Reviewer:
harith hammam
-
favoritefavoritefavorite -
July 27, 2021
Subject:
محتوى الكتاب مع معلومات عن دار النشر والمحقق وسنة النشر
اسم الديوان: عصفي يا رياح وقصائد أخرى
للأستاذ محمود محمد شاكر
عرض:فيصل محمد العبودي
الناشر: دار المدني بجدة ط 1422ه 2001م
صدر الديوان عن دار المدني بجدة وهو من الحجم المتوسط ويبلغ عدد صفحاته «272» صفحة بما فيها الفهارس والمقدمة، وهذا الديوان من جمع وتحقيق ابنه الدكتور فهر محمود شاكر، جمع فيه ما نشر وما لم ينشر من قصائد الأستاذ وعددها أربع وعشرون قصيدة منها خمس مترجمة عدا القوس العذراء التي أفردها الأستاذ في ديوان مستقل التي استوحاها من قصيدة الشماخ بن ضرار الغطفاني، وقصيدتين إحداهما قافية والأخرى داليّة صعب ضمهما إلى الديوان لتمام جمعه مع المقدمة، والأستاذ محمود شاكر كركان ذو ثقافة واسعة وعلم بالعربية والنظر في الكتب الأجنبية يألف العزلة أحيانا كثيرة، يقول عنه د. عبد القدوس أبو صالح «واستطاع بذلك أن يجمع بين الثقافة العربية والإسلامية وبين الثقافة الغربية إذ كان يجيد الإنجليزية إجادة تامة» مجلة الأدب الإسلامي «ع16 ص10» فصاغ الشعر الأجنبي ونقله إلى العربية كما في القصائد المترجمة التي ضمت في آخر الديوان، وقد قدم له الدكتور عادل سليمان جمال وأعقبها بدراسة مختصرة للقصائد التي رتبت حسب تاريخها ما عدا بعضها لم يعرف تاريخها فاجتهد في ترتيبها وكانت دراسة القصائد على المنهج الذي اتبعه الأستاذ في دراسة قصائد المتنبي حسب تاريخها وقبل أن يشرع في الدراسة قدم بتاريخ «نظرية النقد الاجتماعي للأدب» باختصار لفائدتها في النظر إلى شعر أبي فهر والى المذاهب الأدبية التي شهدتها مصر وهذه النظرية تكمن في تجسيد المرحلة التي مرّ بها الشاعر وكان لها الأثر في التكوين العلمي في حياته وليس معنى ذلك أن هذا هو العنصر الوحيد في تكوين شخصيته في هذه المرحلة التي مرّ بها في المجتمع المصري وما فيها من صراع. يقول في قصيدته الطويلة «اعصفي يا رياح» التي سمي الديوان باسمها:
اعصفي يا رياح من حيثما شئت وعفّي الطول والآثارا فقد نظر إلى هذه الريح كما جاءت في القرآن الكريم مدمرة لأمم قد عتت عن أمر الله عز وجل ورسله ومن ثم يبين هيئة الرياح والأصوات التي تعلوها فيدعوها للصمت فلم ترعو فيقول عن الإنسان الذي جاء إلى هذه الدنيا:
ظل هذا الإنسان! يكدح للخلد .. وأقصى الخلود: كان فصار!
فتنتهي هذه القصيدة الشامخة وهي تشرح نظرة الأستاذ أبي فهر إلى هذا العالم الذي نعيش فيه وعاشه السابقون.. عالم ممتلئ بالصراع وطبيعة البشر وقصور العقل مهما أوتي من الذكاء عن فهم هذا الكون والنفاذ إلى خباياه. وفي قصيدته «الشجرة: ناسكة الصحراء» وهي آخر ما نظمه منشورا سنة 1943 فيها تأمل في الحياة والوجود، والعدم والفناء، وقصور إدراك الإنسان عن لغز هذا الكون شأنها شأن بعض قصائده ولكن حين تقرأ هذه القصيدة تشعر أن هذه «الشجرة» هي شجرة محمود شاكر لا أحد سواه:
أيتها الجرداء في بلقع
قفر من النابت والسائر
مفردة تنأى بأحزانها
عن هجمة النازل والزائر
وعن حديث اللهو من صاحب
وعن فضول النابش الخابر
فبما أن الأستاذ محمود شاكر اشتهر بمقالاته التي سطرها يراعه وما ألّفه مثل كتابه «المتنبي» الذي قدم له ب«رسالة في الطريق إلى ثقافتنا»، إلا أن شعره هذا لهو أنموذج للأدب الأصيل وصورة متميزة للشعر الحديث، وقد خصص الدكتور: عبد القدوس أبو صالح العدد السادس عشر من مجلة الأدب الإسلامي عن سيرة الأستاذ محمود شاكر والدراسات التي تناولت أدبه له منا جزيل الشكر والتقدير ولجامع الديوان ومقدمه الأجر والثواب، فندعو الأدباء الكرام الى دراسة هذه الروائع الثمينة وبيان بلاغتها وأسرارها