصس » وخوف » وظهور 
عدو قالوا : هذا من عندك » لانه أمر بالحهاد فتطیروا به › کا تطیر آل 
فرعون با جاء به موسى ٠‏ والسلف ذكروا العنيين » وعن ابن عباس 
بشؤمای وعن زید بسوء تدبیرل قال تعالی : (قل کل من عند الله()) 
قال ابن عباس : الحسنة » والسيئة » الحسنة أنعم بها عليك » والسيئة 
ابتلاك با ( فما فؤلاء القوم لا یکادون يفقهون حديثا ) › قيل لم يفقهزا › 
ولم یکادوا وقبل فقهوه بعد أن کادوا لا یفقهونه › کقوله : ( فذجوها 
وما كادوا يفعلون )١(‏ ) فالنفي با مثبت ٠‏ والئبت بها منفي › وهذا هو 
المشهور »› وعليه عامة الاستعمال » وقد يقال يراد با هذا تارة » وهذا 


. 1١۸ سورة الأعراف - الاآية‎ )١( 
. ۷۸ سورة النساه  الآية‎ )۲( 
. ۷١ سورة البقرة - الآية‎ )۳( 


4 س 


تارة » إن حرصت باثبات الفعل فقد وجد » فإذا ل يأت إلا النفي المحض 
كقوله : ( ل يكد يراها() ) فهذا نفي مطلق لا قرينة معه تدل على الإلبات › 
فيفرق بين مطاقها ومقيدها » هذه الأقوال الئلاثة للنحاة » وقد وصف 
الله المنافقين بعدم الفقه ني مثل قوله : ( هم الذين يقولون لاتنفقوا على 
من عند رسول(۲) الله ) الآية لكن قوله : ( حديغا ) نكرة في سياق النفي › 
فیعم کا ني قوله : ( لا بکادون بفقهون قولا ) ومعلوم آم لابد أن یفقهوا 
بعض الأاقوال » وإلا فلا يعيش الإنسان بدون ذلك فعلم أنهم يفةهون 
بعد أن كادوا لم يفقهوا »> وكذلك في الرؤية › وهذا أظهر الأقوال › 
وأشهرها » والمراد : هؤلاء لو فقهوا القرآن لعاموا أنك ما أمر مم إلا خير › 
ولا نميتهم إلا عن شر وأن المصيبة م تكن بسببك بل بذنوبهم » وأما رواية 
كروم(۲) عن يعقوب فمن نفسات فمعناها يناقض القرآءة المتواترة › فلا يعتمد 
عليها » ومعى الآية قوله ١ا‏ عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم الخ . 
ومعى الآية متناول لكل من نسب ما أصابه من المصيبة إلى ما أمر الله به 
ورسوله کائنا من کان . 


)۱۲١(‏ كل من استفرغ وسعه استحق الثواب وكذلاك الكفار من 
بلغته دعوة الني صلى الله عليه وسلم فآمن به وبا أنزل عليه › واتقى الله 
ما استطاع » ها فعل النجاشي وغيره » ولم تمكنه الهجرة › ولا التزام 
جميع الشرائع لكونه منوعا من المجرة » ومن إظهار دينه › وليس عنده 


. >٠ سورة الور - الآية‎ )١( 
. ۷ سورة المنافقون”- الآية‎ )۲( 


. لعلھا کریب‎ )٣( 


— 4۷ 


من يعامه الشرائع فهذا مؤمن من أهل الحنة » كا كان مؤمن آل فرعون 
مع قومه › و کامرآة فرعون › بل وکنا کان يوست مع آهل مصر › فالبم 
کفار ولم بمکنه أن يفعل مهم کل ما یعرفه من الإسلام › فانه دعاهم 
إلى التوحيد » والإعان › فلم بجیبوہ قال تعالی : ( ولقد جاء کم یوسف 
من قبل بالبينات فما زلم في شلك نما جاءكم به() ) الآية . وكذلك النجاشي » 
وهو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قوهه تي الدخول قي الإسلام > بل 
إعا دحل معه نفر منهم » وهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه فصلى 
عليه النبي صلى الله عليه وسلم » وقال إن أا لكم صالا من أهل الحبشة 
مات وكثير من شرائع الإسلام أو أكترها م يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك ء 
فلم بہاجر ولم جاهد » ولا حج البیت بل قد روی أنه م يكن يصلي الحمس » 
ولا يصوم رمضان ولا يؤدي الز كاة الشرعية » لان ذلك كان يظهر عند 
قومه فینکرونه ولا مکنه خالفتهم وحن نعلم قطما آنه م یکن کنه أن 
بحكم بينهم بحكم القرآن » والله قد فرض على نبیه ألا بحكم بینهم إلا با 
أنرل الله » وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله مثل الحكم في الزنا 
بالرجم » وني الديات بالعدل » والتسوية في الدماء بين الشريف والوضيع ¢ 
نفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك » والنجاشي ما کان بمکنه أن بعكم 
بحكم القرآن .> و كير ما يتولى :الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل 
وإماما وفي نفسه مور من العدل یرید آن يعمل بہا فلا بمکنه » ولا یکلف 
الله نفسا إلا وسعها » وعمر بن عبد العزيز عودي » وأوذي على بعض 
ما أقامه من العدل > وقيل إنه سم“ على ذلك ٠‏ فالنجاشي وأمثاله سعداء . 


. ٠۲ سورة غافر - الآية‎ )١( 


— ۳٣ 


تي اة » وإن لم يلتزموا من شرائع الإسلام مالا يقدرون عليه » بل 
كمون بالأحكام الي يمكنهم الحكم بها > وهذا جعل الله هؤلاء من أهل 
الكتاب قال تعالى : ( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله(١)‏ ) الاية قيل 
نرلت ي النجاشي » يروی عن جابر » وابن عباس وأنس » ومنهم 
من قال فيه وني اصحابه »> كا قال الحسن » وهذا مراد الصحابة » لكن 
هو الطاع » فإن لفظ الآية لفظ امع »> وقال عطاء في أربعين من أهل نجرانء 
وئلائين من الحبشة ونمانية من الروم على دين عيسى فامنوا محمد صلى الله 
عليه وسلم » وم یذ کر هؤلاء من بالمدينة مثل ابن سلام » وسلمان وغیرهما > 
لام صاروا من المؤمنين فلا يقال فبهم وإن من أهل الكتاب »› ها يقال 
عن الصحابة الذين كانوا مشركين » وإن من المشركين لمن يؤمن بالله ء 
فدل على أن هؤلاء من جملة أهل الکتاب » وقد آمنوا بالرسول › ا 
قال ( وٳن کان من قوم عدو لکم وهو مؤمن (۲) ) فهو من العدو » ولكن 
آمن وم تمكنه الجرة وإظهار الإبعان › والترام شرائعه › فسماه مؤمنا › 
لأنه فعل من الإبعان ما يقدر عليه › لا قال تعالى ثي العاجز عن الجر 
( للا المستضعفين من الرجال والنساء )١(‏ ) الآية فأولئك كانوا عاجزين 
عن إظهار دينهم » فسقط عنهم ما عجزوا عنه › فإذا كان هذا فيمن 
کان مشر کا » فما تظن من کان کتابيا » وقوله من قوم عدو لکم وهو 
مؤمن » قيل هو الذي عليه البأس أهل الحرب » مثل من يكون أي صفهم 


. 1۹4٠ سورة آل عمران - الآية‎ )١( 
. 4۲ سورة النساء - الآية‎ )۲( 
. ۹۸ سورة النساء - الآية‎ )۳( 


mG 


فعلر لقاال > لگن مامور بقتاله فيط عنه الدم وتجب الكفارة وهو ' 
قول الشافعي > وقيل هو من ألم ولم بهاجر > وهو قول أي حنيفة » 
وسواء عرف أنه مؤمن وقتل خطا أو ظن آنه كافر » وهذا ظاهر الآية › 
وقيل ني قوله : ( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن باه ) الآية نزلت في 
ابن سلام » وأصحابه ما نقل عن ابن زید وغیره » وبعضهم قال في ٠‏ 
معني أهل الكتاب » فإن أراد من كان في الظاهر معدودا متهم فهو 
٠‏ القول الأول وإن أراد العموم فهو الثاني » وهو ضعبف فإن هؤلاء لا يقال 
فيهم : ( وإن من أهل الكتاب ) للبم من جملة الصحابة » وهم أجور 
مثل أجور المؤمنين ٠‏ بل يؤتون أجرهم مرتين » وهم ملترمون جميع 
الشرائع فامرهم أعظم من أن يقال هم أجرهم عند ربمم وأبضا فإن أمرهم 
ظاهر معروف فأى فائدة في الإخبار بهم وهذا ما ببين أن المظهرين ٠‏ 
لاإسلام - فیهم منافق لا يصلى عليه کا نزل تي ابن آي › وأمثاله › وآن 
من هو ني أرض الكفر قد يكون مؤمنا بصلى عليه » كالنجاشي › وشبه ‏ 
هذا قوله ( ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا هم منهم المؤمنون ) الآية 
قيل ابن سلام » وأصحابه » وهذا والله أعلم من نمط الذي قبله › لأن 
القصود من هو منهم في الظاهر › وهو مؤمن كؤمن آل فرعون › وهذا 
قال : ( وأكثرهم الفاسقون ) وهذا قال : ( لن يضروكم إلا أذى ) 
وهذا عائد إلى جميعهم » لا إلى أكارهم » وغذا قال يولوكم الإدبار 

وقد يقاتلون وفیهم من یکم اانه » وهو مکره على القتال » ویبعث 
يوم القيامة على نيته كا في الصحيح في الحيش الذي يغزو الكعبة فيخسف 


. 1٠١ سورة آل عمران - الآية‎ )١( 


— £0 — 
(م ٠١‏ ملحق المصنغات ) 


بهم كلهم » وببعنون على نيانبم » وهذا في ظاهر الأمر » وإن قل وحكم 
عليه بعكم الكفار » فإنه يبعث على نيته كما أن المنافقين منا يبعثون على نيام ٠‏ 
فال حزاء » يوم القيامة على ما في القلوب ولا حلاف بين المسلمين أن من كان 
ني دار الحرب وقد آمن وعجز عن المجرة لا يجب عليه ما يعجز عنه ۽ 
وكذلك مالم یعلم حکمه › فلو م یعلم وجوب الصلاة أو الركاة وبقى 
مدة ل يفعل لم يجب القضاء في أظهر القولين » وهو مذهب أي حنيفة › 
وأهل الظاهر » وأحد الوجهين في مذهب أحمد » وكذلك سائر الواجبات 
ولو لم يعلم تحريم اللحمر فشرجا م بحد بإجماع المسلمين » وكذاك لو عامل 
ما يستحله من ربا أو ميسر ثم تبين له التحرم بعد القبض »› وكذلك 
لو تزوج نکاحا بعتقد صحته على عادته ثم تبین له أنه أخل ببعض شروطه 
کین تزوج ني عدّه » وأصل هذا كله أن الشرائع هل تلزم من م يعام 
أم لا تلزم إلا بعد العلم أو يفرق بين الشرائع الناسخة » والمبتدأة فيه ثلاثة 
أقوال هي ثلاثة أوجه في مذهب أحمد » ومن صلى ني الموضع المنهى عنه 
قبل علمه بالنهي هل يعيد ؟ فيه روايتان عن أحمد » والصواب ي هذا 
كله أن الحكم لا يثبت إلا مع النمكن من العلم › وأنه لا يقضي مالم يعلم 
وجوبه » وهذا يطابق الأصل الذي عليه السلف » والجمهور أن الله 
لا يكلف نضا إلا وسعها » فالوجوب مشروط بالقدرة › والعقوبة 
لا تكون إلا على ترك مأمور وفعل محظور › وبعد قيام الحجة . 


۲( العدل محمود بوب باتفاق أهل الأرض »› وهو من المعروف 
الذي تعرفه القلوب والظلم من المنكر الذي تیغضه القلوب وتذمه ¢ والله 
سبحانه أرسل الرسل ليقوم الناس بالقسط وأمر الله نبيه أن بحكم بالقسط › 


۱ 


وجا أنزل الله فدل على أن القسط هو ما أنزل الله > ولكن العدل يتنوع ٠‏ 
بتنوع الشرانع » وهذا قال : ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها )١(‏ 
حکم الله ) إلى قوله : ر أفحكم الحاهلية يبغون ) الآية فذ كر أنه آنزل 
القرآن › وآن بحکم بینهم با آنرل اله ولا يتيع آهواءهم عما جاءه من الكتاب 
وأخبر أنه جمل لكل شيء شرعة ومنهاجا » جعل له صلى الله عليه وسلم 
ما في القرآن من الشرعة والمنهاج › وأمره أن بحكم به وحذره آن يفتنوه 
عن بعض ما فيه » وأخبر أن ذلك حکم الله ».ومن ابتغی غیره فقد ابتغی 
حكم الاهلية > وقال : ( ومن لم بحكم با أترل اله فاولتك هم() 
الکافرون ) لا ریب أن من لم يعتقد وجوب الحكم به فهو كافر › قمن 
استحل أن کم با يراه هو عدلا من غير اتباع لما أنرل الله فهو كافر »> 
فإنه ما من أمة إلا وتأمر بالحكم بالعدل وقد يكون العدل في دينها ما رآه 
كابراهم » بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام بحكمون .. بعادابم کسوالف 
البادية » وأمر المطاعين ويرونه أنه هو الذي يبتغي الحكم به دون الكتاب › 
والسنة » وهذا هو الكفر إذا عرفوا ما أنزل الله فلم يلتزموه › بل استحلوا 
الحکم بغیرہ فھم کفار › وإلا کانوا جھالا ما تقدم › وأما من کان ملتزما 
لحكم الله باطنا » وظاهرا لكن عصى واتبع هواه فهذا إمنزلة أمثاله من 
المصاة » وهذه الآية ما حنج با اللحوارج على تكفير ولاة الأمر بمحكمون 
بغير ما أنزل الله ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله »> وقد تكلم 
الناس على ما يطول ذكره هنا » والذي ذكرته يدل عليه سياق الاية › 


. ) ٠٠ إل‎ 4٣ سورة الائدة - الآيات ( من‎ )١( 


)( سورة اائدة — الآية . 


— ۷ 


والمقضود أن الحكم بالعدل واجب مطلقا > والحكم با أنزل الله على محمد 
هو غدل خاص › وهو أكمل أنواع العدل فمن م يلتزمه فهو کافز › 
وهذا واجب على الأمة في كل ها تنازعت فيه من الأمور الاعتقادية » 
والعملية » قال الله تعالى : (كان الاس أمة واحدة بع اق اين () -. 
الأية : 

0۳ الرافضة سلکوا ي الصحابة مسلك التفرق والوا بعضهم 
زر اریم لوا ی اداه ۲ وقد ملك ماشه هلا کر م 
اناس ني أمرائهم وعلمام وشيوخهم »› فيحصل منهم رفض ي غير 
الصحابة » فهذا كله من التفرق والنشع اللي ی الله عنه › فقال : 
( إن الذين فرقوا دينهم وکانوا شيعا () ) ٠.‏ الآبة وقال ( ولا تكونوا 
کالذین تفرقوا واختلفوا (۳) ) .. الآيات .. قال بن غباس : تبيض وجوه 
أهل السنة > وتسود وجوه أهل البدعة » وهذا كان أبو أمامة الباهلي وغبره 
يتأوها ني الحوارج › »> وقد أمر الله المؤمنين أن يعتضموا بكتابه » وبدينه › 
وبالوسلام وبالإخلاص ٠‏ وبعهده » وبالحماعة وهذه كلها منقولة عن 
الصحابة والتابعين » و كلها صحيحة » فالقرآن يأمر بدين الإسلام وذلاك 
عهده » والاعتصام به جميعا إنما يكون ني الحماعة ودين الإسلام حقيقته 
الإخلاص م المعاصي الذي يعرف صاحبها أنه عاص يتوب ٠‏ والمبتاع 
الدي يظن أنه على حت ضرره على المسلمين أعظم من ضرر الظلمة الذين 

. ۲٠۳ سورة البقرة س الآية‎ )١( 


(۲) سورة الأنعام الاية ٠١۹‏ . 
(۲) سورة آل عمران الآیات ( )١٠١۷ > ٠١١ >» ۱۰١‏ . 


— ۸ 


يعلمون أن الظلم حرم › فنهى صلى الله عليه وسلم عن قتال الأمراء الظلمة ¢ 
ومر بقتال الحوارج » وهذا ما یستدل به على آنه لیس کل ظالم باغ جوز 
قتاله » ومن أسباب ذاك أن الظام الذي يستأئر بالمال والولايات لا يقاتل 
في العادة إلا لأجل الدنيا » فلم يكن قتاهم ليكون الدين كله لله » ولا من 
من جنس تال قطاع الطريق الذين قال فيهم من قل دون ماله فهو شهيد › 
لأن أولئك معادون بلحميع الناس » وجميع الناس يعينون على قتاهم › ولو قدر 
أنه ليس كذلك » فلیسوا ولاة أمر قادرين على الفعل بل يريدون أموال 
اناس ودماءهم فهم مبتدون الناس بالقتال بخلاف ولا الأمور » فاليم 
لايبدؤن الرعية بالقتال وفرق بين من تقاتله دفعا وبين من تقاتله ابتداء › 
وهمذا هل يجوز ني الفتنة قتال الدفع ؟ فيه عن أحمد روايتان » لتعارض 
الآثار والمعاني » وبالحملة فالعادة المعروفة أن اللحروج على ولاة الأمور 

لطلب ما في أيديمم من الال › والإمارة › وهذا قنال على الدنيا وهمذا قال . 
أبو برزة ني فتنة بن الزبير » والقراء مع الحجاج وفتنة مروان إنغا بقاتلون 
على الدنيا » وأما أهل البدع كاللحوارج فهم يريدون إفساد دين الناس 

فقتاهم قتال عن الدين لتكون كلمة الله هي العليا . 

)٠۲١(‏ تواتر النقل » وعلم بالاضطرار من دين الرسول واتفقت 
عليه الأمة أن أصل الإسلام وأول ما يؤمر به الحلق شهادة أن لا إله إلا الله › 
وشهادة أن محمد رسول الله فيه يصير الكافر مسلما والعدو وليا › ثم إن کان 
من قلبه دحل ني الإیمان » وٳن قاله بلسانه دون قلبه فهو في ظاهر الإسلام › 
وكا آنهما أصلا الدين فهما أيضا تمام فروعه فهما الفرق بين أهل ابنة » 


— ۹ 


وأهل النار » قال تعالى ني الحنة : ( أعدت للذين آمنوا بالله )١(‏ ورسله ) 
وقال الني صلى الله عليه وسلم لا ذكر منازلا عالية في ابحنة قيل : يارسول 
الله تلك منازل الأنبياء لايياغها غيرهم فقال بلى والذي نفسي بيده رجال 
آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) وقال تعالى : ( يا بني آدم إما بأتينكم 
رسل منكم يصون علیکم آياتي (۲) ) الابتين . 


وقال : ( قلنا اهبطوا منها ))١(‏ .. الآيتين ثم ذكر آيات كثيرة › م 
قال : وذلك أن المقصود الذي خلق له الحلق عبادة الله وحده » والطريق 
إلى ذاك هم رسل الله فبالإبعان الله > ورسله يم القصود » والوسيلة › 
وبدون أحدهما لا بحصل ذلك فمن م هتد بنور الرسالة واكتفى برأيه 
ورأى من جنسه فإنه في الشبهات والضلالات والتفرق والاختلاف الذي 
لا حيط به إلا اله كا تجده ني الحارجين عن حقيقة الرسالة من الكفار › 
والمسلمين » وهم الذين تفرقوا على الأنبياء كما قال : ( إنما هلك الذين 
من قبلکم بكثرة سؤالهم » واختلافهم على أنبيانم ) وقال الله سبحانه 
( ذلك بأن اله نزل الكتاب بالحق()) الآية وقال ر كان الناس أمة واحدة(°)) 
الآية وقال : ( ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر(") ) وقال : 


(1) سورة الحديد - الآية ۲١‏ . 

(۲) سورة الأعراف - الآية ۴۳۵ » ۴٣‏ . 
(۳) سورة البقرة - الآية ( ۳۸ » ۳۹ ) . 
(4) سورة البقرة - الآية ٠۷١‏ . 

(ه) سورة البقرة - الآية ۲٠۴‏ . 

. ٠٠۴ سورة البقرة - الآية‎ )١( 


ء0 — 


( فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب با لدييم فرحون () ) وكذلك 
في سورة الأنبياء »> وقال : ( فاختلف الأحزاب من بينهم(١)‏ ) وقال : 
( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا(٣)‏ ) الآية وهذا المعنى قد ثناه الله 
آي کتابه » بین فيه أن دينه واحد » وهو الإسلام العام والإيان العام > 
وأنه أمر رسله بالإجتماع فيه » والائتلاف › ولاهم عن التفرق فيه 
والاختلاف » وهو الذي أمر به الأولين والأخرين فمن خرج عنه كفر 
بجميع الرسل ولو آمن ببعض الرسالة دون بعض ٠»‏ أو ببعض الكتب 
والرسل كا عليه المبتدعة ني الإسلام وغيرهم » ومن سلك سبيلهم من آهل 
التتحريف والتبديل في المسلمين › ويدخل في هؤلاء السبعون فرقة في البهود › 
والأحد والسبعون ني النصارى > وائنتان والسبعون ني المسلمين » كا 
قال صلى الله عليه وسلم ني أحاديث متعددة » وقال في الناجية » وهي 
الحماعة » وني رواية هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحالي › 
فوصفهم بالاجتماع ٠‏ واتباع الصحابة » وهذا هو السنة والحماعة فمن 
خرج عنه فهو من أهل التفرق والاختلاف الذين اختلفوا ني الكتاب 
واختلفوا على الأنبياء » والله أعلم . 

)٠١١(‏ سئل رحمه الله عن رجل متمسك بالسنة » ومحصل له رية 
ني تفضيل الثلانة على على“ » لقوله عليه السلام له : ( أنت مي وأنا منك ) 
وقوله : ( نت مي إنزلة هارون من موسى ) وقوله : ( لأعطين الراية 


(1) سورة المؤمنون - الآية ٣ه‏ . 


)۲( سورة مرم الاية ۳۷ . 
(۴) سورة الشورى - الآية 1۴ . 


0 س 


۰ رجلا بحب الله ورسوله ) .. الخ وقوله : ( من کنت مولاه فع مولاه › 
اللهم وال من والاه » وعاد ما عاداه .. الخ ) وقوله : ( أذكركم الله 
في آهل بي ) » وقوله سبحانه : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم () ) 
الآية » وقوله : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم() ) الآية ولقوله : 
( هل أنى على الإنسان(١)‏ ) الآية فأجاب : بحب أن يعلم أولا أن التفضيل 
إذا ثبت للفاضل من اللحصائص مالا يوجد مثله للمفضول فإذا استويا وانفرد 
أحدهما بخصائص كان أفضل وأما الأمور المشتركة فلا توجب تفضيله 
على غيره » وإذا كان كذلك ففضائل الصديق الي میز با ٺم يشركه 
فیها غیره > وفضائل علي مشتركة › وذلك أن قوله : ( لو كنت متخذا 
من أهل الأرض خايلا لاتخذت أبا بكر خايلا ) وقوله : ( لا يبقى ني المسجد 
حوخة إلا سدت إلا خحوخة أي بكر ) وقوله : ( إن أمن اناس علي في 
صحبته » وذات يده بو بکر ) وهذا فيه ثلاث خصائص ل یشرکه فیها 
أحد : أنه ليس لأحد منهم عليه ني صحبته وماله مثل ما لاي بكر ¢ 
الثانية قوله : لايبقين في المسجد .. الخ . وهذا خصيص له دون سائرهم 
وأراد بعض الكذابين أن يروى لعي مثل ذلك » والصحبح لايعارضه 
اموضوع » الثالثة قوله لو كنت متخذا خليلا نص في أنه لا أحد من البشر 
استحق الللة لو أمکنت إلا هو ولو کان غيره أفضل منه لكان أحق با 
لو تقع » وكذاك أمره له أن يصلي بالناس مدة مرضه من الحصائص › 
)١(‏ سورة آل عمران - الآية ٠١‏ . 


(۳) سورة الدهر - الآية ١‏ . 


— o۲ 


وکذلك تأمیره له من لمدينة على الحج ليقع السنة ويمحو آار الحاهلية › 
فإنه من خصائصه وكذلك قوله في الخحديث الصحبح آدع لي أباك وأخاك 
حى أكتب لبي بكر كتابا وأمثال هذه الأحاديث كثيرة تبين أنه م يكن 
في الصحابة من يساويه وآما قوله : ( أنت مي وأنا منك ) فقد قاها لغيره › 
وقاها بلحليييب والأشعرين » وقال تعالى ( ولون باه إنهم لمنكم وما هم 
منکم(۱) ) وقوله:( من غشنا فليس منا ) ( ومن حمل علينا السلاح فليس مي) 
يقتضي أن من يرك هذه الكبائر يكون منا فكل مؤمن كامل الإبعان 
فهو من النبي والنبي منه » وقوله في ابنة حمزة ( أنت مي وأنا منك) 
وقوله لزید ( أنت أخونا ومولانا ) لا بختص بزيد بل كل مواليه كذلك » 
وكذلك قوله : لأعطين الراية الخ . هو أصح حديث بروى ني فضله › 
وزاد فيه بعض الكذابين أنه أخذها أبو بكر وعمر فهربا > وي الصحبح 
أن عمر قال : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فهذا الحديث رد على الناصبة 
الواقفين في على ولیس هذا من خصائصه » بل كل مؤمن. كامل الإعان 
بحب الله ورسوله » ومبه الله ورسوله › قال تعالی : ( فسوف اني الله 
بقوم بحبهم ويبونه )٠)‏ وهم الذين قاتلوا أهل الردة » وإمامهم أبو بكر 
وني الصحيح أنه سأله أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة قال فمن الرجال : 
قال آبوها » وهذا من خصائصه . 

وأما قوله : ( أما ترضی أن تكون مي بمنزلة هارون من موسی ) قاله 
في غزوة تبوك ما استخلفه على المدينة فقيل استخلفه لبغضه إياه وكان الني 


(1) سورة التوبة - الاآية ١ه‏ . 


— 0۳ا — 


صلى الله عليه وسلم إذا غزا استخلف رجلا من أمته » وكان بالمدينة 
رجال من المؤمنين القادرين وني غزوة تبوك لم يأذن لأحد » فلم يتخلف 
أحد إلا لعذر أو عاصي » فكان ذاك الاستخلاف ضعيفا فطعن به المنافقون 
بهذا السبب » فبين له آني م أستخلفك لنقص عندي »› فإن موس استخلف 
هارون » وهو شريكه ني الرسالة أفما ترضى بذاك ؟ ومعلوم أنه استخلف 
غیره قبله » وکانوا منه بهذه المنزلة › فلم يکن هذا من خصائصه » ولو 
كان هذا الاستخلاف أفضل من غيره م مخف على على" ولا لحقه يبكي › 
وما بين ذلك أنه بعد هذا أمر عليه أبا بكر سنة تسع » وكونه بعثه لنبذ 
العهود ليس من خصائصه »› لان العادة ما جرت أنه لاينبذ العهود ولا يعقدها 
إلا رجل من أهل بيته » أي الشخص من عارته ينبذها حصل المقصود 
ولكنه أفضل بي هاشم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فکان أحق 
الناس بالتقدم من سائرهم » فلما أمر أبا بكر بعد قوله : أما ترضى .. الخ . 
علمنا أنه لا دلالة فيه على أنه بمنزلة هارون من کل وجه › وإنغا شبهه به 
ني الاستخلاف خاصة وذلك ليس من خصائصه › وقد شبه النبي صل الله 
عليه وسلم أبا بکر بإبراهے وعیسی وشبه عمر بنوح وموسى عايهم السلام > 
لا شارا ني الأسرى وهذا أعظم من تشبيه على" بهارون » وم يوجب ذلك 
أن يكونا عنزلة أولئك الرسل » والتشبيه بالشيء لمشابمته في بعض الوجوه 
كثير ي الكتاب والسنة وكلام العرب › وأما قوله : ( من كنت مولاه 
فعلى مولاه » اللهم وال من والاه الخ ) . فهذا ليس ني شيء من الأمهات 
إلا ني الترمذي » وليس فيه إلا من كنت مولاه فعلى مولاه > وأما الزيادة 
فليست في الخديث وستل عنها الإمام أحمد فقال » زبادة كوفية » ولا ریب 


— 04 


أا كذب لوجوه : أحدها أن الحتق لا يدور مع معين إلا البي صلى الله 

عليه وسلم . 

وأما قوله يوم غدير خم أذ کركم الله في أهل بيني فين نن ایا 
ڊل هو مساو بلحمیع أهل البيت وأبعد الناس عن هذه الوصية الرافضة > 
فام يعادون العباس » وذربته » بل يعادون جمهور أهل البيت »› ويعينون 
الكفار عليهم . ۰ 

وآما آية المباهلة فليست من الحصائص بل دعي عليّا وفاطمة » وإبنيهما 
وم يكن ذاك لأنبم أفضل الأمة ٠‏ بل لانم أخص أهل بيته كا في حديث 
الكسا اللهم هؤلاء آهل بيي فأذهب عنهم الرجس › وطهرهم تطهيرا ء ٠‏ 
فدعى هم » وخصهم » والأنفس يعبر عنها بالنوع الواحد كقوله : ( لولا 
إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا )١(‏ ) وقال ( فاقتلوا 
أنفسكم(۲) ) أي بقتل بعضكم بعضا » وقوله أنت مني ونا منك ليس المراد 
أنه من ذاته » ولا ريب أنه أعظم الناس قدرا من الأقارب › فله من مزية 
القرابة والإعان ما لايوجد لبقية القرابة » فدخل ني ذلك المباهلة وذلاك 
لا بمنع أن بكون في غير الأقارب من هو أفضل منه لن المباهلة وقعت 
ي الأقارب » وقوله : ( هذان خصمان ) الخ . فهي مشتركة بين على“ » ۰ 
وحمزة » وعبيدة » بل سائر البدريين يشاركو م فيها . 


وأما سورة ( هل أتى ) فمن قال : إلا نزلت فيه › وني فاطمة › 


. 1١ سورة النور - الآية‎ )١( 
. سورة البقرة - الاآية 4ه‎ )۲( 


— 100 


وابنيهما » فهذا كذب لأنبا مكية وزواج على“ وفاطمة في المدينة يكذب 
هذا القول والحسن والحسين إنما ولدا بالمدينة »› وبتقدير صحته فليس 
فيه أن من أطعم مسكينا » ويتيما » وأسيرا أفضل الصحابة بل الأية عامة ٠‏ 
مشركة فيمن فعل هذا › وتدل على استحقاقه للثواب على هذا العمل › 
مع أن غيره من الأعمال من الإعان بالله والصلاة في وقتها وابحهاد 
أفضل منه . 

)۱۲١‏ ذكر رحمه الله حديث إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله 
ضراط حى لا يسمع التأذين › فإذا قضي التأذين أقبل إلى قوله فليسجد 
سجدتين أخبر أن هذا التذ كير والوسواس من الشيطان » وذكر قبله 
سورة الناس وأمره بالسجدتين ولم يؤنمه والوسواس المحفيف لايبطلها ‏ 
إجماعا » وإذا كان الأغلب فهل يعيد ؟ اختاره بن حامد › والصحبح 
الذي عليه الحمهور لا إعادة فالحديث عام مطلق ني كل وسواس » وم 
يأمر بالإعادة لكن بنقص أجره بقدر ذلك › قال بن عباس »› ليس لك 
من صلاتك إلا ما عقلت منها » وذكر حديث عمار أن الرجل لينصرف 
من صلاتھ ولم یکتب لھ منھا إلا عشرھا إلا تسعھا إلا نها حى قال إلا 
نصفها » وهو حجة على ابن حامد » وأداء الواجب له مقصودان : أحدهما : 
براءة الذمة بحيث يندفع العقاب » فهذا لا نبجب عليه الإعادة فإن مقصود 
الإعادة حصول الثواب المجرد وهو شأن التطوع » ولكن حصول الحسنات 
الماضية للسيئات مع القبول الذي عليه الثواب يكفر عنه ومالا ثواب فيه 
لا يكفر » وإن برئت منه الذمة كما قي الحديث « رب صائم ليس له من 
صيامه إلا ابمحوع والعطش » ورب قائم حظه من قيامه السهر والتعب › 


— ۱ 


ولم بحصل له منفعة لكن برئت الدمة فاندفع العقاب فكان على حاله م يزدد 
بللك خيزا » والصوم شرع لتحصل النقوى › كما قال تعالى : ( يا أيما 
الذين آمنوا كتب عليكم الصيام )١(‏ ) .. الآية وقال صلى الله عليه ولم 
( الصيام جنة » فإذا كان أحد كم صانما فلا يرفث ٠‏ ولا بجهل > فإن امروء 
شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم ) قل : يقول في نفسه › وقیل : بلسانه,؛ 
وقيل يفرق بين الفرض ٠‏ والنفل » والصحبح أنه بلسانه کا دل ,عليه 
الحديث » وهو زجر لن بدأه بالعدوان وني الصحيح » من ل يدع قول 
ازور والعمل به فليس لته حاجة في أن یدع طعامه وشرابه « بین ناله 
م يحرم عليه الكل لاجته إلى ترك الطعام كما بحرم السيد على عبده بعضن 
ماله » بل المقصود عبة الله »> وهی حصول القوى › فإذا لم يأت به فقد 
أنى ماليس فيه محبة » ورضى فلا يثاب عليه لكن لم يعاقب عقوبة التارك 
والحسنات البو لة له تكفر السيئات » وتي الصحبح الصلوات الحمس > 
والحمعة إلى الحمعة » ورمضان إلى رمضان كفارة لا بينهن إذا اجتنبت 
الكبائر » ولو كفر الحميع بالحمس لم حنج إلى اللحمعة › لكن التكفير 
بالحسنات المقبولة » وغالب الناس لا يكتب له من الصلاة إلا بعضها › 
فيكفر ذلك بقدره والباني بحتاج إلى تكفير »> وهذا جاء إن أول ما بحاسب 
عليه العبد يوم القيامة من أعماله الصلاة فإن أكملت وإلا قیل انظرو! هل 
من تطوع فإن كان له تطوع أكملت به القريضة › ثم يصنع ني سائر الأعمال 
كذلك » وتكميل الفرائض بالتطوع مطلق › فإنه إذ ترك بعض الواجبات 
استحق العقوبة › فإذا کان له من جنسه تطوع سد مسده › فلا عاقب › 


. 1۸۳ سورة البقرة - الآية‎ )١( 


— 0۷ 


ون کان ٹوابه ناقصا وله تطوع سد مداه › فیکمل به وابه > . 
وهو في الدنيا يمر بالإعادة حيث تمكن .» أو بره با ينجبر به كسجدتي . 
الهو » وكالدم فيما ترك من واجبات الحج » وكشل صدقه الفطر ٠‏ 
طهرة الصائم من اللغو والرفث وذلك لأنه إذا أمكنه أن بأتي بالواجب کان 

ذلك عليه » ولم يکن بريء من عهدته › بل هو مطلوب به ا لو م يفعل , 

بخلااف ما إذا تعذر يوم الحزاء > فإنه لم يبق هناك إلا الحسنات › وهلا 

كان ابلحمهور على أن من ترك واجبا من الصلاة عمدا فعليه الإعادة مادام 

يعكن فعلها » وهو إعادة ني الوقت » وني حديث المنيء « ارجع فصل ٠‏ 
فإنك لم تصل»فدل على أن من ترك الواجب م يكن ما فعل صلاة بل بەر 
بالصلاة » لما لم تكن .عقامة الأمور بها في قوله ( فإذا اطمانتم فاقوا 
الصلاة )١(‏ ) : فإن قيل ففي حديث رفاعة الذي ي السان أنه جعل ماترك 
يؤاخذ بتر كه فقط » قرل : وكذلك نقول يثاب على ما فعل › ولیس 
كالتارك » ويؤمر بالإعادة لدفع العقوبة > فإن قيل فإذا م يكن فعله مفردا 
طاعة م یشب عليه قیل فعله وهو لم ثب علبه یعلم آنه لا جوز › أو کان 
ساهيا کالذي يصلي بلا وضوء ويسهو عن القرآن فيثاب › ولا يعاقب › 
ولكن يؤمر بالإعادة لانه م يفعل ها مر به »> وکالنائم إذا استيقظ › وأما 
إذا أمر بالإعادة فقد علم أنه لا جوز فعله مفردا فلا يؤمر به مفردا > 
فإن قيل : فإن ترك الواجب عمداً قيل هذا مستحق للعقاب » وقد يكون 
انمه كام التارك للصلاة والمسلم لا بصلي إلى غير قبلة » أو بغر وضوء › 
ومع هذا فقد بمكن إذا م يفعله استخفافا بل مع الاعراف بأنه مذنب 


٠ . ٠٠۴ سورة النساء - الآية‎ )١( 


— 0A 


أن يثاب على ما فعل » كمن ترك بعض واجبات الحج » فإن قيل : فالفقهاء 
يقولون بطلت صلانه قيل : الباطل في عرفهم ضد الصحيح › والصحيح 
عندهم ما حصل المقصود وبرئت به الذمة » فإن قيل ي سؤال يژمرون 
بالإعادة ومن ترك شيا من واجبات الإعان لا يؤمر بالإعادة قيل ليس الأمر 
بالإعادة مطلقا »> بل يؤمر بالممكن » فإن أمكنت الإعادة وإلا أمر بفعل 
الحسنات » كتارك الحمعة » فإنه لو أمر بالظهر فلا يسد مسدها » ولا يزول 
الإم » وكذلك من ترك واجبا في الحج عمدا فإنه يؤمر به إن أمكن في 
الوقت وإلا أمر بالدم » ولا يسقط عنه الإثم مطلقا » بل هذا يمكنه من 
البدل » وعليه أن يتوب منه توبة تغسل إنمه ومن ذلك أن ياي بحسنات 
تمحوه ٤‏ وكذلك من فوت واجبا لا بمکنه استدراکه › وأما إذا أمکن 
استدراکه فعله پنفسه » وهکذا نقول فيمن ترك بعض واجبات الإعان › 
بل کل مأمور ترکه فقد ترك جزءاً من إیعانه » فیستدرکه بحسب الإمكان › 
فإن فات وقته تاب وفعل حسنات غيره وهذا اتفقوا على إمكان إعادة الصلاة 
ني الوقت الحاص » والمشترك كمن بصلي الظهر بعد دخول العصر › ويؤخر 
العصر إلى الاصفرار فتصح صلاته » وعليه إلم النأخير وهو من المذمومين 
ني قوله : فويل للمصلين الذين هم عن صلاہم ساهون ) (۱) وقوله : 
( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة )١(‏ ) فإنه تأحيرها عن وقتها 
الذي بجحب فعلها فيه › فإنه إضاعة ها » وسهو عنها بلا نزاع أعلمه ٠‏ 
وجاءت به الآثار عن الصحابة والتابعين » وقال صلى الله عليه وسلم ف 


0 الماعون - الآية ه . 


(۲) سورة مرم - أالآية ٠4‏ . 


— ۹ 


الأمراء الذين يؤخرونما ( صلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم .| 
افلة ) وهم إنما كانوا يؤخرون الظهر إلى وقت العصر والعصر إلى الاصفرار 
وهم مذمومون › لکن لیوا کمن تر کها » أو فوتّها حى غات الشمس ٠٠‏ 
فإن هؤلاء أمر صلى الله عليه وسلم بقتاهم ولهى عن قتال أوللك › فدل. ‏ 
على صحة صلانيم > وني الصحبح عنه من أدرك ركعة من العصر قبل . 
أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر » مع أن ي الصحبح عنه تلك صلا 
المنافق .. الخ .. واتفقوا على أن من نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا . 
ذكرها » وبقضي على الفور عند الحمهور › والشافعي بجعله على المراخي ٤‏ 
وهن سی بعض واجبانہا فهو کین نسیھا » کنا فمل عمر وعلمان لا صاوا . ١‏ 
بالناس » ثم ذكروا نهم جنبا فأعادوا ولم بأمرور الناس بالإعادة » وأما من . 
فوتما عمدا عالما بوجوبما أو فوت بعض واجبانما الي يعلم ففيه فراع 
قيل يصليها وهو قول الحمهور » ومالك وغيره من أهل المدينة يقولون ‏ 
مالم يكن فرضا واجبا » وهو الذي يسمونه سنة يعيد في الوقت » من صلى ٠‏ 
بالنجاسة » وأما الفرض كالركوع والطهارة فيعيد بعد الوقت . 


. قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله جميل بحب ابلحمال ) جوابا‎ AV 
السائل في بيان ما به الله » ويكرهه من الأفعال » فإنه قال لا يدخل الحنة‎ 
من في قلبه مثقال ذرة من كبر » والكبر من كسب العبد » فخاف السائل‎ 
» أن یکون ما يتجمل به الإنسان فيكون أجمل به تمن م يعمل مثله من الكبر‎ 

فقال إني أحب أن يكون ٿوي حسنا » ونعلي حسنا » وحسن لوبه ونعله 
حاصل بفعله » ليس كصورته فقال : إن الله جميل بحب الحمال » ففرق 
بين الكبر الذي ذمه الله وبين الحمال الذي به الله » والله إذا خلق شخصا 


سے ۰ س— 


أعظم من شخص إما ن جسمه أو قوته › أو عقله م یکن هذا مبغضا لأنه 
بغير اختيار العبد » وبخلاف ما إذا تكبر بذلك أو بغيره فإنه من عمله › 
فإنه إذا خلق جميل الصورة لم يكن ذلك من عمله بحمد عليه › أو يذم › 
كما أنه إذا خلق أسود أو قصيرآً محمد على ذلك › ولم يذم وهذا لما كان 


الناققون هم جمال ثي الصورة بدون الإعان شبههم بالحشب المسندة ‏ , 


ايابسة الي لانشمر » وقد تكون الصورة عونا على الإبمان كالقوة والمال ‏ 
فيحمد إذا استعان بما على الطاعة » ويكون فيه الحمال الذي يبه الله ء 
والأسود إذا فعل ما به الله من الحمال كان فيه الحمال الذي يبه الله > ٠‏ 
والمقصود بيان ما بحبه الله »> ويكرهه وأول من أنكر المحبة والتكلم ال معد 
ابن درهم › وطوائف أقروا آنه بحب » وأنکروا أنه بحب غيره » وعغبة 
المؤمنين لربهم أمر موجود في الفطر » والقلوب ولبت أن التذاذهم يوم 
القيامة بالنظر إلى الله أعظم لذة ني الحنة »> والإنسان في الدنيا جد في قلبه 
بذ کر الله » وذکر محامده » وآلائه » وعبادته من اللذة مالا مجده بشيء 
آخر » وني الحديث إذا مررتم برياض الحنلة فارتعوا قالوا وما هي ؟ 
قال مجالس الذ كر » ومن هذا قوله : ( ما بين بيي ومنبري روضة من 
رياض اة ) فن هذا كان أعظم مجالس الد كر والمنكرون لارؤية ينكرون 
هذه اللذة » وقد يفسرها من يتأول الرؤية إعزيد العلم على لذة العلم › 
كالذي في الدنيا بذ كره لكن تلك أكمل » وهذا قول متصوفوا الفلامفة › 
والنفاة » كالفاراي وكأني حامد » وأمثاله » وأما أبو المعالي وابن عقيل 
ونحوهما فمنكرون أن يتلذذ أحد بالنظر إليه سبحانه » وقال أبو المعالي 
يمكن أن بحصل مع النظر إليه لذة ببعض المخلوقات » وهذا ونحوه ما 


٧٩۱‏ س 
(م ١١‏ - ملحق المصنفات ) 


انکر على ابن عقیل » فإنه کان فاضلا ذکیا ولکن تنلون آراؤه في هذه 
المواضع » وهذا يوجد في كلامه كيرا نما يوافق فيه المعتزلة » والحهمية 
وهذا من ذاك ٠‏ وكذا أبو المعالي بى هذا على أصل الحهمية الذي وافقهم 
فيه الباقلاني والقاضي أبو يعلي » وغيرهما أن الله لاحب ذاته » ويزعمون 
أن الحلاف ني ذلك مع الصوفية » والسلف كلهم متفقون على أن الله سبحانه 
يستحق أن بحب » ولیس شيء أحق بأن بحب من الله سبحانه بل لا یصلح 
أن بحب غيره إلا لأجله › وكل ما بحب المؤمن من طعام وشراب وغيره 
لا ينبغي له أن یفعله إلا لیستعین به على عبادته » وما من ممن إلا وي قلبه 
حب الله » وهو جد نفسه حتاجة إلى الله في تحصيل مطالبه »> ويجد في قلبه 
حبة لله غير هذه » فهو محتاج إليه من جهة أنه ربه »> ومن جهة أنه إلهه › 
قال تعالى : ( إياك نعبد وإك نستعين(١)‏ ) فلابد أن يكون العبد عابدا لله › 
ولابد أن یکون مستعینا به » وهذا فرض الله على کل مسلم آن يقوها في 
صلاته » وهي بين العبد والرب > وروی عن الحسن أن الله أنزل مائة 
كتاب » وأريع كتب جمع سرها ني الأربعة وجمع سر الأربعة في القرآن › 
وجمع سر القرآن في الفاحة وجمع سر الفانحة ني هاتين الكلمتين › وهذا 
تناها الله سبحانه في کتابه ي غير موضع » کقوله : ( فاعبده وتوکل 
عليه (۲) ) وقد قال تعالی : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا 
بوم كحب الله » والذين آمنوا أشد حبا لته(٠)‏ ) فأخبر أن المؤمنين أشد 


€3 سور ة الفاتحة - الاآية 3 


. 1۳ سورة هود - الآية‎ (r) 


(۳) سورة البقرة - الآية ٠٠١‏ . 


۲ س 


حبا لله من المشركين لأهتهم وأنهم بوهم كحب الله > ومعلوم ألم 
بحبون آلهتهم محبة قوية » كا قال: ( وأشربوا ني قلوبهم العجل بكفرهم(١)‏ ) 
وإذا عرف أنه متصف بصفات الكمال › کان حبه اشد مع قطع النظر 
بلغ عن نفعه(۲) . 

٠ الله سبحانه بحب عباده المؤمنين فيريد الإحسان إليهم » وهم‎ )٠۲۸( 
٠ بعبونه فيريدون طاعته » وني الصحبح » لايؤمن أحدكم حتى أكون‎ 
أحب إليه من ولده » الخ . وما من مؤمن إلا وبجد في قلبه للرسول صلى الله‎ 
عليه وسلم محبة لا توجد لغیره » حى إنه إذا سمع مبوبا له يسبه هان‎ 
عليه عداوته » ومهاجرته » بل قتله ون م يفعل ذلك لم یکن مؤمنا › قال‎ 
الله تعالى : ( لاجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله‎ 
الآة بل قال تعالی : ( قل إن کان آباژکم وأبناڑکم () ) الآبة‎ ) )٣(لوسرو‎ 
فتوعد من كان الأهل والمال أحب إليه من الله ورسوله > وجهاد ي‎ 
. سبيله » وي الصحيح : « ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإعان .. الخ‎ 
هذه الحلاوة لا يكون من عبة العوض الذي لم بحضل بعد » بل الفاعل‎ 
٠ الذي لا يعمل إلا للكرى لا جد حال العمل إلا التعب » فلو كان لا معى‎ 
لمحبة الله ورسوله إلا محبة ما يصير إليه لم يكن هناك حلاوة بجدها المؤمن‎ 
والفطرة + .فال‎ ٠ في قلبه » وهو في دار التكليف > وهذا خلاف الشرع‎ 
فطر العباد على ملة إبراهم الحنيفية » وأصلها عبة الله وحده » فما من‎ 

. ٩۳ سورة البقرة - الآية‎ )١( 

(۲) قال ف الحاشية ( لعله نفع غيره) . 


(۳) سورة الجادلة - الآية ۲۲ . 
(4) سورة التوبة - الآية ۲٠۲‏ . 


— ۳ س 


فطرة ل تفسد إلا وهي تجد فيها محبة الله تعالى » ولكن قد تفسد الفطرة 
إما لكبر وغرض فاسد كفرعون » وإما بأن يشرك معه غيره ي المحبة 
کا قال تعالی ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا بوهم كحب 
الله(۱) ) وما أهل النوحيد ففي قلوبهم حبة لله لا ائله فيها غيره وغذا 
کان الرب عمودا حمدا مطلقا على كل ما فعله »> وحمدا خاصا عل 
إحسانه إلى الحامد »> فهذا حمد الشكر » والأول حمده على ما فعله ها 
قال : ( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض()) الآية .. والحمد 
ضد الذم » والحمد خبر من محاسن المحمود مقرون بعحبته › والذم خبر 
عساويء امذموم مقرون بيغضه وهو سبحانه له الحمد ني الأولى والآخرة 
وأول ما نطق به آدم « الحمد لله رب العالمين » وأول ماسمع من ربه 
برحملث ربك » وآخر دعوى أهل الحنة الحمد لله رب العالمين » وأول 
ما يدعى إلى الحنة الحمادون » ونبينا صاحب لواء الحمد ؛ آدم فمن دونه 
نحت لوائه »> وهو صاحب المقام المحمود » فلا تكون عبادة إلا بحب 
العبود » ولا حمدا إلا بحب المحمود » وهو سبحانه المعبود المحمود ء 
وأول نصف الفاتحة الذي للرب حمده » وآخره عبادته › وقال صل الله 
عليه وسلم : « أفضل ما قلت آنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده 
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير » فجمع بين 
التوحيد ٠‏ والتحميد > کہا قال تعالى : ( فادعوه محخلصين له الدين المد 
لله رب العا لمين(٣)‏ ) واللحطب لابد فيها من الحمد والتوحيد » وكذلك 
)١(‏ سورة البقرة - الآية ٠١١‏ . 


(۲) سورة الأنعام - الآية ١‏ . 
(r)‏ سورة غافر الاية ه٠‏ . 


— ٤ 


التشهد أوله ثناء وآخره الشهادتان » وإذا كان العباد بحبونه ويثنون عليه 
فهو سبحانه أحق بحمد نفسه » والثناء على نفسه » والمحبة لنفسه › كما قال 
أفضل الق « لا أحصي ناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك » فلا لناء 
من مشي أعظم من لناء الرب على نفسه » ولا حب لمحبوب من محبه أعظم 
من محبة الرب لنفسه » و كل ما يبه من عباده فهو تابع لبه لنفسه فا لمۇمن ‏ 
إذا كان بحب ما به لله فهو تبع لمحبة الله » فكيف الرب تعالى فيما يبه 
من خلوقاته ؟ إنما يبه تبعا لبه لنفسه > وخلق المخلوقات لحكمته الي 
حبها » فما خلق شيا .. إلا لحکمه فهو سبحانه أحسن کل شيء خلقه › 
وقال : ( صنع الله الذي أتقن كل شي ء(١)‏ ) ولیس ني أسمائه إلا امم 
مدح » وهذا كلها حسى » والحسى خلاف السوآى » والحسن مغبوب 
مدوح » فالمقصود بالحلق ما بحبه » ويرضاه » وذلك مدوح ولكن قد 
يكون من لوازم ما محبه وسائله » فإن وجود اللزوم بدون اللازم ممتنع › 
كما بمتنع وجود العلم > والإرادة بلا حياة » وهذا إذا ذكر بامم خاص 
قرن باللحير » كالضار النافع فيجمع بين الإسمين لماي العموم والشمول 
الدال على وحدانيته وأنه وحده يفعل هذه الأشياء وهذا لا يدعى بأحدهما 
وحده » بل يذ كران جميعا وذا كل نعمة منه فضل › وكل نعمة منه 
عدل » والإحسان بيده اليمنى والعدل بيده الأخرى وكلتا يديه يمى مباركة › 
والمقسطون يوم القبامة على ينه » والمقصود أنه سبحانه إذا خلق ما يبغضه 
خكمة بها فهو مرد لکل ما خلقه وإن کان مما خلق ببغضه إغا خلقه 


)0( سورة النمل الایةَ ۸۸ . 


— ۱ 


لغيره › والفرق بين المحبة والمشيئة مذهب السلف() . 


)۱۲١(‏ الناس هم ني طلب العلم والدين طريقان مبتدعان » وطريق 
شرعي فالشرعي النظر فيما جاء به الرسول والاستدلال بأدلته » والعمل به ء 
فلا كفي علم بلا عمل » ولا عمل بلا علم بل يکفي احدهما > وهي 
متضمنة الأدلة العقلية » فإن الرسول بين بالبراهين العقلية ما يتوقف › 
وأما المبتدعان فأحدهما طريق أهل الكلام البدعي » والرأى البدعي فإن 
فيه باطلا كيرا وكثير من أهله يفرطون فيما أمروا به من الأعمال › 
فينحرفون إلى اليهودية الباطلة » والثاني طريق آهل العبادة البدعية فينحرفون 
إلى النصرانية » فهم في فساد من جهة العمل ومن نقص العلم » وكثير 
ما يقدح أحدهما ني الأخرى » والكل يدعى اتباع الرسول ولا يوافق 
ھؤلاء › ( ما کان إبراھم بہودیا ولا نصرانیا ولکن کان حنیفا مسلما )٩(‏ ) 
الآية .. ما كان الرسول على طريقة هؤلاء » ولا هؤلاء » وكثير من أهل 
النظر يزعمون أن العلم بحصل به بلا عبادة » وكثير من أهل العبادة يزعمون 
أن طريق الرياضة بحصل للعارف بلا تعلم » وكلا الفريقين غالط › فإن 
لتزكية النفس تأثيرا عظيما في حصول العلم » لكن لابد من النظرة والتدبر ء 
ولو تعبد الإنسان ما عسى أن يتعبد » ولم يعرف من جهة محمد ما خصه 


)١(‏ قال ني حاشية الخطوطة : , والمقصود هنا التنبيه على الختلفين ني الكتاب الذي 
یرد کل مہم قول الآخر وني کلام کل مہم حق وباطل » وقد ذکرنا مثالین : مثالا ى الأمماء 
والأحكام والوعد والوعيد › ومثالا في الشرع والقدر » ونذكر مثالا ثاثا في القرآن › فإن 
السلف اتفقوا على أنه كلام الله غير لوق وإ يقل أحد مهم إنه ققدم » وصار الختلفون 
بعدهم على قولين - صح » قال في الحاشية : كل هذا يقر فإنه تابع للأصل . 

)( سورة آل عمران - الآية ٦۷‏ . 


— ۱٩ 


لته به لم يعلم وكذلك لو نظر لم بحصل له الطلوب إلا بالتعلم من جهته » 

ولا بحصل العلم النافع إلا مع العمل > وإلا فقد قال تعالى : ( فلما زاغوا 
آزاغ اله قلوبہم(۱) ) وذکر آیات وقال : ( ولو نېم فعلوا ما یوعظون 
به(٣)‏ ) الآیات » وذ کر آيات وقال تعالى للرسول الذي کان أزكى الناس 

نفسا » وأكملهم عقلا قبل الوحي ( وكذلك أوحينا إليك روحا من 
أمرنا ))١(‏ الآية وقال : ( وإن اهتديت فبما يوحى إلي ري(؛)) وقال :. 
( فإما يأتينكم مي هدی(١)‏ ) الآبات وقال : ( ومن يعش عن ذکر 
الرحمن() ) .. الآيتين › قال المهسرون : يعش عنه لايلتفت إليه فكل 
من عشی عن القرآن قیض له شیطانا یضله › ولو تعهد » قال ابن عباس 
يعمى » وقال أبو عبيدة تظلم عينه › واختاره ابن قتيبة والمشى ضعف 
البصر وهذا قال يعش » وقول من قال : يعرض صحبح من جهة الى 
فإن يعش مضمن يعرض ٠‏ وهذا عدي بعن » كما يقال أنت أعمى عن 
محاسن فلان إذا أعرضت فلم تنظر إلیها › فقوله بعش ای یکون أعشی 
عنها » وهو دون الأعمى › فلم ينظر إليها إلا نظرا ضعيفا › وهذا حال 
أهل الضلال الدين لر ينتفعوا بالقرآن فإنہم لاینظرون فيه کنظرهم في کلام 
أمتهم › لانم بحسبون أنه لا بمحصل المقصود > وها لاتجد في کلام من ل 


. سورة الصف - الآية ه‎ )١( 
. 1۸ سورة النساء - الآية‎ )۲( 
. سورة الشورى - الاآية ۲ه‎ )۴( 
. ٠١ سورة سبأً س الآية‎ )+( 
. ٠٠۴ (ه) سورة طه - الآية‎ 


. ١۲۴ سورة الزعرف - الآية‎ )٩( 


— ۱۷ 


بتع الكتاب والسنة بيان الحق لكثرة ما فيه من وساوس الشياطين ١ا‏ قال 
بعضهم في كتاب المحصل للرازي . 
حصل تي أصول الدين حاصله 
من بعد تحصيله أصل بلا دين 
أصل الضلالات والشد البين وما فيه فأكره وحى الشياطين . 

)٠١١(‏ المنحرفون في الصحابة وغيرهم صنفان : القادحون با 
يغفره الله » والمادحون الذين بجعلون السعي المغفور من السعي المشكور ٠‏ 
وعثمان تقابلت فيه الحوارج والشيعة وطائفة من بي أمية وغيرهم لکن 
الغالين فيه أقل غلوا من الغالين في علي » وني غالب الأمور تنجد بدع هؤلاء 
أشنع من بدع أولئك » وعقوبة الآآحرة تندفع بعشرة أسباب : الأول التوبة 
والناني الاستغفار الذي من جنس الدعاء » الثالث الأعمال الصالحة فإن 
الحسنات يذهبن السيئات » لكن الحسنات على حسب ما ني قلب صاحبها 
من الإبمان ورعا مثل أحد ذهبا ينفقه الإنسان ولا يصير مثل مد الرابع 
الدعاء للمؤمنين مثل صلاة المسلمين على اميت ودعاميم له »> والحامس 
دعاء البي صل الله عليه وسلم واستغفاره ني حیاته » وبعد ماته کشفا 
عنه يوم القيامة السادس .. ما يمدي للميت من العمل الصالح .. السايع 
الصائب الي تكفر اللحطايا » والصحابة أصيبوا إعصائب منها الفان مع 
أنيم أقل فتنا ممن بعدهم » فإنه كاما تأخر العصر عن النبوة كر التفرق > 
والاختلاف » وهذا لم بحدث في خلافة عثمان بدعة ظاهرة فلما قتل 
تفرقوا » وحدثت بدعتان بدعة اللحوارج » وبدعة الروافض ثم ي إمارة 
ابن الزبير وعبد الملك حدثت بدعة المرجئة » والقدرية » ثم لما كان في آخر 


۱۹۸ س 


عصر التابعين حدلت بدعة ابلحهمية » وبدعة المشبهه › ولم يكن على عهد 
الصحابة شيء من هذا وكذاك فتن السيف فإنيم في ولاية معاوية متفقون 
يغزون العدو فلما مات قتل الحسين » وحوصر ابن الزير بمكة وفتنة 
الحرة » ثم لما مات يزيد جرت فتنة بالشام بين مروان والضحاك يمرج 
راهط ٠‏ تم ولب المختار على ابن زياد فقتله » وجرت فتنة مصعب ابن 
اازبير ٠‏ وقتل المختار وجرت فتنة ثم ذهب عبد اللك إلى مصعب فقتاه 
وجرت فتنة ثم أرسل الخحجاج إلى ابن الزبير فحاصره ثم قتله > وجرت 
فتنة ثم تولى الحجاج العراق فخرج عليه ابن الأشعث وكانت فتنة كبيرة › 
وهذا كله بعد موت معاوية » ثم جرت فتنة ابن المهلب بخراسان » وقتل 
زید بن علي بالكوفة في فان آحر » تم قام أبو مسلم وغیره بخراسان وجرت 
حروب وفتن يطول وصفها تم هلم جرا فلم يكن ملك ملوك المسلمين 
خير من معاوية » وروى الأثرم عن قتادة قال لو أصبحم في مثل عمل 
معاوية لقال أكثركم هذا المهدي » ثم ذكر مثله عن مجاهد » والأعمش 
وفضائله » وعدله » وحسن سیرته کثير » وني الصحیح أن ابن عباس 
قال لمن قال له إن معاوية أوتر بركعة أصاب . أنه فقيه وقال أبو الدرداء 
ما رأيت أشبه صلاة بصلاة رسول الله من إمامكم هذا يعي معاوية فهذا 
كلام ابن عباس » وأ الدرداء وهما هما »والمقصود أن الفان الي بين 
الأمة والذنوب الي ها بعد الصحابة أكثر وأعظم »ومع هذا فمكفرات 
الذنوب موجودة » وأما الصحابة فأكارهم ما دخل في فتنة قال أحمد ثنا 
ابن عليه عن أيوب عن ابن سيرين قال هاجت الفتنة والصحابة عشرة 
آ لاف فما حضرها منهم مائة » بل لم يبلغوا ثلاثين وهذا من أصح إسناد 


= ۱۹۹ س 


على وجه الأرض ٠‏ وابن سيرين من أرو الناس ني منطقه ومراسليه من 
أصح المراسيل » وقال أحمد ثنا اسماعيل ثنا منصور ابن عبد الرحمن 
قال الشعبي لم يشهد احمل من الصحابة إلا أربعة فإن جاءوا بخامس فأنا 
كذاب وقال أحمد ثنا أمية بن خالد قال قيل لشعبة إن أبا شيبة روى عن 
الحكم عن عبد الرحمن بن أي ليلى قال شهد صفين من أهل بدر سبعون 
فقال كذب والله لقد ذكرت الحكم في ذلك فما وجدناه شهد صفين 
من أهل بدر غير خزية قلت هذا النفي يدل على قلة من حضرها وقيل 
حضرها سهل بن حنیف » وأبو آیوب وروی این بطه عن بکیر عن الآشج 
آن رجالا من آهل بدر لزموا يوم بعد قتل عثمان فلم بخرجوا إلا لقبورهم . 
التاسع )١(‏ .. ما حصل ني الآخرة من كرب يوم القيامة .. العاشر(١)‏ .. 
المقاصة ني القنطرة بعد الصراط كا في الصحيحين فهذه الأسباب لاتفوت 
الؤمنين كلها إلا القليل فكيف الصحابة ؟ ووصى العلماء بالإمساك عما 
شجر بينهم › لأنا لا سال عن ذلك > قال عمر بن عبد العزيز ( تلك 
دماء طهر الله یدی منها فلا أحب أن أخحضب با لساني ) لكن إذا قدح فيهم 
مبتدع بالباطل فلا بد من الذب عنهم بعلم »> وعدل » وقوله : « زاد ي 
الأذان يوم ابلحمعة وهو بدعة » فعى“ ممن وافق على ذلك ولم يغيره في 
ولایته کا غیره » ولو آزاله لنقل › فإن قیل : لان الناس لایوافقونه قيل : 
فهو دليل على أن الناس وافقوا على استحسانما > ولو قدر أن في الصحابة 


)١(‏ ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ني التحفة المراقية : أن الثامن ( أو يبتليه في البر ذخ 
والصعقة فيكفر ا عنه | : ه ) هامش الحطوطة . 


(۲) وقال ني العاشر ( أو يرحمه أرمم الراحمين ) هامش الخطوطة , 


۷۰ س 


من أنكره فهو من وسائل الاجتهاد » وقوله هى بدعة › إن أراد أنه ۾ 
يفعل قبله فقتال أهل القبلة كذلك » فإن قيل : بل البدعة ما فعله بغير 
دليل شرعي قيل : من أين لكم أن عثمان فعله بغير ذلك ؟ وعلى“ أحدث 
في خلافته العيد الثاني بابمحامع وابن عباس عرف بالبصرة في خلافة علي » 
ولم يذ كر عنه أنه أنكره ٠‏ والنداء الأول اتفق عليه الناس › كما اتفقوا 
على ماسن عمر من جمع الناس في رمضان على إمام واحد وأما ما سنه 
عل من العيد ففيه نزاع وأحمد بن حنبل وكثير من العلماء بتبعون علَا 
فيما سنه » وآخحرون من العلماء مالك وغیره لا یتبعون علا فیما سنه › 
وكلهم متفقون على اتباع عمر وعثمان فيما سناه » ومن هذا الباب ما يذ كر 
ما فعله عمر من تضعيف الصدقة الي هي جزية ني المعى على نصارى بى 
تغلب » وأمثال ذلك . 


)۱۳١(‏ لفظ الآية لايخالف ماتواتر من السنة » فإن المسح جنس تحته 
نوعان : الإسالة وغيرها تقول العرب تمسحت للصلاة فما كان بالإسالة 
فهو الفسل وإذا خص أحد النوعين باس الغسل فقد بخص الآحر باسم المح . 
وهذا نظائر مثل لفظ ذوي الأرحام يعم العصبة وغيرهم » ثم لما كان لاعصبة 
وذوي الفروض اسما خصهما بقى لفظ ذوي الأرحام ختص ني العرف 
لا یرٹ بفرض ولا تعصیب > وكذلك لفظ ابحائز » والمباح يعم ماليس 
حرام م قد ختص بأحد الأقسام اللحمسة » وكذلك لفظ اليوان يتناول 
الإسان ثم قد بخص بغيره » ومثل هذا كير » ومنه لفظ المسح > وني 
القرآن ما يدل على أنه لم يرد إعسح الرجلين المسح اللحاص ٠‏ فإنه قال إلى . 
الكعبين » ولم يقل إلى الكعاب كما قال إلى المرافق » فدل على أنه ليس في 


س ۱۷۱ س 


كل رجل كعب » بل كعبان فيكون أمر بالمسح إلى العظمين الناتئين › 
وهذا هو الغسل » فإن من المسح اللحاص بجعل المسح لظهور القدمين › 
وني ذاك الغسل ني العضوين الأولين » والمسح ني الآحرين تنبيه على أن 
هذين بجحب فيهما المسح العام » فتارة بجزيء اللحاص كا ني العمامة والحفين » 
وتارة المسح الكامل » وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم غسل الرجلين › 
والمسح على المفين » وفيه تنبيه على قلة الصب في الرجل لن الصرف يعتاد 
فيها وفيه اختصار الكلام › فإن المعطوف والمعطوف عليه إذا كان فعلاهما 
من جنس واحد اکفی بذکر أحدهما کقوله : ( یطوف عالیهم 
ولدان ) إلى قوله ( وحور عين )١(‏ ) » وهن لا يطاف هن لكن المعى يؤت 
بهذا » وبهذا > وهم قد بحذفون ما يدل الظاهر على جنسه لا على نفسه ‏ 
کقوله : ( یدخحل من یشاء ني رحمته والظالین أعد هم عذابا أليما(٥)‏ ) 
والمعى يعذب الظالمين » والآية فيها قراءتان ومن قرأه باللفض فقوله : 
مسحت الرجل ليس مر ادفا مسحت بالر جل فإذا عدى بالباء ريد به معى 
الإلصاق أي ألصقت با شيئا » وإذا قيل مسحتها لم يقتض ذاك بل جرد 
المح » وهو ل يرد جرد المسح باليد إجماعا › فتعين أنه أراد المسح بالاء 
وهو مجمل فسرته السنة » وبالحملة فالقرآن ليس فيه نفي إيجاب الغسل › 
بل فيه إنجاب مسح فلو قدر أن السنة أوجبت قدرا زائد على القرآن م يكن 
دفعا لموجب القرآن » فكيف إذا فسرته السنة والسنة تفسر القرآن » ونقضي 
على ما يفهمه بعضهم من ظاهر القرآن وقومم إن الفرض مسح الرجلين 


. ۲۲ إل‎ ۱١ سورة الواقعة - الآیات‎ )١( 


. ۳١ سورة الدهر - الاآية‎ (r) 


— ۷٣ س‎ 


إلى الكعبين مجتمع الساق » والقدم لا يدل عليه القرآن بوجه من الوجوه » 
فإنه أوجب المسح بالرؤوس وبالأرجل إلى الكعبين مع إيجابه غسل الوجوه 
والأيدي إلى المرافقق › فظاهره أن في كل يد مرفقا » وني کل رجل 
كعبين » فهذا على قراءة الحفض .. وأما على قراءة النصب فالعطف أنغا 
يكون على المحل إذا كان المعى واحداً » كقول الشاعر : 


معاوي إننا بشر فاسمح 
فلسنا بالمحبال ولا الخحديد 


فلو کان معی مسحت برأسي ورجلي مسحت راسي ورجلي لمكن 
كونه على المحل » والمعى تلف فعلم أن قوله » وأرجاكم بالنصب 
عطف على وأیدیکم » فعلم آنہم م یتمسکوا بظاهر القرآن › وھذا حال 
سائر أهل الأقوال الضعيفة إذا حقق الأمر عليهم لم يوجد ي ظاهر القرآن 
ما بخالف السنة كقول اللحوارج لا يصلى في سفر الأمن إلا أربعاً »> ومن 
قال : لا بحکم بشاهد وین وبین آن ما دل عایه ظاهر القرآن حق » وأنه 
ليس بعام مخصوص ٠‏ فإنه ليس هناك عموم لفظي › بل مطلق كقوله : 
( اقتلوا المشركين ) فإنه عام في الأعيان مطلق ني الأحوال » وقوله ( يوصيكم 
الله في أولاد كم ) وقال ني آية المتعة ليس في الآية لفظ صريح يلها فإنه 
قال : ( وأحل لكم ما وراء ذلكم ) الآية فقوله : ( فما استمتعم به منهن(١))‏ 
يتناول كل مدخول بها تعطى جميع الصداق بخلاف المطلقة قبل الدخول » . 
وليس لتخصيص الاآية بالموقت معنى بل تي المؤبد » أولى » فلا بد من 


. ۲٠ سورة النساء  الاآية‎ )١( 


س ۷۳ س 


دلالتها عليه إما بالتخصيص وإما بالعموم » یدل عليه ذکره بعد نکاح 
الإماء » فدل على أنه في كل نكاح الحرائر مطلقا » فإن قيل ففي قراءة 
طائفة ( فما استمتعم به منهن إلى أجل مسمى ) قيل أولا ليست منواترة › 
فإن كان هذا نزل فهو منسوخ ونزوله لا كانت مباحة فليس في الآية 
ما يدل على أن الاستمتاع با إلى أجل حلال فإنه م يقل وأحل لكم أن 
تستمتعوا بهن إلى أجل مسمى » بل قال فيما ( استمتعم به منهن ) الآية 
فتتناول ما وقع من الاستمتاع سواء كان حلالا » أو وطء شبهة » وهذا 
بجحب المهر ني النكاح الفاسد بالسنة › والاتفاق › فإذا اعنقد حل التعة 
وفعلها فعليه المهر » وأما الاستمتاع المحرم فلم تتناوله الآية › والقرآن 
إنما أباح الزوجة وملك اليمين › فلا لو كانت زوجة لتوارثا ولوجبت 
عليها عدة الوفاة » وللقها الطلاق اثلاث » والمتمتع با ليست زوجة 
ولا ملاك فتكون حراماً بنص القرآن » وقال ني آية الميراث ليس في 
عمومها ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم يورث » لن اللحطاب شامل 
المقصودین به › ولیس فيه آنه صلى الله عليه وسلم حاطب بها » ون ۾ 
يعلم أن المعين مقصود م يشمله > وكاف الحماعة ي القرآن تارة تكون 
لني › وللمۋمنين » وتارة تکون هم دونه »> کقوله : ( واعلموا أن فیکم 
رسول الله(۱) ) الآبة وقوله : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم() ) الاية 
وقوله : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ))١(‏ فلم جوز 


(1( سورة اللحجرات - الآية ¥. 
(۲) سورة التوبة الآية 1۲۸ . 


(۳) سورة محمد - الآية ۳۳ . 


س ۷٤‏ س 


أن تكون الكاف ني يوصيكم الله ني أولاد كم مثل هذا ؟ فإن قيل ما ذ كر 
فيه ما بقتضي اختصاص الأمة »فإنه لما خاطبهم بطاعته علم أنه ليس داخلا » 
وقيل وكذلك آية الفرائض › لا قال آباۋکم وأبناژكم › وكذاك قوله غير 
مضار > وغذا قال صلى الله عليه وسلم : « إن الله قد أعطى كل ذي حق 
حقه فلا وصية لوارث » واتفقت الأمة عليه حى ظن بعض الناس أن آية 
الوصية نسخت به . 

وأما السلف والحمهور فقااوا الناسخ آية الفرائض ؛ إن الله قدر فرائض 
حدودة منع من تعديلها » والآية م يقصد با بیان من يرث »› ومن لا يرث › 
ولا بيان صفة الموروث والوارث وإنما قصد بها أن الال الموروث يقسم 
بين الوارثين على هذا التفضيل » وذا لو كان الميت مسلما وهؤلاء كفارا 
أم يرثوا إجماعا » وكذلك بالعكس وكذلك لو كان عبدا وهم أحرار › 
والمکس > وإذا علم ن ني الموتی من یره أولاده ومن لایرثه ولم یذ کر 
صفة الوارث والموروث علم أنه م يقصد با بيان ذلك » وهذا كقوله : 
( فيما سقت السماء العشر ) قصد به الفرق بين ما بجحب فيه العشر ونصفه 
فلا بحتج به على صدقة اللحضروات » وقوله : ( وأحل الله البيع وحرم 
الربا(ا) ) قصد به الفرق بینهما › لا جوز بیعه وما لا جوز فلا يستدل بعل 
جواز بيع كل شيء ولو قدر العموم فقد خحص منه الولد الكافر والعبد 
والقاتل بأدلة أضعف من خروجه صلى الله عليه وسلم منها وبابحملة فإذا 
خصصت بنص أو إجماع خصت بنص آخر إجماعا » وني تخصيص 
عموم القرآن ٠‏ إذا لم يكن مخصوصا يبر الواحد خلاف ومن سلك هذا 


(0( سو رة البعّرة س ألآية Ve‏ „ 


۷0 س 


قال عموم مخصوص ٠‏ ومن سلك الأول لم يسلم ظهور العموم فهي عامة 
ني الأولاد واموتى مطلقة ي المورولين › والشروط لم تتعرض ها الآية ‏ 
كقوله اقتلوا المشركين عام ني الأشخاص › مطلق ني المكان › والأحوال > 
فاللاطاب القيد ههلا المطاق خحطاب مقيد مبين لحكم شرعي وقوله : 
( وورث سلیمان داود() ) وقوله : ( يرثي ویرث من ل يەقوب0)) _ 
يدل على جنس الإرث لا على إرث الال فالاستدلال به عملية جهل بوجه 
الدلالة » وأما آية الطهارة فليس فيها أن الله أذهب عنهم الرجس كلهم › 
ومن قاله : فقد كذب على الله » وأيضا إنما فيها الأمر مم با يوجب 
طهارتهم » وذهاب الرجس عنهم » فإن الإرادة فيها كقوله : ( يريد 
لله ليبين لكم(٣)‏ ) الآية وكقوله : ( مايريد الله ليجعل عليكم من حرج 
ولكن يريد ليطهركم(؛) ) ومعناها الأمر والمحبة › ليست إرادة لمشيثته 
المستلزمة لوقوع مراد » وهذا على قول هؤلاء الشيعة القدرية أظهر فعندهم 
أنه بريد مالا يكون وحديث الكسا يرد عليهم من وجهين : أحدهما 
الدعاء بذلك » ولو وقع لأثى على الله بوقوعه » وشكره لا يقتصر على 
الدعاء والاني أنه قادر على إذهاب الرجس عنهم وما يبين تضمنها للأمر 
والنهي قوله ي سياق الكلام : ( يانساء اني من يأت منكن(١)‏ ) الآية فدل 
على أنه أمر وي » وأن آزواجه من آهل بيته فالسياق في خطابهن ويدل 


)0 سورة النمل الاآية 1١‏ . 
(۲) سورة مرم - الآية ١‏ . 
)٣(‏ سورة النساء - الآية ۲١‏ . 
©( سورة المائدة د الآية ¶ . 


2 سور ة الآحزاب اليه‎ (٥) 


۷۹ 


على أنه عم غيرهن لذكره بصيغة التذ كير لما اجتمع المذ كر والمؤنث › 
وهؤلاء خصوا بكونم من أهل البيت فلهذا خصهم بالدعاء » ا أن مسجد 
قباء أسس على التقوى فتناول اللفظ لمسجده أولى » واختلف أهل أزواجه 
من آله هما روایتان عن أحمد : أصحهما نهن من آله › لا ني الصحيحين 
الهم صلي على محمد » وعلى أزواجه » وذريته إلى آخره » وتحرم الصدقة › 
من التطهير الذي أراده الله » لما أوساخ الناس > وقوله في آية المودة 
غاط » ابن عباس من كبار أهل البيت » وأعلمهم بتفسير القرآن يدل عليه 
أنه لم يقل إلا المودة لذوي القربى كما في آية الحمس»والرسول لا يسأل أجرا 
أصلا » ونما أجره على الله وعلى المسلمين موالالہم » لكن بأدلة أخرى 
والآية مكية قبل تزوج على بفاطمة وأما آية الابتهال فخصهم لاهم أقرب 
اليه من غبرهم » فإنه م یکن له ولد ذكر إذ ذلك وبناته م يبق منهن 
إلا فاطمة فإن المباهلة سنة تسع » وهى تدل على كمال اتصام به لحديث 
الكساء » ولا يقتضي أن يكون الواحد منهم أفضل من سائر المؤمنين › 
ولا أعلم لن ذلك بكمال الإعان » والتقوى لا بقرب النسب › وحديث 
المؤاخاة موضوع وقوله : ( وأنفسنا وأنفسكم () ) كقوله : ( ولا تقتلوا 
أنفسكم(١)‏ ) وقوله لعلي : ( أنت مني وأنا منك ) قاله : لغبره › وقوله : 
( ومن قتله منكم متعمدا) ) فالقائلون بوجوب الحزاء على المخطيء 
يستدلون بالسنة » والآثار » والقياس على القتل خط ويقولون خص الله 


. ٦١ سورة آل عمران - الآية‎ )١( 
. ۲۹ سورة النساء الآية‎ )۲( 


. سو رة المائدة الآية‎ (r) 


(VV —‏ — 
(م ١١‏ ملحق المصنفات) . 


المتعمد لذ كره من الأحكام ما بختص به من الانتقام ومثله : ( وإذا ضربم 
ني الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خف أن يفتنكم 
الذين كفروا(١)‏ ) أراد قصر العدد والأركانء وهو يتعلق بالسفر »والحوف» 
ولا يلزم من اختصاص المجموع بالامرين أن لا يشت أحدهما مع أحد 
الأمرين وله نظائر . ١‏ 


(۱۴۲) قال تعالى : ( ومن أظلم ممن افتری على الله کذبا و قال 
أوحى إلى“ ولم يوح إليه بشيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله(۲) ) فإن 
الممائل له إما أن يقول الله أوحى إلي“ > أو يقول أوحى إل“ » أو ألقى 
إلي" » ولا يسمى القائل أو يضيفه إلى نفسه فإنه إذا جعله من الشياطين 
م يقبل » ومن جعله من الملائكة داخل فيما يضيف إلى الله » فتبين كيف 
جعل الأولين في حيز الذي جعله وحيا من الله › أو وحيا ولم يسم المىحى 
فما جنس واحد » في إدعا جنس الأنباء » وجعل الآخر في حيز ببؤلاء 
الثلاثة المدعون بحدس النبوة » وقد تقدم قبلهم الكذب فا فهذا يعم جميع 
أصول الكفر > وهذه هي أصول البدع الي تردها وهذه الضلالات 
إنما طرق من لم يعتصم بالكتاب والسنة كما قال الزهري » كان علماؤنا 
يقولون .. الاعتصام بالسنة نجاة > وقال مالك : السنة سفينة نوح من ر كبها 
نجا » ومن تخلف عنها غرق » وذلك آنها هي الصراط المستقيم الذي يوصل 
العباد إلى الله » والرسول هو اهادي اللحريت » ومن أصول الإعان الله )١(‏ 


. ٠١١١ سورة النساء - الآية‎ )١( 
. ۳ سورة الأنعام - الآية‎ (r) 
قال ي حاشية الحطوطة هکذ! ي الأصل‎ (v) 


— ۷۸ 


يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت ني الياة وني الآحرة » كا قال تعالى : 

( ضرب اله مثلا كلمة طية () ) الآية والكلمة أصل العقيدة > فالاعتقاد 
الكلمة الي بعتقدها المرء « وأطيب الکلم كلمة النوحيد ٤‏ وأخبث الكلم 
كلمة الشرك » وهذا قال سبحانه : ( ما ها من قار ) وهذا کل ما بحت 
الباحث » وعمل العامل على هذه الكلمات والمقائد اللبيلة لايز زداد رلا فلا" 
وعلما ببطلانا > وهذا قال : ( والذین کفروا أعمافم سراب ()) الاي 
وھؤلاء يعيبون منازعهم إما بعدم العمييز بين الحديث الصحبح وغبره : 

وما لن اتباع الحديث ي مسائل الأصول لا يفید ذلك ٠‏ اوا يقي به 
فالأمر يرجع إلى أحد أمرين إما ريب في الإسناد > أو أن ما فهموة لا يعلم 
من اللفظ لا فيه من الاحتمال » ولا ريب أن هذا عمدة كل زنديق منأفق 
يطل العلم الذي بعث الله به رسله تارة » يقول لا نعلم آم م الوه وتارة 
يقول لا نعلم ما أرادوا بهذا القول » ولمعى انتفاء العلم بقوهم لم نستفد 
علما من جهتهم فيتمكن بعد ذاك أن یقول ما بقول آمنا أن نعارض بائار 
لأنبياء » وهذا عين الطعن في النبوة ولا بلغ الإمام أحمد عن ابن أي قتيلة 
أنه قال أصحاب الحديث قوم سوء فقام أحمد وهو ينفض لوبه ويقول : 

زنديق زنديق فإنه عرف مغزاه » وعيب النافقين للعلماء > وبا جاء به 
الرسول قدبم من الناققين الذين كانوا على عهد البي صلى الله عليه وسلم » 
فإنهم يدعون القراء فقالوا : ما رأينا ثل قرائنا هولاء الخ . والصحابة 
بعلمون ما جاء به ٠‏ وفیه بیان الحجة على بطلان کفر کل کافر ویان 


. ۲۲ سورة ابر اهم - الاآية‎ )١( 
. ٠۹ سورة النور - الآیة‎ )۲( 


— ۷۹ 


ذلك بقياس صحيح أحق وأحسن ببانا من مقاييس أولئك الكفار › ها 
قال : ( ولا يأتونك بعشل إلاجئناك بالق وأحسن تفسیرا(۱) ) آخبر سبحانه 
أن الكفار لا يأنون بقياس عقل لباطلهم إلا جاء الله باحق › وجاء من البيان 
والدليل وضرب الثل ما هو أحسن كشفا للحق من قياسهم › وجميع 
ما يقولونه مندرج ني علم الصحابة » والآية ذكرها الله بعد قوله : ( وقال 
الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا › وكذلك جعلنا لكل 
ني عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا )١(‏ ) فبين آن من هجر 
القرآن فهو من أعداء الرسل › وأن هذا الأمر لا بد منه إلى قوله ويوم 
يعض الظالم على يديه إلى قوله خذولا » والله أرسل محمد صلى الله عليه 
وسلم إلى العالين > وضرب الأمثال فيما أرسله به بلحميعهم › كا قال : 
( ولقد ضربنا للناس ني هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذ كرون )٣(‏ ) 
فأحبر آنه ضرا بلحميعهم > وإلا فالمخاطبين بحسب الحاجات كالسلاح 
ني القتال » فإذا كان العدو في تحصنهم على غير ما كانت عليه فارس 
والروم کان جهادهم على ما توجبه الشريعة الي مبناها على تحري ما هو 
لله أطوع > وللعبد أنفع كرمي أهل الطائف بالمنجنيق » وكانخاذ الحندق 
وما أمر به الرسول فهو من الدين الذي شرعه الله > وإن تنازع ولو 
الأمر ني بعضه وسواء فعل على عهده صلى الله عليه وسلم أولا > فما فعل 
بعده بأمره من قنال المرتدين » واللحوارج المارقين › وفارس والروم > 


. ۴۳ سورة الفرقان - الآية‎ )١( 
. ١١-۴۳١ سورة الفرقان - الآية‎ (۲) 


(۴) سورة الزمر - الآية ۲۷ . 


— A+ 


واللرك » وإخراج اليهود › والنصارى من جزيرة العرب › وغير ذلك هو 
من سنته » وهذا قال عمر بن عبد العزيز من رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وولاة الأمور بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله > وكها أن الله بين 
في كتابه محخاطبة أهل الكتاب وأقام عليهم الحجة برسالة محمد صل الله عليه 
وسلم » وما حرفوا وبدلوا » وصدق با جاءت به الرسل حى إذا سيع 
ذلك العام منهم المنصف وجده من أبين الحجة والمحاجة ولا تنفع إلا مع 
العدل › وإلا فالظام جحد احق الذي يعلمه › ويتنع عن النظر والاستماع › 
وهو معرض "ا أن الإحساس الظاهر كذلاك وطالب العلم يجتهد تي طلبه 
من طرقه » ودا سمي جتهدا › ودا قال تعالى ( ولا تجادلوا هل الكتاب 
إلا باي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم(١)‏ ) فالظالم ليس علينا جادلته 
بالي هي أحسن › فإن حرفوا الكلم أمكن معرفة ذلك › 5ا قال تعالى : 

( قل فأتوا بالتوراة١)‏ ) الآية وإذ ذكروا حجة عقلية فهمت أبضا › وبين 
ماني القرآن من ردها کالنسخ قال الله تعالى : ( قل له المشرق والمغرب 
يمدي من يشاء إلى صراط مستقم(١)‏ ) وعلى بعض ما ني الآية اعتماد جميع 
المتكلمين حيث قالوا : التكليف إما تابع للمشيئة أو المصلحة » وعلى 
التقديرين فهو جائز › ثم بين سبحانه وقوعه بتحرم الحلال ني التوراة 
وقد أحلها لإسرائيل » وأنه تحليل بخطاب ليس لمجرد البقاء على الأصل 
حی یکون نسخا » کا ادعاه بعضهم > والكلام الذي بخالف القرآن 


)۲( سورة آل عمران ‏ الاآية ٩۴‏ . 


)( سؤرة البةرة - الآية ٠٤١‏ . 


— ۸ 


أو يوافقه من كلام أهل الكتاب والصابئين » والمشركين فالقرآن فيه 
تفصيل کل شيء › کا قال تعالى : ( ولكن تصديق الذي بين يديه 
وتفصيل كل شي ء(١)‏ ) ومعلوم أن الأمة مأمورة بتبليغ القرآن لفظه ومعناه › 
وتبليغه لغير العرب بالر جمة »> وإذا تدبر المؤمن العام سائر مقالات الفلاسفة 
وغيرهم من الأمم وجد القرآن والسنة كاشفا لأحواهم › مبينا لقهم › 
ميزا بين حق ذلك وباطله والصحابة أعلم الحلق به » وهم أقوم الحلق 
مجهاد الكفار ٠‏ والمنافقين كما قال ابن مسعود من كان مستنا فليسان يمن 
مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد » كانوا أبر هذه 
الأمة قلوبا » وأعمقها علما › وأقلها تكلفا قوما اختار هم الله لصحبة نبيه › 
ولإقامة دينه » فاعرفوا هم حقهم ٠‏ وتمسكوا بمديمم فإهم كانوا على 
الهدى المستقيم » فأخبر عنهم بكمال بر القلوب مع ال عمق العلم » 
وهذا قليل ني المتأحرين كا يقال : من العجائب فقيه صوفي » وعام زاهد › 
فإن أهل بر القلوب يقترن بهم كثير » لعدم المحرفة الي توجب النهي عن 
الشر واحهاد )١(‏ » وأهل التعمق ني العلم قد يذ كرون من معرفة الشرور 
والشبهات » ما يوقعهم ني الغي والضلال » وأكار المتعمقين ي العلم من 
المتأحرين يقترن به التكلف المذموم من المتكلمين ٠‏ والتعبدين » وهو القول 
والعمل بلا علم » وطلب ما لايدرك » خلافا لا عليه الصحابة » وهذا 
من من الله على هذه الأمة » كما ني أثر المسيح « أهب فم من علمي وحلمي » 
وهذا من خواص متابعة الرسول » فمن کان له أتبع كان فيه أ كمل › 


(۱) سورة يوسف - الاآية ١١١‏ . 


() لمعلها الفساد . 


— A۲ 


کما قال تعالی : ( یا آیا الذین آمنوا اتقوا اله وآمنوا برسوله(۱) ) إلى آاحر 
السورة تم ذكر حديي أي موسى » وابن عمر » فدل الكتاب والسنة ٠‏ 
على أن الله يؤتي أتباع الرسول من فضله مالم يؤته لهل الكتابين » فكيف 
بغيرهم ؟ والمقصود ذكر الطريقة العلمية والعملية » فمى كان غير الرسول 
قادرا على علم ذلك أو بيانه أو محبة نفاذه فهو أعلم بذاك » وأحرص على 
اهدی » وأقدر منه على بیانه . 

(۳۳) اعلم أن الله سبحانه علم آدم الأسماء كلها » وميز كل مسمى 
باسم يدل على ما يفصله من الاسم المشارك › وما بخصه دون ما سواه وبين _ 
به ما يرتسم معناه ني النفس » ومعرفة حدود الأسماء واجبة › لن بها 
قيام مصلحة الآدميين ي المنطق الذي جعله الله رحمة هم » لا سيما حدود 
ما أنزل الله من الأسماء كال حمر والربا فهذه الحدود هي المميزة بين ما يدخل 
ي المسمى وما يدل عليه من الصفات » وبين ماليس كذلك » وهذا ذم 
الله من سمى الأشياء بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان » كآمة الأوثان › 
فالأسماء المنطقية سمعية › أما نفس تصور معانيها في الباطن ففطري يعرف 
باحس الباطن » والظاهر » وبإدراك الحس وشهوده يبصر الإنسان الأشياء 
بباطنه » وظاهره » وبسمعه . بعلم أسماتًها وبفؤاده يعقل الصفات المشتر كة» 
والمختصة » والله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيثا > وجعل لنا السيع 
والأبصار » والأفئدة فأما الحدود المتكلفة فليس فيها فائدة لا في العقل › 
ولا في الحس ٠‏ ولا ني السمع › إلا ما هو كالأسماء مع التطويل أو ماهو 
كالتمييز بسائر الصفات » والله سبحانه علم الإنسان البيان كا قال تعالى : 


(1) سورة الحدید - الآيتىن ۲۸ - ۲۹ . 


— AT — 


( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان(١)‏ ) وقال : ( وعلم آدم 
الأسماء كلها )١(‏ ) وقال : (علم الإنسان مالم يعلم(١)‏ ) والبيان بيان القلب 
واللسان › كما أن العمى والبكم يكون بالقلب واللسان › جا قال تعالى : 
( صم بكم عمي(؛) ) وقال صلى الله عليه وسلم « فإنعا شفاء المي السؤال » » 
وني الأثر « المي عن القلب لا عن اللسان » وقال : ( شر العمى عمى القلب ) 
وکان ابن مسعود يقول » إنکم ني زمان کثیر فقهاؤه قلیل خطباؤه » 
وسیاني علیکم زمان قلیل فقهاؤه کثیر خطباه وأما بیان اللسان وخطابه 
فيحمد منه البلاغ ويذم منه ( التشدق والتفهيق ) )١(‏ وتبين الأشياء بالقلب 
ضد اشتباهها عليه » كقوله الحلال بين والحرام بین وبینهما مشتبهات › 
وقریء ( ولتستبین سبیل المجرمين(١)‏ ) بالرفع والنصب أي تستبين نت 
سبيلهم › فالأشياء لتستبين الأشياء » وهم يقولون بين الشيء › وبينته 
وتبین وتبینته » واستبان .. واستبنته » کل هذا يستعمل لازما ومتعدیا › 
فقوله : ( إن جاءکم فاسق بنباً فتبینوا )١(‏ ) هنا متعد وقوله : ( فاحشة 
مبينة )١(‏ ) فهنا لازم » فالبيان عى تبيبن الشىء وبععى بينت الشىء › 
أى أوضحته » وهذا هو الغالب » كقوله : « إن من البيان لسحرا » 


(۱) سورة الرحمن - الآية ١‏ - 4 . 

(۲) سورة البقرة - الاآية ۳١‏ . 

(۳) سورة العلق - الآية ه . 

٠. . ٠۸ سورة البقرة - الاآية‎ )٤( 

(ه) قال ي الاشية : في الأصل بياض لله « التشدق والتفيهق » . 
)١(‏ الأنعام - الآية ١ه‏ . 

(۷) سورة الحجرات - الاآية ٠‏ . 

(۸) سورة النساء - الآیات ٠۹‏ . 


— ۸4 


أو المقصود ببيان الكلام حصول البيان القلب » والذي لا يستبين له فهو 
ما قال: ( والدین لايؤمنون في آذاېم وقر وهو علیهم عمی() ) وقال: 
( ببين الله لكم أن تضلوا )١(‏ ) وقوله : ( قل إني على بينة من رني ) ) 
فاما الأشياء المعلومة الي ليس ني زيادة وصفها إلا كارة كلام » وتفهيق › 
وتشدق » والتکلم والإفصاح بما یستقبح ذکرہ فھذا ما ینهی عنه » کقوله : 
« إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخال بلسانه كما تخلل البقرة بلسانها »» 
وني الحديث الياء والمي شعبتان من الإبعان › والبذا والبيان شعبتان من 
التاق » وأما مى أدخل أحدهما الخد ما أخرجه الآخر أو بالعكس فهذا 
علم يستفاد به حد الاسم » ومعرفة عمومه » وخصوصه ٠‏ مثل الكلام 
ي حد الحمر هل هو عصير العنب المشتد أو كل مسكر » وحد الغيبة › 
ونحو ذلك » وقوله الكبر بطر الحق » وغمط الناس › فقوله : « كل 
مسکر خمر » وکل خمر حرام لم یذ کره للاستدلال على منازع ذا 
اللركيب ٠‏ بل أراد أن ببين هم أن جميع المسكرات داخلة ي مسمى اللحمر » 
فهو کقوله في حدیث آي موسی » لا سثل عن آنواع فقال : کل مسکر 
حرام » فأراد أن يبين هم بالكلمة ابحامعة وهي القضية الكلية أن كل مسكر 
خمر ۽ م جاء ما كانوا يعلمونه من آن كل خمر حرام ليثبت تحرج المسكر 
ي قلوبېم » کټا صرح به ني قوله کل مسکر حرام » ولو اقتصر على قوله 
كل مسكر حرام لتأوله متأول على أنه أراد القدح الآآحر كما تأوله بعضهم › 
وهذا قال أحمد : قوله : كل مسكر خمر أبلغ فإنيم لايسمون القدح 
)١(‏ سورة فصلت - الآيات 4)4 . 


(۲) سورة النساء س الاآية ) الأخبرة ) 
(e)‏ سورة الأنعام - الآية 0۷ . 


A0‏ س 


الآحر خمرا » ولو قال كل مسكر خمر لتاوله بعضهم على أنه يشبه الحمر 
ني التحربم فلما قال وکل خمر حرام علم أنه أراد به دخوله في امم الحمر 
الي حرمها الله . 

)۱۳٤(‏ وقال تي کلامه على علم امنطق وعلم الكلام لما ذكر أن 
ئي کلامهم شيئا من التق » و كذلك أعماغم مع أن ما يأمرون به من العلوم 
والأعمال والأخلاق لا تكفي في النجاة من عذاب الله فضلا عن ن تکون 
محصلة لنعم الآحرة » ثم ذكر الآيات منها قوله : ( ومن أظلم تمن افترى 
على الله كذبا أو كذب باياته أولئك ينهم نصيبهم من الكتاب (') الآيات 
وكذلك قوله : ( فلما جاءهم رسلهم بالبينات فر حوا إا عندهم من العلم )(۲) 
إلى آخحر السورة فأخبر هنا بعشل ما في الأعراف › فإن هؤلاء المعرضين 
عا جاءت به الرسل لا رأوا بأس الله وحده تر كوا الشرك » وكذلك أخبر 
عن فرعون وهو كافر بالتوحيد والرسالة »> وقال : ( وإذ أخذ ربك من 
بي آدم من ظهورهم ذريتهم(١)‏ ) الآيات وهذا ني القرآن ي مواضع بين 
أن الرسل أمروا بالتوحید بعبادته وحده لاشريك له › ووا عن عبادة 
شيءَ سواه أو اتخاذه إفا » وبر أن أهل السعادة أهل التوحيد » وأن 
المشركين أهل الشقاء > وبين أن الذين لم يؤمنوا بالرسالة مشركون فعلم 
أن التوحيد والأبمان بالرسالة متلازمان » وكذلك الإعان باليوم الآخر 
فالثلانة متلازمة › وهذا يجمع بينهم > ني مثل قوله : ( ولا تتیع أهواء 

. ۴۷ الأعراف - الآية‎ )١( 

(۲) غافر - الآية ۸۳ . 

(۴) سورة الأعراف - الآية 1۷١‏ . 


— ٩ — 


الذين كذبوا باياتنا والذين لايۇمنون بالآحرة وهم بربہم يعدلون () ) 
وأخبر عن جميع الأشقياء أن الرسل أنذرنم باليوم الآخر » وأخبر أن من 
آمن بالرسل » وأصلح من الأولين والآخرين فلا خوف عليهم ولا هم 
حزنون ومثل قوله : ( إن الذين آمنوا والذين هادوا(") ) الآية فذكر أن 
المؤمنين من هؤلاء هم آهل النجاة والسعادة » وكذلك الإ ن بالرسل 
كلهم متلازم » وذلك : ( إن الذين يكفرون بالله ورسله(١)‏ ) الآية فهذه 
الأصول اللاثة التوحيد والإعان بالرسل والبوم الآخر متلازمة » وقال : 
( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والحن )١‏ ) الآيات أخير 
أن جميع الأتبياء هم أعداء يوحى بعضهم إلى بعض القول المزخرف وهو 
الزین بغروره به والغرور التلبیس وهذا شأن کل کلام > وکل عمل ٠‏ 
يحالف ما جاءت به الرسل من أمر التفلسفة والمتكلمين وغيرهم من الأولين 
والآخرين ٠‏ ثم قال : ( ولتصغى إليه أفئدة الذين لايؤمنون بالآخرة 
وليرضوه ) فأخبر أن كلام أعداء الرسل يصفى إليه الذين لايؤمنون 
بالآخرة » فعلم أن #الفة الرسل ٠‏ وترك الإبعان بالآخرة متلازمان » 
فمن م يؤمن بها صغى إلى زخرفة أعدانيم فخالف الرسل كما هو موجود 
ني أصناف الكفار » والمنافقين ني هذه الأمور وهذا قال : ( ولقد جئناهم 
ڊکتاب فصلناه على علم(١)‏ ) الآبتين أخبر آم يقولو ن إذا جاء تأويله 


. ٠٠١ سورة الأنعام - ألاية‎ )١( 

)۲( سورة البقرة - الاية ٦۲‏ . 

(۳) سورة النساء س الآية ٠٠١‏ . 

(4) سورة الأنعام - الآية ٠١١۲‏ . 

(ه) سورة الأعراف - الآية ٣ه‏ جه . 


— NAV —- 


جاءت رسل ربنا باحق > وهذا کقوله : ( فمن أعرض عن ذكري فن 
له معيشة ضنكا(۱) ) الآبات أخبر أن الذين تركوا اتباع آياته يصيبهم ذاك؛ 
فتيین أن أصل السعادة والنجاة من العذاب هو التوحيد ' واتباع الرسل ء 
والإعان .. بالآحرة والعمل الصالح »> وهذه الأمور ليست ني حكمتهم 
ليس فبها التوحيد بل كل شرك ني المالم إنما حدث برأي جنسهم إذا بينوا 
ما في الأرواح والأجسام من القوى والطبائع > وأن صناعة .الطلاسم والشرك 
يورث منافع ويدفع مضار › فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له »> ومن 
۾ يآمر منهم به م ينه عنه > بل يقر هؤلاء وهؤلاء وإن رجح الموحدين 
ترجيحا ما فقد يرجح غيره من المشركين > وقد يعرض عن الأمرين 
جمیعا » فتدبر هذا فإنه نافع جدا وقد رأيت من مصنفانهم في عبادة 
اللائكة » والأنفس الغارقة أنفس الأنبياء وغيرهم ما هو أصل الشرك ء 
وإن ادعوا التوحيد فهو بالقول لا بالعمل › التوحيد لابد فيه من الإخلاص 
ني العبادة » وهذا شيء لایعرفونه > وتوحيدهم الذي يدعونه هو التعطيل › 
وفيه من الكفر والضلال ما هو من أعظم أسباب الإشراك > فلو كانوا 
موحدين بالكلام فهو لا يكفي بالنجاة والسعادة بل لابد أن يعبد الله وحده ¢ 
ويتخذه إا دون ما سواه » وهو معني قول لا إله إلا الله فكيف وهم في 
الكلام معطلون » وأما الإيعان بالرسل فالذين دخلوا في الملل منهم آمنوا 
. ببعض صفات الرسل > وكفروا ببعض » وأما اليوم الآخر فأحسنهم حالا 
من يقر بعاد الأرواح » وقد أضاوا بشبهاتهم من المنتسيين إلى الملل مالا حيط 
به إلا الله » وإذا كان ما تحصل به السعادة والنجاة ليس عندهم کان مایأمرون 


(۱) سورة طه الآیات من ۱۲۳ = ۱۲۷ . 


— ۸ 


به من الأخلاق والأعمال والسياسات هو كما قال الله تعالى : ( يعلمون 
ظاهرا من الياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) والقوم وإن كان 
هم ذكاء وفطنة » وفيهم زهد › وأخلاق » فهذا لايوجب السعادة والنجاة 
إلا بالأصول المتقدمة وإنما قوة الذ كاء إبنزلة قوة البدن والإرادة › فالذي 
يؤتى فضائل علمية وإرادية بدون تلك الأصول بنزلة من يعطى قوة ني 
بدنه بدونا > وأهل الرأي والعلم إمنزلة أهل الملك والإمارة » وكل منهم 
لا ينفعه ذلك إلا بالأصول المنقدمة فمن ل يات بها خلد في العذاب إذا قامت 
عليه الحجة بالرسل » ولا كان كل واحد من أهل الاك والعلم قد يعارضون 
الرسل وقد يتابعو هم ذكر الله في كتابه في غير موضع › فذكر فرعون › 
والذي حاج إبراهي ني ربه واللاً من قوم نوح › وغيرهم » وذکر قول 
علمامہم » کقوله : ( فلما جاءہم رسلهم بالبينات فرحوا با عندهم من 
العلم(١)‏ ) الآية وقال : ر ما بجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك 
تقلبهم في البلاد ) الآيات إلى قوله ر الذين بجادلون في آيات الله(٠)‏ ) الآيات 
وهذا قال ابن عباس : كل سلطان ني القرآن فهو الحجة وذكر في ( حم 
غافر ) من حال محالفي الرسل من اللوك والعلماء واستكبارهم ما فيه 
عبره » مثل قوله ( الذين بجادلون ني آيات الله بغر سلطان أتاهم إن في 
صدروهم إلا كبر() ) الآية وقوله : ( الم تر إلى الذين بجادلون في آيات 
الله أن يصرفون (؛) ) وذكر ني سورة الأنعام > والأعراف وعامة السور 
)١(‏ سورة غافر - الآية ۸۳ . 

(۲) سورة غافر - الآية من ه - ٠١‏ . 


(۴) سورة غافر - الآية ٠ه‏ . 
(+) سورة غافر - الآية 14 . 


— ۹ 


المكية » وطائفة من السور المدنية حاهم فإلها تشتمل على خطابهم » وضرب 
الأمثال والمقاييس هم وذكر قصصهم › وقصص الأنبياء وأتباعهم معهم › 
وهذا قال تعالى : ( ولقد مكناهم في ما إن مكناكم فيه() ) الآية فأخبر 
عا مكنوا فيه من أصناف الإدراكات » والحركات وأن ذلك أ يغن عنهم 
حيث جحدوا بالرسالة » وهذا حدلي ابن الحضيرى عن أبيه شيخ النفية 
في زمنه قال : کان فقهاء مخاری یقولون في ابن سینا : کان کافرا ذکیا › 
وقال تعالى : ( أو م يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين 
كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم(۲) قوة ) الآية والقوة تعم قوة الإدراك 
النظرية » وقوة الحركة العملية > وني الآية الأخرى ( كانوا شد منهم 
قوة وآثارا ني الأرض() ) فاخبر بفضلهم ني الكم والكيف »وقال عناتباع 
هؤلاء الأنمة من أهل الملك والعلم المخالفين لارسل ( يوم تقلب وجوههم 
ني النار() ) الآيات وقال : ( وإذ يتحاجون في(١)‏ النار ) الآيات ومثل هذا 
ني القرآن كير » وذكر ما في المنتسبين إلى اتباع الرسل من العلماء »> 
والعباد » والملوك من النفاق » والضلال في مثل قوله : ( يا أبما الذين آمنوا 
إن كثيرا من الأحبار والرهبان () ) الآيات وقوله : ( ويصدون عن سبيل 
الله ) يستعمل لازما ومتعديا والوصفان بجتمعان فيهم › وقوله : ( الم تر 


. ۲١ سورة الأحقاف - الآية‎ )١( 

(۲) سورة غافر - الآية ٠١‏ . 

(۴) سورة غافر - الآية ۸۲ . 

. ٩۸4 > ٩۷ » ٦ سورة الأحزاب - الآية‎ )4( 

(ه) سورة غافر - الآية ( ۷ > £۸ › £4 )> ٠١‏ ) . 


.) ٣۷ › ۴١ › ۳٠١ > ۳4 سورة التوبة - الآيات‎ )٩( 


TOS 


إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالحبت والطاغوت () ) الاية 
وني الحديث « مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمل الاترجة » الخ فتبين 
أن ني من يقرأ القرآن مؤمنين ومنافقين › وإذا كانت سعادة الأولين 
والآخرين هي باتباع المرسلين فمن المعلوم أن أحتى الناس بذاك أعلمهم 
بآثارهم ٠‏ وأتبعهم هما وهم الطاتفة الناجية من كل أمة » وهم أهل السنة 
والحديث من هذه الأمة »> وأهل الكلام أكر الناس شكا » وأضعفهم 
علما ويقينا »> وهذا أمر يشهدونه من أنفسهم ويشهده الناس منهم › 
وشواهده أعظم من أن تذ كر هنا » وقيل إن الأشعري مع كونه قرم 
إلى السنة والحديث وأعلمهم به صنف في آخر عمره كتابا » وكا ني الأدلة 
يعني أدلة أهل الكلام » قال أبو حامد أكثر الناس شكا عند المت أصحاب 
الكلام والرازي من أعظم الناس ي باب الحيرة لكن هو مسرف فيه › 
له همه ني التشكيك والشك ني الباطل خير من الثبات على اعتقاده » لكن 
قل أن ثبت أحد على باطل محض ٠‏ بل لابد فيهم من نوع من الحتى › 
وتوجد الردة فيهم كثيرا كالنفاق > وهذا إذا كان ني المقالات الحفية 
فقد يقال م تقم عليه الحجة الي يكفر صاحبها » لكن يقع ذلك في طوائف 
منهم ثي أمور يعلم العامة واللحاصة » بل اليهود والنصارى .. يعلمون أن 
حمدا صل الله عليه وسلم بعث بها و كفر من خالفها مثل أمره بعبادة الله 
وحده لاشريك له » ونېیه عن عباده غیره › فان هذا أظهر شعائر الإسلام › 
ومثل آمره بالصلوات اللحمس تعظيم شآنما > ومثل معاداة المشركين » وأهل 
الكتاب » ومثل حرم الفواحش والميسر » ونحو ذلك » ثم تجد كثيرا من 


۷( سو رة النساء الآية إ0 . 


۹ 


رۇسهم وقعوا ني هذه الانواع فکانوا مرتدین » وإن کانوا قد يتوبون 
کالاقرع وعيينة ولحوهما »› فإن فيهم من يتهم بالنفاق ومرض القلب 6 
هم لا فيه من العلم یشبهون ابن أي سرح لا ارتد ثم عاد إلى الإسلام « 
ومن صنف ني المشركين أحسن أحواله أن يكون عاد إلى الإسلام » وكير 
منھم هکذا تجده تارة يرتد ردة صربحة » وتارة بعود مع مرض ثي قلبه 
ونفاق » والحكايات عنهم بذاك مشهورة › وقد ذكر ابن قتيبة منها 
طرفا » وصنف الرازي كتابه ني عبادة الكواكب والأصنام وأقام الأدلة ' 
على حسنه ورغب فيه > وهذه ردة عن الإسلام إجماعا . 


(1e)‏ العلم بحصل تي النفس ا بحصل سائر الإدراكات والحركات 
ما بجعله الله من الأسباب وعاء > وعامة ذلك من الملائكة › فإن الله يتزرل 
بها على قلوب عباده من العلم والقوة وغير ذلك ما يشاء » ها قال صلى الله 
عليه وسلم سان «» اللهم أيده بروح القدس » » وقال تعالى : ( وأيدهم 
بروح(۱) منه ) وذ کر صل الله عليه وسلم فیمن )۾ يطلب القضا إبعث الله 
له ملکا يسدده » وقال ابن مسعود ( كنا نفحدث أن السكينة تنطق على 
لسان عمر ) وقال أن للملك لة » وللشيطان لة .. فلمة الملك إيعاد بالخحير 
وتصديق بالتق » ولة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالتق هذا حفوظ 
عنه » ورا رفعه بعضهم » وهو جامع لأصول ما يكون من العبد من علم 
وعمل » وذلك أن العبد له قوة الشعور وقوة الإرادة والحركة » وإحداهما 
أصل الثانية مستلزمة ها »> والثانية مستلزمة للأولى » ومكملة ها فبالأولى 


0 سورة الجادلة - الآية الأخيرة . 


— ۹۲ 


يصدق بالق ويكذب بالباطل وبالتنية بحب النافع ويبغض الضار › واقة 
سبحانه خلق عباده على الفطرة الي فيها معرفة الحق والتصديق به » ومعرفة 
الباطل والتكذيب به » ومعرفة النافع والمحبة له » ومعرفة الضار والبغض له › 
فما کان حقا موجودا صدقت به الفطرة وما کان حقا نافعا أحبته واطمأنت 

إليه > وذاك هو العروف » وما كان باطلا معدوما كذبت به الفطرة 
وأبغضته وأنکرته قال تعالی : ( يأمرهم بالمعروف وینهاهم عن المکر()) 
والإنسان حارٹ همام › فھو دام بهم ویعمل لکن لا يعمل إلا لما يرجو به 
منفعة » أو دفع مضرة لكن قد يكون ذلك الرجاء مبنياً على اعتقاد باطل 
إما في نفس المتقصود فلا يكون نافعا ولا ضارا وإما في الوسيلة فلا يكون ` 
طريقا إليه » هذا جهل » وقد يعلم أن الشيء يضره ويفعله › ويعلم أنه 
ينفعه ويتركه » لأن ذلك العلم عارضه ما في نفسه من طلب لذة أخرى › 
أو دفع ألم آخر » فيكون جاهلا ظالما حيث قدم هذا على ذلك » وهذا قال 
أبو العالية : سألت أصحاب محمد عن قوله : ( يعملون السوء بجهالة(")) 
فقالوا : كل من عصى اله فهو جاهل > فإذا كان الإنسان لا يتحرك 
إلا لرجا وإن كان راهبا م يسع إلا با يزيل ذلك والرجاء لا يكون إلا عا 
يلقى في نفسه من الإيعاد للخير الذي هو طلب المحبوب وفوات المكروه › 
فكل بي آدم له اعتقاد » فيه تصديق. بشيء › وتکذیب بشيء › وله 
قصد وإرادة لما يرجوه نما هو عنده محبوب نمكن الوصول إليه والته خالق 
العبد ليصدق بالحق »ويقصد انير فير جوه بعملهء فإذا كذب بالحق »ولم يرج 


. ٠١١۷ سورة الأعراف - الآيةَ‎ )١( 
. ١١۷ سورة النساء - الآية‎ )۲( 


۳ س ۰ 
(م ١١‏ - ملحق المصنفات ) 


الحير فيقصده ويعمل له كان خاسرا برك التصديق بالحق » وطلب اللحير › 
فكيف إذا كذب بالحق و كره إرادة اللير فكي إذا صدق بالباطل وأراد 
الشر ؟ فذ كر ابن مسعود أن لقلب ابن آدم للة من الملك » ولة من الشيطان 
فلمة الملك تصديق بالحق » وهو ما كان من جنس الاعتقاد الصحيح › 
وإيعاد بالمير » وهو ما كان من جنس إرادة الحير ولة الشيطان من جنس 
الاعتقاد الفاسد » وهو التكذيب بالحتق وإيعاد بالشر وهو ما كان من جنس 
إرادة الشر »> وظن وجوده أما مع رجاءه إن كان مع هوى النفس وأما مع 
خوفه إن كان غير محبوب ها » و كل من الرجا واللحوف مستلزم للآخر › 
فمبداً العلم والحق والإرادة الصالة من للمة الملك ومبدأً الاعتقاد الباطل › 
والإرادة الفاسدة من لة الشيطان قال تعالى : ( الشيطان يعدكم الفقر 
ویأمرکم بالفحشاء() ) » وقال : ( إنما ذلكم الشيطان بخوف أولياءء(١)‏ ) 
أي يخوفكم أولياءه » وقال : ر وإذ زين هم الشيطان أعماهم(٣)‏ ) الآية › 
والشيطان وسواس خناس » إذا ذكر العبد ربه خنس » وإذا غفل عن ذكره 
وسوس » فلهذا كان ذكر الله سببا » ومبداً لنزول العلم › والحق والإرادة 
الصالحة ني القلب » و كانت الغفلة عن ذكر الله سببا ومبدأً لنزول الاعتقاد. 
الباطل » والإرادة الفاسدة ني القلب » ومن ذكر الله تعالى تلاوة كتابه › 
وفهمه » ومذاكرة العلم كما قال معاذ » ومذاكرته تسبيح › وتنازع هل 
الكلام في حصول العلم ني القلب عقيب النظر قي البديل › وقال بعضهم 


. ۲۹۸ سورة البقرة -- الآية‎ )١( 
. ٠۷١ سورة آل عمران - الآية‎ )۲( 
. ۸ سورة الآنفال - الآية‎ (r) 


— ۹4 


ذلك على سبل التولد » وقال آخرون بل يفعله الله » والنظر إما متضمن 
للعلم » وأما موجب له » وهذا صحيح بناء على أن الله معلم كل علم » 
لكنه مجمل ليس فيه بيان السبب الحاص المضاف إلى اللائكة في الحملة › 
فإن الله سبحانه يدر أمر السماء والأارض ملائكته » الي هي السفراء 
في أمره ٠‏ ولفظ اللائكة يدل على ذلك » وبذلك أخبرت الأنبياء » وشهد 
الكتاب والسنة من ذلك جا لايتسع له هذا الموضع ولكن يعلم أن البدأ ي 
شعور الفس وحركانها هم اللائكة والشياطين » فاللك باقي التصايق 
باحق والأمر بالحير » والشيطان يلقى التكذيب بالحق » والأمر بالشر » 
والتصديق والتكذيب مقرون بالنظر » كنا أن الأمر والنهي مقرون بالإرادة ء 
فإذا كان النظر ني دليل هادى كالقرآن وسلم من معارضات الشياطين 
تضمن العلم والهدى » وهذا أمر العبد بالاستعاذة عند القراءة » وإذا كان 
انظر ني دليل مضل" » والناظر بعتقد صحته بان يكون مقدمتاه أو أحدهما 
متضمنة للباطل ويكونان صحاح لكن التأليف غير مسقم ؛ صار في القلب 
به اعتقاد فاسد وهو غالب الشبهات المخالفة للكتاب والسنة » وإذا كان 
الناظر لا بد له من متصور فيه والنظر في نفس المتصور المطلوب حكمه 
لا يفيد علما بل ربا حصل له بسببه آنواع من الشبهات بحسبها أدلة لفرط 
تعطش القلب إلى معرفة حكم تلك المسألة » وأما النظر المهيد للعلم هو 
ما کان تي دلیل هادی » والدليل اهادي على العموم هو كتاب الله وسنة 
نبيه » فالذي جاءت به الشريعة من نوعي النظر هو ما ينفع وهو بذ كر الله » 
وما نزل من التق » فإذا أراد النظر ني الأدلة المطاقة من غير تعيين مطلوب 


— ۹ 


ففي کناب لله وتدبرہ » کنا قال تعالى : ( قد جاء كم من الله نور () ) 
الآيتين وقال : ( وكذلك أوحينا إلياك روحا من أمرنا() ) الآية وآما النظر 
ني مسألة معينة لطلب حكمها والعبد لايعرف ما يدله عليه فهذا النظر 
لا يفيد » بل قد يقع له تصديقات بحسبها حقا » وهي من إلقاء الشيطان › 
وقد يقع له تصديقات من إلقاء اللك » وكذلك إذا كان النظر ني دليل 
هادي وهو القرآن فقد يفهم مقصود الدليل فيهتدي وقد لایفهمه أو حرفه 
عن مواضعه فيضل به » ويكون ذلك من إلقاء الشيطان › ا قال تعالى : 
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالين إلا 
خسارا )(۲) وقال ( یضل به کثیرا ودیه به کثیرا )() وقال : ( فرادېم 
رجسا إلى رجسهم )() وقال: ( والذین لايؤمنون ني أذانم وقر وهو عليهم 
عمى )١()‏ فالناظر ني الدليل كالنرائي للهلال»قد يراه » وقد لا يراه لعش 
ني بصره » وكذلك عمى القلب » فأمر الله با ينرل على قابه الأسباب 
المادية »٠‏ ويصرف عنه الأسباب المعوقة وهو ذكر الله » وذكر الله يعطي 
الإعان » وهو أصل الإعان » والله سبحانه رب کل شيء وملیکه » وهو 
معلم کل علم وواهبه فکما آن نفسه أصل لکل موجود فذ کره والعلم به 


(1) سورة المائدة - الآيتین 6 
(۲) سورة الشورى - الآية ۲ه . 

(۴) سورة الإسراء - الآية ۸۲ . 

. ۲۷ › ۲١ سورة البقرة - الاآية‎ )٤( 
. ٠٠١٠ سورة التوبة - الآية‎ )٠( 

. +4 سورة فصلت - الآية‎ )٩( 


س ۱۹٩‏ س 


أصل لكل علم وذكر ني القلب » والقرآن يعطي العلم المفصل فيزيد 
الإعان » ما قال جندب : « تعلمنا الإعان تم تعلمنا القرآن فازددنا مانا » 
وهذا كان أول ما نزل اقرا باسم ربك » فأمره أن يقرا باسمه فتضمن 
الأمر بذ كر الله » وبا أنزل من الحق » وقال ( باس ربك إلى قوله مالم يعلم ) 
ذكر سبحانه أنه خلق الأعيان الموجودة عموما وخصوصا › وهو الإنسان › 
وأنه المعلم للعلم عموما وخصوصا لاإنسان » وذكر التعايم بالقلم لأنه 
آخر المراتب يستلزم تعلم القول والعلم الذي في القلب » وحقيقة الأمر 
أن العبد مفتقر إلى ما يسأله من ادى فبذ كر الله والافتقار إليه بهديه الله » 
ھا قال : ( یا عبادی کلکم ضال إلا من هدیته ) وکا ني حديث الاستفتاح › 
اللهم رب جبرائيل .. الخ .. ولا بد أن يكون عند الناظر من العلم الثابت 
مالا بحتاج إلى نظر » فيكون أصلا للتفكر الذي يطلب به معلوم آخر وهذا 
كان الذ كر متعلقا بالل والتفكر في مخلوقاته > وني الأثر تفكروا في 
المخلوقات › ولا تفكروا ني الحالق » لان التفكير ني الأمثال والمقاييس 
وذلاك يكون ني الأمور المتشابمة » وهي المخلوقات » وأما الحالق جل جلاله 
وسبحانه وتعالی فليس له شبيه » فالتفكير الذي مبناه على القياس ممتنع فيه › 
وإنغا هو معلوم بالفطرة ٠‏ فيذ كره العبد وبذللك يحصل من العلم به أمور 
عظيمة » أعني العلم به نفسه » وهذا كان كثر من أرباب العبادة يأمرون 
علازمة الذ كر ويجعلونه باب الوصول إلى الحق وهذا حسن إذا ضموا 
إلبه اتباع القرآن والسنة » واتباع ذلاك وكثير من أرباب النظر يأمرون به › 
ويجعلونه الطريق إلى معرفة الحتق ٠‏ والنظر صحيح إذا كان في دليل حق » 
فكل من الطريقين فبها حت » لكن يحتاج إلى المت الي في الأخرى » وجب 


۹۷ س 


تتزيه كل منهما عما دحل فيهما من الباطل » وذلك باتباع الرسل وقد بسطنا 
الكلام في هذا في غير هذا الموضع » وبينا ماجاءت به الشريعة من الطريقة 
الكاملة الخحامعة » والمقصود هنا أن الإنسان بحس بأنه عام كا بحس الطعام 
والشراب » كذلك العلم طعام القلب وشرابه کیا ني الحدیث «أن کل آدب 
بجحب أن تؤتي مأدبته » وأن مأدبة الله هي القرآن . 

کا قال تعالى : (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها) () الآية 
وکا ني قوله : ( مثل ما بعثني اله به من الهدى والعلم كمل الغيث ) الحديث 
فضرب مثل الهدى والعلم الذي ينزل على القلوب بالاء الذي ينزل على الأرض _ 
وكا أن لله ملائكة موكلة بالسحاب فله ملائكة موكلة باهدى‌هذا رزق الأجساد 
وهذا رزق القلوب »› وهذا قال الحسن في قوله: ( وما رزقناهم ينفقون(٩)‏ ) 
من أعظم النفقة نفقة العلم وقال كعب بن عجرة ألا أهدى لك هدية ء 
ثم ذكر حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم › وقال معاذ » عليكم 
بالعلم فإن طلبه عبادة » وتعلمه لله حسنة » وبذله لأهله قربة › وتعليمه 
لمن لا يعلمه صدقة › والبحث عنه جهاد › ومذ كراته تسبيح وذا کان 
معلم احير يستغفر له كل شيء » وعكسه أولئك الذين .يلعنهم الله ويلعنهم 
اللاعنون » والله أعلم وصلى الله على محمد وآ له وصحبه وسلم تسايما كيرا . 
خم الكتاب سنة ٠۲۲۷‏ قال کاتب الأصل آخر ما وجدت من خط ملخصه 
محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله وعفی عنه بمنه وکرمه . 


. ١۷ سورة الرعد : الآية‎ )١( 


(۲) سورة البقرة - الآية ۳ . 


— ۸ — 


وأنا أقول قد تم نسخه من الأصل في ش سنة ٠١١۷‏ ه وقد اجتهدت 
فيما أشكل فشوشت عليه » وما جزمت عليه » فأصلحته فمن وجد 
بخطي شيثا بحتاج إلى تصليح من خطاً وغبره فجزاه الله خيرا يصلحه وله 
الأجر واللواب .. 

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً کثيراً دانماً إلى 
يوم الدين . 


— ۹۹ 


1 
ر 

ملحق مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب 
الموضوع الصفحة 
تقديم بقلم معالي مدير ال حامعة عبد الله بن عبد المحسن الركي ..« AN—\‏ 
تقدم أمانة الأسبوع ... r e‏ 

ادا اي تمه إن ايخ عمد بن جد قراب ک0 
شيخ الإسلام ابن تيمية ... ... .. 444 

مسألة )١(‏ إن "تراه ( غا الأعبال باليات 0 N e e oe‏ 


د (۲) قوله تي العزل (لاعلیکم) ... ..۔ ..۔ ..۔ ۱۱ 
د (۳) قوله (لا یصیب المؤمن قضاء إلا کان خیرآله) ۱۱ 
.(f( ۵‏ قوله (. من سعادة ابن آدم الإستخارة والرضا)... ۱۱ 
١‏ (ه) ذكر أن الصدق لا يكون إلا بالإيعان النافي للريب ١١‏ 
د )١(‏ ذكر أن أصل الإبمان الصدق ... ... .ن ... ١١‏ 
١‏ (۷) حدیث ماج آدم وموسی .ر اہ ن یں ... ۱۱ 
(N‏ قوله.( عضفور من عصافير النة ) r‏ 
)٩( «‏ بکاؤه صلى الله عليه وسلم عند موت الطفل ٠١ ٠...‏ 
)٠١( ١‏ قال( إن السلف جعلوا سورة الإخلاص أصلا في 

الرد على المشبهة) ... ب ن م س ل ب 


)۱١( مسألة‎ 


(1۲) 


(۳) 
(1٤( 
(1٥( 
(1) 
(MV) 


MA 


)1۹( 


(e) 


(۲1) 


(YY) 


(YY) 


.(( 


(o) 


الموضوع . 
قوله ( إحرص على ما ينفعك ) ee ae oo‏ 
ترات صلل اله عليه ولم على آم تكن ر 
ابلاغ له با لحصوص .. .. 
اليهود تشبه اللحالتق بالمخلوق .. 
ذكر أن عبة الله كر ما تجيء باس العبادة .. 
كل مولود يولد على الفطرة .. 
أين المتحابون بجلالي .. ٠‏ .5 
زه عل ات عله ملم ره ین را غ 


شت عنه ۰ 


1۳ 


قال ي الرد على متصوفة پنضبون إل الفحقيق ٠‏ 


والتوحيد ... e e ad ne‏ 
عطف الحاص على العام کون ل لأسباب ... ... 
العبادة. يدحل فيها الدين . كله ءء. . 

بعث الله مدا صل اله عليه ومام إلى ذي 
أهواء متفرقة e ae es on‏ 
ساك رؤية الكفار ربيم في القيامة اتشر نتشر الكلام 
فیها بعد الثلامائة من المجرة ... 

إا اشيه عله ل هذا قعل ما جر للم 
عليه آم لا 

زكر فی حدیث الاك تفقة ا بكر على مسعلع 
اتفق على أن الأرض لا خلو. عن خراج وعشر 


۱۹ 


)۲٦( مسألة‎ 


(۷) 
(۸) 


)۲۹( 


(۰) 
(1) 


(FY) 


™ 
CD. 


(o) 


FD 
(Fv) 


(A) 
(۳۹) 
)۰( 


الموضوع 

صلاته صلل الله عليه وسلم بالانبياء ببيت المقدس 
زين الشيطان لأهل الضلالة اتخاذ عاشوراء مأغا 
المطالبة في الآحرة لصاحب الال المغصوب منه 
لا لورثته . 

ثبوت الشي ء 4 والتقدير ليس هو ثبوت 
عينه في الحارج .. e e ee o‏ 
لكل شي ء-أربعة مراتب 
اعلم إن المذهب إذا كان باطلا ني تفه ا یکن 


. الناقل أن ينقله على وجه متصور تصوراً حقيقاً 


قوله : (مثل أمي كل الغيث ) الخ e ee ee‏ 
الاية مثل العلامة ¢ والدلالة .. 


ا 

: ا( حجابه اتور ) الخ .. 
ر : ( إن الله مسك السموات والأرض) الغ 
قوله : ( قل أندعو من دون الله ما لاينفعنا 
ولا يضرنا ونرد على أعقابنا ) الخ a e‏ 


تكم الله للعباد على ثلاثة وجه . 


2 ( إن هي إلا أسماء سميتموها ) الخ. . 
: : ( کان .الله ولا شيء معه 0 وکان عرشه 


مل ا ب رکب ی الاسر کل و شي *).. ee on‏ 


وله تال ( الا يعلم من خان وهو لليف 


Yo 


)٤١( مسألة‎ 


(f۲) 
(f) 
(f٤( 
(f٥( 
(f) 
(f۷) 


(6 


()6۹( 
)۰*( 


.)۱( 


(oY) 


(or) 


()٤( 
)6( 
)( 
(9۷) 
(6۸) 


المي ضوع 

مید مار بالصبر عل القدور وآن عع امود 
وإذا أذنب استغفر . .. .. 
اهل اليل شبهات في اللو .. 

لیس لأحد أن يتبع عورات العلماء e‏ 
الذين استحلوا الدرهم بدرهمين يدا بيد 
رجح رحمه الله فعل ذوات الأسباب 0 
المنهي عنه من العادات والعبادات ثلاثة أنواع 
الترول ني القرآن ثلاثة نزول .. 

شريعة الإسلام الذي هو الدين اللحالص لله وحده 
قوله « والله لا حب کل عتال فخور » e‏ 
(ما أصابك من حسنة فمن الله ) a e‏ 
کون الحسنات من الله إلى عبده .. .. 
قوله (من نفسك ) فمن الفوائد أن التعلم 
لا طمن إلى لفسه .. 

في الخديث الذي في الترمذي وصحيح ج الماک 


: « الجن أحسن ردا منكم .. 


إذا كان الحمد لايقع إلا نعمة ... 

المؤمن يرى أن عمله لله . e.‏ 
أما نعمة الضراء فاحتياجا ما إلى الصبر اما .. 
أمر الله الرسل أن يكون دينهم واحداً 0 


جمیع الولایات مقصودها أن یکون الدین کله لله 


المضوع 
من التولين من هو بنزلة الشاهد الو تمن ... ... 
الأدلة العقلية الشرعية انما تدل على الحق 0 
الأقوال الي ترغب ني الفجور وهيج القلوب إليها 
الوسواس ني الصلاة نوعان .. . 
لم يكن أحد من الأنبياء نبا قبل أن ينا 0 
الاذكار والدعوات من أفضل العادات a‏ 


کل اسم جھول لیس لأحد آن پرقأ په فلا عن 


أن يدعو په 

من اعتدی على شرف أو غيره ... 

ما ذكر من حياة الشهداء ورزقهم قيل ا 
محتص بهم .. > . 
اختلن في ولاة ني پکر هل هي پتص آو اجنام 
خلت الله اللحير والشر لاله ي ذلك من الحكمة . 
وقال في احتجاج الرافضة بآية الميراث ا 
قوله « ما أقلت الغبراء ... الخ » e e‏ 
وقال قي قول الرافقض . .. 
مذهب أهل السنة أن الأمراء الظلمة مشاركون 


فيما بحتاج إليهم فيه . 
لله صل اق عليه ومام على الأمة حن لائ ركهم 
فيه غیرهم 


ذا تكلم فيمن دون الصحابة كال لوك المختلفين 


١ 
o۲ 


الموضوع 
ذكر غير واحد الاجماع على أن الصديق ا 
الأمة . 


مذهب أي ذر رضي اله عنه أن الز هد واجب .. 
الغاية الممكنة ذكر الأمور الكلية e e‏ 
وله مال : فمن بدي إل اطق أحق أن ع 
الاية . . n‏ 
حدیث الکنا صحیح ولا دلیل ف به عل اة 
تول موس علبه الملام : ١‏ واجعل لي ویر من 
أملي ¢ : 

رتال نی الکلام علی تل با یبا الکافرون لا عبد 
ما تعبدون ولا ام عابدون ما أعبد » a‏ 
وقال في دعاء آخحر البقرة : الذنوب والمعاصي قد 
تكون سبباً لعدم العلم بالحنيفية السمحة es‏ 
قوله تعالی : « وان لیس للإنسان إلا ما سعی » .. 
قوله تعالى : « فلولا كانت قرية آمنت » 0 
قال رحمه الله : هذا تفسیر آیات اشکلت ... 
تواترت الأحاديث بروج من قال لا اله زه الله 

من النار 

سورة «تبت» نزلت ني هذا وامرأنه e e‏ 
قوله عز وجل : « قل نزله روح القدس من ربك ۲ 
ثبت أنه بحرم من الرضاعة ما بحرم من النسب .. 


o¥ 


o¥ 


(AT) 9» 


)4( ١ 


)46( » 


“VD ° 


(AV) 


(AN) .? 


)٩( ١ 


(°۰) » 


(<1) » 


الموضوع 
أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم وقد مقت 
أهل الأرض إلا بقايا من أهل الكتاب 0 
قد غلط ني مسمى التوحيد طوائف من أهل النظر 
والكلام 
الشاهدة أن مدا رسول الله تتضمن تصديقه في 
کل ما أخبر به .. 


أسل دين الللم آه لا بخص بقعة إقصد اما 


إلا المساجد 

کل آمر یکو القتضی بفعله عل عهد رسول ا 
صلی الله عليه وسلم یکون موجوداً ... e ٠‏ 
أكثر الناس لايدرك فساد ع إذا كانت من 
جنس العبادات . .. 

العيد يكون اسما لنفس المكان ولنفس الزمان 
ولنفس الاجتماع 

سبب عبادة الات سيب تام قير جلي الع 
ته سيحاقه يقرف بين الشرك والكلب ا يثرن 
بين الصدقى والإخلاص .. 


الاستدلال بكون الشي ء بدعة على كراهته قاعدة 
عظيمة عامة 

من جوز أن بطلب من اللخلوق کا يطلب من 
اللحالق 


۷۸ 
۷۹ 
A۲ 
AY 
A4 


۸٦ 


AA 


0 
۹۱ 
۹۲ 


۹4 


)٠١۲( مسألة‎ 


) 


(1۳) 


)۱۰( 
)۱۰( 


(۰% 


(1۰۷) 


(۱۰۸) 


)۱۰۹( 


)1۱۰( 


(1۱ 


(1۳ 


الموضوع 
ما بين اللحلق من الأسباب الكسبية التي با 
يتساءلون . 
امش ركون من الصائبة وغوھم لا عیدوا لکوا کے 
والملائكة e‏ 
وما بين حكدة اثر عة أا كفي وع  .‏ 
لا استحل طائفة من الصحابة والتابعين الحمر 
كقدامة وأصحابه 
ته سبحانہ م باکر فی کت العام بل رر 
المساجد 
جاء ی اران نبةالیع الاه یي نباد 
غير ها 


وقال ني الكلام على قوله تعالى : « قل ادعوا 


الذين زعمم من دونه » . 

إذا كان الكلام في سياق التوحيد ونفى خصائص 
الرب عما سواه 

وقال .تي الكلام على قوله « قل أبالله وآیاته 
ورسوله » الاية .. 

نی اي صلی اق عليه ومام عن ارتي الي فيه 
شرك كالي فيها استعاذة بالحن ووو ووو e‏ 
کونه صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك 
المهاجرين ليس معناه أنه يسأل الله بهم . 


الصفحة 


۹۹ 


I: 


1۰¥ 


)۱١۳( مسألة‎ 


(16) » 
)۷٥( « 


(NIV 


(NIV) » 


ANN 


(۸١۱۹) » 


(\Y*) ° 


(ATI) » 
AYY) o. 
MYDD ° 
(MAY) °9 


(Yo) ’» 


(AYY 


الوضوع 

رتل فی کلام عل إعداء ک0 لني صلى الله 
عليه وسلم .. ... 
وشل ره اله عن دعوة في اون سعاها .. 
الراجي یری حصول الحر ودفع الشر ... ..١‏ 
التسبيح المتضمن تنزيهه عن السوء ونفي اللقص 
يتضەن تفي ;. 
وآيات احتج بها القدرية ... ۰ 
العقوبات شرعت رحمة من الله بعيادة ee‏ 
ثبت عن ابن عباس آنه قال : کان بین آدم ونوح 
عشرة قرون كلهم على الإسلام a e‏ 
من أصيب بصيبة بسبب ما جاء به الرسول 
Ty‏ 
کل من استفرغ وسعه استحق الثواب a‏ 
العدل محمود عبوب باتفاق أهل‌الأرض... ... 
الرافضة سلكوا في الصحابة مسلك التفرق ... .... 
تواتر النقل وعلم بالاضطرار من دين الرسول 
واتفقت عليه الأمة . 
ستل رحمه الله عن رجل متمسك بالستة ويحصل 

له ريبة تي تفضيل الثلاة على على e oe oon‏ 


ذكر رحمه الله حديث و إذا أذن المؤذن أدبر 
الشيطان وله ضراط & . 


11٩ 


10٦ 


مسأل (۱۲۷) 


1 


(۱۲۸( 


)۱۲۹4( 


(۳۰) 
(۳۱) 


(TY) 


OAT 


(۳) 


(Te) 


الموضوع 
: « إن الله جمیل بحب 
الحمال ۾ . . e e ee o‏ 
الله سبحانه حب عباده المؤمنين فيريد الإحسان 


إليهم .. 


الناس مم ني طلب العلم والدين طريقان مبتدعان 
وطريق شرعي . e one oo‏ 
المنحرفون ي الصحابة وغيرهم صنفان 0 


لفظ الاية لا حالف ما تواتر من السنة a n‏ 


قال تعالى : « ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً 


أو قال أوحي الي وم يوح اليه بشيء ومن قال 


سأنزل مثل ما آنرل الله » .. e e‏ 
اعلم آن الله سبحانه علم آدم الأسماء كلها .. 
وقال ثي كلامه على علم المنطق وعلم الكلام 
لا ذکر أن ئي کلامهم شیثاً من المح هه 
اعام صل في تفس کا بحل ساز | الإدراكات 
والحر ت eo‏ . 


الصفحة 


۹۳ 


۱۹۹ 
۸ 


۱۷۱ 


۱۷۸ 
1A 


۱۸٩ 


14۲